1- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن النعمان عن أحمد بن محمد
[ص : 519]
بن أبي نصر عن زرارة قال كنت عند أبي جعفر ع فقال لي رجل من أهل الكوفة سله عن قول أمير المؤمنين ع سلوني عما شئتم و لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به قال فسألته فقال إنه ليس أحد عنده علم شيء إلا خرج من عند أمير المؤمنين فليذهب الناس حيث شاءوا فو الله ليأتين الأمر هاهنا و أشار بيده إلى صدره.
2- حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إنه ليس عند أحد من حق و لا صواب و ليس أحد من الناس يقضي بقضاء يصيب فيه الحق إلا مفتاحه علي فإذا تشعبت بهم الأمور كان الخطاء من قبلهم و الصواب من قبله أو كما قال.
3- حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن علي عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول أما إنه ليس عند أحد علم و لا حق و لا فتيا إلا شيء أخذ عن علي بن أبي طالب ع و عنا أهل البيت و ما من قضاء يقضي به بحق و ثواب إلا بدء ذلك و مفتاحه و سببه و علمه من علي و منا فإذا اختلف عليهم أمرهم قاسوا و عملوا بالرأي و كان الخطاء من قبلهم فإذا قاسوا و كان الصواب إذا تبعوا الآثار من قبل علي ع.
4- حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر ع يقول ليس عند أحد من الناس حق و لا صواب و لا أحد من الناس يقضي بقضاء حق إلا ما خرج منا أهل البيت فإذا تشعبت بهم الأمور كان الخطاء منهم و الصواب من قبل علي ع.
[ص : 520]
1- حدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن كامل التمار قال قال أبو جعفر ع يا كامل تدري ما قول الله قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ قلت جعلت فداك أفلحوا و فازوا و أدخلوا الجنة قال قد أفلح المسلمون إن المسلمين هم النجباء.
2- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عمير بن أذينة عن عبد الله النجاشي قال سألت أبا عبد الله ع عن قول الله تعالى فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً قال عنى بها عليا ع.
3- و عن الحسين عن صفوان بن يحيى عن الكاهلي عن أبي عبد الله ع أنه تلا هذه الآية فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً فقال لو أن قوما عبدوا الله و وحدوه ثم قالوا لشيء صنعه رسول الله ص لو صنع كذا كذا و وجدوا ذلك في أنفسهم كانوا بذلك مشركين ثم قال فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً قال هو التسليم في الأمور.
[ص : 521]
4- حدثنا محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله ع قال يهلك أصحاب الكلام و ينجو المسلمين إن المسلمين هم النجباء.
5- حدثنا أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن عبد الله بن يحيى عن ابن أذينة عن أبي بكر الحضرمي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول يهلك أصحاب الكلام و ينجو المسلمون إن المسلمين هم النجباء يقولون هذا ينقاد أما و الله لو علموا كيف كان أصل الخلق ما اختلفوا اثنان.
6- حدثنا محمد بن عيسى عن فضالة عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع في قول الله تعالى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً قال الاقتراف التسليم لنا و الصدق علينا و لا يكذب علينا.
7- حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد عن حريز عن أبي جعفر ع وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً قال الاقتراف التسليم لنا و الصدق علينا و لا يكذب علينا.
8- حدثنا محمد بن عيسى عن أبي أحمد و جمال عن سعيد بن غزوان قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و الله لو آمنوا بالله وحده و أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة ثم لم يسلموا لكانوا بذلك مشركين ثم تلا هذه الآية فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً.
9- حدثنا محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي بصير قال سأل أبو عبد الله ع عن قوله وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً قال هو التسليم في الأمور.
10- حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن عن جعفر بن زهير عن عمرو بن
[ص : 522]
حمران عن أبي عبد الله ع مثله.
11- حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً قال التسليم في الأمور و هو قوله ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً.
12- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن عاصم عن كامل التمار قال قال أبو جعفر ع يا كامل قد أفلح المؤمنون المسلمون يا كامل إن المسلمين هم النجباء يا كامل إن الناس أشباه الغنم إلا قليلا من المؤمنين و المؤمن قليل.
13- حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن جعفر بن بشير عن أبي عثمان الأحول عن كامل التمار كنت عند أبي جعفر ع وحدي فنكس رأسه إلى الأرض فقال قد أفلح المسلمون إن المسلمين هم النجباء يا كامل الناس كلهم بهائم إلا قليل من المؤمنين و المؤمن غريب.
