4
وَكانَ
مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الصَّلوةِ عَلى أَتْباعِ الرُّسُلِ
وَمُصَدِّقيهِمْ
أَللّهُمَّ وَأَتْباعُ الرُّسُلِ، وَمُصَدِّقوهُمْ مِنْ أَهْلِ الاَْرْضِ بِالْغَيْبِ، عِنْدَ مُعارضَةِ الْمُعانِدينَ لَهُمْ بِالتَّكْذيبِ، وَالاْشْتِياقِ إِلَى الْمُرْسَلينَ بِحَقائِقِ الاْيمانِ، في كُلِّ دَهْر وَزَمان أَرْسَلْتَ فيهِ رَسُولاً، وَأَقَمْتَ لاَِهْلِهِ دَليلاً، مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلى مُحَمَّد صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدى، وَقادَةِ أَهْلِ التُّقى، عَلى جَميعِهِمُ السَّلامُ، فَاذْكُرْهُمْ مِنْكَ بِمَغْفِرَة وَرِضْوان. أَللّهُمَّ وَأَصْحابُ
مُحَمَّد، خَاصَّةً الَّذينَ أَحْسَنُوا الصَّحابَةَ، وَالَّذينَ أَبْلَوُا
الْبَلاءَ الْحَسَنَ في نَصْرِهِ، وَكانَفُوهُ، وَأَسْرَعُوا إِلى وِفادَتِهِ،
وَسابَقُوا إِلى دَعْوَتِهِ، وَاسْتَجابُوا لَهُ، حَيْثُ أَسْمَعَهُمْ حُجَّةَ
رِسالاتِهِ، وَفارَقُوا الاَْزْواجَ وَالاَْوْلادَ في إِظْهارِ كَلِمَتِهِ،
وَقاتَلُوا الاْباء وَالاَْبْناءَ في تَثْبيتِ نُبُوَّتِهِ، وَانْتَصَرُوا بِهِ،
وَمَنْ
كانُوا مُنْطَوينَ عَلى مَحَبَّتِهِ، يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ في مَوَدَّتِهِ، وَالَّذينَ هَجَرَتْهُمُ الْعَشائِرُ إِذْ تَعَلَّقُوا بِعُرْوَتِهِ، وَانْتَفَتْ مِنْهُمُ الْقَراباتُ إِذْ سَكَنُوا في ظِلِّ قَرابَتِهِ، فَلا تَنْسَ لَهُمُ اللّهُمَّ ماتَرَكُوا لَكَ وَفيكَ، وَأَرْضِهِمْ مِنْ رِضْوانِكَ، وَبِما حاشُوا الْخَلْقَ عَلَيْكَ، وَكانُوا مَعَ رَسُولِكَ دُعاةً لَكَ إِلَيْكَ، وَاشْكُرْهُمْ عَلى هَجْرِهِمْ فيكَ دِيارَ قَوْمِهِمْ، وَخُرُوجِهِمْ مِنْ سَعَةِ الْمَعاشِ إِلى ضيقِهِ، وَمَنْ كَثَّرْتَ في إِعْزازِ دينِكَ مِنْ مَظْلُومِهِمْ. أَللّهُمَّ وَأَوْصِلْ إِلَى التّابِعينَ لَهُمْ بِإِحْسان، الَّذينَ يَقُولُونَ: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلاِِخْوانِنَا الَّذينَ سَبَقُونا بِالاِْيمانِ) خَيْرَ جَزائِكَ، الَّذينَ قَصَدُوا سَمْتَهُم، وَتَحَرَّوْا وِجْهَتَهُمْ، وَمَضَوْا عَلى شاكِلَتِهِمْ، لَمْ يَثْنِهِمْ رَيْبٌ في بَصيرَتِهِمْ، وَلَمْ يَخْتَلِجْهُمْ شَكٌّ في قَفْوِ آثارِهِمْ، وَالاِْئْتِمامِ بِهِـدايَةِ مَنـارِهِمْ، مُكـانِفيـنَ وَمُـوازِرينَ لَهُمْ، يَدينُونَ بِدينِهِمْ، وَيَهْتَدُونَ بِهَدْيِهِمْ، يَتَّفِقُونَ عَلَيْهِمْ، وَلا يَتَّهِمُونَهُمْ فيما أَدَّوْا إِلَيْهِمْ. أَللّهُمَّ وَصَلِّ
عَلَى التّابِعينَ مِنْ يَوْمِنا هذا إِلى يَوْمِ الدّينِ، وَعَلى أَزْواجِهِمْ،
وَعَلى ذُرِّيّاتِهِمْ، وَعَلى مَنْ أَطاعَكَ مِنْهُمْ،
