1- حدثني محمد بن علي عن عمه محمد عن عمر بن يزيد قال كنت عند أبي عبد الله ع ليلة من الليالي و لم يكن عنده أحد غيري فمد رجله في حجري فقال اغمزها يا عمر فغمزت رجله فنظرت إلى اضطراب في عضلة ساقيه فأردت أن أسأله إلى من الأمر من بعده فأشار إلي فقال لا تسألني في هذه الليلة عن شيء فإني لست أجيبك.
2- حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن يزيد بن إسحاق عن ابن أسلم عن عمران بن يزيد قال دخلت إلى أبي عبد الله ع و هو مضطجع و وجهه إلى الحائط فقال لي حين دخلت عليه يا عمر اغمز رجلي فقعدت أغمز رجله فقلت في نفسي الساعة أسأله عن عبد الله و موسى أيهما الإمام قال فحول وجهه إلي و قال إذن و الله لا أجيبك.
[ص : 236]
3- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن إبراهيم بن محمد عن شهاب بن عبد ربه قال دخلت على أبي عبد الله ع و أنا أريد أن أسأله من الجنب يغرف الماء من الحب فلما صرت عنده أنسيت المسألة فنظر إلي أبو عبد الله ع فقال يا شهاب لا بأس أن يغرف الجنب من الحب.
4- حدثنا أحمد بن محمد عن بكر عمن رواه عن عمر بن يزيد قال دخلت على أبي عبد الله ع فبسط رجليه و قال اغمزها يا عمر قال فأضمرت في نفسي أن أسأله عن الإمام بعده فقال يا عمر لا أخبرك عن الإمام بعدي.
5- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن بردة عن أبي عبد الله ع و عن جعفر بن بشير الخزاز عن إسماعيل بن عبد العزيز قال قال أبو عبد الله ع يا إسماعيل ضع لي في المتوضأ ماء قال فقمت فوضعت له قال فدخل قال فقلت في نفسي أنا أقول فيه كذا و كذا و يدخل المتوضأ يتوضأ قال فلم يلبث أن خرج فقال يا إسماعيل لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم اجعلونا مخلوقين و قولوا بنا ما شئتم فلن تبلغوا فقال إسماعيل و كنت أقول إنه و أقول و أقول.
6- حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الحسن بن موسى عن زرارة قال دخلت على أبي جعفر ع فسألني ما عندك من أحاديث الشيعة قلت إن عندي منها شيئا كثيرا قد هممت أن أوقد لها نارا ثم أحرقها قال و لم هات ما أنكرت منها فخطر على بالي الأدمون فقال لي ما كان على الملائكة حيث قالت أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ.
7- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عمر بن يزيد قال كنت عند أبي الحسن ع فذكر محمد فقال إني جعلت على نفسي أن لا يظلني و إياه سقف بيت
[ص : 237]
فقلت في نفسي هذا يأمر بالبر و الصلة و يقول هذا لعمه قال فنظر إلي فقال هذا من البر و الصلة إنه متى يأتيني و يدخل علي فيقول و يصدقه الناس و إذا لم يدخل علي لم يقبل قوله إذا قال.
8- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن الحسن بن أحمد بن أسد بن أبي العلاء عن هشام بن أحمد قال دخلت على أبي عبد الله ع و أنا أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر و هو في مصنعة له في يوم شديد الحر و العرق يسيل على خده فيروي على صدره فابتدأني فقال نعم و الله الذي لا إله إلا هو الرجل المفضل بن عمر الجعفي حتى أحصيت بضعا و ثلاثين مرة يقولها و يكررها و قال إنما هو والد بعد والد.
9- حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه محمد بن علي القمي قال بعث إلي أبو جعفر ع و معه كتابه فأمرني أن أصير إليه فأتيته و هو بالمدينة نازل في دار بزيع فدخلت عليه و سلمت و ذكر صفوان و ابن سنان و غيرهما ما قد سمعه غير واحد فقلت في نفسي أستعطفه على زكريا بن آدم لعله يسلم مما قال في هؤلاء ثم رجعت إلى نفسي فقلت من أنا حتى أتعرض في هذا و شبهه لمولى هو أعلم بما يصنع فقال يا أبا علي ليس على مثل أبي يحيى تعجل و قد كان لأبي من خدمته.
[ص : 238]
10- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر عن علي بن أسباط قال رأيت أبا جعفر ع قد خرج علي فأحددت النظر إليه و إلى رأسه و إلى رجله لأصف قامته لأصحابنا بمصر فخر ساجدا فقال إن الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج في النبوة قال الله تعالى وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا و قال الله حَتّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فقد يجوز أن يؤتى الحكمة و هو صبي و يجوز أن يؤتى و هو ابن أربعين سنة.
11- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن بعض أصحابنا قال دخلت على أبي الحسن الماضي ع و هو محموم و وجهه إلى الحائط فتناول بعض أهل بيته يذكر فقلت في نفسي هذا خير خلق الله في زمانه يوصينا بالبر و يقول في رجل من أهل بيته هذا القول قال فحول وجهه فقال إن الذي سمعت من البر إني إذا قلت هذا لم يصدقوا قوله و إن لم أقل هذا صدقوا قوله علي.
12- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم قال حدثني زياد بن أبي الحلال قال اختلف الناس في جابر بن يزيد و أحاديثه و أعاجيبه قال فدخلت على أبي عبد الله ع و أنا أريد أن أسأله عنه فابتدأني من غير أن أسأله رحم الله جابر بن يزيد الجعفي كان يصدق علينا و لعن الله المغيرة بن شعبة كان يكذب علينا.
