|
حلية الأبرار الجزء الثاني
السيد هاشم البحراني
[ 1 ]
حلية
الابرار في احوال محمد وآله الاطهار عليهم السلام تأليف العلم العلامة السيد هاشم
البحراني " قدس سره " الجزء الثاني
[ 3 ]
بسم
الله الرحمن الرحيم
[ 4 ]
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين، محمد وآله الطيبين
الطاهرين
[ 5 ]
المنهج
الثاني في حلية الامام امير المومنين على بن ابى طالب عليه السلام وصفاته وفيه
خمسون بابا الباب الاول: في شانه عليه اسلام في الامر الاول. الباب الثاني: وهو من
الباب الاول. الباب الثالث: في مولده الشريف وكلامه عليه السلام في بطن امه وحال
ولادته عليه السلام. الباب الرابع: في تربية رسول الله صلى الله عليه وآله له عليه
السلام واختصاصه برسول الله صلى الله عليه وآله. الباب الخامس: في انه عليه السلام
اول من اسلم وصلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو صغير. الباب السادس: في انه
عليه السلام اول من اسلم وصلى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طريق
المخالفين. الباب السابع: فيما اجاب به النبي صلى الله عليه وآله حين قيل في
اسلامه طفلا. الباب الثامن: في شدة يقينه وايمانه. الباب التاسع: فيما ذكره الحسن
عليه السلام من سوابق ابيه عليه السلام. الباب العاشر: في تربيت احواله عند رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم.
[ 6 ]
الباب
الحادى عشر: في صبره وتورطه في صعب الامور رضا لله عزوجل ولرسوله صلى الله عليه
وآله. الباب الثاني عشر: في مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه نزل
قوله تعالى (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله). الباب الثالث عشر: من
الاول من طريق المخالفين. الباب الرابع عشر: في فضل سوابقه عليه السلام وسعتها.
الباب الخامس عشر: وهو من الباب الاول من طريق المخالفين. الباب السادس عشر: في
حديث الاعمش مع المنصور، وانه كان يحفظ في فضائل امير المؤمنين عليه السلام عشرة
آلاف فضيلة، وهو مذكور ايضا من طريق المخالفين. الباب السابع عشر: في تضاعف ثوابه
عليه السلام من طريق الخاصة والعامة. الباب الثامن عشر: في قوته عليه السلام.
الباب التاسع عشر: في شجاعته عليه السلام. الباب العشرون: في عبادته عليه السلام.
الباب الحادى والعشرون: في بكائه من خشية الله وخشوعه عليه السلام. الباب الثاني
والعشرون: في خوفه من الله تعالى. الباب الثالث والعشرون: في ادعية له مختصرة في
السجود، وعند النوم، وإذا اصبح، وإذا امسى عليه السلام. الباب الرابع والعشرون: في
تصوير الدنيا له عليه السلام واعراضه عنها وطلاقه عليه السلام لها ثلاثا. الباب
الخامس والعشرون: في زهده في الدنيا، وهو من الباب الاول من طرق الخاصة والعامة.
الباب السادس والعشرون: في زهده عليه السلام في الملبس والمطعم والمشرب.
[ 7 ]
الباب
السابع والعشرون: وهو من الباب الاول. الباب الثامن والعشرون: في زهده في المطعم
والمشرب والملبس من طريق المخالفين. الباب التاسع والعشرون: في عمله عليه السلام
بيده، وعتقه الف مملوك من كد يده. الباب الثلاثون: في عمله عليه السلام في البيت
وتواضعه عليه السلام. الباب الحادى والثلاثون: في جوده عليه السلام، وفيه نزلت
(ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة) (1). الباب الثاني والثلاثون: وهو من
الباب الاول. الباب الثالث والثلاثون: في انه عليه السلام لا تأخذه في الله لومة لائم.
الباب الرابع والثلاثون في تظلمه ممن تقدم عليه في الخطبة الشقشقية. الباب الخامس
والثلاثون: في تظلمه، وهو من الباب الاول. الباب السادس والثلاثون: في احتجاجه على
ابى بكر في امامته عليه السلام وانه عليه السلام الامام دونه، واقرار ابى بكر له
عليه السلام باستحقاقه الامام دونه. الباب السابع والثلاثون: في احتجاجه على ابى
بكر وعمر حين دعى إلى البيعة واعتراف عمر له عليه السلام. الباب الثامن والثلاثون:
في احتجاجه على اهل الشورى وفيهم عثمان واقرارهم له عليه السلام. الباب التاسع
والثلاثون: في علة تركه مجاهدة من تقدم عليه. الباب الاربعون: في تركه مؤاخذة عدوه
مع قدرته عليه. الباب الحادى والاربعون: في عدله عليه السلام وقسمته بالسوية.
الباب الثاني والاربعون: في صبره وامتحانه عليه السلام قبل وفاة النبي صلى الله
عليه وآله وسلم وبعده. الباب الثالث والاربعون: في طلبه تعجيل الشهادة حين بشربها.
الباب الرابع والاربعون: في صفته عليه السلام.
[ 8 ]
الباب
الخامس والاربعون: ان امير المومنين وبنيه الائمة عليهم السلام افضل الخلق بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. الباب السادس والاربعون: انه عليه السلام خير
البرية من طريق الخاصة والعامة. الباب السابع والاربعون: في حسن خلقه، واكرامه
الضيف، والحياء، وغير ذلك. الباب الثامن والاربعون: في المفردات. الباب التاسع
والاربعون: في انه عليه السلام لم يفر من زحف، ومصابرته في القتال. الباب الخمسون:
ان رسول الله صلى الله عليه وآله اوصى إليه عليه السلام من طريق الخاصة والعامة.
[ 9 ]
1 - روى السيد الفاضل ولى
بن نعمة الله الحسينى الرضوي الحائري (1) رحمه الله تعالى في كتاب " منهج
الحق واليقين في تفضيل امير المؤمنين عليه السلام على الانبياء والمرسلين "
ما عدا نبينا. قال: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال: لما خلق الله
سبحانه وتعالى آدم وحواء تبخترا في الجنة، فقال آدم لحواء: ما خلق الله تعالى احسن
منا فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل عليه السلام ان آت عبدى إلى الفردوس الاعلى، فلما
دخل الفردوس نظر إلى جادية على درنوك (2) من درانيك الجنة، على راسها تاج من نور،
وفى اذنيها قرطان من النور، قد اشرقت الجنان من نور وجهها، فقال: هذه فاطمة بنت
محمد من ولدك يكون في آخر الزمان، قال: فما هذا التاج الذى على راسها ؟ قال: بعلها
على بن ابى طالب عليه السلام قال
1)
السيد الفاضل ولى الله بن نعمة الله الحسينى الرضوي الحائري كان من العلماء
الفضلاء المعاصرين لوالد الشيخ البهائي قدس الله اسرارهم وله مصنفات منها "
كنز المطالب في فضائل على بن ابى طالب عليه السلام، فرغ منه في صفر سنة (981)
ومنها منهاج أو " منهج الحق واليقين في تفضيل امير المؤمنين في سائر الانبياء
والمرسلين " وقد جمع فيه الادلة والبراهين على تفضيله من كتب الفريقين. 2)
الدرنوك (بضم الدال وسكون الراء المهملة والنون المضمومة): نوع من البسط أو الثياب
له خمل كالزغب على وجه الطنفسة.
[ 10 ]
فما
هذان القرطان ؟ قال: ولداها الحسن والحسين عليهما السلام قال آدم: حبيبي اخلقوا
قبلى ؟ قال: هم موجودونن في غمض علم الله قبل ان تخلق باربعين الف سنة. 2 - كتاب
" در النظيم " (1) عن سليمان الانصاري (2) قال كنا جلوسا في مسجد النبي
صلى الله عليه وآله إذا اقبل على عليه السلام فتحفى (3) له النبي صلى الله عليه
وآله وضمه إلى صدره، وقبل ما بين عينيه، وكان له عشرة ايام منذ دخل بفاطمة عليها
السلام فقال: الا اخبرك عن عرسك شيئا ؟ قال: ان شئت فافعل صلى الله عليك، قال: هذا
جبرئيل عليه السلام، قال: تشاجر آدم وحواء في الجنة، فقال آدم: يا حواء ما هذه
المشاجرة ؟ فقالت: يقع لنا ما خلق الله احسن منى ومنك فأوحى الله إليه يا آدم طف
الجنة فانظر ماذا ترى. قال: فبينما آدم يطوف في الجنة إذ نظر إلى قبة بلا علاقة من
فوقها ولا دعامة من تحتها، داخل القبة شخص على راسه تاج، في عنقه خناق (4)، في
اذنيه قرطان، فخر آدم ساجدا لله، فأوحى الله إليه: يا آدم ما هذا السجود وليس
موضعك موضع سجود ولا عبادة ؟ فقال آدم: يا جبرئيل ما هذه القبة التى رايتها ما
رايت احسن منها ؟
1)
الدر النظيم في مناقب الائمة اللهاميم (جمع اللهموم بضم اللام وسكون الهاء بمعنى
الجواد، ولها ميم الناس: اشياخهم واسخياؤهم وساداتهم) تأليف جمال الدين يوسف بن
حاتم الشامي تلميذ المحقق الحلى الذى توفى سنة (676) ه واجازه السيد رضى الدين على
بن طاووس الحلى المتوفى سنة (664) وهذا الكتاب جليل في بابه ينقل فيه عن "
مدينة العلم " وكتاب " النبوة " للشيخ الصدوق فيظهر وجودهما عنده -
الذريعة ج 8 / 86. 2) سليمان الانصاري: بن عمرو بن حديدة الخزرجي الصحابي قتل هو
ومولاه عنترة يوم احد شهيدين سنة (3) ه - الاستيعاب ج 2 / 651 ط القاهرة. 3) فتحفى
له: بالغ في اكرامه وتعظيمه، وفى المصدر المخطوط: فتحفز له والظاهر انه مصحف لان
معناه: تهيا للوثوب، أو استوى جالسا على ركبتيه، وارادة هذا المعنى بعيدة. 4)
الخناق (بكسر الخاء) القلادة.
[ 11 ]
فقال:
ان الله عزوجل قال لها: كونى فكانت، قال: فمن هذا الشخص الذى داخلها ؟ قال: شخص
جارية حوراء انسية تخرج من ظهر نبى يقال له: محمد صلى الله عليه وآله، قال: فما
هذا التاج الذى على راسها ؟ قال: هو ابوها محمد صلى الله عليه وآله، قال: فما هذا
الخناق الذى في عنقها ؟ قال: بعلها على بن ابى طالب عليه السلام، قال: ما هذان
القرطان اللذان في اذنيها ؟ قال: هما قرطا العرش وريحانتا الجنة، ولداها الحسن والحسين
عليهما السلام. قال: فكيف ترد القيامة هذه الجارية ؟ قال: ان الله يقول: ترد على
ناقة ليست من نوق دار الدنيا، راسها من بهاء الله، وموخرها من عظمة الله، وخطامها
(1) من رحمة الله، وقوائمها من خشية الله، ولحمها وجلدها معجونان بماء الحيوان،
قال الله: كن فكانت، يقود زمام الناقة سبعون الف صف من الملائكة، كلهم يقولون غضوا
ابصاركم يا اهل الموقف حتى تجوز الصديقة سيدة النساء فاطمة الزهرا عليها السلام
(2). 3 - الشيخ الفاضل شرف الدين النجفي (3) في " تأويل الآيات الباهرة في
العترة الطاهرة قال: روى مرفوعا إلى محمد بن زياد (4)، قال: سال ابن مهران (5) عبد
الله بن العباس رضى الله عنه عن تفسير قوله تعالى: (وانا لنحن الصافون وانا لنحن
المسبحون) (6) فقال ابن عباس: انا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فاقبل على
بن ابى طالب عليه السلام فلما رآه النبي
1)
الخطام (بكسر الخاء المعجمة): حبل يجعل في عنق البعير ويثنى في خطمه أي انفه. 2)
الدر النظيم: 149 مخطوط مكتوب سنة (734) في مكتبة السيد الجليل عبد العزيز الطبا
طبائى. 3) السيد الفاضل العلامة شرف الدين على الحسينى الاستر آبادى المتوفى حدود
(965) أو (970). 4) محمد بن زياد هو ابن ابى عمير البغدادي المتوفى سنة (217) تقدم
ذكره. 5) ابن مهران: هو سليمان الاعمش المتقدم ذكره المتوفى سنة (148). 6)
الصافات: 165.
[ 12 ]
صلى
الله عليه وآله تبسم في وجهه وقال: مرحبا بمن خلقه الله قبل آدم باربعين الف عام،
فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله اكان الابن قبل الاب ؟ قال: نعم ان الله
تعالى خلقني وخلق عليا من قبل ان يخلق آدم بهذه المدة، خلق نورا فقسمه نصفين،
فخلقني من نصفه وخلق عليا من النصف الآخر قبل الاشياء كلها ثم خلق الاشياء فكانت
مظلمة، فنورها من نوري ونور على، ثم جعلنا عن يمين العرش. ثم خلق الملائكة فسبحنا
وسبحت الملائكة، وهللنا وهللت الملائكة، فكبرنا فكبرت الملائكة، فكان ذلك من
تعليمي وتعليم على، وكان ذلك في علم الله السابق ان لا يدخل النار محل لى ولعلى،
ولا يدخل الجنة مبغض لى ولعلى الا وان الله عزوجل خلق ملائكة بايديهم اباريق
اللجين مملوءة من ماء الحياة من الفردوس، فما من احد من شيعة على الا وهو طاهر
الوالدين تقى مؤمن بالله، فإذا اراد أبو احدهم ان يواقع اهله، جاء ملك من الملائكة
الذين بايديهم اباريق من ماء الجنة، فيطرح ذلك الماء في آنيته التى يشرب منها،
فيشرب ذلك الماء فينبت الايمان في قلبه، كما ينبت الزرع فهم على بينة من ربهم ومن
نبيهم ومن وصيه على، ومن ابنتى الزهراء ثم الحسن ثم الحسين ثم الائمة من ولد
الحسين عليهم السلام فقلت يا رسول الله ومن هم ؟ قال: الائمة احد عشر منى، وابوهم
على بن ابى طالب عليه السلام ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: الحمد لله الذى جعل
محبة على والايمان سببين يعنى سببا لدخول الجنة وسببا للفوز من النار (1). 4
" الروضة والفضائل " عن ابن عباس قال: قد اقبل على بن ابى طالب عليه
السلام (2) فقال له (3): يا رسول الله صلى الله عليك وآلك جاء
1)
تأويل الآيات ج 2 / 501 ح 20 وعنه البحار ج 24 / 88 ح 4، وج 35 / 29 ح 25 -
والبرهان ج 4 / 309 ذ ح 3 واخرجه في البحار ج 26 / 345 ح 18 عن ارشاد القلوب: 404
واورده في المحتضر: 165. 2) في الفضائل: اقبل على بن ابى طالب عليه السلام إلى
النبي صلى الله عليه وآله. 3) في الفضائل والبحار: فقالوا:
[ 13 ]
امير
المومنين، فقال عليه السلام: ان عليا سمى بامير المؤمنين من قبل (1)، قيل: قبلك يا
رسول الله ؟ قال: ومن قبل عيسى، وموسى (2)، قيل: ومن قبل عيسى وموسى ؟ قال: ومن
قبل سليمان بن داود (3)، ولم يزل حتى عدد الانبياء كلهم (4) إلى آدم عليه السلام
ثم قال: انه لما خلق الله آدم طينا خلق بين عينيه درة (5) تسبح الله وتقدسه، فقال
عزوجل: لاسكننك رجلا اجعله امير الخلق اجمعين فلما خلق على بن ابى طالب عليه
السلام اسكن الدرة فيه فسمى امير المومنين قبل خلق آدم عليه السلام (6).
1)
في الفضائل: سمى بامرة المؤمنين قبلى. 2) في الفضائل: فقال: وقبل موسى وعيسى. 3)
في البحار: وقبل سليمان وداود. 4) في الفضائل: ولم يزل بعد الانبياء كلهم. 5) في
البحار: خلق من عينيه درة، وفى الفضائل خلق بين عينيه ذرة (بالذال المعجمة) 6)
فضائل شاذان: 104 - والروضة: 5، وعنهما البحار ج 37 / 337 ح 77.
[ 15 ]
1 - الشيخ البرسى في كتابه قال: روى
اصحاب التواريخ ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان جالسا وعنده جنى يساله عن
قضايا مشكلة، فاقبل امير المؤمنين عليه السلام فتصاغر الجنى حتى صار كالعصفور، ثم
قال: اجرني يا رسول الله فقال: ممن ؟ فقال: من هذا الشاب المقبل، فقال: وما ذاك ؟
فقال الجنى: اتيت سفينة نوح لاغرقها يوم الطوفان فلما تناولتها ضربني هذا فقطع
يدى، ثم اخرج يده مقطوعة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هو ذاك (1). 2 -
قال: ومن ذلك الاسناد ان جنيا كان جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
فاقبل امير المؤمنين عليه السلام فاستغاث الجنى وقال: اجرني يا رسول الله صلى الله
عليه وآله من هذا الشاب المقبل، قال: وما فعل بك ؟ قال: تمردت على سليمان فارسل
إلى نفرا من الجن وطلت عليهم، فجاءني هذا الفارس فاسرني وجرحني وهذا مكان الضربة
إلى الآن لم يندمل (2). 3 - وقال ايضا: اما سمعت قصة الجنى، إذ كان عند النبي صلى
الله عليه وآله جالسا، فاقبل امير المؤمنين عليه السلام، فجعل الجنى يتصاغر
1)
مشارق الانوار: 85 - واورده المصنف ايضا في البرهان ج 3 / 226 ح 3. 2) مشارق
الانوار: 85 - واورده المصنف ايضا في البرهان ج 3 / 226 ح 4.
[ 16 ]
لديه
(1) فقال النبي صلى الله عليه وآله: من هذا الذى تتصاغر لديه تعظيما له وخوفا منه
(2) ؟ فقال: يا رسول الله انى كنت اطير مع المردة إلى السماء قبل خلق آدم يخمسمائة
عام، فرايت هذا في السماء فجرحني (3) والقاني في الارض، فهربت إلى الارض (4)
السابعة منها، فرأيته هناك كما رايته في السماء (5). 4 - وقال ايضا: ومن كراماته
ما روى ان فرعون - لعنه الله - لما الحق هارون باخيه موسى عليه السلام دخلا عليه
يوما، واوجسا خيفة منه، فإذا فارس يقدمهما، ولباسه من ذهب، وبيده سيف من ذهب، وكان
فرعون يحب الذهب، فقال لفرعون: اجب هذين الرجلين، والا قتلتك، فانزعج فرعون لذلك،
وقال: عودا إلى غدا. فلما خرجا دعا البوابين وعاقبهم، وقال: كيف دخل على هذا
الفارس بغير اذن ؟ فحلفوا بعزة فرعون انه ما دخل الا هذان الرجلان، وكان الفارس
مثال على عليه السلام، الذى ايد الله تعالى به النبيين سرا، وايد به محمدا صلى
الله عليه وآله جهرا، لانه كلمة الله الكبرى التى اظهرها الله لاوليائه فيما شاء
من الصور، فينصرهم (6) بها، وبتلك الكلمة يدعون فيجيبهم الله وينجيهم (7)، واليه
الاشارة بقوله: (ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما بآياتنا) (8) قال ابن عباس:
كانت الآية الكبرى لهما هذا الفارس (9).
