[ص : 402]

13- باب في الأئمة أنهم يسيرون في الأرض من شاءوا من أصحابهم بالقدرة التي أعطاهم الله

1- حدثنا محمد بن حسان عن علي بن خالد و كان زيديا قال كنت في العسكر فبلغني أن هناك رجل محبوس أتي به من ناحية الشام مكبولا و قالوا إنه تنبأ قال علي فداريت القوادين و الحجب حتى وصلت إليه فإذا رجل له فهم فقلت له يا هذا ما قصتك و ما أمرك فقال لي كنت رجلا بالشام أعبد الله عند رأس الحسين بن علي بن أبي طالب ع فبينا أنا في عبادتي إذ أتاني شخص فقال قم بنا قال فقمت معه قال فبينا أنا معه في مسجد الكوفة فقال لي تعرف هذا المسجد قلت نعم هذا مسجد الكوفة قال فصلى و صليت معه فبينا أنا معه في مسجد المدينة قال فصلى و صليت و صلى على رسول الله ص و دعا له فبينا أنا معه إذا أنا بمكة فلم أزل معه حتى قضى مناسكه و قضيت مناسكي معه قال فبينا أنا معه إذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد الله فيه بالشام قال و مضى الرجل قال فلما كان عام قابل في أيام الموسم إذا أنا به و فعل بي مثل فعلته الأولى فلما فرغنا من مناسكنا و ردني إلى الشام و هم بمفارقتي قلت له سألتك بحق الذي أقدرك على ما رأيت إلا أخبرتني من أنت قال فأطرق طويلا ثم نظر إلي فقال أنا محمد بن علي بن موسى فتراقى الخبر إلى محمد بن عبد الملك الزيات قال فبعث إلي فأخذني و كبلني في الحديد و حملني إلى العراق و حبسني كما ترى قال قلت له ارفع قصتكم إلى محمد بن عبد الملك فقال و من لي يأتيه بالقصة قال فأتيته بقرطاس و دوات فكتب قصته إلى محمد بن عبد الملك فذكر في قصته ما كان قال فوقع في القصة قل للذي أخرجك في ليلة من الشام إلى الكوفة و من الكوفة إلى المدينة و من المدينة إلى المكان

[ص : 403]

أن يخرجك من حبسك قال علي فغمني أمره و وقفت له و أمرته بالعزاء قال ثم بكرت عليه يوما فإذا الجند و صاحب الحرس و صاحب السجن و خلق عظيم يتفحصون حاله قال فقلت ما هذا قالوا المحمول من الشام الذي تنبأ افتقد البارحة لا ندري خسف به الأرض أو اختطفه الطير في الهواء و قال علي بن خالد هذا زيديا فقال بالإمامة بعد ذلك و حسن اعتقاده.

2- حدثني محمد بن الحسين بن الحسن الخطاب الزيات عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن حفص الأبيض التمار قال دخلت على أبي عبد الله ع أيام صلب المعلى بن خنيس قال فقال لي يا أبا حفص إني أمرت المعلى بن خنيس بأمر فخالفني فابتلي بالحديد إني نظرت إليه يوما و هو كئيب حزين فقلت له ما لك يا معلى كأنك ذكرت أهلك و مالك و ولدك و عيالك قال أجل قلت ادن مني فدنا مني فمسحت وجهه فقلت أين تراك قال أراني في بيتي هذه زوجتي و هذا ولدي فتركته حتى تملأ منهم و أسرت منهم حتى نال منها ما ينال الرجل من أهله ثم قلت له ادن مني فدنا فمسحت وجهه فقلت أين تراك فقال أراني معك في المدينة هذا بيتك قال قلت له يا معلى إن لنا حديثا من حفظ علينا حفظ الله عليه دينه و دنياه يا معلى لا تكونوا أسرى في أيدي الناس بحديثنا إن شاءوا آمنوا عليكم و إن شاءوا قتلوكم إنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه و رزقه الله العزة في الناس و من أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت كبلا يا معلى بن خنيس و أنت مقتول فاستعد.

3- حدثنا الحسن بن أحمد عن سلمة عن الحسين بن علي عن ابن جبلة عن عبد الله بن سنان قال سألت أبا عبد الله ع فقال لي حوض ما بين بصرى إلى صنعاء أ تحب أن تراه قلت نعم جعلت فداك قال فأخذ بيدي و أخرجني إلى ظهر المدينة ثم

[ص : 404]

