[ 45 ]
الاول معاجز ميلاده - عليه
السلام
الاول معاجز ميلاده - عليه السلام - 1 - الشيخ الطوسي في كتاب " المجالس
": قال: أخبرنا أبو الحسن محمد ابن أحمد بن شاذان (1)، قال: حدثني أحمد بن
محمد بن أيوب، قال: حدثنا عمر ابن الحسن القاضي (2)، قال: حدثنا عبد الله
بن محمد (3)، قال: حدثني أبو حبيبة (4)، قال: حدثني سفيان بن عيينة (5)،
عن الزهري، عن عائشة. قال محمد بن أحمد بن شاذان: وحدثني سهل بن أحمد (6)،
قال: حدثني
(1) أبو الحسن محمد بن
أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان الكوفي القمي، من مفاخر أعلام قرني الرابع
والخامس، كان حيا سنة 412. (2) عمر بن الحسن بن نصر بن طرخان، أبوحفيص
القاضي الحلبي المتوفي سنة: 306. " تاريخ بغداد: 11 / 221 ". (3) عبد الله
بن محمد بن إسحاق الجزري أبو عبد الرحمان الاذرمي الموصلي. " تهذيب
التهذيب: 6 / 4 ". (4) أبو حبيبة: إبراهيم بن إسماعيل أبو إسماعيل المدني،
المتوفي سنة: 165 " تهذيب التهذيب ". (5) سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي
الكوفي المتوفي سنة: 198.
(6) سهل بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سهل الديباجي أبو محمد، لا بأس
به، توفي سنة 385، وصلى على الشيخ المفيد. " رجال النجاشي ولسان الميزان
". [ * ]
[ 46 ]
أحمد بن عمر الزبيقي (1)، قال: حدثنا زكريا بن يحيى (2) [ قال: حدثنا ]
(3) أبو داود (4) قال: حدثنا شعبة (5)، عن قتادة (6)، عن أنس بن مالك (7)،
عن العباس ابن عبد المطلب (8). قال ابن شاذان: وحدثني إبراهيم بن علي
بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد - عليهما السلام -، عن آبائه -
عليهم السلام - قال: كان العباس بن عبد المطلب ويزيد ابن قعنب جالسين
مابين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام، إذ أتت
فاطمة (9) - عليها السلام - بنت أسد بن هاشم أم أمير المؤمنين - عليه
السلام - وكانت حاملة بأمير المؤمنين - عليه السلام - لتسعة أشهر وكان يوم
التمام. قال: فوقفت بإزاء البيت الحرام وقد أخذها الطلق فرمت بطرفها نحو
السماء وقالت: أي رب إني مؤمنة بك، وبما جاء به من عندك الرسول، وبكل نبي
من أنبيائك، وكل كتاب أنزلته، وإني مصدقة بكلام [ جدي ] (10) إبراهيم
الخليل، وإنه بني بيتك العتيق، فأسألك بحق هذا البيت ومن بناه، وبهذا
المولود الذي في
(1) في المصدر
والبحار: الربيعي (بالراء والعين المهملتين). (2) زكريا بن يحيى بن عبد
الرحمان الساجي البصري الحافظ، المتوفي سنة: 307 " تذكرة الحفاظ ". (3) من
المصدر. (4) أبو داود: سليمان بن الاشعث بن إسحاق السجستاني، المتوفي سنة:
275. (5) شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الازدي مولاهم، أبو بسطام
الواسطي ثم البصري، روى عن قتادة، ولد سنة: 82، وتوفي سنة: 160 " تهذيب
التهذيب ". (6) هو قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب البصري،
المتوفي سنة: 117.
(7) أنس بن مالك بن النضر الانصاري الخزرجي، خادم النبي - صلى الله عليه
وآله -، المتوفي سنة: 92. (8) العباس بن عبد المطلب بن هاشم، أسلم قبل
الهجرة وكتم إسلامه، وتوفي بالمدينة سنة: 32. (9) فاطمة بنت أسد: هي أول
امرأة هاجرت إلى رسول الله من مكة إلى المدينة على قدميها، وكانت من أبر
الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - وكان رسول الله يمهد أمرها في
حياتها وبعد مماتها. (10) من المصدر والبحار. [ * ]
[ 47 ]
أحشائي الذي يكلمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنة أنه إحدى آياتك ودلائلك
لما يسرت علي ولادتي. قال العباس بن عبد المطلب ويزيد بن قعنب: فلما تكلمت
فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء رأينا البيت قد انفتح من ظهره، ودخلت
فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا، ثم عادت الفتحة والتزقت بإذن الله، فرمنا (1)
أن نفتح الباب ليصل إليها بعض نسائنا، فلم ينفتح الباب، فعلمنا أن ذلك أمر
من أمر الله، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام، قال: وأهل مكة يتحدثون
بذلك في أفواه السكك، و تتحدث المخدرات في خدورهن. قال: فلما كان بعد
ثلاثة أيام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه، فخرجت فاطمة وعلي -
عليه السلام - على يديها، ثم قالت: معاشر الناس إن الله عزوجل اختارني من
خلقه، وفضلني على المختارات ممن مضي (2) قبلي، وقد اختار الله آسية بنت
مزاحم فإنها عبدت الله سرا في موضع لا يحب الله أن يعبد فيه (3) إلا
اضطرارا، و [ أن ] (4) مريم بنت عمران هانت ويسرت (5) عليها ولادة عيسى،
فهزت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الارض حتى تساقط عليها رطبا جنيا.
وأن الله اختارني وفضلني عليهما وعلى كل من مضى قبلي من نساء العالمين
لاني ولدت في بيته العتيق، وبقيت فيه ثلاثة أيام آكل من ثمار الجنة
وأرزاقها (6).
(1) رمنا: أردنا وقصدنا. (2) في البحار: كن. (3) في البحار: في موضع لا
يحب أن يعبد الله فيها. (4) من البحار. (5) في البحار: إختارها الله حيث
يسر، وفي المصدر: حيث هانت ويسرت. (6) في المصدر: أوراقها، وفي البحار:
أرواقها، وهي جمع الروق، وهو الصافي من الماء ونحوه. [ * ]
[ 48 ]
فلما أردت أن أخرج وولدي على يدي هتف بي هاتف وقال: يا فاطمة سمية عليا
فأنا العلي الاعلى، وإني خلقته من قدرتي وعز جلالي وقسط عدلي، واشتققت
اسمه من إسمي، وأدبته بأدبي، [ وفوضت إليه أمري، ووقفته على غامض علمي،
وولد في بيتي، ] (1) وهو أول من يؤذن فوق بيتي، ويكسر الاصنام ويرميها على
وجهها، ويعظمني ويمجدني ويهللني، وهو الامام بعد حبيبي ونبيي وخيرتي من
خلقي محمد رسولي ووصيه، فطوبى لمن أحبه ونصره، والويل لمن عصاه وخذله وجحد
حقه. [ قال: ] (2) فلما رآه أبو طالب سر (3)، وقال علي - عليه السلام -:
السلام عليك يا أبة ورحمة الله وبركاته. قال: ثم دخل رسول الله - صلى الله
عليه وآله - فلما دخل اهتز له أمير المؤمنين - عليه السلام - وضحك في
وجهه، وقال: السلام عليك يارسول الله ورحمة الله وبركاته.
قال: ثم تنحنح بإذن الله تعالى وقال: * (بسم الله الرحمن الرحيم قد أفلح
المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) * (4) إلى آخر الآيات (5)، فقال رسول
الله - صلى الله عليه واله -: قد أفلحوا بك، وقرأ تمام الآيات إلى قوله *
(اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) * (6) فقال رسول
الله - صلى الله عليه وآله -: أنت والله أميرهم تميرهم (7) من علومك
فيمتارون، وأنت والله دليلهم
(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر: سره. (4) المؤمنون: 1 - 2. (5)
كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الآية. (6) المؤمنون: 10 - 11. (7)
تميرهم: يقال: ماره يميره: أتاه بالطعام، وفي البحار: تميرهم من علومهم. [
* ]
[ 49 ]
وبك يهتدون. ثم قال رسول
الله - صلى الله عليه وآله - لفاطمة: اذهبي إلى عمه حمزة فبشريه به،
فقالت: فإذا خرجت أنا فمن يرويه ؟ قال: أنا أرويه. فقالت فاطمة: أنت ترويه
؟ ! قال: نعم، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وآله - لسانه في فيه (1)
فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا (2)، فسمي ذلك اليوم يوم التروية. فلما أن
رجعت فاطمة بنت أسد رأت نورا قد ارتفع من علي إلى عنان السماء، قال: ثم
شددته وقمطته بقماط (3) فبتر القماط، [ قال: فأخذت فاطمة قماطا جيدا فشدته
به، فبتر القماط، ] (4) ثم جعلته [ في ] (5) قماطين، فبترهما، فجعلته
ثلاثة، فبترها، فجعلته (6) أربعة أقمطة من رق (7) مصر لصلابته، فبترها،
فجعلته خمسة أقمطة ديباج لصلابته، فبترها كلها، فجعلته ستة من ديباج وواحد
من الادم، فتمطي (8) فيها فقطعها كلها بإذن الله، ثم قال بعد ذلك: يا امه
لا تشدي يدي فإني أحتاج إلى أن ابصبص لربي باصبعي. قال: فقال أبو طالب عند
ذلك: إنه سيكون له شأن ونبأ (قال:) (9) فلما كان من غد دخل رسول الله -
صلى الله عليه وآله - على فاطمة، فلما بصر علي - عليه السلام -
(1) هكذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قال: نعم، وذلك قول الله تعالى *
(فانفجرت..) *. (2) إقتباس من سورة البقرة: 60. (3) القماط: (بكسر القاف)
خرقة عريضة تلف على الصغير إذا شد في المهد، فبتر القماط: قطعه. وفي الاصل
قمطته قماطا. (4 و 5) من المصدر والبحار. (6) في المصدر: فجعلت. (7) الرق
(بفتح الراء المهملة والقاف المشددة): جلد رقيق يكتب فيه. (8) تمطي: تمدد
ومد يديه. (9) ليس في المصدر. [ * ]
[ 50 ]
رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ سلم عليه ] (1) وضحك في وجهه، وأشار
إليه أن خذني [ إليك ] (2) واسقني مما سقيتني بالامس، قال: فأخذه رسول
الله - صلى الله عليه وآله -، فقالت فاطمة: عرفه ورب الكعبة، قال: فلكلام
فاطمة سمي ذلك اليوم يوم عرفة يعني أن أمير المؤمنين - عليه السلام - عرف
رسول الله - صلى الله عليه وآله -. فلما كان اليوم الثالث وكان العاشر من
ذي الحجة أذن أبو طالب في الناس إذنا جامعا، وقال: هلموا إلى وليمة ابني
علي، قال: ونحر ثلاثمائة من الابل، وألف رأس من البقر والغنم، واتخذ وليمة
عظيمة، وقال: معاشر الناس ألا من أراد من طعام علي ولدي فهلموا إلى أن
طوفوا بالبيت سبعا (3)، وادخلوا، وسلموا على
ولدي علي، فإن الله شرفه، ولفعل أبي طالب شرف يوم النحر. (4) ورواه الشيخ
محمد بن علي بن شهراشوب في كتاب المناقب: قال: في رواية شعبة، عن قتادة،
عن أنس، عن العباس بن عبد المطلب ورواية الحسن بن محبوب، عن الصادق - عليه
السلام - والحديث مختصر، وساق بعض الحديث. (5) ابن بابويه في أماليه: قال:
حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق (6) - رحمه الله -، حدثنا محمد بن جعفر
الاسدي (7)، قال: حدثنا موسى بن عمران،
(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: فهلموا وطوفوا بالبيت
سبعا، وفي البحار: سبعا سبعا. (4) أمالي الطوسي: ج 2 / 317 وعنه البحار: ج
35 / 35 ح 37 وأورده المؤلف - رحمه الله - أيضا في كتابيه: تفسير البرهان:
3 / 107 ح 9، وحلية الابرار: 1 / 226. (5) المناقب: 2 / 174، عنه البحار:
35 / 17 ذح 14 وحلية الابرار: 1 / 229. (6) علي بن أحمد بن موسى الدقاق:
هو من مشايخ الصدوق، وهو ترضى عنه. (7) محمد بن جعفر بن محمد بن عون
الاسدي أبو الحسين الكوفي، ساكن الري. يقال له محمد بن أبي عبد الله، كان
ثقة، صحيح الحديث، توفي سنة 312. " رجال النجاشي ". [ * ]
[ 51 ]
عن الحسين بن يزيد (1)، عن محمد بن سنان (2)، عن المفضل بن عمر (3)، عن
ثابت ابن دينار، عن سعيد بن جبير (4)، قال: قال يزيد بن قعنب: كنت جالسا
مع العباس ابن عبد المطلب وفريق من عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذ
أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين - عليه السلام -، وساق الحديث
بزيادة ونقصان. (5) 2 - سلمان والمقداد بن الاسود الكندي وعمار ين ياسر
العنسي وأبو ذر الغفاري وحذيفة بن اليمان (6) وأبو الهيثم بن التيهان (7)
وخزيمة بن ثابت (8)
ذو الشهادتين وأبو الطفيل عامر بن واثلة (9) - رضي الله عنهم أجمعين - [
أنهم ] (10) دخلوا على النبي - صلى الله عليه وآله - فجلسوا بين يديه
والحزن ظاهر في وجوههم، فقالوا: فديناك يارسول الله بأموالنا وأولادنا
وأنفسنا وبآبائنا وبالامهات إنا نسمع في أخيك علي بن أبي طالب ما يحزننا،
أتأذن لنا في الرد عليهم ؟
(1) الحسين بن يزيد بن محمد بن عبد الملك النوفلي، نوفل النخع، مولاهم
كوفي، من أصحاب الرضا - عليه السلام -، سكن الري ومات بها. " رجال النجاشي
". (2) محمد بن سنان أبو جعفر الزاهري الراوي عن الكاظم، والرضا، والجواد،
والهادي - عليهم السلام -، وتوفي بالكوفة سنة 220. " رجال النجاشي ومعجم
رجال الحديث ". (3) المفضل بن عمر الجعفي، وثقه المفيد في الارشاد، وجعله
من شيوخ أصحاب الصادق - عليه السلام -. (4) سعيد بن جبير أبو محمد مولى
بني والبة الكوفي، نزيل مكة، تابعي، من أصحاب السجاد - عليه السلام -، ولد
سنة 45، وقتله الحجاج سنة 95 بواسط. " معجم رجال الحديث ". (5) أمالي
الصدوق: 114 ح 9، وعنه البحار: 35 / 8 ح 11، وعن العلل: 135 ح 3، وعن
معاني الاخبار: 62 ح 10، وعن روضة الواعظين: 76، وعن كشف اليقين: 6، وعن
كشف الحق: 233، وعن بشارة المصطفى: 8. (6) حذيفة بن اليمان، الصحابي،
المتوفي سنة 36. (7) أبو الهيثم بن التيهان، الصحابي، شهد المشاهد كلها،
وتوفي سنة 20. (8) خزيمة بن ثابت الانصاري، الصحابي الجليل، ذو الشهادتين
الذي استشهد في صفين سنة 37. (9) أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني،
الصحابي، المتوفي سنة 110. (10) من المصدر. [ * ]
[ 52 ]
فقال - صلى الله عليه وآله -: وما عساهم أن يقولوا في أخي ؟ فقالوا:
يارسول الله
يقولون: أي فضل لعلي في سبقه (إلى) (1) الاسلام ؟ وإنما أدركه طفلا، ونحو
ذلك، وهذا (مما) (2) يحزننا. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: هذا
يحزنكم ؟ قالوا: نعم. يا رسول الله. فقال: بالله عليكم هل علمتم في الكتب
المتقدمة ان إبراهيم الخليل - عليه السلام - هرب به أبوه (3) (وهو حمل في
بطن امه مخافة عليه من النمرود بن كنعان - لعنه الله - لانه كان يشق بطون
الحوامل، ويقتل الاولاد، فجاءت به امه) (4) فوضعته بين أثلال (5) بشاطئ
نهر يتدفق يقال له خوران (6) بين غروب الشمس إلى (إقبال) (7) الليل، فلما
وضعته واستقر على وجه الارض قام من تحتها يمسح وجهه ورأسه ويكثر من
الشهادة بالوحدانية، ثم أخذ ثوبا فاتشح به (8) وامه ترى ما يصنع وقد ذعرت
(9) منه ذعرا شديدا، فهرول من يدها مادا عينيه إلى السماء وكان منه (انه
عندما نظر الكواكب سبح الله وقدسه، وقال: سبحان الملك القدوس) (10) فقال
الله تعالى فيه: * (وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السموات
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) هكذا في البحار، وفي الاصل: ذهب أبوه، وفي
المصدر: ذنب أبوه. (4) في البحار بدل ما بين القوسين: " من الملك الطاغي
". (5) هكذا في البحار، واحده الثلة وهي ما أخرج من تراب البئر، وفي
المصدر ونسخة " خ ": أثلاث، ولعله مصحف " أتلال " جمع التل نادرا. (6) في
البحار: حزران، وفي المصدر: خرزان. (7) ليس في المصدر، وفي نسخة خ " إقبال
النهار ". (8) إتشح به: لبسه. (9) ذعر: دهش. (10) كذا في المصدر، وفي
الاصل: " انه قال: عند نظر الكواكب فلما رأي كوكبا قال: ثم قال: لما
رأي الشمس ". [ * ]
[ 53 ]
والارض) *
(1) إلى آخر قصته. وعلمتم أن موسى بن عمران كان قريبا من فرعون، وكان
فرعون في طلبه يبقر بطون الحوامل من أجله، فلما ولدته امه فزعت عليه
فأخذته من تحتها، وطرحته في التابوت، وكان يقول لها: يا اماه ألقيني في
اليم. فقالت له - وهي مذعورة من كلامه -: إني أخاف عليك الغرق. فقال لها:
لا تخافي ولا تحزني إن الله رادني عليك، ثم ألقته في اليم كما ذكر لها، ثم
بقي في اليم لا يطعم طعاما، ولا يشرب شرابا معصوما مدة إلى أن رد إلى امه،
وقيل: (إنه) (2) بقي سبعين يوما، فأخبر الله عنه * (إذ تمشي اختك فتقول هل
أدلكم على من يكفله) * (3) إلى آخر قصته. وعيسى بن مريم - عليه السلام -
إذ كلم امه (4) عند ولادته وقصته مشهورة [ * (فناداها من تحتها أن لا
تحزني قد جعل ربك تحتك سريا) * (5) الآية * (والسلام علي (6) ] يوم ولدت
ويوم ابعث حيا) * (7). وقد علمتم (جميعا) (8) أني أفضل الانبياء، وقد خلقت
أنا وعلي من نور واحد، وان نورنا كان يسمع تسبيحه من أصلاب آبائنا، وبطون
امهاتنا في كل عصر وزمان إلى عبد المطلب [ فكان نورنا يظهر في آبائنا فلما
وصل إلى عبد المطلب ] (9) انقسم النور نصفين: نصف إلى عبد الله، ونصف إلى
(1) الانعام: 75. (2) ليس في المصدر. (3) طه: 39. (4) في المصدر: إذا تكلم مع امه. (5) مريم: 24.
(6) مابين المعقوفين من المصدر. (7) مريم: 33. (8) ليس في نسخة: " خ ". (9) ما بين المعقوفين من المصدر. [ * ]
[ 54 ]
أبي طالب عمي، وانهما كانا (إذا) (1) جلسا في ملا من الناس يتلالا نورنا
في وجوههما (2) من دونهم، حتى أن السباع والهوام كانا يسلمان عليهما لاجل
نورنا حتى خرجنا إلى دار الدنيا، وقد نزل علي جبرئيل عند ولادة ابن عمي
علي وقال: يا محمد ربك يقرئك السلام، ويقول لك: الآن ظهرت نبوتك، وإعلان
وحيك، وكشف رسالتك، إذ أيدك [ الله ] (3) بأخيك ووزيرك وخليفتك من بعدك،
والذي أشدد (4) به أزرك، واعلن به ذكرك، علي أخيك وابن عمك فقم إليه
واستقبله بيدك اليمني فإنه من أصحاب اليمين وشيعته الغر المحجلين. قال:
فقمت فوجدت امي بعد امي (5) بين النساء والقوابل من حولها وإذا بسجاف وقد
(6) ضربه جبرئيل بيني وبين النساء فإذا هي قد وضعته فاستقبلته. قال: ففعلت
ما أمرني به جبرئيل، ومددت يدي اليمني نحو امه، فإذا بعلي قد أقبل على يدي
واضعا يده اليمني في اذنه يؤذن ويقيم بالحنيفية، ويشهد بالوحدانية لله،
ولي بالرسالة، ثم انثني إلي وقال: السلام عليك يارسول الله، [ فقلت له: ]
(7) إقرأ يا أخي، فوالذي نفسي بيده قد ابتدى بالصحف التي أنزلها الله على
آدم، وأقام بها ابنه (شيث) (8)، فتلاها من أولها إلى آخرها، حتى لو حضر
آدم
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: في وجوههم.
(3) لفظ الجلالة من المصدر. (4) في المصدر: شد. (5) كذا في الاصل والمصدر.
(6) في المصدر: بحجاب قد. (7) من المصدر. (8) ليس في المصدر. [ * ]
[ 55 ]
لاقر له أنه أحفظ (1) لها منه، ثم تلا صحف نوح، ثم صحف إبراهيم، ثم قرأ
التوراة حتى لو حضر موسى لشهد له أنه أحفظ (2) لها منه، ثم قرأ إنجيل
(عيسى) (3) حتى لو حضر [ عيسى ] (4) لاقر له أنه أحفظ لها منه، ثم قرأ
القران الذي أنزل [ الله ] (5) علي من أوله إلى آخره. ثم خاطبني وخاطبته
بما تخاطب [ به ] (6) الانبياء، ثم عاد إلى (حال) (7) طفوليته، وهكذا أحد
عشر إماما من نسله يفعل في ولادته مثل ما فعل (8) الانبياء، فما يحزنكم
وما عليكم من قول أهل الشرك، فيا لله هل تعلمون أني أفضل الانبياء، وأن
وصيي أفضل الوصيين، وأن أبي آدم لما رأى اسمي واسم أخي مكتوبا وفاطمة
والحسن والحسين - عليهم السلام - مكتوبين على ساق العرش بالنور، فقال:
إلهي هل خلقت خلقا قبلي هو عليك أكرم مني ؟ [ فقال: ] (9) قال [ الله ]
(10): يا آدم لولا هذه الاسماء لما خلقت سماء مبنية، ولا أرضا مدحية، ولا
ملكا مقربا، ولانبيا مرسلا، ولولاهم ما خلقتك، فقال: إلهي وسيدي فبحقهم
عليك ألا غفرت لي خطيئتي، ونحن كنا الكلمات (11) التي تلقاها آدم من ربه،
فقال: ابشر يا آدم فإن هذه الاسماء من ولدك وذريتك، [ فعند ذلك ] (12) حمد
الله آدم وافتخر على الملائكة، (فإذا كان هذا فضلنا عند
(1 و 2) في الاصل: ألفظ.
(3) ليس في المصدر. (4 - 6) من المصدر. (7) ليس في المصدر. (8) كذا في
المصدر، وفي الاصل: " يفعل ". (9) من المصدر. (10) لفظ الجلالة من المصدر.
(11) في المصدر: ونحن كالكلمات. (12) من المصدر. [ * ]
[ 56 ]
الله تعالى) (1) لانه لا يعطي نبيا شيئا من الفضل إلا أعطاه لنا. فقام
سلمان وأبو ذر ومن معهم وهم يقولون: نحن الفائزون فقال - صلى الله عليه
وآله -: أنتم الفائزون، ولكم خلقت الجنة، ولاعدائكم خلقت النار. (2) وروى
هذا الحديث الشيخ الطوسي في كتاب مصباح الانوار في مناقب الائمة الاطهار
(3) ببعض التغيير. وفي روايته في ميلاد موسى - عليه السلام - قال: وروى أن
المدة كانت سبعين، وروى سنة، وفيه ميلاد أمير المؤمنين - عليه السلام - ثم
قرأ القرآن من أوله إلى آخره فوجدته يحفظه كحفظي له من قبل أن يسمع مني
حرفا ولا آية. (4) 3 - قال الشيخ محمد بن علي بن شهراشوب في مناقبه: أجمعت
الشيعة على أنه - عليه السلام - ولد في الكعبة. (5) قلت: وروته العامة في
كتبهم، ولم نذكر ذلك من طرقهم إرادة الاختصار. (6)
(1) مابين القوسين ليس في المصدر. (2)
فضائل شاذان: 126 - 128. وأخرجه في البحار: 35 / 19 ح 15 عن روضة
الواعظين: 82 - 84 وعن الروضة لشاذان: 17. (3) وهو للشيخ هاشم بن محمد
فإنه قال في مواضع فيه: قال المؤلف هاشم بن محمد، وينقل عن شهردار الديلمي
المتوفي سنة: 558 وعن غيره ممن عاصره، فنسبته إلى شيخ الطائفة سهو، ومن
أراد تفصيل ذلك فليرجع إلى الذريعة. (4) مصباح الانوار: 97 (مخطوط). (5)
مناقب آل أبي طالب: 2 / 175 مفصلا - وعنه البحار: 35 / 19 ذ ح 14، وحلية
الابرار: 1 / 230. (6) كما ذكره ابن المغازلي في مناقبه: 6 ح 3، وابن
الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 30، والگنجي الشافعي في كفاية الطالب:
405 ب 7، وعنها إحقاق الحق: 7 / 486 - 491 وعن غيرها من كتب العامة. [ * ]
[ 57 ]
الثاني
أن عليا - عليه السلام - سمي أمير المؤمنين
الثاني أن عليا - عليه السلام - سمي أمير المؤمنين، يوم أخذ الله جل جلاله الميثاق وفي عهد النبي - صلى
الله عليه وآله - ولم يسم به غيره لاقبله ولابعده، وما على من تسمى به
غيره. 4 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى (1)، عن أحمد بن محمد (2)، عن
علي بن الحكم (3)، عن داود العجلي (4)، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر -
عليه السلام - قال: إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا،
وماء مالحا اجاجا فامتزج الماءان، فأخذ طينا من أديم الارض فعركه عركا
شديدا. فقال لاصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام، وقال لاصحاب
الشمال: إلى النار ولا ابالي، ثم قال: * (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا
أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) * (5). ثم أخذ الميثاق على
النبيين، فقال: ألست بربكم، وإن هذا محمد رسولي، وإن هذا علي أمير
المؤمنين ؟ قالوا: بلى: فثبتت لهم النبوة. وأخذ الميثاق على اولي العزم
أنني ربكم، ومحمد رسولي، وعلي أمير المؤمنين، وأصياؤه من بعده ولاة أمري،
وخزان علمي - عليهم السلام - وأن المهدي أنتصر به لديني، واظهر به دولتي،
وأنتقم به من أعدائي، واعبد به طوعا وكرها. قالوا: أقررنا يا رب وشهدنا،
ولم يجحد آدم، ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي، ولم يكن
لآدم عزم على الاقرار به وهو قوله عزوجل
(1) محمد بن يحيى: أبو جعفر العطار القمي من العلماء الاجلاء في القرن
الثالث، من شيوخ الكليني - رضوان الله عليه -. (2) وهو اما ابن عيسى واما
ابن خالد البرقي، وكلاهما ثقة. (3) علي بن الحكم بن الزبير الكوفي أبو
الحسن الضرير، كان من أصحاب الرضا - عليه السلام -. (4) داود العجلي مولى
أبي المقراء. (5) الاعراف: 172. [ * ]
[ 58 ]
* (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) * (1)، قال: إنما هو
فترك، ثم أمر نارا فاججت، فقال لاصحاب الشمال: ادخلوها، فهابوها، وقال
لاصحاب اليمين: ادخلوها، فدخلوها، فكانت عليهم بردا وسلاما، فقال أصحاب
الشمال: يا رب أقلنا. فقال: قد أقلتكم، اذهبوا فادخلوها، فهابوها، فثم
ثبتت الطاعة والولاية والمعصية. (2) 5 - عنه: عن علي بن إبراهيم، عن يعقوب
بن يزيد (3)، عن ابن أبي عمير، عن أبي الربيع القزاز، عن جابر (4)، عن أبي
جعفر - عليه السلام -، قال: قلت له:
لم سمي أمير المؤمنين أمير المؤمنين ؟ قال: الله سماه، وهكذا أنزل الله في
كتابه * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم
ألست بربكم) * (5) وان محمدا رسولي، وان عليا أمير المؤمنين. (6) 6 - علي
بن إبراهيم: قال: حدثني أبي، عن النضر بن سويد (7)، عن الحلبي، عن ابن
سنان قال: قال أبو عبد الله - عليه السلام -: أول من سبق [ من الرسل ] (8)
إلى
(1) طه: 115. (2) الكافي: 2 / 8 ح 1، وعنه البحار: 67 / 113 ح 23،
والبرهان: 2 / 47 ح 8، ونور الثقلين: 2 / 94 ح 344. وأخرجه في البحار
أيضا: 26 / 279 ح 22 عن بصائر الدرجات: 70 ح 2. (3) يعقوب بن يزيد بن حماد
الانباري، أبو يوسف الكاتب، من أصحاب الرضا والهادي - عليهما السلام -،
ووثقه النجاشي والشيخ في رجالهما، وهو من أصحاب الاجماع. (4) جابر بن يزيد
الجعفي الكوفي، أبو عبد الله، لقي الصادقين - عليهما السلام - وروى عنهما،
توفي سنة: 128، وعده الشيخ المفيد في " الرسالة العددية " ممن لا مطعن
فيهم ولا طريق لذم واحد منهم. (5) الاعراف: 172. (6) الاصول من الكافي: 1
/ 412 ح 4 وعنه المؤلف في البرهان: 2 / 47 ح 10 (7) النضر بن سويد الصيرفي
الكوفي، وقد وثقه الشيخ والنجاشي في رجالهما، وهو من أصحاب الكاظم - عليه
السلام -. (8) من المصدر والبحار. [ * ]
[ 59 ]
" بلى "، رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وذلك انه كان أقرب الخلق إلى
الله تبارك وتعالى، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل - عليه السلام - لما
اسرى به إلى السماء: " تقدم يا محمد فقد وطئت موطئا لم يطأه (أحد قبلك لا)
(1) ملك مقرب، ولا نبي مرسل " ولولا ان روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما
قدر أن يبلغه، فكان
من الله عزوجل، كما قال الله * (قاب قوسين أو أدنى) * (2) أي بل أدنى،
فلما خرج الامر من الله وقع إلى أوليائه - عليهم السلام -. فقال الصادق -
عليه السلام -: كان الميثاق (3) مأخوذا عليهم لله بالربوبية، ولرسوله
بالنبوة، ولامير المؤمنين والائمة بالامامة، فقال: * (ألست بربكم - ومحمد
نبيكم، وعلي إمامكم، والائمة الهادية أئمتكم ؟ فقالوا: - بلى شهدنا - فقال
الله: - أن تقولوا يوم القيامة - أي لئلا تقولوا يوم القيامة - إنا كنا عن
هذا غافلين) * (4) فأول ما أخذ الله عزوجل الميثاق على الانبياء [ له ]
(5) بالربوبية وهو قوله * (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) * فذكر جملة
الانبياء، ثم أبرز أفضلهم بالاسامي، فقال: * (ومنك) * يا محمد، فقدم رسول
الله - صلى الله عليه وآله - لانه أفضلهم * (ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى
ابن مريم) * (6) فهؤلاء الخمسة أفضل الانبياء، ورسول الله أفضلهم. ثم أخذ
بعد ذلك ميثاق رسول الله - صلى الله عليه وآله - على الانبياء بالايمان به
وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين، فقال: * (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما
آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم - يعني رسول الله -
لتؤمنن به
(1) ليس في المصدر. (2) النجم: 9. (3) هكذا في المصدر، وفي الاصل: ذلك. (4) الاعراف: 172. (5) من المصدر. (6) الاحزاب: 7. [ * ]
[ 60 ]
ولتنصرنه) * (1) يعني أمير المؤمنين تخبروا (2) اممكم بخبره وخبر وليه من
الائمة. (3) 7 - عنه: قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
مسكان، عن
أبي عبد الله - عليه السلام -، وعن أبي بصير (4)، عن أبي جعفر - عليه
السلام - في قوله * (لتؤمنن به ولتنصرنه) * قال: ما بعث الله نبيا من لدن
آدم فهلم جرا إلا ويرجع إلى الدنيا فيقاتل فينصر رسول الله - صلى الله
عليه وآله - وأمير المؤمنين، ثم أخذ أيضا ميثاق الانبياء على رسوله، فقال:
قل يا محمد * (آمنا بالله وما انزل علينا وما انزل على إبراهيم وإسماعيل
وإسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين
أحد منهم ونحن له مسلمون) * (5). (6) 8 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد
بن محمد، عن الحسن ابن موسى (7)، عن علي بن حسان (8)، عن عبد الرحمان بن
كثير، عن أبي عبد الله
(1) آل عمران: 81. (2) في المصدر: وأخبروا. (3) تفسير القمي: 1 / 246 -
247 وصدره في البحار: 15 / 15 ح 20، ومن قوله: فقال الصادق - عليه السلام
- في ص 17 ح 25 وج 26 / 268 ح 2، وفي نور الثقلين، 2 / 94 ح 343 صدره.
