17- باب في قول الأئمة ع لشيعتهم لو كان على أفواههم أوكية و كتموا على أنفسهم لأخبروهم بجميع ما يصيبهم من المنايا و البلايا و غيره

1- حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان قال سمعت أبا بصير

[ص : 261]

يقول قلت لأبي عبد الله ع من أين أصاب أصحاب علي ما أصابهم من علمهم بمناياهم و بلاياهم قال فأجابني شبه المغضب مم ذلك إلا منهم قال قلت فما يمنعك جعلني الله فداك قال ذلك باب أغلق إلا أن الحسين بن علي ع فتح منه شيئا ثم قال يا أبا محمد إن أولئك كانت على أفواههم أوكية.

2- حدثنا عبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير مثله.

3- حدثنا محمد بن أحمد عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع من لنا أن يحدثنا كما كان علي أمير المؤمنين يحدث أصحابه بأيامهم و تلك المعضلات فقال أما إن فيكم مثله أولئك كان على أفواههم أوكية.

4- حدثنا الحجال عن الحسن بن حسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله ع أصلحك الله من أين أصاب أصحاب علي ما أصابوا في علمهم بمناياهم و بلاياهم فأجابني شبه المغضب مم ذاك إلا منهم قال قلت فما يمنعك جعلني الله فداك قال ذلك باب قد أغلق إلا أن الحسين بن علي ع فتح منه شيئا يسيرا ثم قال أبا محمد إن أولئك كانت على أفواههم أوكية.

5- حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت له ما لنا من يحدثنا بما يكون كما كان علي ع يحدث أصحابه قال بلى و الله و إن ذاك لكم و لكن هات حديثا واحدا حدثتكم به فكتمتم فسكت ما حدثني بحديث إلا و قد وجدته حدثت به.

تم الجزء الخامس من كتاب بصائر الدرجات و يتلوه الجزء السادس من الكتاب

[ص : 262]

الجزء السادس

1- باب في الأئمة ع أنهم يعرفون آجال شيعتهم و سبب ما يصيبهم

1- حدثنا أبو القاسم قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا أحمد بن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المكي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال كان أمير المؤمنين ع إذا وقف الرجل بين يديه قال يا فلان استعد و أعد لنفسك ما تريد فإنك تمرض في يوم كذا و كذا في ساعة كذا و كذا و سبب مرضك كذا و كذا و تموت في شهر كذا و كذا في يوم كذا و كذا في ساعة كذا و كذا قال سعد فقلت هذا الكلام لأبي جعفر ع فقال كان ذاك فقلت جعلت فداك فكيف لا تقول أنت فلا تخبرنا فنستعد له قال هذا باب أغلق الجواب فيه علي بن الحسين ع حتى يقوم قائمنا.

2- حدثنا محمد بن عيسى قال حدثني إبراهيم بن محمد قال كان أبو جعفر محمد بن علي ع كتب إلي كتابا و أمرني أن لا أفكه حتى يموت يحيى بن أبي عمران قال فمكث الكتاب عندي سنين فلما كان اليوم الذي مات فيه يحيى بن أبي عمران

[ص : 263]

فككت الكتاب فإذا فيه قم بما كان يقوم به أو نحو هذا من الأمر قال.

3- و حدثني يحيى و إسحاق ابنا سليمان بن داود أن إبراهيم قرأ هذا الكتاب في المقبرة يوما مات يحيى و كان إبراهيم يقول كنت لا أخاف الموت ما كان يحيى بن أبي عمران حيا و أخبرني بذلك الحسن بن عبد الله بن سليمان.

4- حدثنا محمد بن عيسى عن الحسين بن علي الوشاء عن هشام قال أردت شرى جارية بثمن و كتبت إلى أبي الحسن ع أستشيره في ذلك فأمسك فلم يجبني فإني من الغد عند مولى الجارية إذ مر بي و هي جالسة عند جوار فصرت بتجربة الجارية فنظر إليها قال ثم رجع إلى منزله فكتب إلي لا بأس إن لم يكن في عمرها قلة قال فأمسكت عن شرائها فلم أخرج من مكة حتى ماتت.

5- حدثنا معاوية بن حكيم عن جعفر بن محمد بن يونس عن عبد الرحمن بن الحجاج قال استقرض أبو الحسن ع عن شهاب بن عبد ربه قال و كتب كتابا و وضع على يدي عبد الرحمن بن الحجاج قال إن حدث بي حدثة قال عبد الرحمن فخرجت من مكة فلقيني أبو الحسن فأرسل إلي بمنى فقال لي يا عبد الله خرق الكتاب قال ففعلت و قدمت الكوفة فسألت عن شهاب فإذا هو قد مات في وقت لم يكن فيه بعث الكتاب.

6- حدثنا الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن عبد الله عن عبد الله بن إسحاق عن علي عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع يا أبا محمد ما فعل أبو حمزة قال جعلت فداك خلفته صالحا فقال إذا رجعت إليه فأقرئه السلام و أعلمه أنه يموت يوم كذا و كذا من شهر كذا و كذا قال أبو بصير جعلت فداك لقد كان فيه أنس و كان لكم شيعة قال صدقت يا أبا محمد ما عندنا خير له قال جعلت فداك شيعتكم قال نعم إذا خاف الله و راقبه و توقي الذنوب فإذا فعل ذلك كان معنا في درجاتنا قال أبو بصير

[ص : 264]

فرجعت فما لبث أبو حمزة حتى هلك تلك الساعة في ذلك اليوم.

7- حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن سعيد الدعشي عن الحسين بن موسى قال اشتكى عمي محمد بن جعفر حتى أشرف على الموت قال فكنا مجتمعين عنده فدخل أبو الحسن ع فقعد في ناحية و إسحاق عمي عند رأسه يبكي فقعد قليلا ثم قام فتبعته فقلت جعلت فداك يلومك إخوتك و أهل بيتك يقولون دخلت على عمك و هو في الموت ثم خرجت قال أي أخي أ رأيت هذا الباكي سيموت و يبكي ذاك عليه قال فبرأ محمد بن جعفر و اشتكى إسحاق فمات و بكى محمد عليه.

8- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي أسامة قال قال لي أبو عبد الله ع يا زيد كم أتى عليك من سنة قلت جعلت فداك كذا سنة قال يا أبا أسامة جدد عبادة ربك و أحدث توبة فبكيت فقال لي ما يبكيك يا زيد قلت نعيت إلى نفسي قال يا زيد أبشر فإنك من شيعتنا و أنت في الجنة.

9- حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد قال حدثنا علي بن معلى قال حدثنا ابن أبي حمزة عن سيف بن عميرة قال سمعت العبد الصالح أبا الحسن ع ينعى إلى رجل نفسه فقلت في نفسي و إنه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته فقال شبه المغضب يا إسحاق قد كان رشيد الهجري يعلم علم المنايا و البلايا فالإمام أولى بذلك.

10- حدثنا جعفر بن إسحاق عن عثمان بن علي عن خالد بن نجيح قال قلت إن أصحابنا قد قدموا من الكوفة فذكروا أن المفضل شديد الوجع فادع الله له قال قد استراح و كان هذا الكلام بعد موته بثلاث أيام.

11- و عنه عن عثمان بن عيسى عن خالد قال كنت مع أبي الحسن ع بمكة فقال من هاهنا من أصحابكم فعددت عليه ثمانية أنفس فأمر بإخراج أربعة و سكت عن

[ص : 265]

أربعة فما كان إلا يوم و من الغد حتى مات الأربعة فسلموا.

12- حدثنا جعفر بن إسحاق عن سعد عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن أبي الحسن ع قال قال لي أفرغ فيما بينك و بين من كان له معك عمل في سنة أربع و سبعين و مائة حتى يجيئك كتابي و انظر ما عندك و ما بعث به إلي و لا تقبل من أحد شيئا و خرج إلى المدينة و بقي خالد بمكة خمسة عشر يوما ثم مات.

13- حدثنا الحسن بن علي بن فضال عن معاوية عن إسحاق قال كنت عند أبي الحسن ع و دخل عليه رجل فقال له أبو الحسن ع يا فلان إنك تموت إلى شهر قال فأضمرت في نفسي كأنه يعلم آجال شيعته قال يا إسحاق و ما تنكرون من ذلك و قد كان رشيد الهجري مستضعفا و كان يعلم علم المنايا و البلايا فالإمام أولى بذلك ثم قال يا إسحاق تموت إلى سنتين و يشتت أهلك و ولدك و عيالك و أهل بيتك و يفلسون إفلاسا شديدا.

14- حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن ميسر قال قال أبو عبد الله ع يا ميسر لقد زيد في عمرك فأي شيء تعمل قال كنت أجيرا و أنا غلام بخمسة دراهم فكنت أجريها على حالي.

15- حدثنا الحسن بن علي عن أبي الصباح عن زيد الشحام قال دخلت على أبي عبد الله ع فقال يا زيد جدد عبادة و أحدث توبة قال نعيت إلى نفسي جعلت فداك قال فقال لي يا زيد ما عندنا خير لك و أنت من شيعتنا قال و قلت و كيف لي أنا أكون من شيعتكم قال فقال لي أنت من شيعتنا إلينا الصراط و الميزان و حساب شيعتنا و الله لأنا أرحم بكم منكم بأنفسكم كأني أنظر إليك و رفيقك في درجتك في الجنة.

16- حدثنا أحمد بن الحسين عن الحسن بن برة عن عثمان بن عيسى قال

[ص : 266]

دخلت على أبي الحسن ع سنة الموت بمكة و هي سنة أربع و سبعون و مائة فقال لي من هاهنا من أصحابكم مريض فقلت عثمان بن عيسى من أوجع الناس فقال قل له يخرج ثم قال من هاهنا فعددت عليه ثمانية فأمرنا بإخراج أربعة و كف عن أربعة فما أمسينا من غد حتى دفنا الأربعة الذين كف عن إخراجهم فقال عثمان فخرجت أنا فأصبحت معافا.

2- باب في الأئمة ع أنهم يعرفون علم المنايا و البلايا و الأنساب من العرب و فصل الخطاب

1- حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن حمران بن ميسم عن عباية بن ربعي قال سمعت عليا ع يقول سلوني قبل أن تفقدوني أ لا تسألون من عنده علم المنايا و البلايا و الأنساب.

2- حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سلام عن مفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد من قبلي علمت المنايا و البلايا و فصل الخطاب فلم يفتني ما سبقني و لم يعزب عني ما غاب عني و أبشر بإذن الله تعالى و أؤدي عنه كل ذلك من من الله مكنني فيه بعلمه.

