جواب الامام على بعض الاسئلة:

سألوه: كيف يكون الله واين هو؟

فأجاب الامام: ان هذا التّصور خطأ من أساسه، وذلك لان الله خلق المكان ولم يكن له مكان وكيّف الكيف ولم يكن له كيف (ولا تركيب)، فالله اذن لا يعرف بالكيفيّة والمكان ولا يدرك بالحسّ ولا يقاس الى شيء ولا يشبّه بشيء.

ـ متى وجد الله؟

الامام: اخبرني متى لم يكن فأخبرك متى كان.

ـ ما الدّليل على حدوث العالم (بمعنى ان العالم لم يكن موجوداً من قبل ثمّ خلق)؟

الامام: انت لم تكن ثمّ كنت وقد علمت أنّك لم تكوّن نفسك ولا كونّك من هو مثلك.

ـ أيمنك ان تصف لنا الله؟

الامام ـ انّ من يصف الله بالقياس فهو ضالّ مخطىء دائماً، وما يقوله غير سليم، وأمّا فاعرّف الله وأصفه بما عرّف هو به نفسه من دون ان تكون له صورة في ذهني، فهو لا يُدرك بالحوّاس ولا يُقاس بالنّاس معروف بغير تشبيه، وهو قريب للجميع على علوّ مقامه، من دون ان نستطيع ذكر مثل له، ولا يُمثّل له بمخلوقاته، ولا يجور في قضيّته ... ويُعرف بالايات والعلامات(1).

ـ أيمكن ان تخلوا الارض من الحجّة والامام؟

الامام: لو خليت الارض من حجّة الله والامام ولو للخطة واحدة لساخ اهل الارض فيها.

ـ الا توضّح لنا قليلاً الفرج (فرج امام العصر عجّل الله تعالى فرجه ) ؟

الامام: أو لست تعلم ان انتظار الفرج من الفرج؟

ـ كلاّ لا ادري إلا ان تعلّمني !

الامام: نعم انتظار الفرج من الفرج(2).

وسئل الامام عن الايمان والاسلام، فقال: قال الامام الباقر (عليه السلام): انما هو الاسلام، والايمان فوقه بدرجة، والتّقوى فوق الايمان بدرجة، واليقين فوق التّقوى بدرجة، ولم يُقسّم بين النّاس شيء اقلَّ من اليقين(3).

قال: قلت فأيّ شيء اليقين؟

قال: التّوكّل على الله والتّسليم لله والرّضا بقضاء الله والتّفويض الى الله (وطلب الاصلح منه)(4).

وسئل الامام عن العجب الّذي يفسد العمل، فقال (عليه السلام):

العجب درجات منها ان يزيّن للعبد سوء عمله فيراه حسناً، فيعجبه ويحسب انه يحسن صنعا، ومنها ان يؤمن العبد بربّه، فمنّ على الله والله المنّة عليه فيه(5).

وسئل الامام عن قول الله لابراهيم (عليه السلام): «أو لم تؤمن؟ قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبى»، كان في قلبه شك؟ قال: لا، كان على يقين، ولكنّه اراد من الله الزيادة في يقينه(6).

وسئل الامام الرّضا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) كيف مال النّاس عنه الى غيره وقد عرفوا فضله وسابقته ومكانه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟

فقال: انّما مالوا عنه الى غيره وقد عرفوا فضله لانّه كان قد قتل من آبائهم واجدادهم واخوانهم واعمامهم واخوالهم واقربائهم المحادّين لله ولرسوله عدداً كثيراً فكان حقدهم عليه لذلك في قلوبهم فلم يحبّوا ان يتولّى عليهم ولم يكن في قلوبهم على غيره مثل ذلك لانه لم يكن له في الجهاد بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل ما كان له فلذلك عدلوا عنه ومالوا الى سواه(7).

 

 

(1) ـ مسند الامام الرّضا (عليه السلام): ج 1 ص 10 ـ 47.

(2) ـ مسند الامام الرّضا (عليه السلام): ج 1 ص 227.

(3) ـ مسند الامام الرّضا (عليه السلام): ج 1 ص 258.

(4) ـ مسند الامام الرّضا (عليه السلام): ج 1 ص 258.

(5) ـ مسند الامام الرّضا (عليه السلام): ج 1 ص 285.

 (6) ـ مسند الامام الرّضا (عليه السلام): ج 1 ص 315.

(7) ـ عيون اخبار الرّضا (عليه السلام): ج 2 ص 80.