فهرس الصحيفة

مكتبة الإمام زين العابدين (ع)

 

22 وَكانَ مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ عِنْدَ الشِّدَّةِ وَالْجَهْدِ وَتَعَسُّرِ الاُْمُورِ

أَللّهُمَّ إِنَّكَ كَلَّفْتَني مِنْ نَفْسي ما أَنْتَ أَمْلَكُ بِهِ مِنّي، وَقُدْرَتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَىَّ أَغْلَبُ مِنْ قُدْرَتي، فَأَعْطِني مِنْ نَفْسي ما يُرْضِيكَ عَنّي، وَخُذْ لِنَفْسِكَ رِضاها مِنْ نَفْسي في عافِيَة.

أَللّهُمَّ لا طاقَةَ لي بِالْجَهْدِ، وَلا صَبْرَ لي عَلَى الْبَلاءِ، وَلا قُوَّةَ لي عَلَى الْفَقْرِ، فَلا تَحْظُرْ عَلَىَّ رِزْقي، وَلا تَكِلْني إِلى خَلْقِكَ، بَلْ تَفَرَّدْ بِحاجَتي، وَتَوَلَّ كِفايَتي، وَانْظُرْ إِلَىَّ، وَانْظُرْ لي في جَميعِ أُمُوري، فَإِنَّكَ إِنْ وَكَلْتَني إِلى نَفْسي عَجَزْتُ عَنْها، وَلَمْ أُقِمْ ما فيهِ مَصْلَحَتُها، وَإِنْ وَكَلْتَني إِلى خَلْقِكَ تَجَهَّمُوني، وَإِنْ أَلْجَأْتَني إِلى قَرابَتي حَرَمُوني، وَإِنْ أَعْطَوْا أَعْطَوْا قَليلاً نَكِداً، وَمَنُّوا عَلَىَّ طَويلاً وَذَمُّوا كَثيراً. 

فَبِفَضْلِكَ اللّهُمَّ فَأَغْنِني، وَبِعَظَمَتِكَ فَأَنْعِشْني، وَبِسَعَتِكَ فَابْسُطْ يَدي، وَبِما عِنْدَكَ فَاكْفِني.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَخَلِّصْني مِنَ الْحَسَدِ، وَاحْصُرْني عَنِ الذُّنُوبِ، وَوَرِّعْني عَنِ الْمَحارِم، وَلا تُجَرِّئْني عَلَى الْمَعاصي، وَاجْـعَلْ هَـواىَ عِنْدَكَ، وَرِضـاىَ فيما يَرِدُ عَلَىَّ مِنْكَ، وَبارِكْ لي فيما رَزَقْتَني وَفيما خَوَّلْتَني، وَفيما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَىَّ، وَاجْعَلْني في كُلِّ حالاتي مَحْفُوظاً، مَكْلُوءاً، مَسْتُوراً، مَمْنُوعاً، مُعاذاً، مُجاراً.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاقْضِ عَنّي كُلَّ ما أَلْزَمْتَنيهِ، وَفَرَضْتَهُ عَلَىَّ لَك في وَجْه مِنْ وَجْوهِ طاعَتِكَ، أَوْ لِخَلْق مِنْ خَلْقِكَ، وَإِنْ ضَعُفَ عَنْ ذلِكَ بَدَني، وَوَهَنَتْ عَنْهُ قُوَّتي، وَلَمْ تَنَلْهُ مَقْدُرَتي، وَلَمْ يَسَعْهُ مَالي، وَلاذاتُ يَدي، ذَكَرْتُهُ أَوْ نَسيتُهُ، هُوَ يا رَبِّ مِمّا قَدْ أَحْصَيْتَهُ عَلَىَّ، وَأَغْفَلْتُهُ أَنَا مِنْ نَفْسي، فَأَدِّهِ عَنّي مِنْ جَزيلِ عَطِيَّتِكَ، وَكَبيرِ ما عَِنْدَكَ، فَإِنَّكَ واسِعٌ كَريمٌ، حَتّى لا يَبْقى عَلَىَّ شَىْءٌ مِنْهُ تُريدُ أَنْ تُقاصَّني بِهِ مِنْ حَسَناتي، أَوْ تُضاعِفَ بِهِ مِنْ سَيِّئاتي يَوْمَ أَلْقاكَ يا رَبِّ.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَارْزُقْنِي الرَّغْبَةَ فِي الْعَمَلِ لَكَ

