الحادي والتسعون مشاورة الافعى له - عليه السلام - 186 - ابن شهراشوب: عن عمرو بن حمزة العلوي في فضائل الكوفة أنه كان أمير المؤمنين - عليه السلام - ذات يوم في محراب جامع الكوفة، إذ قام بين يديه رجل للوضوء، فمضى نحو رحبة الكوفة يتوضأ، فإذا بأفعى قد لقيه في طريقه ليلتقمه، فهرب من بين يديه إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - فحدثه بما لحق في طريقه، فنهض - عليه السلام - حتى وقف على باب الثقب (4) الذي فيه الافعى، فأخذ سيفه فتركه على باب الثقب (5)، وقال: إن كنت معجزة مثل عصا موسى فأخرج الافعى. فما كان إلا ساعة حتى خرج يشاوره (6) ساعة، ثم رفع رأسه إلى الاعرابي،


(1) من المصدر. (2) ليس في نسخة " خ ". (3) الثاقب في المناقب: 248 ح 3 و 4. (4 و 5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: النقب. (6) في المصدر والبحار: " يساره " بدل " خرج يشاوره ". [ * ]


[ 301 ]

وقال له: إنك ظننت اني رابع أربعة لما قمت بين (1) يدي، فقال: هو صحيح، ثم لطم على رأسه وأسلم. (2)

الثاني والتسعون الملك في صورة الشجاع - يعني الحية - 187 - ابن شهراشوب: قال: حديث الملك الذي قد نظمه قول ابن حماد: ولقد غدا يوما إلى الهادي إذا * بالباب معترضا شجاع أقرع فسعى إلى مولاي يلحس ثوبه * كالمستجير به يلوذ ويضرع حتى إذا بصر النبي (نصره دارى الشجاع له يذل ويخضع والطهر يومي للشجاع (3) بكمه * ويذوده بالرفق عنه ويدفع ناداه رفقا يا علي فإن ذا * ملك له من ذي المعارج موضع أخطا فاهبط من علو مقامه (4) * فأتى بجاهك شافعا متشفع (5) فادع الاله له ليغفر ذنبه * واشفع فإنك شافع ومشفع فدعا علي والنبي وأخلصا * فعلى الشجاع يصيح وهو مجعجع (6)


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لما قدمت من بين. (2) المناقب لابن شهراشوب: 2 / 304 وعنه البحار: 41 / 241 ح 12. الحديث كما ترى مجهول من حيث السند، وفي متنه تناقض، حيث يقول في صدره: إذا قام بين يديه رجل للوضوء، وهذا يدل على أنه كان مسلما وإلا لما جاز أن يدخل المسجد، وفي ذيله يقول: ثم لطم على رأسه وأسلم، وهو يدل على أنه كان كافرا، اللهم إلا أن يراد به الايمان الخاص لاوليائهم وشيعته - عليه السلام -. (3) ما بين القوسين ليس في المصدر. (4) في المصدر. مكانه. (5) في المصدر: يستشفع. (6) تجعجع البعير وغيره: أي ضرب بنفسه الارض باركا من وجع أصابه أو ضرب أثخنه. والجعجعة: القعود على غير طمأنينة. [ * ]


[ 302 ]

لله من عبدين ليس لربنا * عبدان أوجه منهما لي أطوع (1). (2)

الثالث والتسعون كلام جبرئيل - عليه السلام - يوم عقد الولاية له - عليه السلام - 188 - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد: عن السندي ابن محمد (3)، عن صفوان الجمال قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: لما نزلت الولاية لعلي - عليه السلام - قام رجل من جانب الناس، فقال: لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدة لا يحلها بعده إلا كافر، فجاءه الثاني (4) فقال له: يا عبد الله من أنت. قال: فسكت، فرجع السائل إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال: يارسول الله إني رأيت رجلا في جانب الناس وهو يقول: لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدة لا يحلها بعده إلا كافر، فجاءه الثاني (4) فقال له: يا عبد الله من أنت. قال فسكت، فرجع السائل إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال: يارسول الله إني رأيت رجلا في جانب الناس وهو يقول: لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدة لا يحلها إلا كافر فقال: يا فلان ذلك جبرئيل، فإياك أن تكون ممن يحل العقدة فنكص. (5) 189 - الطبرسي: قال: روي عن الصادق - عليه السلام - أنه [ قال: ] (6) لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وآله - من خطبة يوم الغدير رؤي في الناس رجل جميل (7)


(1) في المصدر: أو أطوع. والابيات لابي الحسن علي بن عبيدالله بن حماد العدوي، الشاعر البصري، من أكابر علماء الشيعة وشعرائهم ومحدثيهم، وله أشعار كثيرة في مدح أمير المؤمنين - عليه السلام -، وقد يطلق ابن حماد على علي بن حماد البصري الشاعر المشهور من المتأخرين. (2) المناقب: 2 / 312. (3) هو: السندي بن محمد البزاز، روى عن أبي البختري وصفوان بن يحيى وصفوان الجمال، وثقه النجاشي. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: " إنسان ". (5) قرب الاسناد: 29 وعنه البحار: 37 / 120 ح 12. (6) من المصدر. (7) في المصدر: من هذه الخطبة رأي الناس رجلا جميلا. [ * ]


[ 303 ]

بهي، طيب الريح، فقال: ما رأينا (1) كاليوم [ قط ] (2) وما أشد ما يؤكد لابن عمه، وانه لعقد عقدا لا يحله إلا كافر بالله العظيم وبرسوله، ويل (3) طويل لمن حل عقده. قال: فالتفت إليه عمر حين سمع كلامه فأعجبته هيئته، ثم التفت إلى النبي - صلى الله عليه وآله - وقال: أما سمعت ما قال هذا الرجل قال كذا وكذا ؟ فقال الرسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا عمر أتدري من ذلك الرجل ؟ قال: لا. قال: ذلك الروح جبرئيل الامين، فإياك أن تحله، فإنك إن فعلت فالله ورسوله وملائكته والمؤمنون منك براء (لعين الائمة) (4). (5)

الرابع والتسعون إخباره الرجل بما في نفسه، وطاعة الجني له - عليه السلام - 190 - ابن شهراشوب: عن المعجزات، والروضة، ودلائل ابن عقدة (6): أبو إسحاق السبيعي والحارث الاعور: رأينا شيخا باكيا وهو يقول: أشرفت على المائة وما رأيت العدل إلا ساعة، فسئل عن ذلك، فقال: أنا حجر (7) الحميري وكنت يهوديا أبتاع الطعام، فقدمت يوما نحو الكوفة، فلما صرت بالقبة المبتسخة (8) فقدت حمري (9)، فدخلت الكوفة إلى الاشتر، فوجهني


(1) في المصدر والبحار: ما رأيت. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ويد، وهو اشتباه. (4) ليس في الصمدر والبحار. (5) الاحتجاج: 66 وعنه البحار: 37 / 219 ح 87. (6) كذا في المصدر والبحار، وهو الصحيح. والمعجزات: هو نوادر المعجزات لمحمد ابن جرير الطبري الشيعي الكبير. (7) في البحار: هجر. (8) في المصدر والبحار: بالقبة بالمسجد. (9) في البحار: حميري. [ * ]


[ 304 ]

- إلى أمير المؤمنين - عليه السلام -، فلما رآني قال: يا أخا اليهود إن عندنا علم البلايا والمنايا ماكان وما يكون، اخبرك أم تخبرني بماذا جئت ؟ فقلت: بل تخبرني. فقال: اختلست الجن مالك في القبة (فجالفته) (1) فما تشاء ؟ قلت: إن تفضلت علي آمنت بك، فانطلق معي حتى أتى القبة، وصلي ركعتين، ودعا بدعاء وقرأ { يرسل عليكما شواظ من نار } (2) الآية، ثم قال: يا عبد الله ماهذا العبث (3) والله ما على هذا بايعتموني وعاهدتموني يا معشر الجن، فرأيت مالي يخرج من القبة، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، وأن عليا ولي الله، ثم إني لما قدمت الآن وجدته مقتولا. قال ابن عقدة: إن اليهودي كان من سورات المدينة. (4)

الخامس والتسعون طاعة الجن له - عليه السلام - 191 - ثاقب المناقب: عن رزين الانماطي (5)، عن أبي عبد الله


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) الرحمن: 35. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: البعث، فلعله تصحيف. (4) المناقب لابن شهراشوب: 306 وعنه البحار: 39 / 182 ذ ح 23. ورواه الطبري في نوادر المعجزات: 58 ح 24 عن أبي اسحاق السبيعي، والحضيني في الهداية: 126 عن أبي الحسن محمد بن يحيى الفارسي.. عن أبي إسحاق القرشي (نحوه). والمسعودي في إثبات الوصية: 129 عن السبيعي مرسلا (مثله)، والديلمي في إرشاد القلوب: 274 بالاسناد إلى أبي حمزة الثمالي، عن السبيعي (نحوه) وعنه البحار: 39 / 189 ح 26. (5) عده الشيخ من أصحاب الباقر - عليه السلام - وفي أصحاب الصادق - عليه السلام - قائلا: رزين بياع الانماط الكوفي، ويظهر من رواية الكافي: 2 / 522 ح 3 أنه كان إماميا، حسن العقيدة، والرواية صحيحة. " معجم رجال الحديث ". [ * ]


[ 305 ]

- صلوات الله عليه - عن أبيه، عن آبائه - عليه السلام - أن أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - دخل الكوفة فأقام بها أياما، فبينا هو يدور في طرقها، فإذا هو بيهودي قد وضع يده على رأسه، وهو يقول: معاشر الناس، أفبحكم الجاهلية تحكمون، وبه تأخذون، وطريقا لا تحفظون، فدعا به أمير المؤمنين - عليه السلام - فوقف بين يديه، وقال [ له ] (1): ما حالك يا أخا اليهود ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إني رجل تاجر، خرجت من ساباط المدائن ومعي ستون حمارا، فلما حضرت موضع كذا أخذ ماكان معي اختطافا، ولا أدري أين ذهب بها. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: لن يذهب منك شئ، يا قنبر اسرج لي دابتي، فأسرج له فرسه، فلما ركبه قال: يا قنبر ويا أصبغ بن نباته، خذا بيد اليهودي وانطلقا به أمامي، وانطلقا به حتى صارا (2) إلى الموضع الذي ذكره، فخط أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - بسوطه خطة، فقال لهم: قوموا [ في ] (3) وسط [ هذه ] (4) الخطة، ولا تجاوزوها فتخطفكم الجن. ثم قنع فرسه واقتحم في الصحراء وقال: [ والله ] (5) معاشر ولد الجن من ولد الحارث بن السيد وهو إبليس، إن لم تردوا عليه حمره ليخلص (6) ما بيننا وبينكم من العهد والميثاق، ولاضربنكم بأسيافنا حتى تفيئوا (7) إلى أمر الله، فإذا [ أنا ] (8) بقعقعة اللجم، وصهيل الخيل [ وقائل يقول ] (9): الطاعة الطاعة لله ولرسوله


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: صار: أي أمير المؤمنين - عليه السلام -. (3 - 5) من المصدر. (6) في المصدر: لنخلعن. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: تنيبوا. (8 و 9) من المصدر. [ * ]


[ 306 ]

ولوصيه، ثم تجرد (1) في الصحراء ستون حمارا بأحمالها، لم يذهب منها شئ، فأداها إلى اليهودي. فلما دخل الكوفة، قال له اليهودي: ما اسم محمد ابن عمك في التوراة ؟ وما اسمك فيها ؟ وما اسم ولديك ؟ فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - [ سل إسترشادا، ولا تسأل تعنتا، عليك بكتاب التوراة ] (2): اسم محمد فيها طاب طاب، واسمي إيليا، واسم ولدي شبر وشبير. فقال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأنك وصيه من بعده وأن ما جاء به وجئت به حق. (3)

السادس والتسعون طاعة الفلاء الصعاب له - عليه السلام - ومعرفه بالغائب 192 - السيد الرضي في الخصائص: بالاسناد عن الاصبغ بن نباتة، عن عبد الله بن عباس قال: كان رجل على عهد عمر بن الخطاب له فلاء (4) بناحية آذربيجان، قد استصعبت عليه (حمله) (5) فمنعت جانبها، فشكي إليه ما قد ناله، وأنه كان معاشه منها، فقال له: اذهب فاستغث بالله عزوجل. فقال الرجل: ما أزال ادعوا وأبتهل إليه فكلما قربت منها حملت علي، قال: فكتب له رقعة فيها: من عمر أمير المؤمنين إلى مردة الجن والشياطين أن يذللوا هذه المواشي [ له ] (6).


