1 - ابن بابويه بإسناده عن الاصبغ بن نباتة، قال: قلت لامير المؤمنين عليه السلام: ما منعك من الخضاب ؟ وقد اختضب رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: أنتظر أشقاها أن يخضب لحيتي من دم رأسي بعهد معهود أخبرني به حبيبي (1). 2 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن خضاب الشعر، فقال: قد خضب النبي صلى الله عليه وآله، والحسين بن علي، وأبو جعفر عليهم السلام بالكتم (2) (3). 3 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: خضب النبي صلى الله عليه وآله، ولم يمنع عليا إلا قول رسول الله صلى الله عليه وآله تخضب هذه من هذه، وقد خضب الحسين، وأبو جعفر


(1) علل الشرائع: 173 ح 1 وعنه البحار ج 1 / 164 ح 1 والوسائل ج 1 / 401 ح 10 وفي ذيله " حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله ". (2) الكتم: (بفتح الكاف والتاء): نبت يخضب به الشعر ويصنع منه مداد للكتابة. (3) الكافي ج 6 / 481 ح 7 - وعنه الوسائل ج 1 / 406 ح 1.

[ 358 ]

عليهما السلام (1) 4 - ابن بابويه، بإسناده في " الفقيه " وسأل محمد بن مسلم أبا جعفر عليه السلام، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يختضب، وهذا شعره عندنا (2). 5 - وروي أنه كان عليه السلام في رأسه ولحيته سبع عشر شيبة (3). 6 - الشيخ في أماليه عن ابن مخلد قال: أخبرنا أبو عمرو (4) قال: حدثنا حماد بن سهل الثوري، قال: حدثنا أبو نعيم (5)، قال: حدثنا سفيان (6)، عن ربيعة (7) قال: سمعت أنسا يقول: ما كان في رأس رسول الله صلى الله عليه وآله ولحيته عشرون طاقة بيضاء (8). 7 - ومن طريق المخالفين صاحب كتاب " الصفوة " قال: حدثنا هبة الله بن أحمد، قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي (9)، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبو سلمة (10)، قال: حدثنا سليمان بن بلال (11)، قال:


(1) الكافي ج 6 / 481 ح 8 - وعنه البحار ج 41 / 165 ح 3 والوسائل ج 1 / 399 ح 1. (2) الفقيه: ج 1 / 122 ح 277 - وعنه الوسائل ج 1 / 400 ح 7 وأخرجه في البحار ج 76 / 103 عن مكارم الاخلاق: 84 (3) الفقيه ج 1 / 122 ح 278. (4) أبو عمرو: عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد المعروف بابن السماك البغدادي الدقاق مسند بغداد المتوفى سنة (344). (5) أبو نعيم: الفضل بن دكين الملائي الحافظ الكوفي المتوفى سنة (219). (6) سفيان: هو ابن سعيد الثوري المتقدم ذكره المتوفى سنة (161). (7) ربيعة: بن أبي عبد الرحمن فروخ أبو عثمان الفقيه المدني المعروف بربيعة الرأي المتوفى سنة (136) ه‍. (8) أمالي الطوسي ج 1 / 396 - وعنه البحار ج 16 / 192 ح 29. (9) الحسن بن علي التميمي: أبو علي الواعظ راوية المسند تقدم ذكره بعنوان ابن المذهب توفي سنة (444). (10) أبو سلمة: منصور بن سلمة الخزاعي البغدادي المتوفى بطرسوس سنة (207). (11) سليمان بن بلال: أبو أيوب مولى عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر توفي سنة =

[ 359 ]

حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك، أنه قال: ليس (1) في رأس رسول الله صلى الله عليه وآله، ولحيته عشرون شعرة بيضاء. أخرجاه في الصحيحين (2).


= (172). (1) في المصدر: توفي النبي صلى الله عليه وآله على رأس ستين ليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. (2) صفة الصفوة ج 1 / 151 - وصحيح البخاري ج 4 / 228 وج 7 / 207 - وصحيح مسلم ج 4 / 1824 ح 113 - وسنن الترمذي ج 5 / 592 ح 3623 - والموطأ ج 2 / 919 ومسند ابن حنبل ج 3 / 240.

[ 361 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن أبي عمير، عن سليم الفراء (1) عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكتحل بالاثمد (2) إذا أوى إلى فراشه وترا وترا (3). (2) وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن موسى بن القاسم (4) عن صفوان (5)، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يكتحل قبل أن ينام، أربعا في اليمنى، وثلاثا في اليسرى (6). 3 - وفي كتاب " طب الائمة " عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام،


(1) سليم الفراء الكوفي روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام وله كتاب يرويه عنه جماعة منهم ابن أبي عمير. (2) الاثمد (بكسر الهمزة والميم وبضمهما): حجر يكتحل به. (3) الكافي ج 6 / 493 ح 1 - وعنه الوسائل ج 1 / 411 ح 1 - وأخرجه في البحار ج 76 / 96 عن مكارم الاخلاق: 46. (4) موسى بن القاسم: بن معاوية بن وهب البجلي من أصحاب الرضا عليه السلام. (5) صفوان: هو ابن يحيى أبو محمد الكوفي البجلي المتوفى سنة (210) تقدم ذكره. (6) الكافي ج 6 / 495 ح 12 - وعنه الوسائل ج 1 / 413 ح 1.

[ 362 ]

قال: كان للنبي صلى الله عليه وآله مكحلة يكتحل في كل ليلة ثلاث مراود (1) في كل عين عند نومه (2).


(1) المراود: جمع المرود (بكسر الميم وسكون الراء وفتح الواو) أي الميل يكتحل به. (2) طب الائمة: 83 - وعنه البحار ج 76 / 95 ح 9 والوسائل ج 1 / 413 ح 6.

[ 363 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن عبيد بن يحيى الثوري العطار، عن محمد بن الحسين العلوي (1)، عن أبيه، عن جده علي عليه السلام، قال: لما أمر الله عزوجل رسوله بإظهار الاسلام، وظهر الوحي، رأى قلة المسلمين، وكثرة المشركين، فاهتم رسول الله صلى الله عليه وآله هما شديدا، فبعث الله إليه جبرائيل بسدر من سدرة المنتهى، فغسل به رأسه فجلى به همه (2). 2 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور (3)، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يطلي العانة، وما تحت الانثيين (4) في كل جمعة (5).


(1) محمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام المدني نزيل الكوفة المتوفى سنة (181) وله (67) سنة. (2) الكافي ج 6 / 505 ح 7 - وعنه الوسائل ج 1 / 385 ح 2. (3) حذيفة بن منصور: بن كثير أبو محمد بياع السابري الكوفي روى عن الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام وروى عنه ابن أبي عمير وهو دليل وثاقته. (4) في المصدر: الاليتين. (5) الكافي ج 6 / 507 ح 14 - وعنه الوسائل ج 5 / 56 ح 2.

[ 365 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من سنن (1) الانبياء السواك (2). 2 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، والحسين بن سعيد جميعا، عن القاسم بن عروة (3)، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: السواك من سنن النبيين (4) (5). 3 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى


(1) في الكافي والوسائل والبحار والمحاسن كلها: من أخلاق الانبياء السواك. (2) الكافي ج 6 / 495 ح 1 وعنه الوسائل ج 1 / 346 ح 3 وص 351 ح 30 عن المحاسن ج 2 / 560 ح 939 - وأخرجه في البحار ج 76 / 131 ح 25. (3) القاسم بن عروة: أبو محمد مولى أبي أيوب الخوزي المكي الذي كان من وزراء المنصور الدوانيقي، وابن عروة كان ممن روى عن الصادق عليه السلام. (4) في المصدر: السواك كان من سنن المرسلين. (5) الكافي ج 6 / 495 ح 2 - وعنه البحار ج 11 / 67 ح 20 - والوسائل ج 1 / 346 ح 5.

[ 366 ]

خشيت أن أدرد (1) أو أحفى (2). 4 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، جميعا عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوصاني جبرئيل بالسواك، حتى خفت على أسناني (3). 5 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال (4)، عن أبي جميلة، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله بالسواك والخلال والحجامة (5). 6 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نزل جبرئيل علي بالخلال (6). 7 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن وهب بن


(1) قال في تعليقات البحار: قال في النهاية: لزمت السواك حتى خشيت أن يدردني أي يذهب بأسناني - والدرد: سقوط الاسنان - ولعل المراد بالحفا رقة الاسنان - يقال: حفى الرجل حفا من باب علم أي رقت قدمه من كثرة المشي. (3) الكافي ج 6 / 495 ح 3 - وعنه الوسائل ج 1 / 347 ح 7 - وعن المحاسن 560 ح 940. وأخرجه في البحار ج 76 / 131 ح 26 عن المحاسن. (3) الكافي: ج 6 / 496 ح 8 وعنه الوسائل ج 1 / 348 ح 15، وفي ص 351 ح 32 والبحار ج 76 / 132 ح 28 عن المحاسن: 560 ح 942. (4) ابن فضال: يطلق على الحسن بن علي بن فضال، وعلي بن الحسن بن علي بن فضال وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال، ومحمد بن الحسن بن علي بن فضال. والمراد في الرواية الاول بقرينة المروي عنه. (5) الكافي ج 6 / 376 ح 2 - وعنه الوسائل ج 1 / 346 ح 6 - وعن الفقيه ج 1 / 52 ح 109 - والمحاسن ج 1 / 558 ح 925 - وفي ج 16 / 521 ح 3 عن الكافي والمحاسن، فأخرجه في البحار ج 66 / 439 ح 9 وج 76 / 130. (6) الكافي ج 6 / 376 ح 1 وعنه الوسائل ج 16 / 531 ح 2 وعن المحاسن ج 2 / 558 ح 926 - وأخرجه في البحار ج 66 / 439 ح 10 عن المحاسن.

[ 367 ]

عبد ربه (1)، قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يتخلل فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتخلل وهو يطيب الفم (2). 8 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن الدهقان (3)، عن درست، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يتخلل بكل ما أصاب ما خلا الخوص (4) والقصب (5). 9 - وفي كتاب " طب الائمة " لابني بسطام (6)، عن بعضهم عليهم السلام لا تخللوا بعود الريحان ولا بقضيب الرمان، فإنهما يفتتحان عرق الجذام، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يتخلل بكل ما أصاب ما خلا الخوص والقصب (7).


(1) وهب بن عبد ربه: بن أبي ميمونة بن يسار روى عن الباقر والصادق عليهما السلام. (2) الكافي ج 6 / 376 ح 3 - وعنه الوسائل ج 16 / 531 ح 1 والبحار ج 66 / 439 ح 12. (3) الدهقان: عبيدالله بن عبد الله الواسطي له كتاب، ضعفه أرباب الرجال. (4) الخوص: ورق النخل. (5) الكافي ج 6 / 377 ح 10 - وعنه الوسائل ج 16 / 434 ح 4 - وعن المحاسن ج 2 / 564 ح 965 - وأخرجه في البحار ج 66 / 441 ح 22 عن المحاسن. (6) طب الائمة لابني بسطام: أبي عتاب عبد الله والحسين ابني بسطام بن شابور الزيات. (7) مكارم الاخلاق 152 عن طب الائمة: وعنه البحار ج 66 / 436.

[ 369 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن أبي علي الاشعري (1)، عن محمد بن عبد الجبار، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إحتجم رسول الله صلى الله عليه وآله حجمة مولى لبني بياضة وأعطاه، ولو كان حراما ما أعطاه فلما فرغ قال له رسول الله صلى الله عليه وآله أين الدم، قال: شربته يا رسول الله، فقال عليه السلام: ما كان ينبغي لك أن تفعل، وقد جعله الله عزوجل لك حجابا من النار فلا تعد (2). 2 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حنان بن سدير (3)، قال: دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام، ومعنا فرقد الحجام (4)، فقال له: جعلت فداك إني أعمل عملا


(1) أبو على الاشعري: أحمد بن ادريس القمي المتوفى سنة (306) وقد سبق ذكره. (2) الكافي ج 5 / 116 ح 3 - وتقدم فيما قبل في باب تعظيم الناس له ح 3 أنه رواه الوسائل عن الكافي ج 12 / 72 ح 7 وعن التهذيب ج 6 / 355 ح 131 وعن الاستبصار ج 3 / 59 ح 3 - والفقيه ج 3 / 16 ح 3585 - وأخرجه في البحار ج 22 / 143 ح 130 عن الفقيه. (3) حنان بن سدير: بن الحكيم بن صهيب أبو الفضل الصيرفي الكوفي روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام وكان واقفيا ولكن وثقوه. (4) فرقد الحجام: أبو يزيد الكوفي من أصحاب الصادق عليه السلام.

[ 370 ]

وقد سألت عنه غير واحد ولا إثنين، فزعموا أنه عمل مكروه، وأنا أحب أن أسألك عنه فإن كان مكروها إنتهيت عنه، وعملت غيره من الاعمال، فإني منته في ذلك إلى قولك، قال: وما هو ؟ قال: حجام، قال عليه السلام: كل من كسبك يا ابن أخ، وتصدق وحج منه وتزوج، فإن نبي الله صلى الله عليه وآله قد احتجم، وأعطى الاجر، ولو كان حراما ما أعطاه قال: جعلني الله فداك إن لي تيسا (1) أكريه فما تقول في كسبه ؟ فقال عليه السلام: كل كسبه، فإنه لك حلال، فالناس يكرهونه، فقال حنان: قلت لاي شئ يكرهونه وهو حلال ؟ قال: قال: لتعيير الناس بعضهم بعضا (2). 3 - كتاب " طب الائمة " للحسين بن بسطام، عن محمد بن الحسين (3)، قال: حدثنا فضالة بن أيوب، عن إسماعيل (4)، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وآله وجعا إلا كان مفزعه إلى الحجامة. وقال أبو طيبة (5): حجمت رسول الله صلى الله عليه وآله، فأعطاني دينارا، وشربت دمه، فقال صلى الله عليه وآله: أشربته ؟ قلت: نعم قال: وما حملك على ذلك ؟ قلت: أتبرك به، قال صلى الله عليه وآله: أخذت أمانا من الاوجاع، والاسقام، والفقر، والفاقة، والله ما تمسك النار أبدا (6). 4 - وعنه، عن الزبير بن بكار (7)، قال: حدثنا عبد العزيز بن


(1) التيس (بفتح التاء وسكون الياء): الذكر من المعز إذا أتى عليه سنة. (2) الكافي ج 5 / 115 ح 2 - وصدره في الوسائل ج 12 / 72 ح 5 - وذيله في ص 77 ح 1 عنه وعن التهذيب ج 6 / 454 ح 130 - والاستبصار ج 3 / 58 ح 2. (3) محمد بن الحسين: بن أبي الخطاب الكوفي أبو جعفر الزيات توفي سنة (262) وقد تقدم. (4) إسماعيل: الظاهر أنه اسماعيل بن أبي زياد السكوني العامي المتقدم ذكره. (5) أبو طيبة (بفتح الطاء المهملة والياء المثناة التحتانية الساكنة ثم الباء الموحدة): كان من الصحابة اسمه نافع مولى محيصة بن مسعود الانصاري. (6) طب الائمة: 56 - وعنه البحار ج 62 / 119 ح 39. (7) الزبير بن بكار: أبو عبد الله الاسدي الزبيري قاضي مكة مؤلف كتاب النسب توفي سنة (256).

[ 371 ]

محمد (1)، عن محمد بن إسحاق بن عمار (2)، عن فضيل الرسان (3)، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من دواء الانبياء الحجامة (4). 5 - وعنه، عن الخضر بن محمد (5)، قال: حدثنا الجراذيني (6)، عن أبي محمد البردعيني (7)، قال: حدثنا صفوان (8)، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحتجم ثلاثا: واحدة في الرأس، يسميها المنقذة (9)، وواحدة في الكتفين يسميها النافعة، وواحدة بين الوركين يسميها المغيثة (10) (11). 6 - وعنه، عن أبي زكرياء يحيى بن آدم (12)، قال: حدثنا صفوان بن


(1) عبد العزيز بن محمد: بن عبيد المدني الدراوردي الخراساني المتوفى سنة (187) - وفي البحار: محمد بن عبد العزيز، وإن كان هو الصحيح فيحتمل أنه محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة المروزي المتوفى سنة (241). (2) محمد بن إسحاق بن عمار: الصيرفي الكوفي من خاصة الكاظم عليه السلام كما أفاد المفيد وقال في إرشاده: إنه من خاصة الكاظم عليه السلام، وثقاته، وأهل الورع والفقه من شيعته، وممن روى النص على الرضا عليه السلام. (3) فضيل الرسان: بن الزبير الكوفي الاسدي مولاهم من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام. (4) طب الائمة: 57 - وعنه البحار ج 62 / 120 ح 40 - ولكن الحديث فيه هكذا: من دواء الانبياء الحجامة، والنورة، والسعوط. (5) الخضر بن محمد: بن شجاع الجزري أبو مروان المتوفى سنة (221). (6) الجراذيني: أبو الحسن علي بن العباس الرازي. والجراذيني نسبة إلى قرية جراذين من قرى ري، والمترجم رمى بالغلو وضعفه أرباب الرجال وقالوا: له تصنيف يدل على خبثه وتهالك مذهبه. (7) في البحار: أبي محمد بن البردعي، وعلى أي نحو فما وجدت في كتب الرجال منه أثرا. (8) صفوان: بن مهران بن المغيرة الكوفي أبو محمد الجمال من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام. (9) في البحار: المتقدمة. (10) في المصدر: المعينة. (11) طب الائمة: 57 - وعنه البحار 62 / 120 ح 45. (12) أبو زكريا: يحيى بن آدم بن سليمان الكوفي الاحول المتوفى سنة (203).

