|
[ 181 ]
1 - الشيخ في "
مجالسه " اخبرنا أبو عبد الله احمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال: اخبرنا
أبو الحسن على بن محمد بن الزبير القرشى (1) قال: اخبرنا على بن الحسن بن فضال:
قال حدثنا العباس بن عامر (2) قال: حدثنا احمد بن رزق (3) عن محمد بن عبد الرحمان
(4) قال: سمعت يحيى بن العلاء الرازي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: دخل على
عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في منزل ام سلمة فلما رآه
قال: كيف انت يا على إذا اجتمعت الامم، ووضعت الموازين، وبرز لعرض خلقه، ودعى
الناس إلى ما لا بد منه ؟ قال: فدمعت عين امير المؤمنين عليه السلام فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما يبكيك يا على ؟ تدعى والله انت وشيعتك غرا
محجلين،
1)
على بن محمد بن الزبير القرشى الكوفى المتوفى سنة (348) وقد ناهض مائة سنة ودفن في
مشهد امير المؤمنين عليه السلام - جامع الرواة ج 1 / 598 - 2) العباس بن عامر: بن
رباح أبو الفضل الثقفى الثقة - جامع الرواة ج 1 / 431 -. 3) احمد بن رزق الغمشانى
البجلى له ترجمة في جامع الرواة ج 1 / 50. 4) محمد بن عبد الرحمن: بن المغيرة بن
الحرث المتوفى سنة (157) وكان من اصحاب الصادق عليه السلام - ترجمه الاردبيلى في
الجامع ج 2 / 139 - ولكن في المصدر: عن احمد بن رزق عن يحيى بن العلاء الرازي عن
ابى عبد الله عليه السلام.
[ 182 ]
رواءا
مرويين، مبيضة وجوهكم، ويدعى بعدوك مسودة وجوههم اشقياء معذبين: اما سمعت إلى قول
الله: (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية) انت وشيعتك (والذين
كفروا بآياتنا اولئك هم شر البرية) (1) عدوك يا على (2). 2 محمد بن يعقوب عن عدة
من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن
معروف بن خربوذ (3)، عن ابى جعفر عليه السلام قال: صلى امير المؤمنين عليه السلام
بالناس الصبح بالعراق، فلما انصرف وعظهم فبكى، وابكاهم من خوف الله. ثم قال اما
والله لقد عهدت اقواما على عهد خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وانهم
ليصبحون ويمسون شعثا غبرا خمصا (4)، بين اعينهم كركب المعزى (5)، يبيتون لربهم
سجدا وقياما، يراوحون (6) بين اقدامهم وجباههم، يناجون ربهم، ويسالون فكاك رقابهم
من النار، والله لقد رايتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون (7). 3 - وعنه عن السندي بن
محمد (8)، عن محمد بن الصلت (9)، عن ابى
1)
البينة: 7 - 8. 2) امالي الطوسى ج 2 / 283 - وعنه البحار ج 68 / 70 ح 130. 3)
معروف بن خربوذ الكوفى ممن احتمعت العصابة على تصديقهم من اصحاب ابى جعفر وابى عبد
الله عليهما السلام. 4) الشعث: تفرق الشعر وعدم اصلاحه. وهو بضم الشين جمع الاشعث،
والغبر (بضم الغين جمع الاغبر): المتلطخ بالغبار، والخمص جمع الخمص: ضامر البطن.
5) الركب (بضم الراء وفتح الكاف جمع الركبة) وهى موصل الفخذين والساق والمعز خلاف
الضان. 6) المراوحة بين الاقدام والجباه ان يقوم على القدمين مرة ويضع الجبهة على
الارض اخرى ليوصل الراحة إلى كل منهما. 7) الكافي ج 2 / 235 ح 21 - وعنه الوسائل ج
1 / 64 ح 9. 8) سندى (اسمه ابان) بن محمد أبو بشر الكوفى - له ترجمة في جامع
الرواة ج 1 / 389. 9) محمد بن الصلت: بن مالك القرشى الكوفى - جامع الرواة ج 2 /
132.
[ 183 ]
حمزة،
عن على بن الحسين عليهما السلام قال: صلى امير المؤمنين عليه السلام الفجر، ثم لم
يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد (1) رمح: فاقبل على الناس بوجهه، فقال: والله
لقد ادركت اقواما يبيتون لربهم سجدا وقياما، يخالفون بين جباههم وركبهم، كان زفير
النار في آذانهم، إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر، كانما القوم باتوا
غافلين، قال: ثم قال: فما رئى ضاحكا حتى قبض صلوات الله عليه (2). 4 - الحسن بن
ابى الحسن الديلمى قال: روى الحكم بن مروان، عن جبير بن حبيب، نزلت بعمر بن الخطاب
نازلة قام لها، وقعد، وترنح (3)، وتقطر (4) ثم قال: يا معاشر المهاجرين ما عندكم
فيها ؟ قالوا: يا امير المؤمنين انت المفزع والمنزع (5)، فغضب عمر، ثم قال: (يا
ايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) (6) اما والله انا واياكم لنعرف
ابن بجدتها والخبير بها. قالوا: كانك اردت ابن ابى طالب ؟ قال: وانى يعدل بى عنه،
وهل طفحت (7) حرة بمثله ؟ قالوا: فلو بعثت إليه، قال: هيهات هناك شيخ من بنى هاشم،
ولحمة (8) من رسول الله صلى الله عليه وآله، واثرة (9) من علم يؤتى لها ولا ياتي،
افضوا إليه، فافضوا إليه وهو في حائط له، عليه ثياب يتوكا على مسحاته (10)، وهو
يقول: ايحسب الانسان ان يترك سدى الم يك نطفة
1)
على قيد رمح: على قدر رمح. 2) الكافي ج 2 / 236 ح 22 - وعنه البحار ج 1 / 24 ح 17
وج 42 / 247 ح 49 والوسائل ج 1 / 65. 3) ترنح: تمايل من سكر، أو قلق واضطراب. 4)
تقطر: سقط. 5) المنزع: من يرجع إليه في رأيه. 6) الاحزاب: 70. 7) طفحت المراة:
ولدت، وفى المصدر: وهل لقحت. 8) اللحمة: القرابة. 9) الاثرة: البقية من العلم. 10)
المسحاة: الالة التى يجرف بها الطين.
[ 184 ]
من
منى يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى) (1) ودموعه تجرى على خديه، فاجهش القوم لبكائه،
ثم سكن وسكنوا، وساله عمر عن مسلاته، فاصدر جوابها ولوى عمر يده. ثم قال: اما
والله لقد ارادك الحق، ولكن ابى قومك، فقال له: يا ابا حفص خفض (2) عليك من هنا
(ان يوم الفصل كان ميقاتا) (3) فانصرف وقد اظلم وجهه، فكانما ينظر من ليل مظلم
(4). 5 - ابن شهر اشوب: عروة بن الزبير، قال: تذاكرنا صالح الاعمال، فقال أبو
الدرداء: اعبد الناس على بن ابى طالب عليه السلام، سمعته قائلا بصوت حزين، ونغمة
شجية، في موضع خال: الهى كم من موبقة (5) حملتها عنى فقابلتها بنعمك، وكم من جريرد
تكرمت على عن كشفها بكرمك، الهى ان طال في عصيانك عمرى، وعظم في الصحف ذنبي، فما
انا مؤمل غير غفرانك، ولا انا براج غير رضوانك، ثم ركع ركعات، فاخذ في الدعاء
والبكاء. فمن مناجاته: الهى افكر في عفوك فتهون على خطيئتي، ثم اذكر العظيم من
اخذك فتعظم على بليتي. ثم قال: آه ان انا قرات في الصحف سيئة انا ناسيها، وانت
محصيها فتقول: خذوه فيا له من ماخوذ لا تنجيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته، يرحمه
الملا إذا اذن فيه بالنداء. آه من نار تنضج الاكباد والكلى (6)، آه من نار نزاعة
للشوى، آه من
1)
القيامة: 36 - 37 - 38 -. 2) خفض عليك: سهل عيلك وهون. 3) النبا: 17. 4) ارشاد
القلوب للديلمي: 219. 5) في المصدر: كم حلمتها عنى فقابلتها بنعمتك. وفى البحار نقلا
عن " امالي الصدوق ": كم من موقبة حلمت عن مقابلتها بنقمتك. 6) الكلى:
(بضم الكاف وفتح اللام): جمع الكلية واحدة الكليتن وهما غدتان يمنى ويسرى = =
لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين، وغايتهما افراز البول من الدم. (*)
[ 185 ]
غمرة
من متلهبات (1) لظى، ثم انغمر (2) في البكاء فلم اسمع له حسا فقلت غلب عليه النوم،
اوقظه لصلاة الفجر، فاتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحركته فلم يتحرك (3)، فقلت:
انا لله وانا إليه راجعون، مات والله على بن ابى طالب عليه السلام. قال: فاتيت
منزله مبادرا انعاه إليهم، فقالت فاطمة عليها السلام: ما كان من شانه ؟ فاخبرتها،
فقالت: هي والله الغشية التى تأخذه من خشية الله. ثم اتوه بماء فنضحوه على وجهه،
فافاق، ونظر إلى وانا ابكى، فقال: مم بكاؤك يا ابا الدرداء ؟ فكيف ولو رأيتني دعى
بى إلى الحساب، وايقن اهل الجرائم بالعذاب، واحتوتني (4) ملائكة غلاظ وزبانية
فظاظ، فوقفت بين يدى الملك الجبار، قد اسلمني (5) الاحباء، ورحمني اهل الدنيا اشد
رقة (6) لى، بين يدى من لا تخفى عليه خافية (7). 6 - واخذ زين العابدين عليه
السلام بعض صحف عباداته، فقرا فيه يسيرا ثم تركها من يده تظجرا، وقال من يقوى على
عبادة على بن ابى طالب ؟ ! (8). 7 - وعن الباقر عليه السلام وابن عباس في قوله
تعالى (واستعينوا بالصبر
1)
في المصدر والبحار: ملهبات. 2) في المصدر والبحار: ثم انعم: أي بالغ. 3) في
البحار: فحركته فلم يتحرك، وزويته فلم ينزو. 4) في المصدر والبحار: واحتوشتني: أي
احدقتني وجعلتني في وسطهم. 5) في المصدر: قد اسلمتني الاحباء. 6) في المصدر
والبحار: اشد رحمة لى. 7) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 124 - واخرج نحوه مفصلا في
البحار ج 41 / 11 ح 1 عن امالي الصدوق: 72 ح 9. 8) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 /
125.
[ 186 ]
والصلاة
وانها لكبيرة الا على الخاشعين) (1) والخاشع: الذليل في صلاته، المقبل عليها (2)
يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله وامير المؤمنين عليه السلام. وقال ابن شهر
اشوب: فيه نزلت: (قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) (3) (4).
1)
البقرة: 45. 2) في المصدر: إليها. 3) المؤمنون: 1. 4) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 /
20 - وعنه البرهان ج 1 / 94 ح 7.
[ 187 ]
1 - الشيخ في " اماليه
" قال: اخبرنا محمد بن محمد (يعنى المفيد) قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر
الجعابى، قال: حدثنا أبو العباس احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال: حدثنا جعفر بن
محمد بن مروان (1)، قال: حدثنا ابراهيم بن الحكم المسعودي، قال: حدثنا الحارث بن
حصيرة (2)، عن عمران بن الحصين (3)، قال: كنت انا وعمر بن الخطاب جالسين عند رسول الله
صلى الله عليه وآله وعلى عليه السلام جالس إلى جنبه إذ قرا رسول الله صلى الله
عليه وآله: (امن يجيب المضطر إذ ادعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارضءاله مع
الله قليلا ما تذكرون) (4). قال: فانتفض (5) على عليه السلام انتفاض العصفور، فقال
له النبي صلى الله عليه وآله: ما شأنك تجزع ؟ فقال: مالى لا اجزع والله يقول: انه
يجعلنا خلفاء الارض ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وآله: لا تجزع والله لا يحبك
الا
1)
جعفر بن محمد بن مروان: بن زياد الغزالي الكوفى كثير الحديث. 2) الحارث (الحث بن
حصيرة أبو النعمان الزدى الكوفى التابعي. 3) عمران بن الحصين: من السابقين الذين
رجعوا إلى امير المؤمنين عليه السلام. 4) النمل: 62. 5) انتفض: تحرك واهتز.
[ 188 ]
مؤمن،
ولا يبغضك الا منافق (1). 2 - محمد بن العباس بن ماهيار (2) الثقة في "
تفسيره " قال: حدثنا اسحاق بن محمد بن مروان (3)، عن ابيه، عن عبيد الله بن
خنيس، عن صباح المزني (4)، عن الحارث بن حصيرة، عن ابى داود (5)، عن بريدة (6)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى عليه السلام إلى جنبه: (امن يجيب
المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض) (7). قال: فانتقض على عليه
السلام انتفاض العصفور، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: لم تجزع يا على ؟ فقال:
لم لا اجزع وانت تقول: ويجعلكم خلفاء الارض ؟ فقال: لا تجزع فوالله لا يبغضك مؤمن
ولا يحبك كافرا (8). 3 - وعن عثمان بن هاشم بن الفضل، عن محمد بن كثير (9)، عن
الحارث بن حصيرة، عن ابى داود السبيعى، عن عمران بن حصين، قال:
1)
الامالى للشيخ الطوسى ج 1 / 75 - وعنه البحار ج 41 / 13 ح 2 والبرهان ج 3 / 207 ح
1 - 2 عنه وعن امالي المفيد: 307 ح 5 واخرجه في البحار ج 39 / 266 ح 39 عن امالي
المفيد، ورواه في بشارة المصطفى: 10. 29 محمد بن العباس: بن على بن مروان بن
الماهيار أبو عبد الله البزاز المعروف بابن الحجام المفسر الفقيه كان حيا سنة
(328) ه. 3) اسحاق بن محمد بن مروان بن زياد الغزالي الكوفى نزيل بغداد. 4) صباح
المزني: بن قيس بن يحيى الكوفى وثقه النجاشي وقال: روى عن الباقر والصادق عليهما
السلام. 5) أبو داود: نقيع بن الحرث السبيعى الهمداني روى عن ابى جعفر الباقر عليه
السلام. 6) بريدة: بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث المازنى سكن المدينة، ثم تحول
إلى البصرة ومنها إلى خراسان ومات بمرو سنة (63) ه. 7) النمل: 62. 8) تأويل الآيات
لشرف الدين الاستر آبادى ج 1 / 401 ح 3 وعنه البحار ج 39 / 266 ذيل الحديث 39
والبرهان ج 3 / 207 ح 3. 9) محمد بن كثير: أبو عبد الله العبدى البصري المتوفى سنة
(223) ه.
[ 189 ]
كنت
جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله وعلى عليه السلام إلى جنبه إذ قرا النبي صلى
الله عليه وآله: (امن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوة ويجعلكم خلفاء الارض) (1).
قال: فارتعد على عليه السلام فضرب النبي صلى الله عليه وآله يده على كتفه، فقال:
مالك يا على ؟ فقال: يا رسول الله قرا ت هذه الآية، فخشيت ان نبتلى بها فأصابني ما
رايت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا على لا يحبك الا مؤمن، ولا يبغضك الا
كافر منافق إلى يوم القيامة (2). 4 - محمد بن يعقوب، عن على بن ابراهيم، عن
ابراهيم، عن ابيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان
امير المؤمنين عليه السلام اشتكى عينه، فعاده النبي صلى الله عليه وآله فإذا هو
يصيح، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: اجزعا ام وجعا، فقال: يا رسول الله ما
وجعت وجعا قط اشد منه. فقال: يا على ان ملك الموت إذا نزل لقبض روح الكافر نزل معه
سفود (3) من نار، فنزع (4) روحه به، فتصيح جهنم، فاستوى على عليه السلام جالسا، فقال:
يا رسول الله اعد حديثك فلقد انسانى وجعى ما قلت، ثم قال: هل يصيب ذلك احد من امتك
؟ قال: نعم حاكم جائر، وآكل مال اليتيم ظلما، وشاهد زور (5). 5 - ومن طريق
المخالفين عن سفيان بن عيينة (6)، عن الزهري، عن
1)
النمل: 62. 2) تأويل الآيات ج 1 / 402 - وعنه البحار ج 39 / 286 ح 79 والبرهان ج 3
/ 208 ح 4. 3) السفود (كتنور) الحديدة التى يشوى بها اللحم. 4) في المصدر: فينزع.
5) الكافي ج 3 / 253 ح 10 - وعنه البحار ج 38 / 311 ح 11 واخرج ذيله في الوسائل ج
18 / 237 ح 3 عنه وعن التهذيب ج 6 / 224 ح 27. 6) سفيان بن عيينة: بن ابى عيينة
أبو محمد الكوفى سكن مكة المكرمة، ولد سنة (107) وتوفى غرة رجب سنة (198) ه.
[ 190 ]
مجاهد
(1)، عن ابن عباس: (فاما من طغى وآثر الحيوة الدنيا) (2) هو علقمة بن الحارث بن
عبد الدار (واما من خاف مقام ربه) (3) على بن ابى طالب عليه السلام خاف وانتهى عن
المعصية، ونهى عن الهوى نفسه، (فان الجنة هي الماوى) (4) خاصا لعلى عليه السلام،
ومن كان على منهاج على هكذا عاما.. (5). 6 - تفسير ابى يوسف (6) يعقوب بن سفيان،
عن مجاهد، وابن عباس (ان المتقين في ظلال وعيون) (7) من اتقى الذنوب على بن ابى
طالب، والحسن، والحسين في ظلال من الشجر، والخيام من اللؤلؤ، طول كل خيمة مسيرة
فرسخ في فرسخ. ثم ساق الحديث. إلى قوله: (انا كذلك نجزى المحسنين) (8) المطيعين
لله اهل بيت محمد في الجنة (9). 7 - ابن بطة (10) في " الابانة " وابو
بكر بن عياش (11) و " الامالى " عن ابى داود السبيعى (12) عن عمران بن
حصين، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وعلى عليه السلام إلى جنبه، إذ قرا
النبي صلى الله عليه وآله هذه الآية:
1)
مجاهد: بن جبر (جبير) أبو الحجاج القارئ المكى المتوفى سنة (103). 2) النازعات: 37
- 38. 3) النازعات: 40. 4) النازعات: 48. 5) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 94 -
وعنه البحار ج 40 / 320. 6) أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفارسى الفسوى المتوفى سنة
(277) ه. 7) المرسلات: 41. 8) المرسلات: 44. 9) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 94 -
وعنه البحار ج 40 / 320 والبرهان ج 4 / 426. 10) ابن بطة: عبيد الله بن محمد
العكبرى الحنبلى المتوفى سنة (387) ه. 11) أبو بكر بن عياش: الكوفى الحناط المحدث
المقرئ المتوفى سنة (193) ه. 12) في المصدر والبحار: عن ابى داود، عن السبيعى.
[ 191 ]
(امن يجيب المضطر
إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض) (1) قال: فارتعد على عليه السلام فضرب
النبي صلى الله عليه وآله على كتفه (2) وقال: مالك يا على ؟ قال قرات يا رسول الله
هذه الاية، فخشيت ان ابتلى بها فأصابني ما رايت، فقال رسول الله صلى الله عليه
وآله: لا يحبك الا مؤمن، ولا يبغضك الا منافق إلى يوم القيامة (3). ابن شهر اشوب:
وفى زهده عليه السلام كتاب كبير روته الشيعة (4). 8 - وعن انس بن مالك قال: لما
نزلت الآيات الخمس في طس: (امن جعل الارض قرارا) (5) انتفض على السلام انتفاض
العصفور، فقال له صلى الله عليه وآله: مالك يا على ؟ قال: عجبت يا رسول الله من
كفرهم وحلم الله عنهم ! فمسحه رسول الله صلى الله عليه وآله بيده ثم قال: ابشر
فانه لا يبغضك مؤمن، ولا يحبك منافق، ولو لا انت لم يعرف حزب الله (6).
1)
النمل: 62. 2) في المصدر والبحار: على كتفيه. 3) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 103
- وعنه البحار ج 41 / 14 ح 5. 4) ما وجدته في المناقب. 5) النمل: 61. 6) المناقب
لابن شهر اشوب ج 2 / 125 - وعنه البحار ج 41 / 17 واخرج نحوه في ج 41 / 124 ح 33
عن تفسير فرات: 15.
[ 193 ]
1 - ابن بابويه في " اماليه " قال حدثنا جعفر بن محمد بن
مسرور (1) رضى الله عنه، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر (2)، عن عمه عبد الله
بن عامر (3) عن ابن ابى عمير، عن ابان بن عثمان، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن
نباتة قال: كان امير المؤمنين عليه السلام يقول في سجوده: انا جيك يا سيدى كما
يناجى العبد الذليل مولاه، واطلب اليك طلب من يعلم انك تعطى ولا ينقص مما عندك شئ،
واستغفرك استغفار من يعلم انه لا يغفر الذنوب الا انت، واتوكل عليك توكل من يعلم
انك على كل شئ قدير (4). 2 - محمد بن يعقوب، عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد،
عن ابيه، عن عبد الله بن ميمون (5)، عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان امير
المؤمنين عليه السلام يقول: اللهم انى عوذبك من الاحتلام وسوء (6) الاحلام،
1)
جعفر بن محمد بن مسرور: بن قولوله أبو القاسم القمى من ثقات العلماء واجلائهم توفى
سنة (368) أو (369) ه. 2) الحسين بن محمد بن عامر بن عمران بن ابى بكر الاشعري
القمى من الثقات. 3) عبد الله بن عامر بن عمران الاشعري أبو محمد وثقه العلامة
والنجاشى. 4) امالي الصدوق: 211 ح 7 - وعنه البحار ج 86 / 277 ح 47. 5) عبد الله
بن ميمون بن الاسود القداح المكى من اصحاب الصادق عليه السلام وثقه النجاشي والعلامة.
6) في المصدر: ومن سوء.