13- حدثنا محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن شهاب بن عبد ربه قال أتيت أبا عبد الله ع أسأله فابتدأني فقال إن شئت فاسأل يا شهاب و إن شئت أخبرناك بما جئت له قلت أخبرني جعلت فداك قال جئت لتسألني عن الجنب يغرف الماء من الحب بالكوز فيصيب يده الماء قال نعم قال ليس به بأس قال و إن شئت سل و إن شئت أخبرتك قال قلت أخبرني قال جئت تسأل عن الجنب يسهو و يغمر يده في الماء قبل أن يغسلها قلت و ذاك جعلت فداك قال إذا لم يكن أصاب يده شيء فلا بأس بذاك سل و إن شئت
[ص : 239]
أخبرتك قلت أخبرني قال جئت لتسألني عن الجنب يغتسل فيقطر الماء من جسمه في الإناء أو ينضح الماء من الأرض فيقع في الإناء قلت نعم جعلت فداك قال ليس بهذا بأس كله فاسأل و إن شئت أخبرتك قلت أخبرني قال جئت لتسألني من الغدير يكون في جانبه الجيفة أتوضأ منه أو لا قال نعم قال فتوضأ من الجانب الآخر إلا أن يغلب على الماء الريح و جئت لتسأل عن الماء الراكد من البئر قال فما لم يكن فيه تغيير أو ريح غالبة قلت فما التغيير قال الصفرة فتوضأ منه و كلما غلب عليه كثرة الماء فهو طاهر.
14- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن إبراهيم بن الفضل عن عمر بن يزيد قال كنت عند أبي عبد الله ع و هو وجع فولاني ظهره و وجهه إلى الحائط فقلت في نفسي ما أدري ما يصيبه في مرضه و ما سألته عن الإمام بعده فأنا أفكر في ذلك إذ حول وجهه إلي فقال إن الأمر ليس كما تظن ليس علي من وجعي هذا بأس.
15- حدثنا الحسين بن علي عن عيسى عن مروان عن الحسين بن موسى الخياط قال خرجت أنا و جميل بن دراج و عائذ الأحمسي حاجين قال و كان يقول عائذ لنا إن لي حاجة إلى أبي عبد الله ع أريد أن أسأله عنها قال فدخلنا عليه فلما جلسنا قال لنا مبتدئا من أتى الله بما افترض عليه لم يسأله عما سوى ذلك قال فغمزنا عائذ فلما قمنا قلنا ما حاجتك قال الذي سمعنا منه إني رجل لا أطيق القيام بالليل فخفت أن أكون مأثوما مأخوذا به فأهلك.
16- حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن بن علان عن محمد بن عبد الله قال كنت عند الرضا فأصابني عطش شديد فكرهت أن أستسقي في مجلسه و دعا بماء بارد فذاقه و ناولني فقال يا محمد اشرب فإنه بارد فشربت.
[ص : 240]
17- حدثنا أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال سألته عن القضاء و القدر فقال هما خلقان من خلق الله و الله يزيد في الخلق ما يشاء و أردت أن أسأله عن المشية فنظر إلي فقال يا جميل لا أجيبك في المشية.
18- حدثنا محمد بن الحسين عن أبي داود المسترق عن عيسى الفراء عن مالك الجهني قال كنت بين يدي أبي عبد الله ع فوضعت يدي على خدي و قلت في نفسي لقد عظمك الله و شرفك فقال يا مالك الأمر أعظم مما تذهب إليه.
19- حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشاء عن محمد بن حمران قال حدثنا زرارة قال قال أبو جعفر ع حدث عن بني إسرائيل يا زرارة و لا حرج فقلت جعلت فداك إن في حديث الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم قال فأي شيء هو يا زرارة قال فاختلس في قلبي فمكثت ساعة لا أذكره ما أريد قال لعلك تريد التقية قال نعم قال صدق بها فإنها حق.
20- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسى عن داود القطان عن إبراهيم رفعه إلى أمير المؤمنين ع قال لو وجدت رجلا ثقة لبعثت معه هذا المال إلى المدائن إلى شيعة فقال رجل من أصحابه في نفسه لآتين أمير المؤمنين و لأقولن له أنا أذهب به فهو يثق بي فإذا أنا أخذته أخذت طريق الكرخة فقال يا أمير المؤمنين أنا أذهب بهذا المال إلى المدائن قال فرفع إلي رأسه ثم قال إليك عني خذ طريق الكرخة.
21- حدثنا علي بن حسان عن جعفر بن هارون الزيات قال كنت أطوف بالكعبة فرأيت أبا عبد الله ع فقلت في نفسي هذا هو الذي يتبع و الذي هو الإمام و هو كذا و كذا قال فما علمت به حتى ضرب يده على منكبي ثم أقبل علي و قال أَ بَشَراً مِنّا واحِداً
[ص : 241]
نَتَّبِعُهُ إِنّا إِذاً لَفِي ضَلال وَ سُعُر.
22- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن برده و أبي عبد الله عن جعفر بن الحسين الخزاز عن إسماعيل بن عبد العزيز قال قال لي أبو عبد الله ع ضع لي في المتوضأ ماء قال فقمت فوضعت له فدخل قال فقلت في نفسي أنا أقول فيه كذا و كذا و يدخل المتوضأ فلم يلبث أن خرج فقال يا إسماعيل بن عبد العزيز لا ترفعوا البناء فوق طاقتنا فينهدم اجعلونا عبيدا مخلوقين و قولوا فينا ما شئتم قال إسماعيل كنت أقول فيه و أقول حدثنا.
23- حدثنا أبو طالب عن بكر بن محمد قال خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبد الله ع فلحقنا أبو بصير خارجا من زقاق و هو جنب و نحن لا نعلم حتى دخلنا على أبي عبد الله ع قال فرفع رأسه إلى أبي بصير فقال يا أبا محمد أ ما تعلم أنه لا ينبغي لجنب أن يدخل بيوت الأنبياء و الأوصياء قال فرجع أبو بصير و دخلنا.
24- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي بن فضال عن أسد بن أبي العلاء عن خالد بن نجيح الجوار قال كنا عند أبي عبد الله ع و أنا أقول في نفسي ليس يدرون هؤلاء بين يدي منهم قال فأدناني حتى جلست بين يديه ثم قال لي هذا إن لي ربا أعبده ثلاث مرات.
25- حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن خالد بن نجيح الجوار قال دخلت على أبي عبد الله ع و عنده خلق فقنعت رأسي
[ص : 242]
فجلست في ناحية و قلت في نفسي ويحكم ما أغفلكم عند من تكلمون عند رب العالمين قال فناداني ويحك يا خالد إني و الله عبد مخلوق لي رب أعبده إن لم أعبده و الله عذبني بالنار فقلت لا و الله لا أقول فيك أبدا إلا قولك في نفسك.
26- حدثنا محمد بن الحسين و يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن عبد الله النجاشي قال أصابت جبة لي قذى من نضح بول شككت فيه فغمزتها ماء في ليلة باردة فلما دخلت على أبي عبد الله ع ابتدأني فقال لي إن القذى إذا غسلته بالماء فسد القذى.
27- حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ع قال قلت له جعلت فداك الأئمة يعلمون ما يضمر فقال علمت و الله ما علمت الأنبياء و الرسل ثم قال أزيدك قلت نعم قال و تزاد ما لم تزد الأنبياء.
1- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن أبي كهمش قال كنت نازلا بالمدينة في دار فيها وصيفة كانت تعجبني فانصرفت ليلا ممسيا فاستفتحت الباب ففتحت لي فمددت يدي فقبضت على ثديها فلما كان من الغد دخلت على أبي عبد الله ع فقال يا أبا كهمش تب إلى الله مما صنعت البارحة.
[ص : 243]
2- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي القاسم عن محمد بن سهل عن إبراهيم بن أبي البلاد عن مهزم قال كنا نزولا بالمدينة و كانت جارية لصاحب المنزل تعجبني و إني أتيت الباب فاستفتحت ففتحت لي الجارية فغمزت ثديها فلما كان من الغد دخلت على أبي عبد الله ع فقال يا مهزم أين كان أقصى أثرك اليوم فقلت له ما برحت المسجد فقال أ ما تعلم أن أمرنا هذا لا ينال إلا بالورع.
3- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين عن أحمد بن الحسن الميثمي عن إبراهيم بن مهزم قال خرجت من عند أبي عبد الله ع ليلة ممسيا فأتيت منزلي بالمدينة و كانت أمي معي فوقع بيني و بينها كلام فأغلظت لها فلما أن كان من الغد صليت الغداة و أتيت أبا عبد الله ع فلما دخلت عليه فقال لي مبتدئا يا أبا مهزم ما لك و للوالدة أغلظت في كلامها البارحة أ ما علمت أن بطنها منزل قد سكنته و أن حجرها مهد قد غمزته و ثديها وعاء قد شربته قال قلت بلى قال فلا تغلظ لها.
4- حدثنا أحمد بن محمد و الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه عن النعمان عن محمد بن سنان يرفعه قال إن عائشة قالت التمسوا لي رجلا شديد العداوة لهذا الرجل حتى أبعثه إليه قال فأتيت به فمثل بين يديها فرفعت إليه رأسها فقالت ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل قال فقال لها كثيرا ما أتمنى على ربي أنه و أصحابه في وسطي فضربت ضربة بالسيف يصبغ فسبق السيف الدم قالت فأنت له فاذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ظاعنا رأيته أو مقيما أما إنك إن رأيته راكبا على بغلة رسول الله ص متنكبا قوسه معلقا كنانته بقربوس سرجه و أصحابه خلفه كأنهم طير صواف فتعطيه كتابي هذا و إن عرض عليك طعامه و شرابه فلا تناولن منه شيئا فإن فيه السحر قال فاستقبلته راكبا فناولته الكتاب ففض خاتمه ثم قرأه فقال تبلغ إلى منزلنا فتصيب من طعامنا و شرابنا
[ص : 244]
و نكتب جواب كتابك فقال هذا و الله ما لا يكون قال فسار خلفه فأحدق به أصحابه ثم قال له أسألك قال نعم قال و تجيبني قال نعم قال فنشدتك الله هل قالت التمسوا لي رجلا شديدا عداوته لهذا الرجل فأتوها بك فقالت لك ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل فقلت كثيرا ما أتمنى على ربي أنه و أصحابه في وسطي و أني ضربت ضربة بالسيف يسبق السيف الدم قال اللهم نعم قال فنشدتك الله أقالت لك اذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ظاعنا كان أو مقيما أما إنك إن رأيته راكبا بغلة رسول الله متنكبا قوسه معلقا كنانته بقربوس سرجه و أصحابه خلفه كأنهم طير صواف فتعطيه كتابي هذا فقال اللهم نعم قال فنشدتك بالله هل قالت لك إن عرض عليك طعامه و شرابه فلا تناولن منه شيئا فإن فيه السحر قال اللهم نعم قال فمبلغ أنت عني قال اللهم نعم فإني قد أتيتك و ما في الأرض خلق أبغض إلي منك و أنا الساعة ما في الأرض خلق أحب إلي منك فمر بي بما شئت قال أرجع إليها كتابي هذا و قل لها ما أطعت الله و لا رسوله حيث أمرك الله بلزوم بيتك فخرجت ترددين في العساكر و قل لهم ما أنصفتم الله و لا رسوله حيث خلفتم حلائلكم في بيوتكم و أخرجتم حليلة رسول الله ص قال فجاء بكتابه حتى طرحه إليها و أبلغها مقالته ثم رجع إليه فأصيب بصفين فقالت ما نبعث إليه بأحد إلا أفسده علينا.
5- حدثنا محمد بن الحسين عن حرث الطحان قال أخبرني أحمد و كان من أصحاب أبي الجارود عن الحرث بن حصيرة الأزدي قال قدم رجل من أهل الكوفة إلى خراسان فدعا الناس إلى ولاية جعفر بن محمد ع قال ففرقة أطاعته و أجابت و فرقة جحدت و أنكرت و فرقة ورعت و وقفت قال فخرج من كل فرقة رجل فدخلوا على أبي عبد الله ع قال فكان المتكلم منهم الذي ورع و وقف و قد كان في بعض القوم جارية فخلا بها
[ص : 245]
الرجل و وقع عليها فلما دخلنا على أبي عبد الله ع و كان هو المتكلم فقال له أصلحك الله قدم علينا رجل من أهل الكوفة فدعى الناس إلى طاعتك و ولايتك فأجاب قوم و أنكر قوم و ورع قوم و وقفوا قال فمن أي الثلاث أنت قال أنا من الفرقة التي ورعت و وقفت قال فأين كان ورعك ليلة كذا و كذا قال فارتاب الرجل.
