الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج28)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 101

محمد بن أحمد ، أنا أبو الحسن اللبناني ، أنا أبو بكر ابن أبي الدنيا ، حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، حدثني عبد الله بن صالح العجلي ، قال : أبطأ على علي بن الحسين ابن أخ له كان يأنس به - فذكر الحديث مثل ما تقدم . ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف المزي في تهذيب الكمال (ج 20 ص 393 ط بيروت) قال : وقال علي بن موسى الرضى : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده قال : قال علي بن الحسين : إني لاستحيي من الله أن أرى الأخ من إخواني فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدنيا ، فإذا كان يوم القيامة قيل لي : لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل وأبخل . ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي ابن عبيد الله القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي المشتهر بابن الجوزي المولود ببغداد سنة 510 والمتوفى بها سنة 597 في كتابه غريب الحديث (ج 2 ص 335 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1405) قال : وقال علي بن الحسين في المستلاط أنه لا يرث . يعني الملصق بالرجل في النسب الذي ولد لغير رشدة . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في الطبقات الكبرى (ج 5 ص 169 ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال : قال : أخبرنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا فطر ، عن ثابت الثمالي قال : سمعت أبا جعفر قال : دخل علي بن حسين الكنيف وأنا قائم على الباب وقد وضعت له وضوءا ، قال فخرج فقال : يا بني ، قلت : لبيك ، قال : قد رأيت في الكنيف شيئا رابني ،

ص 102

قلت : وما ذاك ؟ قال : رأيت الذباب يقعن على العذرات ثم يطرن فيقعن على جلد الرجل فأردت أن أتخذ ثوبا إذا دخلت الكنيف لبسته . ثم قال : لا ينبغي لي شيء لا يسع الناس . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 254 ط دار الفكر) قال : قال علي بن الحسين : الفكرة مرآة تري المؤمن حسناته وسيئاته . ومنهم علامة التاريخ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 53 ط دار البشير بدمشق) قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد ، أنبأنا أبو القاسم السمياطي ، أنبأنا عبد الوهاب الكلابي ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي ، أنبأنا أبو هاشم زهرة بن محمد الغساني ، أنبأنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق ، أنبأنا الحسين ابن زيد ، عن عمر بن علي بن الحسين ، قال : سمعت علي بن الحسين يقول - فذكر مثل ما تقدم عن ابن مكرم ، وفيه تورى بالتاء . ومن كلامه عليه السلام وقد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 12 ص 104 ، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى : فمنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص 270 ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال : وقال رضي الله عنه : أربع عزهن ذل : البنت ولو مريم ، والدين ولو درهم ، والغربة ولو ليلة ، والسؤال ولو أين الطريق .

ص 103

ومن كلماته عليه السلام

نقلها بعض الأعلام في كتبهم : فمنهم المحقق المعاصر محمد عبد القادر عطا في تعليقاته على كتاب الغماز على اللماز للعلامة السمهودي (ص 90 ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال في تعليقه على كلامه عليه السلام : جمال الرجل فصاحة لسانه . وأخرجه ابن لآل ، بلفظ : الجمال في الرجل اللسان وفي إسناده محمد بن زكريا الغلابي ، وهو ضعيف جدا . وأورده السيوطي بهذا اللفظ في الصغير ، وعزاه للحاكم ، عن علي بن الحسين مرسلا ، وصححه . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 241 ط دار الفكر) قال : سمع علي بن الحسين رجلا يغتاب رجلا فقال : إياك والغيبة فإنها إدام كلاب النار . ومنهم المؤرخ الكبير ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 8 ص 183 نسخة جستربيتي) قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا إبراهيم بن محمد بن أبي عثمان ، أنبأنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر ، أنبأنا أبو علي بن صفوان البردعي ، أنبأنا ابن أبي الدنيا ، حدثني حسين بن عبد الرحمن ، قال : سمع علي بن الحسين رجلا يغتاب رجلا فقال : إياك والغيبة فإنها إدام كلاب النار . ومنهم الشيخ أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي في مختصر منهاج القاصدين (ص 369 ط مكتبة دار التراث ، القاهرة) :

ص 104

فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور . ومنهم الحافظ المؤرخ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 53 بدمشق) قال : أخبرنا أبو القاسم بن إبراهيم ، أنبأنا رشا بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، أنبأنا علي بن عبد العزيز ، أنبأنا علي بن المديني ، أنبأنا سفيان بن عيينة ، قال : قيل لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب : من أعظم الناس خطر ؟ قال : من يرض الدنيا خطرا لنفسه . ومنهم العلامة المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق (ج 17 ص 254 ط دار الفكر بدمشق) قال : قيل لعلي بن الحسين - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر . ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف المزي في تهذيب الكمال (ج 20 ص 398 ط بيروت) قال : قيل لعلي بن الحسين : من أعظم الناس خطرا ؟ - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن عساكر . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 256 ط دار الفكر) قال : قال محمد بن علي : كان أبي علي بن الحسين إذا مرت به جنازة يقول : نراع إذا الجنائز قابلتنا * ونلهو حين تمضي ذاهبات كروعة ثلة لمغار سبع * فلما غاب عادت راتعات

ص 105

ومنهم علامة التاريخ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 24 ط دار البشير ، دمشق) قال : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أبو محمد علي بن أحمد الموساني ، حدثني أبي أحمد بن موسى ، حدثني موسى بن إبراهيم ، حدثني إبراهيم بن موسى ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، حدثني أبي جعفر بن محمد ، حدثني محمد بن علي قال : كان علي بن الحسين إذا مرت به جنازة يقول - فذكر مثل ما تقدم في مختصر تاريخ مدينة دمشق . ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص 270 ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال : وقال رضي الله عنه : من قنع بما قسم الله فهو من أغنى الناس . ومنهم الفاضل المعاصر أحمد أبو كف في آل بيت النبي (ص 67 ط القاهرة) قال : وكان زين العابدين يقول : من قنع بما قسم له ، فهو أغنى الناس و الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 244 ط دار الفكر) قال : وحدث علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد قال : كان علي بن الحسين إذا سار على بغلته في سكك المدينة لم يقل لأحد : الطريق وكان يقول : الطريق مشترك ، ليس لي أن أنحي أحدا عن الطريق . ومنهم علامة التاريخ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 47 ط دار البشير بدمشق) قال :

ص 106

أنبأنا أبو محمد الأكفاني ، أنبأنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن الحسن بن الفضل وأبو عبد الله محمد بن يعقوب الحمصان ، قالا : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن خالويه ، أنبأنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني ، أنبأنا داود بن سليمان الداري ، حدثني علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد قال : كان علي بن الحسين إذا سار على بغلته في سكك المدينة - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور .

من كلامه في حب أهل البيت

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 20 ص 387 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : وقال أبو معاوية الضرير ، عن يحيى بن سعيد ، عن علي بن الحسين أنه قال : يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام ، ولا تحبونا حب الأصنام ، فما زال بنا حبكم حتى صار علينا شينا . ومن كلامه عليه السلام رواه جماعة من أعلام العامة : فمنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة 463 في كتابه بهجة المجالس وأنس المجالس (ج 1 ص 383 ط مصر) قال : قال علي بن الحسين : ما صاحب البلاء الذي قد طال به أحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء .

ص 107

ومنهم الفاضل المعاصر عدنان علي شلاق في فهرس الأحاديث والآثار لكتاب الكنى والأسماء للدولابي (ص 17 ط عالم الكتب ، بيروت) قال : إذا رأيتم الحريق فكبروا . . . علي بن الحسين أبو ميسرة 2 137 من كلامه في عبادة العبيد قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج 12 ص 102 وج 19 ص 485 ، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق (ج 17 ص 255 ط دار الفكر بدمشق) قال : وكان يقول : إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وآخرين عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار ، وقوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار . ومنهم الحافظ العلامة ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 54 ط دار البشير بدمشق) قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، نا أبو نعيم ، نا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبيد الله ، نا أبو بكر الأنباري ، نا أحمد بن الصلت ، نا قاسم بن إبراهيم العلوي ، نا أبي ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور . ومنهم العلامة أبو الفلاح عبد الحي في شذرات الذهب (ج 1 ص 105 ط دار إحياء التراث العربي ، بيروت) قال : ومن قوله : إن لله عبادا عبدوه رهبة - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور .

ص 108

ومنهم العلامة أبو بكر جابر الجزائري في العلم والعلماء (ص 250 ط دار الكتب السلفية بالقاهرة) فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور الإفريقي . ومنهم العلامة محمد الخضر حسين في تراجم الرجال (ص 27 ط التعاونية) قال : وقال : إن لله عبادا عبدوه رهبة - فذكر الحديث مثل ما تقدم ، إلا أن فيه بلفظ عبدوه . ومن كلامه عليه السلام رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم : فمنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ مدينة دمشق (ج 17 ص 255 ط دمشق) قال : قال علي بن الحسين : إن للحق دولة على العقل ، وللمنكر دولة على المعروف ، وللشر دولة على الخير ، وللجهل دولة على الحلم ، وللجزع دولة على الصبر ، وللخرق دولة على الرفق ، وللبؤس دولة على الخصب ، وللشدة دولة على الرخاء ، وللرغبة دولة على الزهد ، وللبيوتات الخبيثة دولة على بيوتات الشرف ، وللأرض السبخة دولة على الأرض العذبة ، وما من شيء إلا وله دولة ، حتى تنتضي دولته ، فتعوذوا بالله من تلك الدول ، ومن الحيات في النعمات . ومنهم العلامة المؤرخ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 54 ط دار البشير بدمشق) قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد الحداد وأبو بكر محمد بن عبد الواحد

ص 109

ابن محمد وأبو الوفا المفضل بن المطهر بن المفضل بن بحر قالوا : أنبأنا أبو عمرو بن سندة ، أنبأنا أبي ، أنبأنا عمر بن الحسين البغدادي ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن سعيد ، حدثني أبي ، أنبأنا حسين بن مخارق ، عن عبد الله بن العنبري ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال - فذكر مثل ما تقدم ، وفيه للحمق بدل للحق و حتى تنقضي بدل حتى تنتضي و فنعوذ بالله بدل فتعوذوا بالله و من الحياة في النقيمات بدل ومن الحيات في النعمات . ومن كلامه في ذم التكبر رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة صدر الأئمة صدر الدين أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم في مناقب أبي حنيفة (ج 2 ص 410 ط دار الكتاب العربي ، بيروت) قال : وبه عن علي بن الحسين قال : قال : ما أتيت مجلسا أريد أن أتكبر فيه إلا افتضحت . ومن كلامه عليه السلام رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 في فاكهة الصيف وأنيس الضيف (ص 23 ط مكتبة ابن سينا ، القاهرة) قال : وقال علي بن الحسين رضوان الله تعالى عليهما : هلك من ليس له حكيم يرشده ، وذل من ليس له سيف يعضده .

ص 110

ومن كلامه عليه السلام في القنوط من رحمة الله

رواه جماعة من الأعلام : فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 245 ط دار الفكر) قال : قال المدائني : قارف الزهري ذنبا فاستوحش من ذلك ، وهام على وجهه ، فقال له علي بن الحسين : يا زهري ، قنوطك من رحمة الله التي وسعت كل شيء أعظم عليك من ذنبك ، فقال الزهري (الله أعلم حيث يجعل رسالاته) ، فرجع إلى ماله وأهله . وقال أيضا في ص 246 : وعن يزيد بن عياض قال : أصاب الزهري دما خطأ ، فخرج وترك أهله وضرب فسطاطا وقال : لا يظلني سقف بيت ، فمر به علي بن الحسين فقال : يا بن شهاب قنوطك أشد من ذنبك ، فاتق الله واستغفر ، وابعث إلى أهله بالدية ، وارجع إلى أهلك ، فكان الزهري يقول : علي بن حسين أعظم الناس علي منة . ومنهم العلامة ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 47 ط دار البشير بدمشق) قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشا بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، نا أحمد بن مروان ، نا محمد بن موسى ، نا محمد بن الحارث ، عن المدائني قال : قارف الزهري - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور .

ص 111

وقال أيضا : قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيويه ، نا أبو إسحاق الجلاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد ، نا علي بن محمد ، عن يزيد بن عياض قال : أصاب الزهري دما خطأ - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في لطبقات ا الكبرى (ج 5 ص 165 ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن يزيد بن عياض قال : أصاب الزهري دما خطأ فخرج وترك أهله وضرب فسطاطا وقال : لا يظلني سقيف بيت - فذكر مثل ما تقدم بعينه . ومن كلامه عليه السلام ذكره جماعة من الأعلام : فمنهم العلامة محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر في تراجم الرجال (ص 27 ط التعاونية) قال : وقال : الناس من بين مغمور بالجهل ، ومفتون بالعجب ، ومعدول بالهوى عن التثبت ، ومصروف بسوء العادة عن تفضيل التعلم .

 ومن كلامه عليه السلام في أهل الفضل والصبر وجيران الله تعالى

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب العامة في ج 12 ص 118 و119 ، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي

ص 112

المتوفى سنة 620 في المتحابين في الله (ص 101 ط دار الطباع بدمشق عام 1411 - 1991) قال : أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أخبرنا حمد بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن عبد الله ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا محمد بن عبيد الله العرزمي ، حدثنا حفص بن عبد الله الحلواني ، حدثنا زياد بن سليمان ، عن عبد الحميد بن جعفر الفراء ، عن ثابت بن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ليقم أهل الفضل . فيقوم ناس من الناس ، فيقال : انطلقوا إلى الجنة ، فتلقاهم الملائكة فيقولون : إلى أين ؟ فيقولون : إلى الجنة . قالوا : قبل الحساب ؟ قالوا : نعم . قالوا : من أنتم ؟ قالوا : أهل الفضل .قالوا : وما كان فضلكم ؟ قالوا : كنا إذا جهل علينا حلمنا ، وإذا ظلمنا صبرنا ، وإذا أسئ إلينا غفرنا . قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين . ثم ينادي مناد : ليقم أهل الصبر . فيقوم ناس من الناس ، فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنة ، فتلقاهم الملائكة فيقال لهم مثل ذلك ، فيقولون : نحن أهل الصبر . قالوا : وما كان صبركم ؟ قالوا : صبرنا أنفسنا على طاعة الله وصبرنا عن معصية الله عز وجل . قالوا : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين . ثم ينادي مناد : ليقم جيران الله في داره ، فيقوم ناس من الناس وهم قليل ، فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنة ، فتلقاهم الملائكة ، فيقال لهم مثل ذلك ، قالوا : وبم جاورتم الله في داره ؟ قالوا : كنا نتزاور في الله عز وجل ونتجالس فيه ونتباذل فيه . قالوا : أدخلوا الجنة فنعم أجر العاملين . ورواه صاحب مناقب الأبرار (ص 261 المصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) . ورواه أيضا العلامة الشيخ أبو عبد محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى سنة 1278 في كتابه الدرر المكنونة والنسبة الشريفة المصونة (ص 126 ط المطبعة الفاسية) .

ص 113

ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المتوفى سنة 330 في المجالسة وجواهر العلم (ص 324 ط معهد العلوم العربية بفرانكفورت بالتصوير سنة 1407) قال : حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ، نا سعيد بن سليمان ، نا سنان بن هارون ، نا ثابت الثمالي ، عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : إذا جمع الله الأولين والآخرين نادى مناد : أين أهل الفضل ليدخلوا الجنة قبل الحساب ؟ فيقوم عنق من الناس ، فتلقاهم الملائكة فيقولون : إلى أين يا بني آدم ؟ فيقولون : إلى الجنة . فيقولون : قبل الحساب ؟ فيقولون : نعم ، فيقولون : من أنتم ؟ فيقولون : نحن الصابرون . فيقولون : وما كان صبركم ؟ فيقولون : صبرنا على طاعة الله ، وصبرنا عن معصية الله حتى توفانا إليه .

ومن كلامه عليه السلام في الوصية لابنه

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي المتوفى سنة 328 في تأديب الناشئين بأدب الدنيا والدين (ص 225 تحقيق وتعليق محمد إبراهيم سليم ط مكتبة القرآن ، القاهرة) قال : وقال علي بن الحسين عليهما السلام لابنه : يا بني إن الله لم يرضك لي فأوصاك بي ، ورضيني لك فحذرني منك ، وإن خير الآباء للأبناء من لم تدعه المودة إلى التفريط فيه ، وخير الأبناء للآباء من لم يدعه التقصير إلى العقوق له .

ص 114

ومن كلامه عليه السلام في الرياء وخلوص العمل

رواه جماعة من أعلام العامة : فمنهم العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم بن أبي بكر المشتهر بابن عباد الرندي الأندلسي النفري المتوفى سنة 792 في شرح الحكم العطائية (ص 211 ط مركز الأهرام للترجمة والنشر ، القاهرة) قال : وقال علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه : كل شيء من أفعالك إذا اتصلت به رؤيتك فذلك دليل على أنه لا يقبل منك ، لأن القبول مرفوع مغيب عنك ، وما انقطعت عنه رؤيتك فذلك دليل على القبول .

ومن كلامه عليه السلام في وصف المؤمن والمنافق

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي الأندلسي المتوفى سنة 463 في جامع بيان العلم وفضله (ج 1 ص 136 ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال : وعن أبي حمزة الثمالي قال : دخلت على علي بن الحسين بن علي فقال : يا أبا حمزة ألا أقول لك صفة المؤمن والمنافق . قلت : بلى جعلني الله فداك . فقال : إن المؤمن خلط علمه بحلمه يسأل ليعلم ، وينصت ليسلم ، لا يحدث بالسر والأمانة إلا صدقا ، ولا يكتم الشهادة للعبد ، ولا يحيف على الأعداء ، ولا يعمل شيئا من الحق رياء ولا يدعه حياء ، فإذا ذكر بخير خاف ما يقولون واستغفر لما لا يعلمون ، وإن المنافق ينهى ولا ينتهي ويؤمر ولا يأتمر ، إذا قام إلى الصلاة اعترض ، وإذا ركع ربض ، وإذا

ص 115

سجد نقر ، يمسي وهمته العشاء ولم يصم ، ويصبح وهمته النوم ولم يسهر .