ضرب برجله فنظرت إلى النهر يجري لا يدرك حافتيه إلا الموضع الذي أنا فيه قائم فإنه شبيه بالجزيرة فكنت أنا و هو وقوفا فنظرت إلى نهر يجري جانبه ماء أبيض من الثلج و من جانبه هذا لبن أبيض من الثلج و في وسطه خمر أحسن من الياقوت فما رأيت شيئا أحسن من تلك الخمر بين اللبن و الماء فقلت له جعلت فداك من أين يخرج هذا و مجراه فقال هذه العيون التي ذكرها الله في كتابه أنهار في الجنة عين من ماء و عين من لبن و عين من خمر تجري في هذا النهر و رأيت حافتيه عليهما شجر فيهن حور معلقات برءوسهن شعر ما رأيت شيئا أحسن منهن و بأيديهن آنية ما رأيت آنية أحسن منها ليست من آنية الدنيا فدنا من إحداهن فأومى بيده تسقيه فنظرت إليها و قد مالت لتغرف من النهر فمال الشجر معها فاغترفت فمالت الشجرة معها ثم ناولته فشرب ثم ناولها و أومى إليها فمالت لتغرف فمالت الشجرة معها ثم ناولته فناولني فشربت فما رأيت شرابا كان ألين منه و لا ألذ منه و كانت رائحته رائحة المسك فنظرت في الكأس فإذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب فقلت له جعلت فداك ما رأيت كاليوم قط و لا كنت أرى أن الأمر هكذا فقال لي هذا أقل ما أعده الله لشيعتنا إن المؤمن إذا توفي صارت روحه إلى هذا النهر و رعت في رياضه و شربت من شرابه و إن عدونا إذا توفي صارت روحه إلى وادي برهوت فأخلدت في عذابه و أطعمت من زقومه و أسقيت من حميمه فاستعيذوا بالله من ذلك الوادي.

4- و عنه عن محمد بن المثنى عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول الله عز و جل وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قال فكنت مطرقا إلى الأرض فرفع يده إلى فوق ثم قال لي ارفع رأسك فرفعت رأسي فنظرت

[ص : 405]

إلى السقف قد انفجر حتى خلص بصري إلى نور ساطع حار بصري دونه قال ثم قال لي رأى إبراهيم ملكوت السماوات و الأرض هكذا ثم قال لي أطرق فأطرقت ثم قال لي ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا السقف على حاله قال ثم أخذ بيدي و قام و أخرجني من البيت الذي كنت فيه و أدخلني بيتا آخر فخلع ثيابه التي كانت عليه و لبس ثيابا غيرها ثم قال لي غض بصرك فغضضت بصري و قال لي لا تفتح عينك فلبثت ساعة ثم قال لي أ تدري أين أنت قلت لا جعلت فداك فقال لي أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين فقلت له جعلت فداك أ تأذن لي أن أفتح عيني فقال لي افتح فإنك لا ترى شيئا ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي ثم صار قليلا و وقف فقال لي هل تدري أين أنت قلت لا قال أنت واقف على عين الحياة التي شرب عنها الخضر ع و خرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا في بنائه و مساكنه و أهله ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الأول و الثاني حتى وردنا خمسة عوالم قال ثم قال هذه ملكوت الأرض و لم يرها إبراهيم و إنما رأى ملكوت السماوات و هي اثنا عشر عالما كل عالم كهيئة ما رأيت كلما مضى منا إمام سكن أحد هذه العوالم حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه قال ثم قال غض بصرك فغضضت بصري ثم أخذ بيدي فإذا نحن بالبيت الذي خرجنا منه فنزع تلك الثياب و لبس الثياب التي كانت عليه و عدنا إلى مجلسنا فقلت جعلت فداك كم مضى من النهار قال ع ثلاث ساعات.

5- حدثنا أحمد بن محمد عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن محمد بن عمار عن أبي بصير قال كنت عند أبي عبد الله ع فركض برجله الأرض فإذا بحر فيه سفن من فضة فركب و ركبت معه حتى انتهى إلى موضع فيه خيام من فضة فدخلها ثم خرج فقال رأيت الخيمة التي دخلتها أولا فقلت نعم قال تلك خيمة رسول الله ص و الأخرى

[ص : 406]

خيمة أمير المؤمنين ع و الثالث خيمة فاطمة و الرابعة خيمة خديجة و الخامسة خيمة الحسن و السادسة خيمة الحسين و السابعة خيمة علي بن الحسين و الثامنة خيمة أبي و التاسعة خيمتي و ليس أحد منا يموت إلا و له خيمة يسكن فيها.

6- حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن محمد عن إسحاق الجلاب قال اشتريت لأبي الحسن غنما كثيرة فدعاني فأدخلني من إصطبل داره إلى موضع واسع لا أعرفه فجعلت أفرق تلك الغنم فيمن أمرني ثم استأذنته في الانصراف إلى بغداد إلى والدتي و كان ذلك يوم التروية فكتب إلي تقيم غدا عندنا ثم تنصرف قال فأقمت فلما كان يوم عرفة أقمت عنده و بت ليلة الأضحى في رواق له فلما كان في السحر أتاني فقال لي يا إسحاق قم فقمت ففتحت عيني فإذا أنا على بابي ببغداد فدخلت على والدتي و أتاني أصحابي فقلت لهم عرفت بالعسكر و خرجت إلى العيد ببغداد.

7- حدثنا الحسين بن محمد بن عثمان عن معلى بن محمد بن عبد الله عن محمد بن يحيى عن صالح بن سعيد قال دخلت إلى أبي الحسن ع فقلت جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك و التقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك فقال هاهنا أنت يا ابن سعيد ثم أومأ بيده فقال انظر فنظرت فإذا بروضات آنقات و روضات ناضرات فيهن خيرات عطرات و ولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون و أطيار و ظباء و أنهار تفور فحار بصري و التمع و حسرت عيني و قال حيث كنا فهذا لنا عتيد و لسنا في خان الصعاليك.

