15- باب في أن الأئمة إذا دخلوا على سلطان و أحبوا أن يحال بينهم و بينه ففعلوا

1- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن علي عن علي بن ميسر قال لما قدم أبو عبد الله ع على أبي جعفر أقام أبو جعفر مولى له على رأسه و قال له إذا دخل علي فاضرب عنقه فلما دخل أبو عبد الله ع نظر إلى أبي جعفر و أسر شيئا

[ص : 495]

بينه و بين نفسه لا يدري ما هو ثم أظهر يا من يكفي خلقه كلهم و لا يكفيه أحد اكفني شر عبد الله بن علي فصار أبو جعفر لا يبصر مولاه و لا يبصره قال فقال أبو جعفر يا جعفر بن محمد لقد أتعبتك في هذا الحر فانصرف فخرج أبو عبد الله من عنده فقال أبو جعفر لمولاه ما منعك أن تفعل ما أمرتك به فقال لا و الله ما أبصرته و لقد جاء شيء حال بيني و بينه قال أبو جعفر و الله لئن حدثت بهذا الحديث لأقتلنك.

2- عنه عن الهيثم النهدي عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال كنت مع أبي عبد الله ع بالمدينة و هو راكب حماره فنزل و قد كنا صرنا إلى السوق أو قريبا من السوق قال فنزل و سجد و أطال السجود و أنا أنتظره ثم رفع رأسه قال قلت جعلت فداك رأيتك نزلت فسجدت قال إني ذكرت نعمة الله علي قال قلت قرب السوق و الناس يجيئون و يذهبون قال إنه لم يرني أحد.

3- حدثنا محمد بن عيسى رفعه إلى المفضل بن عمر قال قال المفضل كان بين أبي عبد الله و بين بعض بني أمية شيء فدخل أبو عبد الله ع على الديوان فقام إلى البوابين فقال من أدخل علي هذا قالوا لا و الله ما رأينا أحدا.

16- باب في الأئمة أنهم الذين ذكرهم الله يعرفون أهل الجنة و النار

1- حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن أبي سلمة عن الهلقام عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ قال نحن أولئك الرجال الأئمة منا يعرفون من يدخل النار و من

[ص : 496]

يدخل الجنة كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم يعرف من فيها من صالح أو طالح.

2- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحصين عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع و إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ قال هم الأئمة.

3- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي زيد عن الهلقام عن أبي جعفر ع قال سألته عن قول الله عز و جل وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ما يعني بقوله وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ قال أ لستم تعرفون عليكم عريفا على قبائلكم لتعرفوا من فيها من صالح أو طالح قلت بلى قال فنحن أولئك الرجال الذين يعرفون كلا بسيماهم.

4- حدثنا المنبه عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن أبي جعفر ع قال سألته عن هذه الآية وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ قال يا سعد آل محمد لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه و لا يدخل النار إلا من أنكرهم و أنكروه و أعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم.

5- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ قال أنزلت في هذه الأمة و الرجال هم الأئمة من آل محمد قلت فالأعراف قال صراط بين الجنة و النار فمن شفع له الأئمة منا من المؤمنين المذنبين نجا و من لم يشفعوا له هوى.

6- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال كنت عند أمير المؤمنين ع جالسا فجاءه رجل فقال له يا أمير المؤمنين ع

[ص : 497]

الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ فقال له علي نحن الأعراف نحن نعرف أنصارنا بسيماهم و نحن الأعراف الذين لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتنا و نحن الأعراف نوقف يوم القيامة بين الجنة و النار فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا و عرفناه و لا يدخل النار إلا من أنكرنا و أنكرناه و ذلك بأن الله تبارك و تعالى لو شاء لعرف الناس حتى يعرفوه و يوحدوه و يأتوه من بابه و لكن جعلنا أبوابه و صراطه و سبيله و بابه الذي يؤتى منه.

7- حدثنا الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أسباط عن أحمد بن حنان عن بعض أصحابه رفع إلى الأصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي قال أقسم بالله لسمعت رسول الله ص و هو يقول لعلي يا علي أنت و الأوصياء من بعدي أو قال من بعدك أعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتكم و أعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفكم و عرفتموه و لا يدخل النار إلا من أنكركم و أنكرتموه.

8- حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن مقرن قال سمعت أبا عبد الله ع يقول جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين ع فقال يا أمير المؤمنين وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ فقال نحن الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم و نحن الأعراف الذين لا يعرف الله عز و جل إلا على الصراط فلا يدخل الجنة إلا من عرفناه و لا يدخل النار إلا من أنكرنا و أنكرناه إن الله لو شاء لعرف العباد نفسه و لكن جعلنا أبوابه و صراطه و سبيله و الوجه الذي يؤتى منه فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم عن الصراط لناكبون و لا سواء من اعتصم الناس به و لا سواء من ذهب حيث ذهب الناس ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض و ذهب من ذهب إلينا إلى عين صافية تجري بأمور لا نفاد

[ص : 498]

لها و لا انقطاع.