6- حدثنا محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عمار السجستاني قال كان عبد الله النجاشي منقطعا إلى عبد الله بن الحسن يقول بالزيدية فقضي أني خرجت و هو إلى مكة فذهب هذا إلى عبد الله بن الحسن و جئت أنا إلى أبي عبد الله ع قال فلقيني بعد فقال استأذن لي على صاحبك فقلت لأبي عبد الله ع إنه سألني الإذن له عليك قال فقال ائذن له قال فدخل عليه فسأله فقال له أبو عبد الله ع ما دعاك إلى ما صنعت تذكر يوم كذا يوم مررت على باب قوم فسال عليك ميزاب من الدار فسألتهم فقالوا إنه قذر فطرحت نفسك في النهر مع ثيابك و عليك مصبغة فاجتمعوا عليك الصبيان يضحكونك و يضحكون منك فقال عمار فالتفت الرجل إلي فقال ما دعاك أن تخبر بخبري أبا عبد الله قال قلت لا و الله ما أخبرته هو ذا قدامي يسمع كلامي قال فلما خرجنا قال لي يا عمار هذا صاحبي دون غيره.
7- حدثنا عمر بن علي عن عمه عمير عن صفوان بن يحيى عن جعفر بن محمد الأشعث قال أ تدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر و معرفتنا به و ما كان عندنا فيه ذكر و لا معرفة شيء مما في عند الناس قال قلت ما ذاك قال إن أبا جعفر يعني أبا الدوانيق قال لأبي محمد الأشعث يا محمد ابغي لي رجلا له عقل يؤدي عني فقال له إني قد أصبته لك هذا فلان بن مهاجر خالي قال فائتني به قال فأتاه بخاله فقال له أبو جعفر يا ابن مهاجر خذ هذا المال فأعطاه ألوف دنانير أو ما شاء الله من ذلك و ائت
[ص : 246]
المدينة و الق عبد الله بن الحسن و عدة من أهل بيته فيهم جعفر بن محمد فقل لهم إني رجل غريب من أهل خراسان و بها شيعة من شيعتكم وجهوا إليكم بهذا المال فادفع إلى كل واحد منهم على هذا الشرط كذا و كذا فإذا قبضوا المال فقل إني رسول و أحب أن يكون مع خطوطكم بقبضكم ما قبضتم مني قال فأخذ المال و أتى المدينة ثم رجع إلى أبي جعفر و كان محمد بن الأشعث عنده فقال أبو جعفر ما وراك قال أتيت القوم و فعلت ما أمرتني به و هذه خطوطهم بقبضهم خلا جعفر بن محمد فإني أتيته و هو يصلي في مسجد الرسول ص فجلست خلفه و قلت ينصرف فأذكر له ما ذكرت لأصحابه فعجل و انصرف ثم التفت إلي فقال يا هذا اتق الله و لا تغترن أهل بيت محمد ص و قل لصاحبك اتق الله و لا تغترن أهل بيت محمد ص فإنهم قريبو العهد بدولة بني مروان و كلهم محتاج قال فقلت و ما ذا أصلحك الله فقال ادن مني فأخبرني بجميع ما جرى بيني و بينك حتى كأنه كان ثالثنا قال فقال أبو جعفر يا ابن مهاجر اعلم أنه ليس من أهل بيت النبوة إلا و فيهم محدث و إن جعفر بن محمد محدث اليوم فكان هذه دلالة أنا قلنا بهذه المقالة.
8- حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر قال استقبلت الرضا ع إلى القادسية فسلمت عليه فقال لي اكتر لي حجرة لها بابان باب إلى الخان و باب إلى خارج فإنه أستر عليك قال و بعث إلي بزنفيلجة فيها دنانير صالحة و مصحف و كان يأتيه رسوله في حوائجه فاشترى له و كنت يوما وحدي ففتحت المصحف لأقرأ فيه فلما نشرته نظرت في لم يكن فإذا فيها أكثر مما في أيدينا أضعافه فقدمت على قراءتها فلم أعرف منها شيئا فأخذت الدواة و القرطاس فأردت أن أكتبها لكي أسأل عنها فأتاني مسافر قبل أن أكتب
[ص : 247]
منها بشيء و منديل و خيط و خاتمه فقال مولاي يأمرك أن تضع المصحف في منديل و تختمه و تبعث إليه بالخاتم قال ففعلت ذلك.
9- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن إسماعيل عن سعدان بن مسلم عن شعيب العقرقوقي قال بعث معي رجل بألف درهم فقال إني أحب أن أعرف فضل أبي عبد الله ع على أهل بيته ثم قال خذ خمسة دراهم سوقية فاجعلها في الدراهم و خذ من الدراهم خمسة فصرها في لبة قميصك فإنك ستعرف فضله قال فأتيت بها أبا عبد الله ع فنشرها و أخذ الخمسة قال هاك خمستك و هات خمستنا.
10- حدثنا سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم بن الحرث البطل عن مرازم قال دخلت المدينة فرأيت جارية في الدار التي نزلتها فعجبتني فأردت أن أتمتع منها فأبت أن تزوجني نفسها قال فجئت بعد العتمة فقرعت الباب فكانت هي التي فتحت لي فوضعت يدي على صدرها فبادرتني حتى دخلت فلما أصبحت دخلت على أبي الحسن ع فقال يا مرازم ليس من شيعتنا من خلا ثم لم يرع قلبه.
11- حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن بكار بن كرام عن أبي عبد الله ع قال إن جويرية بن عمر العبدي خاصمه رجل في فرس أنثى فادعيا جميعا الفرس فقال أمير المؤمنين أ لواحد منكما البينة فقالا لا فقال لجويرية أعطه الفرس فقال له يا أمير المؤمنين بلا بينة فقال له و الله لأنا أعلم بك منك بنفسك أ تنسى صنيعك بالجاهلية الجهلاء فأخبره بذلك.
