ونحن نستعرض هنا بعض أدعية الصحيفة السجادية:

              يقول الإمام (عليه السلام) في الدعاء الثامن » اللهمّ انّي اعوذ بك من هيجان الحرص، وسورة الغضب، وغلبة الحسد، وضعف الصّبر، وقلّة القناعة، وشكاسة الخُلُقِ، واِلحاحِ الشّهوة، وملكة الحميّة، ومتابعة الهَوى، ومُخالَفَة الهُدى، وسِنَةِ الغَفلة، وتعاطِي الكُلفة، وايثارِ الباطل على الحق، والاصرار والاِزراء بالمُقلّين، وسُوء الولاية لِمَن تحتَ أيدينا، وتَرْكِ الشُكر لِمن اصطنع العارِفة عندنا، أو أن نعضُدَ ظالِماً، أو نَخْذُل ملهُوفاً، أو نَروم ما ليس لنا بحق، أو نقولَ في العلمِ بغير علم. ونعوذُ بِكَ اَن ننطوي على غِشّ اَحد وَاَن نُعجِبَ باعمالِنا ونَمُدَّ في آمالنا. ونَعوذُ بِكَ من سوء السريرة، واحتقار الصغيرة، وأن يستحوذَ علينا الشيطانُ أو ينكبنا الزّمان أو يتهضَّمَنا السُلطان، ونعوذُ بك من تناول الإسراف ومن فقدان الكفاف، ونعوذ بك من شماتة الأعداء، ومن الفقر الى الاكفاء، ومن معيشة في شدّة، وميتة على غيرُ عدّة، ونعوذُ بك من الحسرة العظمى، والمصيبة الكبرى، وأشقى الشّقاء، وسُوء ألمآب، وحرمان الثواب، وحُلول العقاب، اللهمّ صلّ على محمّد وآله وأعِذني من كُلّ ذلك برحمتك وجميع المؤمنينَ والمؤمنات برحمتك يا أرحم الرّاحمين « .

              ويقول في الدّعاء العشرين وهو المعروف بدعاء مكارم الأخلاق « اللهمّ صلّ على محمّد وآله، وبلّغ بايماني أكمل الإيمان، واجعل يقيني أفضل اليقين، وانْتَهِ بنيّتي الى أحسنِ النيّات،وبعملي الى أحسن الأعمال.

              اللهمّ وفّر بلطفك نيّتي، وصحّحّ بما عِندَك يقيني، واستصلح بقُدْرَتكَ ما فسد منّي.

              اللهمّ صلّ على محمّد وآله، وأكفني ما يشغلني الاهتمام به، وأستعملني بما تسألني غداً عنه، وأستفرغ أيّامي فيما خلقتني له، وأغنني وأوسع عليَّ رزقك ولا تفتنّي بالنّظر، وأعزّني، ولا تَبتَلني بالكبر، وعبدني لك، ولا تُفِسدْ عبادتي بالعُجب، وأجر للنّاس على يدي الخير ولا تَمْحَقه بالمنّ، وهب لي معالي الاخلاق، وأعصمني من الفخر.

              اللهمّ صلّ على محمّد وآله، ولا ترفعني في النّاس درجة الا حططتني عند نفسي مِثَلها، ولا تُحْدِث لي عزّاً ظاهراً الا أحدثت لي ذِلَّةً باطنة عند نفسي مثلها.

              اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد و متّعني بِهُدى صالح لا أستبدلُ به وطريقةِ حق لا أزيغُ عنها، ونيّة رُشد لا أشُك فيها، وعمّرني ما كان عُمري بذلةً في طاعتك، فاذا كان عمري مَرتَعاً للشيطان فاقبضني اليك قبل أن يَسبِقَ مقتكَ اليّ أو يستحكِمَ غضبُكَ عليَّ.

              اللهمّ لا تَدع خصلَةً تُعابُ منّي إلاّ أصلحتها، ولا عائبة اؤنب بها الا احسنتَها، ولا أكُرُومةً فيَّ ناقِصةً الا اتممتَها.

              اللهمّ صلّ على محمّد وأبدلني من بغضة أهل الشنآن المحبّة، ومن حسد أهل البغي المودّة، ومن ظنّة أهل الصلاح الثّقة، ومن عداوة الادنين الولاية، ومن عقوق ذوي الأرحام المَبَرَّة، ومن خِذلان الاقربين النُصْرة، ومن حُبّ المدارين تصحيح المِقَة، ومن رَدِّ المُلابسين كرم العشرة، ومن مرارة خوف الظالمين حلاوة الامنة.