[ 194 ]
وان
يلعب بى الشيطان في اليقظة والمنام (1). 3 - وعنه، عن على بن ابراهيم، عن ابيه، عن
حماد بن عيسى، عن عبد الله بن ميمون، عن ابى عبد الله عليه السلام ان عليا عليه
السلام كان يقول إذا اصبح: " سبحان (2) الملك القدوس - ثلاثا - اللهم انى
اعوذ بك من زوال نعمتك، ومن تحويل عافيتك، ومن فجاة نقمتك، ومن درك الشقاء، ومن شر
ما سبق في الليل والنهار (3)، اللهم انى اسالك بعزة ملكك، وشدة قوتك، ويعظيم
سلطانك، وبقدرتك على خلقك " ثم سل حاجتك (4). 4 - وعنه، عن عدة من اصحابنا،
عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن ابى عبد الله عليه
السلام قال: ما من يوم ياتي على ابن آدم الا قال له ذلك اليوم: يا بن آدم انا يوم
جديد، وانا عليك شهيد، فقل في خيرا، واعمل في خيرا، واعمل في خيرا، اشهد لك به يوم
القيامة، فانك لن تراني بعدها ابدا قال: وكان على عليه السلام إذا امسى يقول:
مرحبا بالليل الجديد، والكاتب الشهيد، اكتب (5) على اسم الله، ثم يذكر الله عزوجل
(6). 5 - وعنه، عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن على (7)
رفعه إلى امير المؤمنين عليه السلام انه كان يقول: اللهم انى وهذا النهار خلقان من
خلقك، اللهم لا تبتلنى به، ولا تبتله بى (8)، اللهم ولا
1)
الكافي ج 2 / 536 ح 5 - وعنه الوسائل ج 4 / 1027 ذيل ح 4. 2) في المصدر والوسائل:
سبحان الله الملك. 3) كلمة (والنهار) ليست موجودة في المصدر ولا في الوسائل. 4)
الكافي ج 2 / 527 ح 16 - وعنه وسائل الشيعة ج 4 / 1236 ح 5. 5) في المصدر
والوسائل: اكتبا. 6) الكافي ج 2 / 523 ح 8 - وعنه الوسائل ج 4 / 1120 ح 5. 7) محمد
بن على: بن ابراهيم بن موسى أبو جعفر الصيرفى الملقب بابى سمينة. 8) الابتلاء:
الاختبار والامتحان. ولعل المراد بالابتلاء كما احتمله المحشى في هامش الكافي هو
ابتلاؤه بالنهار ان يناله منه سوء، وبابتلاء النهار به ان يفعل فيه معصية.
[ 195 ]
تره
منى جراة منى على معاصيك، ولا ركوبا لمحارمك، اللهم اصرف عنى الازل (1) واللاوآء
(2)، والبلوى، وسوء القضاء، وشماتة الاعداء، ومنظر السوء في نفسي ومالى. قال: وما
من عبد يقول حين بمسى ويصبح: رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه
وآله نبيا وبالقرآن بلاغا، وبعلى عليه السلام اماما - ثلاثا - الا كان حقا على
الله العزيز الجبار ان يرضيه يوم القيامة. قال: وكان يقول عليه السلام إذا امسى:
اصبحنا لله شاكرين، وامسينا لله حامدين، فلك الحمد، كما امسينا لك مسلمين سالمين.
قال: وإذا اصبح قال: امسينا لله شاكرين، واصبحنا لله حامدين، والحمد لله كما
اصبحنا لك مسلمين سالمين (3).
1)
الازل (بفتح الهمزة وسكون الزاء): الضيق والشدة (وبكسر الهمزة): الداهية. 2)
اللاوآء: الشدة والضيق في المعيشة. 3) الكافي ج 2 / 525 ح 12 - وعنه البحار ج 86 /
291 ح 52.
[ 197 ]
1) في " رسالة الاهوازية " (1) للصادق عليه
السلام قال ابى: قال على بن الحسين: سمعت ابا عبد الله الحسين عليه السلام يقول:
حدثنى امير المؤمنين عليه السلام قال: انى كنت بفدك في بعض حيطانها، وقد صارت
لفاطمة عليها السلام قال: فإذا انا بامراة قد قحمت (2) على وفى يدى مسحاة وانا
اعمل بها، فلما نظرت إليها طار قلبى مما تداخلنى من جمالها، فشبهتها ببشينة بنت
عامر الجحمى وكانت من اجمل نساء قريش فقالت يا بن ابى طالب: هل لك ان تتزوج بى
فاغنيك عن هذه (3)، وادلك على خزائن الارض، فيكون لك الملك ما بقيت ولعقبك من بعدك
؟ فقلت لها: من انت حتى اخطبك من اهلك ؟ قالت: انا الدنيا، قلت (4): فارجعي واطلبي
زوجا غيرى، واقبلت على مسحاتي وانشات اقول: لقد خاب من غرته دنيا دنية وما هي ان
غرت قرونا بطائل
1)
رسالة الاهوازية: رسالة من ابى عبد الله الصادق عليه السلام في جواب ما ساله والى
الاهواز عبد الله النجاشي المستبصر الراجع عن الزيدية، وهو الجد الاعلى لابي
العباس النجاشي احمد بن على صاحب " الرجال " المتوفى سنة (450) ه -
الذريعة ج 2 / 485. 2) قحمت: دخلت. 3) في البحار: هذه المسحاة. 4) في البحار: قال:
قلت لها: فارجعي.
[ 198 ]
اتتنا
على زى العزير بنينة وزينتها في مثل تلك الشمائل فقلت لها: غرى سواى فانني عزوف
(1) عن الدنيا ولست بجاهل وما انا والدنيا فان محمدا احل صريعا بين تلك الجنادل
(2) وهبها اتتنا بالكنوز ودرها واموال قارون وملك القبائل اليس جميعا للفناء
مصيرها (3) ويطلب من خزانها بالطوائل (4) فغرى سواى اننى غير راغب بما فيك من ملك
وعز ونائل فقد قنعت نفسي بما قد رزقته فشانك يا دنيا واهل الغوايل (5) فانى اخاف
الله يوم لقائه واخشى عذابا دائما غير زائل فخرج عليه السلام من الدنيا وليس في
عنقه تبعة لاحد حتى لقى الله محمودا غير ملوم ولا مذموم، ثم اقتدت به الائمة عليهم
السلام من بعده بما قد بلغكم لم يتلطخوا بشئ من بوائقها، صلى الله عليهم اجمعين
واحسن مثواهم (6). 2 - ابن شهر اشوب، وغيره، واللفظ له، قال معاوية لضرار بن ضمرة
(7): صف لنا عليا فقال: كان والله صواما بالنهار، قواما بالليل، يحب من اللباس
اخشنه، ومن الطعام اجشبه (8)، وكان يجلس فينا، ويبتدئ إذا سكتنا، ويجيب إذا سالنا،
يقسم بالسوية، ويعدل في الرعية، لا يخاف
1)
العزوف (بفتح العين) الذى لا يشتهى. 2) الجنادل: الصخور. 3) في البحار ج 78:
للفناء مصيرنا. 4) الطوائل: جمع الطائلة وهى القدرة، والعداوة. 5) الغوائل: جمع
الغائلة وهى الداهية - المهلكة - الشر - الفساد. 6) اخرجه في البحار ج 75 / 362 -
وج 78 / 273 عن رسالة الغيبة للشهيد الثاني المطبوع في آخر كشف الريبة 127 وفى ج
77 / 196 عن الاربعين لابن زهرة 46 ح 6 وفى ج 73 / 83 ح 47 عن شرح النهج للكيدرى -
وفى ج 40 / 328 عن المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 102 نحوه. 7) ضرار بن ضمرة: ترجمه
المامقانى في تنقيح المقال ج 2 / 105 وقال: الرجل من خلص اصحاب امير المؤمنين عليه
السلام، حسن الحال، فصيح المقال.. 8) الاجشب: الطعام الاغلظ.
[ 199 ]
الضعيف
من جوره، ولا يطمع القوى في ميله، والله لقد رايته ليلة من الليالى وقد اسبل 01)
الظلام سدوله، وغارت نجومه، وهو يتململ في المحراب تململ السليم، ويبكى بكاء
الحزين. ولقد رايته مسبلا (2) للدموع، قابضا على لحيته، يخاطب دنياه فيقول: يا
دنيا ابى تشوقت ولى تعرضت ؟ لا حان حينك، فقد بتلتك (3) بتالا لا رجعة لى فيك،
فعيشك قصير، وخطرك (4) يسير، آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق (5). 3 -
ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق رضى الله عنه، قال: حدثنا محمد بن
جرير الطبري (6)، قال: حدثنا الحسن بن محمد (7)، قال: حدثنى محمد بن عبد الرحمن
المخزومى (8)، قال حدثنى محمد بن ابى يعفور، عن موسى بن ابى ايوب التميمي، عن موسى
بن المغيرة، عن الضحاك بن مزاحم (9)، قال: ذكر على عليه السلام هند ابن عباس بعد
وفاته عليه السلام فقال: واسفاه على ابى الحسن، مضى والله ما غير، وما بدل وما
قصر، ولا جمع، ولا منع، ولا آثر الا الله، والله لقد كانت الدنيا اهون عليه من شسع
نعله. ليث في الوغى، بحر في المجالس، حكيم في الحكماء، هيهات قد مضى إلى الدرجات
العلى (10).
1)
في البحار: اسدل. 2) في البحار والمصدر: مسيلا (بالياء المثناة). 3) في المصدر
والبحار: فقد ابنتك ثلاثا. 4) الخطر: الشرف وارتفاع القدر. 5) المناقب لابن شهر
اشوب ج 2 / 103 - وعنه البحار ج 40 / 329 ح 11. 6) محمد بن جرير الطبري: مشترك بين
ابن جرير بن رستم بن جرير، وابن جرير بن يزيد المؤرخ، وكلاهما مشترك في الاسم
والكنية (أبو جعفر) واسم الاب، والبلد، وعام الوفاة وهو سنة (310) ه. 7) الحسن بن
محمد: أبو محمد بن عبد الواحد الخزاز المزني. 8) يحتمل انه محمد بن عبد الرحمن بن
هشام الاوقص المخزومى المتوفى سنة (169) ه. 9) الضحاك بن مزاحم: الهلالي، صاب
التفسير المتوفى بخراسان سنة (102) ه. 10) امالي الصدوق: 333 ح 12 - وعنه البحار ج
41 / 103 ح 2.
[ 200 ]
4 - وعنه، قال:
حدثنى ابى رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن
اسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، عن ابى حمزة
الثمالى، عن الاصبغ بن نباتة، انه كان امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام
إذا اتى بالمال ادخله بيت مال المسلمين، ثم جمع المستحقين، ثم ضرب يده في المال،
فنثره يمنة ويسرة، وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء لا تغرينى، غرى غيرى. هذا جناى
وخياره فيه * إذ كل جان يده إلى فيه ثم لا يخرج حتى يفرق ما في بيت مال المسلمين،
ويؤتى كل ذى حق حقه، ثم يامر ان يكنس ويرش، ثم يصلى فيه ركعتين، ثم يطلق الدنيا
ثلاثا يقول بعد التسليم: لا تتعرضينى ولا تتشوقينى ولا تغرينى، فقد طلقتك ثلاثا لا
رجعة لى عليك (1). 5 - " نهج البلاغة " قال على عليه السلام لاخيه عقيل:
والله لان ابيت على حسك (2) السعدان (3) مسهدا (4)، أو اجر في الاغلال مصفدا (5)،
احب إلى من ان القى الله ورسوله ظالما لبعض العباد، أو غاصبا لشئ من الحطام (6)،
وكيف اظلم احدا لنفس يسرع إلى البلى قفولها (7) ويطيل في الثرى حلولها. والله لقد
رايت عقيلا وقد املق (8) حتى استماحني من بركم صاعا،
1)
امالي الصدوق: 233 ح 16 - وعنه البحار ج 41 / 103 ح 2. 2) الحسك (بفتح الحاء
والسين المهملتين): الشوك. 3) السعدان (بفتح السين وسكون العين المهلتين): نبت له
شوك وهو من افضل ما ترعاه الابل - وفيه يضرب المثل. 4) المسهد: الذى ارقه الآخر
واسهره، والممنوع من النوم. 5) المصفد: المقيد بالحديد. 6) الحطام: ما تكسر من
اليبس، شبه به متاع الدنيا لفنائه. 7) القفول: الرجوع من السفر، وهو كناية عن
الشيب، أو عن الموت فان الآخرة هي الموطن الاصلى فبالموت يرجع الانسان إليه - بحار
الانوار ج 41 / 163. 8) املق: انفق ماله حتى افتقر.
[ 201 ]
ورايت
صبيانه شعث (1) الشعور، غبر (2) الالوان من فقرهم، فكانما سودت وجوههم بالعظلم
(3)، وعادوني مؤكدا، وكرر على مرددا، فاصغيت إليه سمعي، فظن انى ابيعه دينى، واتبع
قياده مفارقا طريقتي، فاحميت له حديدة، ثم ادنيتها من جسمه ليعتبر بها، فضج ضجيج
ذى دنف (4) من المها، وكاد ان يحترق من ميسمها (5)، فقلت له: ثكلتك الثواكل يا
عقيل اتئن من حديدة احماها انسانها للعبه، وتجرنى إلى نار سجرها جبارها لغضبه ؟
اتئن من الاذى ولا ائن من لظى ؟ !. واعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها،
ومعجونة شنئتها، كأنها عجنت بريق حية أو قيئها، فقلت: اصلة، ام زكاة، ام صدقة ؟
فذاك محرم علينا اهل البيت، فقال: لا ذا ولا ذاك، ولكنها هدية، فقلت: هبلتك
الهبول، اعن دين الله اتيتني لتخدعني ؟ امختبط ام ذو جنة ام تهجر ؟ فوالله لو
اعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها على ان اعصى الله تعالى في نملة اسلبها جلب
(6) شعيرة ما فعلته، وان دنياكم عندي لاهون من ورقة في فم جرادة تقضمها (7)، ما
لعلى ونعيم يفنى، ولذة لا تبقى، نعوذ بالله من سبات (8) العقل، وقبح الزلل، وبه
نستعين (9). 6 - وروى معلوما ان ابا بكر توفى وعليه لبيت مال المسلمين نيف
1)
شعث الشعور: مغبر الشعور ومتلبدها. 2) غبر الالوان: يوصف بها الجوع الشديد. 3)
العظلم (بكسر العين): النيلج يصبغ بها. 4) الدنف (بفتح الدال المهملة والنون):
المرض الثقيل الملازم. 5) الميسم (بكسر الميم وفتح السين المهملة): الحديدة أو
الآلة التى يوسم بها. 6) الجلب (بضم الجيم): القشر. 7) تقضمها: تأكلها باطراف
الاسنان. 8) السبات (بضم السين المهملة): النوم. 9) نهج البلاغة للسيد الرضى تحقيق
الدكتور: 346 - الخطبة (224) وعنه البحار ج 41 / 163 ح 57.
[ 202 ]
واربعون
الف درهم، وعمر مات وعليه نيف وثمانون الف درهم، وعثمان مات وعليه ما لا يحصى
كثرة، وعلى عليه السلام مات وما ترك الا سبعمائة درهم فضلا عن عطائه اعدها لخادم
(1). 7 - ابن بابويه قال: حدثنا على بن احمد بن موسى الدقاق رضى الله عنه، قال:
حدثنا محمد بن الحسن الطارى قال: حدثنا محمد بن الحسين الخشاب، قال: حدثنا محمد بن
محسن، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن ابيه، عن جده، عن آبائه عليهم
السلام، قال: قال امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام: والله ما دنياكم
عندي الا كسفر (2) على منهل (3) حلوا إذ صاح بهم سائقهم فارتحلوا، ولا لذاذتها في
عينى الا كحميم اشربه غساقا (4)، وعلقم (5) اتجرعه زعاقا (6)، وسم افعى (7) اسقاه
دهاقا (8)، وقلادة من نار اوهقها (9) خناقا، ولقد رقعت مدرعتي (10) هذه، حتى
استحييت من راقعها، وقال لى: اقذف الاتن (11) لا يرتضيها ليراقعها، فقلت له: اعزب
عنى، فعند الصباح (12) يحمد القوم السرى، وتنجلى عنهم علالات (13)
1)
المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 93 - وعنه البحار ج 40 / 319 ح 3. 2) السفر (بفتح
السين المهملة وسكون الفاء) جمع سافر المسافرون. 3) المنهل: موشع الشرب على
الطريق. 4) الغساق (بفتح الغين المعجمة والسين المهملة المشددة أو المخففة): الماء
المنتن. 5) العلقم (بفتح العين المهملة والقاف): الحنظل، أو كل شئ مر. 6) الزعاق
(بضم الزاى): الماء المر الذى لا يطاق شربه. 7) الافعى (بفتح الهمزة والعين
المهملة والالف المقصورة): الحية الخبيثة. 8) الدهاق (بكسر الدال): الممتلئ. 9)
اوهق الدابة: طرح الوهق في عنقها، والوهق (كالفرس) حبل في طرفه انشوطة يطرح في عنق
الدابة حتى تؤخذ. 10) المدرعة (بكسر الميم وفتح الراء): القميص، ثوب من الكتان.
11) الاتن (بكسر الهمزة والتاء): جمع الاتان وهى الحمارة. 12) عند الصباح.. الخ
مثل يقال: اول من قاله خالد بن الوليد، يضرب للرجل يحتمل المشقة رجاء الراحة -
مجمع الامثال للميداني ج 1 / 464. 13) العلالة (بضم العين المهملة: بقية كل شئ،
وفى بعض النسخ: غلالات (بالغين المعجمة) = = جمع الغلالة (بكسر الغين المعجمة):
شعار تلبس تحت الثوب.
[ 203 ]
الكرى
(1)، ولو شئت لتسر بلت بالعبقرى (2) المنقوش من ديباجكم، ولاكلت لباب هذا البر
بصدور دجاجكم، ولشربت الماء الزلال برقيق زجاجكم. ولكني اصدق الله جلت عظمته، حيث
يقول: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم اعمالهم فيها وهم لا يبخسون،
اولئك الذين ليس لهم في الآخرة الا النار) (3)، فكيف استطيع الصبر على نار لو قذفت
بشررة إلى الارض لاحرقت نبتها، ولو اعتصمت نفس بقلة لانضجها وهج (4) النار في
قلتها، وانما خير لعلى ان يكون عند ذى العرش مقربا، أو يكون في لظى خسيئا (5)
مبعدا، مسخوطا عليه بجرمه مكذبا. والله لان ابيت على حسك السعدان مرقدا، وتحتي
اطهار (6) على سفاها (7) ممددا أو اجر في اغلال (8) مصفدا، احب إلى من ان القى في
القيامة محمدا خائنا في ذى يتمة اظلمه بفلسة متعمدا، ولم اظلم اليتيم وغير اليتيم
لنفس تسرع إلى البلى قفولها، ويمتد في اطباق الثرى حلولها، وان عاشت رويدا (9)
فبذى العرش نزولها. معاشر شيعتي احذروا فقد عضتكم (10) الدنيا بانيابها تختطف منكم
نفسا بعد نفس كذئابها (11)، وهذه مطايا الرحيل، قد انيخت لركابها، الا ان
1)
الكرى (بفتح الكاف وسكون الراء): النعاس والنوم. 2) العبقري: الديباج - البسط
الوشية. 3) هود: 15 - 16. 4) الوهج (بفتح الواو وسكون الهاء): اتقاد النار. 5)
الخسئ: الصاغر. 6) الاطمار: (جمع الطمر بكسر الطاء) وهو الثوب الخلق البالى. 7)
السفا (بفتح السين المهملة): التراب. 8) في المصدر والبحار: في اغلالي. 9) رويدا:
قليلا. 10) عضه: امسكه باسنانه. 11) الضمير في " كذئابها " يرجع إلى
الدنيا.
[ 204 ]
الحديث
ذو شجون (1) فلا يقولن قائلكم: ان كلام على متناقض، لان الكلام عارض، ولقد بلغني
ان رجلا (2) من قطان (3) المداين تبع بعد الحنيفية علوجه، ولبس من نالة (4) دهقانه
منسوجه، وتضمخ (5) بمسك هذه النوافج (6) صباحه وتبخر بعود الهند رواحه (7)، وحوله
ريحان حديقة يشم تفاحه، وقد مد له مفروشات الروم على سرره، تعسا له بعدما ناهز
السبعين من عمره، وحوله شيخ يدب على ارضه من هرمه، وذا يتمة تضور (8) من ضره وقرمه
(9) فما واساهم بفاضلات من علقمه. لان امكنني الله منه لاخضمنه خضم (10) البر،
ولاقيمن عليه حد المرتد، ولاضربنه الثمانين (11) بعد حد، ولاسدن من جهله كل مسد
(12)، تعسا له افلا شعر، افلا صوف، افلا وبر، افلا رغيف قفار (13) الليل، افطار
مقدم افلا عبرة على خد في ظلمة ليال تنحدر ؟ ولو كان مؤمنا لاتسقت له الحجة إذا
ضيع ما لا يملك. والله لقد رايت عقيلا وقد املق حتى استماحني (14) من بركم صاعه،
1)
الشجون: الطرق. 2) المراد بالرجل كما قال العلامة المجلسي يحتمل ان يكون معاوية بل
هو الظاهر فالمراد بالمدائن ليس البلد الموسوم بها بل هي جمع المدينة، والعلوج
آباء الرجل الكفرة. 3) القطان: جمع القاطن بمعنى الساكن. 4) النالة: جمع النائل
وهو العطاء. 5) تضمخ: تلطخ. 6) النوافج: جمع النافجة وهى معرب نافة أي وعاء المسك.
7) الرواح: العشى، أو من الزوال إلى الليل. 8) تتضور: تتلوى وتصيح وتتقلب ظهرا
لبطن. 9) القرم: شدة شهوة اللحم. 10) الخضم: الاكل باقصى الاضراس. 11) ضرب
الثمانين لشرب الخمر أو قذف المحصنة. 12) قال في البحار: قوله (لاسدن.. الخ) كناية
عن اتمام الحجة وقطع اعذاره. 13) القفار (بفتح القاف): خبز لا ادام معه. 14)
الاستماحة: طلب الجود.