14- حدثنا محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع في قوله تعالى وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً قال التسليم في الأمر.
15- حدثنا محمد بن عيسى عن حماد عن المفضل بن عمرو قال قلت لأبي عبد الله ع بأي شيء علمت الرسل أنها رسل قال قد كشف لها عن الغطاء قال قلت لأبي عبد الله بأي شيء علم المؤمن أنه مؤمن قال بالتسليم لله في كل ما ورد عليه.
16- حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن ضريس قال أبو جعفر ع أ رأيت إن لم يكن الصوت الذي قلنا لكم أنه يكون ما أنت صانع قال قلت أنتهي فيه و الله إلى أمرك قال فقال هو و الله التسليم و إلا فالذبح و أهوى بيده إلى حلقه.
[ص : 523]
17- حدثنا بعض أصحابنا عمن روى عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة بن حمران قال كان يجالسنا رجل من أصحابنا فلم يكن يسمع بحديث إلا قال سلموا حتى لقب فكان كلما جاء قالوا قد جاء سلم فدخل حمران و زرارة على أبي جعفر ع فقال إن رجلا من أصحابنا إذا سمع شيئا من أحاديثكم قالوا سلموا حتى لقب و كان إذا جاء قالوا سلم فقال أبو جعفر ع قد أفلح المسلمون إن المسلمين هم النجباء.
18- حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي و الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر أخي أديم قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن رجلا من موالي عثمان كان شتاما لعلي
فحدثني مولى لهم يأتينا و بايعنا أنه حين أحضر قال ما لي و لهم قال فقلت جعلت فداك ما آمن هذا قال فقال أ ما تسمع قول الله فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ إلا أنه قال هيهات هيهات لا و الله حتى يحكموك الثبات الرقي القلب و إن صام و صلى.
19- و عنه عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن ابن مسكان عن ضريس عن أبي جعفر ع قال قد أفلح المسلمون إن المسلمين هم النجباء.
20- حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال قلت لأبي جعفر ع تركت مواليك مختلفين يتبرأ بعضهم من بعض قال و ما أنت و ذاك إنما كلف الله الناس ثلاثة معرفة الأئمة و التسليم لهم فيما يرد عليهم و الرد عليهم فيما اختلفوا فيه.
21- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد أخبرني محمد بن حماد السمندلي عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن أبيه قال قال أبو جعفر ع يا سالم إن الإمام هادي مهدي لا تدخله الله في عماء و لا يحمله على هيئة ليس للناس النظر في أمره و لا التخير عليه و إنما أمروا بالتسليم.
[ص : 524]
22- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن ابن أبي أيوب عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع في قول الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلّا تَخافُوا وَ لا تَحْزَنُوا قال هم الأئمة و يجري فيمن استقام من شيعتنا و سلم لأمرنا و كتم حديثنا عند عدونا فتستقبلهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنة و قد و الله مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من
الدين فاستقاموا و سلموا لأمرنا و كتموا حديثنا و لم يذيعوه عند عدونا و لم يشكوا كما شككتم فاستقبلهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنة.
23- حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبي عبيدة قال قال أبو جعفر ع من سمع من رجل أمرا لم يحط به علما فكذب به و من أمره بالرضا بنا و التسليم لنا فإن ذلك لا يكفره.
24- حدثنا أحمد بن محمد عن ابن سنان عن صفوان الصيقل قال دخلت أنا و الحرث بن المغيرة و غيره على أبي عبد الله ع فقال له الحرث إن هذا يعني منصور الصيقل لا يريد إلا أن يسمع حديثنا فو الله ما يدري ما يقبل مما يرد فقال أبو عبد الله هذا الرجل من المسلمين إن المسلمين من النجباء.
25- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن سلمة بن حنان عن أبي الصباح الكناني قال كنت عند أبي عبد الله ع فقال يا أبا الصباح قد أفلح المؤمنون قال أبو عبد الله قد أفلح المسلمون قالها ثلاثا و قلتها ثلاث ثم قال إن المسلمين هم المنتجبون يوم القيامة هم أصحاب الحديث.
26- حدثنا محمد بن عيسى قال أقرأني داود بن فرقد الفارسي كتابه إلى أبي الحسن الثالث ع و جوابه بخطه فقال نسألك عن العلم المنقول إلينا عن آبائك و أجدادك قد اختلفوا علينا فيه كيف العمل به على اختلافه إذا نرد إليك فقد
[ص : 525]
اختلف فيه فكتب و قرأته ما علمتم أنه قولنا فالزموه و ما لم تعلموا فردوه إلينا.
27- حدثنا محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي عمير عن إبراهيم الفضيل عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله ع يختلف أصحابنا فأقول قولي هذا قول جعفر بن محمد قال بها نزل جبرئيل.
28- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن زيد الشحام عن أبي عبد الله ع قال قلت له إن عندنا رجلا يسمى كليبا فلا نتحدث عنكم شيئا إلا قال أنا أسلم فسميناه كليب التسليم قال فترحم عليه ثم قال أ تدرون ما التسليم فسكتنا فقال هو الله الإخبات قول الله الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ أَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ.
29- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن منصور بن يونس عن بشير الدهان قال سمعت كليبا يقول قال أبو جعفر ع قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ أ تدري من هم قلت جعلت فداك أنت أعلم قال قد أفلح المسلمون إن المسلمين هم النجباء.
30- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال قلت لأبي عبد الله ع أ ما سمعت عليك بالحديث فيقول بعضنا قولنا قولهم قال فما تريد أ تريد أن تكون أمانا بك من رد القول إلينا فقد سلم.
31- و عنه عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع قال إن من قرة العين التسليم إلينا أن تقولوا لكل ما اختلف عنا أن تردوا إلينا.
32- حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان عن داود بن فرقد عن زيد
[ص : 526]
عن أبي عبد الله ع قال تدري بما أمروا أمروا بمعرفتنا و الرد إلينا و التسليم لنا.
1- حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا القسم بن الربيع الوراق عن محمد بن سنان عن صباح المدائني عن المفصل أنه كتب إلى أبي عبد الله ع فجاءه هذا الجواب من أبي عبد الله ع أما بعد فإني أوصيك و نفسي بتقوى الله و طاعته فإن من التقوى الطاعة و الورع و التواضع لله و الطمأنينة و الاجتهاد و الأخذ بأمره و النصيحة لرسله و المسارعة في مرضاته و اجتناب ما نهى عنه فإنه من يتق فقد أحرز نفسه من النار بإذن الله و أصاب الخير كله في الدنيا و الآخرة و من أمر بالتقوى فقد أفلح الموعظة جعلنا الله من المتقين برحمته جاءني كتابك فقرأته و فهمت الذي فيه فحمدت الله على سلامتك و عافية الله إياك ألبسنا الله و إياك عافيته في الدنيا و الآخرة كتبت تذكر أن قوما أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم و شأنهم و أنك أبلغت فيهم أمورا تروي عنهم كرهتها لهم و لم تريهم إلا طريقا حسنا ورعا و تخشعا و بلغك أنهم يزعمون أن الدين إنما هو معرفة الرجال ثم بعد ذلك إذا عرفتهم فاعمل ما شئت و ذكرت أنك قد عرفت أن أصل الدين معرفة الرجال فوفقك الله و ذكرت أنه بلغك أنهم يزعمون أن الصلاة و الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج و العمرة و المسجد الحرام و البيت الحرام و المشعر الحرام
[ص : 527]
و الشهر الحرام هو رجل و أن الطهر و الاغتسال من الجنابة هو رجل و كل فريضة افترضها الله على عباده هو رجل و أنهم ذكروا ذلك بزعمهم أن من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعمله به من غير عمل و قد صلى و آتى الزكاة و صام و حج و اعتمر و اغتسل من الجنابة و تطهر و عظم حرمات الله و الشهر الحرام و المسجد الحرام و أنهم ذكروا من عرف هذا بعينه و بحده و ثبت في قلبه جاز له أن يتهاون فليس له أن يجتهد في العمل و زعموا أنهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها و إن هم لم يعلموا بها و أنه بلغك أنهم يزعمون أن الفواحش التي نهى الله عنها الخمر و الميسر و الربا و الدم و الميتة و لحم الخنزير هو رجل و ذكروا أن ما حرم الله من نكاح الأمهات و البنات و العمات و الخالات و بنات الأخ و بنات الأخت و ما حرم على المؤمنين من النساء فما حرم الله إنما عنى بذلك نكاح نساء النبي و ما سوى ذلك مباح كله و ذكرت أنه بلغك أنهم يترادفون المرأة الواحدة و يشهدون بعضهم لبعض بالزور و يزعمون أن لهذا ظهرا و بطنا يعرفونه فالظاهر يتناسمون عنه يأخذون به مدافعة عنهم و الباطن هو الذي يطلبون و به أمروا و بزعمهم كتبت تذكر الذي زعم عظيم من ذلك عليك حين بلغك و كتبت تسألني عن قولهم في ذلك أ حلال أم حرام و كتبت تسألني عن تفسير ذلك و أنا أبينه