[ 263 ]

1 - الشيخ في " أماليه " قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت (1)، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك (2)، قال: حدثنا هارون بن عيسى، قال: حدثنا جعفر بن محمد (3)، قال: حدثني أبي، قال: أخبرني علي بن موسى، عن أبيه، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهم السلام عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في خطبته: إن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الامور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. وكان إذا خطب في خطبته: أما بعد، فإذا ذكر الساعة اشتد صوته واحمرت وجنتاه، ثم يقول: صحبتكم الساعة، أو مستكم، ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهذه من هذه، ويشير بأصبعه (4) (5). 2 - وعنه، في " مجالسه " قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال:


(1) أحمد بن محمد بن الصلت: الاهوازي كان حيا في سنة (409)، تقدم ذكره. (2) محمد بن عبد الملك: بن مروان الواسطي أبو جعفر الدقيقي المتوفى سنة (266). (3) في المصدر: جعفر بن محمد بن عيسى المعيدي. (4) في المصدر: باصبعيه. (5) أمالي الطوسي ج 1 / 347 - وعنه البحار ج 2 / 301 ح 31.

[ 264 ]

حدثنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري (1)، بالمصيصة من أصل كتابه قال: حدثنا عبد الله بن الهيثم بن عبد الله الانماطي البغدادي (2) من ساكني حلب سنة ست وخمسين ومأتين، قال: حدثني عمرو بن خالد الواسطي (3)، عن محمد وزيد (4) ابني علي، عن أبيهما، عن أبيه الحسين عليهم السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يرفع يديه إذا ابتهل ودعاكما يستطعم المسكين (5). 3 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا قام إلى الصلاة، يسمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز (6) المرجل (7) على الاثافي من شدة البكاء، وقد آمنه الله عزوجل من عقابه، فأراد أن يتخشع لربه ببكائه، ويكون إماما لمن اقتدى به. (4) علي بن إبراهيم في " تفسيره " عن أبي ذر في تفسير قوله تعالى (وإذا أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم) (8) كان سبب نزولها في أبي ذر، وعثمان بن عفان (9)، لما أمر عثمان بنفي أبي ذر رحمه الله إلى الربذة، دخل عليه أبو ذر وكان عليلا متوكيا على عصاه، وبين يدي عثمان مائة ألف درهم، قد حملت إليه من بعض النواحي، وأصحابه حوله ينظرون إليه، ويطمعون أن يقسمها فيهم.


(1) إبراهيم بن حفص: يحتمل كونه إبراهيم بن أبي حفص أبا إسحاق الكاتب، كان شيخا من أصحاب الحسن العسكري عليه السلام. ثقة موجها. (2) في البحار بعد كلمة البغدادي: عن الحسين بن علوان الكلبي، عن عمرو بن خالد. (3) عمرو بن خالد الواسطي أبو خالد من رجال العامة وروى عن الباقر عليه السلام وزيد بن علي بن الحسين عليهم السلام. (4) زيد بن علي بن الحسين كان فقيها جليلا استشهد سنة (121). (5) أمالي الطوسي ج 2 / 198 - وعنه البحار ج 14 / 287 ح 141. (6) الازيز (كعزيز): صوت الرعد. (7) المرجل (كمنبر): القدر الذي يطبخ فيه الغذاء. (8) البقرة: 84. (9) عثمان بن عفان: بن أبي العاص بن أمية بن عبد الشمس المقتول سنة (35). (*)

[ 265 ]

فقال أبو ذر (ره) لعثمان: ما هذا المال ؟ فقال عثمان: مائة ألف درهم حملت إلي من بعض النواحي أريد أن أضم إليها مثلها ثم أرى فيها رأيي، فقال أبو ذر (ره): يا عثمان أيما أكثر، مائة ألف أو أربعة دنانير ؟ فقال عثمان: بل مائة ألف درهم، فقال: أما تذكر أنا وأنت وقد دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وآله عشيا، فرأيناه كئيبا حزينا فسلمنا عليه، فلم يرد علينا السلام، فلما أصبحنا أتيناه، فرأيناه ضاحكا مستبشرا، فقلنا له: بآبائنا وأمهاتنا دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيبا حزينا، ثم عدنا إليك اليوم فرأيناك فرحا مستبشرا ؟ فقال: نعم كان قد بقي عندي من فئ المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها، وخفت أن يدركني الموت وهي عندي، وقد قسمتها اليوم فاسترحت منها (1). والحديث طويل أخذنا موضع الحاجة. 5 - أبو جعفر أحمد القمي في كتاب " زهد النبي " صلى الله عليه وآله، أن جبرئيل عليه السلام جاءه عند الزوال في ساعة لم يأته فيها، وهو متغير اللون، وكان النبي صلى الله عليه وآله يسمع حسه وجرسه فلم يسمعه يومئذ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: يا جبرائيل مالك جئتني في ساعة لم تكن تجيئني فيها ؟ وأرى لونك متغيرا، وكنت أسمع حسك وجرسك فلم أسمعه ؟ فقال: إني جئت حين أمر الله بمنافخ النار فوضعت على النار. فقال النبي صلى الله عليه وآله: فأخبرني عن النار يا أخي جبرئيل حين خلقها الله تعالى، فقال: إنه سبحانه أوقد عليها ألف عام فاحمرت، ثم أوقد عليها ألف عام فابيضت، ثم أوقد عليها ألف عام فاسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضئ جمرها، ولا ينطفئ لهبها، والذي بعثك بالحق نبيا، لو أن مثل خرق إبرة خرج منها على أهل الارض لاحترقوا عن آخرهم، ولو أن رجلا


(1) تفسير القمي ج 1 / 51 - وعنه البحار ج 22 / 426 ح 36.

[ 266 ]

دخل جهنم ثم أخرج منها لهلك أهل الارض جميعا حين ينظرون إليه لما يرون به، ولو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها الله في كتابه وضع على جميع جبال الدنيا لذابت عن آخرها، ولو أن بعض خزان جهنم التسعة عشر نظر إليه أهل الارض لماتوا حين ينظرون إليه، ولو أن ثوبا من ثياب أهل جهنم أخرج إلى الارض لمات أهل الارض من نتن ريحه، فانكب النبي صلى الله عليه وآله وأطرق يبكي، وكذلك جبرئيل، فلم يزالا يبكيان حتى ناداهما ملك من السماء: يا جبرئيل ويا محمد إن الله قد أمنكما من أن تعصياه فيعذبكما (1). 6 - وقال الصادق عليه السلام: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم قاعدا إذ نزل جبرئيل حزينا كئيبا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أخي جبرئيل ما لي أراك كئيبا حزينا ؟ فقال: وكيف لا أكون كذلك، وقد وضعت منافيخ جهنم اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وما منافيخ جهنم ؟ فقال: إن الله أمر النار فأوقد عليها ألف عام فاحمرت ثم أوقد عليها ألف عام فابيضت، ثم أوقد عليها ألف عام فاسودت، فهي سوداء مظلمة، ظلمات بعضها فوق بعض، فلو أن حلقة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الجبال لذابت من حرها، ولو أن قطرة من الزقوم والضريع قطرت في شراب الدنيا لمات أهل الدنيا من نتنها، قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله، وبكى جبرئيل عليه السلام، فأوحى الله إليهما: أني قد أمنتكما من أن تذنبا ذنبا تستحقان به النار، ولكن كونا هكذا (2). 7 - وروى هذا الحديث محمد بن علي بن أحمد المعروف بابن الفارسي (3) في " روضة الواعظين " عن الصادق عليه السلام ببعض التغيير، وفي آخر


(1) الدروع الواقية: 58 - وعنه البحار ج 8 / 305 ح 64 (2) أخرج نحوه في البحار ج 8 / 280 ح 1 - وتفسير البرهان ج 3 / 81 ح 7 عن تفسير القمي ج 2 / 81 مع زيادة. (3) محمد بن علي: محمد الحسن بن علي بن أحمد المتوفى سنة (508) المعروف بالفتال النيسابوري تقدم ذكره.

[ 267 ]

روايته: قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى جبرئيل عليه السلام، فبعث الله ملكا فقال: إن ربكما يقرئكما السلام، ويقول لكما: إني قد أمنتكما من أن تذنبا ذنبا أعذبكما عليه (1).


(1) روضة الواعظين: 506.

[ 269 ]

1 - الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب " الزهد " عن صفوان بن يحيى، عن الحارث بن المغيرة (1)، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن الله يحب المقر التواب، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب، قلت: يقول أستغفر الله وأتوب إليه ؟ قال: كان يقول: أتوب إلى الله (2). 2 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار (3)، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يستغفر الله عزوجل في كل يوم سبعين مرة، ويتوب إلى الله عزوجل سبعين مرة. قال قلت: كان يقول: أستغفر الله وأتوب إليه ؟ قال: كان يقول: أستغفر الله، أستغفر الله، سبعين مرة، وأتوب إلى الله سبعين مرة (4) (5).


(1) الحارث بن المغيرة: أبو علي النصري روى عن الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام، وثقه أرباب الرجال. (2) الزهد: 73 ح 195 - وعنه البحار ج 16 / 283 ح 132، وج 93 / 282 ح 25 - ومستدرك الوسائل ج 5 / 320 ح 1. (3) معاوية بن عمار: بن خباب الكوفي العجلي أبو القاسم الدهني المتوفى سنة (175). (4) في المصدر: ويقول: وأتوب إلى الله، وأتوب إلى الله سبعين مرة. (5) الكافي ج 2 / 504 ح 5 - وعنه البحار ج 87 / 11 - والوسائل ج 4 / 1201 ح 1 وصدره في =

[ 270 ]

3 - عنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد (1)، عن أبي عبد الله عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يقوم من مجلس وإن خف، حتى يستغفر الله خمسا وعشرين مرة (2). 4 - الشيخ في " التهذيب " باسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن الحسين بن عثمان (3)، عن سماعة (4)، عن أبي بصير، قال: قلت له: المستغفرين بالاسحار ؟ فقال: استغفر رسول الله صلى الله عليه وآله في الوتر (5) سبعين مرة (6). 5 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال عن ابن بكير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب (7). 6 - عنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد (8)، وعلي بن


= البحار ج 16 / 258 ح 41. (1) طلحة بن زيد: أبو الخزرج الجزري القرشي النهدي الشامي روى عن الصادق عليه السلام، ذكره أصحاب الرجال وقالوا: هو عامي المذهب إلا أن كتابه معتمد وروى عنه جمع، تقدم ذكره. (2) الكافي ج 2 / 504 ح 4 - وعنه البحار ج 16 / 258 ح 40 والوسائل ج 4 / 1200 ح 1 وأخرجه في البحار ج 93 / 381 ح 21 عن مكارم الاخلاق: 313. (3) الحسين بن عثمان: بن زياد الرواسي من الفضلاء الخيار الثقاة وله كتاب. (4) سماعة: بن مهران الحضرمي أبو محمد الكوفي بياع القز - روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام ومات بالمدينة قيل: توفي سنة (145) وهو بعيد. (5) في المصدر: وتره. (6) التهذيب ج 2 / 130 ح 269 - وعنه البحار ج 87 / 121. (7) الكافي ج 2 / 449 ح 1 - وعنه الوسائل ج 11 / 368 ح 4 و 6 عن قرب الاسناد: 79. (8) سهل بن زياد: الادمي أبو سعيد الرازي كاتب العسكري عليه السلام على يد محمد بن عبد الحميد العطار للنصف من شهر ربيع الاخر سنة (255).

[ 271 ]

إبراهيم، عن أبيه جميعا عن ابن محبوب (1)، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب (2). 7 - وعنه، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد (3)، عن غير واحد، عن أبان (4)، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتوب إلى الله عزوجل في كل يوم سبعين مرة، قلت: أكان يقول: أستغفر الله وأتوب إليه ؟ قال: لا، ولكن كان يقول: أتوب إلى الله عزوجل، قلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب ولا يعود، ونحن نتوب ونعود فقال: الله المستعان (5).


(1) ابن محبوب: الحسن بن محبوب أبو علي الزراد الكوفي روى عن الرضا عليه السلام وتوفي سنة (224). (2) الكافي ج 2 / 450 ح 2 وعنه الوسائل ج 11 / 368 ح 5. وعن معاني الاخبار / 383 ح 15. (3) الحسن بن محمد: بن سماعة أبو علي الكندي الكوفي الفقيه الواقفي توفي سنة (263) وقد تقدم. (4) ابان: بن عثمان بن أحمر البجلي الكوفي روي عن الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام توفي حدود سنة (200) تقدم ذكره. (5) الكافي ج 2 / 438 ح 4 - وعن الوسائل ج 11 / 367 ح 1.

[ 273 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي الحسن الانباري، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحمد الله في كل يوم ثلاثمائة وستين مرة، عدد عروق الجسد، يقول: الحمد لله كثيرا على كل حال (1). 2 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وحميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، جميعا عن أحمد بن الحسن الميثمي (2)، عن يعقوب بن شعيب (3)، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن في ابن آدم ثلاثمائة وستين عرقا: منها مائة وثمانون متحركة، ومنها مائة وثمانون ساكنة، فلو سكن المتحرك لم ينم، ولو تحرك الساكن لم ينم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أصبح قال:


(1) الكافي ج 2 / 503 ح 3 - وعنه البحار ج 16 / 257 ح 39 - وج 61 / 316 ح 24 - وج 87 / 10 ح 19 - والوسائل ج 4 / 119 ح 2. (2) الميثمي: أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار أبو عبد الله الكوفي من أصحاب الكاظم عليه السلام، وروى عن الرضا عليه السلام وكان واقفيا ولكنه ثقة صحيح الحديث معتمد عليه. (3) يعقوب بن شعيب: بن ميثم بن يحيى التمار أبو محمد ثقة روى عن الصادق عليه السلام، وله كتاب عنه محمد بن أبي عمير والحسن بن محمد بن سماعة.

[ 274 ]

الحمد لله رب العالمين كثيرا على كل حال، ثلاثمائة وستين مرة، وإذا أمسى قال مثل ذلك (1). 3 - ابن بابويه قال: حدثني أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد (2)، عن محمد بن الحسن الميثمي، عن يعقوب بن شعيب، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن في بني آدم ثلاثمائة وستين عرقا: منها ثمانون ومائة متحركة، وثمانون ومائة ساكنة، فلو سكن المتحرك لم ينم، ولو تحرك الساكن لم ينم، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أصبح قال: الحمد لله رب العالمين كثيرا على كل حال، ثلاثمائة وستين مرة، وإذا أمسى قال: مثل ذلك (3). 4 - الشيخ في " مجالسه " قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد العلوي الموسوي، في منزله بمكة، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن نهيك (4)، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن سبرة بن يعقوب بن شعيب، عن أبيه، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يحدث عن آبائه عليهم السلام، عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن في ابن آدم ثلاثمائة وستين عرقا: منها مائة وثمانون متحركة، ومائة وثمانون ساكنة، فلو سكن المتحرك لم يبق الانسان، ولو تحرك الساكن لهلك الانسان.


(1) الكافي ج 2 / 503 ح 4 - وعنه البحار ج 61 / 316 ح 25 وج 86 / 254 ح 22 - والوسائل ج 4 / 1195 ح 3 - وعن العلل: 353 ح 1. (2) يعقوب بن يزيد: بن حماد الانباري السلمي أبو يوسف الكاتب من كتاب المنتصر العباسي، كان من أصحاب الرضا عليه السلام وروي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، وانتقل إلى بغداد وكان ثقة صدوقا. (3) علل الشرائع: 353 ح 1. (4) عبد الله بن أحمد بن نهيك: أبو العباس النخعي الكوفي، ويقال أيضا، عبيدالله بن أحمد (مصغرا) شيخ - صدوق، ثقة.

[ 275 ]

قال: وكان النبي صلى الله عليه وآله في كل يوم إذا أصبح وطلعت الشمس يقول: الحمد لله رب العالمين كثيرا طيبا على كل حال، يقول: ثلاثمائة وستين مرة شكرا (1).


(1) أمالي الطوسي ج 2 / 210 - وعنه البحار ج 93 / 215 ح 19 - وج 61 / 316 ح 22 عنه وعن مكارم الاخلاق: 308 - وذيله في الوسائل ج 4 / 1234 ح 19 - وأخرجه في البحار ج 86 / 266 ح 35 عن المكارم وأعلام الدين: 216 - ورواه في تنبيه الخواطر ج 2 / 76.