[ 205 ]
وعاودني
في عشر وسق من شعيركم يطعمه جياعه، وكاد يلوى (1) ثالث ايامه خامصا ما استطاعه،
ورايت اطفاله شعث الالوان من ضرهم، كانما اشمازت وجوههم من ضرهم (2) فلما عادوني
في قوله، وكرره اصغيت إليه سمعي فغره، فظننى اوتغ (3) دينى فاتبع ما سره، احميت له
حديدة لينزجر إذ لا يستطيع مسها (4) ولا يصطبر. ثم ادنيتها من جسده، فضج من المه
ضجيج ذى دنف يان من سقمه، فكاد يسبنى سفها من كظمه، حرقة في لظى اطفاله (5) من
عدمه (6)، فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل اتان من حديدة احماها انسانها لمدعبه،
وتجرنى إلى نار سجرها جبارها من غضبه اتان من الاذى ولا ائن من لظى ؟ ! والله لو
سقطت المكافاة عن الامم، وتركت في مضاجعها باليات في الرمم (7)، ولا ستحييت من مقت
رقيب يكشف فاضحات من الاوزار تنسخ (8) فصبرا على دنيا تمر بلاوائها (9)، كليلة
باحلامها (10) تنسلخ (11) كم (12) بين نفس
1)
يلوى قال في البحار: لعله من لى الغريم وهو مطله أي يماطل أولاده في ثالث الايام
استطاع ما حال كونه خامصا أي جائعا. 2) في المصدر والبحار: من قرهم. والقر "
بضم القاف والراء المشددة ": البرد. 3) أوتغ: أهلك، من وتغ يرتغ: هلك يهلك.
4) في المصدر والبحار: إذا لا يستطيع منها دنوأ ولا يصبر. 5) في المصدر: في لظى له
من عدمه - وفي البحار: في لظى أضنى له من عدمه. 6) العدم " بضم العين المهملة
": الفقدان والفقر. 7) الرمم " جمع الرمة ": العظام البالية. 8)
كلمة " تنسخ " ليست في المصدر، ولكن في البحار موجودة، وقال المجلسي في
ذيل الحديث: تنسخ بفتح تاء المضارعة وتشديد النون إدغاما لنون الانفعال في نون
جوهر الكلمة، وهو مطاوع نسخة أي أثبته أو أزاله. 9) اللاواء: الشدة. 10) الاحلام:
جمع الحلم " بضم الحاء واللام " أي الرؤيا. 11) الانسلاخ: المضي. 12) كم
للاستفهام التعجبي والضمير في خيامها راجع إلى الجنة المعلومة وإن لم يسبق ذكرها
[ 206 ]
في
خيامها ناعمة، وبين أثيم في جحيم يصطرخ (1)، ولا تعجب من هذا. وأعجب بلا صنع منا
من (2) طارق طرقنا بملفوفات زملها (3) في وعائها، ومعجونة بسطها على إنائها فقلت
له: أصدقة أم نذر أم زكاة ؟ وكل ذلك يحرم علينا أهل بيت النبوة. وعوضنا الله منه
خمس ذى القربى في الكتاب والسنة، فقال لي: لا ذاك ولا ذاك ولكنه هدية، فقلت له:
ثكلتك الثواكل أفعن دين الله تخدعني بمعجونة عرقتموها (4) بقندكم وخبيصة (5) صفراء
أتيتموني بها بعصير تمركم، أمختبط أم تهجر ؟ أليس النفوس عن مثقال حبة من خردل
مسؤلة ؟ فماذا أقول في معجونة أتزقمها (6) معمولة ؟ والله لو أعطيت الاقاليم
السبعة بما تحت أفلاكها، واسترق لى قطانها مذعنة بإملاكها (7)، على أن أعصى الله
في منلة أسلبها شعيرة فألكوها (8) ما قبلت، ولا أردت، ولدنياكم أهون عندي من ورقة
في فم (9) جرادة تقضمها وأقذر عندي من عراقة (10) خنزير يقذف بها أجذمها، وأمر على
فؤادى من حنظلة يلوكها ذو سقم فيبشمها (11)، فكيف أقبل ملفوفات عكمتها (12) في
طيها (13)، ومعجونة كأنها عجنت بريق حية أو قيئها.
1)
الاصطراخ: الصيحة الشديدة. 2) من طارق: كلمة من بيانة. 3) زملها: لفها. 4)
عرقتموها: مزجتموها بقليل من قندكم، و القند هو المصنوع من السكر. 5) الخبيصة:
الحلواء المخلوطة. 6) تزقم: أكل الزقوم وهو الطعام القاتل. 7) الضمير راجع إلى
القطان أو إلى الاقاليم. 8) اللوك: دون المضغ وهى ادارة الطعام في الفم. 9) في
البحار: في في جرادة وفي بعض النسخ: " عرادة " مكان " جرادة "
وهى الجرادة الانثى. 10) العراقة (بضم العين المهملة): العظم إذا أكل لحمه، وضمير
" أجذمها " للدنيا. 11) فيبشمها: يلفظها بغضا وسأمة. 12) عكمتها:
شددتها. 13) المراد بالطي هنا ما يطوى فيه الشئ - بحار الانوار ج 40 / 355.
[ 207 ]
اللهم
إنى نفرت عنها نفار المهرة من كيها، " أريه السها ويريني القمر " (1)
أأمتنع من وبرة قلوصها (2) ساقطة، وأبتلع إبلا في مبركها رابطة ؟ أدبيب العقارب من
وكرها (3) التقط ؟ أم قواتل الرقش (4) في بيتي أرتبط ؟ فدعوني أكتفي من دنيا كم
بملحي وأقراصي، فبتقوى الله أرجو خلاصي، ما لعلى ونعيم يفنى، ولذة تنتجها (5) المعاصي
سألقى وشيعتي ربنا بعيون سامرة (6) وبطون خماص، (ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق
الكافرين) (7) ونعوذ بالله من سيئات الاعمال (8).
1)
من الامثال يضرب لمن اقترح على صاحبه شيئا فأجابه بخلاف مراده. 2) القلوص (بفتح
القاف): الشابة من الابل أو الباقية على السير. 3) الوكر: الجحر. 4) الرقش (بضم
الراء) جمع الرقشاء وهى الافعى. 5) في بعض النسخ: " تنحتا " من النحت
وهو بري العود. 6) السامرة: التى لم تنم - وفي البحار: بعيون ساهرة (بالهاء). 7)
آل عمران: 141. 8) أمالى الصدوق: 495 ح 7 - وعنه البحار ج 40 / 345 ح 39.
[ 209 ]
1 - الشيخ في " اماليه " قال: اخبرنا محمد بن محمد يعنى
المفيد قال: اخبرنا أبو الحسن على بن خالد المراغى، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن
صالح، قال: حدثنا عبد الاعلى بن واصل الاسدي عن محمود بن ابراهيم، عن على بن حزور،
عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت عمار بن ياسر رضى الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله لعلى عليه السلام: يا على ان الله قد زينك لم يزين العباد بزينة
احب إلى الله منها. زينك بالزهد في الدنيا، وجعلك لا ترزا (1) منها شيئا، ولا ترزا
منك شيئا، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم اتباعا ويرضون بك اماما، فطوبى لمن
احبك وصدق فيك، وويل لمن ابغضك وكذب عليك، فاما من احبك وصدق فيك فاولئك جيرانك في
دارك، وشركاءك في جنتك، واما من ابغضك وكذب عليك فحق على الله ان يوقفه موقف
الكذابين يوم (2) القيامة (3).
1)
لا ترزا: لا تأخذ. 2) كلمة " يوم القيامة " ليست موجودة في المصدر، ولا
في البحار. 3) امالي الطوسى ج 1 / 184 - وعنه البحار ج 40 / 28 ح 55 - وفى البحار
ج 39 / 297 ح 101 = = عنه وعن كشف الغمة ج 1 / 170 نقلا عن كفاية الطالب: 191
ومناقب ابن مردويه، واخرج صدره في البحار ج 40 / 319 عن مناقب ابن شهر اشوب ج 2 /
94 نقلا عن امالي الطوسى.
[ 210 ]
2 - ورواه من طريق
المخالفين أبو المؤيد موفق بن احمد من اعيان المخالفين قال: اخبرنا الامام عين
الائمة أبو الحسن على بن احمد الكرباسي الخوارزمي رحمه الله، حدثنا القاضى الاجل
شمس القضاة جمال الدين احمد بن عبد الرحمن بن اسحاق، اخبرني الشيخ الفقيه أبو سهل
محمد بن ابراهيم بن اسحاق، اخبرنا القاضى الامام أبو محمد عبد الله بن محمد بن
الحسين البيهقى الجعفي النهرواني، حدثنى أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن خالد بن
يعقوب الحميرى، حدثنا القاسم بن خليفة بن سواد، حدثنا داود بن سواد (1) عن عيسى بن
عبد الرحمن، عن على بن حزور، عن ابى مريم، قال: سمعت عمار بن ياسر رضى الله عنه
يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا على ان الله زينك بزينة لم يزين
العباد بزينة هي احب إليه منها، زهدك فيها، بعضها اليك، وجبب اليك الفقراء فرضيت
بهم اتباعا ورضوا بك اماما، يا على طوبى لمن احبك وصدق عليك، والويل لمن ابغضك
وكذب عليك. اما من احبك وصدق عليك فاخوانك في الدين، وشركاؤك في الجنة، واما من
ابغضك وكذب عليك فحقيق على الله يوم القيامة ان يقيمه (2) مقام الكذابين (3). 3 -
ومن طريق المخالفين ايضا ما رواه أبو نعيم الحافظ احمد بن عبد الله الاصفهانى في
كتاب " حلية الاولياء " في الجزء الاول باسناده عن الاصبغ بن نباتة قال:
سمعت عمار بن ياسر رضى الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا
على ان الله عزوجل زينك بزينة لم يزين العباد بزينة احب
1)
في المصدر: حماد بن سواد. 2) في المصدر: تعالى ان يقيمه يوم القيامة. 3) مناقب
الخوارزمي: 66 - واخرجه في البحار ج 40 / 330 ح 13 عن كشف الغمة ج 1 / 162 نقلا عن
مناقب الخوارزمي.
[ 211 ]
إلى
الله تعالى منها، وهى زينة الابرار عند الله تعالى، الزهد في الدنيا، فجعلك لا
ترزء من الدنيا ولا ترزء الدنيا منك شيئا، ووهب لك حب المساكين، فجعلك ترضى بهم
اتباعا ورضوا بك اماما (1). 4 - ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (ر
ض) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن ابى الخطاب قال:
حدثنا محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن سعد بن طريف، عن
الاصبغ بن نباتة، قال: دخل ضرار بن ضمرة بن ضرار النهشلي على معاوية بن ابى سفيان،
فقال له: صف لى عليا قال: أو تعفيني ؟ قال: لا بل صفه لى، فقال ضرار: رحم الله
عليا كان والله فينا كاحدنا، يدنينا إذا اتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، ويقربنا إذا
زرناه، فلا يغلق له دوننا باب، ولا يحجبنا عنه حاجب، ونحن والله مع تقريبه لنا
وقربه منا لا نكلمه لهيبته، ولا نبتديه لعظمته، فإذا تبسم فعن مثل اللؤلؤة
المنظوم. فقال معاوية: ردنى من صفته، فقال ضرار: رحم الله عليا كان والله طويل
السهاد (2)، قليل الرقاد، يتلو كتاب الله آناء الليل واطراف النهار، يجود لله
بمهجته، ويبوء إليه بعبرته، لا تغلق له الستور، ولا يدخر عنا البدور (3)، ولا
يستلين الاتكاء، ولا يستخشن الجفاء، ولو رايته إذ مثل في محرابه، وقد ارخى الليل
سدوله، وغارت نجومه، وهو قابض على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكى بكاء الحزين،
ويقول: يا دنيا إلى (4) تعرضت ام إلى تشوقت ؟ هيهات هيهات لا حاجة لى فيك، ابنتك
ثلاثا لا رجعة لى عليك، ثم يقول: واه واه لبعد السفر، وقلة الزاد، وخشونة الطريق،
قال: فبكى معاوية
1)
حلية الاولياء ج 1 / 71 - واخرجه في البحار ج 40 / 334 ح 15 عن كشف الغمة ج 1 /
170 نقلا عن حلية الاولياء. 2) السهاد (بضم السين) ذهاب النوم في الليل. 3)
البدور: جمع البدرة وفى عشرة آلاف درهم، أو كمية عظيمة من المال. 4) في البحار:
ابى تعرضت.
[ 212 ]
وقال:
حسبك يا ضرار، كذلك كان والله على رحم الله ابا الحسن (1). 5 - وقال السيد الرضى
قدس الله روحه في كتاب " الخصائص ": ذكروا ان ضرار بن ضمرة الضبابى دخل
على معاوية بن ابى سفيان لعنه الله وهو بالموسم، فقال له: صف عليا، قال: أو تعفيني
؟ قال: لابد ان تصفه لى، قال: كان والله المير المؤمنين عليه السلام طويل المدى،
شديد القوى، كثير الفكرة، غزير العبرة، يقول فصلا، ويحكم عدلا، ينفجر العلم من
جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويانس من الليل
ووحشته، وكان فينا كاحدنا، يجيبنا إذا دعوناه، ويعطينا إذا سألناه. نحن والله مع
قربه لا نكلمه لهيبته، ولا ندنو تعظيما له، فان تبسم فعن غير اشر ولا اختيال، وان
نطق فعن الحكمة وفصل الخطاب، يعظم اهل الدين ويحب المساكين ولا يطمع الغنى في
باطله، ولا يؤيس الضعيف من حقه، اشهد لقد رايته في بعض مواقفه وقد ارخى الليل
سدوله (2)، وهو قائم في محرابه، قابض على لحيته، يتململ تململ السليم (3)، ويبكى
بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا يا دنيا اليك عنى، ابى تعرضت، ام إلى تشوقت ؟ لا حان
حينك (4)، هيهات غرى غيرى لا حاجة لى فيك، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعيشك
قصير، وخطرك يسير، واملك حقير، آه من قلة الزاد، وطول المجاز، وبعد السفر وعظم
المورد (5). قال فوكفت دموع معاوية ما يملكها، وهو يقول: هكذا كان على عليه السلام
فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال: حزنى عليه والله حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا
ترقى دمعتها، ولا تسكن حرارتها (6).
1)
امالي الصدوق: 499 ح 2 - وعنه البحار ج 41 / 14 ح 6. 2) سدوله: حجب ظلامه. 3)
السليم: الملدوغ من حية ونحوها. 4) لاحان حينك: لا جاء وقت وصولك. 5) المورد: موقف
الورود على الله سبحانه في الحساب. 6) الخصائص: 70 - نهج البلاغة باب المختار من
حكم امير المؤمنين عليه السلام الرقم (77) - وعنه البحار ج 40 / 345 ح 28.
[ 213 ]
6 - صاحب كتاب
" الصفوة " من علماء العامة قال: اخبرنا أبو بكر بن حبيب الصوفى قال:
حدثنا أبو سعيد بن ابى صادق الحيرى، قال: انبانا أبو عبد الله بن باكويه الشيرازي
(1)، قال: حدثنا عبد الله بن فهد، قال: حدثنا فهد بن ابراهيم الساجى، قال: حدثنا
محمد بن زكريا بن دينار (2)، قال: حدثنا العباس بن بكار (3)، قال: حدثنا عبد
الواحد بن ابى عمرو الاسدي، عن الكلبى (4)، عن ابى صالح (5)، قال معاوية بن ابى
سفيان لضرار بن ضمرة: صف لى عليا، قال: أو تعفيني (6) ؟ قال: لا اعفيك، قال: اما
إذ لا بد فانه والله كان بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، ينفجر
العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستانس
بالليل وظلمته. كان والله غزير الدمعة، طويل الفكرة، يقلب كفيه، ويخاطب نفسه،
يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب، كان والله فنيا كاحدنا، يجيبنا إذا
سألناه، ويبتدئنا إذا اتيناه، وياتينا إذا دعوناه، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه
منا لا نكلمه هيبة، ولا نبتديه لعظمته، فان تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم اهل
الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوى في باطله، ولا يياس الضعيف من عدله، فاشهد
بالله لقد رايته في بعض مواقفه، وقد ارخى
1)
ابن باكويه: محمد بن عبد الله بن باكويه أبو عبد الله الصوفى الشيرازي المتوفى سند
(428) - كشف الظنون: 27. 2) محمد بن زكريا بن دينا الغلابى أبو عبد الله المؤرخ
البغدادي المتوفى سنة (298) - ميزان الاعتدال ج 3 / 58 - 59 - وقد مر. 3) العباس
بن بكار: أبو الوليد الضبى البصري سمع منه أبو حاتم الرازي المتوفى سنة (277) ه.
4) الكلبى: محمد بن السائب الكوفى المتوفى سنة (146) ه. 5) أبو صالح: باذام،
ويقال: باذان، مولى ام هانئ، روى عن ابن عباس، وابى هريرة، وغيرهما - الجرح
والتعديل للرازي ج 2 / 431. 6) في ارشاد القلوب للديلمي: اولا تعفيني.
[ 214 ]
الليل
سدوله (1)، وغارت نجومه، وقد مثل في محرابه، قابضا على لحيته، يتململ تململ
السليم، ويبكى بكاء الحزين، وكانى اسمعه الآن وهو يقول: يا دنيا يا دنيا ابى تعرضت
ام لى تشوقت ؟ هيهات هيهات غرى غيرى قد ابنتك (2) ثلاثا لا رجعة لى فيك، فعمرك
قصير، وعيشك حقير، وخطرك كبير، آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق. قال:
فذرفت دموع معاوية على لحيته (3)، فما يملكها، وهو ينشفها بكمه، وقد اختنق القوم
بالبكاء، ثم قال معاوية: رحم الله ابا الحسن، كان والله كذلك فكيف (4) كان حبك
اياه ؟ قال: كحب ام موسى لموسى، واعتذر إلى الله من التقصير، قال: فكيف حزنك عليه
يا ضرار ؟ قال: حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقى عبرتها، ولا يسكن حزنها. ثم
قال (5) وخرج وهو باك، فقال معاوية: اما لو انكم فقد تمونى لما كان فيكم من يثنى
على مثل هذا الثناء، فقال له بعض من كان حاضرا: الصاحب على قدر صاحبه (6). وهذا
الخبر من مشاهير الاخبار، متكرر في الكتب والاسفار.
1)
في المصدر: سجوفه - وهو جمع السجف أي الستر. 2) في المصدر: قد بتتك ثلاثا 3) في
المصدر: حتى خرت على لحيته. 4) هذا السؤال وجوابه.. إلى " من التقصير "
ليس موجودا في المصدر، ولا في الحلية، ولا في الارشاد، ولا في البحار. 5) من هنا
إلى الآخر ليس في المصدر، نعم هو موجود في الارشاد والبحار. 6) صفة الصفوة ج 1 /
315 - واخرجه في البحار ج 41 / 120 ح 28 عن ارشاد القلوب: 218 - وفى ج 87 / 156 ح
41 عن عدة الداعي: 194 نحوه - وفى اعلام الدين: 150 عن كنز الكراجكى: 270 باختلاف،
ورواه في حلية الاولياء ج 1 / 84 وروى في الاستيعاب ج 3 / 1107 بسند آخر نحوه.
[ 215 ]
1 - محمد بن
يعقوب، عن محمد بن يحى، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن حماد، عن حميد،
وجابر (1) العبدى، قالا: قال امير المؤمنين عليه السلام: ان الله جعلني اماما
لخلقه، ففرض على التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسى كضعفاء الناس، كى يقتدى
الفقير بفقري، ولا يطغى الغنى غناه (2). 2 - وعنه، عن على بن محمد، عن صالح (3) بن
ابى حماد، وعدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد، وغيرهما، باسانيد مختلفتة في احتجاج
امير المؤمنين عليه السلام على عاصم بن زياد، حين لبس العباء، وترك الملاء، وشكاه
اخوه الربيع بن زياد إلى امير المؤمنين عليه السلام انه قد غم اهله واحزن ولده
بذلك، فقال امير المؤمنين عليه السلام: على بعاصم بن زياد، فجيئ به، فلما رآه عبس
في وجهه، فقال له: اما استحييت من اهلك ؟ اما رحمت ولدك ؟ اترى الله احل لك
الطيبات وهو يكره اخذك منها ؟ انت اهون على الله
1)
جابر العبدى: ترجمه الاردبيلى في جامع الرواة ج 1 / 144 وذكر ان هذه الرواية مرسلة
لبعد زمان حماد عن جابر العبدى كثيرا والله اعلم. 2) الكافي ج 1 / 410 ح 1 - وعنه
البحار ج 40 / 336 ح 17. 3) صالح بن ابى حماد: سلمة أبو الخير الرازي لقى الامامين
الهادى والعسكري عليهما السلام ترجمه ارباب التراجم - جامع الرواة ج 1 / 404.
[ 216 ]
من
ذلك، أو ليس الله يقول: (والارض وضعها للانام فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام) (1)
أو ليس يقول: (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) (2) إلى قوله: (يخرج
منهما اللؤلؤ والمرجان) (3) فبالله لابتذال نعم الله بالفعال احب إليه من ابتذاله
لها بالمقام، وقد قال عزوجل: (واما بنعمة ربك فحدث) (4) فقال عاصم: يا امير
المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة، وفى ملبسك على الخشونة ؟ فقال:
ويحك ان الله عزوجل فرض على ائمة العدل ان يقدروا انفسهم بضعفة الناس، كيلا يتبيغ
(5) بالفقير فقره، فالقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء (6). 3 - وعنه، عن عدة
من اصحابنا، عن احمد بن محمد البرقى، عن ابيه، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن حماد بن
عثمان، قال: حضرت ابا عبد الله عليه السلام وقال له رجل: اصلحك الله ذكرت ان على
بن ابى طالب عليه السلام كان يلبس الخشن، يلبس القميص باربعة دراهم وما اشبه ذلك،
ونرى عليك اللباس الجديد ! فقال عليه السلام له: ان على بن ابى طالب عليه السلام
كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر، ولو لبس مثل ذلك اليوم شهر به، فخير لباس كل زمان
لباس اهله، غير ان قائمنا اهل البيت عليهم السلام إذا قام لبس ثياب على عليه
السلام وسار بسيرة على عليه السلام (7). 4 - وعنه، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن
محمد، عن محمد، عن الحسن بن
1)
الرحمن: 10 - 11. 2) الرحمن: 19. 3) الرحمن: 22. 4) الضحى: 11. 5) التبيغ: الهيجان
والغلبة. 6) الكافي ج 1 / 410 ح 3 - وعنه البحار ج 41 / 123 ح 32. 7) الكافي ج 1 /
411 - وج 6 / 444 ح 15 - وعنه البحار ج 40 / 336 ح 18 وج 47 / 54 ح 92 - والوسائل
ج 3 / 348 ح 16 - وغاية المرام: 69 ح 3.
