الصحيفة الصادقية

من الامر الحكيم ، في ليلة القدر ، من القضاء الذي لا يرد ، ولا يبدل ،
ولا يغير أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام ، المبرور حجهم ، المشكور
سعيهم ، المغفورة ذنوبهم ، المكفر عنهم سيئاتهم ، واجعل فيما تقضي

وتقدر ، أن تعتق رقبتي من النار ياأرحم الراحمين .

اللهم ، إني أسألك ولم يسأل العباد مثلك جودا وكرما ، وأرغب

إليك ، ولم يرغب إلى مثلك ، أنت موضع مسألة السائلين ، ومنتهى رغبة
الراغبين ، أسألك ياعظيم المسائل كلها ، وأنجحها ، التي ينبغي للعباد
أن يسألوك بها ، ياالله ، يارحمن ، وبأسمائك ما علمت منه ، وما لم
أعلم ، ويأسمائك الحسنى ، وأمثالك العليا ، ونعمك التي لا تحصى ،
وبأكرم أسمائك عليك ، وأحبها وأشرفها عندك منزلة ، وأقربها منك
وسيلة ، وأجز لها منك ثوابا ، وأسرعها لديك إجابة ، وباسمك المكنون
المخزون ، الحي ، القيوم ، الاكبر ، الاجل ، الذي تحبه وتهواه ،
وترضى عمن دعاك به ، وتستجيب له دعاء‌ه ، وحق عليك يارب ، أن لا
تخيب سائلك ، وأسألك بكل اسم ، هو لك في التوراة ، والانجيل ،

والزبور ، والقرآن ، وبكل اسم دعاك به حملة عرشك ، وملائكة

سمواتك ، وجميع الاصناف من خلقك ، من نبي ، أو صديق أو شهيد ،
وبحق الراغبين إليك ، القريبين منك ، المتعوذين بك وبحق مجاوري

بيتك الحرام ، حجاجا ومعتمرين ، ومقدسين ، والمجاهدين في

سبيلك ، وبحق كل عبد متعبد لك في بر أو بحر ، أو سهل أو جبل ،
أدعوك دعاء من قد اشتدت فاقته ، وكثرت ذنوبه ، وعظم جرمه ، وضعف
كدحه ، دعاء من لا يجد لنفسه سادا ، ولا لضعفه مقويا ، ولا لذنبه غافرا
غيرك ، هاربا إليك ، متعوذا بك ، غير مستكبر ولا مستنكف ، خائفا ،

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   كتب متفرقة