وأورده المؤلف أيضا في البرهان: 2 / 47 ح 12. (4) أبو بصير الاسدي: يحيى
بن القاسم الكوفي، روى عن الباقر والصادق والكاظم - عليهم السلام - ووثقه
النجاشي، توفي سنة: 150. (5) آل عمران: 84. (6) تفسير القمي: 1 / 247.
وأخرجه في البحار: 53 / 61 ح 50 ومختصر البصائر: 42 عن تفسير القمي: 1 /
106 نحوه. وأورده المؤلف في تفسير البرهان: 2 / 47 ح 13. (7) الحسن بن
موسى الخشاب: قال النجاشي: هو من وجوه أصحابنا، مشهور، كثير العلم
والحديث، وعده الشيخ من أصحاب العسكري - عليه السلام - وفيمن لم يرو عنهم
- عليهم السلام -. (8) علي بن حسان الواسطي أبو الحسن القصير، وثقه الكشي
والغضائري في رجالهما، وهو من
أصحاب الجواد - عليه السلام -. [ * ]
[ 61 ]
- عليه السلام - في قوله عزوجل * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم
ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم) * (1). قال: أخرج (2) الله من ظهر آدم ذريته
إلى يوم القيامة، [ فخرجوا ] (3) وهم كالذر فعرفهم نفسه، ولولا ذلك لم
يعرف أحد ربه وقال: ألست بربكم ؟ قالوا: لي، وإن [ هذا ] (4) محمد رسول
الله، وعلي أمير المؤمنين [ خليفتي وأميني ] (5). (6) 9 - محمد بن مسعود
العياشي: بإسناده عن جابر، قال: قلت لابي جعفر - عليه السلام - متى سمي
أمير المؤمنين أمير المؤمنين ؟ قال: قال [ و ] (7) الله لنزلت هذه الآية
على محمد - صلى الله عليه وآله - * (وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم) * وان
محمدا رسول الله، وان عليا أمير المؤمنين، فسماه الله والله أمير
المؤمنين. (8) 10 - عنه: بإسناده عن جابر، قال: قال [ لي ] (9) أبو جعفر -
عليه السلام -: يا جابر لو يعلم الجهال متى سمي أمير المؤمنين علي لم
ينكروا حقه، قال: قلت: جعلت
(1)
الاعراف: 172. (2) هكذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أخذ. (3 - 5) من
المصدر. (6) بصائر الدرجات: 71 ح 6 وص: 72 ح 9 وعنه البحار: 5 / 250 ح 41
وج: 26 / 280 ح 23. وأورده المؤلف أيضا في البرهان: 2 / 48 ح 17. (7) من
المصدر، وفيه: نزلت.
(8) تفسير العياشي: 2 / 41 ح 113 وعنه البحار: 37 / 332 ح 72 وإثبات
الهداة: 2 / 137 ح 596 وتفسير البرهان: 2 / 50 ح 31، ونور الثقلين: 2 / 98
ح 363، وهذا الحديث متحد مع حديث (11). (9) من المصدر. [ * ]
[ 62 ]
فداك متى سمي ؟ فقال لي: قوله * (وإذ أخذ ربك من بني آدم - إلى - ألست
بربكم) * وان محمدا نبيكم رسول الله، وان عليا أمير المؤمنين. قال: ثم قال
لي: يا جابر هكذا والله جاء بها محمد - صلى الله عليه وآله -. (1) 11 -
الشيخ المفيد في " أماليه ": قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن المظفر الوراق،
قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبي الثلج (2)، قال: أخبرني الحسين بن أيوب من
كتابه، عن محمد بن غالب، عن علي بن الحسن، عن عبد الله بن جبلة (3)، عن
ذريح المحاربي (4)، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي -
عليهما السلام -، عن أبيه، عن جده، قال: إن الله جل جلاله بعث جبرئيل -
عليه السلام - إلى محمد - صلى الله عليه وآله - أن يشهد لعلي بن أبي طالب
- عليه السلام - بالولاية في حياته، ويسميه بإمرة المؤمنين قبل وفاته،
فدعا نبي الله - صلى الله عليه وآله - سبعة (5) رهط فقال: إنما دعوتكم
لتكونوا شهداء لله في الارض أقمتم أم تركتم (6). ثم قال: يا أبا بكر قم
فسلم على علي بإمرة المؤمنين، فقال: أعن أمر الله ورسوله ؟ قال: نعم، فقام
فسلم عليه بإمرة المؤمنين. ثم قال: يا عمر قم فسلم على علي بإمرة
المؤمنين، فقال: أعن أمر الله ورسوله نسميه أمير المؤمنين ؟ قال: نعم،
فقام فسلم عليه.
(1) تفسير العياشي: 2
/ 41 ح 114، عنه البحار: 37 / 333 ذ ح 72 وإثبات الهداة: 2 / 137 ح 597
وتفسير البرهان: 2 / 50 ح 32، ونور الثقلين: 2 / 98 ح 360.
(2) أبو بكر محمد بن أبي الثلج: هو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن
إسماعيل الكاتب البغدادي المعروف بابن أبي الثلج، ثقة، عين، كثير الحديث،
توفي سنة: 325 " رجال النجاشي والطوسي ". (3) عبد الله بن جبلة بن حنان بن
الحر " أبجر " الكناني أبو محمد، عربي، صليب، ثقة، فقيه، مشهور. (4) ذريح
المحاربي: هو ذريح بن محمد بن يزيد أبو الوليد المحاربي، وثقه الشيخ في
الفهرست. (5) في المصدر: تسعة، والرهط: عشيرة الرجل وأهله. ومن الرجال: ما
دون العشرة. (6) في المصدر: كتمتم. [ * ]
[ 63 ]
ثم قال للمقداد بن الاسود الكندي: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين، فقام
فسلم عليه، ولم يقل مثل ما قال الرجلان من قبله. ثم قال لابي ذر الغفاري:
قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين، فقام فسلم عليه. [ ثم قال لحذيفة
اليماني: قم فسلم على أمير المؤمنين، فقام فسلم عليه ] (1). ثم قال لعمار
بن ياسر: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين، فقام فسلم [ عليه ] (2). ثم قال
لعبدالله بن مسعود: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين، فقام فسلم [ عليه ]
(3). ثم قال لبريدة: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين، فقام فسلم - وكان
بريدة أصغر القوم سنا -. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: إنما
دعوتكم [ لهذا الامر ] (4) لتكونوا شهداء لله أقمتم أم تركتم. (5) 12 -
سليم بن قيس الهلالي في كتابه: قال عمر لابي بكر: ارسل إلى علي فليبايع، [
فإنا ] (6) لسنا في شئ حتى يبايع، ولو قد بايع أمناه (7).
فأرسل [ إليه ] (8) أبو بكر: أجب خليفة رسول الله، فأتاه الرسول فقال له
ذلك، فقال له علي: [ سبحان الله ] (9) ما أسرع ما كذبتم على رسول الله -
صلى الله عليه وآله - إنه ليعلم و [ يعلم ] (10) الذين حوله أن الله
ورسوله لم يستخلفا غيري، فذهب
(1) مابين المعقوفين من المصدر. (2 - 4) من المصدر. (5) أمالي: المفيد: 18
ح 7، عنه البحار: 37 / 335 ح 74. (6) من المصدر والبحار. (7) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: امنا. (8 - 10) من المصدر والبحار. [ * ]
[ 64 ]
الرسول فأخبره بما (1) قال له، فقال: اذهب فقل له: أجب أمير المؤمنين أبا
بكر، فأتاه فأخبره بذلك، فقال له (2) علي - عليه السلام -: سبحان الله !
والحمد لله ما طال العهد فينسى (3)، والله إنه ليعلم أن هذا الاسم لا يصلح
إلا لي، ولقد أمره رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو سابع سبعة،
فسلموا علي بإمرة المؤمنين، فاستفهمه (4) هو وصاحبه من بين السبعة، فقالا:
أمر من الله ورسوله (5) ؟ قال (6) رسول الله - صلى الله عليه وآله -: نعم
حقا (حقا) (7) من الله ومن رسوله إنه أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وصاحب
لواء [ الغر ] (8) المحجلين، يقعده الله عزوجل يوم القيامة على الصراط،
فيدخل أولياءه الجنة، وأعداءه النار، فانطلق الرسول فأخبره بما قال، [ قال
]: (9) فسكتوا عنه يومهم [ ذلك ] (10). (11) 13 - المفيد في إرشاده: عن
بريدة بن الخصيب - وهو مشهور معروف بين العلماء (12) - بأسانيد يطول شرحها
قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - أمرني [ وأنا ] (13) سابع سبعة،
فيهم أبو بكر وعمر وطلحة والزبير، فقال: سلموا
على علي بإمرة المؤمنين، فسلمنا عليه بذلك ورسول الله - صلى الله عليه
وآله -
(1) في الاصل: فأخبرهما. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر والبحار: سبحان
الله ما - والله - طال العهد فينسى. (4) في المصدر والبحار: فاستفهم. (5)
هكذا في البحار، وفي المصدر: فقالوا: أمن الله، وفي الاصل: أحق من الله
ورسوله. (6) في المصدر: فقال لهما، وفي البحار: فقال لهم. (7) ليس في
المصدر والبحار. (8 - 10) من المصدر والبحار. (11) كتاب سليم بن قيس: 82
وعنه البحار: 28 / 266. (12) هكذا في المصدر، وفي الاصل: عن العلماء. (13)
من المصدر. [ * ]
[ 65 ]
حي بين أظهرنا.
(1) 14 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان في مناقب أمير المؤمنين - عليه
السلام - المائة: عن ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبي - صلى الله عليه
وآله - إذ دخل علي بن أبي طالب - عليه السلام -، فقال: السلام عليك يارسول
الله، فقال: وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فقال علي:
[ تدعوني بأمير المؤمنين ] (2) وأنت حي يارسول الله ؟ فقال: نعم، وأنا حي،
وإنك يا علي [ قد ] (3) مررت بنا أمس (4) وأنا وجبرئيل في حديث ولم تسلم،
فقال جبرئيل: ما بال أمير المؤمنين مر بنا ولم يسلم ؟ أما والله لو سلم
لسررنا ورددنا عليه.
فقال علي - عليه السلام -: يارسول الله رأيتك ودحية (5) استخليتما في حديث
فكرهت أن أقطعه عليكما. فقال له (6) النبي - صلى الله عليه وآله -: إنه لم
يكن دحية وإنما كان جبرئيل - عليه السلام -، فقلت: يا جبرئيل كيف سميته
أمير المؤمنين ؟ فقال: كان الله أوحى إلي في غزوة بدر أن اهبط إلى محمد،
ومره أن يأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن يجول (7) بين الصفين [ فإن
الملائكة يحبون أن ينظروا إليه وهو يجول
(1) إرشاد المفيد: 28. وأخرجه في البحار: 28 / 92 ح 93 عن إرشاد القلوب
للديلمي: 325 - 326 مفصلا. (2 و 3) من المصدر. (4) في الاصل: أمس يومنا.
(5) هو: دحية بن خليفة الكلبي رضيع الرسول - صلى الله عليه وآله -، كان من
أجمل الناس، وكان جبرئيل - عليه السلام - كثيرا ما يأتي النبي - صلى الله
عليه وآله - بصورته، وهو الذي حمل رسالته - صلى الله عليه وآله - إلى
قيصر. (6) من المصدر واليقين والبحار. (7) هكذا في المصدر، وفي الاصل:
يحول بالحاء المهملة. [ * ]
[ 66 ]
بين
الصفين ] (1)، فسماه الله تعالى من السماء أمير المؤمنين [ ذلك اليوم ]
(2) فأنت يا علي أمير من في السماء، وأمير من في الارض، وأمير من مضى،
وأمير من بقي، فلا أمير قبلك، ولا أمير بعدك، لانه لا يجوز أن يسمي بهذا
الاسم من لم يسمه (3) الله تعالى به. (4) 15 - ابن بابويه في أماليه: قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن محمد بن
عامر (5)، [ عن عمه: عبد الله
ابن عامر ] (6)، عن ابن أبي عمير، عن حمزة بن حمران (7)، عن أبيه، عن أبي
حمزة، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين - صلوات الله عليهم -
أنه جاء إليه رجل، فقال (له) (8): يا أبا الحسن إنك تدعى أمير المؤمنين
فمن أمرك عليهم ؟ قال - عليه السلام -: الله جل جلاله أمرني عليهم. فجاء
الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال: يارسول الله أيصدق علي
فيما يقول إن الله أمره على خلقه ؟ فغضب النبي - صلى الله عليه وآله - ثم
قال (9): إن عليا أمير المؤمنين بولاية من الله
(1) مابين المعقوفين من المصدر. (2) من المصدر. (3) ما أثبتناه من المصدر،
وفي الاصل: لم يسم الله. (4) المائة منقبة لابن شاذان: 51 المنقبة: 26
وعنه اليقين في إمرة أمير المؤمنين - عليه السلام -: 58 ب 79 وغاية
المرام: 18 ح 12. وأخرجه في البحار: 37 / 307 ح 36 عن اليقين ومناقب ابن
شهراشوب: 3 / 54. (5) هو ابن أبي بكر الاشعري القمي، أبو عبد الله، ثقة. "
رجال النجاشي ". (6) من المصدر، وهو عبد الله بن عامر بن عمران بن أبي عمر
الاشعري، أبو محمد، شيخ من وجوه أصحابنا، ثقة. " رجال النجاشي ". (7) هو
حمزة بن حمران بن أعين الشيباني، روى عن أبي عبد الله - عليه السلام -،
وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادقين - عليهما السلام -. (8) ليس في
المصدر. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: وقال. [ * ]
[ 67 ]
عزوجل عقدها له فوق عرشه، وأشهد على ذلك ملائكته أن عليا خليفة الله
وحجته، وانه لامام المسلمين، طاعته مقرونة بطاعة الله، ومعصيته مقرونة
بمعصية الله، من جهله فقد جهلني، ومن عرفه فقد عرفني، ومن أنكر إمامته فقد
أنكر نبوتي، ومن جحد إمرته فقد جحد رسالتي، (ومن دفع فضله فقد تنقصني)
(1)، ومن قاتله فقد قاتلني، (ومن سبه فقد سبني، لانه مني، خلق) (2) من
طينتي، وهو زوج فاطمة (3) ابنتي، وأبو ولدي الحسن والحسين. ثم قال - صلى
الله عليه وآله -: أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين
حجج الله على خلقه، أعداؤنا أعداء الله، وأولياؤنا أولياء الله. (4) 16 -
ومن طريق المخالفين ما رواه في كتاب الفردوس ابن شيرويه (5): يرفعه إلى
حذيفة اليماني (قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله) (6): لو علم (7)
الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمي أمير المؤمنين وآدم
- عليه السلام - بين الروح والجسد، وقوله تعالى * (وإذ أخذ ربك من بني آدم
من
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ومن رجع عن فضله فقد أبغضني. (2)
كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ومن سبقه فقد سبقني لانه مني، خلقه.
(3) من المصدر والبحار. (4) أمالي الصدوق: 113 ح 8 وعنه البحار: 36 / 227
ح 5 والعوالم: 15 الجزء الثالث / 226 ح 210. وأورده في بشارة المصطفى: 24
بإسناده عن الصدوق. وقد وردت روايات كثيرة على مضمون ذيل الرواية في كتب
الفريقين، ومن أراد الاطلاع عليها فليراجع بحار الانوار: 36 والعوالم: 15
الجزء الثالث. (5) هو الحافظ أبو شجاع شيرويه بن شهردار.. الملقب ب "
إلكيا " المتوفي سنة 509 " مقدمة الفردوس ". (6) مابين القوسين ليس في
المصدر والبحار. (7) هكذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يعلم. [ * ]
[ 68 ]
ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على
أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) * (1) وقالت الملائكة: بلى، فقال الله تبارك
وتعالى: أنا ربكم، ومحمد نبيكم، وعلي وليكم (2) وأميركم (3). 17 - ابن
شهراشوب في المناقب: قال: سئل الباقر - عليه السلام - عن قوله تعالى *
(فسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك } (4) فقال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وآله -: لما اسري بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل وأقام وجمع
النبيين والصديقين والشهداء والملائكة، ثم تقدمت وصليت بهم، فلما انصرفت
قال لي جبرئيل: قل لهم: بم تشهدون ؟ قالوا: نشهد أن لاإله إلا الله، وأنك
رسول الله، وأن عليا أمير المؤمنين. (5) 18 - محمد بن مسعود العياشي في
تفسيره (6) بإسناده، عن سلام بن المستنير (7)، عن أبي عبد الله - عليه
السلام - قال: لقد تسموا باسم ما سمى الله به أحدا إلا علي بن أبي طالب -
عليه السلام - وما جاء تأويله قلت: جعلت فداك متى يجئ تأويله ؟
(1) الاعراف: 172. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) فردوس الاخبار: 3 / 399
رقم 5104 (ط) الاولى نشر دار الكتاب العربي، وفي ط دار الكتب العلمية ج 3
/ 354 رقم 5066 وعنه البحار 40 / 77 ح 113. (4) يونس: 94. (5).. (6) قال
العلامة الطباطبائي: تفسير العياشي من أشهر كتبه عند القوم ويروي عنه
علماؤنا. وقد أصيب الكتاب - مع الاسف - من جهتين، إحداهما: أن جل رواياته
كانت مسندة، فاختصره النساخ بحذف الاسانيد، فهو مختصر التفسير. والثانية
أن الجزء الثاني منه فقد بعده حتى الآن، نعم يذكر
أن بعض خزائن الكتب من بلاد إيران الجنوبية، يحتوي عليه بجزئيه ولم يتحقق
ذلك ولا اهتدينا إليه بعد " مقدمة تفسير العياشي ". (7) سلام بن المستنير
الجعفي الكوفي، عده الشيخ تارة في أصحاب السجاد واخرى في أصحاب الباقر،
وثالثة في أصحاب الصادق - عليهم السلام - قائلا: سلام بن المستنير الجعفي
مولاهم كوفي. [ * ]
[ 69 ]
قال: إذا جاء، جمع الله أمامه (1) النبيين والمؤمنين حتى ينصروه وهو قول
الله * (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة - إلى قوله
- وأنا معكم من الشاهدين) * (2) فيومئذ يدفع (3) رسول الله - صلى الله
عليه وآله - اللواء إلى علي بن أبي طالب - عليه السلام - فيكون أمير
الخلائق كلهم أجمعين، يكون الخلائق كلهم تحت لوائه، ويكون هو أميرهم، فهذا
تأويله. (4) 19 - الشيخ الطوسي في أماليه: عن أبي محمد الفحام (5)، قال:
حدثني عمي عمرو بن يحيى الفحام، قال: حدثني أبو الحسن إسحاق بن عبدوس (6)،
قال: حدثني محمد بن بهار بن عمار التميمي (7)، قال: حدثنا عيسى بن مهران
(8)، قال: حدثنا مخول بن إبراهيم (9)، قال: حدثنا الفضيل بن الزبير (10)،
عن أبي داود
(1) هكذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: جماعة. (2) آل عمران: 81. (3) كذا في البحار، وفي
المصدر والاصل: يدفع راية. (4) تفسير العياشي: 1 / 181 ح 77 وعنه البحار:
53 / 70 ح 67 وتفسير البرهان: 1 / 295 ح 9 و نور الثقلين: 1 / 359 ح 214.
ويأتي في معجزة: 510 أيضا. (5) أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام
السر من رآئي، المتوفي سنة: 408 " تاريخ بغداد ". (6) أبو الحسن إسحاق بن
عبدوس بن عبد الله بن الفضيل البزاز، المولود سنة: 265، والمتوفي سنة:
345 " تاريخ بغداد ". (7) في الاصل: التيمي. (8) هو: عيسى بن مهران
المستعطف، يكنى أبا موسى، عنونه النجاشي في رجاله، والشيخ في الفهرست،
وعدا له كتبا، وعده الشيخ في رجاله ممن لم يرو عنهم - عليهم السلام -. (9)
هو: مخول بن إبراهيم بن مخول بن راشد النهدي الكوفي الشيعي، صدوق في نفسه،
وهو من متشيعي الكوفة " لسان الميزان "، ذكره ابن حبان في الثقات. (10)
هو: الفضيل بن الزبير، عده الشيخ والبرقي في رجالهما من أصحاب الصادقين -
عليهما السلام - قائلين: الفضيل (الفضل) بن الزبير الاسدي، مولاهم كوفي
الرسان. [ * ]
[ 70 ]
السبيعي (1)، عن عمر بن الخصيب أخي بريدة بن الخصيب قال: بينا أنا وأخي
بريدة (2) عند النبي - صلى الله عليه وآله - إذ دخل أبو بكر، فسلم على
رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال: انطلق فسلم على أمير المؤمنين.
فقال: يارسول الله ومن أمير المؤمنين ؟ قال: علي بن أبي طالب. قال: عن [
أمر ] (3) الله وأمر رسوله ؟ قال: نعم. ثم دخل عمر فسلم، فقال: انطلق فسلم
على أمير المؤمنين. فقال: يارسول الله ومن أمير المؤمنين ؟ قال: علي بن
أبي طالب. قال: عن أمر الله وأمر رسوله ؟ قال: نعم. (4) 20 - عنه: عن أبي
محمد الفحام، قال: حدثني المنصوري (5)، قال: حدثني عم أبي: أبو موسى عيسى
بن أحمد بن عيسى المنصوري (6)، قال: حدثني الامام علي بن محمد، قال: حدثني
أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن موسى الرضا، قال: حدثني أبي موسى
بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال:
حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب قال: قال
(1) أبو داود السبيعي: هو نفيع بن
الحارث الاعمى الهمذاني الداري، روى عن بريدة بن الخصيب وغيره " تهذيب
التهذيب ". (2) بريدة بن الخصيب: ذكره الشيخ والبرقي في رجالهما قائلين:
بريدة بن الخصيب الاسلمي الخزاعي، مدني، عربي، وعده الصدوق في الخصال من
الذين أنكروا على أبي بكر، وقال ابن سعد في الطبقات: 7 / 8: توفي سنة: 63
بخراسان. (3) من المصدر. (4) أمالي الشيخ الطوسي: 1 / 295، وعنه البحار:
37 / 291 ح 4. (5) هو محمد بن أحمد بن عبيدالله بن المنصور، أبو الحسن،
وقد عده الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الهادي - عليه السلام -، واخرى فيمن
لم يرو عنهم - عليهم السلام -. (6) هو: أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى
المنصوري، وقد عده الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي - عليه السلام -. [ * ]
[ 71 ]
رسول الله صلى الله عليه وآله -:
لما اسري بي إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلي ربي ما
أوحى، ثم قال يا محمد اقرأ على علي بن أبي طالب أمير المؤمنين السلام، فما
سميت بهذا أحدا قبله، ولا اسمي بهذا أحدا بعده. (1) 21 - وعن ابن عباس من
الروضة والفضائل: قال: (قد) (2) أقبل علي بن أبي طالب - عليه السلام - [
إلى النبي ] (3)، فقالوا له: يارسول الله جاء أمير المؤمنين - عليه السلام
-، فقال - صلى الله عليه وآله -: إن عليا سمي [ بإمرة المؤمنين ] (4) من
قبلي، قيل: من قبلك (5) ؟ ! قال: ومن قبل عيسى وموسى، قيل: وقبل عيسى
وموسى (يارسول الله) (6) ؟ ! قال: وقبل سليمان بن داود (7)، ولم يزل حتى
عدد (8) الانبياء كلهم إلى آدم - عليه السلام -. ثم قال: إنه لما خلق الله
آدم طينا علق (9) بين عينيه ذرة تسبح الله وتقدسه،
فقال عزوجل: لاسكننك رجلا أجعله أمير الخلق أجمعين، فلما خلق الله علي بن
أبي طالب أسكن الذرة فيه، فسمي أمير المؤمنين قبل خلق آدم - عليه السلام
-. (10) 22 - العياشي في تفسيره: عن محمد بن إسماعيل الرازي، عن رجل سماه،
عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: دخل رجل على أبي عبد الله - عليه
السلام -
(1) أمالي الطوسي: 1 / 301، وعنه البحار: 37 / 290 ح 2. (2) ليس في
المصدر. (3 و 4) من الفضائل، وفي الروضة: فقال له، وفيه وفي البحار: سمي
بأمير المؤمنين من قبلي. (5) في الفضائل والروضة: قيل: قبلك يارسول الله !
؟ (6) ليس في الفضائل والروضة. (7) في البحار: سليمان وداود. (8) في
المصدر: يعد. (9) في المصدر: خلق، وفي البحار: خلق من عينيه درة (بالدال
المهملة بعدها الراء). (10) الفضائل: 104 والروضة 5، وعنهما البحار: 37 /
337 ح 7. وأورده المؤلف أيضا في حلية الابرار: 1 / 223. [ * ]
[ 72 ]
فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقام على قدميه، فقال: مه، هذا إسم لا
يصلح إلا لامير المؤمنين - عليه السلام - سماه الله به، ولم يسم به أحد
غيره فرضي به إلا كان منكوحا، وإن لم يكن به ابتلي به وهو قول الله في
كتابه * (إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا) * (1).
