15
وَكانَ
مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذْا مَرِضَ أَوْ نَزَلَ بِهِ كَرْبٌ أَوْ
بَلِيَّةٌ
أَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما لَمْ أَزَلْ أَتَصَرَّفُ فيهِ مِنْ سَلامَةِ بَدَني، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما أَحْدَثْتَ بي مِنْ عِلَّة في جَسَدي، فَما أَدْري يا إِلهي أَيُّ الْحالَيْنِ أَحَقُّ بِالشُّكْرِ لَكَ؟ وَأَىُّ الْوَقْتَيْنِ أَوْلى بِالْحَمْدِ لَكَ؟ أَ وَقْتُ الصِّحَّةِ الَّتي هَنَّأْتَني فيها طَيِّباتِ رِزْقِكَ، وَنَشَّطْتَني بِها لاِبْتِغاءِ مَرْضاتِكَ وَفَضْلِكَ، وَقَوَّيْتَني مَعَها عَلى ما وَفَّقْتَني لَهُ مِنْ طاعَتِكَ؟ أَمْ وَقْتُ الْعِلَّةِ الَّتي مَحَّصْتَني بِها، وَالنِّعَمِ الَّتي أَتْحَفْتَني بِها؟ تَخْفيفاً لِما ثَقُلَ عَلى ظَهْري مِنَ الْخَطيئاتِ، وَتَطْهيراً لِمَا انْغَمَسْتُ فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، وَتَنْبيهاً لِتَناوُلِ التَّوْبَةِ، وَتَذْكيراً لِمَحْوِ الْحَوْبَةِ بِقَديمِ النِّعْمَةِ، وَفي خِلالِ ذلِكَ ما كَتَبَ لِىَ الْكاتِبانِ مِنْ زَكِىِّ الاَْعْمالِ، ما لا قَلْبٌ فَكَّرَفيهِ، وَلا لِسانٌ نَطَقَ بِهِ، وَلا جارِحَةٌ تَكَلَّفَتْهُ، بَلْ إِفْضالاً مِنْكَ عَلَىَّ، وَإِحْساناً مِنْ صَنيعِكَ إِلَىَّ. أَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَحَبِّبْ إِلَىَّ ما رَضِيتَ لي، وَيَسِّرْ لي ما أَحْلَلْتَ بي، وَطَهِّرْني مِنْ دَنَسِ ما أَسْلَفْتُ، وَامْحُ عَنّي شَرَّ ما قَـدَّمْتُ، وَأَوْجِـدْني حَـلاوَةَ الْـعافِيَةِ، وَأَذِقْني بَرْدَ السَّلامَةِ، وَاجْعَلْ مَخْرَجي عَنْ عِلَّتي إِلى عَفْوِكَ، وَمُتَحَوَّلي عَنْ صَرْعَتي إِلى تَجاوُزِكَ، وَخَلاصي مِنْ كَرْبي إِلى رَوْحِكَ، وَسَلامَتي مِنْ هذِهِ الشِّدَّةِ إِلى فَرَجِكَ، إِنَّكَ الْمُتَفَضِّلُ بِالاْحْسانِ، الْمُتَطَوِّلُ بِالاْمْتِنانِ، الْوَهَّابُ الْكَريمُ، ذُو الْجَلالِ وَالاِْكْرامِ.