حتى لا تكون من ذلك في عمى و لا شبهة و قد كتبت إليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه فاحفظه كله كما قال الله في كتابه وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ و أصفه لك بحلاله و أنفي عنك حرامه إن شاء الله كما وصفت و معرفكه حتى تعرفه إن شاء الله فلا تنكره إن شاء الله و لا قوة إلا بالله و القوة لله جميعا أخبرك أنه من كان يدين بهذه الصفة التي كتبت تسألني عنها فهو عندي مشرك بالله تبارك و تعالى بين الشرك لا شك فيه و أخبرك أن هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن أهله و لم يعطوا فهم ذلك و لم يعرفوا حد ما سمعوا فوضعوا حدود تلك الأشياء مقايسة برأيهم و منتهى عقولهم و لم يضعوها
[ص : 528]
على حدود ما أمروا كذبا و افتراء على الله و رسوله ص و جرأة على المعاصي فكفى بهذا لهم جهلا و لو أنهم وضعوها على حدودها التي حدت لهم و قبلوها لم يكن به بأس و لكنهم حرفوها و تعدوا و كذبوا و تهاونوا بأمر الله و طاعته و لكني أخبرك أن الله حدها بحدودها لأن لا يتعدى حدوده أحد و لو كان الأمر كما ذكروا لعذر الناس بجهلهم ما لم يصرفوا حد ما حد لهم و لكان المقصر و المتعدي حدود الله معذورا و لكن جعلها حدودا محدودة لا يتعداها إلا مشرك كافر ثم قال تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمُونَ فأخبرك حقائق إن الله تبارك و تعالى اختار الإسلام لنفسه دينا و رضي من خلقه فلم يقبل من أحد إلا به و به بعث أنبياءه و رسله ثم قال وَ بِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ فعليه و به بعث أنبياءه و رسله و نبيه محمدا ص فاختل الذين لم يعرفوا معرفة الرسل و ولايتهم و طاعتهم هو الحلال المحلل ما أحلوا و المحرم ما حرموا و هم أصله و منهم الفروع الحلال و ذلك سعيهم و من فروعهم أمرهم الحلال و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و صوم شهر رمضان و حج البيت و العمرة و تعظيم حرمات الله و شعائره و مشاعره و تعظيم البيت الحرام و المسجد الحرام و الشهر الحرام و الطهور و الاغتسال من الجنابة و مكارم الأخلاق و
محاسنها و جميع البرة ثم ذكر بعد ذلك فقال في كتابه إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ وَ إِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَ يَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ الْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فعددهم المحرم و أولياؤهم الدخول في أمرهم إلى يوم القيامة فيهم الفواحش و ما ظهر منها و ما بطن و الخمر و الميسر و الربا و الدم و لحم الخنزير فهم الحرام المحرم و أصل كل حرام و هم الشر و أصل كل شر و منهم فروع الشر كله و من ذلك الفروع الحرام و استحلالهم إياها و من فروعهم
[ص : 529]
تكذيب الأنبياء و جحود الأوصياء و ركوب الفواحش الزنا و السرقة و شرب الخمر و المسكر و أكل مال اليتيم و أكل الربا و الخدعة و الخيانة و ركوب الحرام كلها و انتهاك المعاصي و إنما أمر الله بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى يعني مودة ذي القربى و ابتغاء طاعتهم و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي و هم أعداء الأنبياء و أوصياء الأنبياء و هم المنهي من مودتهم و طاعتهم يعظكم بهذه لعلكم تذكرون و أخبرك أني لو قلت لك إن الفاحشة و الخمر و الميسر و الزنا و الميتة و الدم و لحم الخنزير هو رجل و أنت أعلم أن الله قد حرم هذا الأصل و حرم فرعه و نهى عنه و جعل ولايته كمن عبد من دون الله وثنا و شركا و من دعا إلى عبادة نفسه فهو كفرعون إذ قال أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى فهذا كله على وجه إن شئت قلت هو رجل و هو إلى جهنم و من شايعه على ذلك فافهم مثل قول الله إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ و لصدقت ثم لو أني قلت إنه فلان ذلك كله لصدقت إن فلانا هو المعبود المتعدي حدود الله التي نهى عنها أن يتعدى ثم إني أخبرك أن الدين و أصل الدين هو رجل و ذلك الرجل هو اليقين و هو الإيمان و هو إمام أمته و أهل زمانه فمن عرف عرف الله و من أنكره أنكر الله و دينه و من جهله جهل الله و دينه و حدوده و شرائعه بغير ذلك الإمام كذلك جرى بأن معرفة الرجال دين الله و المعرفة على وجهه معرفة ثابتة على بصيرة يعرف بها دين الله و يوصل بها إلى معرفة الله فهذه المعرفة الباطنة الثابتة بعينها الموجبة حقها المستوجب أهلها عليها الشكر لله التي من عليهم بها من من الله يمن به على من يشاء مع معرفة الظاهرة و معرفة في الظاهرة فأهل المعرفة في الظاهر الذين علموا أمرنا بالحق على غير علم لا يلحق بأهل المعرفة في الباطن على بصيرتهم و لا يضلوا بتلك المعرفة المقصرة إلى حق معرفة الله كما قال في كتابه وَ لا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ فمن