(1) في المصدر: انحدر. (2) من المصدر. (3) الثاقب في المناقب: 269 ح 1. (4) هو المهر والفرس، وفي بعض الروايات: وله مواش. (5) ليس في المصدر، وفي الاصل: جماله، وما أثبتناه من نسخة " خ ". (6) من المصدر. [ * ]


[ 307 ]

قال: فأخذ الرجل الرقعة ومضى، فاغتممت لذلك غما شديدا، فلقيت أمير المؤمنين عليا - عليه السلام - فأخبرته بما (1) كان. فقال: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة ليعودن بالخيبة، فهدأ مابي، وطالت علي سنتي، وجعلت أرقب كل من جاء من أهل الجبال، فإذا أنا بالرجل قد وافي وفي جبهته شجة تكاد اليد تدخل فيها. فلما رأيته بادرت إليه، فقلت له: ماوراك ؟ فقال: إني صرت إلى الموضع، ورميت بالرقعة، فحمل علي عداد منها، فهالني أمرها، فلم تكن لي قوة بها، فجلست فرمحني أحدها في وجهي، فقلت: اللهم اكفينها، فكلها يشد علي ويريد قتلي، فانصرفت عني فسقطت، فجاء أخ [ لي ] (2) فحملني ولست أعقل، فلم أزل أتعالج حتى صحت، وهذا الاثر في وجهي، فجئت لاعلمه يعني عمر. فقلت له: صر إليه واعلمه. فلما صار إليه وعنده نفر فأخبره بما كان، فزبره، وقال له: كذبت لم تذهب بكتابي، قال: فحلف الرجل بالله الذي لا إله إلا هو، وحق صاحب هذا القبر لقد فعل ما أمره به من حمل الكتاب وأعلمه أنه قد ناله (3) منها ما يرى، قال: فزبره وأخرجه عنه، فمضيت معه إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - فتبسم، ثم قال: ألم أقل لك ؟ ثم أقبل على الرجل، فقال له: إذا انصرفت فصر إلى الموضع الذي هي فيه قل: " اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة، وأهل بيته الذين اخترتهم على العالمين. اللهم فذلل لي صعوبتها وحزانتها (4)، واكفني شرها، فإنك الكافي


(1) في الاصل: مما. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: نال. (4) في الخرائج: حزونتها، وهي الخشونة. [ * ]


[ 308 ]

المعافي والغالب القاهر ". فانصرف الرجل راجعا، فلما كان من قابل قدم الرجل ومعه جملة قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين - عليه السلام -، فصار إليه وأنا معه، فقال له: تخبرني أو اخبرك ؟ فقال الرجل: تخبرني يا أمير المؤمنين. قال: كأنك صرت إليها فجاءتك ولاذت بك خاضعة ذليلة، فأخذت بنواصيها واحدا بعد آخر (1). فقال الرجل: صدقت يا أمير المؤمنين، كأنك كنت معي، فهذا كان فتفضل بقبول ما جئتك به. فقال: امض راشدا بارك الله لك فيه، وبلغ الخبر عمر فغمه ذلك حتى تبين الغم في وجهه، وانصرف الرجل وكان يحج كل سنة، ولقد أنمى الله ماله. قال: وقال أمير المؤمنين - عليه السلام: كل من استصعب عليه شئ من مال، أو أهل، أو ولد، أو أمر فرعون من الفراعنة فليبتهل بهذا الدعاء، فإنه يكفي مما يخاف إن شاء الله تعالى وبه القوة. (2)

السابع والتسعون الرجل الذي مسخ كلبا بدعائه - عليه السلام - 193 - السيد الرضي في الخصائص أيضا: روي أن أمير المؤمنين عليا - عليه السلام - كان جالسا في المسجد، إذ دخل عليه رجلان فاختصما إليه،


(1) في البحار: واحدة بعد واحدة. (2) الخصائص: 48 وعنه الخرائج: 2 / 556 ح 15 وتفسير البرهان: 4 / 162 ح 2. وفي مستدرك الوسائل: 8 / 266 ح 2 عنه وعن مناقب ابن شهراشوب: 2 / 310 وعن الشيخ الطوسي في كتاب كنوز النجاة. وأخرجه في البحار: 41 / 239 ح 10 عن الخرائج والمناقب، وفي ج 95 / 191 ح 20 عن الخرائج. [ * ]


[ 309 ]

وكان أحدهما من الخوارج، فتوجه الحكم على الخارجي، فحكم عليه أمير المؤمنين - عليه السلام -، فقال له الخارجي: والله ما حكمت بالسوية، ولا عدلت في القضية، وما قضيتك عند الله بمرضية، فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام - وأومأ (بيده) (1) إليه: اخسأ عدو الله، فاستحال كلبا أسود. فقال من حضر: فوالله لقد رأينا ثيابه تطاير عنه في الهواء، وجعل يبصبص لأمير المؤمنين، ودمعت عيناه في وجهه، ورأينا أمير المؤمنين - عليه السلام - وقد رق له فلحظ السماء، وحرك شفتيه بكلام لم نسمعه، فوالله لقد رأيناه وقد عاد إلى حال الانسانية، وتراجعت ثيابه من الهواء حتى سقطت على كتفيه، فرأيناه وقد خرج من المسجد وإن رجليه لتضطربان. فبهتنا ننظر إلى أمير المؤمنين، فقال لنا: مالكم تنظرون وتعجبون ؟ فقلنا: يا أمير المؤمنين كيف لانتعجب وقد صنعت ما صنعت. فقال: أما تعلمون أن آصف بن برخيا وصي سليمان بن داود - عليه السلام - قد صنع ما هو قريب من هذا الامر، فقص الله جل اسمه قصته حيث يقول: { أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين. قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين. قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر } الآية (2). فأيما أكرم على الله نبيكم أم سليمان ؟ فقالوا: بل نبينا أكرم يا أمير المؤمنين. قال: فوصي نبيكم أكرم من وصي سليمان، وإنما كان عند


(1) ليس في المصدر ونسخة " خ ". (2) النمل: 38 - 40. [ * ]


[ 310 ]

وصي سليمان - عليه السلام - من اسم الله الاعظم حرف واحد، فسأل الله جل اسمه، فخسف له الارض ما بينه وبين سرير بلقيس فتناوله في أقل من طرف العين، وعندنا من اسم الله الاعظم إثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله تعالى استأثر به دون خلقه. فقالوا [ له ] (1): يا أمير المؤمنين فإذا كان هذا عندك فما حاجتك إلى الانصار في قتال معاوية وغيره، واستنفارك الناس إلى حربه ثانية فقال: { بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون } (2) إنما أدعو هؤلاء القوم إلى قتاله ليثبت المحجة، وكمال الحجة (3)، ولو أذن لي في إهلاكه لما تأخر، لكن الله تعالى يمتحن خلقه بما شاء، قالوا: فنهضنا من حوله ونحن نعظم ما أتى به - عليه السلام -. (4)

الثامن والتسعون رجل مسخ كلبا 194 - ابن شهراشوب: قال: في حديث الطرماح (5) وصعصعة ابن صوحان (6) أن أمير المؤمنين - عليه السلام - اختصم إليه خصمان، فحكم لاحدهما على الآخر، فقال المحكوم عليه: ما حكمت بالسوية، ولا عدلت في الرعية، ولا قضيتك عند الله بالمرضية، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -:


(1) من المصدر. (2) الانبياء: 26، 27. (3) في المصدر: المحنة. (4) الخصائص: 46 - 47. (5) الطرماح بن عدي: عده الشيخ تارة من أصحاب أمير المؤمنين - عليه السلام - قائلا: رسوله - عليه السلام - إلى معاوية، واخرى من أصحاب الحسين - عليه السلام -. (6) صعصعة بن صوحان العبدي: روى عهد مالك بن الحارث الاشتر " رجال النجاشي ". وعده الشيخ في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين - عليه السلام -، وعده البرقي من خواص أصحابه - عليه السلام - من ربيعة. [ * ]


[ 311 ]

اخسأ يا كلب، فجعل في الحال يعوي (1)

التاسع والتسعون رجل مسخ رأسه رأس خنزير 195 - ابن شهراشوب: قال: حكم - عليه السلام - بحكم، فقال المحكوم عليه: ظلمت (2) والله [ يا ] (3) علي، فقال: إن كنت كاذبا فغير الله صورتك، فصار رأسه رأس خنزير. (4)

المائة الرجل الذي صار رأسه رأس خنزير، ووجهه وجه خنزير 196 - ابن بابويه في أماليه: بإسناده عن الاعمش في حديثه مع أبي جعفر الدوانيقي المنصور، والحديث مشهور في كتب الخاصة والعامة في الحديث، قال رجل محب لأمير المؤمنين علي - عليه السلام -: يا شاب (- يعني - المنصور) (5) قد أقررت عيني ولي إليك حاجة، قلت: قضيت إن شاء الله تعالى، قال: فإذا كان غدا فائت مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعلي - عليه السلام -. قال: فطالت [ علي ] (6) تلك الليلة، فلما أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي فقمت في الصف، فإذا إلى جانبي شاب متعمم، فذهب ليركع فسقطت


(1) زاد في المصدر في اخره بيتين لابن حماد الشاعر المعروف. مناقب آل أبي طالب - عليه السلام -: 2 / 281 وعنه البحار: 41 / 408 ضمن ح 23. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ظلمني. (3) من المصدر. (4) المناقب لابن شهراشوب: 2 / 280 وعنه البحار: 41 / 207. (5) ليس في المصدر والبحار، ولفظ " قد " ليس في المصدر. (6) من المصدر والبحار. [ * ]


[ 312 ]

عمامته، فنظرت في وجهه، فإذا رأسه رأس خنزير، ووجهه وجه خنزير، فوالله (1) ما علمت ما تكلمت [ به ] (2) في صلاتي (3) حتى سلم الامام. فقلت: [ يا ] (4) ويحك ما الذي أرى بك ؟ فبكي وقال لي: انظر إلى هذه الدار، فنظرت فقال لي: (ادخل، فدخلت، فقال لي:) (5) كنت مؤذنا لآل فلان، كلما (6) أصبحت لعنت عليا - عليه السلام - ألف مرة بين الاذان والاقامة، وكلما كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرة، فخرجت من منزلي فأتيت داري فاتكأت على هذا الدكان الذي ترى، فرأيت في منامي كأني بالجنة وفيها رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعلي - عليه السلام - فرحين، ورأيت كأن النبي - صلى الله عليه وآله - عن يمينه الحسن، وعن يساره الحسين ومعه كأس، فقال: يا حسن اسقني، فسقاه، ثم قال: اسق الجماعة، فشربوا، ثم رأيته كأنه قال: اسق المتكئ على هذا الدكان، فقال [ له ] (7) الحسن: يا جدي (8) أتأمرني ان اسقي هذا وهو يلعن والدي في كل يوم الف مرة بين الاذان والاقامة، وقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرة (بين الاذان والاقامة) (9). فأتاني النبي - صلى الله عليه وآله - فقال لي: مالك عليك لعنة الله


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فوالذي أحلف به. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر: صلاته. (4) من المصدر والبحار. (5) ليس في البحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فلما. (7) من المصدر والبحار. (8) في المصدر والبحار: يا جد. (9) ليس في المصدر والبحار. [ * ]