[ 372 ]

يحيى بياع السابري، قال: حدثنا عبد الله بن بكير، عن شعيب العقرقوقي (1)، قال: حدثنا أبو إسحاق الازدي، عن أبي إسحاق السبيعي، عمن ذكره أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يغتسل من الحمام والحجامة، قال شعيب: فذكرته لابي عبد الله الصادق عليه السلام فقال: إن النبي صلى الله عليه وآله إذا إحتجم هاج به الدم وتبيغ إغتسل بالماء البارد، لتسكن عنه حرارة الدم، وأن أمير المؤمنين عليه السلام كان إذا دخل الحمام هاجت به الحرارة، صب عليه ماء باردا، فتسكن عنه الحرارة (2). 7 - وعنه، عن الحارث بن محمد بن الحارث، من ولد الحارث الاعور الهمداني، قال: حدثني سعيد بن محمد، عن أبي بصير قال (3) كان النبي صلى الله عليه وآله يحتجم في الاخدعين (4) فأتاه جبرئيل عن الله تبارك وتعالى بحجامة الكاهل (5).


(1) شعيب بن العقرقوقي: ابن أخت أبي بصير يحيى بن القاسم كان من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام. (2) طب الائمة: 58 - وعنه البحار ج 62 / 122 ح 48. (3) في المصدر: قال: قال أبو عبد الله عليه السلام - وكذا في البحار. (4) الاخدعان: عرقان في جانب العنق. (5) طب الائمة: 58 - وعنه البحار ج 62 / 122 ح 49.

[ 373 ]

1 - الشيخ في " أماليه " قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد، يعني المفيد، قال: حدثنا أبو الطيب الحسين بن محمد التمار (1)، قال: حدثنا محمد بن أشكاب (2)، قال: حدثنا مصعب بن المقدام بن شريح (3)، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا رأى ناشيا ترك كل شئ، وإن كان في صلاة، وقال: اللهم إني أعوذ بك من شر ما فيه وإن ذهب، حمد الله، وإن أمطر قال: اللهم اجعله ناشئا نافعا. الناشئ السحاب، والمخيلة أيضا السحابة (4). 2 - وعنه، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر البزاز (5)، قال: حدثنا أحمد بن عبيد العطاردي (6)، قال:


(1) أبو الطيب: الحسين بن علي بن محمد التمار النحوي سمع منه المفيد سنة (347) وهو ابن عشر سنين تقريبا، ترجمه السيوطي في بغية الوعاة. (2) ابن أشكاب: محمد بن الحسين بن إبراهيم العامري أبو جعفر البغدادي المتوفى سنة (261) ه‍. (3) مصعب بن المقدام: بن شريح بن هاني بن يزيد الحارثي الكوفي المتوفى سنة (203). (4) أمالي الطوسي ج 1 / 128 - وعنه البحار ج 16 / 221 ح 17. (5) أبو الحسين: محمد بن المظفر بن موسى بن علي البغدادي المتوفى سنة (379). (6) العطاردي: الظاهر أن عبيد مصحف - والصحيح أحمد بن عبد الجبار العطاردي الكوفي نزيل بغداد، ولد سنة (177) وتوفي سنة (272).

[ 374 ]

حدثنا بشر بن بكر (1) قال: حدثنا زياد بن المنذر، قال: حدثني أبو عبد الله مولى بني هاشم، قال: حدثنا أبو سعيد الخدري، قال: لما كان يوم أحد شج النبي صلى الله عليه وآله في وجهه، وكسرت رباعيته فقام صلى الله عليه وآله رافعا يديه، يقول: إن الله اشتد غضبه على اليهود، إذ قالوا: إن العزير ابن الله، واشتد غضبه على النصارى، إذ قالوا: المسيح ابن الله، وإن الله تعالى اشتد غضبه على من أراق دمي وآذاني في عترتي (2). 3 - المفيد في " أماليه " قال: أخبرنا محمد بن علي (3)، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن مروان (4)، عن زيد بن أبان بن عثمان (5)، عن أبي بصير، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، قال: لما حضر النبي صلى الله عليه وآله الوفاة، نزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا رسول الله هل لك في الرجوع ؟ قال: لا قد بلغت رسالات ربي، ثم قال له: تريد الرجوع إلى الدنيا ؟ قال: لا بل الرفيق الاعلى. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله للمسلمين، وهم مجتمعون حوله: يا أيها (6) الناس لا نبي بعدي، ولا سنة بعد سنتي، فمن إدعى ذلك فدعواه في النار، ومن إدعى ذلك فاقتلوه، ومن اتبعه فإنه في النار، أيها الناس أحيوا القصاص، وأحيوا الحق، ولا تفرقوا وأسلموا وسلموا تسلموا (كتب الله لاغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز (7) (8).


(1) بشر بن بكر: أبو عبد الله البجلي التنيسي المتوفى سنة (205). (2) أمالي الطوسي ج 1 / 141 - وعنه البحار ج 20 / 71 ح 8. (3) محمد بن علي: هو ابن بابويه الصدوق قدس سره تقدم ذكره. (4) محمد بن مروان الكلبي روى عن الباقر والصادق عليهما السلام وقد تقدم ذكره. (5) زيد بن أبان بن عثمان: المعروف الشائع رواية ابن مروان، عن أبان لا عن زيد بن أبان، والمظنون أن كلمة زيد زائدة وقعت من النساخ. (6) في المصدر: أيها. (7) المجادلة: 20. (8) أمالي المفيد: 53 ح 15 - وعنه البحار ج 22 / 475 ح 24. (*)

[ 375 ]

4 - الشيخ في " أماليه " قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد، قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن رياح القرشي إجازة، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد (1)، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهما السلام قال: إن أبا ذر وسلمان خرجا في طلب رسول الله صلى الله عليه وآله، فقيل لهما: إنه توجه إلى ناحية قبا، فاتبعاه فوجداه ساجدا تحت شجرة، فجلسا ينتظرانه حتى ظنا أنه نائم، فإذا هو باليقظان (2) فرفع رأسه إليهما، ثم قال: رأيت مكانكما، وسمعت مقالتكما، ولم أكن راقدا، إن الله بعث كل نبي قبلي إلى أمته بلسان قومه، وبعثني إلى كل أسود وأحمر بالعربية، وأعطاني في أمتي خمس خصال لم يعطها نبيا كان قبلي، نصرني بالرعب ليسمع بي القوم، وبيني وبينهم مسيرة شهر، فيؤمنون بي، وأحل لي المغنم، وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا، أينما كنت منها أتيمم من تربتها وأصلي عليها، وجعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها فأعطاهم ذلك في الدنيا وأعطاني مسألة فأخرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أمتي يوم القيامة، ففعل ذلك، وأعطاني جوامع العلم، ومفاتيح الكلام، ولم يعط ما أعطاني نبيا قبلي، فمسألتي بالغة إلى يوم القيامة لمن لقي الله لا يشرك به شيئا، مؤمنا بي، مواليا لوصيي، محبا لاهل بيتي (3). 5 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في سفره إذا هبط سبح، وإذا صعد كبر (4).


(1) أبو علي الحسن بن محمد: بن سماعة الكندي كان من أصحاب الكاظم عليه السلام ومن شيوخ الواقفية، وثقه أرباب الرجال. توفي سنة (263) ه‍. (2) في المصدر: فأهويا ليوقظاه. (3) أمالي الطوسي ج 1 / 56، وعنه البحار ج 16 / 316 ح 6 وعن بشارة المصطفى: 85. (4) الكافي ج 4 / 287 ح 2، وعنه الوسائل ج 8 / 285 ح 1 وعن الفقيه ج 2 / 273 ح 2420 =

[ 376 ]

6 - عنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن أبيه، أن أبا عبد الله عليه السلام سئل أكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقوت عياله قوتا معروفا ؟ قال: نعم إن النفس إذا عرفت قوتها قنعت، وينبت عليه اللحم (1). 7 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد (2)، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله كانت له ملحفة مورسة (3) يلبسها في أهله، حتى يردع (4) على جسده قال: وقال أبو جعفر عليه السلام: كنا نلبس المعصفر في البيت (5). 8 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن موسى بن جعفر البغدادي (6)، عن عبيدالله بن عبد الله (7)، عن واصل بن سليمان (8)، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان للنبي صلى الله عليه وآله خليط في الجاهلية، فلما بعث لقيه خليطه، فقال للنبي: جزاك الله من خليط خيرا، فقد كنت تواتي ولا تماري (9)، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: وأنت فجزاك


= وأخرجه في البحار ج 76 / 254 ح 49 عن أمان الاخطار: 101 نقلا عن ابن بابويه. (1) الكافي ج 4 / 12 ح 7. (2) جعفر بن محمد: بن عبيدالله الاشعري له كتاب روى عنه محمد البرقي وقد سبق ذكره. (3) ملحفة مورسة: مصبوغة بالورس (بفتح الواو وسكون الراء) نبات كالسمسم أصفر يصبغ به وتتخذ منه الغمرة أي الزعفران. (4) الردع: أثر الطيب في الجسد. (5) الكافي ج 6 / 448 ح 9 - وعنه الوسائل ج 3 / 358 ح 6. (6) موسى بن جعفر البغدادي: بن وهب أبو الحسن له كتاب نوادر ذكره النجاشي. (7) عبيدالله بن عبد الله: الدهقان الواسطي، له كتاب يرويه عنه محمد بن عيسى بن عبيد، وقد سبق بعنوان الدهقان. (8) واصل بن سليمان: أو سليم المنقري التابعي الامامي من أصحاب الصادق عليه السلام. (9) عن العلامة المجلسي في هامش الكافي المطبوع: قول خليط: " فقد كنت تؤاتي ولا تماري " كناية عن منعه رسول الله صلى الله عليه وآله من إظهار الدعوة، أي كنت توافق القوم ولا تجادلهم في دينهم، فكيف حالك فيما بدالك من مخالفتهم ومجادلتهم فيه، وقوله صلى الله عليه وآله في جوابه: " وأنت " إشارة إلى أنك كنت تؤاتيني ولا تجادلني فكيف صرت الآن تخالفني وتجادلني فيما

[ 377 ]

الله من خليط خيرا، فإنك لم تكن ترد ربحا، ولا تمسك ضرسا (1)، 9 - وعنه، عن أحمد بن محمد العاصمي (2)، عن محمد بن أحمد النهدي (3)، عن محمد بن علي (4)، عن شريف بن سابق (5)، عن الفضل بن أبي قرة (6)، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: أتت الموالي أمير المؤمنين عليه السلام، فقالوا: نشكوا إليك هؤلاء العرب، إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعطينا معها العطايا بالسوية، وزوج سلمان، وبلال، وصهيبا (7)، وأبوا علينا هؤلاء، وقالوا: لا نفعل، فذهب إليهم أمير المؤمنين عليه السلام، فكلمهم فيهم، فصاح الاعاريب: أبينا ذلك يا أبا الحسن، أبينا ذلك، فخرج، وهو مغضب يجر رداءه، وهو يقول: يا معشر الموالي إن هؤلاء قد صيروكم بمنزلة اليهود والنصارى، يتزوجون إليكم، ولا يزوجونكم، ولا يعطونكم مثل ما يأخذون، فاتجروا بارك الله، فإني سمعت رسول الله صلى


= أنا عليه، ولعل قوله صلى الله عليه وآله: " فإنك لم تكن ترد " رمز إلى دعوته إلى الاسلام، أي أنت لم تكن ترد ربحا فكيف صرت رادا إياه بالتخلف عما أنا عليه، فإن اختيار ما أنا عليه تجارة لن تبور وفيه ربح عظيم، وقوله صلى الله عليه وآله: " ولا تمسك ضرسا " تلويح إلى السخاء أي إنك لم تكن تبخل في اختيار ما هو خير لك فكيف صرت بخيلا على اختيار ما أنا عليه. (1) الكافي ج 5 / 308 ح 20، عنه البحار: 22 / 293 ح 3. (2) أحمد بن محمد العاصمي: بن عاصم أبو عبد الله الكوفي سكن بغداد وروى من شيوخ الكوفيين وروى عنه جمع من المشايخ منهم: ابن الجنيد، وابن داود، والكليني. (3) محمد بن أحمد النهدي: بن خاقان أبو جعفر القلانسي المعروف بحمدان الكوفي، له كتب روى عنه محمد بن يحيى العطار القمي. (4) محمد بن علي: أبو سمينة الصيرفي الكوفي. ضعفه النجاشي وابن الغضائري والفضل بن شاذان. (5) شريف: بن سابق التفليسي أبو محمد أصله كوفي انتقل إلى تفليس وصاحب الفضل بن أبي قرة السمندي، له كتاب روى عنه أحمد بن محمد البرقي بواسطة أبيه. (6) الفضل بن أبي قرة: التميمي أبو محمد السمندي الاذربيجاني أصله كوفي ثم انتقل إلى تفليس من بلاد الارامنة، روى عن الصادق عليه السلام، وله كتاب يرويه جماعة. (7) صهيب: بن سنان بن مالك صحابي، وكان من أرمى العرب سهما شهد المشاهد، وكان يعرف بصهيب الرومي، توفي سنة (38) بالمدينة.

[ 378 ]

الله عليه وآله يقول: الرزق عشرة أجزاء، تسعة أجزاء في التجارة (1). 10 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يستحب إذا دخل وإذا خرج في الشتاء أن يكون ذلك في ليلة الجمعة. وقال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله اختار من كل شئ شيئا، فاختار من الايام يوم الجمعة (2). 11 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة (3)، عن زرارة، عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي (4)، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقسم صدقة أهل البوادي في أهل البوادي، وصدقة أهل الحضر في أهل الحضر، ولا يقسمها بينهم بالسوية، إنما يقسمها على قدر ما يحضرها منهم، وما يرى، وليس في ذلك شئ مؤقت (5). 12 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عنبسة بن مصعب (6)، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: أتي النبي


(1) الكافي ج 5 / 318 ح 59 - وعنه الوسائل ج 14 / 46 ح 4 وذيله في ج 12 / 5 ح 12 - عنه وعن الفقيه ج 3 / 192 ح 3722. (2) الكافي ج 3 / 413 ح 3. (3) عمر بن أذينة: تقدم بعنوان ابن أذينة عمر بن محمد بن عبد الرحمن البصري، روى عن الصادق عليه السلام بالمكاتبة. (4) عبد الكريم بن عتبة الهاشمي: من أصحاب الكاظم عليه السلام وروى عن الصادق عليه السلام، وثقه أرباب الرجال. (5) الكافي ج 3 / 554 ح 8 - وعنه البحار ج 7 / 215 - وعن الاحتجاج ج 2 / 364 - وفي الوسائل ج 6 / 184 عن التهذيب ج 4 / 103 ح 292 - وج 6 / 148 والفقيه ج 2 / 31 ح 1619 - وأخرجه في البحار ج 96 / 78 ح 4. (6) عنبسة بن مصعب: العجلي من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام، ناووسي.

[ 379 ]

صلى الله عليه وآله بشئ، فقسمه، فلم يسع أهل الصفة جميعا، فخص به أناسا منهم، فخاف رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون قد دخل قلوب الآخرين شئ فخرج إليهم فقال: معذرة إلى الله وإليكم يا أهل الصفة، إنا أوتينا بشئ فأردنا أن نقسمه فيكم، فلم يسعكم فخصصنا به أناسا منكم، خشينا جزعهم وهلعهم (1). 13 - الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب " التمحيص " رفعه إلى أبي سعيد الخدري، إنه وضع يده على رسول الله وعليه حمى، فوجدها من فوق اللحاف، فقال: ما أشد ما عليك يا رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: إنا كذلك يشتد علينا البلاء، ويضعف لنا الاجر، قال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله أي الناس أشد بلاء ؟ قال: الانبياء، قال: ثم من ؟ قال: ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلي بالفقر حتى لا يجد إلا العبادة، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء (2). 14 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن أشد الناس بلاء الانبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الامثل فالامثل (3). 15 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام البلاء، وما يخص الله عزوجل به المؤمن، فقال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله من أشد الناس بلاء في الدنيا ؟ قال صلى الله عليه وآله: النبيون، ثم الامثل فالامثل، ويبتلي المؤمن على قدر إيمانه وحسن


(1) الكافي ج 3 / 550 ح 5 - وعنه البحار ج 16 / 269 ح 81 - والوسائل ج 6 / 184 ح 2. (2) التمحيص: 34 ح 23 - وعنه البحار ج 16 / 275 ح 110، ومستدرك الوسائل ج 2 / 435 ح 15 ط الجديد. (3) الكافي ج 2 / 252 ح 1 - وعنه البحار ج 67 / 200 ح 3 - والوسائل ج 1 / 902 ح 5. وأخرجه في البحار ج 11 / 69 ح 29 عن أمالي الطوسي ج 2 / 273 وفي ج 67 / 231 ح 45 و 46 عن قصص الانبياء: 278 ح 339.

[ 380 ]

أعماله، فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه، وذلك أن الله تعالى لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن، ولا عقوبة لكافر (1)، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه. 16 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل (3)، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: أشد الناس بلاء الانبياء، ثم الاوصياء، ثم الاماثل فالاماثل (4). 17 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن عبد الله، عن نوح بن شعيب، عن أبي داود المسترق (5)، رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: دعي النبي صلى الله عليه وآله إلى طعام، فلما دخل منزل الرجل، نظر إلى دجاجة، فوق حائط قد باضت، فتقع البيضة عل وتد في حائط، فثبتت عليه، ولم تسقط، ولم تنكسر، فتعجب النبي صلى الله عليه وآله منها، فقال له الرجل: أعجبت من هذه البيضة ؟ فوالذي بعثك بالحق ما رزئت (6) شيئا قط، فنهض رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يأكل من طعامه شيئا، وقال: من لم يزرء فما لله فيه من حاجة (7). 18 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن


(1) ليس في الكافي جملة: " وذلك أن الله تعالى لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر ". (2) الكافي ج 2 / 252 ح 2 - وعنه الوسائل ج 2 / 906 ح 1 - وفي البحار ج 67 / 207 ح 6 عنه وعن التمحيص: 39 ح 39. (3) محمد بن إسماعيل: من شيوخ الكليني والكشي ومن تلامذة الفضل بن شاذان ومدحه الكاشاني صاحب الوافي في قوله: محمد بن إسماعيل النيسابوري الذي يروي عنه أبو عمرو الكشي أيضا عن الفضل بن شاذان ويصدر به السند هو أبو الحسن المتكلم الفاضل المتقدم البارع المحدث تلميذ الفضل بن شاذان والخصيص به. (4) الكافي ج 2 / 252 ح 4 - وعنه الوسائل ج 2 / 907 ح 6. (5) أبو داود المسترق: سليمان بن سفيان بن السمط الكوفي المتوفى سنة (231). (6) ما رزئت (على البناء للمجهول) أي ما نقصت. (7) الكافي ج 2 / 256 ح 20 - وعنه البحار ج 67 / 214 ح 21.