[ 217 ]
على
الوشاء، عن احمد بن عائذ، عن ابى خديجة، عن معلى بن خنيس، عن ابى عبد الله عليه
السلام قال: ان عليا عليه السلام كان عندكم، فاتى بنى ديوان، فاشترى ثلاثة اثواب
بدينار، القميص إلى فوق الكعب، والازار إلى نصف الساق، والرداء من بين يديه إلى
ثدييه، ومن خلفه إلى الييه (1)، ثم رفع يده إلى السماء فلم يزل يحمد الله على ما
كساه حتى دخل منزله. ثم قال: هذا اللباس الذى ينبغى للمسلمين ان يلبسوه، قال أبو
عبد الله عليه السلام: ولكن لا تقدرون ان تلبسوا هذا اليوم ولو فعلنا لقالوا:
مجنون، ولقالوا: مراء، والله تعالى يقول: (وثيابك فطهر) (2) قال: وثيابك ارفعها
ولا تجرها، وإذا قام قائمنا كان هذا اللباس (3). 5 - وعنه، عن عدة من اصحابنا، عن
سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح عن ابى عبد الله عليه السلام
قال: كان امير المؤمنين عليه السلام إذا لبس القميص مد يده، فإذا طلع على اطراف
الاصابع قطعه (4). 6 - وعنه، عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد بن خالد، عن
ابيه، عن محمد بن سنان، عن الحسن الصيقل، قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام:
تريد ان اريك (5) قميص على عليه السلام الذى ضرب فيه، واريك دمه ؟ قال: قلت: نعم،
فدعا به وهو في سفط (6)، فاخرجه ونشره، فإذا هو قميص كرابيس السنبلانى (7)، فإذا
موضع الجيب (8) إلى الارض، وإذا
1)
في المصدر: إلى اليتيه. 2) سورة المدثر: 4. 3) الكافي ج 6 / 455 ح 2 - وعنه البحار
ج 41 / 159 ح 52 - والوسائل ج 3 / 365 ح 7 - والبرهان ج 4 / 399 ح 2 - ونور
الثقلين ج 5 / 453 ح 6. 4) الكافي ج 6 / 457 ح 7 - وعنه البحار ج 41 / 159 ح 53
والوسائل ج 3 / 370 ح 1. 5) في المصدر والبحار: تريد اريك. 6) السفط: معرب (سبد)
وهو وعاء كالقفة أو الجوالق. 7) السنبلانى منسوب إلى السنبلان وهو بلد بالروم. 8)
موضع الجيب: قال في القاموس: التوضيع خياطة الجية بعد وضع القطن فيها.
[ 218 ]
اثر
دم ابيض شبه اللبن، شبه شطيب السيف (1) فقال: هذا قميص على عليه السلام الذى ضرب
فيه، وهذا اثر دمه فشبرت بدنه، فإذا هو ثلاثة اشبار، وشبرت اسفله فإذا هو اثنا عشر
شبرا (2). 7 - وعنه، عن ابى على الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد بن يحيى،
عن احمد بن محمد، جميعا عن الحجال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة بن اعين، قال:
رايت قميص على عليه السلام الذى قتل فيه عند ابى جعفر عليه السلام فإذا اسفله اثنا
عشر شبرا، وبدنه ثلاثة اشبار، ورايت فيه نضح دم (3). 8 - الشيخ في " اماليه
" باسناده، عن الحسين بن على عليهما السلام قال: اتى امير المؤمنين على بن
ابى طالب عليه السلام اصحاب القمص، فساوم شيخا منهم، فقال: يا شيخ بعنى قميصا
بثلاثة دراهم، فقال الشيخ: حبا وكرامة، فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم، فلبسه ما
بين الرسغين (4) إلى الكعبين واتى المسجد فصلى فيه ركعتين. ثم قال: الحمد لله الذى
رزقني من الرياش ما اتجمل به في الناس، واودى فيه فريضتي، واستربه عورتى، فقال له
رجل: يا امير المؤمنين اعنك نروى هذا، أو شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه
وآله قال: بل شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله يقول ذلك عند الكسوة (5).
1)
شطيب السيف: طرائقه التى في متنه. 2) الكافي ج 6 / 457 ح 8 - وعنه البحار ج 41 /
159 ح 54 وذيله في الوسائل ج 3 / 365 ح 4. 3) الكافي ج 6 / 457 ح 9 - وعنه البحار
ج 41 / 160 ح 55 والوسائل ج 3 / 365 ح 3. 4) الرسغ (بضم الراء المهملة): المفصل
مابين الساعد والكف أو الساق أو القدم. 5) امالي الطوسى ج 1 / 375 - وعنه البحار ج
41 / 108 ح 14 - وج 79 / 320 ح 2 - وفى الوسائل ج 3 / 372 ح 5 عنه وعن كشف الغمة ج
1 / 164.
[ 219 ]
9 - وعنه، قال:
اخبرنا محمد بن محمد بن مخلد (1) قال: حدثنا أبو عمرو عثمان بن احمد بن عبد الله
بن يزيد الدقاق المعروف بابن السماك قال: حدثنا أبو قلابة الرقاشى (2) قال: حدثنا
عارم بن الفضل أبو النعمان (3) قال: حدثنا مرجى ابو يحيى (4) صاحب السفط، قال: وقد
ذكرته لحماد بن زيد، فعرفه عن معمر بن زياد، ان ابا مطر حدثه قال: كنت بالكوفة فمر
على رجل، فقالوا: هذا امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام فتبعته، فوقف على
خياط، فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم فلبسه، فقال: الحمد لله الذى ستر عورتى
وكساني الرياش، ثم قال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إذا لبس قميصا
(5). 10 - محمد بن يعقوب، عن عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، وابو علي الاشعري عن
محمد بن عبد الجبار جميعا، عن ابن فضال، عن على بن عقبة، عن سعيد بن عمرو الجعفي،
عن محمد بن مسلم، قال: دخلت على ابى جعفر عليه السلام ذات يوم وهو ياكل متكئا، وقد
كان يبلغنا ان ذلك يكره، فجعلت انظر إليه، فدعاني إلى طعامه، فلما فرغ، قال: يا
محمد لعلك ترى ان رسول الله صلى الله عليه وآله راته عين ياكل وهو متكئ منذ ان
بعثه الله إلى ان قبضه، ثم رد على نفسه وقال: لا والله ما راته عين ياكل وهو متكئ
منذ ان بعثه الله إلى ان قبضه. ثم قال: يا محمد لعلك ترى انه شبع من خبز البر
ثلاثة ايام متوالية منذ بعثه الله تعالى إلى ان قبضه، ثم انه رد على نفسه ثم قال:
لا والله ما شبع من خبز البر ثلاثة ايام متوالية منذ بعثه الله تعالى إلى ان قبضه،
اما انى لا اقول: كان لا يجد، لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الابل، فلو
اراد ان ياكل
1)
هو من شيوخ الشيخ الطوسى سمع منه سنة (417) ه. 2) أبو قلابة الرقاشى: عبد الملك بن
محمد البصري المتوفى سنة (276) ه. 3) عارم محمد بن الفضل أبو النعمان السدوسى
الحافظ البصري المتوفى سنة (224) ه. 4) مرجى بن وداع البصري الراسبى له ترجمة في
الجرح والتعديل للرازي ج 8 / 412. 5) امالي الطوسى ج 1 / 398 - وعنه البحار ج 41 /
107 ح 13 وج 79 / 319 ح 1.
[ 220 ]
لاكل،
ولقد اتاه جبرئيل عليه السلام بمفاتيح خزائن الارض ثلاث مرات يخبره من غير ان ينقص
الله تبارك وتعالى مما اعد له يوم القيامة شيئا، فيختار التواضع لربه عزوجل، وما
سئل شيئا قط فيقول: لا، ان كان اعطى وان لم يكن قال: يكون، وما اعطى على الله شيئا
قط الا سلم ذلك إليه حتى ان كان ليعطى الرجل الجنة فيسلم الله ذلك له. ثم تناولنى
بيده وقال: وان كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد، وياكل اكلة العبد، ويطعم الناس خبز
البر واللحم، ويرجع إلى اهله فيأكل الخبز والزيت، وان كان ليشترى القميصين
السنبلانى، ثم يخير غلامه خيرهما، ثم يلبس الباقي، فإذا جاز اصابعه قطعه، وإذا جاز
كعبه حذفه، وما ورد عليه امران قط كلاهما لله رضا الا اخذ باشدهما على بدنه، ولقد
ولى الناس خمس سنين، فما وضع آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا اقطع قطيعة،
ولا اورث بيضاء ولا حمراء الا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه اراد ان يبتاع لاهله
بها خادما، ولا اطاق احد عمله، وان كان على بن الحسين عليه السلام لينظر في الكتاب
من كتب على عليه السلام فيضرب به الارض ويقول من يطيق هذا (1) ؟ ! 11 - ورواه
الشيخ في " مجالسه " قال: اخبرنا الحسين بن ابراهيم القزويني، قال:
اخبرنا محمد بن وهبان، عن محمد بن احمد بن زكرياء، عن الحسن بن على بن فضال، عن
على بن عقبة، عن سعيد بن عمرو الجعفي، عن محمد بن مسلم قال: دخلت على ابى جعفر
عليه السلام ذات يوم، وهو ياكل متكئا، وقد كان يبلغنا ان ذلك يكره. وساق الحديث
إلى آخره الا ان في رواية الشيخ: (وان كان ليشترى القميصين السنبلانيين ثم يخير
غلامه) وتقدم بتمامه في الباب العشرين (2). 12 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى،
عن احمد بن محمد، عن
1)
الكافي ج 8 / 129 ح 100. 2) امالي الطوسى ج 2 / 303 وتقدم في ج 1 / 218 ح 3. (*)
[ 221 ]
على
بن النعمان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل، قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام
يقول: ان ولى على عليه السلام لا ياكل الا الحلال، لان صاحبه كذلك، وان ولى عثمان
لا يبالى احلالا اكل ام حراما (1) ؟ لان صاحبه كذلك. ثم عاد إلى ذكر على عليه
السلام فقال: اما والذى ذهب بنفسه ما اكل من الدنيا حراما قليلا ولا كثيرا حتى
فارقها، ولا عرض له امران كلاهما لله طاعة الا اخذ باشدهما على بدنه، ولا نزلت
برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شديدة قط الا وجهه فيها ثقة به، ولا اطاق احد
من هذه الامة عمل رسول الله صلى الله عليه وآله بعده غيره، ولقد كان يعمل عمل رجل
كانه ينظر إلى الجنة والنار. ولقد اعتق الف مملوك من صلب ماله، كل ذلك تحفى فيه
يداه، ويعرق فيه جبينه التماس وجه الله عزوجل والخلاص من النار، وما كان قوته الا
الخل والزيت، وحلواه التمر إذا وجده، وملبوسه الكرابيس: فإذا فضل عن ثيابه شئ دعا
بالجلم (2) فجزه (3). 13 - عنه، عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد، عن على بن
حديد، عن مرازم بن حكيم، عن عبد الاعلى مولى آل سام (4)، قال: قلت لابي عبد الله
عليه السلام: ان الناس يروون ان لك مالا كثيرا، فقال: ما يسوؤنى ذاك، ان امير
المؤمنين عليه السلام مر ذات يوم على اناس شتى من قريش، وعليه قميص مخرق (5)، فقالوا:
اصبح على عليه السلام لا مال له، فسمعها امير المؤمنين عليه السلام فامر الذى يلى
صدقته ان يجمع تمره، ولا
1)
في المصدر: أو حراما. 2) الجلم (بفتح الجيم واللام): آلة كالمقص لجز الصوف. 3)
الكافي ج 8 / 163 ح 173 تقدم مع تخريجاته في باب 20 ح 7. 4) عبد الاعلى مولى آل
سام: الكوفى كان من اصحاب الصادق عليه السلام. 5) المخرق: الممزق.
[ 222 ]
يبعث
إلى انسان شيئا وان يوفره. ثم قال له: بعه الاول فالاول واجعلها دراهم، ثم اجعلها
حيث تجعل التمر، واكبسه (1) معه حيث لا يرى وقال للذى يقوم عليه: إذا دعوت بالتمر
فاصعد، وانظر المال، فاضربه برجلك، كانك لا تعمد الدراهم حتى تنثرها، ثم بعث إلى
رجل رجل منهم يدعوهم، ثم دعا بالتمر، فلما صعد ينزل بالتمر، ضرب برجله فانتثرت
الدراهم، فقالوا: ما هذا يا ابا الحسن ؟ فقال: هذا مال من لا مال له، ثم امر بذلك
المال، فقال: انظروا اهل كل بيت كنت ابعث إليهم، فانظروا ما له وابعثوا إليه (2).
14 - وعنه، عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد، عن الحسن بن على، عن ربعى بن عبد
الله، قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: كان على عليه السلام ليقطع ركابه
في طريق مكة فيشده بخوصه ليهون الحج على نفسه (3). 15 - الشيخ المفيد في "
ارشاده " قال: اخبرني أبو محمد الانصاري، قال: حدثنى محمد بن ميمون البزاز
قال: حدثنا الحسين بن علوان، عن ابى على زياد بن رستم، عن سعيد بن كلثوم، قال: كنت
عند الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فذكر امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه
السلام فاطراه ومدحه بما هو اهله. ثم قال: والله ما اكل على بن ابى طالب عليه
السلام من الدنيا حراما قط حتى مضى لسبيله، وما عرض له امران فظن انهما رضى لله
(4) الا اخذ باشدهما عليه في بدنه، وما نزلت برسول الله صلى الله عليه وآله نازلة
الا دعاه ثقة به، وما اطاق عمل رسول الله صلى الله عليه وآله من هذه الامة غيره،
1)
كبسه: جمعه. 2) الكافي ج 6 / 439 ح 8 - وعنه البحار ج 41 / 125 ح 34. 3) الكافي ج
4 / 280 ح 3 - وعنه الوسائل ج 8 / 104 ح 1. 4) في البحار: قط هما لله رضا.
[ 223 ]
وانه
كان (1) ليعمل عمل رجل كان وجهه بين الجنة والنار، يرجو ثواب هذه، ويخاف عقاب هذه،
ولقد اعتق من ماله الف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار مما كد بيده، ورشح
منه جبينه. وان كان ليقوت اهله بالزيت والخل والعجوة، وما كان لباسه الا الكرابيس
إذا فضل شئ عن يده من كمه دعا بالجلم فقصه، وما اشبهه من ولده ولا اهل بيته احد
اقرب شبها به في لباسه وفقهه من على بن الحسين عليهما السلام ولقد دخل أبو جعفر
عليه السلام ابنه عليه، فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه احد، فرآه قد اصفر
لونه من السهر، ورمضت عيناه من البكاء، ودبرت جبهته، وانخرم انفه من السجود، وورمت
ساقاه وقدماه من القيام إلى الصلاة. فقال أبو جعفر عليه السلام: فلم املك، حين
رايته بتلك الحال البكاء، فبكيت رحمة عليه، وإذا هو يفكر، فالتفت (2) بعد هنيئة من
دخولي فقال يا بنى اعطني بعض تلك الصحف التى فيها عبادة على بن ابى طالب عليه
السلام، فاعطيته فقرا فيها شيئا يسيرا، ثم تركها من يده تضجرا، وقال عليه السلام:
من يقوى على عبادة على عليه السلام (3) ؟ ! 16 - ابن بابويه قال: حدثنا صالح بن
عيسى العجلى (4)، قال حدثنا محمد بن على بن على قال: حدثنا محمد بن منذة الاصفهانى
(5)، قال: حدثنا محمد بن حميد (6)، قال: حدثنا جرير (7)، عن الاعمش، عن ابى سفيان
(8)،
1)
في البحار: وان كان ليعمل. 2) في البحار: فالتفت إلى. 3) الارشاد للمفيد: 255 -
وعنه كشف الغمة ج 2 / 85 - والبحار ج 46 / 74 ح 65 والوسائل ج 1 / 68 ح 18 -
والعوالم ج 18 / 90 ح 2 - وصدره في البحار ج 41 / 110 ح 19 وقطعة منه في الوسائل ج
3 / 370 ح 2. 4) صالح بن عيسى بن احمد بن محمد العجلى. 5) ابن مندة الاصفهانى:
محمد بن يحيى بن مندة الحافظ المتوفى سنة (301) ه. 6) محمد بن حميد: أبو عبد الله
الحافظ الرازي المتوفى سنة (248) ه تقدم ذكره. 7) جرير: بن عبد الحميد أبو عبد
الله الحافظ محدث الرى توفى سنة (188) ه. 8) أبو سفيان: طلحة بن نافع الواسطي له
ترجمة في ميزان الاعتدال ج 2 / 342.
[ 224 ]
عن
انس، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله ورجلان من اصحابه في ليلة ظلماء.
مكفهرة، إذ قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ايتوا باب على عليه
السلام، فاتينا باب على عليه السلام فنقر احدنا الباب نقرا خفيفا، إذ خرج علينا
على بن ابى طالب عليه السلام متزرا بازار من صوف، مرتديا بمثله في كفه سيف رسول
الله صلى الله عليه وآله إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا على قال:
لبيك قال: اخبر اصحابي بما اصابك البارحة. قال على عليه السلام: يا رسول الله انى
لاستحيى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله لا يستحيى من الحق، قال على
عليه السلام: يا رسول الله اصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وآله: فطلبت في البيت ماء فلم اجد الماء، فبعثت الحسن كذا والحسين كذا، فابطا
على، فاستلقيت على قفائى، فإذا انا بهاتف من سواد البيت قم يا على وخذ السطل
واغتسل، فإذا انا بسطل من ماء مملوء، عليه منديل من سندس، فاخذت السطل واغتسلت
ومسحت بدنى بالمنديل، ورددت المنديل على راس السطل، فقام السطل في الهواء، فسقط من
السطل جرعة فاصابت هامتي، فوجدت بردها على فؤادى. فقال النبي صلى الله عليه وآله:
بخ بخ يا ابن ابى طالب اصبحت وخادمك جبرئيل عليه السلام كذا اخبرني جبرئيل، كذا
اخبرني جبرئيل (1).
1)
امالي الصدوق: 187 ح 4 - وعنه البحار ج 39 / 114 ح 1 وعن الخرايج 2 / 837 ح 52
نحوه. واورده المؤلف ايضا في مدينة المعاجز: 23 معجزة: 35 عن الامالى.
[ 225 ]
1 - محمد بن يعقوب، عن عدة من
اصحابنا، عن احمد بن محمد بن خالد، عن اسماعيل بن مهران، عن حماد بن عثمان، عن زيد
بن الحسن (1)، قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: كان امير المؤمنين عليه
السلام اشبه الناس طعمة برسول الله صلى الله عليه وآله، كان ياكل الخبز والخل
والزيت، ويطعم الناس الخبز واللحم (2). 2 - وعنه، عن عدة من اصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن على بن اسباط، عن (3) يعقوب بن سالم (4) قال: سمعت ابا عبد الله عليه
السلام يقول: كان امير المؤمنين عليه السلام ياكل الخل والزيت، ويجعل نفقته تحت
(5) طنفسته (6).
1)
زيد بن الحسن الانماطى. 2) الكافي ج 6 / 328 ح 3 - وج 8 / 165 ح 176 - وعنه البحار
ج 41 / 131 - وفى الوسائل ج 17 / 64 ح 7 عنه وعن المحاسن: 483 ح 525 واخرجه في
البحار ج 40 / 330 ح 12 - وج 66 / 181 ح 14 عن المحاسن. 3) في المصدر عن عمه يعقوب
بن سالم. 4) يعقوب بن سالم الاحمر الكوفى من موثقي اصحاب الصادق عليه السلام. 5)
الطنفسة (مثلثة الطاء والفاء): البساط. 6) الكافي ج 6 / 328 ح 9 - وعنه البحار ج
41 / 158 ح 50 والوسائل ج 17 / 65 ح 10.
[ 226 ]
3 - وعنه، عن عدة
من اصحابنا، عن احمد بن محمد، عن على بن الحكم، عن ربيع المسلى، عن معروف بن خربوذ،
عمن راى امير المؤمنين عليه السلام ياكل الخبز بالعنب (1). 4 - وعنه، عن على بن
ابراهيم، عن ابيه، عن حنان (2) قال: كنت مع ابى عبد الله عليه السلام على المائدة،
فمال على البقل، وامتنعت انا منه لعلة كانت بى، فالتفت إلى وقال: يا حنان اما علمت
ان امير المؤمنين عليه السلام لم يوت بطبق الا وعليه بقل ؟ قلت: ولم ؟ جعلت فداك،
قال: لان قلوب المؤمنين خضرة هي تحن إلى اشكالها (3). 5 - وعنه، عن عدة من
اصحابنا، عن احمد بن ابى عبد الله، عن بعض اصحابه رفعه قال: كان امير المؤمنين
عليه السلام ياكل الكراث (4) بالملح الجريش (5) (6). 6 - وعنه، عن محمد بن يحيى،
عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن على بن الحكم، عن ابان بن عثمان، عن ابى بصير، عن
فاطمة بنت على عليه السلام، عن امامة بنت ابى العاص بن الربيع، وامها (7) بنت رسول
الله صلى الله عليه وآله، قالت: اتانى امير المؤمنين على عليه السلام في شهر
رمضان، فاتى بعشاء وتمر وكماة، فاكل عليه السلام، وكان يحب الكماة (8) (9). 1)
الكافي ج 6 / 350 ح 1 - وعنه الوسائل ج 17 / 116 ح 2 وعن المحاسن: 547 ح 864. 2)
حنان بن سدير الصيرفى الكوفى كان واقفيا ولكن وثقوه. 3) الكافي ج 6 / 362 ح 2 -
وعنه البحار ج 66 / 199 ح 4 - والوسائل ج 17 / 140 ح 1 - وعن المحاسن: 507 ح 652.