1)
في المصدر: يتصاغر لديه تعظيما له وخوفا منه. 2) ليس في المصدر المطبوع: مقالة
النبي صلى الله عليه وآله واستفهامه من الجنى. 3) في المصدر: فاخرجني. 4) في
المصدر: فهويت إلى السابعة منها. 5) مشارق الانوار: 217. 6) في المصدر: فنصرهم
بها. 7) في المصدر: يدعون الله فيجيبهم وينجيهم. 8) القصص: 35. 9) مشارق الانوار:
81.
[ 17 ]
5 - وقال ايضا:
قولهم: الحق ان ميتنا إذا مات لم يمت، وان غائبنا إذا غاب لم يغب (1). لان امير
المؤمنين عليه السلام ليست حقيقته بهذا الجسد المحدث الذى ظهر مع رسول الله صلى
الله عليه وآله ايام حياته، لا غير، بل امير المؤمنين لمن عرفه، هو الآية الكبرى
التى عليها وقعت الاشارة من قوله: ما عرفك الا الله ورسوله صلى الله عليه وآله، وانا
النور القديم (2) الذى يتقلب في الصور كيف شاء الله، الذى كان قبل خلق الخلق في
لباس الظلمة في عالم النور، وعلى العرش قبل خلق السموات والارض في لباس الظهور،
ومع الملائكة في عالم الارواح، ومع النبيين في عالم الاشباح وله قوة الظهور فيما
شاء من الصور، لانه كان سر النبيين في ظهورهم وظهوره، وبذلك جاء الكتاب والسنة.
اما الكتاب: فقوله سبحانه حكاية عن موسى وهارون: (ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون
اليكما بآياتنا) (3) قال المفسرون: كانت الآية والسلطان صورة على عليه السلام،
وكذا كان لسائر النبيين. واما السنة: فقوله صلى الله عليه وآله: يا على ان الله
ايد بك النبيين سرا، وايدنى بك جهرا ومن انكر ما جاء به الكتاب والسنة، فقد كفر،
فمن انكر ان عليا كان مع النبيين سرا ومع محمد صلى الله عليه وآله جهرا، فقد كفر،
فلا تطع المكذبين المرتابين في اسرار امير المؤمنين عليه السلام. 6 - وقال ايضا:
رويت حكاية سلمان عليه السلام وانه لما خرج عليه الاسد قال: يا فارس الحجاز
ادركني، فظهر إليه فارس وخلصه منه، وقال
1)
في المصدر: 161 - يا سلمان ان ميتنا إذا مات لم يمت، ومقتولنا لم يقتل، وغائبنا
إذا غاب لم يغب. 2) الظاهر ان الصحيح: هو النور القديم. 3) القصص: 35.
[ 18 ]
للاسد:
انت دابته من الآن، فعاد يحمل عليه الحطب إلى باب المدينة امتثالا لامر على عليه
السلام انتهى كلام البرس (1) (2).
1)
الحافظ البرسى الشيخ رجب بن محمد بن رجب الحلى المتوفى بعد (813) له مصنفات منها:
مشارق انوار اليقين الفه سنة (773) ولخصه وسماه مشارق الامان وفرغ منه سنة (811).
الذريعة ج 21 / 33 - 34 - معجم المؤلفين ج 4 / 153. 2) مشارق انوار اليقين: 216 ط
طهران.
[ 19 ]
1 -
الشيخ الفاضل محمد بن على بن شهر اشوب، في كتاب " المناقب " عن شيخ
السنة القاضى ابى عمرو عثمان بن احمد في خبر طويل: ان فاطمة بنت اسد رات النبي صلى
الله عليه وآله ياكل تمرا، له رائحة يزداد على كل الاطايب من المسك والعنبر، من
نخلة لا شماريخ (1) لها، فقالت: ناولنى انل منها، قال: لا تصلح الا ان تشهدي معى
ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله فشهدت الشهادتين،
فناولها فاكلت فازدادت رغبتها، وطلبت اخرى لابي طالب فعاهدها ان لا تعطيه الا بعد
الشهادتين، فلما جن عليهما الليل (2) اشتم أبو طالب نسيما (3) ما اشتم قط مثله،
فاظهرت ما معها، فالتمسه منها، فابت عليه الا ان يشهد الشهادتين، فلم يملك نفسه ان
شهد الشهادتين، غير انه سالها ان تكتم عليه لئلا تعيره قريش، فعاهدته على ذلك،
فاعطته ما معها، وآوى إلى زوجته فعلقت بعلى عليه السلام في تلك الليلة، ولما حملت
بعلى عليه السلام ازداد حسنها، وكان يتكلم في بطنها. فكانت في الكعبة يوما فتكلم
على عليه السلام مع جعفر فغشى عليه،
1)
الشماريخ (جمع شمراخ بكسر الشين المعجمة وسكون الميم): عذق عليه بسرا أو عنب. 2)
في المصدر: فلما جن عليها الليل. وفى البحار فلما جن عليه الليل. 3) في المصدر:
اشتم أبو طالب نسما.
[ 20 ]
فالتفتت
(1) فإذا الاصنام قد خرت على وجوهها، فمسحت على بطنها، وقالت: يا قرة العين تخدمك
(2) الاصنام في داخلا فكيف شأنك خارجا ؟ وذكرت ذلك لابي طالب فقال: هو الذى قال لى
اسد في طريق الطائف (3). 2 - الشيخ الطوسى، في " مجالسه " قال: اخبرنا
أبو الحسن محمد بن احمد بن الحسن بن شاذان (4)، قال: حدثنى احمد بن محمد بن ايوب
(5)، قال: حدثنا عمر بن الحسن القاضى (6)، قال: حدثنا عبد الله بن محمد (7) قال:
حدثنى أبو حبيبة (8) قال حدثنى سفيان بن عيينة (9) عن الزهري، عن عائشة. قال محمد
بن احمد بن شاذان: وحدثني سهل بن احمد (10) قال: حدثنى احمد بن عمر الربيقى (11)،
قال: حدثنا زكريا بن يحيى (12)، قال: حدثنا أبو داود (13)، قال: حدثنا شعبة (14)
عن قتادة، عن انس بن مالك، عن العباس بن عبد المطلب.
1)
في المصدر: فالقيت الاصنام خرت، وفى البحار: فالتفت الاصنام. 2) في المصدر
والبحار: سجدتك. 3) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 172 - وعنه البحار ج 35 / 17 ح
14. 4) أبو الحسن محمد بن احمد بن على بن الحسن بن شاذان الكوفى القمى من مفاخر
اعلام قرنى الرابع والخامس. 5) احمد بن محمد بن الحسن بن ايوب أبو عبد الله
الحافظ. 6) عمر بن الحسن القاضى ابن نصر بن طرخان أبو حفيص الحلبي المتوفى سنة
(306). 7) عبد الله بن محمد بن اسحاق الجزرى أبو عبد الرحمن الاذرمى الموصلي. 8)
أبو حبيبة: ابراهيم بن اسماعيل أبو اسماعيل المدنى المتوفى سنة (165). 9) سفيان بن
عيينة بن ميمون الهلالي الكوفى المتوفى سنة (198). 10) سهل بن احمد: بن عبد الله
الديباجي أبو محمد البغدادي المتوفى سنة (380) ه. 11) في المصدر والبحار: الربيعي
(بالعين المهملة) وعلى أي حال ما وجدت له ترجمة. 12) زكريا بن يحيى: بن عبد الرحمن
الساجى البصري الحافظ المتوفى سنة (307) ه. 13) أبو داود: سليمان بن الاشعث بن
اسحاق السجستاني المتوفى سنة (275). 14) هو شعبة بن الحجاج المتوفى سنة (160) تقدم
ذكره.
[ 21 ]
قال
ابن شاذان: وحدثني ابراهيم بن على، باسناد (سقط من النسخة الماخود منها الحديث) عن
ابى عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام عن آبائه عليهم السلام قال: كان العباص
بن عبد المطلب، ويزيد بن قعنب جالسين ما بين فريق بنى هاشم إلى فريق عبد العزى
بازاء بيت الله الحرام إذا اتت فاطمة بنت اسد بن هاشم ام امير المؤمنين عليهما
السلام، وكانت حاملة بامير المؤمنين عليه السلام لتسعة اشهر (1) وكان يوم التمام.
قال فوقفت بازاء البيت الحرام، وقد اخذها الطلق، فرمت بطرفها نحو السماء، وقالت:
أي رب انى مؤمنة بك، وبما جاء به من عندك الرسول، وبكل نبى من انبيائك، وبكل كتاب
انزلته، وانى مصدقة بكلام جدى ابراهيم الخليل، وانه بنى بيتك العتيق، فاسالك بحق
هذا البيت ومن بناه، وبهذا المولود الذى في احشائي الذى يكلمني ويؤنسنى بحديثه،
وانا موقنة انه احدى اياتك ودلائلك، لما يسرت على ولادتي. قال العباس بن عبد
المطلب، ويزيد بن قعنب: فلما تكلمت فاطمة بنت اسد ودعت بهذا الدعاء، رأينا البيت
قد انفتح من ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن ابصارنا، ثم عادت الفتحة والتزقت
باذن الله، فرمنا (2) ان نفتح الباب لتصل إليها بعض نساءنا فلم ينفتح الباب،
فعلمنا ان ذلك امر من امر الله تعالى، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة ايام، قال: واهل
مكة يتحدثون بذلك في افواه السكك وتتحدث المخدرات في خدورهن. قال فلما كان بعد
ثلاثة ايام انفتح البيت من الموضع الذى كانت دخلت فيه، فخرجت فاطمة وعلى (3) على
يديها، ثم قالت: معاشر الناس ان الله عزوجل اختارني من خلقه، وفضلني على المختارات
ممن مضى قبلى (4)، وقد
1)
في البحار: تسعة اشهر. 2) فرمنا: اردنا وقصدنا. 3) في الاصل: بعلى عليه السلام. 4)
في البحار: ممن كن قبلى.
[ 22 ]
اختار
الله آسية بنت مزاحم فانها عبدت الله عزوجل سرا في موضع لا يحب ان يعبد الله فيه
الا اضطرارا، وان مريم بنت عمران اختارها الله حيث يسر (1) عليها ولادة عيسى، فهزت
الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الارض حتى تساقط عليها رطبا جنيا. وان الله
تعالى اختارني وفضلني عليهما وعلى كل من مضى قبلى من نساء العالمين لانى ولدت في
بيته العتيق، وبقيت فيه ثلاثة ايام آكل من ثمار الجنة وارزقها (2). فلما اردت ان
اخرج وولدى على يدى هتف بى هاتف، وقال يا فاطمة سميه عليا، فانا العلى الاعلى،
وانى خلقته من قدرتي وعز جلالى وقسط عدلى، واشتققت اسمه من اسمى وادبته بادبى (3)
وهو اول من يوذن فوق بيتى، ويكسر الاصنام ويرميها على وجوهها (4)، ويعظمنى
ويمجدني، ويهللني، وهو الامام بعد حبيبي ونبيى وخيرتي من خلقي محمد رسولي، ووصيه،
فطوبى لمن احبه ونصره، والويل لمن عصاه وخذله، وجحد حقه. فلما رآه أبو طالب سر،
وقال على عليه السلام: السلام عليك يا ابة ورحمة الله وبركاته، ثم قال: دخل رسول
الله صلى الله عليه وآله فلما دخل اهتز له امير المؤمنين عليه السلام وضحك في وجهه
وقال: السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليه وآله ورحمة الله وبركاته، ثم تنحنح
باذن الله تعالى، وقال: (بسم الله الرحمن الرحيم قد افلح المؤمنون الذين هم في
صلوتهم خاشعون) (5) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد افلحوا بك. وقرا تمام
الآيات إلى قوله (اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس
1)
في المصدر: ومريم بنت عمران حيث هانت ويسرت عليها. 2) في البحار: وارواقها: جمع
الروق وهو الصافى من الماء ونحوه. 3) في المصدر والبحار: وادبته بادبى، وفوضت إليه
امرى، ووقفته على غامض علمي ووليد في بيتى، وهو اول.. 4) في المصدر والبحار: على
وجهها. 5) المؤمنون: 1 - 2.
[ 23 ]
هم
فيها خالدون) (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انت والله اميرهم تميرهم (2)
من علومك (3) فيمتارون، وانت والله دليلهم وبك يهتدون. ثم قال رسول الله صلى الله
عليه وآله لفاطمة: اذهبي إلى عمه حمزة، فبشريه به، فقالت: فإذا خرجت انا فمن يرويه
؟ قال: انا ارويه، فقالت فاطمة: انت ترويه ؟ قال نعم. فوضع رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم لسانه في فيه، (فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا) (4) قال: فسمى ذلك
اليوم يوم التروية. فلما ان رجعت فاطمة بنت اسد، رات نورا قد ارتفع من على إلى
اعنان السماء، قالت (5): ثم شددته، وقمطته قماطا، فبتر القماط (6)، ثم جعلته (7)
قماطين، فبترهما، فجعلته ثلاثة، فبترها، فجعلته اربعة اقمطة من رق (8) مصر لصلابته
فبترها، فجعلته خمسة اقمطة ديباج لصلابته فبترها كلها، فجعلته ستة من ديباج، وواحد
من الادم فتمطى (9) فيها فقطعها كلها باذن الله، ثم قال بعد ذلك: يا امه لا تشدى
يدى فانى احتاج إلى ان ابصبص (10) لربى باصبعي. قال: فقال أبو طالب عند ذلك: انه
سيكون له شان ونبا، قال (11). فلما كان من غد، دخل رسول الله صلى الله عليه وآله
على فاطمة، فلما
1)
المؤمنون: 10 - 11. 2) تميرهم: يقال: ماره يميره: اتاه بالطعام. 3) في البحار:
علومهم. 4) اقتباص من سورة البقرة: 60. 5) في المصدر والبحار: قال ثم شدته وقمطته.
6) بتر: قطع، والقماط (بكسر القاف): خرقة عريضة تلف على الصغير إذا شد في المهد.
7) في المصدر والبحار: قال:: فاخذت فماطا جيدا فشدته به فبتر القماط ثم جعلته
قماطين. 8) الرق (بفتح الراء المهملة والقاف المشددة): جلد رقيق يكتب فيه. 9)
تمطى: تمدد ومد يديه. 10) بصبص: تملق. 11) كلمة (قال) ليست في المصدر.
[ 24 ]
بصر
على عليه السلام برسول الله صلى الله عليه وآله، سلم عليه، وضحك في وجهه، واشار
إليه، ان خذنى اليك واسقني مما سقيتني بالامس، قال: فاخذه رسول الله صلى الله عليه
وآله، فقالت فاطمة: عرفه ورب الكعبة، قال فلكلام فاطمة سمى ذلك اليوم يوم عرفة،
تعنى ان امير المؤمنين عرف رسول الله صلى الله على وآله وسلم. فلما كان اليوم
الثالث، وكان العاشر من ذى الحجة، اذن أبو طالب في الناس اذانا جامعا، وقال: هلموا
إلى وليمة ابني على، قال: ونحر ثلثمائة من الابل والف راس من البقر والغنم، واتخذ
وليمة عظيمة، وقال: معاشر الناس ! الا من اراد من طعام على ولدى فهلموا وطوفوا
بالبيت سبعا سبعا (1)، وادخلوا، وسلموا على ولدى على فان الله شرفه ولفعل ابى طالب
شرف يوم النحر (2). وروى ابن شهر اشوب هذا الحديث، عن الحسن بن محبوب، عن الصادق
عليه السلام مختصرا معترفا باختصاره (3). 3 - ومن طريق المخالفين: ما رواه أبو
الحسن الفقيه على بن محمد الشافعي المعروف بابن المغازلى في كتاب " مناقب
امير المؤمنين " عليه السلام قال: اخبرنا أبو طاهر محمد بن على بن محمد بن
البيع (4)، قال: حدثنا أبو عبد الله احمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب (5)،
قال: حدثنا احمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلى (6)، قال: حدثنى عمر بن احمد بن
روح الساجى، حدثنى أبو طاهر يحى بن الحسن العلوى، قال: حدثنى محمد بن
1)
في المصدر: طوفوا بالبيت سبعا. 2) امالي الطوسى ج 2 / 317 - وعنه البحار ج 35 / 35
ح 37 - والبرهان ج 3 / 107 ح 9. 3) مناقب ابن شهر اشوب ج 2 / 174 - وعنه البحار ج
35 / 17. 4) أبو طاهر محمد بن على بن محمد بن عبد الله البيع البغدادي المتوفى سنة
(450) ه. 5) أبو عبد الله احمد بن محمد بن عبد الله بن خالد المعروف بابن الكاتب
المتوفى سنة (425) ه. 6) احمد بن جعفر بن مجمد بن سلم بن راشد أبو بكر الختلى
المتوفى سنة (365) ه.
[ 25 ]
سعيد
الدارمي (1)، حدثنا موسى بن جعفر، عن ابيه، عن محمد بن على، عن ابيه على بن الحسين
عليهما السلام قال: كنت جالسا مع ابى ونحن زائرون (2) قبر جدنا عليه السلام، وهناك
نسوان كثيرة، إذ اقبلت امراة منهن، فقلت لها: من انت رحمك (3) الله ؟ فقالت: انا
زبدة بنت فريبة العجلان (4) من بنى ساعدة، فقلت لها: فهل عندك شئ تحدثينا ؟ فقالت:
أي والله حدثتني امى ام عمارة بنت عمارة (5) بنت نضلة بن مالك بن العجلان الساعدي:
انها كانت ذات يوم في نساء من العرب، إذ اقبل أبو طالب كئيبا حزينا، فقالت له: ما
شأنك ؟ يا ابا طالب ! فقال: ان فاطمة بنت اسد في شدة المخاض، ثم وضع يده (6) على
وجهه، فبينا هو كذلك إذ اقبل محمد صلى الله عليه وآله، فقال: ما شأنك ؟ يا عم !
فقال: ان فاطمة بنت اسد تشتكى المخاض، فاخذ بيده، وجاء (7) وهى معه فجاء بها إلى
الكعبة فاجلسها في الكعبة، ثم قال اجلسي على اسم الله. قالت: فطلقت طلقة، فولدت
غلاما مسرورا نظيفا منظفا لم اركحسن وجهه، فسماه أبو طالب عليا، وحمله النبي صلى
الله عليه وآله حتى اداه إلى منزلها. قال على بن الحسين عليه السلام: فو الله ما
سمعت شيئا قط الا وهذا احسن منه (8).
1)
في البحار: محمد بن سعيد المكى الدارمي - وعلى أي حال ما وجدت له ترجمة. 2) في
البحار: نزور. 3) في المصدر: يرحمك الله. 4) في المصدر زيدة بنت قريبة العجلان،
وفى البحار: زيدة بنت العجلان. 5) في المصدر: والبحار، والعمدة: بنت عبادة. 6) في
المصدر: والعمدة: ثم وضع يديه. 7) في البحار: وجاءا وقمن معه، وفى ذيل البحار:
ولعل المراد ان محمدا صلى الله عليه وآله وابا طالب جاءا وقمن النساء ليساعدنها.
8) مناقب ابن المغازلى: 6 ح 3 واخرجه في البحار ج 35 / 30 ح 26 عن العمدة لابن
البطريق: 27 ح 8 والطرائف: 16 ح 2 - نقلا من مناقب ابن المغازلى - والفصول المهمة:
30.
[ 26 ]
4 - ابن شهر اشوب
قال: اجمع اهل البيت انه عليه السلام ولد في زاوية البيت الايمن من ناحية الباب
(1)، فالولد الطاهر من النسل الطاهر، ولد في الموضع الطاهر، فاين توجد هذه الكرامة
لغيره ؟ فاشرق البقاع الحرم، واشرف الحرم المسجد، واشرف بقاع المسجد الكعبة، ولم
يولد مولود فيه (2) سواه، فالمولود فيه يكون في غاية الشرف فليس المولود في سيد
الايام (3)، في الشهر الحرام، في البيت الحرام، سوى امير المؤمنين عليه السلام
(4). والروايات في خبر مولده عليه السلام متكررة في الكتب، بل صنف كتاب (5) في
مولده مشهور بين الناس، واقتصرت على ما ذكرت مخافة الاطالة، إذ الكتاب مبنى على
الاختصار، والله سبحانه الموفق.