صَلاةً تَعْصِمُهُمْ بِها مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَتَفْسَحُ لَهُمْ في رِياضِ جَنَّتِكَ، وَتَمْنَعُهُمْ بِها مِنْ كَيْدِالشَّيْطانِ، وَتُعينُهُمْ بِها عَلى مَا اسْتَعانُوكَ عَلَيْهِ مِنْ بِرٍّ، وَتَقيهمْ طَوارِقَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، إِلاّ طارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْر، وَتَبْعَثُهُمْ بِها عَلَى اعْتِقادِ حُسْنِ الرَّجاءِ لَكَ، وَالطَّمَعِ فيما عِنْدَكَ، وَتَرْكِ التُّهْمَةِ فيما تَحْويهِ أَيْدِي الْعِبادِ، لِتَرُدَّهُمْ إِلَى الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ، وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ، وَتُزَهِّدَهُمْ في سَـعَةِ الْعاجِـلِ، وتُحَبِّبَ إِلَيْهِـمُ الْعَمَـلَ لِلاْجِلِ، وَالاْستِعْدادَ لِما بَعْدَ الْمَوْتِ، وَتُهَوِّنَ عَلَيْهِمْ كُلَّ كَرْب يَحِلُّ بِهِمْ يَوْمَ خُرُوجِ الاَْنْفُسِ مِنْ أَبْدانِها، وَتُعافِيَهُمْ مِمّا تَقَعُ بِهِ الْفِتْنَةُ مِنْ مَحْذُوراتِها، وَكَبَّةِ النّارِ، وَطُولِ الْخُلُودِ فيها، وَتُصَيِّرَهُمْ إِلى أَمْن مِنْ مَقيلِ الْمُتَّقينَ.
5
وَكانَ
مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ لِنَفْسِهِ ولاَِهْلِ
وَلايَتِهِ
يا مَنْ لا تَنْقَضي عَجائِبُ عَظَمَتِهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاحْجُبْنا عَنِ الاِْلْحادِ في عَظَمَتِكَ. وَيا مَنْ لا تَنْتَهي مُدَّةُ مُلْكِهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَعْتِقْ رِقابَنا مِنْ نَقِمَتِكَ. وَيامَنْ لا تَفْنى خَزائِنُ رَحْمَتِهِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْ لَنا نَصيباً في رَحْمَتِكَ. وَيا مَنْ تَنْقَطِعُ دُونَ رُؤْيَتِهِ الاَْبْصارُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَدْنِنا إِلى قُرْبِكَ. وَيا مَنْ تَصْغُرُ عِنْدَ خَطَرِهِ الاَْخْطارُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَكَرِّمْنا عَلَيْكَ. وَيا مَنْ تَظْهَرُ عِنْدَهُ بَواطِنُ الاَْخْبارِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَلا تَفْضَحْنا لَدَيْكَ. أَللّهُمَّ أَغْنِنا عَنْ هِبَةِ الْوَهّابِينَ بِهِبَتِكَ، وَاكْفِنا وَحْشَةَ الْقاطِعينَ بِصِلَتِكَ، حَتّى لانَرْغَبَ إِلى أَحَد مَعَ بَذْلِكَ، وَلا نَسْتَوْحِشَ مِنْ أَحَد مَعَ فضْلِكَ. أَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَكِدْ لَنا، وَلا تَكِدْ عَلَيْنا، وَامْكُرْ لَنا، وَلا تَمْكُرْ بِنا، وَأَدِلْ لَنا وَلا تُدِلْ مِنّا. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَقِنا مِنْكَ، وَاحْفَظْنا بكَ، وَاهْدِنا إِلَيْكَ، وَلا تُباعِدْنا عَنْكَ، إِنَّ مَنْ تَقِهِ يَسْلَمْ، وَمَنْ تَهْدِهِ يَعْلَمْ، وَمَنْ تُقَرِّبْهُ إِلَيْكَ يَغْنَمْ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاكْفِنا حَدَّ نَوائِبِ الزَّمانِ، وَشَرَّ مَصائِدِ الشَّيْطانِ، وَمَرارَةَ صَوْلَةِ السُّلْطانِ. أَللّهُمَّ إِنَّما
يَكْتَفِي الْمُكْتَفُونَ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ
وَاكْفِنا، وَإِنَّما يُعْطِي الْمُعْطُونَ مِنْ فَضْلِ جِدَتِكَ، فَصَلِّ عَلى