ومن كلامه عليه السلام في بدء الطواف بالبيت الحرام

قد تقدم نقل ما يدل عليه في ج 12 ص 110 و111 عن كتب العامة ، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه فيما مضى : فمنهم العلاة السيد أبو الطيب تقي الدين محمد بن أحمد الحسيني المغربي الفاسي المالكي في تاريخ أم القرى (ص 85 الموجود في خزانة كتبنا) قال : في ذكر بدو الطواف بهذا البيت المعظم وما ورد من طواف غير الآدميين من الملائكة وغيرهم ، روينا في تاريخ الأزرقي : إن بعض أهل الشام سأل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بمكة عن بدء الطواف بهذا البيت ؟ فقال له علي ابن الحسين : أما بدء الطواف بهذا البيت ، فإن الله تبارك وتعالى قال للملائكة : (إني جاعل في الأرض خليفة) قالت الملائكة : أي رب أخليفة من غيرنا ممن يفسد فيها ويسفك الدماء ويتحاسدون ويتباغضون ويتباغون ، أي رب اجعل ذلك الخليفة منا ، فنحن لا نفسد فيها ولا نسفك الدماء ولا نتحاسد ونتباغض ولا نتباغا ، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ونطيعك ولا نعصيك . قال الله تعالى : (إني أعلم ما لا تعلمون) قال : فظنت الملائكة ما قالوا ردا على ربهم عز وجل وأنه قد غضب من قولهم ، فلاذوا بالعرش ورفعوا رؤوسهم وأشاروا بالأصابع يتضرعون ويبكون أسفا والغضية ، وطافوا بالعرش ثلاث ساعات ، فنظر الله عز وجل إليهم ، فنزلت الرحمة عليهم ، فوضع الله تعالى تحت العرش بيتا على أربعة أساطين من زبرجد وغشافين بياقوتة حجرا وسمي البيت الصراح ، ثم قال الله عز وجل للملائكة : طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش . قال : فطافت الملائكة بالبيت وتركوا العرش وصار أهون عليهم ، وهو البيت

ص 116

المعمور الذي ذكره الله عز وجل ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبدا ، ثم إن الله عز وجل بعث ملائكة فقال : ابنوا لي بيتا في الأرض بمثاله وقدره ، وأمر الله من في الأرض من خلقه أن يطوفوا بهذا البيت كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور ، فقال الرجل : صدقت يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . إنتهى . وروينا نحوه بالمعنى مختصرا ، في كتاب النسب للزبير بن بكار قاضي مكة . وروينا في تاريخ الأزرقي وغيره أخبارا تدل على طواف الملائكة بالبيت .

ومن كلامه عليه السلام في قصة زينب زوج النبي صلى الله عليه وآله

ذكره جماعة من أعلام العامة في مؤلفاتهم : فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي في كتابه أضواء البيان في إيضاح القرآن (ج 6 ص 581 ط عالم الكتب في بيروت) قال : وذكر القرطبي عن علي بن الحسين أن الله أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن زيدا سيطلق زينب ، وأن الله يزوجها رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبعد أن علم هذا بالوحي قال لزيد : أمسك عليك زوجك . وأن الذي أخفاه في نفسه : هو أن الله سيزوجه زينب رضي الله عنها . وقال أيضا في ص 582 : قال الترمذي الحكيم في نوادر الأصول وأسند إلى علي بن الحسين قوله : فعلي ابن الحسين جاء بهذا من خزانة العلم جوهرا من الجواهر ودرا من الدرر ، أنه إنما عتب الله عليه في أنه قد أعلمه أن ستكون هذه من أزواجك ، فكيف قال بعد ذلك لزيد أمسك عليك زوجك ، وأخذتك خشية الناس أن يقولوا : تزوج امرأة ابنه ، والله

ص 117

أحق أن تخشاه . انتهى محل الغرض منه . ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه (ج 11 ص 371 ط دار الحكمة ، دمشق وبيروت سنة 1402) قال : روي عن علي بن الحسين رضي الله عنهم أجمعين أنه قال : أعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن زينب ستكون من أزواجه قبل أن يتزوجها ، فلما أتاه زيد يشكوها إليه وقال له : أمسك عليك زوجك واتق الله عاتبه الله وقال له : أخبرتك أني مزوجكها ، وتخفي في نفسك ما الله مبديه ، فالذي أخفاه الرسول ليس هو الحب ، وإنما أخفى ما أوحى الله إليه من أمر الزواج بها لحكمة عظيمة ، هي إبطال عادة التبني . ومحمد صلى الله عليه وسلم كان يعرف زينب من الصغر ، لأنها ابنة عمه ، وهي لا تحتجب عنه فمن كان يمنعه منها ، وكيف يقدم انسان امرأة لشخص وهي بكر حتى إذا تزوجها وصارت ثيبا رغب فيها . ا ه‍ ومنهم المولوي علي بن سلطان محمد القاري في شرح الشفاء للقاضي عياض (ج 4 ص 269 المطبوع بهامش نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض ط دار الفكر ، بيروت) قال : عن علي بن الحسين : إن الله تعالى كان أعلم نبيه عليه السلام والصلاة أن زينب ستكون من أزواجه - فذكر الحديث مثل ما تقدم . ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض (ج 4 ص 269 ط دار الفكر ، بيروت) فذكر القصة مثل ما تقدم .

بعض حكمه عليه السلام

ص 118

رواها جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الشيخ محمد بن فضائل بن عبد الساتر في نديم الكرام ونسيم الغرام (ق 95 نسخة مكتبة السلطان أحمد الثالث باسلامبول) قال : ومن حكمه : أحزم الملوك لا يلتمس من عدوه القتال ما وجد إلى غير القتال سبيلا ، فإن القتال إنما النفقة فيه من الأنفس وسائر الأشياء النفقة فيها من الأموال ، إذا كان وزير السلطان يأمره بالمحاربة فيما يقدر على دفعه بالمسالمة فهو أشد أعدائه له عداوة ، لا شيء أهلك للسلطان من صاحب يحسن القول ولا يحسن العمل . وقال : ومنه [أي السجاد عليه السلام] إذا كان السلطان صالحا وكان وزراؤه وزراء سوء امتنع خيره من الناس ولا يجترئ عليه أحد ولا يدنو منه أحد ، وإنما مثله في ذلك مثل الماء الصافي الطيب الذي فيه التمساح ، فلا يستطيع الرجل أن يدخله وإن كان سابحا أو كان إلى الماء محتاجا . وقال : ومن حكمه : ليس أحد أحوج إلى المودة والتثبت من الملوك ، فإنما الولد بوالديه والمتعلم بالمعلم والجند بالقائد والناسك بالدين والعامة بالملوك والملوك بالتقوى . وقال أيضا : ومن حكمه : العاقل باستصغار [أي يعرف باستصغار] ما احتمل في دينه من مشقة أو أذى في جنب ما يصير إليه من روح الأبدان وراحته . وقال أيضا :

ص 119

ومن حقائقه : صاحب الدين قد فكر فعلته السكينة ، وسكن فتواضع ، وقنع فاستغنى ، ورضي فلم يهتم ، وخلع الدنيا فنجى من الشرور ، ورفض الشهوات فصار حرا ، وانفرد فكفي الأحزان ، وأطرح الحسد وظهرت له المحبة ، وسخت نفسه بكل فاستكمل العقل ، وأبصر العاقبة فأمن من الندامة ، فلم يخف الناس ولم يخففهم ولم يذنب إليهم فسلم منهم . وقال أيضا : ومن حكمه : ليس من شهوات الدنيا ولذاتها شيء إلا وهو متحول أذى ومورث حزنا ، فالدنيا كالماء المالح ما يزداد صاحبه منه شربا إلا ازداد عطشا ، وكأحلام النائم تفرحه في منامه فإذا استيقظ انقطع الفرح ، وكالبرق يضئ قليلا ويذهب وشيكا ويبقى صاحبه في الظلام مقيما ، وكدودة الإبريسم التي لا تزداد على نفسها لفا إلا ازدادت من الخروج بعدا . وقال أيضا : ومن حكمه البالغة : العاقل حقيق بأن زهده في الدنيا علمه بأنه من نال منها كثر عناؤه فيه وحباله عليه واشتدت مرزيته عند فراقه وعظمت التبعة منه بعد فراقه ، وعلى العاقل أن يديم ذكره لما بعد هذه الدار ، وأن ينسبه إلى ما يسره منها ويستحي من مشاركة العجزة الجهال في حب هذه العاجلة الفانية التي من كان في يده شيء منها فليس له وليس بباق معه ، فليس بمنخدع بها إلا المغترون والغافلون ، ولا يتخذ عن العاقل بصحبته الاخلاء ولا الأحباء ، ولا يحرص على ذلك كل الحريص ، فإن صحبتم على ما فيها من السرور كثيرة الأذى والأحزان ، ثم يختم ذلك كله بعاقبة الفراق . وقال أيضا :

