[ص : 212]

الجزء الخامس

1- باب مما عند الأئمة عليهم الصلاة و السلام من اسم الله الأعظم و علم الكتاب

1- حدثنا أبو القاسم قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثني يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله ع قال كنت عنده فذكروا سليمان و ما أعطي من العلم و ما أوتي من الملك فقال لي و ما أعطي سليمان بن داود إنما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم و صاحبكم الذي قال الله قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ و كان و الله عند علي ع علم الكتاب فقلت صدقت و الله جعلت فداك.

2- حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي عن أبي عبد الله ع قال قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قال ففرج أبو عبد الله ع بين أصابعه فوضعها على صدره ثم

[ص : 213]

قال و الله عندنا علم الكتاب كله.

3- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن محمد بن سليمان بن سدير قال كنت أنا و أبو بصير و ميسر و يحيى البزاز و داود الرقي في مجلس أبي عبد الله ع إذ خرج إلينا و هو مغضب فلما أخذ مجلسه قال يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب و ما يعلم إلا الله لقد هممت بضرب خادمتي فلانة فذهبت عني فما عرفتها في أي بيوت الدار هي فلما أن قام من مجلسه و صار في منزله دخلت أنا و أبو بصير و ميسر على أبي عبد الله ع فقلنا له جعلنا فداك سمعناك تقول كذا و كذا في أمر خادمتك و نحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا و لا ننسبك إلى علم الغيب قال فقال يا سدير ما تقرأ القرآن قال قلت قرأناه جعلت فداك قال فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قال قلت جعلت فداك قد قرأته قال فهل عرفت الرجل و علمت ما كان عنده من علم الكتاب قال قلت فأخبرني حتى أعلم قال قدر قطرة من المطر الجود في البحر الأخضر ما يكون ذلك من علم الكتاب قال قلت جعلت فداك ما أقل هذا قال يا سدير ما أكثره إن لم ينسبه إلى العلم الذي أخبرك يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ كله قال و أومأ بيده إلى صدره فقال علم الكتاب كله و الله عندنا ثلاثا.

4- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر قال قال أبو جعفر ع في هذه الآية قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال هو علي بن أبي طالب ع.

5- حدثنا أحمد بن الحسن بن فضال عن عبد الله بن بكير عن نجم عن أبي جعفر ع في قول الله تعالى قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ

[ص : 214]

قال علي ع عنده علم الكتاب.

6- حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن إبراهيم الأشعري عن محمد بن مروان عن نجم عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال صاحب علم الكتاب علي ع.

7- حدثنا بعض أصحابنا عن الحسن بن موسى عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال إيانا عنى و علي ع أولنا و أفضلنا و خيرنا.

8- حدثنا أحمد بن محمد عن الربيع بن محمد عن النضر بن سويد عن موسى بن بكر عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال علي ع.

9- حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن أحمد بن عمر عن أبي الحسن الرضا ع في قول الله عز و جل قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال علي ع.

10- حدثنا عبد الله بن أحمد عن الحسن بن موسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن مثنى قال سألته عن قول الله عز و جل وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال نزلت في علي ع بعد رسول الله ص و في الأئمة بعده.

11- حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن نضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بعض أصحابنا قال كنت مع أبي جعفر ع في المسجد أحدثه إذ مر بعض ولد عبد الله بن سلام و قلت جعلت فداك هذا ابن الذي يقول الناس عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال لا إنما ذلك علي ع نزلت فيه خمس آيات أحدها قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ء

12- حدثنا محمد بن الحسين و يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن

[ص : 215]

عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية قال قلت لأبي جعفر ع قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال إيانا عنى و علي ع أولنا و علي أفضلنا و خيرنا بعد النبي ص.

13- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن ع في قول الله عز و جل قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال هو علي بن أبي طالب ع.

14- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أيوب بن حر عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع و النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم و فضالة بن أيوب عن أبان عن محمد بن مسلم و النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر جميعا عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال هو علي بن أبي طالب ع.

15- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن محمد عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله عز و جل قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قلت هو علي بن أبي طالب ع قال فمن عسى أن يكون غيره.

16- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن حمزة عن أبان بن عثمان عن أبي مريم قال قلت لأبي جعفر ع هذا ابن عبد الله بن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال كذب ذاك علي بن أبي طالب.

17- حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير و الحسن بن علي بن فضال

[ص : 216]

عن مثنى الحناط عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال نزلت في علي ع عالم هذه الأمة بعد رسول الله ص.

18- حدثنا عبد الله بن محمد عمن رواه عن الحسن بن علي بن النعمان عن محمد بن مروان عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال نزلت في علي بن أبي طالب إنه عالم هذه الأمة بعد النبي ص.