[ 277 ]

الباب الرابع والثلاثون في ما يقوله إذا ورد ما يسره، وما يغمه، وعند دخوله المسجد، وخروجه، وإذا أصبح، وعند النوم، وعند الانتباه، وعند رؤية هلال شهر رمضان، وعند إفطاره، وعند الاكل، وإذا أكل عند أحد، وعند شرب الماء، وعند الفاكهة الجديدة، وعند ركوب الدابة. 1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن مثنى الحناط (1)، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ورد عليه أمر يسره قال: الحمد لله على هذه النعمة (2). 2 - الشيخ في " أماليه " قال: أخبرني محمد بن محمد، يعني المفيد، قال: حدثني أبو حفص عمر بن محمد بن علي الصيرفي (3)، قال حدثنا أبو الحسن علي بن مهرويه القزويني، قال: حدثني داود بن سليمان الغازي (4)، قال: حدثنا الرضا علي بن موسى عليهما السلام قال: حدثني موسى بن جعفر العبد الصالح عليه السلام، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، قال: حدثني أبي محمد بن علي الباقر عليه السلام، قال: حدثني


(1) مثنى الحناط: بن الوليد الكوفي مولى له كتاب روى عن الصادق عليه السلام وروى عنه جماعة. (2) الكافي ج 2 / 97 ح 19 - وعنه البحار ج 71 / 33 ح 14 - والوسائل ج 2 / 896 ح 4 - وأخرجه في البحار ج 93 / 214 عن مشكاة الانوار: 31. (3) عمر بن محمد بن علي الصيرفي أبو حفص الحافظ البغدادي المعروف بابن الزيات المتوفى سنة (375). (4) داود بن سليمان الغازي: بن وهب كان حيا سنة (266).

[ 278 ]

أبي علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، قال: حدثنا أبي الحسين بن علي الشهيد عليه السلام، قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أتاه أمر يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه أمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال (1). 3 - الشيخ في " أماليه " قال: أخبرنا أبو عبد الله حموية بن علي بن حموية البصري، قال: أخبرنا أبو الحسن (2) محمد بن محمد بن بكر الفراني، قال: حدثنا أبو الخليفة الفضل بن الحباب الجمحي، قال: حدثنا مسدد (3)، قال: حدثني عبد الوارث (4)، عن ليث بن أبي سليم (5)، عن عبد الله بن الحسن (6)، عن أمه فاطمة (7)، عن جدته فاطمة عليها السلام، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل المسجد يصلي على النبي صلى الله عليه وآله، وقال: اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، فإذا خرج صلى على النبي صلى الله عليه وآله، وقال: اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك (8).


(1) أمالي الطوسي ج 1 / 49 - وعنه البحار ج 71 / 46 ح 56 - وج 93 / 211 ح 8. (2) في نسخة: الحسين، وعلى أي نحو ما وجدت له ترجمة. (3) مسدد: بن مسرهد بن مسربل بن مستورد الاسدي الحافظ البصري المتوفى سنة (228). (4) عبد الوارث: ويقال: عبد الاكرم بن أبي حنيفة الكوفي، ترجمه في التقريب وقال: من السابعة. (5) ليث بن أبي سليم: بن زنيم (بالتصغير فيهما) توفي سنة (148). (6) عبد الله بن الحسن بن الحسن المجتبى عليه السلام أبو محمد المدعو بالمحض، كان شيخ بني هاشم في عصره ويتولى صدقات أمير المؤمنين عليه السلام، مات في حبس المنصور سنة (145) بالكوفة. (7) فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام زوج الحسن بن الحسن عليهما السلام توفيت بعد سنة (100). (8) أمالي الطوسي ج 2 / 15 - وعنه البحار ج 84 / 22 ح 11 - والوسائل ج 3 / 518 ح 2 - وأخرجه في البحار ج 84 / 23 ح 14 عن دلائل الامامة: 7 باختلاف.

[ 279 ]

4 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف بن سابق (1)، عن الفضل بن أبي قرة (2)، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ثلاث تناسخها (3) الانبياء من آدم حتى وصلن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، كان إذا أصبح يقول: اللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي، ويقينا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضني بما قسمت لي (4). 5 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن محمد بن مروان (5)، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ألا أخبركم بما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقوله إذا أوى إلى فراشه ؟ قلت: بلى، قال عليه السلام: كان يقرأ آية الكرسي، ويقول: بسم الله، آمنت بالله، وكفرت بالطاغوت، اللهم احفظني في منامي ويقظتي (6). 6 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد جميعا، عن جعفر بن محمد الاشعري (7)، عن ابن القداح (8)، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم باسمك أحيى وباسمك أموت، فإذا قام من نومته (9) قال: " الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني، وإليه النشور " (10).


(1) شريف بن سابق: التفليسي أبو محمد الكوفي انتقل إلى تفليس وصاحب الفضل بن أبي قرة. (2) الفضل بن أبي قرة: التفليسي التميمي السهندي روى عن الصادق عليه السلام. (3) تناسخها الانبياء: أي ورثوها من التناسخ في الميراث وهو موت ورثة بعد ورثة وأصل الميراث قائم لم يقسم. (4) الكافي ج 2 / 524 ح 10 - وعنه البحار ج 86 / 289 ح 51. (5) محمد بن مروان: الكلبي روى عن الباقر والصادق عليهما السلام. (6) الكافي ج 2 / 536 ح 4. (7) جعفر بن محمد الاشعري: بن عبيدالله له كتاب روى عنه البرقي وهو يروي كثيرا عن ابن القداح. (8) ابن القداح: عبد الله بن ميمون كان يبري القدح روى عن الصادق عليه السلام وكان ثقة. (9) في نسخة: نومه. (10) الكافي ج 2 / 539 ح 14 - وعنه البحار ج 87 / 173 ح 4 وعن الفقيه ج 1 / 480 ح 4387.

[ 280 ]

7 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني (1)، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أهل هلال شهر رمضان، استقبل القبلة ورفع يديه فقال: أللهم أهله علينا بالامن والايمان، والسلامة والاسلام، والعافية المجللة، والرزق الواسع، ودفع الاسقام، اللهم ارزقنا صيامه وقيامه، وتلاوة القرآن فيه، اللهم سلمه لنا وتسلمه منا وسلمنا فيه (2). 8 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي جعفر، عن آبائه عليهم السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبله منا، ذهب الظمآء، وابتلت العروق، وبقي الاجر (3). 9 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن أحمد بن الحسن الميثمي، رفعه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا وضعت المائدة بين يديه قال: سبحانك اللهم ما أحسن ما ابتلينا به، سبحانك ما أكثر ما تعطينا، سبحانك ما أكثر ما تعافينا، اللهم أوسع علينا، وعلى فقراء المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات (4). 10 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه


(1) إبراهيم بن عمر اليماني: الصنعاني من أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام - وله أصول رواها عنه حماد بن عيسى المتوفى سنة (208). (2) الكافي ج 4 / 70 ح 1 - وعنه الوسائل ج 7 / 233 ح 1 - وعن الفقيه ج 2 / 100 ح 1846 مرسلا - والتهذيب ج 4 / 196 ح 1 عن الكافي وعن أمالي الصدوق: 48 ح 1 وثواب الاعمال: 88 ح 2 نحوه مع زيادة. (3) الكافي ج 4 / 95 ح 1 - وعنه الوسائل ج 7 / 106 ح 1 - وعن التهذيب ج 4 / 199 ح 1 - والفقيه ج 2 / 106 ح 1850 مرسلا، والمقنعة: 51 وأخرجه في البحار ج 16 / 242 - وج 96 / 315 ح 17 عن مكارم الاخلاق: 27. (4) الكافي ج 6 / 293 ح 8 وعنه البحار ج 66 / 375 ح 29 - والوسائل ج 16 / 487 ح 3.

[ 281 ]

وآله إذا أطعم عند أهل البيت قال لهم: طعم عندكم الصائمون، وأكل عندكم الابرار، وصلت عليكم الملائكة الاخيار (1) 11 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد (2)، عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمد بن المسلي (3)، عن عبد الله بن سليمان (4)، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل طعاما ولا يشرب شرابا إلا قال: اللهم بارك لنا فيه، وأبدلنا خيرا منه، إلا اللبن فإن كان يقول: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه (5) 12 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا شرب اللبن قال: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه (6). 13 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن إبن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا شرب الماء قال: الحمد لله الذي سقانا عذبا زلالا، ولم يسقنا ملحا أجاجا، ولم يؤاخذنا بذنوبنا (7). 14 - ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال:


(1) الكافي ج 6 / 294 ح 10 - وعنه البحار ج 66 / 383 - والوسائل ج 16 / 486 ح 2 - والتهذيب ج 9 / 99 ح 165 - والمحاسن ج 2 / 439 ح 294 - وأخرجه في البحار ج 16 / 293 ح 161 عن نوادر الراوندي وفي ج 76 / 454 عن المحاسن. (2) أحمد بن محمد: بن عيسى الاشعري المتقدم ذكره. (3) الربيع بن محمد المسلي الكوفي بن محمد بن عمر بن حسان الاصم روى عن الصادق عليه السلام. (4) عبد الله بن سليمان: العامري الكوفي روى عن الباقر والصادق عليهما السلام. (5) الكافي ج 6 / 336 ح 1 - وعنه الوسائل ج 17 / 83 ح 1 وعن المحاسن 491. (6) الكافي ج 6 / 336 ح 3 - وعنه الوسائل ج 17 / 83 ح 2 - وعن المحاسن 491. (7) الكافي ج 6 / 384 ح 2 - وعنه البحار ج 16 / 268 - وج 66 / 459 ح 6 والوسائل ج 17 / 198 ح 2 - وقرب الاسناد: 12 - والمحاسن: 578 ح 43.

[ 282 ]

حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي (1)، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن وهب بن وهب (2)، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رأى الفاكهة الجديدة قبلها ووضعها على عينيه وفمه، ثم قال: اللهم كما أريتنا أولها في عافية، فأرنا آخرها في عافية (3). 15 - وعنه، عن الحسين بن أحمد بن إدريس رحمه الله، قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة المفضل بن صالح (4)، عن سعد بن طريف (5)، عن الاصبغ بن نباتة (6)، قال: أمسكت لامير المؤمنين علي بن أبي طالب بالركاب، وهو يريد أن يركب، فرفع رأسه وتبسم، فقلت: يا أمير المؤمنين رأيت رفعت رأسك وتبسمت، قال: نعم يا أصبع أمسكت لرسول الله صلى الله عليه وآله الشهباء فرفع رأسه وتبسم، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله رفعت رأسك إلى السماء وتبسمت، فقال: يا علي إنه ليس من أحد يركب، ثم يقرأ آية الكرسي، ثم يقول: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، اللهم اغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، إلا قال السيد الكريم: يا ملائكتي عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري،


(1) السعد آبادي علي بن الحسين روى عنه الكليني وظاهر الاصحاب قبول حديثه. (2) وهب بن وهب أبو البختري القرشي المدني روى عن الصادق عليه السلام وأحاديثه عنه عليه السلام لا يوثق بها كلها. (3) أمالي الصدوق: 219 ح 6 - وعنه البحار ج 95 / 347 ح 1 - وأخرجه في البحار ج 66 / 119 عن مكارم الاخلاق: 170، يأتي في ص 402 ح 8. (4) أبو جميلة المفضل بن صالح الاسدي الكوفي النخاس روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام ومات في حياة الرضا عليه السلام، ولكن ضعفه أرباب الرجال. (5) سعد بن طريف: الاسكاف مولى بني تميم الكوفي ويقال أيضا: سعد الخفاف روى عن الباقر والصادق عليهما السلام وكان قاضيا. (6) الاصبغ بن نباتة: الحنظلي الكوفي من خاصة أمير المؤمنين عليه السلام.

[ 283 ]

فاشهدوا أني غفرت له ذنوبه (1).


(1) أمالي الصدوق: 410 ح 3 - وعنه البحار ج 76 / 294 ح 21 - وفي تفسير القمي ج 2 / 281 - وفي الوسائل ج 8 / 282 ح 3 و 4.

[ 285 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب (1) عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله أول ما بعث يصوم حتى يقال: ما يفطر، ويفطر حتى يقال: ما يصوم: ثم ترك ذلك وصام يوما وأفطر يوما، وهو صوم داود عليه السلام، ثم ترك ذلك وصام الثلاثة الايام الغر (2)، ثم ترك ذلك وفرقها في كل عشرة أيام يوما خميسين بينهما أربعاء، فقبض عليه وآله السلام وهو يعمل ذلك (3). 2 - وعنه، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: صام رسول الله صلى الله عليه وآله حتى قيل: ما يفطر، وأفطر حتى قيل: ما يصوم، ثم صام صوم داود يوما ويوما لا، ثم قبض على صيام ثلاثة أيام في الشهر، قال: إنهن يعدلن صوم الشهر، وفي " نسخة ": صوم الدهر،


(1) أبو أيوب: إبراهيم بن عثمان بن عيسى الخزار الكوفي روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام. (2) في النهاية: في الحديث صوم الايام الغر أي البيض الليالي بالقمر وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر. (3) الكافي ج 4 / 90 ح 2 وعنه البحار ج 16 / 270 ح 85 وفي الوسائل ج 7 / 309 ح 16.

[ 286 ]

ويذهبن بوحر الصدر - قال حماد: الوحر الوسوسة -. قال حماد: فقلت: وأي الايام هي ؟ قال: أول خميس في الشهر، وأول أربعاء بعد العشر منه، وآخر خميس منه، فقلت: كيف صارت هذه الايام التي تصام ؟ فقال: لان من قبلنا من الامم كان إذا نزل على أحدهم العذاب نزلت في هذه الايام، فصام رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الايام لانها الايام المخوفة (1). 3 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح (2)، عن محمد بن مروان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصوم حتى يقال لا يفطر، ثم صام يوما وأفطر يوما، ثم صام الاثنين والخميس، ثم آل من ذلك إلى صيام ثلاثة أيام في الشهر: الخميس في أول الشهر، وأربعاء في وسط الشهر، وخميس في آخر الشهر، وكان عليه السلام يقول: ذلك صوم الدهر، وقد كان أبي عليه السلام يقول: ما من أحد أبغض إلي من رجل يقال له: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعل كذا وكذا فيقول: لا يعذبني الله على أن أجتهد في الصلاة والصوم، كأنه يرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله ترك شيئا من الفضل عجزا عنه (3)


(1) الكافي ج 4 / 89 ح 1 - وعنه الوسائل ج 7 / 309 ح 16، والبحار ج 16 / 270 ح 85. (3) جميل بن صالح الاسدي روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام. (3) الكافي ج 4 / 90 ح 3 - وعنه البحار ج 16 / 270 ح 86 - والوسائل ج 7 / 305 ح 5.

[ 287 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله ما منع سائلا قط، إن كان عنده أعطى، وإلا قال: يأتي الله به، ولا أعطى على الله عزوجل شيئا قط إلا أجازه الله، إنه (1) ليعطي الجنة فيجيز الله له ذلك (2). 2 - عنه، عن علي بن محمد بن عبد الله (3)، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسماعيل بن مهران، عن أيمن بن محرز، عن أبي أسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما منع رسول الله صلى الله عليه وآله سائلا قط إن كان عنده أعطى وإلا قال يأتي الله به (4). 3 - الطبرسي في " الاحتجاج " عن الامام موسى بن جعفر، عن آبائه، عن الحسين عليهم السلام، عن أبيه عليه السلام، قال له يهودي: فإن عيسى يزعمون أنه كان زاهدا، قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك: ومحمد


في المصدر: إن. (2) الكافي ج 8 / 164 ح 175. وعنه البحار ج 41 / 130 ح 41 تقدم بتمامه في باب 22 ح 1. (3) علي بن محمد بن عبد الله أبي القاسم بن عمران البرقي أبو الحسن المعروف أبوه بماجيلويه القمي كان من الادباء الفقهاء الثقات في القرن الثالث. (4) الكافي ج 4 / 15 ح 5 - وعنه البحار ج 16 / 269 ح 84 - والوسائل ج 6 / 291.

[ 288 ]

صلى الله عليه وآله أزهد الانبياء عليهم السلام كان له ثلاث عشر زوجة، سوى من يطيف به من الاماء، ما رفعت له مائدة قط وعليها طعام، ولا أكل خبز بر قط، ولا شبع من خبز شعير ثلاث ليال متواليات قط، توفي رسول الله صلى الله عليه وآله ودرعه مرهونة عند يهودي بأربعة دراهم، ما ترك صفراء ولا بيضاء مع ما وطئ (1) له من البلاد، ومكن له من غنائم العباد، ولقد كان يقسم في اليوم الواحد ثلثمائة ألف وأربعمائة ألف، ويأتيه السائل بالعشي فيقول: والذي بعث محمدا بالحق ما أمسى في آل محمد صلى الله عليه وآله صاع من شعير ولا صاع من تمر (2) ولا درهم ولا دينار. قال له اليهودي: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، وأشهد أنه ما أعطى الله عزوجل نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وزاد محمدا على الانبياء صلوات الله عليهم أجمعين أضعاف درجات. فقال ابن عباس لعلي بن أبي طالب عليه السلام: أشهد يا أبا الحسن أنك من الراسخين في العلم، فقال: ويحك ومالي ألا أقول: ما قلت في نفس من استعظمه الله عزوجل في عظمته جلت قدرته فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم) (3) (4). 4 - الشيخ في " مجالسه " قال: أخبرني الحسين بن إبراهيم القزويني (5)، قال: أخبرنا محمد بن وهبان (6)، عن محمد بن أحمد بن زكريا (7) عن الحسن بن


(1) وطئ له: مهد وذلل ويسر. (2) وفي نسخة: بر. (3) القلم: 4. (4) الاحتجاج ج 1 / 225 - وعنه البحار ج 10 / 48 - وج 17 / 297. (5) الحسين بن إبراهيم القزويني: أبو عبد الله المتوفى بعد سنة (408) تقدم ذكره. (6) محمد بن وهبان: أبو عبد الله الدبيلي ساكن البصرة ثقة من أصحابنا تقدم ذكره. (7) محمد بن أحمد بن زكريا: المعروف بابن دبس أبو علي الكوفي ذكره النجاشي في ضمن ترجمة الحسن بن الجهم.