مُحَمَّد وَآلِهِ وَ أَعْطِنا، وَإِنَّما يَهْتَدِي الْمُهْتَدُونَ بِنُورِ وَجْهِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاهْدِنا. أَللّهُمَّ إِنَّكَ مَنْ والَيْتَ لَمْ يَضْرُرْهُ خِذْلانُ الْخاذِلينَ، وَمَنْ أَعْطَيْتَ لَمْ يَنْقُصْهُ مَنْعُ الْمانِعينَ، وَمَنْ هَديْتَ لَمْ يُغْوِهِ إِضْلالُ الْمُضِلّينَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَ امْنَعْنا بِعِزِّكَ مِنْ عِبادِكَ، وَأَغْنِنا عَنْ غَيْرِكَ بِإِرْفادِكَ، وَاسْلُكْ بِنا سَبيلَ الْحَقِّ بِإِرْشادِكَ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مَحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْ سَلامَةَ قُلُوبِنا في ذِكْرِ عَظَمَتِكَ، وَفَراغَ أَبْدانِنا في شُكْرِ نِعْمَتِكَ، وَانْطِلاقَ أَلْسِنَتِنا في وَصْفِ مِنَّتِكَ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْنا مِنْ دُعاتِكَ الدّاعِينَ إِلَيْكَ، وَ هُداتِكَ الدّالّينَ عَلَيْكَ، وَ مِنْ خاصَّتِكَ الْخاصّينَ لَدَيْكَ، يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
6
وَكانَ
مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ عِنْدَ الصَّباحَ
وَالْمَساءِ
اَلْحَمْدُ
لِلّهِ الَّذي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ بِقُوَّتِهِ، وَمَيَّزَ بَيْنَهُما
بِقُدْرَتِهِ، وَجَعَلَ لِكُلِّ واحِد مِنهُما حَدّاً مُحْدُوداً، وَأَمَداً
مَمْدُوداً، يُولِجُ كُلَّ واحِد مِنْهُما في صاحِبِهِ، ويُولِجُ صاحِبَهُ فيهِ،
بِتَقْدير مِنْهُ لِلْعِبادِ فيما يَغْذُوهُمْ بِهِ، وَيُنْشِئُهُمْ عَلَيْهِ،
فَخَلَقَ لَهُمُ اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فيهِ مِنْ حَرَكاتِ التَّعَبِ، وَنَهَضاتِ
النَّصَبِ، وَجَعَلَهُ لِباساً لِيَلْبَسُوا مِنْ راحَتِهِ وَمَنامِهِ، فَيَكُونَ
ذلِكَ لَهُمْ جَماماً وَقُوَّةً، وَلِيَنالُوا بِهِ لَذَّةً وَشَهْوَةً، وَخَلَقَ
لَهُمُ النَّهارَ مُبْصِراً لِيَبْتَغُوا فيهِ مِنْ فَضْلِهِ، وَلِيَتَسَبَّبُوا
إِلى رِزْقِهِ، وَيَسْرَحُوا في أَرْضِهِ، طَلَباً لِما فيهِ نَيْلُ الْعاجِلِ مِنْ
دُنْياهُمْ، وَدَرَكُ الاْجِلِ في أُخْريهُمْ، بِكُلِّ ذلِكَ يُصْلِحُ شَأْنَهُمْ،
وَيَبْلُو أَخْبارَهُمْ، وَيَنْظُرُ كَيْفَ هُمْ في أَوْقاتِ طاعَتِهِ، وَمَنازِلِ
فُرُوضِهِ، وَمَواقِعِ أَحْكامِهِ (لِيَجْزِىَ
الَّذينَ
أَساءُوا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِىَ الَّذينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنى). أَللّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما فَلَقْتَ لَنا مِنَ الاِْصْباحِ، وَمَتَّعْتَنا بِهِ مِنْ ضَوْءِ النَّهارِ، وَبَصَّرْتَنا مِنْ مَطالِبِ الاَْقْواتِ، وَوَقَيْتَنا فيهِ مِنْ طَوارِقِ الاْفاتِ. أَصْبَحْنا وَأَصْبَحَتِ الاَْشْياءُ كُلُّها بِجُمْلَتِها لَكَ، سَماؤُها وَأَرْضُها، وَما بَثَثْتَ في كُلِّ واحِد مِنْهُما، ساكِنُهُ وَمُتَحَرِّكُهُ، وَمُقيمُهُ وَشاخِصُهُ، وَما عَلا في الْهَواءِ، وَما كَنَّ تَحْتَ الثَّرى. أَصْبَحْنا في قَبْضَتِكَ،يَحْوينا مُلْكُكَ وَسُلْطانُكَ، وَتَضُمُّنا مَشِيَّتُكَ، وَنَتَصَرَّفُ عَنْ أَمْرِكَ، وَنَتَقَلَّبُ في تَدْبيرِكَ، لَيْسَ لَنا مِنَ الاَْمْرِ إِلاّ ما قَضَيْتَ، وَلا مِنَ الْخَيْرِ إِلاّ ما أَعْطَيْتَ. وَهذا يَوْمٌ حادِثٌ جَديدٌ، وَ هُوَ عَلَيْنا شاهِدٌ عَتيدٌ، إِنْ أَحْسَنّا وَدَّعَنا بِحَمْد، وَإِنْ أَسَأْنا فارَقَنا بِذَمٍّ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَارْزُقْنا حُسْنَ مُصاحَبَتِهِ، وَاعْصِمْنا مِنْ سُوءِ مُفارَقَتِهِ، بِارْتِكابِ جَريرَة، أَوِ اقْتِرافِ صَغيرَة أَوْ كَبيرَة، وَأَجْزِلْ لَنا فيهِ مِنَ الْحَسَناتِ، وَأَخْلِنا فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، وَامْلاَْ لَنا ما بينَ طَرَفَيْهِ حَمْداً وَشُكْراً، وَأَجْراً وَذُخْراً، وَفَضْلاً وَإِحْساناً. أَللّهُمَّ يَسِّرْ عَلَى الْكِرامِ الْكاتِبينَ مَؤُونَتَنا، وَامْلاَْ لَنا مِنْ حَسَناتِنا صَحائِفَنا، وَلا تُخْزِنا عِنْدَهُمْ بِسُوءِ أَعْمالِنا. أَللّهُمَّ اجْعَلْ لَنا في كُلِّ ساعَة مِنْ ساعاتِهِ حَظّاً مِنْ عِبادِكَ، وَنَصيباً مِنْ شُكْرِكَ، وَشاهِدَ صِدْق مِنْ مَلائِكَتِكَ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاحْفَظْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدينا، وَمِنْ خَلْفِنا، وَعَنْ أَيْمانِنا، وَعَنْ شَمائِلِنا، وَمِنْ جَميعِ نَواحِينا، حِفْظاً عاصِماً مِنْ مَعْصِيَتِكَ، هادِياً إِلى طاعَتِكَ، مُسْتَعْمِلاً لِمَحَبَّتِكَ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَوَفِّقْنا في يَوْمِنا هذا، وَلَيْلَتِنا هذِهِ، وَفي جَميعِ أَيّامِنا لاِسْتِعْمالِ الْخَيْرِ، وَهِجْرانِ الشَّرِّ، وَشُكْرِ النِّعَمِ، وَاتِّباعِ السُّنَنِ، وَمُجانَبَةِ الْبِدَعِ، وَالاَْمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَحِياطَةِ الاِْسْلامِ، وَانْتِقاصِ الْباطِلِ وَإِذْلالِهِ، وَنُصْرَةِ الْحَقِّ وَإِعْزازِهِ، وَإِرشادِ الضّالِّ، وَمُعاوَنَةِ الضَّعيفِ، وَإِدْراكِ اللَّهيفِ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى
مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْهُ أَيْمَنَ يَوْم عَهِدْناهُ، وَأَفْضَلَ صاحِب
صَحِبْناهُ، وَخَيْرَ وَقْت ظَلِلْنا فيهِ، وَاجْعَلْنا مِنْ أَرْضى مَنْ مَرَّ
عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ مِنْ جُمْلَةِ خَلْقِكَ، أَشْكَرَهُمْ
لِما أَوْلَيْتَ مِنْ نِعَمِكَ، وَأَقْوَمَهُمْ بِما شَرَعْتَ مِنْ شَرائِعِكَ، وَأَوْقَفَهُمْ عَمّا حَذَّرْتَ مِنْ نَهْيِكَ. أَللّهُمَّ إِنّي أُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهيداً، وَأُشْهِدُ سَماءَكَ وَأرْضَكَ، وَمَنْ أَسْكَنْتَهُما مِنْ مَلائِكَتِكَ، وَسائِرِ خَلْقِكَ، في يَوْمي هذا، وَساعَتي هذِه، وَلَيْلَتي هذِه، وَمُسْتَقَرِّي هذا، أَ نّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، قائِمٌ بِالْقِسْطِ، عَدْلٌ فِي الْحُكْمِ، رَؤُوفٌ بِالْعِبادِ، مالِكُ الْمُلْكِ، رَحيمٌ بِالْخَلْقِ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، حَمَّلْتَهُ رِسالَتَكَ فَأَدّاها، وَأَمَرْتَهُ بِالنُّصْحِ لاُِمَّتِهِ فَنَصَحَ لَها. أَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، أَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَد مِنْ خَلْقِكَ، وَآتِهِ عَنّا أَفْضَلَ ما آتَيْتَ أَحَداً مِنْ عِبادِكَ، وَاجْزِهِ عَنّا أَفْضَلَ وَأَكْرَمَ ما جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ أَنْبِيائِكَ عَنْ أُمَّتِهِ، إِنَّك أَنْتَ الْمَنّانُ بِالْجَسيمِ، والْغَافِرُ لِلْعَظيمِ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ مِنْ كُلِّ رَحيم، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، الاَْخْيارِ الاَْنْجَبينَ.
7
وَكانَ
مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذا عَرَضَتْ لَهُ مُهِمَّةٌ، أَوْ نَزَلَتْ
بِهِ مُلِمَّةٌ، وَعِنْدَالْكَرْبِ
يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَ يا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ، وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ إِلى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الاَْسْبابُ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلى إِرادَتِكَ الاَْشْياءُ، فَهِىَ بِمَشِيَّتِكَ دونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ. أَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمّاتِ، وَأَنْتَ الْمَفْزَعُ فِي الْمُلِمّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها إِلاّ ما دَفَعْتَ، وَلايَنْكَشِفُ مِنْها إِلاّ ماكَشَفْتَ. وَقَدْ نَزَلَ بي يا
رَبِّ ماقَدْ تَكَأَّدَني ثِقْلُهُ، وَأَلَمَّ بي ما قَدْ بَهَظَني حَمْلُهُ، وَ
بِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَهُ عَلَىَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ إِلَىَّ، فَلا
مُصْدِرَ لِما أَوْرَدْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما
أَغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَافْتَحْ لي يا رَبِّ بابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ، وَاكْسِرْ عَنّي سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وَأَنِلْني حُسْنَ النَّظَرِ فيما شَكَوْتُ، وَأَذِقْني حَلاوَةَ الصُّنْعِ فيما سَأَلْتُ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَفَرَجاً هَنيئاً، وَاجْعَلْ لي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرجاً وَحِيّاً، وَلا تَشْغَلْني بِالاِْهْتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ، وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ. فَقَدْ ضِقْتُ لِما نَزَلَ بي يا رَبِّ ذَرْعاً، وَامْتَلاَْتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ عَلَىَّ هَمّاً، وَأَنْتَ الْقادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنيتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما وَقَعْتُ فيهِ، فَافْعَلْ بي ذلِكَ وَإِنْ لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يا ذَا الْعَرْشِ الْعَظيمِ.