[ 381 ]

سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن في كتاب علي عليه السلام أن أشد الناس بلاءا النبيون، ثم الوصيون، ثم الامثل فالامثل، وإنما يبتلي المؤمن على قدر أعماله الحسنة، فمن صح دينه، وحسن عمله، اشتد بلاؤه، وذلك أن الله عزوجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن، ولا عقوبة لكافر، ومن سخف دينه، وضعف عمله، قل بلاؤه، وإن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الارض (1). 19 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: جاء رجل موسر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، نقي الثوب، فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فجاء رجل معسر، درن الثوب، فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أخفت أن يمسك من فقره شئ ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يصيبه من غناك شئ ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يوسخ ثيابك ؟ قال: لا، قال: فما حملك على ما صنعت ؟ فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح، ويقبح لي كل حسن، وقد جعلت له نصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للمعسر: أتقبل ؟ قال: لا، فقال له الرجل: ولم ؟ قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك (2). 20 - وعنه، عنه علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا عن ابن محبوب، عن محمد بن النعمان الاحول (3)، عن سلام بن المستنير (4)، قال: كنت عند


(1) الكافي ج 2 / 259 ح 29 - وعنه البحار ج 67 / 222 ح 29 - وعن علل الشرائع: 44 ح 1 وجامع الاخبار: 113 - وفي الوسائل ج 2 / 907 ح 8 عن الكافي والعلل. (2) الكافي ج 2 / 262 ح 11 وعنه البحار ج 22 / 130 ح 108. (3) محمد بن النعمان الاحول: محمد بن علي بن النعمان الاحول أبو جعفر الكوفي الصيرفي الملقب بمؤمن الطاق لان دكانه كان في طاق المحامل بالكوفة روى عن السجاد والباقر والصادق عليهم السلام. (4) سلام ين المستنير: الجعفي الكوفي كان من أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم السلام.

[ 382 ]

أبي جعفر عليه السلام، فدخل عليه حمران بن أعين (1)، وسأله عن أشياء، فلما هم حمران بالقيام، قال لابي جعفر عليه السلام: أخبرك أطال الله تعالى بقاءك لنا، وأمتعنا بك: إنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا، وتسلو أنفسنا عن الدنيا، ويهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الاموال، ثم نخرج من عندك، فإذا صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدنيا، قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: إنما هي القلوب، مرة تصعب ومرة تسهل. ثم قال أبو جعفر عليه السلام: أما إن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وآله نخاف علينا النفاق، قال: فقال: ولم تخافون ذلك ؟ قالوا: إذا كنا عندك فذكرتنا ورغبتنا، وجلنا، ونسينا الدنيا، وزهدنا حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار، ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك، ودخلنا هذه البيوت، وشممنا الاولاد، ورأينا العيال والاهل، يكاد أن نحول عن الحالة التي كنا عليها عندك، وحتى كأنا لم نكن على شئ، أفتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقا ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: كلا إن هذه خطوات الشيطان، فيرغبكم في الدنيا، والله لو تدومون على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها، لصافحتكم الملائكة، ومشيتم على الماء، ولولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله، لخلق الله خلقا حتى يذنبوا ثم يستغفروا الله فيغفر لهم، إن المؤمن مفتن تواب، أما سمعت قول الله عزوجل: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) (2) وقال: (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) (3) (4).


(1) حمران بن أعين: أبو الحسن من حواري الباقر والصادق عليهما السلام وتوفي في حياة الصادق عليه السلام. (2) البقرة: 222. (3) هود: 52. (4) الكافي ج 2 / 423 ح 1 - وعنه البحار ج 6 / 41 ح 78 - والبرهان ج 1 / 215 ح 7 - ورواه في تنبيه الخواطر ج 2 / 210.

[ 383 ]

21 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي (1)، عن معاوية بن وهب، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إنه ذكر لنا أن رجلا من الانصار مات وعليه ديناران دينا: فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وآله وقال: صلوا على صاحبكم، حتى ضمنها عنه بعض قرابته، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ذلك الحق. ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله إنما فعل ذلك ليتعظوا، وليرد بعضهم على بعض، ولئلا يستخفوا بالدين، وقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه دين، وقتل أمير المؤمنين عليه السلام وعليه دين، ومات الحسن عليه السلام وعليه دين، وقتل الحسين عليه السلام وعليه دين (2). 22 - وعنه، عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن عمرو بن سعيد (3)، عن علي بن عبد الله (4)، قال: سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام، يقول: لما قبض إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله جرت فيه ثلاث سنن: أما واحدة فإنه لما مات إنكسفت الشمس، فقال الناس: إنكسفت الشمس لفقد ابن رسول الله صلى الله عليه وآله فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يجريان بأمر الله، مطيعان لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإن


(1) يحيى الحلبي: بن عمران بن علي بن أبي شعبة، صحيح الحديث، روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام، كان كوفيا ولما كانت تجارته إلى حلب فقيل له الحلبي. وله كتاب. (2) الكافي ج 5 / 93 ح 2 - وعنه الوسائل ج 13 / 79 ح 9 وعن التهذيب ج 6 / 183 ح 3 - والفقيه ج 3 / 182 ح 3683 وعلل الشرائع: 59 ح 37 باختلاف. (3) عمرو بن سعيد: المدائني الساباطي، كان من الثقاة، روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، وله كتاب، ولكن الشيخ في التهذيب ج 3 باب صلاة الكسوف ح 329 روى الحديث عن عمرو بن عثمان عن علي بن عبد الله وهو عمرو بن عثمان الثقفي الخزاز أبو علي الكوفي. نقي الحديث صحيح الحكايات. (4) علي بن عبد الله: البجلي من أصحاب الكاظم عليه السلام.

[ 384 ]

انكسفتا، أو واحدة منهما فصلوا. ثم نزل عن المنبر فصلى بالناس صلاة الكسوف، فلما سلم قال: يا علي قم فجهز إبني، فقام علي عليه السلام، فغسل إبراهيم وحنطه وكفنه ثم خرج به، ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى انتهى إلى قبره، فقال الناس: إن رسول الله صلى الله عليه وآله نسي أن يصلي على إبراهيم لما دخله من الجزع عليه، فانتصب قائما ثم قال: أيها الناس أتاني جبرئيل بما قلتم: زعمتم أني نسيت أن أصلي علي إبني لما دخلني من الجزع، ألا وإنه ليس كما ظننتم، ولكن اللطيف الخبير فرض عليكم خمس صلوات، وجعل لموتاكم من كل صلاة تكبيرة، وأمرني أن لا أصلي إلا على من صلى. ثم قال: يا علي إنزل فالحد إبني، فنزل فألحد إبراهيم في لحده، فقال الناس: إنه لا ينبغي لاحد أن ينزل في قبر ولده إذ لم يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أيها الناس إنه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولادكم، ولكني لست آمن إذا حل أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان، فيدخله عند ذلك من الجزع ما يحبط أجره، ثم انصرف صلى الله عليه وآله (1). 23 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن سالم (2)، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: هل يكره الجماع في وقت من الاوقات وإن كان حلالا ؟ قال: نعم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن مغيب الشمس إلى مغيب الشفق، وفي اليوم الذي تنكسف فيه الشمس، وفي الليلة التي ينخسف فيها القمر، وفي الليلة واليوم اللذين تكون فيهما الريح السوداء، أو الريح الحمراء، أو الريح الصفراء، واليوم والليلة اللذين تكون فيهما الزلزلة، ولقد بات رسول الله صلى


(1) الكافي ج 3 / 208 ح 7 - وعنه البحار ج 22 / 155 ح 13 - والوسائل ج 2 / 851 ح 4 وعن المحاسن: 313 ح 31 وأخرجه البحار ج 81 / 380 ح 36 عن المحاسن. (2) عبد الرحمن بن سالم: بن عبد الرحمن الاشل الكوفي العطار، روى عن الباقر والصادق عليهما السلام.

[ 385 ]

الله عليه وآله عند بعض أزواجه في ليلة إنكسف فيها القمر، فلم يكن منه في تلك الليلة ما كان يكون منه في غيرها حتى أصبح، فقالت له: يا رسول الله البغض كان هذا منك في هذه الليلة ؟ ! قال: لا، ولكن هذه الآية ظهرت في هذه الليلة، فكرهت أن أتلذذ وألهو فيها، فقد عير الله أقواما فقال عزوجل: (وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون) (1) ثم قال أبو جعفر عليه السلام: وأيم الله لا يجامع أحد في هذه الاوقات التي نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عنها، وقد انتهى إليه الخبر فيرزق ولدا، فيرى في ولده ذلك ما يحب (2). 24 - الشيخ في " أماليه " قال: أخبرنا إبن مخلد، قال ابن السماك (3): أخبرنا أحمد بن بشر المرثدي (4) قال: حدثنا موسى بن محمد بن حسان البصري (5)، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العزيز، عن عثمان بن أبي الكنان عن ابن أبي مليكة (6)، عن عائشة، قالت: لما مات إبراهيم بكى النبي صلى الله عليه وآله حتى جرت دموعه على لحيته، فقيل له: يا رسول الله صلى الله عليه وآله تنهى عن البكاء وأنت تبكي ؟ فقال صلى الله عليه وآله: ليس هذا بكاء: إنما هذا رحمة من الله، ومن لا يرحم لا يرحم (7).


(1) الطور: 44 - 45. (2) الكافي ج 5 / 498 ح 1 - وعنه الوسائل ج 14 / 88 ح 1 وعن المحاسن: 311 ح 26 وأخرجه في البحار ج 103 / 289 ح 28 عن المحاسن. (3) ابن السماك: أبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد بن يزيد الدقاق المتوفى سنة (344). (4) أحمد بن بشر المرثدي: بن سعد أبو علي المتوفى سنة (286). (5) موسى بن محمد بن حسان البصري أبوعمران المتوفى بعد سنة (230). (6) ابن أبي مليكة (بالتصغير): عبد الله بن عبيدالله المدني التابعي الفقيه المتوفى (117). (7) أمالي الطوسي ج 1 / 398 - وعنه البحار ج 22 / 151 ح 1 وج 82 / 76 ح 10، والوسائل ج 2 / 922 ح 8.

[ 387 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله حين تزوج ميمونة بنت الحرث أولم عليها وأطعم الناس الحيس (1) (2). 2 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، والحسين بن محمد (3)، عن معلى بن محمد جميعا، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سمعته يقول: إن النجاشي (4) لما خطب لرسول الله صلى الله عليه وآله أم حبيبة (5) بنت أبي سفيان فزوجه دعا بطعام وقال: إن من سنن المرسلين الاطعام عند التزويج (6).


(1) الحيس (بفتح الحاء المهملة وسكون الياء): طعام مركب من التمر والسمن والسويق. (2) الكافي ج 5 / 368 ح 2 - وعنه البحار ج 22 / 190 ح 4 - وعن المحاسن ج 2 / 418 ح 185 - وفي الوسائل ج 14 / 65 ح 3 عنهما وعن التهذيب ج 7 / 409 ح 4 - وأخرجه في البحار ج 103 / 277 ح 43 عن المحاسن. (3) الحسين بن محمد: بن عامر بن عمران الاشعري القمي المتقدم ذكره. (4) النجاشي: أصحمة ملك الحبشة المتوفى سنة (9) ه‍ تقدم ذكره. (5) أم حبيبة: رملة بنت أبي سفيان بن حرب توفيت سنة (42) أو بعدها. (6) الكافي ج 5 / 367 ح 1 - وعنه البحار ج 22 / 190 ح 3 - وعن المحاسن ج 2 / 418 ح 184 - وفي الوسائل ج 14 / 64 ح 1 عنهما وعن التهذيب ج 7 / 409 ح 5 - وأخرجه في البحار ج 103 / 277 ح 42 عن المحاسن.

[ 389 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من أخلاق الانبياء حب النساء (1). 2 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد، قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام، يقول: ثلاث من سنن المرسلين: العطر، وإحفاء الشعر، وكثرة الطروقة (2). 3 - وعنه، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن سكين النخعي، وكان تعبد، وترك النساء، والطيب، والطعام، فكتب إلى أبي عبد الله عليه السلام يسأله عن ذلك، فكتب إليه: أما قولك في النساء، فقد علمت ما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله من النساء، وأما قولك في الطعام، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل اللحم


(1) الكافي ج 5 / 320 ح 1 - وعنه الوسائل ج 14 / 9 ح 2 - وعن التهذيب ج 7 / 403 ح 19. (2) الكافي ج 5 / 320 ح 3 - وعنه الوسائل ج 1 / 414 ح 1، وفي ج 14 / 4 ح 7 عن الكافي والتهذيب ج 7 / 403 ح 20 - والفقيه ج 3 / 382 ح 4341.

[ 390 ]

والعسل (1). 4 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري (2)، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أحببت (3) من دنياكم إلا النساء والطيب (4). 5 - وعنه، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي (5)، عن حماد بن عثمان، عن عمر بن يزيد (6)، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قرة عيني في الصلاة، ولذتي في الدنيا النساء (7). 6 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن بكار بن كردم (8)، وغير واحد، عن أبى عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: جعل قرة عيني في الصلاة، ولذتي في النساء (9). 7 - وعنه، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود المسترق (10)، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن ثلاث


(1) الكافي ج 5 / 320 ح 4 - وعنه الوسائل ج 14 / 4 ح 8 وعن رجال الكشي: 316 ح 226 نحوه مفصلا. (2) حفص بن البختري: مولى كوفي بغدادي روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام وله كتاب. (3) في المصدر: ما أحب. (4) الكافي ج 5 / 321 ح 6 - وعنه الوسائل ج 1 / 441 ح 7 وج 14 / 10 ح 4. (5) الحسن بن علي: بن زياد أبو محمد الوشاء الكوفي من أصحاب الرضا عليه السلام تقدم ذكره. (6) عمر بن يزيد: عمر بن محمد بن يزيد أبو الأسود بياع السابري الكوفي روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام. (7) الكافي ج 5 / 321 ح 9 - وعنه الوسائل ج 14 / 9 ح 3. (8) بكار بن كردم: الكوفي عده الشيخ من أصحاب الصادق عليه السلام. (9) الكافي ج 5 / 321 ح 7 - وعنه الوسائل ج 14 / 10 ح 5. (10) أبو داود المسترق: سليمان بن سفيان المنشد الكوفي المتوفى سنة (231) ه‍.

[ 391 ]

نسوة أتين رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالت إحداهن: إن زوجي لا يأكل اللحم، وقالت الاخرى: إن زوجي لا يشم الطيب، وقالت الاخرى: إن زوجي لا يقرب النساء، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله يجر ردائه حتى صعد المنبر، وحمد الله وأثنى عليه (1) وقال صلى الله عليه وآله: ما بال أقوام من أصحابي لا يأكلون اللحم، ولا يشمون الطيب، ولا يأتون النساء ؟ أما إني آكل اللحم، وأشم الطيب، وآتي النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني (2).


(1) في المصدر: ثم. (2) الكافي ج 5 / 496 ح 5 - وعنه البحار ج 22 / 124 ح 94 - والوسائل ج 14 / 74 ح 2.

[ 393 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن علي بن حكم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله لحما (1) يحب اللحم (2). 2 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنا معاشر قريش قوم لحمون (3). 3 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الريان (4)، رفعه قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: لم كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب الذراع أكثر من حبه لسائر أعضاء الشاة ؟ فقال عليه السلام: لان آدم قرب قربانا عن الانبياء من ذريته، فسمى لكل


(1) اللحم (بفتح اللام وكسر الخاء): الشديد الشهوة إلى اللحم. (2) الكافي ج 6 / 309 ح 7 - وعنه الوسائل ج 17 / 22 ح 1 وعن المحاسن: 461 ح 412 - وأخرجه في البحار ج 66 / 61 ح 22 عن المحاسن. (3) الكافي ج 6 / 309 ح 9 - وعنه الوسائل ج 17 / 23 ح 5 - وعن المحاسن ج 2 / 461 ح 413 - وأخرجه في البحار ج 66 / 62 ح 23 عن المحاسن. (4) علي بن الريان: بن الصلت الاشعري القمي كان وكيلا للامام الهادي عليه السلام.

[ 394 ]

نبي من ذريته عضوا، وسمى لرسول الله صلى الله عليه وآله الذراع، فمن ثم كان صلى الله عليه وآله يحبها ويشتهيها ويفضلها (1). 4 - ورواه ابن بابويه في " العلل " قال: حدثنا محمد بن الحسن (2) رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد (3)، عن علي بن الريان، عن عبيدالله بن عبد الله الواسطي، عن واصل بن سليمان، أو عن درست، يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: لم كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب الذراع أكثر من حبه لسائر أعضاء الشاة ؟ وساق الحديث إلى آخره. ثم قال: وفي حديث آخر إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يحب الذراع لقربها من المرعى، وبعدها من المبال (4). 5 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبى جعفر عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعجبه الذراع (5). 6 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن قداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمت اليهودية النبي في ذراع، وكان النبي صلى الله عليه وآله يحب الذراع، والكتف، ويكره الورك لقربها من المبال (6).