قال: قلت: فماذا يدعى به قائمكم ؟ قال: يقال له السلام عليك يا بقية الله،
السلام عليك يابن رسول الله. (2). 23 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد
(3)، عن علي بن الحسن (4)، عن منصور، عن حريز بن عبد الله (5)، عن الفضيل
(6)، عن أبي جعفر عليه السلام - في قوله تعالى * (أفمن يمشي مكبا على وجهه
أهدى أمن يمشي سويا على
صراط مستقيم) * يعني والله عليها والاوصياء (من ولده) (7) ثم تلاهذه الآية
{ فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) *
(8)، أمير المؤمنين - عليه السلام - يا فضيل لم يسم بهذا الاسم غير علي
(1) النساء: 117. (2) تفسير العياشي: 1 / 276 ح 274، وعنه البحار: 37 /
331 ح 70، والبرهان: 1 / 416 ح 2 و حلية الابرار: 2 / 639، ونور الثقلين:
1 / 551 ح 569. (3) هو علي بن محمد بن بندار الذي وثقه النجاشي بعنوان:
أبو الحسن علي بن أبي القاسم عبد الله بن عمران البرقي فان أبا القاسم
كنية بندار، واسمه عبد الله " راجع معجم رجال الحديث ". (4) هو: علي بن
الحسن التيمي على ما صرح في الكافي في موارد عديدة: منها ج 8 ح 549، وهو
ابن فضال الذي تقدم ذكره. (5) هو حريز بن عبد الله السجستاني، أبو محمد
الازدي من أهل الكوفة، قد وثقه الشيخ في رجاله قائلا: إنه ثقة. (6) الفضيل
بن يسار: قال النجاشي: هو: ابن يسار النهدي، أبو القاسم، عربي، بصري،
صميم، ثقة، روى عن الصادق والباقر - عليهما السلام - ومات في أيام الصادق
- عليه السلام -. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) الملك: 22 - 27. [ * ]
[ 73 ]
- عليه السلام - إلا مفتر كذاب إلى يوم القيامة. (1) 24 - محمد بن العباس
(2): قال: حدثنا حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن صالح بن خالد، عن
منصور، عن حريز، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال:
تلاهذه الآية * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم
به تدعون) * (3).
ثم قال: أتدري ما رأوا ؟ رأوا - والله - عليا مع رسول الله - صلى الله
عليه وآله - قربه، وقيل هذا الذي كنتم به تدعون أي تسمون به أمير المؤمنين
عليه السلام -، يا فضيل لايتسمى به (4) أحد غير أمير المؤمنين - عليه
السلام - إلا مفتر كذاب إلى يوم البأس هذا. (5)
الثالث أن الرب جل
جلاله ناجي عليا يوم الطائف
25 الثالث أن الرب جل جلاله ناجي عليا يوم الطائف - الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص: أحمد بن محمد
بن عيسى،
(1) الكافي: 8 / 288 ح 434، عنه تأويل الآيات: 2 / 703 ح 3 والبحار: 24 /
314 ح 19، ونور الثقلين: 5 / 384 ح 31. وأورده المؤلف - رحمه الله - أيضا
في تفسير البرهان: 4 / 363 ح 3. (2) محمد بن العباس بن علي بن مروان بن
الماهيار، أبو عبد الله البزاز المعروف بابن الحجام. قال النجاشي: ثقة،
ثقة من أصحابنا، عين، سديد، كثير الحديث، له كتاب ما نزل من القرآن في أهل
البيت - عليهم السلام -، وسمع منه التلعكبري سنة: 328. (3) الملك: 27. (4)
في المصدر: لم يتسم بها. (5) تأويل الآيات: 2 / 705 ح 7، وعنه البحار: 36
/ 68 ح 14، والبرهان: 4 / 365 ح 7. وأخرجه في البحار: 37 / 318 ح 49
والنوري في المستدرك: 10 / 401 ح 7 عن اليقين: 92 ب 110. [ * ]
[ 74 ]
عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان الكلبي (1)، عن أديم
ابن الحر (2)، عن حمران بن أعين، قال: قلت لابي عبد الله - عليه السلام -:
بلغني أن الرب تبارك وتعالى قد ناجى عليا - عليه السلام -. فقال: أجل قد
كانت بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبرئيل. (3).
26 - إبراهيم بن هاشم، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس، عن حماد ابن عثمان،
عن محمد بن مسلم، قال: قلت لابي عبد الله - عليه السلام -: إن سلمة بن
كهيل (4) روى في علي أشياء كثيرة. قال: ماهي ؟ قلت: حدثني ان رسول الله -
صلى الله عليه وآله - كان محاصر أهل الطائف، وانه خلا بعلي - عليه السلام
- يوما فقال رجل من أصحابه: عجبا لما نحن فيه من الشدة، وانه يناجي هذا
الغلام منذ اليوم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ما أنا بمناجيه
إنما يناجي ربه. فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: نعم إنما هذه أشياء
يعرض بعضها من بعض (5). (6)
(1) هو أبو حفص الكلبي، مولى كوفي، ثقة، روى عن أبي عبد الله - عليه
السلام -. " رجال النجاشي ". (2) هو أديم بن الحر الجعفي، مولاهم، كوفي،
ثقة، له أصل، وعده الشيخ من أصحاب الصادق - عليه السلام - " رجال النجاشي
والشيخ ". (3) الاختصاص: 327، عنه البحار: 39 / 153 ح 7 وعن بصائر
الدرجات: 291 ح 6. وأخرجه في البحار: 40 / 209 ح 4 عن البصائر، وهذا متحد
مع حديث.. (4) هو سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي، أبويحيى الكوفي، المولود
سنة 48، والمتوفي سنة 121. " تهذيب التهذيب ". (5) لعل مراده - عليه
السلام - أن فضائله ومناقبه يشهد بعضها لبعض بالصحة، ففيه تصديق مع برهان،
أو المعنى أن هذه المناقب تدل على إمامته - عليه السلام - كذا قال في
البحار. (6) الاختصاص: 327 وعنه البحار: 39 / 153 ح 8 وعن بصائر الدرجات:
410 ح 2. [ * ]
[ 75 ]
27 - علي بن محمد
بن علي بن عيسى بن سعيد، عن حمدان بن
سليمان النيسابوري (1)، قال: حدثني عبد الله بن محمد اليمامي (2)، عن
منيع، عن يونس، عن علي بن أعين، عن أبيه، عن جده، عن أبي رافع (3)، قال:
لما دعا رسول الله - صلى الله عليه وآله - عليا - عليه السلام - يوم خيبر،
فتفل في عينيه فقال له: إذا أنت فتحتها فقف بين الناس فإن الله أمرني
بذلك. قال أبو رافع: فمضي علي - عليه السلام - وأنا معه، فلما أصبح بخيبر
وافتتحها (4) وقف بين الناس فأطال الوقوف، فقال الناس: إن عليا يناجي ربه،
فلما مكث ساعة أمر بانتهاب المدينة التي افتتحها (5). [ قال أبو رافع: ]
(6) فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقلت: (يارسول الله) (7) ان
عليا وقف بين الناس كما أمرته (فسمعت) (8) قوما منهم يقولون: إن الله
ناجاه، فقال: نعم [ يا أبا رافع ] (9) إن الله ناجاه يوم الطائف، ويوم
عقبة تبوك، ويوم
(1) حمدان بن سليمان النيسابوري أبو سعيد، ثقة من وجوه أصحابنا، ذكر ذلك
أبو عبد الله أحمد ابن عبد الواحد، له كتاب، وهو من أصحاب العسكريين -
عليهما السلام - " رجال النجاشي والشيخ ". (2) هو عبد الله بن محمد
اليمامي، يقال له: ابن عمر اليمامي المعروف بابن الرومي نزيل بغداد، توفي
سنة: 236 " تاريخ بغداد " وفي المصدر والاصل والبحار: اليماني. (3) هو:
أبو رافع مولى رسول الله - صلى الله وآله عليه -، واسمه: أسلم، عده
النجاشي من السلف الصالح، والشيخ في رجاله من أصحاب رسول الله - صلى الله
عليه وآله -. (4) هكذا في المصدر، وفي البحار: افتتح خيبر ووقف بين الناس،
فأطال، وفي الاصل: بحنين واقتحمها. (5) ما أثبتاه من المصدر والبحار، وفي
الاصل: اقتحمها. (6) من البحار. (7) ليس في البحار.
(8) ليس في البحار، وفيه: قوم منهم يقول. (9) من البحار. [ * ]
[ 76 ]
خيبر (1). (2) 28 - أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن
يحيى، عن معاوية بن عمار (3)، عن أبي الزبير (4)، عن جابر بن عبد الله
قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - في غزوة الطائف دعا (عليا -
عليه السلام -) (5) فناجاه (6)، فقال الناس، و [ قال ] (7) أبو بكر وعمر:
انتجاه (8) دوننا. فقام النبي - صلى الله عليه وآله - في الناس خطيبا،
فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس أنتم تقولون إني انتجيت عليا،
وإني والله ما انتجيته ولكن الله انتجاه. قال معاوية (بن عمار) (9): فعرضت
(هذا) (10) الحديث على أبي عبد الله - عليه السلام -، فقال: (إن) (11) ذلك
ليقال. (12) 29 - علي بن محمد بن علي بن سعيد، عن حمدان بن سليمان
النيشابوري، قال: حدثنا عبد الله بن محمد اليماني (13)، عن منيع، عن يونس،
عن علي بن أعين، عن أبيه، عن جده، عن أبي رافع قال: لما بعث رسول الله -
صلى الله
(1) في المصدر والبحار: يوم
حنين. (2) الاختصاص: 327، وأخرجه في البحار 39 / 154 ح 11 عن بصائر
الدرجات: 411 ح 5. (3) هو: معاوية بن عمار بن أبي معاوية، خباب بن عبد
الله الدهني، مولاهم، كوفي كان وجها في أصحابنا، ثقة، توفي - رحمه الله -
سنة: 175 " النجاشي ". (4) هو: محمد بن مسلم بن تدرس الاسدي مولاهم،
المكي، توفي سنة: 126 " تهذيب التهذيب ". (5) ليس في المخطوط. (ما أثبتناه
من المصدر والبحار، وفي الاصل: فانتجاه.
(7) من المصدر والبحار. (8) في البحار والبصائر: ناجاه. (9 و 10) ليس في
المصدر، وفي البحار: قال فعرضت هذا الحديث. (11) ليس في المصدر. (12)
الاختصاص: 199، وعنه البحار: 39 / 153 ح 9 وعن البصائر الدرجات: 410 ح 3.
(13) كذا كتب الرجال، وفي المصدر والاصل والبحار: اليماني. [ * ]
[ 77 ]
عليه وآله - ببراءة مع أبي بكر أنزل الله تبارك وتعالى عليه: [ تترك ] (1)
من ناجيته غير مرة وتبعث من لم أناجيه ؟ ! فأرسل رسول الله - صلى الله
عليه وآله - فأخذ البراءة منه ودفعها إلى علي - عليه السلام - فقال له علي
- عليه السلام -: أوصني يارسول الله. فقال [ له رسول الله ] (2): إن الله
يوصيك ويناجيك فناجاه (الله) (3) يوم براءة من قبل صلاة الاولى إلى صلاة
العصر (4). 30 - وروي بهذا الاسناد، عن أبي رافع: [ قال: ] (5) إن الله
ناجى عليا - عليه السلام - يوم غسل رسول الله - صلى الله عليه وآله -. (6)
31 - محمد بن عيسى بن عبيد، عن القاسم بن عروة (7)، عن عاصم ابن حميد (8)،
عن معاوية بن عمار، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: لما كان يوم
الطائف انتجى رسول الله - صلى الله عليه وآله - عليا - عليه السلام -،
فقال أبو بكر وعمر: انتجيته دوننا. فقال: ما أنتجيته، بل الله انتجاه. (9)
32 - علي بن محمد بن علي بن سعيد، عن حمدان بن سليمان
(1) من البحار والمصدر. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر والبحار. (4)
الاختصاص: 200 وعنه البحار: 39 / 155 ح 12 وعن بصائر الدرجات: 411 ح 6.
(5) من البحار والبصائر.
(6) الاختصاص: 200 وعنه البحار 39 / 155 ح 13 وعن بصائر الدرجات: 411 ح 7.
وأخرجه في البحار: 22 / 515 ح 17 عن البصائر. (7) هو: أبو القاسم بن عروة،
أبو محمد، مولى أبي أيوب الخوزي، بغدادي، وبها توفي، وعده الشيخ في رجاله
من أصحاب الصادق - عليه السلام -. (8) هو: عاصم بن حميد الحناط الحنفي،
أبو الفضل، مولى كوفي، ثقة، عين، صدوق، روى عن أبي عبد الله - عليه السلام
-. " رجال النجاشي ". (9) الاختصاص: 200. وأخرجه في البحار 39 / 154 و 155
ح 10 و 14 عن بصائر الدرجات: 411 ح 4 و 8. [ * ]
[ 78 ]
النيشابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع، عن يونس، عن علي بن
أعين، عن ابي عبد الله - عليه السلام - قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وآله - لاهل الطائف: [ يا أهل الطائف ] (1) لابعثن إليكم رجلا كنفسي
يفتح الله به [ الخير سيفه سوطه ] (2) فيشرف الناس له (3)، فلما أصبح دعا
عليا - عليه السلام - فقال اذهب إلى الطائف. ثم أمر الله النبي - صلى الله
عليه وآله - أن يرحل (4) إليها بعد دخول علي، فلما صار إليها (و) (5) كان
علي - عليه السلام - على رأس الجبل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله
-: اثبت، فثبت (6) فسمعنا صوتا مثل صرير الرحا (7)، فقيل (8): يارسول الله
ماهذا ؟ فقال: إن الله عزوجل يناجي (9) عليا - عليه السلام -. (10) 33 -
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير (11) و الحسن بن علي بن
فضال (12) عن المثنى بن الوليد الحناط (13)، عن منصور بن
(1) من المصدر. (2) من المصدر والبحار، وفي البحار: الخيبر، وهو تصحيف.
(3) هكذا في المصدر والبحار وبصائر الدرجات، وفي الاصل: لها.
(4) هكذا في المصدر والبحار والبصائر، وفي الاصل: أن يدخل. (5) ليس في
المصدر والبحار. (6) هكذا في البحار والمصدر، وفي الاصل اثبت اثبت. (7) في
المصدر: صرير الزجل، وهو الرعد. (8) هكذا في البحار، وفي المصدر والاصل:
فقال، وهو لا يناسب المقام. (9) هكذا في البحار والمصدر، وفي الاصل ناجى.
(10) الاختصاص: 200، عنه البحار: 39 / 155 ح 16 وعن بصائر الدرجات: 412 ح
10. (11) جعفر بن بشير البجلي الوشاء: من زهاد أصحابنا، وعبادهم، ونساكهم،
وكان ثقة، توفي - رحمه الله - سنة: 208 " فهرست الشيخ ورجال النجاشي ".
(12) هو الحسن بن علي بن فضال: كان جليل القدر، عظيم المنزلة، ثقة في
الحديث، توفي - رحمه الله - سنة: 224 " فهرست الشيخ ". (13) هو: مولى
كوفي، روى عن أبي عبد الله - عليه السلام -، وله كتاب، وقال الكشي: لا بأس
به. [ * ]
[ 79 ]
حازم (1)، عن ابي عبد الله - عليه السلام - قال: إن رسول الله - صلى الله
عليه وآله - انتجى عليا - عليه السلام - يوم الطائف، فقال أصحابه: يارسول
الله انتجيت عليا من بيننا [ وهو أحدثنا سنا ] (2) ! فقال: ما انتجيته، بل
انتجاه الله. (3) 34 - محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسين بن سعيد،
عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان الكلبي، عن آدم بن الحسين (4)، عن حمران
بن أعين قال: قلت لابي عبد الله - عليه السلام -: بلغني أن الله تبارك
وتعالى قد ناجى عليا - عليه السلام - فقال: أجل، قد كانت بينهما مناجاة
بالطائف نزل بينهما جبرئيل - عليه السلام - وقال: إن الله علم رسوله
الحرام والحلال والتأويل، فعلم رسول الله - صلى الله عليه وآله - عليا ذلك
كله. (5)
35 - الشيخ الطوسي في أماليه: قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد ابن
هارون بن الصلت الاهوازي (6)، قال: أخبرنا احمد بن محمد - يعني بن سعيد
ابن عقدة - (7) قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا (8)، قال حدثنا إسماعيل
بن
(1) هو: أبو أيوب البجلي، كوفي، ثقة، عين، صدوق، من فقهاء أصحابنا، روى عن
أبي عبد الله و أبي الحسن موسى - عليهما السلام - " رجال النجاشي ". (2)
من المصدر والبحار. (3) الاختصاص: 200، وعنه البحار: 39 / 155 ح 15 وعن
بصائر الدرجات: 423 ح 9. (4) لم نجد له بهذا العنوان ترجمة، ولعله هو الذي
تقدم ذكره بعين السند في حديث 25 بعنوان (أديم بن الحر). (5) الاختصاص:
278، وهذا الحديث متحد مع الحديث 31 المتقدم. (6) أحمد بن محمد بن هارون
بن الصلت الاهوازي: سمع ابن عقدة، كان صدوقا، صالحا، ثقة، ولد سنة 324،
وتوفي سنة 409، وهو من مشايخ النجاشي والشيخ. (معجم رجال الحديث، تاريخ
بغداد). (7) أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة: أمره في الثقة والجلالة وعظم
الحفظ أشهر من أن يذكر، توفي بالكوفة سنة: 333 (فهرست الشيخ). (8) هو: أبو
جعفر الكوفي العابد البناني الصوفي الاودي، توفي في ربيع الاول سنة 264. [
* ]
[ 80 ]
أبان (1)، قال: حدثنا عبد
الله بن مسلم الملائي (2)، عن الاجلح (3)، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول
الله - صلى الله عليه وآله - دعا عليا وهو محاصر الطائف (4) فكان القوم
اشرفوا لذلك وقالوا: لقد طال نجواك له مذ اليوم. (5) فقال: ما [ أنا ] (6)
انتجيته، ولكن الله انتجاه. (7) 36 - عنه في مجالسه: قال: أخبرنا جماعة،
عن أبي المفضل (8)، قال: حدثنا
الحسن بن علي بن زكريا العاصمي (9)، قال: حدثنا (أحمد بن عبيد الله
الغداني) (10)، قال: حدثنا الربيع بن سيار، قال: حدثنا الاعمش (11)، عن
سالم بن
(1) إسماعيل بن أبان الوراق الازدي أبو إسحاق، ويقال: أبو إبراهيم الكوفي،
وقال محمد بن عبد الله الحضرمي: إنه توفي سنة: 216، روى عن عبد الله بن
مسلم بن كيسان الملائي وغيره، وروى عنه أحمد بن يحيى بن زكريا الصوفي
(تهذيب الكمال). (2) عبد الله بن مسلم الملائي ابن كيسان الضبي: مولاهم
كوفي من أصحاب الصادق - عليه السلام -. (3) هو: أجلح بن عبد الله بن
معاوية، أبو حجية الكندي، اسمه يحيى، عده الشيخ في أصحاب الصادق - عليه
السلام - فيمن اسمه " يحيى "، وقال في تهذيب التهذيب: إنه توفي سنة: 145.
(4) الطائف: - بعد الالف همزة مكسورة، ثم فاء - كانت تسمى قديما " وج "
وهي ناحية ذات نخيل وأعناب، ومزارع وأودية، وهي على ظهر جبل غزوان، وبها
عقبة. (مراصد الاطلاع). (5) في المصدر استشرفوا.. منذ اليوم. (6) من
المصدر والبحار. (7) الامالي للطوسي: 1 / 340، وفي ص 266 باسناده عن أبي
عمر، عن ابن عقدة، وعنهما البحار: 39 / 151 ح 1، وفي ج 40 / 34 ح 66 عن
المورد الاول. (8) هو: محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن المطلب
الشيباني، كثير الرواية، حسن الحفظ، توفي سنة 387 عن تسعين سنة. (رجال
النجاشي والطوسي وتاريخ بغداد). (9) هو: الحسن بن علي بن زكريا بن صالح بن
عاصم بن زفر بن العلاء بن أسلم، أبو سعيد العدوي البصري، ولد سنة: 210،
وتوفي سنة 319. (تاريخ بغداد)، ووثقه في كفاية الاثر: 91. (10) هو: أحمد
بن عبيدالله - ويقال: عبد الله مكبرا - بن سهيل بن صخر الغداني أبو عبد
الله البصري المتوفي سنة: 224 أو 227، وروى عنه الحسن بن علي بن زكريا
العدوي. (تهذيب الكمال). (11) هو: سليمان بن مهران أبو محمد الاسدي
الكاهلي، مولاهم الكوفي، أصله من بلاد الري، عده الشيخ في رجاله من أصحاب
الصادق - عليه السلام -، توفي سنة 148. [ * ]
[ 81 ]
أبي الجعد (1) يرفعه إلى أبي ذر
- رضي الله عنه - أن عليا - عليه السلام - وعثمان وطلحة والزبير و عبد
الرحمان بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا
ويغلقوا عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم، وأجلهم ثلاثة (أيام) (2)، فإن
توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل، وإن توافق أربعة
وأبى إثنان قتل الاثنان. فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال (لهم) (3)
علي بن أبي طالب: إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول (لكم) (4) فإن يكن حقا
فاقبلوه، وإن يكن باطلا فانكروه. قالوا: قل، ثم ذكر الحديث بذكر ما خصه
الله سبحانه من الفضائل ويناشدهم الله تعالى في ذلك ويقولون اللهم نعم.
وقال في الحديث: قال: أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - ناجاني
يوم الطائف دون الناس فأطال ذلك، فقال بعضكم: يارسول الله إنك انتجيت عليا
دوننا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ما أنا انتجيته، بل الله
عزوجل انتجاه، قالوا: نعم. (5) 37 - ابن شهراشوب في مناقبه: عن الترمذي
(6) في الجامع، وأبو يعلي
(1) هو:
سالم بن أبي الجعد الاشجعي، مولاهم الكوفي، يكنى أبا أسماء، عده الشيخ في
رجاله من أصحاب علي والامام السجاد - عليهما السلام - ويظهر من النجاشي في
ترجمة (رافع بن سلمة ابن زياد بن أبي الجعد) كونه ثقة حيث قال: إن رافع
ثقة من بيت الثقات وعيونهم). (2) ليس في نسخة (خ). (3 و 4) ليس في المصدر
ونسخة (خ). (5) الامالي: 2 / 159 - 162 وعنه البحار: 8 / 332 (ط الحجر).
(6) هو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي البوغي
الترمذي الضرير، المولود سنة 209، المتوفي سنة 279. (كشف الظنون). [ * ]
[ 82 ]
في المسند (1)، وأبو بكر بن مردويه (2) في الامالي، والخطيب في الاربعين،
والسمعاني في الفضائل مسندا إلى جابر، قال: ناجى النبي - صلى الله عليه
وآله - يوم الطائف عليا فأطال نجواه، فقال أحد الرجلين للآخر: لقد طال
نجواه مع ابن عمه. وفي رواية الترمذي: فقال الناس: لقد طال نجواه، وبلغ
ذلك النبي - صلى الله عليه وآله -. وفي رواية غيرهم: أن رجلا قال: أتناجيه
دوننا ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: ما أنا انتجيته، ولكن الله
انتجاه، ثم قال - صلى الله عليه وآله -: إن الله أمرني أن أنتجي معه. (3)
38 - ومن طريق المخالفين: ما رواه أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الشافعي
المعروف بابن المغازلي الواسطي (4) في كتاب مناقب أمير المؤمنين - عليه
السلام -، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه
الشافعي (5) بقراءتي عليه فأقر به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، قلت له:
أخبركم أبو محمد عبد الله بن عثمان الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي
(6)، قال: حدثنا
(1) هو أحمد بن علي
بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي الموصلي، ولد في سنة 210، ومات
في سنة 307. (سير أعلام النبلاء). (2) هكذا في البحار، وفي المناقب: ابن
مهدويه، وفي الاصل: ابن مهرويه، وكلاهما تصحيف، وهو أحمد بن موسى بن
مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر الاصبهاني، أبو بكر، توفي سنة 410. (تذكرة
الحفاظ). (3) المناقب: 2 / 222، وعنه البحار: 38 / 300. ورواه الترمذي في
الجامع الصحيح: 5 / 639 ح 3726 وأبو يعلي الموصلي في مسنده: 4 / 118 ح 339
(2163).
وأخرجه في جامع الاصول: 9 / 474 (6493) وابن كثير في البداية والنهاية: 7
/ 356 عن الترمذي باختلاف يسير. (4) أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الشافعي
المعروف بابن المغازلي الواسطي الجلابي، غرق ببغداد في دجلة سنة: 483.
(أنساب السمعاني). (5) أحمد بن المظفر بن أحمد بن مزداد العطار أبو الحسن
الشافعي الواسطي، راوي مسند مسدد عن ابن السقاء المتوفي: 441. (شذرات
الذهب). أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عثمان، يعرف بابن
السقاء الحافظ الواسطي، المتوفي سنة 373. (تاريخ بغداد). [ * ]
[ 83 ]
أبو عبد الله محمود بن محمد (1) ويعقوب بن إسحاق بن عباد بن العوام
الرياحي الواسطيان، قالا: حدثنا وهب بن بقية (2)، قال: أخبرنا خالد بن عبد
الله (3)، عن الاجلح، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: انتجى رسول الله - صلى
الله عليه وآله - عليا يوم الطائف فطالت مناجاته إياه، فقيل له: لقد طالت
مناجاتك اليوم عليا ؟ فقال: ما أنا ناجيته ولكن الله ناجاه. (4) 39 -
وعنه: قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الازهر المعروف بابن
السوادي الصيرفي (5) قدم علينا واسطا، قلت له: أخبركم أبو بكر أحمد بن
إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز (6) وأذن لكم في روايته عنه، قال: حدثنا
عبد الجبار بن العباس (7)، حدثنا عمار الدهني (8)، عن أبي الزبير، عن جابر
(1) محمود بن محمد بن منويه، أبو عبد
الله الواسطي، المتوفي سنة 307. (تاريخ بغداد). (2) هو: إبو محمد الواسطي
المعروف بوهبان، ولد سنة: 155، وتوفي سنة 239، ووثقه الخطيب البغدادي في
تاريخه. (تهذيب التهذيب). (3) هو: خالد بن عبد الله بن عبد الرحمان بن
يزيد الطحان، أبو الهيثم الواسطي، المولود سنة: 110،
والمتوفي سنة: 179 (تاريخ بغداد). (4) مناقب ابن المغازلي: 124 ح 162 وعنه
العمدة لابن البطريق: 361 ح 701 وغاية المرام: 526 ح 1 وأخرجه في البحار:
39 / 156 ح 19 عن العمدة. ورواه في تاريخ بغداد: 7 / 403 بإسناده عن وهب
بن بقية مثله. (5) أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الازهر
المعروف بابن السوادي الصيرفي، توفي سنة: 445 (تاريخ بغداد)، وفي المصدر:
المعروف بابن الدبثائي. (6) هو: أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن
شاذان بن حرب بن مهران، أبو بكر البزاز، توفي سنة: 383 (تاريخ بغداد). (7)
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق - عليه السلام - قائلا: عبد الجبار بن
العباس الهمداني الشبامي. (8) هو: عمار بن خباب، أبو معاوية البجلي
الدهني، وثقه النجاشي في ترجمة ابنه: (معاوية) قائلا: و كان أبوه: عمار
ثقة في العامة، وجها، توفي سنة: 133. [ * ]
[ 84 ]
ابن عبد الله، قال: ناجى رسول الله - صلى الله عليه وآله - عليا يوم
الطائف فأطال نجواه، فقال رجل: لقد أطال نجواه ابن عمه، فبلغ ذلك النبي -
صلى الله عليه وآله - فقال: ما [ أنا ] (1) انتجيته ولكن الله انتجاه. (2)
40 - وعنه: قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، قال: أخبرنا الحسين
بن محمد بن الحسين العلوي العدل، قال: حدثنا أبو الأحوص محمد ابن الهيثم
القاضي (3)، قال: حدثنا أبو عفير، قال: حدثنا بكار بن زكريا الاشجعي (4)،
عن الاجلح، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وآله - [
أنه ] (5) دعا عليا - عليه السلام - وهو محاصر الطائف، فقال ناس [ من
أصحابه ] (6): لقد طالت مناجاته منذ اليوم، فسمع النبي - صلى الله عليه
وآله - فقال: ما [ أنا ] (7)
انتجيته، ولكن الله انتجاه. (8) 41 - وعنه: قال: أخبرنا أحمد بن محمد عبد
الوهاب، قال: أخبرنا أبو
(1) من المصدر. (2) مناقب ابن المغازلي: 124 ح 163 وعنه ابن البطريق في
العمدة: 361 وغاية المرام: 526 ح 2. وأخرجه من طريق ابن المغازلي، العلامة
الشهير بابن حسنويه في در بحر المناقب: 47 على ما في إحقاق الحق: 6 / 529.