19- حدثنا محمد بن الحسن عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول في قول الله تبارك و تعالى وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال الذي عنده علم الكتاب هو علي بن أبي طالب.

20- حدثنا محمد بن الحسين و يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بريد بن معاوية قال قلت لأبي جعفر ع قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال إيانا عنى و علي أولنا و أفضلنا و خيرنا بعد النبي ص.

21- حدثنا أبو الفضل العلوي قال حدثني سعيد بن عيسى الكربزي البصري عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن شريك بن عبد الله عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي تمام عن سلمان الفارسي ره عن أمير المؤمنين ع في قول الله تبارك و تعالى قُلْ كَفى بِاللّهِ.

شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ فقال أنا هو الذي عنده علم الكتاب و قد صدقه الله و أعطاه الوسيلة في الوصية و لا تخلى أمة من وسيلته إليه و إلى الله قال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ.

[ص : 217]

2- باب في الإمام ع أن عنده اسم الله الأعظم الذي إذا سأله به أجيب

1- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن بحر عن عبد الله مسكان عن أبي بصير عن أبي المقدام عن جويرية بن مسهر قال أقبلنا مع أمير المؤمنين ع من قتل الخوارج حتى إذا قطعنا في أرض بابل حضرت صلاة العصر قال فنزل أمير المؤمنين و نزل الناس فقال أمير المؤمنين يا أيها الناس إن هذه الأرض ملعونة و قد عذبت من الدهر ثلاث مرات و هي إحدى المؤتفكات و هي أول أرض عبد فيها وثن إنه لا يحل لنبي و لوصي نبي أن يصلي فيها فأمر الناس فمالوا عن جنبي الطريق يصلون و ركب بغلة رسول الله فمضى عليها قال جويرية فقلت و الله لأتبعن أمير المؤمنين و لأقلدنه صلاة اليوم قال فمضيت خلفه فو الله ما صرنا جسر سورا حتى غابت الشمس قال فسببته أو هممت أن أسبه قال فقال يا جويرية أذن قال فقلت نعم يا أمير المؤمنين قال فنزل ناحية فتوضأ ثم قام فنطق بكلام لا أحسبه إلا بالعبرانية ثم نادى بالصلاة فنظرت و الله إلى الشمس قد خرجت من بين جبلين لها صرير فصلى العصر و صليت معه قال فلما فرغنا من صلاته عاد الليل كما كان فالتفت إلي فقال يا جويرية بن مسهر إن الله يقول فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ فإني سألت الله باسمه العظيم فرد علي الشمس.

2- حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبي بصير و داود الرقي

[ص : 218]

عن معاوية بن عمار الدهني و معاوية بن وهب عن ابن سنان قال كنا بالمدينة حين بعث داود بن علي إلى المعلى بن خنيس فقتله فجلس أبو عبد الله فلم يأته شهرا قال فبعث إليه أن ائتني فأبى أن يأتيه فبعث إليه خمس نفر من الحرس قال ائتوني فإن أبى فائتوني به أو برأسه فدخلوا عليه و هو يصلي و نحن نصلي معه الزوال فقالوا أجب داود بن علي قال فإن لم أجب قال أمرنا أن نأتيه برأسك فقال و

ما أظنكم تقتلون ابن رسول الله قالوا ما ندري ما تقول و ما نعرف إلا الطاعة قال انصرفوا فإنه خير لكم في دنياكم و آخرتكم قالوا و الله لا ننصرف حتى نذهب بك معنا أو نذهب برأسك قال فلما علم أن القوم لا يذهبون إلا بذهاب رأسه و خاف على نفسه قالوا رأيناه قد رفع يديه فوضعهما على منكبه ثم بسطهما ثم دعا بسبابته فسمعناه يقول الساعة الساعة فسمعنا صراخا عاليا فقالوا له قم فقال لهم أما إن صاحبكم قد مات و هذا الصراخ عليه فابعثوا رجلا منكم فإن لم يكن هذا الصراخ عليه قمت معكم قالوا فبعثوا رجلا منهم فما لبث أن أقبل فقال يا هؤلاء قد مات صاحبكم و هذا الصراخ عليه فانصرفوا فقلت له جعلنا الله فداك ما كان حاله قال قتل مولاي المعلى بن خنيس فلم آته منذ شهر فبعث إلي أن آتيه فلما أن كان الساعة لم آته فبعث إلي ليضرب عنقي فدعوت الله باسمه الأعظم فبعث الله إليه ملكا بحربة فطعنه في مذاكيره فقتله فقلت له فرفع اليدين ما هو قال الابتهال فقلت فوضع يديك و جمعها قال التضرع قلت و رفع الإصبع قال البصبصة.

3- حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن أبي الجارود قال سمعت جويرية يقول أسرى علي ع بنا من كربلاء إلى الفرات فلما صرنا ببابل قال لي أي موضع يسمى هذا يا جويرية قلت هذه بابل يا أمير المؤمنين قال أما إنه لا يحل لنبي و لا وصي نبي أن يصلي بأرض قد عذبت مرتين قال قلت هذه العصر يا أمير المؤمنين فقد وجبت الصلاة يا أمير المؤمنين قال قد أخبرتك أنه لا يحل لنبي و لا وصي نبي

[ص : 219]

أن يصلي بأرض قد عذبت مرتين و هي تتوقع الثالثة إذا طلع كوكب الذنب و عقد جسر بابل قتلوا عليه مائة ألف تخوضه الخيل إلى السنابك قال جويرية قلت و الله لأقلدن صلاتي اليوم أمير المؤمنين و عطف علي ع برأس بغلة رسول الله ص الدلدل حتى جاز سورا قال لي أذن بالعصر يا جويرية فأذنت و خلا على ناحية فتكلم بكلام له سرياني أو عبراني فرأيت للشمس صريرا و انقضاضا حتى عادت بيضاء نقية قال ثم قال أقم فأقمت ثم صلى بنا فصلينا معه فلما سلم اشتبكت النجوم فقلت وصي نبي و رب الكعبة.

4- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن عبد الله عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن عبد الواحد الأنصاري عن أم المقدام الثقفية قالت قال جويرية بن مسهر قطعنا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع جسر الصراط في وقت العصر فقال إن هذه الأرض معذبة لا ينبغي لنبي و لا وصي نبي أن يصلي فيها فمن أراد منكم أن يصلي فليصل قال فتفرق الناس يمنة و يسرة يصلون قال قلت أما و الله لأقلدن هذا الرجل صلاتي اليوم و لا أصل حتى يصلي قال فسرنا و جعلت الشمس تسفل قال و جعل يدخلني من ذلك أمر عظيم حتى وجب الشمس و قطعنا الأرض قال فقال يا جويرية أذن فقلت تقول لي أذن و قد غابت الشمس قال أذن فأذنت ثم قال لي أقم فأقمت فلما قلت قد قامت الصلاة رأيت شفتيه يتحركان و سمعت كلاما كأنه كلام عبرانية قال فارتفعت الشمس حتى صارت في مثل وقتها في العصر فلما انصرف هوت إلى مكانها و اشتبكت النجوم قال فقلت إني أشهد أنك وصي رسول الله ص قال فقال لي يا جويرية أ ما سمعت الله يقول فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ فقلت بلى قال فإني سألت ربي باسمه العظيم فردها الله علي.

[ص : 220]

3- باب ما يلقى إلى الأئمة في ليلة القدر مما يكون في تلك السنة و نزول الملائكة عليهم

1- حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن الحسين بن بكير عن ابن بكير عن أبي عبد الله ع قال إن ليلة القدر يكتب ما يكون منها في السنة إلى مثلها من خير أو شر أو موت أو حياة أو مطر و يكتب فيها وفد الحاج ثم يقضى ذلك إلى أهل الأرض فقلت إلى من من أهل الأرض فقال إلى من ترى.

2- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد قال سألته عن قول الله عز و جل إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ قال نزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت أو مولود قلت له إلى من فقال إلى من عسى أن يكون إن الناس في تلك الليلة في صلاة و دعاء و مسألة و صاحب هذا الأمر في شغل تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ إليه بأمور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها مِنْ كُلِّ أَمْر سَلامٌ هِيَ له إلى أن يطلع الفجر.

3- حدثنا العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن عبد الله بن سنان قال سألته عن النصف من شعبان فقال ما عندي فيه شيء و لكن إذا كانت ليلة تسع عشر من شهر رمضان قسم فيها الأرزاق و كتب فيها الآجال و خرج فيها صكاك الحاج و أطلع الله إلى عباده فغفر الله لهم إلا شارب الخمر فإذا كانت ليلة ثلاثة و عشرين فيها يفرق كل أمر حكيم

[ص : 221]

ثم ينهى ذلك و يمضى قال قلت إلى من قال إلى صاحبكم و لو لا ذلك لم يعلم.

4- حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن يونس عن الحرث بن المغيرة البصري و عن عمرو عن ابن أبي عمير عمن رواه عن هشام قال قلت لأبي عبد الله ع قول الله تعالى في كتابه فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْر حَكِيم قال تلك ليلة القدر يكتب فيها وفد الحاج و ما يكون فيها من طاعة أو معصية أو موت أو حياة و يحدث الله في الليل و النهار ما يشاء ثم يلقيه إلى صاحب الأرض قال الحرث بن المغيرة البصري قلت و من صاحب الأرض قال صاحبكم.

5- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران الهمداني عن يونس عن داود بن فرقد عن أبي المهاجر عن أبي الهذيل عن أبي جعفر ع قال قال يا أبا الهذيل إنا لا يخفى علينا ليلة القدر إن الملائكة يطوفون بنا فيها.

6- حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد قال سألته عن ليلة القدر التي تنزل فيها الملائكة فقال تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ قال ثم قال لي أبو عبد الله ع ممن و إلى من و ما ينزل.

7- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن الحسن بن موسى عن سعيد بن يسار قال كنت عند المعلى بن خنيس إذ جاء رسول أبي عبد الله ع فقلت له سله عن ليلة القدر فلما رجع قلت له سألته قال نعم فأخبرني بما أردت و ما لم أرد قال إن الله يقضي فيها مقادير تلك السنة ثم يقذف به إلى الأرض فقلت إلى من فقال لي من ترى يا عاجز أو يا ضعيف.

8- حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن إسماعيل عن الحسن بن موسى عن معلى

[ص : 222]

بن خنيس عن أبي عبد الله ع قال إذا كان ليلة القدر كتب الله فيها ما يكون قال ثم يريني به قال قلت إلى من قال إلى من ترى يا أحمق.

9- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم و غيره عن سيف بن عميرة عن حسان عن ابن داود عن بريدة قال كنت جالسا مع رسول الله ص و علي ع معه إذ قال يا علي أ لم أشهدك معي سبعة مواطن الموطن الخامس ليلة القدر خصصنا ببركتها ليست لغيرنا.

10- حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسن بن موسى عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله ع قال إذا كان ليلة القدر كتب الله فيها ما يكون ثم يريني به قال قلت إلى من قال إلى من ترى يا أحمق.

11- حدثنا سلمة بن الخطاب قال حدثنا عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله ع قال قلت له إن الناس يقولون إن ليلة النصف من شعبان تكتب فيه الآجال و تقسم فيه الأرزاق و تخرج صكاك الحاج فقال ما عندنا في هذا شيء و لكن إذا كانت ليلة تسع عشر من شهر رمضان يكتب فيها الآجال و يقسم فيها الأرزاق و يخرج صكاك الحاج و يطلع الله على خلقه فلا يبقى مؤمن إلا غفر له إلا شارب مسكر فإذا كانت ليلة ثلاث و عشرين فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْر حَكِيم أمضاه ثم أنهاه قال قلت إلى من جعلت فداك فقال إلى صاحبكم و لو لا ذلك لم يعلم ما يكون في تلك السنة.

12- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن العباس بن الحريش قال عرضت هذا الكتاب على أبي جعفر ع فأقر به قال قال أبو عبد الله ع قال علي ع في

[ص : 223]

صبح أول ليلة القدر التي كانت بعد رسول الله ص سلوني فو الله لأخبرنكم بما يكون إلى ثلاثمائة و ستين يوما من الذر فما دونها فما فوقها ثم لأخبرنكم بشيء من ذلك لا بتكلف و لا برأي و لا بادعاء في علم إلا من علم الله و تعليمه و الله لا يسألني أهل التوراة و لا أهل الإنجيل و لا أهل الزبور و لا أهل الفرقان إلا فرقت بين كل أهل كتاب بحكم ما في كتابهم قال قلت لأبي عبد الله ع أ رأيت ما تعلمونه في ليلة القدر هل تمضى تلك السنة و بقي منه شيء لم تتكلموا به قال لا و الذي نفسي بيده لو أنه فيما علمنا في تلك الليلة أن أنصتوا لأعدائكم لنصتنا فالنصت أشد من الكلام.

13- حدثنا عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه سليمان عن أبي عبد الله ع قال إن نطفة الإمام من الجنة و إذا وقع من بطن أمه إلى الأرض وقع و هو واضع يده إلى الأرض رافع رأسه إلى السماء قلت جعلت فداك و لم ذاك قال لأن مناديا يناديه من جو السماء من بطنان العرش من الأفق الأعلى يا فلان بن فلان أثبت فإنك صفوتي من خلقي و عيبة علمي و لك و لمن تولاك أوجبت رحمتي و منحت جناني و أحلت جواري ثم و عزتي و جلالي لأصلين من عاداك أشد عذابي و إن أوسعت عليهم في دنياي من سعة رزقي قال فإذا انقضى صوت المنادي أجابه هو شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ فإذا قالها أعطاه العلم الأول و العلم الآخر و استحق زيادة الروح في ليلة القدر.