9- حدثنا الحسين بن محمد عن معلى بن محمد قال حدثني أبو الفضل المدائني عن أبي مريم الأنصاري عن منهال بن عمرو عن رزين بن حبيش قال سمعت عليا ع يقول إن العبد إذا دخل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر و نكير فأول من يسألانه عن ربه ثم عن نبيه ثم عن وليه فإن أجاب نجا و إن عجز عذباه فقال له رجل لمن عرف ربه و نبيه و لم يعرف وليه فقال مذبذب لا إِلى هؤُلاءِ وَ لا إِلى هؤُلاءِ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ذلك لا سبيل له و قد قيل للنبي ص من الولي يا نبي الله قال وليكم في هذا الزمان علي ع و من بعده وصيه و لكل زمان عالم يحتج الله به لئلا يكون كما قال الضلال قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى تمام ضلالتهم جهالتهم بالآيات و هم الأوصياء فأجابهم الله فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدى فإنما كان تربصهم أن قالوا نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتى نعرف إماما فعرفهم الله بذلك و الأوصياء أصحاب الصراط وقوف عليه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه و لا يدخل النار إلا من أنكرهم و أنكروه لأنهم عرفاء الله عرفهم عليهم عند أخذ المواثيق عليهم و وصفهم في كتابه فقال جل و عز وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ هم الشهداء على أوليائهم و النبي الشهيد عليهم أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة و أخذ النبي ص عليهم المواثيق بالطاعة فجرت نبوته عليهم و ذلك قول الله فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهِيد وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً يَوْمَئِذ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ عَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَ لا يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً.

10- حدثنا أحمد بن محمد عن أبي محمد الحجال عن رجل عن نصر العطار رفعه قال قال رسول الله ص لعلي يا علي ثلاث أقسم أنهن حق إنك و الأوصياء من بعدك عرفاء

[ص : 499]

لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتكم و عرفاء لا يدخل الجنة إلا من عرفكم و عرفتموه و عرفاء لا يدخل النار إلا من أنكركم و أنكرتموه.

11- حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن بعض أصحابه عن سعد الإسكاف قال قلت لأبي جعفر ع قوله عز و جل وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ فقال يا سعد إنها أعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم و عرفوه و أعراف لا يدخل النار إلا من أنكرهم و أنكروه و أعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم فلا سواء ما اعتصمت به المعتصمة و من ذهب مذهب الناس ذهب الناس إلى عين كدرة يفرغ بعضها في بعض و من أتى آل محمد أتى عينا صافية تجري بعلم الله ليس لها نفاد و لا انقطاع ذلك و إن الله لو شاء لأراهم شخصه حتى يأتوه من بابه لكن جعل الله محمدا و آل محمد الأبواب التي تؤتى منه و ذلك قوله وَ لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَ أْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها.

12- حدثنا عبد الله بن عامر و أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد الحجال عن رجل عن نصر العطار قال قال رسول الله ص لعلي يا علي ع ثلاث أقسم أنهن حق إنك و الأوصياء عرفاء لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتكم و عرفاء لا يدخل الجنة إلا من عرفكم و عرفتموه و عرفاء لا يدخل النار إلا من أنكركم و أنكرتموه.

13- حدثنا الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن عيينة بياع القصب عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قوله وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ قال نحن أصحاب الأعراف فمن عرفناه كان منا و من كان منا كان في الجنة و من أنكرناه في النار.

[ص : 500]

14- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن إسحاق بن ميمون عن رجل عن سعد قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله تعالى وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ فقال الأئمة يا سعد.

15- حدثنا عبد الله بن محمد عمن رواه عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن عنبسة القضباني عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ قال نحن أصحاب الأعراف فمن عرفنا كان منا و من كان منا كان في الجنة و من أنكرنا كان في النار.

16- حدثنا محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر ع قال سألته عن الأعراف ما هم قال هم أكرم الخلق على الله.

17- حدثنا علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله في قول الله عز و جل وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ قال هم الأئمة من أهل بيت محمد ص.

18- حدثنا عباد بن سليمان عن سعد بن سعد قال سألت أبا جعفر ع من هذه الآية وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ فقال هم يا سعد الأئمة من آل محمد ص.

19- حدثنا بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل وَ عَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ قال الأئمة منا أهل البيت في باب من ياقوت أحمر على سور الجنة يعرف كل إمام منا ما يليه قال رجل ما معنى ما يليه قال من القرن الذي هو فيه إلى القرن الذي كان.

[ص : 501]

17- باب في الأئمة أنه كلمهم غير الحيوانات

1- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي اليعقوبي عن بعض أصحابه عن عبد الأعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله ع قال أتى يهودي يقال له سجت رسول الله ص فقال يا محمد جئتك أن أسألك عن ربك فإن أجبتني عما أسألك عنه و إلا رجعت قال سل عما شئت قال أين ربك قال هو في كل مكان و ليس في شيء من المكان محدود قال فكيف هو قال أصف ربي بالكيف و الكيف مخلوق الله و لا يوصف بخلقه قال فمن يعلم أنك نبي قال فما بقي حوله حجر و لا غير ذلك إلا تكلم بلسان عربي مبين يا سجت إنه رسول الله ص فقال سجت بالله ما رأيت كاليوم أبين ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص.

