وناصر من إليك أوى ، ومعين من بك استعدى ، وكافي من بك استكفى ،
أنت العزيز الذي لا تمانع عما تشاء ، ولا قوة إلا بالله وهو حسبي ، عليه
توكلت ، وهو رب العرش العظيم . . " (1) .
وكشف هذا الدعاء ، عما كان يعانيه الامام عليه السلام من المحن
والخطوب ، من خصمه الارهابي الظالم ، فقد دعا عليه الامام ، بهذا الدعاء
الشديد ، مع العلم أنه ليس من سيرة أئمة أهل البيت عليهم السلام الانتقام من
الظالمين لهم ، وإنما كانوا يقابلونهم بالصفح والاحسان ، ولكن هذا الظالم قد
بالغ في إرهاق الامام ، ولم يترك لونا من ألوان الاعتداء إلا جابهه به ، فلذا دعا
الامام عليه السلام عليه بهذا الدعاء .
5 - دعاؤه الثاني في القنوت
كان الامام عليه السلام يدعو بدعاء آخر في قنوته ، وقد دعا فيه على ظالم
له ، وهذا نصه :
" يامأمن الخائف ، وكهف اللائف ، وجنة العائذ ، وغوث اللائذ ،
خاب من اعتمد على سواك ، وخسر من لجأ إلى دونك ، وذل من اعتز
بغيرك ، وافتقر من استغنى عنك ، اللهم ، المهرب منك ، اللهم ،
المطلب منك ، اللهم ، وقد تعلم عقد ضميري عند مناجاتك ، وحقيقة
سريرتي عند دعائك ، وصدق خالصتي باللجوء إليك ، فأفزعني إذا فزعت
إليك ، ولا تخذلني إذا اعتمدت عليك ، وبادرني بكفايتك ، ولا تسلبني
رفق عنايتك ، وخذ ضالتي الساعة ، الساعة ، أخذ عزيز مقتدر عليه ،
مستأصل شأفته ، مجتث قائمته ، حاط دعامته ، متبر له ، مدمر عليه .
(1) البلد الامين (ص 555) .(*)