14- حدثنا الحسن بن أحمد بن محمد عن أبيه عن الحسن بن عباس بن حريش أنه عرضه على أبي جعفر ع فأقر به قال فقال أبو عبد الله ع إن القلب الذي يعاين ما ينزل في ليلة القدر لعظيم الشأن قلت و كيف ذاك يا أبا عبد الله قال ليشق و الله بطن ذلك الرجل ثم يؤخذ إلى قلبه و يكتب عليه بمداد النور فذلك جميع العلم ثم

[ص : 224]

يكون القلب مصحفا للبصر و يكون اللسان مترجما للأذن إذا أراد ذلك الرجل علم شيء نظر ببصره و قلبه فكأنه ينظر في كتاب قلت له بعد ذلك و كيف العلم في غيرها أ يشق القلب فيه أم لا قال لا يشق لكن الله يلهم ذلك الرجل بالقذف في القلب حتى يخيل إلى الأذن أنه تكلم بما شاء الله علمه و الله واسع عليم.

15- حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن عبد الله عن يونس عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع أ رأيت من لم يقر بما يأتكم في ليلة القدر كما ذكر و لم يجحده قال أما إذا قامت عليه الحجة من يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر و أما من لا يسمع ذلك فهو في عذر حتى يسمع ثم قال ع يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين.

16- حدثنا أحمد بن محمد و أحمد بن إسحاق عن القاسم بن يحيى عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن أبي طالب ع كثيرا ما يقول ما التقينا عند رسول الله ع التيمي و صاحبه و هو يقول إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ و يتخشع و يبكي فيقولان ما أشد رقتك بهذه السورة فيقول لهما إنما رققت لما رأت عيناي و وعاه قلبي و لما رأى قلب هذا من بعدي يعني عليا ع فيقولان أ رأيت و ما الذي يرى فيتلو هذا الحرف تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ قال ثم يقول هل بقي شيء بعد قوله تبارك و تعالى كُلِّ أَمْر فيقولان لا فيقول هل تعلمان من المنزول إليه بذلك فيقولان لا و الله يا رسول الله فيقول نعم فهل تكون ليلة القدر من بعدي فيقولان نعم قال فهل تنزل الأمر فيها فيقولان نعم فيقول إلى من فيقولان لا ندري فيأخذ برأسي فيقول إن لم تدريا هو هذا من بعدي قال فإن كانا يفرقان تلك الليلة بعد رسول الله من شدة ما يدخلهما من الرعب.

[ص : 225]

17- و بهذا الإسناد قال لما قبض رسول الله ص هبط جبرئيل و معه الملائكة و الروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر قال ففتح لأمير المؤمنين ع بصره فرآهم في منتهى السماوات إلى الأرض يغسلون النبي ص معه و يصلون معه عليه و يحفرون له و الله ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا مع من نزل فوضعوه فتكلم و فتح لأمير المؤمنين ع سمعه فسمعه يوصيهم به فبكى و سمعهم يقولون لا نألوه جهدا و إنما هو صاحبنا بعدك إلا أنه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه حتى إذا مات أمير المؤمنين ع رأى الحسن و الحسين مثل ذلك الذي رأى و رأيا النبي ص أيضا يعين الملائكة مثل الذي صنعوه بالنبي حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك و رأى النبي ص و عليا ع يعينان الملائكة حتى إذا مات الحسين رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك و رأى النبي ص و عليا و الحسن يعينون الملائكة حتى إذا مات علي بن الحسين رأى محمد بن علي ع مثل ذلك و رأى النبي ص و عليا ع و الحسن و الحسين ع يعينون الملائكة حتى إذا مات محمد بن علي رأى جعفر مثل ذلك و رأى النبي ص و عليا ع و الحسن و الحسين و علي بن الحسين يعينون الملائكة حتى إذا مات جعفر رأى موسى منه مثل ذلك هكذا يجري إلى آخرنا.

4- باب في أن رسول الله ص كان يقرأ و يكتب بكل لسان

1- حدثنا أحمد بن محمد عن أبي عبد الله البرقي عن جعفر بن محمد الصوفي قال سألت أبا جعفر ع محمد بن علي الرضا ع و قلت له يا ابن رسول الله لم سمي النبي الأمي قال ما يقول الناس قال قلت له جعلت فداك يزعمون أنما سمي النبي الأمي لأنه لم يكتب فقال كذبوا عليهم لعنة الله أنى يكون ذلك و الله تبارك و تعالى يقول في محكم

[ص : 226]

كتابه هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن و الله لقد كان رسول الله ص يقرأ و يكتب باثنين و سبعين أو بثلاثة و سبعين لسانا و إنما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة و مكة من أمهات القرى و ذلك قول الله تعالى في كتابه لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَ مَنْ حَوْلَها.

