شيء عن فدك:
في معجم البلدان، فدك بالتحريك وآخره كاف، قرية بينها وبين المدينة يومان، وقيل ثلاثة، فيها عين فواره ونخل كثير، افاءها الله على رسوله (ص) في سنة سبع صلحا.
وروى البخاري في صحيحه في باب فرض الخمس، عن عائشة أم المؤمنين، أن فاطمة (ع) ابنة رسول الله (ص) سألت أبا بكر الصديق، بعد وفاة رسول الله (ص)، أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله (ص) مما أفاء الله عليه فقال لها: إن رسول الله (ص) قال: لا نورث ما تركناه صدقة، فغضبت فاطمة بنت رسول الله (ص) فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، و عاشت بعد رسول الله (ص) ستة اشهر، قالت و كانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله (ص) من خيبر و فدك و صدقته بالمدينة، فأبى عليها ذلك.
وروى البخاري في صحيحه أيضا في كتاب المغازي، في غزوه خيبر مثله إلى أن قال: فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته، فلم تكلمه حتى توفيت، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا و لم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها.
وروى ابن سعد في الطبقات بسنده عن عروه بن الزبير، أن عائشة زوج النبي (ص) أخبرته، أن فاطمة بنت رسول الله سالت أبا بكر بعد وفاة رسول الله (ص)، أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله (ص) مما أفاء الله عليه، فقال لها أبو بكر: إن رسول الله (ص) قال لا نورث ما تركناه صدقة، فغضبت فاطمة وعاشت بعد وفاة رسول الله (ص) ستة اشهر.
وروى البخاري في باب قول رسول الله (ص) لا نورث ما تركناه صدقة، بإسناده عن معمر عن الزهري عن عروه عن عائشة، أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله (ص) وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر، فقال لهما: سمعت رسول الله (ص) يقول، لا نورث ما تركناه صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال، قال، فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت، وهكذا رواه الإمام احمد عن عبد الرزاق عن معمر، ثم رواه احمد عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عروه عن عائشة، أن فاطمة سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله (ص) ميراثها مما ترك مما أفاء الله عليه فقال لها: إن رسول الله (ص) قال لا نورث ما تركناه صدقة فغضبت فاطمة وهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، قال وعاشت فاطمة بعد وفاة رسول الله (ص) ستة اشهر، وذكر تمام الحديث، هكذا قال الإمام احمد ونقله ابن كثير في تاريخه.