16
وَكانَ
مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذَا اسْتَقالَ مِنْ ذُنُوبِهِ، أَوْ تَضَرَّعَ
في طَلَبِ الْعَفْوِ عَنْ عُيُوبِهِ:
أَللّهُمَّ يا مَنْ بِرَحْمَتِهِ يَسْتَغيثُ الْمُذْنِبُونَ، وَيا مَنْ إِلى ذِكْرِ إِحْسانِهِ يَفْزَعُ الْمُضْطَرُّونَ، وَيا مَنْ لِخِيفَتِهِ يَنْتَحِبُ الْخاطِئُونَ، يا أُنْسَ كُلِّ مُسْتَوْحِش غَريب، وَيا فَرَجَ كُلِّ مَكْرُوب كَئيب، ويا غَوْثَ كُلِّ مَخْذُول فَريد، وَيا عَضُدَ كُلِّ مُحْتاج طَريد. أَنْتَ الَّذي وَسِعْتَ كُلَّ شَىْء رَحْمَةً وَعِلْماً، وَأَنْتَ الَّذي جَعَلْتَ لِكُلِّ مَخْلُوق في نِعَمِكَ سَهْماً، وَأَنْتَ الَّذي عَفْوُهُ أَعْلى مِنْ عِقابِهِ، وَأَنْتَ الَّذي تَسْعى رَحْمَتُهُ أَمامَ غَضَبِهِ، وَأَنْتَ الَّذي عَطاؤُهُ أَكْثَرُ مِنْ مَنْعِهِ، وَأَنْتَ الَّذِي اتَّسَعَ الْخَلائِقُ كُلُّهُمْ في وُسْعِهِ وَأَنْتَ الَّذي لايَرْغَبُ في جَزاءِ مَنْ أَعْطاهُ، وَأَنْتَ الَّذي لايُفْرِطُ في عِقابِ مَنْ عَصاهُ. وَأَنَا يا إِلهي
عَبْدُكَ الَّذي أَمَرْتَهُ بِالدُّعاءِ، فَقالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، ها أَنَا
ذا يا رَبِّ مَطْرُوحٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، أَنَا الَّذي أَوْقَرَتِ
الْخَطايا ظَهْرَهُ، وَأَنَا الَّذي أَفْنَتِ الذُّنُوبُ عُمُرَهُ، وَأَنَا الَّذي بِجَهْلِهِ عَصاكَ، وَلَمْ تَكُنْ أَهْلاً مِنْهُ لِذاكَ. هَلْ أَنْتَ يا إِلهي راحِمٌ مَنْ دَعاكَ فَأُبْلِغَ فِي الدُّعاءِ؟ أَمْ أَنْتَ غافِرٌ لِمَنْ بَكاكَ فَأُسْرِعَ فِي الْبُكـاءِ؟ أَمْ أَنْتَ مُتجـاوزٌ عَمَّـنْ عَفَّرَ لَكَ وجْهَهُ تَذَلُّلاً؟ أَمْ أَنْتَ مُغْن مَنْ شَكا إِلَيْكَ فَقْرَهُ تَوَكُّلاً. إِلهي لا تُخَيِّبْ مَنْ لا يَجِدُ مُعْطِياً غَيْرَكَ، وَلا تَخْذُلْ مَنْ لايَسْتَغْني عَنْكَ بِأَحَد دُونَكَ. إِلهي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَلا تُعْرِضْ عَنّي وَقَدْ أَقْبَلْتُ عَلَيْكَ، وَلا تَحْرِمْني وَقَدْ رَغِبْتُ إِلَيْكَ، وَلا تَجْبَهْني بِالرَّدِّ وَقَدِ انْتَصَبْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ، أَنْتَ الَّذي وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِالرَّحْمَةِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَارْحَمْني، وَأَنْتَ الَّذي سَمَّيْتَ نَفْسَكَ بِالْعَفْوِ فَاعْفُ عَنّي. قَدْ تَرى يا إِلهي فَيْضَ دَمْعي مِنْ خِيفَتِكَ، وَوَجِيبَ قَلْبي مِنْ خَشْيَتِكَ، وَانْتِفاضَ جَوارِحي مِنْ هَيْبَتِكَ، كُلُّ ذلِكَ حَياءً مِنّي بِسُوءِ عَمَلي، وَلِذلكَ خَمَدَ صَوْتي عَنِ الْجَأْرِ إِلَيْكَ، وَكَلَّ لِساني عَنْ مُناجاتِكَ. يا إِلهي فَلَكَ الْحَمْدُ، فَكَمْ مِنْ عائِبَة سَتَرْتَها عَلَىَّ فَلَمْ تَفْضَحْني، وَكَمْ مِنْ ذَنْب غَطَّيْتَهُ عَلَىَّ فَلَمْ تَشْهَرْني، وَكَمْ مِنْ شائِبَة أَلْمَمْتُ بِها فَلَمْ تَهْتِكْ عَنّي سِتْرَها، وَلَمْ تُقَلِّدْني مَكْرُوهَ شَنارِها، وَلَمْ تُبْدِ سَوْءاتِها لِمَنْ يَلْتَمِسُ مَعايِبي مِنْ جِيرَتي، وَحَسَدَةِ نِعْمَتِكَ عِنْدي، ثُمَّ لَمْ يَنْهَني ذلِكَ عَنْ أَنْ جَرَيْتُ إِلى سُوءِ ما عَهِدْتَ مِنّي. فَمَنْ أَجْهَلُ مِنّي يا إِلهي بِرُشْدِهِ؟ وَمَنْ أَغْفَلُ مِنّي عَنْ حَظِّهِ؟ وَمَنْ أَبْعَدُ مِنّي مِنِ اسْتِصْلاحِ نَفْسِهِ؟ حينَ أُنْفِقُ ما أجْرَيْتَ عَلَىَّ مِنْ رِزْقِكَ فيما نَهَيْتَني عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَمَنْ أَبْعَدُ غَورْاً فِي الْباطِلِ، وَأَشَدُّ إِقْداماً عَلَى السُّوءِ مِنّي؟ حينَ أَقِفُ بَيْنَ دَعْوَتِكَ وَدَعْوَةِ الشَّيْطان، فَأَتَّبِعُ دَعْوَتَهُ عَلى غَيْرِ عَمىً مِنّي في مَعْرِفَة بِهِ، وَلا نِسْيان مِنْ حِفْظي لَهُ، وَأَنَا حينَئِذ مُوقِنٌ بِأَنَّ مُنْتَهى دَعْوَتِكَ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمُنْتَهى دَعْوَتِهِ إِلَى النّارِ. سُبْحانَكَ ما أَعْجَبَ ما أَشْهَدُ بِهِ عَلى نَفْسي، وَاُعَدِّدُهُ مِنْ مَكْتُومِ أَمْري؟ وَأَعْجَبُ مِنْ ذلِكَ أَناتُكَ عَنّي، وَإِبْطاؤُكَ عَنْ مُعاجَلَتي، وَلَيْسَ ذلِكَ مِنْ كَرَمي عَلَيْكَ، بَلْ تَأَنـِّياً مِنْكَ لي، وَتَفَضُّلاً مِنْكَ عَلَىَّ، لاَِنْ أَرْتَدِعَ عَنْ مَعْصِيَتِكَ الْمُسْخِطَةِ، وأُقْلِعَ عَنْ سَيِّئاتِي الْمُخْلِقَةِ، وَلاَِنَّ عَفْوَكَ عَنِّي أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ عُقُوبَتي. بَلْ أَنَا يا إِلهي أَكْثَرُ ذُنُوباً، وَأَقْبَحُ آثاراً، وَأَشْنَعُ أَفْعالاً، وَأَشَدُّ فِي الْباطِلِ تَهَوُّراً، وَأَضْعَفُ عِنْدَ طاعَتِكَ تَيَقُّظاً، وَأَقَلُّ لِوَعِيدِكَ انْتِباهاً وَارْتِقاباً، مِنْ أَنْ أُحْصِىَ لَكَ عُيُوبي، أوْ أقْدِرَ عَلى ذِكْرِ ذُنُوبي. وَإِنَّما أُوَبِّخُ بِهذا نَفْسي، طَمَعاً في رَأْفَتِكَ الَّتي بِها صَلاحُ أمْرِ الْمُذْنِبينَ، وَرَجاءً لِرَحْمَتِكَ الَّتي بِها فَكاكُ رِقابِ الْخاطِئِينَ. أَللّهُمَّ وَهذِهِ رَقَبَتي قَدْ أَرَقَّتْها الذُّنُوبُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَعْتِقْها بِعَفْوِكَ، وَهذا ظَهْري قَدْ أَثْقَلَتْهُ الْخَطايا، فَصَلِّ على مُحَمَّد وَآلِهِ، وَخَفِّفْ عَنْهُ بِمَنِّكَ. يا إِلهي لَوْ
بَكَيْتُ إِلَيْكَ حَتّى تَسْقُطَ أَشْفارُ عَيْنَىَّ، وَانْتَحَبْتُ حَتّى
يَنْقَطِعَ صَوْتي، وَقُمْتُ لَكَ حَتّى تَتَنَشَّرَ قَدَماىَ، وَرَكَعْتُ لَكَ
حَتّى يَنْخَلِعَ صُلْبي، وَسَجَدْتُ لَكَ حَتّى تَتَفَقَّأَ حَدَقَتاىَ،
وَأَكَلْتُ تُرابَ الاَْرْضِ طُولَ عُمْري، وَشَرِبْتُ ماءَ الرَّمادِ آخِرَ