1)
في المصدر والبحار: في الزاوية الايمن من ناحية البيت. 2) في المصدر والبحار: ولم
يولد فيه مولود سواه. 3) في المصدر والبحار: في سيد الايام - يوم الجمعة -. 4)
مناقب ابن شهر اشوب ج 2 / 175 - وعنه البحار ج 35 / 19. 5) بل سنفت كتب في مولده
الشريف منها: " كتاب مولد امير المؤمنين عليه السلام " لابي البحترى وهب
بن عبد الله ربيب الامام الصادق عليه السلام على ما حكاه النجاشي والخطيب في
تاريخه ج 7 / 419 في ترجمة الحسن بن محمد ابى محمد العلوى، و " كتاب مولد
امير المؤمنين عليه السلام " لابي مخنف الازدي لوط بن يحيى بن سعيد ينقل عنه
السيد الجليل المصنف البحراني. و " مولد امير المؤمنين عليه السلام "
للشيخ الصدوق المتوفى سنة (381) ه، و " مولد امير المؤمنين عليه السلام
" لبعض المتأخرين من علماء البحرين ولعله الذى ذكره المصنف، ومن اراد التفصيل
فليرجع إلى الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 23 / 274.
[ 27 ]
1 - ابن بابويه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن
يحيى بن الحسن بن عبيدالله بن الحسين بن على بن ابى طالب عليه السلام (1)، قال:
حدثنى جدى يحيى بن الحسن (2)، قال: حدثنى عبد الله بن عبيد الله الطلحى: قال:
حدثنى ابى عن ابن هانئ مولى بنى مخزوم عن محمد بن اسحاق، قال: حدثنى ابن ابى نجيح
(3)، عن مجاهد بن جبر ابى الحجاج (4)، قال: كان من نعم الله عزوجل على على بن ابى
طالب عليه السلام ما صنع الله له واراد به من الخير، ان قريشا اصابتهم ازمة (5)
شديدة، وكان أبو طالب في عيال كثير. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعمه
العباس وكان من ايسر بنى هاشم: يا ابا الفضل ان اخاك ابا طالب كثير العيال، وقد
اصاب الناص ما
1)
أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن على
بن الحسين بن على بن ابى طالب عليهم السلام البغدادي المتوفى سنة (358) ه. 2) يحيى
بن الحسن بن جعفر: أبو الحسين الفاضل الصدوق، روى عن الرضا عليه السلام وصنف كتبا
منها: " انساب الطالبيين " وهو اول من صنف فيها، توفى سنة (277) الذريعة
ج 1 / 349 - والاعلام ج 9 / 170. 3) ابن ابى نجيح: عبد الله بن يسار الثقفى المكى
المتوفى سنة (131). 4) مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكى التابعي المفسر المتوفى سنة
(104) 5) الازمة (بفتح الهمزة وسكون الزاء المعجمة): الشدة والضيقة.
[ 28 ]
ترى
من هذه الازمة، فانطلق بنا إليه فنخفف عنه عياله، آخذ من بنيه رجلا وتاخذ رجلا
فنكفيه. فقال العباس: قم، فانطلقا حتى اتيا ابا طالب، فقالا: انا نريد ان نخفف عنك
عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه من هذه الازمة فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما
لى عقيلا، فاصنعا ما شئتما، فاخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا عليه
السلام، واخذ العباس جعفرا، فلم يزل على عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه
وآله حتى بعثه الله عزوجل نبيا، فآمن به واتبعه وصدقه، ولم يزل جعفر مع العباس حتى
اسلم واستغنى عنه (1). وروى هذا الحديث من طريق المخالفين أبو المؤيد موفق بن احمد
(2) باسناده عن ابى الحجاج (3). 2 - وقال ابن شهر اشوب: كان أبو طالب وفاطمة بنت
اسد، ربيا النبي صلى الله على وآله، وربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخديجة
عليا عليه السلام. ثم نقل عن " تاريخ الطبري "، والبلاذري، وتفسير
الثعلبي، والواحدي، و " شرف المصطفى "، و " الاربعين "
للخوارزمي، و " درجات محفوظ " البستى، و " مغازى " محمد بن
اسحق، و " معرفة " ابى يوسف النسوي انه قال مجاهد: كان من نعمة الله على
على بن ابى طالب عليه السلام، ان قريشا اصابتهم ازمة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال
كثيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لحمزة (4) والعباس: ان ابا طالب كثيرة
العيال وقد اصاب الناس ما ترون من هذه الازمة، فانطلق (5) بنا نخفف من عياله،
1)
علل الشرائع: 169 ح 1 وعنه البحار ج 38 / 315 ح 19 - في ص 237 عن روضة الواعظين:
86 - وكشف الغمة ج 1 / 79 نقلا من مناقب الخوارزمي: 17. 2) أبو المؤيد الموفق بن
احمد المكى الحنفي المعروف باخطب خوارزم المتوفى سنة (568) ه. 3) المناقب
للخوارزمي: 17. 4) حمزة: بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وآله استشهد في احد
سنة (3) ه. 5) كذا في النسخ والمصدر، والظاهر كما ذكر في هامش البحار: "
فانطلقا بى ".
[ 29 ]
فدخلوا
عليه، فطالبوه (1) بذلك فقال: إذا تركتم لى عقيلا فافعلوا ما شئتم، فبقى عقيل عنده
إلى ان مات أبو طالب صم بقى وحده (2) إلى ان اخذ يوم بدر، واخذ حمزة جعفرا، فلم
يزل معه في الجاهلية والاسلام إلى ان قتل حمزة، واخذ العباس طالبا وكان معه إلى
يوم بدر، ثم فقد ولم يعرف له خبر، واخذ رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه
السلام وهو ابن ست سنين كسنه يوم اخذه أبو طالب، فربته خديجة والمصطفى صلى الله
عليه وآله إلى ان جاء الاسلام، وتربيتهما احسن من تربية ابى طالب وفاطمة بنت اسد
فكان مع النبي صلى الله عليه وآله إلى ان مضى وبقى على بعده. وفى رواية ان النبي
صلى الله عليه وآله قال: اخترت من ولى الله (3) عليكم عليا. قال وذكر أبو القاسم
في اخبار ابى رافع من ثلاثة طرق، ان النبي صلى الله عليه وآله حين تزوج خديجة، قال
لعمه ابى طالب: انى احب ان تدفع إلى بعض ولدك يعيننى على امرى ويكفينى واشكر لك
بلاءك عندي، فقال أبو طالب: خذ ايهم شئت، فاخذ عليا عليه السلام (4). 3 - وفى
الحديث ان امير المؤمنين عليه السلام يوم ولد كان يومئذ لرسول الله صلى الله عليه
وآله من العمر ثلاثون سنة، فاحبه رسول الله صلى الله عليه وآله حبا شديدا، وقال
لامه اجعلي مهده بقرب فراشي، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يتولى اكثر تربيته (5)،
وكان يطهر عليا عليه السلام في وقت غسله، ويوجره (6) اللبن عند شربه، ويحرك مهده
عند نومه، ويناغيه في يقظته،
1)
في المصدر والبحار: وطلبوه بذلك. 2) في المصدر: ثم بقى في وحدة. 3) في المصدر
والبحار: من اختار الله لى. 4) مناقب ابن شهر اشوب ج 2 / 179، عنه البحار: 38 /
294 ح 1. 5) في كشف اليقين: يولى على اكثر تربيته، وفى نهج الحق والبحار: يلى اكثر
تربيته. 6) يوجره يجعل اللبن في فيه.
[ 30 ]
ويحمله
على صدره (1)، ويقول هذا اخى، ووليى، وناصري، وصفيى، وذخري وكهفي، وصهري (2)
ووصيي، وزوج كريمتي، واميني على وصيتى، وخليفتي. وكان يحمله على كتفه دائما، ويطوف
به جبال (3) مكة، وشعابها واوديتها (4). 4 - " نهج البلاغة ": وقد علمتم
بموضعي (5) من رسول الله بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وانا
وليد (6) يضمني إلى صدره، ويلفني (7) في فراشه، ويمسنى جسده، ويشمني عرفه (8) وكان
يمضغ الشئ ثم يلقمنيه، وما وجد لى كذبة في قول، ولا خطلة (9) في فعل، ولقد قرن
الله به صلى الله عليه وآله من لدن (10) كان فطيما اعظم ملك من ملائكته، يسلك به
طريق المكارم، ومحاسن اخلاق العالم، ليله ونهاره، ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل
(11) اثر امه، يرفع لى في كل يوم علما من اخلاقه (12)، ويأمرني بالاقتداء به (13).
1)
في نهج الحق: ويحمله على صدره ورقبته. 2) في كشف اليقين والبحار: وظهري. 3) في نهج
الحق: به في جبال. 4) كشف اليقين في فضائل امير المؤمنين عليه السلام: 7 - ونهج
الحق وكشف الصدق: 233 - وعنهما البحار ج 35 / 9. 5) في المصدر والبحار: موضعي. 6)
في المصدر والبحار: وانا ولد. 7) في المصدر والبحار: ويكنفني. 8) العرف (بفتح
العين): الرائحة الذكية. 9) الخطلة (بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء) واحدة الخطل،
أي الخطاء. 10) في المصدر: من لدن ان كان. 11) الفصيل: ولد الناقة. 12) في المصدر:
من اخلاقه علما. 13) نهج البلاغة: الخطبة القاصعة 300 خ 192 - وعنه البحار ج 38 /
320 ح 33 ومناقب ابن شهر اشوب ج 2 / 180.
[ 31 ]
5 - أبو على
الطبرسي في " اعلام الورى " روى عباد بن يعقوب (1) ويحيى بن عبد الحميد
الحمانى (2)، قال: حدثنا على بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله (3)، عن ابيه عبيد
الله بن ابى رافع عن جده ابى رافع، قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان
إذا جلس ثم اراد ان يقوم لا ياخذ بيده غير على عليه السلام. وقال الحمانى في
حديثه: كان إذا جلس اتكى على على عليه السلام، وإذا قام وضع يده على على عليه
السلام (4).
1)
عباد بن يعقوب: أبو سعيد الرواجنى الكوفى توفى سنة (250) ه - الاعلام ج 4 / 30. 2)
يحيى بن عبد الحميد الحمانى الكوفى أبو زكريا توفى سنة (228) ه. 3) محمد بن عبيد
الله: بن ابى رافع كان من اصحاب الصادق عليه السلام توفى سنة (157) ه. 4) اعلام
الورى: 189 - وعنه البحار ج 38 / 306 ح 8 - واخرجه في البحار ج 38 / 297 عن مناقب
ابن شهر اشوب ج 2 / 219.
[ 33 ]
1 - محمد بن يعقوب باسناده، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن
سالم، عن ابى حمزة، عن سعيد بن المسيب، قال سالت على بن الحسين عليه السلام، كم
كان على بن ابى طالب عليه السلام يوم اسلم ؟ فقال: أو كان كافرا قط ؟ انما كان
لعلى عليه السلام حيث بعث (1) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشر سنين، ولم
يكن يومئذ كافرا، ولقد آمن بالله تبارك وتعالى ورسوله (2) صلى الله عليه وآله،
وسبق الناس كلهم إلى الايمان بالله ورسوله (3)، والى الصلاة بثلاث سنين، وكانت اول
صلاة صلاها مع رسول الله صلى الله عليه وآله الظهر ركعتين، وكذلك فرضها الله تبارك
وتعالى على من اسلم بمكة ركعتين ركعتين، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يصليها
بمكة ركعتين، ويصليها على عليه السلام بمكة ركعتين مدة عشر سنين حتى هاجر رسول
الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وخلف عليا عليه السلام في امور، لم يكن يقوم
بها احد غيره. وكان خروج رسول الله صلى الله عليه وآله من مكة في اول يوم من ربيع
الاول، وذلك يوم الخميس من سنة ثلاث عشرة من المبعث، وقدم المدينة
1)
في المصدر والبحار: حيث بعث الله عزوجل رسوله. 2) في المصدر والبحار: وبرسوله. 3)
في المصدر والبحار: وبرسوله.
[ 34 ]
لاثنى
عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الاول (1) فنزل بقبا فصلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين
الحديث (2). 2 - الشيخ المفيد (3) في " الارشاد " قال: اخبرني أبو الجيش
المظفر بن محمد البلخى (4) قال: اخبرنا أبو بكر محمد بن احمد بن ابى الثلج (5) قال
حدثنا أبو الحسن احمد بن القاسم البرتى (6)، قال: حدثنى عبد الرحمن بن صالح الازدي
(7)، قال: حدثنا سعد بن خثيم (8)، قال: حدثنا اسد بن عبيدة (9)، عن يحيى بن عفيف
(10)، عن ابيه، قال: كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب (11) قبل ان يظهر امر
النبي صلى الله عليه وآله، فجاء شاب فنظر إلى السماء حين تحلقت الشمس ثم استقبل
الكعبة فقام يصلى، فجاء غلام فقام عن يمينه، ثم جاءت امراة فقامت خلفهما، فركع
الشاب فركع الغلام والمراة، ثم رفع الشاب فرفعا، ثم سجد الشاب فسجدا.
1)
في المصدر والبحار: ربيع الاول مع زوال الشمس. 2) الكافي ج 8 / 338 ح 536 - وعنه
البحار ج 19 / 115 ح 2. 3) الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الشيخ الجليل
المتوفى سنة (413). 4) أبو الجيش: المظفر بن محمد بن احمد البلخى المتكلم المتوفى
سنة (367). 5) أبو بكر محمد بن احمد بن ابى الثلج الكاتب البغدادي المتوفى سنة
(325). 6) أبو الحسن احمد بن القاسم البرتى: بن محمد بن سليمان توفى سنة (296). 7)
عبد الرحمن بن صالح الازدي أبو صالح البغدادي المتوفى سنة (235). 8) سعد بن خثيم:
بن رشد الهلالي أبو معمر الكوفى المتوفى سنة (180). 9) اسد بن عبيدة: في ثقات بن
حبان: اسد بن عبدة - وفى تهذيب التهذيب 1 / 259: اسد بن عبد الله بن يزيد بن اسد
البجلى المتوفى سنة (120). 10) يحيى بن عفيف: ترجمه ابن حبان في الثقات ج 5 / 521
وقال: يروى عن ابيه وله صحبة روى عنه اسد بن عبدة البجلى. 11) في المصدر: مع
العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه بمكة - وفى البحار عن كشف الغمة: كنت امرء
تاجرا. فقدمت الحج، فاتيت العباس بن عبد المطلب لابتاع منه بعض التجارة وكان امرء
تاجرا، فو الله اتى لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر إلى الشمس فلما
راها قد مالت قام يصلى قال: ثم خرجت امراة من الخباء الذى خرج ذلك الرجل منه فقامت
خلفه فصلت، ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه فصلى..
[ 35 ]
فقلت:
يا عباس امر عظيم ! فقال العباس: امر عظيم، اتدرى من هذا الشاب ؟ هذا محمد بن عبد
الله بن عبد المطلب ابن اخى، اتدرى من هذا الغلام ؟ هذا على بن ابى طالب ابن اخى،
اتدرى من هذه المراة ؟ هذه خديجة بنت خويلد، ان ابن اخى هذا حدثنى ان ربه رب
السماوات والارض امره بهذا الدين الذى هو عليه، ولا والله ما على ظهر الارض على
هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة (1). 3 - ابن بابويه في " اماليه " قال:
حدثنا الحسين بن على بن شعيب الجوهرى رضى الله عنه، قال: حدثنا احمد بن يحيى بن
زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب (2)، قال: حدثنا الفضل بن الصقر
العبدى، قال أبو معاوية: عن الاعمش، عن الصادق جعفر بن محمد (3) عليهما السلام،
قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه خميصة (4) قد اشتمل بها، فقيل (5):
من كساك هذه الخميصة ؟ فقال: كسانى حبيبي، وصفيى، وخاصتي، وخالصتي، والمؤدى عنى،
ووصيي، ووارثى، واخى، واول المؤمنين اسلاما، واخلصهم ايمانا، واسمح الناس كفا سيد
الناس بعدى، قائد الغر المحجلين، امام اهل الارض، على بن ابى طالب عليه السلام،
فلم يزل يبكى حتى ابتل الحصى من دموعه شوقا إليه (6). 4 - وعنه قال: حدثنا الحسن
بن محمد بن سعيد الهاشمي، قال: حدثنا فرات بن ابراهيم الكوفى، قال: حدثنا محمد بن
على بن معمر، قال: قال: احمد بن على الرملي، قال: حدثنا محمد بن موسى، قال: حدثنا
يعقوب بن
1)
ارشاد المفيد: 20 - وعنه البحار ج 38 / 243 - 244 وعن كشف الغمة ج 1 / 84 مع
اختلاف يسير في العبارات، وعن روضة الواعظين: 85. 2) بكر بن عبد الله بن حبيب
المزني أبو محمد ساكن الرى وله كتاب نوادر. 3) في المصدر والبحار: جعفر بن محمد عن
ابيه عن آبائه عليهم السلام قال: 4) الخميصة: ثوب اسود مربع. 5) في المصدر
والبحار: فقيل: يا رسول الله من كساك ؟ 6) امالي الصدوق: 155 ح 13 وعنه البحار ج
38 / 96 ح 13.
[ 36 ]
اسحاق
المروزى، قال: حدثنا عمرو بن منصور، وقال: حدثنا اسماعيل بن ابان، عن يحيى بن ابى
كثير (1)، عن ابيه، عن ابى هارون العبدى (2)، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: على بن ابى طالب اقدم امتى سلما، واكثرهم علما،
واصحهم دينا وافضلهم يقينا، واكملهم (3) حلما، واسمحهم كفا، واشجعهم قلبا، وهو
الامام والخليفة بعدى (4). 5 - وعنه قال: حدثنا محمد بن على (5) رحمه الله، عن عمه
محمد بن ابى القاسم (6)، عن محمد بن على الكوفى (7)، عن محمد بن سنان، عن المفضل،
عن جابر بن يزيد، عن ابى الزبير المكى (8)، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تبارك وتعالى اصطفاني، واختارني،
وجعلني رسولا، وانزل على سيد الكتب، فقلت: الهى وسيدي انك ارسلت موسى إلى فرعون،
فسالك ان تجعل معه اخاه هرون وزيرا، تشد به عضده، وتصدق به قوله، وانى اسالك يا
سيدى والهى ان تجعل لى من اهلي وزيرا تشد به عضدي. فجعل الله لى عليا وزيرا، واخا،
وجعل الشجاعة في قلبه، والبسه الهيبة على عدوه، وهو اول من آمن بى، وصدقني، واول
من وحد الله معى،
1)
يحيى بن ابى كثير صالح ابن المتوكل أبو نصر اليمامى المتوفى سنة (129) أو 132. 2)
أبو هارون العبدى: عمارة بن حوين التابعي المتوفى سنة (134). 3) في المصدر
والبحار: واحلمهم حلما. 4) امالي الصدوق: 16 ح 6 وعنه البحار ج 38 / 90 ح 1. 5)
محمد بن على ماجيلويه القمى من مشايخ الصدوق قدس سره روى عنه كثيرا في المشيخة
والامالي ويعبر عنه كثيرا بمحمد بن على عن عمه. 6) محمد بن ابى القاسم عبيد الله
بن عمران الجنابي البرقى القمى الملقب ببندار وثقه النجاشي وقال: عالم فقيه عارف
بالادب والشعر. 7) محمد بن على الكوفى القرشى له ترجمة في معجم رجال الحديث ج 17 /
53. 8) أبو الزبير المكى: محمد بن مسلم بن تدرس توفى سنة (126) ه - تهذيب التهذيب
ج 9 / 442.
