الفهرس

الفصل الثامن في ذكر أبي الحسن عليّ بن موسى الرضاعليهما السلام

 


 

965

وهو الإمام الثامن‏(1) تاريخ ولادته ومدّة إمامته ومبلغ عمره‏
ووقت وفاته وعدد أولاده وذكر كنيته ونسبه ولقبه‏
وغير ذلك ممّا يتّصل به‏
قال الشيخ كمال الدين بن طلحة : تقدّم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب‏عليه السلام
 


966

وزين العابدين عليّ بن الحسين‏عليه السلام وجاء عليّ بن موسى الرضا ثالثهما(2) ، ومَن أمعن نظره وفكره‏(3) وجِدّه في الحقيقة وارثهما نمى إيمانه وعلا شأنه وارتفع (واتسع )مكانه وكثر أعوانه وظهر برهانه حتّى أحلّه‏(4) الخليفة المأمون محلّ مهجته وأشركه في مملكته وفوّض إليه أمر خلافته وعقد له على رؤوس الأشهاد عقد نكاح ابنته . وكانت مناقبه علية وصفاته سنية (ومكارمه حاتمية وشنشنه أخزمية وأخلاقه
 


967

عربية) ونفسه الشريفة زكية هاشمية وأرومته الكريمة نبوية(5) .
قال صاحب الإرشاد (ره) : و كان الإمام القائم بعد موسى الكاظم ولده عليّ بن موسى‏الرضاعليه السلام لفضله على جماعة أهل بيته وبنيه وإخوته ووفور علمه وغزير حلمه وإجماع‏(6) الخاصّة والعامّة على اجتماع ذلك فيه والنصّ بالإمامة من أبيه وإشارته إليه بذلك دون سائر أهل بيته وبنيه‏(7) .
وممّن روى ذلك من أهل العلم والدين داود بن كثير الرقّي‏(8) قال : قلت لأبي إبراهيم موسى الكاظم‏عليه السلام : جُعلت فداك إنّي قد كَبُرت سنِّي فَخُذ بِيَدي وأنقذني من النار مَنْ صاحبُنا بَعدَك؟ قال : فأشار إلى ابنه أبي الحسن الرضا فقال : هذا صاحبكم من بعدي‏(9) .
 


968

وعن زياد بن مروان القندي‏(10) قال : دخلت على أبي إبراهيم موسى الكاظم وعنده عليّ ابنه أبو الحسن الرضا فقال لي : يا زياد هذا ابني عليّ كتابه كتابي وكلامه كلامي ورسوله رسولي ، وما قال فالقول قوله‏(11) .
وعن المخزومي : وكانت اُمّه من ولد جعفر بن أبي طالب(رض)(12) قال : بعث إلينا موسى أبو الحسن‏(13) الكاظم‏عليه السلام فجمعنا ثمّ قال : أتدرون لم جمعتكم؟ فقلنا : لا ، قال : اشهدوا أنّ ابني هذا - وأشار إلى عليّ بن موسى الرضا - هو وصيّي والقائم‏(14) بأمري وخليفتي من بعدي مَن كان له عندي دَين فليأخذه من ابني هذا ، ومن كانت له عندي عدّة فليتنجّزها(15) منه ، ومَن لم يكن له بُدٌّ من لقائي فلا يلقني إلّا بكتابه‏(16) .
 


969

ولد عليّ بن موسى الرضاعليه السلام في المدينة سنة ثلاث وخمسين‏(17) ومائة(18) ، للهجرة وقيل سنة ثمان وأربعين‏(19) ومائة .
وأمّا نسبه (رض) أبا واُمّاً فهو عليّ الرضا بن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمّد الباقر ابن عليّ زين العابدين ابن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام‏(20) .
وأمّا اُمّه فاُمّ ولد يقال لها اُمّ البنين‏(21)
 


970

واسمها أروى‏(22) ، وقيل شقراء النوبية وهو لقب لها(23) .
وأمّا كنيته فأبو الحسن‏(24) .
 


971

وأمّا ألقابه : فالرضا(25) والصابر(26) والزكي‏(27) والولي‏(28) ، وأشهرها الرضا(29) .
صفته معتدل القامة(30) ، شاعره دعبل الخزاعي‏(31) ،
 


972

بابه‏(32) محمّد بن الفرات‏(33) . نقش خاتمه «حسبي اللَّه»(34) معاصره الأمين والمأمون‏(35) .
 


973

وأمّا مناقبه‏عليه السلام فمن ذلك ما كان أكبر دلائل برهانه وشهد له بعلوّ قدره وسموّ مكانه وهو أنّه لما جعله المأمون وليّ عهده وأقامه خليفة من بعده كان في حاشية المأمون اُناس قدكرهوا ذلك وخافوا خروج الخلافة عن بني العباس وردّها إلى‏(36) بني فاطمة ، فحصل عندهم من عليّ بن موسى الرضاعليه السلام نفور ، وكانت عادة الرضا إذا جاء إلى دار المأمون ليدخل عليه بادر(37) مَن في الدهليز من الحجّاب‏(38) وأهل النوبة من الخدم والحشم بالقيام له والسلام عليه ويرفعون‏(39) له الستر حتّى يدخل‏(40) .
فلمّا حصلت لهم هذه النفرة تفاوضوا في أمر هذه القضية ودخل منها في قلوبهم شي‏ء قالوا فيما بينهم : إذا جاء ليدخل على الخليفة بعد هذا اليوم نعرض عنه ولانرفع له الستر . واتفقوا على ذلك فيما بينهم . فبينماهم جلوس إذ جاء الرضاعليه السلام على جاري عادته فلم يملكوا أنفسهم أن قاموا وسلّموا عليه ورفعوا له الستر ، فلمّا دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون على كونهم مافعلوا ما اتفقو عليه ، وقالوا : الكرّة الثانية(41) إذا جاء لا نرفعه له .
 


974

فلمّا كان اليوم الثاني وجاء الرضاعليه السلام على عادته قاموا وسلّموا عليه ولم يرفعوا له الستر ، فجاءت ريح شديدة فدخلت في الستر ورفعته أكثر ممّا كانوا يرفعونه له ، فدخل ثمّ سكنت ، ثمّ عند خروجه جاءت الريح أيضاً من الجانب الآخر فرفعته له وخرج ، فأقبل بعضهم على بعض وقالوا : إنّ لهذا الرجل عنداللَّه منزلة وله منه‏(42) عناية انظروا إلى الريح كيف جاءت ورفعت له الستر عند دخوله وعند خرجه من الجهتين ، ارجعوا إلى ما كنتم عليه من خدمته فهو خيرٌ لكم ، فعادوا إلى ماكانوا عليه وزادت عقيدتهم فيه‏(43) .
وعن صفوان بن يحيى‏(44) قال : (لمّا) مضى أبو الحسن موسى الكاظم‏عليه السلام وقام ولده من بعده أبو الحسن الرضاعليه السلام وتكلّم خفنا عليه من ذلك‏(45) وقلت‏(46) له إنّك أظهرت أمراً عظيما وإنّا نخاف عليك من هذا(47) الطاغية -يعني هارون الرشيد - قال ليجهد(48)
 


975

جهده فلا سبيل له عليَ‏(49) .
قال صفوان : فأخبرنا(50) الثقة أنّ يحيى بن خالد البرمكي قال للطاغي‏(51) : هذا عليّ بن موسى الرضا قد قعد(52) وادّعى الأمر لنفسه ، فقال هارون : ما يكفينا ماصنعنا بأبيه تريد أن نقتلهم جميعا(53)؟
وعن‏مسافر قال:كنت مع‏أبي الحسن‏الرضاعليه السلام بمنى فمرّ يحيى‏بن خالد البرمكي‏(54)
 


976

وهو مغطّي‏(55) وجهه بمنديل من الغبار ، فقال الرضاعليه السلام : مساكين هؤلاء لايدرون مايحلّ بهم في هذه السنة . فكان من أمرهم ما كان . قال : وأعجب من هذا أنا وهارون كهاتين ، وضمّ اصبعيه السبّابة والوسطى . قال مسافر : فواللَّه ماعرفت معنى‏ حديثه في هارون إلّا بعد موت الرضا ودفنه إلى جانبه‏(56) .
وعن موسى بن مهران‏(57) قال : رأيت عليّ بن موسى الرضا في المدينة وهارون الرشيد يخطب وقال‏(58) : أتروني وإيّاه ندفن في بيت واحد(59) .
وعن حمزة بن جعفر الا رجاني قال : خرج هارون الرشيد من المسجد الحرام (مرّتين) من باب وخرج عليّ بن موسى الرضاعليه السلام من باب (مرّتين) فقال الرضاعليه السلام وهو يعني هارون : ما أبعد الدار وأقرب اللقاء ، يا طوس يا طوس يا طوس ستجمعني‏(60) وإيّاه‏(61) .
 


977

ومن ذلك ما روي عن بكر بن صالح قال : أتيت الرضاعليه السلام فقلت : امرأتي اُخت محمّد بن سنان وكان من خواصّ شيعتهم بها حمل فادع اللَّه أن يجعله ذكراً ، قال : هما اثنان فولّيت وقلت (في نفسي) : اسمي واحداً محمّداً والاّخر علياً ، فدعاني وردّني فأتيته وقال : سمّ واحداً عليّاً والاُخرى اُمّ عمر(62) ، فقدمت الكوفة وقد ولد لي غلاماً وجارية في بطنٍ فسمّيت الذكر عليّاً والاُنثى اُمّ عمر كما أمرني وقلت لاُمّي : ما معنى اُمّ عمر قالت : جدّتك كانت تسمّى اُمّ عمر(63) .
ومن كتاب إعلام الورى للطبرسي قال : روى الحاكم أبو عبد اللَّه الحافظ بإسناده عن محمّد بن عيسى عن أبي حبيب (النباجي) أنّه قال رأيت النبيّ‏صلى الله عليه وآله في المنام وكأنّه قد وافى النباج ونزل بها في المسجد الّذي ينزله الحجّاج‏(64) من بلدنا في كلّ سنة ، وكأني مضيت إليه وسلّمت عليه ووقفت بين يديه فوجدت‏(65) عنده طبقاً من خوص نخل المدينة فيه تمرصيحاني وكأنّه‏(66) قبض قبضة من ذلك التمر فناولني فعددته فكان‏(67) ثمانية عشر تمرةً ، فتأوّلت أنّي أعيش بعدد كلّ تمرةٍ سنةً ، فلمّا كان بعد عشرين يوماً وأنا في أرض لي تعمر للزراعة إذ(68) جاءني مَن أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضاعليه السلام من المدينة ونزوله ذلك المسجد ، ورأيت الناس يسعون إلى السلام
 


978

عليه من كلّ جانب ، فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الّذي كنت رأيت النبيّ‏صلى الله عليه وآله فيه وتحته حصير مثل الحصير الّذي رأيتها تحته‏صلى الله عليه وآله وبين يديه طبق من خوص وفيه تمرصيحاني ، فسلّمت عليه ، فردّ عليَّ السلام واستدناني‏(69) وناولني قبضة من ذلك التمر فعددتها فإذا عدده مثل ذلك العدد الّذي ناولني‏(70) رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله في النوم ثماني عشرة حبّة تمر ، فقلت : زدني ، فقال : لوزادك رسول اللَّه لزدناك‏(71) .
وروى الحافظ أيضاً بإسناده عن سعيد(72) بن سعد(73) عن أبي الحسن الرضاعليه السلام أنّه نظر إلى رجل فقال : يا عبد اللَّه أوص بما تريد واستعدّ لما لابدّ منه ، فكان ماقد قال : فمات الرجل بعد ذلك بثلاثة أيّام‏(74) .
 


979

وعن الحسين بن موسى قال : كنّا حول أبي الحسن الإمام عليّ الرضا ونحن شبّان‏(75) من بني هاشم إذ مرّ علينا جعفر(76) بن عليّ العلوي وهو رثّ الهيئة ، فنظر بعضنا إلى بعضٍ وضحكنا من هيئته‏(77) ، فقال الرضاعليه السلام : لترونه‏(78) عن قريبٍ كثير المال كثير التبع‏(79) حسن الهيئة فما مضى إلّا شهر واحد حتّى ولّى أمرة المدينة وحسنت حالته وكان‏(80) يمرّ علينا وحوله الخدم (ومعه الخصيان )والحشم يسيرون بين يديه‏(81) .
وعن الحسين بن يسار(82) قال : قال لي الرضاعليه السلام : إنّ عبد اللَّه يقتل محمّداً ، فقلت له : عبد اللَّه بن هارون يقتل محمّد بن هارون؟ فقال (لي) : نعم عبد اللَّه المأمون (الّذي بخراسان) يقتل محمّد الأمين (ابن زبيدة الّذي هو ببغداد )فكان كما قال‏عليه السلام‏(83) .
 


980

وعن أبي الحسن القرضي عن أبيه قال حضرنا مجلس أبي الحسن الرضاعليه السلام فجاءه رجل فشكا إليه حاله فأنشأ الرضا يقول‏(84) :

اعذر أخاك على ذنوبه
واستر وغطّ(85) على عيوبه
واصبر على بهت‏(86) السفيه
وللزمان على خطوبه
ودع الجواب تفضّلاً
وكِلِ الظلوم إلى‏(87) حسيبه
وعن محمّد بن يحيى الفارسي قال : نظر أبو نؤاس‏(88) إلى أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلةٍ له فارهة فدنا منه
 

981

وسلّم عليه وقال : يا بن رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله (قد) قلتُ فيك أبياتاً اُحبّ أن تسمعها منّي فقال له : هات‏(89) ، فأنشأ أبو نؤاس يقول :

مطهّرون نقيّات ثيابهم
تجري الصلاة عليهم أينما(90) ذكروا
من لم يكن علوياً حين تنسبه
فما له من‏(91) قديم الدهر مفتخر
وأنتم الملأ الأعلى وعندكم‏(92)
علم الكتاب وما جاءت به السوَر
فقال الرضاعليه السلام : قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها(93) أحد . ثمّ قال : ما معك يا غلام من فاضل نفقتنا؟ قال : ثلاث مائة دينار ، قال : اعطها إيّاه‏(94) . ثمّ بعد أن ذهب إلى بيته قال‏عليه السلام : لعلّه استقلّها سق يا غلام إليه البغلة(95) .
ونقل الطوسي (ره)(96) في كتابه عن أبي الصلت الهروي قال : دخل دعبل الخزاعي‏(97) على أبي الحسن عليّ بن موسى الرضاعليه السلام بمرو فقال له : يا بن رسول اللَّه إنّي قد قلتُ فيكم أهل البيت قصيدة وآليت على نفسي أن لا اُنشدها أحداً قبلك واُحبّ أن تسمعها منّي ، فقال له الإمام أبي الحسن عليّ بن موسى الرضاعليه السلام :
 

982

هاتها(98) ، فأنشأ يقول :

ذكرتُ محلّ الرَبع من عرفات
فأسبلتُ‏(99) دمع العين بالعبراتِ‏(100)
وفلّ عرى‏(101) صبري وهاجت صبابتي
رسوم ديارٍ أقفرت وعِرات
مدارس آياتٍ خلت من تلاوةٍ
ومنزل وحي مقفر العرصات
لآل رسول اللَّه بالخيف من مِنى
وبالبيت والتعريف والجمرات
ديارُ عليٍّ والحسين وجعفرٍ
وحمزة والسجّاد ذي الثفنات
ديارٌ لعبد اللَّه والفضل صنوه
نجيّ رسول اللَّه في الخلواتِ‏(102)
منازلُ كانت للصلاة وللتقى
وللصوم والتطهير والحسنات
منازلُ جبريل الأمين يحلّها
من اللَّه بالتسليم والزكواتِ‏(103)
منازلُ وحي اللَّه معدن علمه
سبيل رشاد واضح الطرقات
قفا نسأل الدار الّتي خفّ أهلها
متى عهدها(104) بالصوم والصلوات
فأين الاُولى شطّت بهم غربة النوى
أفانينَ‏(105) في الأقطار مفترقاتِ‏(106)
اُحبّ قصيّ الرحم من أجل حبّكم
وأهجر فيكم زوجتي وبناتي‏(107)


983

هم آل‏(108) ميراث النبيّ إذا انتَموا
وهم خير ساداتٍ وخير حماة
مطاعيم في الأعسار(109) في كلّ مشهدٍ
فلقد(110) شُرّفوا بالفضل والبركات
أئمة عدل يهتدى‏(111) بفعالهم
وتؤمن منهم‏(112) زلّةُ العثرات
فياربّ زد قلبي هدىً وبصيرةً
وزد حبّهم ياربّ في حسنات
لقد خفتُ في الدنيا وأيام سعيها(113)
وإنّي لأرجو الأمن بعد وفاتي
ألم تر أنّي مذ ثلاثين حجّةً
أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسّماً
وأيديهم من فيئهم صفُرات
إذا وتُروا مدوا إلى أهل واتريهم‏(114)
اكفّاً عن الأوتار منقبضات
وآل رسول اللَّه هُلبٌ رقابهم‏(115)
وآل زياد غلّظ القصراتِ‏(116)
سأبكيهم ماذّر في الاُفق شارقٌ
ونادى منادي الخير بالصلوات
وما طلعت شمسٌ وحان غروبها
وبالليل أبكيهم وبالغدوات
ديار رسول اللَّه أصبحن بلقعاً
وآل زياد تسكن الحجرات
وآل زياد في القصور مصونة
وآل رسول اللَّه في الفلوات
فلولا الّذي أرجوه في اليوم أو غد
تقطّع نفسي إثرهم حسرات


984

خروج امامٍ لامحالة خارجٌ
يقوم على اسم اللَّه بالبركات
يميز فينا كلّ حقّ وباطل
ويجزي على النعماء والنقمات
فيانفس طيبي ثمّ يا نفس فابشري‏(117)
فغير بعيد كلّما(118) هو آت
 

وهي قصيدة طويلة عدد أبياتها مائة وعشرون اقتصرت منها على هذا القدر(119) .
 


995

ولمّا فرغ دعبل (ره) من إنشادها نهض أبو الحسن الرضاعليه السلام وقال : لاتبرح ، فأنفذ إليه صرّة فيها مائة دينار(120) واعتذر إليه ، فردّها دعبل وقال : واللَّه مالهذا ، جئت للسلام عليه والتبرّك بالنظر إلى وجهه الميمون ، وإني لفي غنى ، فان رأى أن يعطيني شيئاً من ثيابه للتبرّك فهو أحبّ إلىَّ ، فأعطاه الرضا جبّة خزّ وردّ عليه الصرّة ،وقال للغلام :قل‏له خذها ولاتردّها فإنّك ستصرفها أحوج ماتكون إليها(121) .
 


996


فأخذها وأخذ الجبة ثمّ اقام بمرو مدّة فتجهّزت قافلة تريد العراق فتجهّز صحبتها فخرج عليهم اللصوص‏(122) في أثناء الطريق ونهبوا القافلة عن آخرها ولزموا جماعة من أهلها فكتّفوهم وأخذوا ما معهم ، ومن جملتهم دعبل ، فساروا بهم غير بعيد ، ثمّ جلسوا يقتسمون أموالهم فتمثّل مقدم اللصوص وكبيرهم يقول :

أرى فيئهم في غيرهم متقسّماً
وأيديهم من فيئهم صفُرات
ودعبل يسمعه فقال : أتعرف هذا البيت لمن؟ قال : وكيف لا أعرفه وهو لرجل من خزاعة يقال له دعبل شاعر أهل البيت عليهم السلام قاله في قصيدة مدحهم بها ، فقال دعبل : فأنا واللَّه صاحب القصيدة وقائلها فيهم ، فقال : ويلك انظر ماذا تقول؟ قال : واللَّه الأمر أشهر من ذلك واسأل أهل القافلة وهؤلاء الممسوكين معكم يخبروكم بذلك ، فسألهم فقالوا بأسرهم : هذا دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت المعروف الموصوف ، ثمّ إنّ دعبل أنشدهم القصيدة من أوّلها إلى آخرها عن ظهر قلب فقالوا : قد وجب حقّك علينا وقد أطلقنا القافلة ورددنا جميع ما أخذنا منها إكراماً لك يا شاعر أهل البيت .
ثمّ إنّهم أخذوا دعبل وتوجّهوا به إلى قم ووصلوه بمال وسألوه في بيع الجبّة الّتي أعطاها له أبو الحسن الرضا ودفعوا له فيها ألف دينار ، فقال : لا أبيعها وإنّما أخذتها للتبرّك معي من أثره .
 

997


ثمّ إنّه رحل من عندهم من قم بعد ثلاثة أيّام فلما صار خارج البلد على نحو ثلاثة أميال وقيل ثلاثة أيّام خرج عليه قوم من أحداثهم اخذوا الجبّة منه فرجع إلى قم وأخبر كبارهم بذلك فأخذوا الجبّة منهم وردّوها عليه ثمّ قالوا : نخشى أن تؤخذ هذه الجبّة منك يأخذها غيرنا ثمّ لاترجع إليك ، فباللَّه إلّا ما أخذت الألف وتركتها ، فأخذ الألف منهم وأعطاهم الجبّة ثمّ سافر عنهم .
وعن أبي الصلت (ره) قال : قال دعبل (رض) : لمّا أنشدت مولاي الرضا هذه القصيده وإنتهيت إلى قولي :

خروج إمامٍ لامحالة خارجٌ‏(123)
يقوم على اسم اللَّه والبركات
يميّز فينا كلّ حقّ وباطل
ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضاعليه السلام ثمّ رفع رأسه إليَّ وقال : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين‏(124) أتدري مَن هذا الإمام الّذي تقول؟ فقلت‏(125) : لا أدري إلّا أني سمعت يا مولاي بخروج إمام منكم يملأ الأرض‏(126) عدلاً ، فقال : يا دعبل الإمام بعدي محمّد ابني وبعده عليّ ابنه وبعد عليّ ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم المنتظر في غَيبته المطاع في ظهوره ، ولو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل اللَّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً(127) .
 