دَهْري، وَذَكَرْتُكَ في خِلالِ ذلِكَ حَتّى يَكِلَّ لِساني، ثُمَّ لَمْ أَرْفَعْ
طَرْفي إِلى آفاقِ السَّماءِ اسْتِحْياءً مِنْكَ، مَا اسْتَوْجَبْتُ بِذلِكَ مَحْوَ
سَيِّئَة واحِدَة مِنْ سَيِّئاتي. وَإِنْ كُنْتَ تَغْفِرُ لي حِينَ
أَسْتَوْجِبُ مَغْفِرَتَكَ، وَتَعْفُو عَنّي حِينَ أَسْتَحِقُّ عَفْوَكَ، فَإِنَّ ذلِكَ غَيْرُ واجِب لي بِاسْتِحْقاق، وَلا أَنَا أَهْلٌ لَهُ بِاسْتِيجاب، إِذْ كانَ جَزائي مِنْكَ في أَوَّلِ ما عَصَيْتُكَ النّارَ، فَإِنْ تُعَذِّبْني فَأَنْتَ غَيْرُ ظالِم لي. إِلهي فَإِذْ قَدْ تَغَمَّدْتَني بِسِتْرِكَ فَلَمْ تَفْضَحْني، وَتَأَ نَّيْتَني بكَرَمِكَ فَلَمْ تُعاجِلْني، وَحَلُمْتَ عَنّي بِتَفَضُّلِكَ فَلَمْ تُغَيِّرْ نِعْمَتَكَ عَلَىَّ، وَلَمْ تُكَدِّرْ مَعْرُوفَكَ عِنْدي، فَارْحَمْ طُولَ تَضَرُّعي، وَشِدَّةَ مَسْكَنَتي، وَسُوءَ مَوْقِفي. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَقِنِي مِنَ الْمَعاصي، وَاسْتَعْمِلْني بِالطّاعَةِ، وَارْزُقْني حُسْنَ الاِْنابَةِ، وَطَهِّرْني بِالتَّوْبَةِ، وَأَيِّدْني بِالْعِصْمَةِ، وَاسْتَصْلِحْني بِالْعافِيَةِ، وَأَذِقْني حَلاوَةَ الْمَغْفِرَةِ، وَاجْعَلْني طَلِيقَ عَفْوِكَ، وَعَتيقَ رَحْمَتِكَ، وَاكْتُبْ لي أَماناً مِنْ سَخَطِكَ، وَبَشِّرْني بِذلِكَ فِي الْعاجِلِ دُونَ الاْجِلِ، بُشْرىً أَعْرِفُها، وَعَرِّفْني فيهِ عَلامَةً أَتَبَيَّنُها، إِنَّ ذلِكَ لايَضيقُ عَلَيْكَ في وُسْعِكَ، وَلا يَتَكَأَّدُكَ في قُدْرَتِكَ، وَلا يَتَصَعَّدُكَ في أَناتِكَ، وَلا يَؤُودُكَ في جَزيلِ هِباتِكَ الَّتي دَلَّتْ عَلَيْها آياتُكَ، إِنَّكَ تَفَعَلُ ما تَشاءُ، وَتَحْكُمُ ما تُريدُ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ.
17
وَكانَ
مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذْا ذُكِرَ الشَّيْطانُ فَاسْتَعاذَ مِنْهُ
وَمِنْ عَداوَتِهِ وَكَيْدِهِ
أَللّهُمَّ إِنّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ نَزَغاتِ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ، وَكَيْدِهِ وَمَكائِدِهِ، وَ مِنَ الثِّقَةِ بِأَمانِيِّهِ وَمَواعيدِهِ، وَغُرُورِهِ وَمَصائِدِهِ، وَأَنْ يُطْمِعَ نَفْسَهُ في إِضْلالِنا عَنْ طاعَتِكَ، وَامْتِهانِنا بِمَعْصِيَتِكَ، أَوْ أَنْ يَحْسُنَ عِنْدَنا ما حَسَّنَ لَنا، أَوْ أَنْ يَثْقُلَ عَلَيْنا ما كَرَّهَ إِلَيْنا. أَللّهُمَّ اخْسَأْهُ عَنّا بِعِبادَتِكَ، وَاكْبِتْهُ بِدُؤُوبِنا في مَحَبَّتِكَ، وَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ سِتْراً لا يَهْتِكُهُ، وَرَدْماً مُصْمِتاً لا يَفْتُقُهُ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاشْغَلْهُ عَنّا بِبَعْضِ أَعْدائِكَ، وَاعْصِمْنا مِنْهُ بِحُسْنِ رِعايَتِكَ، وَاكْفِنا