8- حدثنا أحمد بن الحسين عن أبيه عن محمد بن سنان عن حماد بن عثمان عن المعلى بن خنيس قال كنت عند أبي عبد الله ع في بعض حوائجي قال فقال لي ما لي أراك كئيبا حزينا قال فقلت ما بلغني عن العراق من هذا الوباء أذكر عيالي قال فاصرف وجهك

[ص : 407]

فصرفت وجهي قال ثم قال ادخل دارك قال فدخلت فإذا أنا لا أفقد من عيالي صغيرا و لا كبيرا إلا و هو لي في داري بما فيها قال ثم خرجت فقال لي اصرف وجهك فصرفته فنظرت فلم أر شيئا.

9- حدثنا عبد الله بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن عمرو بن سعيد الثقفي عن يحيى بن الحسن بن الفرات عن يحيى بن المساور عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال لما صعد رسول الله ص الغار طلبه علي بن أبي طالب ع و خشي أن يغتاله المشركون و كان رسول الله ص على حرا و علي على ثبير فبصر به النبي ص فقال ما لك يا علي قال بأبي أنت و أمي خشيت أن يغتالك المشركون فطلبتك فقال النبي ص ناولني يدك يا علي فرجف الجبل حتى خطا برجله إلى الجبل الآخر ثم رجع الجبل إلى قراره.

10- حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن أبي نصر عن محمد بن حمران عن الأسود بن سعيد قال لي أبو جعفر يا أسود بن سعيد إن بيننا و بين كل أرض تر مثل تر البناء فإذا أمرنا في الأرض بأمر جذبنا ذلك التر فأقبلت الأرض بقليبها و أسواقها و دورها حتى تنفذ فيها ما نؤمر من أمر الله تعالى.

11- حدثنا الحسين بن محمد عن علي بن النعمان بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن محمد بن يحيى عن صالح بن سعيد قال دخلت على أبي الحسن ع فقلت له جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك و التقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك فقال هاهنا أنت يا ابن سعيد ثم أومأ بيده فقال انظر فإذا أنا بروضات ناضرات فيهن خيرات عطرات و ولدان كأنهن اللؤلؤ و أطباق رطبات فحار بصري فقال حيث كنا فهذا لنا عتيد و لسنا في خان الصعاليك [ص : ]408

14- باب في قدرة الأئمة ع و ما أعطوا من ذلك

1- حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبد الملك القمي قال حدثني إدريس عن الصادق ع قال سمعته يقول إن منا أهل البيت لمن الدنيا عنده بمثل هذه و عقد بيده عشرة.

2- حدثنا علي بن إسماعيل عن موسى بن طلحة عن حمزة بن عبد المطلب بن عبد الله الجعفي قال دخلت على الرضا ع و معي صحيفة أو قرطاس فيه عن جعفر ع أن الدنيا مثلت لصاحب هذا الأمر في مثل فلقة الجوزة فقال يا حمزة ذا و الله حق فانقلوه إلى أديم.

3- حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد الله ع إن الدنيا تمثل للإمام في فلقة الجوز فما تعرض لشيء منها و إنه ليتناولها من أطرافها كما يتناول أحدكم من فوق مائدته ما يشاء فلا يعزب عنه منها شيء.

4- حدثنا عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن خالد عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن أبي الحسن ع قال كتبت في ظهر قرطاس إن الدنيا ممثله للإمام كفلقة الجوزة فدفعته إلى أبي الحسن ع و قلت جعلت فداك إن أصحابنا رووا حديثا ما أنكرته غير أني أحببت أن أسمعه منك قال فنظر فيه ثم طواه حتى ظننت أنه قد شق عليه ثم قال هو حق فحوله في أديم.

15- باب في ركوب أمير المؤمنين ع السحاب و ترقيه في الأسباب و الأفلاك

1- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن سنان عن عبد الرحيم أنه قال ابتدأني

[ص : 409]

أبو جعفر ع فقال أما إن ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول و ذخر لصاحبكم الصعب قلت و ما الصعب قال ما كان من سحاب فيه رعد و برق و صاعقة فصاحبكم يركبه أما إنه سيركب السحاب و يرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع خمسة عوامر و اثنين خراب.

2- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي بصير عن أبي جعفر ع أنه قال إن عليا ع ملك ما في الأرض و ما في تحتها فعرضت له السحابان الصعب و الذلول فاختار الصعب و كان في الصعب ملك ما تحت الأرض و في الذلول ملك ما فوق الأرض و اختار الصعب على الذلول فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاث خراب و أربع عوامر.

3- حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن أبي خالد و أبو سلام عن سورة عن أبي جعفر ع قال إن ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول و ذخر لصاحبكم الصعب قال قلت و ما الصعب قال ما كان من سحاب فيه رعد و صاعقة أو برق فصاحبكم يركبه أما إنه سيركب السحاب و يرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع و الأرضين السبع خمس عوامر و اثنان خرابان.

4- حدثنا محمد بن هارون عن سهل بن زياد عن أبي يحيى قال قال أبو عبد الله ع إن الله خير ذا القرنين السحابين الذلول و الصعب فاختار الذلول و هو ما ليس فيه برق و لا رعد و لو اختار الصعب لم يكن له ذلك لأن الله اذخره للقائم ع.