[ 313 ]

تلعن عليا وعلي مني [ وتشتم عليا وعلي مني ؟ ] (1) فرأيته كأنه [ قد ] (2) تفل في وجهي، وضربني برجله، وقال: قم غير الله ما بك من نعمة، فانتبهت من نومي، فإذا رأسي رأس خنزير، ووجهي وجه خنزير. [ ثم ] (3) قال لي (4) أبو جعفر [ أمير المؤمنين: أهذان الحديثان في يدك ؟ فقلت: لا، فقال ] (5): يا سليمان حب علي إيمان، وبغضه نفاق، والله لايحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق. قال: قلت: الامان يا أمير المؤمنين، قال: لك الامان. قلت: فما تقول في قاتل الحسين - عليه السلام - ؟ قال: إلى النار وفي النار. قلت: [ وكذلك من قتل ولد رسول الله إلى النار وفي النار ؟ ] (6) (فما تقول في جعفر بن محمد الصادق) (7) ؟ قال: الملك عقيم يا سليمان اخرج وحدث بما سمعت. (8)

الحادي ومائة الرجل الذي صار غرابا بدعائه - عليه السلام - 197 - ابن شهراشوب: قال: لما قال علي - عليه السلام -: ألا وإني أخو رسول الله وابن عمه، ووارث علمه ومعدن سره، وعيبة ذخره، ما يفوتني ما علمنيه (9) رسول الله - صلى الله عليه وآله - ولا ما يفلت (10)، ولا يعزب علي مادب


(1) من المصدر والبحار. (2) من نسخة " خ ". (3 - 6) من المصدر والبحار. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) هذا ذيل الحديث، وهو طويل، راجع الامالي للشيخ الصدوق: 357 ذ ح 2 والمناقب لابن المغازلي: 143 ح 188 وروضد الواعظين 120 والمناقب للخوارزمي: 207 وغاية المرام: 656 ح 48 وبشارة المصطفى: 171 والفضائل لشاذان: 116 وحلية الابرار: 1 / 294. وأخرجه في البحار: 37 / 88 ح 55 عن أمالي الصدوق وبشارة المصطفى وعن مناقب الخوارزمي والمناقب الفاخرة. (9) في المصدر والبحار: ما عمله. (10) في المصدر والبحار: ما طلب. [ * ]


[ 314 ]

ودرج، وما هبط وعرج، وما غسق وانفرج، كان (1) ذلك مشروحا لمن سأل، مكشوفا لمن دعا، قال هلال بن نوفل الكندي في ذلك وتعمق إلى أن قال: فكن يا بن أبي طالب بحيث (2) الحقائق، واحذر حلول البوائق. فقال أمير المؤمنين: هب إلى سقر. (قال:) (3) فوالله ماتم كلامه حتى صار في صورة الغراب [ الابقع - يعني الابرص - ] (4). (5)

الثاني ومائة رجل صار نصف وجهه أسود 198 - ابن شهراشوب: قال: قال هاشمي: رأيت رجلا بالشام قد اسود نصف وجهه وهو يغطيه (6) فسألته عن سبب ذلك، فقال: نعم قد جعلت لله علي أن [ لا ] (7) يسألني أحد عن ذلك إلا خبرته، كنت شديد الوقيعة في علي - عليه السلام -، كثير الذكر له بالمكروه، فبينما أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني آت في منامي، فقال: أنت صاحب الوقيعة في علي ؟ فضرب بشق وجهي، فأصبحت وشق (8) وجهي أسود كما ترى. (9) 199 - وروى هذا الحديث البرسي قال: روى عبد الله بن محمد ابن الذر (10)، قال: حدثني عيسى بن عبد الله مولى تميم، عن شيخ من قريش


(1) في المصدر والبحار: وكل. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: نحيت. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) من المصدر والبحار. (5) المناقب لابن شهراشوب: 2 / 281 وعنه البحار: 41 / 208 ذ ح 23. (6) في المصدر: يغبطه. (7) من المصدر والبحار. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قريش، وهو تصحيف. (9) مناقب ابن شهراشوب: 2 / 344 وعنه البحار: 39 / 319 ح 20. (10) في الفضائل: محمد بن أبي ذر. [ * ]


[ 315 ]

(من بني هاشم) (1)، قال: رأيت رجلا بالشام قد اسود وجهه وهو يغطيه، فسألته عن سبب ذلك، فقال: نعم قد جعلت لله علي أن لا يسألني أحد عن ذلك إلا أجبته وأخبرته (2). قال: كنت شديد الوقيعة في علي بن أبي طالب، كثير الذكر له، بينما أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني آت في منامي، فقال: أنت صاحب الوقيعة في علي - عليه السلام - ؟ فقلت: بلي، فضرب وجهي وقد اسود، فبقى كما ترى. (3)

الثالث ومائة استجابة دعائه على جمع من الصحابة الذين أنكروا النص عليه - عليه السلام - من قوله - صلى الله عليه وآله - " من كنت مولاه فعلي مولاه " منهم أنس بن مالك 200 - ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (4) - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن الحسين السعد ابادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي (5)، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي الجارود، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: خطبنا علي بن أبي طالب - عليه السلام - فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن قدام


(1) ليس في الفضائل. (2) في الاصل: وأخبرته، فقلت: نعم. (3) فضائل شاذان بن جبرئيل: 115 والروضة له: 10 وعنهما البحار: 42 / 8 ح 10. وأورده في الثاقب في المناقب: 241 ح 6 عن عيسى بن عبد الله، عن شيخ من قريش، باختلاف يسير، ولم نجده في البرسي. (4) محمد بن موسى بن المتوكل: قد وثقه العلامة في رجاله، وكذا ابن داود، وادعى ابن طاووس الاتفاق على وثاقته. (5) أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمان بن محمد بن علي البرقي أبو جعفر، أصله كوفي، وكان ثقة في نفسه، " رجال النجاشي وفهرست الشيخ " توفي سنة 274، وقيل سنة: 280. [ * ]


[ 316 ]

منبركم هذا أربعة [ رهط ] (1) من أصحاب محمد - صلى الله عليه وآله - منهم أنس بن مالك والبراء بن عازب الانصاري والاشعث بن قيس الكندي وخالد بن يزيد البجلي، ثم أقبل بوجهه على أنس بن مالك فقال: يا أنس إن كنت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) (2) ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لاتغطيه العمامة. وأما أنت يا أشعث فإن كنت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك. وأما أنت يا خالد بن يزيد إن كنت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية. وأما أنت يابراء بن عازب إن كنت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه. قال جابر بن عبد الله الانصاري - والله - لقد رأيت أنس بن مالك وقد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره، ورأيت الاشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه وهو يقول: الحمد لله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمى في الدنيا ولم يدع علي بالعذاب [ في ] (3) الآخرة فاعذب، وأما خالد بن يزيد فإنه مات فأراد أهله أن يدفنوه وحفر له


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. [ * ]


[ 317 ]

في منزله فدفن، فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل والابل فعقرتها على باب منزله فمات ميتة جاهلية، وأما براء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن فمات بها فمنها كان هاجر. ثم قال ابن بابويه: حدثنا [ محمد بن ] (2) عمر الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله [ جعفر ] (3) بن محمد الحسني، قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف، قال: حدثنا سهل بن عامر، قال: حدثنا زافر بن سليمان (4)، عن شريك (5)، عن أبي إسحاق، قال: قلت لعلي بن الحسين - عليه السلام -: ما معنى قول النبي - صلى الله عليه وآله - " من كنت مولاه فعلي مولاه " ؟ قال: أخبرهم أنه الامام بعده. (6) 201 - ومن طريق المخالفين موفق بن أحمد قال: ذكر محمد بن أحمد ابن شاذان، حدثني أحمد بن محمد بن موسى، عن عروة، عن محمد بن عثمان المعدل، عن محمد بن عبد الملك (7)، عن يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة،


(1) أمالي الصدوق: 106 ح 1. (2) من المصدر، وهو محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي البغدادي الجعابي، ولد سنة 284، وتوفي سنة 355 " سير أعلام النبلاء ". وقال النجاشي: كان من حفاظ الحديث، وأجلاء أهل العلم. (3) من المصدر، وهو جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر.. بن علي بن أبي طالب - عليه السلام - أبو عبد الله، كان وجها في الطالبيين متقدما في أصحابنا، ثقة في أصحابنا، مات في ذي القعدة سنة: 308 " النجاشي ". (4) لعله هو: زافر بن سليمان الايادي أبو سليمان القهستاني، وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق - عليه السلام -. (5) هو شريك بن عبد الله، القاضي النخعي، سمع من أبي إسحاق، ومات سنة: 177. " تهذيب الكمال " (6) أمالي الصدوق: 107 ح 2، معاني الاخبار: 65، وعنهما البحار: 37 / 223 ح 96. (7) هو أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الواسطي الدقيقي، مات سنة: 266، سمع من يزيد بن هارون " سير أعلام النبلاء ". [ * ]


[ 318 ]

عن ثابت (1)، عن أنس قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه واله - في المنام فقال [ لي ] (2) رسول الله - صلى الله عليه واله -: يا أنس ما حملك على أن لا تؤدي ما سمعت مني في (حق) (3) علي بن أبي طالب حتى أدركتك العقوبة ؟ ولولا استغفار علي لك ما شممت رائحة الجنة أبدا، ولكن ابشر في بقية عمرك، إن أولياء علي وذريته ومحبيه (4)، السابقون الاولون [ إلى ] (5) الجنة، وهم جيران أولياء الله وأولياء حمزة وجعفر والحسن والحسين، وأما علي فهو الصديق الاكبر لا يخشى يوم القيامة من أحبه. (6)

الرابع ومائة الطائر الذي اهدي لرسول الله - صلى الله عليه واله - كان من السماء وأكل معه علي - عليه السلام -، وما أصاب أنس بن كتمان حديثه من دعائه - عليه السلام - 202 - أبو الحسن علي بن عبيدالله بن الحسن بن الحسين ابن بابويه القمي في كتاب الاربعين عن الاربعين: قال: أخبرنا أبو الفضل


(1) ثابت بن أسلم أبو محمد البناني، مولاهم البصري، حدث أنس بن مالك، وروى عنه حماد بن سلمة، ومات سنة: 123، وقيل: 127 " سير أعلام النبلاء ". (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: ان عليا وذريته ومحبيهم. (5) من المصدر. (6) مناقب الخوارزمي: 32، مقتل الحسين - عليه السلام - له: 1 / 40. وأخرجه في البحار: 68 / 40 ح 84 عن كشف الغمة 1 / 104 نقلا من مناقب الخوارزمي. ورواه في مائة منقبة: 164 منقبة: 89. وأورده في مصباح الانوار: 137 (مخطوط). والمؤلف في غاية المرام: 580 ح 27 وص 648 ح 12 عن الخوارزمي. [ * ]


[ 319 ]

جعفر بن إسحاق (1) بن أبي طالب بن حربويه المعلم بقراءتي عليه، حدثنا الشيخ أبو محمد عبد الرحمان بن أحمد بن الحسين (2) الواعظ املاء، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر الفقيه بقراءتي عليه، أخبرنا أبو المفضل محمد ابن عبد الله بن عبد المطلب الحافظ، حدثنا أبو علي محمد بن همام بن سهيل لفظا، حدثنا الحسن بن أحمد أبو علي المالكي (3)، حدثنا هارون بن مسلم (4)، حدثنا عبد الله بن عمرو بن الاشعث (5)، عن الربيع بن الصبيح (6)، عن الحسن البصري، قال: دخلت على الحجاج فقال: ما تقول يا حسن في أبي تراب علي بن أبي طالب ؟ قال: قلت [ له ] (7): في أي حالاته ؟ قال: أمن أهل الجنة أم من أهل النار ؟ قال: قلت: ما دخلت الجنة فأعرف أهلها، ولا دخلت النار فأعرف أهلها، وإني لارجو أن يكون من أهل الجنة لانه أول الناس بالله ورسوله إيمانا، وأبو الحسن والحسين، وزوج فاطمة، وبلاؤه في الاسلام مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - ونصره لرسول الله - صلى الله عليه واله - وما أنزل الله تعالى فيه من الآي بين. قال: ويحك إنه قتل المسلمين يوم الجمل ويوم صفين، وقد قال الله تعالى:


(1) ما أثبتناه من المصدر، وفي الاصل: جعفر بن الحسن بن الحسن بن أبي طالب. ولم نعثر على ترجمة له. (2) هو الشيخ المفيد أبو محمد عبد الرحمان بن أحمد بن الحسين النيسابوري الخزاعي شيخ الاصحاب بالري، حافظ فهرست منتجب الدين. (3) عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الامام العسكري - عليه السلام - وقال الخطيب البغدادي: إنه توفي سنة: 383. (4) هو هارون بن مسلم السر من رائي، ثقة، وجه " رجال النجاشي ". (5) عبد الله بن عمرو بن الاشعث، له كتاب، روى عنه هارون بن مسلم ومحمد بن الحسن ابن شمون " جامع الرواة ". (6) الربيع بن صبيح البصري العابد، الامام، مولى بني سعد، حدث عن الحسن، توفي سنة 160. (7) من المصدر. [ * ]


[ 320 ]

{ ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها } (1)، ثم قال: هو من أهل النار. وكان أنس بن مالك خادم رسول الله - صلى الله عليه وآله - جالسا، فقام أنس بن مالك مغضبا، وقال: يا حجاج ألجأتني وأغضبتني اشهد اني قائم على [ رأس ] (2) رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد مكث ثلاثة أيام لم يطعم [ إذ ] (3) أتاه جبرئيل - عليه السلام - بطير من الجنة على خبزة بيضاء يخرج منها الدخان. فقال: يا محمد ربك يقرئك السلام وهذه تحفة من الله تعالى لحال جوعك فكلها، فنظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وآله - ثم رفع رأسه، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل (معي) (4) من هذا الطائر. إذ أقبل علي بن أبي طالب فضرب الباب، فخرجت إليه فقال لي: استأذن لي على رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - مشغول عنك، فجاء ثانيا ورسول الله يدعو ويقول: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، فقلت: رسول الله - صلى الله عليه وآله - مشغول عنك، فجاء ثالثا ورفع صوته، فقال: جئت ثلاث مرات وأنت تقول رسول الله مشغول عنك ولا تأذن لي، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وآله - صوته، فقال: يا أنس من هذا ؟ فقلت: هذا علي: فقال: ادخله. فلما دخل نظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال: اللهم وإلي حتى قالها ثلاثا. ثم قال: يا علي أين كنت ؟ فإني دعوت ربي ثلاثا أن يأتيني بأحب خلقه إليه يأكل معي من هذا الطائر. فقال: قد جئت يارسول الله ثلاث مرات فحجبني أنس. فقال: يا أنس لم حجبت عليا ؟ قال: لم أحجبه لهوان علي، ولكني أحببت


(1) النساء: 93. (2 و 3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. [ * ]


[ 321 ]

أن يكون رجلا من الانصار فأذهب بعزها (1) وشرفها إلى يوم القيامة. فقال [ لي ] (2) رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ما أنت بأول رجل أحب قومه. قال: قال (2) الحجاج: أنت رجل قد خرفت وذهب عقلك، وإن ضربتك على ما سبق منك قال الناس ضرب خادم رسول الله - صلى الله عليه وآله - ولكن اخرج عني وإياك أن تحدث بهذا الحديث من [ بعد ] (4) يومك هذا. فقال أنس: والله لاحدثن مادمت حيا وما كتمته فإني قد شهدت ورأيته. فقال الحجاج: اخرجوه عني فإنه شيخ قد خرف. (5) 203 - السيد الرضي في كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة: قال: روى أبو جعفر بن محمد بن أحمد بن روح مولى بني هاشم، ثم قال: حدثني العباس بن عبد الله الباكسائي (6)، عن محمد بن يوسف الفريابي (7)، عن الاوزاعي (8)، عن يحيى بن أبي كثير (9)، قال: حدثني أبوصهيم جوشن بن عدي،


(1) في المصدر: بصوتها. (2) من المصدر. (3) في المصدر: فقال له. (4) من المصدر. (5) الاربعين لمنتجب الدين: 46 ح 20، وللحديث مصادر عديدة أخرجها في البحار: 38 / 346 - 360، وإحقاق الحق: 5 / 318 - 368 وج 16 / 169 - 219 بأسانيد وطرق كثيرة، وبألفاظ مختلفة عن عدد كبير من الصحابة، فراجع. ويأتي في معجزة 247 عن أمالي الطوسي بمضمونه. (6) العباس بن عبد الله بن أبي عيسى، أبو محمد الباكسائي المعروف بالثرفوفي، روى عن محمد ابن يوسف الفريابي، توفي سنة: 267. (7) هو محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الفريابي " أبو عبد الله الضبي " توفي سنة 212. (8) هو: عبد الرحمان بن عمرو بن يحمد، أبو عمرو الاوزاعي، روى عن يحيى بن أبي كثير، وروى عنه محمد بن يوسف الفريابي، توفي سنة: 151، وقيل سنة: 157. (9) هو الامام الحافظ أبو نصر الطائي مولاهم اليمامي، واسم أبيه صالح، وقيل: يسار، وقيل: نشيط، روى عنه ابنه عبد الله والاوزاعي، مات سنة: 129. [ * ]


[ 322 ]

عن أبي ذر - رحمه الله - قال: بينما نحن قعود مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - إذ اهدي إليه طائر مشوي، فلما وضع بين يديه قال لانس: انطلق به إلى المنزل، فانطلق به إلى المنزل وتبعه رسول الله - صلى الله عليه وآله - حتى إذا دخل المنزل وضع أنس الطائر بين يديه، فرفع النبي - صلى الله عليه وآله - يده نحو السماء، وقال: اللهم ائت إلى أحب الناس إليك، تحبه أنت ويحبه من في الارض ومن في السماوات حتى يأكل معي من هذا الطائر. قال أنس: فقلت: اللهم اجعله من قومي، وقالت عائشة: اللهم اجعله أبي، وقالت حفصة: اللهم اجعله أبي، فما لبثنا حتى أتى علي - عليه السلام -، فقال له أنس: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - في حاجة، حتى أتى علي - عليه السلام - ثلاث مرات فجثى النبي - صلى الله عليه وآله - على ركبتيه ورفع يديه إلى السماء حتى بان بياض إبطيه، وقال: حاجتي يا رب الساعة الساعة، ما لبثنا أن قرع الباب، فقال أنس: من ذا ؟ فقال: أنا علي، وسمع النبي صوته، فقال: افتح، ففتحته، فلما دخل وكز أنس بيده حتى ظن أنه قد أنفذ يده عن ظهره، فلما بصر به النبي وثب قائما وقبل عينيه وقال له: ما الذي أبطأك عني يا قرة عيني ؟ فقال - عليه السلام -: يارسول الله قد أقبلت ثلاثا ويردني أنس، فصفق رسول الله - صلى الله عليه وآله - وكان - صلى الله عليه وآله - لا يصفق حتى يغضب، وقال: يا أنس حجبت عني حبيبي ؟ ! فقال: يارسول الله إني أحببت أن يكون رجلا من قومي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا أنس أعلمت أن المرء يحب قومه، وأن عليا يحبني، وأن الله يحبه لحبي، والملائكة تحبه لحب الله. يا أنس إني وعليا لم نزل نتقلب إلى مطهرات الارحام حتى نقلنا إلى عبد المطلب، فصار علي في صلب أبي طالب، وصرت أنا في صلب عبد الله عم علي، فصارت في النبوة وفي علي الولاية والوصية. أما علمت يا أنس أن الله عزوجل اشتق لي اسما من أسمائه ولعلي اسما،

[ 323 ]

فسماني أحمد لتحمدني أمتي، وأما علي فالله العلي سماه عليا. يا أنس كما حجبت عني عليا ضربك الله بالوضح، وكان أنس لايدخل المسجد بعد الدعوة إلا مبرقع الوجه. (1) 204 - ومن طريق المخالفين ما رواه موفق بن أحمد، قال: أخبرنا القاضي الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا القاضي الامام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ (2)، أخبرنا والدي أبو بكر أحمد ابن الحسين البيهقي (3)، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن علي الروذباري (4)، أخبرنا أبو بكر محمد بن هرويه بن عباس بن سنان الرازي، أخبرنا أبو حاتم الرازي (5)، حدثنا عبيدالله بن موسى، حدثنا إسماعيل الازرق (6)، عن أنس بن مالك، قال: اهدي لرسول الله - صلى الله عليه وآله - طير (من السماء) (7)، فقال: اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطير، فقلت: اللهم اجعله رجلا من الانصار، فجاء علي - عليه السلام -، فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - على حاجة. قال: فذهب. قال: ثم جاء، فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله -


(1) لم نعثر على المناقب الفاخرة، وما وجدنا الحديث بهذه الالفاظ في كتب الحديث، إلا انه مضبوط من حيث السند ومتواتر معني لان حديث الطير لم ينكره أحد من المسلمين. (2) أبو علي إسماعيل بن أبي بكر البيهقي الخسروجردي الشافعي نزيل خوارزم وبلخ، توفي سنة: 507. " سير أعلام النبلاء ". (3) أبو بكر أحمد بن الحسن بن علي بن موسى الخسروجردي البيهقي، سمع من أبي علي الروذباري، وروى عنه ابنه إسماعيل بن أحمد، مات سنة: 458. " سير أعلام النبلاء ". (4) هو الحسين بن محمد بن محمد بن علي بن حاتم الروذباري، روى عنه البيهقي، مات سنة: 403 بالطابران. " سير أعلام النبلاء ". (5) هو محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران أبو حاتم الرازي، المتقدم ذكره في ح 63. (6) هو إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة الازرق التميمي الكوفي، روى عن أنس، وروى عنه عبيدالله بن موسى. (7) ليس في المصدر. [ * ]


[ 324 ]

على حاجة. قال: قد ذهب. ثم جاء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: افتح الباب. ففتحت، ثم دخل، فقال [ له ] (1): ما حديثك يا علي ؟ فقال: [ يا رسول الله هذا آخر ] (2) ثلاث مرات قد أتيت ويردني أنس، ويزعم أنك على حاجة. قال النبي - صلى الله عليه وآله -: ما حملك على ما صنعت يا أنس ؟ قال: سمعت دعاءك، فأحببت أن يكون في رجل من قومي [ الانصار ] (3). فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: إن الرجل ليحب قومه. (4)

الخامس ومائة الرمانتان اللتان اهديتا لرسول الله - صلى الله عليه وآله - ولعلي - عليه السلام - 205 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن عبد الله بن سليمان، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: إن جبرئيل - عليه السلام - أتى رسول الله - صلى الله عليه وآله - برمانتين، فأكل رسول الله - صلى الله عليه وآله - إحداهما وكسر الاخرى بنصفين فأكل نصفا، وأطعم عليا نصفا. ثم قال (له) (5) رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا أخي هل تدري ما هاتان الرمانتان ؟ قال: لا. قال: [ أما ] (6) الاولى فالنبوة ليس لك فيها


(1 - 3) من المصدر. (4) المناقب للخوارزمي: 65. ورواه الطوسي في الامالي: 1 / 259 باختلاف وعنه البحار: 38 / 350 ح 2. والخطيب في تاريخ بغداد: 3 / 171 بإسناده عن أنس مختصرا. ولهذا الحديث مصادر كثيرة، فراجع إحقاق الحق والغدير وغيرهما من كتب المناقب والآثار والحديث. (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر.