[ص : 530]
شهد شهادة الحق لا يقعد عليه قلبه على بصيرة فيه كذلك من تكلم لا يقعد عليه قلبه لا يعاقب عليه عقوبة من عقد عليه قلبه و ثبت على بصيرة فقد عرفت كيف كان حال رجال أهل المعرفة في الظاهر و الإقرار بالحق على غير علم في قديم الدهر و حديثه إلى أن انتهى الأمر إلى نبي الله و بعده إلى من صار و إلى من انتهت إليه معرفتهم و إنما عرفوا بمعرفة أعمالهم و دينهم الذي دان الله به المحسن
بإحسانه و المسيء بإساءته و قد يقال إنه من دخل في هذا الأمر بغير يقين و لا بصيرة خرج منه كما دخل فيه رزقنا الله و إياك معرفة ثابتة على بصيرة و أخبرك أني لو قلت إن الصلاة و الزكاة و صوم شهر رمضان و الحج و العمرة و المسجد الحرام و البيت الحرام و المشعر الحرام و الطهور و الاغتسال من الجنابة و كل فريضة كان ذلك هو النبي الذي جاء به عند ربه لصدقت إن ذلك كله إنما يعرف بالنبي و لو لا معرفة ذلك النبي ص و الإيمان به و التسليم له ما عرف ذلك فذلك من من الله على من يمن عليه و لو لا ذلك لم يعرف شيئا من هذا فهذا كله ذلك النبي و أصله و هو فرعه و هو دعاني إليه و دلني عليه و عرفنيه و أمرني به و أوجب علي له الطاعة فيما أمرني به لا يسعني جهله و كيف يسعني جهله و من هو فيما بيني و بين الله و كيف تستقيم لي لو لا أني أصف أن ديني هو الذي أتاني به ذلك النبي ص أن أصف أن الدين غيره و كيف لا يكون ذلك معرفة الرجل و إنما هو الذي جاء به عن الله و إنما أنكر الدين من أنكره بأن قالوا أَ بَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَسُولًا ثم قالوا أَ بَشَرٌ يَهْدُونَنا فكفروا بذلك الرجل و كذبوا به و قالوا لو لا أنزل عليك ملك فقال قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَ هُدىً لِلنّاسِ ثم قال في آية أخرى وَ لَوْ أَنْزَلْنا
[ص : 531]
مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا تبارك الله تعالى إنما أحب أن يعرف بالرجال و أن يطاع بطاعتهم فجعلهم سبيله و وجهه الذي يؤتى منه لا يقبل الله من العباد غير ذلك لا يسأل عما يفعل و هم يسألون فقال فيمن أوجب من محبته لذلك مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللّهَ وَ مَنْ تَوَلّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً فمن قال لك إن هذه الفريضة كلها إنما هي رجل و هو يعرف حد ما يتكلم به فقد صدق و من قال على الصفة التي ذكرت بغير الطاعة لا يعني التمسك في الأصل بترك الفروع لا يعني بشهادة أن لا إله إلا الله و بترك شهادة أن محمدا رسول الله ص و لم يبعث الله نبيا قط إلا بالبر و العدل و المكارم و محاسن الأعمال و النهي عن الفواحش ما ظهر منها و ما بطن فالباطن منه ولاية أهل الباطن و الظاهر منه فروعهم و لم يبعث الله نبيا قط يدعو إلى معرفة ليس معها طاعة في أمر و نهي فإنما يقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها الله على حدودها مع معرفة من جاءهم من عنده و دعاهم إليه فأول من ذلك معرفة من دعا إليه ثم طاعته فيما يقر به بمن الطاعة له و أنه من عرف أطاع حرم الحرام ظاهره و باطنه و لا يكون تحريم الباطن و استحلال الظاهر إنما حرم الظاهر بالباطن و الباطن بالظاهر معا جميعا و لا يكون الأصل و الفروع و باطن الحرام حرام و ظاهره حلال و لا يحرم الباطن و يستحل الظاهر و كذلك لا يستقيم ألا يعرف صلاة الباطن و لا يعرف صلاة الظاهر و لا الزكاة و لا الصوم و لا الحج و لا العمرة و المسجد الحرام و جميع حرمات الله و شعائره و إن ترك معرفة الباطن لأن باطنه ظهره و لا يستقيم إن ترك واحدة منها إذا كان الباطن حراما خبيثا فالظاهر منه إنما يشبه الباطن فمن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة و أنه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب و أشرك
[ص : 532]
ذاك لم يعرف و لم يطع.