2- حدثنا عبد الله بن عامر عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن يحيى بن عمر عن أبيه عن أبي عبد الله ع أنه سئل عن قول الله تبارك و تعالى وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ قال بكل لسان.

3- حدثنا محمد بن الحسين عن شريف بن سابق التفليسي عن الفضيل بن أبي قرة عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ قال حفيظ بما تحت يدي عليم بكل لسان.

4- حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن أسباط أو غيره قال قلت لأبي جعفر ع إن الناس يزعمون أن رسول الله لم يكن يكتب و لا يقرأ فقال كذبوا لعنهم الله أنى ذلك و قد قال الله هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ إِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلال مُبِين فيكون أن يعلمهم الكتاب و الحكمة و ليس يحسن أن يقرأ و يكتب قال قلت فلم سمي النبي أميا قال نسبت إلى مكة و ذلك قول الله عز و جل لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَ مَنْ حَوْلَها فأم القرى

[ص : 227]

مكة فقيل أمي لذلك.

5- حدثنا الحسن بن علي عن أحمد بن هلال عن خلف بن حماد عن عبد الرحمن بن الحجاج قال قال أبو عبد الله ع إن النبي ص كان يقرأ و يكتب و يقرأ ما لم يكتب.

5- باب في أمير المؤمنين ع و أولي العزم أيهم أعلم

1- حدثنا محمد بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن عبد الله بن الوليد قال قال لي أبو عبد الله ع أي شيء يقول الشيعة في عيسى و موسى و أمير المؤمنين ع قلت يقولون إن عيسى و موسى أفضل من أمير المؤمنين ع قال فقال أ يزعمون أن أمير المؤمنين ع قد علم ما علم رسول الله قلت نعم و لكن لا يقدمون على أولي العزم من الرسل أحدا قال أبو عبد الله ع فخاصمهم بكتاب الله قال قلت و في أي موضع منه أخاصمهم قال قال الله تعالى لموسى كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْء علما إنه لم يكتب لموسى كل شيء و قال الله تبارك و تعالى لعيسى وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ و قال الله تعالى لمحمد ص وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْء.

2- حدثنا علي بن محمد بن سعد عن حمدان بن محمد بن سليمان النيشابوري

[ص : 228]

عن عبد الله بن محمد اليماني عن مسلم بن الحجاج عن يوسف عن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله ع قال إن الله خلق أولي العزم من الرسل و فضلهم بالعلم و أورثنا علمهم و فضلهم و فضلنا عليهم في علمهم و علم رسول الله ص ما لم يعلموا و علمنا علم الرسول ص و علمهم.

3- حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عمر عن عبد الله بن وليد السمان قال قال لي أبو جعفر ع يا عبد الله ما تقول الشيعة في علي ع و موسى و عيسى قال قلت جعلت فداك و من أي حالات تسألني قال أسألك عن العلم فأما الفضل فهم سواء قال قلت جعلت فداك فما عسى أقول فيهم فقال هو و الله أعلم منهما ثم قال يا عبد الله أ ليس يقولون إن لعلي ع ما للرسول من العلم قال قلت بلى قال فخاصمهم فيه قال إن الله تبارك و تعالى قال لموسى وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْء فأعلمنا أنه لم يبين له الأمر كله و قال الله تبارك و تعالى لمحمد ص وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْء.

4- حدثنا إسماعيل بن شعيب عن علي بن إسماعيل عن بعض رجاله قال قال أبو عبد الله ع لرجل تمصون الثماد و تدعون النهر الأعظم فقال له الرجل ما تعني بهذا يا ابن رسول الله فقال علم النبي ص علم النبيين بأسره و أوحى الله إلى محمد ص فجعله محمد ص عند علي ع فقال له الرجل فعلى ع أعلم أو بعض الأنبياء فنظر أبو عبد الله ع إلى بعض أصحابه فقال إن الله يفتح مسامع من يشاء أقول له إن رسول الله ص جعل ذلك كله عند علي ع فيقول علي ع أعلم أو بعض

[ص : 229]

الأنبياء.

5- حدثنا علي بن محمد بن سعد عن عمران بن سليمان النيسابوري عن عبد الله بن محمد اليماني عن منبع بن الحجاج عن يونس عن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله ع قال إن الله خلق أولي العزم من الرسل بالعلم و ورثنا علمهم و فضلنا عليهم في علمهم و علم رسول الله ص ما لم يعلموا و علمنا علم الرسول و علمهم و أمناء شيعتنا أفضلهم أين ما كنا فشيعتنا معنا.

6- حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن رجل من الكوفيين عن محمد بن عمر عن عبد الله بن الوليد قال قال أبو عبد الله ع ما يقول أصحابك في أمير المؤمنين ع و عيسى و موسى أنهم أعلم قال قلت ما يقدمون على أولي العزم أحدا قال أما إنك لو حاججتهم بكتاب الله لحججتهم قال قلت و أين هذا في كتاب الله قال إن الله قال في موسى وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْء مَوْعِظَةً و لم يقل كل شيء و قال في عيسى وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ و لم يقل كل شيء و قال في صاحبكم كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ.