2- حدثنا أحمد بن موسى عن أحمد بن محمد المعروف بغزال عن محمد بن عمر الجرجاني يرفعه إلى عبد الرحمن بن أحمد السلماني عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال دعاني رسول الله ص فوجهني إلى اليمن لأصلح بينهم فقلت له يا رسول الله ع إنهم قوم كثير و أنا شاب حدث فقال لي يا علي ع إذا صرت بأعلى عقبة فيق فناد بأعلى صوتك يا شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول الله ص يقرئكم السلام قال فذهبت فلما صرت بأعلى عقبة فيق أشرفت على اليمن فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون أسنتهم متنكبون قسيهم شاهرون سلاحهم فناديت بأعلى صوتي يا شجر يا مدر يا ثرى محمد ص يقرئكم السلام قال فلم يبق شجرة و لا مدرة و لا ثرى إلا ارتجت بصوت واحد و على محمد رسول الله ص و عليك السلام فاضطربت قوائم القوم و ارتعدت ركبهم و وقع السلاح من أيديهم و أقبلوا مسرعين فأصلحت بينهم و انصرفت.

[ص : 502]

3- حدثنا أحمد بن محمد و محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبد الله ع و زرارة عن أبي جعفر ع قال لما قتل الحسين أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين ع فخلا به ثم قال له يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله ص كان قد جعل الوصية و الإمامة من بعده إلى علي بن أبي طالب ع ثم إلى الحسن ع ثم إلى الحسين ع و قد قتل أبوك و لم يوص و أنا عمك و صنو أبيك و ولادتي من علي و أنا في سني و قديمي أحق بها منك في حداثتك فلا تنازعني الوصية و الإمامة و لا تجانبني فقال له علي بن الحسين يا عم اتق الله و لا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين يا عم إن أبي ص أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق و عهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة و هذا سلاح رسول الله ص عندي فلا تتعرض لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر و تشتت الحال تعال حتى نتحاكم إلى الحجر الأسود و نسأله عن ذلك قال أبو جعفر ع و كان الكلام بينهما بمكة فانطلقا حتى إذا أتيا الحجر فقال علي لمحمد ابدأ و ابتهل إلى الله و سله أن ينطق لك فسأله محمد و ابتهل في الدعاء و سأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه فقال له علي بن الحسين ع أما إنك يا عم لو كنت وصيا و إماما لأجابك فقال له محمد فادع أنت يا ابن أخي و سله فدعا الله علي بن الحسين بما أراد ثم قال أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء و الأوصياء و ميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي و الإمام بعد الحسين بن علي ع فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين فقال اللهم إن الوصية و الإمامة بعد الحسين بن علي ع إلى علي بن الحسين بن علي ع بن فاطمة ع بنت رسول الله ص صلوات الله عليهم فانصرف محمد بن الحنفية و هو يتولى علي بن الحسين.

[ص : 503]

4- حدثنا محمد بن الجارود عن جعفر بن محمد بن يونس الكوفي عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال لما انتهى رسول الله ص إلى ركن الغربي قال فجازه فقال له الركن يا رسول الله ص لست بعيدا من بيت ربك فما بالي لا أستسلم قال فدنا منه النبي ص فقال اسكن عليك السلام غير مهجور.

5- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سم رسول الله ص يوم خيبر فتكلم اللحم فقال يا رسول الله ص إني مسموم قال فقال النبي ص عند موته اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي أكلت بخيبر و ما من نبي و لا وصي و إلا شهيد.

6- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله ع قال سمت اليهودية النبي ص في ذراع قال و كان رسول الله ص يحب الذراع و الكتف و يكره الورك لقربها من المبال قال لما أوتي بالشواء أكل من الذراع و كان يحبها فأكل ما شاء الله ثم قال الذراع يا رسول الله ص إني مسموم فتركه و ما ذاك ينتقض به سمه حتى مات ص.

7- حدثنا أحمد بن موسى عن محمد بن أحمد مولى حريز بن زيات عن محمد بن عمير الجرجاني عن رجل من أصحاب بشير المريسي عن أبي يوسف عن أبي حنيفة عن عبد الرحمن عن أمير المؤمنين ع قال دعاني رسول الله ص و وجهني إلى أهل اليمن لأصلح بينهم فقلت يا رسول الله ص إنهم قوم كثير و أنا شاب حدث فقال يا علي إذا صرت بأعلى عقبة فيق ناد بأعلى صوتك يا حجر يا

[ص : 504]

شجر يا مدر يا ثرى محمد رسول الله ص يقرئكم السلام قال فمضيت فلما صرت بأعلى عقبة فيق أشرفت على أهل اليمن فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون أسنتهم متنكبون قسيهم شاهرون سلاحهم فناديت بأعلى صوتي يا حجر يا مدر يا ثرى إن محمدا رسول الله ص يقرئكم السلام فلم تبق حجرة و لا شجرة و لا مدرة و لا ثرى إلا ارتجت بصوت واحد و على محمد رسول الله ص و عليك السلام فاضطربت فرائص القوم و ارتعدت ركبتهم و وقع السلاح من أيديهم و أقبلوا نحوي مسرعين فأصلحت بينهم و انصرفت.