لاِخِرَتي، حَتّى أَعْرِفَ صِدْقَ ذلِكَ مِنْ قَلْبي، وَحَتّى يَكُونَ الْغالِبُ عَلَىَّ الزُّهْدَ في دُنْياىَ، وَحَتّى أَعْمَلَ الْحَسَناتِ شَوْقاً، وَآمَنَ مِنَ السَّيِّئاتِ فَرَقاً وَخَوْفاً، وَهَبْ لي نُوراً أَمْشي بِهِ فِي النّاسِ، وَأَهْتَدي بِهِ فِي الظُّلُماتِ، وَأَسْتَضيءُ بِهِ مِنَ الشَّكِّ وَالشُّبُهاتِ.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَارْزُقْني خَوْفَ غَمِّ الْوَعيدِ، وَشَوْقَ ثَوَابِ الْمَوْعُودِ، حَتّى أَجِدَ لَذَّةَ ما أَدْعُوكَ لَهُ، وَكَأْبَةَ ما أَسْتَجيُر بِكَ مِنْهُ.

أَللّهُمَّ قَدْ تَعْلَمُ ما يُصْلِحُني مِنْ أَمْرِ دُنْياىَ وَآخِرَتي، فَكُنْ بِحَوائِجي حَفِيّاً.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَارْزُقْنِي الْحَقَّ عِنْدَ تَقْصيري فِي الشُّكْرِ لَكَ، بِما أَنْعَمْتَ عَلَىَّ في الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ، وَالصِّحَّةِ وَالسَّقَمِ، حَتّى أَتَعَرَّفَ مِنْ نَفْسي رَوْحَ الرِّضا، وَطُمَأْنينَةَ النَّفْسِ مِنّي بِما يَجِبُ لَكَ، فيما يَحْدُثُ في حالِ الْخَوْفِ وَالاَْمْنِ، وَالرِّضا وَالسُّخْطِ، وَالضُّرِّ وَالنَّفْعِ.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَارْزُقْني سَلامَةَ الصَّدْرِ مِنَ الْحَسَدِ، حَتّى لا أَحْسُدَ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ عَلى شَىْء مِنْ فَضْلِكَ،

وَحَتّى لا أَرى نِعْمَةً مِنْ نِعَمِكَ عَلى أَحَد مِنْ خَلْقِكَ في دين أَوْ دُنْيا، أَوْ عافِيَة أَوْ تَقْوى، أَوْ سَعَة أَوْ رَخاء، إِلاّ رَجَوْتُ لِنَفْسي أَفْضَلَ ذلِكَ بِكَ وَمِنْكَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَك.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَارْزُقْنِي التَّحَفُّظَ مِنَ الْخَطايا، وَالاِْحْتِراسَ مِنَ الزَّلَلِ فِي الدُّنيا وَالاْخِرَةِ، في حالِ الرِّضا وَالْغَضَبِ، حَتّى أَكُونَ بِما يَرِدُ عَلَىَّ مِنْهُما بِمَنْزِلَة سَواء، عَامِلاً بِطاعَتِكَ، مُؤْثِراً لِرِضاكَ عَلى ماسِواهُما فِي الاَْوْلِياءِ وَالاَْعْداءِ، حَتّى يَأْمَنَ عَدُوِّي مِنْ ظُلْمي وَجَوْري، وَيَيْأسَ وَلِيّي مِنْ مَيْلي وَانْحِطاطِ هَواىَ.

وَاجْعَلْني مِمَّنْ يَدْعُوكَ مُخْلِصاً فِي الرَّخاءِ، دُعاءَ الْمُخْلِصينَ الْمُضْطَرّينَ لَكَ فِي الدُّعاءِ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.