[ 289 ]

علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن سعيد بن عمرو الجعفي، عن محمد بن مسلم: قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام ذات يوم، وهو يأكل متكئا، وقد كان يبلغنا أن ذلك يكره، فجعلت أنظر إليه فدعاني إلى طعامه فلما فرغ قال: يا محمد لعلك ترى أن رسول الله صلى الله عليه وآله رأته عين وهو يأكل متكئا، منذ بعثه الله إلى أن قبضه، ثم رد على نفسه، فقال: لا والله ما رأته عين وهو يأكل متكئا، منذ بعثه الله إلى أن قبضه (1) ثم قال: يا محمد لعلك ترى أنه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ أن بعثه الله إلى أن قبضه ؟ ثم أنه رد على نفسه، ثم قال: لا والله ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية إلى أن قبضه الله، أما أني لا أقول: إنه لم يجد، ولقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الابل، ولو أراد أن يأكل لاكل، ولقد أتاه جبرئيل عليه السلام بمفاتيح خزائن الارض ثلاث مرات، فخيره من غير أن ينقصه مما أعد له يوم القيامة شيئا، فيختار التواضع لربه، وما سئل شيئا فقال: لا، إن كان أعطى، وإن لم يكن قال: يكون إنشاء الله، وما أعطى على الله شيئا قط إلا سلم الله له ذلك، حتى أنه (2) كان ليعطي الرجل الجنة فيسلم الله ذلك. ثم تناولني بيده، فقال: وإن كان صاحبكم عليه السلام ليجلس جلسة العبد، ويأكل أكل العبد، ويطعم الناس الخبز واللحم، ويرجع إلى رحله فيأكل الخل والزيت، وإنه ليشتري القميصين السنبلانيين ثم يخير غلامه خيرهما، ثم يلبس الآخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإن جاز كعبيه حذفه، وما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضا إلا أخذ أشدهما على بدنه، ولقد ولي الناس خمس سنين، ما وضع آجرة علي آجرة ولا لبنة على لبنة، ولا أقطع قطيعة، ولا أورث بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم، فضلت من عطائه، أراد أن يبتاع بها لاهله خادما، وما أطاق عمله منا أحد، وأنه كان علي بن الحسين عليهما السلام لينظر في كتاب من كتب علي عليه السلام فيضرب


(1) جملة " ثم رد على نفسه.. إلى أن قبضه " ليس في المصدر. نعم في البحار موجود. (2) في المصدر: إن.

[ 290 ]

به الارض ويقول: من يطيق هذا (1) ؟ 5 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم (2)، عن مسعدة بن صدقة (3)، عن الصادق عليه السلام قال: علم الله جل اسمه نبيه صلى الله عليه وآله كيف ينفق، وذلك أنه كانت عنده أوقية (4) من الذهب، فكره أن تبيت عنده فتصدق بها، فأصبح وليس عنده شئ، وجاءه من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل، واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه، وكان رحيما رقيقا صلى الله عليه وآله فأدب الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وآله بأمره فقال له: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) (5) يقول: إن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك، وإذا أعطيت جميع ما عندك من المال قد كنت قد حسرت من المال (6). 6 - وعنه، عن علي بن محمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن موسى بن بكر (7)، عن عجلان (8)، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فجاءه سائل، فقام إلى مكتل (9) فيه تمر، فملا يده فناوله، ثم جاء آخر فسأله، فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله، فقام فأخذ بيده فناوله ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذه بيده فناوله ثم جاء آخر،


(1) أمالي الطوسي ج 2 / 303، وعنه البحار: 16 / 277 ح 116 والوسائل: 16 / 413 (2) هارون بن مسلم: بن سعدان أصله كوفي تحول إلى البصرة ثم إلى بغداد ومات بها ويكنى أبا القاسم وكان له مذهب في الجبر والتشبيه. لقى الهادي والعسكري عليهما السلام. (3) مسعدة بن صدقة: أبو محمد العبدي الربعي البصري روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام. (4) الاوقية (بضم الهمزة وسكون الواو): سبعة مثاقيل. (5) الاسراء: 29. (6) الكافي ج 5 / 67 - وعنه البحار ج 47 / 235 - وتفسير البرهان ج 2 / 417 ح 4. (7) موسى بن بكر: الواسطي أصله كوفي كان واقفيا وله كتاب روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام. (8) عجلان: أبو صالح الخباز الواسطي مولى بني تيم الله روى عن الصادق عليه السلام. (9) المكتل (كمنبر) الزنبيل الكبير. (*)

[ 291 ]

فقال عليه السلام: الله رازقنا وإياك. ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا إلا أعطاه، فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت: انطلق إليه فاسأله، فإن قال: ليس عندنا شئ، فقل أعطني قميصك، قال فأخذ قميصه فرماه إليه. (وفي نسخة أخرى: وأعطاه) فأدبه الله تبارك وتعالى على القصد، فقال: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) (1) صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين (2). 7 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن إسماعيل بن مرار (3)، عن يونس (4)، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لا بأس بالرجل يمر على الثمرة ويأكل منها ولا يفسد، قد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن تبني الحيطان بالمدينة لمكان المارة، قال: وكان إذا بلغ نخلة أمر بالحيطان فخرقت لمكان المارة (5). 8 - سعد بن عبد الله القمي، في " بصائر الدرجات " عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان (6)، عن الفضيل بن يسار (7)، عن أبي جعفر


(1) الاسراء: 29. (2) الكافي ج 4 / 55 ح 7 - وعنه البرهان ج 2 / 416 ح 2 - وذيله في البحار ج 16 / 271 ح 90 - وأخرجه في البحار ج 96 / 169 ح 15 والبرهان ج 4 / 417 ح 5 عن العياشي ج 2 / 289 ح 59. (3) اسماعيل بن مرار: ترجمه في جامع الرواة ج 1 / 103 وقال: روى عن يونس بن عبد الرحمن. (4) يونس: بن عبد الرحمن مولى علي بن يقطين روى عن الكاظم والرضا عليهما السلام وهو عظيم المنزلة وإن ضعفه القميون. روى أن الرضا عليه السلام ضمن ليونس الجنة ثلث مرات. (5) الكافي ج 3 / 569 ح 1 - وعنه البحار ج 16 / 274 ح 107 - وفي الوسائل ج 6 / 139 ح 1 وج 12 / 17 ح 12 عنه وعن المحاسن: 528 ح 766. (6) حماد بن عثمان: بن زياد الرواسي من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام. (7) فضيل بن يسار: أبو القاسم كوفي نزل البصرة روى عن الباقر والصادق عليهما السلام ومات في =

[ 292 ]

عليه السلام فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد كان يتألف الناس بالمائة ألف درهم ليكفوا عنه (1). 9 - الشيخ في " مجالسه " قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن جعفر الرزاز أبي العباس الكوفي (2)، قال: حدثنا أيوب بن نوح بن دراج (3)، قال: حدثنا محمد بن سعيد بن زائدة، عن أبي الجارود زياد بن المنذر (4)، عن محمد بن علي، وعن زيد بن علي، كلاهما عن أبيهما علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام (في حديث مرض رسول الله صلى الله عليه وآله وعرضه وصيته على عمه العباس والبيت مملو من المهاجرين والانصار) (5) فقال له العباس: يا نبي الله أنا شيخ ذو عيال كثير، غير ذي مال ممدود، وأنت أجود من السحاب الهاطل، والريح المرسلة، فلو صرفت ذلك عني إلى من هو أطوق له مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها ومن لا يقول مثل ما تقول، يا علي هاكها خالصة (6). 10 - ابن شهر اشوب في " الفضائل "، وعلي بن عيسى (7) في " كشف الغمة ": روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه أعطى يوم هوازن من العطايا ما


= حياة الصادق عليه السلام وكان جليل القدر. (1) مختصر البصائر: 24 - وعنه البحار ج 53 / 39 ح 3 (2) محمد بن جعفر الرزاز: بن محمد بن عون الاسدي أبو الحسين وأبو العباس الكوفي المتوفى سنة (312) ويطلق عليه الرزاز والرازي والزراري. (3) أيوب بن نوح بن دراج: أبو الحسين النخعي الكوفي كان وكيلا للهادي والعسكري عليهما السلام وعظيم المنزلة ومأمونا - وكان قاضيا بالكوفة. (4) أبو الجارود وزياد بن المنذر الزيدي الاعمى المتوفى سنة (150) وقد تقدم ذكره. (5) هذه الجملات من " في حديث مرض " إلى " المهاجرين والانصار " اختصار من أصل الرواية ونقل بالمعنى. (6) أمالي الطوسي ج 2 / 213 - وعنه البحار ج 22 / 500 ح 47. (7) علي بن عيسى الاربلي: من علمائنا الاجلاء في القرن السابع فرغ من كشف الغمة سنة (687).

[ 293 ]

قوم بخمسمائة ألف ألف (1). 11 - ابن شهر اشوب، روي أنه صلى الله عليه وآله بذل جميع ماله حتى قميصه، وبقي في داره عريانا على حصير، إذ أتاه بلال وقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله الصلاة فنزل (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط) (2) وأتاه بحلة فردوسية (3). 12 - وعن الباقر عليه السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الابل، وما سئل شيئا قط فقال: لا، فإن كان أعطى، وإن لم يكن قال: يكون إنشاء الله. بيت ما قال لا قط إلا في تشهده * لولا التشهد لم يسمع له لاء وعن أنس، أن رجلا سأله صلى الله عليه وآله فأمر بالصعود في سفح واختياره كيف شاء، فلما صعد الرجل قال: كم أسوق ؟ قال: كله، فامتلات بين جبلين، فلما رجع إلى قبيلته قال: يا قوم آمنوا بمحمد صلى الله عليه وآله فإنه يعطي عطاء لا يخاف معه الفقر. وروى أنه صلى الله عليه وآله قسم غنائم حنين في المؤلفة قلوبهم، فأعطى أبا سفيان وابنه معاوية، وحكيم بن حزام (4)، والنضر بن حارث، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، وزهير بن أبي أمية، وهشام بن المغيرة، وأعطى كل واحد منهم مائة واحدة ويقال: أعطى الاقرع بن حابس (5)، وعيينة بن حصن (6) مائة، وأعطى العباس بن


(1) كشف الغمة ج 1 / 10 - وعنه البحار ج 16 / 118. (2) الاسراء: 29. (3) تفسير البرهان ج 2 / 417 ح 8. (4) حكيم بن حزام بن خويلد القرشي من المؤلفة قلوبهم توفي سنة (54) أو (58). (5) الاقرع بن حابس: بن عقال المجاشعي الدارمي من المؤلفة قلوبهم وقتل بالجوزجان سنة (31). (6) عيينة بن حصن: أبو مالك الفزاري أسلم قبل الفتح أو بعده، ثم ارتد مع الاسدي وقاتل معه =

[ 294 ]

مرداس (1) أربعا من الابل فسخط، وأنشأ يقول أتجعل نهبي ونهب الخميس (2) * بين عيينة والاقرع فقد كنت في الحرب ذا تدرء * فلم أعط شيئا ولم أمنع فقال النبي صلى الله عليه وآله: اقطعوا لسانه عني، فقام رجل ليقطعه، فقال صلى الله عليه وآله: قم يا علي إليه فاقطع لسانه، فأخذ علي عليه السلام بيده، وأدخله الحظائر، فقال: اعقل ما بين أربعة إلى مائة فقال العباس: ما أحكمكم وأكرمكم وأحلمكم وأعلمكم ؟ ! فقال عليه السلام: إن رسول الله أعطاك أربعا وجعلك مع المهاجرين، فإن شئت خذها، وإن شئت فخذ المائة (3).


= فأخذ أسيرا وحمل إلى أبي بكر فأسلم وأطلقه أبو بكر. (1) العباس بن مرداس: بن أبي عامر السلمي اسلم بعد الاحزاب وسكن البصرة. (2) في البحار: العبيد. (3) بحار الانوار ج 21 / 160 إلى 170.

[ 295 ]

1 - كتاب " الصفوة " لبعض علماء الجمهور، قال: أخبرنا هبة الله بن محمد، قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عتاب (1)، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا يونس (2)، عن الزهري (3)، قال: حدثني عبيدالله بن عبد الله (4)، عن ابن عباس: قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقى جبرئيل عليه السلام، وكان جبرئيل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، قال: فلرسول الله أجود الناس بالخير من الريح المرسلة: أخرجاه في الصحيحين (5). 2 - وعنه، قال: أخبرنا هبة الله بن محمد، قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال:


(1) عتاب: بن زياد الخراساني أبو عمرو المروزي المتوفى سنة (212). (2) يونس: بن أبي إسحاق السبيعي أبو اسرائيل الكوفي المتوفى (152). (3) الزهري: محمد بن مسلم بن عبيدالله بن عبد الله بن شهاب الحافظ المتوفى (125). (4) عبيدالله بن عبد الله بن ثعلبة الانصاري المدني شيخ الزهري. (5) صفة الصفوة ج 1 / 177 - ورواه البخاري في صحيحه ج 1 / 5 - وج 4 / 137 و 229 - وج 6 / 229 باختلاف وج 3 / 33 نحوه ومسلم في صحيحه ج 4 / 1803 ح 50 نحوه - والنسائي في سننه ج 4 / 125.

[ 296 ]

حدثني أبي، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن حميد (1)، عن موسى بن أنس (2)، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكن يسأل شيئا على الاسلام إلا أعطاه، قال: فأتاه رجل فسأله، فأمر له بشاء كثير بين جبلين من شاء الصدقة، قال: فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمدا صلى الله عليه وآله يعطي عطاء ما يخشى الفاقة. انفرد باخراجه مسلم (3). 3 - وعنه، قال: أخبرنا عبد الاول (4)، قال: أخبرنا الداودي (5)، قال: أخبرنا ابن أعين (6) قال: حدثنا الفربري، قال: حدثنا البخاري، قال: حدثنا عمرو بن عون (7)، قال: حدثنا حماد بن زيد (8)، عن ثابت (9)، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله أحسن الناس، وأشجع الناس، وأجود الناس (10). 4 - وعنه، عن محمد بن أبي القاسم، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله (11)، قال: حدثنا سليمان بن أحمد (12)، قال: حدثنا أحمد بن خليد،


(1) حميد: بن أبي حميد الطويل أبو عبيدة البصري توفي سنة (142). (2) موسى بن أنس: بن مالك الانصاري قاضي البصرة توفي حدود سنة (110). (3) صفة الصفوة ج 1 / 178 - وصحيح مسلم ج 4 / 1806 ح 57. (4) عبد الاول: أبو الوقت بن عيسى بن شعيب السجزي مسند زمانه توفي سنة (555) في بغداد. (5) الداودي: أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد البوشنجي الخراساني المتوفى سنة (467). (6) ابن أعين: عبد الله بن أحمد بن حموية بن يوسف بن أعين: أبو محمد السرخسي المحدث روى عن الفربري صحيح البخاري، توفي سنة (381). (7) عمرو بن عون: بن أوس أبو عثمان الواسطي البزار البصري المتوفى سنة (225). (8) حماد بن زيد: بن درهم أبو اسماعيل الازرق البصري المتوفى سنة (179). (9) ثابت: بن أسلم أبو محمد البناني البصري المتوفى سنة (123). (10) صفة الصفوة ج 1 / 178 - صحيح مسلم ج 4 / 1802 ح 48 - صحيح البخاري ج 8 / 16 - وأخرجه في البحار ج 16 / 232 عن مكارم الاخلاق: 19. (11) أحمد بن عبد الله: هو أبو نعيم الاصفهاني الحافظ المؤرخ المتوفى سنة (430). (12) سليمان بن أحمد: بن أيوب أبو القاسم الطبراني المتوفى باصفهان (360).

[ 297 ]

قال: حدثنا أبو توبة (1) قال: حدثنا معاوية بن سلام (2)، عن زيد بن سلام (3)، أنه سمع أبا سلام (4) يقول: حدثني عبد الله الهوزني (5)، قال: لقيت بلالا فقلت: يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال: ما كان له شئ، كنت أنا الذي آتي له ذلك، منذ بعثه الله تعالى حتى توفي، وكان إذا أتاه الرجل المسلم فرآه عاريا، يأمرني فانطلق، فاستقرض واشتري الرداء فاكسوه وأطعمه (6).


