الفقير إليك أقلتني من عثرتي ، وسترتي علي ذنوبي ، فاقض اليوم
حاجتي ، ولا تعذبني بقبيح ما تعلم مني ، بل عفوك وجودك يسعني . " ثم يخر ساجدا ويقول :
" ياأهل التقوى ، وياأهل المغفرة ، يابر يارحيم ، أنت أبر بي من أبي ، وأمي ، ومن جميع الخلائق ، إقبلني بقضاء حاجتي ، مجابا
دعائي ، مرحوما صوتي ، قد كشفت أنواع البلاء عني . " (1)
ويلمس في هذا الدعاء ، مدى إنابة سيد المتقين ، والموحدين إلى الله
تعالى ، فمن المقطوع به إنه ما عرف الله حق معرفته ، وآمن به كاشد ما يكون
الايمان ، سوى الامام أمير المؤمنين ، وأبنائه الائمة الطاهرين عليهم السلام .
4 - روى معاوية بن عمار قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام ، أبتداء
منه : يامعاوية أما علمت أن رجلا أتى الامام أمير المؤمنين عليه السلام فشكا
الابطاء عليه في الجواب في دعائه ، فقال له :
- " أين أنت عن الدعاء السريع الاجابة ؟ . "
- " فقال الرجل : ما هو ؟ .
- قال قل :
" اللهم ، إني أسألك باسمك العظيم الاعظم ، الاجل الاكرم ،
المخزون ، المكنون ، النور الحق ، البرهان المبين ، الذي هو نور مع
نور ، نور من نور ، ونور في نور ، ونور على نور ، ونور فوق كل نور ،
ونور يضيئ به كل ظلمة ، ويكسر به كل شدة ، وكل شيطان مريد ، وكل
جبار عنيد ، ولا تقر به أرض ، ولا تقوم به سماء ، ويامن يأمن به كل
(1) اصول الكافي 2 / 545 .(*)