1- و إنما قيل اعرف و اعمل ما شئت من الخير فإنه لا يقبل ذلك منك بغير معرفة فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر فإنه مقبول منك أخبرك أن من عرف أطاع إذا عرف و صلى و صام و اعتمر و عظم حرمات الله كلها و لم يدع منها شيئا و عمل بالبر كله و مكارم الأخلاق كلها و يجتنب سيئها و كل ذلك هو النبي ص و النبي ص أصله و هو أصل هذا كله لأنه جاء و دل عليه و أمر به و لا يقبل من أحد شيئا منه إلا به و من عرف اجتنب الكبائر و حرم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و حرم المحارم كلها لأن بمعرفة النبي ص و بطاعته دخل فيما دخل فيه النبي ص و خرج مما خرج منه النبي ص من زعم أنه يملك الحلال و يحرم الحرام بغير معرفة النبي ص لم يحلل لله حلالا و لم يحرم له حراما و أنه من صلى و زكى و حج و اعتمر فعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته لم يقبل منه شيئا من ذلك و لم يصل و لم يصم و لم يزك و لم يحج و لم يعتمر و لم يغتسل من الجنابة و لم يتطهر و لم يحرم لله حراما و لم يحلل لله حلالا ليس له صلاة و إن ركع و سجد و لا له زكاة و إن أخرج لكل أربعين درهما و من عرفه و أخذ عنه أطاع الله و أما ما ذكرت أنهم يستحلون نكاح ذوات الأرحام التي حرم الله في كتابه فإنهم زعموا أنه إنما حرم علينا بذلك نكاح نساء النبي ص فإن أحق ما بدأ منه تعظيم حق الله و كرامة رسوله و تعظيم شأنه و ما حرم الله على تابعيه و نكاح نسائه من بعد قوله وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللّهِ عَظِيماً و قال الله تبارك و تعالى النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ و هو أب لهم ثم قال وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ
[ص : 533]
إِلّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَ مَقْتاً وَ ساءَ سَبِيلًا فمن حرم نساء النبي لتحريم الله ذلك فقد حرم الله في كتابه العمات و الخالات و بنات الأخ و بنات الأخت و ما حرم الله من الرضاعة لأن تحريم ذلك تحريم نساء النبي ص فمن حرم ما حرم الله من الأمهات و البنات و الأخوات و العمات من نكاح نساء النبي ص و استحل ما حرم الله فقد أشرك إذا اتخذ ذلك دينا و أما ما ذكرت أن الشيعة يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون ذلك من دين الله و رسوله إنما دينه أن يحل ما أحل الله و يحرم ما حرم الله و إن مما أحل الله المتعة من النساء في كتابه و المتعة في الحج أحلهما ثم لم يحرمهما فإذا أراد الرجل المسلم أن يتمتع من المرأة فعلى كتاب الله و سنته نكاح غير سفاح تراضيا على ما أحبا من الأجرة و الأجل كما قال الله فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَ لا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إن هما أحبا أن يمدا في الأجل على ذلك الأجر فآخر يوم من أجلها قبل أن ينقضي الأجل قبل غروب الشمس مدا فيه و زادا في الأجل ما أحبا فإن مضى آخر يوم منه لم يصلح إلا ما بأمر مستقبل و ليس بينهما عدة من سواه فإن أرادت سواه اعتدت خمسة و أربعين يوما و ليس بينهما ميراث ثم إن شاءت تمتعت من آخر فهذا حلال لهما إلى يوم القيامة إن هي شاءت من سبعة و إن هي شاءت من عشرين ما بقيت في الدنيا كل هذا حلال لهما على حدود الله و من يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه و إذا أردت المتعة في الحج فأحرم من العقيق و اجعلها متعة فمتى ما قدمت طفت بالبيت و استسلمت الحجر الأسود و فتحت به و ختمت سبعة أشواط ثم تصلي ركعتين عند مقام إبراهيم ثم اخرج من البيت فاسع بين الصفا و المروة سبعة
[ص : 534]
