[ص : 122]

4- باب ما لا يحجب من الأئمة شيء من أمر و إن عندهم جميع ما يحتاج إليه الأمر

1- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر عن إسماعيل الأزرق قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله أحكم و أكرم و أجل و أعلم من أن يكون احتج على عباده بحجة ثم يغيب عنهم شيئا من أمرهم.

2- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن خالد الكيال عن عبد العزيز الصائغ قال قال أبو عبد الله ع أ ترى أن الله استرعى راعيا على عباده و استخلف خليفة عليهم يحجب شيئا من أمورهم.

3- حدثنا محمد بن عيسى عن عبيد قال حدثنا النضر بن سويد عن أبان بن تغلب قال دخلنا على أبي عبد الله ع و عنده رجل من أهل الكوفة يعابه في مال له أمره أن يدفعه إليه فجاءه فقال له ذهبت بمالي فقال و الله ما فعلت فغضب فاستوى جالسا ثم قال تقول و الله ما فعلت و أعادها مرارا ثم قال أنت يا أبان و أنت يا زياد أما و الله لو كنتما أمناء الله و خليفته في الأرض و حجته على خلقه ما خفي عليكما ما صنع بالمال فقال الرجل عند ذلك جعلت فداك قد فعلت و أخذت المال.

4- حدثنا محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن أبي داود عن إسماعيل بن فروة عن محمد بن عيسى عن سعد بن أبي الأصبغ قال كنت عند أبي عبد الله ع جالسا فدخل عليه الحسين بن السري الكرخي قال سله فقال أبو عبد الله ع له شيء فقال ليس هو كذلك ثلاثا ثم قال أبو عبد الله ع عليه أ ترى من جعله الله حجة على خلقه يخفى عليه شيء من أمورهم.

[ص : 123]

نادر من الباب

1- حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الله بن جندب عن علي بن إسماعيل الأزرق قال قال أبو عبد الله ع إن الله أحكم و أكرم و أجل و أعظم و أعدل من أن يحتج بحجة ثم يغيب عنهم شيئا من أمورهم.

2- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن إسماعيل بن أبي فروة عن سعد بن أبي الأصبغ قال كنت عند أبي عبد الله ع جالسا إذ دخل عليه الحسن بن السري الكرخي فسأل أبا عبد الله ع عن شيء فأجابه فقال له ليس كذلك فقال أبو عبد الله ع هو كذلك و ردها عليه مرارا كل ذلك يقول أبو عبد الله ع هو كذلك و يقول هو لا فقال أبو عبد الله ع أ ترى من جعله الله حجة على خلقه يخفى عليه شيء من أمورهم.

3- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن هشام بن الحكم قال سألت أبا عبد الله ع بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام فأقبلت أقول كذا و كذا يقولون قال فيقول قل كذا و كذا فقلت جعلت فداك هذا الحلال و الحرام و القرآن أعلم أنك صاحبه و أعلم الناس به و هذا هو الكلام فقال لي و تشك يا هشام من شك أن الله يحتج على خلقه بحجة لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه فقد افترى على الله.

4- حدثنا محمد بن إسماعيل عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر قال قال أبو عبد الله ع من زعم أن الله يحتج بعبده في بلاده ثم يستر عنه جميع ما يحتاج إليه فقد افترى على الله.

[ص : 124]

5- باب ما لا يحجب عن الأئمة علم السماء و أخباره و علم الأرض و غير ذلك

1- حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن سماعة بن سعد الخثعمي أنه كان مع المفضل عند أبي عبد الله ع فقال له المفضل جعلت فداك يفرض الله طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء قال لا الله أكرم و أرأف بالعباد من أن يفرض عليه طاعة عبد يحجب عنه خبر السماء صباحا و مساء.

2- حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و الله لا يكون عالم جاهلا أبدا عالم بشيء جاهل بشيء ثم قال الله أجل و أعز و أعظم و أكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه و أرضه ثم قال لا يحجب ذلك عنه.