3- حدثنا محمد بن عبد الله بن عامر عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال كتب أبو الحسن الرضا ع و أقرأنيها الرسالة قال قال علي بن الحسين ع عندنا علم المنايا و البلايا و فصل الخطاب و أنساب العرب و مولد الإسلام.

4- حدثنا أحمد بن الحسين عن أبيه عن عمرو بن ميمون عن عمار بن هارون

[ص : 267]

عن أبي جعفر ع قال قال عندنا علم المنايا و البلايا و فصل الخطاب و أنساب العرب و مولد الإسلام.

5- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عبد العزيز بن المهتدي عن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه أبو الحسن الرضا ع أما بعد فإن محمدا ص كان أمين الله في خلقه فلما قبض كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم المنايا و البلايا و أنساب العرب و مولد الإسلام.

6- حدثنا أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن محمد بن زكريا عن محمد بن نعيم عن يزداد بن إبراهيم عمن حدثه عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين علمت علم المنايا و البلايا و فصل الخطاب.

7- حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم رفعه إلى أمير المؤمنين ع قال سلوني قبل أن تفقدوني أ لا تسألون من عنده علم المنايا و البلايا و القضايا و فصل الخطاب.

8- و عنه بهذا الإسناد عن عبد الحميد بن عبد الأعلى و سفيان الجويري رفعوه إلى علي ع مثله

9- حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن عبد الكريم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال يا أبا بصير إنا أهل بيت أوتينا علم المنايا و البلايا و الوصايا و فصل الخطاب و عرفنا شيعتنا كعرفان الرجل أهل بيته.

10- حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد قال حدثني عبد الله بن جبلة و إسماعيل بن عمر و قال حدثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم عن عمران بن ميثم عن عطاء بن ربعي عن أمير المؤمنين ع أنه كان يقول سلوني قبل أن تفقدوني أ لا تسألون من

[ص : 268]

عنده علم المنايا و البلايا و الأنساب.

11- حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كان أمير المؤمنين ع يقول أعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد علمت المنايا و البلايا و الأنساب و فصل الخطاب.

12- حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد قال حدثنا محمد بن علي عن العباس بن عبيد الله العبدي عن عبد الرحمن بن الأسود عن علي بن خرور عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع إنا أهل بيت علمنا علم المنايا و البلايا و الأنساب و الله لو أن رجلا منا قام على جسر ثم عرضت عليه هذه الأمة لحدثهم بأسمائهم و أنسابهم.

13- حدثنا محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن بشير عن عبد الكريم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال يا أبا بصير إنا أهل بيت أوتينا علم المنايا و البلايا و الأنساب و الوصايا و فصل الخطاب عرفنا شيعتنا كعرفان الرجل أهل بيته.

14- و عنه عن محمد بن عيسى عن صفوان عن يعقوب بن شعيب عن عمران بن عباية قال سمعت عليا ع يقول سلوني قبل أن تفقدوني ألا تسألون من عنده علم المنايا و البلايا و الأنساب.

15- حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمران بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنا أهل بيت علمنا المنايا و البلايا و الأنساب فاعتبروا بنا و بعدونا و بهدانا و بهداهم و بقضائنا و بقضائهم و بحكمنا و بحكمهم و ميتتنا و ميتتهم يموتون بالقرحة و الدبيلة و نموت بما شاء الله.

16- حدثنا أبو الفضل العلوي عن سعيد بن عيسى الكزبري البصري عن إبراهيم

[ص : 269]

بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن شريك بن عبد الله عن عبد الأعلى التغلبي عن أبي وقاص عن سلمان الفارسي قال قال أمير المؤمنين ع عندي علم المنايا و البلايا و الوصايا و الأنساب و فصل الخطاب.

3- باب في الأئمة ع أنهم يحيون الموتى و يبرءون الأكمه و الأبرص بإذن الله

1- حدثني أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله ع و أبي جعفر ع و قلت لهما أنتما ورثة رسول الله ص قال نعم قلت فرسول الله وارث الأنبياء علم كلما علموا فقال لي نعم فقلت أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى و تبرءوا الأكمه و الأبرص فقال لي نعم بإذن الله ثم قال ادن مني يا أبا محمد فمسح يده على عيني و وجهي و أبصرت الشمس و السماء و الأرض و البيوت و كل شيء في الدار قال أ تحب أن تكون هكذا و لك ما للناس و عليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت و لك الجنة خالصا قلت أعود كما كنت قال فمسح على عيني فعدت كما كنت قال علي فحدثت به ابن أبي عمير فقال أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق.

2- حدثني أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين ع قال قلت له أسألك جعلت فداك عن ثلاث خصال انفي عني فيه التقية قال فقال ذلك لك قلت أسألك عن فلان و فلان قال فعليهما لعنة

[ص : 270]

الله بلعناته كلها ماتا و الله و هما كافران مشركان بالله العظيم ثم قلت الأئمة يحيون الموتى و يبرءون الأكمه و الأبرص و يمشون على الماء قال ما أعطى الله نبيا شيئا قط إلا و قد أعطاه محمدا ص و أعطاه ما لم يكن عندهم قلت و كل ما كان عند رسول الله ص فقد أعطاه أمير المؤمنين ع قال نعم ثم الحسن و الحسين ع ثم من بعد كل إمام إماما إلى يوم القيامة مع الزيادة التي تحدث في كل سنة

و في كل شهر ثم قال إي و الله في كل ساعة.

3- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد يرفعه قال دخلت حبابة الوالبية على أبي جعفر ع محمد بن علي ع قال يا حبابة ما الذي أبطأك قالت قلت بياض عرض لي في مفرق رأسي كثرت له همومي فقال يا حبابة أدنينيه قال فدنوت منه فوضع يده في مفرق رأسي ثم قال ائتوا لها بالمرأة فأتيت المرأة فنظرت فإذا شعر مفرق رأسي قد اسود فسررت بذلك و سر أبو جعفر ع بسروري.

4- حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال حججت مع أبي عبد الله ع فلما كنا في الطواف قلت له جعلت فداك يا ابن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق فقال يا أبا بصير إن أكثر من ترى قردة و خنازير قال قلت له أرنيهم قال فتكلم بكلمات ثم أمر يده على بصري فرأيتهم قردة و خنازير فهالني ذلك ثم أمر يده على بصري فرأيتهم كما كانوا في

المرة الأولى ثم قال يا أبا محمد أنتم في الجنة تحبرون و بين أطباق النار تطلبون فلا توجدون و الله لا يجتمع في النار منكم ثلاثة لا و الله و لا اثنان لا و الله و لا واحد.

5- حدثنا أحمد بن محمد عن العباس عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال قال لي أبو عبد الله ع تريد أن تنظر بعينك إلى السماء قلت نعم فمسح يده على عيني فنظرت إلى السماء.

6- حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن

[ص : 271]

صباح المزني عن صالح بن ميثم الأسدي قال دخلت أنا و عباية بن ربعي على امرأة في بني والبة قد احترق وجهها من السجود فقال له عباية يا حبابة هذا ابن أخيك قالت و أي أخ قال صالح بن ميثم قالت ابن أخي و الله حقا يا ابن أخي أ لا أحدثك حديثا سمعته من الحسين بن علي ع قال قلت بلى يا عمة قالت كنت زوارة الحسين بن علي ع قالت فحدث بين عيني وضح فشق ذلك علي و احتبست عليه أياما فسأل عني ما فعلت حبابة الوالبية فقالوا إنها حدث بين عينيها فقال لأصحابه قوموا إليها فجاء مع أصحابه حتى دخل علي و أنا في مسجدي هذا فقال يا حبابة ما أبطأ بك علي قلت يا ابن رسول الله ما ذاك الذي منعني إن لم أكن اضطررت إلى المجيء إليك اضطرار لكن حدث هذا بي قال فكشفت القناع فتفل عليه الحسين بن علي ع فقال يا حبابة أحدثي لله شكرا فإن الله قد درأه عنك قال فخررت ساجدة قالت فقال يا حبابة ارفعي رأسك و انظري في مرآتك قالت فرفعت رأسي فلم أحس منه شيئا قال فحمدت الله قالت فقال الحسين أو من رواه عن أحمد قال حدثني الحسين بن بزة عن إسماعيل بن بزة بن عبد العزيز عن أبان الأحمر عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له جعلت فداك ما فضلنا على من خالفنا فو الله إني لأرى الرجل منهم من هو أرخى بالا و أنعم رياشا و أحسن حالا قال فسكت عني حتى إذا كنت بالأبطح أبطح مكة و رأيت الناس يضجون إلى الله فقال يا أبا محمد ما أكثر الضجيج و العجيج و أقل الحجيج و الذي بعث محمدا ص بالنبوة و عجل روحه إلى الجنة ما يتقبل الله إلا منك و من أشباهك خاصة و مسح يده على وجهي و قال يا أبا بصير انظر قال فإذا أنا بالخلق كلب و خنزير و حمار إلا رجل بعد رجل.

7- حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن أبيه عن أبي بصير قال تجسست

[ص : 272]

جسد أبي عبد الله ع و مناكبه قال فقال يا أبا محمد تحب أن تراني فقلت نعم جعلت فداك قال فمسح يده على عيني فإذا أنا أنظر إليه قال فقال يا أبا محمد لو لا شهرة الناس لتركتك بصيرا على حالك و لكن لا تستقيم قال ثم مسح يده على عيني فإذا أنا كما كنت.

8- حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى قال حدثني حماد بن أبي طلحة عن أبي عوف عن أبي عبد الله ع قال دخلت عليه فألطفني و قال إن رجلا مكفوف البصر أتى النبي ص فقال يا رسول الله ص ادع الله لي أن يرد علي بصري و قال فدعى الله له فرد عليه بصره ثم أتاه آخر فقال يا رسول الله ص ادع الله لي أن يرد علي بصري قال فقال الجنة أحب إليك أن يرد عليك بصرك قال يا رسول

الله و إن ثوابها الجنة فقال إن الله أكرم من أن يبتلي عبده المؤمن بذهاب بصره ثم لا يثيبه الجنة.

4- باب في أن الأئمة ع أحيوا الموتى بإذن الله تعالى

1- حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج قال كنت عند أبي عبد الله ع فدخلت عليه امرأة فذكرت أنها تركت ابنها بالملحفة على وجهه ميتا قال لها لعله لم يمت فقومي فاذهبي إلى بيتك و اغتسلي و صلي ركعتين و ادعي و قولي يا من وهبه لي و لم يك شيئا جدد لي هبته ثم حركيه و لا تخبري بذلك أحدا قال ففعلت فجاءت فحركته فإذا هو قد بكى.

2- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن المغيرة قال مر العبد الصالح ع بامرأة بمنى و هي تبكي و صبيانها حولها يبكون و قد ماتت بقرة لها فدنا منها ثم قال لها ما يبكيك يا أمة الله قالت يا عبد الله إن لي صبيانا أيتاما فكانت لي بقرة معيشتي

[ص : 273]

و معيشة صبياني كان منها فقد ماتت و بقيت منقطعة بي و بولدي و لا حيلة لنا فقال لها يا أمة الله هل لك أن أحييها لك قالت فألهمت أن قالت نعم يا عبد الله قال فتنحى ناحية فصلى ركعتين ثم رفع يديه يمينة و حرك شفتيه ثم قام فمر بالبقرة فنخسها نخسا أو ضربها برجله فاستوت على الأرض قائمة فلما نظرت المرأة إلى البقرة قد قامت صاحت عيسى ابن مريم و رب الكعبة قال فخالط الناس و صار بينهم و مضى بينهم صلى الله عليه و آله و على آبائه الطاهرين.

3- حدثنا سلمة بن خطاب عن عبد الله بن القاسم عن عيسى بن شلقان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن أمير المؤمنين عليا ع كانت له خئولة في بني مخزوم و إن شابا منهم أتاه فقال يا خالي إن أخي و ابن أبي مات و قد حزنت عليه حزنا شديدا قال فتشتهي أن تراه قال نعم قال فأرني قبره فخرج و معه برد رسول الله ص المستجاب فلما انتهى إلى القبر تململت شفتاه ثم ركضه برجله فخرج من قبره و هو يقول رميكا بلسان الفرس فقال له علي أ لم تمت و أنت رجل من العرب قال بلى و لكنا متنا على سنة فلان فانقلبت ألسنتنا.

4- حدثنا العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن علي بن إسماعيل الميثمي عن كريم قال سمعت من يرويه قال إن رسول الله ص كان قاعدا فذكر اللحم و قرمه إليه فقام رجل من الأنصار و له عناق فانتهى إلى امرأته فقال هل لك في غنيمة قالت و ما ذاك قال إني سمعت رسول الله ص يشتهي اللحم قالت خذها و لم يكن لهم غيرها و كان رسول الله ص يعرفها فلما جاء بها ذبحت و شويت ثم وضعها للنبي ص فقال لهم كلوا و لا تكسروا عظما قال فرجع

[ص : 274]

الأنصاري و إذا هي تلعب على بابه.

5- حدثنا عبد الله محمد عن محمد بن إبراهيم قال حدثنا أبو محمد بريد عن داود بن كثير الرقي قال حج رجل من أصحابنا فدخل على أبي عبد الله ع فقال فداك أبي و أمي إن أهلي قد توفيت و بقيت وحيدا فقال أبو عبد الله ع أ فكنت تحبها قال نعم جعلت فداك قال ارجع إلى منزلك فإنك سترجع إلى المنزل و هي تأكل شيئا قال فلما رجعت من حجتي و دخلت منزلي رأيتها قاعدة و هي تأكل.

5- باب في أن الأئمة ع يزورون الموتى و أن الموتى يزورهم

1- حدثنا معاوية بن حكيم عن الحسين بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا ع قال قال لي بخراسان رأيت رسول الله ص هاهنا و التزمته.

2- حدثنا محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير و علي بن الحكم بن مسكين عن ابن عمارة عن أبي عبد الله و عثمان بن عيسى عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع أن أمير المؤمنين ع لقي أبا بكر فاحتج عليه ثم قال له أ ما ترضى برسول الله ص بيني و بينك قال فكيف لي به فأخذ بيده و أتى مسجد قبا فإذا رسول الله ص فيه فقضى على أبي بكر فرجع أبو بكر مذعورا فلقي عمر فأخبره فقال ما لك أما علمت سحر بني هاشم.

3- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد و حدثني محمد بن الحسين عن إبراهيم بن أبي البلاد قال قلت لأبي الحسن الرضا ع

[ص : 275]

حدثني عبد الكريم بن حسان عن عبيدة بن عبد الله بن بشير الخثعمي عن أبيك أنه قال كنت ردف أبي و هو يريد العريض قال فلقيه شيخ أبيض الرأس و اللحية يمشي قال فنزل إليه فقبل بين عينيه فقال إبراهيم و لا أعلمه أنه قبل يده ثم جعل يقول له جعلت فداك و الشيخ يوصيه فكان في آخر ما قال له انظر الأربع ركعات فلا تدعها قال و قام أبي حتى توارى الشيخ ثم ركب فقلت يا أبة من هذا

الذي صنعت به ما لم أرك صنعته بأحد قال هذا أبي يا بني.

4- حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة قال دخلت على أبي عبد الله ع و أنا أحدث نفسي فرآني فقال ما لك تحدث نفسك تشتهي أن ترى أبا جعفر ع قلت نعم قال قم فادخل البيت فدخلت فإذا هو أبو جعفر ع قال أتى قوم من الشيعة الحسن بن علي ع بعد قتل أمير المؤمنين ع فسألوه قال تعرفون أمير المؤمنين ع إذا رأيتموه قالوا نعم قال فارفعوا الستر

فرفعوه فإذا هم بأمير المؤمنين ع لا ينكرونه و قال أمير المؤمنين ع يموت من مات منا و ليس بميت و يبقى من بقي منا حجة عليكم.

5- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلي عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله ع قال لما أخرج بعلي ع ملبيا وقف عند قبر النبي ص قال يا ابن أم إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني قال فخرجت يد من قبر رسول الله ص يعرفون أنها يده و صوت يعرفون أنها صوته نحو أبي بكر أ كفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سويك رجلا.

6- حدثنا عبد الله بن محمد يرفعه بإسناد له إلى أبي عبد الله ع قال لما استخلف أبو بكر أقبل عمر على علي ع فقال أ ما علمت أن أبا بكر قد استخلف قال علي ع فمن جعله كذلك قال المسلمون رضوا بذلك فقال علي ع و الله لأسرع ما خالفوا رسول الله ص

[ص : 276]

و نقضوا عهده و سموه بغير اسمه و الله ما استخلف رسول الله ص فقال عمر كذبت فعل الله بك و فعل فقال علي ع إن شئت أن أريك برهانا على ذلك فعلت فقال له عمر ما تزال تكذب على رسول الله ص في حياته و بعد موته فقال علي ع انطلق بنا لتعلم أينا الكذاب على رسول الله ص في حياته و بعد موته فانطلق معه حتى أتى إلى القبر فإذا كف فيها أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سويك رجلا فقال له علي ع رضيت و الله لقد جحدت الله في حياته و بعد وفاته.

7- حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن موسى عن زياد بن المنذر عن أبي جعفر ع قال لقي أمير المؤمنين ع أبا بكر في بعض سكك المدينة فقال له ظلمت و فعلت فقال له و من يعلم ذلك قال يعلمه رسول الله ص قال و كيف لي برسول الله ص حتى يعلم ذلك لو أتاني في المنام فأخبرني لقبلت ذلك قال علي ع فأنا أدخلك على رسول الله ص في مسجد قبا قال فأدخله مسجد قبا فإذا برسول الله ص في مسجد قبا فقال له رسول الله ص اعتزل عن ظلم أمير المؤمنين ع فخرج من عنده فلقيه عمر فأخبره بذلك فقال له اسكت أ ما عرفت سحر بني عبد المطلب.

8- حدثني الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد بن عبد الله عن بشير عن عثمان بن مروان عن سماعة بن مهران قال كنت عند أبي الحسن ع فأطلت الجلوس عنده فقال أ تحب أن ترى أبا عبد الله ع فقال وددت و الله فقال قم و ادخل ذلك البيت فدخلت البيت فإذا هو أبو عبد الله ص قاعد.

9- حدثني محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن أبي سعيد المكاري عن أبي عبد الله ع قال إن أمير المؤمنين ع أتى أبا بكر فقال له أ ما أمرك رسول الله ص أن تطيعني فقال لا و لو أمرني لفعلت قال فانطلق بنا إلى مسجد قبا فإذا رسول الله ص يصلي فلما انصرف قال علي ع يا رسول الله ص إني قلت لأبي بكر أمرك الله و

[ص : 277]

رسوله ص أن يطيعني فقال رسول الله قد أمرتك فأطعه قال فخرج فلقي عمر و هو ذعر فقال له ما لك فقال قال لي رسول الله ص كذا و كذا فقال تبا لأمة ولوك أمرهم أ ما تعرف سحر بني هاشم.

10- حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن علي بن أبي حمزة عن عمران بن أبي شعبة الحلبي عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال إن عليا ع لقي أبا بكر فقال يا أبا بكر أ ما تعلم أن رسول الله أمرك أن تسلم على علي ع بإمرة أمير المؤمنين و أمرك باتباعي قال فأقبل يتوهم عليه فقال له اجعل بيني و بينك حكما قال قد رضيت فاجعل من شئت قال أجعل بيني و بينك رسول الله ص قال فاغتنمها الآخر و قال قد رضيت قال فأخذ بيده فذهب إلى مسجد قبا قال فإذا رسول الله ص قاعد في موضع المحراب فقال له هذا رسول الله ص يا أبا بكر فقال رسول الله ص يا أبا بكر أ لم آمرك بالتسليم لعلي و اتباعه قال بلى يا رسول الله ص قال فارفع الأمر إليه قال نعم يا رسول الله ص فجاء فليس همته إلا ذلك و هو كئيب قال فلقي عمر قال ما لك يا أبا بكر قال لقيت رسول الله ص و أمرني بدفع هذه الأمور إلى علي ع فقال أ ما تعرف سحر بني هاشم هذا سحر قال الأمر على ما كان.

11- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد عن عبد الله سنان عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع لأبي بكر نسيت تسليمك لعلي بإمرة أمير المؤمنين ع بأمر من الله و رسوله فقال له قد كان ذلك فقال له أمير المؤمنين أ ترضى برسول الله ص بيني و بينك قال و أين هو قال فأخذ بيده ثم انطلق إلى مسجد قبا فدخلا فوجدا رسول الله ص يصلي فجلسا حتى فرغ فقال يا أبا بكر سلم لعلي ع ما توكدته

[ص : 278]

من الله و من رسوله قال فرجع أبو بكر فصعد المنبر فقال من يأخذها بما فيها فقال علي ع من جذع أنفه فقال له عمر و خلا به و ما دعاك إلى هذا قال إن عليا ذهب إلى مسجد قبا فإذا رسول الله ص قائم يصلي فأمرني أن أسلم الأمر إليه فقال سبحان الله يا أبا بكر أ ما تعرف سحر بني هاشم.