[ 325 ]

نصيب، وأما الاخرى فالعلم أنت شريكي فيه. فقلت: أصلحك الله كيف كان يكون شريكه فيه ؟ قال: لم يعلم الله محمدا علما إلا وأمره أن يعلمه عليا. ورواه محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن الحسن ويعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن عبد الله بن سليمان، عن حمران، عن أبي جعفر - عليه السلام - وذكر الحديث إلى آخره. (1) 206 - عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: [ نزل ] (2) جبرئيل - عليه السلام - على رسول الله - صلى الله عليه وآله - برمانتين من الجنة فأعطاه إياهما، فأكل واحدة وكسر الاخرى بنصفين، فأعطى عليا نصفها فأكلها، فقال: يا علي أما الرمانة الاولى التي أكلتها فالنبوة ليس لك فيها شئ، وأما الاخرى فهو العلم فأنت شريكي فيه. (3) 207 - وعنه: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن عبد الحميد (4)، عن منصور بن يونس (5)، عن ابن اذينة،


(1) الكافي: 1 / 263 ح 1 وعنه مرآة العقول: 3 / 134 ح 1 والوافي: 3 / 604 ح 1175، البصائر: 292 ب 11 ح 1 وعنه البحار: 40 / 210 ح 6 وعن البصائر أيضا: 293 ح 4 بسند آخر عن أبي جعفر - عليه السلام -. (2) من المصدر. (3) الكافي: 1 / 263 ح 2 وعنه البحار: 17 / 163 ح 17 ومرآة العقول: 3 / 135 ح 2 والوافي: 3 / 605 ب 86 ح 1176. ورواه في البصائر: 293 ح 2 وعنه البحار: 40 / 210 ذ ح 7. (4) هو محمد بن عبد الحميد بن سالم العطار: كان ثقة من أصحابنا الكوفيين، توفي سنة: 343، " رجال النجاشي ". (5) هو: منصور بن يونس بزرج أبويحيى، وقيل: أبو سعيد، كوفي ثقة " رجال النجاشي ". [ * ]


[ 326 ]

عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام - يقول: نزل جبرئيل - عليه السلام - على محمد - صلى الله عليه وآله - برمانتين من الجنة، فلقيه علي، فقال: ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك ؟ فقال: أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب، وأما هذه فالعلم، ثم فلقها رسول الله - صلى الله عليه وآله - بنصفين فأعطاه نصفها، وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وآله - نصفها، ثم قال: أنت شريكي فيه، وأنا شريكك فيه. قال: فلم يعلم والله رسول الله - صلى الله عليه وآله - حرفا مما علمه الله عزوجل إلا وقد علمه عليا - عليه السلام - ثم انتهى العلم إلينا، ثم وضع يده على صدره. ورواه محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: عن محمد ابن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن ابن اذينة، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام - وذكر الحديث بعينه. وفي كتاب الاختصاص للشيخ المفيد هكذا: محمد بن عبد الحميد العطار، عن منصور بن يونس، عن عمر بن اذينة، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام - وذكر الحديث بعينه. (1)

السادس ومائة الجفنة النازلة يوم أضاف - عليه السلام - رسول الله - صلى الله عليه وآله - 208 - الشيخ في مجالسه: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا عبد الرزاق (2) بن سليمان بن غالب الازدي برباح (3)، قال: حدثنا


(1) الكافي 1 / 94 ح 3 وعنه الوافي: 3 / 650 ح 1177 ومرآة العقول: 3 / 135 ح 3. بصائر الدرجات: 293 ح 3، الاختصاص: 279 وعنهما البحار: 26 / 173 ح 44. (2) في البحار: 21: عبد الرحمن. (3) الرباح، بفتح أوله وآخره حاء: قلعة رباح: مدينة بالاندلس، من أعمال طليطلة. " مراصد الاطلاع ". وفي المصدر: بارتاج. [ * ]


[ 327 ]

أبو عبد الغني الحسن بن علي الازدي المعاني (1)، قال: حدثنا عبد الرزاق (2) بن الهمام الحميري، قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي المصري قدم علينا اليمن، قال: حدثنا أبو هارون العبدي، عن ربيعة السعدي (3)، قال: حدثني حذيفة بن اليمان، قال: لما خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلى النبي - صلى الله عليه وآله - قدم جعفر - رحمه الله - والنبي - صلى الله عليه وآله - بأرض خيبر فأتاه بالفرع من العالية (4) والقطيفة. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: لادفعن هذه القطيفة إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فمد أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله - أعناقهم إليها. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: أين علي ؟ فوثب عمار بن ياسر - رضي الله عنه - فدعا عليا - عليه السلام - فلما جاء، قال له النبي - صلى الله عليه وآله -: يا علي خذ هذه القطيفة إليك. فأخذها علي - عليه السلام - وأمهل حتى قدم المدينة، وانطلق إلى البقيع وهو سوق المدينة فأمر صائغا ففصل القطيفة سلكا سلكا، فباع الذهب، وكان ألف مثقال، ففرقه علي - عليه السلام - في فقراء المهاجرين والانصار، ثم رجع إلى منزله ولم يترك (له) (5) من الذهب قليلا ولا كثيرا، فلقيه - صلى الله عليه وآله - من غد في نفر من أصحابه فيهم حذيفة وعمار. فقال: يا علي إنك أخذت بالامس ألف مثقال، فاجعل غداي اليوم وأصحابي هؤلاء عندك، ولم يكن علي - عليه السلام - يرجع (إلى منزله) (6) يومئذ إلى


(1) هو الحسن بن علي بن عيسى أبو عبد الغني الازدي المعاني من أهل معان بن البلقا، روى عن عبد الرزاق " تاريخ مدينة دمشق: 4 / 560 مخطوط ". (2) ما أثبتناه هو الصحيح، وفي المصدر والبحار والاصل: عبد الوهاب. (3) هو ربيعة السعدي، روى عنه أبو هارون العبدي. " معجم رجال الحديث ". (4) ما أثبتناه كما في المصدر والبحار، وفي الاصل: بالقدح من الغالية. والفرع من كل شئ: أعلاه، ومن القوم: شريفهم، والمال الطائل المعد. (5) ليس في البحار. (6) ليس في المصدر والبحار. [ * ]


[ 328 ]

شئ من العروض ذهب وفضة، فقال حياء منه وتكرما: نعم يارسول الله وفي الرحب والسعة، ادخل يا نبي الله أنت ومن معك. قال: فدخل النبي - صلى الله عليه وآله - ثم قال لنا: ادخلوا. قال حذيفة: وكنا خمسة نفر أنا وعمار وسلمان وأبو ذر والمقداد - رضي الله عنهم - فدخلنا ودخل علي على فاطمة - عليه السلام - يبتغي عندها شيئا من زاد، فوجد في وسط البيت جفنة من ثريد تفور وعليها عراق كثير، وكان رائحتها المسك، فحملها علي - عليه السلام - حتى وضعها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومن حضر معه، فأكلنا منها حتى تملانا ولا ينقص منها قليل ولا كثير، وقام النبي - صلى الله عليه وآله - حتى دخل على فاطمة - عليه السلام - وقال: أني لك هذا الطعام (يا فاطمة) (1) ؟ فردت عليه ونحن نسمع قولهما، فقالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب. فخرج النبي - صلى الله عليه وآله - إلينا مستعبرا وهو يقول: الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيت لابنتي ما رأى زكريا لمريم، كان إذا دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا، فيقول [ لها ] (2): يا مريم أنى لك هذا ؟ فتقول هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (3). (4) وروى هذا الحديث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب مناقب فاطمة - عليه السلام - (5): قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الرزاق ابن سليمان بن غالب الازدي [ بارباح ] (6)، قال: حدثنا أبو عبد الغني الحسن بن علي


(1) ليس في نسخة " خ ". (2) من المصدر. (3) اقتباس من آل عمران آية 37. (4) الامالي للطوسي: 2 / 227 وعنه البحار: 21 / 19 ح 14 و 37 / 105 ح 8. وأورده المؤلف في حلية الابرار: 1 / 371 وتفسير البرهان: 1 / 281 ح 4. (5) إن المراد من مناقب فاطمة - سلام الله عليها - هو كتاب دلائل الامامة لابن جرير بن رستم الطبري الشيعي، المطبوع. (6) من المصدر. [ * ]


[ 329 ]

الازدي المعاني بمعان (1)، قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام الحميري (2)، قال: حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي البصري، قال: حدثنا أبو هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، قال: حدثني حذيفة بن اليمان، قال: لما خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلى النبي - صلى الله عليه وآله - ومن معه فأعطاه النجاشي بقدح (3) من غالية وقطيفة منسوجة بالذهب هدية إلى النبي - صلى الله عليه وآله -، فقدم (4) جعفر والنبي - صلى الله عليه وآله - بأرض خيبر، فأتاه بالقدح من العالية والقطيفة. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: لادفعن هذه القطيفة إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فمد أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله - أعناقهم، وساق الحديث إلى آخر. (5)

السابع ومائة الجفنة التي نزلت عوض الدينار 209 - الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب مصباح الانوار: بحذف الاسناد عن أبي سعيد الخدري، قال: أصبح علي - عليه السلام - ذات يوم فقال: يا فاطمة عندك شئ تغدنيه ؟ قالت: لا والذي أكرم أبي بالنبوة، وأكرمك بالوصية ما أصبح اليوم عندي شئ اغديكه، وما كان عندي منذ يومين إلا شئ كنت اوثرك به على نفسي وعلى ابني هذين حسن وحسين. فقال علي - عليه السلام -: يا فاطمة إلا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئا، فقالت: يا أبا الحسن إني لاستحيي من إلهي أن تكلف نفسك مالاتقدر عليه، فخرج علي من عند فاطمة - عليهما السلام - واثقا بالله، بحسن الظن به عزوجل فاستقرض دينارا


(1) معان بالفتح، وآخره نون: مدينة في طرف بادية الشام، تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء، وهي الآن خراب، منها ينزل حاج الشام إلى البر. " مراصد الاطلاع ". (2) ما أثبتناه هو الصحيح، وفي الاصل: عبد الوهاب بن همام الخيبري. (3) في المصدر: وأرسل معه النجاشي قدحا. (4) في المصدر: فلما قدم. (5) دلائل الامامة: 51. [ * ]


[ 330 ]

فأخذه يشتري لعياله ما يصلحهم، فعرض المقداد بن الاسود في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه، وآذته من تحته، فلما رأي علي - عليه السلام - أنكر شأنه، فقال: يا مقداد ما أزعجك هذه الساعة من رحلك ؟ فقال: يا أبا الحسن خل سبيلي ولا تسألني عما ورائي. قال: يا أخي لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك. فقال: يا أبا الحسن رغبت إلى الله عزوجل وإليك أن تخلي سبيلي ولا تكشفني عن حالي. قال: يا أخي لا يسعك أن تكتمني حالك. فقال: يا أبا الحسن أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمدا بالنبوة، وأكرمك بالوصية ما أزعجني من رحلي إلا الجهد، وقد تركت عيالي جياعا، فلما سمعت بكائهم لم تحملني الارض، فخرجت مهموما راكبا رأسي، هذه حالي وقصتي، فهملت عينا علي بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته، فقال: أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني إلا الذي أزعجك، وقد اقترضت دينارا فهاك هو فقد آثرتك على نفسي، فدفع الدينار إليه ورجع حتى دخل المسجد، فصلي الظهر والعصر والمغرب. فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وآله - المغرب مر بعلي وهو في الصف الاول، فغمزه برجله، فقام علي - عليه السلام - فلحقه في باب المسجد، وسلم عليه، فرد رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقال، يا أبا الحسن هل عندك عشاء تعشيناه فنميل معك ؟ فمكث مطرقا لا يحير جوابا حياء من رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعرف ماكان من آمر الدينار، ومن اين آخذه، واين وجهه بوحي من الله إلى نبيه، وآمره أن يتعشي عند علي تلك الليلة، فلما نظر إلى سكوته، قال: يا أبا الحسن مالك لا تقول لا، فانصرف، أو تقول نعم، فأمضي معك ؟ فقال: حبا وتكرما فاذهب بنا، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وآله - يده فانطلقا حتى دخل علي على فاطمة - عليها السلام - وهي في مصلاها، قد قضت صلاتها و خلفها جفنة تفور دخانا فلما سمعت كلام رسول الله - صلى الله عليه وآله - خرجت من مصلاها، فسلمت عليه، وكانت أعز الناس عليه، فرد السلام ومسح بيديه على رأسها، وقال لها: يا بنتاه كيف أمسيت رحمك الله ؟ قالت: بخير. قال:

[ 331 ]

عشينا رحمك الله، وقعد فأخذت الجفنة ووضعتها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعلي - عليه السلام -. فلما نظر علي إلى الطعام وشم ريحه رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا، قالت له فاطمة: سبحان الله ما أشح نظرك وأشده ! هل أذنبت فيما بيني وبينك ذنبا أستوجب به منك السخط ؟ ! فقال: وأي ذنب أصبتيه، أليس عهدي بك اليوم الماضي وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما منذ يومين. قال: فنظرت إلى السماء، وقالت: إلهي يعلم ما في سمائه وأرضه إني لم أقل إلا حقا. فقال لها: يا فاطمة أني لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه، ولم أشم مثل رائحته قط، ولم آكل أطيب منه ؟ قال: فوضع رسول الله - صلى الله عليه وآله - كفه الطيبة المباركة بين كتفي علي - عليه السلام - فغمزها، ثم قال: يا علي هذا بدل من دينارك إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، ثم استعبر النبي - صلى الله عليه وآله - باكيا، ثم قال: الحمد الله الذي أتى لكما قبل أن تخرجا من الدنيا حتى يجريك يا علي مجرى زكرياء، ومجري فاطمة مجري مريم بنت عمران { كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا }. (1) وروى هذا الحديث الشيخ في مجالسه: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن مسكان أبو عمرو المصيصي الفقيه من أصل كتابه بيأس، قال: حدثنا عبد الله بن الحسين بن جابر أبو محمد (2) إمام جامع المصيصة (3)، قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد ابن عبد الرحمان


(1) آل عمران: 37. والآية أثبتناها كما في تأويل الآيات والبحار. (2) هو أبو محمد عبد الله بن الحسين بن جابر البغدادي ثم المصيصي الثغري البزاز، توفي سنة 280 تقريبا " سير أعلام النبلاء ". (3) المصيصة - بفتح ثم الكسر والتشديد، وياء ساكنة، وصاد اخرى، وقيل: بتخفيف الصادين -: وهي مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام، بين أنطاكية وبلاد الروم، كانت من الاماكن التي يرابط بها المسلمون قديما، وعن الاصمعي - بكسر أوله -: وهي أيضا قرية من قرى دمشق، قرب بيت لهيا. " مراصد الاطلاع ". [ * ]


[ 332 ]

ابن بشير الحماني، قال: حدثني قيس بن الربيع (1)، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، الحديث. (2)

الثامن ومائة جفنة من ثريد وطبق من رطب 210 - ثاقب المناقب: عن علي - عليه السلام - قال: أتاني رسول الله - صلى الله عليه وآله - في منزلي ولم نكن (3) طعمنا منذ ثلاثة أيام، فقال: يا علي هل عندك من شئ، قلت: والذي أكرمك بإكرامه ما طعمت أنا وزوجتي وابني منذ ثلاثة أيام. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: يا فاطمة ادخلي البيت وانظري هل تجدين شيئا. فقالت: خرجت الساعة فقلت: يارسول الله أدخلها ؟ فقال: ادخل بسم الله. فدخلت فإذا أنا بطبق عليه رطب، وجفنة من ثريد، فحملتها إلى النبي - صلى الله عليه وآله -، فقال: أفرأيت الرسول الذي حمل هذا الطعام ؟ فقلت: نعم. قال: كيف هو ؟ قلت: من بين أحمر وأخضر وأصفر، فقال: كل خط من جناج جبرئيل مكلل بالدر والياقوت، فأكلنا من الثريد حتى شبعنا فما رؤى الاخذ من أصابعنا وأيدينا. (4)


(1) قيس بن الربيع، أبو محمد الاسدي الكوفي الاحول، ولد حدود سنة 90، وروى عنه يحيى الحماني، ومات سنة 167. " سير أعلام النبلاء ". (2) مصباح الانوار: 58 (مخطوط) وعنه تأويل الايات: 1 / 108 ح 15 والبحار: 96 / 147 ح 25. أمالي الطوسي: 2 / 228 وعنه البحار: 43 / 59 ح 51 والعوالم: 11 / 78 ح 8 وعن تفسير فرات: 83 وكشف الغمة: 1 / 469. وفي البحار: 37 / 103 - 107 عن الامالي والكشف والدر النظيم. هذا وان بعض ما في المتن لا يتناسب وخلق أهل البيت - عليهم السلام - على أنه ينافي عصمتهم، وقد نزل فيهم - عليهم السلام - { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }، وتأويل المجلسي - رحمه الله - بأنه للمبالغة، أو احتمال كونه سحيحا بالسين المهملة من السح بمعنى: السيلان: لا يجدي ولا يرفع الاشكال، فلعل أيدي التحريف من الخونة لاهل البيت - عليهم السلام - عملت فيه، مضافا إلى أن اسناده ضعيف. (3) في نسخة " خ ": ولم يكن عندي طعام. (4) الثاقب في المناقب: 57 ح 8. [ * ]


[ 333 ]

 

التاسع ومائة صحفة فيها ثريد ولحم 211 - ثاقب المناقب: عن زينب بنت علي - عليهما السلام - قالت: صلي أبي مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - صلاة الفجر، ثم أقبل على علي - عليه السلام - وقال: هل عندكم طعام ؟ لم آكل منذ ثلاثة أيام [ طعاما، وما تركت في منزلها طعاما ] (1). قال: امض بنا إلى فاطمة، فدخلا عليها وهي تلتوي من الجوع وابناها معها، فقال: يا فاطمة فداك أبوك هل عندك شئ (2) ؟ فاستحيت وقالت: نعم، وقامت وصلت، ثم سمعت حسا فالتفتت فإذا بصحفة (3) ملاى ثريدا ولحما، فاحتملتها وجاءت بها، ووضعتها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فجمع عليا وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام -، وجعل علي يطيل النظر إلى فاطمة ويتعجب ويقول: خرجت من عندها وليس عندها طعام، فمن أين هذا ! ثم أقبل عليها، فقال: يا ابنة رسول الله (أنى لك هذا قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) (4). فضحك النبي - صلى الله عليه وآله - وقال: الحمد لله الذي جعل في أهلي نظير زكرياء - عليه السلام - ومريم إذ قال [ لها ] (5) { أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } فبينما هم [ يأكلون ] (6) إذ جاء سائل بالباب، فقال: السلام


(1) من المصدر. (2) في المصدر: طعام. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: صحفة. (4) اقتباس من سورة آل عمران: 37. (5 و 6) من المصدر. [ * ]


[ 334 ]

عليكم يا أهل البيت أطعموني مما تأكلون. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: اخسأ اخسأ (اخسأ) (1) [ ففعل ذلك ] (2) ثلاثا. قال علي - عليه السلام -: أمرتنا أن لا نرد سائلا، من هذا الذي [ أنت ] (3) تخساه ؟ قال: يا علي إن هذا إبليس، علم أن هذا طعام الجنة، فتشبه بسائل لنطعمه منه، فأكل النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين - صلوات الله عليهم - [ حتى شبعوا ] (4)، ثم رفعت الصحفة وأكلوا من طعام الجنة في الدنيا. (5)

العاشر ومائة الرمانة التي نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وآله - للنبي والوصي - عليهما السلام - 212 - ثاقب المناقب: عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: أمطرت (6) المدينة ليلة مطرا شديدا، فلما أصبحوا خرج رسول الله - صلى الله عليه وآله - بعلي، فمر برجل من أصحابه، فخرجوا من المدينة إلى جبل ريان (7) - وهو جبل مسجد الخيف - فجلسوا عليه، فرفع رسول الله رأسه فإذا رمانة مدلاة من رمان الجنة فتناولها رسول الله - صلى الله عليه وآله - ففلقها وأكل منها، وأطعم عليا - عليه السلام - وقال: يا فلان هذه رمانة من رمان الجنة لا يأكلها في الدنيا إلا نبي أو وصي نبي. (8)

الحادي عشر ومائة الرمان الذي نزل لرسول الله - صلى الله عليه وآله - وله - عليه السلام -


(1) ليس في المصدر. (2 - 4) من المصدر. (5) الثاقب في المناقب: 295 ح 1، وفي ص 221 ح 24 باختلاف. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: مطرت. (7) في الاصل: رباب. (8) الثاقب في المناقب: 53 ح 1. وأورده المؤلف أيضا في معالم الزلفي: 404 ح 60. [ * ]


[ 335 ]

213 - ثاقب المناقب: عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري (1)، عن سعيد بن المسيب قال: إن السماء طشت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وآله - ليلا، فلما أصبح قال لعلي - عليه السلام -: انهض بنا إلى العقيق (إلى قنن الماء) (2) في حفر الارض. قال: فاعتمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - على يدي فمضينا، فلما وصلنا إلى العقيق نظر إلى صفاء الماء في حفر الارض. فقال علي لرسول الله - صلى الله عليه وآله -: لو أعلمتني من الليل [ لا تخذت ] (3) لك سفرة من الطعام. فقال: يا علي إن الذي أخرجنا إليه لا يضيعنا، فبينا نحن وقوف إذ نحن بغمامة قد أظلتنا ببرق ورعد حتى قربت منا، فألقت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - سفرة عليها رمان لم تر العيون مثله، على كل رمانة ثلاثة أقشار، قشر من اللؤلؤ، وقشر من الفضة، وقشر من الذهب. فقال لي - صلى الله عليه وآله -: قل بسم الله وكل يا علي، هذا أطيب من سفرتك، فكسرنا من (4) الرمان فإذا فيه ثلاثة ألوان من الحب، حب كالياقوت، وحب كاللؤلؤ الابيض، وحب كالزمرد الاخضر، فيه طعم كل شئ من اللذة، فلما [ أكلت ] (5) ذكرت فاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام -، فضربت بيدي بثلاث رمانات فوضعتهن في كمي، ثم رفعت السفرة، ثم انقلبنا نريد منازلنا، فلقينا رجلان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقال أحدهما: من أين أقبلت يارسول الله ؟ قال: من العقيق. قالوا: لو أعلمتنا لاتخذنا لك سفرة تصيب منها. فقال: إن الذي أخرجنا لم يضيعنا، فقال الآخر: يا أبا الحسن إني أجد


(1) في الاصل: الزبير، وما أثبتناه من المصدر. (2) في المصدر: تنظر إلى حسن الماء. (3) من المصدر. (4) في المصدر: فكشفنا عن الرمان. (5) من المصدر. [ * ]


[ 336 ]

فيكما (1) رائحة طيبة فهل كان من طعام ؟ فضربت بيدي إلى كمي لاعطيهما رمانة فلم أر في كمي شيئا فاغتممت لذلك. فلما افترقنا، ومضى النبي - صلى الله عليه وآله - وقربت من باب فاطمة - عليها السلام - وجدت في كمي خشخشة، فنظرت فإذا الرمان في كمي، فدخلت وألقيت رمانة إلى فاطمة، والاخرتين إلى الحسن والحسين، ثم خرجت إلى النبي - صلى الله عليه وآله - فلما رأني، قال: يا أبا الحسن تحدثني أم احدثك ؟ فقلت: حدثني يارسول الله فإنه أشفى للغليل، فأخبر بما كان [ فقلت: يارسول الله كأنك كنت ] (2) معي. في حديث آخر فيه طول [ وفي ذلك عدة روايات ] (3). (4)

