الفهرس

فصل : في ذكر شي‏ءٍ من شجاعته(3)

 


 

417
فشكّ رجله بصفحة الفرس وهو ينادي‏(1) : عباد اللَّه الصبر الصبر ، فقال له القعقاع بن عمرو(2) : يا أبا محمّد إنّك لجريح‏(3) ، وإنّك لفي شغل عمّا تريد ادخل البيوت ، فدخل ودمه يسيل وهو يقول : اللّهمّ خذ لعثمان منّي حتّى ترضى‏(4) ، فلمّا امتلأ خفّه‏(5) دماً قال لغلامه : اركب من خلفي وامسكني‏(6) وابغني مكاناً أنزل فيه ، فدخل به البصرة وأنزله في دارٍ من خرابها قريباً من ظاهرها فمات (بها )من فوره‏(7) .
وقيل : إنّه اجتاز به رجل من أصحاب عليّ عليه السلام فقال (له) : أنت من أصحاب أمير


418
المؤمنين ؟ قال : نعم ، قال : امدد يدك اُبايعك (له) ، فبايعه خوفاً من أن يموت وليس في عنقه بيعة ، ولمّا قضى دُفن في بني سعد بظاهر البصرة . قال : ولم أر شيخاً أضيع دماً(8) منّي ، وتمثّل عنه دخوله البصرة بقوله شعراً(9) :

فإن تكن الحوادث أقصدتني
وأخطاهنّ سهمي حين أرمي
فقد ضيّعت حين تبعت سمعاً
سفاهة ما سفهت بفضل‏(10) حلمي
أطعتهم بفرقة آل‏(11) لايٍ
فألقوا للسباع دمي ولحمي
وكان الّذي رمى طلحة مروان بن الحكم ، وقيل : غيره ، واللَّه أعلم .
ثمّ ما كان بأسرع من أن أفجأ الناس هزيمة طلحة والزبير(12) وأطافت الخيل بالجمل فلمّا رأى المنهزمون إطافتهم بالجمل عادوا (عليهم )قلباً واحداً كما (13)كانوا أوّل مرّة(14) وتوافقوا، فوقفت مضر البصرة لمضر الكوفة، وربيعتها لربيعتها ، وتيمها لتيمها فاقتتلوا أشدّ القتال وأعظمه وأكثر ممّا كان أوّل مرّة ، واختلط القوم بعضهم في بعض ، فما رؤي قبلها ولا بعدها وقعة أعظم منها(15) ولا أكثر ذراعاً مقطوعاً ولا يداً مقطوعة،ولم يزل الأمر كذلك حتّى قُتل خلق‏كثير ولا يحصون‏من الفريقين على‏ خطام الجمل.
قال: وأخذ الخطام سبعون رجلاً(16) من‏قريش ما نجا منهم واحد ، بل كلّهم قُتلوا ،


419
وكان ممّن أخذ بخطام الجمل محمّد بن طلحة(17) فجعل لا يحمل عليه أحد إلّا من

 


420
قال «حم لا ينصرون» وكان ذلك من شعار أصحاب عليّ عليه السلام ، وكان عليّ عليه السلام قد أذن في أصحابه بأن لا يقتل محمّد بن طلحة مَنْ عسى أن يظفر به ولا يتعرّضه أحد بسوء ، فحمل عليه شريح بن أوفى العبسي فقال : «حم» وقد سبقه شريح بالطعنة فأتى‏ على‏ نفسه فكان كما قيل : سبق السيف العذل ، وكان محمّد بن طلحة هذا من العبّاد والزهّاد(18) واعتزل الناس على‏ جانب وإنّما خرج برّاً بأبيه ، وكان يعرف بالسجّاد لكثرة صلاته وسجوده ، وفي ذلك يقول قاتله شريح بن أوفى العبسي‏(19) :

421
وأشعث قوّام بآيات‏(20) ربّه
قليل الأذى فيما ترى العينُ مُسلم
هتكتُ‏(21) بصدر الرمح جيب قميصه
فخرَّ صريعاً لليدين وللفم
على‏ غير شي‏ء غير أن ليس تابعاً
علياً ومن لا يتبع الحقّ يندم
يُذكِّرني حم والرمح شاجر
فهلّا تلا حم قبل التقدّم
وأخذ بخطام الجمل عمرو بن الأشرف‏(22) فجعل لايدنو منه أحد إلّا خبطه ، فأقبل إليه الحارث بن زهير الأسدي‏(23) وهو يقول :
يا اُمّنا يا خير اُمّ نعلمُ(24)
أما ترين كم شجاع يكلّمُ‏(25)

وتُجتلى هامتُه والمِعصم

وحمل كلّ واحد منهما على‏ صاحبه فاختلفا بضربتين فوقعت ضربة (كلّ) واحد منهما على الآخر فقتلته ، وأحدقت أهل النجدات والشجاعة بالجمل فكان لا يأخذ أحد بخطام الجمل إلّا قُتل ، وكان لا يأخذه إلّا من يُنسب ويقول أنا فلان بن فلان الفلاني ، فواللَّه إن كان إلّا الموت الأحمر وما أخذه أحد ، ثمّ أفلت منه فعاد إليه‏(26) .
وجاء عبداللَّه بن الزبير(27) وأخذ بخطام الجمل وهو ساكت لم يتكلّم (فقالت له


422
عائشة : من أنت يا هذا ؟ لم لا تنتسب ؟ فقال : أنا ابن اُختك ، قالت : عبداللَّه ؟ ! واثكل) أسماء ، فجاءه الأشتر (رض) وهو آخذ بالخطام فاقتتلا قتالاً شديداً فضربه الأشتر (رض) على‏ رأسه فجرحه جراحة خفيفه ثمّ اعتنق كلّ واحد منهما بصاحبه وسقطا على الأرض ، فقال ابن الزبير : اقتلوني ومالكاً(28) ، فلم يعرفوا مالكاً مَن هو(29) ، ولو عرفه أصحاب ابن الزبير لقتلوه .
ثمّ إنهما افترقا(30) فجاء الأشتر يقول : لقيت في ذلك اليوم جماعة من الأبطال فما


424
لقيت منهم ما لقيت من ابن الزبير ولقيت من عبدالرحمن بن عتاب أشدّ من ذلك ، لقيته أشدّ الناس بأساً وأشجعهم قلباً وأثبتهم جأشاً ، وما كدت أن أنجو منه وتمنّيت أني لم أكن لقيته‏(31) . وما رؤي مثل ذلك اليوم وكثرة من اُصيب يوم الجمل ومن قُتل حوله من العسكرين وقُتل عليه خلائق لا يحصون وقُطعت عليه أيدٍ كثيرة حتّى صاح عليّ : اعقروا الجمل‏(32) إنْ يُعْقَر الجمل تفرّق الناس ، فانتدب (له) رجل يقال له بحير بن دلجة الكلابي‏(33) فضرب ساقه فسقط إلى الأرض (على‏ جنبه وله جرجرة


425
عظيمة لم يسمع بمثلها ، ولا سمع أشدّ من عجيجه حين سقط إلى الأرض )فانهزم الناس وتفرق أصحاب عائشة ، فجاء القعقاع وورقة بن نوفل فقطعا ابطان الجمل وحملا الهودج وأنزلاه إلى الأرض وفيه عائشة وأنّ الهودج لكان كقنفذ(34) لما فيه من السهام ، ثمّ أطافا به وفرّ من فرّ وانهزم من انهزم .
فأمر عليّ عليه السلام بالنداء في الناس أن لا يتبعوا مدبراً ولا يجهزوا على‏ جريح ولا يدخلوا داراً ولا يسلبوا سلاحاً ولا ثياباً ولا متاعاً(35) . وأمر عليّ عليه السلام بأن يحمل الهودج من بين القتلى‏ وأرسل إلى عائشة أخاها محمّد بن أبي بكر(36) وأمره أن يضرب عليها قبّة ، وقال : انظر هل وصل إليها شي‏ء من سهم أو جرح ، فأدخل رأسه


426
في هودجها فقالت : من أنت ؟ قال : أبغض أهلك إليك ، قالت : ابن الخثعمية ؟ قال : نعم ، قالت : يا ابن أبي الحمد للَّه الّذي عافاك‏(37) .
فلمّا كان الليل أدخلها أخوها إلى البصرة وأنزلها في دار عبداللَّه بن خلف الخزاعي‏(38) على‏ صفية بنت الحارث (بن طلحة) بن أبي طلحة بن العزّى بن عثمان بن عبدالدار وهي اُمّ طلحة الطلحات‏(39) ، وتسلّل الجرحى ليلاً من بين القتلى


427
فدخلوا البصرة(40) ، وأقام عليّ عليه السلام بظاهر البصرة ثلاثاً(41) وأذن للناس في دفن قتلاهم ، فخرجوا إليهم فدفنوهم .
وطاف عليّ عليه السلام على‏(42) القتلى فلمّا أتى كعب بن سور قال : زعمتم أن لا يخرج معهم إلّا السفهاء . وأتى عليّ عليه السلام على‏ عبدالرحمن بن عتّاب فقال : هذا يعسوب القوم‏(43) الّذي كانوا يطوفون‏(44) به واجتمعوا على الرضا به لصلاتهم‏(45) . وأتى عليّ عليه السلام


428
على‏ قبر طلحة بن عبيداللَّه فقال : لهفي عليك يا أبا محمّد ، إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون ، واللَّه لقد كنت أكره أن أرى قريشاً صرعى ، أنت واللَّه يا أبا محمّد كما قال الشاعر :

فتىً كان يدنيه الغنى من صديقه
إذا ما هو استغنى‏(46) وأسعده الفقر(47)


429
وأتى على ابنه محمّد وهو صريع فوقف عليه وقال : هذا رجل قتله برّه بأبيه‏(48) . وصلّى عليّ عليه السلام على‏ جميع القتلى من أهل البصرة والكوفة وغيرهم وأمر فدُفنت الأطراف‏(49) جميعاً في قبر عظيم وجمع ما في العسكرين من سلاح وثياب وطرح في المسجد وقال : من عرف شيئاً فليأخذه إلّا سلاحاً في الخزائن (كان )عليه سمة السلطان‏(50) .
ولمّا فرغ عليّ عليه السلام من الواقعه أتاه‏(51) الأحنف بن قيس‏(52) في بني سعد يهنّونه‏


432
بالنصر ، فقال له عليّ عليه السلام : تربّصت يا أحنف ؟ !(53) فقال الأحنف : ما كنت أرى إلّا أ نّي قد أحسنت وبأمرك كان ما كان يا أمير المؤمنين ، ارفق فإنّ طريقتك الّتي سلكت


433
بعيد وأنت إلى غدٍ أحوج منك إلى أمس ، فاعرف إحساني وأستبق مودّتى لغد ، ولا تقل مثل هذا فإنّي لم أزل لك ناصحاً(54) .
ودخل عليّ عليه السلام البصرة يوم الاثنين فبايعه أهلها على‏ راياتهم حتّى الجرحى والمستأمنة(55) . ثمّ راح إلى عائشة وهي في بيت عبداللَّه بن خلف وهي أعظم دار بالبصرة ، فسلّم عليها وجلس إليها(56) . ثمّ إنّ عائشة سألت عن الناس ومن قُتل منهم ممّن كان معها ومع عليّ ، فكلّما نعى واحد من الفئتين قالت : يرحمه اللَّه ، فقيل لها : كيف ذلك ؟ ! قالت : كذلك قال رسول اللَّه فلان في الجنة وفلان في الجنة . وقال عليّ عليه السلام : إنّي لأرجو أن لا يكون أحد قُتل منّا ومنهم وقلبه نقي مخلص للَّه تعالى إلّا أدخله اللَّه الجنة(57).
ثمّ إنّ علياً عليه السلام جهّز عائشة بكلّ ما ينبغي لها من مركب وزاد (ومتاع )وغير ذلك وبعث معها كلّ من نجا ممّن كان معها في الوقعة من أصحابها إلّا من أحبّ (58)المقام‏(59) ، واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المخبورات المعروفات سيّرهنّ معها وسيّر معها أخاها محمّد بن أبي بكر(60) .


435
ولمّا كان اليوم الّذي ارتحلت فيه عائشة أتاها عليّ عليه السلام بنفسه فوقف لها وحضر الناس لوداعها فقالت : يابني لا يعتب‏(61) بعضنا على‏ بعض (إنّه )واللَّه لم يكن بيني وبين عليّ في القديم إلّا ما يكون بين المرأة وأحمائها(62) وإنّه عندي على‏ معتبتي‏(63) لمن الأخيار ، فقال عليّ عليه السلام : (أ يّها الناس )صدقت واللَّه ما كان بيني وبينها إلّا ذاك وإنّها لزوجة نبيّكم‏(64) صلى الله عليه وآله في الدنيا والآخرة . وخرجت يوم السبت غرة رجب وسار معها عليّ عليه السلام أميالاً وسرح‏(65) بنيه معها يوماً كاملاً(66) . وكان توجّهها إلى مكة المشرّفة فأقامت بها إلى أيّام الحجّ فحجّت ثمّ رجعت إلى المدينة(67) .

436
وأمّا المنهزمون يوم الجمل فكان منهم : عتبة بن أبي سفيان جرح هو وعبدالرحمن ويحيى ابنا الحَكم ، فساروا في‏(68) البلاد فلقيهم عصمة بن أبَير (69)التميمي فقال : هل لكم في الجوار ؟ فقالوا : نعم ، فأجارهم وأنزلهم عنده حتّى برئت جراحاتهم وسيّرهم نحو الشام في أربعمائة راكب ، فلّما وصلوا معهم إلى دومة الجندل قال‏(70) : ارجعوا فقد وفت ذمّة صاحبكم وقد قضيتم ما عليكم ، فرجعوا عنهم . وأمّا ابن عامر فإنّه جرح أيضاً فلقيه رجل من بني حرقوص فأجاره وسيّره إلى الشام . وأمّا مروان بن الحَكم فاستجار بمالك بن مِسمع فأجاره فحفظ بنو مروان ذلك لمالك في أيّام خلافتهم وانتفع بهم وشرّفوه وكرّموه . وأمّا عبداللَّه بن الزبير فإنّه نزل بدار رجل من (ال )أزد وبيده ستّ وثلاثون جراحة ، فقال للأزدي : اذهب إلى اُمّ المؤمنين عائشة وأخبرها بمكاني وإيّاك أن يطّلع على‏ هذا محمّد بن


437
أبي بكر(71) ،( فأتى الأزدي عائشة فأخبرها فقالت : عليَّ بمحمّد بن أبي بكر فقال لها الأزدي : إنّه نهاني من أن يعلم بمكانه ، فقالت : لا عليك ، فلمّا أتاها محمّد بن أبي بكر) فقالت: اذهب‏مع‏هذا الرجل‏وائتني بابن‏اُختك عبداللَّه.فانطلقَ‏معه‏حتّى دخلا عليه، فخرج به إلى عائشة وهي بدار عبداللَّه بن‏خلف الّتي كانت‏نازلتها في البصرة(72).
ولمّا فرغ عليّ عليه السلام من بيعة أهل البصرة قسّم ما كان في بيت المال على‏ من شهد معه‏(73) الوقعة فأصاب كلّ رجل‏(74) منهم خمسمائة دينار (75)وقال لهم : إن أظفركم اللَّه بأهل الشام فلكم مثلها إلى اعطياتكم‏(76) .
قال القعقاع بن عمرو : ما رأيت شيئاً أشبه (بشي‏ءٍ) من قتال يوم الجمل بقتال يوم صفّين ، ولقد رأيتنا ندافعهم بأسنّة رماحنا ونتكئ على أزجّتها وهم مثل ذلك حتّى لو أنّ الرجال مشت عليها لاستقلّت بهم‏(77) .
وقال عبداللَّه بن سنان الكاهلي : لمّا كان يوم الجمل ترامينا بالنبل حتّى فنيت ، وتطاعنّا بالرماح حتّى انكسرت ، وتشبّكت في صدورنا وصدورهم حتّى لو أنّ الخيل سيرت عليها لسارت . فقال عليّ عليه السلام : السيوف يا أبناء المهاجرين والأنصار ، فما شبهت وقع أصواتها في البيض والجحف إلّا بأصوات القصّارين‏(78) .

438
وعلم أهل المدينة بوقعة الجمل من يومها من البصرة قبل أن تغرب الشمس ، وذلك لمّا كانت تمرّ النسور حول المدينة يرى معها من أعضاء القتلى من يد ورجل وعضد وغير ذلك فيتساقط منها ، ووجد كفّ فيه خاتم نقش عبدالرحمن بن عتّاب . وعلم‏مَن بين مكة والمدينة لمثل‏ذلك لما يتساقط من النسور عليهم من أعضاء بني آدم‏(79).
وذكر نقلة الأخبار وأصحاب التواريخ أنّ عدّة من قُتل من أهل الجمل ستة عشر ألفاً وسبعمائة وتسعون رجلاً ، وكانت‏(80) جملتهم ثلاثين ألفاً ، فأتى القتل على أكثرٍ من نصفهم ، وأنّ عدّة من قتل من أصحاب عليّ عليه السلام ألفاً وسبعون رجلاً وكانت عدّتهم عشرين ألفاً ، وقيل غير ذلك ، واللَّه أعلم‏(81).

439
ولمّا انقضت وقعة الجمل اتفق حرب صفّين‏(82) المشتمل على‏ وقايع يضطرب لها فؤاد الجليد ، ويشيب لها فؤاد الوليد ، ويجبن منها قلب البطل الصنديد ، وذلك أنّ علياً عليه السلام لمّا عاد من البصرة بعد فراغه من الجمل قصد الكوفة وأرسل إلى جرير بن عبداللَّه البجلي (83)وكان عاملاً على‏ هَمدان‏(84) استعمله عليها


440
عثمان‏(85) ، وأرسل إلى الأشعث بن قيس‏(86) وكان عاملاً على‏ آذربيجان من جهة عثمان أيضاً(87) ، فلمّا حضرا أخذ عليهما البيعة وأقرّهما على‏ عملهما(88) .

 


443
ثمّ إنّ علياً عليه السلام خرج بعسكره إلى النُخيلة(89) واستنفر(90) الناس للمسير إلى معاوية وقتال أهل الشام ، فبلغ ذلك معاوية فاستشار عمرو بن العاص‏(91) فقال له : أمّا إذا سار إليك عليّ بنفسه فاخرج إليه بنفسك ولا تغب عنه برأيك ومكيدتك‏(92) . فخرج معاوية وخرج معه عمرو بن العاص فكتبا الكتايب ، وعبّيا الجيوش ، وعقد معاوية لواءً لعمرو بن العاص ، ولواءً لابنيه محمّد وعبداللَّه ولواءً لغلامه وردان ، وفي ذلك يقول‏(93) :


445

هل يغنين‏(94) وردانُ عَنّي قَنْبَرا
وتُغنِيَ السَكونُ‏(95) عنّي حِمْيَرا

إذا الكُماةُ لَبِسوا السنورا(96)


فبلغ ذلك علياً عليه السلام فقال‏(97) :


446

لاصبِحنَّ العاص ابن العاصي
سبعين‏(98) ألفاً عاقدي النواصي
مُسْتَحقبيْنَ حَلَق الدلاصي
قد جنّبوا الخيل مع القلاصِ‏(99)
مجنِّبين الخيل بالقِلاص
مستحقبين حَلَق الدِلاص

آساد غيلٍ حين لا مناص

ثمّ إنّ كلّ واحد منهما سار في لقاء الآخر فتوافوا على الفرات فدعا عليّ عليه السلام أبا عمرة(100) بشير بن عمرو بن مِحصَن الأنصاري‏(101) ، وسعد بن قيس الهمداني (102)وشبث بن ربعي التميمي‏(103) فقال لهم : اذهبوا إلى هذا الرجل - يعني معاوية - وادعوه إلى اللَّه تعالى وإلى الطاعة والجماعة لعلّ اللَّه تعالى أن يهديه ويلتئم شمل هذه

447
 الاُمّة(104) . وكان ذلك في أوّل يوم من ذي الحجّة سنة ستّ وثلاثين من الهجرة ، فأتوه ودخلوا عليه ، فابتدأ (105)بشير بن عمرو الأنصاري فحمد اللَّه وأثنى‏ عليه وقال : يا معاوية ، إنّ الدنيا عنك زائلة وإنّك راجع إلى الآخرة ، وإنّ اللَّه تعالى محاسبك بعملك (106)ومجازيك بما قدّمت يداك‏(107) وإنّي اُنشدك اللَّه تعالى أن لا تفرّق جماعة هذه الاُمة وأن لا تسفك دماءها فيما بينها . فقطع معاوية عليه كلامه وقال : هلّا أوصيت‏(108) بذلك صاحبك ، فقال : إنّ صاحبي ليس أحد مثله وهو صاحب السابقة في الإسلام والفضل والدين والقرابة من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله‏(109) .
قال : فما الّذي عندك يا ابن عمرو ؟ وما الّذي تأمرني به ؟ قال : الّذي عندي وما آمرك به تقوى اللَّه وإجابة ابن عمّك إلى ما يدعوك إليه من الحقّ فإنّه أسلم لك في دنياك وخيرٌ لك في عاقبةأمرك، قال‏معاوية: ونُطل‏(110) دم عثمان‏واللَّه لا أفعل ذلك أبداً.
ثمّ تكلّم سعد بن قيس وشبث بن ربعي ، فلم يلتفت معاوية إلى كلامهم وقال : انصرفوا من عندي فإنّه ليس بيني وبينكم إلّا السيف‏(111) ، فقال له شبث بن ربعي : أفعلينا تهول‏(112) بالسيف ؟ واُقسم ليعجلِنّ بها إليك‏(113) .

448
فأتوا علياً عليه السلام فأخبروه بالّذي كان‏(114) ، فجعل عليّ عليه السلام بعد إتيانهم بكلام معاوية يأمر الرجل ذا الشرف من أصحابه أن يخرج في خيل (فيخرج إليه جماعة من أصحاب معاوية في خيل) مثلها فيقتتلان ، ثمّ تنصرف كلّ خيل إلى أصحابها وذلك لمّا كرهوه‏(115) من ملاقاة جمع أهل العراق لجمع أهل الشام فيكون‏فيه استئصال العسكرين وذهاب الفئتين وهلاك المسلمين‏(116) . فكان عليّ‏عليه السلام يخرج مرّة ، ومرّة الأشتر(117) ، ومرّة حجر بن عدي الكندي‏(118) ، ومرّة شبث بن ربعي‏(119) ، ومرّة خالد بن


449
المعمر(120) ، ومرّة زياد بن‏النضر الحارث‏(121) ، ومرّة زياد بن خصفة التيمي‏(122) ، ومرّة سعد بن قيس الهمداني‏(123) ، ومرّة معقل بن قيس الرياحي‏(124) ، ومرّة قيس بن سعد الأنصاري‏(125) رضي اللَّه عنهم‏(126) . وكان الأشتر (رض) أكثرهم خروجاً للقتال‏(127) .
وكان معاوية يخرج إليهم عبدالرحمن بن خالد بن‏الوليد(128) مرّة ، ومرّة أبو الأعور


450
السلمي‏(129) ، ومرّة حبيب بن‏مسلمة(130) الفهري‏(131) ، ومرّة (ابن )ذي الكلاع الحميري‏(132) ، ومرّة عبيداللَّه‏(133) بن‏عمر (بن‏الخطّاب‏(134)) ، ومرّة شرحبيل بن السِّمط


451
الكندي‏(135) ،


452
ومرّة حمزة بن مالك الهمداني‏(136) فاقتتلوا أيام ذي الحجّة وربما اقتتلوا في اليوم الواحد مرّتين‏(137).
ثمّ دخلت سنة سبع وثلاثين فحصل في شهر المحرّم منها بين عليّ عليه السلام ومعاوية موادعة على الحرب طمعاً في الصلح واختلفت الرسل بينهما فلم يتّفق صلح‏(138) . فلمّا


453
انسلخ المحرم أمر عليّ عليه السلام منادياً فنادى : يا أهل الشام يقول لكم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب إني استدمتكم‏(139) لتراجعوا الحقّ وتنيبوا إليه فلم تفعلوا ولم تنتهوا عن طغيان ولم تجيبوا إلى طاعة وإنّي قد نبذت إليكم سواء واللَّه لا يحبّ الخائنين‏(140) .
ثمّ أصبح عليّ عليه السلام فجعل على‏ خيل (أهل) الكوفة الأشتر(141)(رض) ، وعلى خيل


454
أهل) البصرة سهل بن‏حنيف‏(142) ، وعلى‏ رجّالة (أهل )الكوفةعمّار بن ياسر(143)(رض)،


455
وعلى‏ رجّالة (أهل) البصرة قيس بن‏سعد(144) ، وجعل مسعر بن فدكي على‏ قرّاء الكوفة


456
(145)وقرّاء أهل البصرة ، وأعطى الراية هاشم بن عتبة المرقال‏(146) ، وخرج إلى مصافّاتهم‏(147)


457
وذلك في أوّل يوم من صفر(148) .
فخرج إليهم معاوية وقد جعل على‏ ميمنته (ابن )ذا الكلاع الحميري‏(149) ، وعلى‏ ميسرته حبيب بن مسلمة الفهري‏(150) ، وعلى‏ مقدمته أبا الأعور السلمي‏(151) ، وعلى‏ خيل دمشق عمرو بن العاص‏(152) ، وعلى‏ رجالة دمشق مسلم بن عقبة(153) المرّي‏(154) ، وعلى‏ بقية أصحابه الضحّاك بن قيس (155) (156) . وبايع رجالٌ رجالاً من أهل الشام على


458
الموت فعقَّلوا أنفسهم بعمائمهم‏(157) وكانوا خمس‏(158) صفوف .
فلمّا توافقت الأبطال وتصافّت الخيل للمبارزة والنزال خرج من عسكر معاوية فارس من أهل الشام معروف بشدّة البأس وقوّة المراس يقال له المخراق‏(159) بن عبد الرحمن‏(160) فوقف بين الصفّين وسأل المبارزة ، فخرج إليه فارس من أهل العراق يقال له ابن المرادي‏(161) فتطاعنا بالرماح ثمّ تضاربا بالصفاح وظفر به الشامي فقتله ، ثمّ نزل عن فرسه فاحتزّ(162) رأسه وحكّ بوجهه الأرض وتركه مكبوباً على‏ وجهه ، ثمّ ركب فرسه وسأل المبارزة فخرج إليه فتىً من الأزد يقال له مسلم بن عبد ربّه‏(163) فقتله الشامي أيضاً وفعل به ما فعل بالأوّل أيضاً .
ثمّ ركب فرسه وخرج إلى المبارزة فخرج إليه عليّ عليه السلام متنكراً فتجاولا ساعة ثمّ ضربه الإمام البطل الهمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالسيف جاءت‏عاتقه رمت بشقّه‏(164)


459
 إلى الأرض وسقط ، ونزل عليّ عليه السلام عن فرسه وحزّ(165) رأس الشامي وجعل وجهه إلى السماء ، ثمّ ركب ونادى : هل من مبارز ؟ فخرج إليه فارس من فرسان الشام فقتله عليّ عليه السلام ونزل عن فرسه وحزَّ رأسه وجعل‏(166) وجهه إلى السماء ، ثمّ ركب ونادى : هل من مبارز فخرج إليه فارس آخر من فرسان الشام فقتله وفعل به كما فعل بصاحبيه الأوّلين ، وهكذا إلى أن قتل منهم سبعة ، فأحجم الناس عنه ولم يقدم على‏ مبارزته أحد بعد اُولئك ، فجال بين الصفّين جولة ورجع إلى أصحابه ولم يعرفه أهل الشام لأنه كان متنكّراً(167) .
ومنها: ما اتفق في بعض أيّامها وقد تقابل الجيشان ، إذ خرج فارس من أبطال عسكر أهل الشام يقال له : كريب بن الصباح‏(168) فوقف بين الجمعين (169)وسأل المبارزة


460
فخرج إليه فارس من أهل العراق يقال له المرقع الخولاني‏(170) فقتله الشامي ، ثمّ خرج إليه الحارث الحكمي (171)فقتله الشامي أيضاً ، فنظر الناس إلى مقام فارس صنديد فخرج إليه عليّ عليه السلام بنفسه الكريمة فوقف بإزائه وقال له : من أنت أيّها الفارس فقال : أنا كريب‏(172) بن صالح الحميري فقال له عليّ عليه السلام : يا كريب اُحذرك اللَّه في نفسك وأدعوك إلى كتابه وسنّة نبيه محمّد صلى الله عليه وآله فقال (له )كريب : من أنت ؟ فقال أنا عليّ بن أبي طالب ، يا كريب اللَّه اللَّه في نفسك فإنّي أراك بطلاً فارساً فيكون لك مالنا وعليك ما علينا ولايغررك معاوية ، فقال : ادنُ منّي يا عليّ ، وجعل يلوح بسيفه فجرّد الإمام سيفه ودنا منه فتجاولا ساعة ثمّ اختلفا بضربتين فسبقه الإمام بالضربة فقتله وسقط إلى الأرض ‏(173) ثمّ نادى : هل من مبارز ؟ فخرج إليه الحارث الحميري‏(174) فقتله وسقط على‏ الأرض ، وهكذا لم يزل يخرج إليه فارس بعد فارس إلى أن قتل منهم أربعة(175) وهو يقول : (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ (وَاتَّقُواْ اللَّهَ )وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ‏(176) ) .

