اقامة صلاة العيد:

في احد الاعياد الاسلاميّة كعيد الفطر او عيد الاضحى وكان قد عقد للرضّا (عليه السلام) الامر بولاية العهد بعث المأمون اليه في الرّكوب الى العيد والصّلاة بالنّاس والخطبة لهم فبعث اليه الرّضا (عليه السلام) قد علمت ما كان بيني وبينك من الشّروط في دخول الامر فاعفني من الصّلاة بالنّاس فقال له المأمون انما اريد بذلك ان نظمئن قلوب النّاس ويعرفوا فضلك ولم تزل الرّسل يتردد بينهما في ذلك فلمّا الح عليه المأمون ارسل اليه ان اعفيتني فهو احبّ اليّ وان لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وامير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له المأمون اخرج كيف شئت وامر القوّاد والحجّاب والنّاس ان يبكّروا الى باب الرّضا (عليه السلام) قال فعقد النّاس لابي الحسن (عليه السلام) في الطّرقات والسّطوح واجتمع النّساء والصّبيان ينتظرون خروجه وصار جميع القوّاد والجند الى بابه فوقفوا على دوابّهم حتّى طلعت الشّمس فاغتسل ابو الحسن (عليه السلام) ولبس ثيابه وتعمّم بعمامة بيضاء من قطن القى طرفا منها على صدره وطرفا بين كتفه ومسّ شيئا من الطّيب واخذ بيده عكّازة وقال لمواليه افعلوا مثل ما فعلت فخرجوا بين يديه وهو حاف قد شمّر سراويله الينصف السّاق وعليه ثياب مشمّرة فمشى قليلاً ورفع رأسه الى السّماء وكبّر وكبّر مواليه معه ثمّ مشى حتّى وقف على الباب فلمّا رآه القوّاد والجند على تلك الصّورة سقطوا كلّهم عن الدّواب الى الارض وكان احسنهم حالاً من كان معه سكّين قطع بها نعله وتحفّى وكبّر الرّضا (عليه السلام) على الباب وكبّر النّاس معه فخيّيل الينا انّ السّماء والحيطان تجاوبه وتزعزعت مَرْو بالبكاء والضجيج لمّا رأوا ابا الحسن (عليه السلام) وسمعوا تكبيره وبلغ المأمون ذللك فقال له الفضل بن سهل ذو الرّياستين يا أمير  المؤمنين ان بلغ الرّضا المصلّى على هذا السّبيل افتتن به النّاس وخفنا كلّنا على دمائنا فانفذ اليه ان يرجع فبعث اليه المأمون قد كلفناك شططا واتبعناك ولسنا نحبّ ان تلحقك مشقّة فارجع وليصلّ بالنّاس من كان يصلّي بهم على رسمه، فدعى أبو الحسن (عليه السلام) بخفّه فلبسه وركب ورجع واختلف امر النّاس في ذلك اليوم(1).

وعرف النّاس نفاق المأمون وخداعه للعامّة، وادركوا ان ما كان يفعله مع الامام هو مجرّد تظاهر، وليس له من هدف سوى الوصول الى اغراضه السّياسيّة...

 

(1) ـ الارشاد للمفيد: ص 213 ـ 214، عيون الاخبار: ج 2 ص 148 ـ 149.