998


قال إبراهيم بن العباس‏(128) : سمعت العباس يقول : ما سئل الإمام الرضاعليه السلام عن شي‏ءٍ (قطّ) إلّا علمه ، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقت عصره‏(129) ، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شي‏ء فيجيبه الجواب الشافي‏(130) .
وكان قليل النوم (بالليل) كثير الصوم لايفوته صيام ثلاثة أيّام في كلّ شهر ويقول
 


999


ذلك صيام الدهر ، وكان كثير المعروف والصدقة سرّاً وأكثر مايكون ذلك منه في الليالي المظلمة(131) .
وكان جلوس الرضا(132) في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسحٍ‏(133) .
قال إبراهيم بن العباس : سمعت الرضاعليه السلام يقول وقد سأله رجل : أيكلف اللَّه العباد ما لايطيقون؟ فقال : هو أعدل من ذلك ، قال : أفيقدرون على فعل كلّ ما يريدون؟ قال : هم أعجز من ذلك .
وقال (الآبي) صاحب كتاب نثر الدرر : سأل الفضل بن سهل‏(134) عليّ بن موسى الرضاعليه السلام في مجلس المأمون قال : يا أبا الحسن الخلق مجبَرون؟ قال : إنّ اللَّه تعالى أعدل من أن يجبر ثمّ يعذّب ، قال : فمطلَقون؟ قال : اللَّه تعالى‏ أحكم من أن يهمل
 


1000


عبده ويكله إلى نفسه‏(135) .
ومن كتاب عيون أخبار الإمام الرضاعليه السلام تصنيف الشيخ عماد الدين أبي جعفر محمّدبن عليّ بن الحسين بن بابويه رحمهم‏اللَّه: إنّ عليّ بن موسى الرضا حدّث عن أبيه عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب عن النبيّ صلّى اللَّه عليه وعليهم أجمعين أنّ موسى بن‏عمران‏لمّا ناجى ربّه قال:ياربّ أبعيدٌ أنت منّي فاُناديك أم‏قريبٌ فاُناجيك؟ فاوحى اللَّه تعالى إليه : يا موسى أنا جليس من ذكرني ، فقال‏(136) موسى : يا ربّ إني أكون في حال أجلّك أن أذكرك فيها ، فقال : يا موسى اذكرني على كلّ حال‏(137) .
وعن عليّ بن موسى الرضاعليه السلام عن آبائه عن النبيّ‏صلى الله عليه وآله أنه قال : مَن لم يؤمن بحوضي فلا أورده اللَّه حوضي ، ومَن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله اللَّه شفاعتي . ثمّ قال‏صلى الله عليه وآله : إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من اُمّتي ، فأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل‏(138) .
وعن عليّ بن موسى الرضاعليه السلام عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب‏عليه السلام قال : قال رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله : ما كان ولايكون إلى يوم القيامة من مؤمن إلّا وله جار يؤذيه‏(139) .
وعن عليّ بن موسى الرضا عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول‏اللَّه‏صلى الله عليه وآله : الشيب في مقدم الرأس عزّ ، وفي العارضين سخاء ، وفي الذوائب شجاعة ، وفي القفا شؤم‏(140) .
وعنه‏عليه السلام عن آبائه عليهم السلام : قال رسول‏اللَّه‏صلى الله عليه وآله : لمّا اُسري بي إلى السماء رأيت رحماً معلّقة بالعرش تشكو رحماً إلى ربّها أنها قاطعة لها ، قلت : كم بينك وبينها من
 


1001


أب؟ قال : نلتقي من أربعين أباً(141) .
وعن عليّ بن موسى الرضاعليه السلام أنه قال : مَن صام من شعبان يوماً واحداً ابتغاء ثواب اللَّه إلّا دخل الجنّة(142) ، ومَن استغفر اللَّه تعالى في كلّ يوم منه سبعين مرّة حشره اللَّه يوم القيامة في زمرة النبيّ‏صلى الله عليه وآله ووجبت له من اللَّه الكرامة(143) ، ومَن تصدّق في شعبان بصدقة ولو بشقّ تمرة حرّم اللَّه جسده على النار(144) .
وعن عليّ بن موسى الرضاعليه السلام أنه قال : مَن صام أوّل يوم من رجب رغبةً في ثواب اللَّه تعالى وجبت له الجنّة ، ومَن صام في يوم من وسطه شفّع في مثل ربيعة ومضر ، ومَن صام في يوم من آخره جعله اللَّه من أملاك الجنّة وشفّعه اللَّه في أبيه واُمّه وإخوانه وأخواته وأعمامه وعمّاته وأخواله وخالاته ومعارفه وجيرانه وإن كان فيهم مَن هو مستوجب النار(145) .
وعن ياسر الخادم قال : سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضاعليه السلام يقول : أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاث مواطن : يوم يولد المولود ويخرج من بطن اُمّه فيرى‏ الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها ، ويوم يُبعث فيرى أحكاماً لم يرها في دار الدنيا ، وقد سلم اللَّه على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وأمن روعته فقال (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا(146) (147) ) .
وقد سلّم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن أيضاً فقال : (وَالسَّلَامُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا(148) ) .
وقال المولى السعيد إمام الدنيا عماد الدين محمّد بن أبي سعيد(149) بن عبدالكريم
 


1002


الوزّان في محرّم سنة ستّ وتسعين وخمسمائة قال : أورد صاحب كتاب تاريخ نيشابور في كتابه : أنّ عليّ بن موسى الرضاعليه السلام لمّا دخل إلى نيشابور في السفرة الّتي فاز(150) فيها بفضيلة الشهادة كان في قبّة مستورة بالسقلاط(151) على بغلة شهباء وقد شقّ نيشابور ، فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية والمثابران‏(152) على السنّة المحمّدية أبو زرعة الرازي‏(153) ومحمّد بن أسلم الطوسي‏(154) ومعهما خلائق لايُحصون من طلبة العلم وأهل الأحاديث وأهل الرواية والدراية ، فقالا : أيّها السيّد الجليل ابن السادة الأئمّة بحقّ آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلّا ما أريتنا وجهك الميمون المبارك ورويتَ لنا حديثاً عن آبائك عن جدّك محمّدصلى الله عليه وآله نذكرك به .
فاستوقف البغلة وأمر غلمانه بكشف المظلّة عن القبّة وأقرّ عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة ، فكانت له ذؤابتان على عاتقه والناس كلّهم قيام على طبقاتهم ينظرون إليه وهم بين صارخٍ وباكٍ ومتمرّغٍ في التراب ومقبلٍ لحافر(155) بغلته ، وعلا الضجيج فصاحت الأئمّة والعلماء والفقهاء : معاشر الناس اسمعوا وعوا وانصتو لسماع ماينفعكم ولاتؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم . وكان المستملي أبوزرعة
 


1003


ومحمّد بن أسلم الطوسي .
فقال عليّ بن موسى الرضاعليه السلام : حدّثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمّد الباقر عن أبيه عليّ زين العابدين عن أبيه الحسين شهيد كربلاء عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال : حدّثني حبيبي وقرّة عين رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله قال : حدّثني جبرئيل قال : سمعت ربّ العزّة سبحانه وتعالى يقول : كلمة لا إله إلّا اللَّه حصني ، فمن قالها دخل حصني ، ومَن دخل حصني أمن (من) عذابي . ثمّ ارخى الستر على القبّة وسار .
قال فعدّوا أهل المحابر والدوي الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفاً(156) .
قال الاُستاذ أبو القاسم القشيري‏(157) : اتصل هذا الحديث بهذا السند ببعض الاُمراء السامانية فكتبه بالذهب وأوصى أن يُدفن معه في قبره ، فرؤي بالنوم بعد موته فقيل له : مافعل اللَّه بك؟ قال : غفر اللَّه لي بتلفّظي بلا إله إلّا اللَّه وتصديقي بأنّ محمّداً رسول اللَّه (مخلصاً(158)) .
 


1004


ودخل على عليّ بن موسى الرضاعليه السلام بنيشابور(159) قوم من الصوفية فقالوا : إنّ أمير المؤمنين المأمون لمّا نظر فيما ولّاه (اللَّه) من الاُمور فرآكم أهل البيت أولى مَن قام بأمر الناس ، ثمّ نظر في أهل البيت فرآك أولى بالناس من كلّ واحد منهم ، فردّ هذا الأمر إليك ، والإمامة(160) تحتاج إلى من يأكل الجشب‏(161) ويلبس الخشن ويركب الحمار ويعود المريض ويشيّع الجنائز .
قال : وكان الإمام الرضاعليه السلام متّكئاً فاستوى جالساً ثمّ قال : كان يوسف بن يعقوب نبيّاً فلبس‏(162) أقبية الديباج المزرّرة بالذهب والقباطي المنسوجة بالذهب وجلس على متكآت آل فرعون وحكم وأمر ونهى ، وإنّما يراد من الإمام قسطه وعدله‏(163) إذا قال صدق وإذا حكم عدل وإذا وعد أنجز ، إنّ اللَّه لم يحرّم ملبوسا ولامطعماً ، وتلا
 


1005


قوله تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِى أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ‏ى وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ‏(164)) (165) .

ذكر ولاية العهد من المأمون لعليّ بن موسى الرضاعليه السلام

ذكر جماعة من أصحاب السِير ورواة الأخبار بأيّام الخلفاء أنّ المأمون لمّا أراد ولاية العهد للرضاعليه السلام وحدّث نفسه بذلك وعزم عليه أحضر الفضل بن سهل فأعلمه‏(166) بما قد عزم عليه وأمره مشاورة بالاجتماع مع أخيه الحسن على‏(167) ذلك ففعل واجتمعا(168) وحضرا عند المأمون ، فجعل الحسن يُعَظِّم ذلك عليه ويعرفه ما في إخراج الأمر من‏(169) أهل بيته ، فقال له المأمون : إنّي عاهدت اللَّه أني إن ظفرت بالمخلوع‏(170) أخرجت‏(171) الخلافة إلى أفضل‏(172) بني آل أبي طالب ، وما أعلم أحداً أفضلَ من هذا الرجل على وجه الأرض ، ولابدّ من ذلك .
فلمّا رأيا تصميمه وعزيمته على ذلك أمسكا عن معارضته فقال : تذهبان الآن إليه وتخبرانه بذلك عنّي وتلزمانه به ، فذهبا إلى الرضاعليه السلام وأخبراه بذلك وإلزام
 

1006


المأمون له بذلك ، فامتنع منه ، فلم يزالا به حتّى أجاب على أنّه لا يأمر ولا ينهى ولا يولي ولا يعزل ولا يتكلّم بين اثنين في حكم ولا يغيّر شيئاً هو قائم على اُصوله ، فأجابه المأمون إلى ذلك .
ثمّ إنّ المأمون جلس مجلساً خاصّاً لخواصّ أهل دولته من الاُمراء والوزراء والحجّاب والكتّاب وأهل الحلّ والعقد ، وكان ذلك في يوم الخميس وأحضرهم ، فلمّا حضروا قال للفضل بن سهل : أخبر الجماعة الحاضرين برأي أمير المؤمنين في الرضا عليّ بن موسى‏عليه السلام ، وأنه ولّاه عهده وأمرهم بلبس الخُضْرِة والعود لبيعته في الخميس الآخر وأخذ إعطياتهم وأرزاقهم سنة على حكم التعجيل ، ثمّ صرفهم .
فلمّا كان الخميس الثاني حضر الناس وجلسوا على مقادير طبقاتهم ومنازلهم كلٌّ في موضعه ، وجلس المأمون ، ثمّ جي‏ء بالرضاعليه السلام فجلس بين وسادتين عظيمتين وضعتا له وهو لابس الخضرة وعلى رأسه عمامة مقلّد بسيف ، فأمر المأمون ابنه العباس بالقيام إليه والمبايعة له أوّل الناس ، فرفع الرضاعليه السلام يده (فتلقّى‏ بها وجه نفسهِ وببطنها وجوههم )وحطّها من فوق ، فقال له المأمون : ابسط يدك للبيعة ، فقال الرضاعليه السلام : هكذا كان يبايع رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله يضع يده فوق أيديهم ، فقال : أفعل ماترى .
ثمّ وُضِعت بِدَر الدراهم‏(173) والدنانير وقطع‏(174) الثياب والخلع وقام الخطباء والشعراء وذكروا ما كان أمر المأمون وولاية عهده للرضا ، وذكروا فضل الرضا وفرّقت الصِلات والجوائز على الحاضرين على قدر مراتبهم ، وفرّقت في ذلك اليوم أموال عظيمة .
ثمّ إنّ المأمون قال للرضا : قم واخطب الناس ، فقام وتكلّم ، فحمداللَّه وأثنى عليه
 


1007


وثنى بذكر نبيّه محمّدصلى الله عليه وآله وقال : أيّها الناس إنّ لنا عليكم حقّاً برسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله ولكم علينا حقّ به ، فإذا أدّيتم إلينا ذلك وجب لكم علينا الحقّ لكم‏(175) ، والسلام . ولم يسمع منه في هذا المجلس غير هذا .
وخطب للرضا بولاية العهد في كلّ بلد ، وخطب عبدالجبار بن سعيد في تلك السنة على منبر رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله بالمدينة الشريفة فقال في الدعاء للرضا وهو على المنبر : وليُّ عهد المسلمين عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب‏عليه السلام وأنشد :

ستة آباءٍ هم ماهم أفضلُ
من يشرب صوبُ الغَمام‏(176)
وذكر المديني‏(177) قال : لمّا جلس الرضا ذلك المجلس وهو لابس تلك الخلع والخطباء يتكلَّمون وتلك الألوية تخفق على رأسه نظر أبو الحسن الرضا إلى بعض مواليه الحاضرين ممّن كان يختصّ به وقد داخله من السرور مالا عليه من مزيد(178) وذلك لما رأى ، فأشار إليه الرضا فدنا منه وقال له في اُذنه سرّاً : لاتشغل قلبك بهذا الأمر (179)ولاتستبشر به فإنّه شي‏ء لايتمّ‏(180) .
 

1008


وهذا مختصر من كتاب العهد الّذي كتبه المأمون الخليفة للرضا بخطّه اختصرته لطوله وذكرت أوّله وآخره وصورته :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، هذا كتابٌ كتبه عبد اللَّه بن هارون الرشيد لعليّ بن موسى بن جعفر وليّ عهده :
أمّا بعد ، فإنّ اللَّه عزّوجلّ اصطفى الإسلام ديناً واختار له من عباده رسلاً دالّين عليه وهادين إليه ، يبشّر أوّلهم بآخرهم ، ويصدّق تأليهم ماضيهم ، حتّى انتهت نبوّة اللَّه تعالى إلى محمّدصلى الله عليه وآله على فترةٍ من الرسل ودروسٍ من العلم وانقطاعٍ من الوحي واقتراب من الساعة ، فختم اللَّه به النبيّين وجعله شاهداً لهم‏(181) ومهيمناً عليهم ، وأنزل عليه الكتاب العزيز الّذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل‏(182) من حكيمٍ حميد . فلمّا انقضت النبوّة وختم اللَّه بمحمّدصلى الله عليه وآله بالرساله‏(183) جعل قوام الدين ونظام أمر المسلمين في الخلافة(184) ونظامها والقيام بشرايعها وأحكامها .
 


1009


ولم يزل أمير المؤمنين منذ انقضت إليه الخلافة وحمل مشاقّها واختبر مرارة طعمها ومذاقها مسهر العينين مضنياً لبدنه مطيلاً لفكره فيما فيه عزّ الدين وقمع المشركين وصلاح الاُمّة وجمع الكلمة ونشر العدل وإقامه الكتاب والسنّة ومنعه ذلك من الحفظ والدعة ومهنأ العيش محبّة أن يلقى اللَّه سبحانه وتعالى مناصحاً له في دينه وعباده ومختاراً لولاية عهده ورعاية الاُمّة من بعده ، أفضل من يقدر عليه في دينه وورعه وعلمه ، وأرجاهم للقيام بأمر اللَّه تعالى وحقّه ، مناجياً للَّه تعالى بالاستخارة في ذلك ومسألته الهامّة مافيه رضاه وطاعته في آناء ليله ونهاره ، معملاً فكره ونظره فيما فيه طلبه والتماسه في أهل بيته من ولد عبد اللَّه بن العباس وعليّ بن أبي طالب ، مقتصراً ممّن علم حاله ومذهبه منهم على علمه وبالغاً في المسألة ممّن خفي عليه أمره جهده وطاقته ، رضاه وطاعته ، حتّى استقصى اُمورهم معرفة ، وابتلى‏(185) أخبارهم مشاهدة ، واستبرأ أحوالهم معاينة ، وكشف ماعندهم مسائلة .
وكانت خيرته بعد استخارة اللَّه تعالى واجتهاده نفسه في قضاء حقّه في عباده وبلاده في الفئتين جميعاً عليّ بن موسى الرضا ابن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب‏عليه السلام لما رأى من فضله البارع وعلمه الذايع وورعه الظاهر الشايع وزهده الخالص النافع ، وتخليته من الدنيا وتفرّده عن الناس وقد استبان له مالم تزل الأخبار عليه مطبقة والألسن عليه متّفقة والكلمة فيه جامعه والأخبار واسعة ، ولما لم نزل نعرفه به من الفضل يافعاً وناشئاً وحدثاً وكهلاً فلذلك عقد له بالعهد والخلافة من بعده واثقاً بخيرة اللَّه تعالى في ذلك ، إذ علم اللَّه تعالى أنه فعله إيثاراً له وللدين ونظراً للإسلام وطلبا للسلامة وثبات الحجّة والنجاة في اليوم الّذي يقوم الناس فيه لربّ العالمين .
 


1010


ودعا أمير المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصّته وقوّاده وخدمه فبايعه الكلّ مطيعين مسارعين مسرورين عالمين بإيثار أمير المؤمنين طاعة اللَّه على الهوى في ولده وغيره‏(186) ممن هو أشبك منه رحماً وأقرب قرابةً . وسمّاه الرضا إذ كان رضيّاً عنداللَّه تعالى وعند الناس ، وقد آثر طاعة اللَّه والنظر لنفسه وللمسلمين ، والحمدللَّه ربّ العالمين . وكتب بيده في يوم الاثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين‏(187) .
وهذه صورة ما على ظهر العهد مكتوباً بخطّ الإمام عليّ بن موسى الرضاعليه السلام من غير اختصار :
بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، الحمدللَّه الفعّال لما يشاء ، لامعقّب لحكمه ولا رادَّ لقضائه ، يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور ، وصلواته على نبيه محمّد خاتم النبيّين وآله الطيّبين الطاهرين .
أقول وأنا عليّ بن موسى بن جعفر : إنّ أمير المؤمنين عضده اللَّه بالسداد ووفّقه للرشاد عرف من حقّنا ما جهله غيره فوصل أرحاماً قُطعت وآمن أنفساً(188) فُزعت ،
 


1011


بل أحياها وقد تلفت بعد أن أمن الحياة أنسيت‏(189) وأغناها(190) بعد فقرها(191) ، وعرفها بعد نكرها ، مبتغياً بذلك رضا ربّ العالمين لايريد جزاءً من غيره وسيجزي اللَّه الشاكرين ولايضيع أجر المحسنين .
وإنّه جعل إليَّ عهده والإمرة الكبرى إن بقيت بعده ، فمن حلّ عقدة أمر اللَّه بشدّها (أ )وقصم عروةً أحبّ اللَّه إيثاقها(192) فقد أباح اللَّه حريمه وأحلّ محرمه إذا كان بذلك زارياً(193) على الإمام منتهكاً حرمة الإسلام (بذلك جرى السلف فصبر منه على الفلتات ولم يعترض على الفرمات) وخوفاً من شتات الدين واضطراب حبل (194)المسلمين وحذر (195)فرصة تُنتهز وناعقة(196) تُبتدر .
وقد جعلتُ للَّه على نفسي عهداً - إن استرعاني أمر المسلمين وقلّدني خلافتة - العمل فيهم عامّة وفي بني العباس بن عبدالمطلب خاصّة أن أعمل فيهم بطاعة اللَّه تعالى وطاعة رسوله‏صلى الله عليه وآله و(ان) لا اُسفك دماً حراماً ولا اُبيح فرجاً ولا مالاً إلّا ماسفكته حدوده‏(197) وأباحته فرائضه ، وأن أتخيّر الكفاة جهدي وطاقتي ، وجعلتُ بذلك على نفسي عهداً مؤكّداً يسألني اللَّه عنه فإنّه عزّوجلّ يقول : (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسُْولًا) . وإن أحدثتُ أو غيّرتُ أو بدّلتُ كنتُ للغِيَر(198) مستحقّاً وللنكال
 


1012


متعرّضاً ، وأعوذ باللَّه من سخطه وإليه أرغب في التوفيق لطاعته والحول بيني وبين معصيته في عافيةلي وللمسلمين . والجامعة والجفر يدلّان على ضدّ ذلك ، وما أدري مايفعل بي و(لا )بكم إنِ الحكم إلّا للَّه يقضي بالحقّ وهو خير الفاصلين ، لكنني امتثلت أمر أمير المؤمنين وآثرت رضاه واللَّه تعالى يعصمني وإيّاه ، وأشهدت اللَّه على نفسي بذلك وكفى باللَّه شهيداً . وكتبت بخطّي بحضرة أمير المؤمنين أطال اللَّه بقاءه‏(199) والحاضرين من أولياء نِعَمهِ وخواصّ دولته وهم : الفضل بن سهل ، وسهل بن الفضل ، والقاضي يحيى بن أكثم ، وعبد اللَّه بن طاهر ، وثمامة بن أشرس‏(200) ، وبشر بن المعتمر ، وحمّاد بن النعمان ، وذلك في شهر رمضان سنة إحدى ومائتين .
صورة رقم شهادة القاضي يحيى بن أكثم : شهد يحيى بن أكثم على مضمون هذا الكتاب ظهره وبطنه وهو يسأل اللَّه تعالى أن يعرّف أمير المؤمنين وكافّة المسلمين بركة(201) هذا العهد والميثاق . وكتب بخطّه في التاريخ المبيَّن فيه .
صورة رقم شهادة عبد اللَّه بن طاهر : أثبت شهادته فيه بتاريخه ، عبد اللَّه بن ظاهر .
وصورة رقم شهادة حمّاد بن النعمان : شهد حمّاد بن النعمان بمضمونه ظهره و بطنه‏(202) وكتبه بيده في تاريخه .
وصورة رقم شهادة ابن المعتمر(203) : شهد بذلك بشر بن المعتمر(204) .
وعلى الجانب الأيسر بخطّ الفضل بن سهل : رسم أمير المؤمنين (أطال اللَّه بقاءه )
 


1013


قراءة(205) هذه الصحيفة الّتي هي صحيفة العهد والميثاق (نرجو أن نجوز بها الصراط )ظهرها وبطنها(206) بحرم سيّدنا رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله بين الروضة والمنبر على رؤوس الأشهاد وبمرأى ومسمع من وجوه بني هاشم وسائر الأولياء والأخيار (والأحفاد) بعد أخذ البيعة عليهم واستيفاء شروطها بما أوجبه أمير المؤمنين من العهد لعليّ بن موسى الرضاعليه السلام لتقوم به الحجّة على جميع المسلمين ولتبطل‏(207) الشبهة الّتي كانت اعترضت آراء(208) الجاهلين ، وما كان للَّه ليَذرَ المؤمنين على ما أنتم عليه . وكتب الفضل بن سهل بحضرة أمير المؤمنين في تاريخ المعيّن فيه‏(209) .
 


1018


روي إبراهيم بن العباس قال : كانت البيعة للرضا لخمس خلون من شهر رمضان المعظّم سنة إحدى ومائتين‏(210) .
وزوّجه المأمون ابنته اُمّ حبيب في أوّل سنة اثنين ومأتين‏(211) والمأمون متوجّه إلى العراق .
وممّا نقل إلى الأسماع بالاستماع وروته الألسن بالبقاع في الأصقاع وخطّته الأيدي في الصحائف والرقاع أنّ الخليفة المأمون وجد في يوم عيد انحراف مزاج أحدث عنده ثقلاً له عن الخروج إلى الصلاة فقال لأبي الحسن الرضا : قم يا أبا الحسن اركب وصلّ بالناس العيد ، فامتنع وقال : قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط فاعفني من الصلاة ، فقال المأمون : انّما اُريد أن أنوه‏(212) بذكرك ليشهر أمرك بأنك وليّ عهدي والخليفة من بعدي ، وألحّ عليه في ذلك فقال له الرضا : إن أعفيتني من ذلك كان أحبّ إليَّ ، فإن أبيت إلّا أن أخرج إلى الصلاة بالناس فإنّما أخرج كما كان النبيّ‏صلى الله عليه وآله يخرج للصلاة وعلى الصفة الّتي كان يخرج عليها رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله ، فقال المأمون : افعل كيف ما أردت .
 


