5- باب في أن ما فوض إلى رسول الله ص فقد فوض إلى الأئمة ع

1- حدثنا يعقوب بن يزيد عن أحمد بن الحسن بن زياد عن محمد بن الحسن الميثمي عن أبيه عن أبي عبد الله قال سمعته يقول إن الله أدب رسوله ص حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فما فوض الله إلى رسوله فقد فوضه إلينا.

2- حدثنا حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن موسى بن أشيم قال دخلت على أبي عبد الله فسألته عن مسألة فأجابني فبينا أنا جالس إذ جاءه رجل فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني ثم جاء آخر فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني و أجاب صاحبي ففزعت من ذلك و عظم علي فلما خرج القوم

[ص : 384]

نظر إلي فقال يا ابن أشيم كأنك جزعت قلت جعلني الله فداك إنما جزعت من ثلاث أقاويل في مسألة واحدة فقال يا ابن أشيم إن الله فوض إلى داود ع أمر ملكه فقال هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِساب و فوض إلى محمد ص أمر دينه فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فإن الله تبارك و تعالى فوض إلى الأئمة منا و إلينا ما فوض إلى محمد ص فلا تجزع.

3- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن سيف بن عميرة عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول من أحللنا له شيئا أصابه من أعمال الظالمين فهو له حلال لأن الأئمة منا مفوض إليهم فما أحلوا فهو حلال و ما حرموا فهو حرام.

4- حدثنا أحمد بن موسى عن علي بن إسماعيل عن صفوان عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله ع فسمعته يقول إن الله أدب نبيه على محبته فقال إِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم قال ثم فوض إليه فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و قال من يطع الرسول ص فقد أطاع الله قال ثم قال و إن نبي الله فوض إلى علي ع و ائتمنه فسلمتم و جحد الناس و الله لحسبكم أن تقولوا إذا قلنا و تصمتوا إذا صمتنا و نحن فيما بينكم و بين الله فما جعل الله لأحد من خير في خلاف أمرنا.

5- حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن الله أدب نبيه على محبته فقال إِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم قال ثم فوض إليه فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ و إن رسول الله ص فوض إلى علي و ائتمنه فسلمتم و جحد الناس و نحن فيما بينكم و بين الله ما جعل الله لأحد من خير في خلافه.

[ص : 385]

6- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن الحسين عن أحمد بن الحسن عن محمد بن الحسن بن زياد عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن الله أدب رسوله حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فما فوض إلى رسول الله ص فوض إلينا.

7- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي نجران و الحسن بن علي بن فضال عن عاصم عن النحوي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الله أدب نبيه على محبته فقال إِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم ثم فوض إليه فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و قال من أطاع الرسول فقد أطاع الله ثم قال إن رسول الله ص فوض إلى علي بن أبي طالب ع و ائتمنه.

8- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن أبي بكر عن موسى بن أشيم قال كنت عند أبي عبد الله ع فسأله رجل عن آية من كتاب الله فأخبره بها ثم دخل عليه رجل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبره فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كاد قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي تركت أبا قتادة بالشام لا يخطي بالواو و شبهها و جئت إلى هذا يخطي هذا الخطاء كله و دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية بعينها فأخبره بخلاف ما أخبرني و أخبر صاحبي فسكنت نفسي و علمت أن ذلك عنه تعمد قال ثم التفت إلي فقال يا ابن أشيم إن الله فوض إلى سليمان بن داود ع فقال هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِساب و فوض إلى نبيه ص فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فما فوض إلى رسول الله ص فقد فوضه إلينا.

9- حدثنا أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن زكريا الزجاجي قال سمعت أبا جعفر ع يذكر أن عليا ع كان فيما ولي بمنزلة سليمان بن داود قال الله تعالى فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِساب.

[ص : 386]

10- حدثنا محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن رفيد مولى ابن حبيرة قال أبو عبد الله ع إذا رأيت القائم أعطى رجلا مائة ألف و أعطى آخر درهما فلا يكبر في صدرك و في رواية أخرى فلا يكبر ذلك في صدرك فإن الأمر مفوض إليه.

11- حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن علي بن صامت عن أديم بن الحسن قال أديم سأله موسى بن أشيم يعني أبا عبد الله ع عن آية من كتاب الله فخبره بها فلم يبرح حتى دخل رجل فسأله عن تلك الآية بعينها فأخبره بخلاف ما أخبره قال ابن أشيم فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كنت كاد قلبي يشرح بالسكاكين و قلت تركت أبا قتادة بالشام لا يخطي في الحرف الواحد الواو و شبهها و جئت إلى من يخطي هذا الخطاء كله فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه رجل آخر فسأله عن تلك الآية بعينها فأخبره بخلاف ما أخبرني و الذي سأله بعدي فتجلى عني و علمت أن ذلك تعمد منه فحدثت بشيء في نفسي فالتفت إلي أبو عبد الله ع فقال يا ابن أشيم لا تفعل كذا و كذا فحدثني عن الأمر الذي حدثت به نفسي ثم قال يا ابن أشيم إن الله فوض إلى سليمان بن داود ع فقال هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِساب و فوض إلى نبيه فقال ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فما فوض إلى نبيه فقد فوض إلينا يا ابن أشيم من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإيمان و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا أتدري ما الحرج قلت لا فقال بيده و ضم أصابعه كالشيء المصمت الذي لا يخرج منه شيء و لا يدخل فيه شيء

12- و ما وجدت في نوادر محمد بن سنان قال قال أبو عبد الله ع لا و الله ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول الله ص و إلى الأئمة ع فقال إِنّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ بِما أَراكَ اللّهُ و هي جارية

[ص : 387]

في الأوصياء.

13- حدثنا الحسن بن علي بن عبد الله عن عبيس بن هشام عن عبد الصمد بن بشير عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله ع قال سألته عن الإمام فوض الله إليه كما فوض إلى سليمان فقال نعم و ذلك أن رجلا سأله عن مسألة فأجابه فيها و سأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأول ثم سأله آخر من تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأولين ثم قال هذا عطاؤنا فأمسك أو أعط بغير حساب و هكذا هي في قراءة علي قال قلت أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام فقال سبحان الله أ ما تسمع الله يقول في كتابه إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْمُتَوَسِّمِينَ و هم الأئمة وَ إِنَّها لَبِسَبِيل مُقِيم لا يخرج منها أبدا ثم قال نعم إن الإمام إذا نظر إلى الرجل عرفه و عرف لونه و إن سمع كلامه من خلف حائط عرفه و عرف ما هو إن الله يقول وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِلْعالِمِينَ فهم العلماء و ليس يسمع شيئا من الألسن تنطق إلا عرفه ناج أو هالك فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم به.

6- باب في الأئمة أنهم يوفقون و يسددون فيما لا يوجد في الكتاب و السنة

1- حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن سورة بن كليب قال قلت لأبي عبد الله ع بأي شيء يفتي الإمام قال بالكتاب قلت فما لم يكن في الكتاب قال بالسنة قلت فما لم يكن في الكتاب و السنة قال ليس شيء إلا في الكتاب و السنة

[ص : 388]

قال فكررت مرة أو اثنتين قال يسدد و يوفق فأما ما تظن فلا.

2- حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن أيوب عن علي بن إسماعيل عن ربعي عن خيثم عن أبي عبد الله ع قال قلت له يكون شيء لا يكون في الكتاب و السنة قال لا قال قلت فإن جاء شيء قال لا حتى أعدت عليه مرارا فقال لا يجيء ثم قال بإصبعه بتوفيق و تسديد ليس حيث تذهب ليس حيث تذهب.

3- حدثنا أحمد بن الحسين بن سعيد عن الميثمي عن ربعي عن خيثم عن أبي عبد الله ع قال قلت له يكون شيء لا يكون في الكتاب و السنة قال لا قلت فإن جاء شيء قال لا يجيء فأعدت عليه مرارا فقال لا يجيء ثم قال يا خيثم يوفق و يسدد ليس حيث تذهب.

4- حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله ع قال سأله سورة و أنا شاهد فقال جعلت فداك بما يفتي الإمام قال بالكتاب قال فما لم يكن في الكتاب قال بالسنة قال فما لم يكن في الكتاب و السنة فقال ليس من شيء إلا في الكتاب و السنة قال ثم مكث ساعة ثم قال يوفق و يسدد و ليس كما تظن.

5- حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن سورة بن كليب عن أبي عبد الله ع قال دخلت عليه بمنى فقلت جعلت فداك الإمام بأي شيء يحكم قال بالكتاب قلت فما ليس في الكتاب قال بالسنة قلت فما ليس في السنة و لا في الكتاب قال فقال بيده قد أعرف الذي تريد يسدد و يوفق و ليس كما تظن.

[ص : 389]

7- باب في المعضلات التي لا توجد في الكتاب و السنة ما يعرفه الأئمة

1- حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن يحيى الخثعمي عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر ع قال كان علي إذا ورد عليه أمر ما نزل به كتاب و لا سنة قال رجم فأصاب قال أبو جعفر ع و هي المعضلات.

2- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد بن يحيى عن عبد الرحيم عن أبي جعفر ع قال كان علي ع يقضى بكتاب الله و سنة رسول الله فإذا جاءه ما ليس في الكتاب و السنة رجم فأصاب و هي المعضلات.

3- حدثني علي بن إسماعيل بن عيسى بن صفوان بن يحيى عن عبد الله مسكان عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر ع قال إن عليا ع إذا ورد عليه أمر ما نزل به كتاب و لا سنة قال رجم فأصاب قال ع و هي المعضلات.

4- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد و البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله مسكان عن عبد الرحيم قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن عليا ع إذا ورد عليه أمر لم يجئ به كتاب و لا سنة رجم به يعني ساهم فأصاب ثم قال يا عبد الرحيم و تلك المعضلات.

5- حدثنا أحمد بن موسى عن أبي يوسف عن ابن أبي عمير عن محمد بن يحيى عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول كان علي ع إذ سئل فيما ليس في كتاب و لا سنة رجم فأصاب و هي المعضلات.

6- حدثنا أحمد بن موسى عن أيوب بن نوح عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر ع قال كان علي ع إذا ورد عليه أمر ما نزل

[ص : 390]

فيه كتاب و لا سنة رجم فأصاب قال أبو جعفر و هي المعضلات.

7- حدثنا محمد بن موسى عن موسى الحلبي عن أبي عبد الله ع قال كان أمير المؤمنين إذا ورد عليه ما ليس في كتاب و لا سنة نبيه فيرجمه فيصيب ذلك و هي من المعضلات.

8- باب في الإمام أنه يعرف شيعته من عدوه بالطينة التي خلقوا فيها بوجوههم و أسمائهم

1- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي عن خلف بن حماد عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة أن أمير المؤمنين ع صعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إن شيعتنا من طينة مخزونة قبل أن يخلق آدم بألفي سنة لا يشذ فيها شاذ و لا يدخل فيها داخل و إني لأعرفهم حين ما أنظر إليهم لأن رسول الله ص لما تفل في عيني و أنا أرمد قال أذهب عنه الحر و القر و البرد و بصره صديقه من عدوه فلم يصبني رمد بعد و لا حر و لا برد و لإني لأعرف صديقي من عدوي فقام رجل من الملأ فسلم ثم قال و الله يا أمير المؤمنين إني لأدين الله بولايتك و إني لأحبك في السر كما أظهر في العلانية فقال له علي ع كذبت فو الله ما أعرف اسمك في الأسماء و لا وجهك في الوجوه و إن طينتك لمن غير تلك الطينة قال فجلس الرجل قد فضحه الله و أظهر عليه ثم قام آخر فقال يا أمير المؤمنين ع إني لأدين الله بولايتك و إني لأحبك في السر كما أحبك في العلانية فقال له صدقت طينتك من تلك الطينة و على ولايتنا أخذ ميثاقك و إن روحك من أرواح المؤمنين فاتخذ للفقر جلبابا فو الذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله ص يقول إن الفقر إلى محبينا أسرع من السيل من أعلى الوادي إلى أسفله.