23 وَكانَ مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذا سَأَلَ اللّهَ الْعافِيَةَ وَشُكْرَها

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَأَلْبِسْني عافِيَتَكَ، وَجَلِّلْني عافِيَتَكَ، وَحَصِّنّي بِعافِيَتِكَ، وَأَكْرِمْني بِعافِيَتِكَ، وَأَغْنِني بِعافِيَتِكَ، وَتَصَدَّقْ عَلَىَّ بِعافِيَتِكَ، وَهَبْ لي عافِيَتَكَ، وَأَفْرِشْني عافِيَتَكَ، وَأَصْلِحْ لي عافِيَتَكَ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَ عافِيَتِكَ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَعافِني عافِيَةً كافِيَةً شافِيَةً عالِيَةً نامِيَةً، عافِيَةً تُوَلِّدُ في بَدَنِي الْعافِيَةَ، عافِيَةَ الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ.

وَامْنُنْ عَلَىَّ بِالصِّحَّةِ وَالاَْمْنِ وَالسَّلامَةِ في ديني وَبَدَني، وَالْبَصيرَةِ في قَلْبي، وَالنَّفاذِ في أُمُوري، وَالْخَشْيَةِ لَكَ، وَالْخَوْفِ مِنْكَ، وَالقُوَّةِ عَلى ما أَمَرْتَني بِهِ مِنْ طاعَتِكَ، وَالاِْجْتِنابِ لِما نَهَيْتَني عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَتِكَ.

أَللّهُمَّ وَامْنُنْ عَلَىَّ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَزِيارَةِ قَبْرِ رَسُولِكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكاتُكَ، عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ، وآلِ

رَسُولِك عَلَيْهِمُ السَّلامُ أَبَداً ما أَبْقَيْتَني، في عامي هذا وَفي كُلِّ عام، وَاجْعَلْ ذلِكَ مَقْبُولاً مَشْكُوراً، مَذْ كُوراً لَدَيْكَ، مَذْخُوراً عِنْدَكَ.

وَأَنْطِقْ بِحَمْدِكَ وَشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ وَحُسْنِ الثَّناءِ عَلَيْكَ لِساني، وَاشْرَحْ لِمَراشِدِ دينِكَ قَلْبي، وَأَعِذْني وَذُرِّيَّتي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ، وَمِنْ شَرِّ السّامَّةِ وَالْهامَّةِ وَالْعامَّةِ وَاللاّمَّةِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطان مَريد، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ سُلْطان عَنيد، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ مُتْرَف حَفيد، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ضَعيف وَشَديد، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَريف وَوَضيع، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ صَغير وَكَبير، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ قَريب وبَعيد، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ مَنْ نَصَبَ لِرَسُولِكَ وَلاَِهْلِ بَيْتِهِ حَرْباً مِنَ الْجِنِّ وَالاِْنْسِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّة أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها، إِنَّكَ عَلى صِراط مُسْتَقيم.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَمَنْ أَرادَني بِسُوء فَاصْرِفْهُ عَنّي، وَادْحَرْ عَنّي مَكْرَهُ، وَادْرَأْ عَنّي شَرَّهُ، وَرُدَّ كَيْدَهُ في نَحْرِهِ، وَاجْعَلْ بَيْنَ يَدَيْهِ سَدّاً، حَتّى تُعْمِىَ عَنّي بَصَرَهُ، وَتُصِمَّ عَنْ ذِكْري سَمْعَهُ، وَتُقْفِلَ دُونَ إِخْطارِي قَلْبَهُ، وَتُخْرِسَ عَنّي لِسانَهُ، وَتَقْمَعَ رَأْسَهُ، وَتُذِلَّ عِزَّهُ، وَتَكْسِرَ جَبَرُوتَه، وَتُذِلَّ رَقَبَتَهُ، وَتَفْسَخَ كِبْرَهُ، وَتُؤْمِنَني مِنْ جَميعِ ضَرِّهِ وَشَرِّهِ، وَغَمْزِهِ وَهَمْزِهِ، وَلَمْزِهِ وَحَسَدِهِ وَعَداوَتِهِ، وَحَبائِلِهِ وَمَصائِدِهِ، وَرَجْلِهِ وَخَيْلِهِ، إِنَّكَ عَزيزٌ قَديرٌ. 

24 وَكانَ مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ لاَِبَوَيْهِ عَلَيْهِمَا السَّلامُ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطّاهِرينَ، وَاخْصُصْهُمْ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَ رَحْمَتِكَ وَبَرَكاتِكَ وَ سَلامِكَ.