12- حدثنا معاوية بن حكم عن سليمان بن جعفر الجعفري قال كنت عند أبي الحسن ع
[ص : 248]
بالحمراء في مشربة مشرفة على البردة و المائدة بين أيدينا إذ رفع رأسه فرأى رجلا مسرعا فرفع يده من الطعام فما لبث أن جاء فصعد إليه فقال البشرى جعلت فداك مات الزبيري فأطرق إلى الأرض و تغير لونه و اصفر وجهه ثم رفع رأسه فقال إني أصبته قد ارتكب في ليلته هذه ذنبا ليس بأكبر ذنوبه قال و الله مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا ثم مد يده فأكل فلم يلبث أن جاء رجل مولى له فقال جعلت فداك مات الزبيري فقال و ما كان سبب موته فقال شرب الخمر البارحة فغرق فيه فمات.
13- حدثنا محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال قدم بعض أصحاب أبي جعفر ع فقال لي لا ترى و الله أبا جعفر أبدا قال فلقفت صكا فأشهدت شهودا في الكتاب في غير أوان الحج ثم إني خرجت إلى المدينة فاستأذنت على أبي جعفر ع فلما نظر إلي فقال يا أبا بصير ما فعل الصك قال قلت جعلت فداك إن فلانا قال لي و الله لا ترى أبا جعفر أبدا.
14- حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن شعيب قال حدثني أبو جعفر أن علي بن دراج حدثه أن المختار استعمله على بعض عمله و أن المختار أخذه فحبسه و طلب منه مالا حتى إذا كان من الأيام دعاه هو و بشر بن غالب فهددهما بالقتل فقال له بشر بن غالب و كان رجلا متنكرا و الله ما تقدم على قتلنا قال لم و مم ذلك ثكلتك أمك و أنتما أسيران في يدي قال لأنه جاءنا في الحديث أنك إنما تقتلنا حين تظهر على دمشق فتقتلنا على درجها قال له المختار صدقت قد جاء هذا قال فلما قتل المختار خرجا من محبسهما قال علي فأتيت عبد الله بن محمد أبا هاشم فقلت إن المختار كان استعملني على بعض عمله و إني أصبت مالا من مال الله فاستودعت طائفة منه من ذلك المال
[ص : 249]
و أكلت و أعطيت و أنا أحب أن تجعلني من ذلك في حل فقال عبد الله بن محمد ما أنا بصاحب ذاك قال فانصرفت من عنده فلقيت أبا جعفر ع فوجدت عنده الأمور و الشئون و قلت له مثل ما قلت لعبد الله قال ما ذهب منك همدان فأنت منه في حل و ما أنكحت و ما أعطيت و ما هناك فأنت منه في حل قل علي فقلت له إن فلانا قال و كان منزله في زقاق أصحاب الزجاج إنه سأل الحسن بن علي يستقطعه أرضا في الرجعة فقال الحسن أنا أصنع بك ما هو خير لك من ذلك أضمن لك الجنة علي و على آبائي قال فقال نعم و سألت أبا جعفر ع هل كان هذا فقال نعم فقلت لأبي جعفر ع عند ذلك فأنا أحب أن تضمن لي الجنة عليك و على آبائك كما ضمن الحسن لفلان قال نعم قال فزعم أبو بصير أن عليا حدثه بهذا الحديث عند الموت و أنه هو الذي أغمضه و لم يسمع هذا الحديث من أبي بصير أحد حتى أتى المدينة فدخلت على أبي جعفر ع قال فلما رآني قال مات علي قلت نعم قال رحمه الله قال حدثك بكذا و كذا فلم يدع شيئا مما حدثني به علي فقلت عند ذلك و الله ما كان عندي حين حدثني بهذا الحديث أحد و لا خرج مني إلى أحد حتى أتيتك فمن أين علمت
هذا قال فغمز فخذي بيده ثم قال مه اسكت الآن.
15- حدثنا محمد بن عيسى عن أبي علي بن علي بن راشد قال قدمت علي أحمال فأتاني رسوله قبل أن أنظر في الكتب أن أوجهه بها إليه سرح إلي بدفتر كذا و لم يكن عندي في منزلي دفتر أصلا قال فقمت أطلب ما لا أعرف بالتصديق له فلم أقع على شيء فلما ولى الرسول قلت مكانك فحللت بعض الأحمال فتلقاني دفتر لم أكن علمت به إلا أن أعلمت أنه لم يطلب إلا حقا فوجهت به إليه.
16- حدثنا أحمد بن موسى عن محمد بن أحمد المعروف بغزال عن أبي عمر الدماري عمن حدثه قال جاء رجل إلى أبي عبد الله ع و كان له أخ جارودي فقال له أبو عبد الله كيف أخوك قال جعلت فداك خلفته صالحا قال و كيف هو قال قلت هو مرضى في جميع حالاته و عنده خير إلا أنه لا يقول بكم قال و ما يمنعه قال قلت جعلت فداك يتورع
[ص : 250]
من ذلك قال فقال لي إذا رجعت إليه فقل له أين كان ورعك ليلة نهر بلخ أن تتورع قال فانصرفت إلى منزله فقلت لأخي ما كانت قصتك ليلة نهر بلخ تتورع من أن تقول بإمامة جعفر ع و لا تورع من ليلة نهر بلخ قال و من أخبرك قلت إن أبا عبد الله ع سألني فأخبرت أنك لا تقول به تورعا فقال لي قل له أين كان ورعك ليلة نهر بلخ فقال يا أخي اشهد أنه كذا كلمة لا يجوز أن تذكر قال قلت ويحك اتق الله كل ذا ليس هو هكذا قال فقال ما علمه و الله ما علم به أحد من خلق الله إلا أنا و الجارية و رب العالمين قال قلت و ما كانت قصتك قال خرجت من وراء النهر و قد فرغت من تجارتي و أنا أريد مدينة بلخ فصحبني رجل معه جارية له حسناء حتى عبرنا نهر بلخ فأتيناه
ليلا فقال لي الرجل مولى الجارية إما أحفظ عليك و تقدم أنت و تطلب لنا شيئا و تقتبس نارا أو تحفظ علي و أذهب أنا قال فقلت أنا أحفظ عليك و اذهب أنت قال فذهب الرجل و كنا إلى جانب غيضة فأخذت الجارية فأدخلتها الغيضة و أوقعتها و انصرفت إلى موضعي ثم أتى مولاها فاضطجعنا حتى قدمنا العراق فما علم به أحد و لم أزل به حتى سكن ثم قال به و حججت من قابل فأدخلته إليه فأخبره بالقصة فقال تستغفر الله فلا تعود فاستقامت طريقته.