[ص : 391]

2- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن سعد بن ظريف عن الأصبغ بن نباتة قال كنت مع أمير المؤمنين ع فأتاه رجل فسلم عليه قال يا أمير المؤمنين إني و الله لأحبك في الله و أحبك في السر كما أحبك في العلانية و أدين الله بولايتك في السر كما أدين بها في العلانية و بيد أمير المؤمنين ع عود فطأطأ به رأسه ثم نكت بعوده في الأرض ساعة ثم رفع رأسه إليه فقال إن رسول الله ص حدثني بألف حديث لكل حديث ألف باب و إن أرواح المؤمنين تلتقي في الهواء فتشام فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف ويحك لقد كذبت فما أعرف وجهك في الوجوه و لا اسمك في الأسماء قال ثم دخل عليه آخر فقال يا أمير المؤمنين إني أحبك في الله و أحبك في السر كما أحبك في العلانية و أدين الله بولايتك في السر كما أدين الله بها في العلانية قال فنكت بعوده الثانية ثم رفع رأسه إليه فقال له صدقت إن طينتنا طينة مخزونة أخذ الله ميثاقها من صلب آدم فلم يشذ منها شاذ و لا يدخل منها داخل من غيرها اذهب و اتخذ للفقر جلبابا فإني سمعت رسول الله ص يقول يا علي بن أبي طالب و الله الفقر أسرع إلى محبينا من السيل إلى بطن الوادي.

3- حدثنا عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه سليمان الديلمي عن هارون بن الجهم عن سعد الخفاف عن أبي جعفر قال بينا أمير المؤمنين ع يوما جالس في المسجد و أصحابه حوله فأتاه رجل من شيعته فقال يا أمير المؤمنين ع إن الله يعلم أني أدينه بحبك في السر كما أدينه بحبك في العلانية و أتولاك في السر كما أتولاك في العلانية فقال أمير المؤمنين ع صدقت أما فاتخذ للفقر جلبابا فإن الفقر أسرع إلى شيعتنا من السيل إلى قرار الوادي قال فولى الرجل و هو يبكي فرحا لقول أمير المؤمنين ع صدقت قال رجل من الخوارج يحدث صاحبا له قريبا من أمير المؤمنين فقال أحدهما لصاحبه تالله إن رأيت كاليوم قط أنه أتاه رجل فقال له إني لأحبك فقال له صدقت فقال له الآخر أنا ما أنكرت من ذلك لم يجد بدا من أنه إذا قيل له إني لأحبك

[ص : 392]

أن يقول له صدقت تعلم أني لأحبه قال فأنا أقوم فأقول له مثل مقالة الرجل فيرد علي مثل ما رد عليه قال نعم فقام الرجل فقال له مثل مقالة الأولى فنظر إليه مليا ثم قال له كذبت لا و الله ما تحبني و لا أحبك قال فبكى الخارجي فقال يا أمير المؤمنين لتستقبلني بهذا و قد علم الله خلافه ابسط يديك أبايعك قال على ما ذا قال على ما عمل رزيق و حبتر قال فمد يده و قال له أصفق لعن الله الاثنين و الله لكأني بك قد قتلت على ضلال و وطئت وجهك دواب العراق فلا تغرنك قوتك قال فلم يلبث أن خرج عليه أهل النهروان و خرج الرجيم معهم فقتل.

9- باب ما تزاد الأئمة و يعرض على كل من كان قبلهم من الأئمة رسول الله و من دونه من الأئمة ع

1- حدثنا أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول لو لا نزاد لأنفدنا قال قلت تزادون شيئا لا يعلمه رسول الله قال إنه إذا كان ذلك عرض على رسول الله ص ثم على الأئمة ثم انتهى إلينا.

2- حدثنا محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول ليس شيء يخرج من الله حتى يبدأ برسول الله ص ثم بأمير المؤمنين ثم واحدا بعد واحد لكي لا يكون آخرنا أعلم من أولنا.

3- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن محمد بن الربيع عن عبد الله بن بكير عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لو لا أنا نزاد لأنفدنا

[ص : 393]

قال قلت جعلت فداك تزادون شيئا ليس عند رسول الله ص قال إنه إذا كان ذلك أتى إلى رسول الله ص فأخبره ثم أتى إلى علي ع فأخبره ثم إلى واحد بعد واحد حتى ينتهي إلى صاحب هذا الأمر.

4- حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب عن غياث بن مثنى الحلي عن يزيد بن إسحاق عن معمر قال قلت لأبي الحسن ع يكون عندكم ما لم يجئ عند النبي ص قال فقال يعرض ذلك عليه إذا حدث ثم على من بعده واحدا بعد واحد.

5- حدثنا موسى بن جعفر قال وجدت بخط أبي يعني جعفر بن محمد بن عبد الله يرويه عن محمد بن عيسى الأشعري عن محمد بن سليمان الديلمي مولى أبي عبد الله عن سليمان قال سألت أبا عبد الله ع فقلت جعلت فداك سمعتك و أنت تقول غير مرة لو لا أنا نزاد لأنفدنا قال أما الحلال و الحرام فقد و الله أنزله الله على نبيه بكماله و لا يزاد الإمام في حلال و لا حرام قال فقلت فما هذه الزيادة قال في سائر الأشياء سوى الحلال و الحرام قال قلت فتزادون شيئا يخفى على رسول الله ص قال لا إنما يخرج الأمر من عند الله فتأتيه به الملك رسول الله ص فيقول يا محمد ربك يأمرك بكذا و كذا فيقول انطلق به إلى علي فيأتي عليا ع فيقول انطلق به إلى الحسن فيقول انطلق به إلى الحسين فلم يزل هكذا ينطلق إلى واحد بعد واحد حتى يخرج إلينا قلت فتزادون شيئا لا يعلمه رسول الله ص فقال ويحك كيف يجوز أن يعلم الإمام شيئا لم يعلمه رسول الله ص و الإمام من قبله.

[ص : 394]

6- حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد الله ع إن لله علمين علما أظهر عليه ملائكته و أنبياءه و رسوله فما أظهر عليه ملائكته و رسوله و أنبياءه فقد علمناه و علما استأثر به فإذا بدا لله في شيء منه أعلمناه ذلك و عرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا.

7- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله البرقي رفعه إلى أبي عبد الله ع قال إذا كان ذلك بدئ برسول الله ص ثم الأدنى فالأدنى حتى ينتهي إلى صاحب الأمر الذي في زمانه.

8- حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن علي بن النعمان عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول لو لا أنا نزاد نفدنا قال قلت فتزادون شيئا لا يعمله رسول الله ص قال إذا كان ذلك عرض على رسول الله ص و على الأئمة ثم انتهى الأمر إلينا.

9- حدثنا محمد بن هارون عن موسى بن الحسين عن علي بن جعفر ع عن أخيه موسى قال قال أبو عبد الله ع إن لله علمين علما أظهر عليه ملائكته و رسله و أنبياءه فما أظهر عليه ملائكته و أنبياءه و رسله فقد علمناه و علما استأثر به فإن بدا له في شيء منه أعلمناه و عرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا.

10- حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله ع قال إن لله علمين علما أظهر عليه ملائكته و رسله و أنبياءه فذلك قد علمناه و علما استأثر به فإن ذا بدا له في شيء منه علمنا ذلك و عرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا.

11- حدثنا محمد بن عيسى عن يونس عن هشام بن سالم قال قلت لأبي عبد الله ع كلام سمعته عن أبي الخطاب فقال أعرضه علي قال فقلت يقول إنكم تعلمون

[ص : 395]

الحلال و الحرام و فصل ما بين الناس فلما أردت القيام أخذ بيدي فقال ع يا محمد علم القرآن و الحلال و الحرام يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل و النهار.

10- باب في الأئمة أنهم يزادون في الليل و النهار و لو لا ذلك لنفد ما عندهم

1- حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صفوان بن يحيى قال سمعت أبا الحسن ع يقول كان جعفر ع يقول لو لا أنا نزاد لأنفدنا.