 


461
ثمّ قال‏(177) عليّ عليه السلام : يا معاوية هلمّ إلى مبارزتي لا تفنى العرب بيننا(178) ، فقال معاوية : لا حاجة لي في مبارزتك فقد قتلت أربعة من أبطال العرب فحسبك‏(179) . فصاح فارس من أصحاب معاوية يقال له عروة(180) فقال : يا ابن أبي طالب إن كان معاوية قد(181) كره مبارزتك فأنا(182) ، وجرّد سيفه وخرج للإمام فتجاولا ثمّ إنّه سبق الإمام بضربة تلقّاها عليّ عليه السلام في سيفه ، ثمّ إنّ علياً عليه السلام ضربه ضربةً على‏ رأسه ألقاه إلى الأرض قتيلاً(183) ، فعظم على أهل الشام قتل عروة لأنه كان من أعظم شجعانهم ومشاهير فرسانهم ثمّ حجز الليل بينهم .
ومنها : ما اتّفق أيضاً في بعض أيّامها وقد تقابل الجيشان إذ خرج عليّ بن أبي طالب عليه السلام متنكّراً فدعا بالمبارزة(184) فقال معاوية لعمرو بن العاص : عزمت عليك إلّا


463
ما خرجت لمبارزة هذا الفارس ، فخرج إليه عمرو وهو لا يعرف أنه عليّ ، فلمّا رآه عليّ عرفه فاطّرد(185) بين يديه ليبعده عن أصحابه‏(186) ، فتبعه عمرو هو يقول :(187)

يا قادة الكوفة يا أهل الفتن
أضربكم ولا أرى أبا الحسن

فكرّ عليه عليّ عليه السلام وهو يقول :

أبو الحسين فاعلمنّ والحسن
قد جاك يقتاد العنان والرسن

فعرفه عمرو فولّى عنه ركضاً وهو يقول : مكره أخاك لا بطل ، فلحقه عليّ عليه السلام فطعنه طعنة جاءت في فضول‏(188) درعه فألقته إلى الأرض فظنّ أنّ علياً قاتله فرفع


464
رجليه‏(189) فبدت سوأته ، فصرف عليّ عنه وجهه راجعاً إلى عسكره وهو يقول : عورة المؤمن حمى ، فقام عمرو فركب فرسه وأقبل على‏ معاوية فجعل معاوية يضحك‏(190) منه ، فقال عمرو: ممّ تضحك؟ واللَّه لو تكن أنت وبدا له من صفحتك ما بدا (له )من صفحتي لصرت كذلك وما أقالك ، فقال له معاوية : لو كنت أعلم أ نّك ما تحمل مزاحاً ما مازحتك ، فقال عمرو : وما أحملني للمزاح ولكنّي رأيت أن لقي رجل رجلاً قصد أحدهما على الآخر انفطر السماء دماً ، فقال معاوية : ولكنها سوأة تعقب فضيحة الأبد ، أما واللَّه لو عرفته ما قدمت عليه . والى ذلك أشار أبو فراس بقوله :

ولا خير في دفع‏(191) الردى بمذلّة
كما ردّها يوماً بسوأته عمرو
ثمّ إن فارساً من فرسان معاوية كان مشهوراً بالشجاعة يقال‏له بُسر بن أرطاة(192)


465
حدّثته نفسه بالخروج إلى عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومبارزته ، وكان له غلام شهم شجاع يقال له لاحق‏(193) فشاوره في ذلك فقال : ما اُشير عليك إلّا أن تكون واثقاً من نفسك‏(194) إنّك‏(195) من أقرانه ومن فرسان ميدانه فابرز إليه فإنّه الأسد (196)الخادر والشجاع


466
المطرق ، وأنشد العبد يقول‏(197) :

فأنت له يابُسر إن كنتَ مثله
وإلّا فإنّ الليث للضبع آكل
متى تلقه فالموت في رأس رمحه
وفي سيفه شغل لنفسك شاغل
قال : ويحك هل هو إلّا الموت ، واللَّه لابدّ لي من مبارزته على‏ كلّ حال‏(198) . فخرج بُسر بن أرطاة لمبارزة عليّ فلمّا رآه عليّ عليه السلام حمل عليه ودقّه بالرمح ، فسقط على‏ قفاه إلى الأرض فرفع رجليه‏(199) فبدت سوأته ، فصرف عليّ عليه السلام وجهه فوثب بُسر قائماً وقد سقطت البيضة (200)عن رأسه فعرفه أصحاب عليّ ، فصاحوا به : يا أمير المؤمنين إنّه بُسر بن أرطاة لا يذهب ، فقال (رض) : دعوه‏(201) وإن كان فعليه ما يستحقّ ، فركب جواده ورجع إلى معاوية . فجعل معاوية يضحك منه ويقول له : لا عليك ولا تستحي ، فقال‏(202) : نزل بك ما نزل بعمرو فصاح رجل‏(203) من أهل الكوفة : ويلكم يا أهل الشام أما تستحون من كشف الاستاه ، وأنشد بقوله‏(204) :

 


467
ألا(205) كلّ يوم فارس بعد فارس(206)
له عورة وسط(207) العجاجة بادية
يكفّ حياً لها(208) عليّ سنانه
ويضحك منها في الخلاء معاويه
بدت أمس من عمرو فقنّع‏(209) رأسه
وعورة ، بُسر مثلها حذو حاذيه
فقولا لعمرو وابن أرطاة أبصرا
سبيلكما لاتلقيا الليث ثانيه

 


468
ولا تحمدا إلّا الحياه‏(210) وخصاكما
هما كانتا واللَّه للنفس واقيه
فلولاهما لم تنجوا من سنانه
وتلك بما فيها عن العود كافيه ناهيه‏(211)
متى تلقيا الخيل المشيحة(212) صُبْحَةً
وفيها عليٌّ فاتركا الخيل ناحيه
وكان بُسر بن أرطاة يضحك من عمرو وصار عمرو يضحك منه‏(213) ، وتحامى أهل الشام علياً وخافوه خوفاً شديداً(214) ولم يقدر(215) واحد منهم‏مبارزته ، وصار عليّ عليه السلام لا يخرج إلى المبارزه إلّا متنكّراً .
ثمّ إنّ مولى من موالي عثمان يقال له الأحمر(216) وكان شجاعاً خرج يبغي المبارزة ، فخرج له مولى لعلي يقال له كيسان‏(217) فحمل كلّ منهما على‏ صاحبه فسبقه الأحمر بالضربة فقتله‏(218) ، فقال عليّ : قتلني اللَّه إن لم أقتلك به‏(219) . فكرّ عليّ على


469
 العبد فرجع العبد عليه بالسيف فضربه فتلقّاها عليّ بسيفه فنشب (220)السيف بالسيف ، فدنا عليّ منه ومدّ يده إلى عنقه فقبض‏(221) عليها ورفعه عن فرسه وجلد(222) به الأرض فكسر ظهره وأضلاعه ورجع عنه‏(223).
وكان لمعاوية عبدٌ يقال له حريث‏(224) وكان فارساً بطلاً شجاعاً ومعاوية يحذّره من التعرّض لعليّ بن أبي طالب عليه السلام‏(225) فخرج عليّ متنكّراً يطلب المبارزة وقد عرفه عمرو بن العاص فقال لحريث : «عليك بهذا الفارس لايفوتنّك اقتله وتشيع به ، فخرج له حريث وهو لا يعرف أنه عليّ ، فما كان بأسرع من أن ضربه الإمام بالسيف ضربةً على‏ اُمّ رأسه سقط منها إلى الأرض قتيلاً ، وتبين لمعاوية ولأهل الشام أنّ قاتله عليّ بن أبي طالب عليه السلام فشقّ ذلك على‏ معاوية وقال لعمرو : أنت قتلت عبدي وغررته ولم يقتله أحد غيرك‏(226) .
ومنها : ما اتّفق في بعض مصافّه‏(227) أن خرج العباس بن ربيعة الهاشمي‏(228) من


470
أصحاب عليّ عليه السلام وخرج إليه فارس مشهور يقال له غرار(229) من أصحاب معاوية فقال : يا عباس هل لك في المبارزة ؟ فقال العباس : هل لك في المنازلة ، فقال : نعم ، فرمى كلّ واحد منهما بنفسه عن فرسه وتلاقيا وكفّ أهل الجيشين (230)أعِنَّة خيولهم عنهما لينظرا ما يكون من أمرهما ، فتجاولا ساعةً بسيفهما فلم يقدر أحد منهما على الآخر . ثمّ إنّهما تجاولا ثانيةً فتبيّن للعباس وهن في درع الشامي ، وكان سيف العباس قاطعاً فضربه بالسيف على‏ وسطه‏(231) من فوق الدرع فقسمه‏(232) بنصفين فكبّر الناس وعجبوا لذلك .
وعطف العباس على‏ فرسه فركبها وجال بين الصفّين‏(233) ، فقال معاوية لأصحابة من خرج منكم إلى العباس‏(234) فقتله فله عندي ديتان‏(235) ، فخرج فارسان من لخم (236)وقال كلّ واحد منهما : أنا له ، فقال اخرجا (إليه )فأيّكما (سبق إلى) قتله فله من

 


471
المال عندي ما قلت (237)وللآخر نصف مثله‏(238) ، فخرجا جميعاً ووقفا في مقرّ المبارزة (239)ثمّ صاحا : يا عباس هل لك في المبارزة فابرز لأيّنا اخترت ، فقال : (حتّى )أستأذن أميري (240)وأرجع إليكما فجاء إلى عليّ عليه السلام فاستأذنه فقال عليّ (رض) : أنا لهما ادنُ منّي يا عباس وهات لبسك وفرسك وجميع ما عليك وخذ لبسي وفرسي .
ثمّ إنّ عليّاً عليه السلام خرج إليهما فجال بين الصفّين وكلّ من رأه يظنّه العباس فقال له اللخميان : استاذنت صاحبك‏(241) فتحرّج عليّ عليه السلام من الكذب فقال : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُالِمُواْ وَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (242) فتقدّم إليه أحدهما فاختلفا(243) بضربتين سبقه أمير المؤمنين بالضربة فجاءت‏(244) على‏ بطنه‏(245) فقطعته بنصفين ، فتقدّم إليه الآخر فما كان بأسرع من طرفة عين من أن ألحقه بصاحبه ، وجال بين الصفّين جولة ورجع إلى مكانه ، فتبيّن لأهل الشام ومعاوية أنّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام ولكنه تنكّر ، فقال معاوية : قبّح اللَّه اللجاج ، إنّه لقعود ما ركبه أحد قطّ إلّا خذله‏(246) ، فقال عمرو : المخذول واللَّه اللخميان لا (أنت‏(247)) .
 

472
ومنها : ليلة الهرير(248) الّتي كلما أردى‏(249) عليّ (رض) فيها قتيلاً أعلن عليه بالتكبير فاُحصيت‏(250) تكبيراته في تلك الليلة فكانت خمسمائة تكبيرة وثلاثاً وعشرين تكبيرة بخمسمائة وثلاثاً وعشرين قتيلاً(251) ، وكان الناس يتلاطمون في تلك‏(252)


473
 الليلة تلاطم السيول والأمواج ويتصادمون تصادم الفحول عند الهياج . ولمّا أسفر صبح هذه الليلة عن ضياء وحسر الليل عن ظلماته كانت عدّة القتلى من الفريقين ستّة وثلاثون ألفاً(253) ، وكانت هذه الليلة ليلة الجمعة .وأصبح أمير المؤمنين عليه السلام والمعركة كلّها خلف ظهره وهو في قلب معسكره والأشتر(254)(رض) في الميمنة وابن عباس (رض) في الميسرة(255) والناس يقتتلون (256)من كلّ جانب ولوائح النصر لائحة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام والأشتر يزحف في الميمنة يقاتل بها ويقول لأصحابه : ازحفوا قبل هذا الرمح ، ويزحف بهم زحفةً ثانية ويقول: قيد هذا القوس ، وكلّما فعلوا(257) ، يزحف نحو أهل الشام ويقول مثل ذلك‏(258) .

474
ولمّا رأى عليّ بن أبي طالب عليه السلام الظفر من ناحية الأشتر(رض) أمدّه برجال‏(259).
ولمّا رأى عمرو بن العاص‏(260) وهن أهل الشام وخورهم وأنّ أهل العراق استعلوا عليهم وأنّ الحرب قد فضت‏(261) أصحابه وقد تضاحى عليهم النهار وتخايل
 

475

منهم‏(262) الهزيمة والفرار(263) قال لمعاوية : هل لك في أمر أعرضه عليك لا يزيدنا إلّا اجتماعاً ولا يزيدهم إلّا فرقة ؟ قال : نعم‏(264) : قال : ترفع المصاحف على‏ رؤوس الرماح ثمّ تقول : ندعوكم لما فيها ، وهذا حَكمٌ بيننا وبينكم ، فإن أبى‏ بعضهم أن يقبلها وجدتَ فيهم مَن يقول : ينبغي أن نقبل كتاب اللَّه عزّ وجلّ فيكون فرقة بينهم ، وان قبلوا لما فيها رفع القتال عنّا إلى أجل‏(265) .
فرفعوا المصاحف على‏ رؤوس الرماح‏(266) وقالوا : هذا كتاب اللَّه بيننا وبينكم مَن


476
 لثغور أهل الشام ؟ ومَن لثغور أهل العراق بعد أهل العراق ؟ (267)فلمّا رآها الناس قالوا : نجيب إلى كتاب اللَّه تعالى‏(268) ، فقال لهم عليّ بن أبي طالب عليه السلام : عباد اللَّه امضوا إلى‏(269) حقّكم وصدقكم في قتال عدوّكم ، فإنّ معاوية وعمرو بن أبي معيط وابن أبي سرح والضحّاك أنا اعرف بهم منكم ليسوا بأصحاب قرآن وقد صحبتهم أطفالاً ثمّ رجالاً ، ويلكم واللَّه ما رفعوها إلّا مكيدة وخديعة وقد وهنوا(270) . فقال أصحاب عليّ عليه السلام القرّاء منهم : ما يسعنا(271) أن نُدعى إلى كتاب اللَّه عزّ وجلّ فنأبى أن نقبله ؟ ! فقال لهم عليّ عليه السلام : إنّي إنّما اُقاتلهم ليدينوا(272) لحكم الكتاب فإنّهم قد عصوا اللَّه تعالى فيما يأمرهم ونسوا عهده ونبذوا كتابه‏(273) . فقال له مسعر(274) بن فدكي التميمي وزيد بن حصين‏(275) الطائي في عصابة من القرّاء الّذين صاروا خوارج فيما بعد(276) : يا عليّ‏(277)
 

477

أجب إلى كتاب اللَّه تعالى إذا دعيت إليه وإلى ما فيه أوّلاً وإلّا دفعناك برمّتك إلى القوم‏(278) . وكان الأشتر (رض) في الميمنة وعليّ عليه السلام في القلب وابن عباس في الميسرة على‏ ما سبق ذكره .
فكفّ عليّ وابن عباس عن القتال‏(279) ولم يكفّ الأشتر(280) وذلك لمّا رأى من‏لوايح النصر والظفر فقالوا : ابعث إلى الأشتر فليأتك ويكفّ عن القتال فبعث إليه عليّ يزيد بن هانئ يستدعيه‏(281) ، فقال الأشتر : قل لأمير المؤمنين : ليست هذه الساعة بالساعة الّتى ينبغي أن يزيلني بها عن موقفي‏(282) فإنّي قد وجدت ريح الظفر(283) . فأتى علياً وأخبره بمقالته فردّه إليه ثانياً وهو يقول له : اقبل إليَّ فإنّ الفتنة قد وقعت ، فجاءه‏(284) الأشتر (رض) وقال : ما هذا ؟ أ لرفع المصاحف ؟ قال : نعم ، قال : واللَّه لقد ظننت أنها ستوقع‏(285) اختلافاً وفرقةً وأنها مشورة ابن العاص‏(286) .
فأقبل الأشتر على القوم من أصحابه وقال : يا أهل العراق يا أهل الذلّ والوهن ، أحين عَلَوتم القوم وعرفوا أنكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها؟ ويلكم أمهلوني فُوَاقاً فإنّ الفتح قد حصل والنصر قد أقبل ، قالوا : لا يكون ذلك أبداً فقال : أمهلوني عدو الفَرس ، قالوا : إذن ندخل معك في خطيئتك ، قال : محدِّثوني‏(287)
 


478

 عنكم متى كنتم محقِّين؟ أحِينَ تقاتلون وخياركم يقتلون ؟ أم الآن حين أمسكتم‏(288) عن القتال ؟ فقالوا : دعنا منك يا أشتر قاتلناهم للَّه وندعهم للَّه ، قال : خدعتم ودعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم يا أصحاب الجباه السُّود ، كنّا نظنّ أنّ صلاتكم زَهادةٌ في الدنيا وشوقاً إلى لقاء اللَّه تعالى فلا أرى فراركم إلّا إلى الدنيا من الموت‏(289) . يا أشباه النيب‏(290) الجلّالة ما أنتم برائين‏بعدها عِزّاً أبداً ، فابعدُوا كما بعُدَ القومُ الظالمون . فسبّوه وسبَّهم وضربوا وجه دابّته ، فصاح بهم عليّ بن أبي طالب‏عليه السلام (فكَفُّوا(291)) .