3- حدثنا أحمد بن محمد و محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن ضريس قال قال سمعت أبا جعفر ع يقول و أناس من أصحابه حوله إني أعجب من قوم يتولوننا و يجعلوننا أئمة و يصفون بأن طاعتنا عليهم مفترضة كطاعة الله ثم يكسرون حجتهم و يخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم فينقصون حقنا و يعيبون ذلك علينا من أعطاه الله برهان حق معرفتنا و التسليم لأمرنا أترون أن الله تبارك و تعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ثم يخفى عنهم أخبار السماوات و الأرض و يقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما

[ص : 125]

فيه قوام دينهم فقال له حمران جعلت فداك يا أبا جعفر رأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب ع و الحسن و الحسين ع و خروجهم و قيامهم بدين الله و ما أصيبوا به من قبل الطواغيت إياهم و الظفر بهم حتى قتلوا و غلبوا فقال أبو جعفر ع يا حمران إن الله تبارك و تعالى قد كان قدر ذلك عليهم و قضاه و أمضاه و حتمه ثم أجراه فتقدم على رسول الله إليهم في ذلك قام علي و الحسن و الحسين ص و يعلم صمت من صمت منا و لو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله و إظهار الطواغيت عليهم سألوا الله دفع ذلك عنهم و ألحوا فيه في إزالة ملك الطواغيت إذا لأجابهم و دفع ذلك عنهم ثم كان انقضاء مدة الطواغيت و ذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد و ما كان الذي أصابهم من ذلك يا حمران لذنب اقترفوه و لا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها و لكن لمنازل و كرامة من الله أراد أن يبلغها فلا تذهبن فيهم المذاهب بك.

4- حدثنا أحمد بن محمد السياري عن محمد بن إسماعيل الأنصاري عن صالح بن عقبة الأسدي عن أبيه قال قال لي أبو عبد الله ع يا عقبة يقولون بأمر ثم يكسرونه و يضعفونه و يزعمون أن الله تبارك و تعالى احتج على خلقه بأمر ثم يحتجب عنه علم السماوات و الأرض لا و الله لا و الله لا و الله قلت جعلت فداك فما كان من أمر هؤلاء الطواغيت و أمر الحسين بن علي ع قال بعلم يأتيه و لأمرهم لو ألحا فيه على الله لأجابهم الله و كان يكون أهون من السلك الذي فيه خرز و لكن يا عقبة بأمر قد أراده و قضاه و قدره و بردت عليه الحلول إذا نريد غير ما أراد.

5- حدثنا الحسين بن علي عن عيسى بن هشام عن أبي غسان الدهلي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال الله أحكم و أكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه خبر

[ص : 126]

السماء صباحا و مساء.

6- حدثنا عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن خالد عن صفوان عن أبي عبد الله ع قال إن الله أجل و أعظم من أن يحتج بعبد من عباده ثم يخفي عنه شيئا من أخبار السماء و الأرض.

7- حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن محمد بن علي عن خالد الجوار قال دخلت على أبي الحسن ع و هو في عرصة داره و هو يومئذ بالرميلة فلما نظرت إليه قلت بأبي أنت و أمي يا سيدي مظلوم مغصوب مضطهد في نفسي ثم دنوت منه فقبلت بين عينيه و جلست بين يديه فالتفت إلي فقال يا ابن خالد نحن أعلم بهذا الأمر فلا تتصور هذا في نفسك قال قلت جعلت فداك و الله ما أردت بهذا شيئا قال فقال نحن أعلم بهذا الأمر من غيرنا لو أردنا أذن إلينا و إن لهؤلاء القوم حدة و غاية لا بد من الانتهاء إليها قال فقلت لا أعود و أصير في نفسي شيئا أبدا قال فقال لا تعد أبدا.

نادر من الباب

1- حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن سعد

[ص : 127]

بن الأصبغ الأزرق قال دخلت مع حصين و رجل آخر على أبي عبد الله ع قال فاستخلى أبو عبد الله ع برجل فناجاه قال سمعت أبا عبد الله ع يقول للرجل أ فترى الله يمن في بلاده و يحتج على عباده ثم يخفي عنه شيئا من أمره.

6- باب في علم الأئمة بما في السماوات و الأرض و الجنة و النار و ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة

1- حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال سئل علي ع عن علم النبي ص فقال علم النبي علم جميع النبيين و علم ما كان و علم ما هو كائن إلى قيام الساعة ثم قال و الذي نفسي بيده إني لأعلم علم النبي ص و علم ما كان و ما هو كائن فيما بيني و بين قيام الساعة.