وَاخْصُصِ اللّهُمَّ والِدَىَّ بِالْكَرامَةِ لَدَيْكَ، وَالصَّلاةِ مِنْكَ يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَلْهِمْني عِلْمَ ما يَجِبُ لَهُما عَلَّي إِلْهاماً، وَاجْمَعْ لي عِلْمَ ذلِكَ كُلِّهِ تَماماً، ثُمَّ اسْتَعْمِلْني بِما تُلْهِمُني مِنْهُ، وَوَفِّقْني لِلنُّفُوذِ فيما تُبَصِّرُني مِنْ عِلْمِهِ، حَتّى لا يَفُوتَنِي اسْتِعْمالُ شَىْء عَلَّمْتَنيهِ، وَلا تَثْقُلَ أَرْكاني عَنِ الْحُفُوفِ فيما أَلْهَمْتَنيهِ.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ كَما شَرَّفْتَنا بِهِ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ كَما أَوْجَبْتَ لَنَا الْحَقَّ عَلَى الْخَلْقِ بَسَبَبِهِ.

أَللّهُمَّ اجْعَلْني أَهابُهُما هَيْبَةَ السُّلْطانِ الْعَسُوفِ، وَأَبَرُّهُما بِرَّ

الاُْمِّ الرَّؤُوفِ، وَاجْعَلْ طاعَتي لِوالِدَىَّ، وَبِرّي بِهِما، أَقَرَّ لِعَيْني مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنانِ، وَأَثْلَجَ لِصَدْري مِنْ شَرْبَةِ الظَّمْآنِ، حتّى أُوثِرَ عَلى هَواىَ هَواهُما، وَأُقَدِّمَ عَلى رِضاىَ رِضاهُما، وَأَسْتَكْثِرَ بِرَّهُما بي وَإِنْ قَلَّ، وَأَسْتَقِلَّ بِرّي بِهِما وَإِنْ كَثُرَ.

أَللّهُمَّ خَفِّضْ لَهُما صَوْتي، وَأَطِبْ لَهُما كَلامي، وَأَلِنْ لَهُما عَريكَتي، وَأَعْطِفْ عَلَيْهِما قَلْبي، وَصَيِّرْني بِهِما رَفيقاً، وَعَلَيْهِما شَفيقاً.

أَللّهُمَّ اشْكُرْ لَهُما تَرْبِيَتي، وَأَثِبْهُما عَلى تَكْرِمَتي، وَاحْفَظْ لَهُما ما حَفِظاهُ مِنّي في صِغَري.

أَللّهُمَّ وَما مَسَّهُما مِنّي مِنْ أَذىً، أَوْ خَلَصَ إِلَيْهِما عَنّي مِنْ مَكْرُوه، أَوْ ضاعَ قِبَلي لَهُما مِنْ حَقٍّ، فَاجْعَلْهُ حِطَّةً لِذُنُوبِهِما، وَعُلُوّاً في دَرَجاتِهِما، وَزِيادَةً في حَسَناتِهِما، يا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ بِأَضْعافِها مِنَ الْحَسناتِ.

أَللّهُمَّ  وَما تَعَدَّيا  عَلَىَّ فيهِ مِنْ قَوْل، أَوْ أَسْرَفا عَلَىَّ فيهِ مِنْ فِعْل، أَوْ ضَيَّعاهُ لي مِنْ حَقٍّ، أَوْ قَصَّرا بي عَنْهُ مِنْ واجِب، فَقَدْ

وَهَبْتُهُ لَهُما، وَ جُدْتُ بِهِ عَلَيْهِما، وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ في وَضْعِ تَبِعَتِهِ عَنْهُما، فَإِنّي لا أَتَّهِمُهُما عَلى نَفْسي، وَلا أَسْتَبْطِئُهُما في بِرِّي، وَلا أَكْرَهُ ما تَوَلَّياهُ مِنْ أَمْري يا رَبِّ.