(3) هو: أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد الثقفي، توفي سنة:
299. (تهذيب التهذيب). (4) بكار بن زكريا الاشجعي، يروي عن أجلح بن عبد
الله. (ميزان الاعتدال). (5) هكذا في المصدر، وفي الاصل والعمدة: ان النبي
- صلى الله عليه وآله - دعا.. (6) من المصدر، وفي الاصل: فقال الناس: لقد
طالت مناجاتك. (7) من المصدر. (8) مناقب ابن المغازلي: 126 ح 165 وعنه
العمدة لابن البطريق: 362 ح 704 والمؤلف في غاية المرام: 526 ح 3. وأخرجه
العلامة ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة: 9 / 173، وقال: رواه
أحمد في المسند، وهكذا أخرجه العلامة القندوزي في ينابيع المودة: 58 وقال:
رواه أحمد في المسند عن جابر بن عبد الله. [ * ]
[ 85 ]
عبد الله الحسين بن محمد العلوي العدل، قال: حدثنا محمد بن محمود، قال:
حدثنا أبي، قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد، عن الاجلح، عن أبي
الزبير، عن جابر قال: انتجى النبي - صلى الله عليه وآله -: عليا في غزاة
الطائف يوما، فقالوا: لقد طالت مناجاتك اليوم عليا ! فقال النبي - صلى
الله عليه وآله - ما أنا انتجيته،
ولكن الله انتجاه. (1) 42 - وعنه: قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن
عثمان، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان، قال:
حدثنا محمد بن حميد اللخمي (2)، قال: حدثني أبي (3)، قال: حدثنا محمود بن
إبراهيم، قال: حدثنا عبد الجبار بن العباس، قال: حدثنا عمار الدهني، عن
أبي الزبير، عن جابر ابن عبد الله قال: ناجى رسول الله - صلى الله عليه
وآله - عليا يوم الطائف فأطال نجواه، فقال رجل: لقد طال نجواه لابن عمه،
فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وآله - فقال: ما انتجيته، ولكن الله
انتجاه. (4) 43 - ومن كتاب فضائل الصحابة للسمعاني: بالاسناد قال: عن أبي
الزبير، عن جابر - رضي الله عنه - قال: لما كان يوم الطائف دعا رسول الله
- صلى الله
(1) مناقب ابن المغازلي: 126 ح 166 وعنه العمدة لابن البطريق: 362 ح 705
والمؤلف أيضا في غاية المرام: 526 ح 4. (2) الظاهر انه: محمد بن الحسين بن
حميد بن الربيع بن مالك، أبو الطيب اللخمي الكوفي، سكن بغداد وحدث بها عن
جده (حميد بن الربيع)، وروى عنه أبو بكر بن شاذان، توفي سنة: 318، (تاريخ
بغداد). (3) هو: الحسين بن حميد بن الربيع أبو عبيدالله اللخمي الخزاز
الكوفي، المتوفي سنة: 282 (تاريخ بغداد). (4) هذا الحديث متحد مع حديث: 39
متنا وسندا. إلا أنه سقط عن سنده (محمد بن حميد اللخمي وأبيه ومحمود بن
إبراهيم) وقال محشي المناقب: أضفناه (أي الثلاثة رجال) عن عمدة ابن
البطريق وغاية المرام إذ جعلا الحديث اثنين. [ * ]
[ 86 ]
عليه وآله - عليا فناجاه طويلا، فقال بعض أصحابه: لقد طال مناجاة ابن عمه
قال:
ما انتجيته، ولكن الله انتجاه (1).
الرابع أن الله أشهد عليا
- عليه السلام - رسوله - صلى الله عليه وآله - في سبعة مواطن
الرابع أن الله أشهد عليا - عليه السلام - رسوله - صلى
الله عليه وآله - في سبعة مواطن منها: ليلة الاسراء
44 - الشيخ الطوسي في كتاب المجالس: قال: أخبرنا جماعة (2)، عن أبي
المفضل، قال حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن عبد [ الله ] (3) الموسوي
في داره بمكة سنة [ ثمان و ] (4) عشرين وثلاثمائة، قال: حدثني مؤدبي:
عبيدالله بن أحمد ابن نهيك الكوفي (5)، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير:
زياد، قال: حدثني علي ابن رئاب (6)، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله جعفر بن
محمد - عليهما السلام -،
(1) هذا الحديث متحد مع حديث: 37 مضمونا ومعنى مع اختلاف يسير في اللفظ.
(2) قال في الامالي ج 2 / 60 و 87: أخبرنا جماعة منهم: 1 - الحسين بن
عبيدالله الغضائري: أبو عبد الله المتوفي سنة: 411، وقد أجاز للشيخ الطوسي
جميع رواياته. 2 - أحمد بن عبدون: أبو عبد الله: ابن عبد الواحد بن أحمد
البزاز المعروف بابن الحاشر، المتوفي سنة: 423 (رجال الشيخ). 3 - أبو طالب
بن عزور. 4 - الحسن بن إسماعيل بن أشناس: المعروف ب (ابن الحمامي
البزاز)، المتوفي سنة: 439 (تاريخ بغداد). 5 - أبو الحسين الصفار: هو أحمد
بن عمر الصفار، ويقال: الصفاري، سمع غريب الحديث لابي عبيد سنة 405. (3)
لفظ الجلالة من المصدر والبحار. (4) من المصدر والبحار. (5) هو: عبيدالله
بن أحمد بن نهيك، أبو العباس النخعي، الشيخ الصدوق، ثقة، وآل نهيك بيت
بالكوفة من أصحابنا (رجال النجاشي)، وفي المصدر وفهرست الشيخ (عبد الله).
(6) هو: علي بن رئاب أبو الحسن، مولى جرم - بطن من قضاعة - وقيل مولى بني
أسعد بن بكر، طحان، كوفي، روى عن أبي عبد الله - عليه السلام -، له أصل
كبير، وهو ثقة، جليل القدر. [ * ]
[ 87 ]
عن آبائه [ عن علي ] (1) - عليهم السلام - قال: قال لي رسول الله - صلى
الله عليه وآله -: يا علي ! إنه لما اسري بي إلى السماء تلقتني الملائكة
بالبشارات في كل سماء حتى لقيني جبرئيل في محفل من الملائكة (2) فقال: (يا
محمد) (3) لو اجتمعت امتك على حب علي ما خلق الله عزوجل النار. يا علي إن
الله أشهدك معي في سبعة مواطن حتى انست بك. أما أول ذلك: فليلة أسري بي
إلى السماء قال لي جبرئيل - عليه السلام -: أين أخوك يا محمد ؟ ! فقلت:
(يا جبرئيل) (4) خلفته ورائي. فقال: ادع الله عزوجل فليأتك به. فدعوت الله
عزوجل فإذا مثالك معي، وإذا الملائكة وقوف صفوفا، فقلت: يا جبرئيل من
هؤلاء ؟ قال: هؤلاء الذين يباهي الله عزوجل بهم يوم القيامة. فدنوت،
فمنطقت بما كان وبما يكون إلى يوم القيامة. والثانية: حين اسري بي إلى ذي
العرش عزوجل، قال جبرئيل - عليه السلام -: أين أخوك يا محمد ؟ فقلت: (فقد)
(5) خلفته ورائي. فقال: ادع الله عزوجل (فليأتك به. فدعوت الله عزوجل) (6)
فإذا مثالك معي، وكشط (7) لي عن سبع سماوات حتى رأيت سكانها وعمارها وموضع
كل ملك منها. والثالثة: حين بعثت إلى الجن (8)، فقال لي جبرئيل - عليه
السلام -: أين أخوك ؟
(1) من المصدر
والبحار. (2) هكذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: جبرئيل في مخلوقة
الملائكة، وهو تصحيف. (3 و 4) ليس في البحار.
(5) ليس في المصدر والبحار. (6) ليس في البحار: 40. (7) كشط: الكشط
والقشط، سواء في الرفع والازالة والقلع والكشف، في حديث الاستسقاء. (فتكشط
السحاب) أي تقطع وتفرق. هكذا في النهاية. (8) في البحار: 40: الحق. [ * ]
[ 88 ]
فقلت: خلفته ورائي. فقال: ادع الله عزوجل فليأتك به. فدعوت الله عزوجل
فإذا أنت (معي) (1)، فما قلت لهم شيئا، ولا ردوا علي شيئا إلا سمعته
ووعيته. والرابعة: خصصنا بليلة القدر وأنت معي فيها وليست لاحد غيرنا.
والخامسة: ناجيت الله عزوجل ومثالك معي فسألت فيك خصالا أجابني إليها إلا
النبوة فإنه قال: (قد) (2) خصصتها بك، وختمتها (3) بك. والسادسة: لما طفت
بالبيت المعمور كان مثالك معي. والسابعة: هلاك الاحزاب على يدي وأنت معي.
يا علي إن الله أشرف إلى (4) الدنيا فاختارني على رجال العالمين، ثم أطلع
الثانية فاختارك على رجال العالمين، ثم أطلع الثالثة فاختار فاطمة على
نساء العالمين، ثم اطلع الرابعة فاختار الحسن والحسين والائمة من ولدها
على رجال العالمين. (5) يا علي إني رأيت اسمك مقرونا باسمي في أربعة
مواطن، فآنست بالنظر إليه: إني لما بلغت بيت المقدس في معارجي إلى السماء
وجدت على صخرتها (لاإله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بوزيره، ونصرته
به) فقلت: يا جبرئيل ومن وزيري ؟ فقال: علي بن أبي طالب. فلما انتهيت إلى
سدرة المنتهى، وجدت مكتوبا عليها (لاإله إلا الله أنا وحدي، ومحمد صفوتي
من خلقي، أيدته بوزيره، ونصرته به) فقلت: يا جبرئيل
ومن وزيري ؟ فقال: علي بن أبي طالب. فلما جاوزت السدرة وانتهيت إلى عرش
(1) ليس في نسخة " خ ". (2) ليس في المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: نختمها. (4) في المصدر: على. (5) أورد في إثبات
الهداة 1 / 552 ح 384 من قوله (يا علي إن الله أشرف إلى قوله: ولدهما على
رجال العالمين) عن أمالي الطوسي. [ * ]
[ 89 ]
رب العالمين وجدت مكتوبا على قائمة من قوائم العرش: [ أنا الله ] (1)
لاإله إلا الله أنا وحدي، محمد حبيبي وصفوتي من خلقي، أيدته بوزيره وأخيه،
ونصرته به. (2) يا علي إن الله عزوجل أعطاني فيك سبع خصال: أنت أول من
ينشق القبر عنه معي، وأنت أول من يقف معي على الصراط فتقول للنار: خذي هذا
فهو لك، وذري هذا فليس هو لك، وأنت أول من يكسى إذا كسيت، ويحيى إذا حييت،
و [ أنت ] (3) أول من يقف معي عن يمين العرش، وأول من يقرع [ معي ] (4)
باب الجنة، وأول من يسكن معي عليين وأول من يشرب معي من الرحيق المختوم
الذي ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون (5). (6) 45 - سعد بن عبد
الله القمي في بصائر الدرجات (7): عن محمد ابن عيسى بن عبيد، عن أبي عبد
الله زكرياء بن محمد المؤمن (8)، قال: حدثني
(1) من المصدر والبحار. (2) أخرج القمي في تفسيره: 2 / 336 من قوله: (إني
لما بلغت بيت المقدس إلى قوله: وأخيه ونصرته به). وعنه البحار: 18 / 408
صدر ح 118. (3 و 4) من المصدر والبحار.
(5) اقتباس من سورة المطففين: 25 و 26. (6) الامالي: 2 / 255 وعنه البحار:
18 / 388 ح 97 وج 40 / 35 ح 70. (7) هو تأليف سعد بن عبد الله القمي في
المناقب والفضائل لاهل البيت - عليهم السلام -، وقد اختصره الشيخ حسن بن
سليمان بن محمد بن خالد الحلي تلميذ الشيخ الشهيد، ولذلك وقع الاختلاف بين
أرباب الرجال والتراجم في مؤلفه، ومن أراد الاطلاع فليراجع كتاب الذريعة
وتبصرة الولي بتحقيقنا. (8) هو: أبو عبد الله زكريا بن محمد المؤمن، روى
عن الصادق والكاظم، ولقى الرضا - عليهم السلام - في المسجد الحرام.. له
كتاب منتحل الحديث، روى عنه محمد بن عيسى ابن عبيد (رجال النجاشي). [ * ]
[ 90 ]
أبو علي حسان بن مهران الجمال (1)، عن أبي داود السبيعي، عن بريدة
الاسلمي، عن رسول الله صلى الله عليه وآله - قال: قال رسول الله - صلى
الله عليه وآله -: يا علي إن الله عزوجل أشهدك معي في سبعة مواطن: أما
أولهن: فليلة اسري بي إلى السماء، فقال لي جبرائيل - عليه السلام -: أين
أخوك ؟ فقلت: ودعته خلفي. فقال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله فإذا أنت
معي، وإذا الملائكة صفوف وقوف، فقلت: من (2) هؤلاء يا جبرائيل ؟ فقال:
هؤلاء يباهيهم الله بك. قال: فاذن لي، فنطقت بمنطق لم ينطق الخلائق [
بمثله ] (3)، نطقت بما خلق الله وما هو خالق إلى يوم القيامة. الموطن
الثاني: أتاني جبرئيل فأسرى بي إلى السماء، فقال لي: أين أخوك ؟ فقلت:
ودعته خلفي. قال: فادع الله فليأتك به، فدعوت الله فإذا أنت معي، فكشط لي
عن السماوات السبع والارضين السبع حتى رأيت سكانها وعمارها
و (موضع) (4) كل ملك منها، فلم أر من ذلك شيئا إلا رأيته. الموطن الثالث:
ذهبت إلى الجن و [ ما ] (5) معي غيرك، فقال [ لي ] (6) جبرائيل - عليه
السلام -: أين أخوك ؟ فقلت: ودعته خلفي. فقال: ادع الله فليأتك به. فدعوت
الله عزوجل فإذا أنت معي فلم أقل لهم شيئا، ولم يردوا علي شيئا إلا سمعته
وعلمته كما علمته. الموطن الرابع: إني لم أسأل (7) الله عزوجل إلا أعطيته
فيك إلا النبوة،
(1) هو: حسان بن مهران الجمال، مولى بني كاهل بن أسد، وقيل: مولى لغني،
أخو صفوان، روى عن أبي عبد الله، وأبي الحسن - عليهما السلام -، ثقة، ثقة
" رجال النجاشي ". (2) في المصدر: ما. (3) من المصدر. (4) ليس في نسخة " خ
". (5 و 6) من المصدر. (7) في المصدر: ما سألت. [ * ]
[ 91 ]
فإنه قال: يا محمد خصصتك بها. الموطن الخامس: خصصنا بليلة القدر، وليس
لاحد غيرنا. الموطن السادس: أتاني جبرائيل - عليه السلام - وأسرى بي إلى
السماء، وقال (لي: يا محمد) (1) أين أخوك ؟ فقلت: ودعته خلفي، فقال: ادع
الله فليأتك به، فدعوت الله فإذا أنت معي، فاذن جبرائيل - عليه السلام -
وصليت بأهل السماوات جميعا وأنت معي. الموطن السابع: نبقى (2) حتى لا يبقى
أحد وهلاك الاحزاب بأيدينا. (3) 46 - عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله
عليه وآله - ليلة المعراج رأي عليا وفاطمة والحسن والحسين في السماء وسلم
عليهم وقد فارقهم في الارض.
روى ذلك البرسي في كتابه (4). (5)
الخامس
أن عليا - عليه السلام - عرج به جبرئيل - عليه السلام - إلى السماء لمحاكمة بين
الملائكة
الخامس أن عليا - عليه السلام - عرج به جبرئيل - عليه السلام
- إلى السماء لمحاكمة بين الملائكة 47 - الشيخ
المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد العبسي
(6)، قال: أخبرني حماد بن اسامة (7)، عن الاعمش، عن
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: تبقى، بصيغة المخاطب.
(3) مختصر البصائر: 69. ورواه القمي في تفسيره: 2 / 335 باختلاف وعنه
البحار: 18 / 405 ح 112. وأخرجه المؤلف في البرهان: 4 / 247 ح 5 عن تفسير
القمي. (4) مشارق أنوار اليقين في حقائق كشف أسرار أمير المؤمنين - عليه
السلام - للحافظ البرسي الحلي. (5)... (6) عبد الله بن محمد بن أبي شيبة،
إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي، مولاهم، أبو بكر الحافظ الكوفي
المتوفي سنة: 235 " تهذيب التهذيب ". (7) حماد بن اسامة بن زيد القرشي،
أبو أسامة الكوفي، المتوفي سنة: 201، روى عن سليمان الاعمش وغيره، وروى
عنه عدة كثيرة منهم: عبد الله بن محمد بن أبي شيبة. " تهذيب الكمال ". [ *
]
[ 92 ]
زيد بن وهب (1)، عن عبد الله
بن مسعود (2)، قال: أتيت فاطمة - صلوات الله عليها - فقلت لها: أين بعلك ؟
فقالت: عرج به جبرئيل إلى السماء. فقلت: فيماذا ؟ فقالت: إن نفرا من
الملائكة تشاجروا في شئ فسألوا حكما من الآدميين، فأوحى الله إليهم أن
تخيروا، فاختاروا علي بن أبي طالب - عليه السلام -. (3)
السادس أن ثلاثة آلاف ملك سلموا على علي عليه السلام -
ليلة القليب
السادس أن ثلاثة آلاف ملك سلموا على علي عليه السلام -
ليلة القليب (4) وفيهم جبرئيل
وميكائيل وإسرافيل - عليهم السلام
48 - الشيخ في المجالس: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا
الحسن بن زكريا العاصمي، قال: حدثنا أحمد بن عبيدالله الغداني، قال: حدثنا
الربيع بن سيار، قال: حدثنا الاعمش، عن سالم بن أبي الجعد، يرفعه إلى أبي
ذر - رضي الله عنه - أن عليا - عليه السلام - وعثمان وطلحة والزبير و عبد
الرحمان بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا
ويغلقوا عليهم بابه، ويتشاوروا في أمرهم، وأجلهم ثلاثة أيام، فإن توافق
خمسة على قول واحد وأبي رجل منهم قتل ذلك الرجل، وإن توافق أربعة وأبي
إثنان قتل الاثنان، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم علي بن أبي
طالب: إني احب أن تسمعوا مني ما أقول لكم، فإن يكن حقا فاقبلوه، وإن يكن
باطلا فانكروه. قالوا: قل - ثم ساق الحديث بذكر فضائله وهم يقولون في ذلك
اللهم نعم -
(1) زيد بن وهب الجهني، أبو سليمان الكوفي، روى عن عبد الله بن مسعود
وجماعة، وروى عنه عدة منهم: سليمان الاعمش، مات سنة: 96. " تهذيب الكمال
". (2) عبد الله بن مسعود الصحابي المعروف، الهذلي، المتوفي سنة: 32. (3)
الاختصاص: 213 وعنه البحار: 39 / 150 ح 15. (4) " ليلة القليب " عند العرب
البئر العادية القديمة مطوية كانت أو غيرها، والجمع: " قلب " مثل بريد
وبرد، ومنه حديث قتلي بدر: " ثم جمعهم في قليب ". والمراد بها: الليلة
التي جاء - عليه السلام - بالماء إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - في
غزوة بدر الكبرى. [ * ]
[ 93 ]
وقال في
ذلك: فهل فيكم من سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف ملك من الملائكة
وفيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ليلة القليب لما جئت بالماء إلى رسول الله
- صلى الله عليه وآله - [ غيري ] (1) ؟ قالوا: لا. (2) 49 - ابن شهراشوب:
عن محمد بن ثابت (3) بإسناده عن ابن مسعود
والفلكي (4) في التفسير بإسناده عن محمد بن الحنفية (5)، قال: بعث رسول
الله - صلى الله عليه وآله - عليا في غزوة بدر أن يأتيه بالماء حين سكت
أصحابه عن إيراده، فلما أتى القليب وملا القربة [ ماء ] (6) وأخرجها جاءت
ريح فهراقته، ثم عاد إلى القليب فملاها [ فأخرجها ] (7)، فجاءت ريح
فهراقته (8)، وهكذا في الثالثة، فلما كانت الرابعة ملاها فأتى بها النبي -
صلى الله عليه وآله - وأخبره بخبره. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله
-: أما الريح الاولى، فجبرئيل في ألف من
(1) من المصدر. (2) امالي الطوسي: 2 / 159 - 160 وعنه البحار: 8 / 354 " ط
الحجر " وعن إرشاد القلوب: 259. وأورده المؤلف أيضا في حلية الابرار: 1 /
407. وأورد في الاحتجاج: 139 في ضمن حديث طويل من قوله: هل فيكم أحد سلم
عليه إلى قوله: قالوا: لا باختلاف يسير في اللفظ، عن أبي جعفر عليه السلام
- وعنه البحار: 19 / 37 ح 64 وهكذا أخرجه الخوارزمي في المناقب: 221 -
224. (3) محمد بن ثابت بن الحسن الشافعي الواعظ نزيل اصبهان، أبو بكر
الخجندي، توفي سنة: 482 " كشف الظنون ". (4) الفلكي: بكسر الفاء وفتح
اللام وفي آخرها الكاف: هذه نسبة إلى الفلك وهي ج فلكة، وهي التي تعمل في
المغازل، والمشهور بهذه النسبة، أبو الحسن علي بن محمد بن حمزة بن محمد
ابن حمزة بن محمد الفلكي الاصبهاني، حافظ القرآن كان حيا سنة: 550 "
الانساب للسمعاني ". (5) محمد بن علي بن أبي طالب - عليه السلام - المعروف
بابن الحنفية المولود سنة: 21، والمتوفي سنة: 81. (6) من المصدر، وفي
البحار فأخرجها.. فاهرقته. (7) من المصدر. (8) في البحار: فاهرقته. [ * ]
[ 94 ]
الملائكة سلموا عليك، والريح
الثانية، ميكائيل في ألف من الملائكة سلموا عليك، والريح الثالثة، إسرافيل
في ألف من الملائكة سلموا (1) عليك، وفي رواية: وما أتوك إلا ليحفظوك. وقد
رواه عبد الرحمان بن صالح (2) بإسناده عن الليث (أنه) كان يقول: [ كان ]
(4) لعلي في ليلة واحدة ثلاثة آلاف منقبة وثلاث مناقب، ثم يروي هذا الخبر.
(5) الحميري (6): وسلم جبريل وميكال ليلة * عليه وحياه إسرافيل معربا
أحاطوا به في روعة جاء يستقي * وكان على ألف بها قد تحزبا ثلاثة آلاف
ملائك سلموا * عليه فأدناهم وحيا ورحبا (7) 50 - ومن طريق المخالفين ما
رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل (8): قال:
(1) في الاصل: وسلموا. (2) هو عبد الرحمان بن صالح الازدي العتكي أبو
صالح، ويقال: أبو محمد الكوفي، سكن بغداد، ويقال اسم جده عجلان، المتوفي
سنة: 235 " تهذيب التهذيب " وذهب أكثر العامة إلى أنه شيعي. (3) ليس في
المصدر والبحار. (4) من المصدر والبحار. (5) المناقب لابن شهراشوب: 2 /
242، وعنه البحار: 19 / 286 ذح 27 وغاية المرام: 661 ح 2، متحد مع ح 51.
(6) هو إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة الحميري، له مدائح بديعة في أهل
البيت، قيل: توفي سنة 173 أو 178. " سير أعلام النبلاء ".
وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق - عليه السلام -. (7) إشارة إلى قصة
سلام الملائكة على علي - عليه السلام -، وقد ورد ذكرها في كتب الفريقين،
منها: ذخائر العقبى: 68 نقلا عن أحمد بن حنبل في مناقبه. (8) عبد الله بن
أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، المولود سنة: 213، والمتوفي سنة:
290. [ * ]
[ 95 ]
حدثنا عبد الله بن سليمان بن الاشعث (1)، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم
النهشلي (2)، قال: حدثنا سعد بن الصلت (3)، قال: حدثنا أبو الجارود
الرحبي، عن أبي إسحاق الهمداني (4)، عن الحارث (5)، عن علي - عليه السلام
- قال: لما كانت ليلة بدر قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: من يستقي
لنا من الماء ؟ فأحجم الناس، فقام علي - عليه السلام - فاحتضن قربه (6) ثم
أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها، فأوحى الله عزوجل إلى جبرئيل
وميكائيل (واسرافيل) (7) تأهبوا لنصر محمد وحزبه، فهبطوا من السماء لهم
لغط يذعر (8) من سمعه، فلما حاذوا البئر سلموا على علي - عليه السلام - من
عند (ربهم عن) (9) آخرهم [ إكراما ] (10) وتبجيلا. (11)
(1) عبد الله بن سليمان بن الاشعث السجستاني (ابن أبي داود صاحب السنن)
أبو بكر الحافظ، مات سنة 316. " ميزان الاعتدال ". (2) هو أبو بكر
الفارسي، من أهل شيراز، يعرف بشاذان، يروي عن سعيد بن الصلت، مات سنة 271.
" ثقات ابن حبان ". (3) سعد بن الصلت بن برد بن أسلم، مولى جليل بن عبد
الله البجلي، روى عنه حفيده إسحاق ابن إبراهيم النهشلي، ويقال: سعيد بن
الصلت، وهو من شيراز. " ثقات ابن حبان ". (4) هو عمرو بن عبد الله بن علي،
أبو إسحاق الهمداني السبيعي الكوفي، تابعي، وعده الشيخ في أصحاب الصادق -
عليه السلام - وفي باب الكنى من رجاله، من أصحاب أمير المؤمنين والحسنين -
عليهم السلام - وقال في تهذيب التهذيب: إنه توفي سنة 128.
(5) هو الحارث بن عبد الله الاعور، همداني، وعده البرقي في أولياء أمير
المؤمنين، والشيخ في رجاله من أصحابه والحسنين - عليهم السلام - وقال في
تهذيب التهذيب: إنه توفي سنة 65. (6) في المصدر: فرسه. (7) ليس في نسخة "
خ ". (8) كذا في المصدر والبحار ونسخة " خ "، وفي الاصل: مذعر، واللغط:
الصوت والجلبة، أو أصوات مبهمة لاتفهم. (9) ليس في المصدر، والبحار ج 19،
وما أثبتناه كما في الاصل والبحار ج 39. (10) من المصدر والبحار. (11)
فضائل أحمد بن حنبل: 2 / 613 ح 1049، وعنه الطرائف: 74 ح 95، وغاية
المرام: 61 ب 121 ح 1، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي: 9 / 172 ح 16. [ * ]
[ 96 ]
51 - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد: عن جعفر الصادق - عليه
السلام -، عن أبيه، عن ابن عباس قال: استندب رسول الله - صلى الله عليه
وآله - الناس ليلة بدر (1) إلى الماء فانتدب علي، فخرج وكانت ليلة باردة
ذات ريح وظلمة فخرج بقربته، فلما كان إلى القليب لم يجد دلوا، فنزل في
الجب تلك الساعة فملا قربته، ثم أقبل فاستقبلته ريح شديدة فجلس حتى مضت،
ثم قام، ثم مرت [ به ] (2) اخرى فجلس حتى مضت، [ ثم مرت به اخرى فجلس حتى
مضت، ثم قام ] (3)، فلما جاء قال [ له ] (4) النبي - صلى الله عليه وآله
-: ما حبسك يا أبا الحسن ؟ قال: لقيت ريحا، ثم ريحا، ثم ريحا شديدة
فأصابتني قشعريرة. فقال: أتدري ماكان ذاك يا علي ؟ قال: لا. قال: ذاك
جبرئيل في ألف من الملائكة (وقد) (5) سلم عليك وسلموا، ثم (6) مر ميكائيل
في ألف من الملائكة فسلم عليك وسلموا، ثم مر إسرافيل في ألف (7) من
الملائكة فسلم عليك وسلموا. (8)
52 - كتاب الاختصاص: في حديث طويل يذكر فيه فضائل علي - عليه السلام - وما
خص به - عليه السلام - وفي الحديث هكذا: ثم القرآن وما يوجد فيه
= وأخرجه في البحار: 39 / 113 ح 21 عن الطرائف، وفي ج 19 / 285 ذ ح 27 عن
مناقب ابن شهراشوب: 20 / 241. وأورده المؤلف في حلية الابرار: 2 / 265 عن
مناقب الخوارزمي: 217 بإسناده عن عبد الله ابن سليمان بن الاشعث باختلاف
يسير، وفي البحار: 40 / 84 ح 16 عن شرح ابن أبي الحديد. (1) في البحار:
انتدب رسول الله - صلى الله عليه وآله - ليلة بدر. (2 و 3) من المصدر
والبحار. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) في الاصل: وقد. (7) في
البحار: وألف. (8) قرب الاسناد: 53 وعنه البحار: 19 / 305 ح 48 وج 39 / 94
ملحق ح 4. وهذا متحد مع حديث 49. [ * ]
[ 97 ]
من مغازي النبي - صلى الله عليه وآله - مما نزل في القرآن وفضائله وما
يحدث الناس مما قال (1) به رسول الله - صلى الله عليه وآله - من مناقبه
التي لا تحصى. ثم أجمعوا أنه لم يرد على رسول الله - صلى الله عليه وآله -
كلمة قط، ولم يكع (2) عن موضع بعثه، وكان يخدمه في أسفاره، ويملا رواياه
وقربه، ويضرب خباءه، ويقوم على رأسه بالسيف حتى يأمره بالقعود والانصراف،
ولقد بعث غير واحد في استعذاب ماء من الجحفة وغلظ عليه الماء، فانصرفوا
ولم يأتوا بشئ، ثم توجه هو بالرواية (3) فأتاه بماء مثل الزلال واستقبله
ارواح،
فأعلم بذلك النبي - صلى الله عليه وآله - فقال ذلك جبرئيل في ألف،
وميكائيل في ألف، و [ يتلوه ] (4) إسرافيل في ألف، فقال السيد الشاعر: ذاك
(5) الذي سلم في ليلة * عليه ميكال وجبريل يكال في ألف وجبريل في * ألف
ويتلوهم سرافيل (6)
السابع معرفة الملائكة
لعلي - عليه السلام - في السماوات
السابع معرفة الملائكة لعلي - عليه السلام - في السماوات 53 - محمد بن يعقوب: عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي
عمير، عن ابن أذينة (7)، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: قال: ما
تروي هذه الناصبة ؟ فقلت: جعلت فداك فيماذا ؟ فقال: في أذانهم وركوعهم
وسجودهم. فقلت:
(1) في المصدر والبحار: قام. (2) يقال: كع: ضعف وجبن. (3) في الاصل:
توجهوا بالروايا، وهي جمع الراوية. (4) من البحار. (5) في البحار: أعني،
والقصيدة تتضمن (18) بيتا وهي موجودة في الغدير: 2 / 240 و 269. (6)
الاختصاص: 159 وعنه البحار: 40 / 116 ح 117 وهو حديث طويل. (7) هو عمر بن
اذينة الذي عده الشيخ في رجاله وفهرسته من أصحاب الكاظم - عليه السلام -،
ووصفه النجاشي بأنه شيخ أصحابنا البصريين ووجههم. [ * ]
[ 98 ]
إنهم يقولون إن ابي بن كعب (1) رآه في النوم. فقال: كذبوا، إن دين الله
عزوجل أعز من أن يرى في النوم قال: فقال له سدير الصيرفي (2): جعلت فداك
فأحدث لنا منه (3) ذكرا. فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: ان الله
عزوجل عرج بنبيه - صلى الله عليه وآله - إلى سمائه سبعا (4)، أما أولهن
فبارك عليه، والثانية علمه فرضه فأنزل الله محملا من نور فيه أربعون نوعا
من أنواع النور (5) كانت محدقة بعرش الله تغشي أبصار الناظرين.