2- حدثنا أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن يونس بن يعقوب عن الحسن بن المغيرة عن عبد الأعلى و عبيدة بن بشير قال قال أبو عبد الله ع ابتداء منه و الله إني لأعلم ما في السماوات و ما في الأرض و ما في الجنة و ما في النار و ما كان و ما يكون إلى أن تقوم الساعة ثم قال أعلمه من كتاب أنظر إليه هكذا ثم بسط كفيه ثم قال إن الله يقول إنا أنزلنا إليك الكتاب فيه تبيان كل شيء.

3- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن يونس عن عبد الأعلى

[ص : 128]

بن أعين قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إني لأعلم ما في السماء و أعلم ما في الأرض و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و أعلم ما يكون علمت ذلك من كتاب الله إن الله تعالى يقول فيه تبيان كل شيء.

4- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن منصور بن يونس عن حماد اللحام قال قال أبو عبد الله ع نحن و الله نعلم ما في السماوات و ما في الأرض و ما في الجنة و ما في النار و ما بين ذلك قال فنبهت أنظر إليه قال فقال يا حماد إن ذلك من كتاب الله إن ذلك في كتاب الله إن ذلك في كتاب الله ثم تلا هذه الآية وَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّة شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْء وَ هُدىً وَ رَحْمَةً وَ بُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ إنه من كتاب الله فيه تبيان كل شيء فيه تبيان كل شيء.

5- حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس عن الحرث بن المغيرة و عدة من أصحابنا فيهم عبد الأعلى و عبيدة بن عبد الله بشر الخثعمي و عبد الله بن بشير سمعوا أبا عبد الله ع يقول إني لأعلم ما في السماوات و أعلم ما في الأرضين و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و ما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه فقال علمت من كتاب الله إن الله يقول فيه تبيان كل شيء.

6- حدثنا عبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن الحرث بن المغيرة و عبيدة بن عبد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله ع يقول إني لأعلم ما في السماوات أو ما في الأرضين و أعلم ما في الجنة و أعلم ما في النار و أعلم ما كان و ما يكون ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه فقال له علمت ذلك من كتاب الله إن الله يقول فيه تبيان كل شيء.

[ص : 129]

7- باب في الأئمة ع أنهم أعطوا علم ما مضى و ما بقي إلى يوم القيامة

1- حدثنا أحمد بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن سيف التمار قال كنا مع أبي عبد الله ع جماعة من الشيعة في الحجر فقال علينا عين فالتفتنا يمنة و يسرة فلم نر أحدا فقلنا ليس علينا عين قال و رب الكعبة و رب البيت ثلاث مرات لو كنت بين موسى و الخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما و لأنبأتهما بما ليس في أيديهما لأن موسى و الخضر أعطيا علم ما كان و لم يعطيا علم ما هو كائن إلى يوم القيامة و إن رسول الله أعطي علم ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة فورثناه من رسول الله ص وراثة.

2- حدثنا عمران بن موسى عن موسى بن جعفر ع عن علي بن معبد عن جعفر بن عبد الله عن حماد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي عمير عن معاوية بن وهب قال استأذنت على أبي عبد الله ع فأذن لي فسمعته يقول في كلام له يا من خصنا بالوصية و أعطانا علم ما مضى و علم ما بقي و جعل أفئدة من الناس تهوي إلينا و جعلنا ورثة الأنبياء.

3- حدثنا عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن معبد عن جعفر بن عبد الله عن ابن حماد عن عبد الله بن عبد الرحمن عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول اللهم يا من أعطانا علم ما مضى و ما بقي و جعلنا ورثة الأنبياء و ختم بنا الأمم السالفة و خصنا بالوصية.

نادر من الباب

1- حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن إسماعيل بن سهل عن إبراهيم

[ص : 130]

بن عبد الحميد عن زرارة عن أبي عبد الله ع في قوله هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَ ذِكْرُ مَنْ قَبْلِي فقال ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ ما هو كائن وَ ذِكْرُ مَنْ قَبْلِي ما قد كان.