(1) ذكر الطبري : 3 / 523 أنه قال : إليَّ عباد اللَّه الصبر الصبر .
(
2) أعرضنا عن ترجمة القعقاع بن عمرو وبطولاته في الحروب وصحبته للنبي صلى الله عليه وآله وما نسب إليه من شعر وما قام به البطل بالسفارة للصلح بين عليّ من جهة وعائشة وطلحة والزبير من جهة اُخرى ، بل نحيل القارئ الكريم إلى دراسة حياته إلى الدراسة الّتي قام بها العلّامة السيّد مرتضى العسكري في كتابه «خمسون ومائة صحابي مختلق» وخاصّة الجزء الأوّل منه ط 6 مطبعة صدر قم 1993م : 93 و95 و97 و100 و102 و106 و109 و111 و114 و140 و144 و156 و159 و162 و172 و182 و185 و191 و193 و197 و198 و208 و209 و212 و215 و216 و221 و223 و227 و235 و 243 و271 و273 و376 و417 و427 و432 و347 .
(
3) في (أ) : تجرع .
(
4) في (أ) : يرضى .
(
5) في تاريخ الطبري: 3 / 519: موزجه ، وهو بمعنى الخفّ .
(
6) في (أ) : واسكني .
(
7) على الرغم من أننا لا نؤمن بما قاله الطبري حول شخصية القعقاع وأحلنا القارئ الكريم إلى كتاب العلّامة العسكري «خمسون ومائة صحابي مختلق» لكن التحقيق يتطلّب منّا البحث والتنقيب عمّا يقوله ابن الصبّاغ المالكي في كتابه هذا والّذي نحن بصدد تحقيقه وجدنا أنّ هذا القول في تاريخ الطبري : 3 / 523 هذا نصّه : يا أبا محمّد انّك لجريح وانك عمّا تريد لعليل فأدخل الأبيات ، فقال : يا غلام ادخلني وابغني مكاناً فاُدخل البصرة ومعه غلام ورجلان . . .
(
8) الطبري : 3 / 534 ، ابن أعثم في الفتوح : 485 .
(
9) تاريخ الطبري : 3 / 519 .
(
10) وفي (ب ، د) ملأ .
(
11) في (أ) : طه .
(
12) انظر تاريخ الطبري : 3 / 519 .
(
13) في (أ) : بحيث .
(
14) في (ب ، د) : إلى أمر جديد .
(
15) ليست في (أ) عبارة : أعظم منها .
(
16) انظر الطبري : 5 / 216 ، الاستيعاب : 221 ، اُسد الغابة : 4 / 242 ، الإصابة : 3 / 297 ، الاشتقاق : 500 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 81 تحقيق محمّد أبو الفضل ، وطبقات ابن سعد : 7 / 92 ط بيروت ، الجمل للشيخ المفيد : 156 ، الكامل للمبرّد : 3 / 242 ط مصر تحقيق إبراهيم الدلجموني . هؤلاء كلهم يروون كيفية أخذ خطام الجمل بدءً بكعب بن سور ثمّ عبدالرحمن بن عتّاب الّذي ارتجز والخطام بيده :
أنا عتّاب وسيفي ولول
والموت عند الجمل المجلّل
فقُطعت يده وقُتِل . (انظر الطبري أيضاً : 5 / 210 ، واُسد الغابة : 3 / 308 ، ونسب قريش : 193) .
ثمّ قالوا : وأخذ خطام الجمل سبعون من قريش ، قُتِلوا كلّهم ، ولم يكن يأخذ بخطام الجمل أحد إلّا سالت نفسه ، أو قُطعت يده . . . (انظر شرح النهج لابن أبي الحديد أيضاً : 1 / 265) . وقال الطبري : قُتل سبعون على‏ خطام الجمل . (راجع تاريخه : 5 / 204) .
(
17) محمّد بن طلحة بن عبيداللَّه ، اُمّه حمنة بنت جحش ، كنيته أبو سليمان ، ولد في عصر الرسول صلى الله عليه وآله ، وقتل يوم الجمل مرّ عليه عليّ عليه السلام وقال : أبوه صرعه هذا المصرع ولولا أبوه وبرّه به ما خرج ذلك المخرج . (انظر ترجمته في الطبقات : 5 / 37 - 39) .
وممّا يجدر ذكره هنا أنّ محمّد بن طلحة هو الّذي أقبل عليه غلام من جهينة فقال له : أخبرني عن قتلة عثمان ، فقال : نعم ، دم عثمان ثلاثة أثلاث ، ثلث على‏ صاحبة الهودج ، وثلث على‏ صاحب الجمل الأحمر - يعني طلحة - وثلث على‏ عليّ بن أبي طالب ، فضحك الغلام وقال : لا أراني على‏ ضلال ولحق بعلي وقال :
سألت ابن طلحة عن هالك
بجوف المدينة لم يقبر
فقال : ثلاثة رهط هم
أماتوا ابن عفّان واستعبر
فثلث على‏ تلك في خدرها
وثلث على‏ راكب الأحمر
وثلث على ابن أبي طالب
ونحن بدويه قرقر
فقلت صدقت على الأوّلين
وأخطأت في الثالث الأزهر
أمّا ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 1 / 84 فقد ذكر القصة ولكنه لم يذكر الأبيات الشعرية بل أضاف قائلاً : وبلغ طلحة قول ابنه محمّد ، وكان محمّد من عبّاد الناس ، فقال له : يا محمّد ، أتزعم عنا قولك إني قاتل عثمان ، كذلك تشهد على أبيك ؟ كن كعبد اللَّه بن الزبير ، فواللَّه ما أنت بخير منه ، ولا أبوك بدون أبيه ، كفّ عن قولك ، وإلّا فارجع فإنّ نصرتك نصرة رجل واحد ، وفسادك فساد عامة الناس . فقال محمّد : ما قلت إلّا حقاً ، ولن أعود .
ومحمّد هذا هو الّذي أخبر عائشة عندما نبحتها كلاب الحوأب ، فقالت لمحمّد بن طلحة : أيّ ماء هذا ؟ قال : هذا ماء الحوأب ، فقالت ما أراني إلّا راجعة ، قال : ولم ؟ قالت : سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول لنسائه : كأني بإحداكنّ قد نبحها كلاب الحوأب ، وإياكِ أن تكوني أنت يا حميراء . . . الحديث . (أخرجه أحمد في مسنده : 6 / 52 و97 ، ونقله ابن كثير في البداية والنهاية : 7 / 211) . فقال لها محمّد بن طلحة تقدّمي رحمك اللَّه ودعي هذا القول . (انظر ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 1 / 82 و89) . ونقل ابن قتيبة أيضاً في : 98 أنّ علياً عليه السلام مرّ بالقتلى‏ ، فنظر إلى محمّد بن طلحة وهو صريع في القتلى ، وكان يسمّى السجّاد ، لما بين عينيه من أثر السجود ، فقال : رحمك اللَّه يا محمّد ، لقد كنت في العبادة مجتهداً آناء الليل قوّاماً ، وفي الحرور صوّاماً ، ثمّ التفت إلى من حوله فقال : هذا رجل قتله برّ أبيه . وانظر أيضاً البداية والنهاية لابن كثير : 7 / 244 . وهو القائل لعائشة : مرينى بأمرك يا اُمّاه ، فقالت : اُمرك أن تكون كخير بني آدم . فثبت في مكانه يقول : حم لا ينصرون . فتقدّم إليه نفر فحملوا عليه فقتلوه . (وانظر تاريخ الطبري : 5 / 214) .
(
18) انظر المصادر السابقة .
(
19) قال الطبري في تاريخه : 3 / 533 : واجتمع عليه نفر كلّهم ادّعى قتله : المكعْبر الأسدي ، والمكعْبر الضبي ، ومعاوية بن شدّاد العبسي ، وعفان بن الأشقر النصري ، فأنفذه بعضهم بالرمح ففي ذلك يقول قائله منهم : وأشعث . . . .
(
20) وفي (أ) : بآت .
(
21) في (أ) : شككتُ .
(
22) انظر تاريخ الطبري : 3 / 533 ، وابن الأثير : 3 / 98 ولم يذكر نسب عمرو بن الأشرف بل ذكره ابن دريد في الاشتقاق: 483 والجمهرة: 350 وكان أزدياً من عتيك. وجاء في نسخة (ج) عمرو.
(
23) انظر المصادر السابقة والحارث هذا أيضاً أزدياً في جيش عليّ عليه السلام ، فهما اذن ولدا عمٍّ يقتل أحدهما الآخر .
(
24) في (ب ، د) : تعمل .
(
25) في (أ) : مكلّم ، وفي (د) : تكلم .
(
26) انظر المصادر السابقة . وتاريخ الطبري : 3 / 529 .
(
27) لسنا بصدد بيان حال عبداللَّه بن الزبير وترجمته الّتي وردت في اُسد الغابة ، ونسب قريش : 237 ، والاستيعاب : تحت رقم 1518 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 4 / 482 ، وغيرهم كثير ، ولكن نذكّر القارئ الكريم أن اُمّ المؤمنين كانت فذّة في عاطفتها تجاه قرباها وخصّت من بينهم عبداللَّه بن الزبير - ابن اُختها أسماء - فحلّ منها محلّ الولد الفرد من الوالدة الشفيقة وتكنّت باسمه كما ذكر أهل السِير ، ولم يكن أحدٌ أحبّ إليها يومذاك من ابن الزبير كما يذكر صاحب الأغاني في : 9 / 142 . وقال هشام بن عروة : ما سمعت تدعو لأحد من الخلق مثل دعائها له ، وأعطت للّذي بشّرها بسلامته من القتل عشرة آلاف درهم ، ثمّ سجدت شكراً للَّه تعالى ، ولمّا اعتلّت دخل عليها بنو اُختها وفيهم عبداللَّه فبكى . . . ثمّ قالت : ما أحقّني منك يا بُني . . . فما أعلم بعد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وبعد أبويّ أحداً أنزل عندي منزلتك وأوصت له بحجرتها . (انظر تهذيب ابن عساكر : 7 / 400 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 4 / 482) .
وعبداللَّه بن الزبير هذا كان قد نشأ على‏ كره بني هاشم حتّى استطاع أن يغيّر رأي أبيه الزبير على‏ عليّ عليه السلام وهو ابن خال أبيه . قال عليّ عليه السلام : ما زال الزبير رجلاً منّا أهل البيت حتّى نشأ ابنه المشؤوم عبداللَّه. (شرح النهج لابن أبي الحديد : 3/260، تهذيب ابن عساكر: 7/363 ، والاستيعاب: 353 وشرح النهج لابن أبي الحديد : 2/167 ، و :4/480. وذكر الواقدي ، والمسعودي في مروجه بهامش ابن الأثير : 5/163 ، واليعقوبي في تاريخه : 3 / 7 - 8 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 385 و : 4 / 480 - 490 أنه مكث أيّام خلافته أربعين جمعة لا يصلّي فيها على‏ النبي ويقول : لا يمنعني ذكره إلّا أن تشمخ رجال بآنافها . وفي رواية أ نّه قال : إنّ له اُهيل سوء ينغضون رؤوسهم عند ذكره . وقال المسعودي في : 5 / 163 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 358 ، و: 4/495 ط الحلبي بمصر أنه قال لعبداللَّه بن عبّاس : إنّي لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة .
وذكر المسعودي أيضاً في : 5 / 163 واليعقوبي : 3 / 7 وشرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 358 أنه كان يبغض عليّ بن أبي طالب خاصّةً وينال من عرضه . وهو الّذي جمع سبعة عشر رجلاً من بني هاشم وحصرهم في شعب بمكّة يعرف بشعب عارم وأراد أن يحرقهم بالنار . (انظر المصادر السابقة ، وابن عساكر في تهذيبه : 7 / 408 ، والأغاني : 9 / 16 ط دار الكتب) .
(
28) في (ب ، د) : واقتلوا مالكاً معي .
(
29) في (أ) : منه .
(
30) روى هذه القصة كلّ من الطبري في تاريخه : 1 / 3199 - 3200 ، و : 5 / 204 و 210 و 211 ، والواقدي برواية شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 87 في شرح الخطبة «كنتم جند المرأة» وابن الأثير : 3 / 99 ، والعقد الفريد :4 / 326 ط لجنة التأليف ، وتاريخ ابن أعثم ، ومروج الذهب .
لكن صاحب العقد الفريد ينقل عن ابن الزبير أنه قال : ثمّ جرّ برجلي - يعنى الأشتر - فألقاني بالخندق ، وقال : لولا قربك من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ما اجتمع فيك عضو إلى آخر . وقيل إن القائل : اقتلوني ومالكاً هو عبدالرحمن بن عتّاب بن أسيد ، وهذا ما صرّح به مالك عند ما سأله علقمة كما في رواية الطبري . وفي رواية اُخرى‏ للطبري أيضاً : فجرح ابن الزبير فألقى‏ نفسه في الجرحى‏ فاستخرج فبرأ . وهذا ثالث الرؤوس يسقط من جيش الجمل .
وانظر الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 1 / 96 وانظر الهامش رقم 1 و 2 في نفس الصفحة وقارن بينهما لتجد التحريف والتزوير وانقلاب الأمر وكأن لم يكن اعتراف ابن الزبير على‏ نفسه كما ذكرنا قبل قليل بأنه هو الخائف والمضطرب وعفو مالك الأشتر عنه وإلقاء نفسه مع الجرحى‏ بل العكس كما ذكر ابن قتيبة في ص 96 : فانفلت الأشتر منه أو كما ذكر الاستاذ شري في الهامش رقم 2 : وما زال يضطرب في يدي عبداللَّه حتّى أفلت . قارن ذلك ، وإن عشت أراك الدهر عجباً .
لا نريد أن ندافع عن مالك الأشتر رحمه الله بل نقول للطبري وابن قتيبة والاستاذ عليّ شري وغيرهم : ماذا تقولون لابنّ أعثم في الفتوح : 1 / 485 عندما يذكر أنّ الأشتر عندما سمع كعب بن سور الأزدي يرتجز ويقول أبياتاً مطلعها :
يا معشر الناس عليكم اُمكم
فإنّها صلاتكم وصومكم
ثمّ قال في الهامش 3 من نفس الصفحة : فحمل عليه الأشتر فقتله ، وخرج من بعده غلام من الأزد يقال له وائل بن كثير فجعل يتلو ويقول شعراً ، فبرز إليه الأشتر مجيباً له وهو يقول شعراً ، ثمّ حمل عليه الأشتر فقتله ، وخرج من بعده عمرو بن خنفر من أصحاب الجمل وهو يقول شعراً ، ثمّ حمل عليه الأشتر فقتله ، وخرج من بعده عبدالرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن اُمية فجعل يلعب بسيفه بين يدي عائشة ، وهو يقول شعراً . قال : فبدر إليه الأشتر مجيباً له ، ثمّ حمل عليه فضربه ضربة رمى‏ بيمينه فسقط لما به ، وثناه الأشتر بضربة اُخرى فقتله ، ثمّ جال في ميدان الحرب وهو يقول شعراً ، ثمّ رجع الأشتر إلى موقفه .
وذكر ابن أعثم في الفتوح أيضاً في : 1 / 488 : وجعل الأشتر يجول في ميدان الحرب وينادي بأعلى‏ صوته : يا أنصار الجمل من يبارزني منكم ؟ قال : فبرز إليه عبداللَّه بن الزبير وهو يقول : إلى أين يا عدوّ اللَّه ؟ فأنا اُبارزك ! قال : فحمل عليه الأشتر فطعنه طعنة صرعه عن فرسه ، ثمّ بادر وقعد على‏ صدره قال : فجعل عبداللَّه بن الزبير ينادي من تحت الأشتر في يومه ذلك : اقتلوني ومالكاً . قال : وكان الأشتر في يومه صائماً وقد طوى من قبل ذلك بيومين فأدركه الضعف ، فأفلت عبداللَّه من يده وهو يظنّ أنه غير ناجٍ منه . فكيف يوجّه كلام هؤلاء الّذين طعنوا في الأشتر وهم يعرفونه كيف يقف بين الجمعين وهو يزأر كالأسد عند فريسته - كما ذكر ذلك ابن أعثم في الفتوح أيضاً : 1 / 482 - .
(
31) لم نعثر على‏ هذا القول إلّا عند الطبري في تاريخه : 5 / 217 ، و : 3 / 528 وقد ورد بلفظ : قال عبداللَّه بن الزبير : مشيت يوم الجمل وبي سبع وثلاثون جراحة من ضربة وطعنة وما رأيت مثل يوم الجمل قط ما ينهزم منّا أحد وما نحن إلّا كالجبل الأسود وما يأخذ بخطام الجمل أحد إلّا قُتل ، فأخذه عبدالرحمن بن عتّاب فقُتل فأخذه الأسود بن أبي البختري فصُرع ، فجئت فأخذت بالخطام فقالت عائشة : من أنت ؟ قلت : عبداللَّه بن الزبير ، قالت واثكل أسماء ، ومرّ بي الأشتر فعرفته فعانقته فسقطنا جميعاً وناديت : اقتلوني ومالكاً فجاء ناس منّا ومنهم فقاتلوا عنّا حتّى تحاجزنا وضاع الخطام .
(
32) لا نريد أن نصف ذلك اليوم واحمرار الأرض بالدماء وكيفية ترامي الرجال بالنبال حتّى فنيت وتطاعنوا بالرماح حتّى تشبكّت في الصدور حتّى لو أن الرجال مشت عليها لاستقلّت بهم ، ولكن مايختصّ بكلام المصنّف انظر تاريخ الطبري : 3 / 538 ، و : 5 / 218 ، وابن أعثم في الفتوح : 1 / 486 .
وروى المدائني والواقدي برواية ابن أبي الحديد في شرح النهج : 1 / 84 عن ضبّة والأزد أ نّهم كانوا حول الجمل يحامون عنه ولقد كانت الرؤوس تُنْدَرُ عن الكاهل ، والأيدي تطيح من المعاصم ، وأقتاب البطن تندلق من الأجواف ، وهم حول الجمل كالجراد الثابتة ، لا تتحلحل ولا تتزلزل ، حتّى لقد صرخ عليٌّ بأعلى صوته : ويلكم اعقروا الجمل فإنّه شيطان : ثمّ قال : اعقروه إلّا فنيت العرب ، لا يزال السيف قائماً وراكعاً حتّى يهوي هذا البعير إلى الأرض .
(
33) انظر تاريخ الطبري : 5 / 218 ، و : 3 / 538 ط اُخرى ، وابن أعثم في الفتوح : 1 / 489 ، وابن أبي الحديد في شرح النهج : 1 / 87 - 89 ، والاستيعاب : 150 واُسد الغابة : 1 / 379 ، والجمهرة : 219 و 368 و 372 و 389 ، والنهاية : 397 . لكنهم اختلفوا في اسم الشخص الّذي انتدبه الإمام عليّ عليه السلام لضرب الجمل فمنهم من قال : إنه أعين بن ضبيعة فكشف عرقوبه بالسيف كما جاء في الأخبار الطوال : 151 ، ومنهم من قال : إنه ابن دلجة عمرو أو بجير وقال ابن أعثم : عرقبه من رجليه عبدالرحمن بن صرد التنوخي .
وفي رواية لأبي مخنف في شرح النهج : لمّا رأى عليّ أنّ الموت عند الجمل وأ نّه ما دام قائماً فالحرب لاتُطفأ وضع سيفه على‏ عاتقه وعطف نحوه ، وأمر أصحابه بذلك ومشى نحو الخطام مع بنى ضبَّة ، فاقتتلوا قتالاً شديداً ، واستحرّ القتل في بني ضبَّة ، فقتل منهم مقتلة عظيمة ، وخلص عليٌّ في جماعة من النخغ وهمدان إلى الجمل ، وقال لرجل من النخغ اسمه بجير : دونك الجمل يا بجير ، فضرب عجز الجمل بسيفه فوقع لجنبه ، وضرب بجرانه الارض وعجّ عجيجاً لم يسمع بأشدّ منه ، فما هو إلّا أن صرع الجمل حتّى فرّت الرجال كما يطير الجراد في الريح الشديدة الهيوب ، فنادى عليّ : اقطعوا أتساع الهودج ، واحتملت عائشة بهودجها ، وأمر بالجمل أن يحرق ثمّ يذري في الريح وقال : لعنه اللَّه من دابّة ، فما أشبهه بعجل بني إسرائيل ، ثمّ قرأ : (وَ انظُرْ إِلَى‏ إِلَهِكَ الَّذِى ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِى الْيَمِ‏ّ نَسْفًا ) طه : 97 .
(
34) انظر المصادر السابقة ويقول ابن أبي الحديد في شرح النهج : 1 / 87 : فتعلّقت السهام به فصارت كالقنفذ . ويقول الطبري : 5 / 218 عن عيسى بن حطّان قال : حاص الناس حيصة ثمّ رجعنا وعائشة على‏ جمل أحمر في هودج ما شبّهته إلّا القنفذ من النبل . وقال أبو مخنف برواية المعتزلي في الشرح : 2 / 81 : ورمي الجمل بالنبل حتّى صارت القبّة عليه كهيئة القنفذ . . .
(
35) تقدّمت تخريجاته .
(
36) تقدّمت ترجمته .
(
37) لسنا بصدد بيان الحوار الّذي دار بين محمّد بن أبي بكر واُخته اُمّ المؤمنين ، ولكن نريد أن نورد ما ذكره الطبري في : 5 / 204 ، والعقد الفريد : 4 / 328 ، وغيرهم كثير . فقال الطبري : ثمّ أمر عليٌّ محمّد بن أبي بكر ، فضرب عليها قبّةً وقال : انظر هل وصل إليها شي‏ء ؟ فأدخل رأسه ، فقالت : مَن أنت ؟ فقال : أبغض أهلكِ إليكِ ، قالت : ابن الخثعمية ؟ قال : نعم . قالت : بأبي أنت واُمّي ، الحمد للَّه الّذي عافاك . وفي مروج الذهب : قال لها : أقرب الناس قرابة ، وأبغضهم إليكِ ، أنا محمّد أخوك ، يقول لك أمير المؤمنين : هل أصابكِ شي‏ء ؟ قالت : ما أصابني شي‏ء إلّا سهم لم يضرّني . فجاء عليّ حتّى وقف عليها ، فضرب الهودج بقضيب ، وقال : يا حميراء أرسول اللَّه أمرك بهذا ؟ ألم يأمرك أن تقرّي في بيتك ؟ واللَّه ما أنصفك الّذين صانوا عقائلهم وأبرزوك . . . وفي كلام كثير ، فقالت : ملكت فاسجح .
انظر أيضاً ابن الأثير : 3 / 102 ، أنساب الأشراف : 1 / 167 ، وفتح الباري بشرح صحيح البخاري ، لتجد بالاضافة إلى ذلك حوار عمّار بن ياسر لعائشة .
وروى ابن أعثم في الفتوح : 1 / 491 ما جرى‏ بين عبداللَّه بن عباس وبين عائشة لمّا أنفذه إليها برسالته عليّ بن أبي طالب عليه السلام وبكاء عائشة بكاءً شديداً ثمّ قالت : نعم واللَّه أرحل عنكم ، فما خلق اللَّه بلداً هو أبغض إليَّ من بلد أنتم به يابني هاشم - إلى ان قالت : - يا ابن عباس أتمنون عليَّ برسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله؟ قال : نعم . . . (انظر المحاورة في العقد الفريد : 4 / 328 ط لجنة التأليف ، وأوردها ابن أبي الحديد في شرح النهج : 2 / 82 ط المصرية ، واليعقوبي في : 2 / 213 ، وفي مروج الذهب : 5 / 197) .
(
38) هو عبداللَّه بن خلف بن أسعد بن عامر الخزاعي : أبو طلحة الطلحات ، وكان كاتباً على‏ ديوان البصرة لعمر وعثمان ، وشهد أخوه عثمان بن خلف حرب الجمل مع عليّ ، على‏ ما ذكر في اُسد الغابة . وروى مبارزته أبو مخنف في الجمل على‏ رواية ابن أبي الحديد في شرحه : 1 / 261 - 262 تحقيق محمّد أبو الفضل ، وابن أعثم في تاريخه ، وراجع ترجمته في الاشتقاق : 475 ، والمحبر : 377 ، والاستيعاب : 348 ، واُسد الغابة : 3 / 151 .
(
39) هي صفية بنت الحارث بن طلحة العبدرية وهي قرشية وليست بثقفية إلّا بالنسبة إلى زوجها . وفي مغازي الواقدي : 307 : ومن بني عبدالدار طلحة بن أبي طلحة يحمل لواءهم . قتله عليّ بن أبي طالب انظر ترجمة صفية في الإصابة : 4 / 337 ، بينما ابن أعثم في الفتوح : 1 / 492 يصرّح بأنها ثقفية ، أمّا الطبري في تاريخه : 3 / 539 فيقول : صفية ابنة الحارث بن طلحة بن أبي طلحة بن عبدالعزّى بن عثمان بن عبدالدار - وهي اُمّ طلحة الطلحات - بن عبداللَّه بن خلف .
ولصفية هذه قصة طريفة ذكرها كثير من أهل السِير والتاريخ كأبن أعثم في الفتوح: 1/492 ، والطبري في تاريخه : 5 / 222 ، و : 3 / 543 ط اُخرى ، ومروج الذهب : 2 / 14 وخلاصتها :
دعا عليّ ببغلة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فاستوى‏ عليها ، وأقبل إلى منزل عائشة ، ثمّ استأذن ودخل ، فإذا عائشة جالسة حولها نسوة من نساء أهل البصرة وهي تبكي وهنّ يبكين معها . قال : ونظرت صفية بنت الحارث الثقفية امرأة عبداللَّه بن خلف فصاحت هي ومن كان معها هناك من النسوة وقلن بأجمعهنّ : يا قاتل الأحبّة ، يا مفرِّقاً بين الجميع ، أيتم اللَّه منك بنيك كما ايتمت ولد عبداللَّه بن خلف . فنظر إليها عليّ عليه السلام فعرفها فقال : أمّا أنّي لا ألومك أن تبغضيني وقد قتلت جدّك يوم بدر وقتلت عمك يوم اُحد ، وقتلت زوجك الآن ، ولو كنت قاتل الأحبه كما تقولين ، لقتلت مَن في هذا البيت ومَن في هذه الدار . وكان عليه السلام يقصد أنّ الّذي اختفى‏ في هذه الدار مروان بن الحكم وعبداللَّه بن الزبير وعبداللَّه بن عامر وغيرهم كثير .
(
40) انظر تاريخ : 3 / 542 عن محمّد وطلحة قالا : وتسلّل الجرحى‏ في جوف الليل ودخلوا البصرة من كان يطيق الانبعاث منهم . وانظر أيضاً ابن أعثم في الفتوح : 1 / 490 .
(
41)نظر تاريخ الطبري : 3 / 542 . أمّا ابن أعثم في الفتوح : 1 / 495 فقال : فأقام عليّ بالبصرة بعد حرب الجمل أياماً قلائل .
(
42) في (ب ، ج) : في .
(
43) انظر المصدر السابق .
(
44) في (ب ، د) : يطيفون .
(
45) انظر المصدر السابق باختلاف يسير في اللفظ . وذكر الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد : 1 / 254 وفي كتابه الجمل : 209 - 211 باختلاف يسير . ونقله العلّامة المجلسي في البحار : 8 / 437 و 442 قائلاً : ومن كلامه عليه السلام عند تطوافه على القتلى‏ :
