13- باب في الأئمة ع أنهم يقرءون الكتب التي نزلت على الأنبياء باختلاف ألسنتهم التوراة و الإنجيل و غير ذلك

1- حدثنا موسى بن عمر عن الميثمي عن سماعة عن شيخ من أصحابنا عن أبي جعفر ع قال جئنا نريد الدخول عليه فلما صرنا بالدهليز سمعنا قراءة بالسريانية بصوت حسن يقرأ و يبكي حتى أبكى بعضنا.

2- حدثنا إبراهيم عن الحسن بن إبراهيم عن يونس بن عبد الرحمن عن هشام بن الحكم في حديث بريهة النصراني أنه جامع هشام حتى لقي موسى بن جعفر ع فقال يا بريهة كيف علمك بكتابك قال أنا عالم قال كيف ثقتك بتأويله قال ما أوثقني بعلم فيه قال فابتدأني موسى بقراءة الإنجيل فقال بريهة و المسيح لقد كان يقرؤها هكذا و ما قرأ هذه القراءة إلا المسيح ثم قال بريهة إني لقد كنت أطلب منذ خمسين سنة

[ص : 341]

فأسلم على يديه.

3- حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان بن عثمان عن موسى النميري قال جئت إلى باب أبي جعفر ع لأستأذن عليه فسمعنا صوتا حزينا يقرأ بالعبرانية فبكينا حيث سمعنا الصوت و ظننا أنه بعث إلى رجل من أهل الكتاب يستقرئه فأذن لنا فدخلنا عليه فلم نر عنده أحدا فقلنا أصلحك الله سمعنا صوتا بالعبرانية فظننا أنك بعثت إلى رجل من أهل الكتاب تستقرئه قال لا و لكن ذكرت مناجات إليا لربه فبكيت من ذلك قال قلنا و ما كان مناجاته جعلني الله فداك قال جعل يقول يا رب أ تراك معذبي بعد طول صلاتي لك و جعل يعدد أعماله فأوحى الله إليه إني لست أعذبك قال فقال يا رب و ما يمنعك أن لا تقول لا بعد نعم و أنا عبدك و في قبضتك قال فأوحى الله إليه أني إذا قلت قولا وفيت به.

14- باب في الأئمة أنهم يعرفون منطق الطير

1- حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن الوشاء عمن رواه عن الميثمي عن منصور عن الثمالي قال كنت مع علي بن الحسين ع في داره و فيها عصافير و هن يصحن فقال لي أ تدري ما يقلن هؤلاء قلت لا أدري قال يسبحن ربهن و يطلبن رزقهن.

2- حدثنا محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي قال كنت مع علي بن الحسين فانتشرت العصافير و صوتت فقال

[ص : 342]

يا با حمزة أ تدري ما تقول قلت لا قال تقدس ربها و تسأل قوت يومها قال ثم قال يا با حمزة علمنا منطق الطير و أوتينا من كل شيء.

3- حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن خلف عن بعض رجاله عن أبي عبد الله ع قال فتلا رجل عنده هذه الآية عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْء فقال أبو عبد الله ع ليس فيها من إنما هي و أوتينا كل شيء.

4- حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن يوسف عن داود الحداد عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله ع قال كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام عنده فهدر الذكر على الأنثى فقال لي أ تدري ما يقول قلت لا قال يقول يا سكني و عرسي ما خلق أحب إلي منك إلا أن يكون مولاي جعفر بن محمد ص.

5- حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن علي عن علي بن محمد الحناط عن عاصم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال كنت عنده يوما إذ وقع عليه زوج ورشان فهدرا فرد عليهما أبو جعفر كلاهما ساعة ثم نهضا فلما صارا على الحائط هدد الذكر على الأنثى ساعة ثم نهضا فقلت جعلت فداك ما حال الطير فقال يا ابن مسلم كل شيء خلقه الله من طين أو بهيمة أو شيء فيه روح هو أسمع لنا و أطوع من ابن آدم إن هذا الورشان أساءه ظن السوء فحلفت له ما فعلت فقالت ترضى بمحمد بن علي فرضيا بي و أخبرته أنه لها ظالم فصدقها.

6- و عنه عن الحسين بن علي النعمان عن يحيى بن زكريا عن عمرو الزيات عن محمد بن سماعة عن النضر بن شعيب عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول إنا علمنا منطق الطير و أوتينا من كل شيء.

[ص : 343]

7- حدثنا أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا قال أهدي إلى أبي عبد الله ع فاختة و ورشان و طير راعبي فقال أبو عبد الله ع أما الفاختة فتقول فقدتكم فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم فأمر بها فذبحت و أما الورشان فيقول قدستم قدستم فوهبه لبعض أصحابه و الطير الراعبي يكون عندي أسر به.

8- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن الحلبي عن ابن مسكان عن أبي أحمد عن شعيب بن الحسن قال كنت عند أبي جعفر ع جالسا نسمع صوتا من الفاختة فقال تدرون ما تقول قال تقول فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم.

9- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن أحمد بن الحسن الميثمي عن صالح عن أبي حمزة قال كنت عند علي بن الحسين و عصافير على الحائط قبالته يصحن فقال يا با حمزة أ تدري ما يقلن قال يتحدثن إن لهن وقت يسألن فيه قوتهن يا أبا حمزة لا تنامن قبل طلوع الشمس فإني أكرهها لك إن الله يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد و على أيدينا يجريها.

10- حدثنا محمد بن الحسين عن داود بن فرقد عن عبد الله بن فرقد كان أبو عبد الله ع يسير و نحن معه قال فمر غراب فنعق فقال أبو عبد الله مت جوعا و الله ما تعلم شيئا إلا أنه علمه إلا أنا أعلم بالله منك.

11- حدثنا موسى بن جعفر عن محمد بن عبد الجبار عن عيسى بن عمرو عن أبي شعيب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنا علمنا منطق الطير و أوتينا من كل شيء.

12- حدثنا عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن عبد الكريم عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع

[ص : 344]

لابن عباس إن الله علمنا منطق الطير كما علمه سليمان بن داود و منطق كل دابة في بر أو بحر

13- حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن أبي أحمد عن سعد بن الحسن قال كنت عند أبي جعفر ع جالسا فسمع صوت فاختة قال أ تدرون ما تقول هذه قلنا لا و الله ما ندري قال تقول فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم.

14- حدثنا محمد بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال روى يحيى بن عمر عن أبيه عن أبي شيبة عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنا علمنا منطق الطير و أوتينا من كل شيء.

15- حدثنا أحمد بن محمد عن سعيد بن جناح عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر ع قال سمعت فاختة يصيح من دار أبي عبد الله ع فقال أ تدرون ما تقول هذه الفاختة قال قلت لا قال تقول فقدتكم أما إنا لنفقدنها قبل أن تفقدنا قال فأمر بها فذبحت.

16- حدثنا أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال مر أبو جعفر ع بالهجين و معه أبو أمية الأنصاري زميله في محمله قال فبينا هو كذلك إذ نظر إلى ورشان في جانب المحمل معه فرفع أبو أمية يده ليذبه عنه فقال يا با أمية إن هذا طائر جاء يستجير بأهل البيت و إني دعوت الله فانصرفت حية و كانت تأتيه كل سنة فنأكل فراخه.

17- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن أبيه الفيض بن المختار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن سليمان بن داود قال علمنا منطق الطير و أوتينا من كل شيء و قد و الله علمنا منطق الطير و علم كل شيء.

18- حدثنا أحمد بن موسى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عمر

[ص : 345]

بن خليفة عن شيبة عن الفيض عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول يا أَيُّهَا النّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْء إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ.

19- حدثنا أحمد بن موسى عن محمد بن أحمد المعروف بغزال عن محمد بن الحسين عن سليمان من ولد جعفر بن أبي طالب قال كنت مع أبي الحسن الرضا ع في حائط له إذ جاء عصفور فوقع بين يديه و أخذ يصيح و يكثر الصياح و يضطرب فقال لي يا فلان أ تدري ما تقول هذا العصفور قلت الله و رسوله و ابن رسوله أعلم قال إنها تقول إن حية تريد أكل فراخي في البيت فقم فخذ تيك النبعة و ادخل البيت و اقتل الحية قال فأخذت النبعة و هي العصا و دخلت البيت و إذا حية تحول في البيت فقتلتها.

20- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة عن سالم مولى أبان بياع الزطي قال كنا في حائط لأبي عبد الله ع و نفر معي قال فصاحت العصافير فقال أ تدري ما تقول فقلنا جعلنا الله فداك لا ندري ما تقول قال تقول اللهم إنا خلق من خلقك لا بد لنا من رزقك فأطعمنا و اسقنا.

21- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن عبد الله بن فرقد قال خرجنا مع أبي عبد الله متوجهين إلى مكة حتى إذا كنا بسرف استقبله غراب ينعق في وجهه فقال مت جوعا ما تعلم شيئا إلا و نحن نعلمه إلا أنا أعلم بالله منك فقلنا هل كان في وجهه شيء قال نعم سقطت ناقة بعرفات.

22- حدثنا أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبي حمزة عن عمر بن محمد الأصبهاني قال أهديت لإسماعيل بن أبي عبد الله ع صلصلا فدخل أبو عبد الله ع فلما رآه قال ما هذا الطير المشوم أخرجوه فإنه يقول فقدتكم فافقدوه قبل

[ص : 346]

أن يفقدكم.

23- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد و البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن داود بن فرقد عن علي بن سنان قال كنا عند أبي عبد الله ع فسمع صوت في الدار فقال أين هذه التي أسمع صوتها قلنا هي في الدار أهديت لبعضهم فقال أبو عبد الله ع له أما لنفقدنك قبل أن تفقدنا قال ثم أمر بها فأخرجت من الدار.

24- و عنه عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن محمد بن سيف التميمي عن محمد بن جعفر عن أبيه قال قال رسول الله ص استوصوا بالصائنات خيرا يعني الخطاف فإنه آنس طير الناس بالناس ثم قال رسول الله ص أ تدرون ما تقول الصائنية إذا ترنمت تقول بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ حتى تقرأ أم الكتاب فإذا كان في آخر ترنمها قالت وَ لَا الضّالِّينَ.

25- حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم عن عمر عن بشير عن علي بن أبي حمزة قال دخل رجل من موالي أبي الحسن ع فقال جعلت فداك أحب أن تتغذى عندي فقام أبو الحسن ع حتى مضى معه و دخل البيت فإذا في البيت سرير فقعد على السرير و تحت السرير زوج حمام فهدر الذكر على الأنثى و ذهب الرجل ليحمل الطعام فرجع و أبو الحسن ع يضحك فقال أضحك الله سنك بم ضحكت فقال إن هذا الحمام هدر على هذه الحمامة فقال لها يا سكني و عرسي و الله ما على وجه الأرض أحد أحب إلي منك ما خلا هذا القاعد على السرير قال قلت جعلت فداك و تفهم كلام الطير فقال نعم علمنا منطق الطير و أوتينا من كل شيء

[ص : 347]

15- باب في الأئمة ع أنهم يعرفون منطق البهائم و يعرفونهم و يجيبونهم إذا دعوهم

1- حدثنا أحمد بن الحسن عن علي بن فضال عن أبيه و أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال إن ناضحا كان لرجل من الناس فلما أسن قال بعض أصحابه لو نحرتموه فجاء البعير إلى رسول الله ص فجعل يرغو فأرسل رسول الله ص فجعل يرغو إلى صاحبه فلما جاء قال له النبي ص إن هذا يزعم أنه كان لكم شابا حتى هرم و أنه قد نفعكم و أنكم أردتم نحره قال فقال صدق فقال رسول الله ص لا تنحروه و دعوه قال فتركوه.

2- حدثنا محمد بن الحسين عن العباس بن معروف عن أبي القاسم الكوفي عن محمد بن الحسن بن محمد بن عمران عن زرعة عن سماعة عن أبي بصير عن رجل قال خرجت مع علي بن الحسين ع إلى مكة فلما رحلنا عن الأبواء كان على راحلته و كنت أمشي فرأى غنما و إذا نعجة قد تخلفت عن الغنم و هي تثفو ثفاء شديدا و تلتفت و إذا سخلة خلفها تثفو و تشتد في طلبها و كلما قامت السخلة ثغت النعجة فتبعتها السخلة فقال علي ع يا عبد العزيز أ تدري ما قالت النعجة قال قلت لا و الله ما أدري قال فإنها قالت الحقي بالغنم فإن أختها عام أول تخلفت في هذا الموضع فأكله الذئب

[ص : 348]

3- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال إن الذئاب جاءت إلى النبي ص تطلب أرزاقها فقال لأصحابه إن شئتم صالحتها على شيء تخرجوه إليها و لا يتزرأ من أموالكم شيئا و إن شئتم تركتموها قالوا بل نتركها كما هي تصيب منا ما أصابت و نمنعها ما استطعنا.

4- حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن أبي الجارود عن علي بن ثابت عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال بينا نحن قعود مع رسول الله ص إذ أقبل بعير حتى برك و رغا و تسافلت دموعه على عينيه فقال رسول الله ص لمن هذا البعير فقيل لفلان الأنصاري قال علي به قال فأتي به فقال له بعيرك هذا يشكوك قال و يقول ما ذا يا رسول الله ص قال يزعم أنك تستكده و تجوعه قال صدق يا رسول الله ص ليس لنا ناضح غيره و أنا رجل معيل قال فهو يقول لك استكد بي و أشبعني فقال يا رسول الله ص نخفف عنه و نشبعه قال فقام البعير فانصرف.

5- و عنه بهذا الإسناد عن أبي الجارود عن عدي بن ثابت عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال بينا نحن يوما من الأيام عند رسول الله ص قعود إذ أقبل بعير حتى برك و رغا و تسيل دموعه قال لمن هذا البعير قالوا لفلان قال علي به فقال له بعيرك هذا يزعم أنه ربا صغيركم و كد على كبيركم ثم أردتم أن تنحروه قالوا يا رسول الله ص لنا وليمة فأردنا أن ننحره قال فدعوه لي قال فتركوه فأعتقه رسول الله ص فكان يأتي دور الأنصار مثل السائل يشرف على الحجر فكان العواتق يحيين حتى يجيء فيقلن هذا عتيق رسول الله ص فسمن حتى تضايق به جلده.

6- حدثنا يعقوب بن يزيد عن عبد الحميد بن سالم العطار عن هارون بن خارجة

[ص : 349]

أو غيره عن أبي عبد الله ع قال قالت الناقة لرسول الله ص لا و الله لا أزلت خفا عن خف و لو قطعت إربا إربا.

7- حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن هاشم البجلي عن سالم بن سلمة عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن الحسين ع مع أصحابه في طريق مكة فمر ثعلب و هم يتغدون فقال لهم علي بن الحسين ع هل لكم أن تعطوني موثقا من الله لا تهيجون هذا الثعلب و دعوه حتى يجيئني فحلفوا له فقال يا ثعلب تعال فجاء الثعلب حتى أهل بين يديه فطرح إليه عرقا فولى به يأكل قال هل لكم تعطوني موثقا أيضا فدعوه فيجيء فأعطوه فكلح رجل منهم في وجهه فخرج يعدو فقال علي بن الحسين أيكم الذي أخفر ذمتي فقال الرجل أنا يا ابن رسول الله ص كلحت في وجهه و لم أدر فاستغفر الله فسكت.