فَهُما أَوْجَبُ حَقّاً عَلَىَّ، وَأَقْدَمُ إِحْساناً إِلَىَّ، وَأَعْظَمُ مِنَّةً لَدَىَّ، مِنْ أَنْ أُقاصَّهُما بِعَدْل، أَوْ أُجازِيَهُما عَلى مِثْل. أيْنَ إِذاً يا إِلهي طُولُ شُغْلِهِما بِتَربِيَتي؟ وَأَيْنَ شِدَّةُ تَعَبِهِما في حِراسَتي؟ وَأَيْنَ إِقْتارُهُما عَلى أَنْفُسِهِما لِلتَّوْسِعَةِ عَلَىَّ؟

هَيْهاتَ، ما يَسْتَوْفِيانِ مِنّي حَقَّهُما، وَلا أُدْرِكُ ما يَجِبُ عَلَىَّ لَهُما، وَلا أَنَا بِقاض وَظيفَةَ خِدْمَتِهِما. فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَعِنّي يا خَيْرَ مَنِ اسْتُعينَ بِهِ، وَوَفِّقْنِي يا أَهْدى مَنْ رُغِبَ إِلَيْهِ، وَلا تَجْعَلْني في أَهْلِ الْعُقُوقِ لِلاْباءِ وَالاُْمَّهاتِ (يَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْس بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ).

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَاخْصُصْ أَبَوَىَّ

بِأَفْضَلِ ما خَصَصْتَ بِهِ آباءَ عِبادِكَ الْمُؤْمِنينَ وأُمَّهاتِهِمْ، يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

أَللّهُمَّ لا تُنْسِني ذِكْرَهُما في أَدْبارِ صَلَواتي، وَفي إِنىً مِنْ آناءِ لَيْلي، وَفي كُلِّ ساعَة مِنْ ساعاتِ نَهاري.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاغْفِرْ لي بِدُعائي لَهُما، وَاغْفِرْ لَهُما بِبِرِّهِما بي مَغْفِرَةً حَتْماً، وَارْضَ عَنْهُما بِشَفاعَتي لَهُما رِضاً عَزْماً، وَبَلِّغْهُما بِالْكَرامَةِ مَواطِنَ السَّلامَةِ.

أَللّهُمَّ وَإِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لَهُما فَشَفِّعْهُما فِىَّ، وَإِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لي فَشَفَّعْني فيهِما، حَتّى نَجْتَمِعَ بِرَأْفَتِكَ في دارِ كَرامَتِكَ، وَمَحَلِّ مَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظيمِ، وَالْمَنِّ الْقَديمِ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمينَ. 

25 وَكانَ مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ لِوُلْدِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ

أَللّهُمَّ ومُنَّ عَلَىَّ بِبَقاءِ وُلْدي، وَبِإِصْلاحِهِمْ لي وَبِإِمْتاعي بِهِمْ.

إِلهِي امْدُدْ لي في أَعْمارِهِمْ، وَزِدْ لي في آجالِهِمْ، وَرَبِّ لي صَغيرَهُمْ، وَقَوِّ لي ضَعيفَهُمْ، وَأَصِحَّ لي أَبْدانَهُمْ وَأَدْيانَهُمْ وَأَخْلاقَهُمْ، وَعافِهِمْ في أَنْفُسِهِمْ، وَفي جَوارِحِهِمْ، وَفي كُلِّ ما عُنِيتُ بِهِ مِنْ أَمْرِهِمْ، وَأَدْرِرْ لي وَعَلى يَدَىَّ أَرْزاقَهُمْ.

وَاجْعَلْهُمْ أَبْراراً أَتْقِياءَ بُصَراءَ، سامِعينَ مُطيعينَ لَكَ، وَلاَِوْليِائِكَ مُحِبّينَ مُناصحينَ، وَلِجَميعِ أَعْدائِكَ مُعانِدينَ وَمُبْغِضينَ، آمينَ.

أَللّهُمَّ اشْدُدْ بِهِمْ  عَضُدي، وَأَقِمْ بِهِمْ أَوَدي، وَكَثِّرْ بِهِمْ عَدَدي، وَزَيِّنْ بِهِمْ مَحْضَري، وَأَحْيِ بِهِمْ ذِكْري، وَاكْفِني بِهِمْ في غَيْبَتي، وَأَعِنّي بِهِمْ عَلى حاجَتي، وَاجْعَلْهُمْ لي مُحِبّينَ، وَعَلَىَّ حَدِبينَ مُقْبِلينَ، مُسْتَقيمينَ لي مُطيعينَ، غَيْرَ عاصينَ وَلا عاقِّينَ،

وَلا مُخالِفينَ وَلا خاطِئينَ.