              اللهمّ صلّ على محمّد وآله واجعل لي يداً على من ظلمني، ولساناً على من خاصمني، وظفراً بمن عاندني، وهب لي مكراً على من كايدني، وقدرة على من اضطهدني، وتكذيباً لمن قَصَبَني، وسلامة على من توّعدني، ووفّقني لطاعة من سدَّدَني، ومتابعة من أرشدني.

              اللهمّ صلّ على محمّد وآله وسدِّدني لان أعارض من غشّني بالنُصح، وأجزي مَنْ هجرني بالبرّ، وأثيِب من حرمني بالبذل، وأُكافيء من قطعني بالصلة، وأخالف من اغتابني الى حُسن الذّكر، وأن أشكر الحسنة وأُغْضني عن السيئة.

              اللهمّ صلىّ على محمّد وآله وحَلّني بحلية الصالحين، وألبسني زينة المتّقين في بسط العدل وكظم الغيظ، واطفاء النائرة، وضمّ أهل الفرقة، واصلاح ذات البين، وافشاء العارفة، وستر العائبة، ولين العريكة، وخفض الجناح، وحُسن السيرة، وسكون الرّيح، وطيب المخالَفَة، والسبق الى الفضيلة، وايثار التفضّل، وترك التعيير، والافضال على غير المُستحق، والقول بالحقّ واِن عَزَّ، واستِقلالِ الخير واِن كَثُرَ من قولي وفعلي، واستِكثار الشرّ وان قَلَّ من قولي وفعلي، وأكمل ذلك لي بدوام الطّاعة ولُزُوم الجماعة ورفض أهل البدع ومستعمل الرأي المخترع.

 

رسالة الحقوق:

              ومن آثاره (عليه السلام) العظيمة رسالة الحقوق التي دأب علماء الشيعة على نقلها في كتبهم القديمة، وقد نقلت بكاملها في كتاب » تحف العقول « ، » الخصال « (1) والامالي.

 

ننقل في ما يلي القسم الأعظم منها:

              حق الله: فأمّا حقّ الله الأكبر فانّك تعبده ولا تشرك به شيئاً، فإذا فعلت ذلك بالإخلاص جعل لك على نفسه ان يكفيك أمر الدّنيا والآخرة، ويحفظ لك ما تحبّ منهما.

              حق النفس: حقّ نفسك عليك ان تستعملها بطاعة الله عزّ وجلّ.

              وحقّ اللسان: اكرامه عن الخنا وتعويده الخير وترك الفضول التي لا فائدة لها والبرّ بالنّاس وحسن القول فيهم.

              وحقّ السمع تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحلّ سماعه.

              وحقّ البصر: ان تغضّه عمّا لا يحلّ لك وتعتبر بالنّظر به.

              وحقّ يدك: ان لا تبسطها الى مالا يحلّ لك.

              وحقّ رجليك ان لا تمشي بهما الى ما لا يحلّ لك فبهما تقف على الصراط فانظر أن لا تزل بك فتردى في النّار.

              وحقّ بطنك: ان لا تجعله وعاءاً للحرام ولا تزيد على الشبع.

              وحقّ فرجك:ان تحصنه عن الزّنا وتحفظه من ان ينظر إليه.

              وحقّ الصلاة: ان تعلم انّه ا وفادة الى الله عزّ وجلّ وانك فيها قائم بين يدي الله فاذا علمت ذلك قمت مقام العبد الذّليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرّع المعظّم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها.

              وحق الصوم: أن تعلم انّه حجاب ضربه الله عزّ وجلّ على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ليسترك به من النّار فإن تركت الصوم خرقت ستر الله عليك.

              وحقّ الصدقة: ان تعلم انّها ذخرك عند ربّك ووديعتك التي لا تحتاج الى الإشهاد عليها وكنت بما تستودعه سرّاً أوثق منك بما تستودعه علانيّة وتعلم أنّها تدفع البلايِا والإسقام عنك في الدنيا، وتدفع عنك النّار في الاخرة.

              وحقّ الحجّ: ان تعلم انّه وفادة الى ربّك وقرار اليه من ذنوبك وفيه قبول توبتك وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك.

              وحقّ الهدي: أن تريد به الله عزّ وجلّ ولا تريد به خلقه وتريد به الا التعرّض لرحمة الله ونجاة روحك يوم تلقاه.