4) الكراث (بضم الكاف وفتحها والراء المهملة المشددة): بقل من فصيلة الزنبقيات. 5)
الجريش (بفتح الجيم) المطحون غير ناعم. 6) الكافي ج 6 / 366 ح 8 - وعنه الوسائل ج
17 / 157 ح 3 - وعن المحاسن: 511 ح 684 - واخرجه في البحار ج 66 / 202 ح 11 عن
المحاسن. 7) في المصدر: وامها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله. 8) الكماة
(بفتح الكاف جمع الكما): نبات يوكل من جنس الفطر يقال له بالفارسية: قارچ. 9)
الكافي ج 6 / 369 ح 1 - وعنه البحار ج 41 / 158 ح 51 - وفى الوسائل 17 / 159 ح 1
عنه = = وعن المحاسن: 527 - واخرجه في البحار ج 66 / 232 ح 5 عن المحاسن.
[ 227 ]
7 - وعنه، عن محمد
بن يحيى، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن زياد القندى عن ابى الحسن الاول عليه السلام
قال: كان دواء امير المؤمنين عليه السلام السعتر (1)، وكان يقول عليه السلام: انه
يصير للمعدة خملا كخمل القطيفة (2). 8 - وعنه، عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن
محمد، عن محمد بن على، عن عبد الرحمن بن ابى هاشم، عن ابى هاشم بن يحيى المدايني،
عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قام امير المؤمنين إلى ادواة (3) فشرب منها وهو
قائم (4). 9 - وعنه، عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن ابى عبد الله، عن ابن العزرمى
(5)، عن حاتم بن اسماعيل المدنى (6)، عن ابى عبد الله عليه السلام ان امير
المؤمنين عليه السلام كان يشرب الماء وهو قائم، ثم شرب من فضل وضوئه قائما، ثم
التفت إلى الحسين عليه السلام فقال له: يا بنى انى رايت جدك قائما، ثم التفت إلى
الحسين عليه السلام فقال له: يا بنى انى رايت جدك رسول الله صنع هكذا (7).
1)
السعتر ويكتب بالصاد ايضا: نبت يقال له بالفارسية: بودينه. 2) الكافي ج 6 / 375 ح
1 - وعنه الوسائل ج 17 / 172 ح 1 وعن المحاسن: 594 ح 114 - واخرجه في البحار ج 66
/ 244 ح 2 عن المحاسن. 3) الاداوة (بكسر الهمزة): اناء صغير من جلد. 4) الكافي ج 6
/ 383 ح 3 - وعنه الوسائل ج 17 / 193 ح 3 - وعن المحاسن: 580 ح 49 واخرجه في
البحار ج 66 / 469 ح 39 عن المحاسن. 5) ابن العزرمى: عبيد الله الكوفى كان من
اصحاب الصادق عليه السلام. 6) حاتم بن اسماعيل المدنى اصله كوفى مولى بنى عبد
الدار، عامى روى عن الامام الصادق عليه السلام توفى سنة (186) ه. 7) الكافي ج 6 /
386 ح 6 - وعنه الوسائل ج 17 / 194 ح 4 وعن المحاسن: 580 ح 50 - واخرجه في البحار
ج 66 / 469 ح 40 عن المحاسن.
[ 228 ]
10 - المفيد في
" اماليه " قال: اخبرني أبو الحسن على بن بلال المهلبى (1) قال: حدثنا
عبد الله بن راشد الاصفهانى (2) قال: حدثنا ابراهيم بن محمد الثقفى، قال: اخبرنا
احمد بن شمر (3) قال: حدثنا عبد الله بن ميمون (4) المكى، مولى بنى مخزوم، عن جعفر
الصادق بن محمد الباقر عليهما السلام، عن ابيه، ان امير المؤمنين على بن ابى طالب
عليه السلام اتى بخبيص (5)، فابى ان ياكل، فقالوا له: اتحرمه ؟ قال: لا، ولكن اخشى
ان تتوق (6) إليه نفسي فاطلبه، ثم تلا هذه الآية: (اذهبتم طيباتكم في حياتكم
الدنيا واستمتعتم بها) (7) (8). 11 - ابن بابويه في " اماليه " قال:
حدثنى ابى رحمه الله قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه، عن عبد الرحمن بن
ابى نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن ابى جعفر الباقر عليه السلام انه
قال: والله ان كان على عليه السلام ليأكل (9) اكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وان
كان ليشترى القميصين السنبلانيين، فيخير غلامه خيرهما، ثم يلبس الآخر فإذا جاز
اصابعه قطعه، وإذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولى خمس سنين ما وضع
1)
على بن بلابن بن ابى معاوية أبو الحسن المهلبى الازدي البصري سمع من جعفر بن محمد
بن قولويه - جامع الرواة ج 1 / 559 وج 2 / 469. 2) الظاهر كما قال محقق "
الامالى " ان الصواب: على بن عبد الله بن اسد، أو كوشيد أو راشد الاصفهانى
وهو كثيرا يروى عن الثقفى. 3) لم نعثر على احد بهذا العنوان فيما تصفحت من كتب
الرجال. 4) هو القداح المخزومى المتقدم ذكره. 5) الخبيص (بفتح الخاء المعجمة):
الحلواء المعمول من التمر والزبيب والسمن. 6) تاق إليه: اشتاق. 7) الاحقاف: 20. 8)
امالي المفيد: 134 ح 2 - وعنه البرهان ج 4 / 175 ح 1 - واخرجه في البحار ج 66 /
323 ح 3 - والوسائل ج 16 / 508 ح 3 عن المحاسن: 409 ح 133 - باختلاف. 9) في بعض
نسخ المصدر: والله كان على عليه السلام ياكل.
[ 229 ]
آجرة
على آجرة ولا لبنة على لبنة، ولا اقطع قطيعة (1)، ولا اورث بيضاء ولا حمراء. وانه
كان ليطعم الناس (2) من خبز البر واللحم، وينصرف إلى منزله، وياكل خبز الشعير
والزيت والخل، وما ورد الله عليه امران كلاهما لله رضا الا اخذ باشدهما على بدنه،
ولقد اعتق الف مملوك من كد يده، وتربت فيه يداه، وعرق فيه وجهه، وما اطاق عمله احد
من الناس، وان (3) كان ليصلى في اليوم والليلة الف ركعة، وان كان اقرب الناس شبعا
به على بن الحسين عليهما السلام، وما اطاق عمله احد من الناس بعده (4). 12 - محمد
بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن موسى (5) بن عمر، عن جعفر بن
بشير (6)، عن ابراهيم بن مهزم عن ابى مريم، عن الاصبغ بن نباتة قال: دخلت على امير
المؤمنين عليه السلام، وبين يديه شواء، فقال لى: ادن فكل، فقلت يا امير المؤمنين
هذا لى ضار، فقال: ادن، اما اعلمك كلمات لا يضرك معهن شئ مما تخاف ؟ قل: بسم الله
خير الاسماء ملا الارض والسماء الرحمن الرحيم الذى لا يضر مع اسمه شئ ولا داء، تغد
معنا (7).
1)
في المصدر والبحار: ولا اقطع قطيعا، وهو الصحيح، لان القطيع قطعة من الارض تقطع
وتجعل غلتها رزقا للجند، وهى المناسبة للاقطاع. 2) في المصدر والبحار: وانه ليطعم
الناس. 3) في بعض نسخ المصدر: وانه. 4) امالي الصدوق: 232 ح 14 - وعنه البحار ج 41
/ 102 ح 1 وفى الوسائل ج 1 / 66 ح 12 عنه وعن مجمع البيان ج 9 / 88 نحوه، واخرجه
في البحار ج 66 / 320 عن مجمع البيان، ورواه القتال النيسابوري في روضة الواعظين:
116 - تقدم هذا الحديث في الباب العشرين في عبادته عليه السلام ح 2. 5) موسى بن
عمر: بن يزيد بن ذبيان الصيقل أبو على مولى بنى فهد. 6) جعفر بن بشير أبو محمد
البجلى الوشاء المعروف بقفة العلم لكثرة علمه من ثقات الامامية توفى بالابواء سنة
(208) ه. 7) الكافي ج 6 / 318 ح 1 - وعنه الوسائل ج 16 / 515 ح 1 واخرجه في البحار
ج 66 / 78 ح 4 = = عن المحاسن: 469 ح 452.
[ 230 ]
13 - أبو الحسن على
بن محمد بن احمد، قال: اخبرنا أبو بكر، اخبرنا الحسن بن معاذ (1) اخبرنا سفيان بن
وكيع (2)، اخبرنا ابى، عن الاعمش عن ابراهيم (3)، عن الاسود (4)، عن علقمة (5)،
قال: دخلنا على امير المؤمنين عليه السلام وبين يديه طبق من خوص، عليه قرص أو
قرصان من خبز شعير نخالته بين في الخبز، وهو يكسره على ركبته وياكله على جريش،
فقلنا لجارية له سوداء يقال لها: فضة: الا نخلت هذا الدقيق لامير المؤمنين ؟
فقالت: ياكل هو المهنئ ويكون الوزر في عنقي، فتبسم عليه السلام فقال: انا آمرها ان
لا تنخله، فقلنا: لم يا امير المؤمنين ؟ قال: ذلك احرى ان يذل النفس، ويقتدى بى
المؤمنون، والحق باصحابي (6). 14 - ابن شهر اشوب: عن الاصبغ، وابى مسعدة، والباقر
عليه السلام انه اتى البزازين فقال لرجل: بعنى ثوبين، فقال الرجل: يا امير
المؤمنين عندي حاجتك، فلما عرفه مضى عنه، فوقف على غلام واخذ ثوبين، احدهما بثلاثة
دراهم والآخر بدرهمين، فقال: يا قنبر خذ الذى بثلاثة، قال: فانت اولى به، تصعد
المنبر، وتخطب الناس، قال: وانت شاب فلك شره (7) الشباب، وانا استحيى من ربى ان
اتفضل عليك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: البسوهم مما تلبسون،
واطعموهم مما تأكلون.
1)
يحتمل انه الحسن بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري ترجمه ابن ابى حاتم في الجرح
والتعديل ج 3 / 39 وقال: كتب إلى ببعض حديثه. 2) سفيان بن وكيع بن الجراح له ترجمة
في الجرح والتعديل ج 4 / 231. 3) هو ابراهيم بن يزيد النخعي الكوفى المتوفى سنة
(96) تقدم ذكره. 4) هو الاسود بن يزيد بن قيس النخعي الكوفى المتوفى سنة (75) ه.
5) هو علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي الكوفى المتقدم ذكره. 6) ما وجدنا له بهذا
الاسناد مصدرا، نعم مضمونه عن سويد بن غفلة موجود في " الارشاد "
للديلمي 215. 7) الشره: شدة الميل.
[ 231 ]
فلما
لبس القميص مد لم القميص فامر بقطعه واتخاذه قلانس (1) للفقراء، فقال الغلام: هلم
اكفه (2) قال: دعه كما هو، فان الامر اسرع من ذلك، فجاء أبو الغلام فقال: ان ابني
لم يعرفك، وهذان درهمان ربحهما، فقال عليه السلام: ما كنا لافعل، قد ما كست
وماكسني واتفقنا على رضى (3). 15 - الاصبغ بن نباتة: قال على عليه السلام: دخلت بلادكم
باشمالى هذه، ورحلي وراحلتي هاهي، فان انا خرجت من بلادكم بغير ما دخلت فانني من
الخائنين. وفى رواية: يا اهل البصرة ما تنقمون منى ان هذا لمن غزل اهلي ؟ واشار
إلى قميصه (4). 16 - ورآه سويد بن غفلة، وهو ياكل رغيفا يكسره بركبته، ويلقيه في
لبن حازر (5) اجد ريحه من شدة حموضته، وفى يده رغيف، ارى قشار الشعير في وجهه، وهو
يكسر بيده احيانا، فإذا غلبه كسره بركبته وطرحه فيه، فقال: ادن فاصب من طعامنا
هذا، فقلت: انى صائم، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من منعه
الصوم من طعام يشتهيه كان حقا على الله ان يطعمه من طعام الجنة ويسيقه من شرابها،
قال: فقلت لجاريته، وهى قائمة بقريب منه: ويحك يا فضة، اما تتقون (6) الله في هذا
الشيخ فتنخلون له طعاما لما ارى (7) فيه من النخالة، فقالت: لقد تقدم الينا ان لا
ننخل له طعاما، قال: ما قلت لها فاخبرته (8) فقال امير المؤمنين عليه السلام: بابى
وامى
1)
القلانس: جمع القلنسوة وهى من ملابس الراس. 2) كف الثوب: خاط حاشيته خياطة ثانية
بعد الشل. 3) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 97 - وعنه البحار ج 40 / 324. 4)
المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 98 - وعنه البحار ج 40 / 325. 5) الحازر: اللبن
الحامض. 6) في البحار: الا تتقين الله في هذا الشيخ الا تنخلون له طعاما. 7) في
البحار: مما ارى فيه من النخالة. 8) أي اخبرت عليا عليه السلام بما قلته للجارية.
(*)
[ 232 ]
من
لم ينخل له طعام، ولم يشبع من خبز الشعير حتى قبضه الله تعالى (1). 17 - وقال لعقبة
بن علقمة: يا ابا الخبوب (2) ادركت رسول الله صلى الله عليه وآله ياكل ايبس من
هذا، ويلبس اخشن من هذا، فان انا لم آخذ به عليه السلام خفت ان لا الحق به (3). 18
- وترصد غداه عمرو بن حريث، فاتت فضة بجراب (4) مختوم فاخرج منه خبز شعير (5)
خشنا، فقال عمرو: يا فضة لو نخلت هذا الدقيق وطيبته ؟ فقالت: كنت افعل فنهاني،
وكنت اضع في جرابه طعاما طيبا فيختم (6) جرابه: ثم ان امير المؤمنين عليه السلام
فته في قصعة وصب عليه الماء، ثم در عليه الملح، وحسر عن ذراعيه (7)، فلما فرغ قال:
يا عمرو لقد خابت (8) هذه، ومد يده إلى محاسنه، وخسرت هذه ان ادخلها النار من اجل
الطعام، وهذا يجزينى (9). 19 - وروآه عدى بن حاتم، وبين يديه شنة (10) فيها قراح
ماء وكسيرات من خبز شعير وملح، فقال: انى لا ارى لك يا امير المؤمنين لتظل نهارك
طاويا
1)
المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 98 - وعنه البحار ج 40 / 331 - وعن كشف الغمة ج 1 /
162 نقلا عن مناقب الخوارزمي: 67 والحديث مطابق لما في البحار، عن الكشف، واما ما
في المناقب لابن شهر اشوب فمختصر، واخرج نحوه في الوسائل ج 16 / 509 ح 8 - والبحار
ج 66 / 322 ح 1 عن ارشاد القلوب: 215 وسياتى في باب 356 ح 4 عن مناقب الخوارزمي.
2) في المناقب: يا ابا الجنوب (بالجيم والواو) وفى البحار: (يا ابا الجندب)
(بالجيم والدال) وعلى أي تقدير ما وجدت له اثرا في كتب الرجال التى بايدينا. 3)
المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 98 - وعنه البحار ج 40 / 331. 4) الجراب (بكسر
الجيم): وعاء من جلد. 5) في المصدر والبحار: خبزا متغيرا. 6) في المصدر والبحار:
فختم. 7) في المصدر والبحار: عن ذراعه. 8) في المصدر والبحار: حانت هذه. 9)
المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 98 - وعنه البحار ج 40 / 325. 10) الشنة (بكسر الشين)
القربة الخلق الصغير.
[ 233 ]
مجاهدا،
وبالليل ساهرا مكابدا، ثم هذا فطورك، فقال عليه السلام: علل النفس بالقنوع والا
طلبت منك فوق ما يكفيها (1) 20 - وقال الاحنف (2) بن قيس: دخلت على معاوية فقدم
إلى من الحلو والخامض ما كثر تعجبني منه، ثم قدم الوانا ما ادرى ما هو فقلت: ما
هذا ؟ فقال: مصادر بن البط محشوة بالمخ، قد قلى بدهن الفستق، وذر عليه الطبرزد،
فبكيت، فقال: ما يبكيك ؟ فقلت: ذكرت عليا عليه السلام بينا انا عنده فحضر وقت
افطاره، فسألني المقام إذ دعا بجراب مختوم، فقلت: ما هذا الجراب ؟ قال: سويق
الشعير، فقلت: خفت عليه ان يؤخذ أو بخلت به ؟ قال: لا ولا احدهما لكنى خفت ان
يليته الحسن والحسين عليهما السلام بسمن أو زيت، قلت: محرم هو ؟ قال: لا ولكن يجب
على ائمة الحق ان يقتدوا بالقسم من ضعفة الناس، كيلا يطغى الفقير فقره، فقال
معاوية: ذكرت من لا ينكر فضله. 21 - العرنى: وضع خوان من فالوذج (3) بين يديه فوجا
(4) باصبعه حتى بلغ اسفله، ولم ياخذ منه شيئا وتلمظ (5) باصبعه وقال: طيب طيب وما
هو بحرام، ولكن اكره ان اعود نفسي بما لم اعودها. وفى خبر عن الصادق عليه السلام
انه مد يده إليه ثم قبضها، فقيل له في ذلك، فقال: ذكرت رسول الله صلى الله عليه
وآله انه لم ياكله قط، فكرهت ان اكله. وفى خبر آخر عن الصادق عليه السلام قالوا
له: اتحرمه ؟ قال: لا،
1)
المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 98 - وعنه البحار ج 40 / 325. 2) الاحنف بن قيس بن
معاوية بن حصين المنقرى التميمي المتوفى سنة (72) ه. 3) الفالوذج: حلواء تعمل من
الدقيق والماء والعسل. 4) وجاه: ضربه. 5) تلمظ: تذوق.
[ 234 ]
ولكى
اخشى ان تتوق إليه نفسي، ثم تلا (واذهبتم طيباتكم في حيوتكم الدنيا) (1). وعن
الباقر عليه السلام في خبر كان عليه السلام ليطعم الناس خبز البر واللحم، وينصرف
إلى منزله، وياكل خبز الشعير والزيت والخل (2). 22 - على بن عيسى في " كشف
الغمة " عن ابى (3) مطر قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادى من خلفي ارفع
ازارك فانه ابقى لثوبك وانقى لك، وخذ من راسك ان منت مسلما، فمشيت خلفه، وه مؤتزر
بازار ومرتد برداء، ومعه الدرة، كانه اعرابي بدوى، فقلت من هذا ؟ فقال لى رجل:
اراك غريبا بهذا البلد ؟ فقلت اجل، رجل من اهل البصرة، قال: هذا على امير المؤمنين
عليه السلام حتى انتهى إلى دار بنى معيط، وهو سوق الابل، فقال: بيعوا ولا تحلفوا
فان اليمين ينفق (4) السلعة، ويمحق البركة. ثم اتى اصحاب التمر فإذا خادمة تبكى،
فقال: ما يبكيك ؟ قالت: باعنى هذا الرجل تمرا بدرهم، فرده مولاى وابى ان يقبله،
فقال: خذ تمرك واعطها درهمها، فانها خادمة ليس لها امر، فدفعه، فقلت: اتدرى من هذا
؟ قال: لا، قلت: على بن ابى طالب امير المؤمنين عليه السلام، فصب تمره واعطاه
درهمها، وقال: احب ان ترضى عنى فقال: ما ارضاني عنك إذا وفيتهم (5) حقوقهم. ثم مر
مجتازا باصحاب التمر، فقال: يا اصحاب التمر اطعموا المساكين يربو كسبكم، ثم مر
مجتازا ومعه المسلمون حتى اتى اصحاب السمك، فقال:
1)
الاحقاف: 20. 2) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 99 وعنه البحار ج 40 / 327 ح 9. 3)
أبو مطر اسمه مجهول، قال في الجرح والتعديل ج 9 / 445: أبو مطر البصري الجهنمي روى
عن على عليه السلام. 4) ينفق: ينفد ويفنى. 5) مناقب الخوارزمي: إذا وفيت الناس
حقوقهم.
[ 235 ]
لا
يباع في سوقنا طاف (1). ثم اتى دار فرات وهو سوق الكرابيس، فقال: يا شيخ احسن بيعي
في قميص بثلاثة دراهم، فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، ثم اتى آخر فلما عرفه لم يشتر
منه شيئا، فاتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم، ولبسه ما بين الرسغين
(2) إلى الكعبين. وقال حين لبسه: " الحمد لله الذى رزقني من الرياش ما اتجمل
به في الناس واوارى به عورتى، فقيل له: يا امير المؤمنين ها شئ ترويه عن نفسك أو
شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: بل شئ سمعته من رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول عند الكسوة فجاء أبو الغلام صاحب الثوب، فقيل: يا فلان قد باع
ابنك اليوم من امير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم، قال (3): افلا اخذت منه درهمين ؟
فاخذ ابوه درهما وجاء به إلى امير المؤمنين عليه السلام، وهو جالس على باب الرحبة
ومعه المسلمون، فقال: امسك هذا الدرهم يا امير المؤمنين، قال: ما شان هذا الدرهم ؟
قال: كان ثمن قميصك درهمين، فقال: باعنى برضاى واخذ وضاه (4). 23 - أبو عمرو
الزاهد: (5) قال امير المؤمنين عليه السلام وقد امر بكنس بيت المال ورشه فقال: يا
صفراء غرى غيرى يا بيضاء غرى غيرى ثم تمثل عليه السلام: هذا جناى وخياره فيه إذ كل
جان يده إلى فيه وعنه قال ابن الاعرابي (6): ان عليا صلوات الله عليه دخل السوق،
وهو
1)
السمك الطافى: الذى يموت في الماء فيعلو ويظهر. 2) الرصغ (بضم الراء المهملة)
المفصل ما بين الساعد والكف. 3) في مناقب الخوارزمي: قال لابنه. 4) كشف الغمة ج 1
/ 163 نقلا عن مناقب الخوارزمي: وعنه البحار ج 40 / 331 ح 14. 5) أبو عمرو الزاهد:
محمد بن عبد الواحد المطرز الاديب اللغوى المعروف بغلام ثعلت توفى سنة (345) ابن
الاعرابي: أبو عبد الله محمد بن زياد الاديب اللغوى الكوفى المتوفى سنة (231).