الثاني عشر ومائة الرمان التي نزلت لرسول الله - صلى الله عليه وآله - وأهل بيته - عليه السلام - 214 - ثاقب المناقب: عن سلمان الفارسي والديلمي (5)، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: مطر بالمدينة مطرا جودا فلما تقشعت (6) السحابة خرج رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومعه عدة من أصحابه المهاجرين والانصار وعلي ليس في القوم، فلما خرجوا من باب المدينة جلس النبي - صلى الله عليه وآله - ينتظر عليا وأصحابه حوله، فبينما هو كذلك إذ أقبل علي من المدينة، فقال جبرئيل: هذا علي قد أتاك


(1) في المصدر: منكما. (2 و 3) من المصدر. (4) الثاقب في المناقب: 58 ح 9، وعنه المؤلف في معالم الزلفى: 403 ح 59. ويأتي في معجزة 84 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (5) في المصدر: عن سليمان الديلمي. (6) في المصدر: مطروا بالمدينة مطرا جودا فلما أن انقشعت. [ * ]


[ 337 ]

نقي الكفين، نقي القلب، يمشي كمالا، ويقول صوابا، تزول الجبال ولا يزول. فلما دنا من النبي - صلى الله عليه وآله - أقبل يمسح وجهه بكفه ويمسح [ به وجه علي ويمسح به وجه نفسه ] (1) وهو يقول: أنا المنذر وأنت الهادي من بعدي، فأنزل الله تعالى على نبيه كلمح البصر: { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد } (2). قال: فقام النبي - صلى الله عليه وآله -، ثم ارتفع جبرئيل - عليه السلام - ثم رفع رأسه فإذا هو بكف أشد بياضا من الثلج قد أدلت رمانة أشد خضرة من الزمرد، فأقبلت الرمانة تهوي إلى النبي - صلى الله عليه وآله - بضجيج، فلما صارت في يده عض منها عضات، ثم رفعها إلى علي - عليه السلام - ثم قال له كل وافضل لابنتي وابني - يعني الحسن والحسين وفاطمة - ثم التفت إلى الناس وقال: أيها الناس هذه هدية من الله إلى وإلى وصيي وإلى ابنتي وإلى سبطي، فلو أذن الله لي أن آتيكم منها لفعلت، فاعذروني عافاكم الله. فقال سلمان: جعلني الله فداءك (3) ماكان ذلك الضجيج ؟ قال: [ إن ] (4) الرمانة لما اجتنيت ضجت الشجرة بالتسبيح. فقال: جعلت فداك ما تسبيح الشجرة ؟ قال: سبحان من سبحت له الشجرة الناظرة، سبحان ربي الجليل، سبحان من قدح من قضبانها النار المضيئة، سبحان ربي الكريم. ويقال إنه من تسبيح مريم - عليها السلام -. (5)


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ويمسح بدنه وهو يقول. (2) الرعد: 7. (3) في المصدر: جعلت فداك. (4) في المصدر. (5) الثاقب في المناقب: 56 ح 7. ويأتي في معجزة (100) من معاجز الامام سيد الشهداء - عليه السلام -. [ * ]


[ 338 ]

 

الثالث عشر ومائة البطيخ والرمان والسفرجل والتفاح النازل لاهل البيت - عليهم السلام - 215 - ثاقب المناقب: عن علي بن الحسين، عن أبيه - عليهما السلام - قال: اشتكي الحسن بن علي بن أبي طالب - عليه السلام - وبرا، ودخل بقبة (1) مسجد النبي - صلى الله عليه وآله -، فسقط في صدره، فضمه النبي - صلى الله عليه وآله -، وقال: فداك جدك تشتهي شيئا ؟ قال: نعم أشتهي خربزا. فأدخل النبي - صلى الله عليه وآله - يده تحت جناحه، ثم هزه إلى السقف ليعود منه (2)، فإذا هو رجل وثوبه من طرف حجره معطوف، ففتحه بين يدي النبي - صلى الله عليه وآله - وكان فيه بطيختان ورمانتان وسفرجلتان وتفاحتان، فتبسم النبي - صلى الله عليه وآله - وقال: الحمد لله الذي جعلكم مثل خيار بني إسرائيل، ينزل إليكم رزقكم من جنات النعيم، امض فداك جدك وكل أنت وأخوك وأبوك وامك واخبأ لجدك نصيبا. فمضى الحسن - عليه السلام - وكان أهل البيت يأكلون من سائر الاعداد ويعود حتى قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله - فتغير البطيخ فأكلوه، فلم يعد ولم يزالوا كذلك إلى أن [ قبضت فاطمة - عليها السلام - فتغير الرمان فأكلوه فلم يعد، ولم يزالوا كذلك حتى ] (3) قبض أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - فتغير السفرجل فأكلوه فلم يعد وبقى التفاحتان معي ومع أخي. فلما كان يوم آخر عهدي بالحسن - صلوات الله عليه - وجدتها عند رأسه وقد تغيرت


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: بعقبة. (2) في المصدر: قال حذيفة: فأتبعته بصري فلم ألحقه، وإني لاراعي السقف ليعود منه، فإذا هو قد دخل من الباب وثوبه من طرف حجره معطوف. (3) من المصدر. [ * ]


[ 339 ]

فأكلتها وبقيت التفاحة الاخرى معي. (1) 216 - وروى عن أبي محيص أنه قال: كنت عارفا بها وكنت بكربلاء مع عمر بن سعد - لعنه الله - فلما كرب الحسين العطش أخرجها من ردائه واشتمها وردها، فلما صرع - صلوات الله عليه - فتشت فلم أجدها، وسمعت صوتا من رجال رأيتهم ولم يمكنني الوصول إليهم ان الملائكة تلتذ بروائحها عند قبره عند طلوع الفجر وعند قيام النهار. (2) 217 - وروى أبو موسى في مصنفه " فضائل البتول - صلوات الله عليها - " أن جبرئيل جاء بالرمانتين والسفرجلتين والتفاحتين وأعطى الحسن والحسين - عليهما السلام - وأهل البيت يأكلون منها، فلما توفيت فاطمة - صلوات الله عليها - تغير الرمان والسفرجل والتفاحتان بقيتا معهما، فمن زار الحسين - عليه السلام - من مخلصي شيعتنا بالاسحار وجد ريحها. ولست أدري [ ان الامرين ] (3) واحد أو اثنان، وقد وقع الاختلاف في الرواية. (4)

الرابع عشر ومائة الرمانة التي نزلت للرسول والوصي - صلى الله عليهما وآلهما - 218 - البرسي: عن صعصعة بن صوحان قال: أمطرت المدينة مطرا شديدا،


(1) الثاقب في المناقب: 53 و 54 ح 2. ويأتي في معجزة: 39 من معاجز الامام المجتبى - عليه السلام - ومعجزة 97 من معاجز سيد الشهداء - عليه السلام -. (2) الثاقب في المناقب: 54 ح 3. ويأتي في معجزة 39 من معاجز الامام المجتبى - عليه السلام -. (3) من المصدر. (4) الثاقب من المناقب: 55 ح 4. ويأتي في معجزة (39) من معاجز الامام المجتبى ومعجزة: 97 من معاجز سيد الشهداء - عليه السلام -. [ * ]


[ 340 ]

ثم صحت فخرج النبي - صلى الله عليه وآله - إلى صحرائها ومعه أبو بكر، فلما خرج وإذا بعلي مقبل، فلما رآه النبي - صلى الله عليه وآله - قال: مرحبا بالحبيب القريب، ثم تلا هذه الآية { وهدوا إلى صراط العزيز الحميد } (1) أنت يا علي منهم، ثم رفع رأسه إلى السماء - وأومأ بيده إلى الهواء - وإذا برمانة تهوى إليه من السماء أشد بياضا من الثلج، وأحلي من العسل، وأطيب من رائحة المسك، فأخذها رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومصها حتى روى، ثم ناولها عليا - عليه السلام - فمصها (حتى روى) (2)، ثم التفت إلى أبي بكر وقال: يا أبا بكر لولا ان طعام [ أهل ] (3) الجنة لا يأكله إلا نبي أو وصي نبي كنا أطعمناك منها (فإن طعام أهل الجنة لا يأكله أهل النار) (4). (5)

الخامس عشر ومائة الرمان الذي نزل للنبي - صلى الله عليه وآله - والوصي - عليه السلام - 219 - السيد الرضي في المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة: عن عبد الله ابن عمر يرويه عن علي بن أبي طالب - عليه السلام - قال: جاء بالمدينة غيث، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وآله -: قم يا أبا الحسن لننظر إلى آثار رحمة الله تعالى. فقلت: يارسول الله ألا أصنع طعاما يكون معنا ؟ فقال: الذي نحن في ضيافته أكرم. ثم نهض وأنا معه حتى جئنا إلى وادي العقيق فرقينا ربوة، فلما استوينا للجلوس حتى أظلنا غمام أبيض له رائحة كالكافور الازفر، وإذا بطبق بين يدي رسول الله


(1) سورة الحج: 24. (2) ليس في البحار. (3) من المصدر. (4) ليس في البحار. (5) فضائل شاذان: 167 والروضة: 38 - 39 وعنهما البحار 39 / 127 ح 15. وأورده المؤلف أيضا في معالم الزلفي: 403 ح 57. [ * ]


[ 341 ]

- صلى الله عليه وآله - فإذا فيه رمان، فأخذ رمانة، وأخذت رمانة، فاكتفينا بهما. قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: فوقر في نفسي ولداي وزوجتي. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: كأني بك يا علي وأنت تريد لولديك وزوجتك، خذ ثلاثا فأخذت ثلاث رمانات وارتفع الطبق، فلما عدنا إلى المدينة لقينا أبو بكر، فقال: أين كنتم يا رسول الله ؟ فقال له: كنا بوادي العقيق ننظر إلى آثار رحمة الله تعالى، فقال: ألا أعلمتماني حتى أصنع لكما طعاما، فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: الذي كنا في ضيافته أكرم. قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: فنظر أبو بكر إلى ثقل كمي والرمان فيه فاستحييت ومددت إليه بكمي ليتناول منه رمانة فلم أجد في كمي شيئا، فنفضت كمي ليرى أبو بكر ذلك، فافترقنا وأنا متعجب من ذلك، فلما وصلت إلى باب فاطمة وجدت في كمي ثقلا فإذا هو الرمان، فلما دخلت ناولتها إياه وعدت إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - فلما نظر إلى تبسم وقال: كأني بك يا علي قد عدت إلي تحدثني بما كان رجعت منك والرمان يا علي لما هممت أن تناوله لابي بكر لم تجد شيئا، ان جبرئيل - عليه السلام - أخذه، فلما وصلت إلى بابك أعاده إلى كمك. يا علي إن فاكهة الجنة لا يأكل منها في الدنيا إلا النبيون والاوصياء وأولادهم. (1)

السادس عشر ومائة الرمانتان اللتان نزلتا للنبي - صلى الله عليه وآله - ووصيه - عليه السلام - 220 - ابن بابويه في العلل: قال: حدثنا أبي - رحمه الله -، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى،


(1).. [ * ]


[ 342 ]

عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية (1)، عن حبيب السجستاني (2)، قال: سألت أبا جعفر - عليه السلام - عن قوله عزوجل { ثم دنا فتدلى. فكان قاب قوسين أو أدنى. فأوحى إلى عبده ما أوحى } (3) فقال لي: يا حبيب لا تقرأ هكذا، اقرأ " ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين في القرب أو أدنى فأوحى إلى عبده يعني رسول الله - صلى الله عليه وآله - ما أوحى ". يا حبيب إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - لما افتتح له مكة (4) أتعب نفسه في عبادة الله عزوجل والشكر لنعمه في الطواف بالبيت، وكان علي - عليه السلام - معه. [ قال: ] (5) فلما غشيهما الليل انطلقا إلى الصفا والمروة يريدان السعي. قال: فلما هبطا من الصفا إلى المروة وصارا في الوادي دون العلم الذي رأيت غشيهما (6) من السماء نور فأضاءت (لهما) (7) جبال مكة، وخشعت أبصارهما. قال: ففزعا لذلك فزعا شديدا. قال: فمضى رسول الله - صلى الله عليه وآله - حتى ارتفع عن الوادي وتبعه علي - عليه السلام -، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وآله - رأسه إلى السماء، فإذا هو برمانتين على رأسه. قال: فتناولهما رسول الله - صلى الله عليه وآله - فأوحى الله عزوجل إلى محمد:


(1) هو مالك بن عطية الاحمسي " أبو الحسين البجلي الكوفي " ثقة، روى عن أبي عبد الله - عليه السلام - له كتاب يرويه جماعة " رجال النجاشي ". (2) هو حبيب بن المعلي الخثعمي السجستاني، عده الشيخ في أصحاب الصادقين - عليهما السلام -. (3) النجم: 8. (4) في المصدر: لما فتح مكة. (5) من المصدر. (6) في المصدر: غشيهم. (7) ليس في المصدر. [ * ]


[ 343 ]

يا محمد إنها من قطف الجنة، فلا يأكل منها (1) إلا أنت ووصيك علي ابن أبي طالب - عليه السلام -. قال: فأكل رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ إحديهما ] (2)، وأكل علي - عليه السلام - الاخرى. (3)

السابع عشر ومائة الرمانة التي جاءت في الفرات له - عليه السلام - 221 - أبو بصير، عن أبي عبد الله - عليه السلام - في حديث طغيان ماء الفرات ورده - عليه السلام -، قال: وجد على الجسر فوق الماء رمانة عظيمة وقعت على الجسر لم ير مثلها في الدنيا، فمد الناس أيديهم ليحملوها إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - فلم تصل أيديهم إليها، فسار إليها أمير المؤمنين - عليه السلام - فمد يده فأخذها، فقال: هذه رمانة من رمان الجنة لا يمسها، ولا يأكل منها إلا نبي، أو وصي نبي فلولا ذلك لقسمتها عليكم في بيت مالكم. (4)

الثامن عشر ومائة الاربع رمانات التي انزلت عليه - عليه السلام - 222 - ثاقب المناقب: عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن أبي بكر، قال: اعتل الحسن بن علي - عليه السلام - فاشتهى علي أمير المؤمنين - عليه السلام - رمانة، فمد أمير المؤمنين - عليه السلام - يده إلى اسطوانة المسجد ودعا ربه بما لم نفهمه، فخرج منها


(1) في المصدر: فلا تأكل منها. (2) من المصدر. (3) علل الشرائع: 276 باب 185 صدر ح 1 وعنه البحار: 3 / 315 ح 11 وج 18 / 364 ح 70 وج 39 / 124 ح 9. (4) الهداية الكبرى: 26 - 27 بإسناده إلى أبي بصير، عن أبي عبد الله - عليه السلام -. وأخرجه في البحار: 41 / 250 ح 6 عن الخرائج: 1 / 230 ح 74 نحوه. ويأتي بتمامه في معجزة (299). [ * ]


[ 344 ]

غصن (1) فيه أربع رمانات، فدفع إلى الحسن اثنتين، وإلى الحسين اثنتين، ثم قال: هذه من ثمار الجنة. فقلنا: يا أمير المؤمنين أو تقدر عليها ؟ فقال: أو لست بقسيم الجنة والنار بين امة محمد - صلى الله عليه وآله -. (2)

التاسع عشر ومائة الرطب الذي نزل للنبي والوصي - عليهما السلام - 223 - الفخري المعاصر في كتاب (3): عن جمع من الصحابة قالوا: دخل النبي - صلى الله عليه وآله - دار فاطمة - عليه السلام - فقال: يا فاطمة إن أباك اليوم ضيفك. فقالت: يا أبة إن الحسن والحسين يطلبان بشئ من الزاد فلم أجد لهما شيئا يقتاتان به، ثم ان النبي - صلى الله عليه وآله - دخل وجلس مع علي والحسن والحسين، وفاطمة - عليهم السلام - متحيرة [ ما تدري ] (4) كيف تصنع، ثم ان النبي - صلى الله عليه و آله - نظر إلى السماء ساعة وإذا بجبرائيل قد نزل وقال: يا محمد، العلي الاعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول [ لك ] (5): قل لعلي وفاطمة والحسن والحسين أي شئ تشتهون من فواكه الجنة ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: يا علي ويا فاطمة ويا حسن ويا حسين إن رب العزة علم انكم جياع، فأي شئ تشتهون من فواكه الجنة ؟ فأمسكوا عن الكلام ولم يردوا جوابا حياء من النبي - صلى الله عليه وآله -. فقال الحسين: عن إذن منك (6) يا أباه يا أمير المؤمنين، وعن إذن منك يا اماه


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: غصنان، وهو تصحيف. (2) الثاقب في المناقب: 244 ح 1. وأورده المؤلف أيضا في معالم الزلفي: 5. (3) هو فخر الدين بن محمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن طريح النجفي الطريحي المسلمي العزيزي الاسدي الرماحي، العالم اللغوي، صاحب كتاب " مجمع البحرين "، توفي سنة 1087. (4 و 5) من المصدر. (6) في المصدر: إذنك. [ * ]


[ 345 ]

يا سيدة نساء العالمين، وعن إذن منك يا أخا الحسن الزكي أختار لكم شيئا من فواكه الجنة، فقالوا جميعا: قل يا حسين ما شئت، فقد رضينا بما تختاره (لنا) (1). فقال: يارسول الله قل لجبرئيل إنا نشتهي رطبا جنيا (في غير أوانه) (2). فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: قد علم الله ذلك، ثم قال: يا فاطمة قومي ادخلي البيت فاحضري لنا (3) ما فيه. فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور مغطى بمنديل من السندس الاخضر وفيه رطب جني [ في غير أوانه ] (4). فقال النبي - صلى الله عليه وآله - (لفاطمة وهي حاملة المائدة) (5): أنى لك هذا ؟ قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (6) كما قالت مريم بنت عمران. فقام النبي - صلى الله عليه وآله - وتناوله منها وقدمه بين أيديهم، ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم أخذ رطبة (واحدة) (7) فوضعها في فم الحسين - عليه السلام - فقال: هنيئا مريئا (لك) (8) يا حسين، ثم أخذ رطبة (ثانية) (9) فوضعها في فم الحسن فقال: هنيئا مريئا (لك) (10) يا حسن، ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فم فاطمة وقال: هنيئا مريئا لك يا فاطمة الزهراء، ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها في فم علي ابن أبي طالب - عليه السلام - وقال: هنيئا مريئا لك يا علي، (وتناول رطبة اخرى ورطبة اخرى والنبي - صلى الله عليه وآله - يقول هنيئا مريئا لك) (11) يا علي، ثم وثب النبي


(1) ليس في نسخة " خ ". (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: إلينا. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) اقتباس من سورة آل عمران: 37. (7 - 10) ليس في المصدر. (11) في المصدر: ثم ناول عليا رطبة اخرى والنبي يقول له: هنيئا لك. [ * ]


[ 346 ]

- صلى الله عليه وآله - قائما، ثم جلس، ثم أكلوا جميعا من ذلك الرطب، فلما اكتفوا وشبعوا ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن الله، فقالت فاطمة: يا أبة لقد رأيت اليوم منك عجبا ! فقال: يا فاطمة أما الرطبة الاولى التي وضعتها في فم الحسين وقلت له هنيئا (مريئا لك) (1) يا حسين فإني [ سمعت ] (2) ميكائيل وإسرافيل يقولان هنيئا لك يا حسين، فقلت أيضا موافقا لهما بالقول هنيئا لك يا حسين، ثم أخذت الثانية فوضعتها في فم الحسن، فسمعت جبرئيل وميكائيل يقولان: هنيئا لك يا حسن فقلت موافقا لهما في القول، ثم أخذت الثالثة فوضعتها في فمك يا فاطمة، فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان وهن يقلن هنيئا لك يا فاطمة فقلت موافقا لهن بالقول (هنيئا بك يا فاطمة) (3)، ولما أخذت (الرطبة) (4) الرابعة فوضعتها في فم علي بن أبي طالب سمعت النداء من الحق سبحانه وتعالى يقول هنيئا لك يا علي. فقلت موافقا لقول الله تعالى، ثم ناولت عليا رطبة اخرى، ثم ناولته رطبة اخرى وأنا أسمع قول (5) الحق سبحانه وتعالى يقول هنيئا مريئا لك يا علي، ثم قمت إجلالا لرب العزة جل جلاله فسمعته يقول: يا محمد، وعزتي وجلالي لو ناولت عليا من هذه الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت له هنيئا مريئا بغير انقطاع. [ فيا اخواني ] (6) فهذا هو الشرف الرفيع والفضل المنيع. (7)


(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3 و 4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: صوت. (6) من المصدر. (7) منتخب الطريحي الفخري: 20 - 22، ثم زاد في آخر الحديث أبياتا، ثم تذيل بالسؤال من الامة الاسلامية عن كيفية تعاملهم مع أهل البيت - عليهم السلام -. [ * ]


[ 347 ]

 

العشرون ومائة الرطب النازل للنبي والوصي - صلى الله عليهما وآلهما - 224 - السيد الرضي في المناقب الفاخرة: قال: روى أنس بن مالك قال: ركب النبي - صلى الله عليه وآله - بغلته وخرج إلى ظاهر المدينة وخرجت معه، ونزل إلى تل هناك، وقال لي: يا أنس خذ البغلة فاقصد الموضع الفلاني تجد عليا جالسا يسبح بالحصى فائتني به. قال أنس: فمضيت فوجدته كما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقلت له: يا أبا الحسن أجب رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقام وركب البغلة، ومضيت بين يديه، فلما قرب منه نزل، فقام رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعانقه، وأجلسه إلى جانبه، وأخذ يناجيه طويلا، فبينما هما يتناجيان إذ مرت عليهما غمامة، فأومأ إليها النبي - صلى الله عليه وآله - بيده، فجاءت، فمد يده، فأخرج منها جاما فيه رطب، فجعلا يأكلان ولم يطعماني، فقلت له: يارسول الله لم لا تطعماني منه ؟ فقال: يا أنس ليس ذلك لك، إن طعام الجنة لا يأكله في الدنيا إلا نبي أو وصي نبي. قال: قال أنس: فأمسكت فأكلا ما شاءا، ثم أخذ النبي - صلى الله عليه وآله - الجام فرده موضعه، وارتفعت الغمامة، ثم رجع إلى مناجاته فسمعته يقول له: يا علي أنت وصيي، وأنت قاضي ديني، ومنجز عداتي، وأنت خليفتي في قومي، وأنت أخي وابن عمي. فقلت له: يارسول الله كيف يكون أخاك وابن عمك ؟ فقال: نعم يا أنس، هو أخي وابن عمي بما أقول لك، يا أنس إن الله تعالى خلق ماء قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف سنة، ثم جعله في لؤلؤة خضراء، ثم استودعه في علم الغيب عنده، فلما خلق الله آدم اسكن ذلك الماء صلب آدم، ولم يزل ينقله من صلب نبي إلى صلب صديق إلى صلب شهيد إلى ان نقله إلى صلب عبد المطلب فقسمه شطرين، فاسكن شطرا في ظهر عبد الله وهو أنا، واسكن الشط الآخر في ظهر أبي طالب وهو معنى قوله تعالى

[ 348 ]

{ وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا } (1) أي من ذلك الماء، فتراه يا أنس إلا أخي وابن عمي ؟ ! فقلت: صدقت يارسول الله. (2)