2- حدثنا أحمد بن محمد عن عمرو عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ذريح المحاربي قال قال لي أبو عبد الله يا ذريح لو لا أنا نزاد لأنفدنا.

3- حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين قال قلت جعلت فداك كل ما كان عند رسول الله ص فقد أعطاه أمير المؤمنين بعده ثم الحسن بعد أمير المؤمنين ع ثم الحسين ثم كل إمام إلى أن تقوم الساعة قال نعم مع الزيادة التي تحدث في كل سنة و في كل شهر إي و الله و في كل ساعة.

4- حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن محمد بن حكيم قال سمعت أبا الحسن ع يقول كان أبو جعفر ع يقول لو لا أنا نزاد لأنفدنا.

5- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إنا لنزاد في الليل و النهار و لو لم نزد لنفد ما عندنا.

[ص : 396]

6- حدثنا أحمد بن محمد عن أبي عبد الله البرقي عن صفوان عن أبي الحسن الرضا ع قال قال أبو عبد الله ع لو لا أنا نزاد لأنفدنا و عنه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن ذريح عن أبي عبد الله ع مثله.

7- حدثنا عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم عن عمرو قال حدثني بشر بن إبراهيم عن أبي عبد الله ع قال كنت جالسا عند أبي عبد الله ع إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة فقال ما عندي فيها شيء فقال الرجل إنا لله و إنا إليه راجعون هذا الإمام المفترض الطاعة سألته عن مسألة فزعم أنه ليس عنده فيها شيء فأصغى أبو عبد الله ع أذنه إلى الحائط كان إنسانا يكلمه فقال أين السائل عن مسألة كذا و كذا و كان الرجل قد جاوز أسكفة الباب قال ها أنا ذا فقال القول فيها هكذا ثم التفت إلي فقال لو لا نزاد لنفد ما عندنا.

11- باب في الأئمة أنهم يعرفون بالإخبار من هو غائب عنهم

1- حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن الحرث بن المغيرة النضري قال قال أبو عبد الله ع اتقوا الكلام فإنا نؤتى به.

2- حدثنا محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن حكم بن الحسين الحناط عن الحرث بن المغيرة و أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله ع قال ما يحدث فيكم حدث إلا علمناه قلت و كيف ذاك قال يأتينا به راكب يضرب.

3- حدثنا محمد بن عيسى عن يونس عن الحرث النضري قال قال أبو عبد الله ع اتقوا الكلام فإنا نؤتى به.

4- حدثنا عمران بن موسى حدثني أبو الحسن موسى بن جعفر عن علي بن معبد عن علي بن الحسين

[ص : 397]

عن علي بن عبد العزيز عن أبيه قال أبو عبد الله لما ولي عبد الملك بن مروان و استقامت له الأشياء كتب إلى الحجاج كتابا و خطه بيده بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف أما بعد فجنبني دماء بني عبد المطلب فإني رأيت آل أبي سفيان لما ولعوا فيها لم يلبثوا بعدها إلا قليلا و السلام و كتب الكتاب سرا لم يعلم به أحد و بعث به مع البريد إلى الحجاج و ورد خبر ذلك عليه من ساعته عن علي بن الحسين ع و أخبر أن عبد الملك قد زيد في ملكه برهة من دهره لكفه عن بني هاشم و أمر أن يكتب ذلك إلى عبد الملك و يخبره بأن رسول الله ص أتاه في منامه و أخبره بذلك فكتب علي بن الحسين بذلك إلى عبد الملك بن مروان.

5- حدثنا محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن عروة بن موسى الجعفي قال قال لنا أبو عبد الله ع يوما و نحن نتحدث عنده فقيت عين هشام في قبره قلنا و متى مات قال ثلاثة أيام فحسبنا و سألنا عن ذلك فكان كذلك.

12- باب ما أعطي الأئمة من القدرة أن يسيروا في الأرض

1- حدثني أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال إن رجلا منا صلى العتمة بالمدينة و أتى قوم موسى في شيء تشاجر بينهم و عاد من ليلته و صلى الغداة بالمدينة.

2- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن جابر قال كنت يوما عند أبي جعفر جالسا فالتفت إلي فقال لي يا جابر أ لك الحمار فيقطع ما بين المشرق و المغرب في ليلة فقلت له لا جعلت فداك فقال إني لأعرف رجلا بالمدينة له حمار يركبه فيأتي المشرق و المغرب في ليلة.

3- حدثنا عبد الله بن عامر عن الربيع بن الخطاب عن جعفر بن بشير عن

[ص : 398]

يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع قال إن رجلا منا صلى العتمة بالمدينة ثم أتى قوم موسى في شيء كان بينهم فأصلح بينهم و رجع من ليلته و صلى الغداة بالمدينة.

4- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن بالمدينة رجلا قد أتى المكان الذي به ابن آدم فرآه معقولا معه عشرة موكلين به يستقبلون به الشمس حيث ما دارت في الصيف يوقدون حوله النار فإذا كان الشتاء صبوا عليه الماء البارد كلما هلك من العشرة أقام على أهل القرية رجلا فيجعلونه مكانه فقال يا عبد الله ما قصتك و لأي شيء ابتليت بهذا فقال لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك إنك لأحمق الأناس أو أكيس الناس قال فقلت لأبي جعفر ع أ يعذب في الآخرة قال فقال و يجمع الله عليه عذاب الدنيا و عذاب الآخرة.

5- حدثنا سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة و عبد الله بن محمد عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم بن الحرث عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع إن الأوصياء لتطوى لهم الأرض و يعملون ما عند أصحابهم.

6- حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن العلاء عن محمد بن مسلم قال سمعته يقول إني لأعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل انطباق الأرض إلى الفئة الذين قال الله في كتابه وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ لمشاجرة كانت بينهم فأصلح بينهم و رجع.

7- حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن بعض أصحابنا عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع قال إن رجلا منا أتى قوم موسى في شيء كان بينهم فأصلح بينهم فمر برجل معقول عليه ثياب مسوح معه عشرة موكلين به يستقبلون به في الشتاء و تصبون عليه الماء البارد و يستقبل به في الحر عين الشمس يدار به معها حيث ما دارت و يوقد حوله

[ص : 399]

النيران كلما مات من العشرة واحد أضاف أهل القرية إليه آخر فالناس يموتون و العشرة لا ينقصون فقال ما أمرك قال إن كنت عالما فما أعرفك بي قال علاء قال محمد بن مسلم و يروون أنه ابن آدم و يروون أنه أبو جعفر ع كان صاحب هذا الأمر.

8- حدثنا محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال يا جابر هل لك من حمار يسير بك من المطلع إلى المغرب في يوم واحد قال قلت يا أبا جعفر جعلني الله فداك و أنى لي هذا قال فقال أبو جعفر ع و ذلك كان أمير المؤمنين ع ثم قال أ لم تسمع قول رسول الله ص في علي بن أبي طالب ع لتبلغن الأسباب و الله لتركبن السحاب.

9- حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال قال أبو جعفر ع يا أبا الفضل إني لأعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل مطلع الشمس و قبل مغربها إلى الفئة التي قال الله وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ لمشاجرة كانت فيما بينهم فأصلح بينهم.

10- حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن بعض أصحابنا عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله ع قال إن رجلا منا أتى قوم موسى في شيء كان بينهم و رجع و لم يقعد فمر بنطفكم فشرب منها و مر على بابك فدق عليك حلقة بابك ثم رجع إلى منزله و لم يقعد.

11- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن أبيه عن ابن مسكان عن سدير الصيرفي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إني لأعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل انطباق الأرض إلى الفئة التي قال الله في كتابه وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ لمشاجرة كانت فيما بينهم و أصلح بينهم و رجع و لم يقعد فمر بنطفكم فشرب منها يعني الفرات ثم مر عليك يا أبا الفضل يقرع عليك بابك و مر برجل عليه

[ص : 400]

مسوح معقل به عشرة موكلون يستقبل في الصيف عين الشمس و يوقد حوله النيران و يدورون به حذاء الشمس حيث دارت كلما مات من العشرة واحد أضاف إليه أهل القرية واحدا الناس يموتون و العشرة لا ينقصون فمر به رجل فقال ما قصتك قال له الرجل إن كنت عالما فما أعرفك بأمري و يقال إنه ابن آدم القاتل و قال محمد بن مسلم و كان الرجل محمد بن علي.