هذه قُريشٌ : جَدَعْتُ أنْفي وشَفَيْتُ نَفْسي ، لقد تقدّمتُ إليكم اُحذّركم عضَّ السُيوف ، وكنتم أَحداثاً لا عِلمَ لكم بما تروَن ، ولكنّه الحَيْنُ - الهلاك - وسوء المصرع ، فأعوذُ باللَّه من سُوءِ المَصرع . . . . ثمّ مرَّ على‏ مَعْبَدَ بن المقداد فقال : رحم اللَّهُ أبا هذا ، أما إنّه لو كانَ حيّاً لكان رأيُهُ أحسَنَ من رأي هذا . . . قال : ومَرَّ بعبداللَّه بن ربيعة بن درّاج وهو في القتلى‏ فقال : هذا البائس ما كان أَخرجَهُ ؟ أَدينٌ أخرجَهُ أمْ نصرٌ لعثمان ؟ واللَّهِ ما كان رأيُ عُثمان فيه ولا في أبيه بحَسنٍ . . . ثمّ مرَّ بمعبد بن زهير بن أبي اُمية فقال : لو كانت الفتنةُ برأس الثريّا لتناولها هذا الغُلام . . . ثمّ مرَّ بمسلم بن قرظة فقال : البرُّ أخرجَ هذا . . . ثمّ مرَّ بعبداللَّه بن حميد بن زهير فقال : هذا أيضاً ممّن أوضَعَ في قِتالِنا ، زعم يَطلُبُ اللَّه بذلك . . . ومرَّ بعبداللَّه بن حكيم بن حزام فقال : هذا خالَف أباه في الخروج . . . . ثمّ مرَّ بعبداللَّه بن المُغيرة بن الأخنس فقال : أمّا هذا فقُتِلَ أبوه يوم قُتِلَ عثمان في الدار ، فَخَرجَ مُغْضباً لمقْتَلِ أبيهِ ، وهو غُلامٌ حَدَثٌ حُيِّنُ لقتلِه . . . ثمّ مرَّ بعبداللَّه بن أبي عُثمان بن الأخنس بن شريقٍ فقال : أمّا هذا فإنّي أنظر إليه وقد أخذ القومَ السيوفُ هارباً يعدو من الصفِّ فَنهْنَهْتُ عنه فلم يَسمعْ مَن نَهْنَهْتُ حتّى قَتَلهُ . . .
ثمّ مشى قليلاً فمرَّ بكَعْب بن سُور فقال : هذا الّذي خَرجَ علينا في عُنُقِه المصحَفُ يَزعُمُ أ نّه ناصِرُ اُمِّهِ - يعني عائشة - يدعو الناس إلى ما فيه - يعني القرآن الكريم - وهو لا يَعلَمُ ما فيه ثمّ استفتح وخابَ كلُّ جبّار عَنيدٍ . أمَا إنّه دعا اللَّه أن يقتُلني فقتلُه اللَّه ، أَجلِسُوا كَعْبَ بنَ سُورٍ ، فاُجلِسَ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا كعبُ قد وَجدْتُ ما وَعَدني ربِّي حَقّاً ، فَهلْ وجَدْتَ ما وَعَدكَ ربُّكَ حَقّاً ؟ ثمّ قال : أضجِعوا كعباً .
(
46) في (ج) : يبعده .
(
47) انظر المصادر السابقة أيضاً بالإضافة إلى مروج الذهب للمسعودي : 2 / 373 وفيه : ومرَّ على‏ طلحة بن عبيد اللَّه فقال : هذا الناكِثُ بيعتي ، والمُنْشي‏ء الفِتنةَ في الاُمّةِ ، والمُجلِبُ عَلَيَّ ، الداعي إلى قَتْلي وقَتل عِتْرتي . أجلِسوا طلحة» فاُجلِس ، فقال أميرُ المؤمنين عليه السلام : يا طلحة بن عُبيد اللَّه ، قد وجدْتُ ما وَعَدني ربّي حقاً ، فهلْ وجدْتَ ما وَعَد ربُّكَ حقّاً ؟ ثمّ قال : أضجِعوا طلحة» وسارَ . فقال له بعضُ مَن كان معهُ : يا أمير المؤمنينَ ، أتُكلِّمُ كَعْباً وطلحةَ بَعد قَتلِهما ؟ قال : أَمَ واللَّهِ ، إنّهما لقد سَمِعا كلامي كما سَمِعَ أهلُ القَلِيبِ - يعني مشركو قريش الّذين قُتلوا يوم بدر - كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يومَ بدر .
وورد في المروج للمسعودي : فمرّ به عليّ عليه السلام بعد الوقعة في موضعه في قنطرة قرّة ، فوقف عليه ، فقال : إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون ، واللَّه لقد كنت كارهاً لهذا أنتَ واللَّه كما قال القائل :
فتىً كان يُدنيه الغنى من صديقه‏
إذا ما هو استغنى ويُبعده الفقر
كأنّ الثُريّا عُلّقت في يمينه‏
وفي خدّه الشعرى وفي الآخر البدر
وهو عليه السلام يمسح عن جبينه الغُبار ويقول : (وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا ) الأحزاب : 38 .
(
48) تقدّمت تخريجاته بالاضافة إلى ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 1 / 98 .
(
49) ذكر ابن أعثم في الفتوح : 1/487 أنّ عدد الأطراف الّتي قطعت على الخطام يومئذٍ ثماني وتسعون يداً .
(
50) انظر تاريخ الطبري : 3 / 542 باختلاف يسير ، انظر الخراج لأبي يوسف : 215 ، السنن الكبرى : 8 / 180 شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 23 وانظر جورج جرداق في كتابه الإمام عليّ صوت العدالة الإنسانية : 1 / 82 ، ومستدرك الوسائل : 2 / 251 - 252 لتجد سيرته عليه السلام مع معارضيه .
(
51) في (أ) : أتى .
(
52) هو أبو بحر الضحّاك ، وقيل : صخر بن قيس بن معاوية بن حصين أو حصن بن عبّاد بن مُرة بن عبيد ، المعروف بالأحنف التميمي السعدي اُمّه امرأة من باهلة . سمّي بالأحنف لحنف كان في رجله ، فإنّه كان يطأ على‏ ظهرها ، أسلم في عهد النبىّ صلى الله عليه وآله ولم يره ، وكان سيّد قومه موصوفاً بالعقل والدهاء والعلم والحلم . شهد بعض الفتوح في زمن عمر وعثمان . واعتزل الجمل وشهد صفّين مع عليّ عليه السلام ولمّا بايع معاوية ليزيد تكلم الناس في مدحه ، فقال له معاوية : ما بالك لا تقول يا أبا بحر ؟ فقال : أخاف اللَّه إن كذبت ، وأخافكم إن صدقت . وخرج مع مصعب بن الزبير إلى الكوفة ومات بها سنة (67 ه) على الأشهر عن ثمانين سنة ودُفن عند قبر زياد بالثوبة - موضع بظاهر الكوفة - وقيل : ولد الأحنف ملتصق الأليتين ، حتّى شُقّ ما بينهما ، وكان الأحنف أعور .
انظر ترجمته في الاستيعاب : 1 / 56 الترجمة رقم 160 ، اُسد الغابة : 1 / 55 ، وفيات الأعيان : 1 / 186 - 192 الترجمة رقم 282 ، المعارف لابن قتيبة تحقيق ثروة عكاشة : 423 .
ومن الجدير ذكره أنّ الإمام عليّ عليه السلام بعث إلى الأحنف بن قيس عندما وصل جند المرأة إلى حفر أبي موسى الأشعري - وهو مياه عذبة على‏ جادة البصرة إلى مكة حفره أبو موسى الأشعري . بينه وبين البصرة خمس ليال كما ذكر صاحب معجم البلدان - فقال له : إنّ هؤلاء القوم قدموا علينا ومعهم زوجة رسول اللَّه ، والناس إليها سراع كما ترى‏ . فقال الأحنف : إنّهم جاؤوك للطلب بدم عثمان ، وهم الّذين ألّبوا على عثمان الناس وسفكوا دمه ، أراهم واللَّه لا يزايلونا حتّى يلقوا العداوة بيننا ، ويسفكوا دماءنا ، وأظنّهم واللَّه سيركبون منك خاصّة مالا قبل لك به إن لم تتأهّب لهم بالنهوض إليهم في مَن معك من أهل البصرة ، فإنّك اليوم الوالي عليهم ، وأنت فيهم مطاع ، فسر إليهم بالناس وبادرهم قبل أن يكونوا معك في دار واحدة ، فيكون الناس لهم أطوع منهم لك .
وقال ابن أعثم في الفتوح : 1 / 460 : إنّهم - طلحة والزبير وعائشة - بعثوا إلى الأحنف بن قيس فدعوه وقالوا : إننا نريد منك أن تنصرنا على‏ دم عثمان بن عفان ، فإنّه قُتل مظلوماً ، قال : فالتفت الأحنف إلى عائشة وقال : يا اُمّ المؤمنين ! اُنشدك اللَّه أما قلتِ لي ذلك اليوم إن قتل عثمان فمن اُبايع ؟ قلت : عليّ بن أبي طالب ؟ فقالت عائشة : قد كان ذلك يا أحنف ، ولكن هاهنا اُمور نحن بها أعلم منك ، فقال الأحنف : لا واللَّه لا اُقاتل عليّ بن أبي طالب أبداً ، وهو أخو رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وابن عمّه وزوج أبنته وأبو سبطيه وقد بايعه المهاجرون والأنصار . قال : ثمّ وثب الأحنف حتّى صار إلى ديار قومه من بنى تميم ، ثمّ نادى فيهم فاجتمع إليه أربعة الآف رجل ، فسار بهم حتّى نزل بهم على‏ فرسخين من البصرة .
وروى البيهقي في المحاسن والمساوى : 1 / 35 عن الحسن البصري أنّ الأحنف بن قيس قال لعائشة يوم الجمل : يا اُمّ المؤمنين هل عهد إليك رسول اللَّه هذا المسير ؟ قالت : اللّهمّ لا ، قال : فهل وجدته في شي‏ء من كتاب اللَّه جلّ ذكره ؟ قالت : ما نقرأ إلّا ما تقرأون قال : فهل رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله استعان بشي‏ء من نسائه إذا كان في قلّة والمشركون في كثرة ؟ قالت : اللّهمّ لا ، قال الأحنف : فاذاً ما هو ذنبنا ؟ وفي رواية اُخرى انّه قال لها : يا اُمّ المؤمنين انّي سائلك ومغلظ لك في المسألة فلا تجدي عليَّ ، فقالت له : قل تسمع . قال : أعندك عهد من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله في خروجك هذا ؟ فقالت : لا . . . أعندك عهد منه صلى الله عليه وآله انّك معصومة من الخطأ ؟ قالت : لا . . . إلى أن أحرجها فقالت : إلى اللَّه أشكو عقوق أبنائي . (انظر الغدير : 8 / 99 وشرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 500 قريب منه) .
وهنالك موقف آخر للأحنف بن قيس يذكره ابن أعثم في الفتوح : 1/465 ، قال : وأقبل الأحنف بن قيس في جماعة من قومه إلى عليّ عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين ! إنّ أهل البصرة يقولون بأنك إن ظفرت بهم غداً قتلت رجالهم وسبيت ذرّيتهم ونساءهم ، فقال له عليّ : ليس مثلي من يخاف هذا منه ، لأنّ هذا ما لا يحلّ إلّا ممّن تولّى وكفر، وأهل البصرة قوم مسلمون، وسترى كيف يكون أمري وأمرهم، ولكن هل أنت معي فاعلم، فقال الأحنف : يا أمير المؤمنين ! اختر مني واحدة من اثنين ، إمّا أن أكون معك مع مائتى رجل من قومي ، وإمّا أن أردّ معك أربعة الآف سيف ، فقال عليّ عليه السلام لابل ردّهم عنّي ، فقال الأحنف : أفعل ذلك يا أمير المؤمنين ، ثمّ انصرف . (وانظر تاريخ الطبري : 3 / 510 - 513 مع اختلاف يسير في اللفظ) .
وموقف الأحنف هذا يذكّرنا بموقف ومواقف اُخرى‏ لكن نذكر منها موقف لاهيان بن صيفي : روي أنّ الإمام عليّ عليه السلام ذهب إلى لاهيان بن صيفى ، وكان له صحبة . فقام الإمام على‏ باب حجرته وقال له : كيف أنت يا أبا مسلم ؟ قال : بخير ، فقال الإمام : ألا تخرج معي إلى هؤلاء القوم فتعينني ؟ قال : إن خليلي عليه الصلاة والسلام وابن عمّك . عهد إليَّ إذا كانت فتنة بين المسلمين أن اتخذ سيفاً من خشب ، فهذا سيفي فإن شئت خرجت به معك ، فقال الإمام : لا حاجة لنا فيك ولا في سيفك . ورجع من باب الحجرة ولم يدخل . (رواه أحمد والترمذي وحسّنه ابن ماجة ونعيم بن حمّاد ، وأورده ابن حجر في الإصابة ، وابن كثير في البداية ، والفتح الربّاني : 23 / 138 ، وجامع الترمذي : 4 / 490) .
لم يكن الإمام عليّ عليه السلام بحاجة إلى هؤلاء ولكنه عليه السلام قام بهذا العمل من باب ان المقام مقام حجة والاختيار مفتوح دون أن يوجّه أيّ اتهام لأحد . ولكن السؤال الّذي يطرح نفسه هو : ما السبب الّذي دعا هؤلاء إلى الاعتزال ؟ هل هي فتوى أبو بكرة (نُفَيع بن الحارث) كما تطرّقنا إليها سابقاً وأشرنا إلى مصادرها ؟ أم هنالك شي‏ء آخر ؟ أم انّه عهد معهود مِن قِبل اللَّه تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله بأنّ الإمام عليه السلام يقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين ؟ أم انّها الفتنة الّتي تكلّم عنها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله والإمام عليّ عليه السلام ؟ حيث ينقل ابن أبي الحديد في شرح النهج : 1 / 667 ، و : 3 / 277 ، وكنز العمّال : 16 / 183 ، و : 11 / 606 ، والبيان والتبيين للجاحظ : 2 / 112 ، وتاريخ اليعقوبي : 2 / 152 ، وصحيح مسلم : 18 / 11 ، وصحيح البخاري : 4 / 122 ، وفتح الباري : 13 / 56 ، والجامع : 4 / 528 ، والمستدرك : 3 / 119 ، والكامل في التاريخ : 3 / 122 و231 ، والطبري في تاريخه : 5 / 198 ، وغيرهم كثير من الأحاديث في هذا المقام ، ولكننا نكتفي بذكر حديث واحد .
روي عن عليّ عليه السلام أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قال له : إنّ اللَّه قد كتب عليك جهاد المفتونين كما كتب عليَّ جهاد المشركين ، فقال عليّ : يا رسول اللَّه ، ما هذه الفتنة الّتي كتب عليَّ فيها الجهاد ؟ قال : قوم يشهدون أن لا إله إلّا اللَّه وأني رسول اللَّه ، وهم مخالفون للسنّة ، فقلت : يا رسول اللَّه فعلام اُقاتلهم وهم يشهدون كما أشهد ؟ قال : على الإحداث في الدين ومخالفة الأمر ، فقلت : يا رسول اللَّه ، إنك كنت وعدتني الشهادة فاسأل اللَّه أن يجعلها لي بين يديك ، قال : فمن يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين . . .(رواه وكيع في كنز العمّال : 16 / 183 ، وابن أبي الحديد في شرح النهج : 3 / 377 ، المناقب للخوارزمي : 125 ، تاريخ ابن عساكر : 3 / 200 ط بيروت ، سير أعلام النبلاء للذهبي : 3 / 231 .
ومن هذا وذاك جاءت فكرة الاعتزال الّتي بشّر بها أبو بكرة عندما قال : يا أحنف ارجع فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يقول : إذا تواجه المسلمون بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار . . . ولذا نرى الاُستاذ سعيد حوى يعقّب على‏ هذا الحديث في كتابه الأساس في السنّة : 4 / 1711 فيقول : إنّ القتال مع عليّ بن أبي طالب كان حقاً وصواباً ، ولكن أبو بكرة حمل حديثاً ورد في غير الحالة الّتي قاتل فيها عليّ ، على حالة قتال عليّ للباغين . وهو فهم من أبي بكرة . ولكنه فهم في غير محلّة . . .
كذلك ألتبس العنوان على الحارث بن حوط الليثي عندما دخل على أمير المؤمنين . فقال : يا أمير المؤمنين ما أرى طلحة والزبير وعائشة . أضحوا إلّا على الحق . ولكن الإمام عليه السلام أجاب بقوله : يا حارث إنك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك ، إنّ الحقّ والباطل لا يُعرفان بالناس ، ولكن اعرف الحقّ باتباع من اتبعه ، والباطل باجتناب من اجتنبه . (انظر تاريخ اليعقوبي : 2 / 152 ، والبيان والتبيين : 2 / 112) .
وعلّق الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال على‏ هذا القول فقال : العاقل من يقتدي بسيد العقلاء علي كرّم اللَّه وجهه حيث قال : لا يُعرف الحقّ بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله .
(
53) انظر المصادر السابقة بالإضافة إلى أنّ الشيخ المفيد في الإرشاد : 1 / 303 قال : وقال للأحنف بن قيس : الساكت أخو الراضي ، ومن لم يكن معنا كان علينا .
وذكر ابن أعثم في الفتوح : 1 / 499 قال : وأقبل إليه سليمان بن صرد الخزاعي مسلّماً ، فقال له عليّ عليه السلام : يا سليمان ، إنك ارتبت وتربصت وراوغت ، وقد كنت من أوثق الناس في نفسي ، فما الّذي أقعدك عن نصرتي ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، لا تردّ الامور على أعقابها ، ولا توبّخني بما قد مضى ، واستبق مودّتي يخلص لك نصيحتي ، فقد تعذّرت اُموراً تعرف فيها عدوّك من وليّك ، قال : فسكت عنه عليّ - إلى أن قال : - ثمّ جعل يدخل إليه رجل بعد رجل ممن كان قد تخلّف عنه يوم الجمل ، فإذا سلّم عليه يقول له عليّ عليه السلام : وعليك السلام وإن كنت من المتربّصين . . . وهذا القول يشمل الأحنف بن قيس وكذلك يشمل سليمان بن صرد الخزاعي .
(
54) المصادر السابقة .
(
55) المصادر السابقة ، وانظر تاريخ الطبري : 3 / 543 - 544 .
(
56) تقدّمت تخريجاته وانظر تاريخ الطبري : 3 / 543 .
(
57) انظر تاريخ الطبري : 3 / 542 .
(
58) في (أ) : أحبّها لاقامة .
(
59) المصدر السابق : 3 / 547 وذكر الطبري أيضاً في : 3 / 545 عن عاصم بن كليب عن أبيه قال : لمّا فرغوا يوم الجمل أمرني الأشتر فانطلقت فاشتريت له جملاً بسبعمائة درهم من رجل من مَهرة فقال : انطلق به إلى عائشة فقل لها : بعث به إليك الأشتر مالك بن الحارث وقال هذا عوض من بعيرك ، فانطلقت به إليها فقلت : مالك يقرئك السلام ويقول : إنّ هذا البعير مكان بعيرك ، قالت : لا سلّم اللَّه عليه إذ قتل يعسوب العرب - تعني ابن طلحة - وصنع بابن اُختى مأصنع قال : فرددته إلى الأشتر واعلمته . قال : فأخرج ذراعين شعراوين وقال : أرادوا قتلي فما أصنع ؟
(
60) انظر تاريخ الطبري : 3 / 547 مع اختلاف يسير في اللفظ ، وذكر العلّامة المجلسي في البحار ط القديم : 8 / 419 نقلاً عن كتاب إبطال توبة الخاطئة عن إبراهيم بن عروة عن ثابت عن أبيه عن حبة العرني أنّ أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه بعث إلى عائشة محمّداً أخاها رحمه الله وعمّار بن ياسر رحمه الله إن إرتحلي وألحقي بيتك الّذي تركك فيه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فقالت : واللَّه لا أريم هذا البلد أبداً . فرجعا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وأخبراه بقولها فغضب ثمّ ردّهما إليها وبعث معهما مالك الأشتر فقال : واللَّه لتخرجنّ أو لتحملنّ إحتمالاً . ثمّ قال أمير المؤمنين عليه السلام يامعشر عبدالقيس ، أندبوا إلى الحرّة الخيرة من نسائكم ، فإن هذه المرأة من نسائكم فانّها قد أبت أن تخرج لتحملوها إحتمالاً ، فلمّا علمت بذلك قالت لهم : قولوا له فليجهّزني ، فأتوا أمير المؤمنين عليه السلام فذكروا له ذلك ، فجهزّها ، وبعث معها بالنساء . . .
وعن زياد الضبي قال : سمعت الأحنف بن قيس يقول : بعث عليّ عليه السلام إلى عائشة أن ارجعى إلى الحجاز ، فقالت : لا أفعل . فقال لها : لئن لم تفعلي لأرسلنّ إليك نسوة من بكر بن وائل بشفار حداد يأخذنك بها ، قال : فخرجت حينئذٍ .
وعن إسحاق بن إبراهيم عن عبدالجليل إنّ أمير المؤمنين عليه السلام بعث عمّار بن ياسر إلى عائشة أن ارتحلي ، فأبت عليه ، فبعث إليها بامرأتين وامرأة من ربيعة معهنّ الإبل ، فلما رأتهنّ ارتحلت .
وعن محمّد بن عليّ بن نصر عن عمر بن سعد أنّ أمير المؤمنين عليه السلام دخل على‏ عائشة لمّا أبت الخروج ، فقال لها : يا حميراء إرتحلي وإلّا تكلّمت بما تعلمين ، قالت : نعم أرتحل ، فجهّزها وأرسلها ومعها أربعين امرأة من عبد قيس . . .
وذكر العلّامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ : 79 مثل ذلك مع اختلاف يسير حيث قال : لمّا بعث عليّ عليه السلام عبداللَّه بن عباس يأمرها بالمسير إلى المدينة فدخل عليها ابن عباس بغير إذن فقالت له : اخطأت السنّة دخلت علينا بغير إذن ، فقال لها : لو كنت في البيت الّذي خلّفك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ما دخلنا عليك بغير إذنك . . .
وقال هشام بن محمّد : فجهّزها عليّ عليه السلام أحسن الجهاز ودفع لها مالاً كثيراً وبعث معها أخاها عبدالرحمن بثلاثين رجلاً وعشرين امرأة من أشراف البصرة وذوات الدين من همدان وعبد القيس ، وألبسهنّ العمائم وقلّدهنّ السيوف بزيّ الرجال وقال : لهنّ : لا تعلمنها أنكنّ نسوة ، وتلثّمن وكنّ حولها ولايقربنها رجل وسرن معها على‏ هذا الوصف ، فلمّا وصلت إلى المدينة قيل لها : كيف كان مسيرك ؟ فقالت : بخير ، واللَّه لقد أعطى فأكثر ولكنه بعث رجالاً معي أنكرتهم ، فبلغ ذلك النسوة فجئن إليها وعرفنها أ نّهنّ نسوة فسجدت وقالت : واللَّه يا ابن أبي طالب ما إزددت إلّا كرماً ، وودت انّي لم أخرج هذا المخرج وان أصابنى كيت وكيت . . . (وانظر مقاتل الطالبيين : 42 و 43) .
وقال ابن عبد ربه في العقد الفريد : 4 / 328 ط لجنة التأليف : فجهّزها بأحسن الجهاز ، وبعث معها أربعين امرأةً ، وقيل : سبعين حتّى قدمت المدينة .
وذكر ابن أعثم في الفتوح : 1 / 494 انصراف عائشة من البصرة إلى المدينة مثل ذلك باختلاف يسير في اللفظ بإضافة (فكانت عائشة إذا ذكرت يوم الجمل تبكي لذلك بكاء شديداً ثمّ تقول : ياليتني لم أشهد ذلك المشهد ، ياليتني متّ قبل هذا بعشرين سنة . . . .)وذكر الطبري في : 5 / 204 والعقد الفريد : 4 / 329 والمسعودي في المروج : 5 / 197 بهامش ابن الأثير قريب من هذا اللفظ لكن الطبري قال ( فسرّحها عليٌّ وأرسل معها جماعةً من رجال ونساء وجهّزها وأمر لها باثنى عشر ألفاً من المال ، فاستقلّ ذلك عبداللَّه بن جعفر فأخرج لها مالاً عظيماً وقال : إن لم يجهزه أمير المؤمنين فهو عليَّ) .
(
61) في (أ) : لا يغضب ، وفي (ج) : تعتب .
(
62) في (أ) : وحماها .
(
63) في (أ) : وإنّه على‏ معتبي .
(
64) في (أ) : نبيّنا .
(
65) في (أ) : وسير .
(
66) انظر تاريخ الطبري : 3 / 547 .
(
67) تقدّمت تخريجاته .
لكن بعد هذا كلّه يبقى سؤال يطرح نفسه : لماذا رجعت إلى بيتها وفي نفسها ألف حسرةٍ وندامةٍ وصدرها يغلي على‏ عليّ بن أبي طالب عليه السلام كالمِرجَل كما قال هو عليه السلام في خطبته في البصرة بعد حرب الجمل - كما ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج : 1 / 63 - وأمّا عائشة فقد أدركها رأي النساء ، وشي‏ءٌ كان في نفسها عليَّ يغلي في جوفهاكالمِرجَل . . . وبقيت منطوية على‏ غيظها علية مدّة خلافته القصيرة حتّى إذا جاء نعيه سجدت للَّه شكراً وأظهرت السرور كما ذكر أبو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين : 43 ، ولكن في الطبعه الاُولى‏ في ايران مطبعة أمير منشورات الشريف الرضي شرح وتحقيق السيّد أحمد صقر ذكر في : 55 قال : لمّا ان جاء عائشة قتل عليّ عليه السلام سجدت . . . دون ذكر «للَّه شكراً» وهي الّتي تمثّلت بقول الشاعر :
فألقت عصاها واستقرّ بها النوى
كما قرَّ عيناً بالإياب المُسافر
ثمّ قالت : مَن قتله ؟ فقيل : رجل من مراد ، فقالت :
فإن يَكُ نائياً فلقد نعاه
غلامٌ ليس في فيه التراب
فقالت زينب ابنة اُم سلمة - ربيبة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله ألعليٍّ تقولين هذا ؟ فقالت : إنّي أنسى‏ ، فإذا نسيت فذكّروني . (انظر طبقات ابن سعد : 3 / 27 ، ابن الأثير : 3 / 171 ، والطبري : 6 / 87 ، تهذيب الكمال : 249 ، ميزان الاعتدال : 2 / 301 ، اُسد الغابة : 5 / 468 ، كتاب الجمل للشيخ المفيد : 84) .
(
68) في (أ) : فسار وأتى .
(
69) في (أ) : مير ، وفي تاريخ الطبري : أبَير التيمي .
(
70) في (أ) : قالوا .
(
71) في (أ) : وأخبرها بمكاني ولا يعلم محمّد بن أبي بكر .