[ص : 410]

16- باب في أمير المؤمنين أن الله تعالى ناجاه بالطائف و غيرها و نزل بينهما جبرئيل

1- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن أديم أخي أيوب عن حمران بن أعين قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك بلغني أن الله تبارك و تعالى قد ناجى عليا ع قال أجل قد كان بينهما مناجات بالطائف نزل بينهما جبرئيل.

2- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي عبد الله ع إن سلمة بن كهيل يروي في علي ع شيئا قال ما هي قلت حدثني أن رسول الله كان محاصرا أهل الطائف و أنه خلا بعلي ع يوما فقال رجل من أصحابه عجبا لما نحن فيه فإنه يناجي هذا الغلام منذ اليوم فقال رسول الله ص ما أنا بمناجي له إنما يناجي ربه فقال أبو عبد اللهع إنما هذه أشياء نعرف بعضها من بعض.

3- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان و محمد عن معاوية بن عمار عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله ص في غزوة الطائف دعا عليا ع فناجاه فقال الناس و قال أبو بكر و عمر ناجاه دوننا فقام النبي ص فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس إنكم تقولون إني ناجيت عليا ع إني و الله ما ناجيته و لكن الله ناجاه قال فعرضت هذا الحديث على أبي عبد الله ع فقال إن ذلك ليقال.

[ص : 411]

4- حدثنا محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة عن عاصم عن معاوية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله ص عليا ع فقال أبو بكر و عمر انتجيته دوننا فقال ما انتجيته بل الله ناجاه.

5- حدثنا علي بن محمد قال حدثني حمدان بن سليمان النيشابوري قال حدثنا عبد الله بن محمد اليماني عن منيع عن يونس عن علي بن أعين عن أبي رافع قال لما دعا رسول الله ص عليا ع يوم خيبر فتفل في عينيه قال له إذا أنت فتحتها فقف بين الناس فإن الله أمرني بذلك قال أبو رافع فمضى علي ع و أنا معه فلما أصبح افتتح خيبر و وقف بين الناس و أطال الوقوف فقال الناس إن عليا ع يناجي ربه فلما مكث ساعة أمر بانتهاب المدينة التي فتحها قال أبو رافع فأتيت رسول الله ص فقلت إن عليا ع وقف بين الناس كما أمرته قال قوم منهم يقول إن الله ناجاه فقال نعم يا رافع إن الله ناجاه يوم الطائف و يوم عقبة تبوك و يوم حنين.

6- و عنه بهذا الإسناد عن منيع عن يونس عن علي بن أعين عن أخيه عن جده عن أبي رافع قال لما بعث رسول الله ص ببراءة مع أبي بكر أنزل الله عليه تترك من ناجيته غير مرة و تبعث من لم أناجه فأرسل رسول الله ص فأخذ براءة منه و دفعها إلى علي ع فقال له علي أوصني يا رسول الله ص فقال له إن الله يوصيك و يناجيك قال فناجاه يوم براءة قبل صلاة الأولى إلى صلاة العصر.

7- و بهذا الإسناد عن منيع عن جده عن أبي رافع قال إن الله تعالى ناجى عليا ع يوم غسل رسول الله ص.

8- حدثنا محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة عن عاصم بن معاوية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله ص فقال أبو بكر و عمر ناجاه دوننا فقال ما أنا أناجي بل الله ناجاه.

[ص : 412]

9- حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير و الحسن بن علي بن فضال عن مثنى الحناط عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص ناجى عليا ع يوم الطائف فقال أصحابه ناجيت عليا ع من بيننا و هو أحدثنا سنا فقال ما أنا أناجيه بل الله يناجيه.

10- و عنه بهذا الإسناد عن منيع عن يونس عن علي بن أعين عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لأهل الطائف لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يفتح الله به الخيبر سيفه سوطه فيشرف الناس له فلما أصبح و دعا عليا ع فقال اذهب بالطائف ثم أمر الله النبي ص أن يرحل إليها بعد أن رحله علي ع فلما صار إليها كان على رأس الجبل فقال له رسول الله ص اثبت فسمعناه مثل صرير الرجل فقال يا رسول الله ص ما هذا قال إن الله يناجي عليا ع.

17- باب في قول رسول الله ص إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و أهل بيتي

1- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن ابن فضال عن ابن جميلة عن ابن شعيب الحداد عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أنا أول قادم على الله ثم يقدم على كتاب الله ثم يقدم على أهل بيتي ثم يقدم على أمتي فيقفون فيسألهم ما فعلتهم في كتابي و أهل بيت نبيكم.

2- حدثنا محمد بن عيسى و يعقوب بن يزيد و غيرهما عن ابن محبوب عن ابن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله ع قال مضى رسول الله ص و خلف في أمته كتاب

[ص : 413]

الله و وصيه علي بن أبي طالب ع و أمير المؤمنين و إمام المتقين و حبل الله المتين و عروة الوثقى التي لا انفصام لها و عهده المؤكد صاحبان مؤتلفان يشهد كل واحد لصاحبه بتصديق ينطق الإمام من الله عز و جل في الكتاب بما أوجب الله فيه على العباد من طاعة الله و طاعة الإمام و ولايته و أوجب حقه الذي أراه الله عز و جل من استكمال دينه و إظهار أمره و الاحتجاج بحجته و الاستضاءة بنوره في معادن أهل صفوته و مصطفى أهل خيرته قد ذخر الله بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه و أبلج بهم عن سبيل مناهجه و فتح بهم عن باطن ينابيع علمه فمن عرف من أمة محمد ص و أوجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه و علم فضل طلاقة إسلامه لأن الله و رسوله نصب الإمام علما لخلقه و حجة على أهل عالمه ألبسه الله تاج الوقار و غشاه من نور الجبار يمد بسبب إلى السماء لا ينقطع عنه موارده و لا ينال ما عند الله تبارك و تعالى إلا بجهد أسباب سبيله و لا يقبل الله أعمال العباد إلا بمعرفته فهو عالم بما يرد من ملتبسات الوحي و مصيبات السنن و مشتبهات الفتن و لم يكن الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون و تكون الحجة من الله على العباد بالغة.