8- حدثنا أحمد بن الحسين عن محمد بن إبراهيم عن عبد الله بن أحمد بن كليب قال حدثني محمد بن مسمع قال حدثني صالح بن حسان عن إبراهيم بن عبد الأكرم الأنصاري ثم النجاري أن رسول الله ص دخل هو و سهل بن حنيف و خالد بن أيوب الأنصاري حائطا من حيطان بني نجار فلما دخل ناداه حجر على رأس بئر لهم عليه السواني يصيح عليك السلام يا محمد اشفع إلى ربك أن لا يجعلني من حجارة جهنم التي يعذب بها الكفرة فقال النبي ص و رفع يديه اللهم لا تجعل هذا الحجر من أحجار جهنم ثم ناداه الرمل السلام عليك يا محمد و رحمة الله و بركاته ادع الله ربك أن لا يجعلني من كبريت جهنم فرفع النبي ص يديه و قال اللهم لا تجعل هذا الرمل من كبريت جهنم فلما دنا رسول الله ص إلى النخل تدلت العراجين فأخذ منها رسول الله ص فأكل و أطعم ثم دنا من العجوة فلما أحسته سجدت فبارك عليها رسول الله ص قال اللهم بارك عليها و انفع بها فمن ثم روت العامة أن الكمأة من المن و ثمارها شفاء للعين و العجوة من الجنة.

[ص : 505]

18- باب النوادر في الأئمة ع و أعاجيبهم

1- حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله ع قال إن علي بن الحسين أوتي بعسل فشربه فقال و الله إني لأعلم من أين هذا العسل و أين أرضه و إنه ليمتار من قرية كذا و كذا.

2- حدثنا علي بن محمد عن محمد بن عيسى عن عبدي يرفعه إلى أبي عبد الله ع قال أبى الله أن يجري الأشياء إلا بالأسباب فجعل لكل شيء سببا و جعل لكل سبب شرحا و جعل لكل شرح مفتاحا و جعل لكل مفتاح علما و جعل لكل علم بابا ناطقا من عرفه عرف الله و من أنكره أنكر الله ذلك رسول الله ص و نحن.

3- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو بن سعيد عن بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ ظِلّ مَمْدُود وَ ماء مَسْكُوب وَ فاكِهَة كَثِيرَة لا مَقْطُوعَة وَ لا مَمْنُوعَة قال يا نصر إنه ليس حيث تذهب الناس إنما هو العالم و ما يخرج منه.

4- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو بن سعيد عن بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله عز و جل وَ بِئْر مُعَطَّلَة وَ قَصْر مَشِيد قال البئر المعطلة الإمام الصامت و القصر المشيد الإمام الناطق.

5- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا ع قال سألته فقلت قوله الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ قال إن الله علم

[ص : 506]

القرآن قال قلت خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ قال ذاك أمير المؤمنين علمه بيان كل شيء مما يحتاج الناس إليه.

6- حدثنا أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن الحسن بن راشد قال سمعت أبا إبراهيم يقول إن الله أوحى إلى محمد ص أنه قد فنيت أيامك و ذهبت دنياك و احتجت إلى لقاء ربك فرفع النبي ص يده إلى السماء و قال اللهم عدتك التي وعدتني إنك لا تخلف الميعاد فأوحى الله إليه أن ائت أحدا أنت و من تثق به فأعاد الدعاء فأوحى الله إليه امض أنت و ابن عمك حتى تأتي أحدا ثم لتصعد على ظهره فاجعل القبلة في ظهرك ثم ادع و أحس الجبل بمجيئك فإذا حسك فاعمد إلى جفرة منهن أنثى و هي تدعى الجفرة تجد قرينها الطلوع و تشخب أوداجها دما و هي التي لك فمر ابن عمك ليقم إليها فيذبحها و يسلخها من قبل الرقبة و يقلب داخلها فتجده مدبوغا و سأنزل عليك الروح و جبرئيل معه دواة و قلم و مداد ليس هو من مداد الأرض يبقى المداد و يبقى الجلد لا يأكله الأرض و لا يبليه التراب لا يزداد كل ما ينشر إلا جدة غير أنه يكون محفوظا مستورا فيأتي وحي يعلم ما كان و ما يكون إليك و تمليه على ابن عمك و ليكتب و يمد من تلك الدواة فمضى ص حتى انتهى إلى الجبل ففعل ما أمره فصادف ما وصف له ربه فلما ابتدأ في سلخ الجفرة نزل جبرئيل و الروح الأمين و عدة من الملائكة لا يحصي عددهم

[ص : 507]