12- حدثنا أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا عن القاسم بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن هارون عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع لأبي بكر هل أجمع بيني و بينك رسول الله ص فقال نعم فخرجا إلى مسجد قبا فصلى أمير المؤمنين ع ركعتين فإذا هو برسول الله ص يا أبا بكر على هذا عاهدتك فصرت به ثم رجع و هو يقول و الله لا أجلس ذلك المجلس فلقي عمر و قال ما لك كذا قال قد و الله ذهب بي فأراني رسول الله ص فقال له عمر أ ما تذكر يوما كنا معه فأمر بشجرتين فالتقتا فقضى حاجته خلفهما ثم أمرهما فتفرقا قال أبو بكر أما إذا قلت ذا فإني دخلت أنا و هو في الغار فقال بيده فمسحها عليه فعاد ينسج العنكبوت كما كان ثم قال أ لا أريك جعفر و أصحابه تعوم بهم سفينتهم في البحر قلت بلى قال فمسح يده على وجهي فرأيت جعفرا و أصحابه تعوم بهم سفينتهم في البحر فيومئذ عرفت أنه ساحر فرجع إلى مكانه.

13- حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن علاء بن يحيى المكفوف عن عمر بن أبي زياد عن عطية الأبزاري قال طاف رسول الله ص بالكعبة فإذا آدم ع بحذاء الركن اليماني فسلم عليه رسول الله ص ثم انتهى إلى الحجر فإذا نوح ع بحذاء رجل طويل فسلم عليه رسول الله ص.

14- حدثنا عباد بن سليمان عن أبيه سليمان عن عيثم بن أسلم عن معاوية الدهني قال دخل أبو بكر على علي ع فقال له إن رسول الله ص ما تحدث إلينا

[ص : 279]

في أمرك حديثا بعد يوم الولاية و إني أشهد أنك مولاي مقر لك بذلك و قد سلمت عليك على عهد رسول الله ص بإمرة المؤمنين و أخبرنا رسول الله ص أنك وصيه و وارثه و خليفته في أهله و نسائه و لم يحل بينك و بين ذلك و صار ميراث رسول الله ص إليك و أمر نسائه و لم يخبرنا بأنك خليفته من بعده و لا جرم لك في ذلك فيما بيننا و بينك و لا ذنب بيننا و بينك و بين الله قال فقال علي ع إن أريتك رسول الله ص حتى يخبرك أني أولى بالأمر الذي أنت فيه منك و من غيرك و أنت لم ترجع عما أنت فيه فتكون كافرا قال أبو بكر إن رأيت رسول الله ص حتى يخبرني ببعض هذا لاكتفيته قال فوافني إذا صليت المغرب قال فرجع إليه بعد المغرب فأخذ بيده فخرج به إلى مسجد قبا فإذا رسول الله ص جالس في القبلة فقال يا عتيق وثبت على علي ع و جلست مجلس النبوة و قد تقدمت إليك في ذلك فانزع هذا السربال الذي تسربلته فخله لعلي ع و إلا فموعدك النار قال ثم أخذ بيديه فأخرجه فقام النبي و مشى عنهما قال فانطلق أمير المؤمنين ع إلى سلمان فقال يا سلمان أ ما علمت أنه كان من الأمر كذا و كذا قال ليشهدن بك و ليندبنه إلى صاحبه و ليخبرنه بالخبر قال فضحك أمير المؤمنين ع و قال أ ما أن يجيز صاحبه و سيفعل ثم لا و الله لا يذكر أبدا إلى يوم القيامة هما أنظر لأنفسهما من ذلك قال فلقي أبو بكر عمر فقال له أراني علي كذا و كذا فقال له عمر ويلك ما أقل عقلك فو الله ما أنت فيه الساعة ليس إلا من بعد سحر ابن أبي كبشة قد نسيت سحر بني هاشم و من أين يرجع محمد ص و لا يرجع من مات إن ما أنت فيه أعظم من سحر بني هاشم فتقلد هذا السربال و مر فيه.

[ص : 280]

15- حدثنا أحمد بن إسحاق عن الحسن بن عباس بن حريش عن أبي جعفر ع قال سأل أبا عبد الله ع رجل من أهل بيته عن سورة إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فقال ويلك سألت عن عظيم إياك و السؤال عن مثل هذا فقام الرجل قال فأتيته يوما فأقبلت عليه فسألته فقال إِنّا أَنْزَلْناهُ نور عند الأنبياء و الأوصياء لا يريدون حاجة من السماء و لا من الأرض إلا ذكروها لذلك النور فأتاهم بها فإن مما ذكر علي بن أبي طالب ع من الحوائج أنه قال لأبي بكر يوما وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ فاشهد أن رسول الله ص مات شهيدا فإياك أن تقول إنه ميت و الله ليأتينك فاتق الله إذا جاءك الشيطان غير متمثل به فعجب به أبو بكر أو فقال إن جاءني و الله أطعته و خرجت مما أنا فيه قال فذكر أمير المؤمنين لذلك النور فعرج إلى أرواح النبيين فإذا محمد ص قد ألبس وجهه ذلك النور و أتى و هو يقول يا أبا بكر آمن بعلي ع و بأحد عشر من ولده إنهم مثلي إلا النبوة و تب إلى الله برد ما في يديك إليهم فإنه لا حق لك فيه قال ثم ذهب فلم ير فقال أبو بكر أجمع الناس فأخطبهم بما رأيت و أبرأ إلى الله مما أنا فيه إليك يا علي على أن تؤمنني قال ما أنت بفاعل و لو لا أنك تنسى ما رأيت لفعلت قال فانطلق أبو بكر إلى عمر و رجع نور إِنّا أَنْزَلْناهُ إلى علي ع فقال له قد اجتمع أبو بكر مع عمر فقلت أ و علم النور قال إن له لسانا ناطقا و بصرا ناقدا يتجسس الأخبار للأوصياء ع و يستمع الأسرار و يأتيهم بتفسير كل أمر يكتتم به أعداؤهم فلما أخبر أبو بكر الخبر عمر قال سحرك و إنها لفي بني هاشم لقديمة قال ثم قاما يخبران الناس فما دريا ما يقولان قلت لما ذا قال لأنهما قد نسياه و جاء النور فأخبر عليا ع خبرهما فقال بعدا لهما كما بعدت ثمود.