1019


وأمر المأمون القوّاد والجند وأعيان دولته‏بالركوب في خدمته إلى المصلّى فركب الناس إلى بيته وحضر القوّاد والمؤذّنون والمكبّرون إلى بابه ينتظرون أن يخرج .
فخرج إليهم الرضا وقد اغتسل ولبس أفخر ثيابه وتعمّم بعمامة (بيضاء من) قطن وألقى طرفاً منها على عاتقه‏(213) ومسّ طيباً وأخذ عكّازة(214) في يده وخرج ماشياً ولم يركب ، وقال لمواليه وأتباعه : افعلو كما فعلت ، ففعلوا كفعله ، وساروا بين يديه عند شروق‏الشمس رافعين أصواتهم بالتكبير والتهليل ، فلمّا رأوه القوّاد والجند على تلك الحالة لم يسعهم إلّا أن نزلوا عن خيولهم ومراكبهم وساروا بين يديه وتركوا دوّابهم مع غلمانهم خلف الناس ، وكان كلّما كبّر الرضا كبّر الناس تكبيرة ، وكلّما هلّل هلّلوا تهليلة وهم سائرون بين يديه حتّى خيل للناس أنّ الحيطان والجدران تجاوبهم بالتكبير والتهليل ، وتزلزلت مرو وارتفع البكاء والضجيج ، فبلغ ذلك المأمون فقال له الفضل : إن بلغ الرضا المصلّى افتتن الناس به وخفنا على دمائنا وأرواحنا وعليك في نفسك فابعث إليه فردّه ، فبعث إليه المأمون قائلاً : قد كلّفناك يا أبا الحسن شططاً ولانحبّ أن تلحقك مشقّة ، ارجع إلى بيتك يصلّي بالناس من كان يصلّي بهم قبل . فرجع عليّ بن موسى الرضاعليه السلام إلى بيته وركب المأمون فصلّى بالناس‏(215)
 


1020

قال هرثمة بن أعين‏(216) - وكان من خدّام الخليفة عبد اللَّه المأمون إلّا أنه كان محبّا لأهل البيت إلى الغاية ويعدّ نفسه من شيعتهم وكان قائماً بخدمة الرضا وجميع مصالحه مؤثراً لذلك على جميع أصحابه مع تقدّمه عند المأمون وقربه منه قال : - طلبني سيّدي أبوالحسن الرضاعليه السلام في يوم من الأيّام فقال لي : يا هرثمة إنّي مطّلعك على أمرٍ يكون سرّاً عندك لا تظهره لأحد مدّة حياتي ، فإن أظهرته حال حياتي كنت خصيماً لك عنداللَّه . فحلفتُ له إنّي لا أتفوّه بما تقوله لي مدّة حياته .
فقال لي : اعلم يا هرثمة إنّه قد دنا(217) رحيلي (إلى اللَّه تعالى‏ )ولحوقي بجدّي وآبائي ، وقد بلغ الكتاب أجله وإنّي اُطعم عنباً ورمّاناً مفروكاً(218) فأموت ، ويقصد الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه الرشيد وأنّ اللَّه لايقدره على ذلك ، وانّ الأرض تشتدّ عليهم فلا تعمل فيها المعاول ولايستطيعون حفر شي‏ء منها فتكون تعلم . يا هرثمة إنّما مدفني في الجهة الفلانية من الحدّ الفلاني ، بموضع عيِّنه له عنده ، فإذا أنا متّ وجهّزت فأعلمه بجميع ما قلته لك ليكونوا على بصيرة من أمري ، وقل له إن اُوضعت في نعشي وأرادوا الصلاة عليَّ فلا يصلى عليَّ وليأني بي قليلاً فإنّه يأتيكم رجل عربي ملثّم على ناقة له مصرع من جهة الصحراء عليه وعثاء(219) السفر فينيخ راحلته وينزل عنها فيصلّي عليَّ وصلّوا معه عليَّ ، فإذا فرغتم من الصلاة عليَّ وحملتموني إلى مدفني الّذي عينته لك فاحفر شيئاً يسيراً من وجه
 


1021

الأرض تجد قبراً مطبقًا معموراً في قعره ماء أبيض ، إذا كشفت عنه الطبقات نشف‏(220) الماء فهذا مدفني فادفنوني فيه .
واللَّه اللَّه يا هرثمة أن تخبر بهذا أو بشي‏ء منه قبل موتي . قال هرثمة : فواللَّه ما طالت الأناة حتّى أكل الرضا عند الخليفة عنباً ورمّاناً مفتوتاً فمات‏(221) .
عن أبي الصلت الهروي‏(222) ( أنّه ) قال : دخلت على الرضا وقد خرج من عند المأمون فقال لي : يا أبا الصلت قد فعلوها ، وجعل يوحّد اللَّه ويمجّده‏(223) ، فأقام يومين ومات في اليوم الثالث .
قال هرثمة : فدخلت على عبد اللَّه المأمون لمّا رفع إليه موت أبي الحسن الرضا فوجدت المنديل في يده وهو يبكي عليه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ثَمّ كلام أتاذن لي أن أقوله لك؟ قال : قل ، قلت : إنّ الرضا أسرَّ إليَّ في حياته بأمرٍ وعاهدني أن
 


1022

لا أبوح به لأحد إلّا لك عند موته . (قال : هات )وقصصت عليه القصة الّتي قالها لي من أوّلها إلى آخرها وهو متعجّب من ذلك ، ثمّ أمر بتجهيزه وخرجنا بجنازته إلى المصلّى وتأنّينا بالصلاة عليه قليلاً فإذا بالرجل قد أقبل على بعيرٍ من جهة الصحراء كما قال ونزل ولم يكلّم أحداً فصلّى عليه وصلّى الناس معه ، وأمر الخليفة بطلب الرجل فلم يروا له أثراً ولالبعيره‏(224) .
ثمّ إنّ الخليفة قال : نحفر له من خلف قبر الرشيد ، فقلت له : يا أمير المؤمنين ألم اُخبرك بمقالته؟ قال : نريد ننظر إلى ماقلته ، فعجز الحافرون ، فكانت الأرض أصلب من الصخر الصوان ، وعجزوا عن حفرها وتعجّب الحاضرون من ذلك ، وتبيّن للمأمون صدق ما قلته له عنه . فقال : أرني الموضع الّذي أشار إليه ، فجئت بهم إليه فما كان إلّا أن كشف التراب عن وجه الأرض فظهرت الأطباق فرفعناها فظهر من تحتها قبر معمول وإذا في قعره ماء أبيض ، وأعلمت الخليفة فحفر وأبصره على الصفة الّتي ذكرتها له ، وأشرف عليه المأمون وأبصره . ثمّ إنّ ذلك الماء نشف من وقته فواريناه ورددنا فيه الأطباق على حالها والتراب ، ولم يزل الخليفة المأمون يتعجّب بما رأى وممّا سمعه منّي ويتأسّف عليه ويندم ، وكلّما خلوت في خدمته يقول : يا هرثمة كيف قال لك أبو الحسن الرضا؟ فاُعيد عليه الحديث فيتلهّف ويتأسّف ويقول : إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون‏(225) .
 


1023

قال بعض الأئمّة من أهل العلم : مناقب عليّ بن موسى الرضا من أجلّ المناقب ، وإمداد فضائله وفواضله متوالية كتوالي الكتائب ، وموالاته محمودة البوادي والعواقب‏(226) ، وعجائب أوصافه من غرائب العجائب ، وسؤدده ونبله قد حلّ من الشرف في الذروة والمغارب ، فلمواليه‏(227) السعد الطالع ولمناويه النحس الغارب . أمّا شرف آبائه فأشهر من الصباح المنير وأضوأ من عارض الشمس المستدير . وأمّا أخلاقه وسماته وسيرته وصفاته ودلائله وعلاماته ونفسه الشريفه فناهيك من فخارٍ وحسبك من علوّ مقدارٍ جاز على طريقة ورثها عن الآباء وورثها عنه البنون ، فهم جميعاً في كرم الاُرومة وطيب الجرثومة كأسنان المشط متعادلون فشرفاً لهذا البيت المعالي الرتبة السامي المحلّة ، لقد طال السماء علاءً ونبلاً ، وسما على الفراقد منزلةً ومحلّاً ، واستوفى صفات الكمال ، فما يستثنى في شي‏ءٍ منه لغيره وإلّا انتظم هؤلاء الأئمّة انتظام اللآلي ، وتناسبوا في الشرف فاستوى المقدّم والتالي ، ونالوا رتبة مجدٍ يحيط عنها المقصّر والعالي ، اجتهد عداتهم في خفض منازلهم واللَّه يرفعه ، وركبوا الصعب والذلول في تشتيت شملهم واللَّه يجمعه ، وكم ضيّعوا من حقوقهم ما لا يهمله اللَّه ولايضيّعه‏(228) .
كانت وفاة عليّ‏بن موسى‏الرضاعليه السلام بطوس من‏خراسان في قرية يقال لها سناباد(229) في آخر صفر سنة ثلاث ومائتين‏(230) ، وله من العمر يومئذٍ خمس وخمسون سنة(231) .
 


1024

كانت مدّة إمامته عشرون‏(232) سنة ، كان أوّلها في بقية ملك الرشيد ، ثمّ ملك ولده محمّد المعروف بالأمين وهو ابن‏زبيدة بعد ثلاث سنين‏وخمسة وعشرين يوماً، ثمّ خلع الأمين وأجلس مكانه عمّه إبراهيم بن المهدي المعروف بابن شكلة أربعة
 


1025

 عشر يوماً ، ثمّ خرج‏(233) محمّد الأمين من الحبس وبويع له ثانية وبقي سنة وسبعة(234) أشهر وثلاثة وعشرين يوماً ، وقتله طاهر بن الحسين ، ثمّ ملك بعده المأمون - عبد اللَّه المأمون - ابن هارون الرشيد عشرين سنة وثلاثة وعشرين يوماً واستشهد الرضاعليه السلام في أيّامه‏(235) .
 


1031

قال ابن الخشّاب في كتابه مواليد أهل البيت : ولد للرضا خمس بنين وابنة واحدة ، أسماء أولاده : محمّد القانع والحسن وجعفر وإبراهيم والحسين ، والبنت عائشة (فقط) رضوان اللَّه عليهم أجمعين‏(236) .