(1) الكافي ج 6 / 315 ح 1 وعنه الوسائل ج 17 / 40 ح 3 - وعن المحاسن ج 2 / 470 ح 459 - وأخرجه في البحار ج 66 / 71 ح 62 عن المحاسن. (2) محمد بن الحسن: بن أحمد بن الوليد أبو جعفر نزيل قم المتوفى سنة (343) ه‍. (3) محمد بن أحمد: بن يحيى بن عمران الاشعري أبو جعفر القمي تقدم ذكره. (4) علل الشرائع: 134 ح 1 - وعنه البحار ج 16 / 286 ح 137 والوسائل ج 17 / 40 ح 3. (5) الكافي ج 6 / 315 ح 2 - وعنه البحار ج 16 / 287 ح 140 وفي الوسائل ج 17 / 39 ح 1 عنه وعن المحاسن: 470 ح 457 وأخرجه في البحار ج 66 / 70 ح 60 عن المحاسن. (6) الكافي ج 6 / 315 ح 3 - وعنه الوسائل ج 17 / 39 ح 2 - وعن بصائر الدرجات 503 ح 6 والمحاسن: 470 ح 457 - وأخرجه في البحار ج 17 / 405 ح 26 عن البصائر.

[ 395 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أكل مع القوم طعاما كان أول من يضع يده، وآخر من يرفعها ليأكل القوم (1). 2 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أكل مع القوم طعاما كان أول من يضع يده، وآخر من يرفعها ليأكل القوم (2). 3 - وعنه بإسناده عن سليمان بن الحفص (3)، عن علي بن جعفر (4)، عن أخيه، موسى أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أتاه الضيف، أكل


(1) الكافي ج 6 / 285 ح 1 وعنه الوسائل ج 16 / 461 ح 4. (2) الكافي ج 6 / 285 ح 2 - وعنه الوسائل ج 16 / 460 ح 1 وعن المحاسن ج 2 / 448 ح 349 وأخرجه في البحار ج 66 / 418 ح 27 عن المحاسن. (3) سليمان بن حفص: البصري، روى عن الصادق عليه السلام، واستظهر بعض أنه ابن جعفر بن سليمان الضبعي الذي توفي سنة (178) وكان من ثقات العامة، والله العالم. (4) علي بن جعفر الصادق عليه السلام: أبو الحسن من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام جلالة قدره أجل من أن يذكر، وقبره بقم مشهور.

[ 396 ]

معه، ولم يرفع يده من الخوان حتى يرفع الضيف يده (1). 4 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز (2)، عن رجل، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: أكلنا مع أبي عبد الله عليه السلام فأوتينا بقصعة من أرز، فجعلنا نعذر (3) فقال عليه السلام: ما صنعتم شيئا، إن أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا، قال عبد الرحمن: فرفعت كسحة المائدة (4)، فأكلت، فقال: نعم الآن، وأنشأ يحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله أهدي إليه قصعة أرز من ناحية الانصار، فدعا سلمان، والمقداد، وأبا ذر، رحمة الله عليهم، فجعلوا يعذرون، فقال لهم: ما صنعتم شيئا، أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا، فجعلوا يأكلون أكلا جيدا، ثم قال: أبو عبد الله عليه السلام: رحمهم الله، ورضي الله عنهم، وصلى عليهم (5). 5 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن محمد بن الفضيل، رفعه عنهم عليهم السلام قالوا: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا أكل لقم من بين عينيه، وإذا شرب سقى من على يمينه (6).


(1) الكافي ج 6 / 286 ح 4 - وعنه الوسائل ج 16 / 461 ح 3. (2) عمر بن عبد العزيز: بن أبي بشار البصري المعروف بزحل كان من محدثي القرن الثاني روى عنه محمد بن سنان المتوفى سنة (220) - تقدم ذكره. (3) عذر في الامر تعذيرا: قصر ولم يجتهد، وأعذر في الامر، بالغ فيه. (4) فرفعت كسحة المائدة: أكلت جيدا حتى أخذت ما يكسح ويسقط من المائدة. (5) الكافي ج 6 / 278 ح 2 - وعنه البحار ج 47 / 39 ح 45 - وفي الوسائل ج 16 / 437 ح 3 عنه وعن المحاسن وأخرجه في البحار ج 75 / 450 ح 9 عن المحاسن. (6) الكافي ج 6 / 299 ح 17 وعنه الوسائل ج 16 / 498 ح 1 - والبحار ج 66 / 351 ح 6 - وأخرجه في البحار ج 66 / 349 ح 7 - ومستدرك الوسائل ج 3 / 94 ح 1 - عن دعوات الراوندي: 137 ح 337.

[ 397 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن بسطام بن مرة الفارسي قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن يزيد الفارسي (1)، عن محمد بن معروف (2)، عن صالح بن رزين (3)، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: عليكم بالهريسة، فإنها تنشط للعبادة أربعين يوما، وهي من المائدة التي أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله (4). 2 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عن الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن نبيا من الانبياء شكى إلى الله عزوجل الضعف وقلة الجماع، فأمره بأكل الهريسة (5).


(1) عبد الرحمن: يحتمل أنه أبو الحسن الزهري الاصفهاني المتوفي سنة (255). (2) محمد بن معروف: الهلالي الخزاز عمر ولقى الصادق عليه السلام. (3) صالح بن رزين: الكوفي روى عن الصادق عليه السلام، وله كتاب رواه عنه الحسن بن محبوب. (4) الكافي ج 6 / 319 ح 2 - وعنه الوسائل ج 17 / 49 ح 1 - وعن المحاسن: 404 ح 104 - وأخرجه في البحار ج 66 / 86 ح 3 - عن المحاسن. (5) الكافي ج 6 / 319 ح 2 - وعنه الوسائل ج 17 / 49 ح 2 - والمحاسن: 403 ح 101 - وأخرجه في البحار ج 66 / 8 ح 1 عن المحاسن.

[ 398 ]

3 - وفي خبر آخر، رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن رسول الله شكى إلى ربه عزوجل وجع الظهر فأمره بأكل الحب باللحم يعني الهريسة (1). 4 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن منصور الصيقل (2)، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن الله تبارك وتعالى أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله هريسة من هرايس الجنة غرست في رياض الجنة، وفركها الحور العين، فأكلها رسول الله صلى الله عليه وآله، فزاد في قوته بضع أربعين رجلا، وذلك شئ أراد الله عزوجل أن يسر به نبيه محمدا صلى الله عليه وآله (3). 5 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن أبا بكر وعمر أتيا أم سلمة، فقالا لها: يا أم سلمة إنك قد كنت عند رجل قبل رسول الله، فكيف رسول الله صلى الله عليه وآله من ذاك في الخلوة، فقالت: ما هو إلا كسائر الرجال، ثم خرجا عنها، وأقبل النبي صلى الله عليه وآله فقامت إليه مبادرة فرقا (4) أن ينزل من السماء، فأخبرته الخبر، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله حتى تربد وجهه (5) والتوى عرق الغضب بين عينيه، وخرج وهو يجر ردائه حتى صعد المنبر، وبادرت الانصار بالسلاح، وأمر بخيلهم أن تحضر، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: يا أيها الناس ما بال أقوام يتبعون غيبي ويسألون عن عيبي ؟ والله إني لاكرمكم حسبا، وأطهركم مولدا، وأنصحكم لله في الغيب، ولا


(1) الكافي ج 6 / 320 ح 3 - وعنه الوسائل ج 17 / 50 ح 3 وعن المحاسن والبحار ج 66 / 86. (2) منصور: بن الوليد الصيقل أبو محمد الكوفي روى عن الباقر والصادق عليهما السلام. (3) الكافي ج 6 / 320 ح 4 - وعنه الوسائل ج 17 / 50 ح 4 وعن المحاسن ج 2 / 404 ح 105 - وأخرجه في البحار ج 66 / 86 ح 4 عن المحاسن. (4) الفرق (بالتحريك): الخوف والفزع يستوي فيه المذكر والمؤنث (5) تربد وجهه: تغير.

[ 399 ]

يسألني أحد منكم عن أبيه إلا أخبرته، فقام إليه رجل فقال: من أبي ؟ فقال: فلان الراعي، فقام إليه الآخر، فقال: من أبي ؟ فقال: غلامكم الاسود، فقام إليه الثالث، فقال: من أبي ؟ فقال: الذي تنسب إليه، فقالت الانصار: يا رسول الله صلى الله عليه وآله أعف عنا عفا الله عنك، فإن الله بعثك رحمة فاعف عنا عفا الله عنك، وكان النبي صلى الله عليه وآله إذا كلم إستحيا، وعزف وغض طرفه عن الناس حياء حين كلموه، فنزل فلما كان في السحر هبط عليه جبرئيل بصحفة من الجنة فيها هريسة، فقال: يا محمد هذه عملها لك الحور العين، فكلها أنت وعلي وذريتكما فإنه لا يصلح أن يأكلها غيركم، فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فأكلوا، وأعطي رسول الله صلى الله عليه وآله في المباضعة من تلك الاكلة قوة أربعين رجلا فكان إذا شاء غشى نساءه كلهن في ليلة واحدة (1).


(1) الكافي ج 5 / 565 ح 41 - تقدم في باب 43 ح 1.

[ 401 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان الكلبي (1)، قال: سمعت أبا جعفر، وأبا عبد الله عليهما السلام يقولان: ما على وجه الارض ثمرة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من الرمان، وكان والله إذا أكلها أحب أن لا يشركه فيها أحد (2). 2 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل الرطب بالخربز (3). 3 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل البطيخ بالتمر (4).


(1) عمر بن أبان الكلبي: أبو حفص مولى كوفي ثقة روى عن الصادق عليه السلام. (2) الكافي ج 6 / 354 ح 3 - وعنه الوسائل ج 16 / 525 ح 1 وعن المحاسن ج 2 / 541 ح 833 - وأخرجه في البحار ج 66 / 158 ح 21 عن المحاسن. (3) الكافي ج 6 / 361 ح 2 - وعنه البحار ج 16 / 268 ح 73 وفي الوسائل ج 17 / 138 ح 2 عنه وعن المحاسن: 557 ح 917. (4) الكافي ج 6 / 361 ح 3 - وعنه البحار ج 16 / 268 ح 74 - وفي الوسائل ج 17 / 137 ح 1. عنه وعن المحاسن: 557 ح 916.

[ 402 ]

4 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يعجبه الرطب بالخربز (1). 5 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن عبيدالله بن عبد الله الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الاول عليه السلام، قال: أكل النبي صلى الله عليه وآله البطيخ بالسكر، وأكل البطيخ بالرطب (2). 6 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحجال (3)، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل القثاء بالملح (4). 7 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وآله من البقول الحوك (5) (6). 8 - إبن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه،


(1) الكافي ج 6 / 361 ح 4 وعنه البحار ج 16 / 268 ح 75 - وفي الوسائل ج 17 / 138 ح 3 - عنه وعن المحاسن: 556 ح 915. (2) الكافي ج 6 / 361 ح 5 - وعنه البحار ج 16 / 268 ح 76 - وفي الوسائل ج 17 / 138 ح 4 - عنه وعن المحاسن: 557 ح 918 وأخرجه في البحار ج 66 / 193 ح 4 عن المحاسن ومكارم الاخلاق: 184 نحوه. (3) الحجال: عبد الله بن محمد الكوفي الاسدي مولاهم روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. (4) الكافي ج 6 / 373 ح 1 - وعنه الوسائل ج 17 / 166 ح 1 - وعن المحاسن / 558 ح 923 وأخرجه في البحار ج 66 / 252 ح 2 عن المحاسن ومكارم الاخلاق: 185. (5) الحوك: الباذروج والبقلة الحمقاء. (6) الكافي ج 6 / 364 ح 1 - وعنه البحار ج 16 / 268 ح 77 - والوسائل ج 17 / 147 ح 2 وأخرجه في البحار ج 66 / 214 ح 11 عن المحاسن: 514 ح 702.

[ 403 ]

عن وهب بن وهب، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عن علي عليهم السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رأى الفاكهة الجديدة قبلها ووضعها على عينيه وفمه، ثم قال: اللهم كما أريتنا في عافية أولها، فأرنا آخرها في عافية (1).


(1) أمالي الصدوق: 219 ح 6 تقدم في ص 281 ح 14، وله تخريجات ذكرناها هناك.

[ 405 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يعجبه الدباء ويلتقطه من الصحفة (1). 2 - وعنه، عن الحسين بن محمد، عن السياري (2)، رفعه، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يعجبه الدباء وكان يأمر نساءه إذا طبخن قدرا يكثرن فيها من الدباء وهو القرع (3). 3 - وعنه، بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يعجبه الدباء في القدور وهو القرع (4).


(1) الكافي ج 6 / 370 ح 2 - وعنه البحار ج 16 / 275 ح 109 - وفي الوسائل ج 17 / 161 ح 1 - عنه وعن المحاسن: 521 ح 71 - وأخرجه في البحار ج 66 / 226 ح 4 عن أمالي الطوسي ج 1 / 372 وعن المحاسن. (2) السياري: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سيار الكاتب البصري في عصر الامام العسكري عليه السلام. (3) الكافي ج 6 / 371 ح 6 - وعنه الوسائل ج 17 / 162 ح 6 - وعن المحاسن 521 ح 736 - وأخرجه في البحار ج 66 / 228 ح 14 عن المحاسن. (4) الكافي ج 6 / 370 ح 2 وعنه الوسائل ج 17 / 161 - ح 2 - وعن المحاسن: 521 ح 733 - وأخرجه في البحار ج 66 / 228 ح 11 - عن المحاسن باختلاف.

[ 407 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يعجبه العسل (1). 2 - عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن سكين، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يأكل العسل، ويقول: آيات من القرآن، ومضغ اللبان يذيب البلغم (2). وقد مضى في ذلك في الباب الثامن والخمسين.


(1) الكافي ج 6 / 332 ح 3 - وعنه الوسائل ج 17 / 73 ح 1 وعن المحاسن: 499 ح 617 - وأخرجه في البحار ج 66 / 290 ح 2 عن مكارم الاخلاق: 165. (2) الكافي ج 6 / 332 ح 4 وعنه الوسائل ج 17 / 73 ح 2 - والبحار ج 66 / 292 ح 12 وعن المحاسن: 499 ح 618.

[ 409 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن أحب الاصباغ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله الخل والزيت، وقال هو طعام الانبياء عليهم السلام (1). 2 - وعنه بهذا الاسناد، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما افتقر أهل بيت يأتدمون بالخل والزيت وذلك إدام (2) الانبياء (3). 3 - وعنه، بهذا الاسناد، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أحب الاصباغ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله الخل (4). 4 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الحميد الواسطي (5)، عن عجلان، قال: تعشيت مع أبي عبد الله


(1) الكافي ج 4 / 328 ح 6 تقدم الحديث وتخريجاته. (2) الادام (بكسر الهمزة) ما يجعل مع الخبز فيطيبه. (3) الكافي ج 6 / 328 ح 7 وعنه البحار ج 11 / 67 ح 19 - وفي الوسائل ج 17 / 63 ح 4 - عنه وعن المحاسن ج 2 / 482 ح 517 - وأخرجه في البحار ج 66 / 180 ح 6 عن المحاسن. (4) الكافي ج 6 / 329 ح 6 - وعنه البحار ج 16 / 267 ح 69 والوسائل ج 17 / 66 ح 3. (5) عبد الحميد الواسطي: من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام - وفي المصدر: عن عبيدة الواسطي وفي البحار: عن عبدة الواسطي.

[ 410 ]

عليه السلام بعد عتمة (1)، وكان يتعشى بعد عتمة، وأتي بخل وزيت ولحم بارد، فجعل ينتف اللحم فيطعمنيه، ويأكل هو الخل والزيت، ويدع اللحم، فقال: إن هذا طعامنا وطعام الانبياء عليهم السلام (2). 5 - وعنه، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أم سلمة رضي الله عنها، فقربت إليه كسرة، فقال صلى الله عليه وآله: هل عندك ادام ؟ فقالت: لا يا رسول الله صلى الله عليه وآله ما عندي إلا خل، فقال صلى الله عليه وآله: نعم الادام الخل، ما أفقر بيت فيه الخل (3).


(1) العتمة (بفتح العين والتاء والميم): الثلث الاول من الليل. (2) الكافي ج 6 / 328 ح 4 - وعنه البحار ج 47 / 41 ح 50 وفي الوسائل ج 17 / 63 ح 2 عن المحاسن ج 2 / 482 ح 518 - وأخرجه في البحار ج 66 / 180 ح 1 عن المحاسن. (3) الكافي ج 6 / 329 ح 1 تقدم الحديث مع تخريجاته في ص 229 ح 1.

[ 411 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أقروا الحار حتى يبرد، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قرب إليه طعام حار، فقال: أقروه حتى يبرد، ما كان الله عزوجل ليطعمنا النار، والبركة في البارد (1). 2 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن النبي صلى الله عليه وآله اتي بطعام حار جدا، فقال: ما كان الله عزوجل ليطعمنا النار، أقروه حتى يبرد ويمكن، فإنه طعام ممحوق البركة، وللشيطان فيه نصيب (2). 3 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إبن فضال، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: أتي النبي صلى الله عليه وآله بطعام حار، فقال: إن الله عزوجل لم يطعمنا النار، نحوه حتى


(1) الكافي ج 6 / 321 ح 1 - وعنه الوسائل ج 16 / 516 ح 4 وعن المحاسن: 406 ح 118، وأخرجه في البحار ج 66 / 401 ح 3 عن الخصال: 613 والمحاسن. (2) الكافي ج 6 / 322 ح 2 - وعنه البحار ج 16 / 267 ح 71 - وفي الوسائل ج 16 / 517 ح 5 - عنه وعن المحاسن: 406 ح 116 - وأخرجه في البحار ج 66 / 402 ح 9 عن المحاسن.