أما واحد منها فأصفر فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة، وواحد منها أحمر فمن أجل
ذلك احمرت الحمرة، وواحدمنها أبيض فمن أجل ذلك ابيض البياض، والباقي على
سائر عدد الخلق من النور، فالالوان في ذلك المحمل حلق وسلاسل من فضة، ثم
عرج به إلى السماء فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجدا، وقالت:
سبوح قدوس (6) ما أشبه هذا النور بنور ربنا. فقال جبرئيل: الله أكبر الله
أكبر، ثم فتحت أبواب السماء، واجتمعت الملائكة فسلمت على النبي - صلى الله
عليه وآله - أفواجا، وقالت: يا محمد
(1) هو ابي بن كعب بن قيس، من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله -
يكنى أبا منذر، عده الشيخ في آخر رجاله، والصدوق في الخصال في الباب
الثاني عشر من الاثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر، للعلامة المجلسي -
رحمه الله - في مرآة العقول: 15 / 468 بيان مفيد، فراجع. (2) هو: سدير بن
حكيم بن صهيب، يكنى أبا الفضل، عده الشيخ في رجاله من أصحاب السجاد
والباقر والصادق والكاظم - عليهم السلام -. (3) في المصدر: من ذلك. (4)
كذا في العلل وهو أصح، وفي المصدر: لما عرج بنبيه - صلى الله عليه وآله -
إلى سماواته السبع. (5) يحتمل أن يكون المراد بالانوار الصورية أو الاعم
منها ومن المعنوية، وأما نفرة الملائكة فغلبة النور على أنوارهم، وعجزهم
عن إدراك الكمالات المعنوية التي أعطاها الله نبينا - صلى الله عليه وآله
-. (6) سبوح قدوس يرويان بالضم، والفتح أقيس، والضم أكثر استعمالا، هو من
أبنية المبالغة والمراد بهما التنزيه. (نهاية ابن الاثير). [ * ]
[ 99 ]
كيف أخوك ؟ إذا نزلت فاقرأه السلام. قال النبي - صلى الله عليه وآله -:
أفتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد اخذ ميثاقك وميثاقه منا وميثاق
شيعته إلى يوم القيامة علينا،
وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا يعنون في كل وقت الصلاة (1)،
وإنا لنصلي عليك وعليه. ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لا يشبه
النور الاول وزادني حلق وسلاسل، وعرج بي إلى السماء الثانية، فلما قربت من
باب السماء الثانية نفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجدا، وقالت:
سبوح قدوس رب الملائكة والروح ما أشبه هذا النور بنور ربنا. فقال جبرئيل:
أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فاجتمعت الملائكة،
وقالت: يا جبرئيل من هذا معك ؟ قال: هذا محمد - صلى الله عليه وآله -
قالوا: وقد بعث ؟ قال نعم:. قال النبي - صلى الله عليه وآله -: فخرجوا إلي
شبه المعانيق (2) فسلموا علي، وقالوا: اقرأ أخاك السلام. قلت: أتعرفونه ؟
قالوا: وكيف لا نعرفه، وقد اخذ ميثاقك وميثاقه وميثاق شيعته إلى يوم
القيامة علينا، وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا يعنون في وقت
(3) الصلاة. قال: ثم زادني ربي أربعين نوعا من أنواع النور لاتشبه الانوار
الاولى، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فنفرت الملائكة وخرت سجدا، وقالت:
سبوح قدوس رب الملائكة والروح ماهذا النور الذي يشبه نور ربنا ؟ فقال
جبرئيل: أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله،
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: في وقت كل صلاة. (2) قال الجزري: فانطلقنا
إلى الناس معانيق، أي مسرعين. وقال الفيروز آبادي: " المعناق: الفرس الجيد
العنق، والجمع المعانيق ". والعنق بالتحريك: ضرب من سير الدابة، وهو
المراد هنا والتشبيه في الاسراع، " بحار الانوار ". (3) في المصدر: في كل
وقت. [ * ]
[ 100 ]
فاجتمعت الملائكة (وقالت:) (1) مرحبا بالاول، ومرحبا بالآخر، ومرحبا
بالحاشر، ومرحبا بالناشر (2)، محمد خير النبيين، وعلي خير الوصيين. قال
النبي - صلى الله عليه وآله -: ثم سلموا علي وسألوني عن أخي، قلت: هو في
الارض، أفتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد يحج البيت المعمور كل سنة
وعليه رق (3) أبيض فيه اسم محمد واسم علي واسم الحسن والحسين [ والائمة ]
(4) وشيعتهم إلى يوم القيامة، وإنا لنبارك عليهم كل يوم وليلة خمسا يعنون
في وقت كل صلاة يمسحون رؤوسهم بأيديهم. قال: ثم زادني [ ربي ] (5) أربعين
نوعا من أنواع النور لاتشبه تلك الانوار الاول، ثم عرج بي حتى انتهيت إلى
السماء الرابعة فلم تقل الملائكة شيئا، وسمعت دويا (6) كأنه في الصدور،
فاجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء، وخرجت إلي شبه المعانيق. فقال
جبرئيل: حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح.
فقالت الملائكة: صوتان مقرونان معروفان (7).
(1) ليس في نسخة " خ ". (2) أي مرحبا بالاول خلقا ورتبة وبالآخر ظهورا
وبعثة ومرحبا بالحاشر، أي: بمن يتصل زمان امته بالحشر، و (بالناشر) أي:
بمن ينشر قبل الخلق وإليه الجمع والحساب (بحار الانوار). (3) الرق بالفتح
ويكسر: جلد رقيق يكتب فيه والصحيفة البيضاء. (4 و 5) من المصدر. (6) دوي
الريح والطائر والنحل: صوتها. (7) صوتان مقرونان: كونهما مقرونين لان
الصلاة مستلزمة لفلاح وسبب له..، ويحتمل أن يكون إشارة إلى ما ورد في بعض
الاخبار من تفسير الصلاة والعبادات بهم، أي الصلاة:
رسول الله - صلى الله عليه وآله - والفلاح: أمير المؤمنين - عليه السلام -
وهما متحدان من نور واحد مقرونان قولا وفعلا وبه يظهر سر تلك الاخبار
ومعناها " مرآة العقول ". [ * ]
[ 101 ]
فقال جبرئيل: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، فقالت الملائكة: هي لشيعته
إلى يوم القيامة، ثم اجتمعت الملائكة، وقالوا (1): كيف تركت أخاك ؟ قلت
لهم: وتعرفونه ؟ قالوا: نعرفه وشيعته وهم (2) نور حول عرش الله، وإن في
البيت المعمور لرقا (3) من نور فيه كتاب من نور فيه اسم محمد وعلي والحسن
والحسين والائمة وشيعتهم إلى يوم القيامة لا يزيد فيهم رجل، ولا ينقص منهم
رجل، وإنه لميثاقنا، وإنه ليقرأ علينا كل يوم جمعة. ثم قيل لي: ارفع رأسك
يا محمد. فرفعت رأسي فإذا أطباق [ السماء ] (4) قد خرقت، والحجب قد رفعت،
ثم قال لي: طأطئ رأسك، انظر ما ترى ؟ فطأطأت رأسي، فنظرت إلى بيت مثل
بيتكم هذا، [ و ] (5) حرم مثل حرم هذا البيت، لو ألقيت شيئا من (6) يدي لم
يقع إلا عليه، فقيل لي: [ يا محمد إن هذا الحرم، وأنت الحرام، ولكل مثل
مثال. ثم أوحى الله إلي: ] (7) يا محمد ادن من صاد فاغسل مساجدك وطهرها،
وصل لربك، فدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله - من صاد - وهو ماء يسيل
من ساق العرش الايمن - فتلقى رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ الماء ]
(8) بيده اليمنى، فمن أجل ذلك صار الوضوء [ باليمنى ] (9).
(1) في المصدر: قالت. (2) في البحار ونسخه " خ ": وهو. (3) كذا في المصدر
والبحار. (4 و 5) من المصدر.
(6) في الاصل: بين. (7) مابين المعقوفتين من المصدر، و " أنت الحرام " أي
المحترم المكرم ولعله إشارة إلى أن حرمة البيت إنما هي لحرمتك، كما ورد في
غير هذا الخبر " مرآة العقول ". (8 و 9) من المصدر. [ * ]
[ 102 ]
ثم أوحى الله عزوجل إليه أن اغسل وجهك، فإنك تنظر إلى عظمتي، ثم اغسل
ذراعيك اليمنى (1) واليسرى فإنك تلقى بيدك كلامي، ثم امسح رأسك بفضل ما
بقي في يديك من الماء ورجليك إلى كعبيك، فإني ابارك عليك، واوطئك موطئا لم
يطأه أحد غيرك، فهذا علة الاذان والوضوء. ثم أوحى الله عزوجل إليه: يا
محمد استقبل الحجر الاسود وكبرني على عدد حجبي، فمن أجل ذلك صار التكبير
سبعا لان الحجب سبع، فافتتح عند انقطاع الحجب، فمن أجل ذلك صار الافتتاح
سنة، [ والحجب ] (2) متطابقة بينهن بحار النور الذي أنزله الله على محمد،
فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلاث مرات لافتتاح الحجب ثلاث مرات، فصار
التكبير سبعا والافتتاح ثلاثا. فلما فرغ [ من ] (3) التكبير والافتتاح
أوحى الله إليه سم باسمي، فمن أجل ذلك جعل (بسم الله الرحمن الرحيم) في
أول السورة. ثم أوحى الله إليه: أن احمدني، فلما قال: (الحمد لله رب
العالمين) قال النبي في نفسه شكرا. فأوحى الله عزوجل [ إليه ] (4): قطعت
حمدي فسم باسمي، فمن أجل ذلك جعل في الحمد (الرحمن الرحيم) مرتين، فلما
بلغ (ولا الضالين) قال النبي - صلى الله عليه وآله -: (الحمد لله رب
العالمين) شكرا. فأوحى الله إليه: قطعت ذكري فسم باسمي، فمن أجل ذلك جعل
(بسم الله الرحمن الرحيم) [ في أول السورة ]. (5) ثم أوحى الله عزوجل:
إقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك وتعالى ([ قل هو ] (6) الله أحد الله الصمد)
(فأوحى الله إليه) (7) (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا
أحد). ثم أمسك عنه الوحي فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: الواحد
الاحد
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ذراعك الايمن. (2 - 6) من المصدر. (7) ليس في المصدر. [ * ]
[ 103 ]
الصمد، فأوحى الله إليه (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد). ثم أمسك
عنه الوحي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: كذلك الله، كذلك ربنا.
فلما قال ذلك أوحى الله إليه: اركع لربك يا محمد، فركع، فأوحى الله إليه
وهو راكع قل: (سبحان ربي العظيم)، ففعل ذلك ثلاثا. ثم أوحى الله إليه: أن
ارفع رأسك يا محمد، ففعل [ ذلك ] (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله -
فقام منتصبا. فأوحى الله عزوجل إليه: أن اسجد لربك يا محمد، فخر رسول الله
- صلى الله عليه وآله - ساجدا، فأوحى الله عزوجل إليه: قل: (سبحان ربي
الاعلى)، ففعل - صلى الله عليه وآله - ذلك ثلاثا. ثم أوحى الله إليه: أن
استوا يا محمد، ففعل، فلما رفع رأسه من سجوده واستوى جالسا نظر إلى عظمته
تجلت له، فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا لامر (امر) (2) به فسبح أيضا ثلاثا.
فأوحى الله إليه: انتصب قائما، ففعل فلم ير ماكان يرى (3) من العظمة، فمن
أجل ذلك صارت الصلاة ركعة وسجدتين. ثم أوحى الله عزوجل إليه: اقرأ بالحمد
(لله) (4)، فقرأها مثل قرأ أولا، ثم أوحى الله إليه: اقرأ (إنا أنزلناه)
فإنها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة (5). وفعل في الركوع مثل ما
فعل في المرة الاولى، ثم سجد سجدة
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر.
(3) في المصدر: رأى. (4) ليس في المصدر. (5) للعلامة المجلسي - رحمه الله
- في هذا الامر بيان وتحقيق مفيد بينه في مرآة العقول ج 15 / 468، ومن
أراد فليراجع. [ * ]
[ 104 ]
واحدة،
فلما رفع رأسه تجلت له العظمة، فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا لامر (امر) (1)
به، فسبح أيضا. ثم أوحى الله إليه: ارفع رأسك يا محمد، ثبتك ربك، فلما (2)
ذهب ليقوم، قيل: يا محمد اجلس، فجلس، فأوحى الله إليه: يا محمد إذا ما
أنعمت عليك فسم باسمي فألهم أن قال: (بسم الله وبالله ولا إله إلا الله
والاسماء الحسنى كلها لله). ثم أوحى الله إليه: يا محمد صل على نفسك وعلى
أهل بيتك. فقال: صلى الله علي وعلى أهل بيتي، وقد فعل، ثم التفت فإذا
بصفوف من الملائكة والنبيين والمرسلين، فقيل يا محمد سلم عليهم. فقال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فأوحى الله إليه أن السلام والتحية
والرحمة والبركات أنت وذريتك، ثم أوحى الله إليه: أن لا يلتفت يسارا. وأول
آية سمعها بعد (قل هو الله أحد) و (إنا أنزلناه) آية أصحاب اليمين وأصحاب
الشمال، فمن أجل ذلك كان السلام واحدة تجاه القبلة، ومن أجل ذلك كان
التكبير في السجود شكرا، وقوله " سمع الله لمن حمده " لان النبي - صلى
الله عليه وآله - سمع ضجة (3) الملائكة بالتسبيح والتحميد والتهليل، فمن
أجل ذلك قال (سمع الله لمن حمده) ومن أجل ذلك صارت الركعتان الاوليان كلما
أحدث فيهما حدثا كان على صاحبهما إعادتهما فهذا (هو) (4) الفرض الاول في
صلاة الزوال - يعني صلاة الظهر -. (5) وروى هذا الحديث ابن بابويه في
العلل: قال حدثنا أبي و
(1) ليس في نسخة " خ ". (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ثم. (3) في نسخة "
خ ": صيحة. (4) ليس في المصدر. (5) للعلامة المجلسي - رحمه الله - بيان
مفيد، فراجع. [ * ]
[ 105 ]
محمد بن
الحسن بن أحمد بن الوليد (1) - رضي الله عنهما -، قالا: حدثنا سعد ابن عبد
الله، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن أبي عمير ومحمد بن
سنان، عن الصباح المزني (2) وسدير الصيرفي ومحمد بن النعمان مؤمن الطاق
وعمر بن اذينة، وعن أبي عبد الله - عليه السلام -. وحدثنا محمد بن الحسن
بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه -، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار
(3)، وسعد بن عبد الله، قالا: حدثنا محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب ويعقوب
بن يزيد ومحمد بن عيسى، عن عبد الله بن جبلة، عن الصباح المزني وسدير
الصيرفي ومحمد بن النعمان الاحول وعمر بن اذينة عن أبي جعفر - عليه السلام
- أنهم حضروه، وساق الحديث وفيه بعض التغيير اليسير. (4) 54 - محمد بن شهر
اشوب: عن الاعمش، عن أبي صالح (5)، عن ابن عباس في قوله تعالى { ولما ضرب
ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون } (6).
(1) هو محمد بن الحسن بن أحمد بن
الوليد أبو جعفر، شيخ القميين وفقيههم، ثقة ثقة، عين، توفي سنة: 343.
(رجال النجاشي والشيخ وفهرسته). (2) هو: صباح بن يحيى أبو محمد المزني:
كوفي، ثقة، روى عن الصادقين - عليهما السلام -. (رجال النجاشي). (3) هو:
محمد بن الحسن الصفار، أبو جعفر الاعرج، كان وجها في أصحابنا القميين،
ثقة، عظيم القدر، توفي بقم سنة: 290. (4) الكافي: 3 / 482 ح 1 وعلل
الشرايع: 312 ح 1 وعنهما البحار: 18 / 354 ح 66 وجامع الاحاديث: 5 / 7 ح 1
وفي البحار: 82 / 237 ح 1. عن العلل. وأورده المؤلف أيضا في حلية الابرار:
1 / 209 عن الكافي. وأخرج قطعة منه في الوسائل: 1 / 274 ح 5 وج: 4 / 679 ح
1 عنهما. (5) هو ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني، توفي سنة 101.
(تهذيب التهذيب). (6) الزخرف: 75. [ * ]
[ 106 ]
قال: كان جبرئيل - عليه السلام - جالسا عند النبي - صلى الله عليه وآله -
على يمينه إذ أقبل علي بن أبي طالب، فضحك جبرئيل، فقال: يا محمد هذا علي
بن أبي طالب قد أقبل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا جبرئيل
وأهل السماوات يعرفونه ؟ قال: يا محمد والذي بعثك بالحق نبيا إن أهل
السماوات لاشد معرفة له من أهل الارض، ما كبر تكبيرة في غزوة إلا كبرنا
معه، ولاحمل حملة إلا حملنا معه، ولاضرب بسيف إلا ضربنا معه. (يا محمد)
(1) إن اشتقت إلى وجه عيسى وعبادته، وزهد يحيى وطاعته، وملك (2) سليمان
وسخاوته، فانظر إلى وجه علي بن أبي طالب، فأنزل الله { ولما ضرب ابن مريم
مثلا - يعني شبها لعلي بن أبي طالب، وعلي بن أبي طالب
شبه (3) لعيسى بن مريم - إذا قومك منه يصدون } يعني يضجون (4) ويعجبون.
(5) 55 - يحيى بن عبد الحميد بإسناده، عن ابن عباس أنه سئل عن علي ابن أبي
طالب، فقال: ما تسألون عن رجل طال ما تسمع وقع جبرئيل فوق بيته. (6) وروى
نحوا منه أحمد في الفضائل. (7) وقد خدمه جبرئيل - عليه السلام - في عدة
مواضع. (8)
(1) ليس في نسخة " خ ". (2) في المصدر: وميراث. (3) في المصدر والبحار
شبها. (4) في المصدر والبحار: يضحكون. (5) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 235
وعنه البحار 39 / 98. (6) ما وجدناه في المناقب الموجود عندنا (ط قم).
ويحيى بن عبد الحميد هو: يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي (أبو زكريا)،
توفي سنة: 228 (تذكرة الحفاظ). (7) الفضائل أحمد بن حنبل: 2 / 653 ح 1112،
وسيأتي مع تخريجاته في ح 63. (8) مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 245 وعنه
البحار: 39 / 101. [ * ]
[ 107 ]
الثامن
تسليم الملك الموكل بالماء على علي - عليه السلام
الثامن
تسليم الملك الموكل بالماء على علي - عليه السلام - والموجة العظيمة التي
غطته ولم تصبه رطوبة. 56 - الشيخ في أماليه: عن الفحام، عن المنصوري، عن
عم أبيه، قال: حدثني الامام علي بن محمد بإسناده، عن الباقر، عن جابر،
قال: كنت اماشي أمير المؤمنين - عليه السلام - على الفرات إذ خرجت موجة
عظيمة فغطته حتى استتر
عني، ثم انحسرت عنه ولارطوبة عليه، فوجمت لذلك وتعجبت وسألته عنه، فقال:
ورأيت ذلك ؟ قال: قلت: نعم. قال: إنما الملك الموكل بالماء خرج (1) فسلم
علي واعتنقني. (2)
التاسع تسليم ملك آخر 57 - المفيد في أماليه: قال:
أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي (3) قال: أخبرنا محمد بن إدريس (4)،
قال: حدثنا الحسن ابن عطية (5). قال: حدثنا رجل يقال له إسرائيل (6)، عن
ميسرة
(1) في البحار: فرح. (2) الامالي للشيخ الطوسي: 1 / 304 وعنه البحار: 39 /
109 ح 116. (3) هو عمر بن محمد بن علي بن يحيى، أبو حفص الناقد المعروف
بابن الزيات، المتوفي سنة: 375 (تاريخ بغداد). (4) هو محمد بن إدريس بن
منذر بن داود بن مهران، أبو حاتم الحنظلي الرازي، المتوفي سنة: 277 (تاريخ
بغداد). (5) الحسن بن عطية بن نجيح القرشي، أبو علي الكوفي البزاز، توفي
سنة 211. تهذيب الكمال). (6) إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي
الهمداني الكوفي، توفي سنة 160. (تهذيب الكمال). [ * ]
[ 108 ]
ابن حبيب (1)، عن المنهال (2)، عن زر بن حبيش (3)، عن حذيفة، قال: قال لي
النبي - صلى الله عليه وآله -: أما (4) رأيت الشخص الذي اعترض لي ؟ قلت:
بلى يارسول الله. قال: ذلك (5) ملك لم يهبط قط إلى (6) الارض قبل الساعة،
استأذن الله
عزوجل في السلام على علي - عليه السلام - [ فأذن له ] (7) فسلم عليه،
وبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وان فاطمة سيدة نساء أهل
الجنة. (8)
العاشر الملك المنادي يوم
بدر واحد (لا سيف إلا ذو الفقار)
العاشر الملك المنادي يوم بدر واحد (لا سيف إلا ذو الفقار) 58
- ابن بابويه في أماليه: قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس - رحمه الله
- (9)، قال: حدثني أبي (10)، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب
(1) ميسرة بن حبيب النهدي أبو حازم الكوفي، روى عن منهال بن عمرو الاسدي،
وروى عنه إسرائيل بن يونس السبيعي (تهذيب التهذيب). (2) منهال بن عمرو
الاسدي: عده الشيخ في أصحاب الحسين بن علي وعلي بن الحسين والباقر والصادق
- عليهم السلام - (تهذيب التهذيب). (3) زر بن حبيش: عده الشيخ في رجاله من
أصحاب علي - عليه السلام - قائلا: كان فاضلا، و توفي سنة 81 وهو ابن 127
سنة. (تهذيب التهذيب). (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما. (5) في البحار:
ذاك. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: في. (7) من البحار. (8)
الامالي للشيخ المفيد: 22 ح 4 وعنه البحار: 37 / 48 ح 26. ويأتي في معجزة:
72 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -. (9) الحسين بن أحمد بن إدريس
القمي، عده الشيخ في رجاله ممن لم يرو عنهم - عليهم السلام -. (10) أحمد
بن إدريس بن أحمد أبو علي الاشعري القمي: كان ثقة، فقيها في أصحابنا،
وتوفي سنة: 306. (رجال النجاشي). [ * ]
[ 109 ]
ويعقوب بن يزيد ومحمد بن أبي الصهبان (1)، عن محمد بن أبي عمير، عن
أبان بن عثمان، عن الصادق جعفر بن محمد - عليهما السلام - [، عن أبيه، عن
جده ] (2)، قال: إن أعرابيا أتى رسول الله - صلى الله عليه وآله - فخرج
إليه برداء (3) ممشق، فقال: يا محمد لقد خرجت إلي كأنك فتى ! فقال - صلى
الله عليه وآله -: [ نعم ] (4) يا أعرابي أنا الفتى وابن الفتى وأخو
الفتى. فقال (الاعرابي) (5): [ يا محمد ] (6) أما الفتى فنعم، فكيف ابن
الفتى وأخو الفتى ؟ فقال: أما سمعت الله - عزوجل - يقول * ([ قالوا ]
سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) * (7) [ فأنا ابن إبراهيم ] (8)، وأما
أخو الفتى فإن مناديا نادى [ من السماء ] (9) يوم احد (لافتى إلا علي، ولا
سيف إلا ذو الفقار). فعلي أخي وأنا أخوه. (10) 59 - ابن الفارسي: قال: قال
جعفر بن محمد - عليهما السلام -: نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له
رضوان: (لا سيف إلا ذو الفقار، ولافتى إلا علي). (11) 60 - ومن طريق
المخالفين ما رواه السمعاني في كتاب فضائل الصحابة: بالاسناد، قال: عن
طريف الحنظلي، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: نادى
(1) هو: محمد بن أبي الصهبان واسم أبي الصهبان: عبد الجبار، عده الشيخ في
رجاله من أصحاب الجواد والهادي والعسكري - عليهم السلام - ووثقه في أصحاب
العسكريين. (2) من المصدر. (3) في المصدر والبحار: في رداء. (4) من
البحار. (5) ليس في البحار. (6) من المصدر والبحار. (7) الانبياء: 60. (8
و 9) من المصدر والبحار. (10) الامالي للصدوق - رحمه الله -: 167 ح 10
ومعاني الاخبار: 119 ح 1، وعنهما البحار: 42 / 64 ح 6.
(11) روضة الواعظين: 128. [ * ]
[ 110 ]
ملك من السماء يقال له رضوان: (لا سيف إلا ذو الفقار، ولافتى إلا علي).
(1) 61 - ابن المغازلي الشافعي: قال: حدثنا أبو موسى عيسى بن خلف ابن محمد
بن الربيع الاندلسي قدم علينا واسط سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، قال:
حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل (2)، قال: قرأ
علي أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار النحوي (3)، قال: حدثني
(4) الحسن بن عرفة (5)، قال: حدثني عمار بن محمد (6)، عن سعد بن طريف (7)،
عن أبي جعفر محمد بن علي، قال: نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان:
(لا سيف إلا ذو الفقار، ولافتى إلا علي). (8) 62 - عنه: قال: أخبرنا أبو
القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الاصفهاني قدم علينا واسطا في شهر رمضان
من سنة أربع وثلاثين وأربعمائة املاء في جامع واسط، قال: أخبرنا محمد بن
علي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا
(1) المناقب لابن شهر اشوب: 3 / 296 وعنه البحار 42 / 58 ذح 2. (2) هو علي
بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر بن مهران بن عبد الله، أبو
الحسين الاموي المعدل، المتوفي سنة: 415 (تاريخ بغداد). (3) هو إسماعيل بن
محمد بن إسماعيل بن صالح بن عبد الرحمان، أبو علي الصفار النحوي، المتوفي
سنة: 341 (تاريخ بغداد). (4) في المصدر: حدثكم. (5) الحسن بن عرفة بن
يزيد، أبو علي العبدي، توفي سنة 257 (تاريخ بغداد). (6) هو عمار بن محمد
الثوري أبو اليقظان الكوفي، وتوفي سنة: 182 (تهذيب التهذيب). (7) هو سعد
بن طريف الحنظلي، مولاهم الاسكاف، كوفي، عده الشيخ في رجاله من أصحاب
الامام السجاد والامام الباقر والامام الصادق - عليهم السلام - ويقال له:
سعد الخفاف وهو صحيح الحديث (معجم رجال الحديث). (8) مناقب ابن المغازلي:
198 ح 235 وعنه الطرائف 88 ح 124. وأخرجه في البحار: 42 / 64 ذح 2 عن
الطرائف. وأورده في كفاية الطالب الباب 69 ص: 277 - 280. [ * ]
[ 111 ]
الهيثم [ بن محمد ] (1) بن خلف، قال: حدثنا علي بن المنذر (2)، قال: حدثنا
ابن فضيل (3)، قال: حدثنا (عمر) (4) بن ثابت، عن محمد بن عبيدالله بن أبي
رافع (5) [، عن أبيه (6)، عن جده ]، (7) قال: نادى المنادي يوم احد: (لا
سيف إلا ذو الفقار، ولافتى إلا علي). (8)
الحادي عشر أن
عليا - عليه السلام - كان يسمع وطئ جبرئيل - عليه السلام - فوق بيته
الحادي عشر أن عليا - عليه السلام - كان يسمع
وطئ جبرئيل - عليه السلام - فوق بيته 63 - من طريق
المخالفين: عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عبد الله بن
(1) من المصدر. (2) هو: علي بن المنذر بن زيد الاودي، أبو الحسن الكوفي،
روى عن ابن فضيل وجماعة، توفي سنة: 256 (تهذيب التهذيب). (3) هو: محمد بن
الفضيل بن غزوان الضبي، مولاهم، أبو عبد الرحمان، ثقة، من أصحاب الصادق -
عليه السلام - (رجال الشيخ)، وفي تهذيب التهذيب: روى عنه علي بن المنذر،
وكان يتشيع، وتوفي سنة: 255. (4) ليس في نسخة " خ "، وهو: عمر بن ثابت بن
هرمز الحداد، مولى بني عجل، كوفي، تابعي، عده الشيخ والبرقي في رجالهما من
أصحاب الصادقين - عليهما السلام -، وقال في تهذيب التهذيب: روى عن أبي
إسحاق السبيعي، توفي سنة: 172. (5) محمد بن عبيد الله بن علي بن أبي رافع
مولى عده الشيخ من أصحاب الصادق
- عليه السلام -، 157. (6) عبيدالله بن علي بن أبي رافع المدني، روى عنه
جده، وروى عنه ابنه محمد وغيره (تهذيب التهذيب). (7) من المصدر. (8) مناقب
ابن المغازلي: 197 ح 234 وعنه الطرائف: 88 ح 123. وأخرجه في البحار: 42 /
63 ح 2 عن الطرائف. وأورده في لسان الميزان: 4 / 406 وميزان الاعتدال: 3 /
324 بإسنادهما عن محمد بن عبيد الله ابن أبي رافع. أقول: ذكر محقق المناقب
مصادر أخرى للحديث عن كتب الخاصة والعامة، فراجع. [ * ]
[ 112 ]
الحسن الحراني (1)، قال: حدثنا سويد بن سعيد (2)، عن حسين (3)، عن ابن
عباس، قال: ذكر عنده علي بن أبي طالب - عليه السلام فقال: إنكم لتذكرون
رجلا كان يسمع وطئ جبرئيل فوق بيته (4).
الثاني عشر
معرفته - عليه السلام - جبرئيل - عليه السلام - وهو على المنبر
الثاني عشر معرفته - عليه السلام - جبرئيل -
عليه السلام - وهو على المنبر 64 - البرسي وغيره: روي عن علي -
عليه السلام - أنه (5) كان ذات يوم على منبر البصرة إذ قال: أيها الناس
سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن طرق السماوات فإني أعرف بها من طرق الارض،
فقام إليه رجل من وسط القوم، فقال له: أين جبرئيل في هذه الساعة ؟ فرمق
بطرفه إلى السماء، ثم رمق بطرفه (إلى الارض) (6)، ثم رمق [ بطرفه ] (7)
إلى المشرق، ثم رمق [ بطرفه ] (8) إلى المغرب، فلم يجد موضعا، فالتفت
إليه، فقال له: يا ذا الشيخ أنت جبرئيل. قال: فصفق طائرا من بين الناس،
فضج عند ذلك الحاضرون، وقالوا: نشهد أنك خليفة رسول الله حقا (حقا) (9).
(10)
(1) عبد الله بن الحسن بن أحمد بن
شعيب الحراني المؤدب، المتوفي سنة: 295 (تاريخ بغداد). (2) هو: سويد بن
سعيد بن سهل بن شهريار، أبو محمد الهروي الحدثاني الانباري، المتوفي سنة:
240. (تهذيب التهذيب). (3) في المصدر: الحسن. (4) فضائل الصحابة لاحمد بن
حنبل: 2 / 653 ح 1112 وعنه ابن بطريق في العمدة: 26 ح 408 وذخائر العقبى:
94، وقد تقدم في ذح 61 عن مناقب ابن شهر اشوب. والسند في الفضائل هكذا:
سويد بن سعيد، فثنا عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس. (5) في البحار: روي أنه - عليه السلام -. (6) ليس في البحار. (7 و
8) من البحار. (9) ليس في البحار. (10) فضائل ابن شاذان: 98 وعنه البحار:
39 / 108 ح 13. [ * ]
[ 113 ]
الثالث عشر الناقة التي اشتراها علي - عليه السلام - من
جبرئيل
الثالث عشر الناقة التي اشتراها علي - عليه السلام - من
جبرئيل، وباعها من
ميكائيل، والناقة من الجنة، والدراهم من رب العالمين 65 - ابن بابويه في
أماليه: قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (1) - رحمة الله عليه -
قال: حدثنا عمر بن سهل بن إسماعيل الدينوري (2)، قال: حدثنا زيد بن
إسماعيل الصائغ (3)، قال: حدثنا معاوية بن هشام (4)، عن سفيان (5)، عن عبد
الملك بن عمير (6)، عن خالد بن ربعي (7)، قال: إن أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب - عليه الصلاة السلام - دخل مكة في بعض حوائجه، فوجد أعرابيا
متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول: [ يا صاحب البيت (8)، ] البيت بيتك،
والضيف ضيفك، ولكل ضيف من ضيفه قرئ، فاجعل قراي منك الليلة المغفرة. فقال
أمير المؤمنين - عليه السلام - لاصحابه: أما تسمعون كلام الاعرابي ؟
قالوا: نعم. فقال: الله أكرم [ من ] (9) أن يرد ضيفه.
(1) أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني: كان رجلا، ثقة، دينا، فاضلا - رحمة
الله عليه -. (كمال الدين ب 34 ذح 6). (2) عمر بن سهل بن إسماعيل بن جعد
القرميسيني الدينوري، أبو بكر، المتوفي سنة: 330 (معجم البلدان مادة " قرم
"). (3) هو زيد بن إسماعيل بن يسار بن مهدي، أبو الحسن الصائغ، سمع من
معاوية بن هشام. (4) هو معاوية بن هشام القصار الازدي، أبو الحسن الكوفي،
توفي سنة 254. (5) هو: سفيان بن سعيد بن مسروق، أبو عبد الله الثوري، في
تهذيب التهذيب أنه توفي سنة: 161، وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق -
عليه السلام -. (6) عبد الملك بن عمير بن سويد بن حارثة القرشي، أبو عمرو،
المتوفي سنة: 136. (7) خالد بن ربعي الاسدي، كوفي، ذكره ابن حبان في
الثقات وقال: روى عنه عبد الملك ابن عمير القرشي. (8) من المصدر والبحار.
(9) من البحار. [ * ]
[ 114 ]
(قال:)
(1) فلما كان الليلة الثانية وجده متعلقا بذلك الركن وهو يقول: يا عزيزا
في عزك، فلا أعز منك في عزك، أعزني بعز عزك في عز لا يعلم أحد كيف هو،
أتوجه إليك، وأتوسل إليك بحق محمد وآل محمد عليك، أعطني ما لا يعطيني أحد
غيرك، واصرف عني مالا يصرفه أحد غيرك. قال: فقال أمير المؤمنين - عليه
السلام - [ لاصحابه ] (2): هذا والله الاسم الاكبر بالسريانية، أخبرني [
به ] (3) حبيبي رسول الله - صلى الله عليه وآله - سأله الجنة فأعطاه،
وسأله صرف النار وقد صرفها [ عنه ] (4). قال: فلما كان الليلة الثالثة
وجده وهو متعلق بذلك الركن وهو يقول: يامن لا يحويه مكان، ولا يخلو منه
مكان، بلا كيفية كان، ارزق الاعرابي أربعة آلاف درهم. قال: فتقدم [ إليه ]
(5) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقال: يا أعرابي سألت
ربك القرى فقراك، وسألته الجنة فأعطاك، وسألت أن يصرف عنك النار وقد صرفها
عنك، وفي هذه الليلة تسأله أربعة آلاف درهم ؟ قال الاعرابي: من أنت ؟ قال:
أنا علي بن أبي طالب. قال الاعرابي أنت والله بغيتي، وبك أنزلت حاجتي.
قال: سل يا أعرابي. قال: أريد ألف درهم للصداق، وألف درهم أقضي به ديني،
وألف درهم أشتري [ به ] (6) دارا، وألف درهم أتعيش منه. قال: أنصفت يا
أعرابي فإذا خرجت من مكة فسل عن داري بمدينة الرسول - صلى الله عليه وآله
-. وأقام الاعرابي بمكة اسبوعا، وخرج في طلب أمير المؤمنين - عليه السلام
- إلى مدينة الرسول - صلى الله عليه وآله - ونادى: من يدلني على دار أمير
المؤمنين
(1) ليس في البحار. (6 - 2) من المصدر والبحار. [ * ]
[ 115 ]
- عليه السلام -. فقال الحسين بن علي - عليهما السلام - [ من بين الصبيان
] (1): أنا أدلك على دار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام -
وأنا ابنه الحسين بن علي. فقال الاعرابي: من أبوك ؟ فقال: أمير المومنين
علي بن أبي طالب. قال: من أمك ؟ قال: فاطمة الزهراء، (بنت رسول الله - صلى
الله عليه وآله -) (2) سيدة نساء العالمين. قال: من جدك ؟ قال:
رسول الله - صلى الله عليه وآله - محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. قال من
جدتك ؟ قال: خديجة بنت خويلد. قال: من أخوك ؟ قال أبو محمد الحسن بن علي.
قال: لقد أخذت الدنيا بطرفيها، امش إلى أمير المؤمنين وقل له: إن الاعرابي
صاحب الضمان بمكة على الباب. قال: فدخل الحسين بن علي. فقال له: يا أبة
أعرابي بالباب يزعم أنه (3) صاحب الضمان بمكة. قال: فقال: يا فاطمة عندك
شئ يأكله الاعرابي ؟ قالت: اللهم لا. [ قال: ] (4) فتلبس أمير المؤمنين -
عليه السلام - وخرج وقال: ادعوا إلي أبا عبد الله سلمان الفارسي. قال:
فدخل إليه سلمان الفارسي - رحمة الله عليه - فقال: يا أبا عبد الله أعرض
الحديقة التي غرسها رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ لي ] (5) على (6)
التجار. [ قال: ] (7) فدخل سلمان إلى السوق وعرض الحديقة فباعها باثني عشر
ألف درهم، وأحضر
(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر،
وفي الاصل: انك. (4) من المصدر والبحار. (5 و 6) من البحار. (7) في
المصدر: إلى. [ * ]
[ 116 ]
المال وأحضر
الاعرابي وأعطاه أربعة آلاف درهم وأربعين درهما نفقة. ووقع الخبر إلى سؤال
(1) المدينة فاجتمعوا، ومضى رجل من الانصار إلى فاطمة فأخبرها [ بذلك ]
(2) فقالت: آجرك الله في ممشاك، فجلس علي - عليه السلام - والدراهم مصبوبة
بين يديه قد (3) اجتمع إليه أصحابه، فقبض قبضة وجعل
يعطي رجلا رجلا حتى لم يبق معه درهم واحد. فلما أتى (إلى) (4) المنزل،
قالت له فاطمة - عليها السلام -: يابن عم بعت الحائط الذي غرسه لك والدي ؟
قال: نعم، بخير منه عاجلا وآجلا. قالت: فأين الثمن ؟ قال: دفعته إلى أعين
استحييت أن أذلها بذل المسألة قبل أن تسألني. قالت فاطمة: أنا جائعة
وابناي جائعان ولا أشك إلا وأنت (5) مثلنا في الجوع، لم يكن لنا منه درهم،
وأخذت بطرف ثوب علي - عليه السلام - فقال علي - عليه السلام -: يا فاطمة:
خليني. فقالت: لا والله أو يحكم بيني وبينك أبي، فهبط جبرئيل - عليه
السلام - على رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال: يا محمد الله (6)
يقرئك السلام ويقول [ لك ] (7): اقرأ عليا مني السلام، وقل لفاطمة ليس لك
أن تضربي على يديه. فلما أتى رسول الله - صلى الله عليه وآله - منزل علي
وجد فاطمة ملازمة لعلي - عليه السلام - فقال [ لها ] (8): يا بنية مالك
ملازمة لعلي ؟ قالت: يا أبة باع الحائط الذي
(1) السؤال جمع سائل على وزن فعال. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر
والبحار: حتى. (4) ليس في البحار. (5) في المصدر والبحار: وأنك. (6) في
المصدر والبحار: السلام. (7) من نسخة " خ ". (8) من المصدر ونسخة " خ ". [
* ]
[ 117 ]
غرسته له باثنى عشر ألف
درهم ولم يحبس لنا منه درهما نشتري منه طعاما.
فقال: يا بنية إن جبرئيل يقرئني من ربي السلام ويقول: اقرأ عليا من ربه
السلام، وأمرني أن أقول لك ليس لك أن تضربي على يديه. قالت: فاطمة - عليها
السلام -: فإني أستغفر الله ولا أعود أبدا. قالت فاطمة عليه السلام -:
فخرج أبي في ناحية، وخرج زوجي في ناحية، فما لبث أن (جاء) (1) أبي ومعه
سبعة دراهم [ سود ] (2) هجرية، فقال: يا فاطمة أين ابن عمي ؟ فقلت له:
خرج. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: هاك هذه الدراهم فإذا جاء
ابن عمي فقولي له يبتاع لكم [ بها ] (3) طعاما. فما لبثت (4) إلا يسيرا
حتى جاء علي، فقال: رجع ابن عمي فإني أجد (في البيت) (5) رائحة طيبة ؟
قالت: نعم وقد دفع إلي شيئا تبتاع لنا به طعاما. فقال علي - عليه السلام
-: هاتيه. فدفعت إليه سبعة دراهم سود هجرية، فقال: بسم الله والحمد لله
كثيرا طيبا وهذا من رزق الله. ثم قال: يا حسن قم معي، فأتيا السوق فإذا
هما برجل واقف وهو يقول: من يقرض الملي الوفي ؟ قال يا بني نعطيه (6) ؟
قال إي والله يا أبة. فأعطاه علي الدراهم، فقال الحسن: يا أبة (7) أعطيته
(8) الدراهم كلها ؟ قال: نعم يا بني، إن الذي يعطي القليل قادر على أن
يعطي الكثير.
(1) في المصدر والبحار: أتى. (2 و 3) من المصدر والبحار. (4) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل ونسخة " خ ": لبث. (5) ليس في المصدر والبحار.
(6) في المصدر: تعطيه. (7) في المصدر والبحار: يا أبتاه. (8) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: أعطيت. [ * ]
[ 118 ]
قال: فمضى علي - عليه السلام -
[ بباب رجل يستقرض منه شيئا ] (1) فلقيه أعرابي ومعه ناقة، فقال: يا علي
اشتر مني هذه الناقة. قال: ليس معي ثمنها. قال: فإني انظرك [ به ] (2) إلى
القيظ (3). قال: فبكم يا أعرابي ؟ قال: بمائة درهم. قال علي - عليه السلام
-: خذها يا حسن. فأخذها فمضى علي - عليه السلام - فلقيه أعرابي آخر،
المثال واحد، والثياب مختلفة، فقال: يا علي تبيع الناقة ؟ قال علي - عليه
السلام -: وما تصنع بها ؟ قال: أغزو عليها أول غزوة يغزوها (4) ابن عمك.
قال: إن قبلتها فهي لك بلا ثمن، قال: معي ثمنها وبالثمن أشتريها، (قال:)
(5) فبكم اشتريتها ؟ قال: بمائة درهم، قال الاعرابي: فلك سبعون ومائة
درهم. فقال علي - عليه السلام - (للحسن) (6): خذ السبعين والمائة درهم
وسلم الناقة، المائة للاعرابي الذي باعنا الناقة، والسبعون لنا نبتاع بها
شيئا. فأخذ الحسن - عليه السلام - الدراهم، وسلم الناقة. قال علي - عليه
السلام -: فمضيت أطلب الاعرابي الذي ابتعت منه الناقة لاعطيه ثمنها، فرأيت
(7) رسول الله - صلى الله عليه وآله - جالسا في مكان لم أره (جالسا) (8)
فيه قبل ذلك (اليوم) (9) ولابعده على قارعة الطريق، فلما نظر النبي - صلى
الله عليه وآله - إلي تبسم ضاحكا حتى بدت نواجذه. قال علي - عليه السلام
-: أضحك الله سنك وبشرك بيومك. فقال: يا أبا الحسن إنك تطلب الاعرابي الذي
باعك الناقة لتوفيه الثمن ؟ فقلت: إي والله فداك أبي وأمي. فقال يا أبا
الحسن الذي باعك الناقة جبرئيل، والذي اشتراها منك ميكائيل، والناقة من
نوق الجنة، والدراهم من عند
(1 و 2)
من المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: القيض، والقيظ هو: الحر
الشديد. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يغزو عليها. (5 و 6) ليس
في المصدر والبحار.
(7) كذا في المصدر، وفي الاصل: فلقيت. (8 و 9) ليس في المصدر والبحار. [ *
]
[ 119 ]
رب العالمين، فانفقها في خير ولا تخف إقتارا (1). (2)
الرابع عشر الهاتف
الذي معه قميص هارون هدية من الله سبحانه وتعالى له - عليه السلام
الرابع عشر الهاتف الذي معه قميص هارون هدية من الله
سبحانه وتعالى له - عليه السلام - 66 -
ابن شهر اشوب: عن قنبر (3)، قال: كنت مع أمير المؤمنين - عليه السلام -
على شاطئ الفرات فنزع قميصه ودخل الماء، فجاءت موجة فأخذت القميص، فخرج
أمير المؤمنين - عليه السلام - فلم يجد القميص فاغتم [ بذلك غما شديدا ]
(4) فإذا بهاتف يهتف: يا أبا الحسن انظر عن يمينك وخذ ما ترى، فإذا مئزر
عن يمينه وفيه قميص مطوي، فأخذه ولبسه فسقطت من جيبه رقعة فيها مكتوب: هذه
هدية
(1) في نسخة " خ ": إفتقارا. (2)
أمالي الشيخ الصدوق: 377 ح 10 وعنه البحار: 41 / 44 ح 1. وأورده المؤلف
أيضا: في حلية الابرار أيضا ج 1 / 375 وقطعه منه في ص 173. أقول: الحديث
مخدوش من حيث المتن والسند: أما المتن، فإن فيه تصريحا بمخالفة الزهراء -
عليها السلام - لامير المؤمنين - عليه السلام - بأخذها بطرف ثوبه وعدم
تركها إياه - عليه السلام - مع أنه - عليه السلام - سألها أن تخلي سبيله
فحلفت - صلوات الله عليها - ألا تخلي سبيله حتى يحكم بينهما رسول الله -
صلى الله عليه وآله -، على أن فيه ما لا يلائم زهدها وتقواها وعصمتها -
عليها السلام -، ومع أنه - عليه السلام - إمام طاعته واجبة، وهو أيضا
مخالف لما روي عنه - عليه السلام -: (بأن فاطمة لم تغضبني أبدا). هذا كله
مع أنه مخالف للآيات القرانية النازلة في شأن أهل البيت - والزهراء منهم
بإجماع من المسلمين - منها آية التطهير والروايات المتواترة في شأنهم -
عليهم السلام -، وللمجلسي
- رحمه الله - أيضا فيه توجيهات عديدة، فليراجع. وأما السند، لعدم توثيق
رجاله من قبل أصحاب التراجم. (3) هو: مولى أمير المؤمنين - عليه السلام -،
عده البرقي في الرجال، والمفيد في الاختصاص من خواص أصحاب أمير المؤمنين -
عليه السلام -، وقال أبو داود: قتله الحجاج على حبه - عليه السلام -. (4)
من المصدر ونسخة " خ ". [ * ]
[ 120 ]
من الله العزيز الحكيم إلى علي بن أبي طالب، وهذا قميص هارون بن عمران {
وأورثناها قوما أخرين } (1). (2)
الخامس عشر
الفرس المسرجة هدية من الله عزوجل له - عليه السلام
الخامس عشر الفرس المسرجة هدية من الله عزوجل له -
عليه السلام - 67 - ابن شهر اشوب: قال: في حديث (الحسن بن) (3)
زكرياء الفارسي أن عليا - عليه السلام - مشى مع النبي - صلى الله عليه
وآله - وهو راكب حتى وصلا إلى غدير ماء فتوضيا وصليا. قال علي: فبينا أنا
ساجد وراكع إذ قال: يا علي ارفع رأسك فانظر إلى هدية الله إليك، فرفعت
رأسي فإذا أنا بنشر من الارض وإذا عليها فرس مسرجة وسحابة (4) فقال: هذه
هدية الله إليك، اركبه، فركبته [ وسرت ] (5) مع النبي - صلى الله عليه
وآله -. (6)
السادس عشر
أنه - عليه السلام - تحدثه الارض بأخبارها
السادس عشر أنه - عليه السلام - تحدثه الارض
بأخبارها 68 -
السيد علي بن طاووس - قدس سره - في كتاب الاقبال: من طريق الاربعة المذاهب
بالاسناد المتصل عن أسماء بنت واثلة بن الاسقع (7)،
(1) الدخان: 28. (2) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 229. ويأتي في معجزة 248
مع تخريجاته. (3) ليس في نسخة " خ "، وفي البحار: الحسن بن كردان القادسي.
(4) في المصدر والبحار: بسرجه ولجامه. (5) من المصدر والبحار. (6) المناقب
لابن شهر اشوب: 2 / 229 وعنه البحار: 39 / 126 ذح 12. ويأتي في معجزة 553
عن الخرائج. (7) هي أسماء بنت واثلة بن الاسقع الليثية، محدثة حدثت عن
أبيها، عن النبي - صلى الله عليه وآله -. (أعلام النساء لعمر رضا كحالة).
[ * ]
[ 121 ]
قالت: سمعت أسماء بنت عميس الخثعمية (1) تقول: سمعت سيدتي [ فاطمة ] -
عليها السلام - (2) تقول: ليلة دخل بي علي بن أبي طالب - عليه السلام -
أفزعني في فراشي، قلت: فبما فزعت (3) يا سيدة النساء ! ؟ قالت: سمعت الارض
تحدثه ويحدثها، فأصبحت وأنا فزعة، فأخبرت والدي - صلى الله عليه وآله -
فسجد سجدة طويلة، ثم رفع رأسه وقال: يا فاطمة ابشري بطيب النسل، فإن الله
فضل بعلك على سائر خلقه، وأمر الارض أن تحدثه بأخبارها وما يجري على وجهها
من شرقها إلى غربها. (4)
السابع عشر أخباره - عليه السلام - مع إبليس،
وإقرار إبليس له - عليه السلام - بالفضل 69 - الشيخ المفيد في كتاب
الاختصاص: عن القاسم بن محمد الهمداني، قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن أحمد بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثنا أبو الحسن يحيى بن محمد
الفارسي، عن أبيه، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، عن أمير المؤمنين -
صلوات الله عليه -، قال: خرجت (ذات) (5) يوم إلى ظهر الكوفة وبين يدي
قنبر، فقلت [ له ] (6): يا قنبر ترى ما أرى ؟ فقال:
(1) هي أسماء بنت عميس الخثعمية: زوجة أمير المؤمنين - عليه السلام -،
عدها الشيخ في
رجاله من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهي صاحبة الهجرتين
وحامية أهل البيت - عليهم السلام -. (2) من المصدر والبحار. (3) في
البحار: فقلت: أفزعت. (4) الاقبال: 585 - 586 وعنه البحار: 43 / 118 ح 26،
27 والعوالم: 11 / 156 ح 6 و 7 وعن كشف الغمة: 1 / 275. وأخرجه في البحار:
41 / 271 ح 26 عن الطرائف: 110 ح 162. (5) ليس في نسخة " خ "، وفي البحار:
في. (6) من البحار. [ * ]
[ 122 ]
قد ضوء الله - عزوجل - لك يا أمير المؤمنين عما عمي عنه بصري (1). فقلت:
يا أصحابنا ترون ما أرى ؟ فقالوا: لا، قد ضوء الله لك يا أمير المؤمنين
عما عمي عنه إبصارنا. فقلت: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لترونه كما أراه،
ولتسمعن كلامه كما أسمع، فما لبثنا أن طلع شيخ عظيم الهامة، مديد القامة،
له عينان بالطول، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
فقلت: من أين أتيت (2) يالعين ؟ قال: من الآثام (3). فقلت: وأين تريد ؟
فقال: الاثام (4). فقلت: بئس الشيخ أنت. فقال: لم تقول هذا يا أمير
المؤمنين ؟ فو الله لاحدثنك بحديث عني، عن الله - عزوجل - ما بيننا ثالث.
فقلت: يالعين عنك، عن الله - عزوجل - ما بينكما ثالث ؟ ! قال: نعم، إنه
لما هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت إلهي وسيدي ما أحسبك خلقت خلقا
من هو أشقى مني. فأوحى الله تبارك وتعالى (إلي) (5): بلى [ قد ] (6) خلقت
من هو أشقى منك، فانطلق إلى مالك يريكه. فانطلقت إلى مالك، [ فقلت: السلام
يقرء عليك
السلام، ويقول: أرني من هو أشقى مني، ] (7) فانطلق بي مالك إلى النار فرفع
الطبق الاعلى، فخرجت نار سوداء ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكا، فقال
لها: اهدئي. فهدأت. ثم انطلق بي (8) إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشد من
تلك سوادا،
(1) هكذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ابصاري. (2) في المصدر والبحار:
أقبلت. (3 و 4) هكذا في البحار، وفي الاصل: الانام. (5) ليس في المصدر.
(6) من المصدر والبحار. (7) مابين المعقوفين من المصدر والبحار. (8) في
البحار: منه. [ * ]
[ 123 ]
وأشد حمى،
فقال لها: اخمدي، فخمدت، إلى أن انطلق بي إلى السابع (1) وكل نار تخرج من
طبق هي (2) أشد من الاولى، فخرجت نار ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكا
وجميع ما خلقه الله - عزوجل - فوضعت يدي على عيني، وقلت: (فا) (3) مرها يا
مالك (أن) (4) تخمد وإلا خمدت. فقال: إنك لن تخمد إلى الوقت المعلوم،
فأمرها فخمدت، فرأيت رجلين في أعناقهما سلاسل النيران معلقين بها إلى فوق،
وعلى رؤوسهما قوم معهم مقامع النيران يقمعونهما بها، فقلت: يا مالك من
هذان ؟ فقال: أو ما قرأت على ساق العرش وكنت قبل [ قد ] (5) قرأته قبل أن
يخلق الله الدنيا بألفي عام لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته
ونصرته بعلي ؟ فقال: هذان من أعداء اولئك أو ظالميهم (6) - الوهم من صاحب
الحديث -. (7)
70 - ابن بابويه في أماليه: قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد
العلوي (8) - من ولد محمد بن علي بن أبي طالب -، قال: حدثنا أبو الحسن علي
بن أحمد بن موسى، قال: حدثنا أحمد بن علي، قال: حدثني أبو علي الحسن بن
إبراهيم بن علي العباسي، قال: حدثني أبو سعيد عمير بن مرداس الدوانقي،
قال: حدثنا جعفر بن بشير المكي، قال: حدثني وكيع (9)، عن
(1) في المصدر: إلى الطبق السابع. (2) في البحار: فهي. (3) ليس في البحار
والمصدر. (4) ليس في البحار. (5) من المصدر. (6) في البحار هكذا: هذان
عدوا اولئك وظالماهم. (7) الاختصاص: 108 و 109 وعنه البحار: 39 / 191 ح
27. (8) هو: الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله العلوي، وهو من
مشايخ الصدوق، و قد ترضى عليه في معاني الاخبار: 105 ح 1. (9) هو وكيع بن
الجراح بن المليح الرواسي، أبو سفيان الكوفي، المتوفي سنة: 196. [ * ]
[ 124 ]
المسعودي رفعه، عن سلمان الفارسي - رحمه الله - قال: مر إبليس - لعنه الله
- بنفر يتناولون أمير المؤمنين - عليه السلام - فوقف أمامهم، فقالوا: من
الذي وقف أمامنا ؟ فقال: أنا أبو مرة. فقالوا: يا أبا مرة أما تسمع كلامنا
؟ قال: سوءة لكم تسبون أمير المؤمنين (1) علي بن أبي طالب ! فقالوا له: من
أين علمت أنه مولانا ؟ فقال: من قول نبيكم - صلى الله عليه وآله -: من كنت
مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره،
واخذل من خذله. فقالوا [ له ] (2): فأنت (3) من
مواليه وشيعته ؟ فقال: ما أنا من مواليه ولامن شيعته، ولكني احبه وما
يبغضه أحد إلا شاركته في المال والولد. فقالوا [ له ] (4): يا أبا مرة
فتقول في علي شيئا ؟ فقال [ لهم ] (5): اسمعوا مني معاشر الناكثين
والقاسطين والمارقين عبدت الله - عزوجل - في الجان اثنتي عشرة ألف سنة،
فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله - عزوجل - الوحدة فعرج بي إلى السماء
الدنيا فعبدت الله - عزوجل - في السماء الدنيا اثنتي عشرة ألف سنة اخرى في
جملة الملائكة. فبينما نحن [ كذلك ] (6) نسبح الله - عزوجل - [ ونقدسه ]
(7) إذ مر بنا نور شعشعنا فخرت الملائكة لذلك النور سجدا فقالوا: سبوح
قدوس نور ملك مقرب أو نبي مرسل ؟ فإذا النداء من قبل الله - عزوجل -:
لانور ملك مقرب، ولا (نور) (8) نبي مرسل، هذا نور طينة علي بن أبي طالب
(9).