(
72) انظر تاريخ الطبري : 3 / 540 - 541 تحت عنوان «من انهزم يوم الجمل فاختفى‏ ومضى في البلاد» مع اختلاف يسير في اللفظ . وعتبة ذهبت عينه يوم الجمل وكان يضعّف وولّاه معاوية مصر كما يقول ابن قتيبة في المعارف : 345 ، 586 .
(
73) في (أ) : له .
(
74) في (أ) : واحد .
(
75) انظر تاريخ الطبري: 3 / 544 بإضافة أنه عليه السلام نظر في بيت المال فإذا فيه ستمائة ألفٍ وزيادة.
(
76) المصدر السابق : 3 / 544 .
(
77) المصدر السابق : 3 / 538 ، و : 5 / 218 ، والعقد الفريد : 4 / 32 ، و في (أ) : لاستقلّت بها .
(
78) تقدّمت تخريجاته ، وفي (ب ،د) : ضرب القصّارين .
(
79) تقدّمت تخريجاته .
(
80) في (ج) : كان .
(
81) ذكر الطبري في تاريخه: 3/543 عن محمّد وطلحة قالا : كان قتلى الجمل حول الجمل عشرة آلاف نصفهم من أصحاب عليّ ونصفهم من أصحاب عائشة ، من الأزد ألفان ، ومن سائر اليمن خمسمائة ، ومن مضر ألفان ، وخمسمائة من قيس ، وخمسمائه من تميم ، وألف من بني ضبّة ، وخمسمائة من بكر بن وائل ، وقيل : قُتل من أهل البصرة ، في المعركة الأولى‏ خمسة آلاف ، وقُتل من أهل البصرة في المعركة الثانية خمسة آلاف ، فذلك عشرة آلاف قتيل من أهل البصرة ، ومن أهل الكوفة خمسة آلاف. قالا : وقُتل من بني عدي يومئذٍ سبعون شيخاً كلّهم قد قرأ القرآن سوى الشباب ومن لم يقرأ القرآن ، وقالت عائشة : مازلت أرجو النصر حتّى خفيت أصوات بني عدي .
وقال ابن أعثم في تاريخه : قُتل من جيش عليّ ألف وسبعمائة ومن أصحاب الجمل تسعة الآف . وقال ابن عبد ربه في العقد الفريد : 2 / 280 ط القديم : قُتل يوم الجمل من جيش عائشة عشرون ألفاً ومن أصحاب عليّ خمسمائة . وفي تاريخ اليعقوبي : قُتل في ذلك نيف وثلاثون ألفاً . وورد في كشف اليقين : 156 أنه قتل من جند الجمل 16 الفاً و 690 وكانوا 30 ألفاً ، وقُتل من أصحاب عليّ 1070 وقيل : 1900 وكانوا 20 ألفاً . (انظر شرح النهج لابن أبي الحديد : 6 / 215 ، الإرشاد : 131 ، وتذكرة الخواصّ : 66) .
وانظر الطبري : 5 / 225 ، والعقد الفريد : 4 / 226 ط لجنة التأليف ، ابن أعثم واليعقوبي عند ذكرهما الجمل من تأريخهما ، أنساب الأشراف للبلاذري : 2 / 228 ، اُسد الغابة لابن الأثير : 2/38 و114 و178، و: 4/46 و100 ، و : 5 / 143 و 146 و 286 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 2/481 ط بيروت اُفست ، مروج الذهب للمسعودي : 2 / 358 - 360 ، الإصابة لابن حجر : 1 / 248 و 501 ، و : 2 / 395 ، تاريخ الإسلام للذهبي : 2 / 149 ، الطبقات الكبرى لابن سعد: 6 / 221 .
وقد قتل من أصحاب الإمام عليّ عليه السلام يوم الجمل : زيد بن صوحان العبدي الّذي شهد له النبيّ صلى الله عليه وآله بالجنة . كما جاء في أنساب الأشراف : 2 / 244 واُسد الغابة : 2 / 233 ، ومروج الذهب : 2 / 369 .
واستشهد أيضاً سيحان بن صوحان العبدي وهند بن أبي هالة ربيب الرسول صلى الله عليه وآله اُمّه خديجة وقيل : إنّ عدد الصحابة الّذين شهدوا لجمل مع عليّ عليه السلام من المدينة 4000 ومن الأنصار 800 ، ومن أهل بدر 130 ، ومن أهل بيعة الرضوان 700 . (انظر المصادر السابقة) .
(
82) صِفِّين : ما بين أعالي العراق وبلاد الشام ، تلك البلدة الّتي خلّدها التاريخ ، وتلك الحرب الّتي استنفدت من الدم المهراق مائة يوم وعشرة أيام ، بلغت فيها الوقائعُ تسعين وقعةً . كانت حرباً ضروساً أو شكت أن تُفني المسلمين وتذهب بمجدهم وتمحو آثارهم ، فما كاد المسلمون ينزلون عن خيلهم بعد وقعة الجمل سنة 36 ه ، حتّى اعتلَوْها مرةً اُخرى في حرب صفّين ، لخمس مضين من شوال يوم الأربعاء من تلك السنة ، وكان الباعث عليها كالباعث على‏ حرب الجمل وهو حبّ الدنيا والعداوة للرسول وأهل بيته عليهم السلام ، ولو كانت هذه الحرب في نصرة الإسلام لجرت على الإسلام خيراً كثيراً بقدر ما جرت عليه من الضرر أو أكثر . (انظر أعيان الشيعة : 1 / 465 ، معجم البلدان (صفّين) ، وقعة صفين لنصربن مزاحم تحقيق وشرح عبدالسلام محمّد هارون الطبعة الثانية منشورات مكتبة آية اللَّه العظمى المرعشي النجفي / المؤسّسة العربية الحديثة : 131 ، والفهرست لابن النديم : 137 و 144 . وانظر ابن خلّكان : 1 / 506 ، الطبري في تاريخه : 5 / 235 ، و : 6 / 2 - 40 ، المعارف : 36 ، الاشتقاق : 152 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 287 ، وغيرهم كثير .
(
83) جرير بن عبداللَّه بن جابر ، يكنى أبا عمرو من قبيلة «بجيلة» قدم إلى النبيّ صلى الله عليه وآله سنة عشر في رمضان وبايعه وأسلم . وكان عمر بن الخطّاب يقول : جرير يوسف هذه الاُمّة ، لحُسنه ، واشترك في الفتوح زمن عمر ، توفّي بالشراة بقرقيسيا سنة احدى وخمسين ، أو أربع وخمسين ، في ولاية الضحّاك بن قيس على الكوفة . (انظر الإصابة : 1 / 233 ، اُسد الغابة : 1 / 279 - 280 ، المعارف لابن قتيبة : 292) .
(
84)ردت أيضاً بلفظ (همذان) وهما لغتان ، فلغة الإعمال هي الفارسية ، وبالإعجام معرّبة . (انظر معجم استينجاس : 1509) .
(
85) انظر الفتوح لابن أعثم : 1 / 508 ، الأخبار الطوال : 156 ، وتاريخ اليعقوبي : 2 / 186 ، الكامل لابن المبرّد : 183 ، صفين لنصر بن مزاحم : 52 و 15 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 580 ، الإصابة : 1 / 233 ، واُسد الغابة : 1 / 280 ، الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 1 / 110 ، تاريخ الطبري : 3 / 560 .
(
86) الأشعث بن قيس الكندي: وفد مع قومه إلى النبيّ صلى الله عليه وآله سنة عشر من الهجرة وارتدّ بعد النبيّ فاُسر وجي‏ء به إلى المدينة فقال لأبي بكر: استبقني لحربك وزوّجني اُختك ، ففعل. وشهد مع عليّ صفّين وألزم علياً بالتحكيم. مات بعد سنة أربعين بالكوفة. (انظر المعارف لابن قتيبة: 168 ، اُسد الغابة: 1 / 98 ، الأخبار الطوال: 156 ، ابن أعثم: 2 / 367 ، العقد الفريد: 4 / 330 ، وانظر الشافي: 4 / 129 - 135 المطبوع و : 193 الرقم 1282 المخطوط في مكتبة السيّد المرعشي النجفي ، وتلخيص الشافي للشيخ الطوسي: 3 / 162 - 167 ، شرح النهج لابن أبي الحديد: 2 / 30 - 33 ط القديمة ، بحار الأنوار: 8 / 248 - 250 ، المسترشد في الإمامة لابن رستم الطبري: 353 تحقيق الشيخ المحمودي.
(
87) انظر المصادر السابقة .
(
88) ذكر ابن أعثم في الفتوح : 1 / 508 ، والطبري في تاريخه : 3 / 560 ، وابن أبي الحديد في شرح النهج : 5 / 98 ، وابن الأثير في الكامل : 3 / 276 ، وصاحب الأخبار الطوال : 156 ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 1 / 110 - 113 - 116 ، ونصر بن مزاحم المنقري في وقعة صفين : 15 أنّ الإمام عليّ عليه السلام كتب إلى جرير بن عبداللَّه كتاباً وأرسله مع زَحْرِ بن قيس الجعُفي الكوفي - أحد أصحاب عليّ عليه السلام أنزله المدائن في جماعة جعلهم هناك رابطة كما ذكر صاحب تاريخ بغداد تحت رقم 4605 ، وفي تاج العروس (زحر) وفي الإصابة : 3 / 39 يزجر ، وقيل : زفر كما ذكر ابن قتيبة في الإمامة والسياسة - وقد جاء فيه بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، من عليّ أمير المؤمنين ، أمّا بعد ، يا جرير فإنّ اللَّه تبارك وتعالى (لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى‏ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَ إِذَآ أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ )الرعد : 11 . وإنّي اُخبرك عن نبأ من سرَنا إليه من جموع طلحة والزبير عند نكثهم بيعتهم ، وما صنعوا بعاملي عثمان بن حنيف ، إنّي هبطت من المدينة بالمهاجرين والأنصار ، حتّى إذا كنت بالعُذَيب بعثت إلى أهل الكوفة بالحسن بن عليّ وعبداللَّه بن عباس وعمّار بن ياسر وقيس بن سعد بن عُبادة ، فاستنفروهم فأجابوا ، فسرتُ بهم حتّى نزلت بظهر البصرة فأعذرت في الدعاء . . . وقد بعثت إليكم زَحر بن قيس ، فاسأل عمّا بدا لك .
وذكرت المصادر التاريخية جواب جرير أيضاً . قالوا : فلمّا قرأ جرير الكتاب قام فقال : أيّها الناس ، هذا كتاب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، وهو المأمون على الدين والدنيا ، وقد كان من أمره وأمر عدوِّه ما نحمد اللَّه عليه ، وقد بايعه السابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان . ولو جُعل هذا الأمر شورى بين المسلمين كان أحقّهم بها ، ألا وإنَّ البقاء في الجماعة ، والفناء في الفرقة ، وعليّ حاملكم على الحقّ ما استقمتم ، فإن ملتم أقام ميلكم . . . فقال الناس : سمعاً وطاعة ، رضينا رضينا . فأجاب جرير وكتب جواب كتابه بالطاعة ، وكان مع عليّ رجلٌ من طي ، ابن اُخت لجرير فحمل زحر بن قيس شعراً له إلى خاله جرير .
جرير بن عبداللَّه لا تردّد الهدى
وبايع علياً إنّني لك ناصح
إلى آخر الأبيات . انظرها في وقعة صفّين : 16، والفتوح لابن أعثم: 1/509 في الهامش رقم 1 وص 510 هامش رقم 1 . وانظر تعقيب ابن أبي الحديد في شرح النهج على‏ هذه الخطبة والشعر : 1 / 247 .
ثمّ قام زَحْرُ بن قيس خطيباً فحمد اللَّه واثنى‏ عليه . . . ثمّ قال : أيّها الناس إنّ علياً قد كتب إليكم كتاباً لا يقال بعده إلّا رجيع من القول ، ولكن لابدّ من ردِّ الكلام ، إن الناس بايعوا علياً بالمدينة من غير محاباة له ببيعتهم . . . وإنّ طلحة ، والزبير نقضا بيعته على‏ غير حدث ، وألّبا عليه الناس ، ثمّ لم يَرضَيا حتّى نصبا له الحرب ، وأخرجا اُمّ المؤمنين فلقيهما فأعذر في الدعاء . . . ولئن سالتم الزيادة زدناكم ، ولا قوّة إلّاباللَّه . (انظر ابن أعثم : 1 / 510 ، ووقعة صفّين : 18 ، والإمامة والسياسة : 1 / 110) .
وقال جرير في ذلك شعراً :
أتانا كتابُ عليّ فلم
نردَّ الكتاب بأرضِ العجم
إلى آخر الأبيات . (انظر وقعة صفين : 18 ، وابن أعثم في الفتوح : 1 / 510) .
وقال ابن الأزور القسري في جرير شعراً يمدحه :
لعمر أبيك والأبناء تُنْمى
لقد جَلّى بخطبته جرير
إلى آخر الأبيات . (انظر المصدر السابق) .
وقال النهديُّ في ذلك :
أتانا بالنبأ زَحْرُ بنُ قيسٍ
عظيم الخَطْبِ من جُعْفِ بن سعد
إلى آخر الأبيات . انظر المصدر السابق .
قالوا : ثمّ أقبل جرير سائراً من ثغر همدان حتّى ورد على‏ عليّ عليه السلام بالكوفة ، فبايعه ودخل فيما دخل فيه الناس ، من طاعة عليّ ، واللزومُ لأمره ، وأنشأ شعراً . انظر المصادر السابقة .
وذكرت المصادر التاريخية السابقة أيضاً بأنّ الإمام عليّ عليه السلام بعث إلى الأشعث بن قيس الكندي كتاباً مع زياد بن كعب جاء فيه : أمّا بعد ، فلولا هنَاتٌ كنَّ فيك كنتَ المقدَّم في هذا الأمر قبل الناس ، ولعلّ أمرك يحمل بعضهُ بعضاً إن اتّقيت اللَّه ، ثمّ إنّه كان من بيعة الناس إيّاي ما قد بلغك ، وكان طلحة والزبير ممن بايعاني ثمّ نقَضا بيَعتي على‏ غير حدَث . . . وإنّ عملك ليس لك بطُعمةٍ ، ولكنّه أمانة . وفي يديك مالٌ من مال اللَّه ، وأنتَ من خُزّان اللَّه عليه حتّى تسلِّمه إليَّ ولعلي أن لا أكونَ شرَّ وُلاتك لك إن استَقمت . ولا قوة إلّا باللَّه .
وذكر ابن أعثم في 1 / 511 وقال : ثمّ طوى الكتاب وختمه ودفعه إلى رجل من أصحابه يقال له زياد بن مرحب الهمداني ، وأمره بسرعة السير إلى الأشعث .
وذكر نصر بن مزاحم في وقعة صفين : 21 وقال : فلمّا قرأ الكتاب قام زياد بن مرحب فحمد اللَّه وأثنى‏ عليه ثمّ قال : أيّها الناس ، إنّ مَنْ لم يكفه القليل لم يكفه الكثير . . . ثمّ قام الأشعث بن قيس ، فحمداللَّه وأثنى‏ عليه ثمّ قال : أيّها الناس إنّ أمير المؤمنين عثمان ولّاني اذربيجان ، فهلك وهي في يدي ، وقد بايع الناس علياً ، وطاعتُنا له كطاعة من كان قبله . . . فلمّا أتى منزله دعا أصحابه فقال : إنّ كتاب عليّ قد أوحشَني ، وهو آخذٌ بمال أذربيجان ، وأنا لاحقٌ بمعاوية ، فقال القوم : الموت خيرٌ لك من ذلك ؛ أتدع مِصرَك وجماعةَ قومك وتكون ذنباً لأهل الشام ؟ فاستحيى‏ فسار حتّى قدم على‏ عليّ . فقال السكوني - وقد خاف أن يلحق بمعاوية - :
إنِّي اُعيذك بالّذي هو مالك
بمُعاذةِ الآباء والأجداد
إلى آخر الأبيات . (انظر وقعة صفين : 21 وابن أعثم في الفتوح : 1 / 513 هامش رقم 1 مع اختلاف يسير في اللفظ) ، وقيلت قصائد في الأشعث بن قيس وكذلك ممّا قيل من شعر على‏ لسان الأشعث فانظرها في المصادر السابقة .
ثمّ ذكر المؤرّخون أن الأشعث بن قيس قدم على‏ عليّ بعد قدومه الكوفة ومعه أيضاً وفود فيها جاريةُ بن قُدامة وحارثةُ بن بدر وزيد بن جَبَلة وأعْيَن بن ضُبيعة وعظيم الناس بنو تميم ، وكان فيهم أشراف ، ولم يقدم هؤلاء على‏ عشيرة من أهل الكوفة ، فقام الأحنف بن قيس . وجارية بن قدامه ، وحارثة بن بدر ، فتكلم الأحنف فقال : يا أمير المؤمنين ، إنه إن تك سعدٌ لم تنصرك يوم الجمل فإنها لم تنصر عليك . . . إلى أن قال عليٌ لجارية بن قدامة وكان رجُلَ تميم بعد الأحنف - : ما تقول يا جارية ؟ فقال : أقول هذا جمعٌ حشره اللَّه لك بالتقوى ولم تستكره فيه شاخصاً ، ولم تشخص فيه مقيماً . . .
وكان حارثة بن بدر أشدَّ الناس رأياً عند الأحنف وكان شاعر بني تميم وفارسهم فقال عليٌ : ما تقول يا حارثة ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّا نشوب الرجاء بالمخافة واللَّه لَوَددت أنّ أمواتنا رجعوا إلينا فاستعنّا بهم على‏ عدوِّنا ولسنا نلقي القوم بأكثر من عددهم . . . فوافق الأحنف في رأيه فقال عليٌّ للأحنف : اكتب إلى قومك . فكتب الأحنف إلى بني سعد : انظر الكتاب في المصادر السابقة .
(
89) انظر الفتوح لابن أعثم : 1 / 571 ، والإمامة والسياسة لابن قتيبة : 120 - 125 ، أعيان الشيعة : 1 / 475 - 479 ، تاريخ الطبري : 3 / 563 .
(
90) في (أ) : واستقرّ .
(
91)بو عبداللَّه أو أبو محمّد عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم القرشي السهمي واُمه النابغة بنت حرملة ، سبيت من بنى جيلان بن عتيك ، وبيعت بعكاظ واشتراها الفاكه بن المغيرة ، ثمّ انتقلت إلى عبداللَّه بن جدعان ومنه إلى العاص بن وائل ، فولدت له عمراً . أرسلته قريش إلى النجاشي ليغيّر رأيه على‏ جعفر بن أبي طالب ومَن معه من المهاجرين إلى الحبشة ويسترجعهم إلى مكة فردّه النجاشي . أسلم سنة ثمان وقبل الفتح بستّة أشهر . وافتتح مصر لعمر ، ووليها إلى السنة الرابعة من خلافة عثمان ، فعزله عنها ، فأخذ يؤلّب عليه حتّى قُتل . ثمّ اشترك مع معاوية بصفين مطالباً بثأر عثمان وأشار برفع المصاحف للصلح فانخدع جيش عليّ وقبلوا الصلح وعيّنوا أبا موسى من قِبلهم ، وعيّن معاوية عمراً فغدر بأبي موسى وخلعا علياً ونصب عمرو معاوية وأخذ مصر طعمة من معاوية ووليها بعد قتل محمّد بن أبي بكر حتّى توفي سنة (43ه) أو بعدها ودُفن هناك .
راجع ترجمته في جمهرة أنساب العرب لابن حزم : 154 ، وطبقات ابن سعد : 7 / ق 2 / 188، المعارف لابن قتيبة : 285 ، اُسد الغابة : 4 / 420 ، الكامل في التاريخ : 2 / 232 ، البداية والنهاية : 4/275 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 20 و 8 / 53 ، مقاتل الطالبيين : 44 ، الإرشاد : 1 / 18 - 22 .
(
92) انظر تاريخ الطبري : 3 / 562 مع اختلاف يسير في اللفظ .
(
93) انظر تاريخ الطبري : 3 / 562 وقد ذكر ابن أعثم في الفتوح : 1 / 521 كتاب معاوية بن أبي سفيان إلى عمرو بن العاص ، وعمرو يومئذٍ بفلسطين . وكذلك ذكر المحاورة الّتي جرت بين عمرو بن العاص وابنيه عبداللَّه ومحمّد . وقول عبداللَّه : أمّا أنا فأقول : إنّ النبيّ صلى الله عليه وآله خرج من الدنيا وهو عنك راضٍ وكذلك الخليفتان من بعده : أبو بكر وعمر ، وأمّا عثمان فإنّه قُتل وأنت عنه غائب ، وقد وسّع اللَّه عليك فاقعد في بيتك ، فإنّك لا تطمع أن تكون خليفة ، وليس ينبغي لك أن تكون حاشية معاوية على‏ دنيا قليلة زائلة عن أهلها ، والسلام .
وقال ابنه محمّد : أمّا أنا فأقول : إنّك شيخ قريش وصاحب أمرها ، وإنّ اضطراب هذا الأمر وأنت عنه غائب لصغر أمرك ويذهب قدرك ، فالحق بجماعة من أهل الشام فكن يداً من أيديها ، واطلب بدم عثمان بن عفان ، فلست أقلّ من معاوية .
فأطرق عمرو ساعة ثمّ قال : أمّا أنت يا عبداللَّه ، فأشرت عليَّ بما هو خيرٌ لي في دنياي وديني ، وأمّا أنت يا محمّد ، فأشرت عليّ بما هو خيرٌ لي في دنياي ، وسأنظر في ذلك . فلمّا جنّ عليه الليل رفع صوته وجعل يقول شعراً :
تطاول ليلي للهموم الطوارق
وخوف الّتي تبدي وجوه العوائق
إلى آخر الابيات الّتي ذكرها اليعقوبي في تاريخه : 2 / 185 .
ثمّ أدنى عمرو غلاماً يقال له وردان ، فقال له : ارحل ياوردان ، فعبّى‏ له الأثقال وترحّل ، فقال له عمرو : حطّ ياوردان ، فحطّ ، ثمّ قال : ارحل ياوردان ، فرحل ، فلم يزل عمرو يقول : ارحل وحطّ ، فقال له وردان : أبا عبداللَّه ، ما شأنك ؟ أخولطت ؟ فقال عمرو : لا ، قال : فما قصتك ؟ مرّة تقول : ارحل ياوردان ، ومرّة تقول : حطّ ياوردان ! فقال عمرو : لا أدري ، قال وردان : لكني أدري ، واللَّه أنت رجل قد اعترضت الدنيا والآخرة على‏ قلبك ، فقلت : إنّ علياً معه آخرة بلا دنيا ، وفي الآخرة عوض من الدنيا ، ومعاوية معه دنيا بلا آخرة وليس في الدنيا عوض من الآخرة . . . فقال عمرو : للَّه أبوك ياوردان ، ما أخطأت شيئاً . . . . ولكن هات ما عندك من الرأي . فقال وردان : عندي واللَّه من الرأي أن تجلس في بيتك . . . . فقال عمرو : ياوردان ، الآن أقعد في بيتي ، وقد سمعت العرب بتحريكي إلى معاوية ، ارحل ياوردان ، فرحل وردان وأنشأ عمرو يقول شعراً :
يا قاتل اللَّه ورداناً وأربته
أبدى لعمرك مافي الصدر وردان
إلى آخر الأبيات كما أوردها اليعقوبي في تاريخه : 2 / 185 ، وابن أعثم في الفتوح : 1 / 522 هامش 1 ، وانظر هذه المساجلات في وقعة صفين : 34 - 35 - 38 و 40 .
ونقل ابن أبي الحديد في شرحه على النهج : 1 / 137 تعليق أبي القاسم البلخي على‏ قول عمرو لوردان «دعنا عنك» كناية عن الإلحاد بل تصريح به . أي دع هذا الكلام الّذي لاأصل له فإنّ اعتقاد الآخرة وأنها لا تباع بعرض الدنيا من الخرافات . وقال رحمه الله : ومازال عمرو بن العاص ملحداً ما تردّد قطّ في الإلحاد والزندقة ، وكان معاوية مثله . ويكفي من تلاعبهما بالإسلام حديث السرار المروي ، وأنّ معاوية عضّ اُذن عمرو . أين هذا من أخلاق عليّ عليه السلام وشدّته في ذات اللَّه ، وهما مع ذلك يعيبانه بالدعابة .
ونقل ابن قتيبة في الإمامة والسياسة هذه المساجلات بين عمرو وابنيه وغلامه وكذلك مساومة عمرو بن العاص معاوية على‏ مصر في : 1 / 112 وما بعدها .
وقد علّق أبو عثمان الجاحظ على المساومة بقوله : كانت مصر في نفس عمرو بن العاص لأ نّه هو الّذي فتحها في سنة تسع عشرة من الهجرة في خلافة عمر ، فكان لعظمها في نفسه وجلالتها في صدره وما قد عرفه من أموالها وسعة الدنيا لا يستعظم أن يجعلها ثمناً من دينه . نقل هذا الكلام ابن أبي الحديد في شرح النهج : 1 / 138 ، وانظر مروج الذهب : 2 / 390 ، الكامل : 3 / 179 ، الطبري : 6 / 56 .
(
94) في (أ) : تغنين .
(
95) في (أ) : الفرسان .
(
96) في (أ) : الستورا .
(
97) انظر الفتوح لأبن أعثم : 1 / 558 . وذكر نصر بن مزاحم في وقعة صفين : 42 و 43 وقصيدة لعليّ عليه السلام فيما صنع معاوية وعمرو بن العاص مطلعها :
يا عجباً لقد سمعتُ منكراً
كِذْباً على اللَّه يُشيب الشَّعرا
وقال فيها :
أن يقرنوا وصِيَّه والأبترا
شانِي الرسولِ واللعين الأخْزَرا
وهذه إشارة إلى والد عمرو بن العاص الّذي نزل فيه قوله تعالى (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) وبالأخزر عمرو بن العاص لأ نّه ينظر بمؤخرة عينيه .
وقال فيها أيضاً :
لو أن عندي يابن حربٍ جعفرا
أو حمزةَ القَرْمَ الهُمامَ الأزهرا
رأتْ قريشٌ نجمَ ليلٍ ظُهُرا
(
98) في (ب ، د) : تسعين .
(
99) في (ج) فقط ، والظاهر أنه خطأ من قِبل النساخ في تكرار البيت .
(
100) في (أ) : عمرو .
(
101) هو أبو عمرة الأنصاري ، قيل : اسمه بشر ، وقيل : بشير ، وكان زوج بنت عم النبيّ صلى الله عليه وآله المقوم بن عبدالمطّلب قُتل يوم صفين وقد رثاه النجاشي وأخذ يبكى عليه :
لَنِعم فَتَى الحيَّينِ عمرو بن مِحْصَن
إذا صائح الحيِّ المَصبَّحَ ثَوّبا
إلى آخر القصيدة الّتي ذكرها نصر بن مزاحم في وقعة صفين : 357 - 359 وقد كان من أصحاب الإمام عليّ عليه السلام وقد جَزع عليّ عليه السلام لقتله يوم صفين . (انظر ترجمته أيضاً في قسم الكنى من الإصابة : 801 و 805 ، الاشتقاق : 269 ، التقريب : 603 ، الغدير : 9 / 362 ، سبيل النجاة في تتمةالمراجعات رقم‏455، مروج الذهب : 2/352، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي: 81.
(
102) ذكره كلّ من ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 1 / 136 و 137 و 165 ، ونصر بن مزاحم في وقعة صفين : 117 على الرغم من أنه ذكره باسم سعيد بن قيس الهمداني كما في : 138 و 426 و 432 وباسم سعد في : 195 .
(