(1) أبو توبة: الربيع بن نافع الحلبي سكن طرسوس وتوفي سنة (241). (2) معاوية بن سلام: بن أبي سلام الحبشى الدمشقي المتوفى حدود (170). (3) زيد بن سلام بن أبي سلام الحبشي، ترجمه في التقريب وقال: من السادسة. (4) أبو سلام (بتشديد اللام) منظور الاسود الحبشي المتوفى بعد (100). (5) عبد الله الهوزني: بن لحى (بضم اللام مصغرا) أبو عامر الحمصي ترجمه ابن حجر في التقريب وقال: مخضرم من الثانية. (6) صفة الصفوة ج 1 / 437 - وسنن أبي داود ج 3 / 171 ح 3055.

[ 299 ]

1 - محمد بن يعقوب، بإسناده عن علي بن حديد (1)، عن مرازم (2)، قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله كلف رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يكلف به أحدا (3) من خلقه، كلفه أن يخرج على الناس كلهم وحده بنفسه، وإن لم يجد فئة تقاتل معه، ولم يكلف هذا أحدا من خلقه قبله ولا بعده، ثم تلا هذه الآية: (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) (4) ثم قال: وجعل الله له أن يأخذ ما أخذ لنفسه (5)، فقال عزوجل: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) (6) وجعلت الصلاة (7) على رسول الله صلى الله عليه


(1) علي بن حديد: بن حكيم الكوفي المدائني، روى عن الكاظم عليه السلام وقال الكشي: كان فطحيا. (2) مرازم: بن حكيم الازدي أبو محمد المدائني روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام. (3) في المصدر: ما لم يكلفه أحدا. (4) النساء: 84. (5) في تعليقات الكافي: أي يأخذ بالعهد من الخلق في مضاعفة الاعمال له صلى الله عليه وآله مثل ما أخذ لنفسه في المضاعفة، أو يأخذ العهد بتعظيمه مثل ما أخذ لنفسه. (6) الانعام: 160. (7) قال في مرآة العقول: " جعلت الصلاة " يحتمل وجهين: أن يكون المراد أنه جعل تعظيمه والصلاة عليه من طاعاته التي يضاعف لها، الثواب عشرة أضعافها، الثاني أن يكون المراد أنه ضاعف لنفسه الصلوة لكونه عبادة له عشرة أضعاف. ثم ضاعفها له صلى الله عليه وآله الكونها متعلقة به لكل حسنة عشرة أضعافها فصارت الصلاة مائة حسنة.

[ 300 ]

وآله بعشر حسنات (1). صلى الله عليه وآله الطاهرين المعصومين. 2 - الشيخ علي بن عيسى في " كشف الغمة " قال: قال علي عليه السلام: كنا إذا أعز (2) البأس اتقيناه برسول الله صلى الله عليه وآله، لم يكن أحد أقرب إلى العدو منه، وذلك مشهور من فعله صلى الله عليه وآله يوم أحد، إذ ذهب القوم في سمع الارض وبصرها، ويوم حنين إذ ولوا مدبرين، وغير ذلك من آياته صلى الله عليه وآله، حتى أذل بإذن الله صناديدهم، وقتل طواغيتهم ودوحهم (3) واصطلم (4) جماهيرهم، وكلفه الله القتال بنفسه، فقال: (لا تكلف إلا نفسك) فسمي القتال (5). 3 - ومن طريق العامة كتاب " الصفوة " قال: أخبرنا عبد الاول، قال: أخبرنا الداودي، قال: أخبرنا ابن أعين، قال: حدثنا الفربري، قال: حدثنا البخاري، قال: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا حماد بن زيد: عن ثابت، عن أنس، كان رسول الله صلى الله عليه وآله أحسن الناس وأشجع الناس، وأجود الناس، كان فزع بالمدينة فخرج الناس قبل الصوت، فاستقبلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وقد سبقهم، فاستبرأ (6) الفزع على فرس لابي طلحة (7)، عرى ما عليه سرج في عنقه السيف، فقال: لم تراعوا (8)، وقال للفرس: وجدناه بحرا أو إنه كبحر.


(1) الكافي ج 8 / 274 ح 414 وعنه البحار ج 16 / 377 ح 87 - والبرهان ج 1 / 398 ح 1. (2) أعز: عسر واشتد - وفي البحار: كنا إذا احمر البأس، أي اشتد. (3) دوحهم: فرقهم. وفي المصدر: دوخهم (بالخاء المعجمة) أي ذللهم. (4) اصطلم: استأصل. (5) كشف الغمة ج 1 / 9 - وعنه البحار ج 16 / 117. (6) استبرأ الفزع: تتبعه وطلب آخره ليقطع الشبهة. (7) أبو طلحة الانصاري: زيد بن سهل بن الاسود بن حرام صحابي توفي سنة (34). (8) قال الكرماني في شرح البخاري: لم تراعوا أي لا تراعوا جحد بمعنى النهي أي لا تفزعوا، وفي البخاري: لن تراعوا.

[ 301 ]

أخرجاه الصحيحين (1). 4 - وعنه، قال: أخبرنا ابن الحصين (2)، قال: أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك (3)، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي اسحاق، قال: سمعت البراء (4)، وسأله رجل فقال: فررتم عن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم حنين ؟ فقال البراء: ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يفر كانت هوازن قوما رماه وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا، فأكببنا على الغنائم، فاستقبلونا بالسهام، ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله على بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان بن الحارث (5) أخذ بلجامها وهو يقول. أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب أخرجاه في الصحيحين (6).


(1) صفة الصفوة ج 1 / 178 - صحيح مسلم في شجاعته صلى الله عليه وآله، والبخاري كتاب الادب في حسن الخلق. (2) ابن الحصين: أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد البغدادي المتوفى سنة (525). (3) أبو بكر بن مالك: أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك البغدادي القطيعي المتوفى سنة (368). (4) البراء: بن عازب أبو عمارة الحارثي الصحابي وهو الذي افتتح الري توفي سنة (72). (5) أبو سفيان بن الحارث: بن عبد المطلب الهاشمي توفي سنة (20). (6) صفة الصفوة ج 1 / 179 - وروى البخاري في صحيحه ج 4 / 37 نحوه - وج 5 / 195 باختلاف - ومسلم في صحيحه في باب غزوة حنين ج 3 / 1401 ح 80 بلفظ آخر.

[ 303 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي صلى الله عليه وآله، فقال لها: ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت: قلت: إن كان نبيا لم يضره، وإن كان ملكا أرحت الناس منه، قال: فعفى رسول الله صلى الله عليه وآله عنها (1). 2 - وعن جابر بن عبد الله: إن النبي صلى الله عليه وآله نزل تحت شجرة فعلق بها سيفه، ثم نام، فجاء أعرابي فأخذ السيف، وقام على رأسه، فاستيقظ صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد من يعصمك الآن مني ؟ قال: الله تعالى، فرجف، فسقط السيف من يده. وفي خبر: أنه بقي جالسا ولم يعاقبه (2). 3 - محمد بن يعقوب، باسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة ذات


(1) الكافي ج 2 / 108 ح 9 - وعنه البحار ج 16 / 265 ح 62. (2) المناقب لابن شهر اشوب ج 1 / 70 وعنه البحار ج 18 / 60 ح 19.

[ 304 ]

الرقاع (1) تحت شجرة على شفيرواد، فاقبل سيل، فحال بينه وبين أصحابه، فرآه رجل من المشركين والمسلمون قيام على شفير الوادي ينظرون متى ينقطع السيل، فقال رجل من المشركين لقومه: أنا أقتل محمدا، فجاء فشد على رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف، ثم قال: من ينجيك مني يا محمد ؟ فقال: ربي وربك، فنسفه جبرئيل عليه السلام عن فرسه، فسقط عن (2) ظهره، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله، فأخذ السيف وجلس على صدره، فقال: من ينجيك مني يا غورث (3) ؟ فقال: جودك وكرمك، فتركه وقام. قال: والله لانت خير مني وأكرم (4). 4 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله مكة يوم افتتحها، فتح باب الكعبة وأمر بصور في الكعبة فطمست، ثم أخذ بعضادتي (5) الكعبة، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الاحزاب وحده، ماذا تقولون وماذا تظنون ؟ قالوا: نظن خيرا، ونقول خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، وقد قدرت. قال: فإني أقول كما قال أخي يوسف عليه السلام: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) (6) ألا إن الله قد حرم مكة يوم خلق السموات والارض، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة، لا ينفر صيدها ولا


(1) غزوة ذات الرقاع: وقعت في سنة أربع من الهجرة، وقيل لها: غزوة ذات الرقاع لانهم رقعوا فيها راياتهم، أو هي شجرة بذلك الموضع - أو هي اسم جبل، وقيل: لان الحجارة أوهنت أقدامهم فشدوا رقاعا، أو هي أرض فيها بقع سود وبقع بيض كلها مرقعة برقاع مختلفة، أو لانهم لفوا على أرجلهم الخرق. (2) في المصدر: على. (3) غورث (على وزن جعفر) وحكي بضم الغين، وقيل: غورك بالكاف بدل الثاء المثلثة، وقيل: غويرث (بالتصغير). (4) الكافي ج 8 / 127 ح 97 - وعنه البحار ج 20 / 179 ح 6 - وعن أعلام الورى: 99. (5) عضادتا الباب: هما خشبتاه من الجانبيين. (6) يوسف: 92.

[ 305 ]

يعضد شجرها، ولا يختلي (1) خلاها، ولا تحل لقطتها (2)، فقال العباس: يارسول الله صلى الله عليه وآله إلا الاذخر (3)، فإنه للقبر والبيوت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إلا الاذخر (4). 5 - ابن شهر اشوب، عن فضيل بن عياض (5)، إن قريشا لما نالت من رسول الله صلى الله عليه وآله ما نالت من الاذى أتى ملك فقال: يا محمد صلى الله عليه وآله أنا الموكل بالجبال أرسلني الله إليك أن أطبق عليهم الاخشبين (6)، فعلت فقال: لا إن قومي لا يعلمون (7). ولما أسر رسول الله صلى الله عليه وآله زهير بن صرد الجشمي بقومه يوم حنين أو يوم هوازن وذهب يفرق السبي أنشد أبو صرد. أمنن علينا رسول الله في كرم * فإنك المرء نرجوه وننظره إنا نؤمل عفوا منك تلبسه * هذي البرية إذ تعفو وتنتصر عفوا عفا الله عما أنت واهبه * يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر في أبيات فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، فقالت قريش والانصار: ما كان لنا فلله عزوجل ولرسوله صلى الله عليه وآله (8).


(1) الاختلاء: القطع، والخلى مقصورا: النبات الرقيق ما دام رطبا. (2) في المصدر والبحار: لقطتها إلا لمنشد. (3) الاذخر (بكسر الهمزة والخاء المعجمة): نبات معروف عريض الاوراق طيب الرائحة يسقف به البيوت ويحرق بدل الحطب والفحم. (4) الكافي ج 4 / 225 ح 3 - وعنه البحار ج 21 / 135 ح 26 - وذيله في الوسائل / 9 / 175. (5) فضيل بن عياض: بن مسعود التيمي أبو علي الزاهد الخراساني سكن مكة وتوفي سنة (187). (6) الاخشبان: جبلان في مكة. (7) الحديث موجود في صحيح البخاري ج 4 / 140 - وصحيح مسلم ج 3 / 1421 وليس في طريقهما الفضيل بن عياض - وأظن أن الصحيح أبو الفضل عياض: وهو ابن موسى اليحصبي القاضي المتوفى (544) وهو صاحب " الشفا في شرف المصطفى ". (8) بحار الانوار: ج 21 / 184 ح 23.

[ 307 ]

1 - كتاب " الصفوة " قال: أخبرنا عبد الاول بن عيسى، قال: أخبرنا إبن المظفر الداودي قال: أخبرنا ابن أعين السرخسي قال: حدثنا محمد بن يوسف الفربري قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا إسماعيل (1) بن عبد الله، قال: حدثنا مالك (2)، عن إسحاق بن عبد الله (3) عن أنس بن مالك، قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه برد نجراني، غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجذبه بردائه جذبة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وآله قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جذبته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء. أخرجاه في الصحيحين (4). 2 - وعنه قال: أخبرنا عبد الاول، قال: أخبرنا ابن المظفر، قال: أخبرنا ابن أعين قال: أخبرنا الفربري قال: حدثنا البخاري، قال: حدثنا


(1) إسماعيل: بن أبي أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس أبو عبد الله الاصبح توفي سنة (226) (2) مالك: بن أنس بن مالك الفقيه المدني المتوفى سنة (179). (3) اسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة زيد بن سهل أبويحيى الانصاري المديني توفي سنة (132). (4) صفة الصفوة ج 1 / 172 - وصحيح مسلم ج 2 / 730 ح 128 - وصحيح البخاري ج 4 / 115.

[ 308 ]

عثمان بن أبي شيبة (1) قال: حدثنا جرير (2)، عن منصور (3)، عن أبي وائل (3)، عن عبد الله (4) قال: لما كان يوم حنين آثر النبي صلى الله عليه وآله أناسا في القسمة، فأعطى الاقرع بن (5) حابس (6) مائة من الابل، وأعطى عيينة (7) مثل ذلك، وأعطى أناسا من أشراف العرب، وآثرهم يومئذ في القسمة، فقال رجل: والله إن هذا لقسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله، فقلت: والله لاخبرن النبي صلى الله عليه وآله فأتيته فأخبرته، فقال: من يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله ؟ رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر. أخرجاه في الصحيحين (8). 3 - وعنه، قال: أخبرنا ابن الحصين (9) قال: أخبرنا ابن المذهب (10)، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر (11)، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا سفيان (12)، عن أبي الزناد (13)، عن


(1) عثمان بن أبي شيبة: أبو الحسن الحافظ الكوفي المتوفى سنة (239). (2) جرير: بن عبد الحميد بن قرط أبو عبد الله الرازي القاضي المتوفى سنة (188). (3) منصور: بن المعتمر أبو عتاب الكوفي السلمي المتوفى سنة (132) سبق ذكره. (4) أبو وائل: شقيق بن سلمة الاسدي مخضرم توفي سنة (82). (5) عبد الله: بن مسعود أبو عبد الرحمن الهذلي الصحابي المتوفى سنة (32) تقدم ذكره. (6) الاقرع بن حابس: الدارمي التميمي من المؤلفة قلوبهم قتل في أيام عثمان في بعض الفتوح. (7) عيينة: بن حصين الفزاري من المؤلفة قلوبهم ومن الاعراب الجفاة. (8) صفة الصفوة ج 1 / 172 - صحيح مسلم ج 2 / 739 ح 140 - صحيح البخاري ج 4 / 115. (9) ابن الحصين: أبو القاسم بن الحصين هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين الشيباني البغدادي الكاتب الازرق مسند العراق ولد في ربيع الاول سنة (432) وتوفي في رابع عشر شوال سنة (525). (10) ابن المذهب: أبو علي الحسن بن علي بن التميمي البغدادي الواعظ، رواية المسند لاحمد عاش (89) سنة وتوفي سنة (444). (11) أحمد بن جعفر: بن حمدان بن مالك أبو بكر البغدادي مسند العراق وكان يسكن بقطيعة الدقيق ولذا اشتهر بالقطيعي روى المسند عن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن محمد بن حنبل، وتوفي سنة (368) وله (95) سنة. (12) سفيان: هو سفيان الثوري بن سعيد الكوفي توفي سنة (161) تقدم ذكره. (13) أبو الزناد: عبد الله بن ذكوان أبو عبد الرحمن المدني المتوفى سنة (131).

[ 309 ]

الاعرج (1)، عن أبي هريرة قال: جاء الطفيل بن عمرو الدوسي (2) إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: إن دوسا قد عصت وأبت، فادع الله عليهم، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله القبلة ورفع يديه، فقال الناس: هلكوا، فقال: أللهم اهد دوسا وائت بهم، أللهم اهد دوسا وائت بهم، أللهم اهد دوسا وائت بهم. أخرجاه في الصحيحين (3). 4 - وعنه، قال: أخبرنا عبد الاول بن عيسى، قال: أخبرنا الداودي، قال: أخبرنا ابن أعين، قال: حدثنا الفربري، قال: حدثنا البخاري، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (4)، عن عبيدالله (5) قال: حدثني نافع (6)، عن ابن عمر (7)، أن عبد الله بن أبي، لما توفي جاء إبنه إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له، فأعطاه قميصه، وقال: آذني أصلي عليه، فآذنه، فلما أراد أن يصلي جذبه عمر فقال: أليس الله نهاك أن تصلي على المنافقين ؟ فقال: أنا بين خيرتين قال: (إستغفر لهم أو لا تستغفر لهم) (8) فصلى عليه، فنزلت: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا) (9) أخرجاه في الصحيحين (10).