وَأَعِنّي عَلى تَرْبِيَتِهِمْ وَتَأْديبِهِمْ وَبِرِّهِمْ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ مَعَهُمْ أَوْلاداً ذُكُوراً، وَ اجْعَلْ ذلِكَ خَيْراً لي، وَاجَعَلْهُمْ لي عَوْناً عَلَى ما سَأَلْتُكَ. وَأَعِذْني وَذُرِّيَّتي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ، فَإِنَّكَ خَلَقْتَنا وَأَمَرْتَنا وَنَهَيْتَنا، وَرَغَّبْتَنا في ثَوابِ ما أَمَرْتَنا، وَرَهَّبْتَنا عِقابَهُ، وَجَعَلْتَ لَنا عَدُوّاً يَكيدُنا، سَلَّطْتَهُ مِنّا عَلى مالَمْ تُسَلِّطْنا عَلَيْهِ مِنْهُ، أَسْكَنْتَهُ صُدُورَنا، وَأَجْرَيْتَهُ مَجارِىَ دِمائِنا، لايَغْفُلُ إِنْ غَفَلْنا، وَلا يَنْسى إِنْ نَسينا، يُؤْمِنُنا عِقابَكَ، وَيُخَوِّفُنا بِغَيْرِكَ، إِنْ هَمَمْنا بِفاحِشَة شَجَّعَنا عَلَيْها، وَإِنْ هَمَمْنا بِعَمَل صالِح ثَبَّطَنا عَنْهُ، يَتَعَرَّضُ لَنا بِالشَّهَواتِ، وَيَنْصِبُ لَنا بِالشُّبُهاتِ، إِنْ وَعَدَنا كَذَبَنا، وَإِنْ مَنّانا أَخْلَفَنا، وَإِلاّ تَصْرِفْ عَنّا كَيْدَهُ يُضِلَّنا، وَإِلاّ تَقِنا خَبالَهُ يَسْتَزِلَّنا. 

أَللّهُمَّ فَاقْهَرْ سُلْطانَهُ عَنّا بِسُلْطانِكَ، حَتّى تَحْبِسَهُ عَنّا بِكَثْرَةِ الدُّعاءِ لَكَ، فَنُصْبِحَ مِنْ كَيْدِهِ فِي الْمَعْصُومينَ بِكَ.

أَللّهُمَّ أَعْطِني كُلَّ سُؤْلي، وَاقْضِ لي حَوائِجي، وَلا تَمْنَعْنِي الاِْجابَةَ وَقَدْ ضَمِنْتَها لي، وَلا تَحْجُبْ دُعائي عَنْكَ وَقَدْ أَمَرتَني بِهِ، وَامْنُنْ عَلَىَّ بِكُلِّ ما يُصْلِحُني في دُنْياىَ وَآخِرَتي، ما ذَكَرْتُ مِنْهُ وَما نَسيتُ، أَو أَظْهَرْتُ أَوْ أَخْفَيْتُ، أَوْ أَعْلَنْتُ أَوْ أَسْرَرْتُ. وَاجْعَلْني في جَمِيعِ ذلِكَ مِنَ الْمُصْلِحينَ بِسُؤالي إِيّاكَ، الْمُنْجِحينَ بِالطَّلَبِ إِلَيْكَ، غَيْرِ الْمَمْنُوعينَ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْكَ، الْمُعَوَّذينَ بِالتَّعَـوُّذِ بِكَ، الرّابِحـينَ فِي التِّجـارَةِ عَلَيْكَ، الْمُجارينَ بِعِزِّكَ، الْمُوَسَّعِ عَلَيْهِمُ الرِّزْقُ الْحَلالُ مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ، بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، الْمُعَزّينَ مِنَ الذُّلِّ بِكَ، والْمُجارينَ مِنَ الظُّلْمِ بِعَدْلِكَ، وَالْمُعافَيْنَ مِنَ الْبَلاءِ بِرَحْمَتِكَ، وَالْمُغْنَيْنَ مِن الْفَقْرِ بِغناكَ، والْمَعْصُومينَ مِنَ الذُّنُوبِ وَالزَّلَلِ وَالْخَطَأِ بِتَقْواكَ، والمُوَفَّقينَ لِلْخَيْرِ والرُّشْدِ وَالصَّوابِ بِطاعَتِكَ، والْمُحالِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الذُّنُوبِ بِقُدْرَتِكَ، التّارِكينَ لِكُلِّ مَعْصِيَتِكَ، السّاكِنينَ في جِوارِكَ. 

