مكتبة الإمام زين العابدين

فهرس الكتاب

 

 

هكذا العفو

في يوم من الأيام كان للإمام زين العابدين (ع) مجموعة من الضيوف، فأمر (ع) أن يعد لطعامهم مقداراً من اللحم فيشوى في التنور ويؤتى به على الخوان، وعندما حل وقت الطعام، جلب أحد غلمانه جفنة اللحم المشوي إلى الخوان وكانت الجفنة شديدة الحرارة، ولشدة عجلة الغلام وقبل أن يصل إلى الخوان سقطت من يده على رأس أحد أولاد الإمام الصغار فاحترق ومات.

فتغير لون الغلام وأصابه الهلع وأخذ يرتجف من رهبة الجزاء، فإنه قد قتل طفلاً من أطفال الإمام (ع) .

ومن الطبيعي أن كل أب عندما يشاهد مقتل ولده بهذه الطريقة المفجعة، أن يشد على الطرف بما يمكنه وأقله التوبيخ باللسان، ولكن الإمام السجاد (ع) لما رأى ذلك سلّم أمره إلى الله تعالى وخاطب الغلام وقال: أنت حر لوجه الله، فإنك لم تعتمد ذلك، ثم أخذ في جهاز ابنه ودفنه(1).

وبالطبع أن تحرير العبد حتى وإن كان له أجر أخروي، ولكنه يضر بالمالك من الناحية المادية لأن في استطاعته بيعه والاستفادة من ثمنه.

 

(1) كشف الغمة: ج2 ص81 مناقبه ومزاياه وصفاته.