(1) الاعرج: عبد الرحمن بن هرمز أبو داود المدني المتوفى سنة (117). (2) الطفيل بن عمرو الدوسي صحابي كان شاعرا غنيا كثير الضيافة قتل في اليمامة سنة (11). (3) صفة الصفوة ج 1 / 173 - مسند ابن حنبل ج 2 / 243 مثله - صحيح مسلم ج 4 / 1957 - صحيح البخاري ج 8 / 105 نحوه مختصرا وج 5 / 220 مختصرا. (4) يحيى بن سعيد: بن فروخ القطان البصري المتوفى سنة (198) وقد تقدم ذكره. (5) عبيدالله: بن عمرو بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المديني المتوفى سنة (145): (6) نافع: أبو عبد الله مولى عبد الله بن عمر المديني المتوفى سنة (117). (7) ابن عمر: عبد الله بن عمر بن الخطاب المديني المتوفى سنة (74). (8) التوبة: 80. (9) التوبة: 84. (10) صفة الصفوة ج 1 / 174 - مسند ابن حنبل ج 2 / 18 - صحيح البخاري ج 2 / 96 مثله وج 7 / 175 - وسنن النسائي ج 4 / 36 باختلاف يسير.

[ 310 ]

5 - وعنه، قال: أخبرنا هبة الله بن محمد (1)، قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي (2) قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله خادما له قط، ولا إمرأة له قط، ولا ضرب بيده إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شئ فانتقمه من صاحبه، إلا أن ينتهك محارم الله فينتقم لله عزوجل، وما عرض عليه أمران أحدهما أيسر من الآخر إلا أخذ بأيسرهما، إلا أن يكون مأثما، فإن كان مأثما كان أبعد الناس منه (3).


(1) هبة الله بن محمد: هو ابن الحصين أبو القاسم المتوفى سنة (525) وقد تقدم. (2) محمد بن عبد الرحمن الطفاوي البصري المتوفى سنة (187). (3) صفة الصفوة ج 1 / 174 ورواه أحمد في المسند ج 6 / 229 باختلاف، ومسلم في صحيحه ج 4 / 1813 و 1814 ح 78 و 79 ملفقا والبغوي في مصابيح السنة ج 4 / 57 ح 4536 و 4537.

[ 311 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام فقلت: جعلت فداك، الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون ؟ فقال عليه السلام: لا بأس ما لم يكن، فظننت أنه عنى الفحش، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأتيه الاعرابي فيهدي له الهدية، ثم يقول مكانه: أعطنا ثمن هديتنا، فيضحك رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان إذا إغتم يقول: ما فعل الاعرابي ؟ ليته أتانا (1). 2 - وعنه بإسناده عن محمد بن علي (2)، عن يحيى بن سلام (3)، عن يوسف بن يعقوب (4)، عن صالح بن عقبة (5)، عن يونس الشيباني (6)، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كيف مداعبة بعضكم بعضا ؟ قلت: قليل،


(1) الكافي ج 2 / 663 ح 1. (2) محمد بن علي: بن محبوب الاشعري القمي أبو جعفر الفقيه روى عنه أحمد بن ادريس المتوفى سنة (306). (3) يحيى بن سلام: بن أبي ثعلبة البصري أبو زكريا توفي بمصر سنة (200). (4) يوسف بن يعقوب: بن قيس من أصحاب الكاظم عليه السلام واقفي. (5) صالح بن عقبة: بن قيس بن سمعان روى عن الصادق عليه السلام. (6) يونس الشيباني: من رواة الحديث عن الصادق عليه السلام.

[ 312 ]

قال: فلا تفعلوا فإن المداعبة من حسن الخلق، وإنك لتدخل بها السرور على أخيك، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يداعب الرجل يريد أن يسره (1). 3 - ابن شهر اشوب قال: كان صلى الله عليه وآله يمزح ولا يقول: إلا حقا. قال: قال صلى الله عليه وآله لعجوز أشجعية: يا أشجعية لا تدخل العجوز الجنة، فرآها بلال باكية، فوصفها للنبي صلى الله عليه وآله فقال: والاسود كذلك، فجلسا يبكيان، فرأهما العباس فذكرهما له، فقال صلى الله عليه وآله والشيخ كذلك، ثم دعاهم وطيب قلوبهم، فقال: ينشئهم الله كأحسن ما كانوا، وذكر أنهم يدخلون الجنة شبانا منورين، وقال: إن أهل الجنة جرد مرد (2) مكحلون. وقال له رجل: إحملني يا رسول الله، فقال: إنا حاملوك على ولد ناقة فقال: وما أصنع بولد ناقة ؟ فقال صلى الله عليه وآله وهل تلد الابل إلا النوق ؟ قال: وقالت العجوز من الانصار للنبي صلى الله عليه وآله: أدع لي بالجنة، فقال صلى الله عليه وآله: إن الجنة لا يدخلها، العجز، فبكت المرأة، فضحك صلى الله عليه وآله وقال: أما سمعت قول الله: (إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا) (3) الآية (4). وذكر صاحب الكتاب في هذا الباب كثيرا رأيت الاضراب عنه للاختصار فيه.


(1) الكافي ج 2 / 663 ح 3 وعنه الوسائل ج 8 / 478 ح 4 - وأخرجه في البحار ج 16 / 298 عن مكارم الاخلاق: 21. (2) جرد مرد (بضم الاول وسكون الثاني فيهما): لا شعر في أجسادهم. (3) الواقعة: 35 - 36. (4) مناقب ابن شهر اشوب ج 1 / 147 - 148 وعنه البحار ج 16 / 294 - 295.

[ 313 ]

ومن طريق العامة ما رواه صاحب كتاب " الصفوة " قال: أخبرنا هبة الله بن محمد، قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الرزاق (1)، قال: حدثنا معمر (2)، عن ثابت (3)، عن أنس أن رجلا من أهل البادية إسمه زاهر (4)، وكان يهدي للنبي صلى الله عليه وآله الهدية من البادية، فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أراد أن يخرج، فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن زاهرا بادينا ونحن حاضروه، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحبه، وكان رجلا دميما فأتاه النبي صلى الله عليه وآله يوما وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه، ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني، من هذا ؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وآله فجعل لا يألوا ما ألصق ظهره بصدر رسول الله صلى الله عليه وآله حين عرفه، وجعل النبي صلى الله عليه وآله يقول: من يشتري العبد ؟ فقال: يا رسول الله إذن والله تجدني كاسدا، فقال النبي صلى الله عليه وآله: لكن عند الله عزوجل لست بكاسد، أو قال: لكن عند الله أنت غال (5). قال المؤلف: قال لنا محمد بن أبي منصور: قال لنا أبو زكريا: الدميم، بالدال المهملة في الخلق وبالذال المعجمة في الخلق.


(1) عبد الرزاق: بن همام بن نافع الحافظ الصنعاني المتوفى سنة (211). (2) معمر بن راشد أبو عروة البصري نزيل اليمن المتوفى سنة (153). (3) ثابت: بن أسلم أبو محمد البناني البصري المتوفى سنة (123) وقد تقدم ذكره. (4) زاهر: بن حرام الاشجعي شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وآله. (5) صفة الصفوة ج 1 / 175 ورواه أحمد في مسنده ج 3 / 161 - وأبو يعلى في مسنده ج 6 / 174 - والبيهقي في السنن ج 10 / 248 - والبغوي في المصابيح ج 3 / 336.

[ 315 ]

1 - ابن بابويه في " الفقيه " بإسناده الصحيح إلى سعيد بن عبد الله الاعرج (1)، عن أبي عبد الله عليه السلام: أن قريشا في الجاهلية هدموا البيت، فلما أرادوا بنائه حيل بينه وبينهم، وألقي في روعهم الرعب، حتى قال قائل منهم: ليأت كل رجل منكم بأطيب ماله، ولا تأتوا بمال إكتسبتموه من قطيعة رحم أو حرام، ففعلوه، فخلي بينه وبين بنائه، فبنوه حتى انتهى إلى موضع الحجر الاسود، فتشاجروا فيه أيهم يضع الحجر الاسود في موضعه، حتى كاد أن يكون بينهم شر، فحكموا أول من يدخل من باب المسجد، فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما أتاهم أمر بثوب فبسط، ثم وضع الحجر في وسطه، ثم أخذت القبائل بجوانب الثوب فرفعوه، ثم تناوله صلى الله عليه وآله فوضعه في موضعه، فخصه الله عزوجل به. ورواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد (2)، عن علي بن النعمان (3) عن سعيد بن عبد الله الاعرج، عن أبي عبد الله


(1) سعيد بن عبد الله - وقيل: ابن عبد الرحمن أبو عبد الله السمان الاعرج الكوفي روى عن الصادق عليه السلام. (2) أحمد بن محمد: هو ابن عيسى الاشعري المتقدم ذكره. (3) علي بن النعمان: أبو الحسن الاعلم النخعي الكوفي روى عن الرضا عليه السلام.

[ 316 ]

عليه السلام، قال: إن قريشا في الجاهلية هدموا البيت، وساق الحديث إلى آخره. (1) 2 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كنت أطوف وسفيان الثوري قريب مني، فقال: يا أبا عبد الله كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصنع بالحجر إذا انتهى إليه ؟ فقلت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يستلمه في كل طواف فريضة ونافلة، قال: فتخلف عني قليلا، فلما إنتهيت إلى الحجر، جزت ومشيت فلم أستلمه، فلحقني، فقال: يا أبا عبد الله ألم تخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يستلم الحجر في كل طواف فريضة ونافلة ؟ قلت: بلى، قال: فقد مررت به فلم تستلم ؟ فقلت: إن الناس كانوا يرون لرسول الله صلى الله عليه وآله ما لا يرون لي، وكان إذا انتهى إلى الحجر فرجوا حتى يستلمه، وإني أكره الزحام (2). 3 - وعنه، عن أبي علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إحتجم رسول الله صلى الله عليه وآله وحجمه مولى لبني بياضة، وأعطاه، ولو كان حراما ما أعطاه، فلما فرغ قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أين الدم ؟ قال: شربته يا رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: ما كان ينبغي لك أن تفعل، وقد جعله الله عزوجل حجابا من النار فلا تعد (3).


(1) من لا يحضره الفقيه ج 2 / 247 ح 2320 - الكافي ج 4 / 217 ح 3 وعنهما الوسائل ج 9 / 329 ح 9 - وفي البحار ج 15 / 337 ح 7 عن الكافي. (2) الكافي ج 4 / 404 ح 2 - وعنه الوسائل ج 9 / 409 ح 3. (3) الكافي ج 5 / 116 ح 3 - وعنه الوسائل ج 12 / 72 ح 7 وعن التهذيب ج 6 / 355 ح 131 -

[ 317 ]

4 - ومن طريق العامة ما رواه صاحب " الصفوة " قال: أخبرنا هبة الله بن محمد، قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا سليمان بن حرب (1)، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة (2)، عن ثابت، عن أنس، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله، والحلاق يحلقه، وقد أطاف به أصحابه، ما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل. إنفرد بإخراجه مسلم (3). 5 - وعنه، قال: أخبرنا عبد الاول، قال: أخبرنا الداودي، قال: أخبرنا ابن أعين، قال: حدثنا الفربري، قال: حدثنا البخاري، قال: حدثنا أبو معمر (4)، قال: حدثنا عبد الوارث (5)، قال: حدثنا عبد العزيز (6)، عن أنس، قال: لما كان يوم أحد، إنهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وأبو طلحة (7) بين يدي النبي صلى الله عليه وآله مجوب عليه بحجفة (8) له، وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع، لقد كسر يومئذ قوسين أو ثلاثة، قال: وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل، فيقول أنثرها لابي طلحة، قال: فأشرف النبي صلى الله عليه وآله ينظر إلى القوم، فقال أبو طلحة: يا نبي الله بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم،


= والاستبصار ج 3 / 59 ح 3 - والفقيه ج 3 / 16 ح 3585 - وأخرجه في البحار ج 22 / 143 ح 130 عن الفقيه. (1) سليمان حرب: أبو أيوب الواشحي الازدي البصري المتوفى سنة (224). (2) سليمان بن المغيرة: أبو سعيد البكري البصري المتوفى سنة (165). (3) صفة الصفوة ج 1 / 187 ورواه مسلم في صحيحه ج 4 / 1812 ح 75 مثله. (4) أبو معمر: عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج ميسرة المنقري البصري المتوفى سنة (224). (5) عبد الوارث: بن سعيد أبو عبيدة التميمي العنبري البصري المتوفى سنة (180) ه‍. (6) عبد العزيز: بن صهيب البناني البصري. (7) أبو طلحة: زيد بن سهل بن الاسود بن حرام الانصاري الصحابي شهد بدرا وما بعدها. توفي سنة (34) ه‍. (8) الحجفة (بفتح الحاء المهملة والجيم): الترس، أي مترس عليه يقيه بها ويقال للترس أيضا: الجوبة.

[ 318 ]

نحري دون نحرك (1). 6 - وفي " الصحيحين " من حديث أبي جحيفة (2) قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله فخرج بلال بوضوئه (3) فرأيت الناس يبتدرون ذلك الوضوء، فمن أصاب منه شيئا تمسح به، ومن لم يصب منه أخذ من بلل يد صاحبه، وخرج النبي صلى الله عليه وآله وقام الناس، وجعلوا يأخذون يده، يمسحون بها وجوههم، فأخذت يده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب من المسك (4). 7 - وعنه، قال: أخبرنا المحمدان: إبن ناصر (5)، وابن عبد الباقي (6)، قالا: أخبرنا أحمد بن أحمد (7)، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ (8)، قال: حدثنا محمد بن حميد (9)، قال: حدثنا محمد بن هارون (10)، قال: حدثنا محمد بن حميد (11)، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مغرا (12)، قال: حدثنا


(1) صفة الصفوة ج 1 / 188 ورواه مسلم في صحيحه ج 3 / 1443 ح 136 - والبخاري في صحيحه ج 5 / 46 و 125 مثله. (2) أبو جحيفة: وهب بن عبد الله السوائي ويقال له: وهب الخير صحابي وصحب أمير المؤمنين عليه السلام توفي سنة (74) ه‍. (3) الوضوء (بفتح الواو): الماء الذي يتوضأ به. (4) صفة الصفوة ج 1 / 189 - ورواه مسلم في صحيحه ج / 360 ح 250 نحوه والبخاري في صحيحه ج 4 / 229 و 231 ملفقا نحوه وأحمد في مسنده ج 4 / 308 نحوه. (5) ابن ناصر: محمد بن ناصر بن محمد بن علي الحافظ أبو الفضل البغدادي المتوفى (550). (6) محمد بن عبد الباقي: بن محمد القاضي الحنبلي البغدادي مسند العراق المتوفى سنة (535). (7) أحمد بن أحمد: أبو صالح المؤذن أحمد بن عبد الملك بن علي بن أحمد النيسابوري الحافظ محدث عصر في خراسان توفي سنة (470) ه‍. (8) أحمد بن عبد الله الحافظ: أبو نعيم الاصفهاني المتوفى سنة (430). (9) محمد بن حميد: بن الحسين أبو بكر اللخمي الخراز المتوفى سنة (391). (10) محمد بن هارون: بن حميد أبو بكر المجدر البيع مات سنة (312). (11) محمد بن حميد: بن حيان التميمي أبو عبد الله الحافظ الرازي المتوفى سنة (240). (12) عبد الرحمن بن مغرا (بفتح الميم والغين المعجمة) بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب أبو زهير الدوسي الكوفي سكن الري وروى عن الاعمش توفي بعد سنة (190).

[ 319 ]

المفضل بن فضالة (1)، عن ثابت (2)، عن أنس، قال: لما كان يوم أحد حاص (3) أهل المدينة حيصة، وقالوا: قتل محمد، حتى كثرت الصوارخ في نواحي المدينة، فخرجت إمرأة من الانصار، فاستقبلت بأخيها وأبيها وزوجها وابنها، لا أدري بأيهم استقبلت أولا، فلما مرت على آخرهم قالت: من هذا ؟ قالوا: أخوك، وأبوك، وزوجك، وابنك، قالت: فما فعل النبي صلى الله عليه وآله ؟ فيقولون: أمامك، حتى ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فأخذت بناحية ثوبه، ثم جعلت تقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله صلى الله عليه وآله لا أبالي إذا سلمت من عطب (4).


(1) المفضل بن فضالة: بن أبي أمية أبو مالك البصري القرشي ترجمه في التقريب وقال: من السابعة. (2) ثابت: بن أسلم أبو محمد البناني البصري المتقدم ذكره، توفي سنة (123). (3) حاص الناس حيصة: جالوا جولة يطلبون الفرار. (4) صفة الصفوة ج 1 / 189 - حلية الاولياء ج 2 / 71.