[ 412 ]

يبرد، فتركه حتى برد (1)


(1) الكافي ج 6 / 322 ح 4 - وعنه الوسائل ج 16 / 516 ح 2 - وعن المحاسن: 406 ح 115 - وأخرجه في البحار ج 66 / 402 ح 8 عن المحاسن.

[ 413 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه وعمرو بن إبراهيم (1) جميعا، عن خلف بن حماد (2)، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لدغت رسول الله صلى الله عليه وآله عقرب، فنفضها، وقال: لعنك الله فما يسلم منك مؤمن ولا كافر، ثم دعا بملح، فوضعه على موضع اللدغة، ثم عصره بأبهامه حتى ذاب، ثم قال: لو يعلم الناس ما في الملح ما احتاجوا معه إلى درياق (3) (4). 2 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن إبراهيم الكرخي (5)، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام،


(1) عمرو بن إبراهيم: الازدي الكوفي روى عن الصادق عليه السلام، له كتاب أخبر عنه أحمد بن خالد البرقي. (2) خلف بن حماد: بن ناشر بن المسيب الكوفي روى عن أبي الحسن الماضي عليه السلام وجماعة وروى عنه جماعة منهم محمد بن خالد البرقي. وحماد بن عثمان وغيرهما. (3) الدرياق (بكسر الدال): لغة في الترياق وهي دواء تدفع السموم. (4) الكافي ج 6 / 327 ح 10 وعنه البحار ج 16 / 291 ح 157 - وأخرجه في ج 66 / 395 ح 3 عن المحاسن: 590 ح 97. (5) ابراهيم الكرخي: بن أبي زياد أبو هشام البغدادي المشرقي، روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام. وروى أيضا عن أبي حمزة ومحمد بن مسلم وغيرهما وروى عنه ابن أبي عمير.

[ 414 ]

قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يشرب في الاقداح الشامية يجاء بها من الشام وتهدى إليه (1). 3 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن إبراهيم، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يعجبه أن يشرب في الاناء الشامي وكان يقول: هو أنظف آنيتكم (2).


(1) الكافي ج 6 / 385 ح 1 - وعنه البحار ج 16 / 268 ح 79 - والوسائل ج 1 / 1096 ح 1 - وفي ج 17 / 202 ح 1 عنه وعن المحاسن: 577 ح 40 بسند آخر - وأخرجه في البحار ج 66 / 468 ح 35 عن المحاسن. (2) الكافي ج 6 / 386 ح 8 - وعنه البحار ج 16 / 268 ح 80 - والوسائل ج 1 / 1096 ح 2 - وفي الوسائل أيضا ج 17 / 202 ح 2 عنه وعن المحاسن: 577 ح 38 - وأخرجه في البحار ج 66 / 468 - ح 33 عن المحاسن.

[ 415 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يلبس من القلانس (1) اليمنية والبيضاء والمصرية (2)، وذوات الاذنين في الحرب، وكانت عمامته السحاب (3)، وكان له برنس يتبرنس به (4). 2 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يلبس قلنسوة بيضاء مضربة، وكان يلبس في الحرب قلنسوة لها أذنان (5).


(1) في المصدر: يلبس القلانس. (2) في المصدر: والمضربة (3) قال الفيض قدس سره في الوافي: السحاب اسم لعمامة النبي صلى الله عليه وآله والبرنس قلنسوة طويلة وكان النساك يلبسونها في صدر الاسلام. (4) الكافي ج 6 / 461 ح 1 - وعنه البحار ج 16 / 121 ح 45 - والوسائل ج 3 / 380 ح 3. (5) الكافي ج 6 / 462 ح 2 - وعنه البحار ج 16 / 121 ح 46 - والوسائل ج 3 / 379 ح 2.

[ 417 ]

1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله من ورق (1) (2). 2 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، ومعاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله من ورق، قال: قلت له: كان له فص ؟ قال: لا (3). 3 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، قال: الفص مدور، وقال: هكذا كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله (4). 4 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن


(1) الورق (بفتح الواو وكسر الراء): الفضة. (2) الكافي ج 6 / 468 ح 1 - وعنه البحار ج 16 / 122 ح 47 - والوسائل ج 3 / 392 ح 2. (3) الكافي ج 6 / 468 ح 2 وعنه البحار ج 16 / 122 ح 48 والوسائل ج 3 / 393 ح 1. (4) الكافي ج 6 / 468 ح 4 - وعنه البحار ج 16 / 122 ح 49 - والوسائل ج 3 / 394 ح 1.

[ 418 ]

علي بن عطية (1) عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما تختم رسول الله صلى الله عليه وآله إلا يسيرا حتى تركه (2). 5 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام، أن النبي صلى الله عليه وآله كان يتختم في يمينه (3). 6 - وعنه، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، قال: كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وآله: محمد رسول الله، وكان نقش خاتم أمير المؤمنين عليه السلام: الله الملك، وكان نقش خاتم أبي عليه السلام: العزة لله (4). 7 - وعنه، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه، عن واصل بن سليمان، عن عبد الله بن سنان، قال: ذكرنا خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: تحب أن أريكه ؟ فقلت: نعم، فدعا بحق مختوم، ففتحه، فأخرجه في قطنة، فإذا حلقة فضة، وفيه فص أسود مكتوب عليه: سطران: محمد رسول الله، قال: ثم قال: إن فص النبي صلى الله عليه وآله أسود (5). 8 - وعنه، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن خالد (6)، عن أبي الحسن الثاني عليه السلام، قال: قلت له: إنا روينا في


(1) علي بن عطية: بن عبيد الفزاري الحناط الكوفي من أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام. (2) الكافي ج 6 / 469 ح 10 - وعنه البحار ج 16 / 123 ح 55 - والوسائل ج 3 / 392. (3) الكافي ج 6 / 469 ح 11 - وعنه البحار ج 16 / 122 ح 50 - والوسائل ج 3 / 397 ح 8. (4) الكافي ج 6 / 473 ح 1 - وعنه البحار ج 16 / 123 ح 56 وج 42 / 70 ح 24 وج 46 / 222 ح 9 - والوسائل ج 3 / 409 ح 1. (5) الكافي ج 6 / 474 ح 7 - وعنه البحار ج 16 / 122 ح 52 والوسائل ج 3 / 394 ح 2. (6) الحسين بن خالد: الصيرفي من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام وروى عنهما، وروى أيضا عن اسحاق بن عمار ومحمد بن حمزة وغيرهما، وروى عنه جماعة منهم محمد بن عيسى ومعلى بن محمد والبزنطي.

[ 419 ]

الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يستنجي وخاتمه في إصبعه، وكذلك كان يفعل أمير المؤمنين عليه السلام، وكان نقش خاتم رسول الله صلى الله عليه وآله: محمد رسول الله، قال: صدقوا، قلت: فينبغي لنا أن نفعل ؟ فقال: إن أولئك كانوا يتختمون في اليد اليمنى، وإنكم أنتم تتختمون في اليسرى، قال: فسكت، فقال: أفتدري ما كان نقش خاتم آدم ؟ فقلت: لا، فقال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وآله: محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، وخاتم أمير المؤمنين عليه السلام: الله الملك، وخاتم الحسن عليه السلام: العزة لله، وخاتم الحسين عليه السلام: إن الله بالغ أمره، وعلي بن الحسين عليه السلام خاتم أبيه، وأبو جعفر الاكبر عليه السلام خاتم جده الحسين عليه السلام، وخاتم جعفر عليه السلام: الله وليي وعصمتي من خلقه، وأبو الحسن الاول عليه السلام: حسبي الله، وأبو الحسن الثاني عليه السلام: ما شاء الله (1) لا قوة إلا بالله قال الحسين بن خالد: ومد يده إلي وقال: خاتمي خاتم أبي أيضا (2). 9 - وعنه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وقائمته فضة، وكان بين ذلك حلق من فضة، ولبست درع رسول الله صلى الله عليه وآله فكنت أسحبها (3) وفيها ثلاث حلقات:


(1) قال الفيض قدس سره في الوافي: ليس في بعض النسخ: (وأبو الحسن الثاني ما شاء الله) ولعله الاصح لمنافاته آخر الحديث بل كله يساق منه عليه السلام مساق التكلم إلا أن يحمل قوله: (خاتمي خاتم أبي أيضا) على أنه كان له خاتمان ورث أحدهما عن أبيه ويجعل في التكلم التفات إلى الغيبة. (2) الكافي ج 6 / 474 ح 8 - وصدره في الوسائل ج 1 / 233 ح 3 - وذيله في ج 3 / 410 ح 5 - وقطعات ذيله في البحار ج 16 / 124 ح 57 - وج 42 / 70 ح 25 - وج 43 / 258 ح 43 وج 49 / 2 ح 1 - وأخرجه في البحار ج 11 / 62 ح 1 عن عيون أخبار الرضا ج 2 / 54 ح 206 وأمالي الصدوق: 369 ح 5 مفصلا نحوه. (3) أسحبها: أجرها على وجه الارض.

[ 420 ]

فضة من بين يديها، وثنتان من خلفها (1). 10 - وعنه، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن مثنى، عن حاتم بن إسماعيل، عن أبي عبد الله عليه السلام، أن حلية سيف رسول الله صلى الله عليه وآله كلها كانت فضة قائمته وقباعه (2) (3).


(1) الكافي ج 6 / 475 ح 4 - وعنه البحار ج 16 / 123 ح 53. (2) القباع: قال الفيض في الوافي: قبيعة السيف كسفينة ما على طرف مقبضه من فضة أو حديد. وقال الجزري: كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله من فضة، هي التي تكون على رأس قائم السيف. وقيل: هي ما تحت شاربي السيف. (3) الكافي ج 6 / 475 ح 6 - وعنه البحار ج 16 / 123 ح 54. (*)

[ 421 ]

1 - محمد بن الحسن الصفار في " بصائر الدرجات " عن علي بن محمد بن سعد (1)، عن حمدان بن سليمان (2)، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع (3)، عن صباح المزني (4)، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: عرج بالنبي صلى الله عليه وآله مائة وعشرين مرة، ما من مرة إلا وقد أوصى الله النبي صلى الله عليه وآله بولاية علي عليه السلام والائمة من بعده أكثر مما أوصاه بالفرائض (5). 2 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال: ما تروي


(1) علي بن محمد بن سعد: الاشعري عده الشيخ في رجاله ممن لم يرو عنهم وروى عنه محمد بن الحسن بن الوليد، وقال المحقق الداماد: أنه من شيوخ الكليني وفي البحار: علي بن محمد بن سعيد. (2) حمدان بن سليمان: بن عميرة النيسابوري المعروف بالتاجر من أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام وعد ممن لم يرو عنهم عليهم السلام. (3) في المصدر والبحار: منيع بن الحجاج، ولم أقف على ترجمة له. (4) المزني: صباح بن يحيى أبو محمد الكوفي من أصحاب الصادق عليه السلام وروى عنه وعن أبيه الباقر عليهما السلام وله كتاب يرويه جماعة. (5) بصائر الدرجات: 79 ح 10 وعنه البحار ج 23 / 69 ح 4 وعن الخصال: 600 ح 3.

[ 422 ]

هذه الناصبة ؟ فقلت جعلت فداك فيماذا ؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم، فقلت: إنهم يقولون: إن أبي بن كعب رآه في النوم فقال: كذبوا والله (1) فإن دين الله عزوجل أعز من أن يرى في النوم. قال: فقال له سدير الصيرفي: جعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكرا، فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله عزوجل لما عرج بنبيه صلى الله عليه وآله سمواته السبع أما أوليهن فبارك عليه، والثانية علمه فرضه، فأنزل الله محملا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور، كانت محدقة بعرش الله تغشى أبصار الناظرين. أما واحد منها فأصفر، فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة، وواحد منها أحمر، ومن أجل ذلك احمرت الحمرة، وواحد منها أبيض، فمن أجل ذلك ابيض البياض، والباقي على عدد سائر الخلق من النور، فالالوان في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضة. ثم عرج به إلى السماء فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء، وخرت سجدا وقالت: سبوح قدوس، ما أشبه هذا النور بنور ربنا ! فقال جبرئيل: الله أكبر، الله أكبر. ثم فتحت أبواب السماء، واجتمعت الملائكة، فسلمت على النبي صلى الله عليه وآله أفواجا، وقالت: يا محمد كيف أخوك ؟ إذا نزلت فاقرأه السلام، قال النبي صلى الله عليه وآله: أفتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منا، وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا، وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا، يعنون في وقت كل صلاة، وإنا لنصلي عليك وعليه. ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور، لا يشبه الانوار (2) الاول


(1) ليس في المصدر: كلمة (والله). (2) في المصدر: النور.

[ 423 ]

وزادني حلقا وسلاسل، وعرج بي إلى السماء الثانية، فلما قربت من باب السماء الثانية، نفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجدا، وقالت: سبوح قدوس، رب الملائكة والروح، ما أشبه هذا النور بنور ربنا ! فقال جبرئيل: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فاجتمعت الملائكة، وقالت: يا جبرئيل من هذا معك ؟ قال: هذا محمد، قالوا: وقد بعث ؟ قال: نعم قال النبي صلى الله عليه وآله: فخرجوا إلي شبه المعانيق (1)، فسلموا علي، وقالوا: إقرأ أخاك السلام، قلت: أتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم القيامة علينا، وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا، يعنون في وقت الصلاة. قال: ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لا يشبه الانوار الاول، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة، فنفرت الملائكة وخرت سجدا، وقالت: سبوح قدوس، رب الملائكة والروح، ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا ؟ فقال جبرئيل: أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، فاجتمعت الملائكة وقالت: مرحبا بالاول، ومرحبا بالآخر، ومرحبا بالحاشر (2)، ومرحبا بالناشر (3)، محمد صلى الله عليه وآله خير النبيين، وعلي عليه السلام خير الوصيين. قال النبي صلى الله عليه وآله: ثم سلموا علي، وسألوني عن أخي، قلت: هو في الارض أفتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه، وقد نحج البيت المعمور كل سنة، وعليه رق أبيض فيه اسم محمد صلى الله عليه وآله، واسم علي عليه السلام، والحسن والحسين والائمة عليهم السلام، وشيعتهم إلى يوم القيامة، وإنا لنبارك عليهم كل يوم وليلة


(1) المعانيق: جمع المعناق وهو الفرس الجيد العنق، وفي الخبر: فانطلقنا إلى الناس معانيق أي مسرعين. (2) الحاشر: من ألقاب النبي صلى الله عليه وآله لمعانقته مع الحشر كما أثر عنه أنه قال: (أنا والساعة كهاتين) وأشار إلى السبابة والوسطى. (3) الناشر: من ألقاب أمير المؤمنين عليه السلام لانه ينشر ويفرق من أهل الجنة والنار.

[ 424 ]

خمسا، يعنون في وقت كل صلاة، ويمسحون رؤوسهم بأيديهم، قال: ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور، لا يشبه تلك الانوار الاول. ثم عرج بي حتى انتهيت إلى السماء الرابعة، فلم تقل الملائكة شيئا، وسمعت دويا كأنه في الصدور، فاجتمعت الملائكة، ففتحت أبواب السماء، وخرجت إلي شبه المعانيق، فقال جبرئيل عليه السلام: حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، فقالت الملائكة: صوتان مقرونان معروفان، فقال جبرئيل عليه السلام: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، فقالت الملائكة: هي لشيعته إلى يوم القيامة. ثم اجتمعت الملائكة، وقالت: كيف تركت أخاك ؟ فقلت لهم: أو تعرفونه ؟ قالوا: نعرفه وشيعته، وهم نور حول عرش الله، وإن في البيت المعمور لرقا من نور، فيه كتاب من نور، فيه اسم محمد وعلي والحسن والحسين والائمة عليهم السلام وشيعتهم إلى يوم القيامة، لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل، وإنه لميثاقنا وإنه ليقرأ علينا كل يوم جمعة. ثم قيل: إرفع رأسك يا محمد صلى الله عليه وآله، فرفعت رأسي فإذا أطباق السماء قد خرقت، والحجب قد رفعت، ثم قال لي: طأطأ رأسك انظر ما ترى، فطأطأت رأسي، فنظرت إلى بيت مثل بيتكم هذا، وحرم مثل حرم هذا البيت، لو ألقيت شيئا (1) بين يدي لم يقع إلا عليه، فقيل لي: يا محمد صلى الله عليه وآله إن هذا الحرم، وأنت الحرام، ولكل مثل مثال. ثم أوحى الله إلي: يا محمد صلى الله عليه وآله أدن من صاد، فاغسل مساجدك وطهرها، وصل لربك، فدنا رسول الله صلى الله عليه وآله من صاد (2)، وهو ماء يسيل من ساق العرش الايمن، فتلقى رسول الله صلى الله عليه وآله الماء بيده اليمنى، فمن أجل ذلك صار


(1) في المصدر: من. (2) صاد: ماء يسيل من ساق العرش.