1- حدثنا الهيثم النهدي عن إسماعيل بن سهل عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال دخلت على عبد الله بن جعفر و أبو الحسن في المجلس قدامه مرآة و آلتها فردي
[ص : 251]
بالرداء موزرا فأقبلت على عبد الله فلم أسأله حتى جرى ذكر الزكاة فسألته قال تسألني عن الزكاة من كانت عنده أربعون درهما ففيها درهم قال فاستشعرته و تعجبت منه فقلت له أصلحك الله قد عرفت مودتي لأبيك و انقطاعي إليه و قد سمعت منه كتبا أ فتحب أن آتيك بها قال نعم بنو أخ ائتنا فقمت مستغيثا برسول الله فأتيت القبر فقلت يا رسول الله ص إلى من إلى القدرية إلى الحرورية إلى المرجئة إلى الزيدية قال فإني كذلك إذ أتاني غلام صغير دون الخمس فجذب ثوبي فقال لي أجب قلت من قال قال سيدي موسى بن جعفر فدخلت إلى صحن الدار فإذا هو في بيت و عليه كلة فقال يا هشام قلت لبيك فقال لي لا إلى المرجئة و لا إلى القدرية و لكن إلينا ثم دخلت عليه.
2- حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن غير واحد عن أبي بصير قال قدم إلينا رجل من أهل الشام فعرضت عليه هذا الأمر فقبله فدخلت عليه و هو في سكرات الموت فقال يا أبا بصير قد قبلت ما قلت لي بالجنة فقلت أنا ضامن لك على أبي عبد الله ع بالجنة فمات فدخلت على أبي عبد الله ع فابتدأني و قال قد وفى لصاحبك بالجنة.
3- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن سالم مولى علي بن يقطين قال أردت أن أكتب إليه أسأله ينور الرجل و هو جنب قال فكتب إلي ابتداء النورة تزيد الرجل نظافة و لكن لا تجامع الرجل مختضبا و لا تجامع مرأة مختضبة.
4- حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن الحسن بن زياد الميثمي قال حدثنا
[ص : 252]
الحسن الواسطي عن هشام بن سالم قال لما دخلت إلى عبد الله بن أبي عبد الله فسألته فلم أر عنده شيئا فدخلني من ذلك ما الله به عليم و خفت أن لا يكون أبو عبد الله ع ترك خلفا فأتيت قبر النبي فجلست عند رأسه أدعو الله و أستغيث به ثم فكرت فقلت أصبر على الزنادقة ثم فكرت فيما يدخل عليهم و رأيت قولهم يفسد ثم قلت لا بل قول الخوارج فآمر بالمعروف و أنهى عن المنكر و أضرب بسيفي حتى أموت ثم فكرت في قولهم و ما يدخل عليهم فوجدته يفسد ثم قلت إلى المرجئة ثم فكرت فيما يدخل عليهم فإذا قولهم يفسد فبينا أنا أفكر في نفسي و أمشي إذا مر بعض موالي أبي عبد الله ع فقال لي يجب أن أستأذن لك على أبي الحسن ع فقلت نعم فذهب فلم يلبث أن عاد إلي فقال قم و ادخل عليه فلما نظر إلي أبو الحسن ع فقال لي مبتدئا يا هشام لا إلى الزنادقة و لا إلى الخوارج و لا إلى المرجئة و لا إلى القدرية و لكن إلينا قلت أنت صاحبي ثم سألته فأجابني عما أردت.
5- حدثنا الهيثم النهدي عن محمد بن الفضيل الصيرفي قال دخلت على أبي الحسن الرضا ع فسألته عن أشياء و أردت أن أسأله عن السلاح فأغفلته فخرجت و دخلت على أبي الحسن بن بشير فإذا غلامه و معه رقعته و فيها بسم الله الرحمن الرحيم أنا بمنزلة أبي و وارثه و عندي ما كان عنده.
6- حدثنا موسى بن عمر عن أحمد بن عمر الحلال قال سمعت الأخرس بمكة يذكر الرضا ع فنال منه قال فدخلت مكة فاشتريت سكينا فرأيته فقلت و الله لأقتلنه إذا خرج من المسجد فأقمت على ذلك فما شعرت إلا برقعة أبي الحسن ع بسم الله الرحمن الرحيم بحقي عليك لما كففت عن الأخرس فإن الله ثقتي و هو حسبي.
7- حدثني حسن بن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشاء عن عبد الله بن بكير عن عبد الله بن عطا المكي قال اشتقت إلى أبي جعفر ع و أنا بمكة فقدمت
[ص : 253]
المدينة و ما قدمتها إلا شوقا إليه فأصابني تلك الليلة مطر و برد شديد فانتهيت إلى بابه نصف الليل فقلت ما أطرقه هذه الساعة و أنتظر حتى أصبح و إني لأفكر في ذلك إذ سمعته يقول يا جارية افتحي الباب لابن عطا فقد أصابه في هذه الليلة برد و أذى قال فجاءت ففتحت الباب فدخلت عليه ع.
1- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد و علي بن الحكم جميعا عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال إن من الناس من يؤمن بالكلام و منهم من لا يؤمن إلا بالنظر إن رجلا أتى النبي ص فقال له أرني آية فقال رسول الله ص لشجرتين اجتمعا فاجتمعتا ثم قال تفرقا فافترقا و رجع كل واحدة منهما إلى مكانهما قال فآمن الرجل.