(1) في البحار: (مولاكم) بدل (أمير المؤمنين). (2) من المصدر والبحار. (3)
هكذا في البحار، وفي غيره: (أنت..). (4 و 5) من المصدر والبحار. (6) من
المصدر البحار. (7) من البحار. (8) ليس في المصدر والبحار. (9) أمالي
الصدوق: 284 ح 6 والعلل: 143 ح 9، وعنهما البحار: 39 / 162 ح 1. [ * ]
[ 125 ]
71 - ابن شهر اشوب: قال - في حديث طويل -: عن علي بن محمد الصوفي أنه لقي
إبليس وسأله [ فقال له: ] (1) من أنت ؟ قال: أنا من ولد آدم. فقال: لا إله
إلا [ الله ] (2) أنت من قوم يزعمون أنهم يحبون الله ويعصونه، ويبغضون
إبليس ويطيعونه، فقال: فمن أنت ؟
قال: أنا صاحب [ الميسم و ] (3) الاسم الكبير والطبل العظيم، أنا قاتل
هابيل، أنا الراكب مع نوح في الفلك، أنا عاقر ناقة صالح، أنا صاحب نار
إبراهيم، أنا مدبر قتل يحيى، أنا ممكن قوم فرعون يوم (4) النيل، أنا مخيل
السحر وقائده إلى موسى، أنا صانع العجل (لبني إسرائيل) (5)، أنا صاحب
منشار زكرياء، أنا السائر مع إبرهة إلى الكعبة بالفيل، أنا المجمع لقتال
محمد - صلى الله عليه وآله - يوم احد وحنين، أنا ملقي الحسد يوم السقيفة
في قلوب المنافقين، أنا صاحب الهودج يوم البصرة (6) والبعير، أنا صاحب
المواقف في عسكر صفين، أنا الشامت يوم كربلاء بالمؤمنين، أنا إمام
المنافقين، أنا مهلك الاولين، أنا مضل الآخرين، شيخ الناكثين، أنا ركن
القاسطين، أنا ظل (7) المارقين، أنا أبو مرة مخلوق من نار لا من طين، أنا
الذي غضب عليه رب العالمين. فقال الصوفي: بحق الله [ عليك ] (8) إلا
دللتني إلى عمل أتقرب به إلى الله،
(1) من البحار والمصدر. (2) من البحار والمصدر ونسخة " خ ". (3) من المصدر
والبحار. (4) في البحار: من. (5) ليس في نسخة " خ ". (6) في الاصل:
الخريبة. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أمل. (8) من المصدر
والبحار. [ * ]
[ 126 ]
وأستعين به على
نوائب دهري. فقال: اقنع من دنياك بالعفاف (والكفاف) (1)، واستعن على
الآخرة بحب علي بن أبي طالب وبغض أعدائه، فإني عبدت الله
في سبع سماواته، وعصيته في سبع أرضيه فما وجدت ملكا مقربا، ولانبيا مرسلا
إلا وهو يتقرب بحبه. [ قال: ] (2) ثم غاب عن بصري، (قال:) (3) فأتيت أبا
جعفر - عليه السلام - فأخبرته بخبره. فقال آمن الملعون بلسانه، وكفر
بقلبه. (4) 72 - وعن جعفر بن محمد الصادق - عليه السلام - أن امرأة من
الجن يقال لها عفراء، وكانت تنتاب النبي - صلى الله عليه وآله - وتسمع من
كلامه، فتأتي صالحي الجن فيسلمون على يديها. و [ أنها ] (5) فقدها النبي -
صلى الله عليه وآله - وسأل عنها جبرئيل، فقال إنها زارت اختا لها تحبها في
الله، فقال - صلى الله عليه وآله -: طوبى للمتحابين في الله، إن الله
تبارك وتعالى خلق في الجنة عمودا من ياقوتة حمراء، عليها سبعون ألف قصر،
في كل قصر سبعون ألف غرفة خلقها الله تعالى للمتحابين في الله. وجاءت
عفراء، فقال لها النبي - صلى الله عليه وآله - يا عفراء أين كنت ؟ فقالت:
زرت اختا لي. فقال: طوبى للمتحابين في الله والمتزاورين، يا عفراء أي شئ
رأيت ؟ قالت: رأيت عجائب كثيرة. قال: فأعجب ما رأيت ؟ قالت: رأيت إبليس في
البحر الاخضر على صخرة بيضاء مادا يديه إلى السماء، وهو يقول:
(1) ليس في نسخة " خ ". (2) من المصدر والبحار. (3) ليس في المصدر
والبحار. (4) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 251 وعنه البحار: 39 / 181 ح 23،
والحديث كما ترى مجهول من حيث السند. (5) من البحار والخصال. [ * ]
[ 127 ]
إلهي إذا بررت قسمك، وأدخلتني نار جهنم فأسألك بحق محمد وعلي وفاطمة
والحسن والحسين الا خلصتني منها وحشرتني معهم. فقلت: يا حارث ما هذه
الاسماء التي تدعو بها ؟ فقال لي: رأيتها على ساق العرش من قبل أن يخلق
الله - عزوجل - آدم بتسعة آلاف سنة، فعلمت أنها أكرم الخلق عليه، فأنا
أسأله بحقهم، فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: لو أقسم أهل الارض بهذه
الاسماء لاجابهم الله. (1) 73 - البرسي: ورد في كتب الشيعة عن أمير
المؤمنين - عليه السلام - أن إبليس - لعنه الله - مر به يوما، فقال له
أمير المؤمنين: يا أبا الحارث ما ادخرت اليوم ليوم معادك ؟ فقال: حبك،
فإذا كان يوم القيامة أخرجت ما ادخرت من أسمائك التي يعجز عن وصفها كل
واصف، وكل اسم مخفي عن الناس ظاهره عندي قد رمزه الله في كتابه لا يعرفه
إلا الله والراسخون في العلم، فإذا أحب الله عبدا كشف عن بصيرته وعلمه
إياه، فكان ذلك العبد بذلك السر عين الامة حقيقة، وذلك الاسم هو الذي قامت
به السماوات والارض المتصرف في الاشياء كيف يشاء. (2)
الثامن عشر حديثه -
عليه السلام - مع الهام بن الهيم بن لاقيس بن إبليس
الثامن عشر حديثه - عليه السلام - مع الهام بن الهيم بن
لاقيس بن إبليس 74 - محمد بن الحسن
الصفار في بصائر الدرجات: عن إبراهيم ابن هاشم، عن إبراهيم بن إسحاق، عن
عبد الله (3) بن حماد، عن عمر (4) بن يزيد
(1) لم نجد الحديث في مناقب ابن شهر اشوب وهو في البحار: 18 / 83 ح 1 وج
27 / 13 / ح 1 وج 63 / 80 ح 35 عن الخصال: 638 ح 13 باختلاف. (2) مشارق
أنوار اليقين: 157. (3) في الاصل: عبد الملك، وهو تصحيف. وهو: عبد الله بن
حماد الانصاري، من مشايخ أصحابنا، له كتابان: أحدهما أصغر من الآخر (رجال
النجاشي)، وعده الشيخ والبرقي في رجالهما من أصحاب الكاظم - عليه السلام
-. (4) في المصدر: عمرو، قال النجاشي: هو أبو الأسود، بياع السابري، مولى
ثقيف، كوفي، ثقة،
جليل، ووثقه الشيخ أيضا في الفهرست. [ * ]
[ 128 ]
بياع السابري، قال أبو عبد الله - عليه السلام - بينا رسول الله - صلى
الله عليه وآله - ذات يوم جالسا إذ أتاه رجل طويل كأنه نخلة فسلم [ عليه ]
(1)، فرد [ عليه ] (2) السلام وقال: يشبه (3) الجن وكلامهم، فمن أنت يا
عبد الله ؟ فقال: أنا الهام ابن إليهم بن لاقيس بن إبليس. فقال [ له ] (4)
رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ما بينك وبين إبليس إلا أبوان ؟ قال:
نعم يارسول الله - صلى الله عليه وآله -: فكم أتى لك ؟ قال: أكلت عمر
الدنيا إلا أقله، أنا أيام قتل قابيل هابيل غلام أفهم الكلام، وأنهى عن
الاعتصام، وأطرق (5) الآجام، وآمر بقطيعة الارحام، وافسد الطعام. فقال
رسول الله - صلى الله عليه وآله -: بئس سيرة الشيخ المتأمل والغلام
المقبل. فقال (هام) (6): يارسول الله إني تائب. فقال (له) (7): على يد من
جرت توبتك من الانبياء ؟ قال: على يد نوح - عليه السلام - وكنت معه في
سفينته، وعاتبته على دعائه على قومه حتى بكى وأبكاني، وقال: لاجرم إني على
ذلك من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، [ ثم كنت مع هود في
مسجده مع الذين آمنوا معه، فعاتبته على دعائه على قومه حتى بكى وأبكاني،
وقال: لاجرم إني على ذلك من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، ]
(8) ثم كنت مع إبراهيم (حين) (9) كاده قومه فألقوه في النار، فجعلها الله
عليه بردا وسلاما،
(1 و 2) من البحار
والمصدر. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وقال له: شبيه. (4) من
البحار والمصدر. (5) في المصدر والبحار 27: أطوف، وفي البحار: 63 أطوف
الاجسام.
(6 و 7) ليس في المصدر والبحار. (8) مابين المعقوفين من المصدر والبحار.
(9) ليس في نسخة " خ ". [ * ]
[ 129 ]
ثم كنت مع يوسف - عليه السلام - حين حسده إخوته فإلقوه في الجب، فبادرته
إلى قعر الجب فوضعته وضعا رفيقا، ثم كنت معه في السجن اؤنسه فيه حتى أخرجه
الله منه، ثم كنت مع موسى - عليه السلام - وعلمني سفرا من التوراة وقال:
إن (1) إدركت عيسى فاقرأه مني السلام، فلقيته (وأقرأته) (2) من موسى -
عليه السلام - السلام، وعلمني سفرا من الانجيل، وقال: إن (3) أدركت محمدا
فاقرأه مني السلام، فعيسى يارسول الله يقرأ عليك السلام. فقال النبي - صلى
الله عليه وآله -: وعلى عيسى روح الله وكلمته [ وجميع أنبياء الله ورسله ]
(4) مادامت السماوات والارض السلام، وعليك ياهام بما بلغت السلام، فارفع
حوائجك إلينا. قال: حاجتي أن يبقيك الله لامتك ويصلحهم (الله) (5) لك
ويرزقهم الاستقامة لوصيك من بعدك، فإن الامم السالفة إنما هلكت (6) بعصيان
الاوصياء، وحاجتي يارسول الله أن تعلمني سورا من القرآن اصلي بها. فقال
رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ لعلي - عليه السلام - ] (7): يا علي
علم الهام وارفق به. فقال هام: يارسول الله من هذا الذي ضممتني إليه ؟
فإنا معاشر (8) الجن قد
(1) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: إذا. (2) ليس في نسخة " خ ". (3) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: إذا.
(4) من المصدر والبحار. (5) ليس في المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: هلكوا. (7) من البحار والمصدر. (8) كذا في البحار
والمصدر، وفي الاصل: معشر. [ * ]
[ 130 ]
امرنا أن لا نكلم إلا نبيا أو وصي نبي. فقال له رسول الله - صلى الله عليه
وآله -: (يا هام) (1) من وجدتم في الكتاب وصي آدم ؟ فقال: شيث بن آدم.
قال: فمن كان (2) وصي نوح ؟ قال: سام بن نوح. قال: فمن كان وصي هود ؟ قال:
يوحنا بن حنان (3) بن عم هود. قال: فمن كان وصي إبراهيم ؟ قال: إسحاق بن
إبراهيم. قال: فمن كان وصي موسى ؟ قال: يوشع بن نون. قال: فمن كان وصي
عيسى ؟ قال: شمعون بن حمون الصفا ابن عم مريم. قال: فمن وجدتم في الكتاب
وصي محمد ؟ قال: [ هو ] (4) في التوراة اليا. قال (له) (5) رسول الله -
صلى الله عليه وآله -: هذا اليا، هذا (6) علي وصيي. قال الهام: يارسول
الله فله اسم غير هذا ؟ قال: نعم، هو حيدرة، فلم تسألني عن ذلك ؟ قال: إنا
وجدنا في كتاب الانبياء أنه في الانجيل هيدار (7). قال: هو حيدرة. قال:
فعلمه علي - عليه السلام - سورا من القرآن، فقال هام: يا علي يا وصي محمد
اكتفي بما علمتني من القرآن ؟ قال: نعم ياهام، قليل (من) (8) القرآن كثير.
ثم قام [ هام ] (9) إلى النبي - صلى الله عليه وآله - فودعه، فلم يعد إلى
النبي - صلى الله عليه وآله - (حتى قبض) (10). (11)
(1) ليس في نسخة " خ ". (2) في المصدر والبحار: وجدتم.
(3) في البحار 27: حزان، وفي البحار: 63 خزان. (4) من المصدر والبحار. (5)
ليس في المصدر. (6) في المصدر والبحار: هو. (7) في المصدر والبحار:
هيدارا. (8) ليس في البحار. (9) من المصدر والبحار. (10) ليس في نسخة " خ
". (11) بصائر الدرجات 98 ح 8 وعنه البحار: 27 / 15 ح 3 وج 63 / 99 ح 62.
[ * ]
[ 131 ]
75 - وروى الحديث بالاسناد عن الحسين - عليه السلام - (1)، عن جده رسول
الله - صلى الله عليه وآله - قال: بينما أنا ذات يوم في المسجد (2) إذ دخل
علينا رجل طويل كأنه النخلة، فلما قلع رجله من الاخرى (3) [ تفرقعا ] (4)،
فعند ذلك قال - صلى الله عليه وآله -: أما إن هذا (5) ليس من ولد آدم.
قالوا: يارسول الله وهل يكون أحد من غير ولد آدم ؟ ! قال: نعم، هذا أحدهم.
فدنا الرجل فسلم على النبي - صلى الله عليه وآله - فقال: (وعليك السلام)
(6) من تكون (ومن أنت) (7) ؟ قال: أنا الهام بن الهيم بن لاقيس بن إبليس.
قال النبي - صلى الله عليه وآله -: بينك وبين إبليس أبوان ؟ قال: نعم
يارسول الله. قال: وكم تعد من السنين (8) ؟ قال: لما قتل قابيل هابيل كنت
غلاما بين الاعوام (9) أفهم الكلام، وأدور الآجام، وآمر بقطيعة الارحام.
قال النبي - صلى الله عليه وآله - بئس السيرة [ التي ] (10) تذكر إن بقيت
عليها (11). قال: كلا يارسول الله إني لمؤمن تائب. قال: وعلى يد من تبت
وجرى إيمانك ؟
قال: على يد نوح، و (قد) (12) عاتبته على ماكان من دعائه على قومه. قال:
(1) في البحار: الحسن - عليه السلام -. (2) في البحار: (جالس) بدل (في
المسجد). (3) في البحار: عن الاخرى. (4) من البحار. (5) في البحار: أما
هذا. (6 و 7) ليس في البحار. (8) كذا في البحار، وفي الاصل: النبيين. (9)
في البحار: الغلمان. (10) ليس في البحار. (11) كذا في البحار، وفي الاصل:
عليه. (12) ليس في البحار. [ * ]
[ 132 ]
وأنا على ذلك من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. (لقد لاقيت)
(1) بعده هودا - عليه السلام - فكنت اصلي بصلاته، وأقرأ (من) (2) الصحف
التي علمني مما انزل على جده إدريس وكنت معه إلى أن بعث الله الريح العقيم
على قومه فنجاه ونجاني معه. وصحبت صالحا من بعده، فلم أزل (عنده) حتى بعث
الله على قومه الرجفة (3) فنجاه ونجاني معه. ولقيت من بعده أباك إبراهيم
فصحبته وسألته أن يعلمني من الصحف التي انزلت عليه، فعلمني وكنت اصلي
بصلاته، فلما كاده قومه وألقوه في النار جعلها الله بردا وسلاما فكنت له
مؤنسا، (ولم أزل معه) (4) حتى توفي، فصحبت ولده إسماعيل وإسحاق من بعده
ويعقوب، ولقد
كنت مع أخيك يوسف في الجب مؤنسا وجليسا حتى أخرجه الله وولاه مصرا، ورد
الله عليه أبويه، ولقيت أخاك موسى وسألته أن يعلمني من التوراة التي انزلت
عليه فعلمني، فلما توفي صحبت وصيه يوشع (بن نون) (5)، فلم أزل معه حتى
توفي، ولم أزل من نبي إلى نبي إلى أخيك داود - عليه السلام - وأعنته على
قتل الطاغية جالوت وسألته أن يعلمني من الزبور الذي أنزله (6) الله عليه
فعلمت منه، وصحبت (من) (7) بعده سليمان، وصحبت من بعده [ وصيه ] (8) آصف
بن برخيا ابن سمعيا، و [ لقد ] (9) لقيت نبيا بعد نبي فكل يبشرني (بك)
(10)، ويسألني أن أقرأ
(1) في البحار: (وصاحبت) بدل (لقد لا قيت). (2) ليس في البحار. (3) في
البحار: فلم أزل معه إلى أن بعث الله على قومه الراجفة. (4 و 5) ليس في
البحار. (6) كذا في البحار، وفي الاصل: أنزل. (7) ليس في البحار. (8 و 9)
من البحار. (10) ليس في البحار ونسخة " خ ". [ * ]
[ 133 ]
عليك السلام، حتى صحبت عيسى (1) وأنا أقرؤك يارسول الله عمن لقيت من
الانبياء السلام ومن عيسى خاصة أكثر سلام الله وأتمه. فقال رسول الله -
صلى الله عليه وآله -: على جميع أنبياء الله ورسله وعلى أخي عيسى مني
السلام ورحمة الله وبركاته مادامت السماوات والارض وعليك ياهام السلام،
ولقد حفظت الوصية، وأديت الامانة، فسل حاجتك. قال: يارسول الله حاجتي أن
تأمر امتك أن لا يخالفوا أمر الوصي
(من بعدك) (2)، فإني رأيت الامم الماضية (الغابرة) (3) هلكت بتركها أمر
الاوصياء. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: وهل تعرف وصيي ياهام ؟ قال:
إذا نظرت إليه عرفته بصفته واسمه الذي قرأته في الكتب. قال: انظر هل تراه
فيمن حضرنا، فالتفت يمينا وشمالا، فقال: ليس هو فيهم يارسول الله. قال:
ياهام من كان وصي آدم ؟ قال: شيت - عليه السلام قال: فمن وصي شيت ؟ قال:
أنوش. قال: فمن وصي أنوش ؟ قال: قينان. قال: فمن وصي (4) قينان ؟ قال:
مهلائيل. قال: فمن وصي (5) مهلائيل ؟ قال: اد (6). قال: (فمن) (7) وصي اد
(8) ؟ قال: النبي المرسل إدريس. قال: فمن وصي إدريس ؟ قال: متوشلخ. قال:
فمن وصي متوشلخ ؟ قال: لمك. قال: فمن وصي لمك ؟ قال: أطول الانبياء عمرا،
وأكثرهم لربي شكرا، وأعظمهم أجرا، ذاك أبوك نوح. قال: فمن وصي نوح ؟ قال:
سام. قال: فمن
(1) في نسخة " خ ": موسى. (2 و 3) ليس في البحار. (4 و 5) في البحار:
(فوصي) بدل (فمن وصي). (6 و 8) في البحار: برد. (7) ليس في البحار. [ * ]
[ 134 ]
وصي سام ؟ قال: ارفخشد ؟ (2) قال: فمن وصي ارفخشد ؟ (2) قال: غابر (3).
قال: فمن وصي غابر (4) ؟ قال: سالخ (5) فمن وصي سالخ (6) ؟ قال: قالع.
قال: فمن وصي قالع ؟ قال: اشروع (7). قال: فمن وصي اشروع (8) ؟ قال: ارغو
(9). قال: وصي ارغو (10) ؟ قال: تاخور (11). قال: فمن وصي تاخور (12) ؟
قال: تارخ. قال: فمن وصي تارخ ؟ قال: لم يكن له وصي، بل أخرج الله من صلبه
إبراهيم خليل الله.
قال: صدقت ياهام فمن وصي إبراهيم ؟ قال: إسماعيل. قال: فمن وصي إسماعيل ؟
قال: قيدار. قال فمن وصي قيدار ؟ قال: تبت (13). قال فمن وصي تبت (14) ؟
قال: حمل. قال: فمن وصي حمل ؟ قال: لم يكن له وصي حتى أخرج الله من (15)
إسحاق يعقوب. قال: صدقت ياهام، لقد سبقت (16) الانبياء والاوصياء. قال
(فوصي يعقوب يوسف، ووصي يوسف موسى، ووصي موسى يوشع بن نون، ووصي يوشع
داود، ووصي داود سليمان، ووصي سليمان آصف بن برخيا) (18)، ووصي عيسى شمعون
[ بن ] (19) الصفا. قال
(1 و 2) في البحار: أرفحشد. (3 و 4) في البحار: عابر، بالعين المهملة. (5
و 6) في البحار: شالخ. (7 و 8) في البحار: أشروغ. (9 و 10) في البحار:
روغا. (11 و 12) في البحار ناخور. (13 و 14) في البحار: نبت، وفيه قدم
(نبت) على (قيدار). (15) في البحار: خرج من. (16) في البحار: صدقت. (18)
في البحار: فمن وصي يعقوب ؟ قال: يوسف. قال فمن وصي يوسف ؟ قال: موسى.
قال: فمن وصي موسى ؟ قال: يوشع بن نون. قال: فمن وصي يوشع ؟ قال: داود.
قال: فمن وصي داود ؟ قال: سليمان. قال: فمن وصي سليمان ؟ قال: آصف بن
برخيا. (19) من البحار. [ * ]
[ 135 ]
(النبي - صلى الله عليه وآله -) (1): هل وجدت صفة وصيي وذكره في (شئ من)
(2) الكتب ؟ قال: نعم، والذي بعثك بالحق نبيا (إني أجد) (3) ان إسمك في
التوراة وميذوميذ (4)، واسم وصيك اليا، واسمك في الانجيل حمياطا، واسم
وصيك فيها هيدار، واسمك في الزبور ماح ماح، واسم وصيك فيها فارقليطا (5).
(فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: فما معنى اسمي ميذميذ ؟ قال: طيب
طيب. قال: فما معنى اسمي خمياطا ؟ قال: مصطفى. قال: فما معنى ماح ماح ؟
قال: محي بك كل كفر وشك). (6) قال: فما معنى اسم وصيي في التوراة اليا ؟
قال: إنه الولي من بعدك. قال: فما معنى اسمه في الانجيل هيدار ؟ قال:
الصديق الاكبر والفاروق الاعظم. قال: فما معنى اسمه في الزبور فارقليطا ؟
قال: حبيب ربه. قال: ياهام إن رأيته تعرفه ؟ قال: نعم يارسول الله، فهو
(رجل) (7) مدور الهامة، معتدل القامة، بعيد من الدمامة، عريض الصدر،
ضرغامة (8)، كبير العينين، آنف (9) الفخذين، أخمص الساقين، عظيم البطن،
سوي المنكبين. فقال - صلى الله عليه وآله - يا سلمان ادع لنا عليا. فجاء
علي - عليه السلام - حتى دخل المسجد، فالتفت إليه هام، فقال: هذا هو
يارسول الله بأبي [ أنت ] (10) وامي، هذا والله وصيك يارسول الله، فأمر
(11) امتك (لا يخالفونه من بعدك،
(1 - 3) ليس في البحار. (4) في البحار: (ميد ميد) بالدال المهملة. (5) في
البحار: قاروطيا. (6) مابين القوسين ليس في البحار. (7) ليس في البحار.
(8) الضرغام - بكسر الضاد -: الشجاع القوي. (9) هكذا في البحار، وفي
الاصل: آلف، وآلانف: القريب.
(10) من البحار. (11) في البحار: فاوص. [ * ]
[ 136 ]
فإن خالفوه هلكوا كما هلكت الامم بمخالفتها الاوصياء) (1). قال: قد فعلنا
ذلك ياهام، فهل من حاجة فإني احب قضاءها لك. قال: نعم يارسول الله احب أن
تعلمني من هذا القرآن (الذي) (2) انزل عليك، وتشرح (لي) (3) سننك وشرائعك
لاصلي بصلاتك. قال (النبي - صلى الله عليه وآله -) (4) يا أبا الحسن ضمه
إليك وعلمه. قال علي - عليه السلام -: فعلمته فاتحة الكتاب، والمعوذتين،
وقل هو الله أحد، وآية الكرسي، وآيات من آل عمران والاعراف والانعام
والانفال وثلاثين سورة من المفصل، ثم إنه غاب فلم نره (5) إلا يوم صفين،
فلما كان ليلة الهرير نادى: يا أمير المؤمنين اكشف عن رأسك فإني أجده في
الكتاب أصلع. فقال: أنا ذلك، ثم كشف عن رأسه (6) - عليه السلام - ثم قال:
أيها الهاتف اظهر لنا (7) يرحمك الله. قال: فظهر له فإذا هو الهام بن
الهيم. قال: من تكون ؟ قال (له) (8): أنا الذي من (الله) (9) علي بك
وعلمتني كتاب الله وآمنت [ بك و ] (10) بمحمد - صلى الله عليه وآله -.
(قال:) (11) فعند ذلك سلم عليه وجعل يحادثه ويسأله، ثم قاتل (بين يديه)
(12) إلى الصبح، ثم غاب.
(1) في
البحار: أن لا يخلفوه فإنه هلك الامم بمخالفة الاوصياء. (2 و 3) ليس في
نسخة " خ ". (4) ليس في البحار. (5) في البحار: فلم ير. (6) كذا في
البحار، وفي الاصل: كريمه.
(7) في البحار: لي. (8 و 9) ليس في البحار. (10) من البحار. (11 و 12) ليس
في البحار. [ * ]
[ 137 ]
وقال الاصبغ بن نباتة: فسألت أمير المؤمنين - عليه السلام - بعد ذلك عنه،
قال: قتل الهام بن الهيم - رحمة الله عليه -. (1) حديث الهام بن الهيم
متكرر في الكتب بالروايات.
التاسع عشر الثعبان الذي من الجن. 76 - محمد بن
يعقوب: عن محمد بن يحيى وأحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن إبراهيم بن
هاشم، عن عمرو بن عثمان (2)، عن إبراهيم بن أيوب، عن عمرو بن شمر، عن
جابر، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: بينا أمير المؤمنين - عليه السلام
- على المنبر، إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد، فهم الناس أن
يقتلوه، فأرسل أمير المؤمنين - عليه السلام - (أن كفوا) (3) فكفوا، وأقبل
الثعبان ينساب حتى انتهى إلى المنبر، فتطاول فسلم على أمير المؤمنين -
عليه السلام - فأشار أمير المؤمنين - عليه السلام - [ إليه ] (4) أن يقف
حتى يفرغ من خطبته. فلما فرغ من خطبته، أقبل [ عليه ] (5)، فقال: من أنت ؟
فقال: (أنا) (6) عمرو بن عثمان خليفتك على الجن، وإن أبي مات وأوصاني أن
آتيك وأستطلع رأيك، وقد أتيتك يا أمير المؤمنين فما تأمرني به وما ترى ؟
فقال له أمير المؤمنين: اوصيك بتقوى الله، وأن تنصرف فتقوم مقام أبيك في
الجن فإنك خليفتي عليهم، قال: فودع عمرو أمير المؤمنين - عليه السلام -
وانصرف، فهو خليفته على
(1) الروضة
لشاذان: 41 - 42 وعنه البحار: 38 / 54 ح 9 وعن الفضائل له، ولكن لم نجده
فيه.
(2) هو: عمرو بن عثمان الثقفي الخزاز، وقيل: الازدي أبو علي، كوفي، ثقة.
(رجال النجاشي). (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فكفوا. (4 و 5) من
المصدر والبحار. (6) ليس في المصدر. [ * ]
[ 138 ]
الجن، فقلت له: جعلت فداك فيأتيك عمرو وذاك الواجب عليه، قال: نعم. ورواه
محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن
عثمان، عن أبي جعفر - عليه السلام - [ قال ] (1): بينا أمير المؤمنين -
عليه السلام - على المنبر، إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد،
وذكر الحديث إلى اخره. (2)
العشرون الثعبان
الذي من الجن آخر أتاه - عليه السلام
العشرون الثعبان الذي من الجن آخر أتاه - عليه
السلام - 77 - السيد الاجل السيد المرتضى علم الهدى - قدس الله سبحانه
روحه - في كتاب عيون المعجزات المنتخب من بصائر الدرجات: قال: كلام
الثعبان وهو حديث مشهور بالاسناد، يرفعه إلى الصادق - عليه السلام -، عن
أبيه، عن آبائه - عليهم السلام - قال: كان أمير المؤمنين - عليه السلام -
يخطب في يوم الجمعة على منبر الكوفة، إذ سمع وحية (3) عدو الرجال يتواقعون
بعضهم على بعض، قال لهم: مالكم ؟ قالوا: يا أمير المؤمنين ثعبان عظيم، قد
دخل ونفزع منه، ونريد أن نقتله. فقال - عليه السلام -: لا يقربنه أحد [
منكم ] (4) فطرقوا إليه (5)، فإنه رسول جاء في حاجة، فطرقوا له، فما زال
يتخلل الصفوف حتى صعد المنبر، فوضع فمه في اذن أمير المؤمنين - عليه
السلام -، فنق في اذنه نقيقا، وتطاول أمير المؤمنين يحرك رأسه، ثم
(1) من المصدر. (2) الكافي: 1 / 396 ح 6، بصائر الدرجات: 97 ح 7 وعنهما
إثبات الهداة: 2 / 404 ح 10.