1. سبق وأن ذكرنا الأحاديث والنصوص الّتي ذكرت الأئمة بأسمائهم ونصّت على أنّ الإمام الثامن هو عليّ بن موسى الرضاعليه السلام . أمّا النصوص الّتي دلّت عليه بالخصوص من قِبل جدّه الإمام الصادق عليه السلام فهي كثيرة .
منها ماورد في عيون أخبار الرضا : 1 / 29 ح 2 ، والبحار : 48 / 23 ح 37 ، و : 49 / 18 ح 18 ، وإثبات الهداة : 6 / 20 ح 43 ، وحلية الأبرار : 2 / 384 بلفظ « ... عن أبي أيوب الخزّاز عن سلمة بن محرز قال : قلت لأبي عبد اللَّه‏عليه السلام : إنّ رجلاً من العجلية - من أصحاب سعيد العجلي الكوفي الأعور - قال لي : كم عسى أن يبقى لكم هذا الشيخ؟ إنما هو سنة أو سنتين حتّى يهلك ، ثمّ تصيرون ليس لكم أحد تنظرون إليه . فقال أبو عبد اللَّه‏عليه السلام : ألا قلت له : هذا موسى بن جعفرعليه السلام قد أدرك ما يدرك الرجال . وقد اشترينا له جارية تباح له فكأنك به إن شاء اللَّه ، قد ولد له خلف فقيه» . وقريب من هذا في الغيبة للطوسي : 28 وكمال الدين : 2 / 657 ح 2 .
2. يقصد بأنّه الثالث من الأئمّة عليهم السلام يسمى‏ باسم عليّ وهم : عليّ بن أبي طالب ، وعليّ بن الحسين ، وعليّ بن موسى الرضا عليهم السلام . أمّا النصوص عليه من قِبل أبيه موسى بن جعفرعليهما السلام فكثيرة ، منها كما ورد في عيون أخبار الرضا : 1 / 31 ح 28 ، والوسائل : 18 / 557 ح 2 ، وإثبات الهداة : 6 / 21 ح 45 ، والبحار : 49 / 20 ح 26 ، وحلية الأبرار : 2 / 384 «عن عبد اللَّه بن عبدالرحمن عن المفضّل بن عمر قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما السلام وعليّ ابنه‏عليه السلام في حجره ، وهو يقبّله ويمصّ لسانه ويضعه على عاتقه ويضمّه إليه ويقول : بأبي أنت واُمّي ما أطيب ريحك ، وأطهر خلقك وأبين فضلك ، قلت : جعلت فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودّة مالم يقع لأحد إلّا لك ، فقال لي : يا مفضّل هو منّي بمنزلتي من أبي‏عليه السلام (ذُرِّيَّةَبَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ‏) . قال : قلت : هو صاحب هذا الأمر من بعدك؟ قال : نعم ، من أطاعه رشد ومن عصاه كفر» .
وعن عليّ بن يقطين قال له أبو الحسن‏عليه السلام : يا عليّ ، هذا أفقه ولدي وقد نحلته كنيتي وأشار بيده إلى عليّ ابنه ... انظر بصائر الدرجات : 64 / 7 ، وإثبات الهداة للحرّ العاملي : 6 / 26 / 58 ، تفسير العيّاشى : 2 / 115 ح 149 ، الكافي : 1 / 313 ح 1 ، حلية الأبرار للمحدّث البحراني : 2 / 375 ، البرهان : 2 / 168 ح 4 ، قرب الإسناد للحميري القمّي : 166 ، مستدرك الوسائل : 13 / 44 ح 3 .
وانظر رجال الكشّي : 1 / 30 ح 22 ، و : 477 ح 905 ، و : 450 ح 848 ، الصراط المستقيم : 2 / 164 ، عيون أخبار الرضا : 1 / 23 ح 9 ، الإمامة والتبصرة : 77 ح 68 ، إعلام الورى : 317 ، مدينة المعاجز : 420 ح 246 ، الشيخ المفيد في الإرشاد : 344 ، الطوسي في الغيبة : 27 ، كشف الغمّة : 2 / 272 ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي : 384 ، إحقاق الحقّ للقاضي الشوشتري : 12 / 351 ، إثبات الوصية : 197 ، كفاية الأثر للخزّاز القمّي : 267 ، روضة الواعظين : 1 / 265 ، كفاية المهتدي : 122 (مخطوط) ، دلائل الإمامة للطبري : 230 ، الثاقب في المناقب : 434 (مخطوط) .
ذكرنا هذه المصادر على سبيل المثال لا الحصر وهي تؤكد على إمامته من رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله والإمام عليّ‏عليه السلام وكذلك أجداده وأبيه ونفسه أيضاً صلوات اللَّه عليهم أجمعين ، فلاحظ .
3. في (ب) : النظر والفكر .
4. في (أ) : أدخلة .
5. انظر مطالب السؤول : 84 وزاد « ... ومكارمه حاتمية نبوية ، وشنشنته أخزمية ، وأخلاقه عربية ، ونفسه الشريفة هاشمية فمهما عدّ من مزاياه كان‏عليه السلام أعظم منها ومهما فصّل من مناقبه كان أعلى رتبةً منها»، الاتحاف بحبّ الأشراف: 156،إحقاق الحقّ للقاضي الشوشتري: 19/557، وأورد بعضها صاحب الصواعق المحرقة : 122 ، الأنوار القدسية للسنهوتي : 39 ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي : 363 .
6. في (ج) : اجتماع .
7. انظر الإرشاد للشيخ المفيد : 2 / 247 مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ . وانظر المصادر السابقة المذكورة في الهامش الأوّل من هذا الفصل .
8. انظر ترجمته في رجال البرقي : 32 ، رجال النجاشي : 156 ، رجال الشيخ : 190 ، فهرست الطوسي : 68 ، رجال الكشّي : 402 ، معالم العلماء : 48 ، رجال ابن داود : 245 ، و رجال الحلّي : 67 ، و جامع الرواة : 1 / 307 ، مجمع الرجال : 2 / 289 ، تهذيب التهذيب : 3 / 199 ، ميزان الاعتدال : 2 / 19 ، معجم رجال الحديث : 7 / 124 .
9. بق وأن أشرنا إلى مصادر هذا الحديث وغيره في الهامش الأوّل من هذا الفصل فلاحظ ، وانظر الإرشاد للشيخ المفيد : 2 / 248 ، و : 342 ط آخر ، الكافي : 1 / 249 ح 3 ، عيون أخبار الرضا : 1 / 73 ح 7 ، الغيبة للطوسي : 34 و 25 ح 9 ، إعلام الورى : 304 و 315 ، البحار : 49 / 23 ح 34 ، حلية الأبرار للمحدّث البحراني : 2 / 381 و 372 ، إثبات الهداة للحرّ العاملي : 6 / 3 ح 3 ، كشف الغمّة : 2 / 270 ، المستجاد من كتاب الإرشاد : 446 ، إحقاق الحقّ : 12 / 349 ، الصراط المستقيم للشيخ عليّ بن يونس العاملي : 2 / 165 ، كفاية الأثر للخزّاز القمّي : 268 .
10. في (أ) : العبدي .
قال الشيخ الصدوق رحمه الله في عيون أخبار الرضا : إنّ زياد بن مروان القندي روى هذا الحديث ثمّ أنكره بعد مضي موسى‏عليه السلام وقال بالوقف وحبس ماكان عنده من مال موسى بن جعفرعليه السلام .
11. انظر الإرشاد : 2 / 250 ، و : 343 ط آخر ولكن بلفظ «فالقول قولي» وانظر أيضاً الكافي : 1 / 249 ح 6 ، البحار : 49 / 19 ح 23 ، عيون أخبار الرضا : 1 / 31 ح 25 ، الغيبة للطوسي : 37 ح 14 ، الصراط المستقيم : 2 / 164 ، إثبات الوصية : 197 باختلاف يسير ، كشف الغمّة : 2 / 271 ، حلية الأبرار : 2 / 373 إحقاق الحقّ : 2 / 349 .
12. عيون أخبار الرضا : 1 / 27 ح 14 و 13 ، الإرشاد : 343 ، و : 2 / 250 و 251 ط آخر إعلام الورى : 316 ، الغيبة للطوسي : 37 ح 15 ، الصراط المستقيم : 2 / 165 ، حلية الأبرار للمحدّث البحراني : 2 / 374 و 382 ، إحقاق الحقّ : 12 / 348 ، الكافي : 1 / 312 و 249 ح 7 ، كشف الغمّة للإربلي : 2 / 271 ، إثبات الهداة للحرّ العاملي : 6 / 3 ح 5 ، 6 / 17 ح 34 ، البحار : 49 / 16 ح 12 ، و15 ح 11 ، الإرشاد للشيخ المفيد : 2 / 247 .
13. في (ج) : أبو إبراهيم .
14. في (د) : القيم .
15. في (أ) : فليستنجزها .
16. انظر المصادر السابقة .
17. في (أ) : وأربعين .
18. انظر عيون أخبار الرضا : 1 / 18 ح 1 ، و : 2 / 145 ح 15 ، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى للطبري : 268 ، كشف الغمّة : 2 / 284 و 259 و 297 و 309 ، البحار : 49 / 9 ح 15 ، و 131 ح 7 ، و304 ح 12 ، ألقاب الرسول وعترته : 224 ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي : 384 ، و : 3 / 124 ط آخر ، تاج المواليد : 125 ، إثبات الهداة : 6 / 92 ح 95 ، حلية الأبرار : 2 / 358 ، تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي : 364 ، إثبات الوصية : 196 و 208 ، عيون المعجزات : 118 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 476 .
و في رواية اُخرى‏ بلفظ «وقيل : سنة احدى وخمسين ومائة» دلائل الإمامة : 175 ، إعلام الورى : 313 بلفظ (ويقال ... )مطالب السؤول : 88 ، تاريخ الإسلام والرجال : 369 (مخطوط) ، الشذرات الذهبية : 98 ، وفيات الأعيان : 3 / 270 ، الأنوار القدسية : 39 ، نزهة الجليس : 2 / 65 ، مروج الذهب : 3 / 441 ، الهداية الكبرى : 279 .
وقد ورد في الكافي : 1 / 486 بلفظ «ولدعليه السلام سنة ثمانٍ وأربعين ومائة» ومثله في تاريخ ابن الوردي : 1 / 320 ، والتهذيب : 6 / 83 ب 33 ، والبحار : 49 / 2 ح 2 ، ومثله في الإرشاد : 341 و 2 / 247 ط آخر ، وكفاية الطالب : 457 ، الصواعق المحرقة : 123 ، نور الأبصار : 309 ، تذكرة الخواصّ : 352 ، ومثله في المستجاد من كتاب الإرشاد : 445 ، وروضة الواعظين : 1 / 281 ، تاج المواليد : 124 ، الكفعمي في المصباح : 523 ، الدروس : 154 ، إعلام الورى : 313 في رواية ثانية ، سير أعلام النبلاء : 9 / 387 . وهناك آراء اُخرى في سنة ولادته فلاحظ المصادر السابقة ، وتأمّل .
19. في (أ) : ثلاث وخمسين .
20. تقدّمت استخراجاته .
21. انظر عيون أخبار الرضا : 1 / 14 ح 2 ولكن بلفظ «تكنى‏» بدل «يقال لها» . وفي الكافي : 1 / 486 . وانظر الهداية الكبرى : 279 ، الإرشاد : 341 ، و : 2 / 247 ط آخر ، المستجاد من كتاب الإرشاد : 446 ، كشف الغمّة : 2 / 284 و 311 ، تاريخ الأئمّة عليهم السلام لابن أبي الثلج : 25 ، البحار : 49 / 8 ح 12 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 475 ولكن بلفظ «وتسمى أروى اُمّ البنين» ، إعلام الورى : 313 ، التهذيب : 6 / 83 ، تاج المواليد : 12 دلائل الإمامة للطبري : 183 ، نور الأبصار للشبلنجي : 309 كما في المناقب لابن شهرآشوب ، عيون المعجزات : 106 ، مقاصد الراغب : 162 مخطوط ، تاريخ أهل البيت عليهم السلام : 123 .
22. انظر عيون أخبار الرضا : 1 / 14 ح 2 و ص 16 ح 3 بلفظ «وسمّيت أروى» ، مدينة المعاجز : 472 و 473 ، إعلام الورى : 313 و 314 ، وإثبات الهداة للحرّ العاملي : 6 / 11 ح 21 ، حلية الأبرار للمحدّث البحراني : 2/195 ، كشف الغمّة للإربلي : 2/284 ، تاريخ الأئمة عليهم السلام لابن أبي الثلج : 25 ، البحار : 49/8 ح 12، المناقب لابن شهرآشوب : 3/475 ، دلائل الإمامة للطبري: 183، نور الأبصار للشبلنجي : 309.
23. انظر كشف الغمّة : 2 / 284 ، البحار : 49 / 8 ح 12 ، تاريخ الأئمة عليهم السلام لابن أبي الثلج : 25 نور الأبصار : 168 . ولها أسماء اُخر مثل «تكتم» كما جاء في عيون أخبار الرضا : 1 / 14 ح 2 عن البيهقي عن الصولي ، وأورد ابن شهرآشوب في المناقب : 3 / 460 عن الصولي أبيات من الشعر يمدح فيها الإمام الرضاعليه السلام يقول فيها :
إماماً يؤدّي حجّة اللَّه تكتم
خيال تكنى‏ وخيال تكتما
وتكتم : من أسماء نساء العرب ، وقد ورد ذكرها في أشعار العرب ... . خيال تكنى‏ وخيال تكتما
وانظر إعلام الورى لأمين الإسلام الطبري : 313 ، كشف الغمّة للإربلي : 2 / 311 ، التهذيب : 6 / 83 ، عيون المعجزات : 106 .
ومن أسمائها رضوان اللَّه عليها : نجمة ، الطاهرة ، وسكن ، وسمان ، الخيزران المرسيّة ، صقر ، سها ، تحيّة ، شهد ، نجيه ، سلامة ، شهدة ، سبيكة ، صفراء ، سكينة . وبعض المصادر كانت تطلق لفظة اُمّه اُمّ ولد . واُمّ ولد هو مصطلح فقهي يطلق على الجارية المملوكة الّتي لها ولد من سيّدها ، ولايجوز لسيّدها بيعها مازال ولدها حيّاً إلّا إذا كان ثمنها دَيناً على سيّدها ولم يتمكن من أدائه إلّا عن طريق بيعها ، وتكون بعد موت سيّدها في نصيب ولدها منه وتسعى في الباقي ، كما قال المحقق الحلّي في شرائع الإسلام . ومن الملاحظ أنّ أبا الفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيين : 374 يطلق على اُمّ الإمام الرضاعليه السلام هذه التسمية وكذلك سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواصّ : 361 ، وصاحب المقالات والفرق : 94 ، وصاحب المجدي في الأنساب : 128 ، والنوبختي في فِرق الشيعة : 96 ، بالإضافة إلى المصادر السابقة ، فلاحظ وتأمّل .
24. انظر مقاتل الطالبيين : 453 و 454 وزاد «وقيل : أبابكر» كما ورد عن أبي الصلت الهروي عند ما سأله المأمون يوماً عن مسألة وذكر فيها أبابكر ، ويقصد بأبي بكر هو الإمام عليّ بن موسى الرضا . وانظر عيون أخبار الرضا : 1 / 22 ح 4 مأخوذة الكنية من قول أبيه‏عليه السلام في حديث سبق وأن أشرنا له بلفظ «وقد نحلته كنيتي» فلذا كان يكنّى بأبي الحسن الثاني كما جاء في مجمع البحرين : 5 / 479 .
وانظر إثبات الهداة : 6 / 14 ح 27 ، حلية الأبرار : 2 / 380 ، كشف الغمّة : 2 / 260 و 284 ، تهذيب الأحكام : 6 / 83 ، تاريخ الأئمة عليهم السلام لابن أبي 30 ، نور الأبصار : 309 ، المستجاد من كتاب الإرشاد : 455 ، ألقاب الرسول وعترته : 222 الشذرات الذهبية : 97 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 475 ، الهداية الكبرى للخصيبي : 279 ، دلائل الإمامة للطبري : 183 ، مقصد الراغب : 162 (مخطوط) ، مفتاح العارف : 79 (مخطوط) ، تاج المواليد : 124 ، إحقاق الحقّ للقاضي الشوشتري : 19 / 553 .
25. انظر عيون أخبار الرضا : 1 / 13 ح 2 ، حلية الأبرار :2 / 298 ، علل الشرايع : 1 / 236 ح 1 ، مدينة المعاجز : 512 / 154 ، كشف الغمّة : 2 / 296 و 312 ، معاني الأخبار : 65 ح 6 ، تاريخ الأئمّة عليهم السلام : 28 ، نور الأبصار : 309 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 475 ، الهداية الكبرى : 279 ، إعلام الورى : 314 ، دلائل الإمامة : 183 ، المجدي في الأنساب : 128 ، مقصد الراغب : 162 (مخطوط) ، ألقاب الرسول وعترته : 222 .
26. المناقب : 3 / 475 ، الهداية الكبرى : 279 ، دلائل الإمامة : 183 ، كشف الغمّة : 2 / 284 ، عيون أخبار الرضا : 2 / 250 ح 1 .
27. انظر نور الأبصار : 309 .
28. انظر تذكرة الخواصّ : 361 ، والمصدر السابق أيضاً .
29. انظر المصادر السابقة . مع العلم أنّ للإمام الرضاعليه السلام ألقاب اُخرى‏ منها : الصادق ، الفاضل ، قرّة أعين المؤمنين ، وغيظ الملحدين ، الرضي ، الوفي ، سراج اللَّه ، نور الهدى ، مكيدة الملحدين ، كفو الملك ، كافي الخلق ، ربّ السرير ، رئاب التدبير ، الصديق ... فلاحظ المصادر السابقة الّتي تتعلّق بألقابه‏عليه السلام .
30. انظر نور الأبصار : 309 ولكن بلفظ «أسود معتدل» وفي المجدي في الأنساب : 128 بلفظ «اسمر اللون» إحقاق الحقّ : 12 / 353 و 356 ، و : 19 / 558 ، اتحاف السادة المتقين لأبي فيض الزبيدي : 7 / 360 .
31. و أبو عليّ دعبل بن عليّ بن رزين الخزاعي من شعراء القرن الثاني والثالث الهجريين ، ولد سنة (148 ه) في الكوفة ، تحدّى دعبل ظلم العباسيّين وطغيانهم حتّى أنه قال : أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين عاماً ، لست أجد أحداً من يصلبي عليها . وقد عاصر هذا الشاعر البارع الإمام الصادق والكاظم و الرضا و الجواد عليهم السلام ، قرأ قصيدته التائية على الإمام الرضاعليه السلام أثناء ولاية العهد فبكى الإمام لبعض أبياتها و استحسنها ودعا له وأكرمه ، توفي رحمه الله سنة (246 ه) . وانظر ترجمته في الأعلام للزركَلي : 3 / 18 ، رجال الكشّي : 98 ،رجال النجاشي : 161 ، رجال ابن داود : 92 ، سير أعلام النبلاء : 11 / 519 ، الكامل في التاريخ : 7 / 94 ، مجمع الرجال : 2 / 296 ، مروج الذهب : 1 / 179 ، و : 2 / 78 ، و : 3 / 231 ، معجم رجال الحديث : 7 / 146 ، منتهى المقال : 4 / 94 ، وفيات الأعيان : 2 / 266 ، الأغاني : 18 / 29 ط بولاق ، رجال الشيخ الطوسي : 275 ، روضات الجنّات : 3 / 306 ، نقد الرجال : 131 ، الشذرات الذهبية : 2 / 111 ، الغدير : 2 / 349 ، جامع الرواة : 1 / 311 .
وانظر كشف الغمّة : 2 / 265 ح 35 ، كمال الدين : 372 ح 6 ، كفاية الأثر للخزّاز القمّي : 271 ، فرائد السمطين للجويني : 2 / 337 ح 591 ، الاتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي : 164 ، ونور الأبصار للشبلنجي : 309 ، حلية الأبرار للمحدّث القمّي : 2 / 433 ، إثبات الهداة للحرّ العاملي : 2 / 347 . وهناك شعراء آخرون للإمام عليّ بن موسى الرضاعليه السلام كإبراهيم بن العباس وأبي نؤاس وغيرهم .
32. في (أ) : بوّابه .
33. انظر دلائل الإمامة : 184 ، تاريخ الأئمة عليهم السلام : 33 ، نور الأبصار : 309 ، إحقاق الحقّ : 19 / 559 ، وذكر ابن شهرآشوب في المناقب : 3 / 471 بلفظ «كان بابه محمّد بن راشد» وفي المصباح للكفعمي : 523 بلفظ «عمربن الفرات» .
34. انظر الكافي : 6 / 473 ح 5 ، و : 474 ح 8 ، الوسائل : 3 / 410 ح 3 ، البحار : 49 / 2 ح 1 في رواية ، نور الأبصار : 309 . وقيل غير هذا بل بلفظ «ما شاء اللَّه لاقوّة إلّا باللَّه» كما ذكره الكليني في رواية ثانية ، وبلفظ «وليّي اللَّه» كما في البحار : 49 / 7 ح 10 ، وبلفظ «أنا وليّ اللَّه» كما في مقصد الراغب : 162 مخطوط ، وبلفظ «العزّة للَّه» كما في دلائل الإمامة : 183 .
35. هما ابنا هارون الرشيد بن محمّد المهدي ابن أبي جعفر المنصور العبّاسي . فالمأمون ولد سنة (170 ه) وبويع بالخلافة أوّل سنة (198 ه) بايع بالعهد للإمام عليّ بن موسى الرضاعليه السلام ونبذ السواد وأبدله بالخضرة ،توفي سنة (218 ه) وحمل إلى طرطوس ودفن بها . انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء : 10/272 رقم 72 ، تاريخ بغداد : 10/183 ، الكامل في التاريخ : 6/266 ، سفينة البحار للقمي: 1/44 .
أمّا الأمين فقد بويع ب «طوس» وولّي أمر البيعة صالح بن هارون وقدم عليه بها رجاء الخادم للنصف من جمادى الآخرة ، وبويع ببغداد وكتب إلى أخيه المأمون أن يقدم عليه ولكنّ المأمون أبى‏ ذلك فعقد لعليّ بن عيسى بن هامان وأمره أن يقيّده بقيد ويجعل الجامعة في عنقه ، لكنّ المأمون بعث هرثمة بن أعين إلى سجستان وكرمان فأفسد على المأمون الأمر فانهزم هرثمة ، ولكن المأمون بعث طاهراً إلى عليّ بن عيسى بن هامان فكان من أمره ما كان ، وهامان هو الّذي حرّض الأمين على خلع المأمون من ولاية العهد .
انظر القصة في الأعلام للزرگلي : 5 / 133 ، وتجد ترجمته في النجوم الزاهرة : 2 / 149 ، الكامل في التاريخ لابن الأثير : 6 / 79 ، البداية والنهاية لابن كثير : 10 / 226 ، والمعارف لابن قتيبة : 384 ومابعدها ، وعيون أخبار الرضا : 2 / 151 ح 22 ، حلية الأبرار للمحدّث القمّي : 2 / 348 .