[ 37 ]
وانى
سالت ذلك ربى عزوجل، فاعطانيه، فهو سيد الاوصياء، اللحوق به سعادة، والموت في
طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمى، وزوجته الصديقة الكبرى ابنتى،
وابناه سيدا شباب اهل الجنة ابناى، وهو وهما والائمة بعدهم حجج الله على خلقه بعد
النبيين، وهم ابواب العلم في امتى، من تبعهم نجا من النار، ومن اقتدى بهم هدى إلى
صراط مستقيم، لم يهب الله عزوجل محبتهم لعبد، الا ادخله الله الجنة (1). 6 - وعنه،
قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق (2) رحمه الله، قال: اخبرنا احمد بن محمد بن
الهمداني (3)، قال: حدثنا احمد بن صالح، عن حكيم بن عبد الرحمن، قال: حدثنى مقاتل
بن سليمان (4)، عن الصادق جعفر بن محمد، عن ابيه، عن آبائه عليهم السلام: يا على
انت منى بمنزلة هبة الله من آدم، وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة اسحاق من ابراهيم،
وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى، الا انه لا نبى من بعدى (5). يا
على انت وصيى، وخليفتي، فمن جحد وصيتك وخلافتك فليس منى ولست منه، وانا خصمه يوم
القيمة. يا على انت افضل امتى فضلا، واقدمهم سلما، واكثرهم علما، وآمنهم (6) حلما،
واشجعهم قلبا، واسخاهم كفا.
1)
امالي الصدوق: 28 ح 5 - وعنه البحار ج 38 / 92 ح 6. 2) محمد بن ابراهيم بن اسحاق:
أبو العباس المكتب الطالقاني من مشايخ الصدوق رواياته عنه كثيرة وفى بعض اسانيده:
حدثه بالرى سنة (349) - وترضى عليه في مشيخته. 3) احمد بن محمد بن سعيد بن عبد
الرحمن السبيعى الهمداني الكوفى وله كتب كثيرة توفى سنة (333). 4) مقاتل بن
سليمان: بن بشير البلخى أبو الحسن المفسر المتوفى بالبصرة سنة (150) - وعده الشيخ
قدس سره من اصحاب الباقر والصادق عليهما السلام. 5) في المصدر والبحار: لا نبى
بعدى. 6) في المصدر والبحار: واوفرهم حلما.
[ 38 ]
يا
على (1) انت قسيم الجنة والنار، بمحبتك يعرف الابرار، ويميز بين الاشرار والاخيار
وبين المؤمنين والكفار (2). 7 - محمد بن يعقوب، عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن
محمد بن عيسى (3)، عن البرقى (4)، عن احمد بن زيد النيشابوري، قال: حدثنى عمر بن
ابراهيم الهاشمي (5) عن عبد الملك (6) بن عمير، عن اسيد بن صفوان (7) صاحب رسول
الله صلى الله عليه وآله، قال: لما كان اليوم الذى قبض فيه امير المؤمنين عليه
السلام، ارتج (8) الموضع بالبكاء، ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله صلى الله
عليه وآله، وجاء رجل باكيا، وهو مسرع مسترجع، وهو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة،
حتى وقف على باب البيت الذى فيه امير المؤمنين عليه السلام، فقال: رحمك الله يا
ابا الحسن كنت اول القوم اسلاما، واخلصهم ايمانا، واشدهم يقينا، واخوفهم لله
عزوجل، واعظمهم عناء واحوطهم (9) على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وآمنهم
على اصحابه وافضلهم مناقب، واكرمهم سوابق، وارفعهم درجة، واقربهم من رسول الله صلى
الله عليه وآله، واشبههم به
1)
في المصدر والبحار: يا على انت الامام بعدى والامير، وانت الصاحب بعدى والوزير،
ومالك في امتى من نظير - يا على انت قسيم الجنة.. 2) امالي الصدوق: 47 ح 4 - وعنه
البحار: ج 37 / 254 ح 1. 3) هو احمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمى المتقدم ذكره.
4) هو محمد بن خالد البرقى المتقدم ذكره. 5) عمر بن ابراهيم بن خالد الكردى
الهاشمي مولاهم توفى بعد سنة (220) ه. 6) عبد الملك بن عمير: بن سويد بن حارثة
القرشى اللخمى المعروف بالقبطى توفى سنة (136) وله (103) سنة - تقدم ذكره. 7) اسيد
بن صفوان (بفتح الهمزة) ترجمة ابن الاثير في " اسد الغاية " ج 1 / 90
وقال: له صحبة عداده في اهل الحجاز، تفرد بالرواية عنه عبد الملك بن عمير. 8)
ارتج: اضطراب. 9) احوطهم: اشدهم حياطة وحفظا وصيانة.
[ 39 ]
هديا،
وخلقا، وسمتا (1) وفعلا، واشرفهم منزلة واكرمهم عليه، فجزاك الله عن الاسلام، وعن
رسوله وعن المسلمين خيرا. قويت حين ضعف اصحابه، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين
وهنوا، ولزمت منهاج رسوله صلى الله عليه وآله إذ هم اصحابه، وكنت خليفته حقا لم
تنازع، ولم تضرع (2) برغم المنافقين، وغيظ الكافرين، وكره الحاسدين، وضغن (3)
الفاسقين. فقمت بالامر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا (4)، ومضيت بنور الله إذ
وقفوا: فاتبعوك (5) فهدوا، وكنت اخفضهم صوتا، واعلاهم قنوتا (6)، واقلهم كلاما،
واصوبهم نطقا، واكبرهم رايا، واشجعهم قلبا، واشدهم يقينا، واحسنهم عملا، واعرفهم
بالامور. كنت والله يعسوب (7) الدين اولا وآخرا: الاول حين تفرق الناس، والآخر حين
فشلوا، كنت للمؤمنين ابا رحيما، إذ صاروا عليك عيالا، فحملت اثقال ما عنه ضعفوا،
وحفظت ما اضاعوا، ورعيت ما اهملوا، وشمرت إذ اجتمعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ
اسرعوا (8)، وادركت اوتار ما طلبوا (9)، ونالوا بك ما لم يحتسبوا. كنت على
الكافرين عذابا صبا ونهبا، وللمؤمنين عمدا (10) وحصنا،
1)
السمت (بفتح السين المهملة وسكون الميم) الطريق وهيئة اهل الخير. 2) لم تضرع: لم
تضعف. 3) الضغن (بكسر الضاد): الحقد - وفى المصدر: وصغر الفاسقين. 4) تتعتعوا:
ترددوا في الكلام من حصر أو عى. 5) في الكمال والبحار: ولو اتبعوك لهدوا. 6) في
الكمال: قوتا. 7) في الكمال والبحار: كنت والله للدين يعسوبا. 8) في الكمال
والبحار: وصبرت إذ جزعوا. 9) في الكمال والبحار: وادركت إذ تخلفوا. 10) في الكمال
والبحار صبا وللمؤمنين غيثا وخصبا وفى النسخة المخطوطة من " الحلية "
المؤرخة (1351) والموجودة في مكتبة المؤسسة: وللمؤمنين عمودا وحصنا.
[ 40 ]
فطرت
والله بنعمائها (1)، وفزت بحبائها (2)، واحرزت سوابفها، وذهبت بفضائلها، لم تفل
حجتك (3)، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك، ولم تخن (4). كنت كالجبل
لا تحركه العواصف (5)، وكنت كما قال صلى الله عليه وآله: امن الناس في صحبتك وذات
يدك. وكنت كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ضعيفا في بدنك، قويا في امر الله
متواضعا في نفسك، عظيما عند الله، كبيرا في الارض، جليلا عند المؤمنين، لم يكن لا
حد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز (6)، ولا لاحد فيك مطمع، ولا لاحد عندك هوادة
(7)، الضعيف الذليل عندك قوى عزيز حتى تأخذ له بحقه، والقوى العزيز عندك ضعيف ذليل
حتى تأخذ منه الحق، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء: شأنك الحق والصدق والرفق،
وقولك حكم وحتم، وامرك حلم وحزم، ورايك علم وعزم فيما فعلت، وقد نهج السبيل، وسهل
العسير، واطفئت النيران، واعتدال بك الدين وقوى بك الاسلام، وظهر امر الله ولو كره
الكافرون، وثبت بك الاسلام والمؤمنون، وسبقت سبفا بعيدا، واتعبت من بعدك تعبا
شديدا، فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الانام فانا لله وانا
إليه راجعون، رضينا عن الله قضاءه، وسلمنا لله امره، فوالله لن يصاب المسلمون
بمثلك ابدا.
1)
في البحار: فطرت والله بعنانها. 2) في البحار: وفزت بجنانها. 3) في البحار: لم
يفلل حدك. 4) في المصدر: " لم تخر " من الخرور وهو السقوط. 5) في الكمال
والبحار: لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف. 6) المغمز: المطعن والعيب والمطمع
وكذلك المهمز. 7) الهوادة (بفتح الهاء): السكون والصلح والمحاباة والميل من الحق
إلى الباطل.
[ 41 ]
كنت
للمؤمنين كهفا وحصنا، وقنة (1) راسيا، وعلى الكافرين غلظة وغليظا، فالحقك الله
بنبيه، ولا احرمنا (2) اجرك، ولا اضلنا بعدك، وسكت القوم حتى انقضى كلامه وبكى
اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم طلبوه فلم يصادفوه (3). 8 - على بن
ابراهيم بن هاشم، ان النبوة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم
الاثنين، واسلم على عليه السلام يوم الثلاثاء، ثم اسلمت خديجة بنت خويلد زوجة
النبي صلى الله عليه وآله (4). والروايات من طريق اهل البيت عليهم السلام، بانه
عليه السلام اول من اسلم لا تحصى اقتصرنا على ذلك، مخافة الاطالة.
1)
القنة (بضم القاف وفتح النون المشددة): الجبل الصغيرة - قلة الجبل. 2) في البحار:
ولا حرمنا. 3) الكافي ج 1 / 454 ح 4 وعن كمال الدين 387 ح 3 - ورواه الصدوق في
اماليه: 200 ح 11. 4) تفسير القمى ج 1 / 378 - وعنه البحار ج 18 / 179 ح 10.
[ 43 ]
1 - من " مسند " احمد بن حنبل، حدث عبد الله
بن احمد بن حنبل، عن ابيه، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنى معمر، واخبرني عثمان
الجزرى (1)، عن مقسم (2)، عن ابن عباس، ان عليا عليه السلام اول من اسلم (3). 2 -
حدث عبد الله بن احمد بن حنبل، عن ابيه، قال: حدثنى ابى، قال: اخبرنا عبد الرزاق،
قال: حدثنا معمر، عن قتادة، عن الحسن (4)، وغيره ان عليا اول من اسلم بعد خديجة
(5).
1)
عثمان الجزرى: ترجمه ابن ابى حاتم في " الجرح والتعديل " ج 3 / 174
وقال: يقال له: عثمان المشاهد، روى عن مقسم، وروى عنه معمر. 2) مقسم: بن بجرة أو
ابن نجدة. ويقال له: مولى ابن عباس للزومه له، توفى سنة (101) ه. 3) فضائل احمد ج
2 / 589 ح 997 روى الحديث عنه في ملحقات الاحقاق ج 7 / 501 ورواه عبد الرزاق في
كتاب المغزى من " المصنف " ج 5 / 325. 4) الحسن: بن يسار البصري المتقدم
ذكره. توفى سنة (110) ه. 5) رواه عبد الرزاق في كتاب المغازى من " المصنف
" ج 5 / 325 - ورواه عنه احمد في كتاب الفضائل ج 2 / 589 - والحاكم في "
المستدرك " ج 3 / 111 - وابن عبد ربه في " العقد الفريد " ج 2 /
194. (*)
[ 44 ]
3 - وعنه، عن ابيه،
قال: حدثنا محمد بن جعفر (1)، قال: حدثنا شعبة، عن سلمة (2) بن كهيل، قال: سمعت
حبة العرنى (3) يقول: سمعت عليا عليه السلام يقول: انا اول من صلى مع رسول الله
صلى الله على وآله وسلم (4). 4 - وعنه، عن ابيه، عن احمد بن حنبل قال: حدثنى ابى
قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن (5) مرة، عن ابى حمزة (6)،
عن زيد بن ارقم (7)، قال: اول من اسلم مع النبي (8) صلى الله عليه وآله على عليه
السلام (9). 5 - وعنه، عن ابيه احمد بن حنبل، قال: حدثنى ابى، قال: حدثنا يزيد بن
هارون (10)، قال: اخبرنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت حبة العرنى، يقول: سمعت
عليا عليه السلام يقول انا اول رجل صلى مع
1)
محمد بن جعفر: هو الحافظ البصري المسمى بغندر (بضم اوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه
وقد تضم) توفى سنة (193) وقد تقدم ذكره. 2) سلمة بن كهيل: أبو يحيى الحضرمي الكوفى
التابعي المتوفى سنة (121) ه. 3) حبة العرنى: بن جوين بن على البجلى أبو قدامة
الكوفى المتوفى سنة (76) أو (79). 4) فضائل احمد ج 2 / 590 ح 999 - وعنه العمدة
لابن البطريق: 61 ح 65 - واخرجه في البحار ج 38 / 203 عن مناقب ابن شهر اشوب 2 /
15 ورواه ابن عبد البر، في " الاستيعاب " ج 2 / 458 ط حيدر آباد بعين ما
رواه احمد في المسند سندا ومتنا. 5) عمرو بن مرة: الجملى (نسبة إلى جمل بن كنانة
المرادى) توفى سنة (116). 6) أبو حمزة: الكوفى طلحة بن يزيد الايلى (بفتح الهمزة
وسكون الياء) مولى قرظة بن كعب الانصاري. له ترجمة في ثقات ابن حبان ج 4 / 394 وفى
التهذيب ج 5 / 29. 7) زيد بن ارقم: الصحابي الخزرجي المتوفى سنة (66) أو سنة (68).
8) في المصدر: رسول الله. 9) فضائل الصحابة لابن حنبل ج 2 / 590 ح 1000 - وعنه
العمدة لابن البطريق: 61 ح 67 ورواه ابن سعد في الطبقات ج 2 / 21 - واحمد في
المسند ج 4 / 368 و 371 - والنسائي في الخصائص: 16 ح 3. 10) يزيد بن هارون: أبو
خالد الواسطي المتوفى سنة (206).
[ 45 ]
رسول
الله صلى الله عليه وآله (1). 6 - وعنه، قال: حدثنى ابى احمد بن حنبل، قال: حدثنى
ابى، قال: اخبرنا يزيد بن هارون، قال: اخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت ابا
حمزة يحدث، عن زيد بن ارقم قال: اول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله على
عليه السلام (2). 7 - وعنه، قال: حدثنا ابراهيم (3) قال: حدثنا أبو الوليد (4)،
قال: حدثنا شعبة، عن عمرو يعنى ابن مرة قال: سمعت ابا حمزة يقول: سمعت زيد بن ارقم
يقول: اول من صلى مع النبي صلى مع النبي صلى الله عليه وآله على بن ابى طالب عليه
السلام (5). 8 - وعنه، قال: حدثنا أبو الفضل الخراساني (6) قال: حدثنا أبو غسان
(7)، عن اسرائيل (8)، عن جابر، عن عبد الله بن نجيى (9)، عن على عليه السلام قال:
صليت مع النبي صلى الله عليه وآله ثلاث سنين قبل
1)
فضائل الصحابة ج 2 / 591 ح 1002 - وعنه العمدة: 61 ح 68 - ورواه ابن سعد في
الطبقات ج 2 / 21. 2) فضائل الصحابة ج 2 / 591 ح 1003 - وعنه العمدة: 61 ح 69 -
واخرجه في البحار ج 38 / 203 عن مناقب ابن شهر اشوب: ج 2 / 14 ورواه النسائي في خصائصه:
15 ح 2 وله تخريجات. 3) ابراهيم: هو أبو مسلم ابراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري
الكجى المتوفى سنة (292). 4) أبو الوليد: هو هشام بن عبد الملك الطيالسي الحافظ
المتوفى سنة (227). 5) فضائل احمد ج 2 / 609 ح 1040 - وعنه العمدة: 61 ح 70 -
واخرجه في البحار ج 38 / 251 عن الطرائف: 18 ح 5 - ورواه النسائي في الخصائص: 17 ح
14. 6) في المصدر: حدثنا عبد الله، قال: حدثنى سفيان بن وكيع، حدثنا ابى - عن
اسرائيل. عن جابر.. 7) أبو غسان: مالك بن اسماعيل النهدي الحافظ المتوفى سنة (219)
تقدم ذكره. 8) اسرائيل: بن يونس السبيعى المتقدم ذكره توفى سنة (162) ه. 9) عبد
الله بن نجيى (بضم النون وفتح الجيم) بن سلمة بن جشم ترجمة العسقلاني في التهذيب ج
6 / 55.
[ 46 ]
ان
يصلى معه احد (1). 9 - وعنه، قال: سمعت محمد بن على بن الحسن بن شقيق (2)، قال:
سمعت ابى، قال: حدثنا أبو حمزة (3)، عن جابر الجعفي، عن عبد الله بن نجيى، قال:
سمعت عليا عليه السلام يقول: لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث سنين
قبل ان يصلى معه احد من الناس (4). 10 - وعنه، اعني عبد الله بن احمد بن حنبل،
قال: حدثنا الازرق بن على (5)، وداود بن عمرو (6)، قالا: حدثنا حسان بن ابراهيم
(7)، حدثنا محمد بن سلمة (8)، عن ابيه، عن حبة العرنى قال: رايت عليا عليه السلام
يضحك (9) يوما لم اره ضحك اكثر منه حتى بدت نواجذه، قال: بينما انا مع رسول الله
صلى الله عليه وآله وذكر الحديث قال: ثم قال: اللهم انى لا اعرف ان عبدا لك من هذه
الامة عبدك قبلى غير نبيك صلى الله عليه وآله قال: فقال ذلك: ثلاث مرات، ثم قال:
لقد صليت قبل ان يصلى احد (10). 11 - أبو اسحاق احمد بن محمد الثعلبي (11) في
تفسيره، قال الكلبى (12):
1)
فضائل احمد ج 2 / 682 ح 1165 - وعنه العمدة لابن البطريق: 62 ح 71 واخرجه في البحار
ج 38 / 268 عن الفصول المختارة للمفيد: 210 نحوه. 2) محمد بن على بن الحسن بن شقيق
بن دينار المروزى المتوفى سنة (250) ه. 3) أبو حمزة: محمد بن ميمون السكرى المروزى
المتوفى سنة (168) ه. 4) فضائل احمد ج 2 / 682 ح 1166 - وعنه العمدة لابن البطريق:
62 ح 72. 5) الازرق بن على: بن مسلم الحنفي أبو الجهم ترجمة العسقلاني في تهذيب
التهذيب ج 1 / 200 - والتقريب ج 1 / 51 وقال: من الحادية عشرة. 6) داود بن عمرو:
بن زهير أبو سليمان البغدادي المتوفى سنة (228). 7) حسان بن ابراهيم: الكرماني
قاضى كرمان المتوفى سنة (182) أو (186). 8) محمد بن سلمة: بن كهيل، ترجمه الذهبي
في ميزان الاعتدال ج 3 / 568. 9) في المصدر: ضحك يوما ضحكا لم اره.. 10) فضائل
احمد ج 2 / 681 ح 1164 - وعنه العمدة لابن البطريق: 62 ح 73 ورواه احمد في مسنده ج
1 / 99 نحوه مفصلا، واخرج ذيله في البحار: ج 38 / 241 عن كشف الغمة ج 1 / 81. 11)
أبو اسحاق الثعلبي: احمد بن محمد بن ابراهيم النيسابوري المتوفى سنة (427). 12)
الكلبى: محمد بن سائب بن بشر أبو النضر الكوفى المتوفى سنة (146).