وأخرجه في البحار: 39 / 163 ح 3 عن الكافي والخرائج: 3 / 854 ح 69 مختصرا،
وفي ج: 63 / 66 ح 4 عن الكافي، وفي المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 251 عن
الكافي مختصرا. (3) الوحاة: الصوت ج وحي: الصوت، (ذكاة وحية) أي عاجلة
يعني سريعة. (4) من المصدر. (5) في المصدر: له. [ * ]
[ 139 ]
نق أمير المؤمنين - عليه السلام - مثل نقيقه، فنزل عن المنبر فانساب بين
الجماعة، فالتفتوا فلم يروه، فقالوا: يا أمير المؤمنين وما هذا الثعبان ؟
فقال: هذا الدرجان (1) بن مالك خليفتي على المسلمين من الجن، وذلك انهم
اختلفوا في أشياء فأنفدوه إلي فجاء سألني عنها، فأخبرته بجواب مسائله فرجع
(2). (3)
الحادي والعشرون الثعبان المستفتي، وفيه روايات: 78 - ابن شهر
اشوب: عن محمد بن علي الصوفي بإسناده إلى أبي جعفر - عليه السلام - في
كتاب الدلالات، كان أمير المؤمنين - عليه السلام - ذات يوم يخطب على منبر
الكوفة، إذ ظهر ثعبان يرتقي على المنبر، فجعل الناس يقصدون إليه فأومى
إليهم بالكف، فلما صار إلى المرقات التي عليها أمير المؤمنين قائم انحنى
إلى الثعبان وتطاول الثعبان إليه حتى التقم اذنه وتحير الناس وأمير
المؤمنين - عليه السلام - يحرك شفتيه والثعبان كالمصغي إليه فنق نقيقا ثم
أنساب فكأن الارض ابتلعته، وعاد أمير المؤمنين إلى خطبته فتممها. فلما نزل
جعل الناس يسألونه، فقال: ليس ذلك كما ظننتم، إنه حاكم من حكام الجن،
التبست عليه قضية، فصار إلي يستفتيني عليها، فأفهمته إياها ودعا إلي بخير
وانصرف. (4) وفي رواية أنه قال: أنا وصي الجن و رسولهم إليك، يقول الجن:
لو أن الانس أحبوك كحبنا إياك وأطاعوك ما عذب
الله أحدا من الانس. وفي حديث الحارث، أنه قال علي - عليه السلام - إن هذا
الذي رأيتم وصي
(1) في المصدر: الذرجان. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فرفع. (3) عيون
المعجزات: 13. (4) إلى هنا أورده في روضة الواعظين: 119 نحوه. وأخرجه في
البحار: 39 / 178 ح 20 عن إرشاد المفيد: 183 - 184 نحوه. [ * ]
[ 140 ]
محمد على الجن، وأنا وصيه على الانس، وان الجن وقعت بينهم ملحمة تهادرت
فيها دماء لم يدر ما المخرج منه. وفي حديث أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث
أنه قال - عليه السلام -: أما ترون هذا الشجاع انه بايع رسول الله بالسمع
والطاعة وأتى وصي رسول الله وهو سامع مطيع، وأنا وصي رسول الله - صلى الله
عليه وآله - امركم بالسمع والطاعة، فمنكم من يسمع ويطيع، وفيكم من لا يسمع
ولا يطيع، وذلك مثل ظهور إبليس لاهل الندوة في صورة شيخ من أهل نجد، ويوم
بدر في صورة سراقة، وقوله { لاغالب لكم اليوم } (1) الآيات. (2)
الثاني
والعشرون الحية التي خرجت من زوايا المسجد 79 - ثاقب المناقب: عن الحارث
الاعور، قال: بينا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - وهو على منبر الكوفة
يخطب الناس إذ نظر إلى زاوية من زوايا المسجد فقال: يا قنبر ائتني بما في
تلك الحجرة، فانطلق قنبر، فلما دنا من الحجرة فإذا هو بحية كأحسن ما يكون
من الحيات، فجزع من ذلك، ثم أخذه فانفلت من يده، ثم أقبل إلى أمير
المؤمنين - صلوات الله عليه - وهو على المنبر فالتقم اذنه وجعل
يساره، ثم انصرف وجعل يتخلل الصفوف حتى أتى الحجرة، فتفكر أمير المؤمنين -
صلوات الله عليه - (مليا) (3) وبكى طويلا، ثم قال: أتعجبون ؟ ! قالوا:
ومالنا لانتعجب، قال: ترون هذا الشجاع انه بايع رسول الله - صلى الله عليه
وآله - على السمع والطاعة لي فهو سامع مطيع، وأنا وصي رسول الله آمركم
بالسمع
(1) الانفال: 48. (2)... (3) ليس في المصدر. [ * ]
[ 141 ]
والطاعة لي، منكم سامع ومطيع (1) ومنكم من لا يسمع ولا مطيع. (2)
الثالث
والعشرون الافعى التي خرجت من باب الفيل 80 - ثاقب المناقب: أيضا عن
الحارث الاعور قال: بينا أمير المؤمنين - عليه السلام - يخطب على المنبر
يوم الجمعة، إذ أقبل أفعى من باب الفيل، رأسه أعظم من رأس البعير يهوي إلى
المنبر. فتفرق (3) الناس فرقتين، وجاء حتى صعد على المنبر ثم تطاول إلى
اذن أمير المؤمنين، فأصغى إليه باذنه، فأقبل إليه مليا، (ثم مضى) (4) فلما
بلغ باب الفيل انقطع أثره، فلم يبق مؤمن إلا قال: هذا من عجائب أمير
المؤمنين - عليه السلام - ولم يبق منافق إلا قال: هذا من سحره. فقال -
صلوات الله عليه - أيها الناس إن هذا الذي رأيتم وصي محمد - صلى الله عليه
وآله - على الجن [ وأنا وصي محمد على الانس ] (5) وقد وقعت بينهم ملحمة
تهادرت فيها الدماء لم يدر ما المخرج منها، فأتاني في ذلك وتمثل في هذا
المثال
(1) في المصدر: منكم من يسمع
ويطيع. (2) الثاقب في المناقب: 247 ح 1.
وأخرجه في البحار: 41 / 231 ح 2 عن الخرائج: 1 / 191 ح 37. وأورده الحضيني
في الهداية: 27 نحوه. (3) في المصدر: قال: فافترق. (4) ليس في نسخة " خ ".
(5) من المصدر، وهو كما ترى فإن أمير المؤمنين - عليه السلام - إمام للانس
والجن بالدلائل العقلية والنقلية فالعبارة إما على المعطوف، أي: وأنا وصي
محمد على الانس والجن. وإما على حذف المعطوف في الجملتين أي ان هذا الذي..
وصي محمد - صلى الله عليه وآله - ووصيي على الجن، وأنا وصي.. على الانس
والجن. وإما محمل على البداهة والضرورة. [ * ]
[ 142 ]
يريكم فضلي، ولهو أعلم بفضلي عليكم منكم. (1)
الرابع والعشرون حديث الجني الذي كان عند
رسول الله - صلى الله عليه وآله - 81 - البرسي: قال: أخبر
أصحاب التواريخ ان رسول الله - صلى الله عليه وآله - كان جالسا وعنده جني
يسأله عن قضايا مشكلة، فأقبل أمير المؤمنين - عليه السلام - فتصاغر الجني،
حتى صار كالعصفور، ثم قال: أخبرني يارسول الله. قال: عمن ؟ فقال: من هذا
الشاب (2) المقبل ؟ قال: وماذاك ؟ قال الجني: أتيت سفينة نوح لاغرقها يوم
الطوفان، فلما تناولتها ضربني هذا فقطع يدي، ثم أخرج يده مقطوعة، فقال له
النبي - صلى الله عليه وآله -: هو ذاك. (3)
الخامس والعشرون حديث جني آخر 82 - البرسي: قال: بهذا الاسناد إن جنيا كان جالسا عند رسول الله - صلى
الله عليه وآله - فأقبل أمير المؤمنين - عليه السلام - فاستغاث الجني
وقال: أجرني (يارسول الله من هذا الشاب المقبل. قال: ما فعل بك ؟ قال:
تمردت على) (4)
سليمان، فأرسل إلي نفرا من الجن، فطلت عليهم، فجاءني هذا الفارس، فأسرني
وجرحني، وهذا مكان الضربة إلى الآن لن تندمل. (5)
(1) الثاقب في المناقب: 248 ح 2. ويأتي في معجزة 534 عن الهداية الكبرى مع
تخريجاته. (2) في المصدر: الفتى. (3) مشارق أنوار اليقين: 85. (4) مابين
القوسين ليس في المصدر. (5) مشارق أنوار اليقين: 85. [ * ]
[ 143 ]
السادس والعشرون حديث جني آخر 83 - من طريق المخالفين ما رواه صاحب فضائل
العشرة (1): ان جنيا كان جالسا في مجلس رسول الله - صلى الله عليه وآله -
فدخل علي - عليه السلام - فغاب الجني، فلما خرج علي عاد الجني إلى مكانه،
فقال له النبي - صلى الله عليه وآله -: لم غبت عند حضور علي ؟ فقال:
يارسول الله إن عليا جرحني. قال: وكيف ؟ ولم تظهر إلا في زمن سليمان -
عليه السلام -. ثم قال - صلى الله عليه وآله -: إن الله تعالى خلق ملكا
على صورة علي يقاتل مع الانبياء.
السابع والعشرون
أن مثال علي - عليه السلام - السلطان من الله سبحانه حين دخل موسى وهارون على فرعون
السابع والعشرون أن مثال علي - عليه السلام
- السلطان من الله سبحانه حين دخل موسى وهارون على فرعون 84 -
البرسي: قال: روي أن فرعون - لعنه الله - لما لحق هارون بأخيه موسى دخلا
عليه يوما، وأوجسا خيفة منه، فإذا فارس يقدمهما، ولباسه من ذهب، وبيده سيف
من ذهب، وكان فرعون يحب الذهب، فقال لفرعون: أجب هذين الرجلين وإلا قتلتك،
فانزعج فرعون لذلك، وقال: عودا إلي غدا (2)، فلما خرجا
دعا البوابين، وعاقبهم وقال: كيف دخل علي هذا الفارس بغير اذن ؟ فحلفوا
بعزة فرعون (انه) (3) مادخل إلا هذان الرجلان، وكان الفارس مثال علي (هذا)
(4) الذي أيد الله به النبيين سرا، وأيد به محمدا جهرا.
(1) (فضائل العشرة) هو كتاب لابي عبد الله محمد بن عبد الله بن الحاكم
النيشابوري، المتوفي سنة: 405 ولم نحصل عليه إلى الآن. (2) كذا في المصدر،
وفي الاصل: هذا إلى غد. (3 و 4) ليس في المصدر. [ * ]
[ 144 ]
لانه كلمة الله الكبرى التي أظهرها الله لاوليائه فيما شاء من الصور،
فنصرهم بها وبتلك الكلمة يدعون (الله) (1) فيجيبهم، وإليه الاشارة بقوله {
ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا } (2). قال ابن عباس: كانت
الآية الكبرى لهما هذا الفارس [ والسلطان ] (3). (4) 85 - وأيضا البرسي:
قال المفسرون في معنى هذه الآية: كانت الآية والسلطان صورة علي وكذا لسائر
النبيين. 86 - وقال أيضا: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - يا علي إن
الله أيد بك النبيين سرا، وأيدني بك جهرا. (5)
الثامن والعشرون خبر عطرفة الجني 87 - ابن شهر اشوب في كتاب المناقب: عن كتاب هواتف الجن (6)، محمد
بن إسحاق (7)، عن يحيى بن عبد الله بن الحارث (8) عن أبيه قال: حدثني
سلمان الفارسي في خبر (قال) (9): كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله -
في يوم مطير،
(1) لفظ الجلالة ليس في
المصدر. (2) القصص: 35.
(3) من المصدر. (4) مشارق أنوار اليقين: 81. (5) لم نعثر عليهما في الكتاب
المطبوع. (6) (كتاب هواتف الجن) هو تأليف عبد الله بن محمد بن عبيد، أبو
بكر القرشي، مولى بني امية، المعروف بابن أبي الدنيا، المتوفي سنة 281.
(تاريخ بغداد، كشف الظنون). (7) هو: محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمان
بن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب نزيل بغداد، روى عنه جماعة منهم ابن
أبي الدنيا، مات سنة: 236. (تهذيب التهذيب). (8) هو يحيى بن عبد الله بن
الحارث، الجابر، ويقال: المجبر التيمي البكري، مولاهم أبو الحارث الكوفي.
(تهذيب التهذيب). (9) ليس في المصدر والبحار. [ * ]
[ 145 ]
ونحن ملتفتون (1) نحوه فهتف هاتف (فقال) (2): السلام عليك يارسول الله،
فرد عليه السلام وقال: من أنت ؟ قال: عطرفة (3) بن شمراخ أحد بني النجاح،
قال: اظهر لنا رحمك الله في صورتك. قال سلمان: فظهر لنا شيخ أذب (4) أشعر،
قد لبس وجهه شعر غليظ متكاثف قد واراه، وعيناه مشقوقتان طولا، وله فم في
صدره فيه أنياب بادية طوال، وأظفاره كمخالب السباع، فقال الشيخ يا نبي
الله ابعث معي من يدعو قومي إلى الاسلام، وأنا أرده اليك سالما. فقال
النبي - صلى الله عليه وآله -: أيكم يقوم معه فيبلغ الجن عني، وله (علي)
(5) الجنة، فلم يقم أحد معه، فقال ثانية وثالثة، فقال علي - عليه السلام
-: أنا يارسول الله. فالتفت النبي - صلى الله عليه وآله - إلى الشيخ،
فقال: وافني إلى الحرة في هذه الليلة، أبعث معك رجلا يفصل حكمي، وينطق
بلساني، ويبلغ الجن عني، قال: فغاب الشيخ ثم أتى في الليل وهو على بعير
كالشاة، ومعه بعير [ آخر ] (6) كارتفاع
الفرس، فحمل النبي - صلى الله عليه وآله - عليا - عليه السلام - عليه،
وحملني خلفه، وعصب عيني، وقال: لا تفتح عينيك حتى تسمع عليا يؤذن، ولا
يروعك ما تسمع (7)، فإنك آمن، فسار (8) البعير، ثم دفع سائرا يدف كدفيف
النعام، وعلي يتلو القرآن، فسرنا ليلتنا حتى إذا طلع الفجر أذن علي، وأناخ
البعير.
(1) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: ملتفون. (2) ليس في البحار
والمصدر. (3) في البحار: عرفطة. (4) كذا في البحار والمصدر، وفي الاصل:
أذن. (5) ليس في البحار والمصدر. (6) من البحار والمصدر. (7) في المصدر:
ما ترى. (8) كذا في المصدر، وفي غيره: فثار. [ * ]
[ 146 ]
وقال: انزل يا سلمان، فحللت عيني، ونزلت، فإذا أرض قوراء (1)، فأقام
الصلاة، وصلى بنا، ولم أزل أسمع الحس حتى إذا سلم علي التفت فإذا خلق
عظيم، وأقام علي يسبح ربه حتى طلعت الشمس، ثم قام خطيبا، فخطبهم، فاعترضته
مردة منهم، فأقبل علي (عليهم) (2)، فقال: أبالحق تكذبون، وعن القرآن
تصدفون، وبآيات الله تجحدون ؟ ثم رفع طرفه إلى السماء، فقال [ اللهم ] (3)
بالكلمة العظمى، و الاسماء الحسنى، والعزائم الكبرى، والحي القيوم، ومحيي
الموتى، ومميت الاحياء، ورب الارض والسماء، ياحرسة الجن، ورصدة الشياطين،
وخدام [ الله ] (4) الشرهاليين، وذوي الارواح الطاهرة، اهبطوا بالجمرة
التي لا تطفأ، والشهاب
الثاقب، والشواظ المحرق، والنحاس القاتل (بالمص) (5)، بكهيعص، والطواسين،
والحواميم، ويس، ون والقلم وما يسطرون، والذاريات، والنجم إذا هوى، والطور
وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور، والاقسام العظام، ومواقع النجوم،
لما أسرعتم الاغدار إلى المردة المتولعين المتكبرين الجاحدين آثار رب (6)
العالمين. قال سلمان: فأحسست بالارض من تحتي ترتعد وسمعت في الهوى دويا
شديدا، ثم نزلت نار من السماء صعق كل من رآها من الجن، وخرت على وجوهما
(7) مغشيا عليها، وسقطت أنا على وجهي، فلما أفقت إذا دخان يفور
(1) كذا في البحار والمصدر، وفي الاصل: الارض تورا. (2) ليس في البحار
والمصدر. (3) من البحار. (4) من المصدر والبحار. (5) ليس في المصدر
والبحار. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: يا رب، وفي البحار: أثر رب. (7)
كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وجهها. [ * ]
[ 147 ]
من الارض، فصاح بهم علي - عليه السلام -: ارفعوا رؤوسكم فقد أهلك الله
الظالمين، ثم عاد إلى خطبته، فقال: يا معشر الجن والشياطين والغيلان (1)
وبني شمراخ وآل نجاح وسكان الآجام والرمال والقفار وجميع شياطين البلدان،
اعلموا أن الارض قد ملئت عدلا كما كانت مملوة جورا، هذا هو الحق، فماذا
بعد الحق إلا الضلال، فانى تصرفون، فقالوا: آمنا بالله ورسوله وبرسول
رسوله، فلما دخلنا المدينة، قال النبي - صلى الله عليه وآله - لعلي [ -
عليه السلام -: ماذا صنعت قال: ] (2) قد أجابوا وأذعنوا وقص عليه الخبر،
فقال النبي - صلى الله عليه وآله -:
لا يزالون كذلك هائبين إلى يوم القيامة. (3)
التاسع والعشرون خبر عطرفة الجني 88 - السيد المرتضى (في عيون المعجزات) قال: ومن دلائل أمير
المؤمنين ومعجزاته وخبره مع عطرفة الجني وهو خبر معروف عند علماء الشيعة،
وقد وجدت [ هذا ] (4) الخبر في كتاب الانوار (5) وحدث أحمد بن محمد بن عبد
ربه، (6) قال: حدثني سليمان بن علي
(1) في المصدر: القيلان. (2) مابين المعقوفين من المصدر، وليس فيه كلمة
(قد). (3) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 308، وعنه البحار: 39 / 183 وحلية
الابرار: 1 / 268. (4) من المصدر. (5) (كتاب الانوار في تاريخ الائمة
الاطهار) للشيخ أبي علي محمد بن أبي بكر همام بن سهيل الكاتب الاسكافي،
المولود سنة: 258، والمتوفي سنة: 336. قال النجاشي: هو شيخ أصحابنا
ومتقدمهم، له منزلة عظيمة. والانوار هذا ينقل عنه في عيون المعجزات. (6)
هو: أحمد بن محمد بن صالح بن عبد ربه، أبو العباس المنصوري، القاضي من أهل
المنصورة. (لسان الميزان). [ * ]
[ 148 ]
الدمشقي، عن أبي هاشم الرماني (1)، عن زاذان (2)، عن سلمان، قال:: كان
النبي - صلى الله عليه وآله - ذات يوم جالسا بالابطح وعنده جماعة من
أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث، إذ نظرنا (3) إلى زوبعة (4) قد ارتفعت،
فأثارت الغبار، وما زالت تدنو والغبار يعلو إلى أن وقفت (5) بحذاء النبي -
صلى الله عليه وآله - ثم برز منها شخص كان فيها، ثم قال: يارسول الله -
صلى الله عليه وآله - إني وافد قومي، وقد استجرنا
بك فاجرنا، وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا، فإن بعضهم قد بغى علينا،
ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه، وخذ (6) علي العهود والمواثيق
المؤكدة أن أرده إليك سالما في غداة غد، إلا أن تحدث علي حادثة من عند
الله. فقال (له) (7) النبي - صلى الله عليه وآله -: من أنت، ومن قومك ؟
قال: أنا عطرفة ابن شمراخ، أحد بني نجاح، وأنا وجماعة من أهلي كنا نسترق
السمع، فلما منعنا من ذلك آمنا، ولما بعثك [ الله ] (8) نبيا آمنا بك على
ما عملته، وقد صدقناك، وقد خالفنا بعض القوم، وقاموا على ما كانوا عليه،
فوقع بيننا وبينهم الخلاف، وهم أكثر [ منا ] (9) عددا وقوة، وقد غلبوا على
الماء والمراعي، وأضروا بنا وبدوا بنا،
(1) أبو هاشم الرماني الواسطي، يحيى بن دينار، روى عن زاذان وغيره، توفي
سنة 145 أو 122 (تهذيب التهذيب). (2) زاذان هو: أبو عبد الله، ويقال: أبو
عمرو الكندي، مولاهم الكوفي الضرير البزار، روى عن سلمان الفارسي وغيره،
وروى عنه أبو هاشم الرماني، توفي سنة: 82 (تهذيب التهذيب). (3) من المصدر
والبحار. (4) الزوبعة: رئيس من رؤساء الجن، ومنه سمي الاعصار: زوبعة، قال
الجوهري: ريح ترتفع بالتراب أو بمياه البحار وتستدير كأنها عود (5) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: وقعت. (6) في الاصل: وخذ على حادثة علي. (7)
ليس في البحار. (8) لفظ الجلالة من المصدر والبحار. (9) من البحار
والمصدر. [ * ]
[ 149 ]
فابعث معي من
يحكم بيننا [ وبينهم ] (1) بالحق، فقال له النبي - صلى الله عليه وآله -
فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها، قال: فكشف لنا
عن صورته، فنظرنا فإذا شخص عليه شعر كثير، فإذا رأسه طويل العينين، عيناه
في طول رأسه، صغير الحدقتين، وله أسنان (كأنها أسنان من) (2) السباع. ثم
أن النبي - صلى الله عليه وآله - أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرده
عليه وفي غد من يبعث به معه، فلما فرغ من ذلك، التفت إلى أبي بكر فقال
(له) (3) سر مع أخينا عطرفة، وانظر إلى ماهم عليه، واحكم بينهم بالحق،
فقال: يارسول الله - صلى الله عليه وآله - وأين هم ؟ قال: هم تحت الارض.
فقال أبو بكر: وكيف اطيق النزول تحت الارض، وكيف أحكم بينهم ولا أحسن
كلامهم ؟ ثم التفت إلى عمر بن الخطاب، فقال له مثل قوله لابي بكر، فأجاب
مثل جواب أبي بكر، ثم أقبل على عثمان، وقال له مثل قوله لهما، فأجابه
كجوابهما. ثم استدعى بعلي - عليه السلام - وقال له: يا علي سر مع أخينا
عطرفة، وتشرف على قومه، وتنظر إلى ماهم عليه، وتحكم بينهم بالحق - فقام
أمير المؤمنين - عليه السلام - مع عطرفة وقد تقلد سيفه. قال سلمان - رضي
الله عنه -: فتبعتهما إلى أن صارا إلى الوادي فلما توسطاه نظر إلي أمير
المؤمنين - عليه السلام -، وقال: قد شكر الله تعالى سعيك يا أبا عبد الله
فارجع. فوقفت أنظر إليهما، فانشقت الارض ودخلا فيها، (وعدت إلى ماكنت) (4)
ورجعت وتداخلني من الحسرة ما الله أعلم به كل ذلك إشفاقا على أمير
المؤمنين - عليه السلام -.
(1) من المصدر. (2) ليس في البحار، وفي المصدر: كأنها أسنان. (3 و 4) ليس في البحار. [ * ]
[ 150 ]
وأصبح النبي - صلى الله عليه وآله - وصلى بالناس الغداة، وجاء وجلس على
الصفا وحف به أصحابه، وتأخر أمير المؤمنين - عليه السلام - وارتفع النهار
وأكثر (الناس) (1) الكلام إلى أن زالت الشمس، وقالوا إن الجني احتال على
النبي - صلى الله عليه وآله - وقد أراحنا من أبي تراب، وذهب عنا أفتخاره
بابن عمه علينا، وأكثروا الكلام إلى أن صلى النبي - صلى الله عليه وآله -
الصلاة الاولى وعاد إلى مكانه وجلس على الصفا، ومازال أصحابه بالحديث إلى
أن وجبت صلاة العصر وأكثر القوم الكلام، وأظهروا اليأس من أمير المؤمنين -
عليه السلام - فصلى النبي - صلى الله عليه وآله - [ صلاة ] (2) العصر،
وجاء وجلس على الصفا، وأظهر الفكر (3) في أمير المؤمنين - عليه السلام -
وظهرت شماتة المنافقين بأمير المؤمنين، وكادت الشمس تغرب فتيقن القوم أنه
قد هلك، إذا وقد انشق الصفا وطلع أمير المؤمنين - عليه السلام - وسيفه
يقطر دما ومعه عطرفة، فقام [ إليه ] (4) النبي - صلى الله عليه وآله -
وقبل بين عينيه وجبينه، وقال، (له) (5): ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت ؟
فقال - عليه السلام -: صرت إلى جن كثير قد بغوا على عطرفة وقومه من
المنافقين، فدعوتهم إلى ثلاث خصال، فأبوا علي وذلك اني دعوتهم إلى الايمان
بالله تعالى، والاقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا، فدعوتهم إلى أداء الجزية
(فأبوا) (6)، فسألتهم أن يصالحوا عطرفة وقومه فيكون بعض المراعي (7)
لعطرفة وقومه،
(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في البحار، وفي
المصدر: وأظهروا الفكر، وفي الاصل: أظهروا الكفر. (4) من البحار والمصدر.
(5) ليس في المصدر. (6) ليس في نسخة " خ ". (7) كذا في نسخة " خ "، وفي
غيره: المرعى. [ * ]
[ 151 ]
وكذلك الماء فأبوا (ذلك) (1) كله، فوضعت
سيفي فيهم وقتلت منهم زهاء (2) ثمانين ألفا، فلما نظروا إلى ماحل بهم طلبوا الامان
والصلح، ثم آمنوا (وصاروا خوانا) (3) وزال الخلاف ومازلت معهم إلى الساعة. فقال
عطرفة: يارسول الله جزاك الله وأمير المؤمنين [ عنا ] (4) خيرا. (5)
الثلاثون حديث الجام 89 - قال السيد المرتضى في كتاب عيون المعجزات: في رواية العامة وعن الخاصة
إبراهيم بن الحسين الهمداني (6)، (قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم،) (7) قال: حدثنا
عبد الغفار بن القاسم (8)، عن جعفر الصادق، عن أبيه - عليهما السلام -
(1) ليس في نسخة " خ ". (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: أرها. (3) ليس في البحار:
18. (4) من المصدر والبحار. (5) عيون المعجزات: 43 وعنه البحار: 18 / 86 ح 4 وج 63
/ 90 ح 45 وحلية الابرار: 1 / 270. ورواه الطبري في نوادر المعجزات: 52 ح 21، وابن
أبي الفوارس في أربعينه ح 26 بإسناده إلى أبي سعيد الخدري. وأخرجه في البحار: 39 /
168 ح 9 عن اليقين: 68 ب 90 بإسناده عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه
وآله -، وعن الفضائل لشاذان: 60 عن زاذان وعن الروضة له: 34 عن أبي سعيد الخدري
باختلاف. (6) هو إبراهيم بن الحسين بن علي بن مهران بن ديزيل الكسائي الهمداني،
المتوفي سنة 281. (لسان الميزان). (7) ليس في المصدر. (8) عبد الغفار بن القاسم بن
فهد، أبو مريم الانصاري، روى عن الصادقين - عليهما السلام -، ثقة. (رجال النجاشي)،
وعده الشيخ في رجاله من أصحاب السجاد والصادقين - عليهم السلام -، وفي لسان
الميزان: انه بقي إلى قرب ستين ومائة. [ * ]
[ 152 ]
يرفعه إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - أن جبرئيل نزل على النبي - صلى الله عليه
وآله - بجام من الجنة فيه فاكهة كثيرة من فواكه الجنة، فدفعه إلى النبي - صلى الله
عليه وآله - فسبح الجام وكبر وهلل في يده، ثم دفعه إلى أبي بكر فسكت الجام، ثم دفعه
إلى عمر فسكت الجام، ثم دفع إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - فسبح وهلل وكبر في
يده، ثم قال الجام: إني امرت أن لاأتكلم إلا في يده نبي أو وصي. وفي رواية اخرى من
كتاب الانوار: بأن الجام من كف النبي - صلى الله عليه وآله - عرج إلى السماء وهو
يقول بلسان فصيح سمعه كل أحد: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا }. (1) وفي ذلك قال العوني (2) - رضي الله عنه -: علي كليم الجام إذا جاء به
(3) * كريمان في الاملاك مصطفيان قال أيضا: إمامي كليم الجان والجام بعده * هل
لكليم الجان والجام من مثلي (4)
|