غيبة الإمام المهدي (عليه السلام): كان النبي الأكرم (صلى الله
عليه واله) يذكر الإمام الثاني عشر للأمة
بين الحين و الآخر و قد ذكر الأئمة
الأطهار بهذه المسألة دائماً . و قد كان
لكل ذلك التذكير المتواصل بغيبة الإمام
أثر في جعل كل إنسان معتقدٌ بالإمام
المهدي معتقداً بطول عمره (عليه السلام) و هذه نماذج من الروايات
الكثيرة الواردة في هذا المجال . 1ـ قال رسول (صلى
الله عليه واله) :
" و الذي بعثني بالحق بشيراً ليغيبن
القائم من ولدي بعد معهود له مني حتى يقول
أكثر الناس : ما لله في آل محمد حاجة و يشك
آخرون في ولادته فمن أدرك زمانه فليتمسك
بدينه و لا يجعل للشيطان عليه سبيلاً
بشكه فيزيله عن ملتي و يخرجه من ديني فقد
أخرج أبويكم من الجنة من قبل و أن الله عز
وجل جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون
"
(1). 2ـ و قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : " للقائم منا غيبة أمدها
طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في
غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه ، ألا
فمن ثبت منهم على دينه ، و لم يقس قلبه
بطول غيبته إمامه فهو معي في درجتي يوم
القيامة ثم قال : إن القائم منا إذا قام لم
يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته
و يغيب شخصه " (2) . 3ـ وروى محمد بن مسلم قال : سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : " إن
بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها " (3) 4ـ و يقول العلامة الطبرسي صاحب
تفسير مجمع البيان متحدثاً عن أخبار
الغيبة " وخلدها المحدثون من الشيعة في
أصولهم المؤلفة في أيام السيدين الباقر و
الصادق (عليه
السلام) . . ومن جملة ثقات
المحدثين و المصنفين من الشيعة الحسن بن
محبوب الزراو وقد صنف كتاب المشيخة . . .
ذكر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة و
منها ما عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قلت له كان أبو جعفر يقول
:" لقائم آل محمد غيبتان واحدة طويلة و
الأخرى قصيرة ، قال : فقال لي : نعم يا أبا
بصير أحدهما أطول من الأخرى
" (4)
و يتوضح في هذا أن الرسول (صلى
الله عليه واله) و
الأئمة (عليه السلام) أخبروا بوجود الإمام المهدي (عليه
السلام) أخبروا بأن
الإعتقاد بوجوده يصحبه الإعتقاد بغيبته
، ينقل الشيخ الصدوق عليه الرحمة عن
السيد الحميري قوله : " كنت أقول بالغلو
و أعتقد غيبة محمد بن علي -ابن حنيفة- قد
ضللت في ذلك زمانا فمن الله علي بالصادق
جعفر بن محمد و أنقذني به من النار و
هداني إلى سواء الصراط ، فسألته بعد ما صح
عندي بالدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة
الله علىّ و على جميع أهل زمانه و أنه
الإمام الذي فرض الله طاعته و أوجب
الإقتداء به فقلت له : يا بن رسول الله قد
روى لنا أخبار عن آبائك عليهم السلام في
الغيبة و صحة كونها فأخبرني بمن تقع ؟
فقال عليه السلام : " إن الغيبة ستقع
بالسادس من ولدي و هو الثاني عشر من
الأئمة الهداة بعد رسول الله صلى الله
عليه وآله ، أولهم أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب و آخرهم القائم بالحق بقية الله
في الأرض و صاحب الزمان . " (5)
(1)
اثبات
الهداة ج6 ص 386.
(2)
ااثبات
الهداة ج6 ص 395-394.
(3)
اثبات
الهداة ج6 ص 350.
(4)
اعلام
الورى ص 416.
(5)كمال
الدين ص 33.
|