              وحقّ سائسك بالعلم (المعلم): التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع اليه والاقبال عليه وأن لا ترفع عليه صوتك ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب ولا تحدِّث في مجلسه أحداً ولا تغتاب عنده شيء أحداً وأن تدفع عنه اذا ذكر عندك بسوء وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ولا تجالس له عدوّاً ولا تعادي له وليّاً فاذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنّك قصدته وتعلّمت علمه لله جلّ إسمه لا للنّاس.

              وأمّا حقّ رعيّتك بالعلم (الطلاّب): فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ انّما جعلك قيّماً لهم فيما آتاك من العلم وفتح لك من خزائنه الحكمة فان أحسنت في تعليم النّاس ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم زادك الله من فضله وإن أنت منعت النّاس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يسلبك العلم وبهاءه ويسقط من القلوب محلّك.

              واما حقّ الزّوجة: فان تعلم ان الله عزّ وجلّ جعلها لك سكناً وأُنساً فتعلم ان ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها وان كان حقّك عليها أوجب فانّ لها عليك أن ترحمها لانّها أسيرك وتطعمها وتكسوها وإذا جهلت عفوت عنها.

              واما حقّ أمّك: أن تعلم انّها حملت حيث لا يحتمل أحد أحداً وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحداً، ووقّتك بجيمع جوارحها ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك،وتعرى وتكسوك، وتُضحي وتظل، وتهجر النّوم لأجلك ووقتك الحرَّ والبرد لتكون لها وانّك لا تطيق شكرها الاّ بعون الله وتوفيقه.

              واما حقّ أبيك: فأن تعلم انّه أصلك وانك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم ان اباك أصل النّعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة الا بالله.

واما حقّ ولدك: فأن تعلم انّه منك ومضاف إليك في عاجل الدّنيا بخيره وشرّه وانّك مسؤول عمّا وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربه عزّ وجلّ والمعونة له على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه معاقب على الإساءة إليه.

واما حقّ أخيك: فان تعلم انّه يدك وعزّك وقوّتك فلا تتخذه سلاحاً على معصية الله ولا عدَّة للظلم لخلق الله، ولا تدع نصرته على عدوّة والنّصحية له، فان أطاع الله والاّ فليكن الله أكرم عليك منه ولا قوة إلاّ بالله.

وأما حقّ ذي المعروف عليك: فأن تشكره وتذكر معروفه وتكسبه المقالة الحسنة وتخلص له الدّعاء فيما بينك وبين الله عزّ وجلّ، فاذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرّاً وعلانيّة، ثمّ إن قدرت على مكافأته يوماً كافيته.

وحقّ إمامك في صلاتك: فان تعلم أنّه تقّلد السفارة فيما بينك وبين ربك عزّ وجلّ وتكلّم عنك ولم تتكلم عنه، ودعا لك ولم تدع له، وكفاك هول المقام بين يدي الله عزّ  وجلّ، فان كان نقص كان به دونك وان كان تماماً كنت شريكه، ولم يكن له عليك فضل فوقى نفسك بنفسه وصلاتك بصلاته فتشكر له على قدر ذلك.

   واما حقّ جليسك: فأن تلين له جانبك وتنصفه في مجاراة اللفظ ولا تقوم من مجلسك الا باذنه، ومن يجلس إليك يجوز له القيام عنك بغير إذنك وتنسى زلاّته وتحفظ خيراته ولا تُسمعه إلا خيراً.

واما حقّ جارك: فاحفظه غائباً واكرمه شاهداً، ونصرته اذا كان مظلوماً ولا تتّبع له عورة فان علمت عليه سؤاً سترته عليه، فان علمت انّه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ولا تسلّمه عند شديدة وتقبّل عثرته وتغفر ذنبه وتعاشره معاشرة كريمة.

واما حق الصاحب (الصديق): فان تصحبه بالتفضّل والإنصاف وتكرمه كما يكرمك، ولا تدعه يسبق الى مكرمة وان سبق كافيته وتودّه كما يودّك وتزجره عمّايَهمّ به من معصيته وكن عليه رحمة ولا تكن عليه عذاباً.

              واما حقّ الشريك: فان غاب كفيته: وان حضر رعيته، ولا تحكم دون حكمه، ولا تعمل برأيك دون مناظرته، تحفظ عليه ماله، ولا تخونه فيما عزّ أو هان من أمره فانّ يد الله عزّ وجلّ على الشريكين ما لم يتخاونا.