8
وَكانَ
مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الاِْسْتِعاذَةِ مِنَ الْمَكارِهِ وَسَيِّىءِ
الاَْخْلاقِ وَمَذامِّ الاَْفْعالِ
أَللّهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَيَجانِ الْحِرْصِ، وَسَوْرَةِ الْغَضَبِ، وَغَلَبَةِ الْحَسَدِ، وَضَعْفِ الصَّبْرِ، وَقِلَّةِ الْقَناعَةِ، وَشَكاسَةِ الْخُلُقِ، وَإِلْحاحِ الشَّهْوَةِ، وَمَلَكَةِ الْحَمِيَّةِ، وَمُتابَعَةِ الْهَوى، وَمُخالَفَةِ الْهُدى، وَسِنَةِ الْغَفْلَةِ، وَتَعاطِي الْكُلْفَةِ، وَإِيثار الْباطِلِ عَلَى الْحَقِّ، وَالاِْصْرارِ عَلَى الْمَأْثَمِ، وَاسْتِصْغارِ الْمَعْصِيَةِ، وَاسْتِكْبارِ الطّاعَةِ، وَمُباهاةِ الْمُكْثِرينَ، وَالاِْزْراءِ بِالْمُقِلّينَ، وَسُوءِ الْوِلايَةِ لِمَنْ تَحْتَ أَيْدينا، وَتَرْكِ الشُّكْرِ لِمَنِ اصْطَنَعَ الْعارِفَةَ عِنْدَنا، أَوْ أَنْ نَعْضُدَ ظالِماً، أَوْ نَخْذُلَ مَلْهُوفاً، أَوْ نَرُومَ ما لَيْسَ لَنا بِحَقٍّ، أَوْ نَقُولَ فِي الْعِلْمِ بِغَيْرِ عِلْم. وَنَعوذُ بِكَ أَنْ نَنْطَوِىَ عَلى غِشِّ أَحَد، وَأَنْ نُعْجِبَ بِأَعْمالِنا، وَنَمُدَّ في آمالِنا. وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوءِ السَّريرَةِ، وَاحْتِقارِ الصَّغيرَةِ، وَأَنْ يَسْتَحْوِذَ عَلَيْنَا الشَّيْطانُ، أَوْ يَنْكُبَنَا الزَّمانُ، أَوْ يَتَهَضَّمَنَا السُّلْطانُ. وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ تَناوُلِ الاِْسْرافِ، وَمِنْ فُقْدانِ الْكَفافِ. وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَماتَةِ الاَْعْداءِ، وَمِنَ الْفَقْرِ إِلَى الاَْكْفاءِ، وَمِنْ مَعيشَة في شِدَّة، وَمِيتَة عَلى غَيْرِ عُدَّة، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الْحَسْرَةِ الْعُظْمى، وَالْمُصيبَةِ الْكُبْرى، وَأَشْقَى الشَّقاءِ، وَسُوءِ الْمَآبِ، وَحِرْمانِ الثَّوابِ، وَحُلُولِ الْعِقابِ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَعِذْني مِنْ كُلِّ ذلِكَ بِرَحْمَتِكَ، وَجَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ. |