ص 120

ومن حكمه : ليس للملك أن يمتنع من مراجعة كل من أصابته جفوة أو عقوبة عن جرم أجرمه أو ظلم ظلمه ، فإن امتناعه من ذلك مضر بأموره وأعماله ، ولكن عليه أن ينظر في أمر من يكون كذلك وما عنده وما يرجى منه ، فإن كان ممن يستعان به ويوثق برأيه وأمانته كان الملك أحق بالحرص على مراجعته منه . وقال : ومن وصاياه : ينبغي للسلطان أن لا يلج في تضييع حق ذوي الحق ووضع منزلة ذوي المروة ، ويستدرك ذلك رأيه في ذلك ، ولا يغره أن يرى في صاحبه المفعول ذلك به رضى وإقرارا ، فإن الناس في ذلك رجلان : رجل أضل طباعه الشراسة فهو كالحية إن وطئها الواطئ فلم تلدغه لم يكن جديرا أن تغره ذلك فيعود ، ورجل أصل طباعه السهولة فهو كالصندل البارد إذا أفرط في حكه عاد حارا يؤذي . وقال في ص 96 : ومن حكمه : كثرة الأعوان إذا لم يكونوا متخيرين مضرة بالعمل ، فإن العمل صلاحه بصلاح الأعوان لا بكثرة الأعوان ، فإن حامل الحجر الثقيل يثقل نفسه ولا يجد به ثمنا ، وحامل الياقوت لأثقل عليه منه وهو يجد به حاجته . وقال فيه : [ومنها] إذا لم يكن في ملك الملوك سرور رعيته كان ملكه ظلما . وقال فيه أيضا : [ومنها] لا ينبغي للرجل الفاضل المروءة أن يرى إلا في مكانين : إما مع النساك متبتلا ، وإما مع الملوك مكرما .

ص 121

وقال فيه أيضا : ومن الآداب العلية : حق على صاحب السلطان أن يعرف أخلاقه ثم يرفق في متابعته وقلة الخلاف عليه ، فإذا أراد أمرا رآه صوابا زينه له ، وإذا أراد خطأ بصره ما فيه من الضرر والشر وما في تركه من النفع والزين بأرفق ما يجدو لينه . وقال فيه أيضا : ومن الآداب : ليس للوزير مع السلطان أن يكتمه النصيحة وإن استقلها ، وليس له مع ذلك أن يكون كلامه كلام خرق ولا مكابرة ، ولكن كلام رفق وذل ، ولو احتال بالأمثال والتحدث بعيب الغير . وقال أيضا : ومن مواعظه الشريفة : ليس للعاقل أن يستعد الآخرة فيميل إلى العاجلة ، فيكون في استعجال القليل بيع الكثير بالقليل اليسير .

ومن كلامه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي صاحب العقد الفريد في طبائع النساء وما جاء فيها من العجائب والغرائب (ص 88 ط مكتبة القرآن ، بولاق القاهرة) قال : وتزوج علي بن الحسين جارية له وأعتقها ، فبلغ ذلك عبد الملك ، فكتب إليه يؤنبه ، فكتب إليه علي : إن الله رفع بالاسلام الخسيسة ، وأتم به النقيصة ، وأكرم به من

ص 122

اللؤم ، فلا عار على مسلم ، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج أمته وامرأة عبده . فقال عبد الملك : إن علي بن الحسين يشرف من حيث يتضع الناس . ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد الأحمدي أبو النور المصري في منهج السنة في الزواج (ص 326 ط 3 دار السلام للطباعة والتوزيع والنشر والترجمة) ذكر مثل ما تقدم عن ابن عبد ربه . ومنهم الفاضل المعاصر أحمد زكي صفوت ، وكيل كلية دار العلوم جامعة القاهرة سابقا في جمهرة رسائل العرب في عصور العربية الزاهرة (ج 2 ص 23 ط المكتبة العلمية ، بيروت) قال : وروى صاحب العقد الفريد هذا الخبر قال - فذكر الخبر مثل ما تقدم .

ومن كلامه عليه السلام في التقية

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم : فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في الطبقات الكبرى (ج 5 ص 165 ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال : أخبرنا عبد العزيز بن الخطاب ، قال : حدثنا موسى بن أبي حبيب الطائفي ، عن علي ابن الحسين قال : التارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره إلا أن يتقي تقاه . قيل : وما تقاته ؟ قال : يخاف جبارا عنيدا يخاف أن يفرط أو أن يطغى .

ص 123

ومن كلامه عليه السلام في ذم الضحك

قد تقدم نقل ما يدل عليه في ج 12 ص 108 وج 19 ص 481 عن كتب العامة ، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري الحنفي في منتخب الأخبار (ق ؟ النسخة المصورة من مكتبة جستربيتي) قال : عن فضيل بن غزوان قال : قال علي بن الحسين رضي الله عنهما : من ضحك ضحكة مج مجة من العلم . ومنهم قائد الحنابلة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المتولد سنة 164 والمتوفى سنة 241 في الزهد (ص 208 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1403) قال : حدثنا عبد الله ، حدثنا محمد بن حميد ، حدثنا جرير ، عن الفضيل بن غزوان ، عن علي بن الحسين قال - فذكر مثل ما تقدم .

من كلامه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الفاضل المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه بالحسين عليه السلام القاهري المصري المولود سنة 1296 والمتوفى سنة 1372 بالقاهرة في كتابه السمير المهذب (ج 1 ص 65 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1399) قال :

ص 124

يروى أن عبد الملك بن مروان دخل المسجد الحرام للطواف ، فرأى حلق الذكر والعلم ، فأعجب بها كل الاعجاب ، وجعل يتأمل ويبتسم ، ثم أشار إلى أخرى وقال : لمن هذه ؟ فقيل لميمون بن مهران ، وأشار إلى أخرى وقال : لمن هذه ؟ فقيل : لمجاهد ، وأشار إلى أخرى وقال : لمن هذه ؟ فقيل : لمكحول ، وكلهم من أبناء الفرس . فتعجب من ذلك ، فلما رجع إلى منزله جمع أحياء قريش وقال : يا معشر قريش كنا فيما قد علمتم ، فمن الله علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم وبهذا الدين القويم ، فحقرتموه حتى غلبكم أبناء الفرس ، فلم يرد عليه أحد ، إلا علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، فقال : (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) .

ومن كلامه عليه السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب العامة في ج 12 ص 105 وج 19 ص 485 ، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم الشيخ جابر الجزائري في العلم والعلماء (ص 25 ط القاهرة) قال : قوله : عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة ، وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقه ، وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الآخرة وهو يرى النشأة الأولى ، وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء . ومنهم العلامة صاحب مناقب الأبرار (ق 161 نسخة مكتبة جستربيتي) قال : روى جعفر بن محمد ، عن أبيه أن علي بن الحسين عليهما السلام كان يقول: 

ص 125

عجبت للمتكبر الفخور - فذكر مثل ما تقدم ، إلا أن فيه النشأة الأخرى . ومنهم الفاضل المعاصر علي فكري الحسيني القاهري في أحسن القصص (ج 4 ص 270 ط بيروت) ذكر مثل ما سبق .

ومن كلامه عليه السلام في فقد الأحبة

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة المؤرخ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 54 ط دار البشير بدمشق) قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، نا أبو نعيم ، نا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبيد الله ، نا أبو بكر بن الأنباري ، نا أحمد بن الصلت ، نا قاسم بن إبراهيم العلوي ، نا أبي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : قال علي بن الحسين : فقد الأحبة غربة . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 155 ط دار الفكر) قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر . ومنهم صاحب مناقب الأبرار (ص 261 نسخة جستربيتي بإيرلندة) قال : قال محمد بن علي : قال علي بن الحسين - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر .

ومن كلامه عليه السلام

ص 126

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الشيخ زين العابدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي السلامي البغدادي الدمشقي المتوفى بها سنة 795 في شرح علل الترمذي (ص 234 ط عالم الكتب ، بيروت) قال : من طريق الزهري ، عن علي بن الحسين قال : ليس من العلم ما لا يعرف ، إنما العلم ما عرف وتواطأت عليه الألسن .

ومن كلامه عليه السلام

رواه جماعة من الأعلام في مؤلفاتهم : فمنهم العلامة المؤرخ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 47 ط دار البشير بدمشق) قال : أخبرنا أبو الحسين بن الفرا وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالوا : أنبأنا أبو جعفر بن أبي مسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أحمد بن سليمان ، أنبأنا الزبير بن البكار ، حدثني عمي مصعب ، نا ابن عبد الله وأبو محمد بن الضحاك وعبد الملك بن عبد العزيز ومحمد بن زيد الأنصاري ومحمد بن الحسن ومن لا أحصي من مشايخنا : إن علي ابن الحسين قال : ما أود أن لي بنصيبي من الذل حمر النعم . وقال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن وأبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا البنا ، قالوا : أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ، أنبأنا أبو سهل ابن زياد ، أنبأنا إسماعيل بن إسحاق ، أنبأنا علي بن المديني قال : سمعت سفيان يقول : كان علي بن الحسين يقول : ما يسرني بنصيبي من الذل حمر النعم .