[ 236 ]
امير
المؤمنين، فاشترى قميصا بثلاثة دراهم ونصف، ولبسه في الصوق، فطال اصابعه، فقال
للخياط: قصه، قال: فقصه، فقال الخياط: اخوصه يا امير المؤمنين ؟ قال: لا ومشى،
والدرة على كتفه، وهو يقول: شرعك ما بلغك المحل وشرعك حسبك أي كفاك (1). 24 -
السيد الرضى قال: روى عن مولى لبنى الاشتر النخعي (ر ض): رايت امير المؤمنين عليه
السلام وانا غلام، وقد اتى السوق بالكوفة، فقال لبعض بايعة الثياب: اتعرفنى ؟ قال:
نعم انت امير المؤمنين، فتجاوزه وسال آخر، فأجاب بمثل ذلك إلى ان سال واحدا فقال:
ما اعرفك، فاشترى منه قميصا فلبسه، ثم قال: الحمد لله الذى كسى على بن ابى طالب
وانما ابتاع ممن لا يعرفه خوفا من المحاباة في ارخاص ما ابتاعه (2). 25 - قال:
وقال عليه السلام يوما على المنبر: من يشترى سيفى هذا ؟ ولو ان لى قوت ليلة ما
بعته، وغلة صدقته تشمل حينئذ على اربعة آلاف دينار في كل سنة (3).
1)
كشف الغمة ج 1 / 165 نقلا عن اليواقيت وعنه البحار ج 40 / 333. 2) الخصائص: 80. 3)
الخصائص: 79.
[ 237 ]
1 - أبو
المؤيد موفق بن احمد قال: انبانى مهذب الائمة أبو المظفر عبد الملك بن على بن محمد
الهمداني نزيل بغداد، اخبرني أبو بكر محمد بن على الحاج، اخبرني أبو بكر (1) محمد
بن على بن محمد بن موسى المقرى الخياط اخبرني أبو عبد الله احمد بن محمد بن يوسف
العلاف، حدثنا أبو على الحسين بن صفوان بن اسحق بن ابراهيم البردعى (2)، اخبرنا
أبو بكر عبد الله بن محمد بن ابى الدنيا (3) القرشى، اخبرنا الفضل بن (4) سهل،
اخبرنا أبو نعيم (5)، اخبرنا سفيان (6)، عن الاجلح (7)، عن عبد الله بن (8) ابى
الهذيل، قال: رايت عليا عليه السلام وعليه قميص زرى (9). إذا مده بلغ الظفر، وإذا
ارسله كان مع
1)
أبو بكر الخياط محمد بن على بن محمد بن موسى المقرئ الحنبلى العراقى المتوفى سنة
(467) ه. 2) أبو على البردعى: الحسين بن صفوان المتوفى سنة (340) ه. 3) ابن ابى
الدنيا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد البغدادي المتوفى سنة (280). 4) الفضل بن
سهل الاعرج المتوفى سنة (255). 5) هو الفضل بن دكين المتوفى سنة (219) تقدم ذكره.
6) هو سفيان الثوري المتوفى سنة (161) تقدم ذكره. 7) الاجلح بن عبد الله بن حجية
بن عدى الكوفى الكندى المتوفى سنة (145) ه. 8) عبد الله بن ابى الهذيل العنبري أبو
المغيرة له ترجمة في الجرح والتعديل ج 5 / 169. 9) الزرى: المحتقر الذى لا يعد
شيئا. وفى المصدر: عليه قميص رازى. ولعله مصحف، وفى البحار: رايت على على عليه
السلام قميصا زريا.
[ 238 ]
نصف
الذراع (1). 2 - وعنه قال: اخبرنا شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني
المعروف بالمروزى، فيما كتب إلى من همدان، قال: اخبرنا الحافظ أبو على الحسن بن
احمد بن الحسن الحداد (2) باصبهان، فيما اذن لى في الرواية عنه، اخبرني الشيخ الاديب
أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن ابراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين واربعمائة،
اخبرنا الامام طراز المحدثين أبو بكر احمد بن موسى بن مردويه (3). ح اخبرنا أبو
النجيب سعد بن عبد الله الهمداني المعروف بالمروزى، اخبرنا بهذا الحديث عاليا
الامام الحافظ سليمان بن ابراهيم الاصبهاني (4) في كتابه إلى من اصبهان سنة ثمان
(5) وثمانين واربعمائة، عن ابى بكر احمد بن موسى بن مردويه، اخبرنا عبد الله (6)
بن محمد بن جعفر، اخبرنا الحسن (7) بن محمد أبو زرعة، اخبرنا اسماعيل بن موسى (8)
اخبرنا أبو معاذ صالح بن ميثم، عن الحرث بن حصين (9) قال: قال عمر بن (10) عبد
العزيز: ما علمنا ان احدا كان في هذه الامة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ازهد من على بن ابى طالب (ر ض) (11).
1)
مناقب الخوارزمي: 66 - واخرجه في البحار ج 40 / 330 عن كشف الغمة ج 1 / 162 نقلا
عن مناقب الخوارزمي. 2) الحافظ أبو على الحداد الحسن بن احمد الاصفهانى المتوفى
سنة (515) ه. 3) ابن مردويه: احمد بن موسى الاصفهانى الحافظ المتوفى سنة (410) ه.
4) الحافظ أبو مسعود سليمان بن ابراهيم الاصفهانى المتوفى سنة (486) ه. 5) تاريخ
الكتابة لا يمكن ان يكون بعد وفاة الكاتب فاحد التاريخين فاحد التاريخين لا محالة
خطا. 6) هو أبو الشيخ الحافظ الاصفهانى ابن حبان المتوفى سنة (369) ه. 7) في
المصدر: الحسين بن محمد حدثنى أبو زرعة. 8) اسماعيل بن موسى الفزارى الكوفى ابن
بنت السدى توفى سنة (245). 9) في المصدر: " الحرث بن حصيرة " - هو أبو
النعمان الازدي الكوفى عد من اصحاب الباقر والصادق عليهما السلام. 10) عادل
الخلفاء الامويين توفى بدير سمعان في دمشق سنة (101). 11) مناقب الخوارزمي: 67 -
واخرجه في البحار ج 40 / 330 عن كشف الغمة ج 1 / 162 نقلا عن الخوارزمي.
[ 239 ]
3 - وعنه اخبرنا
الشيخ الحافظ الزاهد أبو الحسن على بن احمد العاصمى الخوارزمي، اخبرنا الامام شيخ
القضاة اسماعيل بن احمد الواعظ، اخبرنا والدى أبو بكر احمد بن الحسين البيهقى (1)
اخبرنا أبو الحسين بن (2) بشران، اخبرنا أبو عمرو بن السماك، اخبرنا سهل بن اسحق
قال: قال أبو نعيم (3): سمعت سفيان (4)، يقول: إذا جاءكم عن على كرم الله وجهه شئ
اثبت لك فخذ به: ما بنى لبنة على لبنة ولا بنى قصبة على قصبة ولقد كان يؤتى بحبوته
في جراب من المدينة رحمه الله تعالى (5). 4 - وعنه بهذا الاسناد عن احمد بن الحسين
هذا اخبرنا أبو عبد الله الحافظ (6)، اخبرنا أبو بكر بن ابى نصر الداربردى (7)
بمرو، اخبرنا موسى (8) بن يوسف، اخبرنا الحسين بن (9) عيسى بن ميسرة، اخبرنا عبد
الرحمن بن مغراء (10)، قال: اخبرنا أبو سعيد البقال، عن عمران بن مسلم (11)، عن
سويد بن غفلة (12)، قال: دخلت على على بن ابى طالب (ر ض) القصر، فوجدته جالسا بين يديه
صحفة، فيها لبن حازر، اجد ريحه من شدة
1)
البيهقى: أبو بكر احمد بن الحسين بن على الخسرو جردي الحافظ الشافعي صاحب
التصانيف، توفى عاشر جمادى الاولى سنة (458) بنيشابور، ونقل تابوته إلى بيهق، عاش
اربعا وسبعين سنة - العبر في خبر من غبر ج 3 / 242. 2) أبو الحسين بن بشران: على
بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد الاموى البغدادي المعذل توفى سنة (415) ه -
العبر ج 3 / 120 ط الكويت - 3) أبو نعيم: هو الفضل بن دكين المتوفى سنة (219) تقدم
ذكره. 4) سفيان: هو ابن سعيد الثوري المتوفى سنة (161) تقدم ذكره. 5) المناقب للخوارزمي:
67. 6) هو الحافظ الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله النشابورى المتوفى سنة
(405) ه. 7) في المصدر: الدابروى، وعلى أي نحو لم اعثر على ترجمة له. 8) موسى بن
يوسف بن موسى بن راشد القطان أبو عوانة الكوفى الرازس، له ترجمة في الجرح والتعديل
ج 8 / 167. 9) الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثى الرازي له ترجمة في الجرح والتعديل
ج 3 / 60. 10) عبد الرحمن بن مغراء: أبو زهير بن عياض بن الحارث الكوفى الرازي
تقدم ذكره. 11) عمران بن مسلم الجعفي الضرير الكوفى وثقه ابن معين وابو حاتم. 12)
سويد بن غفلة من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام توفى سنة (81).
[ 240 ]
حموضته،
وفى يده رغيف آرى آثار في وجهه، وهو يكسره بيده احيانا، فإذا اعيا عليه كسره
بركبته فيطرحه فيه (1) فقال عليه السلام: ادن فاصب من طعامنا هذا، قلت: انى صائم،
فقال: سمعت صلى الله عليه طعام الجنة ويسقيه من شرابها. قال: فقلت لجاريته، وهى
قائمة بقرب منه: ويحك يا فضة الا تتقين الله في هذا الشيخ الا تنخلون له طعاما مما
ارى فيه من النخالة، فقالت: لقد تقدم الينا الا ننخل له طعاما، قال: ما قلت لها
فاخبرته، فقال عليه السلام: بابى وامى من لم ينخل له طعام، ولم يشبع من خبز البر ثلاثة
ايام حتى قبضه الله عزوجل. قال (ر ض): الجازر اللبن الحامض جدا، وفى المثل: عدى
القارص فحزر، أي جاوز القارص حده - مثل يضرب في تفاقم الامر لان القارص يحذى
اللسان والحازر فوقه (2). 5 - وعنه، بهذا الاسناد، عن احمد بن الحسين (3) هذا،
اخبرنا أبو بكر احمد بن ابراهيم بن محمود الاصبهاني (4)، اخبرنا أبو الحسن (5) بن
احمد بن محمد بن حبش الاصبهاني، اخبرنا الحسن (6) بن محمد الداركى اخبرنا أبو
1)
في المصدر: وطرحه في اللبن. 2) المناقب للخوارزمي: 67 وتقدم في الباب (27) الحديث
(16). 3) هو البيهقى احمد بن الحسين بن على المتوفى سنة (458) ه وقد مر ذكره. 4)
احمد بن ابراهيم بن احمد بن محمود بن عبد الله بن ابراهيم الاصبهاني أبو بكر
الثقفى النيسابوري. ترجمة الخطيب في تاريخ بغداد ج 4 / 21 وقال: قدم بغداد في سنة
(413) ه. 5) في المصدر: اخبرني الحسن بن احمد.. - ولم اظفر على ترجمته. 6) في
المصدر: الحسين بن احمد الدياركى، ولكن اظن انها مصحف والصواب: الحسن بن محمد
الداركى (والداركى نسبة إلى دارك بفتح الراء من قرى اصفهان) وهو الحسن بن محمد بن
الحسن بن زياد أبو على محدث اصبهان توفى سنة (317) ه - تاريخ اخبار اصفهان لابي
نعيم ج 1 / 268.
[ 241 ]
زرعة
(1)، اخبرنا يحيى (2) بن سليمان، اخبرنا اسباط (3) بن محمد أبو محمد، اخبرنا عمرو
بن قيس الملائى (4)، عن عدى (5) بن ثابت قال: اتى على بن ابى طالب عليه السلام
بفالوذج فابى ان ياكل منه، وقال: كل شئ لم ياكل منه رسول الله صلى الله عليه وآله
لا احب ان آكل منه (6). 6 - وعنه بهذا الاسناد عن احمد بن الحسين هذا: اخبرنا أبو
زكريا (7) بن ابى اسحق، اخبرنا أبو عبد الله بن يعقوب (8)، اخبرنا محمد بن (9) عبد
الوهاب، اخبرنا جعفر (10) بن عون اخبرنا مسعر (11)، عن عثمان بن (12) المغيرة، عن
على (13) بن ربيعة، قال: رايت عليا ياتزر، ورايت عليه تبانا. قال (ر ض): التبان
سراويل الملاح وهو سروال قصير صغير، وتبنه أي
1)
ابوزرغة: عبيد الله بن عبد الكريم الرازي الحافظ المتوفى سنة (263) - العبر ج 2 /
34 - 2) يحيى بن سليمان: يحيى أبو سعيد الجعفي الكوفى المتوفى سنة (237) ه - غاية
النهاية ج 2 / 373 - 3) اسباط بن محمد أبو محمد الكوفى المتوفى سنة (200) - العبر
ج 1 / 332 - 4) عمرو بن قيس الملائى الكوفى المتوفى بعد سنة (140) ه - سير النبلاء
ج 6 / 250. 5) عدى بن ثابت: الانصاري التابعي الكوفى المتوفى سنة (116) - الجرح
والتعديل ج 6 / 2 - 6) مناقب الخوارزمي: 68 - وعنه كشف الغمة ج 1 / 163 - ورواه
أبو نعيم في حلية الاولياء ج 1 / 81. 7) أبو زكريا بن ابى اسحاق: يحيى بن ابراهيم
بن محمد النيسابوري المعروف بالمزكى توفى سنة (414) ه - العبر للذهبي ج 3 / 118 -
8) أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني النيسابوري المعروف بابن الاخرم
الحافظ الكبير المتوفى سنة (344) ه - تذكرة الحفاظ للذهبي ج 3 / 864 - 9) محمد بن
عبد الوهاب: أبو احمد العبدى الفراء النيسابوري الفقيه الاديب توفى سنة (272) ه -
العبر للذهبي ج 2 / 56 - 10) جعفر بن عون: بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومى أبو
عون الكوفى توفى سنة (207) ه عن نيف وتسعين سنة - العبر ج 1 / 351 - 11) مسعر: بن
كدام (بكسر الكاف) أبو سلمة الهلالي الكوفى الحافظ توفى سنة (155) ه - العبر ج 1 /
224 - 12) عثمان بن المغيرة ابى زرعة أبو المغيرة مولى ابى عقيل الثقفى، ترجمه ابن
ابى حاتم في " الجرح والتعديل " ج 6 / 167 وروى توثيقه. 13) على بن
ربيعة: الوالبى الاسدي الكوفى أبو المغيرة. ذكره ابن ابى حاتم في " الجرح
والتعديل " = = ج 6 / 185 وقال: وثقه ابن معين.
[ 242 ]
البسه
اياه (1). 7 - وعنه بهذا الاسناد عن احمد بن الحسين هذا، اخبرنا أبو عبد الله (2)
الحافظ، اخبرنا أبو العباس (3) محمد بن يعقوب، اخبرنا العباس بن (4) محمد، اخبرنا
يحيى بن (5) معين، اخبرنا القاسم (6) بن مالك، عن ليث (7)، عن معاوية (8)، عن رجل
من بنى كاهل قال: رايت على على عليه السلام تبانا وقال: نعم الثوب ما استره للعورة
واكفه للاذى (9). 8 - وعنه بهذا الاسناد عن احمد بن الحسين (10) هذا، اخبرنا أبو
عبد الله (11)، حدثنا أبو العباس (12)، اخبرنا يحيى (13)، اخبرنا القاسم بن مالك
(14)، عن اسماعيل بن سميع (15)، عن ابى رزين (16) قال: ان افضل ثوب رايته على على
القميص من قهر، وبردين قطريين.
1)
مناقب الخوارزمي: 68. 2) هو الحاكم محمد بن عبد الله النشابورى المتوفى سنة (405)
وقد مر ذكره. 3) أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان النيسابوري
المعروف بالاصم، كان محدث خراسان في عصره وله مئة الا سنة توفى سنة (346) - العبر
في خبر من غبر ج 2 / 279 - 4) العباس بن محمد: بن حاتم بن واقد أبو الفضل الدوري،
ولد سنة (185) ه وتوفى سنة (271) ه - تاريخ بغداد ج 12 / 144 - 5) يحيى بن معين:
أبو زكريا الحافظ البغدادي احد الاعلام، توفى سنة (233) ه - العبر ج 1 / 415 - 6)
القاسم بن مالك: أبو جعفر الكوفى المزني المحدث المسند، توفى سنة نيف وتسعين ومئة
- سير النبلاء ج 9 / 324 - 7) ليث بن سعد بن عبد الرحمن المصرى الحافظ، ولد سنة
(94) ه وتوفى سنة (175) - سير النبلاء ج 8 / 136 - 8) معاوية: هو ابن صالح بن حدير
بن سعيد الحضرمي أبو عمرو الحمصى قاضى الاندلس. ولد في حدود (80) من الهجرة وتوفى
سنة (158) - سير النبلاء ج 7 / 158 - 9) مناقب الخوارزمي: 69. 10 - 14) تقدمت
تراجمهم جميعا. 15) اسماعيل بن سميع: أبو محمد الكوفى الحنفي بياع السابرى - ترجمه
ابن حجر وقال: وثقه العجلى - تهذيب التهذيب ج 1 / 305 - 16) أبو رزين: مسعود بن
مالك الاسدي الكوفى المتوفى سنة (85) ه.
[ 243 ]
قال
العباس (1): كل ثوب يضرب إلى السواد من ثياب اليمن يسمى قطريا. قال (ر ض): القهر
ضرب من الثياب يتخذ من صوف، هكذا ذكره في " ديوان الادب " (2) "
والمهذب ". وقال الغورى (3): القهر (بكسر القاف) ثياب بيض، وقطر بلد ينسب
إليه البرود. قال أبو النجم (4): و " هبطوا السند بجنبى قطرا " (5) (6)
9 - وعنه بهذا الاسناد عن احمد بن الحسين هذا، اخبرنا أبو الحسين بن الفضل (7)
اخبرنا عبد الله بن جعفر (8)، اخبرنا يعقوب بن سفيان (9)، اخبرنا أبو
1)
هو العباس بن الفرج أبو الفضل الرياشى اللغوى المتوفى سنة (257) ه. 2) "
ديوان الادب " في اللغة، لاسحاق بن ابراهيم الفارابى المتوفى سنة (350) أو
(370) ه، ولخص كتابه الحسن بن مظفر النيسابوري المتوفى سنة (442) ه وسماه "
المهذب ". 3) الغورى: قال القفطى: لا اعرف من حال الغورى شيئا، وانما ذكر لى
ياقوت الحموى وقال: رايت بمرو في بعض خزائن وقفها كتابا كبيرا في اللغة في عدة
مجلدات من تصنيف الغورى. وتاملت الكتاب فرأيته اجمع كتاب واظن ان مصنفه قريب
العهد. - انباه الرواة للقفطى ج 2 / 389 - 4) أبو النجم: الراجز، الفضل بن قدامة العجلى،
من اكابر الرجاز نبغ في العصر الاموى، توفى سنة (130) ه - خزانة الادب ج 1 / 49 -
5) قال الزبيدى: في " مختصر البلدان ": قطر: بلد بين البحرين وعمان..
وانشد الزمخشري لابي النجم: ونزلوا عند الصفا المشقرا وهبطوا السند بجنبى قطرا تاج
العروس ج 13 / 445 - 6) مناقب الخوارزمي: 69. 7) أبو الحسين بن الفضل: هو محمد بن
الحسين بن محمد بن الفضل القطان البغدادي، ولد سنة (335) وتوفى سنة (415) ه -
العبر ج 3 / 120 - 8) عبد الله بن جعفر: بن درشتويه أبو محمد الفارسى النحوي، توفى
ببغداد سنة (347) - العبر ج 2 / 282 - 9) يعقوب بن سفيان: بن جوان الفسوى الحافظ
المتوفى سنة (277) ه - تذكرة الحفاظ ج 2 / 582 -
[ 244 ]
بكر
الحميدى (1)، حدثنى سفيان (2) حدثنى أبو حيان (3)، عن مجمع التيمى (4) قال: خرج
على بن ابى طالب رضى الله عنه بسيفه إلى السوق فقال: من يشترى منى سيفى هذا ؟ فلو
كان عندي اربعة دراهم اشترى بها ازارا ما بعته (5). 10 - وعنه بهذا الاسناد عن
احمد بن الحسين هذا، اخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وابو بكر احمد بن الحسن القاضى
(6)، قالا: حدثنا أبو العباس بن محمد بن يعقوب، اخبرنا العباس بن محمد (7)، حدثنى
محمد بن عبيد (8)، حدثنى المختار، وهو ابن نافع (9)، عن ابى مطر (10)، قال: خرجت
من المسجد، فإذا رجل ينادى من خلفي: ارفع ازارك، فانه ابقى لثوبك وانقى لك، وخذ من
راسك ان كنت مسلما، فمشيت خلفه وهو مؤتزر بازار، ومرتد برداء، ومعه الدرة، كانه
اعرابي بدوى، فقلت: من هذا ؟ فقال لى رجل: اراك غريبا بهذا البلد، قلت: اجل، انا
رجل من اهل البصرة، قال: هذا
1)
أبو بكر الحميدى: عبد الله بن الزبير القرشى الاسدي المكى الحافظ، توفى سنة (219)
- تذكرة الحفاظ ج 2 / 413 - 2) هو سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفى الحافظ،
ولد سنة (107) وتوفى سنة (198) ه - تذكرة الحفاظ ج 1 / 264 - 3) أبو حيان: يحيى بن
سعيد بن حيان التيمى الكوفى المقرى، اخذ القراءة عن الاعمش، توفى سنة (144) - غاية
النهاية لابن الجزرى ج 2 / 372 - 4) مجمع: بن سمعان أبو حمزة التيمى الكوفى، توفى
قبل خروج زيد بن على بن الحسين عليهم السلام بليلة سنة (122) ه - الجرح والتعديل
للرازي ج 4 / 295 - 5) مناقب الخوارزمي: 69. 6) أبو بكر القاضى احمد بن الحسن: بن
محمد بن احمد بن حفص الحيرى الحرشى النيشابوري الشافعي، توفى سنة (421) وله (96)
سنة العبر ج 3 / 141 - 7) العباس بن محمد: هو الحافظ الدوري المتوفى سنة (271)
تقدم ذكره. 8) محمد بن عبيد: بن ابى امية أبو عبد الله الحافظ البغدادي الكوفى،
ولد سنة (127) ه، وتوفى بالكوفة سنة (204) ه، أو سنة (205) ه - تذكرة الحفاظ ج 1 /
333 - 9) مختار بن نافع: أبو اسحاق التيمى التمار الكوفى، ترجمه ابن ابى حاتم في
" الجرح والتعديل " ج 8 / 318 - 10) أبو مطر: البصري الجهنى، له ترجمة
في " الجرح والتعديل " ج 9 / 445.