[ 321 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبا بكر وعمر أتيا أم سلمة (1) فقالا لها: يا أم سلمة إنك قد كنت عند رجل قبل رسول الله صلى الله عليه وآله فكيف رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك في الخلوة ؟ فقالت: ما هو إلا كسائر الرجال، ثم خرجا عنها، وأقبل النبي صلى الله عليه وآله فقامت إليه مبادرة فرقا (2) أن ينزل أمر من السماء، فأخبرته الخبر، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى تربد (3) وجهه، والتوى (4) عرق الغضب بين عينيه، وخرج وهو يجر رداءه حتى صعد المنبر، وبادرت الانصار بالسلاح، وأمر بخيلهم أن تحضر، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس ما بال أقوام يتبعون عيبي ويسألون عن غيبي ؟ والله إني لاكرمكم حسبا، وأطهركم مولدا، وأنصحكم لله في الغيب، ولا يسألني أحد منكم عن أبيه إلا أخبرته، فقام إليه رجل فقال: من


(1) أم سلمة: هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله أم المؤمنين تزوجها النبي صلى الله عليه وآله بعد أبي سلمة سنة (2) وعاشت بعد ذلك ستين سنة وتوفيت سنة (62). (3) الفرق (بالتحريك): الخوف والفزع. (3) تربد وجهه: تغير من الغضب. (4) التوي: التف، وهو كناية عن الامتلاء.

[ 322 ]

أبي ؟ فقال: فلان الراعي، فقام إليه الآخر فقال: من أبي ؟ فقال: غلامكم الاسود، وقام إليه الثالث، فقال: من أبي ؟ فقال: الذي تنسب إليه، فقالت الانصار، يا رسول الله صلى الله عليه وآله أعف عنا عفى الله عنك، فإن الله بعثك رحمة، فاعف عنا عفى الله عنك، فكان النبي صلى الله عليه وآله إذا كلم استحيى وعرق وغض طرفه عن الناس حياء حين كلموه، فنزل، فلما كان في السحر هبط عليه جبرئيل عليه السلام بصحفة (1) من الجنة، فيها هريسة، فقال: يا محمد صلى الله عليه وآله هذه عملها لك حور العين، فكلها أنت وعلي وذريتكما، فإنه لا يصلح أن يأكلها غيركم، فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فأكلوا، فأعطي رسول الله صلى الله عليه وآله في المباضعة من تلك الاكلة قوة أربعين رجلا، فكان إذا شاء غشي نساءه كلهن في ليلة واحدة (2). 2 - ومن طريق العامة كتاب الصفوة، قال: أخبرنا عبد الاول قال: أخبرنا الداودي قال: أخبرنا إبن أعين، قال: أخبرنا الفربري، قال: حدثنا البخاري، قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال: حدثنا يحيى (3)، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرنا قتادة، عن عبد الله بن أبي عتبة (4)، قال: سمعت أبا سعيد الخدري، يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله أشد حياء من عذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه. أخرجاه في الصحيحين (5). 3 - وعنه، قال: أخبرنا إبن الحصين، قال: أخبرنا إبن المذهب، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني


(1) الصحفة: القصعة. (2) الكافي ج 5 / 565 ح 41 - وعنه البحار ج 22 / 225 ح 6 يأتي في باب 61 ح 5. (3) يحيى: بن سعيد بن فروخ القطان المتقدم ذكره توفي سنة (198). (4) عبد الله بن أبي عتبة مولى أنس بن مالك الانصاري البصري. (5) صفة الصفوة 1 / 169 - صحيح مسلم ج 4 / 189 وصحيح البخاري ج 8 / 32 وسنن ابن ماجة القزويني ج 2 / 1399 ومسند ابن حنبل ج 3 / 71، 79، 88، 91، 92.

[ 323 ]

أبي، قال: حدثنا أبو كامل (1)، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سلم العلوي (2) قال: سمعت أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وآله رآى على رجل صفرة فكرهها، وقال: لو أمرتم هذا أن يغسل هذه الصفرة، قال: وكان صلى الله عليه وآله لا يواجه أحدا في وجهه بشئ يكرهه (3). 4 - وعنه، قال: أخبرنا هبة الله بن محمد (4)، قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا ابن حمدان (5)، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا سريح بن النعمان (6)، قال: حدثنا هشيم (7)، قال: أخبرنا مجالد (8)، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وآله بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه على النبي صلى الله عليه وآله قال: فغضب وقال: أمتهوكون (9) فيها يابن الخطاب ؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية لا تسألوهم عن شئ فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى عليه السلام كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني (10).


(1) أبو كامل: مظفر بن مدرك الخراساني البغدادي المتوفى سنة (207) ه‍. (2) سلم العلوي: بن قيس البصري ترجمه ابن حجر في التقريب وقال: من الرابعة. (3) صفة الصفوة ج 1 / 169 - روى مثله أحمد في المسند ج 1 / 133. (4) هبة الله بن محمد: تقدم ذكره بعنوان ابن الحصين توفي سنة (525). (5) ابن حمدان: أبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان نزيل خوارزم سنة (360). (6) سريح بن النعمان: أبو الحسن البغدادي الجوهري المتوفى سنة (217). (7) هشيم: بن بشر الواسطي المتقدم ذكره توفي سنة (183). (8) مجالد: بن سعيد الهمداني الكوفي صاحب الشعبي توفي سنة (144). (9) التهوك: الوقوع في الامر بغير روية. (10) صفة الصفوة ج 1 / 184 - مسند أحمد بن حنبل ج 1 / 387.

[ 325 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مر النبي صلى الله عليه وآله على رجل، ومعه ثوب يبيعه، وكان الرجل طويلا والثوب قصير، فقال له: إجلس فإنه أنفق لسلعتك (1). 2 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد عن مصعب بن عبد الله النوفلي (2) عمن رفعه قال: قدم أعرابي بإبل له على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: يا رسول الله صلى الله عليه وآله بع لي إبلي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لست ببياع في الاسواق قال: فأشر علي فقال له: بع هذا الجمل بكذا، وبع هذه الناقة بكذا، حتى وصف له كل بعير منها بكذا، فخرج الاعرابي إلى السوق فباعها، ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: والذي بعثك بالحق ما زادت درهما ولا نقصت درهما مما قلت لي، فاستهدني (3) يا رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا، قال: بلى يا رسول الله صلى الله


(1) الكافي ج 5 / 313 ح 35 - وعنه الوسائل ج 12 / 340 ح 1 وعن التهذيب ج 7 / 227 ح 11. (2) مصعب بن عبد الله النوفلي: العامي الموصلي من آل نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. (3) فاستهدني: أي فاقبل هديتي.

[ 326 ]

عليه وآله، فلم يزل يكلمه حتى قال له: اهد لنا ناقة ولا تجعلها ولهى (1) (2). 3 - وعنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: صلى رسول الله بالناس الظهر، فخفف في الركعتين الاخيرتين، فلما انصرف قال له الناس: هل حدث في الناس حدث ؟ قال: وما ذاك ؟ قالوا: خففت في الركعتين فقال لهم: أما سمعتم صراخ الصبي (3). 4 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من تخلى على قبر، أو بال قائما، أو بال في ماء، أو مشى في حذاء واحد، أو شرب قائما، أو خلا في بيت وحده، وبات على غمر (4) فأصابه من الشيطان، لم يدعه إلا أن يشاء الله، وأسرع ما يكون الشيطان إلى الانسان وهو على بعض هذه الحالات، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج في سرية، فأتى وادي مجنة (5) فنادى أصحابه: ألا ليأخذ كل رجل منكم بيد صاحبه، ولا يدخلن رجل وحده، ولا يمضي رجل وحده، قال: فتقدم رجل فانتهى إليه وقد صرع، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك، فأخذ بأبهامه فغمزها، ثم قال: بسم الله أخرج خبيث، أنا رسول الله قال: فقام (6).


(1) ولهى: من وله يله (كوعد يعد) تحير من شدة الحزن والوجد فهو واله - وأله وولهان وهي واله - ووالهة - وولهى - ويقال: وله المرأة (من باب التفعيل) فرق بينها وبين ولدها - والمراد من قوله صلى الله عليه وآله: (لا تجعلها ولهى) أن لا تجعلها ناقة قطعت عنها ولدها. (2) الكافي ج 5 / 317 ح 54. (3) الكافي ج 6 / 48 ح 4 - وعنه الوسائل ج 15 / 198 ح 3 - وأخرجه في ج 5 / 469 ح 1 - عن التهذيب ج 3 / 274 ح 116. (4) الغمر (بفتح الغين المعجمة والميم): الدسم والزهومة من اللحم. (5) وادي مجنة: أي ذا جن. (6) الكافي ج 6 / 533 ح 2 - وعنه الوسائل ج 3 / 580 ح 3 وصدره في ج 1 / 231 ح 1 - وج 17 / 191 ح 3 - والبحار ج 80 / 173.

[ 327 ]

5 - ومن طريق العامة ما رواه صاحب " الصفوة " قال: أخبرنا هبة الله بن محمد، قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سعيد (1)، عن قتادة، عن أنس، أن نبي الله صلى الله عليه وآله قال: إني لادخل الصلاة وأنا أريد أن أطيلها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجاوز في صلاتي مما أعلم، من شدة وجد أمه من بكائه. أخرجاه في الصحيحين (2).


(1) سعيد: بن أبي عروبة مهران العدوي مولاهم أبو النضر البصري كان أعلم الناس بحديث قتادة، توفي سنة (156). (2) صفة الصفوة ج 1 / 171 - ورواه البخاري في صحيحه ج 1 / 181 ومسلم في صحيحه ج 1 / 343 ح 192 - باختلاف وأحمد في مسنده ج 3 / 109.

[ 329 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله (1)، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يضرب بالمر (2) ويستخرج الارضين، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يمص النوى بفيه، ويغرسه فيطلع من ساعته، وأن أمير المؤمنين عليه السلام أعتق ألف مملوك من ماله وكد يده (3). 2 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن عمار السجستاني (4)، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وضع حجرا على الطريق يرد الماء على (5) أرضه فوالله ما نكب بعيرا (6) ولا إنسانا حتى الساعة (7).


(1) أحمد بن أبي عبد الله: هو أحمد بن محمد بن خالد البرقي المتقدم ذكره. (2) المر (بفتح الميم وتشديد الراء المهملة): المسحاة - ويقال لها بالفارسية: بيل. (3) الكافي ج 5 / 74 ح 2 - وعنه البحار ج 41 / 37 ح 14 - و 57 ح 8 - والوسائل ج 12 / 22 ح 2 - وقطعة منه في البحار ج 17 / 388 ح 56. (4) عمار السجستاني: بن عبد الحميد أبو عاصم من أصحاب الصادق عليه السلام. (5) في المصدر: عن. (6) نكب البعير الحجارة بخفه إذا كسرها، ويقال أيضا: نكبت الحجارة خف البعير إذا اصابته. (7) الكافي ج 5 / 75 ح 7 - وعنه البحار ج 17 / 364 ح 18 - والوسائل ج 12 / 22 ح 4.

[ 330 ]

وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الجاموراني (1)، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة (2)، عن أبيه، قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق، فقلت: جعلت فداك أين الرجال ؟ فقال: يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه ومن أبي، فقلت: ومن هو ؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم، وهو من عمل النبيين والمرسلين والاوصياء والصالحين (3). 4 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة، أن رجلا أتى أبا عبد الله عليه السلام، فقال: إنني لا أحسن أن أعمل عملا بيدي، ولا أحسن أن أتجر، وأنا محارف (4) محتاج، فقال: إعمل فاجعل (5) على رأسك واستغن عن الناس، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد حمل حجرا على عاتقه، فوضعه في حائط له من حيطانه، وإن الحجر لفي مكانه ولا يدري كم عمقه إلا أنه ثمة (6). 5 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد (7)، عن علي بن الحكم، عن إسباط بن سالم، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، فسألنا عن عمر بن مسلم (8) ما فعل ؟ فقلت: صالح، ولكنه قد ترك


(1) الجاموراني: محمد بن أحمد أبو عبد الله الرازي. (2) الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني أبو محمد الواقفي ابن الواقفي. (3) الكافي ج 5 / 75 ح 10 - وعنه البحار ج 48 / 115 ح 27 - وفي الوسائل ج 12 / 23 ح 6 - عنه وعن الفقيه ج 3 / 163 ح 3593. (4) المحارف: المحروم. (5) في المصدر: فاحمل. (6) الكافي ج 5 / 76 ح 14 - وعنه الوسائل ج 12 / 22 ح 5. (7) أحمد بن محمد: بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك الاشعري أبو جعفر القمي المتقدم ذكره. (8) عمر بن مسلم: الهراء الكوفي عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام، قال المامقاني في تنقيح المقال في ترجمته بعد ذكر الخبر: ثم إن المولى الوحيد (ره) بعد نقل شطر =

[ 331 ]

التجارة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: عمل الشيطان ثلثا، أما علم أن رسول الله اشترى عيرا أتت من الشام، فاستفضل فيها ما قضى دينه وقسم في قرابته، يقول الله عزوجل: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) (1) إلى آخر الآية، يقول: القصاص (2): إن القوم لم يكونوا يتجرون، كذبوا، ولكنهم لم يكونوا يدعون الصلاة في مواقيتها، وهو أفضل ممن حضر الصلاة ولم يتجر (3). 6 - ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (4) رحمة الله عليه قال: حدثنا عمر بن سهل بن إسماعيل الدينوري (5)، قال: حدثنا زيد بن إسماعيل الصائغ (6) قال: حدثنا معاوية بن هشام (7)، عن سفيان (8)، عن عبد الملك بن عمير (9)، عن خالد بن ربعي، في حديث طويل أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لسلمان: يا أبا عبد الله إعرض الحديقة التي غرسها


= من الخبر قال: ويظهر من التأمل فيه حسن حاله وأنه ترك التجارة لاجل العبادة وإن كان قد أخطأ في اجتهاده - أقول: دلالة الخبر على حسن حال الرجل وعناية الامام عليه السلام الكاشف عنها استعلامه حاله مما لا شبهة فيه إلا أن الاشكال في أن المبحوث عنه هو المراد بعمر بن مسلم الذي في السؤال ولعله غيره فتدبر جيدا. (1) النور: 37. (2) القصاص (بضم القاف) رواة القصص والاكاذيب. (3) الكافي ج 5 / 75 ح 8 - وعنه البرهان ج 3 / 138 ح 5 - وفي الوسائل ج 12 / 6 ح 5 - وعن التهذيب ج 6 / 326 ح 18. (4) أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني سمع منه ابن بابويه بهمدان في سنة (352) بعد منصرفه من بيت الله الحرام وحدث عنه في الامالي والعيون وكناه في الامالي بأبي علي. وقد أكثر الرواية عنه في كتبه عن علي بن إبراهيم بن هاشم. (5) عمر بن سهل بن إسماعيل الدينوري: الحافظ المجود أبو حفص الرحال القرميسيني توفي سنة (330) ه‍. (6) زيد بن إسماعيل الصائغ: أبو الحسن ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد ج 8 / 447. (7) معاوية بن هشام: أبو الحسن الكوفي القصار المتوفى سنة (204). (8) سفيان: هو ابن سعيد الثوري الكوفي المتقدم ذكره توفي سنة (161). (9) عبد الملك بن عمير: بن سويد اللخمي الفقيه توفي سنة (136) وله (103) سنة.

[ 332 ]

رسول الله صلى الله عليه وآله لي على التجار، فدخل سلمان إلى السوق وعرض الحديقة فباعها باثني عشر ألف درهما (1). والحديث بتمامه إن شاء الله في المطلب الثاني في أمير المؤمنين عليه السلام.


(1) أمالي الصدوق: 379 - وعنه البحار ج 1 / 45 - ويأتي الحديث بتمامه في الباب الثاني والثلاثين من المنهج الثاني إن شاء الله الموفق.

[ 333 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن النوفلي، عن عبد العظيم بن عبد الله بن الحسن العلوي (1)، رفعه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يجلس ثلاثا: القرفصاء (2) وهو أن يقيم ساقيه ويستقبلهما بيديه، ويشد يده على ذراعه، وكان يجثو على ركبتيه، وكان يثني رجلا واحدة ويبسط عليها الاخرى، ولم ير صلى الله عليه وآله متربعا قط (3). 2 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابه، عن طلحة بن زيد (4)، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه


(1) عبد العظيم بن عبد الله: بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام كان عابدا ورعا مرضيا. ورد الري هاربا من السلطان إلى أن توفي بها، وروى أن رجلا من أهل الري دخل على الامام الهادي عليه السلام فقال عليه السلام: أين كنت ؟ قال: زرت الحسين عليه السلام قال: أما إنك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. (2) القرفصاء (مثلثة القاف والفاء ممدودا ومقصورا): هي أن يجلس الانسان على اليتيه ويلصق فخذيه ببطنه أو يجلس على ركبتيه ويلصق بطنه بفخذيه. (3) الكافي ج 2 / 661 ح 1 - وعنه البحار ج 16 / 259 ح 44 - والوسائل ج 8 / 472 ح 1. (4) طلحة بن زيد: أبو الخزرج الجزري النهدي الشامي، وقيل: كوفي نزل واسط روى عن الباقر والصادق عليهما السلام، عامي بتري إلا أن كتابه معتمد.

[ 334 ]

وآله أكثر ما يجلس تجاه القبلة (1). 3 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس إليه حين يدخل (2).