خَتْرَهُ، وَوَلِّنا ظَهْرَهُ، وَاقْطَعْ عَنّا إِثْرَهُ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَمْتِعْنا مِنَ الْهُدى بِمِثْلِ ضَلالَتِهِ، وَزوِّدْنا مِنَ التَّقْوى ضِدَّ غَوايَتِهِ، وَاسْلُكْ بِنا مِنَ التُّقى خِلافَ سَبيلِهِ مِنَ الرَّدى. أَللّهُمَّ لا تَجْعَلْ لَهُ في قُلُوبِنا مَدْخَلاً، وَلا تُوطِنَنَّ لَهُ فيما لَدَيْنا مَنْزِلاً. أَللّهُمَّ وَما سَوَّلَ لَنا مِنْ باطِل فَعَرِّفْناهُ، وَإِذا عَرَّفْتَناهُ فَقِناهُ، وَبَصِّرْنا ما نُكايِدُهُ بِهِ، وَأَلْهِمْنا ما نُعِدُّهُ لَهُ، وَأَيْقِظْنا عَنْ سِنَةِ الْغَفْلَةِ بِالرُّكونِ إِلَيْهِ، وَأَحْسِنْ بِتَوْفيقِكَ عَوْنَنا عَلَيْهِ. أَللّهُمَّ وَأَشْرِبْ قُلُوبَنا إِنْكارَ عَمَلِهِ، وَالْطُفْ لَنا في نَقْضِ حِيَلِهِ. أَللّهُمَّ صَلِّ مُحَمَّد وَآلِهِ، وَحَوِّلْ سُلْطانَهُ عَنّا، وَاقْطَعْ رَجاءَهُ مِنّا، وَادْرَأْهُ عَنِ الْوُلُوعِ بِنا. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى
مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْ آباءَنا وَأُمَّهاتِنا، وَأَوْلادَنا، وَأَهالينا،
وَذَوي أَرْحامِنا، وَقَراباتِنا، وَجيرانَنا مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ
منه في حِرْز حارِز، وَحِصْن حافِظ،
وَكَهْف مانِع، وَأَلْبِسْهُمْ مِنْهُ جُنَناً واقِيَةً، وَأَعْطِهِمْ عَلَيْهِ أَسْلِحَةً ماضِيَةً. أَللّهُمَّ وَاعْمُمْ بِذلِكَ مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالرُّبوبِيَّةِ، وَأَخْلَصَ لَكَ بِالْوَحْدانِيَّةِ، وَعاداهُ لَكَ بِحَقيقَةِ الْعُبُودِيَّةِ، وَاسْتَظْهَرَ بِكَ عَلَيْهِ في مَعْرِفَةِ الْعُلُومِ الرَّبّانِيَّةِ. أَللّهُمَّ احْلُلْ ما عَقَدَ، وَافْتُقْ ما رَتَقَ، وَافْسَخْ ما دَبَّرَ، وَثَبِّطْهُ إِذا عَزَمَ، وَانْقُضْ ما أَبْرَمَ. أَللّهُمَّ وَاهْزِمْ جُنْدَهُ، وَأَبْطِلْ كَيْدَهُ، وَاهْدِمْ كَهْفَهُ، وَأَرْغِمْ أَنْفَهُ. أَللّهُمَّ اجْعَلْنا في نَظْمِ أَعْدائِهِ، وَاعْزِلْنا عَنْ عِدادِ أَوْلِيائِهِ، لا نُطِيعُ لَهُ إِذَا اسْتَهْوانا، وَلا نَسْتَحيبُ لَهُ إِذا دَعانا، نَأْمُرُ بِمُناواتِهِ مَنْ أَطاعَ أَمْرَنا، وَنَعِظُ عَنْ مُتابَعَتِهِ مَنِ اتَّبَعَ زَجْرَنا. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، وَأَعِذْنا وَأَهالينا، وَإِخْوانَنا، وَجَميعَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ مِمَّا اسْتَعَذْنا مِنْهُ، وَأَجِرْنا مِمَّا اسْتَجَرْنا بِكَ مِنْ خَوْفِهِ، وَاسْمَعْ لَنا ما دَعَوْنا بِهِ، وأَعْطِنا ما أَغْفَلْناهُ، وَاحْفَظْ لَنا ما نَسيناهُ، وَصَيِّرْنا بِذلِكَ في دَرَجاتِ الصّالِحينَ، وَمَراتِبِ الْمُؤْمِنينَ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.