[ 245 ]
على
بن ابى طالب امير المؤمنين عليه السلام، حتى انتهى إلى دار بنى ابى معيط. ذكر
الحديث إلى آخر ما تقدم (1) في الباب السابق إلى قوله: باعنى برضاى واخذ برضاه
(2). 11 - وعنه بهذا الاسناد عن احمد بن الحسين هذا، اخبرنا أبو الحسين بن بشران
(3) اخبرنا الحسين بن صفوان (4)، عن ابن (5) ابى الدنيا، عن احمد بن حاتم الطويل
(6) اخبرنا محمد بن الحجاج (7)، عن مجالد (8)، عن الشعبى (9)، عن قبيصة بن جابر
(10)، قال: ما رايت في الدنيا ازهد من على بن ابى طالب عليه السلام (11). 12 -
صاحب كتاب الصفوة قال: انبانا محمد بن ابى القاسم (12)، قال انبانا حمد بن (13)
احمد بن الحسن، قال: اخبرنا احمد بن عبد الله الحافظ (14)،
1)
تقدم مبسوطا عن " كشف الغمة " عن ابى مطر في الباب (27). 2) مناقب
الخوارزمي: 69. 3) تقدمت ترجمته في ذيل الحديث الثالث من هذا الباب. 4) الحسين بن
صفوان: أبو على البردعى، توفى ببغداد سنة (340) ه - العبر ج 2 / 259 - 5) ابن ابى
الدنيا: أبو بكر، عبد الله بن محمد بن عبيد البغدادي المتوفى سنة (281) - العبر ج
2 / 71 - 6) احمد بن حاتم الطويل: البغدادي، له ترجمة في " الجرح والتعديل
" لابن ابى حاتم الرازي ج 2 / 48. 7) محمد بن الحجاج: أبو ابراهيم اللخمى
الواسطي نزيل بغداد، توفى سنة (181) ه - ميزان الاعتدال ج 3 / 509 - 8) مجالد: بن
سعيد الهمداني الكوفى المتوفى سنة (144) ه - العبر ج 1 / 197 - 9) الشعبى: أبو
عمرو عامر المتوفى سنة (104) تقدم ذكره. 10) قبيصة بن جابر: الاسدي الكوفى المتوفى
سنة (69) وكان فصيحا - العبر ج 1 / 77. 11) مناقب الخوارزمي: 71 - واخرجه في
البحار ج 40 / 334 عن كشف الغمة ج 1 / 165 نقلا عن الخوارزمي. 12) يحتمل انه محمد
بن ابى القاسم بن عبيد الغولقانى (نسبة إلى غولقان وهى قرية من نواحى مرو) توفى
سنة (530) ه - طبقات السبكى ج 7 / 30. 13) حمد بن احمد بن الحسن: أبو الفضل
الاصبهاني الحداد الراوى " حلية الاولياء " ببغداد، توفى سنة (486) ه -
العبر ج 3 / 311 - 14) هو أبو نعيم الاصفهانى المتوفى سنة (430) ه وقد تقدم ذكره.
[ 246 ]
قال:
حدثنا احمد بن جعفر بن سلم (1) قال: حدثنا احمد (2) بن الحسن الصوفى، قال: حدثنا
يحيى بن يوسف (3) الزمى قال: حدثنا عباد بن العوام (4)، عن هارون (5) بن عنترة، عن
ابيه، قال: دخلت على على بن ابى طالب عليه السلام بالخورنق (6)، وهو يرعد تحت سمل
قطيفة، فقلت: يا امير المؤمنين ان الله قد جعل لك ولاهل بيتك في هذا المال ما
يتنعم، وانت تصنع بنفسك ما تصنع ! فقال: والله ما ارزاكم من مالكم شيئا وانها
لقطيفتي التى خرجت بها من منزلي: أو قال: من المدينة (7). 13 - وعنه قال: انبانا
محمد بن ابى منصور، قال: اخبرنا جعفر بن احمد (8) قال: اخبرنا الحسن بن على
التميمي (9)، قال: انبانا أبو بكر بن مالك (10)، قال: انبانا عبد الله بن احمد،
قال: حدثنى ابى، قال: انبانا محمد بن عبيد، قال: انبانا مختار بن رافع، عن ابى
مطر، قال: رايت عليا عليه السلام مؤتزرا بازار، مرتديا برداء، ومعه الدرة، كانه
اعرابي بدوى، حتى بلغ سوق الكرابيس، فقال: يا شيخ احسن بيعي في قميص بثلاثة
1)
احمد بن جعفر بن سلم: أبو بكر الختلى، (سلم جده الاعلى، وجده الاقرب محمد بن سلم)
ككان محدثا مقرئا مفسرا، توفى سنة (365) - العبر ج 2 / 341 - 2) احمد بن الحسن
الصوفى: بن عبد الجبار المتوفى ببغداد سنة (306) - العبر ج 2 / 137 - 3) يحيى بن
يوسف الزمى: (نسبة إلى زم وهى قرية بخراسان) أبو زكريا بن ابى كريمة الخراساني
الرازي البغدادي، ترجمه في " الجرح والتعديل " ج 9 / 200. 4) عباد بن
العوام: المحدث الواسطي المتوفى ببغداد سنة (186) أو بعدها - العبر ج 1 / 293 - 5)
هارون بن عنترة: ابن وكيع الشيباني، ترجمه ابن ابى حاتم ونقل توثيقه. 6) الخورنق
(بفتح الخاء المعجمة والواو): موضع بالكوفة - الجرح والتعديل ج 9 / 92 - 7) صفة
الصفوة ج 1 / 316 - ورواه في حلية الاولياء ج 1 / 82 - واخرج نحوه في البحار ج 40
/ 334 عن كشف الغمة ج 1 / 173. 8) جعفر بن احمد: بن الحسين أبو محمد البغدادي
المقرئ السراح الاديب توفى سنة (500) - العبر ج 3 / 355 - 9) الحسن بن على
التميمي: بن محمد بن احمد بن وهب الواعظ أبو على المذهب، روى " مسند "
ابن حنبل عن القطيعى، توفى سنة (444) - الوافى بالوفيات ج 12 / 121 - 10) تقدمت
ترجمته وترجمة من بعده.
[ 247 ]
دراهم،
فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، فاتى (1) آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، فاتى غلاما
حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم، ثم جاء أبو الغلام فاخبره، فاخذ ابوه درهما
ثم جاء به، فقال: هذا الدرهم يا امير المؤمنين، قال: ما شان هذا الدرهم ؟ قال: كان
قميصنا ثمن درهمين قال: باعنى رضاى واخذ رضاه (2). 14 - وعنه قال: انبانا عبد
الوهاب (3)، قال: انبانا محمد بن عبد الرحمن السكرى، قال: انبانا أبو بكر بن عبيد،
قال: انبانا خلف بن سالم (4)، قال: نبانا وكيع (5)، عن سفيان (6)، عن عمرو بن قيس
(7)، ان عليا عليه السلام عليه ازار مرقوع، فعوتب في لبسه، فقال: يقتدى بى المؤمن،
ويخشع له القلب (8). 15 - وعنه، قال: انبانا ابن ناصر (9)، قال: نبانا المبارك بن
عبد الجبار (10)، وعبد القادر بن محمد (11) قالا: انبانا أبو اسحاق البرمكى (12)،
1)
هذه الجملة ليست موجودة في المصدر. 2) صفة الصفوة ج 1 / 317. 3) عبد الوهاب بن
المبارك بن احمد بن الحسن بن بندار الانماطى البغدادي ولد سنة (462) - وتوفى سنة
(538) - سير النبلاء ج 20 / 134 - 4) خلف بن سالم: الحافظ أبو محمد السندي
البغدادي المتوفى سنة (231) - تذكرة الحفاظ ج 2 / 481 - 5) وكيع: بن الجراح أبو
سفيان الرواسى المتوفى سنة (197) ه - العبر ج 1 / 325 - 6) سفيان: بن سعيد الثوري
الكوفى سنة (161) ه - العبر ج 1 / 235 - 7) عمرو بن قيس: الملائى الكوفى المتوفى
سنة (140) ه مر ذكره. 8) صفة الصفوة ج 1 / 318 - حلية الاولياء ج 1 / 83، واخرج
نحوه في البحار ج 40 / 334 عن كشف الغمة ج 1 / 175. 9) ابن ناصر: محمد بن ناصر بن
محمد بن على أبو الفضل الحافظ البغدادي محدث العراق، توفى سنة (550) ه - العبر ج 4
/ 140 - 10) المبارك بن عبد الجبار: بن احمد بن قاسم أبو الحسين بن الطيورى
الصيرفى البغدادي توفى سنة (500) ه - العبر ج 3 / 356 - 11) عبد القادر بن محمد:
بن يوسف البغدادي المتوفى سنة (516) ه - تذكرة الحفاظ ج 4 / 1256 - 12) أبو اسحاق
البرمكى: ابراهيم بن عمر الحنبلى البغدادي المتوفى سنة (445) ه - العبر ج 3 / 208
-
[ 248 ]
قال:
انبانا أبو بكر بن بخيت (1) قال: نبانا أبو جعفر بن ذريح (2) قال: نبانا هناد (3)،
قال: نبانا وكيع، عن مطير بن ثعلبة (4)، عن ابى النوار، قال: رايت عليا عليه
السلام اشترى ثوبين غليظين، خير قنبرا احدهما (5). 16 - وعنه قال: حدثنا وكيع، عن
عبيد الله بن الوليد، عن فضيل بن مسلم، عن ابيه ان عليا اشترى قميصا، ثم قال:
اقطعه لى من ههنا مع اطراف الاصابع. وفى رواية اخرى انه لبسه فإذا هو يفضل عن
اطراف اصابعه فامر به فقطع ما فضل عن اطراف الاصابع (6). 17 - وعنه، قال: انبانا
محمد بن ابى القاسم (7) قال: انبانا حمد بن احمد (8)، قال: نبانا احمد بن عبد الله
الحافظ، قال: حدثنا محمد بن عمر بن سلم (9)، قال: حدثنا موسى بن عيسى، قال: انبانا
احمد بن محمد العمى، قال: حدثنا بشر بن ابراهيم (10) قال: حدثنا مالك بن مغول
(11)، وشريك (12)،
1)
أبو بكر بن بخيت: محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت العكبرى الدقاق المتوفى سنة
(372) ه - العبر ج 2 / 369 - 2) أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبرى المتوفى
سنة (307) ه - العبر ج 2 / 140 - 3) هناد: بن السرى بن مصعب بن ابى بكر التميمي
الدارمي الكوفى ولد سنة (152) ه، وتوفى سنة (243) ه - العبر 1 / 441 - 4) مطير بن
ثعلبة: ترجمة ابن ابى الحاتم الرازي، وقال: روى عن ابى النوار عن على عليه السلام،
وروى عنه أبو أحمد الزبيري - الجرح والتعديل ج 8 / 394 - 5) صفة الصفوة ج 1 / 318.
6) صفة الصفوة ج 1 / 318. 7) محمد بن ابى القاسم: الغولقانى المتوفى سنة (530)
تقدم ذكره. 8) حمد بن احمد: الحداد الاصفهانى المتوفى سنة (486) تقدمت ترجمة. 9)
محمد بن عمر بن سلم: التميمي البغدادي المعروف بابن الجعائى - توفى سنة (355) -
تذكرة الحفاظ ج 3 / 925 - 10) بشر بن إبراهيم: المفلوج البصري الانصاري، له ترجمة
في الجرح والتعديل ج 2 / 351 - وميزان الاعتدال ج 1 / 311 - 11) مالك بن مغول:
البجلى الكوفى، كان كثير الحديث - توفى سنة (159) ه - العبر ج 1 / 233. 12) شريك:
بن عبد الله النخعي الكوفى القاضى، توفى سنة (177) ه - العبر ج 1 / 270.
[ 249 ]
عن
على بن الاقمر (1)، عن ابيه، قال: رايت عليا عليه السلام وهو يبيع سيفا له في
السوق، ويقول: من يشترى منى هذا السيف ؟ فوالذي فلق الحية لطال ما كشفت به الكرب
عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله، ولو كان عندي ثمن ازار ما بعته (2). 18 -
وعنه، قال: اخبرنا محمد بن ابى القاسم قال: اخبرنا حمد بن احمد، قال: حدثنا احمد
بن عبد الله الحافظ، قال: حدثنا الحسن بن على الوراق (3) قال: حدثنا محمد بن احمد
بن عيسى (4)، قال: حدثنا عمرو بن تميم، قال: حدثنا أبو نعيم (5) قال: حدثنا
اسماعيل (6) بن ابراهيم بن مهاجر، قال: سمعت عبد الملك بن عمير (7)، يقول: حدثنى
رجل من ثقيف ان عليا عليه السلام استعمله على عكبرا (8)، قال: قال لى: إذا كان عند
الظهر فرح إلى، فرحت إليه، فلم اجد عنده حاجبا يحبسنى دونه، فوجدته جالسا، وعنده
قدح، وكوز من ماء. فدعا بظبية (9)، فقلت في نفسي لقد امننى حين يخرج إلى جوهرا،
ولا ادرى فإذا عليها خاتم، فكسر الخاتم فإذا فيها سويق (10)، فاخرج منها فصب في
القدح، وصب عليه ماء فشرب وسقاني، فلم اصبر فقلت: يا امير المؤمنين اتصنع هذا
بالعراق، وطعام اهل العراق اكثر من ذلك ؟ قال عليه السلام: اما والله ما اختم عليه
بخلا عليه،
1)
على بن الاقمر: بن عمرو الهمداني الوادعى الكوفى المتوفى بعد سنة (100) ه. 2) صفة
الصفوة ج 1 / 318 - رواه في حلية الاولياء ج 1 / 83 - واخرج نحوه في البحار ج 40 /
335 عن كشف الغمة ج 1 / 175. 3) الحسن بن على الوراق: بن الحسن بن على بن الحسن بن
الخطاب بن جبير، ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد ج 7 / 387. 4) محمد بن احمد بن عيسى:
أبو بكر الرازي المتوفى سنة (348) ه. 5) أبو نعيم: الفضل بن دكين الكوفى الحافظ
المتوفى سنة 0219) ه - العبر ج 1 / 377 - 6) اسماعيل بن ابراهيم بن مهاجر: بن جابر
الجعفي الكوفى، ترجمه ابن ابى حاتم في الجرح والتعديل ج 2 / 152. 7) عبد الملك بن
عمير: القاضى الكوفى المتوفى سنة (136) - تذكرة الحفاظ ج 1 / 135 - 8) عكبرا (بضم
الاول وسكون الثاني وفتح الثالث): بليدة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. 9) الظبية:
جراب صغير يشبه الكيس. 10) السويق: الناعم من دقيق الحنطة والشعير.
[ 250 ]
ولكني
ابتاع قدر ما يكفيني، فاخاف ان يفنى، فيصنع من غيره، وانما حفظى لذاك، واكره ان
ادخل بطني الا طيبا (1). 19 - وعنه اخبرنا أبو القاسم (2) بن الحصين، قال: حدثنا
ابن المذهب (3)، قال: اخبرنا احمد بن جعفر (4)، قال: حدثنا عبد الله بن احمد (5)،
قال: حدثنى ابى قال: حدثنا اسماعيل (6)، قال: اخبرنا ايوب (7)، عن مجاهد (8) قال:
قال على عليه السلام: جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا، فخرجت اطلب العمل في عوالي
المدينة، فإذا انا بامراة قد جمعت مدرا، فظننتها تريد بله، فايتيها فقاطعتها كل
ذنوب على تمرة، فمددت ستة عشر ذنوبا، حتى مجلت (9) يداى، ثم اتيت الماء، فاصبت
منه، ثم اتيتها، فقلت بكفى هكذا بين يديها، وبسط اسماعيل يديه وجمعهما، فعدت له
ستة عشر تمرة، فاتيت النبي صلى الله عليه وآله، فاخبرته فاكل معى منها (10).
1)
صفة الصفوة ج 1 / 319 - حلية الاولياء ج 1 / 82 - واخرج نحوه في البحار ج 40 / 335
عن كشف الغمة ج 1 / 175. 2) أبو القاسم بن الحصين: هبة الله بن محمد بن عبد الواحد
الشيباني البغدادي توفى سنة (525) ه - العبر ج 4 / 66 - 3) ابن المذهب: الحسن بن
على التميمي البغدادي المتوفى سنة (444) وقد تقدم ذكره. 4) احمد بن جعفر: بن حمدان
بن مالك أبو بكر القطيعى البغدادي المتوفى سنة (368) ه - العبر ج 2 / 352 - 5) عبد
الله بن احمد: بن محمد بن حنبل، الحافظ المتوفى ببغداد سنة (290) ه - العبر ج 2 /
92 - 6) اسماعيل: بن ابراهيم بن مقسم البصري المعروف بابن علية (بضم العين المهملة
وفتح اللام) توفى سنة (193) أو (194) ه - رجال صحيح البخاري ج 1 / 63 - 7) ايوب:
بن كيسان ابى تميمة السختيانى البصري المتوفى سنة (131) - رجال صحيح البخاري ج 1 /
81 - 8) مجاهد: بن جبر أبو الحجاج المكى المتوفى سنة (102) أو سنة (103) - رجال
صحيح البخاري ج 2 / 731 - 9) مجلت يده: نفطت من العمل وظهر فيها المجل، وهو ان
يكون بين الجلد والحلم ماء من كثرة العمل. 10) صفة الصفوة ج 1 / 320 - حلية
الاولياء ج 1 / 70 - واورده في كشف الغمة ج 1 / 175 باختلاف.
[ 251 ]
1 - محمد بن
يعقوب، عن عدة من اصحابنا، عن احمد (1) بن ابى عبد الله، عن شريف بن سابق (2)، عن
الفضل بن ابى قرة (3)، عن ابى عبد الله عليه السلام، قال: كان امير المؤمنين عليه
السلام يضرب بالمر (4) ويستخرج الارضين وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يمص
النوى بفيه ويغرسه، فيطلع من ساعته، وان امير المؤمنين عليه السلام اعتق الف مملوك
من ماله وكد يده (5). 2 - وعنه، عن على بن ابراهيم (6)، عن ابيه، عن ابن ابى عمير
(7)،
1)
هو احمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن على البرقى أبو جعفر، اصله
الكوفة، انتقل جده عبد الرحمن إلى برقة قم وسكن بها فنسب اولاده إليها، والرجل ثقة
في نفسه، جليل القدر، توفى سنة (264) ه. 2) شريف بن سابق: أبو محمد التفليسى، اصله
كوفى انتقل إلى تفليس (هي الآن عاصمة الجمهورية الكرجة السوفياتية) له كتاب يرويه
جماعة - رجال النجاشي - 3) الفضل بن ابى قرة: التميمي اصله كوفى، روى عن ابى عبد
الله الصادق عليه السلام، وله كتاب يرويه جماعة، ذهب من الكوفة إلى سهند من
آذربيجان وانتقل منها إلى تفليس. 4) المر (بفتح الميم): المسحاة - وهى ما يقال لها
بالفارسية: (بيل). 5) الكافي ج 5 / 74 ح 2 - وتقدم في الباب (45) من المنهج الاول،
الحديث الاول، وله تخريجات ذكرناها هناك. 6) على بن ابراهيم: بن هاشم القمى من
مشايخ الكليني، كان حيا قبل سنة (329). 7) ابن ابى عمير: محمد بن زياد بن عيسى
البغدادي المتوفى سنة (217) تقدم ذكره.
[ 252 ]
عن
سيف بن عميرة (1)، وسلمة صاحب السابرى، عن ابى اسامة زيد (2) الشحام، عن ابى عبد
الله عليه السلام ان امير المؤمنين عليه السلام اعتق الف مملوك من ماله (3) وكد
يده (4). 3 - وعنه، عن عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد (5)، عن ابن محبوب (6)، عن
عبد الله بن سنان (7)، عن ابى عبد الله عليه السلام، قال: ان امير المؤمنين عليه
السلام كان يخرج احمال (8) النوى فيقال له: يا ابا الحسن ما هذا معك ؟ فيقول: نخل
ان شاء الله فيغرسه، فما (9) يغادر عنه واحدة (10). 4 - وعنه، عن محمد بن يحيى
(11)، عن احمد بن محمد (12)، عن ابن فضال (13)، عن ابن بكير (14) عن زرارة، عن ابى
جعفر عليه السلام قال: لقى
1)
سيف بن عميرة: النخعي الكوفى الراوى عن الصادق والكاظم عليهما السلام له كتاب،
ووثقه النجاشي وابن شهر اشوب. 2) أبو اسامة: زيد بن يونس الشحام الكوفى، وثقه
الشيخ والنجاشى، روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام - وله كتاب يرويه جماعة. 3)
في المصدر: اعتق الف مملوك من كد يده. 4) الكافي ج 5 / 74 ح 4 - وعنه الوسائل ج 12
/ 22 ح 1 - وعن التهذيب ج 6 / 325 ح 16 - واخرجه في البحار ج 41 / 42 ح 20 عن
المحاسن: 624 ح 80. 5) سهل بن زياد: الادمى أبو سعيد الرازي كان حيا في سنة (255)
ه. 6) ابن محبوب: الحسن بن محبوب بن وهب بن جعفر أبو على السراد الكوفى من اصحاب
الكاظم عليه السلام توفى سنة (224) ه. 7) عبد الله بن سنان: بن طريف مولى بنى هاشم
كوفى، ثقة، روى عن الصادق عليه السلام، وله كتاب. 8) في المصدر: كان يخرج ومعه
احمال النوى. 9) في المصدر: فلم يغادر منه واحدة. 10) الكافي ج 5 / 75 ح 9 - وعنه
البحار ج 41 / 58 ح 10 - والوسائل ج 12 / 25 ح 2. 11) محمد بن يحيى: أبو جعفر
العطار الاشعري القمى تقدم ذكره. 12) احمد بن محمد: بن خالد البرقى أبو جعفر توفى
سنة (274) أو (280). 13) ابن فضال: الحسن بن على بن فضال الكوفى من اصحاب الرضا
عليه السلام، توفى سنة (224) ه. 14) ابن بكير: عبد الله بن بكير بن اعين الشيباني
مولاهم، روى عن الصادق عليه السلام، وكان له كتاب.
