اللهم ، بادره قبل أذيتي ، واسبقه بكفايتي كيده ، وشره ومكره ،
وغمزه وسوء عقده وقصده .
إليك فوضت أمري ، وبك تحصنت منه ، ومن كل من يتعمدني
بمكروهه ، ويترصد لي بأذيته ، ويصلت ضباته ، ويسعى إلي بمكائده ،
اللهم ، كد لي ولا تكد علي ، وامكر لي ، ولا تمكر بي ، وأرني الثأر من
كل عدو أو مكار ، لا يضرني ضار وأنت وليي ، ولا يغلبني غالب وأنت
عضدي ، ولا تجري علي مساءة وأنت كنفي ، اللهم ، بك استدرعت ،
واعتصمت ، وعليك توكلت ، ولا قوة لي ولا حول إلا بك . . " (1) .
وحكى هذا الدعاء الآلام المريرة التي كان يتجرعها الامام عليه السلام ،
من ظالمه الباغي اللئيم الذي هو - في أكبر الظن - المنصور الدوانيقي ، الذي
ضيق الدنيا ، على عترة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وسن ظلمهم لملوك
الاسرة العباسية ، فجهدوا في قهرهم والتنكيل بهم ، وفعلوا معهم ما لم يفعله
الامويون معهم .
6 - دعاؤه بعد الصلاة
وكان الامام الصادق عليه السلام ، إذا فرغ من صلاته ، دعا بهذا الدعاء
الجليل :
" اللهم ، إني أدينك بطاعتك ، وولايتك ، وولاية الائمة من أولهم
إلى آخرهم ، أدينك بطاعتهم وولايتهم بما فضلتهم به غير منكر ، ولا
مستكبر ، على معنى ما أنزلت في كتابك ، على حدود ما أتانا فيه ، وما لم
يأتنا ، مؤمن ، مقر بذلك ، مسلم ، راض بما رضيت به يارب ، أريد به
(1) البلد الامين (ص 558) .(*)