8- باب ما يزاد الأئمة في ليلة الجمعة من العلم المستفاد

1- أحمد بن موسى عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن يوسف الأبزاري عن المفضل قال قال لي أبو عبد الله ع ذات يوم و كان لا يكنيني قبل ذلك يا أبا عبد الله فقلت لبيك جعلت فداك قال إن لنا في كل ليلة جمعة سرورا قلت زادك الله و ما ذاك قال إنه إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله ص العرش و وافى الأئمة معه و وافينا معهم فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا إلا بعلم مستفاد و لو لا ذلك لنفد ما عندنا.

2- حدثنا الحسين بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن العباس بن حريش عن أبي جعفر ع قال إن لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن قلت جعلت فداك أي شأن قال تؤذن للملائكة و النبيين و الأوصياء الموتى و أرواح الأوصياء و الوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء فيطوفون بعرش ربها أسبوعا و هم يقولون سبوح قدوس رب الملائكة و الروح حتى إذا فرغوا صلوا خلف كل قائمة له ركعتين ثم ينصرفون فتنصرف الملائكة بما وضع الله فيها من الاجتهاد شديدا عظامهم لما رأوا و قد زيد في اجتهادهم و خوفهم مثله و ينصرف النبيون و الأوصياء و أرواح الأحياء شديدا حبهم و قد فرحوا أشد الفرح لأنفسهم و يصبح الوصي و الأوصياء قد ألهموا إلهاما من العلم علما جما مثل جم الغفير ليس شيء أشد سرورا منهم اكتم فو الله لهذا أعز عند الله من كذا

[ص : 131]

و كذا عندك حصنة قال يا محبور و الله ما يلهم الإقرار بما ترى إلا الصالحون قلت و الله ما عندي كثير صلاح قال لا تكذب على الله فإن الله قد سماك صالحا حيث يقول فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ يعني الذين آمنوا بنا و بأمير المؤمنين و ملائكته و أنبيائه و جميع حججه عليه و على محمد و آله الطيبين الطاهرين الأخيار الأبرار السلام.

3- حدثنا محمد بن أحمد عن علي بن سليمان عن محمد بن جمهور عمن رفعه إلى أبي عبد الله ع قال قال إن لنا في كل ليلة الجمعة وفدة إلى ربنا فلا ننزل إلا بعلم مستطرف.

4- حدثنا الحسن بن علي بن معاوية عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن أبي أيوب عن شريك بن مليح و حدثني الخضر بن عيسى عن الكاهلي عن عبد الله بن أبي أيوب عن شريك بن مليح عن أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد الله ع قال قال يا أبا يحيى إن لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن قال فقلت له جعلت فداك و ما ذلك الشأن قال يؤذن لأرواح الأنبياء الموتى و أرواح الأوصياء الموتى و روح الوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء حتى توافي عرش ربها فتطوف بها أسبوعا و يصلي عند كل قائمة من قوائم العرش ركعتين ثم ترد إلى الأبدان التي كانت فيها فتصبح الأنبياء و الأوصياء قد ملئوا و أعطوا سرورا و يصبح الوصي الذي بين ظهرانيكم و قد زيد في علمه مثل جم الغفير.

5- حدثنا سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن الحسين بن أحمد المنقري عن يونس بن أبي الفضل عن أبي عبد الله ع قال ما من ليلة جمعة إلا و لأولياء الله فيها سرور قلت كيف ذاك جعلت فداك قال إذا كانت ليلة الجمعة وافى رسول الله العرش و وافى الأئمة العرش و وافيت معهم فما أرجع إلا بعلم مستفاد و لو لا ذلك لنفد ما عندنا.

[ص : 132]

6- حدثنا أحمد بن إسحاق عن الحسن بن عباس بن حريش عن أبي جعفر ع قال قال أبو عبد الله ع و الله إن أرواحنا و أرواح النبيين لتوافي العرش ليلة كل جمعة فما ترد في أبداننا إلا بجم الغفير من العلم.

7- حدثنا محمد بن إسحاق بن سعد عن الحسن بن عباس بن حريش عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إن أرواحنا و أرواح النبيين توافي العرش كل ليلة جمعة فتصبح الأوصياء و قد زيد في علمهم مثل جم الغفير من العلم تم المجلد الأول من كتاب بصائر الدرجات و يتلوه المجلد الثاني و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد و آله أجمعين الطيبين الطاهرين المعصومين أجمعين.