12- حدثنا علي بن خالد عن يعقوب بن يزيد عن العباس الوراق عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان قال حدثني ليث المرادي عن سدير يحدث فأتيته فقلت إن ليث المرادي حدثني عنك بحديث فقال و ما هو قلت أخبرني عنك أنك كنت مع أبي جعفر ع في سقيفة بابه إذ مر أعرابي من أهل اليمن فسأله أبو جعفر ع من عالم أهل اليمن فأقبل يحدث عن الكهنة و السحرة و أشباههم فلما قام الأعرابي قال له أبو جعفر و لكن أخبرك عن عالم أهل المدينة أنه يذهب إلى مطلع الشمس و يجيء في ليلة و أنه ذهب إليها ليلة فأتاها فإذا رجل معقول برجل و إذا عشرة موكلون به أما في البرد فيرشون عليه الماء البارد و يروحونه و أما في الصيف فيصبون على رأسه الزيت و يستقبلون به عين الشمس فقال للعشرة ما أنتم و ما هذا فقالوا لا ندري إلا أنا موكلون فإذا مات منا واحد خلفه آخر فقال للرجل ما أنت فقال إن كنت عالما فقد عرفتني و إن لم تكن عالما فلست أخبرك فلما انصرف من فراتكم فقلت فراتنا فرات الكوفة قال نعم فراتكم فرات الكوفة و لو لا أني كرهت أن أشهرك رفعت عليك بابك فسكت.

13- حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد الرازي عن إسماعيل بن موسى عن أبيه عن جده عن عمه عبد الصمد بن علي قال دخل رجل على علي بن الحسين ع فقال له علي بن الحسين ع من أنت قال أنا منجم قال فأنت عراف قال فنظر إليه ثم قال هل

[ص : 401]

أدلك على رجل قد مر مذ دخلت علينا في أربع عشر عالما كل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات لم يتحرك من مكانه قال من هو قال أنا و إن شئت أنبأتك بما أكلت و ما ادخرت في بيتك.

14- حدثنا محمد بن الحسين عن علي بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن عمر بن أبان الكلبي عن أبان بن تغلب قال كنت عند أبي عبد الله ع حيث دخل عليه رجل من علماء أهل اليمن فقال أبو عبد الله يا يماني أ فيكم علماء قال نعم قال فأي شيء يبلغ من علم علمائكم قال إنه ليسير في ليلة واحدة مسير شهرين يزجر الطير و يقفو الآثار فقال له فعالم المدينة أعلم من عالمكم قال فأي شيء يبلغ من علم عالمكم بالمدينة قال إنه يسير في صباح واحد مسيرة سنة كالشمس إذا أمرت إنها اليوم غير مأمورة و لكن إذا أمرت يقطع اثني عشر شمسا و اثني عشر قمرا و اثني عشر مشرقا و اثني عشر مغربا و اثني عشر برا و اثني عشر بحرا و اثني عشر عالما قال فما بقي في يد اليماني فما دري ما يقول و كف أبو عبد الله.

15- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن أبان بن تغلب قال كنت عند أبي عبد الله ع فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال يا أخا أهل اليمن عندكم علماء قال نعم قال فما بلغ من علم عالمكم قال يسير في ليلة مسيرة شهرين يزجر الطير و يقفو الأثر فقال أبو عبد الله ع عالم المدينة أعلم من عالمكم قال فما بلغ من علم عالم المدينة قال يسير في ساعة من النهار مسيرة شمس سنة حتى يقطع اثني عشر ألف مثل عالمكم هذا ما يعلمون إن الله خلق آدم و لا إبليس قال فيعرفونكم قال نعم ما افترض عليهم إلا ولايتنا و البراءة من عدونا.