103) هو أبو عبدالقدوس شبث بن ربعي التميمي : كان مع المتنبئة ، ثمّ أسلم ، ثمّ سار مع الخوارج ، ثمّ تاب ، وعمّر إلى ما بعد المختار . (انظر الجمهرة: 216 وابن سعد: 6/216، وقعة صفين: 97 و98 و187 و 195 و 197 و 199 و 205 و 294 ، معجم الفِرق الإسلامية : 214 ، الملل والنحل للشهرستاني : 1 / 106) . لتجد أنّ شبث بن ربعي من زعماء الخوارج ، وكان دينه تكفير عليّ وعثمان وأصحاب الجمل والحكمين في صفين . (وانظر المعارف لابن قتيبة : 405 حيث قال : إنّ شبث بن ربعي أذّن لها - أي اذّن لسجاح ، والإمامة والسياسة لابن قتيبة أيضاً : 149 و 169 على الرغم من أنه ذكره باسم شيث بن ربعي ، والإرشاد : 2 / 38 و 52 و 53 و 95 و 98 ، تاريخ الطبري : 5 / 240 ، الأخبار الطوال : 172) .
(
104) انظر الفتوح لابن أعثم : 2 / 17 .
(
105) في (ب): فتقدّم.
(
106) في (أ): بذلك.
(
107) في (أ) : ومجازيك عليه .
(
108) في (أ) : أوصاك .
(
109) انظر المصدر السابق‏مع اختلاف يسير في اللفظ، وكذلك تاريخ الطبري: 5/242، و : 3/569 ط اُخرى.
(
110) في (أ) : وأترك .
(
111) في (أ) : انصرفوا عنّي فليس عندي إلّا السيف .
(
112) في (أ) : أتهول علينا .
(
113) في (أ) : واللَّه لنعجلنها إليك .
(
114) في (أ) : فأخبروه بذلك .
(
115) في (ب) : وأخذوا يكرهون .
(
116) انظر تاريخ الطبري : 3 / 570 مع اختلاف يسير في اللفظ .
(
117) الأشتر هو مالك بن الحارث النخعي ، أدرك الرسول صلى الله عليه وآله وكان رئيس قومه ، شترت عينه في اليرموك فلقّب بالأشتر ، وله مواقف شهيرة في الجمل وصفين مع عليّ عليه السلام وفي سنة (38ه) ولّاه على‏ مصر ، فأمر معاوية دهقاناً وكان بالعريش - مدينة من أوّل أعمال مصر من ناحية الشام - أن يدسّ له السمّ ، فلمّا نزل الأشتر العريش سمّه الدهقان في عسل ، فقال معاوية : «للَّه جنود من العسل» . انظر مروج الذهب : 2 / 139 ط بيروت ، المغتالين من الأشراف : 39 ، وتاريخ اليعقوبي : 2 / 139 ط بيروت ومعجم البلدان : لغة بعلبك ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 29 ، والطبري في تاريخه : حوادث سنة (38 - 39ه) ، تهذيب الكمال : 27 / 126 الرقم 5731 ، معجم رجال الحديث : 14 / 161 الرقم 9796 .
(
118) هو حجر بن عدي الأدبر الكندي الملقّب بحجر الخير، وكان‏من فضلاء الصحابة ، وفد إلى النبيّ وشهد القادسية ، وقد قتله معاوية صبراً ، ويقال : إنّه أوّل من قُتل صبراً في الإسلام ، قُتل معه ستة من أصحابه ، وهم : شريك بن شدّاد الحضرمي ، وصيفي بن فسيل الشيباني ، وقبيصة بن ضبيعة العبسي ، ومحرز بن شهاب السعدي ، وكدام بن حيان العَنزي ، وعبدالرحمن بن حسّان العنزي . وكان حجر ثقة عيناً ولم يرو عن غير عليّ شيئاً ، وهو الّذي افتتح مرج عذراء ، وكان شريفاً في قومه مطاعاً ، آمراً بالمعروف ، صالحاً عابداً يلازم الوضوء ، وباراً باُمه ، كثير الصلاة والصيام .
انظر ترجمته في طبقات ابن سعد : 6 / 151 و 154 ، المستدرك : 3 / 468 ، الاستيعاب : 1/134 الرقم 548، ط حيدرآباد اُسد الغابة : 1/385 ، سير أعلام النبلاء : 3/ 305 الترجمة رقم 314 ، تاريخ الذهبي : 3 / 276 ، تاريخ ابن كثير : 8 / 50 ، الإصابة : 1 / 315 ، تاريخ الطبري : 2 / 111 - 149 و 5 / 277 ، تاريخ ابن الأثير : 3 / 403 و 404 ، وقعة صفين : 103 ، مروج الذهب : 3 / 3 - 4 ، تهذيب الكمال : 5 / 485 الرقم 1141 ، المعارف لابن قتيبة : 334 ، الأغاني : 16 / 10 ، تاريخ دمشق : 2 / 379 .
(
119) تقدّمت ترجمته .
(
120) ذكره ابن قتيبة في الإمامة والسياسة في: 1 / 140 و 150 ، وابن مزاحم في وقعة صفين: 485 و 507 ، والأخبار الطوال: 189. وخالد هذا هو الّذي قال: يا أمير المؤمنين ، إنّا واللَّه ما اخترنا هذا المقام أن يكون أحد أولى به منا ولكن قلنا: أحبّ الاُمور إلينا ما كفينا مؤونته ، فأمّا إذا استفنينا فإنّا لا نرى البقاء إلّا فيما دعاك القوم إليه اليوم إن رأيت ذلك ، وإن لم تره فرأيك أفضل. انظر الإصابة تحت رقم 2317.
(
121) انظر المصادر السابقة ووقعة صفين : 101 و 111 و 117 - 119 و 123 و 152 و 153 و 195 و 214 و 253 و 254 و 270 و 369 و 533 .
(
122) في (أ) : التميمي . وانظر وقعة صفين : 197 و 199 و 261 و 288 و 297 .
(
123) تقدّمت ترجمته وانظر المصادر السابقة .
(
124) تقدّمت ترجمته وانظر المصادر السابقة .
(
125) تقدّمت ترجمته وانظر المصادر السابقة .
(
126) انظر وقعة صفين : 195 بإضافة : وكان أكثر القوم خروجاً الأشتر . وانظر أيضاً تاريخ الطبري : 3 /571.
(
127) في (أ) : مخرجاً .
(
128) هو عبدالرحمن بن‏خالد بن‏الوليد المخزومي،وكان ممن‏أدرك النبيّ صلى الله عليه وآله وهو من‏فرسان قريش وشجعانهم وكان له فضل وهدى، وكرم ، إلّا أ نّه كان منحرفاً عن عليّ عليه السلام . وذكر أنّ أخاه المهاجر كان‏مع عليّ بصفين. وذكر انّ عبدالرحمن مرض،فأمر معاوية طبيباً عنده يهودياً أن يأتيه فيسقيه سقية يقتله بها ، فأتاه فسقاه فانخرق بطنه فمات . وأمر معاوية ابن آثال النصراني أن يحتال في قتله ، ضمن له أن يضع عنه خراجه ما عاش وأن يولّيه خراج حمص ، فوفّى‏ معاوية بما ضمن له .
أمّا المهاجر بن خالد بن الوليد فدخل دمشق مستخفياً هو وغلام له ، فرصد ذلك اليهودي ، فخرج ليلاً من عند معاوية ومعه قوم هربوا عنه ، فقتله المهاجر . وكان ابن آثال خبيراً بالأدوية المفردة والمركبة وقواها ومنها سموم قواتل . وكان معاوية يقرّبه لذلك كثيراً . انظر الاستيعاب : 2 / 396 تحت الرقم 1697 اُسد الغابة : 3 / 289 ، تاريخ الطبري : 6 / 128 ، وابن الأثير : 3 / 195 ، المغتالين من الأشراف : 47 ، ابن كثير في البداية والنهاية : 8 / 31 ، الأغاني : 14 / 13 ، مختصر ابن شحنة في هامش ابن الأثير : 11 / 133 ، عيون الأنباء في طبقات الأطباء : 171 ط بيروت .
(
129) هو أبو الأعور بن سفيان السلمي كما ذكره الطبري في تاريخه : 3 / 571 ، و : 5 / 115 ، والبداية والنهاية : 7 / 196 ، ومروج الذهب : 2 / 385 . وذكر ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 1 / 123 أنّ معاوية جعله على‏ مقدمة جيشه في حرب صفين . بتصرف وانظر وقعة صفين : 153 و 154 و 157 و 160 و 167 و 181 و 195 و 196 و 206 و 213 و 214 و 226 و 328 و 329 و 334 و 337 و 362 و 391 و 481 و 493 و 507 و 511 ، والفتوح لابن أعثم : 2 / 437 ، والأخبار الطوال : 167 باختلاف يسير وذكره ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 1 / 55 و 123 و 124 و 126 و 135 و 148 و 150 و 152 . وانظر المسترشد في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام تحقيق المحمودي : 112 .
أمّا ابن قتيبة في المعارف : 467 فقال : هو عمر بن سليمان من ذكوان سُليم ، واُمّه قرشية من بني سهم ، وقيل : اسمه عمرو بن سفيان بن عبد شمس وهو ممن قدم مصر مع مروان سنة (65ه) كما في الاصابة : 5846 ، وقيل : سعيد بن زيد ، ولكن الصحيح هو ما ذكره الطبري في تاريخه وابن كثير في البداية والنهاية . وانظر وقعة صفين والفتوح والأخبار الطوال وتأمل ، وورد أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله قد لعنه .
(
130) في (أ) : حنيف بن مسلم .
(
131) ذكره ابن قتيبة في المعارف : 592 باسم حبيب بن مسلمة الفهري وقال عنه في : 615 : كان يلي الويلات زمن عثمان ومعاوية وعدّه من الطوال وقال : كالمُشرف على‏ دابته لطوله . وذكره ابن مزاحم في وقعة صفين : 196 و 200 و 206 و 213 و 214 و 234 و 245 و 246 و 248 و 489 و 507 و 511 و 552 ، وتاريخ الطبري : 3 / 571 بالإضافة إلى المصادر السابقة .
(
132) ذكره ابن قتيبة في المعارف : 104 و 421 وقال : اسمه سُمِيفَع بن ناكور من التابعين وهو من حمير ، وقال في الاُصول : سُميفع بن حوشب ، ولكن التصويب من الجمهرة : 407 ، والاشتقاق : 525 والقاموس «كلع». وقال ابن‏دريد: سميفع تصغير «سمفيع» إن كان أوله مضموماً ، وإلّا فهو مثل «سميدع» . وقيل اسمه حوشب ذو ظليم ، أبو مر كما ورد في وقعة صفين : 60 و 61 و 182 و 206 و 289 و 335 و 358 و 364 و 400 و 401 و 406 و 455 و 456 و 525 بالإضافة إلى المصادر السابقة .
(
133) في (أ) : عبداللَّه .
(
134) ذكر ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: 122 - 123 ، والطبري في تاريخه: 3 / 571 ووقعة صفين لنصر بن مزاحم : 206 ، وابن أعثم في الفتوح: 1 / 540 وغيرهم أنه عبيداللَّه بن عمر بن الخطّاب الّذي قتل الهرمزان بعد وفاة عمر بن الخطّاب ، واذ بويع عثمان قال لجماعة من المهاجرين والأنصار: أشيروا عليَّ في هذا الّذي فتق في الإسلام ما فتق ، فقال عليّ عليه السلام: أرى أن تقتله. انظر تاريخ الطبري أيضاً: 5 / 41 - 42 ، تاريخ اليعقوبي: 2 / 161.
وروي أنّ عمر أوصى أن يقاد عبيداللَّه بالهرمزان ، وأنّ عثمان أراد ذلك. وهو الّذي استعمله معاوية في حرب صفين على الخيل ، وله قصة يذكرها المؤرّخون أنه قدم على‏ معاوية فسرّ به سروراً شديداً ، وكان أشدّ قريش سروراً به عمرو بن العاص ، فقال معاوية لعمرو: ما منع عبداللَّه أن يكون كعبيداللَّه؟ فضحك عمرو ، وقال: شبّهت غير شبيه ، إنّما أتاك عبيداللَّه مخافة أن يقتله عليّ بقتله الهرمزان ، ورأى عبداللَّه أن لا يكون عليك ولالك، ولو كان معك لنفعك أو عليك لضرّك.
(
135) هو شرحبيل بن السمط الكندي ، كان سيّد قومه ، وهوعدوٌ لجرير بن عبداللَّه البجلي كما يقول ابن أعثم في الفتوح : 1/530 ، وهو الّذي كتب إليه معاوية بن‏أبي سفيان - وكان شرحبيل يومئذٍ بمدينة حمص - : أمّا بعد فإن جريراً قدم علينا من عند عليّ بن أبي طالب بأمر فظيع ، فاقدم إلينا يرحمك اللَّه . . . ثمّ قال : فلمّا ورد إليه كتاب معاوية وقرأه أقبل على‏ عبدالرحمن بن غنم الأزدي . (كما في التجريد : 1 / 381) . وهو صاحب معاذ بن جبل ، وكان أفقه أهل الشام فاستشاره في المسير إلى معاوية فقال له عبدالرحمن : ويحك ياشرحبيل ، إنّ اللَّه لم يزل يريد بك خيراً مذ هاجرت إلى وقتك هذا . . . ثمّ قال شعراً :
أيا شرحُ يا ابن السمط إنّك بالغُ
بأخذ عليّ ما تريد من الأمر
إلى آخر الأبيات ، انظر في الفتوح : 1 / 531 هامش رقم 2 .
قال : فلمّا سمع شرحبيل بن السمط هذا الشعر كأنه وقع في قلبه ، ثمّ أقبل على‏ عبدالرحمن بن غنم فقال : إنّي سمعتُ ما قلت وقد أحببتُ أن أسمع كلام معاوية في نفر من بني عمّه .
وكتب إليه الأسود بن عبداللَّه أبياتاً من الشعر :
أبا شرحُ يا ابن السمط لاتتبع الهوى
فمالك في الدنيا من الدين بالبدل
إلى آخرها ، أوردها أيضاً ابن أعثم في الفتوح أيضاً : 1 / 532 هامش رقم 1 .
قال : فلما تفهّم شرحبيل هذا الشعر ذعر منه ذعراً شديداً وفكّر في أمره ثمّ قال : هذه واللَّه نصيحة لي في ديني ودنياي ، لا واللَّه لاعجّلت في هذا الأمر بشي‏ء ، وفي نفسي منه حاجة . قال : ثمّ سَار إلى معاوية ودخل عليه - إلى ان قال : - إن شهدا عندي رجلان من سادات أهل الشام أنّ علياً قتل عثمان صدقتك وقاتلت بين يديك أنا وجميع من أطاعني من قومي . . . ثمّ انصرف . . . فلمّا أصبح وجّه إليه معاوية بالقوم الّذين أعدّهم له ، فشهدوا عنده أنّ علياً قتل عثمان ، قال : فعندها أقبل شرحبيل حتّى دخل على‏ معاوية فقال : يا هذا لقد شهد عندي العدول . . . قال : فجعل ابن اُخت لشرحبيل يقول أبياتاً مطلعها :
رمى‏ شرحبيل بالدواهي وقد رمى‏
هنالك بالسهم الّذي هو قاتله
إلى آخرها ، وقد ذكرها أيضاً ابن أعثم : 1 / 533 هامش رقم 1 .
قال : فهمّ معاوية بقتل قائل هذا الشعر ، فهرب حتّى صار إلى عليّ عليه السلام وحدّثه بالحديث من أوّله إلى آخره . قال : وبعث النجاشي شاعر عليّ إلى شرحبيل بن السمط الكندي أبياتاً مطلعها :
أيا شرحُ ما للدين فارقْت أمرنا
ولكن لبغض المالكيّ جرير
إلى آخرها ، كما أوردها ابن أعثم في الفتوح : 1 / 533 هامش رقم 2 .
وهنالك رسائل ومساجلات أوردها ابن أعثم في الفتوح : 1 / 19 وما بعدها بين سعيد بن قيس الهمداني وشرحبيل أعرضنا عنها للاختصار ، وكذلك انظر تاريخ الطبري : 3 / 571 ، ووقعة صفين : 44 و 52 و 81 و 182 و 196 و 200 و 201 و 536 ، والعقد الفريد : 4 / 303 ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 1 / 99 و 100 و 155 .
(
136) ذكره ابن أعثم في الفتوح: 2 / 33 من أصحاب معاوية ، وهو الّذي خاطب عبداللَّه بن خليفه الطائي وجماعته من أصحاب عليّ عليه السلام قائلاً: مَن أنتم؟ فقال له عبداللَّه: نحن طيّ السهل طيّ الجبل ، نحن طيّ الرماح وطيّ الصفاح وطيّ النطاح وفرسان الصباح ، فقال له حمزة بن مالك: بخ بخ يا أخا طيّ في حسن ثنائك على‏ قومك فاقتتلوا ساعة ... انظر تاريخ الطبري أيضاً: 6 / 17 وما بعدها ، و: 3 / 571 ، وانظر وقعة صفين: 44 و في ص 207 جعله معاوية على‏ رجّالة همدان الاردن. وانظر أيضاً : 196 و 279 و 507 من وقعة صفين ، وانظر ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: 148 و 150.
(
137) انظر تاريخ الطبري : 3 / 571 ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 150 ، ووقعة صفين : 207 و 196 بالإضافةإلى المصادر السابقة. وانظر أيضاً مروج الذهب: 3/41، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 1/649.
(
138) ذكر ذلك الطبري في تاريخه : 3 / 571 باختلاف يسير في اللفظ : قال : فلمّا انقضى ذو الحجة تداعي الناس إلى أن يكفّ بعضهم عن بعض المحرّم لعل اللَّه أن يجري صلحاً أو اجتماعاً ، فكفّ بعضهم عن بعض . وذكر ذلك أيضاً نصر بن مزاحم في وقعة صفين : 196 ، وابن أعثم في الفتوح : 2 / 21 .
وانظر تاريخ الطبري أيضاً : 4 / 2 ففيه : فكان أول شهر منها - يعني سنة (37 ه) - وهو المحرّم موادعة الحرب بين عليّ ومعاوية قد توادعا على‏ ترك الحرب فيه إلى انقضائه طمعاً في الصلح . وذكر الطبري في نفس الصفحة ، وابن مزاحم في وقعة صفين : 197 أنّ الإمام عليّ عليه السلام أرسل إلى معاوية عديّ بن حاتم ، وشبث بن ربعي ، ويزيد بن قيس ، وزياد بن خصفة فدخلوا على‏ معاوية فحمد اللَّه عديّ بن حاتم وأثنى‏ عليه ثمّ قال : أمّا بعد فإنّا أتيناك لندعوك إلى أمر يجمع اللَّه عزّ وجلّ به كلمتنا واُمتنا . . .الخ ، وسبق وأن أشرنا إلى هذه المساجلات ومصادرها .
(
139) في (أ) : استقدمتكم .
(
140) ذكر ابن أعثم في الفتوح : 2 / 21 أنه بعث عليّ رجلاً من أصحابه يقال له مرثد بن الحارث ، حتّى وقف قريباً من عسكر معاوية ، ثمّ نادى بأعلى‏ صوته عند غروب الشمس : يا أهل الشام ، إنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب يقول لكم : إنّا قد كففنا عنكم في هذا الشهر الحرام فلم تكفّوا عنّا ، وواللَّه ما كففنا عنكم شكّاً في أمركم ولا جبناً عنكم،وإنما كففنا لخروج‏هذا الشهر المحرّم لترجعوا إلى الحقّ، واحتججنا عليكم بكتاب اللَّه عزّ وجلّ ودعوناكم ، فلم تنتهوا عن الطغيان ، والظلم والعدوان ، والكذب والبهتان ، ولم تجيبوا إلى حقّ ولا برهان ، فإنّا قد أنذرناكم على‏ سواء إن اللَّه لا يحبّ الخائنين . . . ويظهر من هذا أنّ هذا الكلام‏وإرسال مرثد بن‏الحارث الجشمي كان بعد أن دنا انسلاخ المحرم، وهذا ما ذكره الطبري في: 4/6 .
(
141) انظر تاريخ الطبري : 4 / 7 مع إضافة : وصار أهل الكوفة إلى عبداللَّه بن بديل وعمّار بن ياسر . وانظر وقعة صفين : 204 - 206 تجد تفصيلاً كاملاً تحت عنوان «عقد الألوية وتأمير الامراء» . وانظر الفتوح لابن أعثم : 2 / 22 تجد تفصيلاً أيضاً ويذكر فيه بأنه كان على‏ خيل ميمنته الحسن والحسين سبطا النبيّ صلى الله عليه وآله وعلى رجّالتها عبداللَّه بن جعفر بن أبي طالب ومسلم بن عقيل بن أبي طالب ، وعلى خيل الميسرة محمّد بن الحنفية ومحمّد بن أبي بكر ، وعلى رجّالتها هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص وأخوه عمر بن عتبة ، وعلى خيل القلب عبداللَّه بن عباس والعباس بن ربيعة بن الحارث ، وعلى رجّالتها مالك الأشتر . . . وانظر ومروج الذهب : 2 / 391 ، والنهاية لابن الأثير : 3 / 107 ، وأعيان الشيعة : 1 / 498 ، الاشتقاق : 250 ، تاريخ دمشق : 11 / 551 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 6 / 215 ، الإرشاد للشيخ المفيد : 131 تذكرة الخواصّ : 66 ، كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين : 156 الإمامة والسياسة : 1 / 124 وقارن بين هذه المصادر .
(
142) هو سهل بن حنيف بن واهب بن الحكيم الأوسي . شهد بدراً وما بعدها ، وثبت يوم اُحد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله حين انهزمت الصحابة عنه . استخلفه عليّ عليه السلام على المدينة عند ما توجّه إلى البصرة ، وشهد صفّين مع عليّ عليه السلام وولّاه بلاد فارس فأخرجه أهلها فاستعمل عليهم زياد بن أبيه ، ومات سهل بالكوفة سنة (38ه) وصلّى‏ عليه عليّ عليه السلام وكبّر عليه ستاً وقال انّه بدري .
انظر ترجمته في اُسد الغابة : 2 / 364 - 365 ، الجمهرة في أنساب العرب : 278 ، المعارف لابن قتيبة: 291، وقعة صفين:93 و208 و248 و506 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 221 ، الكامل لابن الأثير : 3 / 329 تاريخ الطبري : 4 / 49 ، تذكرة الخواصّ : 97 ، الإرشاد للشيخ المفيد : 1 / 82 - 84 ، مصباح الأنوار : 314 ، أعلام الوري : 193 ، إرشاد القلوب : 241 ، بحار الأنوار : 20 / 81 - 85 ، الفتوح لابن أعثم : 2/22 .
(
143) هو أبو اليقظان عمّار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحُصين بن الوَذِيم من بني ثعلبة واُمّه سُميَّة . وكان حليفاً لبني مخزوم . وكان هو ووالده من السابقين الى الإسلام وهو سابع سبعة أجهروا بإسلامهم ، وقد استشهد والداه أثر تعذيب قريش ايّاهما على‏ إسلامهما . وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله أحاديث صحيحة في مدحه منها قوله صلى الله عليه وآله : إنّ عَمّاراً مُلئ إيماناً إلى مُشاشِه . ومنها قوله صلى الله عليه وآله : ويحك يابن سمية تقتلك الفئة الباغية . وهنالك أحاديث اُخرى ، وهو الّذي نزلت فيه آية 106 من سورة النحل (مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنُ‏م بِالْإِيمَانِ ) انظر تفسير الآية في تفسير الطبري والقرطبي وابن كثير والسيوطي . وانظر طبقات ابن سعد : 3 / 178 ، والمستدرك : 3 / 178 .
وانظر ترجمة عمّار بن ياسر في مروج الذهب : 2 / 21 و22، أنساب‏الأشراف : 5 / 48 - 88 ، و :2 / 314 وما بعدها تحقيق‏المحمودي ط الأعلمي بيروت،مسند أحمد: 1/99 و123 و125 و130 و137 و404، و :2 / 161 و 164 و 206 ، و : 3 / 5 ، و : 22 و 28 و 90 ، و : 4 / 76 و 89 و 90 و 197 و198 و319 ، و : 5 / 214 ، و306 ، و : 6 / 289 ، و 300 ، و 311 و 315 و 450 ، وصحيح البخاري : الجهاد ب 17، سنن ابن ماجة ب 11 من المقدّمة ، وسنن الترمذي : ب 33 من كتاب المناقب ، ومسند الطيالسي : 117 و603 و643 و649 و1156 و1598 و 2168 و 2202 ، والاستيعاب : 2/469 حرف العين ، الإصابة : 2/5 ، خصائص أمير المؤمنين للنسائي : 132 ط الحيدرية ، حلية الأولياء : 4 / 172 و 361 ، و:7/ 197 و 198، ومجمع الزوائد : 7/240 و242 ، و244 و :9 / 295 ، تاريخ الطبري : 5 / 39 و 41، و :10/59 .
وانظر ترجمته أيضاً في اُسد الغابة : 2 / 114 و 143 و 217 ، و : 4 / 46 ، الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 1 / 117 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 164 ط الغري ، وقعة صفين : 341 و 343 ، العقد الفريد : 4 / 341 و 343 ، المناقب للخوارزمي : 57 و 123 و 124 و 159 و 160 ، الكامل في التاريخ : 3 / 310 و 311 ، الاستيعاب بهامش الإصابة : 2 / 436 ط السعادة ، الغدير للأميني : 9 / 22 ، إحقاق الحقّ للتستري : 8 / 422 ، فرائد السمطين : 1 / 114 و 120 و 287 ، المعجم الصغير للطبراني : 1 / 187 .
وراجع أيضاً شرح النهج لابن أبي الحديد : 8 / 10 و 17 و 19 و 24 ، و : 15 / 177 ط مصر تحقيق محمّد أبو الفضل ، و : 2 / 274 الطبعة الاُولى‏ مصر ، سيرة ابن هشام : 2 / 102 ، نور الأبصار : 17 و 89 ط السعيدية بمصر ، كفاية الطالب : 172 - 175 ط الحيدرية ، و 71 و 73 ط الغري ، تذكرة الخواصّ : 93 و 94 ، ينابيع المودّة : 128 و 129 ط اسلامبول ، و : 151 و 152 ط الحيدرية ، و : 1 / 128 و 129 ط العرفان ، وأحكام القرآن لابن عربي : 4 / 1705 الطبعة الثانية تحقيق البجاوي . وكان عمّار مع عليّ في حرب الجمل وصفين ، وقتل بصفين مساء الخميس 9 صفر سنة (37 ه) وله من العُمر 93 سنة .
(
144) تقدّمت ترجمته .
(
145) ذكره الطبري في تاريخه : 4 / 7 و : 6 / 27 وقال : جعله الإمام عليّ عليه السلام على‏ قرّاء أهل البصرة . وذكره الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : 1 / 295 ح 302 بأنه روى عن عطيّة العوفي عن جابر بن عبداللَّه قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : مكتوب على‏ باب الجنة . . . لا إله إلّا اللَّه محمّد رسول اللَّه أيّدته بعليّ .
وروى هذا الحديث ابن عساكر ح 162 و 864 من تاريخ دمشق : 1/133 و : 2/353 الطبعة الثانية ، وكنز العمّال : 6 / 158 ، ومجمع الزوائد : 9 / 11 ، ومناقب الخوارزمي : 88 ط الغري ، وابن حجر في لسان الميزان : 4/480، وأحمد بن حنبل في الفضائل: 181 و186 ح 254 و 262.
وانظر وقعة صفين : 489 ، والفتوح لابن أعثم : 2 / 312 أنّ الإمام عليّ عليه السلام خاطب القرّاء في صفين ومنهم مسعر بن كدام عند ما رفع معاوية المصاحف فالقرّاء طلبوا من الإمام عليّ عليه السلام إجابة دعوة القوم وإلّا قتلوه .
وانظر الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 148 . لكن ابن أعثم في الفتوح : 4 / 198 يذكر أن مسعر بن فدكي التميمي هو الّذي قتل عبداللَّه بن خبّاب بن الأرت على‏ اُم رأسه . ولكن حسب ما تبيّن لنا من خلال التحقيق أنّ بعض المؤرّخين خلط في الإسم .
فهناك مسعر بن كدام الهلالي الّذي هو من مرجئة الكوفة كما ذكر ابن رستم الطبري في المسترشد : 210 ، وابن قتيبة في المعارف : 481 . ومسعر بن فدكي التميمي الّذي هو من قرّاء أهل البصرة ومسعر بن كدام هو الّذي أشرنا إليه في بداية الحديث .
وهناك مسعر بن كدام الّذي روى عن طلحة بن عُميرة كما ذكر الشيخ المفيد في الإرشاد : 1 / 351 والصحيح هو ما ذكره المؤرّخون كنصر بن مزاحم في وقعة صفين : 489 و 499 في حديث عمر بن سعد قال : لمّا رفع أهل الشام المصاحف على الرماح يدعون إلى حكم القرآن قال عليّ عليه السلام : عباد اللَّه إنّي أحقُّ مَن أجاب إلى كتاب اللَّه ، ولكن معاوية وعمرو بن العاص . . . إنّي اعرَفُ بهم منكم ، صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً ، فكانوا شرَّ أطفال وشرَّ رجال ، إنها كلمة حق يراد بها باطل . . . فجاءه زهاء عشرين ألفاً مقنّعين في الحديد شاكي السلاح ، سيوفهم على‏ عواتقهم وقد اسودّت جِباهُهم من السجود ، يتقدّمهم مسعر بن فدكي وزيد بن حصين وعصابة من القرّاء الّذين صاروا خوارج من بعدُ . . . فتأمّل .
(
146) هو هاشم بن عُتبة بن أبي وقاص الزهري ، الملقّب بالمِرْقال ، وكان مع عليّ عليه السلام يوم صفِّين ، ومن أشجع الناس ، وكان أعور ، وهو القائل :
أعور يبغي أهلَه محلاًّ
قد عالج الحياةَ حتّى ملّا
لابدّ أن يَغُلّ أو يُغَلّا
وقيل هكذا ترتيب الأبيات كما ورد في مروج الذهب : 2 / 22 والطبري : 6 / 22
قد أكثروا لومي وما أقلّا
إنّي شَرَيْتُ النفْسَ لن أعتلّا
أعورُ يبغي نَفْسه مَحَلاًّ
لابدّ أن يَغُلَّ أو يُغَلّا
قد عالج الحياة حتّى مَلّا
أشدُّهُم بذي الكُعوبِ شَلَّا
وفي الطبري : 6 / 24 : يتلهم بذي الكعوب تلّا .
فقتل من القوم تسعة نفر أو عشرة وحمل عليه الحارث بن المنذر التنوخي فطعنه فسقط رحمه الله ، وقد رثاه الإمام عليّ عليه السلام فقال كما ذكر نصر بن مزاحم في وقعة صفين : 356
جَزَى اللَّه خيراً عُصبةً أسلميةً
صِبَاحَ الوُجوهِ صرِّعوا حولَ هاشم
ولكن ما أن سقط هاشم رحمه الله فأخذ رايته ابنه عبداللَّه بن هاشم وخطب خطبةً عظيمة وقال فيها : إنّ هاشماً كان عبداً من عباد اللَّه الّذين قدّر أرزاقهم وكتب آثارهم وأحصى اعمالَهم وقضى آجالهم ، فدعاه ربّه الّذي لا يعصى فأجابه . . . ولهاشم المرقال مواقف كثيرة ذكرها ابن نصر في وقعة صفين : 92 و 154 و 193 و 205 و 208 و 214 و 258 و 326 و 328 و 335 و 340 و 346 و 348 و 353 و 359 و 384 و 401 - 405 و 426 و 428 و 431 و 455 . وانظر ترجمته في اُسد الغابة : 5 / 49 ، والمستدرك : 3 / 396 ، وتاريخ الطبري : 5 / 44 ، الإصابة : 3 / 593 ، الاستيعاب بهامش الإصابة : 3 / 616 ، وتاريخ الخطيب البغدادي : 1 / 196 .
(
147) في (أ) : مصافّهم .
(
148) انظر تاريخ الطبري : 3 / 571 ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 150 ، ووقعة صفين : 207 بإضافة الصفحات السابقة في ترجمة الرجال ، ومروج الذهب: 3/41، وابن أبي الحديد في شرح النهج: 1/649.
(
149) تقدّمت ترجمتهما .
(
150) تقدّمت ترجمتهما .
(
151) تقدّمت ترجمته ، بالإضافة إلى ذلك يقول صاحب الإصابة : 2 / 540 ، واُسد الغابة : 6 / 16 : أدرك الجاهلية وشهد حنيناً مشركاً ، وفي كنز العمّال : 8 / 82 يقول لعنه النبيّ صلى الله عليه وآله . وكان أمير المؤمنين عليه السلام يدعو عليه ، وكان من أشدّ المبغضين لعليّ عليه السلام كما ورد في الإصابة .
(
152) تقدّمت ترجمته .
(
153) في (أ) : أسلم بن عيينة .
(
154) ذكره الطبري في تاريخه : 4 / 7 وقد جعله معاوية على‏ رجال أهل دمشق ، وكذلك ذكره ابن مزاحم في وقعة صفين : 206 وجاء في الهامش رقم 3 من نفس الصفحة : المري نسبة إلى مرّة بن عوف . وقال ابن دريد في الاشتقاق : 174 : فمن قبائل مرّة بن عوف مسلم بن عقبة الّذي اعترض أهل المدينة فقتلهم يوم الحرّة في طاعة يزيد بن معاوية . وانظر المعارف : 153 ، وكذلك ورد اسمه في وقعة صفين أيضاً : 213 وجعلهُ على‏ رجالة أهل دمشق .
(
155) انظر الفتوح لابن أعثم : 2 / 22 ، والطبري : 4 / 7 ، وقعة صفين : 213 بالإضافة إلى المصادر السابقة .
(
156) هو الضحّاك بن قيس القُرشي الفهري ، ولد قبل وفاة النبيّ صلى الله عليه وآله نحواً من سبع سنين ، له في حروب معاوية بلاءٌ عظيم ، وكان على‏ شرطته ، ولّاه الكوفة سنة (53 ه) وعزله سنة (57 ه) وهو الّذي ولّي دفن معاوية ، وأخبر يزيد بموته ، وكان يزيد يوم ذاك خارج دمشق ، وبايع لابن الزبير بعد معاوية بن يزيد وقاتل مروان بمَرج راهِط ، فقُتل بها منتصف ذي الحجّة سنة أربع وستين . انظر اُسد الغابة : 3 /36 - 37 ، تهذيب ابن عساكر : 7 / 4 - 5 ، تاريخ الطبري : 6 / 78 ، و : 4 / 7 ط اُخرى قال : . . . والضحّاك بن قيس على‏ رجّالة الناس كلّها . وانظر ابن الأثير : 3 / 150 ، شرح النهج لابن أبي الحديد تحقيق أبو الفضل : 2 / 111 - 117 ، وقعة صفين : 12 و 206 و 213 و 226 و 360 و 552 و 557 ، الفتوح لابن أعثم : 2 / 22 ، الإمامة والسياسة : 1 / 74 و 75 و 127 و 188 و 191 و 193 و 225 و 242 ، و : 2 / 18 و 20 و 22 و 116 و 163 .
(
157) ذكر ذلك الطبري في تاريخه : 4 / 7 ولكن بلفظ «بالعمائم ، فكان المعقلون خمسة صفوف ، وكان يخرجون ويصفّون عشرة صفوف ، ويخرج أهل العراق أحد عشر صفّاً» . وكذلك في وقعة صفين : 213 وقال في الهامش رقم 3 : أي جعلوا العمائم لهم بمثابة العقل - جمع عقال - وفي الأصل «فعلقوا» تحريف ، ولكنه في : 228 قال : وقد قيَّدت عكٌّ أرجلَها بالعمائم ، ثمّ طرحوا حجراً بين أيديهم وقالوا : لا نفرّ حتّى يفرّ هذا الحَكَرُ . وعكٌ تقلب الجيم كافاً .
(
158) راجع المصادر السابقة .
(
159) في (أ) : المحراق .
(
160) انظر كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين لابن المطهّر الحلّي : 156 . وذكره ابن أعثم في الفتوح : 2 / 110 باسم المخارق بن عبدالرحمن وكان فارساً بطلاً .
(
161) أورده ابن المطهّر الحلّي في كشف اليقين : 156 باسم : المؤمّل بن عبيد اللَّه المرادي ، وفي الهامش رقم 3 : المؤمّل عبداللَّه المرادي ، وفي الفتوح لابن أعثم : 2 / 110 : المؤمّل بن عبيد المرادي ، لكن ، وفي الهامش رقم 2 : المؤمن بن عبيد .
(
162) في (أ) : فجرّ ، وفي (د) : فجزّ .
(
163) انظر الفتوح : 2 / 111 ولكنه أضاف : الأزدي .
(
164) في (أ) : بشعثه .
(
165) في (ب) : وجزّ .
(
166) في (أ) : وخلا .
(
167) انظر المصدر السابق مع اختلاف يسير في اللفظ .
(
168) كريب بن الصباح من حمير من آل ذي يزن ، ليس في أهل الشام يومئذٍ رجلٌ أشهر شدَّة بالبأس منه كما ذكره نصر بن مزاحم في وقعة صفين : 315 . وانظر الإصابه تحت رقم 7483 حيث قال : قتله عليّ يوم صفين . وكريب هذا هو الّذي قتل المرتفع بن الوضّاح الزبيدي رحمه الله من أصحاب عليّ عليه السلام وقتل أيضاً الحارث بن الجُلاح وقتل عائد بن مسروق الهمداني ، ثمّ رمى‏ بأجسادهم بعضها فوق بعض ، ثمّ قام عليها بغياً واعتداءً ، ثمّ نادى : هل من مُبارز ؟ فبرز إليه عليٌّ ثمّ ناداه : ويحك ياكريب ، إنّي اُحذّرك اللَّه وبأسه ونقمته ، وادعُوك إلى سنّة اللَّه وسنّة رسوله ، ويحك لايُدخلنّك ابن آكلة الآكباد النار . فكان جوابه أن قال: ماأكثر ما قدسمعنا هذه المقالة منك ، فلا حاجة لنا فيها . أقدِمْ إذا شئت ، مَن يشتري سيفي وهذا أثرُه ؟ فقال عليّ عليه السلام : لا حول ولا قوّة إلّا باللَّه . ثمّ مشى إليه فلم يمهله أن ضربه ضربةً خَرَّ منها قتيلاً يتشحَّط في دمه . انظر وقعة صفين: 316، وكشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين: 157 ، وتاريخ الطبري : 4/14 لتجد الاختلاف في اسم الأب ، فتارةً يذكره باسم كريب بن شريح مع إخوته الّذين عبّر عنهم «فقتل هؤلاء الأخوة الستة جميعاً» وتارةً اُخرى يذكره باسم كريب بن زيد مع إخوته فقال عنهم «فقتل هؤلاء الأخوة الثلاثة» وتارةً ثالثة عبّر عنه باسم الكريب أخو القلوص . وذكره ابن أعثم في الفتوح : 2 / 111 .
(
169) في (أ) : الصفّين .
(
170) اختلف في اسمه فقيل هو المبرقع كما ورد في كشف اليقين : 157 ، والفتوح لابن أعثم : 2 / 111 لكنه قال عنه : الوضّاح الخولاني ، وقيل : هو المرتفع كما ورد في وقعة صفين : 315 ، وقيل : هو الحولاني ، وقيل : الجولاني كما ورد في بعض النسخ .
(
171) ورد اسمه في وقعة صفين : 316 باسم الحارث بن الجُلاح وفي الهامش رقم 2 : بن اللجاج ، وفي الفتوح : 2 / 111 : الحارث بن الجُلاح الحكمي ، لكنه ذكر في الهامش رقم 3 : الخلمي.
(
172) في (أ) : كريت .
(
173) انظر وقعة صفين : 315 - 316 باختلاف يسير في اللفظ ، وانظر الفتوح لابن أعثم : 2 / 112 .
(
174) ذكره نصر بن مزاحم في وقعة صفين : 316 باسم : الحارث بن وداعة الحميري ، وفي الفتوح : 2 / 112 : الحارث بن وداع الحميري ، وأضاف : ثمّ خرج إليه المطاع بن المطّلب القيني فقتله الإمام عليّ عليه السلام . وانظر ابن أبي الحديد في شرح النهج : 1 / 504 .
(
175) قيل : أربعة ، وقيل : سبعة ، وقيل : ثلاثة ، انظر المصادر السابقة ، والفتوح لابن أعثم : 2 / 112 .
(
176) البقرة : 194 .
(
177) في (أ) : صاح .
(
178) انظر كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين : 157 ، وقعة صفين : 316 ولكن بلفظ «ولا يُقْتَلَنَّ الناس فيما بيننا» والفتوح لابن أعثم : 2 / 112 .
(
179) انظر وقعة صفين : 275 و 316 و 388 ، والإمامة والسياسة لابن قتيبة : 1 / 126 تحت عنوان «دعا عليّ عليه السلام معاوية إلى البراز» وخلاصة ذلك : ابرز لي وأعف الفريقين من القتال ، فأيُّنا قَتَل صاحبه كان الأمر له ، قال عمرو : لقد أنصفك الرجل ، فقال معاوية : إنّي لأكره أن اُبارز . . . لعلّك طمعت فيها يا عمرو . . . وانظر الفتوح لابن أعثم : 2 / 112 .
(
180) هو عروة بن داود الدمشقي كما جاء في الفتوح :2 / 113 ، ووقعة صفين: 458 ، أمّا ابن أبي الحديد في شرح النهج: 2 / 300 قال: أبو داود عروة بن داود العامري .
(
181) في (ب) : فقد .
(
182) في (أ) : له .
(
183) انظر ابن أعثم في الفتوح : 2 / 113 ، ووقعة صفين : 458 ولكن بلفظ «فضربه فقطعهُ قطعتين ، سقطت إحداهما يمنةً ، والاُخرى يَسرة ، فارتجّ العسكران لهول الضربة . . . وقد رثاه ابن عمٍّ له ، انظر الشعر : 458 - 459 .
(
184) في (ج) : وطلب البراز .
ووردت هذه القصة بألفاظ مختلفة وفي مصادر تاريخيه متعدّدة ولكن كلّها تؤدّي نفس المعنى‏ ، فقد ذكرها ابن مزاحم في وقعة صفين : 406 و 408 و 423 و 424 و 432 ، والإمامة والسياسة لابن قتيبة : 1 / 127 ، كشف اليقين : 157 - 158 ، طبقات ابن سعد : 7 / 188 ، اُسد الغابة : 4 / 420 ، الكامل في التاريخ : 2 / 232 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 20 ، و : 8 / 53 . ونقل لنا نصر بن مزاحم في وقعة صفين المحاورة والأشعار والفرار وكشف العورة من قِبل عمرو بن العاص ، قال : وحمل أهلُ العراق وتلقّاهم أهل الشام فاجتلَدوا ، وحمل عمرو بن العاص مَعلِماً وهو يقول :
شدّوا عليَّ شكتي لاتنكشف
بعد طليح والزبير فأْتَلِف
يومٌ لهمدانَ ويومٌ للصّدِف
وفي تميمٍ نخوةٌ لاتنحرف
أضربُها بالسيف حتّى تنصرِفْ
إذا مشيتُ مِشْيةَ العَوْدِ الصلِف
ومثلها لحمير أو تنحرف
والربَعيُّون لهم يوم عَصِف
فاعترضه عليٌّ عليه السلام يقول :
قد علمت ذات القُرون الميل
والخصْرِ والأنامِلِ الطفول
إنِّي بنصل السيف خنْشَليلُ
أحمى وأرْمى أوّل الرعيل
بصارمٍ ليس بذي فُلولِ‏
ثمّ طعنه فصرعه واتَّقاهُ عمرو بِرجْلهِ ، فبدت عورتهُ ، فصرف عليٌّ وجهه عنه وارتُثّ ، فقال القوم : أفلتَ الرجلُ يا أمير المؤمنين قال : وهل تدرون مَن هو ؟ قالوا : لا ، قال : فإنّه عمرو بن العاص تَلَقّاني بعورته فصرفْتُ وجهي عنه .
ورجع عمروٌ إلى معاوية فقال له : ما صنعتَ يا عمرو ؟ قال : لقيني عليٌّ فَصَرعني . قال : احمد اللَّه وعَورَتَك ، أما واللَّه أن لو عرفتَه ما أقحمتَ عليه ، وقال معاوية في ذلك شعراً :
ألا للَّه من هَفَوات عمروٍ
يعاتبُني على‏ تركي برازي
فقد لاقى أبا حَسَنٍ عليّاً
فآب الوائليُّ مآبَ خازِي
فلو لم يُبْدِ عورتَه للاقى
به ليثاً يذلِّلُ كلَّ نازِي
فغضب عمرو وقال : ما أشدّ تغبيطك علياً في أمري هذا ؟ هل هو إلّا رجلٌ لقيه ابنُ عمِّه فصرعه ، أفترَى السماءَ قاطرةً لذلك دماً ؟ قال : ولكنَّها معقبة لك خِزْياً .
ثمّ قال في : 432 : إنّ معاويةَ أظهر لعَمْرٍو شماتةً وجعل يقرِّعه ويوبّخه . . . وإنّك لجبانٌ فغضب عمروٌ ثمّ قال : واللَّه لو كان علياً ما قحمتُ عليه يا معاوية ، فهلّا برزتَ إلى عليٍّ إذْ دعاك إن كنت شجاعاً كما تزعمُ ، وقال عمرو في ذلك شعراً :
فهل لكَ في أبي حسنٍ عليٍّ
لعلّ اللَّهَ يُمكِنُ من قَفَاكا
دعاك إلى النِزال فلم تُجِبْهُ
ولو نازلتَهُ تَرِبَتْ يَدَاكا
وانظر المحاورة والشعر في صفحة اخرى من الكتاب وهي : 472-473. وقال جورج جرداق في كتابه الإمام عليّ عليه السلام صوت العدالة الإنسانية : 1 / 82 : وقد أصبح ذوالفقار فوق هامته ، ولو قضى عليّ عليه السلام على‏ عمرو آنذاك لكان قضى على المكر والدهاء وجيش معاوية . وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد : 3 / 330 ، وكشف اليقين لابن المطهّر الحلّي : 157 - 158 وابن أعثم في الفتوح : 2 / 44 وما بعدها .
(
185) في (أ) : فانهزم .
(
186) في (د) : عسكره .
(
187) أورد الشعر ابن أعثم في الفتوح : 2 / 43 بهذا اللفظ
يا قادة الكوفة من أهل الفتن
يا قاتلي عثمان ذاك المؤتمن
كفى‏ بهذا حزناً من الحزن
أضربكم ولا أرى أبا الحسن
قال : فرجع عليّ عليه السلام وهو يقول :
أنا الغلام القرشي المؤتمن
الماجد الأبلج ليثٌ كالشطن
ترضى بي السادة من أهل اليمن
من ساكن نجد ومن أهل عدن
أبو حسين فأعلمن أبو الحسن‏
(
188) في (أ) : فصول .
(
189) في (أ) : رجله .
(
190) المصدر السابق : 2 / 44 مع اختلاف يسير في اللفظ .
(
191) في (أ) : ردّ .
(
192) هو بُسر بن أرطاة ويقال : ابن أبي أرطاة ، واسمه عمير بن عويمر بن عمران القُرشيّ العامري : كان من شيعة معاوية ، نزيل الشام مات سنة (86 ه) وهو أحد فراعنة الشام وكان مع معاوية بصفين ، فأمره أن يلقى علياً في القتال . وقال له : سمعتك تتمنّى‏ لقاءه ، فلو أظفرك اللَّه به وصرعته حصلت على‏ دنيا وآخرة ولم يزل يشجّعه ويُمنّيه حتّى رآه . فقصده في الحرب فالتقيا ، فطعنه عليٌّ فصرعه ، فانكشف له فكفّ عنه كما عرض له ذلك مع عمرو بن العاص . اختلفوا في أنّ بُسراً أدرك النبيّ صلى الله عليه وآله وسمعه أم لا . وقالوا : إنّه لم يكن له استقامة بعد النبيّ صلى الله عليه وآله ، وكان من أهل الردّة وقد دعا عليه عليٌّ عليه السلام لمّا بلغه أنه يقتل الصبيان من المسلمين فقال عليه السلام : اللّهمّ أسلب دينه ، ولا تخرجه من الدنيا حتّى تُسْلِبهُ عقله ، فأصابه ذلك وفقدَ عقله ، وكان يهذي بالسيف ويطلبه ، فُيؤتى‏ بسيف من خشب ، ويجعل بين يديه زِقٌّ منفوخٌ ، فلا يزال يضربه حتّى يَسأم ، وتوفّي في أيّام معاوية . وقالوا : دخل المدينة فخطب الناس ، وشتمهم وتهدّدهم يومئذٍ وتوعّدهم وقال : شاهت الوجوه . ولمّا دخل اليمن ولقي ثَقَل عبيداللَّه بن العباس ، وفيه ابنان له صغيران ، فذبحهما بيده بمُدية كانت معه ، ثمّ انكفأ راجعاً إلى معاوية . فقالت له امرأةٌ له : يا هذا قتلت الرجال ، فعلام تقتل هذين ؟ واللَّه ما كانوا يُقتَلون في الجاهلية والإسلام ، واللَّه يا ابن أرطاة إنّ سلطاناً لا يقوم إلّا بقتل الصبيّ الصغير والشيخ الكبير ونزع الرحمة وعقوق الأرحام لسلطان سوء .
قالوا : فولهت عليهما اُمّهما ، وكانت لا تعقل ، ولا تصغي إلّا لمن يخبرها بقتلهما ، ولاتزال تنشدهما في الموسم :
هامن أحسَّ بابنيَّ اللّذين هما
كالدُرّتين تَشَظّى عنهما الصَدف
إلى آخر الأبيات . ولسنا بصدد بيان حياة بُسر ، والكتب الّتي ترجمته أو ذكرت نبذة من اُموره الشنيعة كثيرة ، وقد ذكر أساميها في تعليقة 66 من كتاب الغارات ، فراجع . نحن نحيل القارئ الكريم إلى المصادر الّتي تحت أيدينا فليلاحظها :
الاستيعاب : 64 - 67 ، وقعة صفين : 462 ط 2 سنة 1382 ه و ط 2 تحقيق عبدالسلام هارون المؤسّسة العربية الحديثة ، ومنشورات مكتبة آية اللَّه العظمى‏ المرعشي النجفي قم لسنة 1404 ه : 44 و 157 و 305 و412 و 424 و 429 و 459 و 460 و 462 و 504 و 507 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 301 ، الأغاني : 15 / 45 ، تهذيب ابن عساكر : 3 / 220 ، تاريخ الطبري : 6 / 80 ، و : 4 / 20 وما بعدها ط اُخرى ، كتاب الغارات برواية ابن أبي الحديد في شرح النهج تحقيق محمّد أبو الفضل : 2 / 3 - 14 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 141 ، تهذيب التهذيب : 1 / 436 ، تاريخ دمشق : 3 / 222 ، نهاية الأرب للقلقشندي : 371 ، مروج الذهب بهامش ابن الأثير : 6 / 93 ، الجمهرة : 228 و 391 ، اُسد الغابة : 3 / 340 ، و : 1 / 180 ، ابن الأثير : 3 / 153 ، كشف اليقين : 158 ، المعارف لابن قتيبة : 122 ، الفتوح لابن أعثم : 2 / 39 و 92 ، ومابعدها ، الإمامة والسياسة : 1 / 123 و 148 و 150 .
(
193) أورد القصة نصر بن مزاحم في وقعة صفين : 460 باختلاف بسيط في اللفظ وفيه : فقال معاوية لبُسر بن أرطاة : أتقوم لمبارزته ؟ فقال : ما أحدٌ أحقُّ بها منك ، وإذا أبيتموه فأنا له ، فقال له معاوية : أما إنّك ستلقاه في العجاجة غداً في أوّل الخيل . . . . وكان عند بُسر بن أرطاة ابنُ عمٍّ له قد قدم من الحجاز يخطُبُ ابنتَه فأتى بُسراً فقال له : إنّي سمعت أنك وعدتَ من نفسك أن تبادر علياً . . . . فضحك الغلام وقال شعراً : . . . وأورد المحاورة أيضاً ابن أعثم في الفتوح : 2 / 104 فراجع وتأمّل .
(
194) في (ب) : بنفسك .
(
195) في (د) : وانك .
(
196) في (ج ، د) : لأسد الاُسود .
(
197) أورد صاحب وقعة صفين : 460 الشعر بهذا اللفظ :
تنازله يا بُسرُ إنْ كنت مثله
وإلّا فإنّ اللّيْثَ للضبْع آكل
كأ نّكَ يا بُسرُ بن أرطاة جاهلٌ
بآثاره في الحرب أو متجاهِل
إلى أن قال :
مَتى تَلْقَهُ فالموتُ في رأس رُمْحِهِ
وفي سيفه شُغلٌ لنفسك شاغِل
وقد ورد عجز هذا البيت في نسخة (ج) بلفظ : ولا قبله في أوّل الخيل حامل .
(
198) انظر ابن أعثم في الفتوح : 2 / 104 قال : فقال بُسر لغلامه : ويحك يا لاحق ! هل هو إلّا الموت ؟ واللَّه لابدّ من لقاء اللَّه على أيّ الأحوال كان ذلك في موت أو قتل .
(
199) في (أ) : رجله .
(
200) في (أ) : سقط المغفر .
(
201) في (أ) : ذروه .
(
202) في (د) : فقد قال .
(
203) في (أ) : فتى .
(
204) وردت هذه الأبيات في الاستيعاب : 64 - 67 لكنه نسبها إلى الحارث بن النضر السهميّ ، ووقعة صفّين : 462 ونسبها إلى النضر بن الحارث ، وفيه : أفي كلِّ يوم فارس تندبونه . . . وفي شرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 301 ، وكذلك مناقب الخوارزمي : 241 : قال الأشتر :
أكلُّ يوم رجل شيخ شاغره
وعورةٌ وسطَ العَجاجة ظاهره
تبرزُها طَعنةُ كفٍّ واتره
عمرو وبُسرٌ مُنِيا بالفاقره
وفي مناقب الخوارزمي : رميا بالقافرة .
وانظرها في الفتوح لابن أعثم : 2 / 104 و 105 ، ووقعة صفين : 462 وفيهما : رُمِيَا بالفاقرة ، وانظر القصة أيضاً في كشف اليقين : 158 والمصادر السابقة في ترجمة بُسر بن أرطاة .
وقيل : ونظر لاحق غلام بُسر إلى ما نزل ببُسر ، فكأنه أحبّ أن يكون له ذكر في أهل الشام ، فخرج على‏ فرسٍ له ، وجعل يجول في ميدان الحرب وهو يقول :
قل لعليّ قولَه ونافره
أرديت شيخاً عنه ناصره
أرديت بُسراً والغلام ثائره
وكلّما أتى فليس ياسره
فحمل عليه الأشتر وهو يقول - ثمّ ذكر الأبيات السابقة - .
قال : ثمّ طعنه الأشتر طعنةً كسر منها صلبه ، فسقط عن فرسه واضطرب ساعةً ومات . ذكر ذلك ابن أعثم في الفتوح : 2 / 105 . أمّا ابن مزاحم في وقعة صفين : 461 فقال القائل هو ابن عمٍّ لبّسر :
أرديت بُسراً والغلام ثائرُه
أرديت شيخاً غاب ناصره
وكلُّنا حامٍ لبُسرٍ واتِره‏
فحمل عليه الأشتر فكسر صُلبه .
(
205) في (ب) : أفي .
(
206) في (د) : ذو كريه .
(
207) في (أ) : تحت .
(
208) في (أ) : منها ، وفي (ج) : عنه وفي مناقب الخوارزمي : يكفّ بها عنه . . .
(
209) في (ب) : فنكس .
(
210) في (ج) : الخنا .
(
211) في (أ) : كافيه .
(
212) في (ج) : المغيرة .