3- حدثنا علي بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن يحيى بن أديم عن شريك عن جابر قال قال أبو جعفر ع دعا رسول الله أصحابه بمنى فقال يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين أما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال يا أيها الناس إني تارك فيكم حرمات الله كتاب الله و عترتي و الكعبة البيت الحرام ثم قال أبو جعفر ع أما كتاب

[ص : 414]

الله فحرفوا و أما الكعبة فهدموا و أما العترة فقتلوا و كل ودائع الله فقد تبروا.

4- حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن ذريح بن يزيد عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله و أهل بيتي فنحن أهل بيته.

5- حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد القلانسي عن رجل عن أبي جعفر ع عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله ص إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر و الثقل الأصغر إن تمسكتم بهما لا تضلوا و لا تبدلوا و إني سألت اللطيف الخبير أن لا يتفرقا حتى يردا علي الحوض فأعطيت ذلك قالوا و ما الثقل الأكبر و ما الثقل الأصغر قال الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله و سبب طرفه بأيديكم و الثقل الأصغر عترتي و أهل بيتي.

6- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن هشام بن الحكم عن سعد الإسكاف قال سألت أبا جعفر ع عن قول النبي ص إني تارك فيكم الثقلين فتمسكوا بهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض قال فقال أبو جعفر لا يزال كتاب الله و الدليل منا يدل عليه حتى يردا علي الحوض.

18- باب في أمير المؤمنين ع أنه قسيم الجنة و النار

1- حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد الله ع إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلائق

[ص : 415]

فيصعد عليه رجل فيقوم عن يمينه ملك و عن يساره ملك ينادي الذي عن يمينه يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب ع يدخل الجنة من يشاء و ينادي الذي عن يساره يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب ع يدخل النار من يشاء.

2- و روي عن موسى بن عمر عن عثمان بن عيسى عن عروة بن موسى عن جابر عن أبي جعفر ع قال علي ع أنا قسيم الجنة و النار أدخل أوليائي الجنة و أدخل أعدائي النار.

3- حدثنا علي بن حسان حدثني أبو عبد الله الرياحي عن أبي الصامت الحلواني عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع أنا قسيم الله بين الجنة و النار لا يدخلهما داخل إلا على قسمين و أنا الفاروق الأكبر.

4- حدثنا محمد بن الحسين عن المفضل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع لديان الناس يوم القيامة و قسيم الله بين الجنة و النار لا يدخلهما داخل إلا على أحد قسمين و إنه الفاروق الأكبر.

5- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عامر بن معقل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال يا أبا حمزة لا تضعوا عليا ع دون ما وضعه الله و لا ترفعوه فوق ما رفعه الله كفى لعلي أن يقاتل أهل الكرة و أن يزوج أهل الجنة.

6- حدثنا أحمد بن الحسين عن أحمد بن إبراهيم عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد الله ع إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه الخلائق يصعده رجل يقوم ملك عن يمينه و ملك عن شماله ينادى الذي عن يمينه يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب ع صاحب الجنة يدخلها من يشاء و ينادي الذي عن يساره يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب ع صاحب النار

[ص : 416]

يدخلها من يشاء.

7- حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن الأعمش عن موسى بن طريف عن عباية بن ربعي الأسدي قال سمعت عليا ع يقول أنا قسيم النار.

8- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عروة بن موسى عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال علي أنا قسيم الجنة و النار أدخل أوليائي الجنة و أعدائي النار.

9- حدثنا أحمد بن محمد و عبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع أنا قسيم بين الجنة و النار و أنا الفاروق الأكبر و أنا صاحب العصا و الميسم إلي.

10- حدثنا محمد بن الحسين عن ابن حسان قال حدثنا عبد الله الرياحي عن أبي الصامت الحلواني عن أبي جعفر ع قال قال أمير المؤمنين ع أنا قسيم بين الجنة و النار لا يدخلها داخل إلا أحد قسمين و أنا الفاروق الأكبر.