إلا الله و من حضر ذلك المجلس ثم وضع علي ع الجلد بين يديه و جاء به و الدواة و المداد أخضر كهيئة البقل و أشد خضرا و أنور ثم نزل الوحي على محمد ص و جعل يملي على علي ع و يكتب علي أنه يصف كل زمان و ما فيه و غمزه بالنظر و النظر و خبره بكل ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيامة و فسر له أشياء لا يعلم تأويلها إلا الله و الراسخون في العلم فأخبره بالكائنين من أولياء الله من ذريته أبدا إلى يوم القيامة و أخبره بكل عدو يكون لهم في كل زمان من الأزمنة حتى فهم ذلك و كتب ثم أخبره بأمر يحدث عليه و عليهم من بعده فسأله عنها فقال الصبر الصبر و أوصى الأولياء بالصبر و أوصى إلى أشياعهم بالصبر و التسليم حتى يخرج الفرج و أخبره بأشراط أوانه و أشراط تولده و علامات تكون في ملك بني هاشم فمن هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلها أو صار الوصي إذا أفضى إليه الأمر تكلم بالعجب.

7- حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن مرازم و موسى بن بكر قالا سمعنا أبا عبد الله يقول إنا أهل بيت لم يزل الله يبعث منا من يعلم كتابه من أوله إلى آخره و إنا عندنا من حلال الله و حرامه ما يسعنا كتمانه ما نستطيع أن نحدث به أحدا.

8- حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن إسماعيل بن مهران عن عثمان بن جبلة عن كامل التمار قال كنت عند أبي عبد الله ع ذات يوم فقال لي يا كامل اجعل لنا أربابا نئوب إليهم و نقول فيكم ما شئنا قال فاستوى جالسا ثم قال و عسى أن نقول ما خرج إليكم من علمنا إلا ألفا غير معطوفة.

[ص : 508]

9- حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال جاء أعرابي حتى قام على باب المسجد فتوسم فرأى أبا جعفر فعقل ناقته و دخل و جثى على ركبتيه و عليه شملة فقال أبو جعفر ع من أين جئت يا أعرابي قال جئت من أقصى البلدان قال أبو جعفر ع البلد أوسع من ذاك فمن أين جئت قال جئت من أحقاف عاد قال نعم فرأيت ثمة سدرة إذا مر التجار بها استظلوا بفيئها قال و ما علمك جعلني الله فداك قال هو عندنا في كتاب و أي شيء رأيت أيضا قال رأيت واديا مظلما فيه الهام و البوم لا يبصر قعره قال و تدري ما ذاك الوادي قال لا و الله ما أدري قال ذاك برهوت فيه نسمة كل كافر ثم قال أين بلغت قال فقطع بالأعرابي فقال بلغت قوما جلوسا في مجالسهم ليس لهم طعام و لا شراب إلا ألبان أغنامهم فهي طعامهم و شرابهم ثم نظر إلى السماء فقال اللهم العنه فقال له جلساؤه جعلنا فداك قال هو قابيل يعذب بحر الشمس و زمهرير البرد ثم جاءه رجل آخر فقال له رأيت جعفرا فقال الأعرابي و من جعفر هذا الذي يسأل عنه قالوا ابنه قال سبحان الله و ما أعجب هذا الرجل يخبرنا من خبر السماء و لا يدري أين ابنه.

10- حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد الكريم عن محمد بن مسلم قال دخلت أنا و أبو جعفر مسجد الرجال فإذا بطاوس اليماني يقول لأصحابه تدرون متى قتل نصف الناس فسمعه أبو جعفر ع نصف الناس قال إنما هو ربع الناس إنما هو آدم و حواء و قابيل و هابيل قال صدقت يا ابن رسول الله ص قال محمد بن مسلم قلت في نفسي هذه و الله مسألة قال فغدوت إليه في منزله فلبس ثيابه و أسرح له قال فبدأني بالحديث قبل أن أسأله فقال يا محمد بن مسلم إن بالهند و بتلقاء الهند رجل يلبس المسوح مغلولة يده إلى عنقه موكل به عشرة رهط تفنى الناس و لا يفنون كل ما ذهب واحد جعل مكانه آخر يدور مع الشمس حيث

[ص : 509]

ما دارت يعذب بحر الشمس و زمهرير البرد حتى تقوم الساعة قال قلت و ما ذا جعلني الله فداك قال ذاك قابيل.

11- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة بن أيوب عن عبيدة قال قلت لأبي جعفر ع إن سالم بن أبي حفصة قال أ ما بلغك أنه من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية فقلت بلى فقال من إمامك قلت أئمتي آل محمد قال فقال و الله ما أسمعك عرفت إماما قال فقال أبو جعفر ع ويح من سالم يدري سالم ما منزلة الإمام الإمام أعظم و أفضل مما يذهب إليه سالم و الناس أجمعون و إنه لم يمت منا ميت قط إلا جعل الله من بعده ممن يعمل مثل عمله و تسير بسيرته و يدعو إلى مثل الذي دعا إليه و إنه لم يمنع الله ما أعطى داود أن يعطي سليمان أفضل مما أعطى داود.

12- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن أبي عبد الله البرقي عن فضالة عن عبد الحميد بن نصر قال قال أبو عبد الله ينكرون الإمام المفترض الطاعة و يجحدون به و الله ما في الأرض منزلة أعظم عند الله من مفترض الطاعة و قد كان إبراهيم دهرا ينزل عليه الأمر من الله و ما كان مفترض الطاعة حتى بدا لله أن يكرمه و يعظمه فقال إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً فعرف إبراهيم ما فيها من الفضل قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي فقال لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ قال أبو عبد الله أي إنما هي في ذريتك لا يكون في غيرهم.

13- حدثنا عبد الله أبي القاسم عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار القلانسي عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في قوله وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فقال الطاعة المفروضة.

14- حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي جعفر ع في قوله وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فقال الطاعة المفروضة.

[ص : 510]

15- حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن فضيل الأعور عن أبي عبيدة الحذاء قال كنا زمان أبي جعفر حين مضى ع نردد كالغنم لا راعي لها فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال يا أبا عبيدة من إمامك قال أئمتي آل محمد ص فقال هلكت و أهلكت أ ما سمعت أنا و أنت و أبا جعفر ع فهو يقول من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية قلت بلى لعمري لقد كان ذلك ثم بعد ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبد الله ع فرزق الله لنا المعرفة فدخلت عليه فقلت له لقيت سالما فقال لي كذا و كذا و قلت له كذا و كذا فقال أبو عبد الله ع يا ويل لسالم يا ويل لسالم ثلاث مرات أ ما يدري سالم ما منزلة الإمام الإمام أعظم مما يذهب إليه سالم و الناس أجمعين يا أبا عبيدة إنه لم يمت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله و يسير بمثل سيرته و يدعو إلى مثل الذي دعا إليه يا أبا عبيدة إنه لم يمنع الله ما أعطى سليمان أفضل ما أعطى ثم قال هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِساب قال قلت ما أعطاه الله جعلت فداك قال نعم يا أبا عبيدة إنه إذا قام قائم آل محمد ص حكم بحكم داود و سليمان لا يسأل الله الناس بينة.

16- حدثنا الحسن بن علي عن عبيس بن هشام عن عبد الله بن الوليد عن الحرث بن المغيرة النضري قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لا يكون الأرض إلا و فيها عالم يعلم مثل علم الأول وراثة من رسول الله ص و من علي بن أبي طالب ع يحتاج الناس إليه و لا يحتاج إلى أحد.

17- حدثنا محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت له فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً قال ما هو قال قلت أنت أعلم جعلني الله فداك قال طاعة الله مفروضة.

[ص : 511]

18- حدثنا محمد بن الحسين عن أحمد بن النضر عن أبي نجران عن أبي جميلة عن مالك الجهني قال قلت لأبي جعفر ع وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ أَ إِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ قال الإمام منا أنذر به كما أنذر به رسول الله ص.

19- حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن الهيثم أو عمن رواه عنه أو عن بعض أصحابنا عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي الحسن الرضا ع إني سألت أباك عن مسألة أريد أن أسألك عنها قال و عن أي شيء تسأل قال قلت له عندك علم رسول الله ص و كتبه و علم الأوصياء و كتبهم قال فقال نعم و أكثر من ذاك سل عما بدا لك.

20- حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن أبي طالب ع عالم هذه الأمة و العلم يتوارث و ليس يمضي منا أحد حتى يرى من ولده من يعلم علمه و لا تبقى الأرض يوما بغير إمام منا تفزع إليه الأمة قلت يكون إمامان قال لا إلا و أحدهما صامت لا يتكلم حتى يمضي الأول.

21- حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن فضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر ع يقول كلما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل.

22- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء قال رأيت أبا الحسن الرضا ع و هو ينظر إلى السماء و يتكلم بكلام كأنه كلام الخطاطيف ما فهمت منه شيئا ساعة بعد ساعة ثم سكت.

23- حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن هارون عن عبد الله بن عطا عن أبي عبد الله ع قال نحن أولو الذكر و أولو العلم

[ص : 512]

و عندنا الحلال و الحرام.

24- و وجدت في بعض رواية أصحابنا في كتاب رواه عن عبد الله بن أحمد عن بكر بن صالح عن إسماعيل بن عباد النضري عن تميم عن عبد المؤمن عن أبي جعفر ع قال قلت له لم سمي أمير المؤمنين ع أمير المؤمنين فقال لي لأن ميرة المؤمنين هو منه كان يميرهم العلم.

25- حدثنا أبو محمد عن عمران بن موسى بن جعفر البغدادي عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله ع هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ قال هو و الله علي هو و الله علي الميزان و الصراط.

26- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أعمش بن عيسى عن حماد الطيافي عن الكلبي عن أبي عبد الله ع قال قال لي كم لمحمد اسم في القرآن قال قلت اسمان أو ثلاث فقال يا كلبي له عشرة أسماء وَ ما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَ مُبَشِّراً بِرَسُول يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ و لَمّا قامَ عَبْدُ اللّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً و طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى و يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراط مُسْتَقِيم و ن وَ الْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ و ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُون و يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ و يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ و قَدْ أَنْزَلَ اللّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا فالذكر اسم من أسماء محمد ص و نحن أهل الذكر فاسأل يا كلبي عما بدا لك قال فأنسيت و الله القرآن كله فما حفظت منه حرفا أسأله عنه.

27- حدثنا عبد الله بن جعفر بن محمد عن عيسى عن داود النهدي عن علي بن جعفر عن أبي الحسن ع أنه سمعه يقول لو أؤذن لأخبرنا بفضلنا قال قلت له العلم منه قال فقال لي العلم أيسر من ذلك.

28- حدثنا موسى بن الحسن عن أحمد بن الحسن عن أحمد بن إبراهيم عن عبد الله بن بكير عن عمر بن يزيد عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع قال كان معه أبو عبد الله البلخي.

[ص : 513]

في سفر فقال له انظر هل ترى هاهنا جبا فنظر البلخي يمنة و يسرة ثم انصرف فقال ما رأيت شيئا قال بلى انظر فعاد أيضا ثم رجع إليه ثم قال ع بأعلى صوته ألا يا أيها الجب الزاخر السامع المطيع لربه اسقنا مما جعل الله فيك قال فنبع منه أعذب ماء و أطيبه و أرقه و أحلاه فقال له البلخي جعلت فداك سنة فيكم كسنة موسى.

29- حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن معلى بن عثمان قال ذكر لأبي عبد الله ع رجل حديثا و أنا عنده فقال إنهم يروون عن الرجال فرأيت كأنه غضب فجلس و كان متكئا و وضع المرفقة تحت إبطيه فقال أما و الله إنا نسألهم و لنحن أعلم به منهم و لكن إنما نسألهم لنوركه عليهم ثم قال أما لو رأيت روغان أبي جعفر ع حيث يراوغ يعني الرجل لعجبت من روغانه.

30- حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسن عن فضالة عن القاسم بن يزيد عن محمد بن مسلم قال سألته عن ميراث العلم ما بلغ أ جوامع العلم أم يفسر كل شيء في هذا الأمور التي يتكلم فيها الناس من الطلاق و الفرائض فقال إن عليا كتب العلم كله و الفرائض فلو ظهر أمرنا لم يكن من شيء إلا و فيه سنة يمضيها.

31- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إني لأعرف من لو قام شاطي البحر لندب بدواب البحر و بأمهاتها و خالاتها.

32- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن معمر قال قلت أ و تعلمون الغيب قال فقال أبو جعفر يبسط لنا فنعلم و يقبض عنا فلا نعلم.

33- حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن

[ص : 514]

أبي عبد الله قال سمعته يقول نحن ورثة كتاب الله و نحن صفوته.

34- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن عمر عن المفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر ع قال إنا أهل بيت من علم الله علمنا و من حكمه أخذنا و من قول الصادق سمعنا فإن تتبعونا تهتدوا.

35- حدثنا محمد بن الحسين عن النضر عن عبد الغفار عن أبي عبد الله ع قال إن الله تعالى قال لنبيه و لقد وصيناك بما وصى به آدم و نوحا و إبراهيم من قبلك أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ إنا يعني الولاية كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ يعني كبر على قومك يا محمد ما تدعوهم من تولية علي ع قال إن الله قد أخذ ميثاق كل نبي و كل مؤمن ليؤمنن بمحمد ص و علي و بكل نبي و بالولاية ثم قال لمحمد ص أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ يعني آدم و نوحا و كل نبي بعده.

36- حدثنا إبراهيم بن هاشم عن البرقي عن ابن سنان و غيره عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله ع قال رسول الله ص لقد أسرى بي ربي فأوحى إلي من وراء الحجاب ما أوحى و كلمني فكان مما كلمني أن قال يا محمد علي الأول و علي الآخر و هو بكل شيء عليم فقال يا رب أ ليس ذلك أنت أ ليس ذلك أنت فقال فقال يا محمد ص أنا الله لا إله إلا أنا الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون إني أنا الله لا إله إلا أنا الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له من في السماوات و الأرضين و أنا العزيز الحكيم يا محمد ص أنا الله لا إله إلا أنا الأول و لا شيء قبلي و أنا الآخر فلا شيء بعدي و أنا الظاهر فلا شيء فوقي و أنا الباطن فلا شيء تحتي و أنا الله لا إله إلا أنا

[ص : 515]

بكل شيء عليم يا محمد ص علي الأول أول من أخذ ميثاقي من الأئمة يا محمد ص علي الآخر آخر من أقبض أقبض من الأئمة و هي الدابة التي تكلمهم يا محمد علي الظاهر أظهر عليه جميع ما أوصيته إليك ليس لك أن تكتم منه شيئا يا محمد علي الباطن أبطنه سر الذي أسررته إليك و ليس فيما بيني و بينك سرا أزويه عن علي ما خلقت من حلال أو حرام علي عليم به.

