20
وَكانَ
مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ في مَكارِمِ الاَْخْلاقِ وَمَرْضِىِّ
الاَْفْعالِ
أَللّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَبَلِّغْ بِإِيماني أَكْمَلَ الاْيمانِ، وَاجْعَلْ يَقيني أَفْضَلَ الْيَقينِ، وَانْتَهِ بِنِيَّتي إِلى أَحْسَنِ النِّيّاتِ، وَبِعَمَلي إِلى أَحْسَنِ الاَْعْمالِ. أَللّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِكَ نِيَّتي، وَصَحِّحْ بِما عِنْدَكَ يَقيني، وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ ما فَسَدَ مِنّي. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاكْفِني ما يَشْغَلُنِي الاِْهْتِمامُ بِهِ، وَاسْتَعْمِلْني بِما تَسْأَلُني غَداً عَنْهُ، وَاسْتَفْرِغْ أَيّامي فيما خَلَقْتَني لَهُ، وَأَغْنِني، وَأَوْسِعْ عَلَىَّ في رِزْقِكَ، وَلا تَفْتِنّي بِالنَّظَرِ، وَأَعِزَّني، وَلا تَبْتَلِيَنّي بالْكِبْرِ، وَعَبِّدْني لَكَ، وَلا تُفْسِدْ عِبادَتي بِالْعُجْبِ، وَأَجْرِ لِلنّاسِ عَلى يَدِىَ الْخَيْرَ، وَلا تَمْحَقْهُ بِالْمَنِّ، وَهَبْ لي مَعالِىَ الاَْخْلاقِ، وَاعْصِمْني مِنَ الْفَخْرِ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَلا تَرْفَعْني فِي النّاسِ دَرَجَةً إِلاّ حَطَطْتَني عِنْدَ نَفْسي مِثْلَها، وَلا تُحْدِثْ لي عِزّاً إِلاّ أَحْدَثْتَ لي ذِلَّةً باطِنَةً عِنْدَ نَفْسي بِقَدَرِها. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَمَتِّعْني بِهُدىً صالِح لا أَسْتَبْدِلُ بِهِ، وَطَريقَةِ حَقٍّ لا أَزيغُ عَنْها، وَنِيَّةِ رُشْد لا أَشُكُّ فيها، وَعَمِّرْني ما كانَ عُمْري بِذْلَةً في طاعَتِكَ، فَإِذا كانَ عُمْري مَرْتَعاً لِلشَّيْطانِ فَاقْبِضْني إِلَيْكَ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَ مَقْتُكَ إِلَىَّ، أَوْ يَسْتَحْكِمَ غَضَبُكَ عَلَىَّ. أَللّهُمَّ لا تَدَعْ خَصْلَةً تُعابُ مِنّي إِلاّ أَصْلَحْتَها، ولا عَائِبَةً اُؤَنَّبُ بِها إِلاّ حَسَّنْتَها، وَلا أُكْرُومَةً فِىَّ ناقِصَةً إِلاّ أتْمَمْتَها. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَأَبْدِلْني مِنْ بِغْضَةِ أَهْلِ الشَّنَآنِ الْمَحَبَّةَ، وَمِنْ حَسَدِ أَهْلِ الْبَغْيِ الْمَوَدَّةَ، وَمِنْ ظِنَّةِ أَهْلِ الصَّلاحِ الثِّقَةَ، وَمِنْ عَداوَةِ الاَْدْنَيْنَ الْوَلايَةَ، وَمِنْ عُقُوقِ ذَوِي الاَْرْحامِ الْمَبَرَّةَ، وَمِنْ خِذْلانِ الاَْقْرَبينَ النُّصْرَةَ، وَمِنْ حُبِّ الْمُدارينَ تَصْحيحَ الْمِقَةِ، وَمِنْ رَدِّ الْمُلابِسينَ كَرَمَ الْعِشْرةِ، وَمِنْ مَرارَةِ خَوْفِ الظّالمِينَ حَلاوَةَ الاَْمَنَةِ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى
مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْ لي يَداً عَلى مَنْ
ظَلَمَني، وَلِساناً عَلى مَنْ خاصَمَني، وَظَفَراً بِمَنْ عَانَدَني، وَهَبْ لي مَكْراً عَلى مَنْ كايَدَني، وَقُدْرَةً عَلى مَنِ اضْطَهَدَني، وَتَكْذيباً لِمَنْ قَصَبَني، وَسَلامَةً مِمَّنْ تَوَعَّدَني، وَوَفِّقْني لِطاعَةِ مَنْ سَدَّدَني، ومُتابَعَةِ مَنْ أَرْشَدَني. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَسَدِّدْني لاَِنْ أُعارِضَ مَنْ غَشَّني بِالنُّصْحِ، وَأَجْزِىَ مَنْ هَجَرَني بِالْبِرِّ، وَأُثيبَ مَنْ حَرَمَني بِالْبَذْلِ، وَاُكافِئَ مَنْ قَطَعَني بِالصِّلَةِ، وَأُخالِفَ مَنِ اغْتابَني إِلى حُسْنِ الذِّكْرِ، وَأَنْ أَشْكُرَ الْحَسَنَةَ، وَأُغْضِىَ عَنِ السَّيِّئَةِ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى
مُحَمَّد وَآلِهِ، وَحَلِّني بِحِلْيَةِ الصّالِحينَ، وَأَلْبِسْني زينَةَ
الْمُتَّقينَ، في بَسْطِ الْعَدْلِ، وَكَظْمِ الْغَيْظِ، وَإِطْفاءِ النّائِرَةِ،
وَضَمِّ أَهْلِ الْفُرْقَةِ، وَإِصْلاحِ ذاتِ الْبَيْنِ، وَإِفْشاءِ الْعارِفَةِ،
وَسَتْرِ الْعائِبَةِ، وَلينِ الْعَريكَةِ، وَخَفْضِ الْجَناحِ، وَحُسْنِ
السّيرَةِ، وَسُكُونِ الرِّيحِ، وَطيبِ الْمُخالَقَةِ، والسَّبْقِ إِلَى
الْفَضيلَةِ، وَإِيثارِ التَّفَضُّلِ، وَتَرْكِ التَّعْييرِ، وَالاْفْضالِ عَلى
غَيْرِ الْمُسْتَحِقِّ، وَالْقَوْلِ بِالْحَقِّ وَإِنْ عَزَّ، وَاسْتِقْلالِ
الْخَيْرِ وَإِنْ كَثُرَ مِنْ قَوْلي
وَفِعْلي، وَاسْتِكْثارِ الشَّرِّ وَإِنْ قَلَّ مِنْ قَوْلي وَفِعْلي. وَأَكْمِلْ ذلِكَ لي بِدَوامِ الطّاعَةِ، وَلُزُومِ الْجَماعَةِ، وَرَفْضِ أَهْلِ الْبِدَعِ، وَمُسْتَعْمِلِي الرَّأْيِ الْمُخْتَرَعِ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَىَّ إِذا كَبُرْتُ، وَأَقْوى قُوَّتِكَ فِىَّ إِذا نَصِبْتُ، وَلا تَبْتَلِيَنّي بِالْكَسَلِ عَنْ عِبادَتِكَ، وَلا الْعَمى عَنْ سَبيلِكَ، وَلا بِالتَّعَرُّضِ لِخِلافِ مَحَبَّتِكَ، وَلا مُجامَعَةِ مَنْ تَفَرَّقَ عَنْكَ، وَلا مُفارَقَةِ مَنِ اجْتَمَعَ إِلَيْكَ. أَللّهُمَّ اجْعَلْني أَصُولُ بِكَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ، وَأَسْأَلُكَ عِنْدَ الْحاجَةِ، وَأَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ عِنْدَ الْمَسْكَنَةِ، وَلا تَفْتِنّي بِالاْسْتِعانَةِ بِغَيْرِكَ إِذَا اضْطُرِرْتُ، وَلا بِالْخُضُوعِ لِسُؤالِ غَيْرِكَ إِذَا افْتَقَرْتُ، وَلا بِالتَّضَرُّعِ إِلى مَنْ دُونَكَ إِذا رَهِبْتُ، فَأَسْتَحِقَّ بِذلِكَ خِذْلانَكَ وَمَنْعَكَ وَإِعْراضَكَ، يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ. أَللّهُمَّ اجْعَلْ مَا يُلْقِي الشَّيْطانُ في رُوعي مِنَ التَّمَنّي وَالتَّظَنّي وَالْحَسَدِ، ذِكْراً لِعَظَمَتِكَ، وَتَفَكُّراً في قَدْرَتِكَ، وَتَدْبيراً عَلى عَدُوِّكَ، وَما أَجْرى عَلى لِساني مِنْ لَفْظَةِ فُحْش، أَوْ هُجْر، أَوْ شَتْمِ عِرْض، أَوْ شَهادَةِ باطِل، أَوِ اغْتِيابِ مُؤْمِن غائِب، أَوْ سَبِّ حَاضِر، وَما أَشْبَهَ ذلِكَ، نُطْقاً بِالْحَمدِ لَكَ، وَإِغْراقاً فِي الثَّناءِ عَلَيْكَ، وَذَهاباً في تَمْجيدِكَ، وَشُكْراً لِنِعْمَتِكَ، وَاعْتِرافاً بِإِحْسانِكَ، وَإِحْصاءً لِمِنَنِكَ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَلا أُظْلَمَنَّ وَأنْتَ مُطيقٌ لِلدَّفْعِ عَنّي، وَلا أَظْلِمَنَّ وَأَنْتَ الْقادِرُ عَلَى الْقَبْضِ مِنّي، وَلا أَضِلَّنَّ وَقَدْ أَمْكَنَتْكَ هِدايَتي، وَلا أَفْتَقِرَنَّ وَمِنْ عِنْدِكَ وُسْعي، وَلا أَطْغَيَنَّ وَمِنْ عِنْدِكَ وُجْدي. أَللّهُمَّ إِلى مَغْفِرَتِكَ وَفَدْتُ، وَإِلى عَفْوِكَ قَصَدْتُ، وَإِلى تَجاوُزِكَ اشْتَقْتُ، وَبِفَضْلِكَ وَثِقْتُ، وَلَيْسَ عِنْدي ما يُوجِبُ لي مَغْفِرَتَكَ، وَلا في عَمَلي ما أَسْتَحِقُّ بِهِ عَفْوَكَ، وَما لي بَعْدَ أَنْ حَكَمْتُ عَلى نَفْسي إِلاّ فَضْلُكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَ تَفَضَّلْ عَلَىَّ. أَللّهُمَّ وَأَنْطِقْني بِالْهُدى، وَأَلْهِمْنِي التَّقْوى، وَوَفِّقْني لِلَّتي هِىَ أَزْكى، وَاسْتَعْمِلْني بِما هُوَ أَرْضى. أَللّهُمَّ اسْلُكْ بِيَ الطَّريقَةَ الْمُثْلى، وَاجَعَلْني عَلى مِلَّتِكَ أَمُوتُ وَأَحْيا. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَمَتِّعْني بِالاْقْتِصادِ، وَاجْعَلْني مِنْ أَهْلِ السَّدادِ، وَمِنْ أَدِلَّةِ الرَّشادِ، وَمِنْ صَالِحِي الْعِبادِ، وارْزُقْني فَوْزَ الْمَعادِ، وَسَلامَةَ الْمِرْصادِ. أَللّهُمَّ خُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسي ما يُخَلِّصُها، وَأَبْقِ لِنَفْسي مِنْ نَفْسي ما يُصْلِحُها، فَإِنَّ نَفْسي هالِكَةٌ أَوْ تَعْصِمُها. أَللّهُمَّ أَنْتَ عُدَّتي إِنْ حَزِنْتُ، وَأَنْتَ مُنْتَجَعي إِنْ حُرِمْتُ،وَبِكَ اسْتِغاثَتي إِنْ كَرِثْتُ، وَعِنْدَكَ مِمّا فاتَ خَلَفٌ، وَلِما فَسَدَ صَلاحٌ، وَفيما أَنْكَرْتَ تَغْييرٌ، فَامْنُنْ عَلَىَّ قَبْلَ الْبَلاءِ بِالْعافِيَةِ، وَقَبْلَ الطَّلَبِ بِالْجِدَةِ، وَقَبْلَ الضَّلالِ بِالرَّشادِ، وَاكْفِني مَؤُونَةَ مَعَرَّةِ الْعِبادِ، وَهَبْ لي أَمْنَ يَوْمِ الْمَعادِ، وَامْنَحْني حُسْنَ الاِْرْشادِ. أَللّهُـمَّ صَـلِّ عَلى مُحَمَّـد وَآلِـهِ، وَادْرَأْ عَنّي بِلُطْفِكَ، وَاغْذُني بِنِعْمَتِكَ، وَأَصْلِحْني بِكَرَمِكَ، وَداوِني بِصُنْعِكَ، وَأَظِلَّني في ذَراكَ، وَجَلِّلْني رِضاكَ، وَ وَفِّقْني إِذَا اشْتَكَلَتْ عَلَىَّ اْلاُمُـورُ لاَِهْـداها، وَإِذا تَشابَهَـتِ الاَْعْمالُ لاَِزْكاها، وَإِذا تَناقَضَتِ الْمِلَلُ لاَِرْضاها. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَتَوِّجْني بِالْكِفايَةِ، وَسُمْني حُسْنَ الْوِلايَةِ، وَهَبْ لي صِدْقَ الْهِدايَةِ، وَلا تَفْتِنّي بِالسَّعَةِ، وَامْنَحْني حُسْنَ الدَّعَةِ، وَلا تَجْعَلْ عَيْشي كَدّاً كَدّاً، وَلا تَرُدَّ دُعائي عَلَىَّ رَدّاً، فَإِنّي لا أَجْعَلُ لَكَ ضِدّاً، وَلا أَدْعُو مَعَكَ نِدَّاً. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَامْنَعْني مِنَ السَّرَفِ، وَحَصِّنْ رِزْقي مِنَ التَّلَفِ، وَوَفِّرْ مَلَكَتي بِالْبَرَكَةِ فيهِ، وَأَصِبْ بي سَبيلَ الْهِدايَةِ لِلْبِرِّ فيما أُنْفِقُ مِنْهُ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاكْفِني مَؤُونَةَ الاِْكْتِسابِ، وَارْزُقْني مِنْ غَيْرِ احْتِساب، فَلا أَشْتَغِلَ عَنْ عِبادَتِكَ بِالطَّلَبِ، وَلا أَحْتَمِلَ إِصْرَ تَبِعاتِ الْمَكْسَبِ. أَللّهُمَّ فَأَطْلِبْني بِقُدْرَتِكَ ما أَطْلُبُ، وَأَجِرْني بِعِزَّتِكَ مِمّا أَرْهَبُ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَصُنْ وَجْهي بِالْيَسارِ، وَلا تَبْتَذِلْ جاهي بِالاِْقْتارِ، فَأَسْتَرْزِقَ أَهْلَ رِزْقِكَ، وَأَسْتَعْطِىَ شِرارَ خَلْقِكَ، فَأَفْتَتِنَ بِحَمْدِ مَنْ أَعْطاني، وَأَبْتَلِىَ بِذَمِّ مَنْ مَنَعَني، وَأَنْتَ مِنْ دُونِهِمْ وَلِىُّ الاِْعْطاءِ وَالْمَنْعِ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَارْزُقْني صِحَّةً في عِبادَة، وَفَراغاً في زَهادَة، وَعِلْماً فِي اسْتِعْمال، وَوَرَعاً في إِجْمال. أَللّهُمَّ اخْتِمْ بِعَفْوِكَ أَجَلي، وَحَقِّقْ في رَجاءِ رَحْمَتِكَ أَمَلي، وَسَهِّلْ إِلى بُلوُغِ رِضاكَ سُبُلي، وَحَسِّنْ في جَميعِ أَحْوالي عَمَلي. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَنَبِّهْني لِذِكْرِكَ في أَوْقاتِ الْغَفْلَةِ، وَاسْتَعْمِلْني بِطاعَتِكَ في أَيّامِ الْمُهْلَةِ، وَانْهَجْ لي إِلى مَحَبَّتِكَ سَبيلاً سَهْلَةً، أَكْمِلْ لي بِها خَيْرَ الدُّنْيا وَالاْخِرْةِ. أَللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَد مِنْ خَلْقِكَ قَبْلَهُ، وَأَنْتَ مُصَلٍّ عَلى أَحَد بَعْدَهُ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الاْخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِني بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ.