[ 425 ]

الوضوء باليمنى (1). ثم أوحى الله عزوجل إليه أن أغسل وجهك، فإنك تنظر إلى عظمتي، ثم اغسل ذراعيك اليمنى واليسرى، فإنك تلقى بيدك كلامي، ثم امسح رأسك بفضل ما بقي في يديك من الماء، ورجليك إلى كعبيك، فإني أبارك عليك، وأوطئك موطئا لم يطأه أحد غيرك، فهذا علة الاذان والوضوء. ثم أوحى الله عزوجل إليه: يا محمد إستقبل الحجر الاسود، وكبرني على عدد حجبي، فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا، لان الحجب سبع، فافتتح عند انقطاع الحجب، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنة، والحجب متطابقة بينهن بحار النور، وذلك النور الذي أنزله الله تعالى على محمد، فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلاث مرات، لان افتتاح الحجب ثلاث مرات، فصار التكبير سبعا، والافتتاح ثلاثا، فلما فرغ من التكبير والافتتاح أوحى الله إليه: سم باسمي، فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة. ثم أوحى الله إليه: أن أحمدني، فلما قال: الحمد لله رب العالمين، قال النبي صلى الله عليه وآله في نفسه شكرا، فأوحى الله عزوجل إليه: قطعت حمدي، فسم باسمي، فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمن الرحيم مرتين، فلما بلغ ولا الضالين، قال النبي صلى الله عليه وآله: الحمد لله رب العالمين شكرا، فأوحى الله إليه قطعت ذكري، فسم باسمي، فمن ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة. ثم أوحى الله عزوجل إليه: إقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك وتعالى: * (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) * ثم أمسك عنه الوحي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الواحد الاحد الصمد، فأوحى الله إليه، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ثم أمسك عنه الوحي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كذلك الله ربنا، كذلك الله


(1) في المصدر: باليمين.

[ 426 ]

ربنا، فلما قال ذلك أوحى الله تعالى إليه: اركع لربك يا محمد، فركع، فأوحى الله إليه وهو راكع: قل: سبحان ربي العظيم، ففعل ذلك ثلاثا. ثم أوحى الله إليه: أن ارفع رأسك يا محمد، ففعل رسول الله، فقام منتصبا، فأوحى الله عزوجل إليه: أن اسجد لربك يا محمد، فخر رسول الله صلى الله عليه وآله ساجدا، فأوحى الله عزوجل إليه: قل: سبحان ربي الاعلى، ففعل صلى الله عليه وآله ذلك ثلاثا، ثم أوحى إليه: أن استو جالسا يا محمد، ففعل، فلما رفع رأسه من سجوده واستوى جالسا، نظر إلى عظمته تجلت له، فخر ساجدا من تلقاء نفسه، لا لامر أمر به، فسبح أيضا ثلاثا، فأوحى الله إليه: أن انتصب قائما، ففعل، فلم ير ما كان رأى من العظمة، فمن أجل ذلك صارت الصلاة ركعة وسجدتين. ثم أوحى الله عزوجل إليه: إقرأ بالحمد لله رب العالمين، فقرأها مثل ما قرأ أولا ثم أوحى الله إليه: إقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر، فإنها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة، وفعل في الركوع ما فعل في المرة الاولى، ثم سجد سجدة واحدة، فلما رفع رأسه تجلت له العظمة، فخر ساجدا من تلقاء نفسه، لا لامر أمر به فسبح أيضا. ثم أوحى الله إليه: إرفع رأسك يا محمد ثبتك الله، فلما ذهب ليقوم قيل: يا محمد إجلس، فجلس، فأوحى الله إليه: يا محمد إذا ما أنعمت عليك فسم باسمي، فألهم أن قال: بسم الله وبالله ولا إله إلا الله والاسماء الحسنى كلها لله. ثم أوحى الله: يا محمد صل على نفسك وعلى أهل بيتك، فقال: صلى الله علي وعلى أهل بيتي. ثم التفت فإذا بصفوف من الملائكة والمرسلين والنبيين، فقيل: يا محمد سلم عليهم، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فأوحى الله إليه: أن السلام والتحية والرحمة، والبركات أنت وذريتك.


[ 427 ]

ثم أوحى الله إليه: أن لا يلتفت يسارا، وأول آية سمعها بعد قل هو الله أحد، وإنا أنزلناه آية أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فمن أجل ذلك كان السلام واحدة تجاه القبلة، ومن أجل ذلك كان التكبير في السجود شكرا، وقوله: سمع الله لمن حمده، لان النبي صلى الله عليه وآله سمع ضجة الملائكة بالتسبيح والتحميد والتهليل، فمن أجل ذلك قال: سمع الله لمن حمده، ومن أجل ذلك صارت الركعتان الاوليان كلما أحدث فيهما حدث كان على صاحبهما إعادتهما، فهذا الفرض الاول في صلاة الزوال يعني صلاة الظهر (1). 3 - ومن طريق العامة ما رواه صاحب " الصفوة " قال: أخبرنا هبة الله بن محمد الشيباني، قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي، قال أخبرنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عفان (2)، قال: حدثنا همام بن يحيى، قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك: أن مالك بن صعصعة حدثه أن نبي الله صلى الله عليه وآله حدثهم عن ليلة أسري به، قال: بينما أنا في الحطيم، وربما قال قتادة: في الحجر، مضطجعا، إذ أتاني آت، فجعل يقول لصاحبه: الاوسط بين الثلاثة، قال: فأتاني وقعد. قال: فقد سمعت قتادة يقول: فشق ما بين هذه إلى هذه. قال قتادة: فقلت للجارود وهو إلي جنبي: ما يعنى به ؟ قال: من ثغرة نحره إلى شعرته، وقد سمعته يقول: من قصه إلى شعرته. قال: فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا وحكمة، فغسل قلبي، ثم حشي ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض.


(1) الكافي ج 3 / 482 ح 1 - وعنه البحار ج 18 / 354 ح 66 وعن علل الشرائع: 312 ح 1. (2) عفان: بن مسلم أبو عثمان الصفار البصري المتوفى سنة (219).

[ 428 ]

قال: فقال له الجارود: هو البراق يا أبا حمزة ؟ قال أنس: نعم يقع يضع خطوه عند أقصى طرفه. قال: فحملت عليه، فانطلق بي جبرئيل عليه السلام حتى أتى بي إلى السماء الدنيا فاستفتح، فقيل: من هذا ؟ قال: جبرئيل عليه السلام، قيل: ومن معك ؟ قال: محمد، قيل: أوقد أرسل إليه ؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به، فنعم المجئ جاء، قال: ففتح، فلما خلصت فإذا فيها آدم صلى الله عليه وآله، قال: هذا أبوك آدم، فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالابن الصالح، والنبي الصالح. ثم صعد حتى أتى بي إلى السماء الثانية فاستفتح، فقيل: من هذا ؟ قال: جبرئيل، قيل: ومن معك ؟ قال: محمد صلى الله عليه وآله، قيل: أوقد أرسل إليه ؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به، ونعم المجئ جاء، قال: ففتحت، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى، وهما إبنا الخالة، قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، قال: فسلمت عليهما، فردا السلام، ثم قالا: مرحبا بالاخ الصالح، والنبي الصالح. ثم صعد بي حتى أتى السماء الثالثة فاستفتح، فقيل: من هذا ؟ قال: جبرئيل، قيل: ومن معك ؟ قال: محمد صلى الله عليه وآله، قيل: أوقد أرسل إليه ؟ قال: نعم، مرحبا به، ونعم المجئ جاء، فقال: ففتح، فلما خلصت إذا يوسف عليه السلام، قال: هذا يوسف فسلم عليه، قال: فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالاخ الصالح، والنبي الصالح. ثم صعد حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح، فقيل: من هذا ؟ قال: جبرئيل، قيل: ومن معك ؟ قال: محمد، قيل: أوقد أرسل إليه ؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به، ونعم المجئ جاء، قال: ففتح، فلما خلصت إذا إدريس، قال: هذا إدريس فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالاخ الصالح، والنبي الصالح.


[ 429 ]

قال: ثم صعد حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح، فقيل: من هذا ؟ قال: جبرئيل، قيل: ومن معك ؟ قال: محمد صلى الله عليه وآله، قيل: أوقد أرسل إليه ؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به، ونعم المجئ جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا هارون، قال: هذا هارون فسلم عليه، قال: فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالاخ الصالح، والنبي الصالح. ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح، قيل: من هذا ؟ قال: جبرئيل، قيل: ومن معك ؟ قال: محمد صلى الله عليه وآله، قيل: أوقد أرسل عليه ؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به ونعم المجئ جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا أنا بموسى، قال: هذا موسى فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالاخ الصالح، والنبي الصالح، قال: فلما تجاوزت بكى، فقيل: ما يبكيك ؟ قال: أبكي لان غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي. قال: ثم صعد حتى أتى السماء السابعة، فاستفتح، فقيل: من هذا ؟ قال: جبرئيل، قيل: ومن معك ؟ قال: محمد صلى الله عليه وآله، قيل: أوقد أرسل (1) إليه ؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجئ جاء قال: ففتح فلما خلصت فإذا إبراهيم، فقال: هذا إبراهيم أبوك عليه السلام فسلم عليه، قال: فسلمت عليه، فرد السلام، قال: مرحبا بالابن الصالح، والنبي الصالح. قال: ثم رفعت إلى سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر، واذن أوراقها مثل آذان الفيلة، فقلت: ما هذا يا جبرئيل ؟ قال: فهذه سدرة المنتهى، قال: وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فقلت ما هذان يا جبرئيل ؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، ثم رفع إلى البيت المعمور.


(1) في صحيح البخاري: وقد بعث.

[ 430 ]

قال قتادة: وحدثنا الحسين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه أري البيت المعمور يدخله كل يوم سبعين ألف ملك ثم لا يعودون فيه. ثم رجع إلى حديث أنس. قال: ثم أتيت بإناء من خمر، وإناء من لبن، وإناء من عسل، قال: فأخذت اللبن قال: هذه الفطرة التي أنت عليها وأمتك. قال: ثم فرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يوم، قال: فرجعت، فمررت على موسى فقال: بم أمرت ؟ قلت: أمرت بخمسين صلاة كل يوم، فقال: إن أمتك لا تستطيع لخمسين صلاة كل يوم، وإني والله لقد جربت الناس من قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك عزوجل، فسله التخفيف لامتك قال: فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال: بما أمرت ؟ قلت: بأربعين صلاة كل يوم، قال: إن امتك لا تستطيع أربعين صلاة كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك، فسله التخفيف لامتك، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى، فقال: بما أمرت ؟ فقلت: أمرت بثلاثين صلاة كل يوم، قال: إن امتك لا تستطيع لثلاثين صلاة كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لامتك، قال: فرجعت فوضع عني عشرا آخر فرجعت إلى موسى. فقال: بما أمرت ؟ قلت: امرت بعشرين صلاة كل يوم، قال: إن امتك لا تستطيع لعشرين صلاة كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك، فسله التخفيف لامتك، قال: فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى، فقال: بما أمرت ؟ قلت: امرت بعشر صلوات كل يوم ؟ قال: إن امتك لا تستطيع لعشر صلوات كل يوم، وإني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لامتك، قال: فرجعت فأمرت


[ 431 ]

بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى، فقال: بم أمرت ؟ قلت: امرت بخمس صلوات كل يوم، قال: إن امتك لا تستطيع بخمس صلوات كل يوم وإني قد خبرت الناس وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لامتك. قال: قلت: قد سألت ربي حتى استحييت، ولكني أرضي واسلم، فلما نفدت ناداني مناد قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي. أخرجاه في الصحيحين (1). والاحاديث في خبر المعراج بالغ حد التواتر، منقول من طرق كثيرة من الفريقين، وحديث تخفيف الصلاة وسؤال رسول الله صلى الله عليه وآله ربه، ورجوع الخمسين الصلاة إلى خمس صلوات حين قال له موسى عليه السلام: إرجع إلى ربك، وسله التخفيف حديث منقول عن أئمتنا عليهم السلام بطرق عديدة: تركت ذكر بعضها خوف الاطالة، وهو أيضا مشهور بين العلماء متكرر في كتب الحديث، لان هذا الكتاب مبني على الاختصار وترك الطويل والاكثار، والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب، وعلى هذا نقطع الكلام، وتم المراد والمرام، بعون الملك العلام. وقد فرغ من هذا الجزء الاول مؤلفه فقير الله الغني عبده هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني، يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر جمادى الاخرى، سنة الثامنة والتسعين والالف، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.


(1) صفة الصفوة ج 1 / 108 - ورواه أحمد في مسنده ج 4 / 208 مثله ومسلم في صحيحه ج 1 / 145 ح 259 وص 149 ح 264 والبخاري في صحيحه ج 5 / 66 نحوه، والبغوي في مصابيح السنة ج 4 / 76 ح 4577 باختلاف.

[ 432 ]

حلية الابرار في احوال محمد وآله الاطهار عليهم السلام تأليف العلم العلامة السيد هاشم البحراني " قدس سره " الجزء الاول مؤسسة المعارف الاسلامية


[ 434 ]

بسم الله الرحمن الرحيم


[ 436 ]

كلمة المؤسسة ضرورة احياء التراث يجمع تراثنا الشيعي الخالد بين دفتيه علوما جمة ومعارف قرآنية وإسلامية كثيرة قلما نجدها لدى أقوام آخرين، فقد كان رواد هذا التراث المقدس، فحولا من أجلة العلماء والمحققين الذين تخصصوا في شتى العلوم وتبحروا فيها وربوا أجبالا من خيرة العلماء والمثقفين. وبالاضافة إلى ذلك، فقد سجلوا عصارة نتاجهم الفكري وزبدة ما استزادوه من حكم ومعارف على صورة كتب ورسائل ومقالات تحت ظروف شاقة، مما يبعث بالاعجاب حقا، ذلك لان كثيرا من أولئك العظماء، ألفوا في سني أعمارهم القصيرة نسبيا - كتبا ضخمة لايستطيع الواحد منا أن يؤلف كتابا مثلها طوال عمره مهما أوتي من فرصة كافية وقلم مرن وتعبير سيال. ويمكن إيعاز ذلك إلى إحساسهم بضرورة الابقاء على التراث ووجوب انتقال علوم أهل البيت سلام الله عليهم إلى الاجيال القادمة وبالتالي فكانوا لا يألون جهدا في هذا المجال ويصرفون كل وقتهم فيه، يضاف إليه، بركة من الله رافقتهم حتى يصدقوا ما عاهدوا الله عليه. ويكفي مثالا عليه، شيخنا الصدوق - نور الله مرقده - والذي ألف قرابة ألف كتاب ورسالة في العقائد والحديث والكلام وغير ذلك، والعلامة المجلسي - قدس سره - الذي يربو كتبه المطبوعة على ثلاثمائة مجلد من تأليف وتصنيف وتحقيق وجمع أحاديث، ومنهم العلامة المحقق السيد هاشم البحراني - رضوان


[ 437 ]

الله عليه - الذي ألف ما يقارب خمسين كتابا قيما جلها في سيرة العترة الطاهرة ومناقبهم وفضائلهم صلوات الله عليهم. وهذا التراث الغني المقدس بقي قسم كبير منه دون تحقيق وحتى المطبوع منه، لم يحقق أكثره ولذلك تطوع المحققون - وخاصة في زماننا هذا - إما بصورة فردية أو بصورة جماعية لاكمال هذه الرسالة الهادفة وتحقيق الكتب القديمة، و " مؤسسة المعارف الاسلامية " - في قم أيضا تفتخر بأن تكون من ضمن تلك القائمة، فقد التزمت، بالاضافة إلى القيام بعملها الاساسي الذي أنشئت من أجله وهو تدوين التاريخ الاسلامي والتحقيق فيه والذي كان الهم الشاغل لمؤسس المؤسسة، المرحوم العلامة آية الله السيد عباس المهري - قدس سره - القيام بإحياء التراث المجيد. وإحياء تراث أهل البيت وعلماء الطائفة، ضرورة ملحة لابد أن تكون ضمن أعمال جميع مؤسسات التحقيق، حتى يتسنى للجميع، الاستفادة من الكتب القيمة التي ألفت في سبيل إعلاء كلمة الله وترسيخ قواعد المذهب وتثبيت أعمدة الرسالة البناءة. فكم من دماء زاكية طاهرة أريقت، وكم من عظماء تحملوا غياهب السجون وضغوط الجبابرة ورفعوا فوق أعمدة المشانق وضحوا بالغالي والثمين، حتى يحافظوا على التراث ويوصلوه إلينا نقيا صافيا، هذا التراث القيم لا يحتاج إلا إلى تحقيق في المصادر والمنابع ومراجعة مع سائر النسخ وطباعة أنيقة جذابة، خدمة للاسلام ووفاء لاهله. وفي الختام، إذ تعتز المؤسسة بتقديم كتاب " حلية الابرار " للمرحوم العلامة السيد هاشم البحراني " قدس سره " إلى القراء الاعزاء، فإنها تقدم جزيل شكرها إلى سماعة حجة الاسلام والمسلمين غلام رضا مولانا البروجردي الذي قبل الدعوة لانجاز هذا العمل المثمر في المؤسسة وحقق هذا الكتاب القيم بكل دقة واتقان وإلى جميع المساهمين في هذا المجال، نقدم شكرنا وامتناننا، وفقهم الله وإيانا لخدمة الاسلام وتراث أهل البيت عليهم صلوات الله وسلامه. مؤسسة المعارف الاسلامية قم المقدسة


[ 438 ]

مقدمة التحقيق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي نور قلوبنا بأنوار الشموس والاقمار، وهدانا إلى التحلية بحلية الابرار، وأنعم علينا بولاية أوليائه المصطفين الاخيار، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الاطهار. أما بعد: فإن الفطر السليمة، والفكر المستقيمة تستشرق إلى معرفة البدايات، وتشرئب إلى إدراك المنشآت، ومن تدبر مجاري الاقدار، ومبادئ الليل والنهار صار كأنه عاصر تلك العصور، وباشر تلك الامور، وإليه وقعت الاشادة الالهية إلى نبيه بقوله: (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين) (1). وقال سبحانه: (ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد) (2). وقال عز من قائل: (لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب) (3). وأمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله بتحديث القصص فقال: (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) (4). * (1) (هامش) * هود 120. (2) هود: 100. (3) يوسف: 111. (4) الاعراف: 176.