37- حدثنا علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو قال عبد الله بن أبان الزيات قلت للرضا ع إن قوما من مواليك سألوني أن تدعو الله لهم قال فقال و الله إني لأعرض أعمالهم على الله في كل يوم.

38- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه و محمد بن الهيثم جميعا عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل وَ لَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ قال إمام بعد إمام.

39- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن كثير عن مخالد بن يزيد عن عبد الأعلى عمن رواه عن أبي عبد الله ع في قول الله فَأَمّا مَنْ أَعْطى وَ اتَّقى وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى بالولاية فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَ أَمّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى.

40- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي النعمان عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع في قول الله يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْء حَتّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ قال هي الولاية

[ص : 516]

و هو في قول الله تعالى يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ قال هي الولاية.

41- حدثنا الحجال عن صالح عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله تعالى صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ قال هو حديثنا في صحف مطهرة من الكذب.

42- و عنه عن الحسن عمن رواه عن أبي عبيدة قال سألت أبا جعفر ع عن قول الله ائْتُونِي بِكِتاب مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَة مِنْ عِلْم إنما عنى بذلك علم الأوصياء و الأنبياء إن كنتم صادقين.

43- حدثنا عبد الله عن محسن عن يونس بن يعقوب عن الحرث بن المغيرة عن أبي عبد الله ع قال قلت له العلم الذي يعلمه عالمكم بما يعلم قال وراثة من رسول الله ص و من علي بن أبي طالب ع يحتاج الناس إليه و لا يحتاج إلى الناس.

44- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن عبيد بن زرارة قال قلت لأبي عبد الله ع ترك الأرض بغير إمام قال لا قلنا تكون الأرض و فيها إمامان قال لا إلا إمامان أحدهما صامت لا يتكلم و يتكلم الذي قبله و الإمام يعرف الإمام الذي بعده.

45- حدثنا محمد بن عبد البار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ بما عندهم من الحلال و الحرام

[ص : 517]

و بما ضيعوا منه.

46- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إني لأعرف من لو قام على شط البحر لندب بدواب البحر بأمهاتها و عماتها و خالاتها.

47- حدثنا بعض أصحابنا عن أحمد بن محمد السياري قال حدثني غير واحد من أصحابنا قال خرج عن أبي الحسن الثالث ع أنه قال إن الله جعل قلوب الأئمة موردا لإرادته فإذا شاء الله شيئا شاءوه و هو قول الله وَ ما تَشاؤُنَ إِلّا أَنْ يَشاءَ اللّهُ.

48- حدثنا أحمد بن محمد عن موسى عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ قال وعت أذن أمير المؤمنين ما كان و ما يكون.

49- حدثنا عبد الله بن عامر عن الربيع عن جعفر بن بشير عن عمرو بن أبي المقدام عن عفيف بن أبي سعيد قال كنا في أصحاب البرود و نحن شبان فرجع إلينا أمير المؤمنين ع فقال بعضنا بوداسكفت قد جاءكم فقال علي ع ويحك إن أعلاه علم و أسفله طعام.

50- حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن بشير عن حماد عن أبي أسامة قال كنت عند أبي عبد الله ع و عنده رجل من المغيرية فسئل عن شيء من السنن فقال ما من شيء يحتاج إليه ولد آدم إلا و قد خرجت فيه السنة من الله و من رسوله و لو لا ذلك ما احتج فقال المغيري و بما احتج فقال أبو عبد الله ع قوله الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ

[ص : 518]

نِعْمَتِي حتى فرغ من الآية فلو لم يكمل سنته و فرائضه و ما يحتاج إليه الناس بما احتج به.

51- حدثنا علي بن إسماعيل عن أبي عبد الله البرقي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن عمار بن مروان عن أبي عبد الله في قوله تعالى إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيات لِأُولِي النُّهى قال نحن و الله أولي النهى قلت ما معنى أولي النهى قال ما أخبر الله رسوله مما يكون من بعده من ادعاء فلان الخلافة و القيام بها و الآخر من بعده و الثالث من بعدهما و بني أمية فأخبر النبي ص عليا ع فإن ذلك كما أخبر الله رسوله كما أخبر رسوله عليا ع و كما انتهى إلينا من علي فيما يكون من بعده من الملك في بني أمية و غيرهم فنحن أولي النهى الذين انتهينا إلينا علم هذا كله فصبرنا لأمر الله و نحن قوام الله على خلقه و خزانه على دينه نخزنه و نستره و نكتم به من عدونا كما كتم رسول الله ص حتى أذن له في الهجرة و جهاد المشركين فنحن على منهاج رسول الله ص حتى يأذن الله بإظهار دينه بالسيف

و يدعو الناس إليه و ليضربهم عليه عودا كما ضربهم رسول الله ص بداء.

52- حدثنا محمد بن عيسى عن ياسين الضرير عن حريز عن أبي بصير قال قال رسول الله ص إن الله تبارك و تعالى فرض العلم عن ستة أجزاء فأعطى عليا ع منه خمسة أجزاء و له سهم في الجزء الآخر مع الناس.