القصيدة الكاملة للفرزدق  

1 ـ يا سائِلى اَيْنَ حَلَّ الْجُودُ وَالْكَرم
2 ـ هذَا الَّذي تَعْرِفُ الْبَطْحاءُ وطأته
3 ـ هذَا ابْنُ خَيْرِ عِبادِ اللهِ كُلِّهمُ
4 ـ هذَا الَّذي اَحْمَدُ الْمُخْتارُ والِدُه
5 ـ لَوْ يَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ ذا جاءَ يَلْثِمه
6 ـ هذَا عَلِيٌّ رَسُولُ اللهِ والِدُهُ
7 ـ هذَا الَّذي عمُّه الطَّيارُ وَالْمَقْتُول
8 ـ هذَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِسْوانِ فاطِمَة
9 ـ اِذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قالَ قائِلُها َ
10 ـ يُنْمى اِلى ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتي قَصُرت
11 ـ يُغْضى حَياءً ويُغْضى مِنْ مَهابَته
12 ـ يَنْشَق ثَوْبُ الدُّجى عَنْ نُورِ غرّته
13 ـ ما قالَ لا قَطُّ اِلاّ في تَشَهُّدِه
14 ـ مُشْتَقَّةُ مِنْ رَسُولِ اللهِ نَبْعَتُهُ
15 ـ حَمّالُ اَثْقالِ اَقْوام اِذا فَدّحُوا
16 ـ اِنْ قالَ قالَ بِما تَهْوى جَميعُهُمُ
17 ـ هذَا ابْنُ فاطِمَةَ اِنْ كُنْتَ جاهِله
18 ـ اَللهُ شَرَّفَهُ قِدْماً وعَظَّمَهُ
19 ـ مَنْ جَدُّهُ دانَ فَضْلُ اْلاَنْبياءِ لَه
20 ـ عَمَّ الْبَرَيَّةَ بِاْلاِحْسانِ وَانْقَشَعَتِ
21 ـ كِلْتا يَدَيْهِ غِياثٌ عَمَّ نَفْعُهُما
22 ـ سَهْلُ الخَليقَةِ لا تُخْشى بَوادِرُهُ
23 ـ لا يُخْلِفُ الْوَعْدَ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ
24 ـ مِنْ مَعْشَر حَبُّهُمْ دينٌ وَبُغْضُهُم
25 ـ يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَالْبَلْوى بِحُبِّهِم
26 ـ مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللهِ ذِكْرُهُمُ
27 ـ اِنْ عُدَّ اَهْلُ التُّقى كانُوا ائمَّتَهم
28 ـ لا يَسْتَطيعُ جَوادٌ بَعْدَ جُودِهِمُ
29 ـ هُمُ الْغُيُوثُ اِذا ما اَزْمَةٌ اَزِمَت
30 ـ يَأْبى لَهُمْ اَن يَحِلَّ الدَّمُّ ساحَتهم
31 ـ لا يَقْبِضُ الْعُسْرُ بَسْطاً مِن أكفهم
32 ـ اَيُّ الْقَبائِلِ لَيْسَتْ في رِقابِهِمُ
33 ـ مَنْ يَعْرِفُ اللهَ يَعْرفُ أَوَّلِيَّتَهُ
34 ـ بُيُوتُهُمْ في قُرَيْش يُسْتَضاءُ بِها
35 ـ فَجَدُّهُ مِنْ قُرَيْش في اُرُومَتِها
36 ـ بَدْرٌ لَهُ شاهِدٌ وَالشِعْبُ مِنْ اُحُد
37 ـ وَخَيْبَرٌ وَحُنَيْنٌ يَشْهَدانِ لَهُ

 عِنْدي بَيانٌ اِذا طُلاّبُهُ قَدِمُوا
وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَالْحِلُّ وَالْحَرَمُ
هذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطّاهِرُ الْعَلَمُ
صَلىّ عَلَيْهِ اِلهى ما جَرَى الْقَلَمُ
لَخَرَّيَلْثِمُ مِنْهُ ما وَطَى الْقَدَمُ
اَمْسَتْ بِنُورِ هُداهُ تَهْتَدِى اْلاُمَمُ
حَمْزَةَ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسَمٌ
وَابْنُ الْوَصِيِّ الَّذي في سَيفه سَقَمٌ
اِلى مَكارِمِ هذا يَنْتَهى الْكَرَمُ
عَنْ نَيْلِها عَرَبُ الإسْلامِ وَالْعَجَمُ
فَما يُكَلَّمُ اِلاّ حينَ يَبْتَسِمُ
كَالشَّمْسِ تَنْجابُ عَنْ اِشْراقِهَا الظُلَم
لَوْلاَ التَّشَهُّدُ كانَتْ لاؤُهُ نِعَمٌ
طابَتْ مَغارِسُهُ وَالْخِيْمُ وَالشِّيَمُ
حُلْوُ الشَّمائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نِعَمٌ
وَاِنْ تَكَلَّمَ يَوْماً زانَهُ الْكَلِمُ
بَجَدِّه اَنْبِياءُ اللهِ قَدْ خُتِمُوا
جَرى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ الْقَلَمُ
وَفَضْلُ اُمَّتِه دانَتْ لَهُ اْلاُمَمُ
عَنْهَا الْعِمايَةُ وَاْلاِمْلاقُ وَالظُّلَمُ
تَسْتَوْكِفانِ وَلا يَعْرُوُهما عَدَمٌ
يَزينُهُ خَصْلَتانِ الْحِلْمُ وَالْكَرَمُ
رَحْبُ الْفِناءِ اَريبٌ حينَ يَعْتَرِمُ
كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنْجى وَمُعْتَصَمُ
وَيُسْتَزادُ بِهِ اْلاِحْسنُ وَالنِّعَمُ
في كُلِّ بِدْء وَمَخْتُومٌ بِهِ الْكَلِمُ
اَو قيلَ مَنْ خَيْرُ اَهْلِ اْلاَرضِ؟ قيلَ هُمُ
وَلا يُدانيهِمُ قَوْمٌ وَاِنْ كَرُمُوا
وَاْلاُسْدُ اُسْدُ الشَّرى وَالْبَأْسُ مَحْتَدّمُ
خِيمٌ كَريمٌ وَأَيْد بِالنَّدى دِيَمٌ
سِيّانَ ذلِكَ اِنْ أَثْرَوا وَاِنْ عَدِمُوا
لأَِوَّلِيَّةِ هذا أولَهُ نِعَمٌ
فَالدَّينُ مِنْ بَيْتِ هذا نالَهُ اْلاُممْ
فِي التّائِباتِ وَعِنْدَ الْحُكْمِ اِنْ حَكَموا
مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ بَعْدَهُ عَلَمٌ
وَالْخَنْدقانِ وَيَوْمُ الْفَتْحِ قَدْ عَلِمُوا
وَفي قُرَيْظَةِ يَوْمٌ صِيْلَمٌ قَتِمٌ