واما حقّ مالك: فأن لاتأخذه إلا من حلّه ولا تنفقه الا في وجهه، ولا تؤثر على نفسك من لا يحمدك، فاعمل فيه بطاعة ربّك، ولا تبخل به فتبؤ بالحسرة والنّدامة مع السعة.

واما حقّ غريمك الذي يطالبك: فان كنت موسرا أعطيته، وان كنت معسرا أرضيته، بحسن القول ورددته عن نفسك رّداً لطيفاً.

وحقّ الخليط: ان لا تغرّه ولا تغشّه ولا تخدعه وتتّقي الله في أمره.

وحقّ الخصم (المدّعي عليك): فان كان ما يدّعي عليك حقّاً كنت شاهده على نفسك ولم تظلمه وأوفيته حقّه، وان كان ما يدّعي باطلاً رفقت به، ولم تأت في أمره غير الرّفق، ولم تسخط ربّك في أمره.

وحقّ خصمك الذي تدّعي عليه: ان كنت محقّاً في دعواك اجملت مقاولته، ولم تجحد حقه وان كنت مبطلاً في دعواك اتّقيت الله وتبت اليه وتركت الّدعوى.

وحقّ المستشير: ان علمت له رأياً حسناً أشرت عليه وان لم تعلم أرشدته الى من يعلم.

وحقّ المشير عليك: ان لا تتّهمه فيما لا يوافقك من رأيه وان وافقك حمدت الله عزّ وجلّ.

   وحقّ المستنصح: ان تؤدّي اليه النّصيحة وليكن مذهبك الرحمة له والرفق به.

وحقّ النّاصح: ان تلين له جناحك وتصغي اليه بسمعك فان أتى بالصواب حمدت الله عزّ وجلّ وان لم يوفّق رحمته ولم تتّهمه.

وحقّ الكبير: توقيره لسنّه وإجلاله لتقدّمه في الإسلام قبلك وترك مقابلته عند الخصام ولا تسبقه الى طريق ولا تتقدّمه ولا تستجهله، وإن جهل عليك احتملته وأكرمته لحق الإسلام وحرمته.

وحقّ الصغير: رحمته وتعليمه والعفو عنه والستر عليه والرّفق به والمعونة له.

وحقّ السائل: اعطاؤه على قدر حاجته.

وحقّ المسؤول: إن اعطى فاقبل منه بالشّكر والمعرفة بفضله، وان منع فاقبل عذره

وحقّ من سرّك لله: ان تحمد الله أولاً ثمّ تشكره.

وحقّ من سائك: أن تعفو عنه وان علمت أنّ العفو يضرّه انتصرت قال الله وعزّ وجلّ: (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأَولئكَ مَا عَلَيْهِم مِن سَبِيل)(2).

وحقّ أهل ملّتك: اضمار السّلامة لهم والرّحمة بهم والرّفق بمسيئهم وتألّفهم واستصلاحهم وشكر محسنهم وكفّ اللأذى عنهم وتحبّ ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وان يكون شيوخهم بمنزلة أبيك وشبابهم بمنزلة اخوتك وعجائزهم بمنزلة أمّك وصغارهم بمنزلة أولادك.

وحقّ الذمّة: ان تقبل منه ما قبل الله منهم ولا تظلمهم ما وفو الله عزّ وجلّ بعهده.

 

*      *      *

 

قضى الإمام العظيم زين العابدين (عليه السلام) في الخامس والعشرين في الشهر محرم سنة خمس وتسعين للهجرة على المشهور عن عمر يناهز السابعة والخمسين مسموماً بأمر من الظالم الاموي ـ الوليد بن عبد الملك ـ على يد هشام بن عبدالملك بعد عُمر مليء بالعذاب والصراع والتحمل(3)، وقبره اليوم الواقع في مقبرة البقيع الى جوار قبر الإمام الثاني الحسن المجتبى مزار للشيعة في العالم.  

 



(1) تحف العقول ص 255،تأليف ابن شعبة، من علماء القرن الرّابع الهجري ; ومن لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 618 ; والخصال، ص 564 ; والامالي، ص 221 ; وهذه الكتب الثّلاثة من مؤلّفات الشيخ الصدوق المتوفي سنة 381.

(2) سورة الشّورى، الآية 41.

(3) مناقب شهر أشوب ج 3 ص 311.