36. في (أ) : وعودها على .
37. في (د) : يبادر .
38. في (ب) : الحاشية .
39. في (د) : ورفع .
40. في (ج) : بين يديه ليدخل .
41. في (ب) : النوبة الآتية .
42. في (ج) : وللَّه به .
43. انظر كشف الغمّة : 2 / 260 مع اختلاف يسير ، إثبات الهداة للحرّ العاملي : 6 / 152 ح 191 ، أخبار الدول للقرماني : 114 ، مطالب السؤول : 85 ، جامع كرامات الأولياء : 2 / 312 ، إحقاق الحقّ للشهيد القاضي الشوشتري : 12 / 360 ، نور الأبصار : 175 ، الاتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي : 156 ، البحار : 49 / 60 ح 79 .
44. هو أبو محمّد صفوان بن يحيى البجلي الكوفي ، بيّاع السابري ، من أصحاب الإمام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد عليهم السلام أقرّوا له بالفقه والعلم ، ثقة بل هو أوثق أهل زمانه . انظر ترجمته في رجال الشيخ : 352 و 378 و 402 ، وفهرست الشيخ : 83 ، رجال الكشّي : 502 ، رجال البرقي : 55 ، رجال النجاشي : 197 ، معالم العلماء : 59 ، رجال ابن داود : 111 ، معجم رجال الحديث : 9 / 128 ، نقد الرجال : 173 ، تنقيح المقال : 2 / 100 ، بهجة الآمال للعلياري : 5 / 41 ، رجال البرقي : 55 ، رجال العلّامة : 88 ، جامع الرواة : 1 / 413 ، البحار : 49 / 273 ح 2 ، الاختصاص للشيخ المفيد : 85 .
45. في (أ) : قبلك .
46. في (أ) : وقلنا .
47. في (ب ، ج) : تلك الطاغي .
48. في (أ) : ليجهدنّ .
49. انظر عيون أخبار الرضا : 2 / 226 ح 4 ، الإرشاد للشيخ المفيد : 346 ، و : 2 / 255 ط آخر ، مدينة المعاجز : 488 ح 85 ، الكافي : 1 / 487 ح 2 ، كشف الغمّة : 2 / 273 و 315 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 478 و 452 ، إثبات الهداة : 6 / 36 ح 12 ، نور الأبصار : 322 ، جامع كرامات الأولياء : 2 / 311 ، إعلام الورى : 325 ، عيون المعجزات : 107 ، إثبات الوصية : 200 ، الاتحاف بحبّ الأشراف : 157 ، إحقاق الحقّ : 12 / 357 ، و : 19 / 564 ، البحار : 49 / 113 ح 2 و 3 و 6 . وقريب من هذا المعنى‏ في عيون أخبار الرضا : 2 / 214 ح 20 ، إثبات الهداة : 1 / 499 ح 108 ، الكافي : 8 / 257 ح 371 .
50. في (أ) : فحدّثني .
51. في (أ) : لهارون الرشيد .
52. في (أ) : تقدّم .
53. انظر المصادر السابقة ، وزاد في عيون أخبار الرضا : 2 / 226 ح 4 ... ولقد كان البرامكة مبغضين لأهل بيت رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله مظهرين العداوة لهم .
54. هو يحيى بن خالد بن برمك ولد سنة (120 ه) وكان عمره حين تأسيس الدولة العباسية 13 سنة ، ولّاه المنصور ولاية آذربيجان سنة (158 ه) ، وقد اختاره المهدي العباسي وزيراً وكاتباً ومربّياً لابنه هارون الرشيد ، فكان الرشيد يناديه بالاُبوة ، ولمّا ولّي الهادي (أخو هارون الرشيد) الخلافة أراد أن يحدّ من سلطانه حتّى حبسه ونوى قتله ، فمات قبل أن يقتله . وولّاه هارون الرشيد الوزارة فأصبح وزيره وصاحب سرّه وأعطاه خاتمه ، له من الأولاد أربعة وهم : الفضل ، وجعفر ، ومحمّد ، وموسى . حبسه هارون في نكبتهم المعروفة وذلك بعد أن قتل ابنه جعفراً وصادر أملاكهم وأموالهم وتوفي سنة (190 ه) .
انظر ترجمته في تاريخ الطبري : 8 / 287 ، تاريخ الأمم والملوك محمّد الخضري بك : 119 ، المنجد قسم الاعلام (آل بك) : 20 ، الكامل لابن الأثير : 6 / 43 ، الفخري : 140 ، الجهشياري في الوزراء و الكتّاب : 177 ، الأحكام السلطانية للماوردي : 22 ، وأبو يعلى في الأحكام السلطانية : 13 ، وفيات الأعيان لابن خلّكان : 1 / 292 ، البداية والنهاية : 10 / 189 ، العبر في أخبار من غبر لابن خلدون : 3 / 222 ، مقاتل الطالبيين : 500 .
55. في (ب ، د) : فغطى أنفه .
56. انظر الإرشاد للشيخ المفيد : 2 / 258 ، و : 347 ط آخر مع اختلاف يسير ، البحار : 49 / 44 ح 56 ، مناقب آل أبي طالب : 4 / 340 ، عيون أخبار الرضا : 2 / 225 و 226 ح 1 و 2 ، الكافي : 1 / 410 ح 9 ، البصائر : 484 ح 14 ، مدينة المعاجز : 474 ح 8 ، كشف الغمّة : 2 / 275 ، إثبات الهداة : 6 / 40 ح 19 ، دلائل الإمامة : 184 ، إعلام الورى : 325 ، إحقاق الحقّ : 12 / 368 ، و : 19 / 565 ، جامع كرامات الأولياء : 2 / 312 ، الإتحاف بحبّ الأشراف : 158 ، نور الأبصار : 175 ، الثاقب في المناقب : 422 (مخطوط) روضة الواعظين : 266 .
57. موسى بن مهران (وليس بن عمران كما في نسخهة (أ) وهو من أصحاب الإمام الرضاعليه السلام كما عدّه الشيخ الطوسي في رجاله: 392 رقم 66 وكذلك في رجال السيّد الخوئي : 19/ 95 وماورد هو تصحيف.
58. في (أ) : قال .
59. انظر كشف الغمّة : 2 / 303 ، جامع كرامات الأولياء : 2 / 312 ، الاتحاف بحبّ الأشراف : 158 ، نور الأبصار : 323 وفيه موسى بن عمران ، عيون المعجزات : 108 ، إحقاق الحقّ : 12 / 369 ، و : 19 / 565 ، إثبات الوصية : 202 ، إثبات الهداة : 6 / 87 ح 86 ، البحار : 49 / 63 و 286 ح 8 ، عيون أخبار الرضا : 2 / 226 ح 1 ، مدينة المعاجز : 497 ح 113 .
60. في (أ) : يا بعد ... وقرب الملتقى ... ستجمعينني .
61. انظر كشف الغمّة : 2 / 315 ، جامع كرامات الأولياء : 2 / 313 ، إحقاق الحقّ للقاضي الشوشتري : 12 / 369 ، 19 / 565 ، نور الأبصار : 323 ، الثاقب في المناقب : 432 (مخطوط) عيون أخبار الرضا : 2 / 216 ح 24 ، مدينة المعاجز : 483 ح 56 ،إعلام الورى : 325 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 452 ، بحار الأنوار : 49 / 115 ح‏6 .
62. في (أ) : اُمّ عمرو .
63. الخرائج والجرائح : 1 / 362 ح 17 ، البحار : 49 / 52 ح 56 .
64. في (ج) : الحاجّ .
65. في (د) : ووجدت .
66. في (ب) : فكأنه .
67. في (أ) : فناولنيها فعددتها فوجدتها .
68. في (ب) : حتّى .
69. في (ب) : فاستدناني . وفي إعلام الورى : واستدعاني .
70. في (أ) : هي بعددما ناولني .
71. إعلام الورى : 321 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 453 ، البحار : 49 / 118 ح 5 ، و35 ح 15 قريب من هذا ، الأنوار القدسية : 39 ، إحقاق الحقّ : 12 / 362 ، و : 19 / 561 ، عيون أخبار الرضا : 2 / 210 ح 25 ، نور الأبصار : 322 ، جامع كرامات الأولياء : 2 / 311 ، مفتاح النجا : 176 (مخطوط) ، فرائد السمطين : 2 / 210 ح 488 ، الصواعق المحرقة : 122 ، وسيلة المآل : 212 (مخطوط) .
الاتحاف بحبّ الأشراف : 159 ، إثبات الهداة : 6 / 124 ح 130 ، إثبات الوصية : 204 ، الثاقب في المناقب : 422 (مخطوط) ، كشف الغمّة : 2 / 313 ، وسيلة النجاة : 385 ، مدينة المعاجز : 478 ح 33 ، نتائج الأفكار القدسية : 1 / 80 ، أخبار الدول وآثار الاُول للقرماني : 114 ، دلائل الإمامة للطبري : 189 ، ينابيع المودّة : 3 / 121 ، و : 363 ط آخر اُسوة مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ ، الصواعق المحرقة : 204 و 205 .
72. كذا ، والصحيح : سعد ، كما سيأتي .
73. انظر ترجمته في رجال النجاشي : 179 بلفظ «سعد بن سعد بن الأحوص بن سعد بن مالك الأشعري القمّي ، ثقة روى عن الرضا وأبي جعفرعليه السلام» . وانظر رجال الشيخ : 378 ، ومعجم رجال الحديث للسيّد الخوئي : 8 / 60 ، تنقيح المقال . وماورد في الفصول والاتحاف بلفظ سعيد هو تصحيف .
74. انظر عيون أخبار الرضا: 2/223 ح‏43 ، مدينة المعاجز: 485 ح‏73، فرائد السمطين: 2/211 ح‏489، إثبات الهداة : 6 / 85 ح 80 ، إعلام الورى : 322 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 453 ، البحار : 49/ 59 ح 75 ، كشف الغمّة : 2 / 314 ، الاتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي : 159 ، الصواعق المحرقة : 122 ، و :205 ط آخر ، إحقاق الحقّ : 12 / 364 و 365 ، و : 19 / 561 و 566 ، الثاقب في المناقب : 421 (مخطوط) ، أخبار الدول وآثار الاُوَل للقرماني : 114 ، ينابيع المودّة : 363 ، و : 3 / 121 ط اُسوة ، نتائج الأفكار القدسية : 1 / 80 ، الأنوار القدسية للسنهوتي : 39 ، نور الأبصار : 322 وفيه «سعيد بن سعيد» .
75. في (أ) : شباب .
76. هو جعفر بن عمر بن الحسن بن عليّ بن عمر بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب‏عليهم السلام .
77. في (أ) : مستزرين لهيئته .
78. في (أ) : سترونه .
79. في (أ) : الخدم .
80. في (ب) : كان .
81. انظر عيون أخبار الرضا : 2 / 208 ح 11 ، إعلام الورى : 323 ، كشف الغمّة : 2 / 314 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 447 ، إحقاق الحقّ : 12 / 361 و 362 ، و : 19 / 566 ، البحار : 49 / 33 ح 11 ، و220 / 8 ، الهداية الكبرى : 289 ، مدينة المعاجز : 481 ح 46 ، نور الأبصار : 323 ، الثاقب في المناقب : 425 (مخطوط) ، أخبار الدول وآثار الاُوَل : 114 ، الاتحاف بحبّ الأشراف : 160 .
82. الحسين بن يسار كما في الدلائل والاتحاف وغيرهما ، والحسين بن بشّار كما في عيون أخبار الرضا الثاقب في المناقب وغيرهما والكلّ وارد ، انظر معجم رجال الحديث للسيّد الخوئي : 4 / 299 ، و : 5 / 205 ، و :6 / 116 .
83. انظر المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 447 وزاد فيه : وكان‏عليه السلام يتمثّل :
وإنّ الضغن بعد الضغن يغشو
عليك ويخرج الداء الدفينا
وانظر أيضاً عيون أخبار الرضا : 2 / 209 ح 12 ، نور الأبصار : 323 ، إثبات الوصية : 203 ، دلائل الإمامة : 189 ، إثبات الهداة : 6 / 65 ح 50 ، إعلام الورى : 323 ، البحار : 49 / 34 ح 12 ، كشف الغمّة : 2 / 314 ، الإتحاف بحبّ الأشراف : 160 ، الثاقب في المناقب : 422 ، إحقاق الحقّ : 19 / 566 ، مدينة المعاجز : 478 ح 32 .
84. هذه الحكاية والأشعار وردت في عيون أخبار الرضا : 2 / 176 ح 3 و 4 بلفظ «أحمد بن الحسين كاتب أبي الفيّاض عن أبيه» . وفي إحقاق الحقّ : 12 / 396 بلفظ «أبي الحسين القرضي» وفي الإتحاف بحبّ الأشراف : 160 بلفظ «أبي الحسن القرضي» أيضاً . ولم أعثر عليه في الكتب الرجالية الّتي تحت يدي . وانظر نور الأبصار : 315 ، كشف الغمّة : 2 / 369 ، بشارة المصطفى : 78 ، فرائد السمطين : 2 / 225 ح 508 ، إحقاق الحقّ : 19 / 584 ، إعلام الورى : 331 ، البحار : 49 / 110 ح 5 .
85. في (أ) : واصبر وقط .
86. في (أ) : سفه .
87. في (أ) : وكن الظلوم على .
88. هو الحسن بن هاني ، ولد في الأهواز سنة (145 ه) وتعلّم في البصرة ، دخل البادية وخالط أعرابها فاستقام لسانه وقوي بيانه ، وانتقل إلى بغداد في عصر الرشيد فقرّبه وأكرمه ، عاقر الخمرة وأسرف في اللهو إلّا أنه تاب في آخر أيامه ، يعدّ من أكبر شعراء العصر العباسي ، توفي في بغداد (سنة 198 ه) . انظر ترجمته في أعلام الزركلي: 2/240 ، سير أعلام النبلاء للذهبي: 9/279، أعيان الشيعة: 5/331 - 390.
89. في (أ) : قل .
90. في (أ) : كلّما .
91. في (أ) : في .
92. في (أ) : اُولئك القوم أهل البيت عندهم .
93. في (أ) : بها .
94. في (أ) : ادفعها إليه .
95. انظر عيون أخبار الرضا : 2 / 143 ح 10 ، فرائد السمطين : 2 / 200 ح 480 ، وفيات الأعيان لابن خلّكان : 3 / 371 ، الأنوار القدسية : 39 ، حلية الأبرار : 2 / 318 ، إعلام الورى : 328 ، البحار : 49 / 236 ح 5 ، نزهة الجليس : 2 / 65 ، كشف الغمّة : 2 / 317 ، الإتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي : 161 ، نور الأبصار : 310 ، الشذرات الذهبية لابن طولون : 99 ، إحقاق الحقّ للقاضي الشوشتري : 12 / 410 ، و : 19 / 555 و 558 .
96. كذا في النسخ ، والصحيح هو : الصدوق رحمه الله .
97. تقدّمت ترجمته آنفاً .
98. في (أ) : هات .
99. في (أ) : فأجريت .
100. في (أ) : على الوجنات .
101. في (أ) : وقد خانني .
102. في (ب ، د) : سليل ... ذي الدعوات .
103. في (أ) : والرحمات .
104. في (أ) : عهدهم .
105. جمع أفنون وهو أوّل تشكيل السحاب . في (أ) : فأمسين .
106. في (ج) : مختلفات .
107. في (أ) : الرحم ، حبّهم ، فيهم ، اُسُرتي وبناتي (بدل) الدار ، حبّكم ، فيكم ، زوجتي وثقاتي .
108. في (ج) : هم أهل ... إذا اعتزوا .
109. في (أ) : ألأعمار .
110. في (أ) : لقد .
111. في (أ) : يقتدي .
112. في (أ) : ويؤمن فيهم .
113. في (أ) : لقد أمِنتْ نفسي بها في حياتها .
114. في (أ) : وترهم .
115. في (أ) : تحف جسومهم .
116. في (أ) : غلظوا الفقرات .
117. في (أ) : فاصبري .
118. في (ب) : كلّ .
119. ونحن نورد القصيدة كاملة من مصادرها الأصلية :
ذكرتُ محلّ الربع‏1 من عرفاتِ
فأسبلتُ دمع العين بالعبرات
وفلّ عرى‏2 صبري وهاجت صبابتي
رسوم ديارٍ أقفرت وعرات
مدارس آيات خلت من تلاوةٍ
ومنزل وحيٍ مقفر العرصات
لآل رسول اللَّه بالخيف من منى
وبالبيت والتعريف والجمرات
ديار عليٍّ والحسين وجعفرٍ
وحمزة والسجّاد ذي الثفنات
ديار عفاها جور كلّ معاندٍ
ولم تعف بالأيّام والسنوات
ديار لعبد اللَّه والفضل صنوه
سليل رسول اللَّه ذي الدعوات
منازل كانت للصلاة وللتقى
وللصوم والتطهير والحسنات
منازل جبريل الأمين يحلّها
من اللَّه بالتسليم والزكوات
منازل وحي اللَّه معدن علمه
سبيل رشادٍ واضح الطرقات
منازل وحي اللَّه ينزل حولها
على أحمد الروحات والغدوات
فأين الاُولى شطّت بهم غربة النوى
أفانين في الأقطار مختلفات
هم آل ميراث النبيّ إذا انتموا
وهم خير ساداتٍ وخير حماة
مطاعيم في الإعسار في كلّ مشهدٍ
فقد شرّفوا بالفضل والبركات
إذا لم نناج اللَّه في صلواتنا
بذكرهم لم يقبل الصلوات
أئمّة عدلٍ يهتدي بفعالهم‏3
وتؤمن منهم زلّةُ العثرات
فيا ربّ زد قلبي هدىً وبصيرةً
وزد حبّهم يا ربّ في حسناتي
ديار رسول اللَّه أصبحن بلقعاً
ودار زيادٍ أصبحت عمرات
وآل رسول اللَّه هلبٌ‏4 رقابهم
وآل زيادٍ غلّظ القصراتِ‏5
وآل رسول اللَّه تدمي نحورهم
وآل زياد زيّنوا الحجلات
وآل رسول اللَّه تسبى حريمهم
وآل زياد آمنوا السربات
وآل زياد في القصور مصونة
وآل رسول اللَّه في الفلوات
فيا وارثي علم النبيّ وآله
عليكم سلامي دائم النفحات
لقد أمنت نفسي بكم في حياتها
وإنّي لأرجو الأمن عند مماتي‏6
وفي كشف الغمّة : عن أبي الصلت الهروي قال : دخل دعبل بن عليّ الخزاعيّ على الرضاعليه السلام بمرو فقال له : يابن رسول اللَّه إنّي قد قلت فيكم قصيدة وآليت على نفسي أن لااُنشدها أحداً قبلك . فقال الرضاعليه السلام : هاتها ، فأنشد :
تجاوبن بالأرنان والزفراتِ
نوائح عجم اللفظ والنطقاتِ‏7
يخبّرن بالأنفاس عن سرّ أنفسٍ
اُسارى هوىً ماضٍ وآخر آتِ‏8
فأسعدن أو أسعفنَ حتّى تقوّضت
صفوف الدجى بالفخر منهزماتِ‏9
على العرصات الخاليات من المها
سلام شجٍ صبّ على العرصاتِ‏10
فعهدي بها خضر المعاهد مألفاً
من العطرات البيض والخفراتِ‏11
ليالي يعدين الوصال على القلي
وتعدي تدانينا على العزباتِ‏12
وإذ هنّ يلحظن العيون سوافراً
ويسترن بالأيدي على الوجنات
وإذا كلّ يومٍ لي بلحظي نشوة
يبيت بها قلبي على نشواتِ‏13
فكم حسراتٍ هاجها بمحسّرٍ14
وقوفي يوم الجمع من عرفات
ألم‏تر للأيّام ماجرّ جورها
على الناس من نقضٍ‏15 وطول شتاتِ‏16
ومن دول المستهزئين ومَن غدا
بهم طالباً للنور في الظلماتِ‏17
فكيف ومن أنّي بطالب زلفةٍ
إلى اللَّه بعد الصوم والصلوات
سوى حبّ أبناء النبيّ ورهطه
وبغض بني الزرقاء والعبلاتِ‏18
وهندٍ وما أدّت سميّة19 وابنها
أولو الكفر في الإسلام والفجرات
هم نقضوا عهد الكتاب وفرضه
ومحكمه بالزور والشبهات
ولم تك إلّا محنة كشفتهم
بدعوى ظلالٍ من هن وهناتِ‏20
تراث بلا قربى وملك بلا هدى
وحكم بلا شورى بغير هداة
رزايا أرتنا خضرة الاُفق حمرةً
وردّت اُجاجاً طعم كلّ فرات
وما سهّلت تلك المذاهب فيهم
على الناس إلّا بيعة الفلتات
وماقيل أصحاب السقيفة21 جهرةً
بدعوى تراث في الضلال نتاتِ‏22
ولو قلّدوا الموصى إليه اُمورها23
لزّمت‏24 بمأمون على العثرات
أخي خاتم الرسل المصفّى من القذى
ومفترس الأبطال في الغمرات
فإن جحدوا كان الغدير شهيده
وبدر واُحد شامخ الهضباتِ‏25
وآي من القرآن تتلى بفضله
وإيثاره بالقوت في اللزباتِ‏26
وعزّ27 خلالٍ أدركته‏28 بسبقها
مناقب كانت فيه مؤتنفاتِ‏29
مناقب لم تدرك بخير30 ولم تنل
بشي‏ءٍ سوى حدّ القنا الذرباتِ‏31
نجيّ لجبريل الأمين وأنتم
عكوف على العزّى معاً ومناة
بكيت لرسم الدار من عرفات
وأذريت‏32 دمع العين بالعبرات
وبان‏33 عرى صبري وهاجت صبابتي
رسوم ديارٍ قد عفت وعراتِ‏34
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصاتِ‏35
لآل رسول اللَّه بالخيف من منى
وبالبيت والتعريف والجمرات
ديار لعبد اللَّه بالخيف من منى
وللسيّد الداعي إلى الصلوات
ديارُ عليٍّ والحسين وجعفر
وحمزة والسجّاد ذي الثفنات
ديار لعبد اللَّه والفضل صنوه
نجيّ رسول اللَّه في الخلوات
وسبطي رسول اللَّه وابني وصيّه
ووارث علم اللَّه والحسنات
منازل وحي اللَّه ينزل بينها
على أحمد المذكور في الصلواتِ‏36
منازل قومٍ يهتدي بهداهم
فيؤمن منهم زلّة العثرات
منازل كانت للصلاة وللتقى
وللصوم والتطهير والحسنات
منازل لا تيم‏37 يحلّ بربعها38
ولا ابن صهّاك‏39 فاتك‏40 الحرمات
ديار عفاها جور كلّ منابذٍ
ولم تعف للأيّام والسنوات
قفا نسأل الدار الّتي خفّ أهلها
متى عهدها بالصوم والصلواتِ‏41
وأين الاُولى شطّت‏42 بهم غربة النوى‏43
أفانين‏44 في الأقطار45 مفترقات
هم أهل ميراث النبيّ إذا اعتزوا46
وهم خير ساداتٍ وخير حماة
إذا لم نناج اللَّه في صلواتنا
بأسمائهم لم يقبل الصلوات
مطاعيم‏47 للإعسار48 في كلّ مشهدٍ
لقد شُرّفوا بالفضل والبركات
وما الناس إلّا غاصب ومكذّب
ومضطغن ذو إحنةٍ49 وترات
إذا ذكروا قتلى ببدرٍ وخيبرٍ