[ 47 ]
اسلم
على عليه السلام وهو ابن تسع سنين. وقال مجاهد، وابن اسحاق (1): اسلم على عليه
السلام وهو ابن عشر سنين (2). 12 - وقال ابن اسحاق: حدثنى عبد الله بن ابى نجيح،
عن مجاهد قال: كان من نعم (3) الله على على بن ابى طالب عليه السلام وما صنع الله
له، واراده من الخير، ان قريشا اصابتهم ازمة (4) شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال
كثيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للعباس عمه، وكان من ايسر بنى هاشم: يا
عباس اخوك أبو طالب كثير العيال، وقد اصاب الناس ما تراه (5) من هذه الازمة فانطلق
بنا فلنخفف عنه من عياله، آخذ (6) من بنيه رجلا، وتاخذ من بنيه رجلا، فنكفهما (7)
عنه، فقال العباس رضى الله عنه: نعم. فانطلقا حتى اتيا ابا طالب، فقالا: انا نريد
ان نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه. فقال لهما أبو طالب: ان
تركتما لى عقيلا فاصنعا ما شئتما، فاخذ رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فضمه
إليه، واخذ العباس جعفرا وضمه إليه، فلم يزل على عليه السلام مع رسول الله صلى
الله عليه وآله حتى بعثه الله نبيا فاتبعه على فآمن به وصدقه، ولم يزل جعفر عند
العباس حتى اسلم واستغنى عنه (8).
1)
ابن اسحاق: عبد الله بن ابى نجيح يسار الثقفى المكى المتوفى سنة (131). 2) تفسير
الثعلبي: 210 مخطوط - وعنه العمدة لابن البطريق: 63. 3) في العمدة: كان من نعمة
الله. 4) الازمة (بفتح الهمزة وسكون الزاء المعجمة): الشدة والقحط. 5) في المصادر:
ما ترى. 6) في الطرائف: آخذا انا من بيته رجلا وتاخذ انت من بيته رجلا. 7) في
الطرائف والبحار: فنكفيهما عنه - وفى العمدة: فنكفلهما عنه. 8) تفسير الثعلبي في
ذيل آية " والسابقون الاولون " من سورة برائة وعنه العمدة لابن البطريق:
63 - واخرجه في البحار ج 35 / 24 ح 19 عن الطرائف: 17 ح 3 نقلا عن تفسير الثعلبي.
[ 48 ]
13 - قال: وروى
اسماعيل بن اياس بن عفيف (1)، عن ابيه، عن جده عفيف (2)، قال: كنت امرءا تاجرا،
فقدمت مكة ايام الحج، فنزلت على العباس بن عبد المطلب، وكان العباس لى صديقا، وكان
يختلف إلى اليمن، يشترى العطر، فيبيعه ايام الموسم، فبينما انا والعباس بمنى، إذا
رجل شاب حين حلقت الشمس في السماء فرمى ببصره إلى السماء ثم استقبل الكعبة، فقام
مستقبلها، فلم يلبث حتى جاء غلام، فقام عن يمينه فلم يلبث ان جاءت امراة، فقامت
خلفه فركع الشاب وركع الغلام والمراة فخر الشاب ساجدا فسجدا معه، فرفع الشاب ورفع
الغلام والمراة فقلت: يا عباس امر عظيم ! فقال: امر عظيم، فقلت: ويحك ما هذا ؟ !
فقال: هذا ابن اخى محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، يرغم ان الله بعثه رسولا، وان
كنوز كسرى وقيصر ستفتح على يديه، وهذا الغلام ابن اخى على بن ابى طالب عليه
السلام، وهذه خديجة بنت خويلد زوجته تابعاه على دينه، وايم الله ما على ظهر الارض
كلها احد على هذا الدين غير هؤلاء. قال عفيف الكندى: ما اسلم ورسخ الاسلام في قلبه
غيرهم، يا ليتنى كنت رابعا (3). 14 - قال: ويروى ان ابا طالب قال لعلى عليه
السلام: أي بنى ! ما هذا الدين الذى انت عليه ؟ قال: يا ابت آمنت بالله ورسوله،
وصدقته فيما جاء به، وصليت معه لله، فقال له: اما ان محمدا ما يدعو الا إلى خير
فالزمه (4). 15 - وروى عبيد الله بن محمد، عن العلاء بن المنهال بن عمرو، عن
1)
اسماعيل بن اياس: ترجمه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان واورد الحديث مع تفاوت
يسير في العبارات ج 1 / 395. 2) عفيف الكندى: بن قيس له صحبة، ترجمه العسقلاني في
التهذيب ج 7 / 236. 3) تفسير الثعلبي مخطوط - وعنه العمدة لابن البطريق: 63 ح 75.
4) تفسير الثعلبي مخطوط - وعنه العمدة لابن البطريق: 64 ح 75.
[ 49 ]
عبادة
بن عبد الله قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: انا عبد الله واخو رسوله، وانا
الصديق الاكبر لا يقولها بعدى الا كذاب مفتر، صليت قبل الناس بسبع سنين (1). قال
يحيى بن الحسين بن البطريق في " العمدة ": وهذا الخبر دليل على ايمان
ابى طالب، لانه امر ولده عليه السلام بلزومه واقراره بانه لا يدعو الا إلى خير
تسليم، واعتراف بصحة دعواه. وحقيقة الايمان هو التسليم والتصديق بما اتى به النبي
صلى الله عليه وآله وسلم. 16 - ابن المغازلى ؟ ؟ ؟ ؟ الشافعي الواسطي في كتاب
" مناقب امير المؤمنين عليه السلام " في قوله تعالى (والسابقون
السابقون) (2) عنه، اخبرنا احمد بن محمد بن عبد الوهاب (3) اجازة، اخبرنا عمر بن
عبد الله بن شوذب (4)، حدثنا محمد بن احمد بن منصور، قال: حدثنا احمد بن الحسين،
قال: حدثنا زكريا، قال: حدثنا أبو صالح بن الضحاك، قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن
ابن ابى نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قول الله تعالى: (والسابقون السابقون)،
قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى وصاحب يس إلى عيسى (5) وسبق على عليه السلام إلى
محمد صلى الله عليه وآله (6).
1)
تفسير الثعلبي مخطوط - وعنه العمدة لابن البطريق: 64 ح 75 واخرجه في البحار ج 38 /
239 عن كشف الغمة ج 1 / 89 نقلا من مسند احمد. 2) سورة الواقعة: 10. 3) احمد بن
محمد بن عبد الوهاب بن طاوان الواسطي من شيوخ ابن المغازلى سمع منه سنة (449). 4)
عمر بن عبد الله بن عمر بن شوذب أبو احمد المقرى الواسطي، ترجمة الجزرى في غاية
النهاية ج 1 / 506 بعنوان عثمان بن عبد الله. 5) في البحار: سبق آل ياسين إلى
عيسى. 6) مناقب ابن المغازلى: 320 - وعنه العمدة لابن البطريق: 64 ح 77 - واخرجه
في البحار ج 38 / 239 عن كشف الغمة ج 1 / 88 - واخرجه في الطرائف ايضا ج 1 / 20 عن
مناقب ابن المغازلى.
[ 50 ]
17 - وعنه، قال:
اخبرنا أبو طالب محمد بن احمد بن عثمان بن الفرج بن الازهر البغدادي (1) قدم علينا
واسطا، قال: اخبرني أبو الحسن على بن محمد بن عرفة بن لؤلؤ، قال: حدثنى عمر بن
محمد الباقلانى قال: حدثنى محمد بن خلف الحدادى (2) قال: حدثنى عبد الرحمن بن قيس
أبو معاوية، قال: حدثنى عمرو بن ثابت (3)، عن يزيد بن ابى (4) زياد، عن عبد الرحمن
بن سعيد: مولى ابى ايوب عن ابى ايوب الانصاري (5)، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: صلت الملائكة على وعلى على عليه السلام سبع سنين، وذلك انه لم يصل معى احد
غيره (6). 18 - وعنه قال: اخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن على بن العباس البزار،
قال: حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن احمد بن اسد البزار، املاء، قال:
حدثنا محمد أبو مقاتل (7)، حدثنا الحسن بن احمد بن منصور، قال: حدثنا سهل بن صالح
المروزى، قال: سمعت ابا معمر عباد بن عبد الصمد، يقول: سمعت انس بن مالك يقول: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: صلت الملائكة على وعلى على سبعا، ذلك انه لم يرفع
إلى السماء شهادة ان لا اله الا الله، وان محمدا عبده ورسوله، الا منى ومنه (8).
19 - وعنه قال: اخبرنا احمد بن موسى بن الطحان اجازة عن القاضى ابى
1)
أبو طالب محمد بن احمد البغدادي المعروف بابن السوادى توفى بواسط سنة (445). 2)
محمد بن خلف الحدادى المقرئ البغدادي المتوفى سنة (261) ه. 3) عمرو بن ثابت: ابى
المقدام بن هرمز الكوفى المتوفى سنة (172) ه. 4) يزيد بن ابى زياد الكوفى القرشى
مولاهم توفى سنة (136) ه. 5) أبو ايوب الانصاري: خالد بن زيد توفى بقسطنطنية سنة
(81) ه. 6) مناقب ابن المغازلى: 13 ح 17 - وعنه العمدة: 65 ح 78 - واخرجه في
البحار ج 38 / 251 عن الطرائف: 19 ح 7 - نقلا من مناقب ابن المغازلى. 7) أبو
مقاتل: محمد بن العباس بن احمد بن شجاع المروزى المتوفى سنة (329) ه. 8) مناقب ابن
المغازلى: 14 ح 19 - وعنه العمدة لابن البطريق: 65 ح 79 واخرجه في البحار ج 38 /
251 عن الطرائف: 19 ح 8 نقلا من ابن المغازلى وفى البحار ج 38 / 239 عن كشف الغمة
ج 1 / 79 نقلا من مناقب الخوارزمي: 19.
[ 51 ]
الفرج
الخيوطى، حدثنا ابن عبادة حدثنا جعفر بن محمد الخلدى (1)، حدثنا عبد السلام بن
صالح، حدثنا عبد الرزاق عن الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن ابى صادق، عن عليم بن قيس
الكندى، عن سلمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اول الناس ورودا على
الحوض اولهم اسلاما على بن ابى طالب عليه السلام (2). قلت: الروايات من المؤالف
والمخالف متواترة ان امير المؤمنين عليه السلام هو اول من اسلم، خصوصا الروايات عن
اهل البيت عليهم السلام، فانها متفقة على انه اول من اسلم على سبيل الاطلاق ولم
يستثن فيها خديجة (3) في كل ما وقفت عليه من روايات اهل البيت، وهو ايضا كثير في
روايات المخالفين، انه ايضا اول من اسلم على سبيل الاطلاق. 20 - قال ابن شهر اشوب:
قد استفاضت الروايات ان اول من اسلم على عليه السلام ثم خديجة ثم جعفر (4). 21 -
" تاريخ " الطبري، و " تفسير " الثعلبي وهو من اعيان
المخالفين قال: قال محمد بن المنكدر (5) وربيعة بن ابى عبد الرحمن، وابو حازم
المدنى، ومحمد بن اسحاق ومحمد بن السائب الكلبى، وقتادة، ومجاهد، وابن عباس، وجابر
بن عبد الله، وزيد بن ارقم، وعمرو بن مرة، وشعبة بن الحجاج: على اول من اسلم (6).
1)
الخلدى: حعفر بن محمد بن نصر بن القاسم أبو محمد الخواص المتوفى سنة (347). 2)
مناقب ابن المغازلى: 15 ح 22 - وعنه العمدة لابن البطريق: 66 ح 80 واخرجه في
البحار ج 38 / 239 عن كشف الغمة ج 1 / 79 نقلا من مناقب الخوارزمي: 17. 3) خديجة
بنت خويلد بن اسد القرشية عليها السلام ولدت سنة (67) ق ه. وتوفيت سنة (3 ق ه). 4)
مناقب ابن شهر اشوب ج 2 / 4 - وعنه البحار ج 38 / 228 ح 35. 5) محمد بن المنكدر بن
عبد الله بن الهدير التيمى المدنى المتوفى سنة (130) ه. 6) مناقب ابن شهر اشوب ج 2
/ 7 وعنه البحار ج 38 / 231.
[ 52 ]
قال
ابن شهر اشوب: وقد رواه وجوه الصحابة وخيار التابعين واكثر المحدثين ذلك، منهم
سلمان، وابوذر، والمقداد، وعمار، وزيد بن صوحان (1)، وحذيفة، وابو الهيثم وخزيمة
(2)، وابو ايوب، وابو سعيد الخدرى، وابى (3)، وابو رافع، وام سلمة، وسعد بن ابى
وقاص (4)، وابو موسى الاشعري (5)، وانس بن مالك، وابو الطفيل (6)، وجبير بن مطعم
(7)، وعمروبن الحمق (8)، وحبة العرنى، وجابر الحضرمي (9)، والحارث الاعور، وعباية
الاسدي (10)، ومالك بن الحويرث (11)، وفثم بن العباس (12)، وسعيد بن قيس (13)،
ومالك الاشتر (14) وهاشم بن عتبة (15)، ومحمد بن
1)
زيد بن صوحان: بن حجر العبدى التابعي الكوفى كان مع امير المؤمنين عليه السلام يوم
الجمل حتى استشهد سنة (36) ه. 2) خزيمة: بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الانصاري ذو
الشهادتين كان مع امير المؤمنين عليه السلام في صفين حتى استشهد سنة (37) ه. 3)
ابى بن كعب الصحابي كان ممن جمع القرآن توفى مابين العام (20) و (33). 4) سعد بن
ابى وقاص مالك بن اهيب الزهري مات سنة (55) ه. 5) أبو موسى الاشعري: عبد الله بن
قيس الصحابي المتوفى سنة (44) ه. 6) أبو الطفيل: عامر بن واثلة الكنانى الصحابي
المتوفى سنة (110) ه. 7) جبير بن مطعم: بن عدى بن نوفل الصحابي المتوفى سنة (59)
ه. 8) عمرو بن الحمق (بفتح الحاء وكسر الميم) الخزاعى الصحابي الشهيد بالموصل سنة
(51) ه. 9) جابر الحضرمي: بن اسماعيل أبو عباد المصرى، له ترجمة في الثقات لابت
حبان ج 8 / 163 - وتهذيب التهذيب ج 2 / 37. 10) عباية الاسدي: بن ربعى من اصحاب
امير المؤمنين والحسن عليهما السلام. 11) مالك بن الحويرث: الليثى الصحابي المتوفى
سنة (74) ه. 12) قثم بن العباس: بن عبد المطلب المتوفى سنة (57) ه. 13) سعيد بن
قيس: مشترك بين رجلين: سعيد بن قيس بن صخر الانصاري الصحابي، وسعيد بن قيس بن زيد
الهمداني من خواص امير المؤمنين عليه السلام توفى حدود سنة (50) ه. 14) مالك
الاشتر: بن الحارث النخعي من ابطال اصحاب امير المؤمنين عليه السلام الشهيد سنة
(37) ه. 15) هاشم بن عتبة: بن ابى وقاص الملقب بالمرقال الشهيد في صفين سنة (37)
ه.
[ 53 ]
كعب
(1)، وابو مجلز (2)، والشعبى، والحسن البصري، وابو البخترى، والواقدى، وعبد
الرزاق، ومعمر، والسدى (3)، والكتب برواياتهم مشحونة. الحميرى (4) (ره): من فضله انه
قد كان اول من * صلى وآمن بالرحمن إذ كفروا سنين سبعا واياما محرمة * مع النبي صلى
الله عليه وآله على خوف وما شعروا وقد روى المخالف، والمؤالف عن طرق متعددة منها:
عن ابى صبرة، ومصقلة (5) بن عبد الله، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم انه قال: لو وزن ايمان على بايمان امتى لرجح. وفى رواية: وايمان امتى
لرجح ايمان على على ايمان امتى إلى يوم القيمة (6) إلى هنا انتهى كلام ابن شهر
اشوب. واعلم ان المؤالف والمخالف اتفقوا على انه اول من اسلم من الذكور، ورواية
اهل البيت عليهم السلام على الاطلاق، وقال به الجم الغفير من العامة، وربما رووا
تقديم اسلام خديجة على اسلامه عليه السلام، والرواية عن اهل البيت عليهم السلام
خالية عن ذلك، وقولهم عليهم السلام حجة، الا ترى إلى قوله عليه السلام الذى نقله
الشيخ الفاضل ابن الفارسى في " روضة الواعظين " وغيره، وهو مشهور من
قوله عليه السلام في عدة ابيات:
1)
محمد بن كعب: بن سليم بن اسد أبو حمزة القرضى المدنى نزيل الكوفة المتوفى سنة
(108) / 116 أو 120 ه. 2) أبو مجلز: لاحق بن سعيد السدوسى المتوفى سنة (106) ه. 3)
السدى: اسماعيل بن عبد الرحمن المفسر الكوفى المتوفى في سنة (127) أو 128. 4)
الحميرى: اسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة الشاعر الملقب بالسيد المتوفى سنة
(173). 5) مصقلة: لم نظفر بمصقلة بن عبد الله، ويحتمل انه مصحف مصقلة بن هبيرة بن
شبل الثعلبي الشيباني من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام توفى حدود سنة (50) ه.
6) مناقب ابن شهر اشوب ج 2 / 7 - 8 وعنه البحار ج 38 / 231 - 233.
[ 54 ]
سبقتكم
إلى الاسلام طرا * غلاما ما بلغت اوان حلمي وهذا البيت في جملة ابيات مذكورة في
الديوان المنسوب إليه عليه السلام ايضا.
[ 55 ]
1 - الشيخ الفاضل المتكلم الفقيه أبو على محمد بن احمد بن على
الفتال النيشابوري المعروف بابن الفارسى، في كتاب روضة الواعظين، ورواه غيره،
واللفظ له، قال: روى عن مجاهد، عن ابى عمرو (1)، وابى سعيد الخدرى، قالا: كنا
جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله، إذ دخل سلمان الفارسى، وابوذر الغفاري،
والمقداد بن الاسود، وابو الطفيل عامر بن واثلة، فجثوا (2) بين يديه، والحزن ظاهر
في وجودهم، فقالوا: فديناك بالاباء والامهات يا رسول الله صلى الله عليه وآله: انا
نسمع من قوم في اخيك وابن عمك ما يحزننا وانا نستأذنك في الرد عليهم. فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله: وما عساهم يقولون في اخى وابن عمى على بن ابى طالب ؟
فقالوا: يقولون: أي فضل لعلى في سبقه إلى الاسلام ؟ وانما ادركه الاسلام طفلا،
ونحو هذا القول ؟ فقال صلى الله عليه وآله: افهذا يحزنكم ؟ قالوا أي والله. فقال:
بالله اسالكم هل علمتم من الكتب السالفة، ان ابراهيم
1)
في المصدر: عن ابى عمر، وفى البحار: عن ابى عمرو، وعلى أي حال مشترك بين اشخاص من
اصحاب النبي صلى الله عليه وآله. 2) جثا جثوا. وجثى جثيا: جلس على ركبتيه، وفى
الروضة: فجلسوا.
[ 56 ]
عليه
السلام هرب به ابوه من الملك الطاغى، فوضعته امه بين اثلاث (1) بشاطئ ء نهر يتدفق
يقال له: حرزان (2)، بين غروب الشمس واقبال الليل، فلما وضعته واستقر على وجه
الارض، قام من تحتها، يمسح وجهه وراسه، ويكثر من شهادة ان لا اله الا الله، ثم اخذ
ثوبا فامتسح به، وامه تراه فذعرت منه ذعرا شديدا، ثم مضى يهرول بين يديها مادا
عينيه إلى السماء، فكان منه ما قال الله عزوجل: (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات
والارض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل راى كوكبا قال هذا ربى) إلى قوله:
(انى برئ مما تشركون) (3). وعلمتم ان موسى بن عمران عليه السلام كان فرعون في طلبه
يبقر بطون النساء الحوامل، ويذبح الاطفال، ليقتل موسى عليه السلام، فلما ولدته
امه، امرت ان تأخذه من تحتها وتقذفه في التابوت، وتلقى التابوت في اليم، فبقيت
حيرانه حتى كلمها موسى عليه السلام، وقال لها: يا ام اقذفيني في التابوت، والقى
التابوت في اليم. فقالت وهى ذعرة من كلامه: يا بنى انى اخاف عليك من الغرق، فقال
لها: لا تحزني ان الله رادى (4) اليك، ففعلت ما امرت به، فبقى في التابوت (5)
واليم إلى ان قذفه في الساحل، ورده إلى امه برمته (6)، لا يطعم طعاما، ولا يشرب
شرابا، معصوما. وروى ان المدة كانت سبعين يوما، وروى سبعة اشهر.
1)
في المصدرين: اثلاث، يحتمل انه مصحف والصحيح ثلال (بكسر الثاء المثلثة) جمع الثلة
(بفتح الثاء واللام المشددة) وهى ما اخرج من تراب البئر. 2) ليس جملة (يقال له
حرزان) في المصدر. نعم هي في البحار. 3) الانعام: 75 - 76 - 78. 4) في البحار:
يردنى. 5) في البحار: فبقى في اليم. 6) برمته: أي بجملته.
[ 57 ]
وقال
الله عزوجل في حال طفوليته: (وحرمنا عليه المراضع من قبل) وقال تعالى: (ولتصنع على
عينى إذ تمشى اختك فتقول هل ادلكم على من يكفله فرجعناك إلى امك كى تقر عينها ولا
تحزن) الآية (1). هذا عيسى بن مريم قال الله عزوجل فيه: (فناداها من تحتها الا
تحزني قد جعل ربك تحتك سريا) إلى قوله (انسيا) (2) فكلم امه وقت مولده وقال حين
اشارت إليه قالوا (كيف نكلم من كان في المهد صبيا) (انى عبد الله آتانى الكتاب)
(3) إلى آخر الآية. فتكلم عليه السلام وقت ولادته، واعطى الكتاب والنبوة، واوصى
بالصلاة والزكاة في ثلاثة ايام من مولده، وكلمهم في اليوم الثاني من مولده. وقد
علمتم جميعا ان الله خلقني وعليا من نور (4) واحد، وانا كنا في صلب آدم، نسبح الله
تعالى، ثم نقلنا إلى اصلاب الرجال وارحام النساء، يسمع تسبيحا في الظهور والبطون
في كل عهد وعصر إلى عبد المطلب، وان نورنا كان يظهر في وجوه آبائنا وامهاتنا حتى
تبين اسمائنا مخطوطة بالنور على جباههم. ثم افترق نورنا، فصار نصفه في عبد الله،
ونصفه في ابى طالب عمى، وكان يسمع تسبيحنا من ظهورهما، وكان ابى وعمى إذا جلسا في
ملاء من قريش، وقد تبين نوري من صلب ابى ونور على من صلب ابيه إلى ان خرجنا من
اصلاب ابوينا وبطون امهاتنا، ولقد هبط حبيبي جبرئيل عليه السلام في وقت ولادة على
عليه السلام فقال (5): يا حبيب الله الله يقرئك (6) السلام
1)
طه: 39. 2) مريم: 24 - 26. 3) مريم: 29 - 30. 4) في روضة الواعظين: خلقني وعليا
نورا واحدا. 5) في روضة الواعظين: فقال لى. 6) في المصدر والبحار: يقرء عليك
السلام.
[ 58 ]
ويهنئك
بولادة اخيك على، ويقول: هذا اوان ظهور نبوتك واعلان وحيك، وكشف رسالتك، إذ ايدتك
باخيك، ووزيرك، وصنوك، وخليفتك ومن شددت به ازرك، واعليت (1) به ذكرك، فقمت
مبادرا، فوجدت فاطمة بنت اسد ام على عليه السلام قد جاءها المخاض وهى بين النساء،
والقوابل حولها، فقال حبيبي جبرائيل: يا محمد اسجف بينها وبينك (2) سجفا، فإذا
وضعت بعلى فتلقاه، ففعلت ما امرت به. ثم قال لى: امدد يدك يا محمد فانه صاحبك
اليمين، فمددت يدى نحو امه، فإذا بعلى مائلا على يدى واضعا يده اليمنى في اذنه
اليمنى وهو يوذن، ويقيم بالحنيفية، ويشهد بوحدانية الله عزوجل وبرسالتي (3)، ثم
انثنى إلى وقال: السلام عليك يا رسول الله (4). ثم قال لى: يا رسول الله صلى الله
عليه وآله اقرا ؟ قلت: اقرا، فوالذي نفس محمد بيده لقد ابتدا بالصحف التى انزلها
الله عزوجل على آدم عليه السلام فقام بها شيث، فتلاها من اول حرف فيها إلى آخر حرف
فيها حتى لو حضر بها شيث عليه السلام، لا قر له بانه احفظ لها منه (5). ثم قرا
توراة موسى عليه السلام، حتى لو حضر موسى عليه السلام، لاقر بانه احفظ لها منه، ثم
قرا زبور داود، حتى لو حضر داود عليه السلام، لاقر بانه احفظ لها منه. ثم قرا
انجيل عيسى، حتى لو حضر عيسى عليه السلام، لاقر بانه احفظ له منه.
1)
في البحار: واعلنت. 2) سجف يسجف البيت (بفتح الجيم في الماضي وضمها في المضارع):
ارخى عليه السجف والسجف: الستران بينهما فرجة، أو الستر عموما. 3) في البحار:
وبرسالاتي. 4) هذه الجملة من (ثم انثنى إلى يا رسول الله) ليست في المصدر، ولكنها
موجودة في البحار. 5) في البحار: ثم يلا صحف نوح. ثم صحف ابراهيم. ثم قرا توراة
موسى. (*)
[ 59 ]
ثم
قرا القرآن الذى انزل الله تعالى على من اوله إلى آخره، فوجدته يحفظه كحفظي له
الساعة من غير ان اسمع منه آية، ثم خاطبني وخاطبته بما يخاطب به الانبياء
والاوصياء، ثم عاد إلى حال طفوليته، وهكذا احد عشر اماما من نسله يفعل في ولادته
مثل ما فعل الانبياء (1) فلم تحزنون وماذا عليكم من قول اهل الشك والشرك بالله
تعالى ؟ هل تعلمون انى افضل النبين وان وصيى افضل الوصيين ؟ وان ابى آدم عليه
السلام لما رآى اسمى واسم على واسم ابنتى فاطمة والحسن والحسين واسماء اولادهم
مكتوبة على ساق العرش بالنور، قال: الهى وسيدي هل خلقت خلقا هو اكرم عليك منى ؟
فقال: يا آدم لولا هذه الاسماء لما خلقت سماء مبنية، ولا ارضا مدحية، ولا ملكا
مقربا، ولا نبيا مرسلا، ولا خلقتك يا آدم. فلما عصى آدم ربه ساله بحقنا ان يقبل
توبته، ويغفر خطيئته، فاجابه، وكنا الكلمات التى تلقاها آدم من ربه عزوجل فتاب
عليه، وغفر له، وقال له: يا آدم ابشر، فان هذه الاسماء من ذريتك وولدك، فحمد آدم
ربه عزوجل، وافتخر على الملائكة (2)، وان هذا من فضلنا، وفضل الله علينا. فقام
سلمان ومن معه وهم يقولون: نحن الفائزون فقال لهم (3) رسول الله صلى الله عليه
وآله: انتم الفائزون، ولكم خلقت الجنة، ولاعدائنا واعدائكم خلقت النار (4).
1)
جملتا (وهكذا.. إلى مثل ما فعل الانبياء) ليستا في المصدر. نعم الاولى منهما في
البحار. 2) في المصدر والبحار: وافتخر على الملائكة بنا. 3) في البحار: فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله. 4) روضة الواعظين ج 1 / 82 - وعنه البرهان ج 1 / 535 ح
16 - وفى البحار ج 35 / 19 ح 15 عنه وعن الروضة في الفضائل لابن شاذان: 17 - ورواه
ابن شاذان في الفضائل (126).
[ 61 ]
1 - محمد بن يعقوب، عن على
بن ابراهيم، عن ابيه، عن ابن ابى عمير، عن زيد الشحام (1)، عن ابى عبد الله عليه
السلام: ان امير المؤمنين صلوات الله عليه، جلس إلى حائط مايل يقضى بين الناس،
فقال بعضهم: لا تقعد تحت هذا الحائط، فانه معور (2)، فقال امير المؤمنين عليه
السلام: حرس امرءا (3) اجله، فلما قام سقط الحائط، قال: وكان امير المؤمنين عليه
السلام مما يفعل هذا واشباهه، هذا اليقين (4). 2 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن احمد
بن محمد بن عيسى، عن الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن ابى حمزة، عن سعيد بن قيس
الهمداني (5) قال: نظرت يوما في الحرب إلى رجل، عليه ثوبان فحركت فرسى، فإذا هو
1)
زيد الشحام: أبو اسامة بن محمد بن يونس من اصحاب الصادقين عليهما السلام الموثقين.
2) المعور (على بناء المفعول من التعوير) أي المعيب (أو على بناء الفاعل من
الاعوار) أي ذو شق. 3) أي حرس كل امرئ اجله، وهو بظاهره يدل على جواز القاء النفس
على التهلكة والحال انه منهى عنه واجيب عنه بوجوه يعرفها الباحث عن مظانها كمرآة
العقول ج 2 / 83. 4) الكافي ج 2 / 58 ح 5 وعنه البحار: 41 / 6 ح 6 وج 70 / 149 ح
10 - والوسائل ج 11 / 158 ح 3. 5) سعيد بن قيس الهمداني: التابعي الزاهد، من اصحاب
امير المؤمنين والمجتبى عليهما السلام وروى ان امير المؤمنين عليه السلام مدحه
يقوله في همدان: = يقودهم حامى الحقيقة ماجد سعيد بن قيس والكريم يحامى
[ 62 ]
امير
المؤمنين عليه السلام فقلت: يا امير المؤمنين في مثل هذا المؤضع (1) ؟ فقال: نعم،
يا سعيد بن قيس، انه ليس من عبد الا وله من الله عزوجل حافظ وواقية، معه ملكان
يحفظانه من ان يسقظ من راس جبل أو يقع في بئر، فإذا نزل القضاء خليا بينه وبين كل
شئ (2). 3 - وعنه، عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن على بن الحكم، عن عبد
الرحمن العرزمى (3)، عن ابيه، عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان قنبر (4) غلام
على عليه السلام يحب عليا عليه السلام حبا شديدا، فإذا خرج على عليه السلام خرج
على اثره بالسيف، فرآه ذات ليلة، فقال: يا قنبر مالك ؟ فقال: جئت لامشى خلفك فان
الناس كما تراهم يا امير المؤمنين فخفت عليك (5) يا امير المؤمنين قال: ويحك امن
اهل السماء تحرسني ام من اهل الارض ؟ فقال: لا بل من اهل الارض، فقال: ان اهل
الارض لا يستطيعون لى شيئا الا باذن الله من السماء فارجع، فرجع (6). 4 - ومنه
الحديث المشهور المروى عنه عليه السلام، " لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا
" (7). 5 - ابن شهر اشوب، من طريق المخالفين، عن ابى معاوية الضرير، عن
الاعمش، عن سمى (8)، عن ابى صالح (9) عن ابى هريرة، وابن عباس
1)
في مرآة العقول: أي تكتفى بلبس القميص والازار من غير درع وجنة في مثل هذا الموضع.
2) الكافي ج 2 / 58 ح 8 - وعنه البحار ج 41 / 6 ح 7 وج 70 / 154 ح 13 والوسائل ج
11 / 159 ح 7. 3) عبد الرحمن العرزمى: بن محمد بن عبيد الله أبو محمد الفزارى من
اصحاب الصادق عليه السلام وثقه النجاشي. 4) قنبر: مولى امير المؤمنين عليه السلام
قتله الحجاج وقبل: قبره بحمص. 5) هذه الجملة من " فان الناس " إلى
" فخفت عليك " ليست في الكافي. نعم في البحار موجودة. 6) الكافي ج 2 /
59 ح 10 وعنه البحار ج 70 / 158 ح 15 - واخرجه في البحار ج 41 / 1 ح 1 - وج 42 /
122 ح 2 عن التوحيد: 338 ح 7. 7) كشف الغمة ج 1 / 170 - ارشاد القلوب ج 2 / 212 -
مشارق الانوار: 178. 8) سمى (بالتصغير): أبو عبد الله المدنى، مولى ابى بكر بن عبد
الرحمن بن الحارث بن هشام = = المخزومى، قتل بقديد قرب مكة المعظمة سنة (130) ه.
9) أبو صالح: ذكوان السمان الزيات المتوفى سنة (101) ه.
[ 63 ]
في
قوله تعالى (فما يكذبك بعد بالدين) (1) يقول: يا محمد لا يكذبك على بن ابى طالب
بعد ما آمن بالحساب (2). قلت: وهو المروى عن الصادق عليه السلام في تفسير على بن
ابراهيم (3). 6 - ابن شهر اشوب: كان عليه السلام يطرق بين الصفين بصفين في غلالة
(4) فقال الحسن عليه السلام: ما هذا زى الحرب فقال: يا بنى ان اباك لا يبالى وقع
على الموت أو وقع الموت عليه. ولما ضربه ابن ملجم قال: فزت ورب الكعبة (5). 7 -
السيد الرضى في " الخصائص " عن امير المؤمنين عليه السلام قال: ما شككت
في الحق منذ اريته (6). 8 - وقال عليه السلام: عجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق
الله، وعجبت لمن انكر النشاة الاخرى وهو يرى النشاة الاولى (7). 9 - كتاب سليم بن
قيس الهلالي (8) قال: قال ابن قيس (9): يا ابن ابى
1)
التين: 7. 2) مناقب ابن شهر اشوب ج 2 / 118 - وعنه البحار ج 41 / 5 ح 5. 3) تفسير
القمى ج 2 / 430. ولكن ما رواه القمى لا يوافق ما قاله ابن عباس لا بحسب اللفظ ولا
بحسب المعنى فراجع وتامل. 4) الغلالة (بكسر الغين): شعار يلبس تحت الثوب أو تحت
الدرع. 5) مناقب ابن شهر اشوب ج 2 / 119 - وعنه البحار ج 41 / 2 ح 4. 6) الخصائص:
107 شرح ابن ابى الحديد ج 18 / 374 - شرح ابن ميثم ج 5 / 340. 7) الخصائص: 107 -
شرح ابن ميثم ج 5 / 309. 8) سليم بن قيس: الهلالي الكوفى صاحب امير المؤمنين عليه
السلام توفى حدود سنة (90). 9) ابن قيس: هو الاشعث بن قيس بن معدى كرب مات سنة
(40) ه.
[ 64 ]
طالب
ما منعك حين بويع (1) اخو بني تيم بن مرة، واخو عدى، واخو بنى امية بعد هما ان
تقاتل وتضرب بسيفك ؟ فانك لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراف الا قلت فيها (2): والله
انى اولى الناس بالناس، وما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، فما
منعك ان تضرب بسيفك دون مظلمتك ؟ قال (3) قد قلت فاستمع الجواب، ولم يمنعنى من ذلك
الجبن ولا كراهة للقاء ربى وان لا اكون اعلم بان ما عند الله خير لى من الدنيا بما
فيها، ولكني منعنى من ذلك امر رسول الله صلى الله عليه وآله وعهده إلى، اخبرني
رسول الله صلى الله عليه وآله بما الامة صانعة بعده فلم اك بما صنعوا حين عاينته
باعلم، ولا اشد يقينا بما عاينت وشاهدت، فقلت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
فما تعهد إلى إذا كان ذلك ؟ قال: ان وجدت اعوانا فانبذ إليهم، وجاهدهم، وان لم تجد
اعوانا، فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على اقامة كتاب الله وسنتى اعوانا. واخبرني: ان
الامة ستخذلني وتبايع غيرى، وتتبع غيرى، واخبرني صلى الله عليه وآله: انى منه
بمنزلة هارون من موسى، وان الامة سيصيرون بعده بمنزلة هارون ومن تبعه ومنزلة العجل
ومن تبعه. إذ قال له موسى: (يا هارون ما منعك إذ رايتهم ضلوا الا تتبعن افعصيت
امرى) (4) قال (يا ابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) (5) وقال (يا ابن
ام لا تأخذ بلحيتي ولا براسى انى خشيت ان تقول فرقت بين بنى اسرائيل ولم ترقب
قولى) (6) وانما يعنى ان موسى امر هارون حين استخلفه عليهم ان ضلوا ثم
1)
في المصدر والبحار: حين بويع أبو بكر اخو بني تيم. 2) في المصدر والبحار: قلت فيها
قبل ان تنزل عن المنبر. 3) في المصدر والبحار: قال عليه السلام: يا بن قيس اسمع
الجواب. 4) طه: 93. 5) الاعراف: 150. 6) طه: 94.
[ 65 ]
وجد
اعوانا ان يجاهدهم، وان لم يجد اعوانا ان يكف يده، ويحقن دمه، ولا يفرق بينهم،
وانى خشيت ان يقول ذلك اخى رسول الله صلى الله عليه وآله: فرقت بين الامة، ولم
ترقب قولى، وقد عهدت اليك ان لم تجد اعوانا فكف يدك، واحقن دمك ودم اهل بيتك
وشيعتك. فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، قام (1) الناس إلى ابى بكر
فبايعوه، وانا مشغول بغسل رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم شغلت بالقران وآليت
(2) على نفسي ان لا ارتدى برداء الا للصلاة حتى اجمعه في كتاب (3)، ثم حملت فاطمة،
واخذت بيد ابني الحسن والحسين عليهما السلام، فلم ادع احدا من اهل بدر، واهل
السابقة، من المهاجرين والانصار الا ناشدتهم الله في حقى، ودعوتهم إلى نصرتي، فلم
يستحب لى من الناس (4) الا اربعة رهط: الزبير، وسلمان، وابوذر، والمقداد، ولم يبق
معى من اهل بيتى احد اصول به، ولا اقوى به (5). قال مؤلف هذا الكتاب: انظر إلى
كلام امير المؤمنين عليه السلام في قوله عليه السلام: " بل انا بقول رسول
الله صلى الله عليه وآله اشد يقينا بما عاينت، وشاهدت " ففيه العجب العجيب من
شدة اليقين. 10 - الشيخ في " مجالسه " قال: اخبرنا جماعة، عن ابى
المفضل، قال: حدثنا صالح بن احمد بن ابى مقاتل القيراطى (6)، ومحمد بن القاسم بن
زكريا
1)
في المصدر والبحار: مال 2) في المصدر: فآليت يمينا - وفى البحار: فاليت يمينا
بالقرآن. 3) في المصدر والبحار: حتى اجمعه في كتاب ففعلت. 4) في المصدر والبحار:
فلم يستجب لى من جميع الناس. 5) كتاب سليم بن قيس الهلالي: 126 من منشورات دار
الفنون وعنه بحار الانوار ج 8 / 149 ط الحجر. 6) ابن ابى مقاتل: أبو الحسين صالح
بن احمد بن يونس الهروي القيراطى البزاز المتوفى سنة (316) ه.
