فهرس الكتاب 

حق القضاء

حق ما أساء القضاء:

(وأما حق من ساءك القضاء على يديه بقول أو فعل، فإن كان تعمدها، كان العفو أولى بك، لما فيه من القمع وحسن الأدب، مع كثير أمثاله من الخلق فإن الله يقول: (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ـ إلى قوله ـ من عزم الأمور)(1) وقال عز وجل: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)(2) هذا في العمد، فإن لم يكن عمداً لم تظلمه بتعمد الانتصار منه، فتكون قد كافأته في تعمد على خطأ، ورفقت به، ورددته بالطف ما تقدر عليه، ولا قوة إلا بالله..).

وتعرض الإمام (عليه السلام) إلى القضاة، وأنهم إذا جاروا على أحد بقول أو فعل، وكان ذلك عن عمد، فالأولى العفو والصفح عنهم عملاً بالآداب الإسلامية الرفيعة التي حثت على العفو عن المسيء، وعدم مؤاخذته، أما إذا صدرت الإساءة منهم عن خطأ فلا ينبغي مؤاخذتهم لأنهم لم يتعمدوا الظلم والجور.

 

1 - سورة الشورى: الآية 41.

2 - سورة النحل: الآية 126.