ويوم حنين أسبلوا العبرات
فكيف يحبّون النبيّ ورهطه‏50
وهم تركوا أحشاءهم وغراتِ‏51
لقد لاينوه في المقال وأضمروا
قلوباً على الأحقاد منطويات
فإن لم يكن إلّا بقربى محمّد52
فهاشم أولى من هنٍ وهنات
سقى اللَّه قبراً بالمدينة غيثه
فقد حلّ فيه الأمن بالبركات
نبيّ الهدى صلّى عليه مليكه
وبلّغ عنّا روحه التحفات
وصلّى عليه اللَّه ما ذرّ شارق
ولاحت نجوم الليل مبتدراتِ‏53
أفاطم لو خلت الحسين مجدّلاً
وقد مات عطشاناً بشطّ فرات
إذاً للطمتِ الخدّ فاطم عنده
وأجريتِ دمع العين في الوجنات
أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي
نجوم سماواتٍ بأرض فلاةِ54
قبورٌ بكوفان واُخرى بطيبةٍ
واُخرى بفخٍ‏55 نالها صلواتي
واُخرى بأرض الجوزجان محلّها
وقبر بباخمرى لدى الغرباتِ‏56
وقبرٌ ببغداد لنفس زكيّة
تضمّنها الرحمن في الغرفات
وقبرٌ بطوس يا لها من مصيبةٍ
ألحّت على الأحشاء بالزفرات
إلى الحشر حتّى يبعث اللَّه قائماً
يفرّج عنّا الغمّ والكرباتِ‏57
عليّ بن موسى أرشد اللَّه أمره
وصلّى عليه أفضل الصلواتِ‏58
فأمّا الممضّات الّتي لست بالغاً
مبالغهما منّي بكنه صفاتِ‏59
قبورٌ ببطن‏60 النهر من جنب كربلا
معرسهم منها بشطّ فرات
توفّوا عطاشا بالفرات فليتني
توفّيت فيهم قبل حين وفاتي
إلى اللَّه أشكو لوعة61 عند ذكرهم
سقتني بكأس الشكل والفظعات‏62
أخاف بأن أزدارهم فتشوقني
مصارعهم بالجزع فالنخلاتِ‏63
تغشّاهم ريب المنون فماترى
لهم عقرة مغشيّة الحجراتِ‏64
خلا أنّ منهم بالمدينة عصبة
مدينين أنضاءً من اللزباتِ‏65
قليلة زوّارٍ سوى أنّ زوّراً
من الضبع والعقبان والرخماتِ‏66
لهم كلّ يومٍ تربة بمضاجع
ثوت في نواحي الأرض مفترقات
تنكّبت لأواء67 السنين جوارهم
ولاتصطليهم جمرة الجمرات
وقد كان منهم بالحجاز وأرضها
مغاوير نحّارون في الأزماتِ‏68
حمى لم تزره المذنبات‏69 وأوجه
تضي‏ء لدى الأستار والظلمات
إذا وردوا خيلاً بسمرٍ من القنا
مساعير حربٍ أقحموا الغمراتِ‏70
فإن فخروا يوماً أتوا بمحمّدٍ
وجبريل والفرقان والسوراتِ‏71
وعدوا عليّاً ذا المناقب والعلى
وفاطمة الزهراء خير بنات
وحمزة والعباس ذا الهدي والتقى
وجعفرها الطيّار في الحجبات
اُولئك لاملقوح‏72 هندٍ وحزبها
سميّة من نوكى ومن قذرات
ستسأل تيمٌ عنهم وعديّها
وبيعتهم من أفجر الفجرات
هم منعوا الآباء عن أخذ حقّهم
وهم تركوا الأبناء رهن شتات
وهم عدلوها عن وصيّ محمّدٍ
فبيعتهم جاءت على الغدراتِ‏73
وليّهم صنو النبيّ محمّدٍ
أبو الحسن الفرّاج للغمرات
ملامك‏74 في آل النبيّ فإنّهم
أحبّاي ماداموا75 وأهل ثقاتي
تخيّرتهم‏76 رشداً لنفسي إنّهم
على كلّ حالٍ خيرة الخيرات
نبذت إليهم بالمودّة صادقاً
وسلّمت نفسي طائعاً لولاتي
فيا ربّ زدني في هواي‏77 بصيرةً
وزد حبّهم ياربّ في حسناتي
سأبكيهم ما حجّ للَّه راكب
وما ناح قمريّ على الشجرات
وإنّي لمولاهم وقال عدوّهم
وإنّي لمحزون بطول حياتي
بنفسي أنتم من كهولٍ وفتيةٍ
لفكّ عناةٍ أو لحمل دياتِ‏78
وللخيل لمّا قيّد الموت خطوها
فأطلقتم منهنّ بالذربات
اُحبّ قصيّ الرحم من أجل حبّكم
وأهجر فيكم زوجتي وبناتي‏79
وأكتم حبّيكم مخافة كاشحٍ
عنيد لأهل الحقّ غير مواتِ‏80
فيا عين بكّيهم وجودي بعبرةٍ
فقد آن للتسكاب والهملاتِ‏81
لقد خفت في الدنيا وأيّام سعيها
وإنّي لأرجو الأمن بعد وفاتي
ألم ترأنّي مذ ثلاثين حجّةً
أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى‏ فيأهم في غيرهم متقسّماً
وأيديهم من فيئهم صفراتِ‏82
وكيف اُداوي من جوى‏83 بي والجوى
اُميّة أهل الكفر واللعناتِ‏84
وآل زياد في الحرير مصونةٌ
وآل رسول اللَّه منتهكاتِ‏85
سأبكيهم ما ذرّ في الاُفق شارقٌ
ونادى مناد الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها
وبالليل أبكيهم وبالغدوات
ديار رسول اللَّه أصبحن بلقعاً86
وآل زيادٍ تسكن الحجرات
وآل رسول اللَّه تدمى نحورهم
وآل زياد ربّة الحجلاتِ‏87
وآل رسول اللَّه تسبى حريمهم
وآل زيادٍ آمنوا السرباتِ‏88
وآل زياد في القصور مصونةً
وآل رسول اللَّه في الفلواتِ‏89
إذا وتروا90 مدّوا إلى واتريهم
أكفّاً عن الأوتار منقبضات
فلولا الّذي أرجوه في اليوم أو غدٍ
تقطّع نفسي إثرهم حسرات
خروج إمامٍ لامحالة خارجٌ
يقوم على اسم اللَّه والبركات
يميّز فينا كلّ حقّ وباطل
ويجزي على النعماء والنقماتِ‏91
فيا نفس طيبي ثمّ يا نفسي فابشري
فغير بعيد كلّ ما هو آت
ولاتجزعي من مدّة الجور إنّني
أرى قوّتي قد آذنت بثبات
فيا ربّ عجّل ما اُؤمّل فيهم
لاُشفي نفسي من أسى المحنات
فإن قرّب الرحمن من تلك مدّتي
وأخّر من عمري ووقت وفاتي
شفيت ولم أترك لنفسي غصّة92
وروّيت منهم منصلي وقناتي
فإنّي من الرحمن أرجو بحبّهم
حياةً لدى الفردوس غير تباتِ‏93
عسى اللَّه أن يرتاح‏94 للخلق إنّه
إلى كلّ قومٍ دائم اللحظات
فإن قلت عرفاً أنكروه بمنكرٍ
وغطّوا على التحقيق بالشبهات
تقاصر نفسي دائماً عن جدالهم
كفاني ما ألقى من العبرات
اُحاول نقل الصمّ عن مستقرّها
وإسماع أحجارٍ من الصلدات
فحسبي منهم أن أبوء بغصّةٍ
تردّد في صدري وفي لهواتي‏95
فمن عارفٍ لم ينتفع ومعاندٍ
تميل به الأهواء للشهوات
كأنّك بالأضلاع قد ضاق ذرعها
لما حملت من شدّة الزفرات
لمّا وصل إلى قوله «وقبر ببغداد» قال‏عليه السلام له : أفلا اُلحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟ قال : بلي يابن رسول اللَّه .
فقال‏عليه السلام : «وقبر بطوس» والّذي يليه .
فقال دعبل : يا بن رسول اللَّه لمن هذا القبر بطوس؟ فقال‏عليه السلام : قبرى ، ولاتنقضي الأيّام والسنون حتّى تصير طوس مختلف شيعتي ، فمن زارني في غربتي كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له .
ونهض الرضاعليه السلام وقال : لا تبرح‏96 .
1 - الرَبع : المكان الّذي يُتوقّف به ويُطمأن .
2 - فلّ : مزّق وحلّ . العُرى‏ : حلقات الدرع . أي مزّقت ورع صبري .
3 - في بعض المصادر : بهداهم .
4 - الهلب - بالضمّ - : الشعر .
5 - القصرة : العنق وأصل الرقبة .
6 - البحار : 49 / 242 ح 12 ، مقصد الراغب : 167 ، الفرج بعد الشدّة : 329 ، وعنه إحقاق الحقّ : 12 / 403 .
7 - قوله : عجم اللفظ ، أي لايفهم معناه ، والأعجم الّذي لايفصح ولايبيّن كلامه ، والمراد أصوات الطيور ونغماتها .
8 - قوله : اُسارى هوى ماض ، أي يخبرن عن العشّاق الماضين والآتين .
9 - قوله : فأسعدن أي العشّاق ، والإسعاد : الإعانة . والإسعاف : الإيصال إلى البغية ، والأصوب : فأصعدن أو أسففن ، من «أسف الطائر» إذا دنا من الأرض في طيرانه ، أي كنّ يطرن تارةً صعوداً وتارةً هبوطاً ، وتقوّضت الصفوف : انتقضت وتفرّقت .
10 - «المها - بالفتح - : جمع مهاة وهي البقرة الوحشية . ورجل شجّ : أي حزين ، ورجل صبّ : عاشق مشتاق . وقوله : على العرصات ثانياً ، تأكيد للاُولى أو متعلّق بشجّ وصبّ .
11 - قوله : خضر المعاهد ، أي كنت أعهدها خضرة أماكنها المعهودة . الخفر - بالتحريك - : شدّة الحياء . تقول : منه رجل خفر - بالكسر - وجارية خفرة ومتخفّرة .
12 - أعداه عليه : أي أعانه عليه . والقلي - بالكسر - : البغض ، أي ينصرن الوصال على الهجران ، وتعدي تدانينا : أي تعدينا تدانينا وقربنا أو تعدي الليالي قربنا . على العزبات : أي المفارقات البعيدة ، من قولهم : عزب عنّي فلان ، أي بعد . وفي بعض المصادر : «الغربات» .
13 - النشوة : السكر .
14 - أي بوادي محسّر .
15 - في بعض المصادر : نقص .
16 - قوله : ما جرّ ، من الجريرة ، وهي الجناية . والشتات : التفرّق .
17 - قوله : ومن غدا بهم ، عطف على المستهزئين أو الدول ، أي من صار بهم في الظلمات طالباً للنور، أي يطلبون الهداية منهم،وهذا محال ، ويحتمل على الثاني أن يكون المراد بهم الأئمّة عليهم السلام وأتباعهم.
18 - قوله : بني الزرقاء ، قال الطيبي : الزرقة أبغض الألوان إلى العرب لأنّه لون أعدائهم الروم . وقال الجوهري : عبلة اسم اُميّة الصغرى وهم من قريش يقال لهم : العبلات ، بالتحريك .
19 - سميّة : اُمّ زياد .
20 - قوله : ولم تك إلّا محنة ، أي لم يكن إلّا امتحان أصابهم بعد النبيّ‏صلى الله عليه وآله فظهر كفرهم ونفاقهم بدعوى ضلال . قوله : من هن وهنات ، كناية عن الشي‏ء القبيح ، أي من شي‏ء وأشياء من القبائح .
21 - في بعض المصادر : الفعيلة .
22 - في بعض المصادر : بنات ، و في بعضها : بتات . وقوله : نتات ، من نتا : أي ارتفع .
23 - في بعض المصادر : زمامها .
24 - قوله : لزّمت ، أي الاُمور من الزمام ، كناية عن انتظامها .
25 - قوله:شامخ‏الهضبات: صفة لاُحد،والمشامخ: المرتفع،والهضبة: الجبل‏المنبسط على‏وجه الأرض.
26 - اللزبات - بالسكون - : جمع اللزبة بالتحريك وهي الشدّة والقحط .
27 - في بعض المصادر : غرّ .
28 - في بعض المصادر : أفردته .
29 - قوله : مؤتنفات ، أي طريّات مبتدعات لم يسبقه إليها أحد ، من قولهم : روضة اُنف - كعنق - لم ترع ، وكذلك كأس اُنف : لم يشرب ، وأمر اُنف : مستأنف .
30 - في بعض المصادر : بكيد . قوله : بخيرٍ ، أي بمالٍ .
31 - الذرابة : الحدّة .
32 - قال الجوهري : أذريت الشي‏ء إذا ألقيته كإلقائك الحبّ للزرع ، والذري اسم الدمع المصبوب .
33 - في بعض المصادر : وفكّ .
34 - قوله: وهاجت، يقال: هاج الشي‏ء، وهاجه غيره،فعلى الأوّل فقوله: صبابتي فاعله، وقوله: رسوم منصوب بنزع الخافض أي لرسوم ، وعلى الثاني قوله : رسوم فاعله . قوله : عفت ، أي انمحت واندرست .
35 - القفر : مفازة لانبات فيها ولا ماء ، وأقفرت الدار : خلت .
36 - في بعض المصادر : السورات .
37 - في بعض المصادر : لافعل .
38 - الربع : الدار والمحلّة .
39 - في بعض المصادر : ابن فعّال .
40 - في بعض المصادر : هاتك .
41 - قوله : قفا ، قد شاع في الأشعار هذا النوع من الخطاب ، فقيل : إنّ العرب قد تخاطب الواحد مخاطبة الاثنين ، وقيل : هو للتأكيد من قبيل «لبيّك» أي قف قف . وقيل : خطاب إلى أقلّ ما يكون معه من جمل وعبد .
قوله: متى عهدها، أي بعد عهدها عن الصوم والصلوات ، لجور المخالفين على أهلها وإخراجهم عنها.
42 - شطّت - بتشديد الطاء - : أي بعدت .
43 - النوي : الوجه الّذي ينويه المسافر .
44 - الأفانين : الأغصان .
45 - الأطراف ، وفي بعضها : الآفات .
46 - في بعض المصادر : اعتروا اعتزى ، أي انتسب .
47 - المطاعيم : جمع المطعام ، أي كثير الإطعام والقرى .
48 - في بعض المصادر : الأقطار ، وفي بعضها : الأقتار ، وفي بعضها : في الأعسار .
49 - تضاغن القوم واضطغنوا : انطووا على الأحقاد . والإحنة - بالكسر - : الحقد .
50 - في بعض المصادر : وأهله .
51 - الوغرة : شدّة توقّد الحرّ . ومنه قيل : في صدره عليَّ وغر - بالتسكين - أي ضغن وعداوة وتوقّد من الغيظ .
52 - قوله : إلّا بقربى محمّد ، إشارة إلى ما احتجّ به المهاجرون على الأنصار في السقيفة بكونهم أقرب من الرسول‏صلى الله عليه وآله .
53 - في بعض المصادر : مستدرات .
54 - وبعده هذا البيت كما في بعض المصادر :
لقد أمنت نفسي بكم في حياتها
وإنّي لأرجو الأمن بعد مماتي
وسيأتي هذا البيت هكذا :
لقد خفت في الدنيا وأيّام سعيها
وإنّي لأرجو الأمن بعد وفاتي
55 - قوله : واُخرى بفخّ ، إشارة إلى القتلى بفخٍّ في زمن الهادي وهم : الحسين بن عليّ بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، وسليمان بن عبد اللَّه بن الحسن وأتباعهما .
56 - قوله : واُخرى بأرض الجوزجان ، إشارة إلى قتل يحيى بن زيد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام ، فإنّه قتل بجوزجان وصُلب بها في زمن الوليد وكان مصلوباً حتّى ظهر أبو مسلم وأنزله ودفنه . وباخمرى : اسم موضع على ستّة عشر فرسخاً من الكوفة ، قُتل فيها إبراهيم بن عبد اللَّه بن الحسن .
57 - ورد في بعض الروايات أنّ الرضاعليه السلام ألحق هذين البيتين .
58 - ذكر السيّد الأمين في أعيان الشيعة أنّ مجهولاً ألحق هذا البيت بالبيتين السابقين اللّذين أضافهما الإمام الرضاعليه السلام للقصيدة .
59 - الممضّات ، من قولهم : أمضّة الجرح ، أي أوجعه ، والمضض وجع المصيبة ، وقوله : لست بالغاً ، أي لاأبلغ بكنه صفاتي أن أصف أنّها بلغت منّي ، أي مبلغ من الحزن .
60 - في بعض المصادر : بجنب ، وفي بعضها : لدى النهرين .
61 - لوعة الحبّ : حرقته .
62 - في بعض المصادر : القصعات .
63 - أزدار : افتعل من الزيارة ، ويقال : شاقني حبّها ، أي هاجني ، أي أخاف من زيارتهم أن يهيج حزني عند رؤية مصارعهم ، فيورث جزعي ونحول جسمي . وفي بعض المصادر : ذي النخلات .
64 - الريب : ما يقلق النفوس من الحوادث . والمنون : الدهر والموت . والعقر - بالضمّ والفتح - : محلّة القوم ووسط الدار وأصلها ، أي ليس لهم دار وفي بعض المصادر : «تقسّمهم» بدل «تغشاهمم» .
65 - قوله : مدينين أي أذلّاء . أنضاء : أي مهزولين أو مجرّدين .
66 - العقبان : جمع العقاب . والرخمات : جمع الرخمة وهي طيور من اتبعة النسور الجوارح ، أي لايزور قبورهم سوى هذه الطيور .
67 - اللأواء : الشدّة ، أي لايجاورهم لأواء السنين لفراقهم الدنيا .
68 - رجل مغوار : كثير الغارات ، وغارهم اللَّه بخير : أصابهم بخصب ومطر وفي بعض المصادر :
وقد كان منهم بالحجون وأهلها
ميامين نحّارون في السنوات
69 - في بعض المصادر : ترده المذنبات ، وفي بعضها : تزره المدنبات . وقوله : لم تزره المذنبات ، أي لم تقربه إلّا المطهّرات من الذنوب .
70 - السمرة بين البياض والسواد . والقنا : جمع القناة وهي الرمح . المسعر - بكسر الميم - : الخشب الّذي تسعر به النار ، ومنه قيل للرجل إنّه مسعر حرب ، أي تحمى به الحرب .
71 - في بعض المصادر : ذي السورات .
72 - في بعض المصادر : منتوج ، وفي بعضها : ملتوح .
73 - في بعض المصادر : الفلتات .
74 - قوله : ملامك - بالنصب - أي كفّ عنّي ملامك .
75 - في بعض المصادر : أودّاي ما عاشوا .
76 - في بعض المصادر : تحيّزتهم .
77 - في بعض المصادر : هداي ، وفي بعضها : يقيني .
78 - قوم عناة ، أي اُساري ، أي كانوا معدّين مرجون لفكّ الاُسارى وحمل الديات عن القوم .
79 - قوله : قصيّ الرحم ، أي اُحبّ من كان بعيداً من جهة الرحم إذا كان محبّاً لكم ، وأهجر فيكم زوجتي وبناتي إذا كنّ مخالفات لكم . وفي بعض المصادر : «اُسرتي» بدل «زوجتي» .
80 - قوله : حبّيكم ، أي حبّي إيّاكم . والمؤاتاة : المطاوعة والموافقة .
81 - هملت عينه : فاضت .
82 - ورد في بعض المصادر :
وآل رسول اللَّه نحف جسومهم
وآل زياد غلّظ القصرات
83 - الجوى : الحرقة وشدّة الوجد من عشق وحزن .
84 - في بعض المصادر : الفسق والنبعات .
85 - ورد في بعض المصادر :
وآل زيادٍ في القصور مصونة
وآل رسول اللَّه في الفلوات
وسيأتي بعد خمسة أبيات بهذا اللفظ .
86 - البلقع : الأرض القفر الّتي لاشي‏ء بها .
87 - ورد في بعض المصادر :
وآل رسول اللَّه تدمي نحورهم
وآل زيادٍ آمنوا السربات
وسيأتي عجز البيت فيما يليه .
ربّة الحجلات : أي المربوبة فيها أو صاحبتها . وفي بعض المصادر : غلظ الحجلات .
88 - فلان آمن في سربه - بالكسر - أي في نفسه . وفلان واسع السرب ، أي رخي البال .
89 - وفي بعض المصادر :
بنات زياد في القصور مصونة
وبنت رسول اللَّه في الفلوات
90 - الموتور : الّذي قُتل له قتيل فلم يدرك بدمه .
91 - في بعض المصادر : ويجزي عن الإحسان والنقمات . وزاد فيه :
ويلعن فذّ الناس في الناس كلّهم
إذا ما ادّعى ذاك ابن هن وهنات
92 - في بعض المصادر : ريبة . والمنصل : السيف .
93 - قوله : غير تبات ، أي غير منقطع .
94 - يقال : ارتاح اللَّه لفلان ، أي رحمه .
95 - في بعض المصادر : تردّد بين الصدر واللهوات . يقال : باء بغضب أي رجع به . واللهوات : اللحمات في أقصى الفم .
96 - انظر كشف الغمّة : 2 / 318 - 327 والمصادر السابقة .
120. في الإرشاد للشيخ المفيد : 2 / 263 بلفظ : ستمائة دينار .
121. في (ب) : ستحتاج إليها ولا تراجعني فيها .
122. لا أعتقد أنّ هؤلاء لصوص بالمعنى‏ المتعارف وأنهم قطّاع الطريق وأصحاب السرقاب ، بل أظنّ أنهم معارضون ومضاوئون للحكم العباسيّ انذاك فحتمت عليهم الظروف أن يتصدّوا للقوافل السائرة من خراسان إلى الأماكن الاُخرى‏ فيقاتلونهم للدفاع عن عقيدتهم ، وإلّا كيف يكون محبّو أهل البيت عليهم السلام من اللصوص وقطّاعي الطريق . وخير دليل على ذلك أنّ كبيرهم يشيد بشاعر أهل البيت عليهم السلام ويحفظ شعره ثمّ يرد للقافلة كلّ ما أخذوه منهم بعد أن عرفوا أنهم من محبّي أهل البيت عليهم السلام .
123. في (أ) : قائم .
124. في (أ) : بهذا البيت .
125. في (أ) : قلت .
126. في (ج) : يطهّر الأرض من الفساد ويملأها .
127. رويت هذه القصيده في كثير من المصادر التاريخيه ولشهرتها بين الناس حفظوها وتناقلوها وتغنوا بها حتّى اعداء أهل البيت عليهم السلام ولذا نجد بعض ألفاظها تختلف من مصدر إلى آخر علماً بأنّ المصنّف (ره) اقتصر على عدد من أبياتها ولذا نحن ارتئينا ان ننقل المصادر بشكل إجمالي والّتي تحت أيدينا ونترك للقاري الكريم ان يفتش عنها في المصادر الاُخرى وكذلك يبحث عن معناها لأن فيها ما فيها من كرامات أهل البيت عليهم السلام من ناحية ومظلوميتهم من قبل أعدائهم من ناحية اُخرى‏ ثمّ ارتئيينا ان ننقل القصيده كاملة ليطلع عليها من أراد . أمّا المصادر فهي كالتالي :