11- حدثنا أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن عبد الله بن المغيرة عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال كان النبي ص يقول إذا سألتم الله فسلوه الوسيلة لي قال فسألنا النبي ص عن الوسيلة قال هو درجتي في الجنة و هي ألف مرقات ما بين مرقات إلى مرقات جوهرة إلى مرقات زبرجدة إلى مرقاة ياقوتة إلى مرقاة اللؤلؤة إلى مرقاة ذهبة إلى مرقاة فضة فتؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين فهي في درجة النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقى يومئذ نبي و لا صديق و لا شهيد إلا قالوا طوبى لمن هذه الدرجة درجته فيأتي النداء من عند الله تبارك و تعالى يسمع النبيين و الصديقين و الشهداء و المؤمنين هذه درجة محمد ص و علي أهل بيته فقال رسول الله ص أقبل أنا يومئذ متزرا بريطة من نور على تاج الملك و إكليل الكرامة

[ص : 417]

و علي بن أبي طالب ع أمامي بيده لوائي و هو لواء الحمد مكتوب عليه لا إله إلا الله المفلحون هم الفائزون بالله فإذا مررنا بالنبيين قالوا هذان ملكان مقربان و إذا مررنا بالملائكة قالوا هذان نبيان مرسلان و إذا مررنا بالمؤمنين قالوا نبيان لم نرهما و لم نعرفهما حتى أعلو تلك الدرجة و علي يتبعني فإذا صرت في أعلى الدرجة و علي أسفل مني بدرجة و بيده لوائي فلا يبقى يومئذ ملك و لا نبي و لا صديق و لا شهيد و لا مؤمن إلا رفعوا رءوسهم إلينا و يقولون طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله فيأتي النداء من عند الله يسمع النبيين و الخلائق هذا محمد حبيبي و هذا علي ع وليي طوبى لمن أحبه و ويل لمن أبغضه و كذب عليه ثم قال النبي ص لعلي يا علي فلا يبقى يومئذ في مشهد القيامة أحد ممن كان يحبك و يتولاك إلا شرح لهذا الكلام صدره و ابيض وجهه و فرح قلبه و لا يبقى أحد ممن نصب لك حربا أو أبغضك أو عاداك أو جحد ذلك حقا إلا اسود وجهه و طويت قدماه قال رسول الله ص فبينا أنا كذلك إذا ملكين قد أقبلا علي أما أحدهما فرضوان خازن الجنة و الآخر مالك خازن النار فيقف تلك و يدنو رضوان فيقول السلام عليك يا رسول الله قال فأرد عليه السلام و أقول له أيها الملك ما أحسن وجهك و أطيب ريحك فمن أنت فيقول أنا رضوان خازن الجنة أمرني رب العزة أن آتيك بمفاتيح الجنة فندفعها إليك فخذها يا أحمد فأقول قد قبلت ذلك على ربي فله الحمد على ما أنعم به علي أدفعها إلى أخي علي بن أبي طالب فيرجع رضوان و يدنو مالك فيقول السلام عليك يا محمد ص فأقول عليك السلام ما أقبح رؤيتك أيها الملك و أنتن ريحك فمن أنت فيقول أنا مالك خازن جهنم أمرني رب العزة أن آتيك بمفاتيح النار فخذها يا أحمد فأقول قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما أنعم به علي أدفعها إلى أخي علي بن أبي

[ص : 418]

طالب ثم يرجع مالك خازن النار فيقبل علي و معه مفاتيح الجنة و مقاليد النار و هو قاعد على عجزة جهنم و قد أخذ زمامها بيده و على زفيرها فإن شاء مدها يمنة و إن شاء مدها يسرة فتقول جهنم جزني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي فيقول لها علي قري يا جهنم خذي هذا و اتركي هذا خذي هذا عدوي و اتركي هذا وليي فلجهنم يومئذ أطوع لعلي بن أبي طالب ع من غلام أحدكم و لجهنم يومئذ أطوع لعلي بن أبي طالب ع من جميع الخلائق.

آخر جزء الثامن من كتاب بصائر الدرجات و يتلوه الجزء التاسع.

الجزء التاسع

1- حدثنا أبو القاسم رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن الحسين بن موسى عن الحسين بن زياد عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال أهدي إلى رسول الله ص دانجوج فيه حب مختلط فجعل رسول الله ص يلقي إلى علي حبة و حبة و يسأله أي شيء هذا و جعل علي يخبره فقال رسول الله ص أما إن جبرئيل أخبرني أن الله علمك اسم كل شيء كما علم آدم الأسماء كلها.

[ص : 419]

2- حدثنا أحمد بن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال أهدي إلى رسول الله ص حب فيطر من اليمن فوضعه بين يديه فقال يا علي ما هذه و ما هذه فأخذ علي ع يجيبه عن شيء فقال إن جبرئيل أخبرني أن الله علمك الأسماء كلها كما علم آدم ع.

1- باب في صفة رسول الله ص و الأئمة ع فيما أعطوا من البصر و خصوا به من دون الناس ما يرون من الأعمال في النوم و اليقظة

1- حدثنا يعقوب بن يزيد عن موسى بن سلام عن محمد بن مفرق عن أبي الحسن الرضا أنه قال لنا أعين لا تشبه أعين الناس و فيها نور و ليس الشيطان فيه شرك.

2- حدثنا أيوب بن نوح عن عبد الله بن المغيرة عن العلاء عن محمد بن مسلم قال قلت لأبي جعفر ع الرجل يكون في المسجد فيكون الصفوف مختلف فيه الناس فأميل إليه مشيا حتى يقيمه قال نعم لا بأس به إن رسول الله ص قال يا أيها الناس إني أراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي ليقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم.

3- حدثنا علي بن إسماعيل عن صفوان يحيى عن علاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال قلت له إنا نصلي في مسجد لنا فربما كان الصف أمامنا و فيه

[ص : 420]

انقطاع فأمشي إليه بجانبي حتى أقيمه قال نعم كان رسول الله ص قال أراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي ليقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم.

4- حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبد الله الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص قال أقيموا صفوفكم فإني أراكم من خلفي كما أراكم بين يدي و لا تختلفوا فخالف الله بين قلوبكم.

5- حدثنا الحسن بن علي قال حدثنا عبيس بن هشام قال حدثني أبو إسماعيل كاتب شريح قال حدثنا أبو عتاب زياد مولى آل دعش عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول أقيموا صفوفكم إذا رأيتم خللا و لا عليك أن تأخذ وراءك إذا وجدت ضيقا في الصفوف أن تمشي فتتم الصف الذي خلفك أو تمشي منحرفا فتتم الصف الذي قدامك فهو خير ثم قال إن رسول الله قال أقيموا صفوفكم فإني أنظر إليكم من خلفي لتقيمن أو ليخالفن الله بين قلوبكم.

6- حدثنا أحمد بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال قال أبو جعفر ع يوما و نحن عنده جماعة من الشيعة قوموا تفرقوا عني مثنى و ثلاث فإني أراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي فليس عبد في نفسه ما شاء فإن الله يعرفنيه.

7- حدثنا محمد بن الحسين قال حدثني يزيد بن إسحاق قال حدثني هارون بن حمزة الغنوي الخزاز عن أبي عبد الله ع قال إن رسول الله ص قال أقيموا صفوفكم فإني أنظر إليكم من خلفي لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم.

8- حدثنا الحسن بن علي النعمان عن يحيى بن عمر عن أبان الأحمر عن زرارة عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص إنا معاشر الأنبياء تنام عيوننا و لا تنام

[ص : 421]

قلوبنا و نرى من خلفنا كما نرى من بين أيدينا.

9- حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن ميمون القداح عن أبي عبد الله ع قال طلب أبو ذر رسول الله ص فقيل له إنه في حائط كذا و كذا فمضى يطلبه فدخل إلى الحائط و النبي نائم فأخذ عسيبا يابسا و كسره ليستبرئ به نوم رسول الله ص قال ففتح النبي ص عينه و قال أ تخدعني عن نفسي يا أبا ذر أ ما علمت أني أراكم في منامي كما أراكم في يقظتي.

10- و عنه عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن زيد الشحام قال سمعت أبا عبد الله ع يقول طلب أبو ذر رحمه الله رسول الله ص فقيل له إنه في حائط كذا و كذا فتوجه في طلبه فوجده نائما فأعظمه أن ينتبهه فأراد أن يستبري نومه فسمعه رسول الله فرفع رأسه فقال يا أبا ذر أ تخدعني أ ما علمت أني أرى أعمالكم في منامي كما أراكم في يقظتي إن عيني تنام و قلبي لا ينام.

11- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن عبد الله بن الحجال عن أبي عبد الله المكي الحذاء عن سوادة أبي يعلى عن بعض رجاله قال قال أمير المؤمنين للحرث الأعور و هو عنده هل ترى ما أرى فقال كيف أرى ما ترى و قال نور الله لك و أعطاك ما لم يعط أحدا قال هذا فلان الأول على ترعة من ترع النار يقول يا أبا الحسن استغفر لي لا غفر الله له قال فمكث هنيئة ثم قال يا حارث هل ترى ما أرى فقال و كيف أرى ما ترى و قد نور الله لك و أعطاك ما لم يعط قال هذا فلان الثاني على ترعة من ترع النار يقول يا أبا الحسن استغفر لي لا غفر الله له.

12- حدثنا سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة الحذاء و عبد الله بن محمد جميعا عن عبد الله بن القاسم عن أبي الجارود قال قال أبو جعفر الإمام منا ينظر من خلفه كما ينظر من قدامه.

[ص : 422]

13- أحمد بن محمد و محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن زياد الكناسي عن أبي جعفر ع قال لما كان رسول الله ص في الغار و معه أبو الفصيل قال رسول الله ص إني لأنظر الآن إلى جعفر و أصحابه الساعة تعوم بينهم سفينتهم في البحر و إني لأنظر إلى رهط من الأنصار في مجالسهم مخبتين بأفنيتهم فقال له أبو الفصيل أ تراهم يا رسول الله ص الساعة قال نعم قال فأرنيهم قال فمسح رسول الله ص على عينيه ثم قال انظر فنظر فرآهم فقال رسول الله ص أ رأيتهم قال نعم و أسر في نفسه أنه ساحر.

14- حدثنا موسى بن عمر عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح قال قلت لأبي عبد الله جعلت فداك سمى رسول الله ص أبا بكر الصديق قال نعم قال فكيف قال حين كان معه في الغار قال رسول الله ص إني لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالة قال يا رسول الله ص و إنك لتراها قال نعم قال فتقدر أن ترينيها قال ادن مني قال فدنا منه فمسح على عينيه ثم قال انظر فنظر أبو بكر فرأى السفينة و هي تضطرب في البحر ثم نظر إلى قصور أهل المدينة في نفسه الآن صدقت أنك ساحر فقال رسول الله ص الصديق أنت.