أشواط تفتح بالصفا و تختم بالمروة فإذا فعلت ذلك فصبرت حتى إذا كان يوم التروية صنعت ما صنعت بالعقيق ثم أحرم بين الركن و المقام بالحج فلم تزل محرما حتى تقف بالموقف ثم ترمي الجمرات و تذبح و تحل و تغتسل ثم تزور البيت فإذا أنت فعلت ذلك فقد أحللت و هو قول الله فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ أن تذبح و أما ما ذكرت أنهم يستحلون الشهادات بعضهم لبعض على غيرهم فإن ذلك ليس هو إلا قول الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْل مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ إذا كان مسافرا و حضره الموت اثنان ذوا عدل من دينه فإن لم يجدوا فآخران ممن يقرأ القرآن من غير أهل ولايته تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً قليلا و لو كان به ثمنا قليلا وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى وَ لا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللّهِ إِنّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ من أهل ولايته فَيُقْسِمانِ بِاللّهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَ مَا اعْتَدَيْنا إِنّا إِذاً لَمِنَ الظّالِمِينَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ وَ اتَّقُوا اللّهَ وَ اسْمَعُوا و كان رسول الله ص يقضي بشهادة رجل واحد مع يمين المدعي و لا يبطل حق مسلم و لا يرد شهادة مؤمن فإذا أخذ يمين المدعي و شهادة الرجل قضى له بحقه و ليس يعمل بهذا فإذا كان لرجل مسلم قبل آخر حق يجحده و لم يكن شاهد غير واحد فإنه إذا رفعه إلى ولاية الجور أبطلوا حقه و لم يقضوا فيها بقضاء رسول الله ص كان الحق في الجور أن لا يبطل حق رجل فيستخرج الله على يديه حق رجل مسلم و يأجره الله و يجيء عدلا كان رسول الله ص يعمل به
[ص : 535]
و أما ما ذكرت في آخر كتابك أنهم يزعمون أن الله رب العالمين هو النبي ص و أنك شبهت قولهم بقول الذين قالوا في علي ما قالوا فقد عرفت أن السنن و الأمثال كائنة لم يكن شيء فيما مضى إلا سيكون مثله حتى لو كانت شاة بشاة كان هاهنا مثله و اعلم أنه سيضل قوم بضلالة من كان قبلهم كتبت فتسألني عن مثل ذلك ما هو و ما أرادوا به أخبرك أن الله تبارك و تعالى هو خلق الخلق لا شريك له له الخلق و الأمر و الدنيا و الآخرة و هو رب كل شيء و خالقه خلق الخلق و أحب أن يعرفوه بأنبيائه و احتج عليهم بهم فالنبي ص هو الدليل على الله عبد مخلوق مربوب اصطفاه نفسه رسالته و أكرمه بها فجعل خليفته في خلقه و لسانه فيهم و أمينه عليهم و خازنه في السماوات و الأرضين قوله قول الله لا يقول على الله إلا الحق من أطاعه أطاع الله و من عصاه عصى الله و هو مولى من كان الله ربه و وليه من أبى أن يقر له بالطاعة فقد أبى أن يقر لربه بالطاعة و بالعبودية و من أقر بطاعته أطاع الله و هداه فالنبي ص مولى الخلق جميعا عرفوا ذلك و أنكروه و هو الوالد المبرور فيمن أحبه و أطاعه و هو الوالد البار و مجانب الكبائر قد كتبت لك ما سألتني عنه و قد علمت أن قوما سمعوا صنعتنا هذه فلم يقولوا بها بل حرفوها و وضعوها على غير حدودها على نحوها قد بلغك و احذر من الله و رسوله و من يتعصبون بنا أعمالهم الخبيثة و قد رمانا الناس بها و الله يحكم بيننا و بينهم فإنه يقول الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذ يُوَفِّيهِمُ اللّهُ أعمالهم السيئة وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ و أما ما كتبت و نحوه و تخوفت أن يكون صفتهم من صفة فقد أكرمه الله تعالى عز و جل عما يقولون علوا كبيرا
[ص : 536]
صفتي هذه صفة صاحبنا التي وصفنا له و عندنا أخذنا فجزاه الله عنا أفضل الحق فإن جزاءه على الله فتفهم كتابي هذا و القوة لله.
2- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي بن فضال عن حفص المؤذن قال كتب أبو عبد الله ع إلى أبي الخطاب بلغني أنك تزعم أن الخمس رجل و أن الزنا رجل و أن الصلاة رجل و أن الصوم رجل و ليس كما تقول نحن أصل الخير و فروعه طاعة الله و عدونا أصل الشر و فروعه معصية الله ثم كتب كيف يطاع من لا يعرف و كيف يعرف من لا يطاع.
3- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود بن فرقد قال قال أبو عبد الله ع لا تقولوا لكل آية هذه رجل و هذه رجل من القرآن حلال و منه حرام و منه نبأ ما قبلكم و حكم ما بينكم و خبر ما بعدكم فهكذا هو.
4- حدثنا أحمد بن محمد عن أبي العباس بن معروف عن الحجال عن حبيب الخثعمي قال ذكرت لأبي عبد الله ع ما يقول أبي الخطاب فقال اذكر لي بعض ما يقول قلت في قول الله عز و جل وَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ إلى آخر الآية يقول إذا ذكر الله وحده أمير المؤمنين ع و إذا ذكر الذين من دونه فلان و فلان فقال أبو عبد الله ع من قال هذا فهو مشرك ثلاثا أنا إلى الله منهم بريء ثلاثا بل عنى الله بذلك نفسه بل عنى الله بذلك نفسه و أخبرته بالآية في حم ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ثم قال قلت يعني بذلك أمير المؤمنين ع قال أبو عبد الله ع من قال هذا فهو مشرك أنا إلى الله منه بريء ثلاثا بل عناه بذلك نفسه.
5- حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن آدم بن إسحاق عن هشام عن الهيثم التميمي قال قال أبو عبد الله ع يا هيثم التميمي إن قوما آمنوا بالظاهر و
[ص : 537]
كفروا بالباطن فلم ينفعهم شيء و جاء قوم من بعدهم فآمنوا بالباطن و كفروا بالظاهر فلم ينفعهم ذلك شيئا و لا إيمان بظاهر و لا باطن إلا بظاهر.
1- حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول أما و الله إن أحب أصحابي إلي أورعهم و أفقههم و أكتمهم بحديثنا و إن أسوأهم عندي حالا و أمقتهم إلي الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا و يروى عنا فلم يعقله و لم يقبله قلبه اشمأز منه و جحده و كفر بمن دان به و هو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج و إلينا سند
فيكون بذلك خارجا من ولايتنا.
2- حدثنا الهيثم النهدي عن محمد بن عمر بن يزيد عن يونس عن أبي يعقوب بن إسحاق بن عبد الله عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى حصر عباده بآيتين من كتابه ألا يقولوا حتى يعلموا و لا يردوا ما لم يعلموا إن الله تبارك و تعالى يقول أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللّهِ إِلَّا الْحَقَّ و قال بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ.
3- حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن عمرو عن عبد الله بن جندب عن سفيان بن السيط قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك إن الرجل ليأتينا من قبلك فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر فيضيق بذلك صدورنا حتى نكذبه قال فقال أبو عبد الله ع أ ليس عني يحدثكم قال قلت بلى قال فيقول لليل إنه
[ص : 538]
نهار و للنهار إنه ليل قال فقلت له لا قال فقال رده إلينا فإنك إن كذبت فإنما تكذبنا.
4- حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع عن علي السناني عن أبي الحسن ع أنه كتب إليه في رسالة و لا تقل لما بلغك عنا أو نسب إلينا هذا باطل و إن كنت تعرفه خلافه فإنك لا تدري لم قلنا و على أي وجه و صفة.
5- حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن جعفر بن بشير عن أبي بصير عن أبي جعفر ع أو عن أبي عبد الله ع قال لا تكذبوا بحديث أتاكم أحد فإنكم لا تدرون لعله من الحق فتكذبوا الله فوق عرشه.
تمت الكتاب المسمى ببصائر الدرجات في شهر صفر 1381- قمري هجري