ص 127

ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 245 ط دار الفكر) قال : وحدث جماعة أن علي بن الحسين قال : ما أود أن لي - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر . ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 120 ص 398 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : وقال سفيان بن عيينة : كان علي بن الحسين يقول : ما يسرني بنصيبي - فذكر مثل ما تقدم .

ومن كلامه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 107 ط دار البشير بدمشق) قال : أخبرنا أبو السعادات أحمد بن المتوكل وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت ، أنا محمد بن أبي علي الإصبهاني التاجر ، نا أحمد بن محمود القاضي بالأهواز ، نا محمد بن زكريا ، نا ابن عائشة قال : سئل علي بن الحسين عن صفة الزاهد في الدنيا فقال : يتبلغ بدون قوته ، ويستعد ليوم موته ، ويتبرم بحياته . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 249 ط دار الفكر) قال : سئل علي بن الحسين عن صفة الزاهد في الدنيا فقال - فذكر مثل ما تقدم

ص 128

عن ابن عساكر .

ومن كلامه عليه السلام

رواه جماعة من الأعلام في كتبهم : فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري القاهري الحسيني في أحسن القصص (ج 4 ص 27 ط بيروت) قال : من كلامه رضي الله عنه : عجبت لمن يحتمي من الطعام لمضرته ، ولا يحتمي من الذنب لموته .

من كلامه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي في استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف (ق 36 نسخة مكتبة عاطف أفندي باسلامبول) قال : وعن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه قال : إن الله أخذ ميثاق من يحبنا وهم في أصلاب آبائهم ، فلا يقدرون على ترك ولايتنا ، لأن الله عز وجل جبلهم على ذلك .

ومن كلامه عليه السلام في سبب عداوة قريش لعلي عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 267 ط دار البشير بدمشق) و ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق (ج 2 ص 229) قال :

ص 129

أخبرنا أبو طالب بن أبي عقيل ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي ، أنبأنا أبو محمد بن النحاس ، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي ، أنبأنا الغلابي - يعني محمد بن زكريا ، أنبأنا إبراهيم يسار ، أنبأنا سفيان ، عن ابن طاوس ، عن أبيه قال : قلت لعلي بن الحسين بن علي : ما بال قريش لا تحب عليا ؟ فقال : لأنه أورد أولهم النار وألزم آخرهم العار . ومنهم العلامة المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ دمشق (ج 17 ص 273 ط دار الفكر بدمشق) قال : عن طاوس : قلت لعلي بن الحسين بن علي - فذكر الحديث مثل ما تقدم .

ومن كلامه عليه السلام في حب أهل البيت

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة (ص 35 ط المطبعة الفاسية) قال : وقال في وصلة الزلفى عن الحافظ جمال الدين الزرندي يروي : أن علي ابن الحسين جاءه قوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعودونه في علته ، فقالوا له : كيف أصبحت يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فدتك أنفسنا ؟ قال : في عافية والله محمود ، كيف أصبحتم جميعا ؟ فقالوا له : والله ما أصبحنا لك يا بن رسول الله إلا محبين وأدين . فقال لهم : من أحبنا لله أسكنه الله في ظل ظليل يوم لا ظل إلا ظلله ، ومن أحبنا يريد مكافأتنا كافأه الله عنا بالجنة ، ومن أحبنا لغرض دنياه وأتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب .

ص 130

ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب آل بيت النبي في مصر (ص 67 ط دار المعارف ، القاهرة) قال : يروى أنه مرض فدخل عليه جماعة من صحابة الرسول ، فقالوا له : كيف أصبحت - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن الدرر المكنونة باختلاف قليل في اللفظ . ومنهم الشريف علي فكري الحسيني في أحسن القصص (ص 268 ط دار الكتب العلمية ، بيروت) قال : لما مرض دخل عليه جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن الدرر المكنونة .

ومن كلامه عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة (ص 42 ط المطبعة الفاسية) قال : قال الحافظ جمال الدين الزرندي : يروى أن علي بن الحسين رضي الله عنه قال : أيها الناس إن كل صمت ليس فيه ذكر الله فهو هباء ، ألا إن الله عز وجل ذكر أقواما بآبائهم يحفظ الأبناء بالآباء ، قال الله تعالى : (ولو كان أبوهما صالحا) ، ولقد حدثني أبي عن آبائه : أنه كان التاسع من ولده ، ونحن عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاحفظونا لرسول الله . قال الراوي : فرأيت الناس يبكون من كل جانب .

ص 131

من كلامه في الخضر عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير رمضان يوسف في الخضر بين الواقع والتهويل (ص 279 ط دار المصحف) قال : قال الإمام الشافعي في مسنده : أخبرنا القاسم بن عبد الله بن عمر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ، قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت التعزية ، سمعوا قائلا يقول : إن في الله عزاء من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل فائت ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا ، فإن المصاب من حرم الثواب . قال علي بن الحسين : أتدرون من هذا ؟ هذا الخضر !

ومن كلامه عليه السلام مع الخضر

قد تقدم نقل ما يدل عليه في ج 12 ص 97 عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى : فمنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق (ج 17 ص 238 ط دار الفكر بدمشق) قال : قال أبو حمزة الثمالي : أتيت باب علي بن الحسين ، فكرهت أن أصوت ، فقعدت حتى خرج ، فسلمت عليه ، فرد علي السلام ، ودعا لي ، ثم انتهى إلى حائط له ، فقال : يا أبا حمزة ترى هذا الحائط ؟ قلت: بلى يا بن رسول الله ، قال: فإني اتكأت عليه يوما وأنا حزين ، فإذا رجل حسن الوجه والثياب ينظر تجاه وجهي ، ثم قال: ما لي أراك حزينا كئيبا ؟ أعلى الدنيا ؟ فهو رزق حاضر ، يأكل منه البر والفاجر ، فقلت : ما عليها أحزن كما تقول ، فقال : أعلى الآخرة ؟ هو وعد صادق ، يحكم فيها ملك قاهر . قلت:

ص 132

ما على هذا أحزن لأنه كما تقول . قال : فما حزنك يا علي بن الحسين ؟ قلت : أتخوف من فتنة ابن الزبير . قال : يا علي هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه ؟ قلت : لا ، قال فخاف الله فلم يكفه ؟ قلت : لا ، ثم غاب عني . فيقول لي : يا علي هذا الخضر عليه السلام ناجاك . ومنهم الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج 12 ص 39 ط دار البشير) قال : أنبأنا أبو علي الحداد ، نا أبو نعيم الحافظ ، نا محمد بن أحمد ، نا عبيد الله بن جعفر الرازي ، نا علي بن رجاء القادسي ، نا عمرو بن خالد ، عن أبي حمزة الثمالي قال : أتيت باب علي بن الحسين - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن المختصر .

ومن كلامه عليه السلام للمنهال بن عمرو

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في تهذيب الكمال في أسماء الرجال (ج 20 ص 400 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : وقال محمد بن سعد ، عن مالك بن إسماعيل ، حدثنا سهل بن شعيب النهمي - وكان نازلا فيهم يؤمهم - عن أبيه ، عن المنهال - يعني : ابن عمرو - قال : دخلت على علي بن الحسين ، فقلت : كيف أصبحت أصلحك الله ؟ فقال : ما كنت أرى شيخا من أهل المصر مثلك ، لا يدري كيف أصبحنا ، فأما إذ لم تدر أو تعلم ، فأنا أخبرك : أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون إذ كانوا يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم ، وأصبح شيخنا وسيدنا يتقرب إلى عدونا بشتمه أو سبه على المنابر ، وأصبحت قريش تعد أن لها الفضل على العرب ، لأن محمدا منها لا يعد لها فضل إلا به ، وأصبحت العرب مقرة لهم بذلك ، وأصبحت العرب تعد أن لها الفضل

ص 133

على العجم لأن محمدا منها لا يعد لها فضل إلا به ، وأصبحت العجم مقرة لهم بذلك ، فلئن كانت العرب صدقت أن لها الفضل على العجم وصدقت قريش أن لها الفضل على العرب لأن محمدا منها إن لنا أهل البيت الفضل على قريش لأن محمدا منا فأصبحوا يأخذون بحقنا ولا يأخذون لنا حقا ، فهكذا أصبحنا إذ لم تعلم كيف أصبحنا . قال : فظننت أنه أراد أن يسمع من في البيت . ومنهم الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 46 ط دار البشير بدمشق) قال : قرأت علي أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيويه إجازة ، أنبأنا سليمان بن إسحاق ، أنبأنا حارث بن أبي أسامة ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا مالك بن إسماعيل ، أنبأنا سهل بن شعيب النهمي وكان نازلا فيهم يومهم ، عن أبيه ، عن المنهال - يعني ابن عمرو - قال : دخلت على علي بن الحسين فقلت : كيف أصبحت أصلحك الله - فذكر مثل ما تقدم عن تهذيب الكمال . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 245 ط دار الفكر) قال : قال المنهال بن عمرو : دخلت على علي بن حسين فقلت : كيف أصبحت أصلحك الله ؟ فقال - فذكر مثل ما تقدم عن تهذيب الكمال . ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن سعد بن منيع الهاشمي البصري المشتهر بابن سعد في الطبقات الكبرى (ج 5 ص 170 ط دار الكتب العلمية ، بيروت) فذكر الحديث متنا وسندا مثل ما تقدم عن تهذيب الكمال ، إلا أن فيه : فأخبرك مكان : فأنا أخبرك ، و ولا يعرفون لنا حقا مكان : ولا يأخذون لنا حقا .