أمالي الطوسي : 2 / 265 ح 35 . عيون أخبار الرضا : 2 / 263 ح 34 ، كمال الدين : 373 ح 6 ، رجال الكشّي : 504 ، الوسائل : 10 / 438 و 393 ح 22 ، سير أعلام النبلاء : 9 / 391 ، إعلام الورى : 329 ، مناقب آل أبي طالب : 3 / 450 ، مدينة المعاجز : 503 ح 119 ، حلية الأبرار للمحدّث البحراني : 2 / 320 و 433 ، إثبات الهداة : 6 / 99 ح 102 ، 2 / 347 ، كشف الغمّة : 2 / 261 و 328 ، كفاية الأثر للخزّاز القمّي : 271 ، فرائد السمطين للجويني : 2 / 337 ح 591 ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي : 454 ، الاتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي : 164 ، نور الأبصار : 309 - 312 ، منتخب الأنوار المضيئة : 39 ، مقصد الراغب : 167 ، الفرَج بعد الشدّة : 329 .
وانظر أيضاً إحقاق الحقّ : 12 / 403 و 399 و 408 ، و : 19 / 571 - 576 و647 و650 ، دلائل الإمامة للطبري : 182 ، العدد القوية : 292 ح 16 ، الغدير : 2 / 349 - 363 ، مطالب السؤول : 85 ، معجم الاُدباء : 4 / 196 ، أعيان الشيعة : 6 / 418 ، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : 238 ، البحار : 49 / 245 ح 12 ، و 242 و 237 ، مقاتل الطالبيين لأبي الإصفهاني : 565 ، ديوان دعبل : 124 .
128. انظر ترجمته في أعيان الشيعة : 2 / 168 ، شذرات الذهب : 2 / 102 ، العبر في أخبار من غبر لابن خلدون : 1 / 440 ، الفهرست لابن النديم : 136 ، مرآة الجنان : 2 / 143 ، مروج الذهب : 4 / 23 ، معجم البلدان لياقوت الحموي : 3 / 435 ، معجم الاُدباء : 1 / 164 ، النجوم الزاهرة : 2 / 315 ، البداية والنهاية لابن كثير : 10 / 344 .
129. في (ب) : الأوّل - بدل - وقت عصره .
130. انظر إعلام الورى : 327 ، أمالي الطوسي : 525 ح 14 ، عيون أخبار الرضا : 2 / 180 ح 4 ، حلية الأبرار للمحدّث البحراني : 2 / 298 ، الوسائل : 4 / 863 ح 6 ، كشف الغمّة : 2 / 316 ، نور الأبصار : 170 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 461 ، روضة الواعظين للفتّال النيسابوري : 273 ، الاتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي : 165 ، البحار : 49 / 90 ح 3 ، و : 92 / 204 ح 1 ، إحقاق الحقّ للقاضي الشوشتري : 12 / 355 ، و : 19 / 567 .
131. انظر عيون أخبار الرضا : 2 / 184 ح 7 وزاد : ... فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فلا تصدّقوه» حيلة الأبرار : 2 / 308 و 365 ، وأورده في المناقب لابن شهرآشوب باختلاف يسير في : 3 / 469 ، إعلام الورى : 327 ، كشف الغمّة : 2 / 316 ، الاتحاف بحبّ الأشراف : 165 ، إحقاق الحقّ : 19 / 567 ، 12 / 355 ، نور الأبصار : 312 .
132. في (أ) : جلوسه .
133. انظر عيون أخبار الرضا : 2 / 178 ح 1 وزاد «ولبسه الغليظ من الثياب ، حتّى إذا برز للناس تزيّن لهم» حلية الأبرار : 2 / 362 ، كشف الغمّة : 2 / 316 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 470 ، نور الأبصار : 312 ، إعلام الورى : 328 ، البحار : 49 / 89 ح 1 ، إحقاق الحقّ : 12 / 355 .
134. هو الفضل بن سهل ذوالرياستين وزير المأمون ومدبّر اُموره ، لقّب بذي الرياستين لأنه قلد الوزارة والسيف جميعاً ، كان مجوسياً فأسلم على يدي المأمون سنة (190 ه) أو يدي يحيى بن خالد البرمكي ، وكان من صنائع آل برمك ، كان عالماً فاضلاً ومن أعلم الناس بعلم النجوم ، وكان يتشيّع وهو الّذي أشار على المأمون بولاية العهد لأبي الحسن الرضا ، فلمّا ندم المأمون على ولاية العهد ثقل عليه أمر الفضل واحتال عليه خرج من مرو منصرفاً إلى العراق ودسّ عليه حتّى قتله غالب السعودي الأسود مع جماعة في حمّام سرخس سنة (203 ه) وروى الصدوق أخباراً في ذمّه وأنه كان معانداً للرضا ، وأخوه أبو محمّد الحسن بن سهل هو الّذي حاصر بغداد بمشاركة طاهر بن الحسين ذي اليمينين ، وقتل الأمين محمّد بن الزبيدة المخلوع سنة (198 ه) . توفي سنة (236 ه) وبنته بوران تزوّجها المأمون .
135. انظر كشف الغمّة : 2 / 306 ، البحار : 49 / 172 ح 9 ، سير أعلام النبلاء : 9 / 391 ، إحقاق الحقّ : 12 / 399 ، و : 19 / 581 - 582 ، البداية والنهاية : 10 / 250 ، ترجمة القاضي عبدالجبار للشيخ فؤاد سيّد المغربيّ : 337 .
136. في (أ) : قال .
137. عيون أخبار الرضا : 1 / 127 / 22 ، الجواهر السنية للحرّ العاملي : 52 نقله عن توحيد الشيخ الصدوق.
138. انظر المصادر السابقة .
139. انظر المصادر السابقة .
140. انظر المصادر السابقة .
141. انظر المصادر السابقة .
142. انظر المصادر السابقة .
143. انظر المصادر السابقة .
144. انظر المصادر السابقة .
145. انظر المصادر السابقة .
146. مريم : 15 .
147. انظر المصادر السابقة .
148. مريم : 33 .
149. في (د) : سعد .
150. في (أ) : خصّ .
151. السقلاط : نوع من الثياب الرومية . انظر لسان العرب : مادة «سقط» تاج العروس في شرح القاموس : مادة «سقط» .
152. في (ب) : المشايران .
153. هو أبوزرعة عبيداللَّه بن عبدالكريم بن يزيد بن فروخ المخزومي بالولاء الرازي ، من أئمة الحديث ، زار بغداد وحدّث بها وكان يحفظ مائة ألف حديث ، توفي بالري سنة (264 ه) . انظر تذكرة الحفّاظ : 2 / 124 ، تاريخ بغداد : 10 / 326 ، الأعلام للزرگلي : 4 / 350 .
154. هو أبو الحسن محمّد بن أسلم بن يزيد الكندي ، مولاهم الطوسي ، من حفّاظ الحديث المشهورين ، وقد اشتهر بالصلاح ، توفي سنة (242 ه) . انظر تذكرة الحفّاظ : 2 / 103 ، حلية الاولياء : 9 / 238 ، شذرات الذهب : 2 / 100 .
155. في (ج) : حزام .
156. في (ب ، ج) : أربع وعشرون .
157. في (أ) : التشيري ، وهو خطأ .
هو الصوفي المعروف عبدالكريم بن هوازن بن عبدالملك الخراساني النيسابوري الشافعي المفسّر صاحب الرسالة المسمّاة بالرسالة القشيرية ، وهي في الكلام على رجال الطريقة وأحوالهم واخلاقهم ولد سنة (375 أو 376) ، وتوفي (سنة 465 ه) . انظر ترجمته في تاريخ بغداد : 11 / 83 ، سير أعلام النبلاء : 18 / 227 ، وفيات الأعيان : 3 / 205 ، روضات الجنّات : 5 / 94 .
158. رويت هذه القصة بألفاظ متقاربة جدّاً مع تقديم وتأخير في بعض الألفاظ ، والمصادر كلّها مجمعه على نصّ الحديث المروي عن رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله فانظر مثلاً أمالي الشيخ الطوسي : 2 / 201 . وحلية الأبرار : 2 / 302 ، وكشف الغمّة : 2 / 207 وزاد فيه « ... وإنّي كتبت هذا الحديث بالذهب تعظيماً واحتراماً» . وانظر كذلك البحار : 3 / 14 ح 39 ، و : 27 / 134 ح 130 ، و : 49 / 120 ح 1 ، و 126 ح 3 ، و121 ح 2 وانظر صحيفة الإمام الرضا : 79 ح 1 ، الصواعق المحرقة : 122 ، و : 204 ط آخر ، شرح الجامع الصغير : 410 (مخطوط) .
وانظر أيضاً ينابيع المودّة : 385 ، و : 3 / 122 ط اُسوة ، عيون أخبار الرضا : 2 / 143 باب 37 ح‏1 ، و144 و 145 ح 4 ، غرر الحكم للآمدي : 1 / 220 ح 103 قطعه منه ، مفتاح النجا للبدخشي : 179 (مخطوط) ، نور الأبصار : 213 أخبار الدول : 115 ، تاريخ آل محمّد : 190 ، الإتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي : 3 / 47 ، الإعتصام بحبل الإسلام : 205 ، التوحيد للشيخ الصدوق : 24 ح 22 و 23 ، ثواب الأعمال للشيخ الصدوق أيضاً : 21 ح 1 ، معاني الأخبار للصدوق كذلك : 370 ح 1 ، حلية الأولياء لأبي نعيم الاصبهاني : 3 / 192 ، مسند الإمام الرضا : 1 / 43 و 44 .
وفي بعض المصادر السابقة «وأنا من شروطها» والبعض الآخر حذفها ولايخفى السبب في ذلك . وفي نزهة المجالس : 1 / 22 قال : يقول الإمام أحمد بن حنبل «لو قرأت هذا الاسناد على مجنون لبرئ من جِنّته» هذا ما ورد في الصواعق ، ثمّ أضاف صاحب نزهة المجالس وقال : إنه - أي الإمام أحمد - قرأها على مصروع فأفاق . وانظر سنن ابن ماجة : 1 / 25 ح 65 كتاب الإيمان باب 9 .
159. في (ب) : بخراسان .
160. في (د) : الاُمة .
161. في (أ) : الخشن.
162. في (ب) : يلبس ... ويجلس ... ويحكم .
163. في (أ) : قسط وعدل .
164. الأعراف : 32 .
165. انظر كشف الغمّة : 2 / 310 مع اختلاف يسير ، شرح النهج لابن أبي الحديد : 11 / 34 ، نور الأبصار : 171 ، الدرّة الباهرة : 37 ، نزهة الناظر : 129 ح 17 ، العدد القوية : 297 ح 29 (مخطوط) البحار : 49 / 275 ح 26 ، و : 10 / 351 ح 11 ، و : 70 / 118 ح 7 ، و120 ح 11 ، و : 7 / 259 بلفظ : دخل إنسان على عليّ بن موسى الرضا وعليه ثياب مرتفعة القيمة فقال : يابن رسول اللَّه أتلبس مثل هذا؟ فقال له‏عليه السلام : (مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ ...) وأخرجه إحقاق الحقّ : 12 / 397 .
166. في (أ) : وأخبره .
167. في (أ) : في .
168. في (أ) : فاجتمتعا .
169. في (أ) : عن .
170. يقصد به محمّد بن هارون الأمين .
171. في (أ) : سلّمت .
172. في (أ) : ذي فضل من .
173. البِدَر : جمع بدرة ، وهي عشرة آلاف درهم . انظر الصحاح : 2 / 587 مادة «بدر» .
174. في (أ) : وبقج . وهي الصرّة من الثياب .
175. في (أ) : وجب لكم علينا الحكم والسلام .
176. ورد في الإرشاد : 349 ، و : 2 / 263 ط آخر بلفظ «ستة آباءٍ هُمُ ماهمُ» وفي مقاتل الطالبيين : 456 ولكن عجز البيت بلفظ «هم خير من يشرب صوب الغمام» وهذا البيت للنابغه الذبياني كما في الديوان : 117 ، و الشعر والشعراء : 1 / 109 ، و خزانة الأدب : 2 / 118 ، و : 1 / 288 ط آخر و فيهما «من يشرب صفو المدام» وبلفظ آخر «خمسة أباءٍ هم» . وانظر عيون أخبار الرضا : 2 / 145 ح 14 ولكن فيه بلفظ «سبعة آباءٍ هم» ، وفي نور الأبصار : 317 «ستة آباؤهم اُمّهاتهم» ، أمّا في المناقب لابن شهرآشوب : 4 / 364 ففيه «ستة آباؤهم من هم» .
177. كذا ، والصحيح : المدائني .
178. في (أ) : من بدّ .
179. في (أ) : لا تشغل قلبك بشي‏ء ممّا ترى من هذا الأمر .
180. وردت هذه القصة في كثير من كتب التاريخ والسِير ولكن تختلف ببعض الألفاظ والتقديم والتأخير وبعضها بشكل مفصّل والماتن اختصرها كما اختصرها الشيخ المفيد رحمه الله وغيره ، فلاحظ وانظر مناقب آل أبي طالب : 4 / 364 ، و : 3 / 472 - 474 ط آخر ، البحار : 49 / 146 ، كشف الغمّة : 2 / 276 ، نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس : 1 / 295 ، مفتاح النجا للبدخشي : 178 مخطوط .
وانظر أيضاً إثبات الهداة : 6 / 127 ح 135 ، الإرشاد : 2 / 263 ، و : 349 ط آخر ، مقاتل الطالبيين : 456 ، إحقاق الحقّ : 12 / 367 و384 و395 ، تحف العقول : 446 ح 39 ، البحار : 49 / 145 ح 23 و 15 ، مدينة المعاجز : 501 ح 116 ، نور الأبصار : 317 ، الكشّي في رجاله : 504 ح 970 ، حلية الأبرار : 2 / 322 ، العدد القوية : 282 ح 14 (مخطوط) إعلام الورى : 335 ، الوزراء والكتّاب للجهشياري : 312 ، ابن الأثير في الكامل : 6 / 111 ، مروج الذهب : 4 / 28 ، الشذرات الذهبية لابن طولون : 97 ، تاريخ الطبري : 7 / 139 ، الفخري : 199 ، البداية والنهاية : 10 / 248 ، تاريخ اليعقوبي : 7 / 179 .
181. في (أ) : عليهم .
182. في (أ) : نزل .
183. في (د) : بالوحي .
184. في (ب) : بالخلافة .
185. في (ب) : وأبلى .
186. في (ج) : وغيرهم .
187. وردت هذه الوثيقة في أكثر المصادر التاريخية ، بعضها ذكرها بشكل مفصّل والبعض الآخر ذكرها مختصراً منهم المصنّف كما قال في بداية ذكر الوثيقة «اختصترها لطولها» وذكر قسماً من أوّلها وقسماً من آخرها ، فراجع المصادر الّتي نذكرها على سبيل المثال لاالحصر :
كشف الغمّة : 2 / 333 وهي نسخة قديمة مصحّحة وكانت عليها إجازات العلماء الكرام ومكتوباً عليها بخطّهم هوامش كثيرة وبخطّه الشريف تحت كلمة الرضا واسمه الثناء ببعض العبائر ، وانظرا حلية الأبرار للمحدّث البحراني : 2 / 338 ، وإثبات الهداة : 6 / 143 ح 163 والبحار : 49 / 148 ح 25 ، إحقاق الحقّ : 12 / 355 و ص‏378 - 383 و 19 / 567 ، الإتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي : 165 ، نور الأبصار : 317 ، صبح الأعشى : 9 / 365 و 393 ، التدوين : 4 / 51 ، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : 361 ، الفخري : 161 ، وسيلة النجاة : 387 ، مآثر الإنافة في معالم الخلافة : 2 / 325 - 336 ، شرح ميمية أبي فراس : 299 - 303 ، مسند الإمام الرضا : 1 / ق 1 ص 102 - 107 .
188. في (أ) : نفوساً .
189. كذا ، والظاهر أنّ الصحيح : بل أحياها بعد أن كانت من الحياة أيست . كما في بعض المصادر ، واللَّه أعلم .
190. في (أ) : فأغناها .
191. في (د) : اذ افتقرت ، كما في المناقب لابن شهرآشوب .
192. في (أ) : نشافها .
193. أي معاتباً عليه ، وفي (ب ، د) : زرايا ، وفى نسخة : رزايا .
194. في (أ) : أمر .
195. وزاد في (ج) : ورصد .
196. وزاد في (ج) : وباقية .
197. في بعضى النسخ : حدود اللَّه .
198. في (أ) : للعزل .
199. في (ب) : بقاه .
200. في (أ) : الأشرس .
201. في (ب) : ببركة .
202. في (أ) : ظهراً وبطناً .
203. في (أ) : المعتزّ .
204. في (أ) : المعتزّ .
205. في (ب) : فقراءة ، وفي (أ) : بقراءة .
206. في (أ) : ظهراً وبطناً .
207. في (أ) : تبطل ، وفي (ج) : لتبطل .
208. في (أ) : اعترضته لآراء .
209. بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏
هذا كتاب كتبه عبد اللَّه بن هارون الرشيد أمير المؤمنين لعليّ بن موسى بن جعفر وليّ عهده‏
أمّا بعد ، فإنّ اللَّه عزّوجلّ اصطفى الإسلام ديناً ، واصطفى له من عباده رسلاً دالّين عليه وهادين إليه ، يبشّر أوّلهم بآخرهم ، ويصدّق تاليهم ماضيهم ، حتّى انتهت نبوّة اللَّه إلى محمّدٍصلى الله عليه وآله على فترةٍ من الرسل ، ودروس من العلم ، وانقطاعٍ من الوحي ، واقترابٍ من الساعة .
فختم اللَّه به النبيّين وجعله شاهداً لهم ومهيمناً عليهم ، وأنزل عليه كتابه العزيز الّذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيمٍ حميد ، بما أحلّ وحرّم ، ووعد وأوعد ، وحذّر وأنذر ، وأمر به ونهى عنه ، لتكون له الحجّة البالغة على خلقه ، ليهلك من هلك عن بيّنة ، ويحيى من حيّ عن بيّنة ، وإنّ اللَّه لسميعٌ عليم .
فبلّغ عن اللَّه رسالته ، ودعا إلى سبيله بما أمره به من الحكمة والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالّتي هي أحسن ، ثمّ بالجهاد والغلظة ، حتّى قبضه اللَّه إليه ، واختار له ما عنده .
فلمّا انقضت النبوّة وختم اللَّه بمحمّدصلى الله عليه وآله الوحي والرسالة جعل قوام الدين ونظام أمر المسلمين بالخلافة ، وإتمامها وعزّها والقيام بحقّ اللَّه تعالى فيها بالطاعة الّتي بها تقام فرائض اللَّه وحدوده ، وشرائع الإسلام وسننه ، ويجاهد بها عدوّه .
فعلى خلفاء اللَّه طاعته فيما استحفظهم واسترعاهم من دينه وعباده ، وعلى المسلمين طاعة خلفائهم ومعاونتهم على إقامة حقّ اللَّه وعدله وأمن السبيل وحقن الدماء وصلاح ذات البين وجمع الاُلفة . وفي خلاف ذلك اضطراب حبل المسلمين واختلالهم واختلاف ملّتهم وقهر دينهم واستعلاء عدوّهم وتفرّق الكلمة وخسران الدنيا والآخرة .
فحقّ على مَن استخلفه اللَّه في أرضه وائتمنه على خلقه أن يجهد للَّه نفسه ويؤثر ما فيه رضا اللَّه وطاعته ، ويعتدّ لما اللَّه موافقه عليه ومسائله عنه ، ويحكم بالحقّ ، ويعمل بالعدل فيما حمّله اللَّه وقلّده ، فإنّ اللَّه عزّوجلّ يقول لنبيّه داودعليه السلام : (يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِى الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ‏ّ وَلَاتَتَّبِعِ الْهَوَى‏ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُم بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الْحِسَابِ‏1) وقال اللَّه تعالى : (فَوَرَبِّكَ لَنَسَْلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏2) .
وبلغنا أنّ عمر بن الخطّاب قال : لوضاعت سخلة بشاطئ الفرات لتخوّفت أن يسألني اللَّه عنها ، وأيم اللَّه إنّ المسؤول عن خاصّة نفسه الموقوف على عمله فيما بينه وبين اللَّه ليعرض على أمرٍ كبير وعلى خطرٍ عظيم ، فكيف بالمسؤول عن رعاية الاُمّة ، وباللَّه الثقة ، وإليه المفزع والرغبة في التوفيق والعصمة ، والتسديد والهداية ، إلى ما فيه ثبوت الحجّة ، والفوز من اللَّه بالرضوان والرحمة .
وأنظر الاُمّة لنفسه وأنصحهم للَّه في دينه وعباده من خلفائه (خلائقهم - خ ل) في أرضه مَن عمل بطاعة اللَّه وكتابه وسنّة نبيّه صلى الله عليه وآله في مدّة أيّامه وبعدها ، وأجهد رأيه ونظره فيمن يولّيه عهده ، ويختاره لإمامة المسلمين ورعايتهم بعده ، وينصّبه عَلماً لهم ومفزعاً في جمع اُلفتهم ولمّ شعثهم وحقن دمائهم ، والأمن بإذن اللَّه من فرقتهم ، وفساد ذات بينهم واختلافهم ، ورفع نزغ الشيطان وكيده عنهم ، فإنّ اللَّه عزّوجلّ جعل العهد بعد الخلافة من تمام أمر الإسلام وكماله ، وعزّه وصلاح أهله ، وألهم خلفاءه من توكيده لمن يختارونه له من بعدهم ما عظمت به النعمة وشملت فيه العافية ، ونقض اللَّه بذلك مكر أهل الشقاق والعداوة ، والسعي في الفرقة والتربّص للفتنة .
ولم يزل أمير المؤمنين منذ أفضت إليه الخلافة ، فاختبر بشاعة مذاقها ، وثقل محملها ، وشدّة مؤونتها ، وما يجب على من تقلّدها من ارتباط طاعة اللَّه ، ومراقبته فيما حمّله منها ، فأنصب بدنه ، وأسهر عينه ، وأطال فكره ، فيما فيه عزّ الدين وقمع المشركين ، وصلاح الاُمّة ، ونشر العدل ، وإقامة الكتاب والسنّة ، ومنعه ذلك من الخفض‏3 والدَعة4 ومهنأ العيش ، علماً بما اللَّه سائله عنه ، ومحبّة أن يلقى اللَّه مناصحاً له في دينه وعباده ، ومختاراً لولاية عهده ، ورعاية الاُمّة من بعده ، أفضل من يقدر عليه في دينه وورعه وعلمه ، وأرجاهم للقيام في أمر اللَّه وحقّه ، مناجياً اللَّه بالاستخارة في ذلك ومسألته الهامّة مافيه رضاه وطاعته في آناء ليله ونهاره ، معملاً في طلبه والتماسه في أهل بيته ، من ولد عبد اللَّه بن العباس وعليّ بن أبي طالب فكره ونظره ، مقتصراً ممّن علم حاله ومذهبه منهم على علمه ، وبالغاً في المسألة عمّن خفي عليه أمره جهده وطاقته .