2- باب في الأئمة أنه لو كان لألسن شيعتهم أوكية لحدثوا كل امرئ بما له

1- حدثنا الحسين بن علي عن العباس بن عامر عن ضريس عن عبد الواحد بن المختار عن أبي جعفر ع قال لو كان لألسنتكم أوكية لحدث كل امرئ بما له.

[ص : 423]

2- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن عبد الواحد قال قال أبو جعفر ع لو كان لألسنتكم أوكية لحدث كل امرئ بما له.

3- حدثنا الفضل بن عامر عن موسى بن القاسم و أحمد بن محمد عن موسى بن القاسم عن أبان بن عثمان عن ضريس عن عبد الواحد بن المختار عن أبي جعفر ع قال لو كان لألسنتكم أوكية لحدث كل امرئ بما له.

3- باب في الإمام أنه يزاد الذي بعده مثل ما أوتي الأول و زيادة خمسة أشياء

1- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي عبد الله البرقي عن فضالة بن أيوب عن عبد الحميد بن النضر عن أبي إسماعيل عن أبي عبد الله ع قال ليس من إمام يمضي إلا و أوتي الذي من بعده مثل ما أوتي الأول و زيادة خمسة أجزاء.

2- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي جعفر عن عبد الحميد بن النضر عن أبي إسماعيل قال سمعت أبا عبد الله ع يقول ليس من إمام إلا أوتي الذي يكون من بعده مثل ما أوتي الأول و يزيد خمسة أجزاء.

3- حدثنا عبد الله بن محمد عن الحسن بن موسى الخشاب عن محمد بن علي عن عبد الحميد بن النضر عن أبي عبد الله ع قال ليس من إمام يمضي إلا و أوتي مثل الأول و زيادة خمسة أجزاء.

[ص : 424]

4- باب الأعمال تعرض على رسول الله ص و الأئمة ص

1- حدثنا أحمد بن محمد و يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله ع قال إن الأعمال تعرض علي في كل خميس فإذا كان الهلال أكملت فإذا كان النصف من شعبان عرضت على رسول الله ص و على علي ثم ينسخ في الذكر الحكيم.

2- حدثنا يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عمير عن أبي الحسن ع قال سئل عن قول الله عز و جل اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال إن أعمال العباد تعرض على رسول الله ص كل صباح أبرارها و فجارها فاحذروا.

3- حدثنا محمد بن عبد الحميد عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال سألته عن أعمال هذه الأمة قال ما من صباح يمضي إلا و هي تعرض على نبي الله أعمال هذه الأمة حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت له إن أبا الخطاب كان يقول إن رسول الله ص تعرض عليه أعمال أمته كل خميس فقال أبو عبد الله ع ليس هو هكذا و لكن رسول الله تعرض عليه أعمال هذه الأمة كل صباح أبرارها و فجارها فاحذروا و هو قول الله عز و جل اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ.

5- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال الأعمال تعرض كل خميس على رسول الله

[ص : 425]

ص و على أمير المؤمنين ص.

6- حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن الفضيل قال سألت أبا عبد الله عن قوله تعالى فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ فقال إن رسول الله ص تعرض عليه أعمال أمته كل صباح أبرارها و فجارها فاحذروا.

7- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء قال سمعت الرضا ع يقول إن الأعمال تعرض على رسول الله ص أبرارها و فجارها.

8- حدثنا الحسن بن علي النعمان عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن محمد بن فضيل عن مسلم قال سألته عن قول الله عز و جل اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال أعمال العباد تعرض على رسول الله ص برها و فاجرها.

9- حدثنا محمد بن إسماعيل عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال الأعمال تعرض كل خميس على رسول الله ص.

10- حدثنا موسى عن علي بن إسماعيل عن صفوان عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال سألته عن الأعمال هل تعرض على النبي قال ما فيه شك قلت له أ رأيت قول الله تعالى اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال إنهم شهود الله في أرضه.

11- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء قال سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول إن الأعمال تعرض على رسول الله ص أبرارها و فجارها.

12- حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن جعفر و فضالة عن سعيد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال إن أعمال أمة محمد ص تعرض على رسول الله ص في كل خميس فيستحيي أحدكم من رسول الله أن تعرض عليه القبيح.

13- حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل

[ص : 426]

عن صاحبه قال إن أعمال هذه الأمة تعرض على رسول الله ص في كل خميس أبرارها و فجارها.

14- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود بن النعمان عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إن أعمال العباد تعرض على نبيكم كل عشية الخميس فليستحيي أحدكم أن تعرض على نبيه العمل القبيح.

15- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن منصور البزرج عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن أعمال العباد تعرض كل خميس على رسول الله ص فإذا كان يوم عرفة هبط الرب تبارك و تعالى و هو قول الله تبارك و تعالى وَ قَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَل فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً فقلت جعلت فداك أعمال من هذه قال أعمال مبغضينا و مبغضي شيعتنا.

16- حدثنا أحمد بن موسى عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن حفص بن البختري عنه ع قال تعرض الأعمال يوم الخميس على رسول الله ص و على الأئمة ع.

17- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول ما لكم تسيئون إلى رسول الله ص فقال له رجل جعلت فداك و كيف يسيئون فقال أ ما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه فإذا رأى فيها معصية الله ساءه فلا تسوءوا رسول الله ص و سروه.