2- حدثنا عبد الله عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال نزل أبو جعفر ع بواد فضرب خباء ثم خرج أبو جعفر ع بشيء حتى انتهى إلى النخلة فحمد الله عندها بمحامد لم أسمع بمثلها ثم قال أيتها النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك قال فتساقط رطب أحمر و أصفر فأكل و معه أبو أمية الأنصاري فأكل منه و قال هذه الآية فينا كالآية في مريم إذ هزت إليها بجذع النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا.
[ص : 254]
3- حدثنا محمد بن أحمد عن سهل بن زياد عن عبد الله عن أبي الجارود عن القاسم بن الوليد النهدي عن الحرث قال خرجنا مع أمير المؤمنين ع حتى انتهى إلى العاقول فإذا هو بأصل شجرة قد وقع لحاؤها و بقي عمودها فضربها بيده ثم قال ارجعي بإذن الله خضراء مثمرة فإذا هي تهتز بأغصانها حملها الكمثرى فقطعنا و أكلنا و حملنا معنا فلما كان من الغد غدونا فإذا نحن بها خضراء فيها الكمثرى.
4- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن قاسم بن محمد عن إبراهيم بن إسحاق عن هارون عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع لأبي بكر هل أجمع بينك و بين رسول الله ص و الحديث طويل فأخبر أبو بكر عمر فقال له أ ما تذكر يوم كنا مع النبي فقال للشجرتين التقيا فالتقيا فقضى حاجته خلفهما ثم أمرهما فتفرقا.
5- حدثنا موسى بن الحسن عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن عبد الله بن بكير عن عمر بن بويه عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال كان أبو عبد الله البلخي معه فانتهى إلى نخلة خاوية فقال أيتها النخلة السامعة المطيعة لربها أطعمينا فيما جعل الله فيك قال فتساقط علينا رطب مختلف ألوانه فأكلنا حتى تضلعنا فقال البلخي جعلت فداك سنة فيكم كسنة مريم.
6- حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن فلان الرافعي قال كان لي ابن عم يقال له الحسن بن عبد الله و كان من أعبد أهل زمانه و كان يلقاه السلطان و ربما استقبل السلطان بالكلام الصعب يعظه و يأمر بالمعروف و كان السلطان يحتمل له ذلك لصلاحه فلم يزل هذه حاله حتى كان يوما دخل أبو الحسن موسى ع المسجد فرآه فأدنى إليه
[ص : 255]
ثم قال له يا أبا علي ما أنا أحب إلى ما أنت فيه و أسرني بك إلا أنه ليست لك معرفة فاذهب فاطلب المعرفة قال جعلت فداك و ما المعرفة فقال له اذهب و تفقه و اطلب الحديث قال عمن قال عن أنس بن مالك و عن فقهاء أهل المدينة ثم اعرض الحديث علي قال فذهب و تكلم معهم ثم جاءه فقرأه عليه فأسقطه كله ثم قال له اذهب و اطلب المعرفة و كان الرجل معينا بدينه فلم يزل مترصدا أبا الحسن ع حتى خرج إلى ضيعة له فتبعه و لحقه في الطريق فقال له جعلت فداك إني أحتج عليك بين يدي الله فدلني على المعرفة قال فأخبره بأمير المؤمنين ع و قال كان أمير المؤمنين ع بعد رسول الله ص و أخبره بأمر أبي بكر و عمر فتقبل منه ثم قال فمن كان بعد أمير المؤمنين ع قال الحسن ع ثم الحسين حتى انتهى إلى نفسه ثم سكت قال جعلت فداك فمن هو اليوم قال إن أخبرتك تقبل قال بلى جعلت فداك قال أنا هو قال جعلت فداك فشيء أستدل به قال اذهب إلى تلك الشجرة و أشار إلى أم غيلان فقل لها يقول لك موسى بن جعفر أقبلي قال فأتيتها قال فرأيتها و الله تجب الأرض جبوبا حتى وقفت بين يديه ثم أشار إليها فرجعت قال فأقر به ثم لزم السكوت فكان لا يراه أحد يتكلم بعد ذلك و كان من قبل ذلك يرى الرؤيا الحسنة و يرى له ثم انقطعت عنه الرؤيا فرأى ليلة أبا عبد الله ع فيما يرى النائم فشكا إليه انقطاع الرؤيا فقال لا تغتم فإن المؤمن إذا رسخ في الإيمان رفع عنه الرؤيا.
7- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن حماد عن خالد بن عبد الله أنه سمع أبا عبد الله ع يقول من الناس من يؤمن بالكلام و منهم من لا يؤمن إلا بالنظر إن رجلا أتى رسول الله ص فقال له أرني آية فقال رسول الله ص
[ص : 256]
لشجرتين اجتمعا فاجتمعا ثم قال تفرقا فرجعت كل واحدة منهما إلى مكانهما فآمن الرجل.
8- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن خالد بن عبد الله مثله.
9- حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن محمد عن يونس قال حدثني حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال إن النبي ص في مكان و معه رجل من أصحابه و أراد قضاء حاجة فقال ائت الخشبتين يعني النخلتين فقل لهما اجتمعا بأمر رسول الله ص فقال لهما اجتمعا بأمر رسول الله فاجتمعا فاستتر بهما النبي ص فقضى حاجته ثم قام فجاء الرجل فلم ير شيئا.
10- حدثنا الهيثم النهدي عن إسماعيل بن مروان عن عبد الله الكناسي عن أبي عبد الله ع قال خرج الحسن بن علي بن أبي طالب ع في بعض عمرة و معه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته قال فنزلوا في منهل من تلك المناهل قال نزلوا تحت نخل يابس فقد يبس من العطش قال ففرش الحسن تحت نخلة و للزبيري بحذائه تحت نخلة أخرى قال فقال الزبيري و رفع رأسه لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه قال فقال له الحسن و إنك لتشتهي الرطب قال نعم فرفع الحسن ع يده إلى السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيري فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها و فارقت و حملت رطبا قال فقال له الجمال الذي اكتروا منه سحر و الله قال فقال له الحسن ويلك ليس بسحر و لكن دعوة ابن النبي ص مجابة قال فصعدوا إلى النخلة حتى يصرموا مما كان فيها فأكفاهم.