حتّى استقصى اُمورهم معرفةً ، وابتلى أخبارهم مشاهدةً ، واستبرأ أحوالهم معاينةً ، وكشف ما عندهم مساءلةً .
فكانت خيرته بعد استخارته للَّه ، وإجهاده نفسه في قضاء حقّه في عباده وبلاده ، في البيتين جميعاً «عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام» لمّا رأى من فضله البارع ، وعلمه النافع ، وورعه الظاهر ، وزهده الخالص ، وتخلّيه من الدنيا ، وتسلّمه من الناس .
210. انظر كشف الغمّة : 2 / 322 ، البحار : 49 / 128 ح 1 ، مسار الشيعة : 42 في السادس من رمضان .
211. انظر عيون أخبار الرضا : 2 / 245 ح 2 والبحار : 49 / 221 ح 9 ، و300 ح 11 ، إعلام الورى : 343 ، كشف الغمّة : 2 / 332 ، تاريخ الطبري : 7 / 149 ، الشذرات الذهبيه لابن طولون : 97 ، الاتحاف بحبّ الأشراف : 168 ، التدوين : 4 / 52 ، إثبات الوصية : 205 ، دلائل الإمامة : 177 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 376 ، إحقاق الحقّ : 12 / 386 ، و : 19 / 568 .
212. في (ج) : أبوح .
213. في (ب) : صدره .
214. في (أ) : عكّازأ .
215. أورد هذه الحادثة كلّ من عيون أخبار الرضا : 2 / 149 ح 21 ولكن بشكل مفصّل ، والإرشاد للشيخ المفيد : 351 ، و : 2 / 264 ط آخر ، والكافي : 1 / 488 ح 7 ، والبحار : 49 / 133 ح 9 ، و :90 / 360 ح 1 ، وحلية الأبرار للمحدّث البحراني : 2 / 345 ، وكشف الغمّة للإربلي : 2 / 278 ، ومدينة المعاجز : 501 ، وإثبات الوصية : 205 ، إعلام الورى : 336 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 479 .
وانظر أيضاً دلائل الإمامة للطبري : 177 ، نور الأبصار : 320 ، الوسائل : 3 / 378 ، الانباء في تاريخ الخلفاء : 60 ، تاريخ الخلفاء : 285 ، وفيات الأعيان لابن خلّكان : 1 / 39 ، العبر في أخبار من غبر لابن خلدون : 1 / 262 ، سير أعلام النبلاء : 10 / 274 ، الوافي بالوفيات للصفدي : 1 / 237 ، النجوم الزاهرة : 2 / 169 ، تاريخ ابن الوردي : 1 / 318 ، تاريخ خليفه بن خياط : 2 / 508 ، تاريخ الموصل : 341 ، نزهة الجليس : 1 / 266 ، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : 364 .
216. هرثمة بن أعين قتله المأمون في مرو سنة (200 ه) . انظر الكامل لابن الأثير : 6 / 314 ، العبر في أخبار من غبر لابن خلدون : 1 / 259 .
217. في (ج) : يا هرثمة هذا أوان .
218. في (أ) : مفتوناً .
219. الوعثاء : المشقّة والتعب .
220. في (أ) : نضب .
221. هذه الحادثة رويت بعدّة مصادر بعضها بشكل مفصّل والبعض الآخر بشكل مختصر كما هو عليه المصنّف رحمه الله مع اختلاف يسير ، فانظر عيون أخبار الرضاعليه السلام : 2 / 245 ح 1 ، الاعتصام بحبل الإسلام للتابعي المصري : 239 و 569 عن هرثمة ، الأنوار القدسية للسنهودي : 39 ، إحقاق الحقّ للقاضي الشوشتري : 19 / 561 و 562 ، و : 12 / 370 و 373 ، مفتاح النجا للبدخشي : 82 ، الكواكب الدرّية لعبد الرؤوف المناوي : 1 / 256 ، أئمة الهدى : 127 ، نور الأبصار : 323 ، الهداية الكبرى للخصيبي : 282 .
دلائل الإمامة : 177 ، مدينة المعاجز : 483 ، مناقب آل أبي طالب : 3 / 480 ، عيون المعجزات : 112 ، الثاقب في المناقب : 431 ، العدد القوية : 276 ح 13 ، إعلام الورى : 343 ، كشف الغمّة : 332 ، والإرشاد للشيخ المفيد : 2 / 270 ، و : 287 ط آخر عن عبد اللَّه بن بشير ، مقاتل الطالبيين لأبى الفرج الاصبهاني : 457 ، الفخري : 199 ، الأئمّة الأثنا عشر لابن طولون : 98 ، وفيات الأعيان : 3 / 270 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 453 .
222. هو عبدالسلام بن صالح بن سليمان العبشمي مولاهم ، روى عن حمّاد بن زيد ومالك ، وروى عنه محمّد بن رافع وأحمد بن سيّار ، توفي سنة (236 ه) . راجع تهذيب الكمال : 201 .
223. انظر الإرشاد : 2 / 270 ، إعلام الورى : 325 ، البحار : 49 / 308 ح 18 ، مقاتل الطالبيين : 457 ، مناقب آل أبي طالب : 4 / 374 .
224. انظر أمالي الشيخ الصدوق : 526 ح 17 ، الخرائج والجرائح للراوندي : 1 / 352 ح 8 ، عيون أخبار الرضا : 2 / 242 ح 1 ، البحار : 49 / 300 ح 10 ، و : 82 / 46 ح 35 ، مدينة المعاجز : 498 ح 114 ، و524 ح 37 ، الوسائل : 2 / 837 ح 4 .
225. انظر عيون أخبار الرضا : 2 / 245 ح 1 ، نور الأبصار للشبلنجي : 324 ، أئمّة الهدى : 127 ، الكواكب الدرّية لعبد الرؤوف المناوي : 1 / 256 ، مفتاح النجا للبدخشي : 82 ، الاعتصام بحبل الإسلام : 240 ، الأنوار القدسية للسنهوتي : 40 ، إثبات الهداة للحرّ العاملي : 6 / 95 ح 98 ، إعلام الورى : 343 ، كشف الغمّة : 332 ، العدد القوية : 276 ح 13 ، الثاقب في المناقب : 431 ، مناقب آل أبي طالب : 3 / 481 ، مدينة المعاجز : 484 ، دلائل الإمامة : 178 ، الهداية الكبرى للخصيبي : 283 ، البحار : 49 / 293 ح 8 .
226. في (أ) : والعوقب .
227. في (أ) : فلمّوا إليه .
228. انظر المصادر السابقة .
229. في (أ) : استياد .
230. انظر الإرشاد للشيخ المفيد : 2 / 247 . وسناباد على بعد مسافة بلوغ الصوت من نُوقان بأرض طوس وفيها قبر هارون الرشيد وقبر أبي الحسن‏عليه السلام بين يديه في قِبْلَتِهِ كما ورد في معجم البلدان لياقوت الحموي : 5 / 311 .
وانظر سنة استشهاده في 567 ، الكافي : 1 / 486 ، روضة الواعظين للفتّال النيسابوري : 281 ، المصباح للكفعمي : 523 ، الدروس للشهيد الأوّل : 154 ، مروج الذهب للمسعودي : 3 / 441 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 453 ، أنساب السمعاني : 6 / 139 ، وفيات الأعيان : 3 / 270 ، إحقاق الحقّ للشهيد القاضي الشوشتري : 19 / 556 ، نزهة الجليس : 2 / 65 ، مرآة الجنان لليافعي : 2 / 12 ، الهداية الكبرى للخصيبي : 279 .
وانظر أيضاً تذكرة الخواصّ : 347 و 358 ، كفاية الطالب للگنجي الشافعي : 458 ، تاريخ الموصل : 352 ، نور الأبصار : 325 ، تاريخ ابن الوردي : 1 / 319 ، النجوم الزاهرة : 2 / 174 ، تاريخ الخلفاء : 307 ، سير أعلام النبلاء : 9 / 389 و 390 و 393 ، فرائد السمطين للجويني : 2 / 188 ح 464 ، و : 199 ح 478 ، تاج المواليد : 126 ، الكامل في التاريخ لابن الأثير : 6 / 351 ، الفخري : 176 ، التهذيب : 6 / 83 ، تاريخ الطبري : 7 / 105 ، التنبيه والأشراف : 303 ، إعلام الورى : 313 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3 / 475 ، دلائل الإمامة للطبري : 183 كشف الغمّة للإربلي : 2 / 312 .
231. انظر الكافي : 1 / 486 ، ينابيع المودّة : 3 / 124 ط اُسوة ، الصواعق المحرقة : 205 ، الإرشاد للشيخ المفيد : 341 ، و : 2 / 247 ط آخر ، كفاية الطالب للگنجي الشافعي : 458 ، تذكرة الخواصّ : 358 ، المناقب لابن شهرآشوب : 3/475 ، المقالات والفِرق : 94 ، تاج المواليد : 125 ، روضة الواعظين للفتّال النيسابوري : 281 ، البحار : 49 / 293 ح 5 ، و :98 / 198 ، العدد القوية : 275 ، إعلام الورى : 314 .
هناك آراء اُخرى‏ في مدة عمره‏عليه السلام فقيل قبض وهو ابن 49 سنة وأشهر كما في الكافي أيضاً برواية اُخرى : 1 / 491 ح 11 ، ومثله في عيون أخبار الرضا : 2 / 245 ح 2 ، ولكن بلفظ «وستة أشهر» ومثله في كشف الغمّة : 1 / 22 ح 4 ، و : 2 / 259 ، البحار : 49 / 14 ح 5 ، إثبات الهداة : 6 / 14 ح 27 ، تاريخ أهل البيت عليهم السلام : 83 ، حلية الأبرار للمحدّث البحراني : 2 / 380 . وفي تاريخ الأئمة عليهم السلام لابن أبي الثلج : 12 و 13 بلفظ «سبع وأربعين وأشهراً» .
232. انظر المصادر السابقة كما في عيون أخبار الرضا : 2 / 245 ولكن زاد «وأربعة أشهر» وروضة الواعظين للفتّال النيسابوري : 281 ، كشف الغمّة : 2 / 311 و 312 ، إعلام الورى : 313 ، دلائل الإمامة للطبري : 175 .
233. في (أ) : أخرج .
234. في (ج) : ستة .
235. تقدّمت استخراجاته ، وانظر على سبيل المثال كشف الغمّة : 2 / 311 و 312 ، إعلام الورى : 313 ، دلائل الإمامة : 175 .
الرشيد هو الّذي حصد شجرة النبوة واقتلع غرس الإمامة ... على حدّ تعبير الخوارزمي ، والّذي لم يكن يخاف اللَّه ، وأفعاله بأعيان آل عليّ‏عليه السلام وهم أولاد بنت نبيّه ... لغير جرم تدلّ على عدم خوفه من اللَّه تعالى . انظر الفخري في الآداب السلطانية : 20 . ويقول أحمد شلبي في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية : 3 / 352 «كان الرشيد يكره الشيعة ويقتلهم» . وقد أقسم على استئصالهم وكلّ من يتشيّع لهم فقال « . . حتام أصبر على آل بني أبي طالب واللَّه لأقتلنّهم ، ولأقتلنّ شيعتهم ولأفعلنّ وأفعلنّ ... كما ينقله صاحب الأغاني : 5 / 225 .
وقد أخرجهم جميعاً من بغداد إلى المدينة كرهاً لهم ومقتاً ، كما جاء في الكامل لابن الأثير : 5 / 85 و تاريخ الطبري : 10 / 606 . وقد وصفه صاحب العقد الفريد في : 1 / 142 بأنه كان شديد الوطأة على العلويين يتتبّع خطواتهم ويقتلهم . وأمر عامله على المدينة بأن يضمن العلويون بعضهم بعضاً كما يقول الكندي في الولاة والقضاة : 198 .
وأمّا حياة الأمين فقد رفض النساء ، واشتغل بالخصيان ، ووجّه إلى البلدان في طلب الملهين واستخفّ حتّى بوزرائه ، وأهل بيته كما وصفه صاحب مآثر الإنافة : 1 / 205 ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء : 201 ، ومختصر أخبار الدول : 134 ، والكامل لابن الأثير : 5 / 170 .
وقد وصفه البلاذري في التنبيه والأشراف : 302 بأنه قبيح السيرة ، ضعيف الرأي ، سفّاكاً للدماء ، يركب هواه ويهمل أمره ويتكل في جليلات الاُمور على غيره . وأضاف القلقشندي في معالم الخلافة : 1 / 204 بقوله «منهماً في اللذات واللهو» . وفي مختصر أخبار الدول : 134 ، والآداب السلطانية : 212 بلفظ «لم يجد للأمين شيئاً من سيرته يستحسنه ، فيذكره» .
أمّا إبراهيم فيقول فيه الطبري في تاريخه : 9 / 974 ، و : 10 / 25 ، وابن الأثير في الكامل : 4 / 295 ، وابن كثير في البداية والنهاية : 10 / 28 و 64 ، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 2 / 114 ، والنزاع والتخاصم للمقريزي : 45 ، والعقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي : 4 / 479 ، وشرح النهج للمعتزلي : 3 / 267 ، وضحى الإسلام : 1 / 32 «أمر بقتل كلّ من شكّ فيه ، أو وقع في نفسه شي‏ء منه وإن استطاع أن لايدع بخراسان من يتكلّم بالعربية إلّا قتله فليفعل ، وأيّ غلام بلغ خمسة أشبار يتهمه فليقتله ، وأن لايخلي من مضر دياراً ... وإبراهيم هذا من أصحاب المزامير والبرابط ويقول فيه دعبل :
نعر ابن شكلة بالعراق وأهله
فهفا إليه كلّ أطلس مائق
إن كان إبراهيم مضطلعاً بها
فلتصلحنّ من بعده لمخارق
ولتصلحن من بعد ذاك لزلزل
ولتصلحن من بعده للمارق
أنى يكون وليس ذاك بكائن
يرث الخلافة فاسق عن فاسق
مُخارق وزُلزُل والمارق : هؤلاء الثلاثة كانوا مغنّي في ذلك العصر .
انظر وفيات الأعيان : 1 / 8 ، الورقة لابن الجرّاح : 22 ، معاهد التنصيص : 1 / 205 ، الشعر والشعراء : 541 ، الكنى والألقاب للمحدّث الشيخ عباس القمّي : 1 / 330 ، شرح ميمية أبي فراس : 281 ، البداية والنهاية لابن كثير : 10 / 290 ، نزهة الجليس : 1 / 404 ، عيون أخبار الرضا : 2 / 166 .
وقال دعبل عند ما سمع بأنّ الخليفه لامال عنده ليعطي الجند الذين ألحّوا في طلب اعطياتهم قال : فليخرج الخليفه إلينا ، فليغن لأهل هذا الجانب ثلاث أصوات فتكون عطاءهم ، ولأهل هذا الجانب مثلها :
يامعشر الأجناد لاتقنطوا
خذوا عطاياكم ولاتسخطوا
فسوف يعطيكم حنينيه
لاتدخل الكيس ولاتربط
والمعيديات لقوّادكم
ومابها من أحد يغبط
فهكذا يرزق أصحابه
خليفة مُصحفه البربط
موقف الشيعة من بيعة المأمون للإمام الرضاعليه السلام بولاية العهد
صحيح أنّ المأمون أقدم على قرار خطير في سنة (201 ه) إذ استدعى الإمام عليّ بن موسى الرضاعليه السلام وبايعه في ولاية العهد ، وأعلن أنه يعيد الحقّ إلى نصابه ، وأنه يصل الأرحام الّتي قطعت منذ سنوات عديدة كما يقول الجهشياري في كتابه الوزراء والكتّاب : 312 ، لكن هذا يثير تساؤلات كثيرة منها : هل أنّ المأمون أقدم على هذا العمل نتيجة ردّ فعل الحركات الشيعية الّتي شهدها العصر العباسي بشكل م وعصره بشكل خاصّ؟ وهل كان المأمون صادقاً فيما أقدم عليه؟ وهل كان اندفاعه هذا باقتناعه بأحقّية البيت العلوي بالخلافه؟ أم كان كلّ ذلك سياسة ووسيلة لتدعيم نفوذه وتثبيت أركان خلافته؟
وقبل الإجابه على هذه التساؤلات نبدأ باستعراض آراء المؤرّخين والكتّاب من كلّ الفرق والاتجاهات حتّى نستطيع أن نستشفّ الدوافع الحقيقية لبيعة المأمون بولاية العهد للإمام عليّ بن موسى الرضاعليه السلام .
يذكر الطبري في تاريخه : 7 / 135 وابن الأثير في الكامل : 1 / 111 واليعقوبي في تاريخه : 3 / 176 أنّ الدافع هو أنّ المأمون نظر في بني العباس وبني عليّ فلم يجد أحداً هو أفضل ولا أورع ولا أعلم منه .
ويرى أبو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبيين : 454 أنّ المأمون كان خلال صراعه مع أخيه الأمين قد عاهد اللَّه أن ينقل الخلافة إلى أفضل آل أبي طالب وأن عليّ الرضا هو أفضل العلويين إن ظفر بالمخلوع .
ويذهب السيوطي في تاريخ الخلفاء : 307 مذهباً آخر وهو أنّ المأمون قد حمله على ذلك إفراطه في التشيّع ، حتّى قيل إنّه همَّ أن يخلع نفسه ويفوّض الأمر إليه - أي إلى الإمام الرضا - .
وأمّا الفخري في الآداب السلطانية : 198 فيري أنّ المأمون فكّر في حال الخلافة بعده وأراد أن يجعلها في رجل يصلح لها لتبرأ ذمّته .
ويرى الشيخ المظفّري في تاريخ الشيعة : 51 أنّ المأمون كان مدفوعاً في البيعة لعليّ الرضا بولاية العهد بدافع سياسي هو حماية مصالح الدولة العبّاسية ، لأنّ المأمون من رجال الدهاء والسياسة .
ويرى كاتب آخر هو أنّ المأمون وضع الإمام الرضا تحت رقابة الخليفة ومنعه من القيام بحركة علوية جديده ذكر ذلك هاشم معروف الحسني في عقيدة الشيعة الإمامية : 161 .
ويرى الدكتور النشّار في نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام : 2 / 391 أنّ المأمون أدرك خطورة الدعوة الإسماعيلية فأراد أن يقضي عليها وكان الإمام عبد اللَّه الرضي بدأ نشاطاً واسعاً ولذا قرّب المأمون إليه عليّ الرضا وبايعه بولاية العهد .
أمّا الإجابة على التساؤلات بعد عرض آراء المؤرّخين فنقول : إنّ المأمون كان قد برع في العلوم والفنون ولذا قال الدميري في حياة الحيوان : 1 / 72 : لم يكن في بني العباس أعلم من المأمون . وقال عنه ابن النديم في الفهرست : 174 بأنه أعلم الخلفاء بالفقه والكلام . وقال عنه فريد وجدي في دائرة المعارف الإسلامية : 1 / 620 بأنه لم يل الخلافة بعد الخلفاء الراشدين أكفأ منه . وقد ورد في مناقب آل أبي طالب : 2 / 276 رواية عن الإمام الرضاعليه السلام وهو يصف خلفاء بني العبّاس «سابعهم أعلمهم» ووصفوه بأنه داهية بني العبّاس . كما ذكر ابن عبد ربّه في العقد الفريد : 1 / 123 ، والجهشياري في الوزراء والكتّاب : 311 أنه يقتل الفضل ويبكي عليه ويقتل قتلته ، ويقتل الإمام الرضا ثمّ يبكي عليه ، ويقتل طاهراً ويولي أبناءه مكانه ، ويقتل أخاه ويوهم أنّ الذنب في ذلك على الفضل وطاهر ، وهذا ممّا يدلّ على دهائه وحنكته وسياسته .
ونحن نميل إلى الرأي الّذي يقول إنّ اقدام المأمون على البيعة لعليّ الرضا بولاية العهد ونقله بذلك الخلافة من البيت العبّاسي إلى البيت العلوي كان بدوافع سياسية ، إذ أراد تدعيم خلافته وتجنّب قيام المزيد من الحركات الشيعية في وجهه ، كما أراد إرضاء أهل خراسان ، ولذا اتخذ مرو بخراسان مركزاً لخلافته ، لأنه تولّى الخلافة في فترة قلقة حرجة سادت فيها الاضطرابات والقلاقل في إرجاء الدولة وبدأت هذه الفترة عندما جعل الرشيد ولاية العهد لابنه الأمين سنة (173 ه) فقدّمه على المأمون رغم صغر سنة . وقد ندم الرشيد على ذلك في أواخر عهده كما يقول ابن الأثير في الكامل : 6 / 75 وأبو المحاسن في النجوم الزاهرة : 2 / 138 . ولذا في سنة (183 ه) بايع الرشيد لابنه المأمون وولّاه من حدّ همدان إلى آخر الشرق ، وقد عبّر عن هذا الندم بقوله للاصمعي - كما ورد في مروج الذهب للمسعودي : 3 / 363 - : قد عنيت بتصحيح هذا العهد وتصييره إلى من أرضى سيرته . ..
ولم يقتصر الرشيد في تولية العهد لابنيه الأمين والمأمون بل تعدّى الأمر إلى ابنه القاسم الّذي ولّاه عهده بعد الأمين والمأمون وسمّاه المؤتمن وولّاه الجزيرة والثغور والعواصم . وهكذا قسّم الرشيد الدولة العبّاسية وهيّأ بذلك عوامل المنافسة والحسد بين هؤلاء الاخوة وغرس بذور الفتنة كما يذكر ذلك الطبري في تاريخه : 6 / 603 ، والمسعودي في المروج : 3 / 364 .
ومن هذا وذاك يتضح أنّ المأمون أراد أن يأمن الخطر الّذي يتهدّده من قِبل تلك الشخصية الفذّة وحتّى لاينظر الناس إلى أية بادرة عدائية منه لنظام الحكم القائم إلّا على أنها نكران للجميل . وقد أشار المأمون إلى ذلك حيث صرّح بأنه خشي أن يترك الإمام على حاله أن ينفتق عليه منه مالايسدّه ويأتي منه عليه مالا يطيقه . .. وأن يجعل تلك الشخصية تحت المراقبة الدقيقة من الداخل والخارج ، ولذا زوّجه ابنته حتّى تكون رقيباً داخلياً موثوقاً عنده هو...
ولم يكتف بذلك بل جعل هشام بن إبراهيم الراشدي من أخصّ الناس عند الرضا... وكان لايتكلّم الإمام في داره بشى‏ء إلّا أورده هشام على المأمون وذي الرئاستين . .. كما ذُكر في مسند الإمام الرضا : 1 / 77 ، وعيون أخبار الرضا : 2 / 153 ، والبحار : 49 / 139 ، وانظر شرح ميمية أبي فراس : 304 وكشف الغمّة : 3 / 92.
وكذلك أراد المأمون أن يعزل الإمام عليه السلام عن الناس حتّى لايؤثّر عليهم بما يمتلكه من قوة الشخصية وكذلك يعزله عن شيعته ليقطع الطريق عليهم ، ولذا نجد أنّ الإمام الرضاعليه السلام يكتب إلى أحمد بن محمّد البزنطي ويقول له : أمّا ماطلبت من الإذن عليَّ فإنّ الدخول إلىَّ صعب وهؤلاء قد ضيّقوا عليَّ في ذلك الآن ، فلست تقدر الآن وسيكون إن شاء اللَّه . .. ذكر ذلك المامقاني في رجاله : 1 / 79 ، والصدوق في عيون أخبار الرضا : 2 / 212.
وخير دليل على عزل الإمام عن الناس هو إرجاعه عن صلاة العيد مرّتين ، وهذه مشهورة كما أشرنا إليها سابقاً ، وذكرها المسعودي في إثبات الوصية : 200 ، ومعادن الحكمة : 180 ، ونور الأبصار : 320 ، وإعلام الورى : 322 ، وروضة الواعظين : 1 / 271 ، واُصول الكافي : 1 / 489 ، ومطالب السؤول : 85 ط حجرية .
وربّما أراد من تقريب الإمام‏عليه السلام أن يجعل له شعبية واسعة ، وهذا ما أكّده أحمد الشيبي في الصلة بين التصوّف والتشيّع : 233 حيث قال : إنّ المأمون جعله وليّ عهده ، لمحاولة تألّف قلوب الناس ضدّ قومه العباسيين الذين حاربوه ونصروا أخاه .
وبعد قليل نقف مع هذا كلّه وماهو موقف الإمام الرضاعليه السلام في مواجهة مؤمرات المأمون ويجعله يبوء بالخيبة والخسران ويمنى‏ بالفشل الذريع حتّى لقد أشرف المأمون منه على الهلاك .
أمّا الآن فنقف مع الدكتور أحمد أمين المصري في ضحى الإسلام : 3 / 295 الّذي يقول : إنّ المأمون قد أراد بذلك أن يصلح بين البيتين العلوي والعباسي ويجمع شملهما ليتعاونوا على مافيه خير الاُمة وصلاحها وتنقطع الفتن وتصفو القلوب ، وأنه كان معتزلياً ويرى‏ أحقّية عليّ وذرّيته بالخلافة ، وكذلك أنه وقع تحت تأثير الفضل والحسن بني سهل الفارسيّين . ... ونقول له :
إنّ عقائد المأمون لم تكن هي المنطلق له في مواقفه السياسية بل نراه ينطلق بما هو يخدم مصالحه الخاصة حتّى أنه وصف الصحابة ما عدا الإمام عليّ‏عليه السلام بالملحدين ويصف الخليفه الثاني عمربن الخطاب ب «جُعَل» وأنّ المعتزلة لم تفضّل عليّاً على جميع الصحابة بشكل واضح وإنّما بدأه بشر بن المعتمر .
أمّا ما يراه بعض المؤرّخين كجرجي زيدان في تاريخ التمدن الإسلامي : 4 / 439 ، وأحمد شلبي في التاريخ الإسلامي والحضاره الإسلامية : 3 / 320 ، وابن الأثير في الكامل : 5 / 123 ، وابن الطقطقي في الفخري في الآداب السلطانية : 217 والذين يرون أنّ الفضل بن سهل هو العامل الرئيسي في لعبة ولاية العهد فنقول :
إنّ نسبة التشيّع للفضل هي نسبة غير صحيحة حتّى وإن تظاهر ، اللّهمّ إلّا أن تكون مؤامرة بين الرجلين ، وذلك لأنّ بعض النصوص تفيد أنّ الفضل كان عدواً للإمام‏عليه السلام حيث إنه كان من صنائع البرامكة كما يقول الشيخ الصدوق عيون أخبار الرضا : 2 / 166 و226 والمجلسي في والبحار : 49 / 143 ، 113 . والبرامكة أعداء أهل البيت عليهم السلام ولم يكن هو راغباً في البيعة للرضاعليه السلام وإنه وأخاه قد مانعا في عقد العهد للرضا كما ذكر أبو الفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيين : 563 والشبلنجي في نور الأبصار : 316 ، والإربلي كشف الغمّة : 3 / 66 ، والفتال في روضة الواعظين : 1 / 269 ، والمفيد في الإرشاد : 310 .
كلّ هذه المصادر تشير على أنّ الفضل من أعداء الإمام ومانع من ولاية العهد له فكيف يكون هو المشير على المأمون؟ ولو كان ممّن يتشيّع فكيف يمكن أن يتآمر عليه؟ وكيف ذهب إلى الرضا وحلف له بأغلظ الأيمان ثمّ عرض عليه قتل المأمون وجعل الأمر إليه؟ ولكن بسبب وعيه وتيقّظه قد ضيّع عليه وعلى سيّده هذه الفرصة حيث أدرك أنها دسيسة ومؤامرة فزجر الفضل وطرده ثمّ دخل من فوره على المأمون‏واخبره بما كان من الفضل. وهذا ممّا يدلّل على أنه‏أراد التمهيد للتخلّص من‏الرضا ليخلو له الجو.
واستمرّ في أغراضه الدنيئة حتّى أنّ بعض المؤرّخين يرى‏ أنّ المأمون لم يقتل الإمام إلّا بتحريض من الفضل بن سهل ، وإذا كان الفضل ممّن يتشيّع فمن غير المناسب أن يخبرالإمام المأمون بما عرضه عليه الفضل من قتل المأمون ، كما ذكر الطبري في تاريخه : 11 / 1025 ط ليدن ، وأبو الفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيين : 565 ، والطبرسي في وإعلام الورى : 325 ، والإربلي في كشف الغمّة : 3 / 71 ، والفتّال النيسابوري في روضة الواعظين : 1 / 276 .
وها هو المأمون برواية الريّان بن الصلت عند ما رأى أنّ القوّاد والعامة قد أكثروا في بيعة الرضا وأنهم يقولون «إنّ هذا من تدبير الفضل» قال للمأمون ذلك فأجابه : ويحك ياريّان! أيجسر أحد على أن يجى‏ء إلى خليفة قد استقامت له الرعية والقوّاد واستوت الخلافة فيقول له : ادفع الخلافة من يدك إلى غيرك؟ أيجوز هذا في العقل؟ . ... انظر عيون أخبار الرضا : 2 / 151 ح 22 ، وحلية الأبرار : 2 / 348 ، وفيات الأعيان : 2 / 521 ، و : 3 / 84 ، و : 4 / 41 ، و : 5 / 357 ، و : 6 / 420 و 421 و 427.
أمّا الإجابة على السؤال الّذي طرحناه سابقاً وهو هل أنّ الإمام‏عليه السلام كان راضياً بها أم مكرهاً عليها؟
المصادر التاريخية تحدّثنا على أنّ الإمام‏عليه السلام رفض قبولها أشدّ الرفض وبقي مدّة يحاول إقناعه بالقبول فلم يفلح ، وقد استمرّت محاولاته في مرو أكثر من شهرين والإمام‏عليه السلام يأبى عليه ذلك ، كما ورد في عيون أخبار الرضا : 2 / 149 ، و البداية والنهاية : 10 / 250 والآداب السلطانية : 217 ، وغاية الاختصار : 67 ، وينابيع المودّة : 384 ، وتاريخ الشيعة : 51 و 52 ، وروضة الواعظين : 1 / 267 ، وإعلام الورى : 320 ، وعلل الشرايع : 1 / 236 ، وأمالي الصدوق : 42 ، والإرشاد : 310 ، وكشف الغمّة : 2 / 65 و 66 والمناقب لابن شهرآشوب : 4 / 363 ، والكافي : 1 / 489 .
هذه المصادر وغيرها تؤكد على أنّ الإمام الرضا رفض الولاية ولكن قبلها بعد التهديد ، ولذا قال المأمون له : ما استقدمناك باختيارك ، فلا نعهد إليك باختيارك ، واللَّه إن لم تفعل ضربت عنقك . .. وقال الإمام‏عليه السلام :... قد علم اللَّه كراهتي لذلك ، فلمّا خيّرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل ، ويحهم... ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك ، على إجبار وإكراه ، بعد الإشراف على الهلاك....
هذا جوابه‏عليه السلام على سؤال الريّان. أمّا جوابه لأبي الصلت فقال : وأنا رجل من ولد رسول اللَّه‏صلى الله عليه وآله أجبرني على هذا الأمر واكرهني عليه ... .
وها هو أحمد أمين في ضحى الإسلام : 3 / 294 يقول : ... وألزم الرضا بذلك ، فامتنع ثمّ أجاب ... وقال القندوزي في ينابيع المودّة : 284 : إنه قبل ولاية العهد ، وهو باكٍ حزين ... وقال المسعودي في إثبات الوصية : 205 : ... فألحّ عليه فامتنع ، فأقسم فأبرّ قسمه ... وقال‏عليه السلام : ... إنّي قد أجبت ، امتثالاً للأمر وإن كان الجفر والجامعة يدلّان على ضدّ ذلك . إذاً لم يكن المأمون جادّاً في عرضه للخلافة ولا الإمام‏عليه السلام راضياً بها لأنّ ولاية الأمر هي من قِبل اللَّه في الأصل لا من قِبل المأمون .
و ورد في أمالي الصدوق : 525 ح 13 قوله‏عليه السلام بعد أن رفع يديه إلى السماء وقال : اللّهمّ إنّك تعلم أني مكره مضطرّ ، فلا تؤاخذني كما لم تؤاخذ عبدك ونبيك يوسف حين دفع إلى ولاية مصر .
236. انظر تاريخ ابن الخشّاب : 193 وجاء في تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي : 358 بلفظ «كان له من الأولاد خمسة وبنتاً وهم : محمّد الجواد ، والحسن ، وجعفر ، وإبراهيم ، والحسين ، وعائشة» . وفي الإرشاد : 2 / 371 بلفظ «ومضى الرضا عليّ بن موسى‏عليه السلام ولم يترك ولداً نعلمه إلّا ابنه الإمام بعده أبا جعفر محمّد بن عليّ‏عليه السلام وكانت سنُّه يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهراً» . وفي ينابيع المودّة : 3 / 124 بلفظ «أولاده الذكور خمسة وبنت واحدة أجلّهم وأكملهم محمّد التقي الجواد» .
وانظر الصواعق المحرقة : 205 و 206 ، و : 123 ط آخر ، وفي كشف الغمّة : 2 / 267 كما عند الماتن وهو موافق أيضاً لقول عبدالعزيز بن الأخضر ، والبحار : 49 / 221 ح 11 . وكذلك في سير أعلام النبلاء : 9 / 393 ومخالف لقول ابن الخشّاب كما ذكرنا سابقاً لأنه لم يذكر الحسين بل ذكر أبو محمّد الحسن وذكر الحسن أيضاً . ومثله نور الأبصار للشبلنجي : 325 ، والاتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي : 168 .
ولكن في العدد القوية : 394 ح 22 «كان له ولدان أحدهما محمّد والآخر موسى ولم يترك غيرهما» . ومثله في البحار : 49 / 222 ح 13 ، ومثله في تاريخ الأئمة لابن أبي الثلج البغدادي : 21 ، وفي المجدي في الأنساب : 128 بلفظ «موسى ومحمّد وفاطمة» وفي مقصد الراغب : 164 «كان له من الولد محمّد وقيل أولاده رجلان وامرأة» . وفي جمهرة أنساب العرب : 61 و 62 «فولد عليّ الرضا : عليّ بن عليّ لم يعقب وعليّ بن محمّد صهر المأمون والعقب له ، والحسين» .
أمّا في الشجرة المباركة في أنساب الطالبيين : 77 ففيه «كان له من الأبناء خمسة ، وبنت واحده ، أمّا البنون فأبو جعفر محمّد التقي عليه السلام والحسن وعليّ وقبره بمرو والحسين وموسى ، والبنت هي فاطمة» .
ولكن في كشف الغمّة : 2 / 302 ، والبحار : 49 / 221 «عن حنان بن سدير قال : قلت لأبي الحسن الرضاعليه السلام : أيكون إمام ليس له عقب؟ فقال أبو الحسن‏عليه السلام : أمّا إنه لايولد لي إلّا واحد ، ولكن اللَّه منشئ منه ذرّية كثيرة . قال أبو خداش : سمعت هذا الحديث منذ ثلاثين سنة» . وفي عيون أخبار الرضا : 494 عن هرثمة أنه كان للإمام الرضاعليه السلام من الولد محمّد الإمام‏عليه السلام . وقريب منه في الإرشاد كما ذكرنا ، وإعلام الورى لأمين الإسلام الطبرسي : 344 ، والمناقب لابن شهرآشوب : 3 / 476 ، وكشف الغمّة : 2 / 333 . وفي كتاب الدرّ : 294 ح 33 ، وتاج المواليد : 127 «لم يترك إلّا ولداً أباجعفر محمّد بن عليّ‏عليه السلام» وقريب منه في إثبات الوصية للمسعودي : 210 ، وعيون المعجزات : 118 ، ومدينة المعاجز : 535 ح 74 ، والبحار : 50 / 15 ح 19 .

الصفحة السابقة

الفُصُولُ المُهمّة 2

طباعة

الصفحة اللاحقة