(
213) اوردها ابن أعثم في الفتوح : 2 / 105 بهذا اللفظ : فكان بُسر بن أرطاة مرّة يضحك من عمرو ، ثمّ صار عمرو يضحك منه . وانظر تاريخ الطبري : 4 / 13 .
(
214) انظر الفتوح لابن أعثم : 2 / 105 ، وقعة صفين : 462 باختلاف يسير ، وتاريخ الطبري : 4 / 13 .
(
215) في (أ) : يصر .
(
216) ذكر نصر بن مزاحم في وقعة صفين : 249 والطبري في تاريخه : 4 / 13 بلفظ : أحمر مولى أبي سفيان أو عثمان أو بعض بني اُمية . وفي الفتوح لابن أعثم : 2 / 26 ورد بلفظ : مولى لعثمان بن عفان يقال له أحمر حتّى وقف بين الصفّين وجعل يرتجز ويقول :
إنّ الكتيبة عند كلّ تصادم
تبكي فوارسها على‏ عثمان
قوم حماة ليس منهم قاسط
يبكون كلّ مفصّل وسنان
(
217) ذكره ابن أعثم في الفتوح قال : فخرج إليه كيسان مولى علياً مجيباً :
قف لي قليلاً يا أحيمر إنني
مولى التقيّ الصادق الإيمان
عثمان ويحك قد مضى لسبيله
فاثبت لحدّ مهند وسنان
(
218) المصدر السابق ، وتاريخ الطبري : 4 / 13 .
(
219) المصدر السابق ولكن بلفظ : فقال عليّ عليه السلام : ورب الكعبة قتلني اللَّه إن لم أقتلك أو تقتلني .
(
220) في (ب) : فثبت .
(
221) في (ب ، د) : فجذبه .
(
222) في (ج) : ثمّ جلد .
(
223) المصدر السابق ، وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 486 ، والطبري : 4 / 13 .
(
224) المصدر السابق ، والطبري : 4 / 13 .
(
225) أورد ابن‏مزاحم في وقعة صفين:272 تحذير معاويةلحريث بلفظ: اتّق‏علياً،وضع رُمْحَك حيث شئت . . . حتّى أنه كان يلبس سلاحَ معاوية متشبِّهاً به ، فإذا قاتل - قابل - ، قال الناس: ذاك معاوية.
(
226) انظر المصدر السابق وفيه المحاورة الّتي دارت بين عمرو بن العاص وحريث وكيفية قتل الإمام عليّ عليه السلام لحريث والأشعار الّتي قيلت . وانظر أيضاً الفتوح لابن أعثم : 2 / 26 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 492 ، وتاريخ الطبري : 4 / 13 .
(
227) في (ب) : مصافّها .
(
228) العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطّلب بن هاشم كان له قدر ، وأقطعه عثمان داراً بالبصرة ، وأعطاه مائة ألف درهم ، وشهد صفِّين مع عليّ عليه السلام وهو المذكور في حديث أبي الأغر التميمي ، وكانت تحته أُمّ فِراس بنت حسّان بن ثابت . انظر ترجمته في المعارف لابن قتيبة : 128 ، والفتوح لابن أعثم : 2 / 140 .
(
229) هو غرار بن الأدهم ، لم يكن بالشام رجل أفرس منه ولا أقدم في الحرب كما ذكره ابن أعثم في الفتوح: 2 / 140 .
(
230) في (د) : العسكر .
(
231) في (أ) : وسط .
(
232) في (ب) : فقدّه .
(
233) ذكر هذه المنازلة ابن أعثم في الفتوح : 2 / 140 باختلاف يسير في اللفظ مع إضافة الأشعار الّتي قيلت بالمناسبة ، وفيها قال الإمام عليّ عليه السلام عند ما التفت إلى أبي العز التميمي الّذي كان واقفاً بجنبه عليه السلام فقال : يا أبا العزّ ، مَن المبارز لعدوّنا ؟ فقلت : ابن شيخكم العباس بن ربيعة ، قال : فصاح به عليّ : يا عباس ، قال العباس : لبيك يا أمير المؤمنين ، فقال : ألم آمرك وآمر عبيداللَّه بن عباس أن لا تخلوا بمراكزكما في وقتٍ من الأوقات إلّا بإذني ؟ فقال العباس : يا أمير المؤمنين ، أفيدعوني عدوّي إلى البراز فلا أخرج إليه ؟ فقال عليّ : نعم إنّ طاعة إمامك أوجب عليك من مبارزة عدوّك . قال : ثمّ حوّل وجهه إلى ناحية القبلة ورفع كفّيه وقال : اللّهمّ لا تنس هذا اليوم للعباس . انظر ابن أعثم في الفتوح : 2 / 142 .
(
234) في (أ) : لهذا الفارس .
(
235) في (ب ، د) : من المال كذا وكذا .
(
236) في (ب ، ج) : رجلان لخميان .
(
237) في (ج) : بذلت .
(
238) في (د) : مثل ذلك .
(
239) في (ج) : ميدان الحرب .
(
240) في (ب): سيّدي .
(
241) في (ب ، ج) : أذن لك سيّدك .
(
242) الحجّ : 39.
(
243) في (ب) : فالتقيا .
(
244) في (أ) : فجاء .
(
245) في (د) : مراق بطنه .
(
246) في (ب) : ما ركبته إلّا خُذلتُ .
(
247) انظر الفتوح لابن أعثم : 2 / 142 - 143 باختلاف يسير في اللفظ وانظر فيه المحاورة الّتي دارت بين معاوية وعمرو بن العاص .
(
248) ذكرها ابن أعثم في الفتوح : 2/171 تحت عنوان «ذكر الواقعة الخميسية» قال : وأصبح الناس وطلعت الشمس وذلك في يوم الخميس ، ودعا عليّ‏عليه السلام بدرع رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله فلبسه ، وبسيف رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فتقلّده ، وبعمامة رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فاعتجز بها ، ثمّ بفرس رسول اللَّه صلى الله عليه وآله فاستوى عليه ، وجعل يقول : أيّها الناس ، مَن يبع نفسه يربح هذا اليوم ، فإنّه يوم له ما بعده من الأيام ، أما واللَّه إن لولا أن تعطّل الحدود وتبطل الحقوق ويظهر الظالمون وتفوز كلمة الشيطان ما اخترنا ورود المنايا على‏ خفض العيش وطيبه ، ألا إنّ خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء ، والصبر خير عواقب الاُمور ، ألا إنّها إحَنٌ بدرية وضغائنٌ أحديه وأحقاد جاهلية ، وثب بها معاوية حين الغفلة ليذكر بها ثارات بني عبد شمس . . . وهي الليلة الّتي وصفها المؤرّخون بما يلي : وقامت الفرسان في الركب ، فاصطفقوا بالسيوف ، وارتفع الرهج ، وثار القَتام ، وتضعضعت الرايات ، وحطّت الألوية ، وغابت الشمس ، وذهبت مواقيت الصلاة . . . وهجم عليهم الليل ، واشتدّت الحرب ، وهذه ليلة الهرير ، فجعل بعضهم يهرّبعض ، ويعتنق بعضهم بعضاً ، ويكدم بعضهم بعضاً .
قد وصفها ابن مزاحم أيضاً في وقعة صفين : 475 فقال : وزحف الناس بعضهم إلى بعض فارتموا بالنبل والحجارة حتّى فنيت ، ثمّ تطاعنوا بالرماح حتّى تكسّرت واندقّت ، ثمّ مشى القومُ بعضُهم إلى بعضٍ بالسّيف وعُمُد الحديد ، فلم يسمع السامعُ إلّا وقعَ الحديد بعضِه على‏ بعض ، لَهُوَ أشدُّ هولاً في صُدور الرجال من الصواعق ، ومن جبال تِهامَة يدكّ بعضُها بعضاً . قال : وانكسفت الشمس (بالنّقع) وثار القَتام . . . وذكرها بوصفٍ آخر تحت عنوان «يوم الهرير» : 179 .
وانظر كشف اليقين : 158 ، الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 1 / 126 ، كتاب سُليم بن قيس : 176 طبع مؤسّسة البعثة ، تذكرة الخواصّ : 90 ، بحار الأنوار : 36 / 328 ، النهاية لابن الأثير : 1 / 49 ، و : 2 / 368 ، و : 3 / 107 ، تاريخ الطبري : 4 / 27 ، أعيان الشيعة : 1 / 498 ، الكامل لابن الأثير : 3 / 311 ، مروج الذهب : 2 / 391 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 207 - 211 و 217 و 220 و 228 ، ينابيع المودّة : 2 / 7 ومابعدها ب 53 .
(
249) في (ب) : قتل .
(
250) في (ج) : فعُدّ له كذا وكذا .
(
251) انظر الفتوح لابن أعثم : 2 / 178 وأضاف : وكان عليه السلام إذا علا قَدّ وإذا وسط قَطّ ، وفي وقعة صفين : 477 ذكر أنّه قتل فيما ذكر العادّون زيادةً على‏ خمسمائة من أعلام العرب ، وانظر كشف اليقين : 158 .
(
252) في (أ) : هذه .
(
253) أكثر المصادر التاريخية ذكرت أنّ عدد قتلى ليلة الهرير ويومها 36 ألف قتيل كما في المعارف : 135 ، والفتوح لابن أعثم : 2 / 178 ، والطبري : 4 / 27 ، ومروج الذهب : 2 / 391 ، وأعيان الشيعة : 1 / 498 ، وكشف اليقين : 158 لكن بعض المصادر ذكرت أنّ عدد القتلى‏ في تلك الليلة ويومها 70 ألف قتيل كما جاء في كتاب سُليم بن قيس : 176 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 208 ، ووقعة صفين : 475 ، ولكن الأصحّ هو الأوّل .
(
254) تقدّمت ترجمته بالإضافة إلى أنّ في وقعة صفين : 475 ذكر أنّ الأشتر في ميمنة الناس ، وابن عباس في الميسرة ، وعليٌّ في القلب ، والناس يقتتلون .
(
255) قدّمت ترجمته وانظر المصدر السابق .
(
256) في (أ) : يقبلون .
(
257) في (أ) : اقتتلوا .
(
258) انظر وقعة صفين : 475 لكن باختلاف يسير وفيه : قال : ازحَفُوا قيدَ رُمْحي هذا . وإذا فعلوا قال : ازحفوا قاب هذا القوس ، فإذا فعلوا سألهم مثل ذلك . وفي الفتوح لابن أعثم : 2 / 173 أضاف قائلاً : فتحيرت أهل الشام من فعالهم - الأشتر ومذحج - والأشتر يومئذٍ على‏ فرسٍ له أدهم ذَنوب في يده صفيحة له يمانية ، إذا طأطأها خلت فيها لهيباً ، وإذا رفعها يغشى البصر من شعاعها ، فهو يضرب بها قدماً قدماً ، فلايصمد لكتيبة إلّا كشفها ، وهو يقول :
أهلي فداكم قاتلوا عن دينكم
فالجبن عن أعدائكم يشينكم
قال : ثمّ حمل فطاعن حتّى كسر رمحه على‏ قربوس سرجه ، ووقف وهو يقول :
الغمرات ثمّ تنجلينا
نحن بنو الحرب بها غذّينا
قال : فقال رجل من أصحاب عليّ عليه السلام : للَّه درّ هذا الرجل لو كانت له نية ، ولكن أظنّ أ نه إنّما يقاتل هذا القتال رياءً وسمعة ، ولا أظنّه يريد بفعاله هذا ماعنداللَّه . قال : فبلغ كلامه الأشتر فغضب من ذلك وقال شعراً :
أيّها الجاهل المسي‏ء بي‏الظنّ
ليس مثلي يجوز فيه الظنون
إلى آخرها ؛ قال : فندم اللخمي على‏ ما قال في الأشتر وقال شعراً :
أصابت ظنوني في رجال كثيرةٍ
وأخطأتُ في ظنّي بأشتر مالك
إلى آخرها . انظر الفتوح : 2 / 174 .
إلى أن قال : وبكى الأشتر فقال عليّ عليه السلام : ما يبكيك ؟ لا أبكى اللَّه عيناك ، فقال : أبكي يا أمير المؤمنين لأني أرى الناس يُقتلون بين يديك وأنا لا اُرزق الشهادة فأفوز بها ، فقال عليّ عليه السلام : أبشر بالخير يا مالك ، ثمّ تمثّل عليّ عليه السلام‏
أيّ يوميك من الموت تفر
يوم لا يقدر أو يومَ قدر
وانظر هذه المساجلة في وقعة صفين : 479 - 480 مع اختلاف يسير في اللفظ ، وانظر ابن أبي الحديد في شرح النهج : 1 / 185 حيث علّق على‏ هذه المساجلة بقوله : قلت : للَّه اُم قامت عن الأشتر . لو أنّ إنساناً يقسم أنّ اللَّه تعالى ما خلق في العرب ولا في العجم أشجع منه إلّا أستاذه عليه السلام لما خشيت عليه الإثم . وللَّه درّ القائل وقد سئل عن الأشتر : ما أقول في رجل هزمت حياته أهل الشام ، وهزم موته أهل العراق . وبحقّ ما قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام : كان الأشتر كما كنتُ لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله .
(
259) انظر المصادر السابقة ، والأخبار الطوال : 188 ، وينابيع المودّة : 2 / 9 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 208 .
(
260) انظر المصادر السابقة ، والأخبار الطوال : 189 ، وتاريخ الطبري : 4 / 33 ، والإمامة والسياسة : 143 وما بعدها .
(
261) في (ب) : عضت .
(
262) في (أ) : عليهم .
(
263) انظر المصادر السابقة باختلاف يسير في اللفظ .
(
264) انظر المصادر السابقة ، وتاريخ الطبري : 4 / 34 .
(
265) انظر تاريخ الطبري : 4 / 34 باختلاف يسير في اللفظ ، وقيل : إنّ عمرو قال : يا معاوية إن رجالك لا يقاومون لرجاله ، ولست مثله ، هو يقاتلك على أمر اللَّه ، وأنت تقاتله على‏ غير أمره ، وأنت تريد البقاء في الدنيا ، وهو يريد الشهادة في الاُخرى ، وأهل العراق يخافون منك إن ظفرت بهم ، وأهل الشام لايخافون علياً إن ظفر بهم ، ولكن ألق إلى القوم أمراً إن قبلوه اختلفوا ، وإن ردّوه اختلفوا . انظر شرح النهج لابن أبي الحديد أيضاً : 2 / 208 ، الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 1 / 135، الأخبار الطوال : 189 ، وقعة صفين : 476 باختلاف يسير في اللفظ حتّى أنّ معاوية قال لعمرو : إنّما هي الليلة حتّى يغدُوَ عليٌّ علينا بالفَيصل فما ترى . . . وفي الفتوح : 2 / 179 : قال معاوية لعمرو : اللَّه ويحك أبا عبداللَّه ، أين حيلك الّتي كنت أعرفها منك؟ فقال عمرو : تريد ماذا ؟ قال : اُريد أن تُسكن هذه الحروب ، فقد اُبيد أهل الشام . . . وفي : 185 منه يقول ابن أعثم : كان معاوية بعد ذلك يقول : واللَّه لقد رجع عنّي الأشتر يوم رفع المصاحف ، وأنا اُريد أن أسأله أن يأخذ لي الأمان من عليٍّ ، وقد هممت ذلك اليوم بالهرب ، ولكن ذكرت قول عمرو بن الأطنابة حيث يقول :
أبت لي عفّتى وأبى‏ بلائي
وأخذي الحمد بالثمن الربيح
انظر هذه الابيات في تاريخ الطبري : 4 / 17 مع اختلاف يسير في اللفظ بإضافة (ودعا معاوية بفرس فركب وكان يقول : أردت أن أنهزم فذكرت قول ابن الأطنابة من الأنصار كان جاهلياً والأطنابة امرأة من بلقين . وانظر معجم الشعراء للمرزباني : 204 . وانظر الأبيات أيضاً في شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 188 .
(
266) في (أ) : رؤوسهم .
(
267) انظر شرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 211 ، ووقعة صفين: 481 قال: فثار أهل الشام فنادوا في سواد الليل: يا أهل العراق مَنْ لذرارينا إنْ قتلتمونا ومَن لذراريكم إن قتلناكم؟ اللَّه اللَّه في البقية... وقريب من هذا اللفظ في الفتوح: 2 / 178 وتاريخ الطبري: 4 / 34. وفي (أ): مَن لثغور الشام بعد أهله ، ومَن لثغور العراق بعد أهله .
(
268) انظر المصادر السابقة ، والطبري في تاريخه : 4 / 34 وأضاف : وننيب إليه .
(
269) في (ب) : على‏ .
(
270) انظر تاريخ الطبري : 4 / 34 ، و : 6 / 27 ط اُخرى والأخبار الطوال : 189 ، والفتوح : 2 / 187 بإضافة : ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة والضحّاك بن قيس وابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، وأنا أعرف بهم منكم ، لأني قد رأيتهم صغاراً وصحبتُهم كباراً ، وكانوا شرَّ أطفال وشرَّ رجال . . . وقريب من هذا في وقعة صفين : 489 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 186 ، وينابيع المودّة : 2 / 13 .
(
271) في (أ) : لا يسعنا .
(
272) في (أ) : ليدنوا .
(
273) انظر المصادر السابقة .
(
274) في (أ) : مسعود .
(
275) في (أ) : حسين .
(
276) انظر المصادر السابقة .
(
277) يقول في وقعة صفين : 489 : فنادَوه باسمه لا بإمرة المؤمنين : يا عليٌّ . . .
(
278) انظر المصادر السابقة ، وأضاف صاحب وقعة صفين : . . . يا عليٌّ ، أجب القومَ إلى كتاب اللَّه إذْ دُعيتَ إليه ، وإلّا قتلناك كما قَتلنا ابن عفان ، فواللَّه لنفعلنَّها إنْ لم تُجِبْهم . فقال لهم : ويحكم ، أنا أوّل من دعا إلى كتاب اللَّه وأوّل من أجاب إليه . . . وقريب من هذا في الفتوح لابن أعثم : 2 / 183 .
(
279) انظر شرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 186 ، و : 2 / 211 وما بعدها ، وقعة صفين : 490 ، الفتوح لابن أعثم : 2 / 183 .
(
280) المصادر السابقة ، والأخبار الطوال : 190، والطبري : 4/35، و : 6/27 ، ومروج الذهب: 3/400 .
(
281) المصادر السابقة ، والأخبار الطوال : 190، والطبري : 4/35، و : 6/27 ، ومروج الذهب: 3/400 .
(
282) في (أ) : مكاني .
(
283) انظر المصادر السابقة مع اختلاف يسير في اللفظ ، وانظر كشف اليقين : 159 .
(
284) في (أ) : فإنّ الفتنة تريد أن تقع فجاء . . .
(
285) في (أ) : سترفع .
(
286) انظر المصادر السابقة ، وفي تاريخ الطبري : 4 / 35 : ابن العاهرة وكذلك في (ج ، د) .
(
287) في (أ) : فخبّروني .
(
288) في (ج) : إمساككم .
(
289) ليست «من الموت» في (أ) .
(
290) في (أ) : البقر .
(
291) انظر هذه المساجلات والمحاورات الكلامية بين مالك الأشتر رحمه الله وبين رسول عليّ عليه السلام من جهة ، وبين مالك الأشتر وبين القوم من جهةٍ اُخرى ، وخاصّة القرّاء الّذين أصبحوا بعد ذلك خوارج في المصادر السابقة كالطبري : 4 / 35 وما بعدها باختلاف يسير في اللفظ ، وكذلك ابن أعثم في الفتوح : 2 / 183 ، وصفين : 490 وما بعدها ، والأخبار الطوال : 190 ، والإمامة والسياسة : 1 / 144 .
وقفه مع رفع المصاحف :
أطبق المؤرّخون وأهل السير على أنّ الجيش الإسلامي العلوي قد اقترب من الفتح ولاح لهم النصروالظفر وتوجّه الخطر إلى معاوية وأصحابه ، وهذا ما بيّنه الإمام عليّ عليه السلام في خطبته الّتي ذكرها صاحب وقعة صفين : 476 وفيها : أيّها الناس ، قد بلغ بكم الأمر وبعدوِّكم ما قد رأيتم ، ولم يَبْقَ منهم إلّا آخر نَفْس ، وإنَّ الاُمور إذا أقبلت اعتبرَ آخرها بأوّلها ، وقد صبر لكم القوم على‏ غير دينٍ حتّى بلغْنا ، وأنا غادٍ عليهم بالغَداة اُحاكمهم إلى اللَّه عزّوجلّ .
ولم يستطع معاوية المقاومة إلّا عن طريق الخدعة والمكر ، فاستعان بعمرو بن العاص - كما أشرنا سابقاً - فأمر معاوية أصحابه في جوف الليل أن يربطوا المصاحف على‏ رؤوس الرماح ، وأصبح الصباح وإذا بأهل العراق يشاهدون خمسمائة مصحف على‏ رؤوس الرماح ، وأهل الشام ينادون . . . ويتعطّفون أهل العراق ويطلبون منهم ترك الحرب وقالوا : هذا كتاب اللَّه عزّ وجلّ بيننا وبينكم . وفي هذا قال النجاشي:
فأصبح أهل الشام قد رفعوا القَنا
عليها كتاب اللَّه خير قُران
ونادوا عليّاً : يابن عمّ محمّد
أما تتقي أن يَهلك الثقلان
انظر كتاب الخيل لأبي عبيدة : 162 وبعض أبيات هذه القصيدة ، ورواها ابن الشجري في حماسته : 33 ، وانظرها في وقعة صفين : 524 - 526 وأقبل عديّ بن حاتم فقال : يا أمير المؤمنين ، إن كان أهلُ الباطل لا يقومون بأهل الحقّ فإنّه لم يُصَب عصبةٌ مِنّا إلّا وقد اُصيب مثلُهَا منهم ، وكان مقروح . . . .
وقال الأشتر : يا أمير المؤمنين ، إنّ معاوية لا خَلَف له من رجاله ، ولك بحمد اللَّه الخَلف ، ولو كان له مثلُ رجالك لم يكن له مثلُ صبرِك ولا بَصَرك ، فاقرع الحديد بالحديد ، واستعن باللَّه الحميد . . . .
ثمّ قال عمرو بن الحمق : يا أمير المؤمنين ، إنّا واللَّه ما أجبناك ولا نصرناك عصبيةً على الباطل ولا أجَبْنا إلّا للَّه عزّ وجلّ ولا طلبنا إلّا الحقّ . . . . .
لكن الأشعث بن قيس قال : يا أمير المؤمنين ، إنّا لك اليوم على‏ ما كُنّا عليه أمس ، وليس آخر أمرِنا كأوَّله ، وما مِنَ القوم أحدٌ أحْنَى على أهل العراق ولا أوْتَر لأهل الشام منِّي ، فأجِب القوم . . . فقال عليّ عليه السلام : إنّ هذا أمرٌ يُنتظر فيه . . . وكان الأشعث وهو المسوَّد من كندة فإنّه لم يرض بالسكوت بل هو من أعظم الناس قولاً في الركون إلى الموادعة ، وأما كبشُ العراق وهو الأشتر فلم يكن يرى إلّا الحرب ولكنه بعد كلّ الّذي ذكرناها من أ نّه يريد فواق ناقة أو عدو الفرس فإنه سكَت على‏ مَضَض ، وأمّا سعيد بن قيس ، فتارةً هكذا وتارة هكذا .
أمّا عليّ عليه السلام فقال : إنّه لم يزل أمري معكم على‏ ما اُحبُّ إلى أن أخذَتْ منكم الحرب ، وقد واللَّه أخذَتْ منكم وتَرَكَتْ ، وأخذَتْ من عدوّكم فلم تترك ، وإنّها فيهم أنْكَى وأنْهَك . ألا إني كنتُ بالأمسِ أمير المؤمنين فأصبحتُ اليوم مأموراً ، وكنتُ ناهياً فأصبحت منهيّاً ، وقد أحببتم البقاء وليس لي أن أحملكم على‏ ما تكرهون . . . .
ثمّ قعد ، وتكلّم رؤساء القبائل . . . من ربيعة كردوس بن هانئ البكري فقال : أيُّها الناس ، إنّا واللَّه ما تولّينا معاوية منذ تبرَّأنا منه ، ولا تبرَّأنا من عليٍّ منذُ تولّيناه . وإنّ قَتْلانا لَشُهداء ، وإنّ أحياءَنا لأبرار ، وإنّ عليّاً لَعلَى بيِّنة من ربه ، ما أحدث إلّا الإنصاف ، وكلّ محقٍّ مُنْصِف ، فمن سلَّم له نجا ، ومَنْ خالَفَه هلك... .
ثمّ قام شقيق بن ثور البكريّ فقال : أيّها الناس ، إنّا دَعونا أهل الشام إلى كتاب اللَّه فردّوه علينا فقاتَلْناهم عليه - إلى ان قال : - وقد أكلتنا هذه الحرب ولا نرى البقاء إلّا في الموادَعة . . . .
ثمّ قام حريث بن جابر البكري فقال : أيّها الناس ، إنّ عليّاً لو كان خَلْفاً من هذا الأمر لكان المفْزَع إليه ، فكيف وهو قائدُه وسائقُه ، وإنّه واللَّه ما قَبِل من القوم اليوم إلّا ما دعاهُم إليه أمسِ ، ولو ردّه عليهم كنتم له أعْنَت ، ولا يُلحد في هذا الأمر إلّا راجعٌ على‏ عقبيه أو مستدرَجٌ بغرور ، فما بيننا وبين من طَغَى علينا إلّا السيف . . . .
ثمّ قام خالد بن المعمّر فقال : يا أمير المؤمنين ، إنَّا واللَّه ما اخترنا هذا المقام أن يكون أحدٌ هو أولى به منّا ، غير أ نّا جعلناهُ ذُخْراً . . . فإنّا لا نرى البقاء إلّا فيما دعاكَ إليه القوم . . . .
ثمّ إنّ الحُصين الربعي وهو أصغر القوم سِنّاً قام فقال : أيّها الناس ، إنّما بُني هذا الدين على التسليم فلا تُوفِّروه بالقياس ولا تهدموه بالشفقة - إلى ان قال : - وإنّ لنا داعياً قد حمِدنا وِردَه وصَدرَه ، وهو المصدّق على‏ ما قال : المأمون على‏ ما فعل . فإن قال : لا قلنا : لا ، وإن قال : نعم ، قلنا : نعم . . . وبلغ معاوية ذلك فبعث إلى مصقلة بن هبيرة فقال : يا مصقلة ، ما لقيتُ من أحدٍ مالقيتُ من ربيعة . . . فبعث مصقلةُ إلى الربعيِّين شعراً . . . . وقال النجاشي شعراً . . . وقال خالد بن المعمّر شعراً . . . وقال الصلتَان شعراً . . . وقال حريث شعراً . . . وقال رفاعة بن شداد كلاماً وشعراً . . . .
والسؤال الّذي يطرح نفسه هو : مَن هو المظلوم في وقعة صفين وما سبقها وما بعدها ؟
والجواب يوضحه قول الرسول صلى الله عليه وآله كما ورد في عيون أخبار الرضا :1 / 236 الباب 27 ح 63 عن الحسين بن عليّ عليه السلام قال : قال : رسول اللَّه صلى الله عليه وآله : يا عليّ ، أنت المظلومُ مِن بعدي ، فويلٌ لِمَن ظلمك واعتدى‏ عليك ، وطُوبى لِمَنْ تبعك ولم يختر عليك . ياعليّ ، أنت المقاتل بعدي ، فويلٌ لِمَنْ قاتلك ، وطُوبى لمن قاتل معك .
لم يحدّثنا التاريخ عن مظلوم غُصب حقّه كالإمام عليّ عليه السلام وهذا ما ورد في تفسير الدرّ المنثور للسيوطي : 2 / 298 . نعم ، لقد صبر عليه السلام وتحمّل كلّ المظالم والمشاقّ لأجل بقاء الإسلام والقرآن والحفاظ على‏ وحدة الاُمّة من التشتّت والتمزّق . وهاهو يقول : مازلت مظلوماً منذ قبض اللَّه تعالى نبيه إلى يوم الناس . وقال عليه السلام أيضاً : لقد ظُلمتُ عدد المَدر والوَبر . ولسنا بصدد بيان كلّ الأحاديث الواردة بهذا الخصوص بل نحيل القارئ الكريم إلى المصادر التالية :
سفينة البحار:2/108 مادة «ظلم»،الشافي في الإمامة للسيّد المرتضى: 3/223، و: 4/114، التاريخ الكبير : 1 / ق 2 / 174 ط حيدر آباد ، الخرايج والجرائح للراوندي : 1 / 180 نشر مؤسّسة الإمام المهدي عليه السلام ، المستدرك : 3 / 142 ، البحار : 2 / 21 و 60 ، و : 28 / 45 و 76 ، و : 40 / 199 ، و : 100 / 265 ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 13 / 300 ، وشرح النهج للفيض : 83 خطبة 26 ، وشرح النهج للعلاّمة الخوئي : 1/458 و569 ، و : 3 / 373 ، العقد الفريد: 4/259، كتاب سُليم بن‏قيس: 25 و96 و97، الإمامة والسياسة: 1 / 13 ، تفسير العيّاشي: 2/307، مرآة العقول: 5/321 ، الكامل في التاريخ : 2 / 219 ، تاريخ الطبري : 3/294 .
أمّا بخصوص معركة صفين فانظر شرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 206 و 209 و 210 وما بعدها ولذا قال الشارح المعتزلي: عن أبي جعفر : ثمّ قام الطفيل بن أدهم حيال عليّ عليه السلام وقام أبو شريح الجذامي حيال الميمنة وقام ورقاء بن‏المعمّر حيال الميسرة ، ثمّ نادوا : يا معشر العرب : اللَّه اللَّه في النساء والبنات والأبناء من الروم والأتراك وأهل فارس غداً إذا فنيتم . . . . فاختلف أصحاب عليّ عليه السلام في الرأي فطائفة تقول القتال واُخرى تقول المحاكمة إلى الكتاب . . . . لكن الأشتر كان يقول : اصبروا فقد حَمي الوطيس.. . وقد خالف‏الأشعث في جيش عليّ‏عليه السلام حين‏الظفر والفتح... واستغلّ معاويةالفرصةوقال: اربطوا المصاحف على أطراف القَنا . . . والإمام عليّ عليه السلام يُطلع جيشه على‏ حيلة معاوية وعمرو لكن أصحاب الجباه السود يتقدّمهم مسعر بن فدكي . . . ومعهم زهاء عشرين ألفاً مُقنّعين بالحديد . . . وقالوا : ابعث إلى الأشتر ليأتينك . . . وقد أشرف الأشتر على‏ عسكر معاوية ليدخله . . . فأرسل إليه الإمام عليّ عليه السلام أن يرجع .
ثمّ انظر إلى خطبته عليه السلام الّتي يبيّن فيها مظلوميته وتثاقل أصحابه كما وردت في شرح النهج للفيض : 85 الخطبة 27 ، و : 107 الخطبة 35 ، و : 275 الخطبة 96 ، وانظر وقعة صفين : 480 - 494 ، تاريخ الطبري : 6 / 27 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد : 1 / 186 - 188 ، الإصابة : 8849 فيها تراجم بعض المعترضين، والمعارف: 41 - 42، وخزانة الأدب : 3/462 وفيها بعض الأشعار، وكذلك الأصمعيات : 43 - 45، والفتوح لابن أعثم : 2/ 186 - 188 وما بعدها، الكامل لابن الأثير : 3 / 316 ، وتاريخ الطبري : 4 / 35 وما بعدها ط اُخرى‏ ، الأخبار الطوال : 189 .

الصفحة السابقة

الفُصُولُ المُهمّة 1

طباعة

الصفحة اللاحقة