9- باب قول أمير المؤمنين بأحكامه بما في التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان

1- حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله ع قال قال علي ع لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يزهر إلى الله و لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى يزهر إلى الله و لحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يزهر إلى الله و لحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى الله و لو لا آية في كتاب الله لأنبأتكم بما يكون حتى تقوم الساعة.

2- حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن حماد عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع لو كسرت لي وسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل

[ص : 133]

التوراة بتوراتهم و أهل الإنجيل بإنجيلهم و أهل الزبور بزبورهم و أهل الفرقان بفرقانهم بقضاء يصعد إلى الله يزهر و الله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار إلا و قد علمت فيمن أنزلت و لا ممن مر على رأسه المواسي من قريش إلا و قد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك قال له أ ما سمعت الله يقول أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَة مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ قال رسول الله ص على بينة من ربه و أنا شاهد له فيه و أتلوه معه.

3- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن خلف بن حماد عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع لو ثنى الناس لي وسادة كما ثني لابن صوحان لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى يظهر ما بين السماء و الأرض و لحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يظهر ما بين السماء و الأرض و لحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يظهر ما بين السماء و الأرض و لحكمت ما بين أهل الفرقان بالفرقان حتى يظهر ما بين السماء و الأرض.

4- حدثنا محمد بن عبد الحميد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال سمعت منه قال ابن عمر و أخبرني زاذان قال سمعت عليا أمير المؤمنين ع و هو يقول ما من رجل من قريش جرى عليه المواسي إلا و قد نزلت فيه آية أو آيتان تقوده إلى الجنة أو تسوقه إلى النار و ما من آية نزلت في بر أو بحر أو سهل أو جبل إلا و قد عرفته حيث نزلت و فيمن نزلت و لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم و بين أهل الزبور بزبورهم و بين أهل الفرقان بفرقانهم حتى تظهر إلى الله.

5- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن ميمون القداح

[ص : 134]

عن جعفر ع عن أبيه عن علي بن أبي طالب ع أنه قال لو وضعت لي وسادة ثم اتكأت عليها لقضيت بين أهل التوراة بالتوراة حتى تظهر إلى ربها و لو وضعت لي وسادة ثم اتكأت عليها لقضيت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يزهر إلى ربه و لو وضعت لي و سادة ثم اتكأت عليها لقضيت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى ربه و لو وضعت لي وسادة ثم اتكأت عليها لقضيت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يظهر إلى ربه.

6- حدثنا محمد بن عيسى عن عبد الرحمن عن فضيل عن أبي بكر الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال قال علي ع لو استقامت لي الأمة و ثنيت لي الوسادة لحكمت في التوراة بما أنزل الله في التوراة و لحكمت في الإنجيل بما أنزل الله في الإنجيل و لحكمت في الزبور بما أنزل الله في الزبور حتى يزهر إلى الله و إني قد حكمت في القرآن بما أنزل الله.

7- حدثنا سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن قاسم عن عمرو بن أبي المقدام يرفعه إلى أمير المؤمنين ع قال لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يظهر إلى الله و لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى يظهر إلى الله و لحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتى يزهر إلى الله و لحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى الله و لو لا آية في كتاب الله لأنبأتكم بما يكون حتى تقوم الساعة.

8- حدثنا الحسن بن أحمد عن أبيه عن الحسن بن عباس بن حريش عن أبي جعفر ع قال قال علي و الله لا يسألني أهل التوراة و لا أهل الإنجيل و لا أهل الزبور و لا أهل الفرقان إلا فرقت بين أهل كل كتاب بحكم ما في كتابهم.

9- حدثنا محمد بن الحسين عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن

[ص : 135]

علي ع قال لأنا أعلم بالتوراة من أهل التوراة و أعلم بالإنجيل من أهل الإنجيل.

10- باب ما عند الأئمة من كتب الأولين كتب الأنبياء التوراة و الإنجيل و الزبور و صحف إبراهيم

1- حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن شعيب الخزاز عن ضريس الكناسي قال كنت عند أبي عبد الله ع و عنده أبو بصير فقال أبو عبد الله ع إن داود ورث الأنبياء و إن سليمان ورث داود و إن محمدا ورث سليمان و ما هناك و إنا ورثنا محمدا و إن عندنا صحف إبراهيم و ألواح موسى فقال له أبو بصير إن هذا لهو العلم فقال يا أبا محمد ليس هذا هو العلم إنما هذا الأثر إنما العلم ما حدث بالليل و النهار يوما بيوم و ساعة بساعة.