16- حدثني الحسن بن علي بن عبد الله عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى محمد بن علي عن أبي عبد الله ع قال خرج أمير المؤمنين ع

[ص : 281]

بالناس يريد صفين حتى عبر الفرات فكان قريبا من الجبل بصفين إذ حضرت صلاة المغرب فأمعن بعيدا ثم توضأ و أذن فلما فرغ من الأذان انفلق الجبل عن هامة بيضاء بلحية بيضاء و وجه أبيض فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ع و رحمة الله و بركاته مرحبا بوصي خاتم النبيين و قائد الغر المحجلين و الأعز المأثور و الفاضل و الفائق بثواب الصديقين و سيد الوصيين قال له و عليك السلام يا أخي شمعون بن حمون وصي عيسى ابن مريم روح القدس كيف حالك قال بخير يرحمك الله أنا منتظر روح الله ينزل فلا أعلم أحدا أعظم في الله بلاء و لا أحسن غدا ثوابا و لا أرفع مكانا منك اصبر يا أخي على ما أنت عليه حتى تلقى الحبيب غدا فقد رأيت أصحابك بالأمس أقواما لقوا ما لاقوا من بني إسرائيل نشروهم بالمناشير و حملوهم على الخشب فلو تعلم هذه الوجوه الغريزة الشافهة ما أعد الله لهم من عذاب ربك و سوء نكاله لأقصروا و لو تعلم هذه الوجوه المضيئة ما ذا لهم من الثواب في طاعتك لتمنت أنها قرضت بالمقاريض و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته و التأم الجبل و خرج أمير المؤمنين ع إلى عسكره فسأله عمار بن ياسر و ابن عباس و مالك الأشتر و هاشم بن عتبة بن أبي وقاص و أبي أيوب الأنصاري و قيس بن سعد الأنصاري و عمرو بن الحمق الخزاعي و عبادة بن صامت و أبو الهيثم بن التيهان عن الرجل فأخبرهم أنه شمعون بن حمون وصي عيسى ابن مريم و سمعوا كلامهما فازدادوا بصيرة فقال له عبادة بن الصامت و أبو أيوب لا يهلعن قلبك يا أمير المؤمنين ع بأمهاتنا و آبائنا نفديك يا أمير المؤمنين ع فو الله لننصرنك كما نصرنا أخاك رسول الله ص و لا يتخلف عنك من المهاجرين و الأنصار إلا شقي فقال لهما معروفا و ذكرهما بخير.

17- حدثنا محمد بن الحسين عن بكر عن أبي سعيد المكاري عن أبي عبد الله ع قال أمير المؤمنين ع لقي أبا بكر فقال له ما أمرك رسول الله ص أن

[ص : 282]

تطيع قال لا و لو أمرني لفعلت قال فانطلق بنا إلى مسجد قبا فانطلق معه فإذا رسول الله ص يصلي فلما انصرف قال علي يا رسول الله ص إني قلت لأبي بكر ما أمرك رسول الله ص أن تطيعني فقال لا فقال رسول الله ص بلى قد أمرتك قاطعة قال فخرج فلقي عمر و هو ذعر فقال له ما لك فقال قال رسول الله ص كذا و كذا قال تبا لأمتك تقرك أمرهم ما تعرف سحر بني هاشم.

18- حدثنا محمد بن عيسى عن إبراهيم بن أبي البلاد عن عبيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن أبي إبراهيم قال خرجت مع أبي إلى بعض أمواله فلما برزنا إلى الصحراء استقبله شيخ أبيض الرأس و اللحية فسلم عليه فنزل إليه أبي جعلت أسمعه يقول له جعلت فداك ثم جلسنا فتساءلا طويلا ثم قام الشيخ و انصرف و ورع أبي و قام ينظر في قفاه حتى توارى عنه فقلت لأبي من هذا الشيخ الذي سمعتك تقول له ما لم تقله لأحد قال هذا أبي.

19- حدثنا محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عمن أخبره عن عباية الأسدي قال دخلت على أمير المؤمنين ع و عنده رجل رث الهيئة و أمير المؤمنين ع مقبل عليه بكلمة فلما قام الرجل قلت يا أمير المؤمنين ع من هذا الذي أشغلك عنا قال هذا وصي موسى ع.