8- حدثنا أحمد بن الحسن عن أحمد بن إبراهيم عن عبد الله بن بكير عن عمر بن ربويه عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال كان معنا أبو عبد الله البلخي و معه إذا هو بظبي تثفو
]تثغو [و تحرك ذنبه فقال أبو عبد الله ع أفعل إن شاء الله ثم أقبل علينا فقال علمتم ما قال الظبي قلنا الله و رسوله و ابن رسوله أعلم فقال إنه أتاني فأخبرني أن بعض أهل المدينة نصب شبكة لأنثاه فأخذها و لها خشفان لم ينهضا و لم يقويا للرعي قال فتسألني أن أسألهم أن يطلقوها و ضمن لي أن إذا رضعت خشفها حتى يقويا أن يردها عليهم قال فاستحلفته فقال برئت من ولايتكم أهل البيت إن لم أف و أنا فاعل ذلك إن شاء الله فقال البلخي سنة فيكم كسنة سليمان.

9- حدثنا الحسين بن محمد القاساني عن أبي الأحوص داود بن أسد المصري عن محمد بن الحسن بن جميل قال حدثني أحمد بن هارون بن موفق مولى أبي الحسن

[ص : 350]

قال أتيت أبا الحسن لأسلم عليه فقال لي اركب ندور في أموالنا فأتيت فازة لي قد ضربت على جدول ماء كان عنده خضرة فاستنزه ذلك فضربت له الفازة فجلست حتى أتى على فرس له فقبلت فخذه و نزل فأمسكت ركابه و أهويت لآخذ العنان فأبى و أخذه هو فأخرجه من رأس الدابة و علقه في طنب من أطناب الفازة فجلس و سألني عن مجيئي و ذلك عند المغرب فأعلمت بمجيئي من القصر إلى أن حمحم الفرس فضحك ع و نطق بالفارسية و أخذ يعرفها فقال اذهب فبل فرفع رأسه فنزع العنان و مر يتخطى الجداول و الزرع إلى براح حتى بال و رجع فنظر إلي فقال إنه لم يعط داود و آل داود شيئا إلا و قد أعطي محمد و آل محمد أكثر منه.

10- حدثنا الحسين بن علي و محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين عن محمد بن علي و علي بن محمد الحناط عن محمد بن سكن عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر قال بينا علي بن الحسين مع أصحابه إذ أقبل ظبية من الصحراء حتى قامت حذاه و صوتت فقال بعض القوم يا ابن رسول الله ص ما تقول هذه الظبية قال يزعم أن فلانا القرشي أخذ خشفها بالأمس و أنها لم ترضعه من أمس شيئا فبعث إليه علي بن الحسين ع أرسل إلي بالخشفة فلما رأت صوتت و ضربت بيديها ثم أرضعته قال فوهبه علي بن الحسين ع لها و كلمها بكلام نحوا من كلامها و انطلقت في الخشف معها فقالوا يا ابن رسول الله ص ما الذي قال قال دعت الله لكم و جزاكم بخير.

11- حدثني السندي بن محمد عن أبان بن عثمان قال حدثني عمر بن صهبان عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن جابر بن عبد الله قال لما أقبل رسول الله ص من غزوة ذات الرقاع و هي غزوة بني ثعلبة غطفان حتى إذا كان قريبا من المدينة إذا بعير حل يرقل حتى انتهى إلى رسول الله ص فوضع جرانه على الأرض ثم خرخر فقال رسول الله ص هل تدرون ما يقول هذا البعير قال الله و رسوله أعلم قال إنه أخبرني أن صاحب عمل عليه حتى إذا أكبره و أدبره و أهزله أراد أن ينحره و يبيع لحمه ثم قال رسول الله ص

[ص : 351]

يا جابر اذهب به إلى صاحبه فأتيني به فقلت لا أعرف صاحبه قال هو يدلك قال فخرجت معه حتى انتهيت إلى بني واقف فدخل في زقاق فإذا بمجلس فقالوا يا جابر كيف تركت رسول الله و كيف تركت المسلمين قلت صالحون و لكن أيكم صاحب هذا البعير قال بعضهم أنا فقلت أجب رسول الله ص قال ما لي قال استعدى عليك بعيرك قال فجئت أنا و هو و البعير إلى رسول الله ص فقال إن بعيرك أخبرني أنك عملت عليه حتى إذا أكبرته و أدبرته و أهزلته أردت نحره و بيع لحمه قال الرجل قد كان ذلك يا رسول الله ص قال بعه مني قال بل هو لك يا رسول الله قال بل بعه مني فاشتراه رسول الله ص ثم ضرب على صفحته فتركه رعى في ضواحي المدينة فكان الرجل منا إذا أراد الروحة و الغدوة منحه رسول الله ص فقال جابر رأيته و قد ذهب عنه دبره و صلح.

12- حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن هشام الجوالقي عن محمد بن مسلم قال كنت مع أبي جعفر ع بين مكة و المدينة و أنا أسير على حماري و هو على بغلته إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى أبي جعفر ع فجلس البغلة و دنا الذئب حتى وضع يده على قربوس السرج و مد عنقه إلى أذنه و أدنى أبو جعفر أذنه منه ساعة ثم قال امض فقد فعلت فرجع مهرولا قال قلت جعلت فداك لقد رأيت عجبا قال و تدري ما قلت قال قلت الله و رسوله و ابن رسوله أعلم قال إنه قال لي يا ابن رسول الله ص إن زوجتي في ذلك الجبل و قد تعسر عليها ولادتها فادع الله أن يخلصها و لا يسلط أحدا من نسلي على أحد من شيعتكم قلت فقد فعلت.

13- حدثنا أحمد بن موسى الخشاب عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال كان رسول الله ص يوما قاعدا في أصحابه إذ مر به بعير فجاء حتى ضرب بجرانه

[ص : 352]

الأرض و رغا فقال رجل من القوم يا رسول الله ص أ سجد لك هذا البعير فنحن أحق أن نفعل فقال رسول الله ص لا بل اسجدوا لله إن هذا الجمل جاء يشكو أربابه و زعم أنهم أنتجوه صغيرا فلما كبر و قد اعتملوا عليه و صار عودا كبيرا أرادوا نحره فشكا ذلك فدخل رجلا من القوم ما شاء الله أن يدخله من الإنكار لقول النبي ص فقال رسول الله ص لو أمرت شيئا يسجد الآخر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ثم أنشأ أبو عبد الله ع يحدث فقال ثلاثة من البهائم تكلموا على عهد رسول الله ص الجمل و الذئب و البقرة فالجمل فكلامه الذي سمعت و أما الذئب فجاء إلى النبي ص فشكا إليه الجوع فدعا أصحابه فكلم فيه فتنحوا فقال رسول الله ص لأصحاب الغنم افرضوا للذئب شيئا فتنحوا ثم جاء الثانية فشكا إليه الجوع فدعاهم فتنحوا فقال رسول الله ص للذئب اختلس أي خذ و لو أن رسول الله ص فرض للذئب شيئا ما زاد عليه شيئا حتى تقوم الساعة و أما البقرة فإنها آمنت بالنبي ص و دلت عليه و كان في نخل أبي سالم فقال يا آل ذريح تعمل على نجيح صالح يصيح بلسان عربي فصيح بأن لا إله إلا الله رب العالمين محمد رسول الله ص سيد النبيين و علي سيد الوصيين.

14- حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم قال حدثني بشير و إبراهيم بن محمد عن أبيه عن حمران بن أعين قال كان أبو محمد علي بن الحسين ع قاعدا في جماعة من أصحابه إذ جاءته ظبية فتبصبصت و ضربت بيديها فقال أبو محمد أ تدرون ما تقول الظبية قالوا لا قال تزعم أن فلان بن فلان رجلا من قريش اصطاد خشفا لها في هذا اليوم و إنما جاءت إلى تسألني أن أسأله أن تضع الخشف بين يديها فترضعه فقال علي بن الحسين لأصحابه قوموا إليه فقاموا بأجمعهم فأتوه فخرج إليهم قال فداك أبي و أمي ما حاجتك فقال أسألك بحقي عليك إلا أخرجت إلي هذه الخشف التي اصطدتها اليوم فأخرجها فوضعها بين يدي أمها فأرضعتها ثم قال علي بن الحسين ع أسألك يا فلان لما وهبت لي هذه الخشف قال قد فعلت قال فأرسل الخشف مع الظبية فمضت الظبية

[ص : 353]

فتبصبصت و حركت ذنبها فقال علي بن الحسين ع أ تدرون ما تقول الظبية قالوا لا قال إنها تقول رد الله عليكم كل غائب و غفر لعلي بن الحسين كما رد علي ولدي.

15- حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول كانت لعلي بن الحسين ناقة قد حج عليها اثنتين و عشرين حجة ما قرعها بمقرعة قط قال فجاءتني بعد موته فما شعرت بها حتى جاءني بعض الموالي فقال إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين فبركت عليه و دلكت بجرانها و ترغو فقلت أدركوها فجاءوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها فقال أبو جعفر ع ما رأت القبر قط.

16- حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن ابن أبي عمير و إبراهيم بن هاشم عن ابن عمير عن حفص بن البختري عمن ذكره عن أبي جعفر ع قال لما مات علي بن الحسين ع كانت ناقة له في الرعي جاءت حتى ضربت بجرانها على القبر و تمرغت عليه و إن أبي كان يحج عليها و يعتمر و ما قرعها قرعة قط.

16- باب الأئمة أنهم يعرفون منطق المسوخ و يعرفونهم

1- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علي عن كرام بن كرام عن عبد الله بن طلحة قال سألت أبا عبد الله ع عن الوزغ فقال هو رجس و هو مسخ و إذا قتلته فاغتسل ثم قال إن أبي كان قاعدا في الحجر و معه رجل يحدثه فإذا وزغ يولول بلسانه فقال أبي للرجل أ تدري ما يقول هذا الوزغ فقال الرجل لا علم لي بما يقول قال فإنه يقول و الله لئن ذكرت عثمان لأسبن عليا ع أبدا حتى تقوم

[ص : 354]

من هاهنا.

2- حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن فضيل الأعور قال حدثني بعض أصحابنا قال كان رجل عند أبي جعفر ع عن هذه العصابة يحادثه في شيء من ذكر عثمان فإذا وزغ قد قرقر من فوق الحائط فقال أبو جعفر ع أ تدري ما يقول قلت لا قال يقول لتكفن عن ذكر عثمان أو لأسبن عليا ع.

17- باب في الأئمة ع أنهم المتوسمون في الأرض و هم الذين ذكر الله في كتابه يعرفون الناس بسيماهم

1- حدثني السندي بن الربيع عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن رئاب عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر ع قال ليس مخلوق إلا و بين عينيه مكتوب إنه مؤمن أو كافر و ذلك محجوب عنكم و ليس بمحجوب من الأئمة من آل محمد ص ليس يدخل عليهم أحد إلا عرفوه هو مؤمن أو كافر ثم تلا هذه الآية إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ فهم المتوسمون.

2- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال بينا أمير المؤمنين ع في مسجد الكوفة إذ جاءت امرأة تستعدي على زوجها فقلت لزوجها عليها فغضبت فقالت و الله ما الحق فيما قضيت و ما تقضي بالسوية و لا تعدل في الرعية و لا قضيتك عند الله بالمرضية فنظر إليها مليا ثم قال لها كذبت يا جرية يا بذية يا سلسع أي التي لا تحبل من حيث تحبل النساء قالت فولت المرأة هاربة تولول و تقول ويلي ويلي لقد هتكت يا ابن أبي طالب ع سرا كان مستورا قال فلحقها عمرو بن

[ص : 355]

حريث فقال لها يا أمة الله لقد استقبلت عليا ع بكلام سررتني ثم إنه نزعك بكلمة فوليت عنه هاربة تولولين قال إن عليا ع و الله أخبرني بالحق و بما أكتمه من زوجي منذ ولى عصمتي و من أبوي فرجع عمرو إلى أمير المؤمنين ع فأخبره بما قالت له المرأة و قال له فبما تقول ما نعرفك بالكهانة قال له يا عمرو ويلك إنها ليست بالكهانة شيء و لكن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام فلما ركب الأرواح في أبدانها كتب بين أعينهم مؤمن أم كافر و ما هم به مبتلون و ما هم عليه من سيئ من أعمالهم و حسنة في قدر أذن الفأرة ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال إن في ذلك لآيات للمتوسمين و كان رسول الله ص هو المتوسم ثم أنا من بعده و الأئمة من ذريتي من بعدي هم المتوسمون فلما تأملتها عرفت ما عليها بسيماها.

3- حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أسباط بياع الزطي عن أبي عبد الله ع قال كنت عنده فسأله رجل من أهل هيت عن قول الله تعالى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيل مُقِيم قال نحن المتوسمون و السبيل فينا مقيم.

4- حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ قال هم الأئمة قال رسول الله ص اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله في قوله إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ.

5- حدثنا يعقوب بن يزيد عن زياد القندي و محمد بن عيسى عن زياد القندي عن ابن أذينة عن معروف بن خربوز عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ قال إيانا عنى.

6- حدثنا محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن أبي عبد الله قال سأل عن قول الله عز و جل إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيل مُقِيم قال نحن المتوسمون

[ص : 356]

و السبيل فينا مقيم.

7- حدثنا عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن هارون بن جهم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال بينا أمير المؤمنين ع جالس في مسجد الكوفة و قد احتبى بسيفه و ألقى ترسه خلف ظهره إذ أتته امرأة تستعدي على زوجها فقضى للزوج عليها فغضبت فقال و الله ما هو كما قضيت و الله ما تقضي بالسوية و لا تعدل في الرعية و لا قضيتنا عند الله بالمرضية قال فغضب أمير المؤمنين فنظر إليها مليا ثم قال كذبت يا جرية يا بذية يا سلسع يا سلفع يا التي لا تحيض مثل النساء قال فولت هاربة و هي تقول ويلي ويلي فتبعها عمرو بن حريث فقال يا أمة الله قد استقبلت ابن أبي طالب ع بكلام سررتني به ثم نزعك بكلمة فوليت منه هاربة تولولين قال فقالت يا هذا إن ابن أبي طالب ع أخبرني و الله بما هو في لا و الله ما رأيت حيضا كما تراه المرأة قالت فرجع عمرو بن حريث إلى أمير المؤمنين فقال له يا ابن أبي طالب ع ما هذا التكهن قال ويلك يا ابن حريث ليس هذا مني كهانة إن الله تبارك و تعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثم كتب بين أعينها مؤمن أو كافر ثم أنزل بذلك قرآنا على محمد إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ فكان رسول الله ص من المتوسمين و أنا بعده و الأئمة من ذريتي.

8- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي سليمان الديلمي عن معاوية الدهني عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِ فقال يا معاوية ما يقولون في هذا قال قلت يزعمون أن الله تبارك و تعالى يعرف المجرمون بسيماهم يوم القيامة فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم و أقدامهم و يلقون في النار قال فقال لي و كيف يحتاج الجبار تبارك و تعالى إلى معرفة خلق أنشأهم و هو خلقهم قال فقلت فما ذاك جعلت فداك قال ذلك لو قد قام قائمنا أعطاه الله السيماء فيأمر بالكافر فيوخذ بنواصيهم و أقدامهم ثم يخبط بالسيف خبطا.

9- حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن محمد بن مسلم و إبراهيم عن

[ص : 357]

أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع إن الله تبارك و تعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام فلما ركب الأرواح في أبدانها كتب بين أعينهم مؤمن أو كافر و ما هم به مبتلون و ما هم عليه من سيئ أعمالهم و حسنة في قدر أذن الفأرة ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ و كان رسول الله ص هو المتوسم و أنا بعده و الأئمة من ذريتي هم المتوسمون.

10- حدثنا محمد بن الحسين عن عمرو بن عثمان عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص اتقوا من فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ثم تلا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ.

11- حدثنا أبو طالب عن حماد بن عيسى عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قول الله تعالى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ قال هم الأئمة قال رسول الله ص اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله لقول الله إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ.

12- حدثنا سلمة بن الخطاب عن يحيى بن إبراهيم قال حدثني أسباط بن سالم قال كنت عند أبي عبد الله ع فدخل عليه رجل من أهل بيته فقال أصلحك الله قول الله في كتابه إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ قال نحن المتوسمون و السبيل فينا مقيم.

13- حدثنا أبو الفضل العلوي عن سعيد بن عيسى الكبري قال حدثنا إبراهيم بن الحكم بن ظهير عن أبيه عن شريك بن عبد الله عن عبد الأعلى التغلبي عن أبي وقاص عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال سمعت أمير المؤمنين ع يقول في قول الله عز و جل إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ فكان رسول الله ص يعرف الخلق بسيماهم و أنا بعده المتوسم و الأئمة من ذريتي المتوسمون إلى يوم القيامة.

14- حدثنا إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن الحرث بن حصين عن

[ص : 358]

الأصبغ بن نباتة قال كنا وقوفا على رأس أمير المؤمنين ع بالكوفة و هو يعطي العطاء في المسجد إذ جاءته امرأة فقالت يا أمير المؤمنين ع أعطيت العطاء جميع الأحياء إلا هذا الحي من مراد لم تعطهم شيئا فقال لها اسكتي يا جرية يا بذية يا سلفع يا سلقلو يا من لا تحيض كما تحيض النساء قال فولت ثم خرجت من المسجد فتبعها عمرو بن حريث فقال أيتها المرأة قد قال علي ع ما قال فقالت و الله ما كذب و إن كان ما رماني به لفي و ما اطلع على أحد إلا الله الذي خلقني و أمي التي ولدتني فرجع عمرو بن حريث فقال يا أمير المؤمنين تبعت المرأة فسألتها عن ما رميتها في بدنها فأقرت بذلك كله فمن أين علمت ذلك فقال إن رسول الله ص علمني ألف باب من الحلال و الحرام مما كان و مما كائن إلى يوم القيامة كل باب يفتح ألف باب حتى علمت علم المنايا و البلايا و القضايا و فصل الخطاب و حتى علمت المذكرات من النساء و المؤنثين من الرجال.

15- حدثنا أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن البراء عن علي بن حسان عن عبد الكريم يعني ابن كثير قال حججت مع أبي عبد الله ع فلما صرنا في بعض الطريق صعد على جبل فأشرف فنظر إلى الناس فقال ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج فقال له داود الرقي يا ابن رسول الله ص هل يستجيب الله دعاء هذا الجمع الذي أرى قال ويحك يا أبا سليمان إن الله لا يغفر أن يشرك به الجاحد لولاية علي كعابد وثن قال قلت جعلت فداك هل تعرفون محبكم و مبغضكم قال ويحك يا با سليمان إنه ليس من عبد يولد إلا كتب بين عينيه مؤمن أو كافر إن الرجل ليدخل إلينا بولايتنا و بالبراءة من أعدائنا فترى مكتوبا بين عينيه مؤمن أو كافر و قال الله عز و جل إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ نعرف عدونا من ولينا.

16- حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن غير واحد منهم عن

[ص : 359]

بكار كردم و عيسى بن سليمان عن أبي عبد الله ع قال سمعناه و هو يقول جاءت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين ع و هو على المنبر و قد قتل أباها و أخاها فقالت هذا قاتل الأحبة فنظر إليها فقال لها يا سلفع يا جرية يا بذية يا التي لا تحيض كما تحيض النساء يا التي على هنها شيء بين مدلى قال فمضت و تبعها عمرو بن حريث لعنه الله و كان عثمانيا فقال لها أيتها المرأة ما تزال يسمعنا ابن أبي

طالب ع العجائب فما ندري حقها من باطلها و هذه داري فادخلي فإن لي أمهات حتى ينظرن حقا أم باطلا و أهب لك شيئا قال فدخلت فأمر أمهات أولاده فنظرن فإذا شيء على ركبها مدلى فقالت يا ويلها اطلع منها علي بن أبي طالب ع على شيء لم يطلعه عليه إلا أمي و قابلتي قال فوهب لها عمرو بن حريث شيئا.

17- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن سليمان الديلمي عن معاوية الدهني عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَ الْأَقْدامِ فقال يا معاوية ما يقولون في هذا قلت يزعمون أن الله تبارك و تعالى يعرف المجرمون بسيماهم في القيامة فيأمر بهم فيؤخذ بنواصيهم و أقدامهم فيلقون في النار فقال لي و كيف يحتاج الجبار تبارك و تعالى إلى معرفة خلق أنشأهم و هم خلقه فقلت جعلت فداك و ما ذلك قال لو قام قائمنا أعطاه الله السيماء فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم و أقدامهم ثم يخبط بالسيف خبطا.

18- حدثنا الحسين بن علي الدينوري عن محمد بن الحسين قال حدثني إبراهيم بن غياث عن عمرو بن ثابت عن ابن أبي حبيب عن الحرث الأعور قال كنت ذات يوم مع أمير المؤمنين في مجلس القضاء إذ أقبلت امرأة مستعدية على زوجها فتكلمت بحجتها و تكلم الزوج بحجته فوجب القضاء عليها فغضبت غضبا شديدا ثم قالت و الله يا

[ص : 360]

أمير المؤمنين ع لقد حكمت علي بالجور و ما بهذا أمرك الله تعالى فقال لها يا سلفع يا مهيع يا قردع بل حكمت عليك بالحق الذي علمته فلما سمعت عنه هذا الكلام ولت هاربة و لم ترد عليه جوابا فاتبعها عمرو بن حريث فقال لها و الله يا أمة الله لقد سمعت منك اليوم عجبا و سمعت أمير المؤمنين ع قال لك قولا فقمت من عنده هاربة ما رددت عليه حرفا فأخبريني عافاك الله الذي ما قال لك حتى لم تقدري أن تردين عليه حرفا قالت يا عبد الله لقد أخبرني بأمر ما يطلع عليه إلا الله تبارك و تعالى و أنا و ما قمت من عنده إلا مخافة أن يخبرني بأعظم مما رماني به فصبرت على واحدة كان أجمل من أن أصبر على واحدة بعدها أخرى فقال لها عمرو فأخبريني عافاك الله ما الذي قال لك قالت يا عبد الله إنه قال لي ما أكره و بعد فإنه قبيح أن يعلم الرجل ما في النساء من العيوب فقال لها و الله ما تعرفني و لا أعرفك لعلك لا تراني و لا أراك بعد يومي هذا فقال عمرو فلما رأتني قد ألححت عليها قال أما قوله بي يا سلفح فو الله ما كذب علي إني لا أحيض من حيث تحيض النساء و أما قوله يا مهيع فإني و الله صاحبة النساء و ما أنا بصاحبة الرجال و أما قوله يا قردع فإني المخربة بيت زوجي و ما أبقي عليه فقال لها ويحك ما علمه بهذا تراه ساحرا أو كاهنا أو مخدوما أخبرك بما فيك و هذا علم كثير فقالت له بئس ما قلت له يا عبد الله ليس هو بساحر و لا كاهن و لا مخدوم و لكنه من أهل بيت النبوة و هو وصي رسول الله ص و وارثه و هو يخبر الناس بما ألقى إليه رسول الله ص و لكنه حجة الله على هذا الخلق بعد نبينا قال و أقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه فقال له أمير المؤمنين يا عمرو بما استحلك أن ترميني بما رميتني به قال أما و الله لقد كانت المرأة أحسن قولا في منك و لأقفن أنا و أنت من الله موقفا فانظر كيف تخلص من الله فقال يا أمير المؤمنين ع أنا تائب إلى الله و إليك مما كان فاغفر لي غفر الله لك فقال لا و الله لا أغفر لك هذا الذنب أبدا حتى أقف أنا و أنت بين يدي من لا يظلمك شيئا.

[ص : 361]

نادر من الباب

1- حدثنا الحسن بن علي بن عبد الله عن عيسى بن هشام عن سليمان عن أبي عبد الله قال سأله رجل عن الإمام هل فوض الله إليه كما فوض إلى سليمان فقال نعم و ذلك أنه سأله رجل من مسألة فأجاب و سأله رجل آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأول ثم سأله آخر عنها فأجابه بغير جواب الأولين ثم قال هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير حساب هكذا في قراءة علي ع قال قلت أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام قال سبحان الله أ ما تسمع قول الله تعالى في كتابه إن في ذلك لآيات للمتوسمين و هم الأئمة و إنها لبسبيل مقيم لا يخرج منها أبدا ثم قال نعم إن الإمام إذا نظر إلى رجل عرفه و عرف لونه و إن سمع كلامه من خلف حائط عرفه و عرف ما هو لأن الله يقول وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْعالِمِينَ فهم العلماء و ليس يسمع شيئا من الإنس إلا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم به.