6- باب في أئمة ع أفضل من موسى و الخضر ع

1- حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن أبي بشر عن كثير بن أبي حمران قال قال أبو جعفر ع لقد سأل

[ص : 230]

موسى العالم مسألة لم يكن عنده جوابها و لقد سأل العالم موسى مسألة لم يكن عنده جوابها و لو كنت بينهما لأخبرت كل واحد منهما بجواب مسألته و لسألتهما عن مسألة لا يكون عندهما جوابها.

2- حدثنا محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن سدير عن أبي جعفر ع قال لما لقي موسى العالم كلمه و ساءله نظر إلى خطاف يصفر و يرتفع في السماء و يتسفل في البحر فقال العالم لموسى أ تدري ما يقول هذا الخطاف قال و ما يقول قال يقول و رب السماء و رب الأرض ما علمكما في علم ربكما إلا مثل ما أخذت بمنقاري من هذا البحر قال فقال أبو جعفر ع أما لو كنت عندهما لسألتهما عن مسألة لا يكون عندهما فيها علم.

3- حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن سيف التمار قال كنا عند أبي عبد الله ع و نحن جماعة في الحجر فقال و رب هذه البنية و رب هذه الكعبة ثلاث مرات و لو كنت بين موسى و الخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما و لأنبأتهما بما ليس في أيديهما.

4- حدثنا أحمد بن الحسين عن الحسين بن راشد عن علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد قال و حدثوني جميعا عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن حماد عن سيف التمار قال كنا مع أبي عبد الله ع في الحجر فقال علينا عين فالتفتنا يمنة و يسرة و قلنا ليس علينا عين فقال و رب الكعبة ثلاث مرات إني لو كنت بين موسى و الخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما و لأنبأتهما بما ليس في أيديهما.

5- حدثنا عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن سدير قال كنت أنا و أبو بصير و يحيى البزاز و داود بن كثير الرقي في مجلس أبي عبد الله ع إذ خرج إلينا و هو مغضب فلما أخذ مجلسه قال يا عجباه لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ما يعلم الغيب إلا الله لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي قال سدير فلما أن قام عن مجلسه صار في

منزله و أعلمت دخلت أنا و أبو بصير و

[ص : 231]

ميسر و قلنا له جعلنا الله فداك سمعناك أنت تقول كذا و كذا في أمر خادمتك و نحن نزعم أنك تعلم علما كثيرا و لا ننسبك إلى علم الغيب قال فقال لي يا سدير أ لم تقرأ القرآن قال قلت بلى قال فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قال قلت جعلت فداك قد قرأت قال فهل عرفت الرجل و هل علمت ما كان عنده علم من الكتاب قال قلت فأخبرني أفهم قال قدر قطرة الثلج في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب قال قلت جعلت فداك ما أقل هذا قال فقال لي يا سدير ما أكثر من هذا لمن ينسبه الله إلى العلم الذي أخبرك به يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز و جل قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال قلت قد قرأته قلت جعلت فداك قال فمن عنده علم من الكتاب أفهم أم من عنده علم الكتاب قال بل من عنده علم الكتاب كله قال فأومى بيده إلى صدره قال و علم الكتاب و الله كله عندنا علم الكتاب و الله كله عندنا.

7- باب في أنهم يخاطبون و يسمعون الصوت و يأتيهم صور أعظم من جبرئيل و ميكائيل

1- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن منا لمن يعاين معاينة و إن منا لمن ينقر في قلبه كيت و كيت و إن منا لمن يسمع كما يقع السلسلة كله يقع في الطست قال قلت فالذين يعاينون ما هم قال خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل.

2- حدثنا محمد بن عيسى عن زياد القندي عمن ذكره عن أبي عبد الله ع قال قلت كيف يزاد الإمام فقال منا من ينكت في أذنه نكتا و منا من يقذف في قلبه قذفا

[ص : 232]

و منا من يخاطب.

3- حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن حماد عن أحمد بن رزين عن الوليد الطائفي عن أبي عبد الله ع قال إن منا لمن يوقر في قلبه و منا من يسمع بأذنه و منا من ينكت و أفضل من يسمع.

4- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن نعمان عن يزيد بن إسحاق يلقب شعر عن ابن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن منا لمن ينكت في أذنه و إن منا لمن يؤتى في منامه و إن منا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة يقع على الطست و إن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرئيل و ميكائيل.

5- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم الجوهري عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إنا لنزاد في الليل و النهار و لو لم نزد لنفد ما عندنا قال أبو بصير جعلت فداك من يأتيكم به قال إن منا من يعاين و إن منا لمن ينقر في قلبه كيت و كيت و إن منا لمن يسمع بأذنه وقعا كوقع السلسلة في الطست قال فقلت له من الذي يأتيكم بذلك قال خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل.

6- حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن علي بن نعمان عن ابن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن منا لمن ينكت في أذنه و أن منا لمن يرى في منامه و إن منا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة التي تقع في الطست.

7- حدثنا الحسين بن علي عن عبد الله عن عبيس بن هشام عن الحسن بن أشيم عن علي عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إنا نزاد في الليل و النهار و لو لا أنا نزاد في الليل و النهار و لو لا أنا نزاد لنفد ما عندنا فقال أبو بصير جعلت فداك من يأتيكم

[ص : 233]

قال إن منا لمن يعاين معاينة و إن منا من ينقر في قلبه كيت و كيت و إن منا من يسمع بأذنه وقعا كوقع السلسلة في الطست قال قلت جعلني الله فداك من يأتيكم بذلك قال هو خلق أكبر من جبرئيل و ميكائيل.

8- حدثنا سند بن محمد عن أبان عن زرارة عن ميمون القداح قال كان أبو جعفر ع على سريره و عنده عمه عبد الله بن زيد فقال إن منا من يسمع الصوت و لا يرى الصورة.

8- باب في الإمام أنه تراءى له جبرئيل و ميكائيل و ملك الموت

1- حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي عن جعفر بن عمر عن أبان عن معبد قال كنت مع أبي عبد الله ع فجاء يمشي حتى دخل مسجدا كان يتعبد فيه أبوه و هو يصلي في موضع من المسجد فلما انصرف قال يا معبد أ ترى هذا الموضع قال قلت نعم جعلت فداك قال بينا أبي قائم يصلي في هذا المكان إذ جاءه شيخ يمشي حسن السمت فجلس و بينا هو جالس إذ جاء رجل أدم حسن الوجه و السيمة فقال الشيخ ما يجلسك فليس بهذا أمرت فقاما يتساران انطلقا و يواريا عني فلم أر شيئا فقال أبي يا بني هل رأيت الشيخ و صاحبه قلت نعم فمن الشيخ و من صاحبه فقال الشيخ ملك الموت و الذي جاء جبرئيل.

2- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال بينا أبي في داره مع جارية له إذ أقبل رجل قاطب الوجه فلما رأيته علمت أنه ملك الموت قال فاستقبله رجل آخر طلق الوجه و حسن البشر فقال

[ص : 234]

إنك لست بهذا أمرت قال فبينا أنا أحدث الجارية و أعجبها مما رأيت فقبضت قال فقال أبو عبد الله ع فكسرت البيت الذي رأى أبي فيه ما رأى فليت ما هدمت من الدار أني لم أكسره.

3- حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى بن الحسين بن معاوية بن وهب عن محمد بن الفضل بن عمرو بن أبان الكلبي عن معتب قال توجهت مع أبي عبد الله ع إلى ضيعة له يقال لها طيبة فدخلها فصلى ركعتين فصليت معه فقال يا معتب إني صليت إلى صنيعة له مع أبي الفجر ذات يوم فجلس أبي يسبح الله فبينا هو يسبح إذ أقبل شيخ طويل جميل أبيض الرأس و اللحية فسلم أبي و شاب مقبل في أثره فجاء إلى الشيخ فسلم على أبي و أخذ بيد الشيخ و قال قم فإنك لم تؤمر بهذا فلما ذهبا من عند أبي قلت يا أبت من هذا الشيخ و هذا الشاب فقال أي بني هذا و الله ملك الموت و هذا جبرئيل.

9- باب ما يلهم الإمام مما ليس في الكتاب و السنة من المعضلات

1- حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال كان علي يعمل بكتاب الله و سنة رسوله فإذا ورد عليه شيء و الحادث الذي ليس في الكتاب و لا في السنة ألهمه الله الحق فيه إلهاما و ذلك و الله من المعضلات.

2- حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن هلا عن العلاء عن محمد بن مسلم

[ص : 235]

عن أبي جعفر ع قال كان علي ع يعمل بكتاب الله و سنة نبيه فإذا ورد عليه الشيء الحادث الذي ليس في الكتاب و لا في السنة ألهمه الله تعالى إلهاما و ذلك و الله من المعضلات.

3- حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال كان علي ع يعمل بكتاب الله و سنة نبيه فإذا ورد عليه شيء حادث و الذي ليس في الكتاب و لا في السنة ألهمه الله الحق إلهاما و ذلك و الله من المعضلات.