21
وَكانَ
مِنْ دعائهِ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذا حَزَنَهُ أَمْرٌ وَأَهَمَّتُهُ
الْخَطايا
أَللّهُمَّ يا كافِىَ الْفَرْدِ الضَّعيفِ، وَواقِىَ الاَْمْرِ الْمَخُوفِ، أَفْرَدَتْنِي الْخَطايا فَلا صاحِبَ مَعي، وَضَعُفْتُ عَنْ غَضَبِكَ فَلا مُؤَيِّدَ لي، وَأَشْرَفْتُ عَلى خَوْفِ لِقائِكَ فَلا مُسَكِّنَ لِرَوْعَتي، وَمَنْ يُؤْمِنُني مِنْكَ وَأَنْتَ أَخَفْتَني؟ وَمَنْ يُساعِدُني وَأَنْتَ أَفْرَدْتَني؟ وَمَنْ يُقَوِّيني وَأَنْتَ أَضْعَفْتَني؟ لا يُجِيرُ يا إِلهي إِلاّ رَبٌّ عَلى مَرْبُوب، وَلا يُؤْمِنُ إِلاّ غالِبٌ عَلى مَغْلُوب، وَلا يُعينُ إِلاّ طالِبٌ عَلى مَطْلُوب. وَبِيَدِكَ يا إِلهي جَميعُ ذلِكَ السَّبَبِ، وَإِلَيْكَ الْمَفَرُّ وَالْمَهْرَبُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَجِرْ هَرَبي، وَأَنْجِحْ مَطْلَبي. أَللّهُمَّ إِنَّكَ
إِنْ صَرَفْتَ عَنّي وَجْهَكَ الْكَريمَ، أَوْ مَنَعْتَني فَضْلَكَ الْجَسيمَ، أَوْ
حَظَرْتَ عَلَىَّ رِزْقَكَ، أَوْ قَطَعْتَ عَنّي سَبَبَكَ، لَمْ أَجِدِ
السَّبيلَ إِلى شَىْء مِنْ أَمَلي غَيْرَكَ، وَلَمْ أَقْدِرْ عَلى ما عِنْدَكَ بِمَعُونَةِ سِواكَ، فَإِنّي عَبْدُكَ، وَفي قَبْضَتِكَ، ناصِيَتي بِيَدِكَ. لا أَمْرَ لي مَعَ أَمْرِكَ، ماض فِىَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِىَّ قَضاؤُكَ، وَلا قُوَّةَ لي عَلَى الْخُرُوجِ مِنْ سُلْطانِكَ، وَلا أَسْتَطيعُ مُجاوَزَةَ قُدْرَتِكَ، وَلا أَسْتَميلُ هَواكَ، وَلا أَبْلُغُ رِضاك، وَلا أَنالُ ما عِنْدَكَ إِلاّ بِطاعَتِكَ وَبِفَضْلِ رَحْمَتِكَ. إِلهي أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ عَبْداً داخِراً لَك، لا أَمْلِكُ لِنَفْسي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاّ بِكَ، أَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسي، وَأَعْتَرِفُ بِضَعْفِ قُوَّتي، وَقِلَّةِ حيلَتي، فَأَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني، وَتَمِّمْ لي ما آتَيْتَني، فَإِنّي عَبْدُكَ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ، الضَّعيفُ الضَّريرُ، الذَّليلُ الْحَقيرُ، الْمَهينُ الْفَقيرُ، الْخائِفُ الْمُسْتَجيرُ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى
مُحَمَّد وَآلِهِ، وَلا تَجْعَلْني ناسِياً لِذِكْرِكَ فيما أَوْلَيْتَني، وَلا
غافِلاً لاِِحْسانِكَ فيما أَبْلَيْتَني، وَلا آيِساً مِنْ إِجابَتِكَ لي وَإِنْ
أَبْطَأَتْ عَنّي، في سَرّاءَ كُنْتُ أوْ ضَرّاءَ، أوْ شِدَّة
أَوْ رَخاء، أَوْ عافِيَة أَوْ بَلاء، أَوْ بُؤْس أَوْ نَعْماءَ، أَوْ جِدَة أَوْ لاَْواءَ، أَوْ فَقْر أَوْ غِنىً. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْ ثَنائي عَلَيْكَ، وَمَدْحي إِيّاكَ، وَحَمْدي لَكَ في كُلِّ حالاتي، حَتّى لا أَفْرَحَ بِما آتَيْتَني مِنَ الدُّنْيا، وَلا أَحْزَنَ عَلى ما مَنَعْتَني فيها، وَأَشْعِرْ قَلْبِي تَقْواكَ، وَاسْتَعْمِلْ بَدَني فيما تَقْبَلُهُ مِنّي، وَاشْغَلْ بِطاعَتِكَ نَفْسي عَنْ كُلِّ ما يَرِدُ عَلَىَّ، حَتّى لا أُحِبَّ شَيْئاً مِنْ سُخْطِكَ، وَلا أسْخَطَ شَيْئاً مِنْ رِضاكَ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَفَرِّغْ قَلْبي لِمَحَبَّتِكَ، وَاشْغَلْهُ، بِذِكْرِكَ، وَانْعَشْهُ بِخَوْفِكَ، وَبِالْوَجَلِ مِنْكَ، وَقَوِّهِ بِالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ، وَأَمِلْهُ إِلى طاعَتِكَ، وَاجْرِ بِهِ في أَحَبِّ السُّبُلِ إِلَيْكَ، وَذَلِّلْهُ بِالرَّغْبَةِ فيما عِنْدَكَ أَيّامَ حَياتي كُلِّها. وَاجْعَلْ تَقْواكَ
مِنَ الدُّنْيا زادي، وَإِلى رَحْمَتِكَ رِحْلَتي، وَفي مَرْضاتِكَ مَدْخَلي،
وَاجْعَلْ في جَنَّتِكَ مَثْواىَ، وَهَبْ لي قُوَّةً أَحْتَمِلُ بِها جَميعَ
مَرْضاتِكَ، واجْعَلْ فِراري إِلَيْكَ، وَرَغْبَتي فيما عِنْدَكَ، وَأَلْبِسْ
قَلْبِي الْوَحْشَةَ مِنْ شِرارِ خَلْقِكَ، وَهَبْ لِىَ الاُْنْسَ بِكَ
وَبِأَوْلِيائِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ، وَلا تَجْعَلْ لِفاجِر وَلا كافِر عَلَىَّ
مِنَّةً، وَلا لَهُ عِنْدي يَداً، وَلا بي إِلَيْهِمْ حاجَةً، بَلِ اجْعَلْ سُكُونَ قَلْبي، وَأُنْسَ نَفْسي، وَاسْتِغْنائي، وَكِفايَتي بِكَ وَبِخِيارِ خَلْقِكَ. أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْني لَهُمْ قَريناً، وَاجْعَلْني لَهُمْ نَصيراً، وَامْنُنْ عَلَىَّ بِشَوْق إِلَيْكَ، وَبِالْعَمَلِ لَكَ بِما تُحِبُّ وَتَرْضى، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَىْء قَديرٌ، وَذلِكَ عَلَيْكَ يَسيرٌ. |