[ 66 ]
المحاربي
(1) قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي (2) الوراق، قال: حدثنا جعفر بن
محمد بن حكيم الخثعمي (3)، عن ابراهيم بن عبد الحميد (4)، عن رقبة بن مصقلة بن
خوتعة (5)، عن ابيه، عن جده عبد الله قال: قدمنا وفد عبد القيس (6) في امارة عمر
بن الخطاب فسأله رجلان عن طلاق الامة فقام معهما وقال انطلقا فجاء إلى حلقة فيها
رجل اصلع، فقال: يا اصلع كم (7) طلاق الامة ؟ قال: فاشار باصبعه: هكذا، يعنى
اثنتين. قال: فالتفت عمر إلى الرجلين، فقال: طلاقها اثنتان، فقال له احدهما: سبحان
الله ! جئناك وانت امير المؤمنين فسألناك، فجئت إلى رجل والله ما كلمك، فقال عمر:
ويلك اتدرى من هذا ؟ هذا على بن ابى طالب عليه السلام، سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله يقول: لو ان السموات والارض وضعتا في كفة ووضع ايمان على في كفة لرجح
ايمان على (8). 11 - ورواه من طريق المخالفين أبو المؤيد موفق بن احمد (9) من
اعيان علماء المخالفين قال: انبانى مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن على بن
محمد الهمداني (10) نزيل بغداد اجازة، اخبرنا أبو سعد احمد بن عبد الجبار
1)
محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي الكوفى المتوفى سنة (326) ه. 2) أبو طاهر محمد
بن تسنيم ابى يونس بن الحسن الكوفى كان وراق ابى نعيم الفضل بن دكين. روى عنه
الخاصة والعامة، ووثقة النجاشي. 3) جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، من اصحاب الكاظم
عليه السلام. ومن رجال كامل الزيارات لابن قولويه. 4) ابراهيم بن عبد الحميد
البزاز الكوفى الاسدي مولاهم، كان من اصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام وادرك
الرضا عليه السلام ايضا ولكن على ما قيل: لم يسمع منه. 5) رقبة بن مصقلة (أو
مسقلة) بن عبد الله بن صبرة العبدى المتوفى سنة (129) ه. 6) عبد القيس: بن افصى بن
دعمى بن جديلة تنسب إليه قبيلة عظيمة. 7) في المصدر: ما طلاق الامة ؟ قال: فاشار
له باصبعيه هكذا - يعنى اثنتين -. 8) امالي الطوسى ج 2 / 188 وعنه البحار ج 38 /
208 ح 4. 9) أبو المؤيد موفق بن احمد المكى الخوارزمي المتوفى سنة (568) ه. 10)
أبو المظفر عبد الملك بن على بن محمد بن حمد بن ابراهيم الهمداني المتوفى سنة
(552).
[ 67 ]
الصيرفى
(1)، حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد (2) اذنا، حدثنا أبو الحسن على بن عمر بن مهدى
الدارقطني (3)، حدثنا احمد بن محمد بن سعيد الكوفى (4)، حدثنا على بن الحسن التيمى
(5) حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم، عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن رقبة بن مصقلة
العبدى، عن ابيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب، قال: اشهد على رسول الله صلى الله
عليه وآله سمعته وهو يقول: لو ان السموات السبع والارضين السبع، وضعت في كفة ميزان
ووضع ايمان على بن ابى طالب في كفه ميزان لرجح ايمان على عليه السلام (6). 12 -
وعنه، قال: اخبرنا العلامة فخر خوارزم أبو القاسم محمود الزمخشري (7)، اخبرنا
الاستاذ الامين أبو الحسن على بن مردك الرازي (8)، اخبرنا الحافظ أبو سعد اسماعيل
بن على بن الحسين السمان (9)، اخبرنا أبو القسم على بن الحسين الغروى بالكوفة، اخبرنا
أبو العباس احمد بن على المرهبى، حدثنا على بن العباس، حدثنا محمد بن تسنيم أبو
الطاهر الوراق، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، حدثنا ابراهيم بن عبد الحميد،
عن رقبة بن مصقلة بن عبد الله بن خوتعة بن صبرة، عن ابيه، عن جده، قال: جاء رجلان
إلى عمر، فقالا له: ما ترى في طلاق الامة ؟ فقام إلى حلقة فيها رجل اصلع، فقال: ما
ترى في طلاق الامة ؟ فقال بيده (10): اثنتان.
1)
أبو سعد احمد بن عبد الجبار بن احمد بن القاسم بن احمد المروزى الصيرفى الكتبى
المعروف بابن الطيورى المتوفى سنة (517) - الوافى بالوفيات ج 7 / 14. 2) أبو محمد
الحسن بن محمد بن الحسن بن على أبو محمد الخلال المتوفى ببغداد سنة (439) ه. 3)
الدارقطني: أبو الحسن على بن عمر بن مهدى المتوفى سنة (385) ه. 4) احمد بن محمد بن
سعيد الكوفى: هو المعروف بابن عقدة المتوفى سنة (333) تقدم ذكره. 5) على بن الحسن
التيمى أو التيملى: هو ابن فضال المتقدم ذكره. 6) مناقب الخوارزمي: 78 - واخرجه في
البحار ج 38 / 249 عن كشف الغمة ج 1 / 288 نقلا من مناقب الخوارزمي. 7) الزمخشري:
محمود بن عمر بن محمد بن احمد الخوارزمي المتوفى سنة (538) ه. 8) أبو الحسن على بن
الحسين بن محمد بن مردك الرازي كان حيا في سنة (501) ه. 9) في المصدر: فقال:
اثنتان بيده. وفى البحار: فقال: اثنتان.
[ 68 ]
فالتفت
(1) اليهما فقال: اثنتان. فقال احدهما (2): جئناك وانت امير المؤمنين، فسألناك عن
طلاق الامة فجئت إلى رجل، فسألته، فوالله ما كلمك، فقال عمر: ويلك اتدرى من هذا ؟
هذا على بن طالب رضى الله عنه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لو ان
السموات والارض وضعت في كفة، ووزن ايمان على بن ابى طالب عليه السلام لرجح ايمان
على (3). 13 - وعنه، قال: اخبرنا سيد الحفاظ أبو منصور بن شهردار بن شيرويه
الديلمى (4) فيما كتب إلى من همدان، اخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس
الهمداني (5) كتابة، حدثنى الشيخ أبو طاهر الحسين بن على بن سلمة (6) (رض) عن
" مسند " (7) زيد بن على عليهما السلام حدثنا الفضل بن الفضل بن العباس
(8)، حدثنا أبو عبد الله محمد (9) بن سهل، حدثنا عبد الله بن محمد البلوى (10)
حدثنا ابراهيم بن عبيد الله بن العلاء (11)، حدثنى
1)
في المصدر: فالتفت عمر اليهما. 2) في المصدر والبحار: فقال له احدهما. 3) مناقب
الخوارزمي: 77 - واخرجه في البحار ج 38 / 248 عن كشف الغمة ج 1 / 288 نقلا من
مناقب الخوارزمي. 4) أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمى الهمداني
المتوفى سنة (558) ه. 5) أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني العبدرى
الروذبارى المتوفى سنة (490) ه. 6) الشيخ أبو طاهر الحسين بن على بن محمد بن سلمة
بن الحسين بن محمد بن سلمة الكبير بن عبد العزيز بن عيسى النخشبى الهمداني المتوفى
سنة (416) ه له ترجمة في " التدوين في اخبار قزوين " ج 2 / 451. 7) مسند
زيد: مجموعة احاديث رواها عن آبائه جمعها عبد العزيز بن اسحاق البقال المتوفى سنة
(313) رواه عن زيد أبو خالد عمر بن خالد الواسطي طبع في مصر سنة (1340) ه. 8)
الفضل بن الفضل بن العباس الهمداني كان من مشايخ الصدوق واجازه بهمدان سنة (354)
ه. 9) أبو عبد الله محمد بن سهل بن عبد الرحمن العطار، ترجم له في تاريخ بغداد ج 5
/ 314. 10) عبد الله بن محمد بن عمير بن محفوظ أبو محمد الانصاري البلوى الفقيه
كان حيا في القرن الرابع. 11) ابراهيم بن عبيد الله بن العلاء المدنى يظهر من
الصدوق في فضائل الاشهر الثلاثة في طى سند = = حديث ام داود الاعتماد عليه.
[ 69 ]
ابى،
عن زيد بن على بن الحسين بن ابى طالب، عن ابيه، عن جده، عن على بن ابى طالب رضى
الله عنه، قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتحت خيبر: لولا ان تقول
فيك طوائف من امتى ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالا بحيث لا
تمر على ملاء من المسلمين الا واخذوا من تراب رجليك (1)، وفضل طهورك يستشفون به،
ولكن حسبك ان تكون منى، وانا منك، ترثني وارثك، وانت منى بمنزلة هارون من موسى الا
انه لا نبى بعدى. يا على انت تؤدى دينى، وتقاتل على سنتى، وانت في الآخرة اقرب
الناس منى، وانك غدا على الحوض خليفتي، تذود عنه المنافقين، وانت (2) اول من يرد
على الحوط، وانت اول داخل في الحنة من امتى، وان شيعتك على منابر من نور، رواء
مرويون مبيضة وجوههم حولي، اشفع لهم فيكونون غدا جيراني (3)، وان اعدائك غدا ظماء
مظمؤون، مسودد وجوههم، مفحمون (4)، حربك حربى وسلمك سلمى، وسرك سرى، وعلانيتك
علانيتي وسريرة صدرك كسريرة صدري. وانت باب علمي وان ولدك ولدى، ولحمك لحمى ودمك
دمى وان الحق معك والحق على لسانك (5)، وفى قلبك وبين عينيك، والايمان مخالط لحمك
ودمك، كما خالط لحمى ودمى. وان الله عزوجل امرني ان ابشرك: انك وعترتك في الجنة
(6)، وان
1)
في المصدر: نعليك. 2) في المصدر: وانك اول من يدر على الحوض وانك اول داخل في الجنة.
3) في المصدر والبحار: فيكونون غدا في الجنة جيراني. 4) مفحمون (بالفاء) يقال:
افحمه أي اسكته بالحجة وفى المصدر: مقمحون (بالقاف). 5) في المصدر: والحق على
لسانك ما نطقت فهو الحق. 6) في المصدر: انت وعترتك ومحبوك في الجنة. (*)
[ 70 ]
عدوك
في النار، لا يرد على الحوض مبغض لك، ولا يغيب عنه محب لك قال: قال على عليه
السلام: فخررت ساجدا لله تعالى وحمدته على ما انعم به على من الاسلام والقرآن
وحببنى إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم (1).
1)
مناقب الخوارزمي: 75 - واخرجه في البحار ج 38 / 247 عن كشف الغمة ج 1 / 287 نقلا
من مناقب الخوارزمي.
[ 71 ]
1 -
الشيخ في " مجالسه " قال: اخبرنا جماعة، عن ابى المفضل قال: حدثنى أبو
العباس: احمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة قال: حدثنا محمد بن
المفضل بن ابراهيم بن قيس الاشعري (1) قال: حدثنا على بن حسان الواسطي (2) قال:
حدثنا عبد الرحمن بن كثير (3)، عن جعفر بن محمد، عن ابيه، عن جده: على بن الحسين
عليهم السلام قال: لما اجمع الحسن بن على عليهما السلام على صلح معاوية، خرج حتى لقيه،
فلما اجتمعا قام معاوية خطيبا، فصعد المنبر وامر الحسن عليه السلام ان يقوم اسفل
منه بدرجة، ثم تكلم معاوية فقال: ايها الناس هذا الحسن بن على عليه السلام وابن
فاطمة عليها السلام رآنا للخلافة اهلا ولم ير نفسه لها اهلا وقد اتانا ليبايع
طوعا. ثم قال: قم يا حسن فقام الحسن عليه السلام فخطب فقال: الحمد لله المستحمد
بالآلاء وتتابع النعماء وصارف الشدائد والبلاء عند الفهماء وغير الفهماء، المذعنين
من عباده، لامتناعه بجلاله، وكبريائه وعلوه عن لحوق
1)
محمد بن المفضل بن ابراهيم بن قيس بن رمانة الاشعري الكوفى أبو جعفر وثقه النجاشي.
2) على بن حسان الواسطي أبو الحسن القصير المعروف بالمنمس، عمر اكثر من مائة سنة،
روى عن الصادق عليه السلام. 3) عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن
على بن عبد الله بن العباس.
[ 72 ]
الاوهام
ببقائه، المرتفع عن كنه طيات (1) المخلوقين من ان تحيط بمكنون غيبه رويات عقول
الرائين، واشهد ان لا اله الا الله وحده في ربوبيته ووحدانيته، صمدا لا شريك له،
فردا لا ظهير له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اصطفاه وانتجبه، وارتضاه، وبعثه داعيا
إلى الحق وسراجا منيرا، وللعباد مما يخافون نذيرا، ولما ياملون بشيرا، فنصح للامة
وصدع بالرسالة، وابان لهم درجات العمالة، شهادة عليها اموت واحشر، وبها في الآجلة
اقرب واحبر، واقول: معشر الخلائق فاسمعوا، ولك افئدة واسماع فعوا، انا اهل بيت
اكرمنا الله بالاسلام، واختارنا واصطفانا واحتبانا فاذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا،
والرجس هو الشك، فلا نشك في الله الحق ودينه ابدا، وطهنا من كل افن وغية (2)
مخلصين إلى آدم نعمة منه، لم يفترق الناس قط فرقتين الا جعلنا الله في خيرهما فادت
الامور وافضت الدهور إلى ان بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم للنبوة،
واختاره للرسالة، وانزل عليه كتابه (3)، ثم امره بالدعاء إلى الله عزوجل. فكان ابى
عليه السلام اول من استجاب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، واول من
آمن وصدق الله ورسوله، وقد قال الله في كتابه المنزل على نبيه المرسل: (افمن كان
على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (4) فرسول الله الذى على بينة من ربه، وابى الذى
يتلوه وهو شاهد منه. وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين امره ان
يسير إلى مكة والموسم ببرائة: سير بها يا على فانى امرت ان لا يسير بها الا انا أو
رجل منى، وانت هو (5)، فعلى عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول
الله منه.
1)
الطيات (بكسر الطاء وتشديد الياء) جمع الطية وهى النية والقصد. 2) الافن (بفتح
الهمزة والفاء) ضعف الراى. والغية: الزناء. 3) في البحار: كتابا. 4) هود: 17. 5)
في المصدر: وانت هو يا على.
[ 73 ]
وقال
له نبى (1) الله صلى الله عليه وآله حين قضى بينه وبين اخيه جعفر بن ابى طالب (2)
عليه السلام ومولاه زيد بن حارثة (3) في ابنة حمزة: اما انت يا على فمنى وانا منك،
وانت ولى كل مؤمن من بعدى، فصدق ابى رسول الله عليه وآله في كل موطن يقدمه، ولكل
شديدة يرسله، ثقة منه به وطمانينة إليه، لعلمه بنصيحته لله ورسوله، وانه اقرب
المقربين من الله ورسوله وقد قال الله عزوجل: (والسابقون السابقون اولئك المقربون)
(4) وكان ابى سابق السابقين إلى الله عزوجل والى رسوله صلى الله عليه وآله، واقرب
الاقربين، فقد قال الله تعالى: (لا يستوى منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك
اعظم درجة) (5). فابى كان اولهم اسلاما وايمانا، واولهم إلى الله ورسوله هجرة
ولحوقا، واولهم على وجده (6) ووسعه نفقة، قال سبحانه: (والذين جاؤا من بعدهم
يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا
للذين آمنوا ربنا انك رؤف رحيم) (7). فالناس من جميع الامم، يستغفرون له، سبقه
اياهم إلى الايمان بنبيه صلى الله عليه وآله، وذلك انه لم يسبقه إلى الايمان به
احد، وقد قال الله تعالى: (والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين
اتبعوهم،
1)
في البحار: وقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم. 2) جعفر بن ابى طالب من
السابقين إلى الاسلام استشهد في وقعة مؤتة سنة (8) ه. 3) زيد بن حارثة بن شراحيل
الكلبى الصحابي اختطف في الجاهلية صغيرا واشترته خديجة بنت خويلد فوهبته إلى النبي
صلى الله عليه وآله حين تزوجها فتبناه النبي صلى الله عليه وآله قبل الاسلام
واعتقه وزوجه بنت عمه، استشهد في وقعة مؤنة سنة (8) ه. 4) الواقعة: 10. 5) الحديد:
10. 6) الوجد (بفتح الواو وضمها وكسرها وسكون الجيم): القدرة. 7) الحشر: 10.
[ 74 ]
باحسان
رضى الله عنهم) (1) فهو سابق جميع السابقين، فكما ان الله عزوجل فضل السابقين على
المتخلفين والمتاخرين، فكذلك فضل السابقين على السابقين. وقد قال الله عزوجل
(اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في
سبيل الله) (2) فهو المؤمن (3) بالله والمجاهد في سبيل الله حقا، وفيه نزلت هذه
الآية، وكان ممن استجاب لرسول الله صلى الله عليه وآله، عمه حمزة، وجعفر ابن عمه،
فقتلا شهيدين رضى الله عنهما في قتلى كثيرة معهما من اصحاب رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم. فجعل الله تعالى حمزة سيد الشهداء من بينهم، وجعل لجعفر جناحين،
يطير بهما مع الملائكة، كيف يشاء من بينهم، وذلك لمكانهما من رسول الله صلى الله
عليه وآله ومنزلتهما وقرابتهما منه صلى الله عليه وآله، وصلى رسول الله على حمزة
سبعين صلاة من بين الشهداء الذين استشهدوا معه، وكذلك جعل الله تعالى لنساء النبي
صلى الله عليه وآله للمحسنة منهن اجرين، وللمسيئة منهن وزرين ضعفين، لمكانهن من
رسول الله صلى الله عليه وآله. وجعل الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله
بالف صلاة في سائر المساجد الا مسجد الحرام (4) ومسجد ابراهيم خليله عليه السلام
بمكة، وذلك لمكان رسول الله صلى الله عليه وآله من ربه وفرض الله عزوجل الصلاة على
نبيه صلى الله عليه وآله على كافة المؤمنين، فقالوا: يا رسول الله كيف الصلاة عليك
؟ فقال: قولوا: اللهم صلى على محمد وآل محمد، فحق
1)
التوبة: 100. 2) التوبة 19. 3) في البحار: فهو المجاهد في سبيل الله حقا - وليس في
المصدر ولا في البحار جملة (فهو المؤمن بالله). 4) في المصدر: في سائر المساجد الا
مسجد خليله ابراهيم عليه السلام.