(1) الكافي ج 2 / 661 ح 4 - وعنه الوسائل ج 8 / 475 ح 2 - وأخرجه في البحار ج 16 / 240 عن مكارم الاخلاق: 26. (2) الكافي ج 2 / 662 ح 6 - وعنه الوسائل ج 8 / 474 ح 2 وأخرجه في البحار ج 16 / 240 عن مكارم الاخلاق: 26.

[ 335 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن عيسى (1) عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في سفر يسير على ناقته إذ نزل، فسجد خمس سجدات، فلما ركب قالوا: يا رسول الله إنا رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه، فقال: نعم إستقبلني جبرئيل عليه السلام فبشرني ببشارات من الله عزوجل، فسجدت لله شكرا لكل بشرى سجدة (2). 2 - الشيخ المفيد في " أماليه " قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه (3) رحمه الله، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر (4)، عن أحمد بن علوية (5)، عن إبراهيم بن محمد الثقفي (6)، قال: أخبرنا توبة بن الخليل (7)،


(1) عثمان بن عيسى: بن عبيد الرواسي كان واقفيا ثم رجع روى عن الكاظم والرضا عليهما السلام. (2) الكافي ج 2 / 98 ح 24 - وعنه البحار ج 16 / 264 ح 60. (3) أبو القاسم جعفر بن محمد بن موسى بن جعفر بن قولويه المتوفى سنة (368). (4) الحسين بن محمد بن عامر: بن عمران الاشعري القمي كان من شيوخ الكليني. (5) أحمد بن علوية: الاصفهاني المعروف بابن الاسود كان حيا في سنة (310). (6) إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي الاصفهاني المتوفى سنة (283). (7) توبة بن الخليل: ما وجدت له في كتب الرجال ترجمة.

[ 336 ]

قال: أخبرنا عثمان بن عيسى، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن (1)، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله في سفر، إذ نزل فسجد خمس سجدات، فلما ركب قال بعض أصحابه: رأيناك يا رسول الله صلى الله عليه وآله صنعت ما لم تكن تصنعه ؟ ! قال: نعم أتاني جبرئيل، فبشرني أن عليا عليه السلام في الجنة فسجدت لله شكرا، فلما رفعت رأسي قال: وفاطمة عليها السلام في الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى، فلما رفعت رأسي قال: والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فسجدت لله تعالى شكرا، فلما رفعت رأسي قال: ومن يحبهم في الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى، فلما رفعت رأسي قال: ومن يحب محبهم في الجنة (2). 3 - وفي كتاب " المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة ": حدثنا القاضي أبو الحسن محمد بن إدريس الشافعي (3)، قال: حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن الطيب، عن أبي الحسن علي بن إبراهيم (4)، عن عمر الفقيه، عن إبراهيم بن محمد الشيظي، عن محمد بن زكرياء الغلابي (5)، قال: حدثنا حريز، عن عمير بن عمران الحنفي، عن بشر بن إبراهيم الانصاري (6) عن يحيى بن أبي كثير (7)، عن أبي سلمة (8)، عن أبي هريرة، عن أبي العلاء العبدي، عن أبي صالح (9)، عن عبد الله بن العباس رحمه الله، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد سجد خمس سجدات بلا ركوع،


(1) أبو عبد الرحمن: كنية لجمع من أصحاب الصادق عليه السلام ولا يعلم أيهم هو المراد. (2) أمالي المفيد: 21 ح 2 - وعنه البحار ج 68 / 11 ح 24. (3) القاضي أبو الحسن محمد بن ادريس الشافعي: محمد بن ادريس بن سليمان الشافعي الجرجراني ويكنى أبا بكر أيضا توفي سنة (415). (4) أبو الحسن علي بن إبراهيم: بن سلمة القزويني القطان المتوفى سنة (345). (5) محمد بن زكريا الغلابي: أبو جعفر الاخباري المتوفى بالبصرة سنة (290). (6) بشر بن إبراهيم الانصاري: أبو عمرو المفلوج البصري روى عن الاوزاعي ترجمه ابن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل والذهبي في ميزان الاعتدال وضعفاه في الحديث. (7) يحيى بن أبي كثير: صالح بن المتوكل الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي المتوفى سنة (129). (8) أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني المتوفى سنة (94). (9) أبو صالح: السمان ذكوان الزيات المدني المتوفى سنة (101).

[ 337 ]

فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله سجود بلا ركوع ! فقال: نعم أتاني جبرئيل عليه السلام وقال لي: يا محمد إن الله عزوجل يحب عليا عليه السلام فسجدت ورفعت رأسي، فقال: إن الله يحب الحسن عليه السلام، فسجدت ورفعت رأسي، فقال لي: إن الله يحب الحسين عليه السلام، فسجدت ورفعت رأسي، فقال: إن الله يحب فاطمة عليها السلام، فسجدت ورفعت رأسي، فقال: إن الله يحب من أحبهم، فسجدت ورفعت رأسي (1). 4 - ابن شهر اشوب، قال في كتاب " المحاضرات " روى أبو هريرة أنه سجد رسول الله صلى الله عليه وآله خمس سجدات بلا ركوع، فقلنا له في ذلك، فقال: أتاني جبرئيل عليه السلام فقال: إن الله يحب عليا عليه السلام، فسجدت ورفعت رأسي، فقال: إن الله يحب الحسن والحسين فسجدت (2)، ثم قال: إن الله يحب فاطمة عليها السلام فسجدت (3)، ثم قال: إن الله يحب من أحبهم فسجدت (4). 5 - علي بن عيسى في " كشف الغمة " قال: نقلت من مسند أحمد بن حنبل (5)، عن عبد الرحمن بن عوف (6)، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه


(1) أخرجه في البحار ج 86 / 219 ح 36 - ومستدرك الوسائل ج 5 / 150 ح 2 عن الدر النظيم المخطوط. ولا يخفى على المتأمل ما في السند بين أبي هريرة وابن العباس، فإنه رواية أبي هريرة عن أبي صالح المتوفى سنة (101) بلا واسطة غير معقول فضلا مع الواسطة. (2) في المصدر: إن الله يحب الحسن فسجدت فرفعت رأسي، فقال: إن الله يحب الحسين فسجدت ورفعت رأسي. (3) الظاهر أن جملة " إن الله يحب فاطمة عليها السلام " مقدمة في العبارة على جملة " إن الله يحب الحسن عليه السلام " كما هي في المستدرك للعلامة النوري قدس سره راجع ج 1 / 358. (4) مناقب ابن شهر اشوب ج 3 / 326 - وعنه البحار ج 37 / 59 ح 28. (5) أحمد بن حنبل: أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الشيباني المروزي ثم البغدادي صاحب " المسند " توفي ببغداد سنة (241). (6) عبد الرحمن بن عوف: بن عبد عوف بن عبد الوارث الزهري المديني مات سنة (33) ه‍ وهو ابن (75) سنة.

[ 338 ]

وآله فأتبعته حتى دخل نخلا، فسجد وأطال السجود، حتى خفت أو خشيت أن يكون الله عزوجل قد توفاه وقبضه إليه، فجئت أنظر فرفع رأسه فقال: مالك عبد الرحمن ؟ فذكرت ذلك له، قال: فقال: إن جبرئيل عليه السلام قال لي: ألا أبشرك أن الله عزو جل يقول لك: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه، فسجدت لله شكرا (1).


(1) كشف الغمة: ج 1 / 28 - مسند أحمد بن حنبل ج 1 / 191 مثله. *

[ 339 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني (1) جميعا، عن القاسم بن محمد الاصبهاني (2)، عن سليمان بن داود المنقري (3)، عن حفص بن غياث (4)، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص إن من صبر صبر قليلا، وإن من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك، فإن الله عزوجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله، فأمره بالصبر والرفق فقال: (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرني والمكذبين أولي النعمة) (5) وقال تبارك وتعالى: (إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما


(1) علي بن محمد القاساني: بن مثيرة أبو الحسين الفقيه الامامي المحدث من ولد زياد مولى عبد الله بن عباس من آل خالد بن الازهر كان من أصحاب الجواد والهادي عليهما السلام. (2) القاسم بن محمد الاصفهاني: المعروف بكاسام أو كاسولا وعلى ما استظهر الاردبيلي في جامع الرواة هو متحد مع القاسم بن محمد القمي والقاسم محمد الجوهري وكان واقفيا من أصحاب الكاظم عليه السلام سكن بغداد وروى عن علي بن أبي حمزة البطائني. (3) سليمان بن داود المنقري: أبو أيوب الشاذكوني البصري أو الاصفهاني الحافظ المتوفى سنة (234). (4) حفص بن غياث: بن طلق بن معاوية أبو عمرو القاضي الكوفي النخعي روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام وتوفي سنة (194) بالكوفة. (5) المزمل: 10 - 11.

[ 340 ]

يلقاها إلا ذو حظ عظيم) (1). فصبر رسول الله صلى الله عليه وآله حتى نالوه بالعظائم، ورموه بها، فضاق صدره، فأنزل الله عزوجل (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) (2). ثم كذبوه ورموه، فحزن لذلك، فأنزل الله عزوجل (قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا) (3) فألزم النبي صلى الله عليه وآله نفسه الصبر، فتعدوا فذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه، فقال: قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضي، ولا صبر لي على ذكر إلهي، فأنزل الله عزوجل: (ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون) (4). فصبر النبي صلى الله عليه وآله في جميع أحواله، ثم بشر في عترته بالائمة عليهم السلام ووصفوا بالصبر فقال جل ثناؤه: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) (5) فعند ذلك قال صلى الله عليه وآله: الصبر من الايمان كالرأس من الجسد، فشكر الله عزوجل ذلك له فأنزل الله عزوجل: (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون) (6) فقال صلى الله عليه وآله: إنه بشرى وانتقام فأباح الله عزوجل له قتال المشركين، فأنزل الله: (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم


(1) فصلت: 34 - 35. (2) الحجر: 97. (3) الانعام: 33 - 34. (4) ق: 38 - 39. (5) السجدة: 24. (6) الاعراف: 137.

[ 341 ]

كل مرصد) (1) (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) (2) فقتلهم الله على يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وأحبائه، وجعل له ثواب صبره، مع ما ادخر له في الآخرة، فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتى يقر الله له عينه في أعدائه، مع ما يدخر له في الآخرة (3). 2 - ابن بابويه، عن أبيه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة (4)، عن حمدان بن سليمان (5)، عن نوح بن شعيب (6)، عن محمد بن إسماعيل (7)، عن صالح بن عقبة (8)، عن علقمة (9)، قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام في حديث له: ألم ينسبوه يعني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الكذب في قوله: إنه رسول من الله إليهم، حتى أنزل الله عزوجل: (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا) (10) (11)


(1) التوبة: 5. (2) البقرة: 191. (3) الكافي ج 2 / 88 ح 3 - وعنه البحار ج 71 / 60 ح 1 - والوسائل ج 11 / 207 ح 1 - والبرهان ج 2 / 105 ح 1 - وصدره في ج 2 / 358 وأخرجه في البرهان ج 1 / 523 ح 6 عن تفسير القمي ج 1 / 196. (4) علي بن محمد بن قتيبة: أبو الحسن القتيبي النيسابوري كان من تلامذة الفضل بن شاذان الخليل المتوفى سنة (260)، ورواية كتبه، والكشي في رجاله اعتمد عليه وقال الشيخ الطوسي في حقه: فاضل. (5) حمدان بن سليمان: بن عميرة أبو سعيد أو أبو الخير النيشابوري المعروف بالتاجر، عد من أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام. (6) نوح بن شعيب: مشترك بين رجلين: أحدهما مجهول وهو نوح بن شعيب الخراساني النيشابوري، والثاني هو نوح بن شعيب البغدادي عده الشيخ من أصحاب الجواد عليه السلام ونقل عن الفضل بن شاذان أنه كان فقيها عالما صالحا مرضيا. (7) محمد بن إسماعيل: بن بزيع أبو جعفر الكوفي مولى المنصور العباسي، عد من أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام. (8) صالح بن عقبة: بن قيس بن سمعان ابن أبي ربيحة روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام. (9) علقمة: بن قيس بن محمد الحضرمي من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام. (10) الانعام: 34. (11) أمالي الصدوق: 92 قطعة من ح 3 - وعنه البحار ج 70 / 3 - والبرهان ج 1 / 523 ح 7.

[ 342 ]

3 - وعنه بهذا الاسناد، عن علقمة، عن الصادق عليه السلام في حديث طويل: ألم ينسبوا نبينا محمدا صلى الله عليه وآله إلى أنه يوم بدر أخذ من المغنم قطيفة حمراء، حتى أظهره الله على القطيفة، وبرأ نبيه من الخيانة، وأنزل في كتابه: (وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) (1) (2). 4 - الطبرسي في " الاحتجاج " عن الامام موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام عن الحسين عليه السلام عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام، في حديثه مع اليهودي قال اليهودي: فهذا نوح عليه السلام صبر في ذات الله، وأعذر قومه إذ كذب، قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله صبر في ذات الله عزوجل، وأعذر قومه إذ كذب ورد وشرد وحصب بالحصبى، وعلاه أبو لهب بسلا ناقة (3) وشاة، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جابيل ملك الجبال: أن شق الجبال وانته إلى أمر محمد صلى الله عليه وآله، فأتاه فقال له: إني أمرت لك بالطاعة، فإن أمرت أطبقت (4) عليهم الجبال، فأهلكتهم بها. قال صلى الله عليه وآله: إنما بعثت رحمة، رب اهد قومي فإنهم لا يعلمون، ويحك يا يهودي إن نوحا لما شاهد غرق قومه رق عليهم رقة القرابة، وأظهر عليهم شفقة، فقال: (رب إن ابني من أهلي) (5) فقال تبارك وتعالى: (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) (6) أراد جل ذكره أن يسليه بذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله لما علنت من قومه المعاندة شهر عليهم


(1) آل عمران: 161. (2) أمالي الصدوق: 92 قطعة من حديث 3 وعنه البحار ج 70 / 3 والبرهان ج 1 / 324 ح 1. (3) السلى " بفتح السين المهملة واللام والالف المقصورة ": جلدة يكون ضمنها الولد في بطن أمه وإذا انقطع في البطن هلكت الام والولد. (4) في البحار: أن أطبق. (5) هود: 45. (6) هود: 46.

[ 343 ]

سيف النقمة، ولم تدركه فيهم رقة القرابة، ولم ينظر إليهم بعين مقة (1). 5 - وعن الفضيل بن عياض (2)، أن قريشا لما نالت من رسول الله صلى الله عليه وآله ما نالت من الاذى، أتى ملك فقال: يا محمد صلى الله عليه وآله أنا الموكل بالجبال، أرسلني الله إليك إن أحببت أن أطبق عليهم الاخشبين (3) فعلت، فقال صلى الله عليه وآله: لا إن قومي لا يعلمون (4). وقد تقدم في الباب الثاني عشر من ذلك الكثير. (1) الاحتجاج ج 1 / 212 - وعنه البحار ج 10 / 29 - وح 17 / 275 ونور الثقلين ج 2 / 367 - ح 135. (2) قد تقدم أن الصحيح أبو الفضل عياض وهو ابن موسى اليحصبي المتوفى سنة (544) مؤلف " الشفا في شرف المصطفى ". (3) الاخشبان: جبلان بمكة. (4) تقدم الخبر عن ابن شهر اشوب في الباب التاسع والثلاثين ح 5.


[ 345 ]

1 - صاحب كتاب " الصفوة " قال: كان أبو طالب عليه السلام يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وآله فلما أتت لرسول الله تسع وأربعون سنة، وثمانية أشهر، وأحد عشر يوما، مات عمه أبو طالب عليه السلام للنصف من شوال في السنة العاشرة من المبعث وهو إبن بضع وثمانين سنة، وتوفيت بعده خديجة بشهر وخمسة أيام، ويقال: بثلاثة أيام فحسب، وهي إبن خمس وستين سنة، وكانت قريش تكف بعض أذاها عن رسول الله صلى الله عليه وآله، حتى مات أبو طالب عليه السلام، فلما مات بالغوا في أذاه، فلما ماتت خديجة أقام بعدها ثلاثة أشهر، ثم خرج هو وزيد بن حارثة إلى الطائف، فأقام بها شهرا، ثم رجع إلى مكة في جوار المطعم بن عدي، وما زال يلقى الشدائد (1). 2 - ثم قال: أخبرنا هبة الله بن محمد، قال: أخبرنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا وهب بن جرير (2)، قال: حدثنا شعبة، عن أبي


(1) صفة الصفوة ج 1 / 104. (2) وهب بن جرير: بن حازم بن زيد أبو العباس الجهضمي البصري المتوفى سنة (207).