[ص : 257]
11- حدثنا أحمد بن محمد عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع و كان معه أبو عبد الله البجلي فانتهى ع إلى نخلة خاوية فقال أيتها النخلة السامعة الطيبة المطيعة لربها أطعمينا مما جعل الله فيك قال فتساقط علينا رطب مختلف ألوانه فأكلنا حتى تضلعنا فقال إليكم سنة كسنة مريم.
1- حدثني يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشاء عن عبد الله الكناني عن موسى بن بكر عن عبد الله بن عطاء المكي قال اشتقت إلى أبي جعفر ع و أنا بمكة فقدمت المدينة ما قدمتها إلا شوقا إليه فأصابتني تلك الليلة مطرة و برد شديد فانتهيت إلى بابه نصف الليل فقلت ما أطرقه هذه الساعة و أنتظر حتى أصبح و إني لأفكر في ذلك إذ سمعته يقول يا جارية افتحي الباب لابن عطا فقد أصابه برد شديد في هذه الليلة قال فجاءت ففتحت الباب فدخلت عليه.
2- حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسين بن علي الوشاء عن علي بن أبي حمزة قال خرجت بأبي بصير أقوده إلى أبي عبد الله ع قال فقال لا تكلم و لا تقل شيئا فانتهيت به إلى الباب فتنحنح فسمعت أبا عبد الله ع يقول يا فلانة افتحي لأبي محمد الباب قال فدخلنا و السراج بين يديه و إذا سفط بين يديه مفتوح و قال فوقعت على الرعدة فجعلت أرتعد فرفع رأسه إلي فقال أ بزاز أنت فقلت نعم جعلت فداك.
[ص : 258]
3- حدثنا محمد بن أحمد عن أحمد بن هلال أو محمد بن الحسين عن الحسن بن فضال عن ابن أبي بكير عن أبي كهمش عن عبد الله بن عطا قال دخلت إلى مكة ففرغت من طوافي و سعيي و بقي علي ليل فقلت أمضي إلى أبي جعفر ع فأتحدث عنده بقية ليلي فجئت إلى الباب فقرعته فسمعت أبا جعفر ع يقول إن كان عبد الله بن عطا فأدخله قال من هذا قلت عبد الله بن عطا قال ادخل.
1- حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن أبان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني رجل يحكم بحكومة آل داود و لا يسأل عن بينة يعطي كل نفس حكمها.
2- حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن أبي خالد القماط عن حمران بن أعين قال قلت لأبي عبد الله ع أنبياء أنتم قال لا قلت فقد حدثني من لا أتهم أنك قلت إنكم أنبياء قال من هو أبو الخطاب قال قلت نعم قال كنت إذا أهجر قال قلت فبما تحكمون قال نحكم بحكم آل داود.
[ص : 259]
3- حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن فضيل الأعور عن أبي عبيدة عنه ع قال إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود و سليمان لا يسأل الناس بينة.
4- حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن يونس عن حريز قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لن تذهب الدنيا حتى يخرج رجل منا أهل البيت يحكم بحكم داود و لا يسأل الناس بينة.
5- حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن فضيل الأعور عن أبي عبيدة الحذاء قال كنا زمان أبي جعفر ع حين قبض ع نتردد كالغنم لا راعي لها فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال يا أبا عبيدة من إمامك قلت أئمتي من آل محمد فقال هلكت و أهلكت أما سمعته و أنت معي أبا جعفر و هو يقول من مات و ليس عليه إمام مات ميتة جاهلية أ ما تعرف أنه قد خلف ولده جعفرا إماما على الأمة قلت بلى لعمري قد رزقني الله المعرفة قال فقلت لأبي عبد الله ع بعد ما لقيته إن سالم بن أبي حفصة قال لي كذا و كذا قال لي يا أبا عبيدة أما علمت أنه لم يمت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل مثل عمله و يسير بمثل سيرته و يدعو لي مثل الذي دعا إليه يا أبا عبيدة إنه لم يمنع ما أعطي داود أن أعطي سليمان قال ثم قال يا أبا عبيدة إنه إذا قام قائم آل محمد ص حكم بحكم آل داود و كان سليمان لا يسأل الناس بينة.
1- حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن أبيه قال حدثني الشامي عن أبي داود السبيعي عن أبي سعيد الخدري عن رميلة قال وعكت وعكا شديدا في زمان
[ص : 260]
أمير المؤمنين ع فوجدت من نفسي خفة في يوم الجمعة و قلت لا أعرف شيئا أفضل من أن أفيض على نفسي من الماء و أصلي خلف أمير المؤمنين ع ففعلت ثم جئت إلى المسجد فلما صعد أمير المؤمنين ع المنبر أعاد علي ذلك الوعك فلما انصرف أمير المؤمنين ع و دخل القصر دخلت معه فقال يا رميلة رأيتك و أنت متشبك بعضك في بعض فقلت نعم و قصصت عليه القصة التي كنت فيها و الذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه فقال يا رميلة ليس من مؤمن يمرض إلا مرضنا بمرضه و لا يحزن إلا حزنا بحزنه و لا يدعوا إلا آمنا لدعائه و لا يسكت إلا دعونا له فقلت له يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك هذا لمن معك في القصر أ رأيت من كان في أطراف الأرض قال يا رميلة ليس يغيب عنا مؤمن في شرق الأرض و لا في غربها.
2- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن سيف عن أبيه قال حدثني عبد الكريم بن عمرو عن أبي الربيع الشامي قال قلت لأبي عبد الله ع بلغني عن عمرو بن إسحاق حديث فقال أعرضه قال دخل على أمير المؤمنين ع فرأى صفرة في وجهه قال ما هذه الصفرة فذكر وجعا به فقال له علي ع إنا لنفرح لفرحكم و نحزن لحزنكم و نمرض لمرضكم و ندعو لكم فتدعون فنؤمن قال عمرو قد عرفت ما قلت و لكن كيف ندعو فتؤمن فقال إنا سواء علينا البادي و الحاضر فقال أبو عبد الله ع صدق عمرو.