2- و روى محمد بن عيسى عن صفوان بهذا الإسناد مثل ذلك.

3- حدثنا محمد بن عيسى عن أبي محمد الأنصاري عن صباح المزني عن الحرث بن حصيرة المزني عن الأصبغ بن نباتة قال قال لما قدم علي الكوفة صلى بهم أربعين صباحا فقرأ بهم سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى فقال المنافقون و الله ما يحسن أن يقرأ ابن أبي طالب القرآن و لو أحسن أن يقرأ لقرأ بنا غير هذه السورة قال فبلغه ذلك فقال ويلهم إني لأعرف ناسخه و منسوخه و محكمه و متشابهه و فصله من وصله و حروفه من معانيه و الله ما حرف نزل على محمد ص إلا و أنا أعرف فيمن أنزل و في أي يوم نزل و في أي موضع نزل ويلهم أ ما يقرءون إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى و الله عندي ورثتها من رسول الله و ورثها رسول الله ص من إبراهيم

[ص : 136]

و موسى ويلهم و الله إني أنا الذي أنزل الله في وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ فإنا كنا عند رسول الله فخبرنا بالوحي فأعيه و يفوتهم فإذا خرجنا قالوا ما ذا قال آنفا.

4- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن إبراهيم عن يونس بن عبد الرحمن عن هشام بن الحكم في حديث بريهة حين سأل موسى بن جعفر ع فقال يا بريهة كيف علمك بكتاب الله قال أنا به عالم قال فكيف ثقتك بتأويله قال ما أوثقني بعلمي فيه قال فابتدأ موسى ع في قراءة الإنجيل فقال بريهة و المسيح لقد كان يقرؤها هكذا و ما قرأ هذه القراءة إلا المسيح ثم قال إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة قال هشام فدخل بريهة و المرأة على أبي عبد الله و حكى هشام الكلام الذي جرى بين موسى و بين بريهة فقال بريهة جعلت فداك أين لكم التوراة و الإنجيل و كتب الأنبياء فقال هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرءوها و نقولها كما قالوها و الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء فيقول لا أدري فلزم بريه أبا عبد الله ع حتى مات.

5- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال لي يا أبا محمد إن الله لم يعط الأنبياء شيئا إلا و قد أعطى محمدا ص جميع ما أعطى الأنبياء و عندنا الصحف التي قال الله صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى قلت جعلت فداك و هي الألواح قال نعم.

6- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع أنه سأله عن قول الله تعالى وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ما الذكر و ما الزبور قال الذكر عند الله و الزبور الذي نزل على داود و كل كتاب نزل فهو عند العالم.

[ص : 137]

7- حدثنا علي بن خالد عن يعقوب بن يزيد عن عباس الوراق عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن ليث المرادي أنه حدثه عن سدير بحديث فأتيته فقلت فإن ليث المرادي حدثني عنك بحديث فقال و ما هو قلت جعلت فداك حديث اليماني قال نعم كنت عند أبي جعفر ع فمر بنا رجل من أهل اليمن فسأله أبو جعفر عن اليمن فأقبل يحدث فقال له أبو جعفر ع هل تعرف صخرة في موضع كذا و كذا قال نعم و رأيتها فقال الرجل ما رأيت رجلا أعرف بالبلاد منك فلما قام الرجل قال لي أبو جعفر ع يا أبا الفضل تلك الصخرة التي حيث غضب موسى فألقى الألواح فما ذهب من التوراة التقمته الصخرة فلما بعث الله رسوله أدته إليه و هي عندنا.

8- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع يا أبا محمد عندنا الصحف التي قال الله صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى قلت الصحف هي الألواح قال نعم.

9- حدثنا محمد بن عيسى عمن رواه عن محمد قال حدثني عبد الله بن إبراهيم الأنصاري الهمداني عن أبي خالد القماط عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لنا ولادة من رسول الله ص طهر و عندنا صحف إبراهيم و موسى ورثناها من رسول الله ص.

10- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين عن أحمد بن الحسن الميثمي عن فيض بن المختار عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص أفيضت إليه صحف إبراهيم و موسى فائتمن عليها رسول الله ص عليا و ائتمن عليها الحسن و ائتمن عليها الحسين حتى انتهيت إلينا.

11- حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن عبد الله بن مسكان و شعيب الحداد عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع عندنا الصحف الأولى صحف إبراهيم و موسى فقال له ضريس أ ليست هي الألواح قال نعم.

[ص : 138]

12- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران الهمداني عن يونس عن علي الصائغ قال لقي أبا عبد الله ع محمد بن عبد الله بن الحسن فدعاه محمد إلى منزله فأبى أن يذهب معه و أرسل معه إسماعيل و أومأ إليه أن كف و وضع يده على فيه و أمره بالكف فلما انتهى إلى منزله أعاد إليه الرسول سأله إتيانه فأبى أبو عبد الله ع و أتى الرسول محمدا فأخبره بامتناعه فضحك محمد ثم قال ما

منعه من إتياني إلا أنه ينظر في الصحف قال فرجع إسماعيل فحكى لأبي عبد الله ع الكلام فأرسل أبو عبد الله رسولا من قبله إليه و قال له إن إسماعيل أخبرني بما كان منك و قد صدقت إني أنظر في الصحف الأولى صحف إبراهيم و موسى فاسأل نفسك و أباك هل ذلك عندكما قال فلما إن بلغه الرسول سكت فلم يجب بشيء فأخبر الرسول أبا عبد الله ع بسكوته فقال أبو عبد الله ع إذا أصاب

وجه الجواب قل الكلام.

13- حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي خالد القماط عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول عندنا صحف إبراهيم و موسى و ورثنا من رسول الله ص.

14- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن ابن قياما قال دخلت على أبي الحسن الرضا ع و قد ولد له أبو جعفر ع فقال إن الله قد وهب لي من يرثني و يرث آل داود.

15- حدثنا سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن القاسم عن ذرعة عن المفضل قال قال أبو عبد الله ع ورث سليمان داود و إن محمدا ورث سليمان و إنا ورثنا محمدا ص و إنا عنده علم التوراة و الإنجيل و الزبور و تبيان ما في الألواح قال

[ص : 139]

قلت إن هذا لهو العلم قال ليس هذا العلم إنما العلم ما يحدث يوما بيوم و ساعة بساعة.

11- باب ما يبين فيه كيفية وصول الألواح إلى آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين

1- حدثنا محمد بن عيسى عن صفوان و عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال أخبرني المنهال بن عمرو عن زاذان قال سمعت عليا ع يقول ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا و قد نزلت فيه آية أو آيتان تقوده إلى الجنة أو تسوقه إلى النار و ما من آية نزلت في بر أو بحر أو سهل أو جبل إلا و قد عرفت كيف نزلت و فيما نزلت.

2- حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن إسماعيل بن سهل عن إبراهيم بن عبد الحميد عن سليمان عن أبي عبد الله ع قال إن في صحيفة من الحدود ثلاث جلدة من تعدى ذلك كان عليه حد جلدة.

3- حدثنا محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال قلت إن الناس يذكرون أن عندكم صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها ما يحتاج إليه الناس و إن هذا هو العلم فقال أبو عبد الله ع ليس هذا هو العلم إنما هو أثر عن رسول الله إن العلم الذي يحدث في كل يوم و ليلة.

4- حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر البغدادي عن

[ص : 140]

علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله ع قال إن في الجفر أن الله تبارك و تعالى لما أنزل ألواح موسى ع أنزلها عليه و فيها تبيان كل شيء و هو كائن إلى أن تقوم الساعة فلما انقضت أيام موسى أوحى الله إليه أن استودع الألواح و هي زبرجدة من الجنة الجبل فأتى موسى الجبل فانشق له الجبل فجعل فيه الألواح ملفوفة فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها فلم تزل في الجبل حتى بعث الله نبيه محمدا فأقبل ركب من اليمن يريدون النبي فلما انتهوا إلى الجبل انفرج الجبل و خرجت الألواح ملفوفة كما وضعها موسى فأخذها القوم فلما وقعت في أيديهم ألقي في قلوبهم أن لا ينظروا إليها و هابوها حتى يأتوا بها رسول الله ص و أنزل الله جبرئيل على نبيه فأخبره بأمر القوم و بالذي أصابوا فلما قدموا على النبي ص ابتدأهم النبي فسألهم عما وجدوا فقالوا و ما علمك بما وجدنا فقال أخبرني به ربي و هي الألواح قالوا نشهد أنك رسول الله فأخرجوها و دفعوها إليه فنظر إليها و قرأها و كتابها بالعبراني ثم دعا أمير المؤمنين ع فقال دونك هذه ففيها علم الأولين و علم الآخرين و هي ألواح موسى و قد أمرني ربي أن أدفعها إليك قال يا رسول الله لست أحسن قراءتها قال إن جبرئيل أمرني أن آمرك أن تضعها تحت رأسك ليلتك هذه فإنك تصبح و قد علمت قراءتها قال فجعلها تحت رأسه فأصبح و قد علمه الله كل شيء فيها فأمره رسول الله ص أن ينسخها فنسخها في جلد شاة و هو الجفر و فيه علم الأولين و الآخرين و هو عندنا و الألواح و عصا موسى عندنا و نحن ورثنا النبي ص.

5- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن البرقي عن ابن سنان أو غيره عن بشران عن حمران بن أعين قال قلت لأبي عبد الله ع عندكم التوراة و الإنجيل و الزبور و ما في الصحف الأولى صحف إبراهيم و موسى قال نعم قلت إن هذا لهو العلم الأكبر قال يا حمران لو لم يكن غير ما كان و لكن ما يحدث الله بالليل و النهار علمه عندنا أعظم.

[ص : 141]

6- حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن صباح المزني عن الحرث بن حصيرة عن حبة بن جوين العرني قال سمعت أمير المؤمنين عليا ع يقول إن يوشع بن نون كان وصي موسى بن عمران و كانت ألواح موسى عن زمرد أخضر فلما غضب موسى أخذ الألواح من يده فمنها ما تكسر و منها ما بقي و منها ما ارتفع فلما ذهب عن موسى الغضب قال يوشع بن نون أعندك تبيان ما في الألواح قال نعم فلم يزل يتوارثها رهط من بعد رهط حتى وقعت في أيدي أربعة رهط من اليمن و بعث الله محمدا ص بتهامة و بلغهم الخبر فقالوا ما يقول هذا النبي ص قيل ينهى عن الخمر و الزناء و يأمر بمحاسن الأخلاق و كرم الجوار فقالوا هذا أولى بما في أيدينا منا فاتفقوا أن يأتوه في شهر كذا و كذا فأوحى الله إلى جبرئيل أن ائت النبي ص فأخبره فأتاه فقال إن فلانا و فلانا و فلانا و فلانا ورثوا ألواح موسى و هم يأتوك في شهر كذا و كذا في ليلة كذا و كذا فسهر لهم تلك الليل فجاء الركب فدقوا عليه الباب و هم يقولون يا محمد قال نعم يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان أين الكتاب الذي توارثتموه من يوشع بن نون وصي موسى بن عمران قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أنك محمدا رسول الله ص و الله ما علم به أحد قط منذ وقع عندنا قبلك قال فأخذه النبي ص فإذا هو كتاب بالعبرانية دقيق فدفعه إلي و وضعته عند رأسي فأصبحت بالكتاب و هو كتاب بالعربية جليل فيه علم ما خلق الله منذ قامت السماوات و الأرض إلى أن تقوم الساعة فعلمت ذلك.

7- حدثنا معاوية بن حكيم عن شعيب بن غزوان عن رجل عن أبي جعفر ع قال دخل عليه رجل من أهل بلخ فقال له يا خراسانى تعرف وادي كذا و كذا قال نعم قال له تعرف صدعا في الوادي من صفته كذا و كذا قال نعم من ذلك يخرج الدجال قال ثم دخل عليه رجل من أهل اليمن فقال له يا يماني أ تعرف شعب كذا و كذا قال نعم قال

[ص : 142]

له تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا و كذا قال له نعم قال له تعرف صخرة تحت الشجرة قال له نعم قال فتلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى على محمد ص.