ص 134

ومن كلامه عليه السلام في شكر المخلوق

رواه جماعة من أعلام القوم في كتبهم : فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (ج 17 ص 255 ط دار الفكر) قال : قال علي بن الحسين : لقد استرقك بالود من سبقك إلى الشكر . ومنهم الحافظ المؤرخ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 54 ط دار البشير ، دمشق) قال : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عمرويه العبد الذليل بمرو ، أنا أحمد بن الصلت الحماني ، أنا ثابت الزاهد ، قال : سمعت سفيان الثوري يقول : سمعت منصورا يقول : سمعت علي بن الحسين يقول - فذكر الحديث مثل ما تقدم .

ومن كلامه عليه السلام في المؤاخاة

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الفاضل المعاصر عبد الغني كلامي في حدائق المتقين فيما ينفع المسلمين (ص 176 ط دار الكتاب النفيس ، بيروت) قال : قال علي بن الحسين رضي الله عنهما لرجل : هل يدخل أحدكم يده في كم أخيه وكيسه ، فيأخذ منه ما يريد بغير إذنه ؟ قال : لا . قال : فلستم بإخوان !

ص 135

كلام آخر له عليه السلام

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم العلامة الشيخ أبو عمر يوسف بن عبد الله ابن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة 463 في بهجة المجالس وأنس المجالس (ج 1 ص 383 ط القاهرة) قال : روي عن علي بن الحسين رحمه الله أنه قال : لا يكون الصديق صديقا حتى يقطع لأخيه المؤمن قطعة من دينه يرقعها بالاستغفار .

كلامه عليه السلام

قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج 19 ص 480 ، ونستدرك هيهنا عن كتبهم التي لم نرو عنها فيما مضى : فمنهم العلامة المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق (ج 17 ص 246 ط دار الفكر بدمشق) قال : قال علي بن الحسين : لا يقول رجل في رجل من الخير ما لا يعلم إلا أوشك أن يقول فيه من الشر ما لا يعلم ، ولا اصطحب اثنان على غير طاعة الله إلا أوشك أن يتفرقا على غير طاعة الله . ومنهم الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 48 ط دار البشير بدمشق) قال : أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشا بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، أنبأنا سليمان بن الحسن ، أنبأنا خالد بن خداش ، عن سفيان بن عيينة قال : قال علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن

ص 136

ابن منظور الإفريقي . ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري الحنفي في منتخب الأخبار (ق 28 المصور من مخطوطة مكتبة جستربيتي) قال : روي عن سفيان بن عيينة قال : قال علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور . ومنهم العلامة صاحب مختار مناقب الأبرار (ق 261 المصور من نسخة مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال : قال ابن عيينة : قال علي بن الحسين - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور . ومنهم الفاضل المعاصر أحمد عبد العليم البردوني في المختار من كتاب عيون الأخبار لابن قتيبة (ص 92 ط دار الثقافة والارشاد القومي ، القاهرة) قال : قال علي بن الحسين - فذكر الحديث بعين ما تقدم عن ابن منظور . ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 20 ص 298 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : وقال [ابن عيينة] أيضا : قال علي بن الحسين - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن منظور .

كلامه عليه السلام في محاسبة النفس

ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم :

ص 137

فمنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ مدينة دمشق (ج 7 ص 249 ط دمشق) قال : قال الزهري : سمعت علي بن الحسين سيد العابدين يحاسب نفسه ، ويناجي ربه ، ويقول : يا نفس حتام إلى الدنيا غرورك ؟ وإلى عمارتها ركونك ؟ أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك ؟ ومن وارته الأرض من آلافك ؟ ومن فجعت به من إخوانك ؟ ونقل إلى البلى من أقرانك ؟

فهم في بطون الأرض بعد ظهورها * محاسنهم فيها بوال دواثر

خلت دورهم منهم وأقوت عراصهم * وساقتهم نحو المنايا المقادر

وخلوا عن الدنيا وما جمعوا لها * وضمتهم تحت التراب الحفائر

كم تخرمت أيدي المنون من قرون بعد قرون ؟ وكم غيرت الأرض ببلاها ؟

وغيبت في ثراها ممن عاشرت من صنوف الناس ، وشيعتهم إلى الأرماس ؟

وأنت على الدنيا مكب منافس * لخطائها فيها حريص مكاثر

على خطر تمسي وتصبح لاهيا * أتدري بماذا لو عقلت تخاطر

وإن امرء يسعى لدنياه دائبا * ويذهل عن أخراه لا شك خاسر

فحتام على الدنيا إقبالك ؟ وبشهواتها اشتغالك ؟ وقد وخطك القتير ، وأتاك النذير ، وأنت عما يراد بك ساه ، وبلذة نومك لاه ؟

وفي ذكر هول الموت والقبر والبلى * عن اللهو واللذات للمرء زاجر

أبعد اقتراب الأربعين تربص * وشيب قذال منذر لك كاسر

كأنك تعني بالذي هو صائر * لنفسك عمدا عن الرشد جائر

أنظر إلى الأمم الماضية والملوك الفانية ، كيف أفنتهم الأيام ، ووافاهم الحمام ، فانمحت من الدنيا آثارهم ، وبقيت فيها أخبارهم .

وأضحوا رميما في التراب وعطلت * مجالس منهم أقفرت ومعاصر

ص 138

وحلوا بدار لا تزاور بينهم * وأنى لسكان القبور تزاور

فما إن ترى إلا جثى قد ثووا بها * مسطحة تسفي عليها الأعاصر

كم من ذي منعة وسلطان ، وجنود وأعوان ، تمكن من دنياه ، ونال فيها ما تمناه ، وبنى القصور والدساكر ، وجمع الأعلاق والذخائر .

فما صرفت كف المنية إذ أتت * مبادرة تهوي إليه الذخائر

ولا دفعت عنه الحصون التي بنى * وحف بها أنهاره والدساكر

ولا قارعت عنه المنية حيلة * ولا طمعت في الذب عنه العساكر

أتاه من الله ما لا يرد ، ونزل به من قضائه ما لا يصد ، فتعالى الله الملك الجبار المتكبر القهار ، قاصم الجبارين ومبير المتكبرين .

مليك عزيز لا يرد قضاؤه * حكيم عليم نافذ الأمر قاهر

عنا كل ذي عز لعزة وجهه * فكل عزيز للمهيمن صاغر

لقد خضعت واستسلمت وتضاءلت * لعزة ذي العرش الملوك الجبابر

فالبدار البدار ، والحذار الحذار من الدنيا ومكائدها ، وما نصبت لك من مصائدها ، وتحلت لك من زينتها ، وأظهرت لك من بهجتها .

وفي دون ما عانيت من فجعاتها * إلى رفضها داع ، وبالزهد آمر

فجد ولا تغفل فعيشك زائل * وأنت إلى دار الإقامة صائر

ولا تطلب الدنيا فإن طلابها * وإن نلت منها غبة لك صائر

وهل يحرص عليها لبيب ؟ أو يسر بها أريب ؟ وهو على ثقة من فنائها ، وغير طامع في بقائها ؟ أم كيف تنام عينا من يخشى البيات ؟ وتسكن نفس من يتوقع الممات ؟

ألا لا ولكنا نغر نفوسنا * وتشغلنا اللذات عما نحاذر

وكيف يلذ العيش من هو موقن * بموقف عدل يوم تبلى السرائر

كأنا نرى أن لا نشور أو أننا * سدى ما لنا بعد الممات مصائر

وما عسى أن ينال صاحب الدنيا من لذتها ، ويتمتع به من بهجتها ، مع صنوف

ص 139

عجائبها ، وكثرة تعبه في طلبها ، وما يكابد من أسقامها وأوصابها وآلامها ؟

وما قد ترى في كل يوم وليلة * يروح علينا صرفها ويباكر

تعاورنا آفاتها وهمومها * وكم قد ترى يبقى لها المتعاور

فلا هو مغبوط بدنياه آمن * ولا هو عن بطلانها النفس قاصر

كم قد غرت الدنيا من مخلد إليها ، وصرعت من مكب عليها ، فلم تنعشه من غرته ، ولم تقمه من صرعته ، ولم تشفه من ألمه ، ولم تبره من سقمه ؟

بلى أوردته بعد عز ومنعة * موارد سوء ما لهن مصادر

فلما رأى أن لا نجاة وأنه * هو الموت لا ينجيه منه التحاذر

تندم إذ لم تغن عنه ندامة * عليه وأبكته الذنوب الكبائر

بكى على ما سلف من خطاياه ، وتحسر على ما خلف من دنياه ، حين لا ينفعه الاستعبار ، ولا ينجيه الاعتذار ، عند هول المنية ، ونزول البلية .