[ 439 ]

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه الحسن عليه السلام كما في " نهج البلاغة ": " أحي قلبك بالموعظة.. إلى أن قال: وأعرض عليه أخبار الماضين، وذكره بما أصاب من كان قبلك من الاولين، وسر في ديارهم وآثارهم، فانظر فيما فعلوا ومما انتقلوا، وأين حلوا ونزلوا.. " إلى أن قال عليه السلام: " أي بني إني وإن لم أكن عمرت عمر من كان قبلي فقد نظرت في أعمالهم، وفكرت في أخبارهم. وسرت في آثارهم حتى عدت كأحدهم، بل كأني بما انتهى إلي من أمورهم قد عمرت مع أولهم إلى آخرهم، فعرفت صفو ذلك من كدره ونفعه من ضرره " (1). قال القاضي الارجاني أحمد بن محمد المتوفى سنة (544): إذا علم الانسان أخبار ما مضى * توهمته قد عاش من أول الدهر وتحسبه قد عاش آخر عمره * إذا كان قد أبقى الجميل من الذكر فقد عاش كل الدهر من كان عالما * حليما كريما فاغتنم أطول العمر ففوائد التاريخ كثيرة: فكرة، وتنبيه، وعبرة، لاسيما إذا كان مرتبطا بحياة الاولياء الصالحين، وأحوال الاصفياء المقربين، فإن المعرفة بأحوالهم رفعة وزين، والجهل بحياتهم وصمة وشين، والعلم بأقوالهم الرزينة وأفعالهم الوزينة جم المصالح والمراشد، والجهل بها من جوالب المناقص والمفاسد من حيث إنهم حفظة الدين الذي هو أس السعادة الباقية، وحملة القران الذي هو مرقاة إلى الرتب العالية، بل هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفيئ الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة. ولنعم ما قال الخطيب أبو الفضل الحصفكي يحيى بن سلامة المتوفى سنة (553): يا سائلي عن حب أهل البيت هل * أقر إعلانا به أم أجحد هيهات ممزوج بلحمي ودمي * حبهم وهو الهدى والرشد حيدرة والحسنان بعده * ثم علي وابنه محمد


(1) نهج البلاغة: الرسالة الثلاثون.

[ 440 ]

وجعفر الصادق وابن جعفر * موسى ويتلوه علي السيد أعني الرضا ثم ابنه محمد * ثم علي وابنه المسدد الحسن التالي ويتلو تلوه * الحجة بن الحسن المفتقد فإنهم أئمتي وسادتي * وإن لحاني معشر وفندوا هم حجج الله علي عباده * بهم إليه منهج ومقصد هم النهار صوم لربهم * وفي الدياجي ركع وسجد قوم أتى في " هل أتى " مدحهم * وهل يشك فيه إلا ملحد قوم لهم فضل ومجد باذخ * يعرفه المشرك والموحد قوم لهم في كل أرض موطن * لا بل لهم في كل قلب مشهد يا أهل بيت المصطفى وعدتي * ومن على حبهم أعتمد أنتم إلى الله غدا وسيلتي * وكيف أخشى وبكم أعتضد وليكم في الخلد حي خالد * والضد في نار لظى مخلد (1) نعم، معرفة هؤلاء والتوجه إلى حياتهم الخالدة تزيدنا إيمانا ورشدا فمن ثم توجهت أنظار الفطاحل، واتجهت بصائر رجال الفضائل إلى التأليف والتنسيق حول حياتهم وذكر مناقبهم وفضائلهم، فجادت جياد أقلامهم، بمئات بل ألوف من الزبر والاسفار. وممن حظى في ذلك بالسهم الوافر، واصطف في زمرة المكثرين المجيدين العلامة وصفا وعلما بالغلبة، خريت الحديث، ونابغة الرواية: الهمام المقدام، النجم المضيئ، عيلم الفضل، العالم الرباني، السيد هاشم البحراني، حشره الله مع أجداده الطاهرين، فإنه لم يأل جهده في هذا الشأن، فكم له من تصنيف رائق، وتأليف فائق من كتاب ورسالة. - نسبه الشريف - السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد بن علي بن سليمان بن السيد ناصر الحسيني البحراني التوبلي الكتكاني.


(1) أعيان الشيعة ج 10 / 297.

[ 441 ]

كان رضوان الله تعالى عليه من أولاد السيد المرتضي (1)، وباقي نسبه إلى السيد مذكور على ظهر بعض كتبه (2). - ولادته ووفاته - لم نجد تاريخ ولادته في المصادر التي نذكرها في الخاتمة إن شاء الله، وأما وفاته فكانت سنة (1107) أو (1109) من الهجرة في قرية نعيم، ونقل جثمانه الشريف إلى قرية توبلي ودفن بها وقبره اليوم مزار معظم معروف. - مشائخه وأساتذته - 1 - السيد عبد العظيم بن السيد عباس الاستر آبادي، كان من أجلة تلاميذ الشيخ البهائي والمجازين منه، يروى عنه السيد البحراني إجازة بالمشهد المقدس الرضوي، كما نص عليه في آخر كتاب تفسيره الموسوم " بالهادي ومصباح النادي " وقال في وصفه: السيد الفاضل التقي والسند الزكي (3) ونص أيضا في آخر " تفسير البرهان " على إجازته وقال: أخبرني بالاجازة عدة من أصحابنا منهم: السيد الفاضل التقي الزكي السيد عبد العظيم بن السيد عباس بالمشهد الشريف الرضوي على ساكنه وآبائه وأولاده أفضل التحيات وأكمل التسليمات، عن الشيخ المتبحر المحقق مفيد الخاص والعام شيخنا الشهيد محمد العاملي الشهير ببهاء الدين.. وله من المصنفات رسالة في وجوب صلاة الجمعة عينا (4). 2 - الشيخ فخر الدين الطريحي بن محمد علي بن أحمد النجفي الفقيه الاصولي اللغوي المحدث ولد بالنجف سنة (979) وتوفي بالرماحية سنة (1085) ه‍).


(1) السيد المرتضى: علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم عليه السلام، المتكلم الفقيه الاصولي المفسر الاديب ولد في سنة (355) وتوفي ببغداد سنة (436). (2) رياض العلماء: ج 5 / 298. (3) رياض العلماء ج 3 / 146. (4) روضات الجنات ج 8 / 183.

[ 442 ]

قال السيد البحراني في " مدينة المعاجز ": أدركته بالنجف ولي منه إجازة (1). - تلامذته والراوون عنه - 1 - الشيخ أبو الحسن شمس الدين سليمان الماحوزي المعروف بالمحقق البحراني، ولد ليلة النصف من شهر رمضان سنة (1075) وتوفي في اليوم السابع عشر من رجب سنة (1121 ه‍). روى الشيخ علي البلادي عنه: أنه قال في بعض فوائده: دخلت على شيخنا العلامة السيد هاشم التوبلي زائرا مع والدي، فلما قمنا معه لنودعه وصافحته لزم يدي وعصرها وقال لي: لا تفتر عن الاشتغال فإن هذه البلاد عن قريب ستحتاج إليك. قال البلادي: وصدق رحمه الله فإنه بعد برهة قليلة توفي ذلك السيد وانتقلت الرياسة الدينية إليه (2). 2 - الشيخ علي بن عبد الله بن راشد المقابي البحراني المستنسخ لكتب استاذه، منها: " حلية الابرار " و " حلية النظر " إستنسخهما سنة (1099 ه‍) والنسختان بخطه موجودتان في الرضوية (3). 3 - الشيخ محمد بن الحسن بن علي المشهور بالحر العاملي الفقيه المحدث الجليل صاحب " تفصيل وسائل الشيعة " ولد في قرية مشغرى من قرى دمشق سنه (1033) وتوفي سنة (1104 ه‍). قال في " أمل الآمل " في ترجمة السيد البحراني: رأيته ورويت عنه (4). 4 - السيد محمد العطار بن السيد علي البغدادي الاديب الشاعر ولد في


(1) رياض العلماء: ج 5 / 304. (2) أنوار البدرين: 139. (3) الذريعة: ج 7 / 80 - 85. (4) أمل الآمل، ج 2 / 341.

[ 443 ]

بغداد سنة (1071 ه‍) وتوفي سنة (1171 ه‍). قال الشيخ محمد حرز الدين في " معارف الرجال ": قرأ على علماء عصره منهم: السيد هاشم البحراني (1). 5 - الشيخ محمود بن عبد السلام المعني البحراني الصالح الورع، قد عمر إلى ما يقرب مائة سنة، وكان حيا في سنة (1128 ه‍) لانه في تلك السنة أجاز الشيخ عبد الله السماهيجي المتوفى سنة (1135 ه‍). قال البلادي في أنوار البدرين: هذا الشيخ يروى عن جملة من المشايخ العظام كالسيد هاشم التوبلي والشيخ الحر العاملي (2). 6 - الشيخ هيكل الجزائري بن عبد علي الاسدي أجازه السيد البحراني على نسخة من كتاب " الاستبصار " في تاسع ربيع الاول سنة (1100 ه‍) وعبر عنه بالشيخ الفاضل العالم الكامل البهي الوفي (3). - إطراء العلماء وثناؤهم عليه - أثنى عليه علماء الرجال قديما وحديثا من معاصريه والمتأخرين عنه، ووصفوه بالفضل والعلم والمعرفة بالعربية، والرجال، والتفسير، والفقه، والحديث والدقة، والمهارة والاحاطة بالاخبار والروايات، والاتصاف بالزهد والورع، والجهاد، وقمع الظالمين، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. أول من ترجمه هو الشيخ الجليل الحر العاملي المجاز عنه، قال في " " أمل الآمل ": السيد هاشم بن سليمان.. فاضل، عالم، ماهر، مدقق، فقيه، عارف بالتفسير، والعربية، والرجال (4).. وقال المحقق البحراني الشيخ سليمان تلميذه في " فهرست آل بابويه وعلماء


(1) معارف الرجال ج 2 / 330. (2) الكواكب المنتثرة: 233 - أنوار البدرين: 148. (3) تراجم الرجال: 242. (4) أمل الآمل: ج 2 / 341.

[ 444 ]

البحرين ": السيد أبو المكارم السيد هاشم بن السيد سليمان محدث، متتبع، له التفسيران المشهوران (1). وقال الافندي (2) في رياض العلماء: السيد هاشم بن سليمان.. الفاضل، الجليل، المحدث الفقيه المعاصر، الصالح الورع، العابد الزاهد، المعروف بالسيد هاشم العلامة، صاحب المؤلفات الغزيرة، والمصنفات الكثيرة، رأيت أكثرها باصبهان عند ولده السيد محسن (3). وقال الشيخ يوسف (4) البحراني في " اللؤلؤة ": السيد هاشم المعروف بالعلامة.. كان فاضلا، محدثا جامعا، متتبعا للاخبار، بما لم يسبق إليه سابق سوى شيخنا المجلسي، وقد صنف كتبا عديدة تشهد بشدة تتبعه وإطلاعه، إلا أني لم أقف له على كتاب فتاوى في الاحكام الشرعية بالكلية، ولو في مسألة جزئية، وإنما كتبه مجرد جمع وتأليف، لم يتكلم في شئ منها مما وقفت عليه على ترجيح في الاقوال، أو بحث أو اختيار مذهب وقول في ذلك المجال (5)، ولا أدري أن ذلك لقصور درجته عن مرتبة النظر والاستدلال أم تورعا عن ذلك كما نقل عن السيد الزاهد العابد رضي الدين بن طاووس (6). وانتهت رياسة البلد بعد الشيخ محمد بن ماجد (7) إلى السيد، فقام بالقضاء في البلاد، وتولى الامور الحسبية أحسن قيام، وقمع أيدي الظلمة


(1) فهرست آل بابويه: 77. (2) الافندي: الميرزا عبد الله بن عيسى الاصفهاني المتوفي حدود سنة (1130 ه‍). (3) رياض العلماء: ج 5 ص 298. (4) الشيخ يوسف بن أحمد بن إبراهيم البحراني صاحب " الحدائق " توفي سنة (1186). (5) كأن صاحب اللؤلؤة لم يطلع على كتاب " التنبيهات " في الفقه الاستدلالي للسيد: وهو كما قال صاحب " الرياض " كتاب كبير جيد مشتمل على الاستدلالات في المسائل إلى آخر أبواب الفقه، وقال: وهو الآن موجود عند ورثة الاستاذ الاستناد قدس سره (ومراده بالاستاذ العلامة المجلسي). (6) علي بن موسى بن جعفر رضي الدين الشهير بابن طاووس توفي سنة (664 ه‍). (7) الشيخ محمد بن ماجد البحراني الماحوزي البلادي توفي سنة (1105 ه‍).

[ 445 ]

والحكام، ونشر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالغ في ذلك وأكثر، ولم تأخذه لومة لائم في الدين، وكان من الاتقياء المتورعين، شديدا على الملوك والسلاطين (1). قال السيد الامين في أعيان الشيعة: السيد هاشم بن سليمان.. البحراني.. في تتمة " أمل الآمل ": كان من جبال العلم وبحوره، لم يسبقه سابق ولا لحقه لاحق في طول الباع وكثرة الاطلاع حتى العلامة المجلسي، فإنه نقل عن كتب ليس لها ذكر مثل " كتاب ثاقب المناقب " و " بستان الواعظين " و " إرشاد المسترشدين "، و " تفسير محمد بن العباس الماهيار " و " تحفة الاخوان " و " كتاب الجنة والنار " و " كتاب السيد الرضي " في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام و " أمالي " المفيد النيسابوري، و " كتاب مقيل الثاني " للشيخ علي بن طاهر الحلي، و " كتاب المعراج للصدوق " و " كتاب تولد أمير المؤمنين عليه السلام " لابي مخنف و " تفسير السدي "، وغير ذلك (2). - أولاده - قال الافندي في " الرياض ": خلف ابنين صالحين من طلبة العلم: السيد عيسى، والسيد محسن (3). وقال الطهراني في " الذريعة ": قال في الرياض: رأيت جميع كتب السيد عند ولده السيد علي شارح " زبدة الاصول " لما اجتمعت معه باصبهان (4) ولكن هذه العبارة ليست موجوده في الرياض المطبوع، بل الموجودة فيها كما مر هكذا: (له مؤلفات كثيرة رأيت أكثرها باصبهان عند ولده السيد محسن). وقال الطهراني أيضا في الذريعة: " شرح الزبدة " للسيد محمد جواد بن العلامة السيد هاشم التوبلي البحراني، كان موجودا عند الشيخ محد صالح بن


(1) لؤلؤة البحرين: 63. (2) أعيان الشيعة: ج 10 / 249. (3) رياض العلماء: ج 5 ص 300. (4) الذريعة: ج 3 / 93.

[ 446 ]

أحمد البحراني المعاصر كما حدثني به (1). ونسب الشيخ علي البلادي " شرح الزبدة " إلى السيد عيسى، وقال في " أنوار البدرين ": ولهذا السيد ولد فاضل محقق اسمه السيد عيسى له شرح على " زبدة شيخنا البهائي "، إلا أن النسخة التي عندنا غير تامة، ولم أقف له على ترجمة ولا رواية (2). - مؤلفاته - قال في الرياض: له قدس سره من المؤلفات ما يساوي خمسا وسبعين مؤلفا ما بين كبير ووسيط، وصغير، وأكثرها في العلوم الدينية، وسمعت ممن أثق به من أولاده رضوان الله عليه أن بعض مؤلفاته حيث كان يأخذه من كان ألفه له لم يشتهر بل لم يوجد في بحرين (3). وإليك فهرس مؤلفاته التي وصلت إلينا. 1 - " إثبات الوصية " والظاهر اتحاده مع " البهجة المرضية " (4). 2 - " احتجاج المخالفين على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام " فيه خمسة وسبعون احتجاجا من العامة على إمامته عليه السلام، فرغ منه سنة (1105 ه‍) (5). 3 - " إرشاد المسترشدين " أو " إيضاح المسترشدين " أورد فيه (253) رجلا ممن تبصر، فرغ منه سنة (1105 ه‍) (6). 4 " الانصاف في النص على الائمة الاشراف " ويعرف بالنصوص أيضا


(1) الذريعة: ج 13 / 299. (2) أنوار البدرين: 140. (3) رياض العلماء: ج 5 / 300. (4) الذريعة: ج 1 / 111. (5) الذريعة: ج 1 / 283 رياض العلماء: ج 5 / 303. (6) الذريعة: ج 1 / 521 وج 2 / 499.

[ 447 ]

يشمل على (308) حديثا، فرغ منه سنة (1097)، نسخة منه موجودة في مكتبة المرحوم آية الله العظمى المرعشي في قم بخط النسخ في (117) ورقة (1). 5 - " البرهان في تفسير القرآن " بالاحاديث المأثورة، طبع مرات في سنة (1295 ه‍) وسنة (1302) وسنة (1375) وسنة (1394). 6 - " بهجة النظر في إثبات الوصاية والامامة للائمة الاثني عشر " فرغ منه سنة (1099 ه‍)، قال في الرياض: هو ملخص من كتاب " حلية الابرار " (2). 7 - تبصرة الولي فيمن رأى المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في زمان أبيه عليه السلام وفي أيام الغيبة الصغرى والكبرى، فرغ منه سنة (1099 ه‍) طبع شطر منه (يشتمل على رؤية من رآه صلوات الله عليه في الغيبة الصغرى فقط) في ذيل " غالية المرام " في سنة (1272) (3). وقد قامت بتحقيق هذا الكتاب وتصحيحه مؤسسة المعارف الاسلامية في قم المحمية، المؤسسة التي أسسها السيد الجليل، والمولى النبيل العلامة الراحل الحجة السيد عباس المهري رضوان الله تعالى عليه، وكان مندوبا للامام الخميني قدس الله نفسه الزكية. 8 - " التحفة البهية في إثبات الوصية " لعلي عليه السلام فرغ منه سنة (1099) (4). 9 " ترتيب التهذيب " أورد فيه كل حديث في الباب المناسب له فرغ منه سنة (1079) ووقع الفراغ من تصحيحه في محضر المؤلف سنة (1102) ثم شرحه بنفسه شرحا كما يأتي، وطبع الكتاب بالافست في ثلاث مجلدات سنة


(1) الذريعة: ج 2 / 398 فهرس المخطوطات لمكتبة المرعشي ج 6 / 131. (2) رياض العلماء: ج 5 / 301 - والذريعة: ج 3 / 164. (3) رياض العلماء: ج 5 / 301. (4) رياض العلماء: ج 5 / 302.