18
وَكانَ
مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذا دُفِعَ عَنْهُ ما يَحْذَرُ، أَوْ عُجِّلَ
لَهُ مَطْلَبُهُ
أَللّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى حُسْنِ قَضائِكَ، وَبِما صَرَفْتَ عَنّي مِنْ بَلائِكَ، فَلا تَجْعَلْ حَظّي مِنْ رَحْمَتِكَ ما عَجَّلْتَ لي مِنْ عافِيَتِكَ، فَأَكُونَ قَدْ شَقيتُ بِما أَحْبَبْتُ، وَسَعِدَ غَيْري بِما كَرِهْتُ، وَإِنْ يَكُنْ ما ظَلِلْتُ فيهِ، أَوْ بِتُّ فيهِ، مِنْ هذِهِ الْعافِيَةِ، بَيْنَ يَدَىْ بَلاء لا يَنْقَطِعُ، وَوِزْر لا يَرْتَفِعُ، فَقَدِّمْ لي ما أَخَّرْتَ، وَأَخِّرْ عَنّي ما قَدَّمْتَ، فَغَيْرُ كَثير ما عاقِبَتُهُ الْفَناءُ، وَغَيْرُ قَليل ما عاقِبَتُهُ الْبَقاءُ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ.
19
وَكانَ
مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ عِنْدَ الاِْسْتِسْقاءِ بَعْدَ
الْجَدْبِ
أَللّهُمَّ اسْقِنا الْغَيْثَ، وَانْشُرْ عَلَيْنا رَحْمَتَكَ بِغَيْثِكَ الْمُغْدِقِ مِنَ السَّحابِ الْمُنْساقِ لِنَباتِ أَرْضِكَ، الْمُونِقِ في جَميعِ الاْفاقِ، وامْنُنْ عَلى عِبادِكَ بِإِيناعِ الثَّمَرَةِ، وَأَحْيِ بِلادَكَ بِبُلُوغِ الزَّهْرَةِ، وَأَشْهِدْ مَلائِكَتَكَ الْكِرامَ السَّفَرَةَ بَِسقْي مِنْكَ نافِع، دائِم غُزْرُهُ، واسِع دِرَرُهُ، وابِل سَريع عاجِل، تُحْيي بِهِ ما قَدْ ماتَ، وَ تَرُدُّ بِهِ ما قَدْ فاتَ، وَ تُخْرِجُ بِهِ ما هُوَ آت، وَ تُوَسِّعُ بِهِ فِي الاَْقْواتِ، سَحاباً مُتَراكِماً، هَنيئاً مَريئاً، طَبَقاً مُجَلْجَلاً، غَيْرَ مُلِثٍّ وَدْقُهُ، وَلا خُلَّب بَرْقُهُ. أَللّهُمَّ اسْقِنا غَيْثاً مُغِيثاً، مَرِيعاً مُمْرِعاً، عَريضاً واسِعاً غَزيراً، تَرُدُّ بِهِ النَّهيضَ، وَتَجْبُرُ بِهِ الْمَهيضَ. أَللّهُمَّ اسْقِنا
سَقْياً تُسيلُ مِنْهُ الظِّرابَ، وَتَمْلاَُ مِنْهُ الْجِبابَ، وَتُفَجِّرُ بِهِ
الاَْنْهارَ، وَتُنْبِتُ بِهِ الاَْشْجارَ، وَتُرْخِصُ بِهِ الاَْسْعارَ في جَميعِ
الاَْمْصارِ، وَتُنْعِشُ بِهِ الْبَهائِمَ وَالْخَلْقَ، وَتُكْمِلُ لَنا بِهِ
طَيِّباتِ الرِّزْقِ، وَتُنْبِتُ لَنا بِهِ الزَّرْعَ، وَتُدِرُّ بِهِ الضَّرْعَ، وَتَزيدُنا بِهِ قُوَّةً إِلى قُوَّتِنا. أَللّهُمَّ لا تَجْعَلْ ظِلَّهُ عَلَيْنا سَمُوماً، وَلا تَجْعَل بَرْدَهُ عَلَيْنا حُسُوماً، وَلا تَجْعَلْ صَوْبَهُ عَلَيْنا رُجُوماً، وَلا تَجْعَلْ ماءَهُ عَلَيْنا أُجاجاً. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَارْزُقْنا مِنْ بَرَكاتِ السَّماواتِ وَالاَْرْضِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ. |