أحاطت به أحزانه وهمومه * وأبلس لما أعجزته المعاذر

فليس له من كربة الموت فارج * وليس له مما يحاذر ناصر

وقد جشأت خوف المنية نفسه * ترددها منه اللها والحناجر

هنالك خف عنه عواده ، وأسلمه أهله وأولاده ، فارتفعت الرنة بالعويل ، وأيسوا من برء العليل ، فغمضوا بأيديهم عينيه ، ومدوا عند خروج نفسه رجليه .

فكم موجع يبكي عليه ومفجع * ومستنجد صبرا وما هو صابر

ومسترجع داع له الله مخلصا * يعدد منه خير ما هو ذاكر

وكم شامت مستبشر بوفاته * وعما قليل كالذي صار صائر

فشق جيوبها نساؤه ، ولطم خدودها إماؤه ، وأعول لفقده جيرانه ، وتوجع لرزئه إخوانه ، ثم أقبلوا على جهازه ، وشمروا لإبرازه .

وظل أحب القوم كان لقربه * يحث على تجهيزه ويبادر

وشمر من قد أحضروه لغسله * ووجه لما قام للقبر حافر

ص 140

وكفن في ثوبين واجتمعت له * مشيعة إخوانه والعشائر

فلو رأيت الأصغر من أولاده ، وقد غلب الحزن على فؤاده ، وغشي من الجزع عليه ، وخضبت الدموع خديه ، وهو يندب أباه ويقول : يا ويلاه .

لعاينت من قبح المنية منظرا * يهال لمرآه ويرتاع ناظر

أكابر أولاد يهيج اكتئابهم * إذا ما تناساه البنون الأصاغر

ورنة نسوان عليه جوازع * مدامعهم فوق الخدود غوازر

ثم أخرج من سعة قصره إلى ضيق قبره ، فلما استقر في اللحد وهي عليه اللبن ، وقد حثوا بأيديهم التراب ، وأكثروا التلدد عليه والانتحاب ، ووقفوا ساعة عليه ، وآيسوا من النظر إليه .

فولوا عليه معولين وكلهم * لمثل الذي لاقى أخوه محاذر

كشاء رتاع آمنات بدا لها * بمذننة بادي الذراعين حاسر

فريعت ولم ترتع قليلا وأجلفت * فلما نأى عنها الذي هو جازر

عادت إلى مرعاها ، ونسيت ما في أختها دهاها ، أفبأفعال البهائم اقتدينا ؟ أم على عادتها جرينا ؟ عد إلى ذكر المنقول إلى دار البلى والثرى ، المدفوع إلى هول ما ترى .

ثوى مفردا في لحده وتوزعت * مواريثه أرحامه والأواصر

وأخنوا على أمواله يقسمونها * بلا حامد منهم عليها وشاكر

فيا عامر الدنيا ويا ساعيا لها * ويا آمنا من أن تدور الدوائر

كيف أمنت هذه الحالة ، وأنت صائر إليها لا محالة ؟ أم كيف تهنأ بحياتك ، وهي مطيتك إلى مماتك ؟ أم كيف تسيغ طعامك ، وأنت منتظر حمامك ؟

ولم تتزود للرحيل وقد دنا * وأنت على حال وشيكا مسافر

فيا لهف نفسي كم أسوف توبتي * وعمري فان والردى لي ناظر

وكل الذي أسلفت في الصحف مثبت * يجازي عليه عادل الحكم قادر

فكم ترقع بآخرتك دنياك ؟ وتركب في ذلك هواك ؟ أراك ضعيف اليقين يا مؤثر الدنيا

ص 141

على الدين ، أبهذا أمرك الرحمن ؟ أم على هذا أنزل القرآن ؟

تخرب ما يبقى وتعمر فانيا * فلا ذاك موفور ولا ذاك عامر

وهل لك إن وافاك حتفك بغتة * ولم تكتسب خيرا لدى الله عاذر

أترضى بأن تفنى الحياة وتنقضي * ودينك منقوص ومالك وافر

ورواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 50 ط دار النشر بدمشق) فقال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد ، نا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العسكري ، نا أبو محمد عبد الله بن مجالد بن بشر البجلي بالكوفة ، أنا أبو الحسن محمد بن عمران ، أنا محمد بن عبد الله المقرئ ، حدثني سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال : سمعت علي بن الحسين سيد العابدين يحتسب نفسه ويناجي ربه - فذكر مثل ما تقدم عن المختصر .

وصيته عليه السلام لابنه الباقر عليه السلام

قد تقدم نقل ما يدل عليه في ج 12 ص 106 و107 وج 19 ص 485 عن كتب أعلام العامة ، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق : فمنهم العلامة المؤرخ اللغوي محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق (ج 17 ص 254 ط دار الفكر بدمشق) قال : قال أبو جعفر محمد بن علي : قال لي أبي : يا بني أنظر خمسة لا تحادثهم ولا تصاحبهم ولا تر معهم في طريق . قلت : يا أبت من هؤلاء الخمسة ؟ قال : إياك ومصاحبة الفاسق فإنه بائعك بأكلة وأقل منها . قلت : وما أقل منها ؟ قال : الطمع فيها ثم لا ينالها . وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه . وإياك ومصاحبة الكذاب ، فإنه بمنزلة السراب ، يقرب منك البعيد ويباعد عنك القريب .

ص 142

وإياك ومصاحبة الأحمق ، فإنه يحضرك ، يريد أن ينفعك فيضرك . وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه ، فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع : في الذين كفروا . (فهل عسيتم إن توليتم) إلى آخر الآية ، وفي الرعد : (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) الآية ، وفي البقرة : (إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا) إلى آخر الآيتين . ومنهم العلامة علي بن الحسين الدمشقي ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 53 ط دار البشير بدمشق) قال : أخبرنا أبو العزيز كاوس فيما قرأ على أستاده وناولني إياه وقال : إروه عني ، أنا محمد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا ، نا أبي ، نا أبو أحمد الختلي ، نا محمد بن يزيد مولى بني هاشم ، نا محمد بن عبد الله القرشي ، حدثني محمد بن عبد الله الأسدي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال : قال لي أبي - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور ، إلا أن فيه : من الثاني ومن الثالث ومن الرابع ومن الخامس ، وليس فيه كلمة يحضرك في بيان مصاحبة الأحمق ، وفيه فإنه يريد . ومنهم العلامة جابر الجزائري في كتاب العلم والعلماء (ص 250 ط بيروت) قد ذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور ، مع تقديم بعض الجمل على بعض . ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب آل بيت النبي في مصر ص 68 ط دار المعارف ، القاهرة) فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور . ومنهم الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي المولود بميافارقين سنة 673 والمتوفى بدمشق سنة 748 في الكبائر (ص 53

ص 143

ط دار مكتبة الحياة) قال : وعن علي بن الحسين رضي الله عنهما أنه قال لولده : يا بني لا تصحبن قاطع رحم ، فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع . ومنهم العلامة ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ مدينة دمشق (ج 17 ص 254 ط دمشق) قال : قال علي بن الحسين لابنه ، وكان من أفضل بني هاشم : يا بني اصبر على النوائب ، ولا تتعرض للحقوق ، ولا تجب أخاك إلى الأمر الذي مضرته عليك أكثر من منفعته له . ومنهم العلامة الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 53 ط دار البشير بدمشق) قال : أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا محمد بن زكريا الغلابي ، نا العتبي ، نا أبي قال : قال علي بن الحسين - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي المتوفى سنة 742 في تهذيب الكمال (ج 20 ص 399 ط مؤسسة الرسالة ، بيروت) قال : وقال محمد بن زكريا الغلابي ، عن العتبي ، عن أبيه : قال علي بن الحسين - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم العلامة محمد الخضر حسين في تراجم الرجال (ص 27 ط التعاونية) قال : قال زين العابدين لابنه وهو يعظه : يا بني اصبر على النائبة ، ولا تتعرض للحقوق ، ولا تجب أخاك إلى شيء ضرره أعظم من منفعته له . ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي المتوفى سنة 328 في

ص 144

تأديب الناشئين بأدب الدنيا والدين (ص 223 تحقيق وتعليق محمد إبراهيم سليم ط مكتبة القرآن ، القاهرة) فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور ، إلا أن فيه للحتوف ولا تجب أخاك من الأمر إلى ما مضرته عليك أكثر من منفعته لك .