[ 253 ]
رجل
امير المؤمنين عليه السلام وتحته وسق (1) من نوى، فقال له: ما هذا يا ابا الحسن
تحتك ؟ فقال: الف (2) عذق ان شاء الله، قال: فغرسه فلم يغادر منه نواة واحدة (3).
5 - وعنه، عن عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الجامورانى (4) عن الحسن بن على
بن ابى حمزة (5) عن ابيه قال: رايت ابا الحسن عليه السلام يعمل في ارض له قد
استنقعت قدماه من العرق، فقلت: جعلت فداك اين الرجال ؟ فقال: يا على قد عمل باليد
من هو خير منى في ارضه ومن ابى، فقلت (6): ومن هو ؟ قال: رسول الله صلى الله عليه
وآله وامير المؤمنين عليه السلام، كلهم كانوا قد عملوا بايديهم، وهو من عمل
النبيين، والمرسلين، والاوصياء والصالحين (7). 6 - وعنه عن محمد بن يحيى، عن احمد
بن محمد، عن على بن النعمان (8)، عن ابن مسكان (9)، عن الحسن الصيقل (10)، قال:
سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان ولى على عليه السلام لا ياكل الا الحلال،
لان صاحبه كان كذلك، وان ولى عثمان لا يبالى حلالا اكل أو حراما، لان صاحبه كان
كذلك.
1)
الوسق (بفتح الواو وسكون السين المهملة): ستون صاعا. 2) العذق (بكسر العين المهملة
وسكون الذال المعجمة): الغصن له شعب. 3) الكافي ج 5 / 74 ح 6 - وعنه البحار ج 1 /
58 ح 9 - والوسائل ج 12 / 25 ح 5. 4) الجامورانى: محمد بن احمد أبو عبد الله
الرازي له ترجمة في جامع الرواة ج 2 / 59. 5) تقدم ذكره. 6) في المصدر: فقلت له.
7) الكافي ج 5 / 75 ح 10 - تقدم في الباب (45) من المنهج الاول الحديث الثالث، وله
تخريجات ذكرناها هناك. 8) على بن النعمان: الاعلم أبو الحسن الكوفى النخعي مولاهم،
روى عن الرضا عليه السلام له كتاب يرويه جماعة، وثقه النجاشي. 9) عبد الله بن
مسكان أبو محمد روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام. توفى في ايام ابى الحسن عليه
السلام. 10) الحسن الصيقل: بن زياد أبو محمد الكوفى من اصحاب الامامين الباقر
والصادق عليهما السلام.
[ 254 ]
قال:
ثم عاد إلى ذكر على عليه السلام فقال: اما والذى ذهب بنفسه ما اكل من الدنيا
حراما، لا قليلا ولا كثيرا، حتى فارقها، ولا عرض له امران، كلاهما لله طاعة، الا
اخذ باشدهما على بدنه، ولا نزلت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شديدة قط الا
وجهه فيها ثقة به، ولا اطاق احد من هذه الامة عمل رسول الله صلى الله عليه وآله
بعده غيره، ولقد كان يعمل عمل رجل كانه ينظر إلى الجنة والنار. ولقد اعتق الف
مملوك من صلب ماله، كل ذلك تخفى (1) فيه يداه، وتعرق فيه جبينه، التماس وجه الله
عزوجل والخلاص من النار، وما كان قوته الا الخل (2)، وحلواه التمر إذا وجده،
وملبوسه الكرابيس، فإذا فضل من ثيابه شئ دعا بالجلم (3) فجزه (4). 7 - وعنه، عن
محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن على بن الحكم (5)، عن معاوية بن وهب (6)، عن
ابى عبد الله عليه السلام قال: ما اكل رسول الله صلى الله عليه وآله متكئا منذ
بعثه الله عزوجل إلى ان قبضه تواضعا لله عزوجل، وما راى (7) ركبتيه امام جليسه في
مجلس قط، ولا صافح رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا قط فنزع يده، حتى يكون الرجل
هو الذى ينزع يده، ولا كافا رسول الله صلى الله عليه وآله بسيئة قط.
1)
حفى يحفى (من باب تعب) قدماه أو يداه: رقت من كثرة المشى أو العمل. 2) في المصدر:
وما كان قوته الا الخل والزيت. 3) الجلم (بفتح الجيم واللام): آلة كالمقص يجز بها
الصوف. 4) الكافي ج 8 / 163 ح 173 - تقدم في الباب (20) من هذا المنهج الحديث
السابع - وله تخريجات ذكرناها هناك. 5) على بن الحكم بن الزبير الكوفى أبو الحسن
الضرير كان من اصحاب الرضا عليه السلام. 6) معاوية بن وهب: تقدم ذكره. 7) في ذيل
المصدر نقلا عن " مرآة العقول ": أي ان احتاج لعلة إلى كشف ركبتيه ليراه
لم يفعل ذلك عند جليسه حياء منه، وفى بعض النسخ (وما ارى ركبتيه) أي لم يكشفها عند
جليس، وعلى النسختين يحتمل ان يكون المراد لم يكن يتقدمهم في الجلوس بان تسبق
ركبتاه إلى ركبهم (آت).
[ 255 ]
قال:
وقد قال الله له: (ادفع بالتى هي احسن السيئة) (1) ففعل، وما منع سائلا قط ان كان
عنده اعطى، والا قال: ياتي الله به، ولا اعطى على الله عزوجل شيئا قط الا اجازه
الله، ان كان ليعطى الجنة فيجيز الله له ذلك. قال: وكان اخوه (2) من بعده والذى
ذهب بنفسه ما اكل من الدنيا حراما قط حتى خرج منها، والله انه كان ليعرض له امران
كان كلاهما لله عزوجل طاعة فيأخذ باشدهما على بدنه، والله لقد اعتق الف مملوك لوجه
الله عزوجل دبرت (3) فيهم يداه، والله ما اطاق عمل رسول الله صلى الله عليه وآله
من بعده احد غيره، والله ما نزلت برسول الله صلى الله عليه وآله نازلة قط الا قدمه
فيها ثقة منه به، وانه كان رسول الله صلى الله عليه وآله ليبعثه برايته فيقاتل
جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ثم ما يرجع حتى يفتح الله عزوجل له (4). 8 -
وعنه عن احمد بن محمد بن احمد الكوفى (5)، عن على بن الحسن التيمى (6)، عن على (7)
بن اسباط، عن على بن جعفر (8) قال: حدثنى معتب (9)، أو غيره، قال: بعث عبد الله
(10) بن الحسن إلى ابى
1)
المؤمنون: 96. 2) يعنى امير المؤمنين عليه السلام. 3) دبر (بكسر الباء الموحدة):
اصابته الدبرة وهى القرحة. 4) الكافي ج 8 / 164 ح 175 - تقدم الحديث في الباب (22)
من المنهج الاول الحديث الاول، وله تخريجات ذكرناها هناك. 5) احمد بن محمد بن احمد
الكوفى: بن طلحة بن عاصم أبو عبد الله العاصمى، اصله الكوفة وسكن بغداد. وكان من
مشايخ الكينى. 6) على بن الحسن التيمى: بن فضال أبو الحسن، كان من الفقهاء الثقات،
وثقه الشيخ والنجاشى. 7) على بن اسباط: تقدم ذكره. 8) على بن جعفر بن محمد بن على
بن الحسين عليهم السلام. جليل القدر، سكن العريض من نواحى المدينة فنسب ولده
إليها، عاش حتى لقى الامام الجواد عليه السلام وتادبه تجاهه معروف. 9) معتب: مولى
الصادق عليه السلام، روى الكشى عن المفيد باسناده عن الصادق عليه السلام انه قال:
" هم عشرة " يعنى مواليه " فخيرهم وافضلهم معتب ". 10) عبد
الله بن الحسن بن الحسن المجتبى عليه السلام المتوفى بالسجن سنة (145) ه.
[ 256 ]
عبد
الله عليه السلام يقول لك أبو محمد: انا اشجع منك، وانا اسخى منك، وانا اعلم منك.
فقال لرسوله: اما الشجاعة فوالله ما كان لك موقف يعرف به جبنك من شجاعتك، واما
السخاء فهو الذى ياخذ الشئ من جعته فيضعه في حقه، واما العلم فقد اعتق ابوك على بن
ابى طالب عليه السلام الف مملوك فسم لنا خمسة منهم وانت عالم، فعاد إليه فاعلمه،
ثم عاد إليه فقال له: يقول لك: انك رجل صحفي (1)، فقال له أبو عبد الله عليه
السلام قل له: أي والله صحف ابراهيم، وموسى، وعيسى، ورثتها من آبائى (2). 9 - ابن
بابويه قال: حدثنى ابى (ر ض) قال: حدثنى على بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن عبد
الرحمن بن ابى نجران (3)، عن عاصم (4) بن حميد، عن محمد بن قيس (5)، عن ابى جعفر
الباقر عليه السلام انه قال: والله ان كان على عليه السلام ليأكل اكل العبد، ويجلس
جلسة العبد، وان كان ليشترى القميصين السنبلانيين، فيخبر غلامه خيرهما، ثم يلبس
الآخر، فإذا جاز اصابعه قطعة، وإذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولى خمس سنين ما وضع آجرة
على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا اقطع قطيعا، ولا اورث بيضاء ولا حمراء، وانه
ليطعم الناس من خبز البر واللحم، وينصرف إلى منزلة، وياكل خبز الشعير، والزيت،
والخل، وما ورد عليه امران كلاهما لله رضا الا اخذ باشدهما على بدنه، ولقد اعتق
الف مملوك من كد يده، وتربت (6) فيه يداه، وعرق فيه وجهه، وما اطاق عمله احد من
الناس، وان كان ليصلى
1)
أي لم تأخذ العلم من الرجال، بل اخذت من الكتب. 2) الكافي ج 8 / 363 ح 553 - وعنه
البحار ج 47 / 298 ح 23. 3) عبد الرحمن بن ابى نجران عمرو بن مسلم أبو الفضل
التميمي الكوفى وثقه ارباب الرجال مرتين، روى عن الرضا عليه السلام، وله كتب كثيرة
- مجمع الرجال ج 4 / 73 - 4) عاصم بن حميد الحناط الكوفى أبو الفضل، روى عن الصادق
عليه السلام وله كتاب. 5) محمد بن قيس: البجلى أبو عبد الله الكوفى المتوفى سنة
(151) ه وله كتاب القضايا يرويه عنه عاصم بن حميد، روى عن الباقر والصادق عليهما
السلام - مجمع الرجال ج 6 / 28 - 6) تربت يد ؟ ؟ اصابهما تراب.
[ 257 ]
في
اليوم والليلة الف ركعة، وانه كان اقرب الناس شبها به على بن الحسين عليهما السلام
وما اطاق عمله احد من الناس بعده (1). 10 - كتاب " الخرائج والجرائح "
روى عن عيسى (2) بن عبد الله الهاشمي، عن ابيه عن جده عن على عليه السلام، قال:
لما رجع الامر إليه امر ابا الهيثم بن التيهان، وعمار بن ياسر، عبيد الله بن ابى
رافع (3)، فقال: اجمعوا الناس ثم انظروا إلى ما في بيت مالهم فاقسموا بينهم
بالسوية، فوجدوا نصيب كل واحد منهم ثلاثة دنانير، فامرهم يقعدون للناس ويعطونهم.
قال: واخذ مكتله ومسحاته، ثم انطلق إلى بئر الملك، يعمل فيها فاخذ الناس ذلك
القسم، حتى بلغوا الزبير، وطلحة، وعبد الله بن عمر، امسكوا بايديهم، وقالوا: هذا
منكم أو من صاحبكم ؟ قالوا: بل هذا امره، ولا نعمل الا بامره، قالوا: فاستاذنوا
لنا عليه، قالوا: ما عليه اذن هو ذا ببئر الملك يعمل. فركبوا دوابهم حتى جاؤوا
إليه، فوجدوه في الشمس، ومعه اجير له يعينه فقالوا: ان الشمس حارة فارتفع معنا إلى
الظل، فارتفع معهم إليه، قالوا: لنا قرابة من نبى الله وسابقة وجهاد، انك اعطيتنا
بالسوية، ولم يكن عمر ولا عثمان يعطوننا بالسوية، كانوا يفضلوننا على غيرنا، فقال
عليه السلام ايهما عندكم افضل ؟ ! عمر أو أبو بكر ؟ قالوا: أبو بكر، قال: فهذا قسم
ابى بكر، والا فدعوا ابا بكر وغيره، فهذا كتاب الله فانظروا ما لكم من حق فخذوه،
قالوا: فسابقتنا قال عليه السلام: انتما اسبق منى بسابقتي ؟ قالوا: لا، قالوا:
فجهادنا قال عليه السلام: جهادكم اعظم من جهادى ؟ قالوا:
1)
امالي الصدوق: 232 ح 14 - تقدم الحديث مع تخريجاته في الباب (20) من هذا المنهج،
الحديث الثاني. 2) عيسى بن عبد الله الهاشمي: بن محمد بن عمر بن على بن ابى طالب
عليه السلام من اصحاب الصادق عليه السلام وله كتاب. 3) عبيدالله بن ابى رافع: كاتب
امير المؤمنين عليه السلام وشهد معه الجمل وصفين والنهروان - وله كتاب قضايا امير
المؤمنين عليه السلام.
[ 258 ]
لا،
قال: فوالله ما انا في هذا المال واجيري هذا الا بمنزلة سواء، قالا: افتاذن لنا في
العمرة ؟ قال: ما العمرة تريدان، وانى اعلم امركم وشأنكم، فاذهبا حيث شئتما، فلما
وليا قال عليه السلام: فمن نكث فانما ينكث على نفسه (1). 11 - ومن طريق المخالفين
ما رواه صاحب كتاب " الصفوة " قال: اخبرنا ابن الحصين، قال: انبانا ابن
المذهب، قال: اخبرنا احمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن احمد قال: حدثنى ابى
قال: حدثنا اسماعيل (2)، قال: اخبرنا ايوب (3)، عن مجاهد، قال: قال على عليه
السلام: جمعت مرة بالمدينة جوعا شديدا، فخرجت اطلب العمل في عوالي المدينة (4).
والحديث في آخر الباب الثامن والعشرين تقدم بتمامه (5).
1)
الخرائج والجرائح: 176 - وعنه البحار ج 32 / 110 ح 85. 2) هو اسماعيل بن ابراهيم
بن مقسم البصري المتوفى سنة (193) ه تقدم ذكره. 3) هو ايوب بن كيسان البصري
المتوفى سنة (131) ه تقدم ذكره. 4) صفة الصفوة ج 1 / 320. 5) تقدم الحديث في الباب
(28) من هذا المنهج مع تخريجاته برقم (19). (*)
[ 259 ]
1 - محمد بن يعقوب، عن على بن
ابراهيم، عن ابيه، عن ابن ابى عمير، عن هشام بن سالم، عن ابى عبد الله عليه السلام
قال: كان امير المؤمنين عليه السلام يحتطب، ويستقى، ويكنس، وكانت فاطمة صلوات الله
عليها تطحن، وتعجن، وتخبز (1). 2 - ابن شهر اشوب روى ذلك عن الصادق عليه السلام ثم
قال: وعن الباقر عليه السلام وان صاحبكم ليجلس جلسة العبد، وياكل اكل العبد (2). 3
- " الابانة " عن ابن بطة (3) " والفضائل " عن احمد: انه عليه
السلام اشترى تمرا بالكوفة فحمله في طرف ردائه، فتبادر الناس إلى حمله، وقالوا: يا
امير المؤمنين نحن نحمله، فقال: رب العيال احق بحمله (4). 4 - " قوة القلوب
" عن ابى طالب المكى (5) انه كان عليه السلام يحمل التمر والملح بيده ويقول:
1)
الكافي ج 5 / 86 ح 1 - وعنه الوسائل ج 12 / 39 ح 1 - وعن الفقيه ج 3 / 169 ح 3640
- واخرجه في البحار ج 41 / 54 عن المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 104. 2) المصدر في
هذا الموضع خال عن هذا الحديث. 3) ابن بطة: عبيد الله بن محمد العكبرى الحنبلى
المتوفى (387) تقدم ذكره. 4) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 104. 5) أبو طالب المكى:
محمد بن على الحارثى الواعظ الصوفى المتوفى ببغداد سنة (386) ه.
[ 260 ]
لا
ينقص الكامل من كماله ما جر من نفع إلى عياله (1) 5 - زيد بن على عليه السلام انه
كان على عليه السلام يمشى في خمسة حافيا، ويعلق نعليه بيده اليسرى: يوم الفطر،
والنحر، والجمعة، وعند العيادة، وتشييع الجنازة، ويقول: انها مواضع الله تعالى،
واحب ان اكون فيها حافيا (2). 6 - زاذان (3) انه عليه السلام كان يمشى في الاسواق
وحده، وهو ذاك يرشد الضال، ويعين الصعيف، ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه ويقرا:
(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة
للمتقين) (4) (5). 7 - (الصادق عليه السلام) خرج امير المؤمنين عليه السلام على
اصحابه، وهو راكب، فمشوا معه، فالتفت إليهم فقال: الكم حاجة ؟ قالوا: لا ولكنا نحب
ان نمشي معك، فقال لهم: انصرفوا وارجعوا، النعال خلف اعقاب الرجال مفسدة لقلوب
النوكس (6) (7). 8 - ونزل (8) له دهاقين الانبار واشتدوا بين يديه، فقال: ما هذا
الذى صنعتموه ؟ قالوا: خلق منا نعظم به امرائنا، فقال: والله ما ينتفع بهذا
امراءكم، وانكم لتشقون به على انفسكم، وتشقون به في آخرتكم، وما اخسر المشقة
ورائها العقاب ؟ ! وما اربح الراحة معها الامان من النار ؟ ! (9)
1)
المناقب لابن شهر اشوب 2 / 104. 2) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 104. 3) زاذان بن
عمر: أبو عمر الكوفى الكندى التابعي المتوفى سنة (82) ه - العبر ج 1 / 94 - 4)
القصص: 83. 5) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 104 - وعنه البحار 41 / 54. 6) النوكى
(بفتح النون وسكون الواو وآخرها الالف المقصورة): جمع الانوك على وزن الاحمق لفظا
ومعنى. 7) المناقب ج 2 / 104 - والبحار نحوه عن المحاسن: 629 ح 104. 8) في المصدر:
وترجل دهاقين الانبار له واسندوا بين يديه. 9) المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 104 -
وعنه البحار ج 41 / 55 ح 3.
[ 261 ]
9 - الحسن العسكري
عليه السلام في خبر طويل ان رجلا وابنه وردا عليه، وقام اليهما واجلسهما في صدر
مجلسه، وجلس بين ايديهما، ثم امر بطعام فاحضر فاكلا منه، ثم اخذ الابريق ليصب على
يد الرجل، فتمرغ الرجل في التراب، فقال: يا امير المؤمنين كيف الله يرانى وانت تصب
على يدى، قال: اقعد واغسل فان الله تعالى يرانى اخاك (1) الذى لا يتميز منك ولا
يتفضل عليك يخدمك ويريد بذلك في خدمته في الجنة مثل عشرة اضعاف عدد اهل الدنيا
وعلى خسب ذلك في مماليكه فيها، فقعد الرجل وغسل يده، فلما فرغ ناول الابريق محمد
بن الحنفية، وقال: يا بنى لو كان هذا الابن حضرني دون ابيه لصببت على يده، ولكن الله
يابى ان يسوى بين ابن وابيه إذا جمعهما مكان، لكن قد صب الاب على الاب فليصب الابن
على الابن (2). 10 - الباقر عليه السلام في خبر انه رجع عليه السلام إلى داره في
وقت القيظ، وإذا امراة قائمة تقول: ان زوجي ظلمنى واخافني، وتعدى على، وحلف
ليضربني فقال عليه السلام: يا امة الله اصبري حتى يبرد النهار ثم اذهب معك ان شاء
الله، فقالت: يشتد غضبه وحرده (3) على فطاطا راسه ثم رفعه، وهو يقول: لا والله أو
يؤخذ للمظلوم حقه غير متمتع (4) اين منزلك ؟ فمضى إلى بابه، فوقف فقال: السلام
عليك (5)، فخرج شاب، فقال على عليه السلام: يا عبد الله اتق الله فانك قد اخفتها
واخرجتها، فقال الفتى: وما انت وذاك ؟ لاحرقتها لكلامك، فقال امير المؤمنين عليه
السلام: آمرك بالمعروف، وانهاك عن المنكر وتستقبلني بالمنكر وتنكر المعروف ؟ قال:
فاقبل الناس من الطرق، ويقولون: السلام عليك (6) يا امير
1)
في البحار: فان الله عزوجل يراك واخوك الذى لا يتميز منك ولا ينفصل عنك. 2)
المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 105 - واخرجه بتمامه في البحار ج 41 / 55 ح 5 عن
الاحتجاج ج 2 / 460. 3) الحرد (بفتح الحاء والراء المهملتين): الغضب. 4) المتعتع
(بفتح التائين): المتحرك بعنف وقلقلة. 5) في المصدر المطبوع والبحار: السلام
عليكم. 6) في المصدر المطبوع والبحار: سلام عليكم.
[ 262 ]
المؤمنين،
فسقط الرجل في يديه فقال: اقلني عثرتي، فوالله لاكونن لها ارضا تطانى، فاغمد على
سيفه وقال: يا امة الله ادخلي منزلك، ولا تلجئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه (1). 11 -
الباقر عليه السلام: جاء رجل إلى امير المؤمنين عليه السلام وهو في المسجد، فقال:
يا امير المؤمنين امراة بينى وبينها خصومة، وبها العلة، وهى على باب المسجد لا
تستطيع الدخول، فقام معه، وقضى بينهما ثم دخل عليه السلام.
1)
المناقب لابن شهر اشوب ج 2 / 106 - وعنه البحار ج 41 / 57 ح 7.
|
|
|
|