أَللّهُمَّ أَعْطِنا جَميعَ ذلِكَ بِتَوْفيقِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَأَعِذْنا مِنْ عَذابِ السَّعيرِ، وَأَعْطِ جَميعَ الْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ مِثْلَ الَّذي سَأَلْتُكَ لِنَفْسي وَلِوُلْدي، في عاجِلِ الدُّنْيا وَآجِلِ الاْخِرَةِ، إِنَّكَ قَريبٌ مُجيبٌ، سَميعٌ عَليمٌ، عَفُوُّ غَفُورٌ، رَؤُوفٌ رَحيمٌ.

وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الاْخِـرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَـذابَ النّارِ. 

26 وَكانَ مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ لِجيرانِهِ وَأَوْلِيائِهِ إِذا ذَكَرَهُمْ

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَتَوَلَّني في جِيراني وَمَوالِىَّ الْعارِفينَ بِحَقِّنا، وَالْمُنابِذينَ لاَِعْدَائِنا، بِأَفْضَلِ وَلايَتِكَ، وَوَفِّقْهُمْ لاِِقامَةِ سُنَّتِكَ، وَالاَْخْذِ بِمَحاسِنِ أَدَبِكَ في إِرْفاقِ ضَعيفهِمْ، وَسَدِّ خَلَّتِهِمْ، وَعِيادَةِ مَريضِهِمْ، وَهِدايَةِ مُسْتَرْشِدِهِمْ، وَمُناصَحَةِ مُسْتَشيرِهِمْ، وَتَعَهُّدِ قَادِمِهِمْ، وَكِتْمانِ أَسْرارِهِمْ، وَسَتْرِ عَوْراتِهِمْ، وَنُصْرَةِ مَظْلُومِهِمْ، وَحُسْنِ مُواساتِهِمْ بِالْماعُونِ، وَالْعَوْدِ عَلَيْهِمْ بِالْجِدَةِ وَالاِْفْضالِ، وَإِعْطاءِ ما يَجِبُ لَهُمْ قَبْلَ السُّؤالِ.

واجْعَلْنِي اللّهُمَّ أَجْزي بِالاِْحْسانِ مُسيئَهُمْ، وَأُعْرِضُ بِالتَّجاوُزِ عَنْ ظالِمِهِمْ، وَأَسْتَعْمِلُ حُسْنَ الظَّنِّ في كافَّتِهِمْ،

وَأَتَوَلّى بالْبِرِّ عامَّتَهُمْ، وَأَغُضُّ بَصَري عَنْهُمْ عِفَّةً، وَأُلينَ جانِبي لَهُمْ تَواضُعاً، وَأَرِقُّ عَلى أَهْلِ الْبَلاءِ مِنْهُمْ رَحْمَةً، وَأُسِرُّ لَهُمْ بِالْغَيْب مَوَدَّةً، وَأُحِبُّ بَقاءَ النِّعْمَةِ عِنْدَهُمْ نُصْحاً، وَأُوجِبُ لَهُمْ ما أُوجِبُ لِحامَّتي، وَأرْعى لَهُمْ ما أَرْعى لِخاصَّتي.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَارْزُقْني مِثْلَ ذلِكَ مِنْهُمْ، وَاجْعَلْ لي أَوْفَى الْحُظُوظِ فيما عِنْدَهُمْ، وَ زِدْهُمْ بَصيرَةً في حَقّي وَ مَعْرِفَةً بِفَضْلي، حَتّى يَسْعَدوا بي وَ أَسْعَدَ بِهِمْ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.