ص 145

كثرة بكائه عليه السلام

ذكر كثرة بكائه عليه السلام جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 41 ط دار البشير بدمشق) قال : أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأ الحسن بن محمد بن أحمد ، أنا أبو الحسن البناني ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، عن أبي حمزة محمد بن يعقوب ، عن جعفر بن محمد قال : سئل علي بن حسين عن كثرة بكائه ؟ فقال : لا تلوموني ، فإن يعقوب عليه السلام فقد سبطا من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه من الحزن ولم يعلم أنه مات ، وقد رأيت أبي وأربعة عشر رجلا من أهل بيتي يذبحون في غداة واحدة ، فترون حزنهم يذهب من قلبي أبدا 1) .

(هامش)

1) قال الفاضل المعاصر الهادي حمو في أضواء على الشيعة ص 125 ط دار التركي : وهناك ظاهرتان بارزتان في إمامة زين العابدين أولهما المذهب السلوكي الذي أراده ، ولم يتخذ له طريقة الوعظ اللفظي أو الارشاد والاصلاح الكلامي من على المنابر ، وما كانت السيادة الأموية إذ ذاك تبيح لأبناء آل البيت أن يجهروا بأصواتهم على المنابر من جديد ، وإنما اتخذ طريقة التوجيه الروحي والعمل القلبي أو التأثير النفسي : طريقة الابتهال والدعاء الذي وضع له صحيفته المشهورة : الصحيفة السجادية . وقد ضمنها 54 دعاء ينبث في عبادات = (*)

ص 146

(هامش)

= الصلاة والصيام والحج وفي الاستعاذة والاستخارة ومواقف الملمات والتوبة . . . والظاهرية الثانية : سنة البكاء التي انتهجها لشيعته ، فهو قد بكى أباه الحسين ومن كان معه من شهداء كربلاء ، بكى وبكى كما بكى نوح قومه المقضي عليهم بالطوفان ، وكما بكى يعقوب ابنه يوسف المغرر به ، وكما بكى يحيى خوف نار جهنم ، وكما بكت فاطمة النبي أباها بعد وفاته . . . بل كما بكى آدم غب ارتكاب المعصية . ومما ينسب إليه في سنة البكاء هذه قوله : أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين حتى تسيل على خديه بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا ، وأيما مؤمن دمعت عيناه على خديه فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله منزلة صدق ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خديه من فرط ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وأمنه يوم القيامة من عذاب النار . نعم إن عصر زين العابدين كان عصر اللوعة الغضة على دماء الحسين والندم على ما فات من تقاعس على نصرة آل البيت ، عصر حركة التوابين بقيادة سليمان بن صرد للأخذ بالثأر ، عصر الزفرات التي عبر عنها الشاعر بقوله :

نحن بني المصطفى ذوو غصص * يجرعها في الأنام كاظمها

عظيمة في الأيام محنتنا * أولنا مبتلى وآخرنا

يفرح هذا الورى بعيدهم * ونحن أعيادنا مآتمنا

والناس في الأمن والسرور وما * يأمن طول الزمان خائفنا

وما خصصنا به من الشرف الطا * ئل في الأنام آفتنا

يحكم فينا والحكم لنا * لا لجاحدنا حقنا وغاصبنا

وقال الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في كتابه أئمة الفقه التسعة ج 1 ص 23 ط الهيئة المصرية العامة للكتاب قال : وقد اختار علي زين العابدين بن الحسين أن يعلم الناس وأن يفقههم بأمور دينهم ، وأخذ أولاده بالنظر في علوم الدين ، وأعدهم ليكونوا من بعده أئمة صالحين . وقد كان علي زين العابدين هو أصغر آل البيت في كربلاء . . . أنقذه مرضه واستماتة السيدة زينب دفاعا عنه ، وكان القتلة قد ذبحوا آل البيت من الذكور لم يرحموا أحدا حتى = (*)

ص 147

وقال أيضا : أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأ رشا بن نظيف ، أنبأ الحسن بن إسماعيل ، أنبأ أحمد بن مروان ، أنا أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا ، أنا الحسين بن عبد الرحمن ، عن محمد بن يعقوب بن براز ، عن جعفر بن محمد قال : سئل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن كثرة بكائه ؟ فقال : لا تلوموني ، فإن يعقوب فقد سبطا من ولده - فذكر مثل ما تقدم . ومنهم علامة اللغة والأدب ابن منظور الإفريقي في مختصر تاريخ مدينة دمشق (ج 17 ص 239 ط دار الفكر بدمشق) قال : وعن جعفر بن محمد : سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه ؟ فقال : لا تلوموني - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر . ومنهم العلامة جمال الدين يوسف المزي في تهذيب الكمال (ج 20 ص 399 ط بيروت) قال :

(هامش)

= الأطفال ، وشردوا نساء رسول الله في الفلوات . . ثم ساقوهن في موكب وحشي من كربلاء إلى دمشق يتقدمهن رأس سيد الشهداء على أسن حربة . كل تلك الذكريات الفاجعة ظلت تعيش في أعماق علي زين العابدين ، وصورة أبيه لا تفارق عينيه . . . عبد صالح خرج يطلب العدل للناس ويناضل لاسترداد حقوقهم وحريتهم ، وبايعوه على أن ينصروه ليسترد لهم شرفهم وكبرياءهم وإذا بهم يخذلونه ويسلمونه وآل بيته إلى ظالميهم ! من أجل ذلك رفض علي زين العابدين طلب شيعة آل البيت في العراق أن ينهض من المدينة كما نهض أبوه ، وصرف زين العابدين عنه هؤلاء أولئك الذين استنهضوه فقد وعى ما حدث لأبيه في العراق . . . وظل يوصي ولديه محمد الباقر وزيدا ألا ينخدعا باستنهاض أهل العراق ، ففي مأساة الحسين عبرة !

ص 148

وقال أبو حمزة محمد بن يعقوب بن سوار ، عن جعفر بن محمد : سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه ، فقال : لا تلوموني ، فإن يعقوب فقد سبطا من ولده - فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر . ومنهم الفاضل المعاصر أحمد أبو كف في آل بيت النبي (ص 67 ط القاهرة) قال : وحول تعبده وعبادته ، فإن زين العابدين وصف بأنه بكاء ، لأنه كان يبكي من كثرة الخوف من الله . ومنهم العلامة أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري المتوفى سنة 330 في المجالسة وجواهر العلم (ص 324 ط معهد العلوم العربية فرانكفورت بالتصوير سنة 1407) قال : حدثنا أحمد ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا الحسين بن عبد الرحمن ، عن محمد بن يعقوب بن سوار ، عن جعفر بن محمد رضي الله عنه قال : سئل علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه من كثرة بكائه ، قال - فذكر الحديث بعين ما تقدم عن ابن عساكر .

ص 149

مستدرك ما قال فيه عليه السلام أعيان الصحابة والتابعين وغيرهم

منها ما قاله الزهري

رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج 12 ص 34 ط دار البشير بدمشق) قال : وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو بكر ، أنبأنا أبو الحسين ، أنبأنا عبد الله ، أنبأنا يعقوب ، أنبأنا محمد بن أبي عمر ، أنبأنا سفيان قال : قال الزهري : ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين . قال سفيان : وقال الزهري : ما كان أكثر مجالستي علي بن الحسين ، وقال أبو زرعة : مع علي بن الحسين ، وما رأيت أحدا كان أفقه منه ، ولكنه قال أبو زرعة : ولكن كان قليل الحديث . أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر وأبو سهل محمد بن الفضل بن محمد المابيوردي ، قالا : أنبأنا أحمد بن الحسن بن محمد ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن حمدون ، أنبأنا أبو حامد بن الشرقي ، أنبأنا محمد بن يحيى ، أنبأنا أبو اليمان أنبأنا سعيد بن الزهري ،

ص 150

حدثني علي بن حسين بن علي بن أبي طالب - وكان من أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى مروان وعبد الملك بن مروان . وقال فيه أيضا : أخبرنا أبو محمد ، أنبأنا أبو محمد ، أنبأنا أبو الميمون ، أنبأنا أبو زرعة ، حدثني حكم ابن نافع ، أنبأنا شعيب [كذا في الأصل] أبي مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد ، أنبأنا أبو منصور النهاوندي ، أنبأنا أبو العباس النهاوندي ، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر ، أنبأنا محمد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو اليمان ، أنبأنا شعيب ، عن الزهري ، حدثني علي بن الحسين وكان أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى مروان وعبد الملك . وقال فيه أيضا : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش وأبو الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن صرمة الدقاق ، قالوا : أنبأنا أبو الحسن بن المنفور ، أنبأنا عيسى بن علي إملاء ، أنبأنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل المحاملي ، أنبأنا محمد بن عبد الملك ، أنبأنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري قال : لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن حسين عليهما السلام . ورواه بأسانيد أخرى ومن أراد الاطلاع عليها فليراجع هناك . ومنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور المتوفى سنة 711 في مختصر تاريخ مدينة دمشق (ج 17 ص 234 ط دار الفكر بدمشق) قال : قال الزهري : لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن الحسين ، قال : وكان من أفضل أهل بيته ، وأحسنهم طاعة ، وأحبهم إلى مروان وعبد الملك.

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

شرح إحقاق الحق (ج28)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب