الصحيفة الصادقية

التوب ، شديد العقاب ، ذو الطول ، لا إله إلا أنت إليك المأوى وإليك

المصير ، وسعت رحمتك كل شي ء ، وبلغت حجتك ، ولا معقب

لحكمك ، ولا يخيب سائلك ، كل شئ بعلمك ، وأحصيت كل شئ

عددا ، وجعلت لكل شئ أمدا ، وقدرت كل شئ تقديرا ، بلوت فقهرت

ونظرت فخبرت ، وبطنت وعلمت فسترت ، وعلى كل شئ ظهرت ،

تعلم خائنة الاعين ، وما تخفي الصدور ، ولا تنسى من ذكرك ، ولا تخيب
من سألك ، ولا تضيع من توكل عليك ، أنت الذي لا يشغلك ما في جو

سمواتك عما في جو أرضك ، تعززت في ملكك ، وتقويت في

سلطانك ، وغلب على كل شئ قضاؤك ، وملك كل شئ أمرك ، وقهرت

كل شئ قدرتك ، لا يستطاع وصفك ، ولا يحاط بعلمك ، ولا ينتهي ما
عندك ، ولا تصف العقول صفة ذاتك ، عجزت الاوهام عن كيفيتك ، ولا
تدرك الابصار موضع أينيتك ، ولا تحد فتكون محدودا ، ولا تمثل فتكون
موجودا ، ولا تلد فتكون مولودا ، أنت الذي لا ضد معك ، فيعاندك ، ولا
عديل لك فيكاثرك ، ولا ند لك فيعارضك ، أنت ابتدعت واخترعت ،
واستحدثت ، فما أحسن ما صنعت ، سبحانك ما أجل ثناء‌ك ، وأسنى في

الاماكن مكانك ، وأصدع بالحق فرقانك ، سبحانك من لطيف ما

ألطفك ، وحكيم ما أعرفك ، ومليك ما أسمحك ، بسطت بالخيرات

يداك ، وعرفت الهداية من عندك ، وخضع لك كل شئ ، وانقاد للتسليم

لك كل شئ ، سبيلك جدد ، وأمرك رشد ، وأنت حي صمد ، وأنت

الماجد الجواد ، الواحد الاحد ، العليم الكريم ، القديم ، القريب ،

المجيب ، تباركت وتعاليت عما يقول الظالمون ، علوا كبيرا ، تقدست

أسماؤك وجل ثناؤك ، فصل على محمد عبدك ، ورسولك الذي صدع

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة