الحادي والعشرون ومائة الرطب الذي نزل على النبي والوصي - عليهما السلام -

 الحادي والعشرون ومائة الرطب الذي نزل على النبي والوصي - عليهما السلام - 225 - ابن بابويه في أماليه: قال: حدثنا أحمد (بن محمد) (3) بن زياد ابن جعفر الهمداني - رحمة الله عليه -، قال: حدثنا جعفر بن سلمة الاهوازي، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الكوفي، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا علي بن جميل الرقي، قال: حدثنا ليث، عن مجاهد، عن عبد الله بن عباس، قال: كنا جلوسا في محفل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ ورسول الله ] (4) فينا، فرأينا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد أشار بطرفه إلى السماء، فنظرنا فرأينا سحابة قد أقبلت، فقال لها: أقبلي، فأقبلت، ثم قال لها: أقبلي، فأقبلت، [ ثم قال لها: أقبلي، فأقبلت، ] (5) فرأينا رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ وقد ] (6) قام قائما على قدميه، فأدخل يده إلى السحاب حتى استبان [ لنا ] (7) بياض إبطي رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فاستخرج من ذلك السحاب جامة بيضاء مملوة رطبا، فأكل النبي - صلى الله عليه وآله - من الجام، [ وسبح الجام في كف رسول الله - صلى الله عليه وآله -، ] (8) وناوله عليا،


(1) الفرقان: 54. (2) المناقب الفاخرة لم نجد نسخته، وأورده المؤلف أيضا في معالم الزلفي: 405 ح 65 عن المناقب الفاخرة. ويأتي في معجزة 127 عن الشيخ الطوسي مع تخريجاته. (3) ليس في المصدر. (4 - 7) من المصدر والبحار. (8) من المصدر. [ * ]


[ 349 ]

[ فأكل علي - عليه السلام - من الجام، ] (1) فسبح الجام في كف علي - عليه السلام -. فقال رجل: يارسول الله أكلت من الجام وناولته علي بن أبي طالب ! فأنطق الله عزوجل الجام وهو يقول: لا إله إلا الله خالق الظلمات والنور، اعلموا معاشر الناس إني هدية الصادق إلى نبيه الناطق، ولا يأكل مني إلا نبي أو وصي نبي. (2)

الثاني والعشرون ومائة الرمان الذي أخرجه من الشجرة اليابسة 226 - ثاقب المناقب: عن عبد الله بن عبد الجبار، عن أبيه، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، عن آبائه، عن الحسين بن علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - قال: كنا قعودا عند مولانا أمير المؤمنين - عليه السلام - في دار له وفيها شجرة رمانة يابسة، إذ دخل عليه قوم من مبغضيه، وعنده قوم من محبيه، فسلموا وأمرهم بالجلوس (فجلسوا مجلسا) (3)، فقال - صلوات الله عليه -: إني اريكم اليوم آية فيكم (تكون) (4) بمثل المائدة في بني إسرائيل إذ قال الله تعالى [ إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني اعذبه عذابا لااعذبه أحدا من العالمين ] (5). ثم قال - صلوات الله عليه -: انظروا إلى الشجرة، فرأيناها قد جرى الماء من عودها، ثم أخضرت وأورقت وعقدت، وتدلى حملها على رؤوسنا، ثم التفت - صلوات الله عليه - إلى النفر الذين هم محبوه، وقال: مدوا أيديكم وتناولوها وقولوا بسم الله (وكلوا) (6)، قال: فقلنا: بسم الله الرحمن الرحيم، وتناولنا وأكلنا رمانة لم نأكل قط شيئا أعذب منها وأطيب.


(1) من المصدر. (2) أمالي الصدوق: 398 ح 10 عنه البحار: 39 / 123 ح 7، وقد تقدم في معجزة: 32. (3) ليس في البحار، وفي المصدر: فجلسوا. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) المائدة: 115. (6) ليس في المصدر. [ * ]


[ 350 ]

ثم قال - صلوات الله عليه - للنفر الذين هم مبغضوه: مدوا أيديكم وتناولوها. فكلما مد رجل يده إلى رمانة ارتفعت، فلم ينالوا شيئا، فقالوا: يا أمير المؤمنين ما بال إخواننا مدوا أيديهم وتناولوها، ومددنا أيدينا فلم تنل ! ؟ فقال - صلوات الله عليه - لهم: كذلك والذي بعث محمدا - صلى الله عليه وآله - بالحق نبيا، الجنة، لا ينالها إلا أولياؤنا، ولا يبعد عنها إلا اعداؤنا ومبغضونا (1). (2)

الثالث والعشرون ومائة قصة الشجرة من النبي - صلى الله عليه وآله - والنخلة التي أثمرت بعد إنشائها من الوصي، وحديث الظبيين، وما في ذلك من المعجزات الباهرات منهما - صلوات الله عليهما وآلهما - 227 - الامام أبو محمد العسكري - عليه السلام -: قال: قال على ابن محمد - عليهما السلام -: وأما دعاؤه - صلى الله عليه وآله - الشجرة (3) فإن رجلا من ثقيف كان أطب الناس يقال له الحارث بن كلدة الثقفي جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال: يا محمد جئت لاداويك (4) من جنونك، فقد داويت مجانين كثيرة فشفوا على يدي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا حارث أنت تفعل أفعال المجانين وتنسبني إلى الجنون ! فقال الحارث: وماذا فعلته من أفعال المجانين ؟


(1) وزاد في البحار: فلما خرجوا قالوا: هذا من سحر علي بن أبي طالب قليل. قال سلمان: ماذا تقولون " أفسحر هذا أم انتم لا تبصرون ". (2) الثاقب في المناقب: 244 ح 2. واخرجه في البحار: 41 / 249 ح 4 عن الخرائج: 1 / 220 ح 64، وفي إحقاق الحق: 8 / 718 عن المناقب المرتضوية: 317 للحنفي الترمذي نحوه. واخرجه الرضوي الحائري في كنز المطالب وعنه إثبات الهداة: 2 / 498 ح 359 مختصرا. (3) ذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إلى الشجرة. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: اداويك. [ * ]


[ 351 ]

قال - صلى الله عليه وآله -: نسبتك إياي إلى (1) الجنون من غير محنة منك ولا تجربة ولا نظر في صدقي أو كذبي. فقال الحارث: أو ليس قد عرفت كذبك وجنونك بدعواك النبوة التي لا تقدر لها ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: وقولك لا تقدر لها فعل المجانين [ لانك لم تقل لم قلت كذا، ولا طالبتني بحجة فعجزت عنها ] (2). فقال الحارث: صدقت، أنا امتحن امرك بآية اطالبك بها ان كنت نبيا، فادع تلك الشجرة العظيمة البعيدة عمقها، فإن اتتك علمت انك رسول الله - صلى الله عليه وآله - واشهد (3) بذلك، وإلا فانت ذلك المجنون (الذي) (4) قيل لي. فرفع رسول الله - صلى الله عليه وآله - يده إلى تلك الشجرة وأشار إليها أن تعالي، فانقلعت الشجرة باصولها وعروقها، وجعلت تخد الارض اخدودا عظيما كالنهر حتى دنت من رسول الله - صلى الله عليه وآله - فوقعت بين يديه ونادت بصوت فصيح: هاأنا ذا يارسول الله ما تأمرني ؟ فقال رسول الله لها: دعوتك تشهدي لي بالنبوة بعد شهادتك لله بالتوحيد، ثم تشهدي بعد ذلك لعلي هذا بالامامة، وانه سندي وظهري وعضدي وفخري، ولولاه ما خلق الله عزوجل شيئا مما خلق. فنادت: اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد انك عبده ورسوله، أرسلك بالحق بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وأشهد أن عليا ابن عمك، هو أخوك في دينك، هو أوفر خلق الله من الدين حظا، وأجزلهم من الاسلام نصيبا، وأنه سندك وظهرك، قامع أعدائك،


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: نسبك إلي. (2) من المصدر. (3) في المصدر: وشهدت لك. (4) ليس في نسخة " خ " وفيها قيل له. [ * ]


[ 352 ]

ناصر أوليائك، باب علومك، وأمينك، وأشهد أن أوليائك الذين يوالونه ويعادون اعداءه حشو الجنة، وأن أعداءك الذين يوالون أعدائه، ويعادون أوليائه حشو النار. فنظر رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى الحارث بن كلدة، وقال: يا حارث (أو مجنون من هذا حاله وآياته) (1) ؟ فقال الحارث بن كلدة: لا والله يارسول الله، ولكني أشهد أنك رسول رب العالمين، وسيد الخلق أجمعين، وحسن إسلامه. (2) 228 - قال علي بن الحسين - عليهما السلام -: ولامير المؤمنين - عليه السلام - نظيرها، كان قاعدا ذات يوم فأقبل إليه رجل من اليونانيين المدعين للفلسفة والطب، فقال له: يا أبا الحسن بلغني خبر صاحبك وأنه به جنون، فجئت لاعالجه ! فلحقته قد مضى لسبيله، وفاتني ما أردت من ذلك، وقد قيل (لي) (3): إنك ابن عمه وصهره، وأرى اصفرارا (4) قد علاك، وساقين دقيقين ما أراهما تقلانك. فأما الاصفرار (5) فعندي دواؤه، و [ أما ] (6) الساقان الدقيقان فلا حيلة لي لتغليظهما، والوجه أن ترفق (بهما و) (7) بنفسك في المشي، تقلله ولا تكثره، وفيما تحمله على ظهرك، وتحتضنه بصدرك ان تقللهما ولا تكثرهما، فان ساقيك دقيقان لا يؤمن عند حمل الثقيل انقصافهما (8).


(1) في المصدر: أو مجنونا يعد من هذه آياته. (2) تفسى الامام العسكري: 168 ح 83 وعنه البحار: 17 / 316 ضمن حديث 15 وحلية الابرار: 1 / 310 ويأتي تخريجه كاملا في آخر الحديث الآتي عن الامام السجاد - عليه السلام -. (3) من المصدر. (4) في المصدر: وأرى بك صفارا. (5) في المصدر ونسخة " خ ": الصفار. (6) من المصدر. (7) ليس في المصدر. (8) الانقصاف والانقصام كلاهما بمعني الكسر. [ * ]


[ 353 ]

وأما الصفار فدواؤه (1) عندي وهو هذا - وأخرج دواء - وقال: هذا مرا يؤذيك (2) ولا يحبسك (3) ولكنه يلزمك حمية من اللحم أربعين صباحا، ثم يزيل صفارك. فقال [ له ] (4) علي بن أبي طالب - عليه السلام -: قد ذكرت نفع هذا الدواء لصفاري، فهل تعرف شيئا يزيد فيه ويضره ؟ فقال الرجل: بلى حبة من هذا - وأشار [ بيده ] (5) إلى دواء معه - وقال: إن تناوله الانسان وبه صفار أماته من ساعته، وإن كان لاصفار فيه (6) صار به صفرة (7) حتى يموت في يومه. فقال علي بن أبي طالب: فأرني هذا الضار. فأعطاه [ إياه ] (8). فقال [ له ] (9): كم قدر هذا ؟ فقال: قدره مثقالان (10) سم ناقع، [ قدر ] (11) كل حبة منه يقتل رجلا. فتناوله علي - عليه السلام - فقمحه (12) وعرق عرقا خفيفا، وجعل الرجل يرتعد ويقول في نفسه: الآن اؤخذ بابن أبي طالب ويقال: قتلته (13) ولا يقبل مني قولي إنه لهو الجاني على نفسه.


(1) كذا في المصدر. وفي الاصل: دواؤك. (2) في المصدر: لا يؤذيك. (3) في المصدر: لا يخيسك، وهو من خاص الشئ: تغير وفسد وأنتن، والخيس أيضا الغم، كما أنه يتضمن معنى الحبس إذ المخيس هو السجن. " لسان العرب ". (4 و 5) من المصدر. (6) في المصدر: به. (7) في المصدر: صفار. (8 و 9) من المصدر. (10) في المصدر: قدر مثقالين. (11) من المصدر. (12) قمحه: أخذه في راحته فلطعه، وفي نسخة من المصدر: فلمجه: أي أكله باطراف فمه. (13) كذا في المصدر، وفي الاصل: قتله. [ * ]


[ 354 ]

فتبسم على - عليه السلام - وقال: يا عبد الله أصح ماكنت بدنا الآن لم يضرني ما زعمت أنه سم، فغمض عينيك. فغمض، ثم قال: افتح عينيك. ففتح، ونظر إلى وجه علي - عليه السلام - فإذا هو أبيض أحمر مشوب بحمرة (1)، فارتعد الرجل مما رآه. وتبسم علي - عليه السلام - وقال: أين الصفار الذي زعمت أنه بي ؟ فقال [ الرجل ] (2): والله لكنك (3) لست من رأيت [ قبل ] (4)، كنت مصفارا (5) فأنت الآن مورد. قال علي بن أبي طالب - عليه السلام -: فزال عني الصفار بسمك الذي زعمت أنه (6) قاتلي، وأما ساقاي هاتان - ومد رجليه وكشف عن ساقيه - فإنك زعمت أني أحتاج إلى أن أرفق ببدني في حمل ما أحمل عليه لئلا ينقصف الساقان، وأنا ادلك على (7) طب الله عزوجل خلاف طبك، وضرب بيده على اسطوانة خشب عظيمة، على رأسها سطح مجلسه الذي هو فيه، وفوقه حجرتان إحداهما فوق الاخرى، وحركها واحتملهما (8) فارتفع السطح والحيطان وفوقهما الغرفتان، فغشي على اليوناني. فقال على - عليه السلام -: صبوا عليه الماء [ فصبوا عليه ماء ] (9)، فأفاق وهو يقول:


(1) في المصدر: مشرب حمرة. (2) من المصدر. (3) في المصدر: فكأنك. (4) من المصدر. (5) في المصدر: مصفرا. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: تزعمه أنك. (7) في المصدر: اريك أن. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: واحتملها. (9) من المصدر. [ * ]


[ 355 ]

والله ما رأيت كاليوم عجبا. فقال له على - عليه السلام -: هذه قوة (1) الساقين الدقيقين واحتمالهما، أنى طبك (2) هذا يا يوناني فقال اليوناني: امثلك كان محمد - صلى الله عليه وآله - ؟ فقال علي - عليه السلام -: وهل علمي إلا من علمه، وعقلي إلا من عقله، وقوتي الا من قوته ؟ لقد اتاه ثقفي كان أطب العرب، فقال له: إن كان بك جنون داويتك ! فقال له محمد - صلى الله عليه وآله -: أتحب أن اريك آية تعلم بها غناي عن طبك، وحاجتك إلى طبي ؟ قال: نعم. فقال: أي آية تريد ؟ قال: تدعو ذلك العذق - وأشار إلى نخلة سحوق - فدعاها، فانقلع أصلها من الارض وهي تخد في الارض خدا، حتى وقفت بين يديه، فقال له: أكفاك [ ذا ] (3) ؟ قال: لا. قال: فتريد ماذا ؟ قال: تأمرها [ أن ] (4) ترجع إلى حيث جاءت [ منه ] (5) وتستقر في مستقرها (6) الذي انقلعت منه، فأمرها فرجعت واستقرت في مقرها (7). فقال اليوناني لأمير المؤمنين - عليه السلام -: هذا الذي تذكره عن محمد غائب عني، وأنا اقتصر منك على أقل من ذلك، أنا أتباعد عنك فادعني، وأنا لاأختار الاجابة، فإن جئت بي إليك فهي آية. قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: هذا إنما يكون لك آية وحدك لانك تعلم من نفسك أنك لم ترد، وأني أزلت اختيارك من غير ان باشرت مني شيئا، أو ممن أمرته بان يباشرك، أو ممن قصد إلى ذلك وإن لم آمره إلا ما يكون من قدرة الله


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: فوق، وهو تصحيف. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: في ظنك. (3 - 5) من المصدر. (6) في المصدر: مقرها. (7) في نسخة " خ ": مستقرها. [ * ]


[ 356 ]

القاهرة، وأنت (تعلم) (1) يا يوناني يمكنك أن تدعي ويمكن غيرك أن يقول: [ إني قد ] (2) واطأتك على ذلك، فاقترح إن كنت مقترحا ما هو آية لجميع العالمين. فقال له اليوناني: إن جعلت الاقتراح إلي (3)، فانا اقترح أن تفصل أجزاء تلك النخلة وتفرقها، وتباعد ما بينها، ثم تجمعها وتعيدها كما كانت. فقال علي - عليه السلام -: هذا آية وأنت رسولي إليها - يعني [ إلى ] (4) النخلة - فقال لها: إن وصي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - يأمر أجزاءك ان تتفرق (5) وتتباعد. فذهب فقال لها، فتفاصلت وتهافتت وتنثرت (6) وتصاغرت اجزاؤها، حتى لم ير لها عين ولا أثر، حتى كأن لم يكن هناك [ أثر ] (7) نخلة [ قط ] (8)، فارتعدت فرائض اليوناني، وقال: يا وصي محمد أعطيتني اقتراحي الاول، فاعطني الاخر. فأمرها أن تجتمع وتعود كما كانت. فقال: انت رسولي إليها فعد (9) فقل لها: يا أجزاء النخلة إن وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - يأمرك أن تجتمعي (وتكوني) (10) كما كنت تعودي. فنادى اليوناني فقال ذلك، فارتفعت في الهواء كهيئة الهباء المنثور، ثم جعلت تجتمع جزاءا جزءا منها حتى تصور لها القضبان والاوراق والاصول


(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل هكذا: قال له اليوناني جعلت الاقتراح لي. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: تفرق. (6) في المصدر: وتفرقت. (7 و 8) من المصدر. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: بعد، وهو تصحيف. (10) ليس في المصدر. [ * ]


[ 357 ]

والسعف (1) وشماريخ الاعذاق، ثم تألفت، وتجمعت واستطالت وعرضت واستقر أصلها في مستقرها (2) وتمكن عليها ساقها، وتمكن (3) على الساق قضبانها، وعلى القضبان أوراقها، وفي أماكنها أعذاقها، وقد كانت في الابتداء شماريخها متجردة لبعدها من أوان الرطب والبسر والخلال. فقال اليوناني: واخرى احبها (4) أن تخرج شماريخها خلالها، وتقلبها من خضرة إلى صفرة وحمرة وترطيب وبلوغ أوانه ليؤكل وتطعمني (5) ومن حضرك منها. فقال علي - عليه السلام -: أنت رسولي إليها بذلك، فمرها به. فقال لها اليوناني بأمر (6) أمير المؤمنين - عليه السلام - فأخلت وأبسرت، واصفرت، واحمرت وأرطبت (7) وثقلت أعذاقها برطبها. فقال اليوناني: واخرى احب أن تقرب من يدي (8) أعذاقها، أو تطول يدي لتناولها [ و ] (9) احب شيئا إلي أن تنزل إلي إحداهما، وتطول يدي (إلى) (10) الاخرى التي هي اختها.


(1) في المصدر: اصول السعف. وشماريخ ج شهراخ وبمعناه الشروخ: العثكال الذي عليه البسر، وأصله في العذق، وقد يكون في العب. " لسان العرب ". (2) في المصدر: مقرها. (3) في المصدر ونسخة " خ ": تركب. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: احب. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: وتطعمنا. (6) في المصدر: ما أمره. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: ترطبت. (8) في المصدر: أحبها تقرب بين يدي. (9) من المصدر. (10) ليس في نسخة " خ ". [ * ]


[ 358 ]

فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - مد إليها اليد التي تريد أن تنالها وقل يا مقرب البعيد قرب يدي منها، واقبض الاخرى التي تريد أن تنزل إليك العذق منها وقل: يا مسهل العسير سهل لي تناول ما يبعد (1) عني منها ففعل ذلك، وقاله (2) فطالت يمناه فوصلت إلى العذق، وانحطت الاعذاق الاخر، فسقطت على الارض قد طالت عراجينها. (3) ثم قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: إنك إن أكلت منها ثم لم (4) تؤمن بمن أظهر لك عجائبها عجل الله عزوجل [ لك ] (5) من العقوبة التي يبتليك بها ما يعتبر به عقلاء خلقه وجهالهم. فقال اليوناني: إني إن (6) كفرت بعد ما رأيت فقد بالغت في العناد، وتناهيت في التعرض للهلاك، أشهد أنك من خاصة الله، صادق في جميع أقاويلك عن الله عزوجل، فأمرني بما تشاء اطعك. قال علي - عليه السلام -: آمرك أن تقر له بالوحدانية، وتشهد له بالجود (7) والحكمة، وتنزهه (8) عن العبث والفساد وعن ظلم الاماء والعباد، وتشهد أن محمدا - صلى الله عليه وآله - الذي أنا وصيه سيد الانام، وأفضل رتبة [ أهل ] (9)


(1) في المصدر: تباعد. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال، وفي نسخة " خ ": قال له. (3) عراجين: جمع العرجون: وهو أصل العذق الذي يعوق ويبقى على النخل يابسا بعد أن تقطع عنه الشماريخ. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: ولم. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: لان. (7) كذا في المصدر وفي الاصل: بالوجود. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: نتنزيهه. (9) من المصدر. [ * ]


[ 359 ]

دار السلام، وتشهد أن عليا الذي أراك ما أراك، وأولاك من النعم ما أولاك، خير خلق الله من بعد (1) محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأحق خلق الله بمقام محمد بعده، وللقيام (2) بشرائعه وأحكامه، وتشهد أن أولياؤه أولياء الله، و [ أن ] (3) أعداءه أعداء الله، وأن المؤمنين المشاركين لك فيما كلفتك، المساعدين لك على ما به أمرتك خيرأمه محمد - صلى الله عليه وآله - وصفوة شيعة علي - عليه السلام -. وآمرك ان تواسي إخوانك [ المؤمنين ] (4) المطابقين لك على تصديق محمد - صلى الله عليه وآله - وتصديقي، والانقياد له ولي مما رزقك الله، وفضلك على من فضلك [ به منهم ] (5)، تسد فاقتهم، وتجبر كسرهم وخلتهم، ومن كان منهم في درجتك في الايمان ساويته (6) في مالك بنفسك، ومن كان منهم فاضلا عليك في دينك آثرته بمالك على نفسك، حتى يعلم الله منك أن دينه آثر عندك من مالك، وأن أولياءه أكرم عليك من أهلك وعيالك. وآمرك ان تصون دينك، وعلمنا الذي أو دعناك، وأسرارنا التي حملناك، فلا تبد علومنا لمن يقابلها بالعناد، ويقابلك من أجلها بالشتم واللعن والتناول من العرض والبدن، ولا تفش سرنا إلى من يشنع علينا عند الجاهلين بأحوالنا، ويعرض أولياءنا لبوادر (7) الجهال. وآمرك أن تستعمل التقية في دينك فإن الله يقول { لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ


(1) في المصدر: بعد نبيه محمد. (2) في المصدر: بالقيام. (3 - 5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: تساويه. (7) في المصدر: لنوادر. [ * ]


[ 360 ]

إلا أن تتقوا منهم تقاة } (1). وقد أذنت لك في تفضيل أعدائنا علينا إن ألجأك الخوف إليه، وفي إظهارك (2) البراءة [ منا ] (3) إن حملك الوجل عليه، وفي (شئ من) (4) ترك الصلوات المكتوبات إذا خشيت على حشاشتك (5) الآفات والعاهات، فإن تفضيلك أعداءنا علينا عند خوف لا ينفعهم ولا يضرنا، وإن إظهارك براءتك منا عند تقيتك لا يقدح فينا ولا ينقصنا، ولئن (6) تتبرأ منا ساعة بلسانك وأنت موال لنا بجنانك لتبقي على نفسك روحها التي بها قوامها، ومالها الذي به قيامها (7)، وجاهها الذي به تماسكها، وتصون من عرفت بذلك وعرفك (8) به من أوليائنا وإخواننا [ وأخواتنا ] (9) من بعد ذلك بشهور وسنين إلى أن تنفرج (10) تلك الكربة، وتزول به تلك الغمة، فإن ذلك أفضل من ان تتعرض للهلاك، تنقطع به عن عمل في الدين وصلاح إخوانك المؤمنين. وإياك ثم إياك أن تترك التقية التي أمرتك بها، فإنك (1) شائط بدمك ودماء (12) إخوانك معرض لنعمتك ونعمتهم للزوال، مذل لهم في أيدي أعداء


(1) آل عمران: 28. (2) في المصدر: إظهار. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) الحشاشة: بقية الروح. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: ولا أنت. (7) في المصدر: بها قوامك ومالك الذي به قوامها. (8) في المصدر: عرف بك وعرفت. (9) من المصدر. (10) كذا في المصدر، وفي الاصل: يتفرج. (11) كذا في المصدر، وفي الاصل: فإنها. (12) في المصدر: ودم. [ * ]


[ 361 ]

دين الله، فقد أمرك الله [ بإعزازهم ] (1) فإنك إن خالفت وصيتي كان ضررك على نفسك وإخوانك أشد من ضرر الناصب لنا الكافر بنا. (2)

الرابع والعشرون ومائة حبة الرمان التي وقعت من لحية اليهودي إليه - عليه السلام - لانها من الجنة 229 - كتاب الخرائج والجرائح: أن يهوديا قال لعلي - عليه السلام -: إن محمدا - صلى الله عليه وآله - قال: إن في كل رمانة حبة من الجنة، وأنا كسرت واحدة وأكلتها كلها. فقال - عليه السلام -: صدق رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وضرب يده على لحيته فوقعت حبة رمان منها، فتناولها - عليه السلام - وأكلها، وقال: لم يأكلها الكافر والحمد لله. (3)

الخامس والعشرون ومائة الكمثري الذي أخرجه - عليه السلام - من الشجرة اليابسة 230 - ثاقب المناقب، والراوندي في الخرائج: عن الحارث الاعور، قال: خرجنا مع علي - عليه السلام - حتى انتهينا إلى العاقول (4) فإذا هناك أصل


(1) من المصدر. (2) تفسير الامام عسكري - عليه السلام -: 170 - 176 ح 170 وعنه البحار: 10 / 70 - 75 ح 1 وعن الاحتجاج: 235 - 239، وفي ج 42 / 45 - 49 ح 18 إلى قوله - عليه السلام - فمرني بما تشاء اطعك عنهما. وأورد المؤلف صدره في حلية الابرار: 1 / 310 عن التفسير فقط، وذيله في الوسائل: 11 / 478 ح 11 عن التفسير والاحتجاج، وفي البحار: 75 / 418 ح 72 عن الاحتجاج وقطعة منه في البحار: 62 / 158 ح 2 عن التفسير، وفي ج 75 / 221 ح 1 عن الاحتجاج. وأورده ابن شهراشوب في مناقبه: 2 / 301 مختصرا. (3) الخرائج: 1 / 182 ح 15 وعنه البحار: 41 / 300 ح 30. (4) هو منعطف الوادي أو النهر. [ * ]


[ 362 ]

شجرة [ يابسة ] (1) قد وقع لحاؤها ويبس عودها، فضربها - عليه السلام - بيده ثم قال: ارجعي بإذن الله خضراء ذات ثمرة، فإذا أغصانها تهتز، حملها كمثري، فقطعنا وأكلنا منها وحملنا معنا (2)، فلما كان من الغد عدنا إليها فإذا هي على حالها خضراء فيها كمثري. (3)

السادس والعشرون ومائة العنب النازل للنبي والوصي - عليهما السلام - 231 - الراوندي في الخرائج: روت عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - بعث عليا - عليه السلام - يوما في حاجة له، فانصرف إلى النبي - صلى الله عليه وآله - وهو في حجرتي، فلما دخل علي من باب الحجرة واستقبله رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى وسط واسع [ من ] (4) الحجرة فعانقه، وأظلتهما غمامة سترتهما عني، ثم زالت عنهما الغمامة (5)، فرأيت في يد رسول الله - صلى الله عليه وآله - عنقود عنب أبيض وهو يأكل ويطعم عليا. [ فقلت: يارسول الله تأكل وتطعم عليا ] (6) ولا تطعمني ؟ قال: إن هذا من ثمار الجنة لا يأكله إلا نبي أو وصي نبي في الدنيا. (7)


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدرين، وفي الاصل: فأعطينا وأكلنا وحملنا منها. (3) الثاقب في المناقب: 246 ح 4، الخرائج: 1 / 218 ح 62 وج 2 / 718 ح 21 وعنه البحار: 41 / 248 ح 1 وعن البصائر: 254 ح 3 باسناده عن الحارث مثله. وأورده ابن شهراشوب في المناقب: 2 / 327 وفي إثبات الوصية: 130. وفي إرشاد القلوب: 278. ويأتي في معجزة: 149 عن المناقب الفاخرة، وفي معجزة: 536 عن الهداية الكبرى. (4 - 6) من المصدر. (7) الخرائج والجرائح: 1 / 165 ح 254، عنه البحار: 17 / 360 ح 16، ج 37 / 101 ح 4، وج 39 / 125 ح 11. [ * ]


[ 363 ]

 

السابع والعشرون ومائة العنب النازل للنبي والوصي - صلى الله عليهما وآلهما - 232 - الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن علي بن خشيش (1)، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن القاسم بن يعقوب بن عيسى بن الحسن بن جعفر ابن إبراهيم القيسي الخزاز [ إملاء ] (2) في منزله، قال: حدثنا أبو زيد محمد ابن الحسين بن مطاع المسلمي إملاء، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن حسن (3) القواس خال ابن كردي، قال حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي (4) [ قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حماد بن سلمة ] (5)، قال: حدثنا ثابت، عن أنس ابن مالك، قال: ركب رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذات يوم بغلته فانطلق إلى جبل آل فلان، وقال: يا أنس خذ البغلة وانطلق إلى موضع كذا وكذا تجد عليا جالسا يسبح بالحصى فاقرأه مني السلام، واحمله على البغلة، وائت به إلي. قال أنس: فذهبت فوجدت عليا - عليه السلام - كما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - فحملته على البغلة، فأتيت به إليه، فلما أن نظر (6) رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: السلام عليك يارسول الله. قال: وعليك السلام يا أبا الحسن، (اجلس) (7) فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا مرسلا، ما جلس فيه من الانبياء أحد إلا وأنا خير منه، وقد جلس في موضع كل نبي أخ له ما جلس


(1) وهو على ما في المصدر: محمد بن علي بن خشيش بن نصر بن جعفر بن إبراهيم التميمي. (2) من المصدر. (3) في المصدر: حبر. (4) هو محمد بن مسلمة بن الوليد: المحدث المعمر، أبو جعفر الواسطي، الطيالسي، ولد سنة: 178، وحدث ببغداد عن يزيد بن هارون، وتوفي سنة: 282. " سير أعلام النبلاء ". (5) من المصدر والبحار. (6) في المصدر: بصر به. (7) ليس في المصدر. [ * ]


[ 364 ]

فيه من الاخوة أحد إلا وأنت خير منه. قال أنس: فنظرت إلى سحابة قد أظلتهما ودنت من رؤوسهما، فمد النبي - صلى الله عليه وآله - (يده) (1) إلى سحابة فتناول عنقود عنب، فجعله بينه وبين علي، وقال: كل يا أخي فهذه هدية من الله تعالى إلي ثم إليك. قال أنس: فقلت يارسول الله علي أخوك ؟ قال: نعم، علي أخي. قلت: يا رسول الله صف لي كيف علي أخوك. قال: إن الله عزوجل خلق ماء تحت العرش قبل أن يخلق آدم بثلاثة آلاف عام، وأسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه إلى أن خلق آدم، فلما أن خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة، فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه (الله) (2) ثم نقله في صلب شيث، فلم يزل ذلك الماء ينتقل من ظهر إلى ظهر حتى صار في [ صلب ] (3) عبد المطلب، ثم شقه الله عزوجل نصفين، فصار نصفه في أبي: عبد الله [ ابن عبد المطلب ] (4)، ونصفه (5) في أبي طالب، فأنا من نصف الماء، وعلي من النصف الآخر، فعلي أخي في الدنيا والآخرة. [ ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وآله - { وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا } (6). (7)


(1 و 2) ليس في نسخة " خ ". (3 و 4) من المصدر. (5) في المصدر: ونصف. (6) من المصدر، والآية في سورة الفرقان: 54. (7) الامالي للشيخ الطوسي: 1 / 320، عنه البحار: 15 / 13 ح 16 قطعة وج 17 / 361 ح 18 وج 35 / 31 ح 29 وج 39 / 122 ح 6 وتأويل الآيات: 1 / 377 ح 15 والبرهان: 3 / 170 ح 6. وأخرج في إحقاق الحق: 3 / 294 ح 3 عن ابن سيرين انها نزلت في النبي - صلى الله عليه وآله وعلي حين تزوج بفاطمة عليها السلام - والقرطبي في أحكام القران: 13 / 60 عن يزيد بن حارثة = [ * ]


[ 365 ]

 

الثامن والعشرون ومائة العنب النازل للنبي والوصي - صلى الله عليهما وآلهما - 233 - ابن شهراشوب: قال: أبو محمد الفحام بالاسناد عن محمد ابن جرير، بإسناد له عن أنس وابن حشيش التميمي، بالاسناد عن حماد ابن سلمة، عن ثابت، عن أنس واللفظ له: ان رسول الله - صلى الله عليه وآله - ركب ذات يوم إلى جبل كدى، فقال: يا أنس خذ البغلة وانطلق إلى موضع كذا تجد عليا [ جالسا ] (1) يسبح بالحصى، فاقرأه عني السلام، واحمله على البغلة وائت به [ إلي ] (2). قال: فلما ذهبت وجدت عليا كذلك، فقلت: ان رسول الله - صلى الله عليه وآله - يدعوك. فلما أتى رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال له: اجلس فإن هذا موضع قد جلس فيه سبعون نبيا مرسلا، ما جلس فيه من الانبياء أحد إلا وأنا خير منه (وأكرم على الله منه) (3)، وقد جلس موضع كل نبي أخ له ما جلس من الاخوة أحد (أكرم على الله منك) (4).


= وأبو حيان التوحيدي في تفسيره: 6 / 507 عن ابن سيرين وأبو بكر بن مؤمن الشيرازي في رسالة الاعتقاد عن ابن عباس ما هو بمضمونه، والقندوزي في ينابيع المودة: 18 عن ابن عباس، وراجع التفسير الامثل: 15 / 128 والميزان: 15 / 237 ح 6 ومجمع البيان: 7 - 8 / 175 ومنهج الصادقين: 5 - 6 / 393 وتفسير روح الجنان: 4 / 89 والكشف والبيان (مخطوط) للثعلبي، وفرائد السمطين ونظم درر السمطين: 92، وأرجح المطالب: 72 و 238 وأهل البيت: 69 تأليف توفيق أبي علم، وتنزيل الآيات: 1 / 414 وتفسير الاثني عشر. أقول: وقد تقدم في معجزة 120 عن المناقب الفاخرة، وقد أخرجنا هناك من مصادر شتى، فراجع (1 و 2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: إلا وأنت خير منه. [ * ]


[ 366 ]

قال: فرأيت غمامة بيضاء وقد أظلتهما، فجعلا يأكلان من عنقود عنب، وقال: كل يا أخي فهذه هدية من الله إلي ثم إليك، ثم شربا (شيئا) (1)، ثم ارتفعت الغمامة، ثم قال: يا أنس والذي خلق ما يشاء لقد أكل من تلك الغمامة ثلاثمائة وثلاثة عشر [ نبيا، وثلاثمائة وثلاثة عشر ] (2) وصيا، ما فيهم نبي أكرم على الله مني، ولا وصي أكرم على الله من علي. (3)

التاسع والعشرون ومائة النازل على النبي والوصي من الغمامة أكلا منها وشربا - صلى الله عليهما وآلهما - 234 - الشيخ في أماليه: عن أبي محمد الفحام، قال: حدثني عمي عمر بن يحيى (4)، قال: أبو بكر محمد بن سليمان بن عاصم، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العبدي، قال: حدثنا علي بن الحسن الاموي، قال: حدثنا محمد بن جرير، قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء (5) بمكة، قال: حدثني يوسف ابن عطية الصفار (6)، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وآله - أن أسرج بغلته (الذلول) (7) وحماره اليعفور، ففعلت ما أمرني به


(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر ونسخة " خ ". (3) مناقب آل أبي طالب: 2 / 231، وهذا الحديث خلاصة الحديث المتقدم. (4) هو عمر بن يحيى بن داود، أبو القاسم البزاز السامري يعرف بابن الفحام، روى عنه ابن أخيه الحسن بن محمد بن يحيى بن الفحام، وكان ثقة. " تاريخ بغداد ". (5) عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار، أبو بكر البصري ثم المكي المجاور مولى الانصار، روى عن يوسف بن عطية وغيره، وروى عنه مسلم والترمذي وخلق كثير، مات سنة: 241. (6) يوسف بن عطية بن ثابت الصفار الانصاري السعدي مولاهم أبو سهل البصري الجفري. " سير أعلام النبلاء ". روى عن ثابت البناني، وقيل مات سنة: 187. " تهذيب التهذيب ". (7) في البحار: الدلدل. [ * ]


[ 367 ]

رسول الله - صلى الله عليه وآله - فاستوى على بغلته، واستوى علي على حماره، وسارا سرت معهما فأتينا سفح جبل (1) فنزلا وصعدا حتى صارا إلى ذروة الجبل. ثم رأيت غمامة بيضاء كدارة الكرسي وقد أظلتهما، ورأيت النبي - صلى الله عليه وآله - وقد مد يده إلى شئ يأكل وأطعم عليا حتى توهمت أنهما قد شبعا، ثم رأيت النبي - صلى الله عليه وآله - وقد مد يده إلى شئ وقد شرب وسقى عليا حتى قدرت أنهما قد شرا ريهما، ثم رأيت الغمامة قد ارتفعت ونزلا فركبا وسارا وسرت معهما، والتفت النبي - صلى الله عليه وآله - فرأى في وجهي تغيرا، فقال: مالي أرى وجهك متغيرا ؟ فقلت: ذهلت مما رأيت. فقال: فرأيت ماكان ؟ فقلت: نعم، فداك أبي وامي يا رسول الله. قال: يا أنس والذي خلق ما يشاء لقد أكل من تلك الغمامة ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا، وثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا، ما فيهم نبي أكرم على الله مني، ولا فيهم وصي أكرم على الله من (علي) (2). (3)

الثلاثون ومائة الهدايا النازلة مع جوار خدمه وخدم فاطمة - عليهما السلام - في الجنة 235 - كتاب مناقب فاطمة: قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري القاضي (4)، قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين علي بن عمر بن الحسن ابن علي بن مالك السياري، قال: أخبرنا محمد بن زكرياء الغلابي، قال: حدثنا


(1) سفح الجبل: أصله وأسفله. عرضه ومضجعه الذي يسفح أي ينصب فيه الماء. (2) ليس في نسخة " خ ". (3) أمالى ابن الشيخ: 1 / 289 عنه البحار: 17 / 360 ح 17. (4) هو إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله، أبو إسحاق الطبري المقري، ولد سنة: 324، ومات سنة: 393، وكان ثقة. " تاريخ بغداد ". وفي الاصل: أحمد بن إبراهيم، وهو تصحيف. [ * ]


[ 368 ]

جعفر بن محمد بن عمارة الكندي، قال: حدثني أبي، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين - عليهم السلام -، عن محمد بن عمار بن ياسر (1)، قال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول لعلي يوم زوج فاطمة من علي: يا علي ارفع رأسك إلى السماء فانظر ما ترى. فقال: أرى جوار مزينات معهن هدايا. قال: فاولئك (2) خدمك وخدم فاطمة في الجنة، انطلق إلى منزلك فلا تحدث شيئا حتى آتيك، فما كان إلا كلا شئ حتى (3) مضى رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى منزله، وأمرني أن أهدي لها (4) طيبا. قال عمار: فلما كان من الغد جئت إلى منزل فاطمة ومعي الطيب، فقالت: يا أبا اليقظان ماهذا [ الطيب ] (5) ؟ قلت: طيب أمرني به أبوك ان أهديه لك. قالت: والله لقد أتاني [ من السماء ] (6) طيب مع (7) جوار من الحور العين، وإن فيهن جارية حسناء كأنها القمر ليلة البدر. فقلت: من بعث بهذا الطيب ؟ قالت: دفعه إلي رضوان (8) خازن الجنة، وأمر هؤلاء الجواري ينحدرن معي مع كل واحدة منهن ثمرة من ثمار الجنة في اليد اليمني، وفي اليد اليسرى تحية (9) من رياحين الجنة، فنظرت إلى الجوار


(1) محمد بن عمار بن ياسر العنسي، مولى بني مخزوم، روى عن أبيه، ومات مابين ستين إلى سبعين. " تهذيب التهذيب ". (2) في المصدر فهي: (3) في المصدر: إلا كلا ولاحتى. (4) في المصدر: لهما. (5 و 6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: من. (8) في المصدر: بعثه رضوان. (9) في المصدر: طاقة. [ * ]


[ 369 ]

وإلى حسنهن، فقلت: لمن أنتن ؟ فقلن: نحن لك ولاهل بيتك وشيعتك من المؤمنين. فقلت: أفيكن (1) من أزواج ابن عمي أحد ؟ قلن: أنت زوجته في الدنيا والآخرة ونحن خدمك وخدم ذريتك. [ قال: ] (2) وحملت بالحسن، فلما رزقته بعد أربعين يوما حملت بالحسين ورزقت زينب وام كلثوم، وحملت بمحسن، فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله - وجرى ما جرى في يوم دخول القوم عليها دارها وإخراج ابن عمها أمير المؤمنين - عليه السلام - وما لحقها من الرجل أسقطت به ولدا تماما (3)، وكان ذلك أصل مرضها ووفاتها. (4)

الحادي والثلاثون ومائة التفاحة النازلة على النبي والوصي وابنيهما - صلى الله عليهم - 236 - ابن بابويه في أماليه: قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان (5)، قال: حدثنا عبد الرحمان بن محمد الحسني، قال: حدثني فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي (6)، قال: حدثني الحسن بن الحسين بن محمد (7)، قال: أخبرني


(1) ما أثبتناه من المصدر، وفي الاصل: أنكن، وهو من تصحيف النساخ. (2) من المصدر. (3) في الاصل: تاما. (4) دلائل الامامة: 26. (5) أحمد بن الحسن القطان المعدل الذي يروي عنه الشيخ الصدوق، وقال: كان شيخا من أصحاب الحديث ببلد الري، ويعرف بأبي علي بن عبد ربه. " الكنى والالقاب "، وانظر معجم الرجال ". (6) هو الشيخ أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، من أعلام الغيبة الصغرى، واستاذ المحدثين في زمانه، كثير الحديث، كثير الشيوخ، من معاصري الكليني - رحمه الله - وابن عقدة، كان عصره زاخرا بالعلم والعلماء والمحدثين، وكانت الكوفة انذاك من مراكز الحديث والعلم. (7) هو الحسن بن الحسين بن محمد بن الحمدان الحمداني، الشيخ نجم الدين أبو خليفة، صالح، " فهرست منتجب الدين ". [ * ]


[ 370 ]

علي بن أحمد بن الحسين بن سليمان القطان، قال: حدثنا الحسن بن جبرئيل الهمداني، قال: أخبرنا إبراهيم بن جبرئيل، قال: حدثنا أبو عبد الله الجرجاني (1)، عن نعيم النخعي، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: كنت جالسا بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذات يوم وبين يديه علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام - إذ هبط عليه جبرئيل - عليه السلام - وبيده تفاحة (2) فحيا بها النبي - صلى الله عليه وآله - وحيا بها [ النبي عليا فتحيا بها ] (3) علي - عليه السلام - وردها إلى النبي - صلى الله عليه وآله -. [ فتحيا بها النبي وحيا بها الحسن - عليه السلام - وقبلها وردها إلى النبي، فتحيا بها النبي وحيا بها الحسين - عليه السلام - فتحيا بها الحسين وقبلها وردها إلى النبي، فتحيا بها النبي ] (4) وحيا بها فاطمة - عليها السلام - فقبلتها وردتها إلى النبي - صلى الله عليه وآله - [ فتحيا بها النبي ثانية، وحيا بها عليا ] (5) فتحيا بها علي - عليه السلام - ثانية. فلما هم أن يردها إلى النبي - صلى الله عليه وآله - سقطت التفاحة من أطراف أنامله، فانفلقت بنصفين، فسطع منها نور حتى بلغ سماء الدنيا، وإذا عليه سطران مكتوبان: بسم الله الرحمن الرحيم هذه تحية من الله عزوجل إلى محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين سبطي رسول الله، وأمان لمحبيهم يوم القيامة من النار. (6)


(1) الظاهر أنه محمد بن عميرة، أبو عبد الله الجرجاني، نزيل هراة. " سير أعلام النبلاء ". (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بتفاحة. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) من المصدر. (6) أمالي الصدوق: 477 ح 3 وعنه البحار: 37 / 99 ح 1 والجواهر السنية: 182. ويأتي في المعجزة: 59 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -، والمعجزة: 80 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. [ * ]


[ 371 ]

237 - وروى هذا الحديث أبو الحسن الشيخ الفقيه محمد بن أحمد ابن علي بن الحسين بن شاذان في مناقب أمير المؤمنين - عليه السلام - المائة: عن ابن عباس، قال: كنت جالسا بين يدي النبي - صلى الله عليه وآله - ذات يوم وبين يديه علي وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام - إذ هبط جبرئيل ومعه تفاحة، فحيا بها النبي - صلى الله عليه وآله - فتحيا بها، فحيا النبي - صلى الله عليه وآله - علي بن أبي طالب - عليه السلام - فتحيا بها علي وقبلها وردها إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - فتحيا بها وحباها الحسن. فتحيا بها الحسن وقبلها وردها إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - وحباها الحسين - عليه السلام -. فتحيا بها الحسين - عليه السلام - وقبلها وردها إلى النبي - صلى الله عليه وآله - فحبا بها فاطمة - عليها السلام -. فتحيت بها وقبلتها وردتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - فتحيا بها وحباها ثانية علي بن أبي طالب - عليه السلام -. فلما هم أن يردها إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - سقطت التفاحة من أنامله، فانفلقت بنصفين، فسطع منها نور حتى بلغ عنان السماء، فإذا عليها سطران مكتوبان: بسم الله الرحمن الرحيم تحية من الله تعالى إلى محمد المصطفى علي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين سبطي رسول الله - صلى الله عليه وآله - أمان لمحبيها يوم القيامة من النار. (1)


(1) مائة منقبة: 26 ح 8 وعنه غاية المرام: 659 ب 111. وأخرجه في البحار: 43 / 308 ح 72 والعوالم: 16 / 62 ح 2 عن بعض كتب المناقب القديمة، عن ابن شاذان. ورواه الخوارزمي في مقتل الحسين - عليه السلام -: 1 / 95 بإسناده إلى ابن شاذان. وأخرجه في مقصد الراغب: 114 (مخطوط) عن كتاب أبي الحسن الفارسي بإسناده إلى ابن عباس. [ * ]


[ 372 ]

 

الثاني والثلاثون ومائة تفاحة اخرى 238 - أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد المذكور سابقا في المناقب المائة: عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا أنس اسرج بغلتي. فأسرجت بغلته، فركب فاتبعته حتى أتى دار علي بن أبي طالب (1) - عليه السلام - فقال [ لي ] (2) يا أنس إسرج بغلته، فأسرجتها فركبها وأنا معهما حتى صارا إلى فلاة من الارض خضرة نزهة، فأظلتهما غمامة بيضاء، فتقاربت فإذا بصوت عال: السلام عليكما ورحمة الله وبركاته، فردا - عليه السلام -، وهبط الامين جبرئيل - عليه السلام - فاعتزلا مليا. فلما أن عرج إلى السماء دعا النبي - صلى الله عليه وآله - عليا - عليه السلام - فناوله تفاحة عليها سطيرة منشأة من القدرة (3): [ هدية ] (4) من الطالب إلى [ وليه ] (5) علي بن أبي طالب - عليه السلام - (تحية من الله تعالى) (6). (7)

الثالث والثلاثون ومائة تفاحة اخرى 239 - ابن شهراشوب: عن أمالي أبي عبد الله النيسابوري (8) أنه دخل


(1) في المصدر: حتى صرنا إلى باب أمير المؤمنين. (2) من المصدر. (3) في المصدر: سطر مكتوب من منشآت القدرة. (4 و 5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين - عليه السلام -: 127 ح 62. (8) هو محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الامام الحافظ، الناقد العلامة، شيخ المحدثين، أبو عبد الله بن البيع الضبي الطهماني النيسابوري، الشافعي، صاحب التصانيف، المتوفي 405 أو 403، وقد يقال إنه: شيعي، وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة. " سير أعلام النبلاء " وله كتب كثيرة. منها: الامالي. " معالم العلماء وطبقات أعلام الشيعة ". [ * ]


[ 373 ]

الكاظم على الصادق، والصادق على الباقر، والباقر على زين العابدين، [ وزين العابدين ] (1) على الشهيد وكلهم فرحون وقائلون إنه ناول النبي - صلى الله عليه وآله - عليا تفاحا سقط من يده، وصار بنصفين، فخرج في وسطه مكتوب فيه: من الطالب الغالب لعلي بن أبي طالب. (2)

الرابع والثلاثون ومائة الرطب النازل على النبي والوصي - عليهما السلام - 240 - روضة الفضائل: عن القاروني حكاية عنه، قال يوما على منبره ومجلسه يومئذ مملوءا بالناس في (شهر) (3) جمادى الاخرى من سنة اثنتين وخمسين وستمائة بواسط، [ فذكر ] (4) ما رواه [ لي ] (5) عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - في مسجده وعنده جماعة من المهاجرين والانصار إذ نزل [ عليه ] (6) جبرئيل، وقال له: يا محمد الحق يقرئك السلام، ويقول لك: احضر عليا واجعل وجهك مقابل وجهه. ثم عرج جبرئيل - عليه السلام - [ إلى السماء ] (7) فدعا رسول الله - صلى الله عليه وآله بعلي - عليه السلام - فأحضره وجعله مقابل وجهه، فنزل جبرئيل - عليه السلام - ثانيا ومعه طبق فيه رطب فوضعه بينهما، ثم قال: كلا، فأكلا، ثم أحضر طاسة وإبريقا، ثم قال: يارسول الله قد أمرك الله أن تصب ماء على يد علي بن أبي طالب - عليه السلام -.


(1) من المصدر والبحار، وفي الاصل: على الشهيد منا. (2) مناقب آل أبي طالب: 2 / 229 وعنه البحار: 39 / 126 ح 14. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) من المصدر، وفي البحار: فروى عن ابن عباس. (5) من المصدر، وفي البحار: فروى عن ابن عباس. (6 و 7) من المصدر والبحار. [ * ]


[ 374 ]

فقال النبي: السمع والطاعة (لله و) (1) لما أمرني به ربي، ثم أخذ الابريق وقام يصب الماء على يدي علي - عليه السلام -، فقال له علي: يارسول الله أنا أولى بأن أصب الماء على يديك. فقال له: يا علي الله سبحانه وتعالى أمرني بذلك، وكان كلما صب على يدي علي الماء لا تقع فيه قطرة في الطشت، فقال: يارسول الله ما أرى يقع من الماء في الطشت قطرة واحدة ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا علي إن الملائكة - عليهم السلام - يتسابقون على أخذ الماء الذي يقع من يديك فيغسلون به وجوههم ليتبركوا به. (2)

الخامس والثلاثون ومائة السفرجلة المهدية للنبي والوصي - عليهما السلام - 241 - ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن الحسن بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا علي بن محمد بن عنبسة (3)، قال: حدثنا دارم بن قبيصة (4)، قال: حدثني علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائه، عن علي - عليه السلام - قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وآله - يوما وفي يده سفرجلة، فجعل يأكل ويطعمني ويقول: كل يا علي فإنها هدية الجبار إلي وإليك. قال: فوجدت فيها كل لذة. فقال (لي) (5): يا علي من أكل السفرجل ثلاثة


(1) ليس في المصدر ونسخة " خ ". (2) الفضائل لشاذان: 92 والروضة له: 1 - 2، والبحار: 39 / 121 ح 3 عن الفضائل. (3) هو علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة الحداد العسكري أبو الحسن، يقال له: ابن رويدة، له كتاب الكامل. (4) هو دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع أبو الحسن التميمي الدارمي السائح، روى عن الرضا - عليه السلام - له كتاب الوجوه والنظائر، روى عنه علي بن محمد بن جعفر ابن عنبسة. " رجال النجاشي ". (5) ليس في المصدر. [ * ]


[ 375 ]

أيام على الريق صفا ذهنه، وامتلا جوفه حلما وعلما، وعوفي (1) من كيد إبليس وجنوده. (2)

السادس والثلاثون ومائة سفرجلة اخرى لولديه - عليهم السلام - واخرى رآها رسول الله - صلى الله عليه وآله - خرجت له - عليه السلام - منها جارية 242 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن شاذن في المناقب المائة: عن سلمان الفارسي - رحمه الله - قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وآله - فسملت عليه، ثم دخلت على فاطمة - عليها السلام - فسلمت عليها، فقالت: يا أبا عبد الله [ هذان ] (3) الحسن والحسين جائعان يبكيان، فخذ بيدهما فاخرج [ بهما ] (4) إلى جدهما، فأخذت بأيديهما فحملتهما حتى أتيت بهما إلى النبي - صلى الله عليه وآله -، فقال (النبي - صلى الله عليه وآله) (5): مالكما يا حبيبي (6) ؟ قالا: نشتهي طعاما يارسول الله. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: اللهم أطعمهما - ثلاثا - [ قال: ] (7) فنظرت فإذا سفرجلة في يد رسول الله - صلى الله عليه وآله - شبيهة بقلة (8) من قلال هجر،


(1) في المصدر والبحار: ووقي. (2) عيون الاخبار: 2 / 72 ح 338 وعنه البحار: 39 / 125 ح 10 وج: 66 / 167 ح 4 والعوالم: 2 / 112 ح 2. (3 و 4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) في البحار والعوالم: يا حسناي. (7) من المصدر. (8) القلة: إناء للعرب كالجرة الكبيرة، وقلال هجر شبيهة بالحباب، وهجر: قرية قريبة من المدينة كانت تعمل بها القلال. " لسان العرب ومعجم البلدان ". وما أثبتناه من المصدر، وفي الاصل: قلة. [ * ]


[ 376 ]

أشد بياضا من اللبن (1)، وأحلي من العسل، وألين من العسل، وألين من الزبد، ففركها بإبهامه فصيرها نصفين، ثم دفع إلى الحسن نصفها وإلى الحسين نصفها، فجعلت أنظر إلى النصفين في أيديهما وأنا أشتهيها فقال: يا سلمان [ أتشتهيها ؟ فقلت: نعم. قال: يا سلمان (2) هذا طعام من الجنة لا يأكله أحد حتى ينجو من [ النار و ] (3) الحساب، وإنك لعلى خير. (4) 243 - ابن شهراشوب: عن الرضا - عليه السلام - قال النبي - صلى الله عليه وآله -: ادخلت الجنة وناولني جبرئيل سفرجلة، فانفلقت فخرجت منها جارية، فقلت: من أنت ؟ قالت: أنا الراضية المرضية، خلقني الله لاخيك وابن عمك علي [ بن أبي طالب ] (5). (6)


(1) في البحار والعوالم والمقتل: الثلج. (2 و 3) من المصدر. (4) المناقب المائة: 161 ح 87. وأخرجه في البحار: 43 / 308 ضمن ح 72 والعوالم: 16 / 62 ضمن ح 2 عن بعض كتب المناقب القديمة، عن ابن شاذان. ورواه الخوارزمي في مقتل الحسين: 1 / 97 باسناده إلى ابن شاذان. ويأتي في معجزة: 60 من معاجز الامام الحسين المجتبى، ومعجزة: 81 من معاجز الامام الحسين - عليهما سلام الله -. (5) من المصدر. (6) وأورد في المصدر أشعارا كثيرة في ذيل الحديث ومنها البيتان للوراق. علي الذي أهدى السفرجل ربه * إليه فألفاه تحية منعم. علي لدى الاستار حياه ذوالعى * بكاغذة في لوذة لم توسم. انظر الحديث في المناقب: 2 / 232. [ * ]


[ 377 ]

 

السابع والثلاثون ومائة السفرجلة التي انشقت عن حورية له - عليه السلام - رآها النبي - صلى الله عليه وآله - 244 - من طريق المخالفين موفق بن أحمد: قال: أخبرني الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر محمد بن عبيدالله بن نصر بن الزاغوني (1)، حدثنا أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرحي، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن علي بن بندار (2)، حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن ابن محمد بن شاذان، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي (3)، قال: حدثنا أحمد بن عامر بن سليمان (4)، حدثنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا - عليه السلام -، حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي علي بن أبي طالب، عن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: لما اسري بي إلى السماء، أخذ جبرئيل - عليه السلام - بيدي، وأقعدني على درنوك (5) من درانيك الجنة، وناولني سفرجلة، وأنا اقلبها، إذ انفلقت فخرجت منها جارية حوراء، لم أر أحسن منها، فقالت:


(1) هو أبو بكر محمد بن عبيدالله بن نصر السري البغدادي بن الزاغواني المجلد، توفي سنة وله: 552 أربع وثمانون سنة. " سير أعلام النبلاء ". (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: الحسين بن الحسين، وهو الحسين بن الحسن بن علي بن بندار ابن باد بن بويه أبو عبد الله الانماطي، ولد سنة: 351، ومات سنة 439. " تاريخ بغداد ". (3) هو أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح الطائي، له كتب منها: قضايا أمير المؤمنين - عليه السلام - " رجال النجاشي ". وفي أنساب السمعاني انه توفي سنة 324. (4) هو أحمد بن عامر بن سليمان الطائي، روى عنه ابنه: عبد الله بن أحمد بن عامر، وكان مؤذن أبي الحسن وأبي محمد - عليهما السلام -، وروى عن الرضا - عليه السلام - ولد سنة: 157، ولقى الرضا - عليه السلام - سنة: 194. " رجال النجاشي ". (5) الدرنوك: نوع من البسط له خمل. " لسان العرب ". [ * ]


[ 378 ]

السلام عليك يا محمد. قلت: من أنت ؟ قالت: أنا الرضية المرضية، خلقني الجبار من ثلاثة أصناف، أسفلي [ من ] (1) مسك، ووسطى [ من ] (2) كافور، وأعلاي من عنبر، عجنني من ماء الحيوان، ثم قال لي الجبار: كوني، فكنت، خلقني لاخيك وابن عمك علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. ورواه الزمخشري (3) في كتاب ربيع الابرار. (4) 245 - وروى ابن بابويه في أماليه: قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن حمدان المكتب، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان الصفار، قال: حدثنا محمد بن عيسى الدامغاني، قال: حدثنا يحيى بن المغيرة (5)، قال: حدثنا جرير (6)، عن الاعمش، عن عطية (7)، عن أبي سعيد الخدري، قال:


(1 و 2) من المصدر. (3) هو أبو القاسم محمد بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي الزمخشري، ولد سنة: 467 في زمخشر، ومات سنة: 538، ونشأ على الاعتزال، وكتب كتبه انتصارا لمذهبه، وألف كتابه " ربيع الابرار " بعد ان صنف كتابه الكشاف. (4) مناقب الخوارزمي: 210 وعنه القندوزي في ينابيع المودة: 136. ورواه الطبري في نوادر المعجزات: 75 ح 40 بإسناد آخر عن الرضا - عليه السلام -. وأورده الزمخشري في ربيع الابرار: 1 / 286، وعنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 9 / 280. (5) هو يحيى بن المغيرة بن إسماعيل بن أيوب المخزومي، المتوفي سنة: 253. " تهذيب التهذيب ". (6) هو جرير بن عبد الحميد، الراوي عن الاعمش. (7) هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي القيسي الكوفي، أبو الحسن، روى عن أبي سعيد الخدري، وروى عنه الاعمش، ومات سنة: 111، وكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم ان يعرض على عطية سب علي - عليه السلام - فإن أبى فيضربه اربعمائة سوط، ويحلق لحيته، فامضى حكم الحجاج لابائه من ذلك، وكان يقدم عليا - عليه السلام - على الكل، وكان شيعيا. " تهذيب التهذيب ". [ * ]


[ 379 ]

قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ليلة اسري بي إلي السماء اخذ جبرئيل بيدي، فادخلني الجنة، وأجلسني على درنوك من درانيك الجنة، فناولني سفرجلة، فانفلقت بنصفين، فخرجت منها حوراء كان اشفار عينيها مقاديم النسور، فقالت: السلام عليك يا أحمد، السلام عليك يارسول الله، السلام عليك يا محمد. فقلت: من أنت يرحمك (الله) (1) ؟ قالت: أنا الرضية المرضية، خلقني الجبار من ثلاثة أنواع، أسفلي من المسك، وأعلاي من الكافور، ووسطي من العنبر، وعجنت بماء الحيوان، قال الجليل: كوني، فكنت، خلقت لابن عمك ووصيك ووزيرك علي بن أبي طالب - عليه الصلاة والسلام -. (2) ورواه أيضا ابن بابويه في عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: باسناده عن داود بن سليمان الفراء، عن الرضا - عليه السلام - نحو رواية موفق بن أحمد. (3)

الثامن والثلاثون ومائة الهدية التي هبط بها جبرئيل من فاكهة الجنة وأكلها النبي والوصي - عليهما السلام - 246 - الشيخ في المجالس: بإسناده في حديث المناشدة فيما احتج به عليهم، قال لهم - عليه السلام -: إني احب أن تسمعوا مني ما أقول لكم، فان يكن حقا


(1) ليس في نسخة " خ ". (2) الامالي للشيخ الصدوق: 154 ح 12. عنه البحار: 40 / 4 ح 8 وج 8 / 189 ح 162 وج 18 / 332 ح 35. ورواه الحافظ محمد بن سليمان الكوفي القاضي في مناقب الامام أمير المؤمنين: 1 / 344 ح 271 بسنده عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى الدامغاني بالري قال: حدثنا يحيى بن معين، عن جرير. (3) عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 26 ح 7 وعنه البحار: 39 / 229 ح 4 وج 66 / 178 ح 41 بالاسانيد الثلاثة. وعن كشف الغمة: 1 / 138 نقلا عن ربيع الابرار عن علي - عليه السلام - وصحيفة الرضا - عليه السلام -: 96 ح 30. [ * ]


[ 380 ]

فاقبلوه، وان يكن باطلا فانكروه، وذكر - عليه السلام - لهم مناقبه الشريفة المختص بها دونهم، وهم يقولون بتصديقه فيما يقول، وقال في الحديث: فهل فيكم أحد أطعمه رسول الله - صلى الله عليه وآله - من فاكهة الجنة لما هبط جبرئيل - عليه السلام - وقال: لا ينبغي أن يأكله في الدنيا إلا نبي أو وصي نبي غيري ؟ قالوا: لا. (1)

التاسع والثلاثون ومائة الاترجة التي اتحف بها من الجنة يوم قلع باب خيبر 247 - السيد المرتضى في عيون المعجزات هذا: قال: حدثنا أحمد (2)، عن إبرهيم، عن أبي عبد الله الصادق، عن أبيه، عن جده - عليهم السلام - قال: أعطى الله تعالى أمير المؤمنين - عليه السلام - حياة طيبة بكرامات وأدلة وبراهين ومعجزات، وقوة إيمانه، ويقين علمه وعمله، وفضله [ الله ] (3) على جميع خلقه بعد النبي - صلى الله عليه وأله -. ولما أنفذه النبي - صلى الله عليه وآله - لفتح خيبر قلع بابه بيمينه، وقذف به أربعين ذراعا، ثم دخل الخندق وحمل الباب على رأسه حتى عبر جيوش المسلمين عليه، فأتحف الله تعالى [ يومئذ ] (4) عليا باترجة من اترج الجنة في وسط الاترجة (5)


(1) أمالي الطوسي: 2 / 165، عنه البحار: 8 / 355 " ط الحجر ". وقد تقدم في معجزة: 6 ح 53. وللحديث تخريجات لاتعد ولا تحصى، استخرجنا بعضها هناك، وانظر الغدير: 1 / 169. (2) في المصدر: حماد، وهو إما حماد بن عيسى وإما حماد بن عثمان. (3) من نوادر المعجزات. (4) من المصدر. (5) الاترج - بضم الهمزة وسكون المثناة وضم الراء وتشديد الجيم - والاترجة - بزيادة الهاء - وقد تخفف الجيم، والترنجة والترنج بحذف الهمزة فيهما وزيادة النون قبل الجيم من نوع المركبات معروف وحامضه مسكن غلمة النساء اي شهوتهن ويجلو اللون والكلف الحاصل من البلغم، ومن خواصه ان الجن لا تدخل بيتا فيه اترجة. " تاج العروس ". [ * ]


[ 381 ]

فرندة عليها مكتوب اسم الله تعالى واسم نبيه محمد واسم وصيه علي بن أبي طالب - صلوات الله عليهما -. فلما فرغ من فتح خيبر، قال: والله ما قلعت باب خيبر وقذفت به ورائي أربعين ذراعا لم تحسس اعضائي بقوة جسدية، وحركة غريزية بشرية، لكنني ايدت بقوة ملكوتية، ونفس بنور ربها مضيئة، وأنا من أحمد كالضوء من الضوء، لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت، ولو أردت أن أنتهز فرصة من رقابها (1) لما بقيت [ ولم يبالي ] (2) مني حتفه علي ساقطا كان جنانه في الملمات رابطا. (3)

الاربعون ومائة الاترجة التي من الجنة اتحف بها - عليه السلام - يوم قتل عمرو بن عبدود 248 - من طريق المخالفين ما رواه ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس: قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير (4)، عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: لما قتل علي بن أبي طالب - عليه السلام - عمرو بن عبدود العامري ودخل على النبي - صلى الله عليه وآله - وسيفه يقطر دما،


(1) كذا في المصدر. (2) من المصدر. (3) عيون المعجزات: 12. وروى صدره الطبري في نوادر المعجزات: 20 ذ ح 4 مرسلا. وفي نهج البلاغة ضمن كتابه - عليه السلام - إلى عثمان بن حنيف هكذا: " والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها، ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها، وسأجهد في أن اطهر الارض من هذا الشخص المعكوس.. " تجد بعض الحديث سيما القطعة الاخيرة في نهج البلاغة كتاب: 45 وابن أبي الحديد: 16 / 289 ومصادر نهج البلاغة: 3 / 366. وانظر الخرائج للراوندي 2 / 542 ح 2 وروضة الواعظين لابن الفتال: 127. وأورده في نهج السعادة: 4 / 37 إلا أن فيه: كالصنو من الصنو. (4) عروة بن الزبير بن العوام الاسدي المدني، روى عن ابن عباس، وروى عنه جماعة منهم الزهري، مات سنة: 94 أو 95 أو 99 وقيل: 100 وقيل: 101. " تهذيب التهذيب ". [ * ]


[ 382 ]

فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وآله - كبر وكبر المسلمون. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: اللهم اعط عليا فضيلة لم تعطها أحدا قبله، ولا تعطها أحدا بعده، فهبط جبرئيل - عليه السلام - ومعه اترجة من اترج الجنة، فقال له: إن الله عزوجل يقرئك السلام، ويقول: حي بهذه علي بن أبي طالب، فدفعها إليه، فانفلقت في يده فلقتين، فإذا فيها حريرة خضراء مكتوب فيها سطران بخضرة: تحفة من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب. (1) 249 - ابن شهراشوب: من كتاب الخطيب الخوارزمي: عن ابن عباس أنه هبط جبرئيل - عليه السلام - ومعه اترجة، فقال: إن الله يقرئك السلام، ويقول لك: (هذه هدية لعلي بن أبي طالب، فدعاه النبي - صلى الله عليه وآله -، فدفعها إليه، فلما صارت في كفه انفلقت الاترجة) (2) فإذا فيها حريرة خضراء [ نضرة ] (3)، مكتوب فيها سطران بخضرة: هذه هدية من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب. (4) ويقال: كان ذلك لما قتل عمرا. 250 - وفي كتاب روضة الفضائل: قال: لما حضرت الجامع بواسط (5)


(1) الحديث في لسان الميزان: 1 / 317 - 318 بإسناده إلى عبد الرزاق، وميزان الاعتدال: 1 / 161، وأخرجه المؤلف أيضا في البرهان: 3 / 304 ح 6 عن الفردوس. وأورده في كفاية الطالب باسناده إلى عبد الرزاق: 77 ذ ب 6. ويأتي في معجزة 453 عن تأويل الآيات. (2) في مناقب الخوارزمي: حي بهذه علي بن أبي طالب، فدفعها إليه، فانفلقت في يده فلقتين. (3) من المصدر. (4) مناقب الخوارزمي: 105 بإسناده عن الديلمي، وعنه ابن شهراشوب في المناقب: 2 / 230، ومصباح الانوار: 62 (مخطوط). وأورده في البحار: 39 / 127 عن مناقب آل أبي طالب. (5) هي في عدة مواضع منها واسط الحجاج، سميت بذلك بلانها متوسطة بين البصرة والكوفة، لان منها إلى كل واحدة خمسين فرسخا. " مراصد الاطلاع ". [ * ]


[ 383 ]

يوم الجمعة سابع عشر ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وستمائة وتاج الدين نقيب الهاشميين يخطب بالناس على أعواده، فقال بعد حمد لله والشكر عليه وذكر الخلفاء بعد الرسول. [ و ] (1) قال في حق علي - عليه السلام -: إن جبرئيل - عليه السلام - نزل على رسول الله - صلى الله عليه وآله - وبيده اترجة، فقال [ له ] (2): يارسول الله الحق يقرئك السلام، ويقول لك: قد أتحفت ابن عمك علي بن أبي طالب - عليه السلام - بهذه التحفة فسلمها إليه، فسلمها إلى علي - عليه السلام - فاخذها بيده وشقها نصفين، فطلع (3) في نصف منها حريرة من سندس الجنة، عليها مكتوب: تحفة [ من ] (4) الطالب الغالب لعلي بن أبي طالب. (5)

الحادي والاربعون ومائة الاترجة في الفاكهة التي اهديت له - عليه السلام - من الجنة 251 - ثاقب المناقب: عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر بن عبد الله، قال: اتي رسول الله - صلى الله عليه وآله - بفاكهة من الجنة وفيها اترجة، فقال جبرئيل - عليه السلام -: يا محمد ناولها عليا، (فناولها) (6)، فبينما هو يشمها إذ انفلقت فخرج من وسطها رق مكتوب فيه: من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب. (7)


(1) من الفضائل، وفي البحار: ثم قال. (2) من الفضائل والبحار. (3) في الفضائل: فظهر. (4) من المصدر والبحار. (5) الروضة: 1 وعنه البحار: 39 / 120 ح 2 والمؤلف في معالم الزلفي: 405 ح 68، ورواه في الفضائل: 92. (6) ليس في نسخة " خ ". (7) الثاقب في المناقب: 61 ح 12. واورده المؤلف في معالم الزلفي: 405 ح 67. [ * ]


[ 384 ]

 

الثاني والاربعون ومائة اهديت اترجة من الجنة لرسول الله - صلى الله عليه وآله - واعطى منها أهل بيته - عليهم السلام - 252 - ثاقب المناقب: عن أبي الزبير، عن جابر - رضي الله عنه - [ قال ] (1): اهديت إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - اترجة من اترج الجنة، ففاح ريحها بالمدينة، حتى كاد أهل المدينة أن يعتبقوا بريحها، فلما أصبح رسول الله - صلى الله عليه وآله - في منزل ام سلمة - رضي الله عنها - دعا بالاترجة فقطعها خمس قطع، فأكل واحدة، وأطعم عليا واحدة، وأطعم فاطمة واحدة، وأطعم الحسن واحدة وأطعم الحسين واحدة. فقالت [ له ] (2) ام سلمة: ألست من أزواجك ؟ قال: بلى يا ام سلمة، ولكنها تحفة من تحف (3) الجنة أتاني بها جبرئيل، وأمرني أن آكل منها (4) وأطعم عترتي. يا ام سلمة، أن رحمنا أهل البيت موصولة (5) بالرحمن، منوطة بالعرش، فمن وصلها وصله (الله) (6)، ومن قطعها قطعه الله. (7)

الثالث والاربعون ومائة شبه الاترنج النازل للنبي والوصي - عليهما السلام - 253 - ثاقب المناقب: عن أبان، عن أنس بن مالك، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى نحو البقيع، فقال لي: يا أنس انطلق وادع لي علي بن


(1 - 4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: موصلة. (6) ليس في نسخة " خ ". (7) الثاقب في المناقب: 61 ح 13. وأورده المؤلف في معالم الزلفى: 405 ح 69. [ * ]


[ 385 ]

أبي طالب، فانطلقت، فتلقاني (1) - عليه السلام - فقال: أين رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ فقلت: أن رسول الله أتى نحو البقيع وهو يدعوك. فانطلق، فأتاه، فجعلا يمشيان وأنا خلفهما، وإذا غمامة قد أظلتهما نحو البقيع، ليس على المدينة منها شئ، فتناول النبي - صلى الله عليه وآله - شيئا من الغمامة، وأخذ منها شيئا شبه الاترنج، فأكل (2) وأطعم عليا، ثم قال: هكذا يفعل كل نبي بوصيه. (3)

الرابع والاربعون ومائة السحابة التي نزلت وفيها شئ فأكل منه النبي ووصيه - عليهما السلام - 254 - ثاقب المناقب: عن ثمامة بن عبد الله (4)، عن أنس، قال: بعث إلي الحجاج يوما، فقال: ما تقول في أبي تراب ؟ فقلت في نفسي: والله لاسؤنك (5). [ قال: ] (6) خرجت اريد النبي - صلى الله عليه وأله -، وأنا غلام، وقد صلي (النبي - صلى الله عليه وأله -) (7) الفجر، وهو راكب على حماره، وعلي يمشي، وهو معتنقه بيمينه، فقال: يا أنس اتبعنا، فاتبعتهما حتى أتينا أكمة بالمدينة، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وآله - عن الحمار، ثم جلس هو وعلي على الاكمة، وقال:


(1) في نسخة من المصدر: فلقيني. (2) في المصدر: الاترج فأكله. (3) الثاقب في المناقب: 59 ح 10. (4) ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الانصاري البصري قاضيها، روى عن جده أنس والبراء، كان حيا في سنة 106. " تهذيب التهذيب ". (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: لاسؤك. (6) من المصدر. (7) ليس في المصدر. [ * ]


[ 386 ]

يا أنس كن هاهنا أن نأتيك. فجلسا يتحدثان ويضحكان إذ (1) طلعت الشمس، فقلت: الآن ينزلان، فجاءت سحابة فأظلتهما من (2) الشمس، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يتناول منها شيئا، فيأكله ويطعم عليا، وأنا أنظر، إلى أن انجلت الغمامة، فنزلا ويد رسول الله - صلى الله عليه وآله - في يد علي. فقلت: بأبي وامي يارسول الله، لقد رأيت عجبا ! قال: قد رأيت ؟ قلت: نعم. قال: يا أنس، إنه قد جلس على هذه الاكمة مائة نبي، ومائة وصي، كلهم تظلهم هذه الغمامة، كما أظلتني وأظلت عليا. يا أنس، ما جلس على هذه الاكمة نبي أكرم على الله مني، ولا وصي أكرم على الله من وصيي هذا. (3)

الخامس والاربعون ومائة الكعك والزبيب الذي أكلوه - عليهم السلام - 255 - ثاقب المناقب: عن عبد الرحمان بن أبي ليلى (4)، مرسلا، قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وآله - على فاطمة - عليها السلام - وذكر فضل نفسها، وفضل زوجها وابنيها - في حديث طويل - فقالت - عليها السلام -: [ يارسول الله، والله ] (5) لقد باتا وإنهما لجائعان (6).


(1) في نسخة من المصدر: إلى أن. (2) في المصدر: عن. (3) الثاقب في المناقب: 60 ح 11. (4) هو أبو عيسى الانصاري الكوفي، ويقال: أبو محمد، من أبناء الانصار، وحدث عن علي - عليه السلام -، وكان قد شهد النهروان مع علي - عليه السلام - وغرق أو قتل سنة 82 أو 83. " سير أعلام النبلاء ". (5) من المصدر. (6) في المصدر: بات ابناي جائعين. [ * ]


[ 387 ]

فقال - صلى الله عليه وآله -: يا فاطمة قومي فهات القصاع (1). فقالت: يارسول الله وما هنا من قصاع (2). قال: يا فاطمة قومي، فانه من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصي الله. قال: فقامت [ فاطمة ] (3) إلى المسجد، وإذا هي بقصاع (4) مغطي. قال: فوضعته قدام النبي - صلى الله عليه وآله - (فقام النبي - صلى الله عليه وآله -) (5) فإذا هو طبق (6) مغطى بمنديل شامي. فقال: دعا بعلي وأيقظ (7) الحسن والحسين. ثم كشف عن الطبق، فإذا فيه كعك أبيض ككعك (8) الشام، وزبيب يشبه زبيب الطائف، وتمر يشبه العجوة (9) يسمى الرائع. وفي رواية غيره: وصيحاني مثل صيحاني المدينة. فقال لهم (10) النبي - صلى الله عليه وآله -: كلوا. (11)


(1) في المصدر: العفاص من المسجد. وهو من العفصة والعفص بتقديم الفاء: تمر معروف كالبندقة يدبغ به ويتخذ منه الحبر. وقال الجوهري: هو مولد، وليس في كلام أهل البادية. والقصاع: جمع القصعة، وعن الكسائي: أعظم القصاع الجفنة، ثم القصعة تليها تشبع العشرة. " مجمع البحرين ". (2) في المصدر: مالنا من عفاص. (3) من المصدر. (4) في المصدر: بعفاص. (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر. (7) في المصدر: علي بعلي وأيقظي. (8) في المصدر: يشبه كعك. (9) العجوة: ضرب من التمر، وهو من أجود التمر بالمدينة. " لسان العرب ". (10) من المصدر. (11) الثاقب في المناقب: 55 ح 6. [ * ]


[ 388 ]

 

السادس والاربعون ومائة الطير الذي اهدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - أطيب طير من الجنة وأكل معه - عليه السلام - 256 - عن جعفر بن محمد الصادق، عن آبائه، عن علي - عليهم السلام - قال: كنت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وآله - في المسجد بعد أن صلي الفجر، ثم [ نهض و ] (1) نهضت معه، وكان - صلى الله عليه وآله - إذا أراد أن يتجه إلى موضع أعلمني بذلك، وكان إذا أبطأ في ذلك (2) الموضع صرت إليه لاعرف خبره لانه لا ينقاد (3) قلبي على فراقه ساعة واحدة، فقال لي: أنا متجه إلى بيت عائشة، فمضى رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومضيت إلى بيت فاطمة - عليها السلام - فلم أزل مع الحسن والحسين وأنا وهي مسروران بهما، ثم أني نهضت وصرت إلى باب عائشة، فطرقت الباب. فقالت (لي عائشة) (4): من هذا ؟ فقلت لها: أنا علي. فقالت: إن النبي - صلى الله عليه وآله - راقد، فانصرفت. ثم قلت: النبي راقد وعائشة في الدار، فرجعت وطرقت الباب، فقالت لي: من هذا ؟ فقلت لها: أنا علي. فقالت أن النبي - صلى الله عليه وآله - ] (5) على حاجة. فانثنيت مستحييا من دق (6) الباب، ووجدت في صدري مالا أستطيع عليه صبرا، فرجعت مسرعا، فدققت الباب دقا عنيفا، فقالت لي


(1) من المصدر والبحار. (2) من المصدر. (3) في المصدر: لا يتصابر، وفي البحار: لايتقار. وتقار في المكان: سكن وثبت. (4) ليس في المصدر. (5) مابين المعقوفين من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: دقي. [ * ]


[ 389 ]

عائشة: من هذا ؟ فقلت: أنا علي. فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول: يا عائشة افتحي [ له ] (1) الباب، ففتحت، ودخلت، فقال لي: اقعد يا أبا الحسن احدثك بما أنا فيه أو تحدثني بإبطائك عني. فقلت: يارسول الله حدثني فان حديثك أحسن. فقال: يا أبا الحسن كنت في أمر كتمته (2) من ألم الجوع، فلما دخلت بيت عائشة وأطلت القعود ليس عندها شئ تأتي به مددت يدي وسألت الله القريب المجيب، فهبط جبرئيل - عليه السلام - ومعه هذا الطير - ووضع إصبعه على طائر بين يديه -، فقال: إن الله عزوجل أوحى إلي أن أخذ هذا الطير [ وهو ] (3) أطيب طعام في الجنة، فاتيتك به يا محمد، فحمدت الله عزوجل [ كثيرا ] (4)، وعرج جبرئيل، فرفعت يدي إلى السماء، فقلت: اللهم يسر عبدا يحبك ويحبني يأكل معي من (5) هذا الطير، [ فمكثت مليا فلم أر أحدا يطرق الباب، فرفعت يدي ثم قلت: اللهم يسر عبدا يحبك ويحبني، وتحبه واحبه يأكل معي من هذا الطير، ] (6) فسمعت طرقك (7) الباب، وارتفاع صوتك، فقلت لعائشة: أدخلي عليا، فدخلت، فلم أزل حامدا لله حتى بلغت إلى إذ كنت تحب الله وتحبني، [ ويحبك الله ] (8) واحبك، فكل يا علي. فلما أكلت أنا والنبي - صلى الله عليه وآله - الطائر، قال لي: يا علي حدثني. فقلت له: يارسول الله لم أزل منذ فارقتك أنا وفاطمة والحسن والحسين


(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: كتمتكه. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) من المصدر. (6) مابين المعقوفين من المصدر والبحار. (7) في المصدر: طرق الباب. (8) من المصدر والبحار. [ * ]


[ 390 ]

مسرورين جميعا، ثم نهضت اريدك، فجئت فطرقت الباب، فقالت [ لي ] (1) عائشة: من هذا ؟ فقلت: أنا علي. فقالت: إن النبي - صلى الله عليه وآله - راقد، فانصرفت. فلما [ أن ] (2) صرت إلى بعض (3) الطريق الذي سلكته رجعت، فقلت: النبي راقد وعائشة في الدار، لا يكون هذا، فجئت فطرقت الباب، فقالت لي: من هذا ؟ قلت لها (4): أنا علي، فقالت: إن النبي - صلى الله عليه وآله - على حاجة، فانصرفت مستحييا، فلما انتهيت إلى الموضع الذي رجعت منه أول مرة وجدت في قلبي مالا أستطيع عليه صبرا، وقلت: النبي على حاجة وعائشة في الدار، فرجعت فدققت الباب الدق الذي سمعته، فسمعتك يارسول الله وأنت تقول لها: أدخلي عليا. فقال النبي - صلى الله عليه وآله - [ أبى الله ] (5) إلا ان يكون هذا (6) الامر هكذا، يا حميراء ما حملك على هذا ؟ ! فقالت: يارسول الله اشتهيت ان [ يكون ] (7) أبي يأكل من هذا (8) الطير. فقال لها: ما هو بأول ضغن بينك وبين علي، وقد وقفت (على ما في قلبك) (9) لعلي - إن شاء الله - لتقاتليه. (10)


(1) من المصدر والبحار. (2) من المصدر. (3 و 4) ليس في البحار. (5) من المصدر، وفي البحار: أبيت. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) من المصدر والبحار. (8) من المصدر. (9) ليس في المصدر. (10) في المصدر: لتقاتلنه، وفي البحار: لعلي إنك لتقاتلينه. [ * ]


[ 391 ]

فقال: يارسول الله وتكون النساء يقاتلن الرجال ؟ فقال لها: يا عائشة إنك لتقاتلين عليا، ويصحبك ويدعوك إلى هذا نفر من أهل بيتي (1) وأصحابي، فيحملونك عليه، وليكونن على قتالك (2) له (3) أمر يتحدث به الاولون والاخرون، وعلامة ذلك أنك (4) تركبين الشيطان، ثم تبتلين [ قبل ] (5) أن تبلغي إلى الموضع الذي يقصد بك إليه تنبح عليك كلاب الحوأب، فتسألين الرجوع فيشهد عندك قسامة أربعين رجلا: ماهي كلاب الحوأب، فتصيرين (6) إلى بلد، أهله أنصارك، وهو أبعد بلاد (7) على الارض من السماء (8)، وأقربها من (9) الماء، ولترجعن وأنت صاغرة غير بالغة ما تريدين، ويكون هذا الذي (10) يردك مع من يثق به من أصحابه، وإنه لك خير منك له (11)، ولينذرنك بما يكون الفراق بيني وبينك في الآخرة، وكل من فرق [ علي ] (12) بيني [ وبينه ] (13) بعد وفاتي ففراقه جائز. فقالت له (14): يارسول الله ليتني مت قبل أن يكون ما تعدني به (15).


(1) يريد - صلى الله عليه وآله - بأهل بيته المعنى العام لاهل بيت الرجل أي: أقاربه، والمقصود هنا هو الزبير بن العوام، وليس المقصود من أهل البيت المعنى الخاص المقصور على الخمسة من أصحاب الكساء، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قتاتك، وهو تصحيف. (3 - 5) من المصدر والبحار. (6) في المصدر: فتنصرفين. (7) من المصدر والبحار. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: من الارض إلى السماء، وفي البحار: على الارض إلى السماء. (9) في المصدر والبحار: إلى. (10 - 13) من المصدر والبحار. (14 و 15) ليس في المصدر والبحار. [ * ]


[ 392 ]

فقال لها: هيهات [ هيهات ] (1) ! والذي نفسي بيده ليكونن ما قلت حق (2) كأني أراه. ثم قال لي: قم يا علي فقد وجبت صلاة الظهر، حتى آمر بلالا بالاذان، فأذن بلال، وأقام، وصلي وصليت معه، ولم يزل في المسجد. (3)

السابع والاربعون ومائة الجام الذي نزل وفيه رطب وعنب 257 - كتاب الاربعين عن الاربعين (4) وهو السابع والعشرون من الاربعين: قال: أخبرنا أبو محمد الحسين بن أحمد بن الحسين (5) بقراءتي عليه، قال: حدثنا أبو علي الحسين بن محمد بن الحسن الاهوازي، قال: حدثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن سهل الفارسي، قال: حدثنا أبو زرعة أحمد ابن محمد بن موسى الفارسي، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن يعقوب البلخي، قال: حدثنا الهيثم بن الحسين بن محمد بن عمر، عن محمد بن هارون ابن عمارة (6)، عن أبيه، عن أنس بن مالك، قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - نتماشى حتى انتهينا (7) إلى بقيع الغرقد (8) فإذا نحن بسدرة عارية (9) لانبات


(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) احتجاج الطبرسي: 1 / 197، عنه البحار: 38 / 348 ح 1، وذيله في ج 32 / 277 ح 223. (4) هو للشيخ المفيد أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي النيسابوري، أخي المفيد عبد الرحمان بن أحمد النيسابوري - تلميذ الطوسي - وجد أبي الفتوح الرازي المفسر المعروف، المتفاني في ترويج الحق وإذاعته، ونشر حقائق الدين وإعلاء كلمته. (5) هو الشيخ الحسين بن أحمد بن الحسين، جد السيد الامام ضياء الدين فضل الله بن علي الحسيني الراوندي من قبل الام، فقيه صالح، محدث. " معجم رجال الحديث ". (6) هكذا في الاصل وبشارة المصطفى، وفي المصدر: محمد بن مروان، عن عمار، فأيا كان فإن الحديث مجهول من حيث السند. (7) في المصدر: انتهيت. (8) وهو مقبرة أهل المدينة، والآن تعد من العتبات العاليات عندنا لان فيها قبور أربعة من أئمتنا - عليهم السلام - وقبر الزهراء الاطهر - صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها - على قول. (9) كذا في بشارة المصطفى، وفي الاصل: عادية، وفي المصدر: عالية. [ * ]


[ 393 ]

عليها، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وآله - تحتها، فأورقت الشجرة وأبرت (1) وأثمرت واستظلت (2) على رسول الله - صلى الله عليه وآله - فتبسم، فقال (3): يا أنس ادع لي عليا، قال: (4) فعدوت حتى انتهيت إلى منزل (5) فاطمة - عليها السلام - فإذا أنا بعلي يتناول شيئا من الطعام. فقلت له (6): أجب رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال: (7) بخير ادعى ؟ فقلت (8): الله ورسوله أعلم. قال: فجعل علي يمشي ويهرول على أطراف أنامله، حتى تمثل (9) بين يدي رسول الله (فجذبه رسول الله - صلى الله عليه وآله -) (10) وأجلسه إلى جنبه، فرأيتهما يتحدثان ويضحكان، ورأيت وجه علي قد استنار، فإذا (أنا) (11) بجام من ذهب مرصع باليواقيت والجواهر وللجام أربعة أركان: على الركن الاول (12) مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وعلى الركن الثاني: لا إلا إلا الله، محمد رسول الله، علي بن أبي طالب ولي الله، وسيفه على الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلى الركن الثالث: لا إلا إلا الله، محمد رسول الله، أيدته (13) بعلي بن


(1) من المصدر. (2) في المصدر: وظلت. (3) في المصدر: ثم قال. (4) من المصدر. (5) في المصدر: منزله. (6 و 7) من المصدر. (8) كذا في المصدر وبشارة المصطفى، وفي الاصل: فقال. (9) في المصدر: مثل. (10 و 11) ليس في المصدر. (12) كذا في المصدر، وفي الاصل: كل ركن مكتوب عليه، وهو تصحيف قطعا. (13) كذا في المصدر وبشارة المصطفى، وفي الاصل: أيده. [ * ]


[ 394 ]

أبي طالب، وعلى الركن الرابع: نجا المعتقدون لدين الله، الموالون (1) لاهل بيت رسول الله، وإذا في الجام رطب وعنب، ولم يكن أوان العنب ولا أوان الرطب، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وآله - يأكل ويطعم عليا حتى إذا شبعا ارتفع الجام. فقال لي (2) رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا أنس ترى هذه السدرة ؟ قلت: نعم. قال: قد قعد تحتها (ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا و) (3) ثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا، ما في النبيين نبي أوجه مني، ولا في الوصيين وصي أوجه من علي بن أبي طالب - عليه السلام -. يا أنس من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى إبراهيم في وقاره، وإلى سليمان في قضائه، وإلى يحيى في زهده، وإلى أيوب في صبره، وإلى إسماعيل في صدقه (- هو إسماعيل بن حزقيل، وهو الذي ذكره الله في القرآن { واذكر في الكتاب إسماعيل } (4) -) (5) فلينظر إلى علي ابن أبيطالب - عليه السلام -. يا أنس مامن نبي إلا وقد خصه الله بوزير، وقد خصني الله عزوجل بأربعة، اثنين في السماء واثنين في الارض. فأما اللذان في السماء: فجبرائيل وميكائيل. وأما اللذان في الارض: فعلي بن أبي طالب وعمي حمزة بن عبد المطلب. (6)


(1) ما أثبتناه من المصدر، وفي الاصل: المؤالفون. (2 و 3) ليس في المصدر. (4) مريم: 54. (5) ما بين القوسين ليس في المصدر ولا في بشارة المصطفى. (6) الاربعون حديثا للخزاعي: 26 ح 27. وأخرجه في البحار: 39 / 128 ح 16 عن بشارة المصطفى: 83 بإسناده إلى أنس. ثم أن ذيل الحديث متواتر ومذكور في كتب الفريقين بأسانيد متعددة وألفاظ شتى. [ * ]


[ 395 ]

 

الثامن والاربعون ومائة اللوزة التي اهديت إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - والمكتوب فيها 258 - من طريق المخالفين ابن المغازلي الشافعي: قال: حدثنا أبو نصر [ ابن ] (1) الطحان إجازة، عن القاضي أبي الفرج الخيوطي، حدثنا عمر بن الفتح البغدادي (2)، حدثنا أبو عمارة المستملي، حدثنا ابن أبي الزعزاع الرقي (3)، عن عبد الكريم (4)، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه -، عن ابن عباس (5) قال: جاع النبي - صلى الله عليه وآله - جوعا شديدا، فأتى الكعبة فأخذ بأستارها، وقال: اللهم لاتجع محمدا أكثر مما أجعته. قال: فهبط [ عليه ] (6) جبرئيل - عليه السلام - ومعه لوزة، فقال: إن الله تبارك وتعالى يقرأ عليك السلام، ويقول لك: فك عنها، [ ففك عنها ] (7) فإذا فيها ورقة خضراء مكتوب عليها (8): لا إلا إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي، ونصرته به، ما أنصف الله من نفسه من اتهمه في قضائه، واستبطأه في رزقه. (9)


(1) كذا في المصدر، وهو الصحيح لانه موجود في سنده الآخر وهو كما في الحديث 48 من المناقب: أبو نصر أحمد بن موسى بن عبد الوهاب الطحان الواسطي الشافعي. (2) هو: أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي الحافظ الواسطي كما في الحديث 48 من المناقب. (3) هو علي بن أبي الزعزاع، على ما في أمالي الصدوق - رحمه الله -. (4) هو ابن مالك، أبو سعيد الجزري، مولى بني امية، وأصله من بلد إصطخر، رأي أنس بن مالك وعداده في صغار التابعين، حدث عن سعيد بن جبير، توفي سنة 127. " سير أعلام النبلاء ". (5 - 7) من المصدر. (8) في المصدر: فيها. (9) مناقب ابن المغازلي: 201 ح 239. عنه القندوزي في ينابيع المودة: 137 ذيله. وأخرجه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال: 3 / 549 بالرقم 7533 عن ابن حبان بالاسناد إلى محمد بن أبي الزعيزعة عن أبي المليح الرقي، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس. وهكذا أخرجه ابن حجر العسقلاني في لسانه: 5 / 166 - 167. وأخرجه الحافظ الحمويني في فرائد السمطين: 1 / 236 ح 184 بسند آخر عن ابن عباس، كل ذلك كما في إحقاق الحق: 6 / 126 - 128. [ * ]


[ 396 ]

259 - ورواه ابن بابويه في أماليه: قال: حدثنا أبي - رضي الله عنه -، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا أبو يوسف يعقوب بن محمد البصري، قال: حدثنا ابن عمارة، قال: حدثنا علي بن أبي الزعزاع البرقي (1)، قال: حدثنا أبو ثابت الجزري، عن عبد الكريم الجزري، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس، قال: جاع النبي - صلى الله عليه وآله - جوعا شديدا فأتى الكعبة، فتعلق بأستارها، فقال: رب محمد لاتجع محمدا اكثر مما أجعته، قال: (2) فهبط جبرئيل - عليه السلام - ومعه لوزة، فقال: يا محمد إن الله جل جلاله يقرأ عليك السلام، فقال: يا جبرئيل، الله (3) السلام، ومنه السلام، وإليه يعود السلام. فقال: إن الله يأمرك أن تفك [ عن ] (4) هذه اللوزة، ففك عنها فإذا فيها (5) ورقة خضراء نضرة مكتوب عليها: لا إلا إلا الله، محمد رسول الله، ايدت محمدا بعلي ونصرته به، ما أنصف الله من نفسه من اتهم الله في قضائه واستبطأه في رزقه. (6) ورواه السيد الرضي في المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة: قال: أخبرنا أبو نصر الطحان إجازة، عن القاضي أبو الفرج الخيوطي، عن عمرو بن الفتح البغدادي، عن أبي عمار المستملي، عن أبي الزعزاع الرقي، عن عبد الكريم،


(1) في مناقب ابن المغازلي: ابن أبي الزعزاع الرقي كما تقدم، وفي بعض نسخ المصدر ومناقب ابن المغازلي: أبو عمارة، كما في حلية الابرار: 1 / 221. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر: لله. (4 و 5) من المصدر والبحار. (6) الامالي للشيخ الصدوق - رحمه الله -: 444 ح 9 وعنه البحار: 39 / 124 ح 8 وج 71 / 141 ح 33. وأورده المؤلف في حلية الابرار: 1 / 221 ح 7 (ط ج). [ * ]


[ 397 ]

عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: جاع النبي - صلى الله عليه وآله - الجوعة الشديدة، فأتى الكعبة وأخذ بأستارها، وساق الحديث إلى آخره. (1)

التاسع والاربعون ومائة شجرة الكمثري اليابسة التي أثمرت 260 - السيد الرضي في المناقب: عن الحارث الهمداني، قال: خرجنا مع أمير المؤمنين - عليه السلام - حتى انتهى إلى العاقول وإذا هو بأصل شجرة وقد وقعت أوراقها وبقى عودها، فضربها بيده وقال لها: ارجعي باذن الله خضراء مثمرة، وإذا هي تهتز بأغصانها وحملها الكمثري، فأكلنا وحملنا معنا. (2)

الخمسون ومائة السدرة التي تركع إذا ركع وتسجد إذا سجد، وكلامها وأغصانها 261 - ثاقب المناقب: عن أبي الزبير، قال: سألت جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: هل كان لعلي - صلوات الله عليه - آيات ؟ فقال: إي والله، كانت له [ سيرة ] (3) حضرتها وحضرتها الجماعة والجماعات، لا ينكرها إلا معاند، ولا يكتمها إلا كافر. منها: انا سرنا معه في مسير، فقال لنا: امضوا لان نصلي تحت هذه السدرة ركعتين، فمضينا، ونزل تحت السدرة، فجعل يركع ويسجد، فنظرنا إلى السدرة وهي تركع [ إذا ركع ] (4)، وتسجد إذا سجد، وتقوم إذا قام، فلما رأينا ذلك


(1) تقدم عن ابن المغازلي مع تخريجاته تحت رقم: 257. (2) قد تقدم الحديث عن الثاقب في المناقب والخرائج في معجزة 125 مع تخريجات كثيرة. ويأتي في معجزة: 536 عن هداية الحضيني. (3) من المصدر، وكلمة " حضرتها و " ليس فيه. (4) من المصدر. [ * ]


[ 398 ]

عجبنا، ووقفنا حتى فرغ من صلاته، ثم دعا، فقال: اللهم صل على محمد وآل محمد، فنطقت أغصان الشجرة تقول: آمين آمين. ثم قال: اللهم صل على شيعة محمد وآل محمد، فقالت أوراقها وأغصانها وقضبانها: آمين آمين. ثم قال: اللهم العن مبغضي [ محمد و ] (1) آل محمد، ومبغضي شيعة محمد و (2) آل محمد، فقالت الاوراق والقضبان والاغصان والسدرة: آمين آمين، وفي الحديث طول.(3)