[ 448 ]

(1392) وقدم له المرحوم آية الله العظمى المرعشي قدس سره مقدمة وقال فيها: ولعمري لقد أتعب نفسه الشريفة وأجاد فيما أفاد، وأتى فوق ما يؤمل ويراد (1). 10 - " تعريف رجال من لا يحضره الفقيه " هو شرح لمشيخة الكتاب (2). 11 - " تفضيل الائمة على الانبياء صلوات الله عليهم أجمعين سوى الخاتم صلى الله عليه وآله " (3). 12 - " تفضيل علي عليه السلام على أولي العزم من الرسل " هو آخر كتاب ألفه في مرض موته في أربعة عشر يوما، كان يملي الاحاديث ويكتبه الكاتب سنة (1107) (4). 13 - " تنبيه الاريب في إيضاح رجال التهذيب " كتاب مبسوط في بيان أحوال رجال " التهذيب " وهذبه الشيخ حسن بن محمد الدمستاني المتوفي سنة (1181) ونظمه على ترتيب الكتب الفقهية، وسماه " انتخاب الجيد من تنبيهات السيد وفرغ منه سنة (1173) ونسخة منه موجوده في مكتبة آية الله المرعشي بقم (5). 14 - " التنبيهات في تمام الفقه من الطهارة إلى الديات " قال في " الرياض ": هو كتاب كبير مشتمل على الاستدلالات في المسائل إلى آخر أبواب الفقه وهو الآن موجود عند ورثة الاستاذ قدس سره (6). والمراد بالاستاذ هو العلامة المجلسي قدس سره.


(1) رياض العلماء: ج 5 / 301 - والذريعة: ج 4 / 65. (2) الذريعة: ج 4 / 217. (3) الذريعة: ج 4 / 358. (4) رياض العلماء: ج 5 / 300 - الذريعة ج 4 / 360. (5) الذريعة: ج 4 / 440 - فهرس مكتبة المرعشي: ج 5 / 184 (6) الرياض: ج 5 / 300 - الذريعة: ج 4 / 451.

[ 449 ]

15 - " التيمية في بيان نسب التيمي " (1). 16 - " حقيقة الايمان المبثوث على الجوارح " (2) وفرغ من تأليفه سنة (1090). 17 - " حلية الابرار في أحوال محمد وآله الاطهار " صلوات الله عليهم، طبع في قم سنة (1397) ولما كان الطبع خاليا عن التحقيق فقامت مؤسسة المعارف الاسلامية بتصحيحه وتحقيقه وطبعه. 18 - " حلية النظر في فضل الائمة الاثني عشر " فرغ من تأليفه سنة (1099) توجد نسخة منه في المكتبة الرضوية بخط تلميذ المؤلف علي بن عبد الله بن راشد المقابي البحراني إستنسخه في السنة المذكورة وقابله مع أصله (3). 19 - " الدر النضيد في خصائص الحسين الشهيد " صلوات الله عليه، قال في الرياض: ولعله بعينه " كتاب مقتل الحسين " (4). 20 - " الدرة الثمينة " وتسمى أيضا باليتيمة، تشتمل على اثنى عشر بابا وكل باب يشتمل على اثني عشر حديثا في فضل الائمة عليهم السلام (5). 21 - " روضة العارفين ونزهة الراغبين " وتسمى أيضا وصية العارفين في أسماء شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، نسخة منه موجودة في خزانة الشيخ علي كاشف الغطاء بالنجف، ونسخة في خزانة الصدر، قال الطهراني في الذريعة: ذكر من الرجال (158) رجلا آخرهم في النسخة التي رأيتها قنبر مولى أمير المؤمنين عليه السلام، وأولهم أبان بن تغلب (6).


(1) الذريعة: ج 4 / 518. (2) الذريعة: ج 7 / 48. (3) الذريعة: ج 7 / 85. (4) الرياض: ج 5 / 302 - الذريعة: ج 8 / 82. (5) رياض العلماء ج 5 / 302. (6) رياض العلماء: ج 5 / 303 - الذريعة: ج 11 / 299 - أعيان الشيعة: ج 10 / 250.

[ 450 ]

22 - " روضة الواعظين " في أحاديث الائمة الطاهرين عليهم السلام، نسخة منه موجودة في خزانة السيد هبة الدين الشهرستاني بالكاظمية، ونسخة في خزانة سپهسالار بطهران رقم (1866) (1). 23 - " سلاسل الحديد " في تقييد أهل التقليد مما ذكره ابن أبي الحديد في " شرح نهج البلاغة " في مسألة الامامة، وسماه أيضا بكتاب " شفاء الغليل من تعليل العليل " فرغ منه سنة (1100) (2). 24 - " سير الصحابة " وقد ألفه سنة (1070) (3). 25 - " شرح ترتيب التهذيب " (4). 26 - " عمدة النظر " في بيان عصمة الائمة الاثني عشر ببراهين العقل والكتاب والاثر، مرتب على ثلاثة مطالب: أولها في الادلة العقلية الاثني عشر، وثانيها في الآيات القرآنية الاثني عشر، وثالثها في الاخبار النبوية والروايات الولوية الخمسة والاربعين الدالة كلها على العصمة (5). ونقل في الذريعة عن الرياض: أن " عمدة النظر " هي المسماة " ببهجة النظر " ولكن ما وجدنا المنقول في " الرياض " المطبوع، والله العالم. 27 - " غاية المرام وحجة الخصام " في تعيين الامام من طريق الخاص والعام فرغ منه سنة (1100) و (1103) وطبع سنة (1272)، وترجمة الشيخ محمد تقي الدزفولي المتوفي سنة (1295)، فرغ من الترجمة سنة (1273) وطبع سنة (1277). ولغاية المرام " حواش " للميرزا نجم الدين جعفر الطهراني المتوفي سنة (1313) عين فيها مواضع الاحاديث التي نقلها المؤلف عن كتب العامة،


(1) الذريعة: ج 11 / 305 - معجم مؤلفي الشيعة: 62. (2) رياض العلماء: ج 5 / 303 - الذريعة ج 12 / 210. (3) رياض العلماء: ج 5 / 303. (4) رياض العلماء: ج 5 / 299 - الذريعة: ج 13 / 144. (5) الذريعة: ج 15 / 341.

[ 451 ]

ونقل أحاديث أخرى كثيرة عن كتبهم مما فات المؤلف ذكرها. ولخص " غاية المرام " للآقا نجفي الاصفهاني المتوفي سنة (1332) (1). 28 - " فضل الشيعة " أو " مناقب الشيعة " مشتمل على (118) حديثا نسخة منه موجودة في الخزانة الرضوية (2). 29 - " اللباب المستخرج من كتاب الشهاب " استخرج المؤلف الاخبار المروية في شأن أمير المؤمنين والائمة الطاهرين عليهم السلام من كتاب " شهاب الاخبار في الحكم والامثال " للقاضي القضاعي سلامة بن جعفر الشافعي المتوفي سنة (454 ه‍) مختصر مطبوع (3). 30 - " اللوامع النورانية في أسماء علي وأهل بيته القرآنية " يشتمل على (1156) اسما لامير المؤمنين وأهل بيته المعصومين عليهم السلام فرغ من تأليفه سنة (1096)، طبع سنة (1394). 31 - " المحجة فيما نزل في القائم الحجة " عجل الله تعالى فرجه الشريف كتاب شريف لطيف يحتوي على (120) آية من القرآن، فرغ منه سنة (1097)، طبع مع غاية المرام في سنة (1272) وطبع بعضه في آخر " الالفين " للعلامة سنة (1297)، وطبع أخيرا بتحقيق محمد منير الميلاني في بيروت. 32 - " مدينة المعاجز " في معجزات الائمة عليهم السلام، فرغ منه سنة (1090) وطبع في سنة (1271) وسنة (1291) وسنة (1300)، ولكن كان محتاجا إلى التصحيح والتحقيق ولذلك قامت مؤسسة المعارف الاسلامية في قم المحمية بتحقيقه وسيطبع إن شاء الله. 33 - " مصباح الانوار وأنوار الابصار " في معاجز النبي المختار صلى الله


(1) الذريعة: ج 16 / 21 وج 18 / 91 وج 22 / 212. (2) رياض العلماء: ج 5 / 302 الذريعة: ج 16 / 268. (3) الرياض: ج 5 / 303 - الذريعة: ج 14 / 247 - وج 18 / 281.

[ 452 ]

عليه وآله (1). 34 - " معالم الزلفى في معارف النشأة الاولى والاخرى " قال في " رياض الجنان ": هو كتاب حسن حاو لفوائد جمة، وينقل فيها عن كتب غريبة ليست مذكورة في " البحار " (2). طبع لمرات: الاولى سنة (1271) والثانية سنة (1288)، وثالثة مع نزهة الابرار سنة (1289). 35 " مناقب أمير المؤمنين عليه السلام " قال الطهراني في الذريعة: نسبه إليه وأكثر النقل عنه الشيخ أحمد بن سليمان البحراني في كتابه " عقد اللئال في مناقب النبي والآل " عليهم السلام، ورأيت نسخة منه بالكاظمية فرغ الكاتب منه يوم الجمعة 28 ذي القعدة سنة (1120)، وطبع بالكاظمية سنة (1372 ه‍) (3) 36 - " مولد القائم " عجل الله تعالى فرجه الشريف. قال الطهراني في الذريعة: عده في " الرياض " من تصانيفه التي رآها عند ولده باصبهان (4). أقول: ما وجدته في الرياض المطبوع. 37 - " الميثمية " ذكره السيد محسن الامين في " الاعيان " في فهرس كتب السيد (5). 38 - " نزهة الابرار " ومنار الافكار في خلق الجنة والنار، فيها (251) حديثا، كتبه بعد " معالم الزلفى " وطبع معه سنة (1289 ه‍). 39 - " نهاية الآمال فيما يتم به تقبل الاعمال " فرغ منه سنة


(1) رياض العلماء: ج 5 / 302 - الذريعة: ج 21 / 86 - روضات الجنات: ج 8 / 183. (2) رياض العلماء: ج 5 / 299 - الذريعة: ج 21 / 199. (3) الذريعة: ج 22 / 322. (4) الذريعة: ج 23 / 275. (5) أعيان الشيعة: ج 10 / 250.

[ 453 ]

(1090 ه‍)، وهو في بيان الاصول الخمسة كما قال في " الرياض "، وقال الطهراني في الذريعة: في بعض النسخ: اسمه " نهاية الاكحال " (بالحاء المهملة " وهو في الامامة فرغ منه سنة (1102)، نسخة منه موجودة في الرضوية، وأخرى في المكتبة التسترية (1). 40 - " نور الانوار " في تفسير القرآن، مقصور على روايات أهل البيت المعصومين عليهم السلام مثل " البرهان "، نسخة منه عند السيد محمد علي الروضاتي من سورة الحاقة إلى الفلق (2). 41 - " وفاة الزهراء " سلام الله عليها، صرح غير واحد باسم هذا الكتاب في فهرس كتب السيد (3). 42 - " وفاة النبي " صلي الله عليه وآله، ذكره في فهرس كتب السيد أكثر من ترجمة (4). 43 - " الهادي وضياء النادي " أو " مصباح النادي " تفسير القرآن بالاحاديث المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام، فرغ من تأليفه سنة (1076 ه‍) نسخة منه بخط محمد بن حرز بن سليمان البحراني مؤرخة بتاريخ سنة (1081) منقولة من خط المؤلف موجودة في الرضوية، ونسخة أخرى بخط أحمد بن محمد البحراني فرغ منه سنة (1105) موجودة في خزانة محمد أمين الكاظمي (5). 44 - " الهداية القرآنية " في التفسير، ألفها بعد " البرهان " ونور " الانوار " و " اللباب " و " اللوامع " فإنه قد صرح بجميعها في " الهداية "، فرغ من تأليفه سنة (1096)، نسخة منه موجودة في الرضوية (6).


(1) رياض العلماء: ج 5 / 299 - أعيان الشيعة: ج 10 / 250 - الذريعة: ج 24 / 141. (2) الرياض: ج 5 / 303 - الذريعة: ج 24 / 393 - أعيان الشيعة: ج 10 / 250. (3) لؤلؤة: البحرين: 65 - أنوار البدرين: 138 - الذريعة: ج 25 / 119. (4) اللؤلؤة: 65 - روضات الجنات: ج 8 / 182 - الذريعة: ج 25 / 121. (5) رياض العلماء: ج 5 / 301 - الذريعة: ج 25 / 154 - 155. (6) الرياض: ج 5 / 301 - الذريعة: ج 25 / 188.

[ 454 ]

45 - " ينابيع المعاجز وأصول الدلائل " هو مختصر " مدينة المعاجز " فرغ منه سنة (1099) (1). - ما هو كتاب حلية الابرار - كتاب قيم في أحوال النبي وأوصيائه الاطهار، عليهم صلوات الله وسلامه ما أقبل الليل وأضاء النهار، وهو مرتب على (13) منهجا وفي كل منهج أبواب، أدرج فيها حدود (2300) حديثا من المصادر المعتبرة التي تقرب نحو مائة كتاب، وفيها كتب قيمة نادرة لم تطبع إلى الآن وسنذكرها إن شاء الله الموفق. ألفه للوزير العارف (إيماني بيك) وفرغ من تأليفه في اليوم الثامن عشر من شهر ربيع الثاني سنة (1099 ه‍) واستنسخه في تلك السنة تليمذه الشيخ علي بن عبد الله بن راشد المقابي البحراني، ونسخته مذحورة في المكتبة الرضوية على صاحبها أفضل التحيات الزاكيات، ويوجد نسخة أخرى منه في كربلاء، مستنسخة عن خط المؤلف تاريخها سنة (1283)، ونسخة ثالثة في مكتبة الميرزا عبد الرزاق المحمدي الحائري في همدان كما قال الاستاذ شيخنا الطهراني قدس سره في " الذريعة " ج 7 / 80 ونسخة رابعة في مكتبة المدرسة الفيضية بقم استنسخها محمد الحسيني وفرغ منها في اليوم السادس من شهر رمضان المبارك سنة (1301 ه‍) في (229) ورقا. وطبع الكتاب في سنة (1397 ه‍) في المطبعة العلمية بقم بتصحيح العالم الفاضل محمد بن الحسن التفرشي الدرودي، ولكن مع الاسف وقعت فيه أخطاء كثيرة مطبعية، مضافا إلى أنه يحتاج إلى تحقيق أكثر، فذلك قامت مؤسسة " المعارف الاسلامية " بتجديد طبعه، فطلب مني المسؤولون في المؤسسة أن أبذل جهدي لتحقيق الكتاب وتصحيحه، فمع الاعتراف بالعجز والقصور استقبلت مطلوبهم، وأقدم شكري الجزيل إليهم أن تفضلوا علي بذلك


(1) رياض العلماء: ج 5 / 301 الذريعة: ج 25 / 290.

[ 455 ]

التكليف، وأرجو من الله المنان أن يجعلنا ممن هداه الثقلان، وأن يمن علينا بالتوفيق والقبول والغفران. - منهجنا في التحقيق - قابلت النسخة المطبوعة على نسختين مخطوطتين: 1 - نسخة استنسخها تليمذ المؤلف وفرغ منها في سنة التأليف: (1099 ه‍) كما مر، وهي مخزونة في المكتبة الرضوية. - منهجنا في التحقيق - قابلت النسخة المطبوعة على نسختين مخطوطتين: 1 - نسخة استنسخها تليمذ المؤلف وفرغ منها في سنة التأليف: (1099 ه‍) كما مر، وهي مخزونة في المكتبة الرضوية. 2 - نسخة أخرى كتبت في سنة (1301 ه‍) مخزونة في مكتبة المدرسة الفيضية. ثم بعد ذلك قابلت الاحاديث على مصادرها الاصلية المصححة فإن كان اختلاف في اللفظ أو زيادة أو نقص فيها بينتها في الهامش، والاحاديث التي لم أظفر على مصادرها مثل كتاب " كشف البيان " لمحمد بن الحسن الشيباني، و " تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان " و " الاربعين في الاربعين " و " المغازي " لابن إسحاق و " مسند فاطمة عليها السلام " لابي جعفر الطبري: و " بصائر الدرجات " لسعد بن عبد الله القمي وأمثالها، عرفتها على المصادر الاخر في مظانها، وإن لم أظفر على مصدر لها تركتها بحالها. وراعيت في تصحيح الالفاظ والجمل القواعد الادبية. وحققت أعلام الاسناد والاحاديث وترجمتها موجزة في الهامش. وأشرت إلى معاني الالفاظ الصعبة المحتاجة إلى التبيين. وفي ختام كل حديث ذكرت المصادر والتخريجات. وينبغي أن أقدم ثنائي للصديقين الشفيقين المحققين: الشيخ عباد الله الطهراني والشيخ عزة الله المولائي الهمداني، فإنهما ساعداني علي استخراج المصادر، جزاهما الله خيرا. هذا وقد بذلت الوسع والطاقة في تصحيح الكتاب وتحقيقه، وأرجو من العلماء الافاضل الناظرين إلى الكتاب أن يتفضلوا ويمنوا علي بالتصحيح والنقد الصحيح فيما وقعت فيه من الزلة والخطأ، والله هو العاصم.