[ 346 ]

إسحاق (1)، عن عمرو بن ميمون (2)، عن عبد الله (3): ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله دعا على قريش غير يوم واحد، فإنه كان يصلي ورهط من قريش جلوس، وسلا جزور قريب منه، فقالوا: من يأخذ هذا السلا فيلقيه على ظهره ؟ قال: فقال عقبة بن أبي معيط: أنا، فأخذه فألقاه على ظهره، فلم يزل ساجدا حتى جاءت فاطمة عليهما السلام فأخذته عن ظهره، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أللهم عليك الملا من قريش، أللهم عليك بعتبة بن ربيعة، أللهم عليك بشيبة بن ربيعة، أللهم عليك بأبي جهل بن هشام، أللهم عليك بعقبة بن أبي معيط، أللهم عليك بأبي بن خلف، وأمية بن خلف. قال عبد الله: فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر جميعا، ثم سحبوا إلى القليب، غير أبي بن خلف، أو أمية، فإنه كان رجلا ضخما فتقطع. أخرجاه في الصحيحين (4). 3 - وعنه، أخبرنا عبد الاول بن عيسى، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن مظفر، قال: أخبرنا إبن أعين، قال: حدثنا الفربري، قال: حدثنا البخاري، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف (5)، قال: أخبرنا ابن وهب (6)، قال: أخبرني يونس (7)، عن ابن شهاب (8)، قال: أخبرني عروة (9): أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله حدثته أنها قالت للنبي صلى الله عليه


(1) أبو إسحاق: هو عمرو بن عبد الله السبيعي المتقدم ذكره المتوفى سنة (127). (2) عمرو بن ميمون: أبو عبد الله الاودي المذحجي اليماني نزيل الكوفة المتوفى سنة (75). (3) عبد الله: أينما ذكر اسم " عبد الله " فهو عبد الله بن مسعود، وهذا اصطلاح عند محدثي العامة. (4) صفة الصفوة ج 1 / 105 وصحيح البخاري ج 5 / 57 - وصحيح مسلم ج 3 / 1418 و 1419. (5) عبد الله بن يوسف: أبو محمد التنيسي الدمشقي المتوفى سنة (218). (6) ابن وهب: عبد الله بن وهب بن مسلم أبو محمد المصري المتوفى (197) تقدم ذكره. (7) يونس: بن يزيد بن أبي نجاد أبو يزيد القرشي المتوفى سنة (159). (8) ابن شهاب: محمد بن مسلم الزهري المتوفى سنة (125) تقدم ذكره. (9) عروة: بن الزبير بن العوام الفقيه المدني المتوفى سنة (94) تقدمت ترجمته.

[ 347 ]

وآله: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال صلى الله عليه وآله: لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على إبن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، ولم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب (1)، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبرئيل، فناداني: أن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال، لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم علي، ثم قال: يا محمد صلى الله عليه وآله ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الاخشبين، قال النبي صلى الله عليه وآله: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا. أخرجاه في الصحيحين (2). 4 - وعنه قال: أخبرنا ابن الحصين، قال: أخبرنا إبن المذهب، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا علي بن عبد الله (3)، وهو ابن المديني، قال: حدثنا الوليد بن مسلم (4)، قال: حدثني الاوزاعي (5)، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي (6)، قال: حدثني عروة بن زبير، قال: قلت لعبدالله بن عمرو بن العاص (7)، أخبرني بأشد شئ صنعه


(1) قرن الثعالب: موضع على مرحلتين من مكة المكرمة وهو ميقات أهل نجد واصل القرن كل جبل صغير ينقطع من جبل كبير. (2) صفة الصفوة ج 1 / 106 - وصحيح البخاري ج 4 / 139 - وصحيح مسلم ج 3 / 1420 ح 111. (3) علي بن عبد الله ابن المديني: بن جعفر بن نجيح أبو الحسن المتوفى سنة (234). (4) الوليد بن مسلم: أبو العباس الاموي الدمشقي المتوفى سنة (195). (5) الاوزاعي: عبد الرحمن بن عمرو الشامي المتوفى سنة (157). (6) محمد بن إبراهيم بن الحارث: بن خالد بن صخر التيمي القرشي المديني المتوفى سنة (120). (7) عبد الله بن عمرو بن العاص: بن وائل السهمي المتوفى سنة (65).

[ 348 ]

المشركون برسول الله، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله بفناء الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فأخذ منكب رسول الله صلى الله عليه وآله، ولوى ثوبه في عنقه، فخنقه به خنقا شديدا، وأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه، ودفعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: أتقتلون رجلا يقول: ربي الله وقد جائكم بالبينات من ربكم (1) ؟ ! 5 - وعنه، قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي طاهر، قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري (2)، قال: أخبرنا أبو عمر بن حيويه (3)، قال: أنبأنا أبو الحسن بن معروف (4)، قال: أنبأنا الحسين بن فهم (5)، قال: حدثنا محمد بن سعد الكاتب (6) قال: أنبأنا إسحاق بن يوسف الازرق (7)، قال: حدثنا القاسم بن عثمان البصري (8)، عن أنس بن مالك، قال: خرج عمر متقلدا بالسيف، فلقيه رجل (9) من بني زهرة، فقال أين تعمد يا عمر ؟ قال: أريد أن أقتل محمدا صلى الله عليه وآله، قال: وكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة، وقد قتلت محمدا ؟ فقال له عمر: ما أراك إلا وقد صبأت، وتركت دينك الذي


(1) صفة الصفوة ج 1 / 107 - روى أحمد بن محمد بن حنبل في المسند ج 1 / 204 مثله - والبخاري في صحيحه ج 5 / 58 باختلاف. (2) أبو محمد الجوهري: الحسن بن علي الشيرازي ثم البغدادي المقنعي المتوفى سنة (454) - تقدم ذكره بعنوان الحسن بن علي الجوهري. (3) أبو عمر بن حيوية: محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى بن معاذ بن حيوية البغدادي الخزاز المتوفى سنة (382). (4) أبو الحسن بن معروف: أحمد بن معروف بن بشر بن موسى الخشاب. (5) الحسين بن فهم: الحافظ الكبير محمد بن عبد الرحمن بن فهم بن محرز البغدادي ولد سنة (211) وتوفي سنة (289). (6) محمد بن سعد الكاتب: بن منيع البصري الحافظ كاتب الواقدي نزيل بغداد المتوفى سنة (230). (7) اسحاق بن يوسف الازرق: بن مرداس المخزومي أبو محمد الواسطي المتوفى سنة (195). (8) القاسم بن عثمان البصري: التابعي، ترجمه الذهبي في " ميزان الاعتدال " ونقل عن البخاري أن له أحاديث لا يتابع عليها. (9) الرجل هو نعيم بن عبد الله كما في سيرة ابن هشام.

[ 349 ]

أنت عليه، قال: أفلا أدلك على العجيب يا عمر، إن أختك وختنك (1) قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه، فمشى عمر ذامرا (2) حتى أتاهما، وعندهما رجل من المهاجرين يقال له: خباب (3)، فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت، فدخل عليهما، فقال: ما هذه الهينمة (4) التي سمعتها عندكم ؟ قال: وكانوا يقرأون " طه " فقالا: ما عدا (5) حديثا تحدثناه بيننا، قال: فلعلكما قد صبوتما، فقال له ختنه: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك، فوثب عمر على ختنه فوطئه وطئا شديدا، فجاءت أخته فدفعته عن زوجها، فنفحها (6) نفحة بيده فدمي وجهها (7)، فقالت وهي غضبي: يا عمر إن كان الحق في غير دينك أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فلما يئس عمر قال: أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه، وكان عمر يقرأ الكتب، فقالت أخته: إنك رجس ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل أو توضأ، فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب، فقرأ " طه " حتى انتهى إلى قوله: (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) (8). فقال عمر: دلوني على محمد صلى الله عليه وآله قال: فخرج، وكان النبي صلى الله عليه وآله على الصفا داخل الدار يوحى إليه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل


(1) الختن: الصهر، ويطلق على زوج البنت أو الاخت، وهو هنا سعيد بن زيد بن عمرو، زوج فاطمة بنت الخطاب. (2) الذامر: المتهدد. (3) خباب: بن الارت بن جندلة توفي سنة (37) ه‍. (4) الهينمة (بفتح الهاء والنون والميم وسكون الياء): الصوت الخفي. (5) ما عدا: ما تجاوز الامر. (6) نفحها: ضربها. (7) فدمي وجهها: تلوث وجهها بالدم. (8) طه: 1 - 14.

[ 350 ]

السيف، فقال: أما أنت منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك يعني من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة، أللهم هذا عمر بن الخطاب، أللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب فقال عمر: أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وآله، فأسلم، وقال: أخرج يا رسول الله صلى الله عليه وآله (1). قال مؤلف هذا الكتاب: أنظر ما ترويه العامة من مكابدة رسول الله صلى الله عليه وآله من المشركين الذين عمر في سلكهم ومن أحزابهم، وكيف فعل رسول الله صلى الله عليه وآله به بعد ما قال له ما قال صلى الله عليه وآله حتى أسلم. 6 - وعنه، قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي (2)، قال: حدثنا أبو عامر الازدي (3)، وأبو بكر الغورجي (4)، قالا: حدثنا أبو محمد الجراحي (5)، قال: حدثنا أبو العباس المحبوبي (6)، قال: حدثنا أبو عبد الله الترمذي، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن (7)، قال: أخبرني روح بن أسلم (8)، قال: أنبأنا ثابت (9)، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله


(1) صفة الصفوة: ج 1 / 269 وفيها زيادات تعرف بالمراجعة. (2) الكروخي: أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الهروي راوي " جامع الترمذي " حدث ببغداد ومكة المكرمة وعاش (86) سنة وتوفي سنة (548) تقدم ذكره. (3) أبو عامر الازدي: محمود بن القاسم بن القاضي أبي منصور محمد المهلبي الفقيه الشافعي الهروي من رواة جامع الترمذي، توفي سنة (487). (4) الغورجي: أبو بكر أحمد بن عبد الصمد الهروي من رواة " جامع الترمذي " والغورجي (بضم الغين المعجمة وسكون الواو وفتح الراء) نسبة إلى غورة وهي قرية من قرى هواة (اللباب). (5) الجراحي: أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن أبي الجراح المرزباني المروزي الهروي من رواة " جامع الترمذي " توفي سنة (412). (6) أبو العباس المحبوبي: محمد بن أحمد بن محبوب المروزي راوي " جامع الترمذي " عن مؤلفه، توفي سنة (346). (6) عبد الله بن عبد الرحمن: بن الفضل بن مهرام الحافظ الدارمي السمرقندي المتوفى سنة (255). (8) روح بن أسلم: الباهلي أبو حاتم البصري المتوفى سنة (200). (9) ثابت: بن أسلم أبو محمد البناني البصري توفي سنة (123) تقدم ذكره.

[ 351 ]

عليه وآله: لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت علي ثلاثون ما بين ليلة ويوم (1) مالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شئ يواريه إبط بلال (2).


(1) في جامع الترمذي: من بين يوم وليلة. (2) صفة الصفوة ج 1 / 438 - ورواه الترمذي في " الجامع " ج 4 / 645 ح 2472 - وأحمد بن حنبل في مسنده ج 3 / 120 و 286 مثله، وابن ماجة في سننه ج 1 / 54 ح 151 باختلاف.

[ 353 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن أبي البختري (1)، عن أبي عبد الله عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتطيب بالمسك حتى يرى وبيصه (2) في مفارقه (3). 2 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله ممسكة (4)، إذا هو توضأ أخذها بيده، وهي رطبة، فكان إذا خرج عرفوا أنه رسول الله صلى الله عليه وآله برائحته (5).


(1) أبو البختري: وهب بن وهب بن عبد الله بن زمعة بن الاسود بن المطلب بن عبد العزى روى عن الصادق عليه السلام ولكن أرباب الرجال ضعفوه بل كذبوه وروى عن الرضا عليه السلام أنه قال في حقه: " قد كذب على الله وملائكته ورسله ". (2) الوبيص (بفتح الواو) البريق، قال في النهاية: وبص الشئ يبص وبيصا ومنه الحديث: " رأيت وبيص الطيب في مفارق رسول الله صلى الله عليه وآله وهو محرم ". (3) الكافي ج 6 / 514 ح 2 - وعنه البحار ج 16 / 290 ح 150 - وفي الوسائل ج 1 / 445 ح 4 عنه وعن قرب الاسناد: 70 - وأخرجه في البحار ج 16 / 248 عن مكارم الاخلاق: 33 وفي ج 76 / 142 عن قرب الاسناد. (4) الممسكة (بفتح الميم الاولى وسكون الثانية وفتح السين المهملة): ظرف صغير يوضع فيه المسك. (5) الكافي ج 6 / 515 ح 3 وعنه البحار ج 16 / 290 ح 151. (*)

[ 354 ]

3 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن نوح بن شعيب، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: كان يرى وبيص المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وآله (1). 4 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن موسى بن الفرات، عن علي بن مطر (2)، عن السكن الخزاز، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: حق على كل محتلم (3) في كل جمعة أخذ شاربه وأظفاره، ومس الشئ من الطيب، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان يوم الجمعة وليس (4) عنده طيب، دعا ببعض خمر نسائه فبلها بالماء، ثم وضعها على وجهه صلى الله عليه وآله (5). 5 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن سليمان بن محمد الخثعمي، عن إسحاق الطويل العطار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله ينفق في الطيب أكثر مما ينفق في الطعام (6). 6 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن هلال (7)، عن عيسى بن عبد الله (8)، عن أبيه، عن جده، عن علي صلوات


(1) الكافي ج 6 / 515 ح 7 - وعنه البحار ج 16 / 290 ح 152 والوسائل ج 1 / 446 ح 6. (2) علي بن مطر: قال المامقاني في التنقيح: ليس له ذكر في كتب الرجال - وقال الوحيد: روى عنه صفوان بن يحيى وفيه شهادة على الوثاقة، ويؤيده رواية أحمد بن محمد بن عيسى عنه. (3) أي كل بالغ - وفي بعض النسخ: مسلم. (4) في المصدر: ولم يكن. (5) الكافي ج 6 / 511 ح 10 - وعنه الوسائل ج 5 / 50 ح 14 وص 54 ح 2 - وعن الخصال: 392 ح 91 - وأخرجه في البحار ج 76 / 142 ح 11. (6) الكافي ج 6 / 512 ح 18 - وعنه الوسائل ج 1 / 443 ح 1 - وأخرجه في البحار ج 16 / 248 عن مكارم الاخلاق: 34. (7) أحمد بن هلال: العبرتائي أبو جعفر ورد فيه ذموم من سيدنا الامام العسكري عليه السلام، ولد سنة (180) وتوفي سنة (267). (8) عيسى بن عبد الله: بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام.

[ 355 ]

الله عليه: أن النبي صلى الله عليه وآله كان لا يرد الطيب والحلواء (1). 7 - وعنه، عن حميد بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن يحيى بن المبارك (2)، عن عبد الله بن جبلة (3)، عن إسحاق بن عمار (4) عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أوتي بطيب يوم الفطر بدأ بنسائه (5). 8 - وعنه، عن علي بن محمد (6)، وغيره، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي (7)، عن مالك بن إسماعيل النهدي (8)، عن عبد السلام بن حارث، عن سالم بن أبي حفصة (9) العجلي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان في رسول الله ثلاثة لم تكن في أحد غيره: لم يكن له فئ، وكان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين إلى ثلثة إلا عرف أنه قد مر فيه لطيب عرفه (10)، وكان لا يمر بحجر ولا بشجر إلا سجد له (11).


(1) الكافي ج 6 / 513 ح 4 - وعنه الوسائل ج 1 / 444 ح 4. (2) يحيى بن المبارك: من أصحاب الرضا عليه السلام ويظهر من مكاتبته إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام وجوابه اعتباره عند الامام عليه السلام فارجع تعرف. (3) عبد الله بن جبلة: بن حيان بن أبجر الكناني الكوفي من أصحاب الكاظم عليه السلام وكان واقفيا وثقه أرباب الرجال مات سنة (219). (4) إسحاق بن عمار: أبو يعقوب الصيرفي الكوفي روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام وقيل: كان فطحيا ولكنه ثقة. (5) الكافي ج 4 / 170 ح 5. (6) علي بن محمد: بن أبي القاسم بندار وقد روى عنه الكليني وعلي بن إبراهيم. (7) محمد بن الوليد شباب الصيرفي: ضعفوه وريت عنه روايات في الحدود والديات وغيرها. (8) النهدي: مالك بن إسماعيل بن زياد بن درهم أبو غسان الكوفي كان من رجال العامة وليس في كتبنا ذكر منه - توفي سنة (219). (9) سالم بن أبي حفصة: أبو يونس الكوفي عد من أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم السلام. (10) العرف: الريح. (11) الكافي ج 1 / 442 ح 11 وعنه البحار ج 16 / 368 ح 79 وفي ص 249 عن مكارم الاخلاق ص 34.

[ 356 ]

9 - ابن شهر اشوب قال: أتت فاطمة عليها السلام بماء ورد، فسألت أم سلمة عن ذلك، فقالت: هذا عرق رسول الله صلى الله عليه وآله كنت أجده عند قيلولة النبي صلى الله عليه وآله عندي.