[ 75 ]
على
كل مسلم ان يصلى علينا مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله فريضة واجبة. واحل
الله تعالى خمس الغنيمة لرسول الله صلى الله عليه وآله، واوجبها له في كتابه،
واوجب لنا من ذلك ما اوجب له، وحرم عليه الصدقة وحرمها علينا معه، فادخلنا فله
الحمد فيما ادخل فيه نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، واخرجنا ونزهنا مما اخرجه منه
ونزهه، كرامة اكرمنا الله عزوجل بها، وفضيلة فضلنا بها على سائر العباد، فقال الله
تعالى لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم حين جحده كفرة اهل الكتاب وحاجوه: (فقل
تعالوا ندع ابنائنا وابنائكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة
الله على الكاذبين) (1). فاخرج رسول الله صلى الله عليه وآله من الانفس معه ابى،
ومن البنين انا واخى، ومن النساء امى فاطمة من الناس جميعا، فنحن اهله، ولحمه،
ودمه، ونفسه، ونحن منه وهو منا وقد قال الله تعالى: انما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) (2) فلما نزلت آية التطهير، جمعنا رسول الله صلى
الله عليه وآله انا واخى وامى وابى فجعلنا ونفسه في كساء لام سلمة خيبرى، وذلك في
حجرتها وفى يومها، فقال: اللهم هؤلاء اهل بيتى، وهؤلاء اهلي وعترتي فاذهب عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت ام سلمة رضى الله عنها: انا ادخل معهم يا رسول الله ؟
! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يرحمك الله انت على خير والى خير، وما ارضاني
عنك ! ولكنها خاصة لى ولهم. ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك
بقية عمره، حتى قبضه الله إليه ياتينا (في) كل يوم عند طلوع الفجر فيقول: الصلاة
يرحمكم الله (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا).
1)
آل عمران: 61. 2) الاحزاب: 33.
[ 76 ]
وامر
رسول الله صلى الله عليه وآله، بسد الابواب الشارعة في مسجده غير بابنا، فكلموه في
ذلك، فقال: اما انى لم اسد ابوابكم، وافتح باب على من تلقاة نفسي، ولكن اتبع ما
يوحى إلى، ان الله امر بسدها وفتح بابه، فلم يكن من بعد ذلك احد تصيبه جنابة في
مسجد رسول الله صلى الله عليه وآ له وسلم، ويولد فيه الاولاد، غير رسول الله وابى
على بن ابى طالب عليه السلام تكرمة من الله تعالى لنا، وتفضلا (1) اختصنا به على
جميع الناس. وهذا باب ابى، قرين باب رسول الله في مسجده، ومنزلنا بين منازل رسول
الله صلى الله عليه وآله، وذلك ان الله امر نبيه صلى الله عليه وآله ان يبنى
مسجده، فبنا فيه عشرة ابيات تسعة لبنيه وازواجه، وعاشرها، وهو متوسطها، لابي، فها
هو بسبيل مقيم، والبيت هو المسجد المطهر، وهو الذى قال الله تعالى: " اهل
البيت " فنحن اهل البيت، ونحن الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
ايها الناس انى لو قمت حولا فحولا، اذكر الذى اعطانا الله عزوجل وخصنا به من الفضل
في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وآله، لم احصه، وانا ابن النبي النذير
البشير والسراج المنير، الذى جعله الله رحمة للعالمين، وابى على عليه السلام ولى
المؤمنين وشبيه هارون، وان معاوية بن صخر زعم انى رايته للخلافة اهلا ولم ار نفسي
لها اهلا، فكذب معاوية. وايم الله لانا اولى الناس بالناس في كتاب الله، وعلى لسان
رسول الله صلى الله عليه وآله، غير انا لم نزل اهل البيت، مخيفين مظلومين مضطهدين
(2)، منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، فالله بيننا وبين من ظلمنا حقنا، ونزل
على رقابنا، وحمل الناس على اكتافنا، ومنعنا سهمنا في كتاب الله من الفئ والغنائم،
ومنع امنا فاطمة عليها السلام ارثها من ابيها، انا لا نسمى احدا ولكن اقسم بالله
قسما تاليا، لو ان الناس سمعوا قول الله
1)
في المصدر والبحار: وفضلا. 2) اضطهده: قهره وجار عليه.
[ 77 ]
عزوجل
ورسوله صلى الله عليه وآله لاعطتهم السماء قطرها، والارض بركتها، ولما اختلف في
هذه الامة سيفان، ولاكلوها خضراء خضرة إلى يوم القيامة، وإذا ما طمعت فيها، يا
معاوية ولكنها لما اخرجت سالفا من معدنها، وزحزحت عن قواعدها، تنازعتها قريش
بينها، وترامتها كترامي الكرة، حتى طمعت فيها انت يا معاوية واصحابك من بعدك. وقد
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما ولت امة امرها رجلا قط، وفيهم من هو اعلم
منه الا لم يزل امرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا، وقد تركت بنو اسرائيل،
وكان اصحاب موسى، هارون اخاه وخليفته ووزيره، وعكفوا على العجل واطاعوا فيه
سامريهم، ويعلمون انه خليفة موسى عليه السلام: وقد سمعت هذه الامة رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول ذلك لابي عليه السلام: انه منى بمنزلة هارون من موسى الا انه
لا نبى بعدى. وقد راوا رسول الله صلى الله عليه وآله حين نصبه لهم بغدير خم،
وسمعوه ونادى له بالولاية، ثم امرهم ان يبلغ الشاهد منهم الغائب، وقد خرج رسول
الله صلى الله عليه وآله حذرا من قومه إلى الغار، لما اجمعوا ان يمكروا به، وهو
يدعوهم لما لم يجد عليهم اعوانا، ولو وجد عليهم اعوانا لجاهدهم، وقد كف ابى يده،
وناشدهم واستغاث اصحابه، فلم يغث، ولم ينصر، ولو وجد عليهم اعوانا ما اجابهم، وقد
جعل في سعة كما جعل النبي صلى الله عليه وآله في سعة، وقد خذلتني الامة وبايعتك
يابن حرب ولو وجدت عليك اعوانا يخلصون ما بايعتك، وقد جعل الله عزوجل هارون في سعة
حين استضعفه قومه وعادوه، كذلك انا وابى في سعة من الله حين تركتنا الامة وبايعت
غيرنا، ولم نجد عليهم اعوانا وانما هي السنن والامثال يتبع بعضها بعضا. ايها الناس
انكم لو التمستم بين المشرق والمغرب رجلا، جده رسول الله صلى الله عليه وآله وابوه
وصى رسول الله لم تجدوا غيرى وغير اخى،
[ 78 ]
فاتقوا
الله ولا تضلوا بعد البيان، وكيف بكم وانى ذلك لكم (1) ؟ الا وانى قد بايعت هذا،
واشار بيده إلى معاوية، وان ادرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين. ايها الناس انه لا
يعاب احد بترك حقه، وانما يعاب ان ياخذ ما ليس له، وكل صواب نافع، وكل خطا ضار
لاهله، وقد كانت القضية ففهمها سليمان فنفعت سليمان ولم تضر داود. واما القرابة،
فقد نفعت المشرك، وهى والله للمؤمن انفع، قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعمه
ابى طالب وهو في الموت: قل: لا اله الا الله اشفع لك بها يوم القيامة، ولم يكن
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له ويعد الا ما يكون منه على يقين، وليس ذلك
لاحد من الناس كلهم غير شيخنا، اعني ابا طالب (2)، يقول الله عزوجل: (وليست التوبة
للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر احدهم الموت قال انى تبت الآن ولا الذين يموتون
وهم كفار اعتدنا لهم عذابا اليما) (3). ايها الناس اسمعوا، وعوا، واتقوا الله،
وراجعوا، وهيهات منكم الرجعة إلى الحق وقد صارعكم النكوص (4) وخامركم (5) الطغيان
والجحود، (انلزمكموها وانتم لها كارهون) (6) والسلام على من اتبع الهدى.
1)
في المصدر والبحار: وانى ذلك منكم ؟ 2) قال في ذيل البحار: ذلك الزام عليهم، لانهم
كانوا قائلين بكفره، والا فالشيعة الامامية شيد الله بنيانهم على ان ابا طالب رضى
الله عنه كان مومنا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يكتم ايمانه. وكان يحميه بنفسه
وولده وماله ويدافع عنه، ويؤثره على نفسه واهله، ويستدلون على ذلك بسيرته وبما
يوعز إليه في اشعاره من الايمان بالله وباليوم الاخر وبالنبى صلى الله عليه وآله،
وبما ورد في صحاح الاخبار ومسانيدها من ائمة اهل البيت عليهم افضل التحيات والسلام
وغيرهم. ووافق الشيعة في ذلك الزيدية وعدة من اهل السنة، وصنف في ذلك جماعة منهم.
3) النساء: 18. 4) النكوص: الاحجام عن الشئ والرجوع عما كان عليه. 5) المخامرة:
المخالطة. 6) هود: 28.
[ 79 ]
قال:
فقال معاوية: والله ما نزل الحسن عليه السلام حتى اظلمت على الارض وهممت ان ابطش
(1) به، ثم علمت ان الاغضاء (2) اقرب إلى العافية (). 2 - وعنه، قال: اخبرنا
جماعة، عن ابى المفضل، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العرزمى (4)، عن
ابيه، عن عمار ابى اليقظان، عن ابى عمر زاذان (5)، قال: لما وادع الحسن بن على
عليه السلام معاوية، صعد معاوية المنبر، وجمع الناس فخطبهم، وقال: ان الحسن بن على
عليه السلام رأني للخلافة اهلا، ولم ير نفسه لها اهلا، وكان الحسن عليه السلام
اسفل منه بمرقاة، فلما فرغ من كلامه، قام الحسن عليه السلام، فحمد الله تعالى بما
هو اهله، ثم ذكر المباهلة فقال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الانفس
بابى، ومن الابناء بى وباخى، ومن النساء بامى، وكنا اهله، ونحن آله وهو منا ونحن
منه. ولما نزلت آية التطهير، جمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله في كساء لام سلمة
رضى الله عنها خيبرى، ثم قال: اللهم هؤلاء اهل بيتى وعترتي، فاذهب عنهم الرجس
وطهرهم تطهيرا، فلم يكن احد في الكساء غيرى واخى وابى وامى، ولم يكن احد يجنب في
المسجد ويولد له فيه الا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وابى، تكرمة من الله
تعالى بنا وتفضيلا منه لنا، وقد رأيتم مكان منزلنا من رسول الله صلى الله عليه
وآله. وامر بسد الابواب فسدها وترك بابنا، فقيل له في ذلك فقال: ام انى لم
1)
بطش به: فتك به. 2) الاغضاء: السكوت والصبر. 3) امالي الطوسى ج 2 / 174 وعنه
البحار ج 10 / 138 ح 5 والبرهان ج 3 / 315 ح 26 - واخرجه في البحار ج 72 / 151 ح
29 عن البرهاه تأليف الشيخ على بن محمد الشمشاطى. 4) عبد الرحمن بن محمد بن عبيد
الله بن ابى سليمان الفزارى العرزمى المتوفى سنة (180) ه ترجمه ابن حبان في الثقات
ج 7 / 91. 5) أبو عمر زاذان: الكوفى الضرير البزاز التابعي مولى كندة توفى نسة
(82) ه.
[ 80 ]
اسدها
وافتح بابه، ولكن الله عزوجل امرني ان اسدها وافتح بابه، وان معاوية زعم لكم انى
رايته للخلافة اهلا، ولم ار نفسي لها اهلا فكذب معاوية، ونحن اولى الناس بالناس في
كتاب الله وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وآله، ولم نزل اهل البيت مظلومين منذ قبض
الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله، فالله بيننا وبين من ظلمنا حقنا، وتوثب على
رقابنا، وحمل الناس علينا، ومنعنا سهمنا من الفئ، ومنع امنا ما جعل لها رسول الله
صلى الله عليه وآله. واقسم بالله، لو ان الناس بايعوا ابى حين فارقهم رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، لاعطتهم السماء قطرها، والارض بركتها، وما طمعت فيها يا
معاوية فيما خرجت من معدنها، تنازعتها قريش بينها، فطمعت فيها الطلقاء وابناء
الطلقاء: انت واصحابك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما ولت امة امرها
رجلا وفيهم من هو اعلم منه الا لم يزل امرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا.
فقد تركت بنو اسرائيل هارون، وهم يعلمون انه خليفة موسى فيهم واتبعوا السامري، وقد
تركت هذه الامة ابى وبايعوا غيره، وقد سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
انت منى بمنزلة هارون من موسى الا النبوة، وقد راوا رسول الله صلى الله عليه وآله
نصب ابى يوم غدير خم وامرهم ان يبلغ الشاهد منهم الغائب. وقد هرب رسول الله صلى
الله عليه وآله من قومه وهو يدعوهم إلى الله تعالى حتى دخل الغار، ولو وجد اعوانا
ما هرب، وقد كف ابى يده حين ناشدهم واستغاث فلم يغث، فجعل الله هارون في سعة حين
استضعفوه وكادوا يقتلونه، وجعل الله النبي صلى الله عليه وآله في سعة حين دخل
الغار ولم يجد اعوانا، وكذلك ابى وانا في سعة من الله حين خذلتنا هذه الامة
وبايعوك يا معاوية، وانما هي السنن والامثال يتبع بعضها بعضا. ايها الناس انكم لو
التمستم فيها بين المشرق والمغرب ان تجدوا رجلا ولده
[ 81 ]
نبى
غيرى واخى لم تجدوا، وانى قد بايعت هذا " وان ادرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى
حين " (1) (2).
1)
الانبياء: 111. 2) امالي الطوسى ج 2 / 171 وعنه البحار ج 44 / 62 ح 12 وفى ج 10 /
138 - 145 عن كتاب الاحتجاج بوجه ابسط مرويا عن الصادق عليه السلام.
[ 83 ]
1 - الشيخ في " اماليه " قال: حدثنا الحسين بن احمد بن ادريس
رحمه الله قال: حدثنا ابى، عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن ابراهيم
بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر (1)، عن ابى حمزة، عن على بن الحزور
(2)، عن القاسم (3)، عن ابى سعيد قال: اتت فاطمة عليها السلام (4) النبي صلى الله
عليه وآله، فذكرت عنده ضعف الحال، فقال لها: اما تدرين ما منزلة على عندي ؟ كفانى
امرى وهو ابن اثنى عشرة سنة، وضرب بين يدى بالسيف وهو ابن ست عشرة سنة، وقتل
الابطال وهو ابن تسع عشرة سنة، وفرج همومى وهو ابن عشرين سنة، ورفع باب خيبر وهو
ابن اثنتين وعشرين سنة (5)، وكان قد لا يرفعه خمسون رجلا. قال: فاشرق لون فاطمة
عليها السلام ولم تقر قدماها على الارض حتى
1)
محمد بن عذافر بن عيسى بن افلح الخزاعى الصيرفى الكوفى المدائني ادرك الامام
الباقر عليه السلام وعمر إلى ايام الاما م الرضا عليه السلام وعد من اصحاب الصادق
والكاظم عليهما السلام. توفى وله (93) سنة. 2) على بن حزور (بفتح الحاء المهملة
والزاى وتشديد الواو المفتوحة بعدها راء مهملة) الكناسى الكوفى ذكره البهارى في
فصل من توفى ما بين الثلاثين إلى الاربعين ومائة. 3) القاسم: بن مخيمرة أبو عروة
الهمداني الكوفى سكن دمشق وتوفى سنة (100) ه. 4) في المصدر: اتت فاطمة صلوات الله
عليها ذات يوم ابيها صلى الله عليه وآله. 5) لا يخفى ما في التواريخ التى ذكرت في
الحديث واظن انها صحفت.
[ 84 ]
اتت
عليا عليه السلام، فاخبرته، فقال: كيف ولو حدثك بفضل الله كله على (1) (2). وهذا
الحديث مروى بهذا الاسناد في " امالي " ابن بابويه، عن ابى سعيد الخدرى.
2 - محمد بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
بن على (3)، عن صفوان (4)، عن محمد بن زياد بن عيسى (5)، عن الحسين بن مصعب (6)،
عن ابى عبد الله عليه السلام: قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: كنت (7) انا مع
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على اليسر والعسر والبسط والكره إلى ان كثر
الاسلام وكثف (8). قال واخذ عليهم (9) على عليه السلام ان يمنعوا محمدا وذريته مما
يمنعون منه انفسهم وذراريهم، فاخذتها عليهم، نجا، وهلك من هلك (10). 3 - "
كشف الغمة " عن الاصبغ بن نباتة قال: ان امير المؤمنين عليه السلام خطب ذات
يوم، فحمد الله واثنى عليه، وصلى على النبي
1)
في المصدر والامالي للصدوق والبحار: بفضل الله على كله. 2) امالي الطوسى ج 2 / 54
- امالي الصدوق 325 ح 13 - وعنهما البحار ج 40 / 6 ح 14. 3) الحسن بن على: هو
الوشاء أبو محمد الكوفى الخزاز: المتقدم ذكره. 4) صفوان: هو ابن يحيى أبو محمد
الكوفى المتوفى سنة (210) تقدم ذكره. 5) محمد بن زياد بن عيسى: بياع السابرى. 6)
الحسين بن مصعب بن مسلم الهمداني الكوفى عد من اصحاب الامامين الباقر والصادق
عليهما السلام. 7) في المصدر المطبوع: كنت ابايع لرسول الله صلى الله عليه وآله.
8) كثف (بضم الثاء المثلثة): كثر. 9) في مرآة العقول: أي اخذ على الشيعة عن بيعتهم
له، فقوله: " فاخذتها " كلام الصادق عليه السلام، أي وانا ايضا اخذت على
شيعتي هذا العهد. ولعله كان في الاصل: قال: خذ عليهم ان يمنعوا، فصحف إلى ما ترى.
فقوله: " فاخذتها " من كلام امير المؤمنين عليه السلام. 10) الكافي ج 8
/ 261 ح 374.
[ 85 ]
صلى
الله عليه وآله، ثم قال: ايها الناس اسمعوا مقالتي وعوا كلامي، ان الخيلاء (1) من
التجبر، والنخوة من الكبر، وان الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل. الا ان المسلم اخو
المسلم فلا تنابزوا، ولا تتجادلوا (2)، فان شرائع الدين واحدة، وسبله قاصدة، من
اخذ بها لحق ومن تركها مرق (3)، ومن فارقها محق (4)، ليس المسلم بالخائن إذا
ائتمن، ولا بالمخلف إذا وعد، ولا بالكذوب إذا نطق. نحن اهل بيت الرحمة، وقولنا
الحق، وفعلنا القسط، ومنا خاتم النبيين، وفينا قادة الاسلام وامناء الكتاب، ندعوكم
إلى الله ورسوله والى جهاد عدوه، والشدة في امره، وابتغاء رضوانه والى اقام
الصلاة، وايتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، وتوفير الفئ لاهله. الا وان
اعجب العجب ان معوية بن ابى سفيان الاموى، وعمرو بن العاص السهمى يحرضان الناس على
طلب الدين بزعمهما، وانى والله لم اخالف رسول الله صلى الله عليه وآله قط، ولم
اعصه في امر قط، اقيه بنفسى في المواطن التى تنكص فيها الابطال، وترعد فيها
الفرائص (5) بقوة، اكرمني الله بها، فله الحمد، ولقد قبض النبي صلى الله عليه وآله
وان راسه لفى حجري، ولقد وليت غسله بيدى، تقلبه الملائكة المقربون معلى، وايم الله
ما اختلفت امة بعد نبيها الا ظهر باطلها على حقها الا ما شاء الله (6).
1)
الخيلاء (بضم الخاء وفتح الياء): العجب والكبر. 2) في كشف الغمة: ولا تخاذلوا. 3)
مرق من الدين خرج منه ببدعة أو ضلالة. 4) محق: نقص. هلك. 5) الفرائض: جمع الفريصة
وهى اللحمة بين الجنب والكتف. 6) كشف الغمة ج 1 / 378 والبحار ج 8 / 647 ط الحجر
عن امالي الطوسى ج 1 / 9.
|
|
|
|