الحادي والخمسون ومائة كلام النخيل باسم النبي والوصي - صلى الله عليهما
وآلهما -
262 - السيد الرضي في المناقب الفاخرة: قال: روى عن الرضا، عن أبيه موسى،
عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن جده الحسين (4)، عن علي بن أبي طالب -
عليهم السلام - قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذات يوم
نمشي في طرق المدينة، فمررنا بنخل من نخلها، فقالت نخلة لاخرى: هذا محمد
المصطفى وعلي المرتضى، فجزناهما، فصاحت ثالثة لرابعة: هذا موسى وأخوه
هارون، وصاحت خامسة بسادسة: هذا نوح وإبراهيم، وصاحت سابعة بثامنة: هذا
محمد سيد المرسلين، وهذا علي سيد الوصيين. فتبسم النبي - صلى الله عليه
وآله - ثم قال: يا علي إنما سمي نخل المدينة صيحانا لكونه صاح بفضلي
وفضلك. وروى هذا الحديث من طريق المخالفين موفق بن أحمد في كتاب مناقب
أمير المؤمنين - عليه السلام -: قال: أخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرني
أبي:
(1 و 2) من المصدر. (3) الثاقب في المناقب: 245 ح 3. (4) كذا الصحيح، وفي الاصل: جده، عن الحسين. [ * ]
[ 399 ]
شيرويه بن شهردار الديلمي، أخبرني أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون
الباقلاني الامين (1) - رحمه الله - فيما أجازه إلي، أخبرني أبو علي الحسن
بن الحسين ابن دوما ببغداد (2)، أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح
الذارع (3) بالنهروان، حدثنا صدقة بن موسى بن تميم بن ربيعة، أبو العباس
(4)، حدثنا أبي، قال: حدثنا الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن [ أبيه جعفر
بن ] (5) محمد، عن أبيه محمد ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه علي
بن أبي طالب - صلوات الله عليهم - قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه
وآله - ذات يوم نتمشى (6) في طرقات
المدينة، إذ مررنا بنخل من نخلها، فصاحت نخلة (بنخلة) (7) اخرى: هذا النبي
المصطفى و [ أخوه ] (8) علي المرتضى، وساق الحديث إلى آخره. (9)
(1) هو أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون البغدادي المقرئ ابن
الباقلاني، ولد سنة: 404، ومات في رجب سنة: 488. " سير أعلام النبلاء "
(2) الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن المغيرة، أبو علي المعروف بابن
دوما النعالي. سمع عن الكثيرين، منهم: أحمد بن نصر الذارع، ولد سنة: 346،
ومات سنة: 431. " تاريخ بغداد " (3) هو أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح
أبو بكر الذارع، نزل النهروان وحدث بها عن عدة كثيرين، وسمع منه ابن دوما
أبو علي النعالي سنة: 365. " تاريخ بغداد ". (4) هو صدقة بن موسى بن تميم
بن ربيعة، أبو العباس مولى علي بن أبي طالب، روى عنه أحمد ابن نصر بن عبد
الله الذارع، وكان حيا في سنة: 289. " تاريخ بغداد ". وروى عن أبيه، عن
حميد الطويل، وروى عنه أحمد بن عبد الله الذارع. " لسان الميزان " (5) من
المصدر (6) في المصدر: نمشي (7) ليس في المصدر (8) من المصدر (9) المناقب
للخوارزمي: 221 وعنه الصراط المستقيم: 2 / 33، وإثبات الهداة: 5 / 64 ح
439. ورواه الحمويني في فرائد السمطين: 1 / 137 بإسناده إلى جابر
الانصاري، عنه ينابيع المودة: 136، وغاية المرام: 157 ح 26 والبحار: 66 /
146 ذ ح 70.
[ 400 ]
[ 400 ]
الثاني والخمسون
ومائة صياح النخيل 263 - أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان في
المناقب المائة: عن أبي بكر عبد الله بن عثمان، قال: كنت مع النبي - صلى
الله عليه وآله - في بستان
عامر بن سعد بعقيق السفلى، فبينما (1) نحن نخترق البستان إذ صاحت نخلة
بنخلة، فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: أتدرون ما قالت النخلة ؟ (قال)
(2): فقلنا: الله ورسوله أعلم. قال: صاحت: هذا محمد [ رسول الله ] (3)
ووصيه علي بن أبي طالب - عليه السلام -، فسماها النبي - صلى الله عليه
وآله - [ من تلك الصيحة: نخلة ] (4) الصيحاني (5). 264 - ثاقب المناقب: عن
أبي هريرة، عن أبي بكر، قال: بينا [ نحن ] (6) مع رسول الله - صلى الله
عليه وآله - إذا نحن بصائح من نخلة، فقال النبي - صلى الله عليه وآله -:
هل تدرون ما قالت [ النخلة ] ؟ (7) قالوا: الله ورسوله أعلم
= وأورده الراوندي في الخرائج: 2 / 927 عنه البحار: 17 / 365 ح 7 وأورده
ابن شهر اشوب في المناقب: 2 / 327 وعنه البحار: 41 / 266. وشاذان في
الفضائل: 146 والروضة: 144 ح 131 (مخطوط) عن جابر وعنهما البحار: 40 / 48
ح 84. ورواه الذهبي في ميزان الاعتدال: 1 / 79، والعسقلاني في لسان
الميزان: 1 / 317 وأخرجه في إحقاق الحق: 4 / 112 وج 7 / 232 عن عدة مصادر
فراجع (1) في المصدر: فبينا (2) ليس في المصدر (3 و 4) من المصدر (5)
المائة منقبة لابن شاذان: 140 ح 73. (6 و 7) من المصدر.
[ 401 ]
قال: قالت: هذا محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - ووصيه علي
ابن أبي طالب، فسماه النبي - صلى الله عليه وآله - في ذلك اليوم: الصيحاني
(1)
الثالث والخمسون ومائة صياح النخيل 265 - الحسين بن حمدان الحضيني في
هدايته: بإسناده عن محمد بن سنان الزاهري (2)، قال: حججنا، فلما أتينا
المدينة وبها سيدنا الصادق جعفر بن محمد - عليهما السلام - دخلنا عليه،
فوجدنا بين يديه صحيفة (3) فيها تمر من تمر المدينة، وهو يأكل منه ويطعم
من بحضرته، فقال لي: هاك يا محمد بن سنان (هذا) (4) التمر الصيحاني، فكله
وتبرك به، فإنه يشفي شيعتنا من كل داء إذا عرفوه، فقلت: يا سيدي (5) إذا
عرفوه بماذا ؟ فقال: إذا عرفوه لم يدعى صيحانيا. [ قال: ] (6) فقلت: لا
والله يا مولاي لم نعلم هذا [ الامر ] (7) إلا منك. قال: اعلم (8) يا بن
سنان هو من دلائل جدي أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - (ورسول الله -
صلى الله عليه وآله -) (9). قلت: يا بن رسول الله (10) أنعم علينا بمعرفته
أنعم الله عليك
(1) الثاقب في المناقب: 66 ح 2 (2) الظاهر أنه محمد بن سنان بن طريف إذ
يحتملا أن يكون زاهريا، وقد عده الشيخ من أصحاب الصادق - عليه السلام -
(3) في المصدر: صحف (4) ليس في المصدر (5) في المصدر: يا مولاي (6 و 7) من
المصدر (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: نعم (9) ليس في المصدر. (10) في
المصدر: يا مولاي. (*).
[ 402 ]
قال: خرج جدي رسول الله - صلى
الله عليه وآله - قابضا على يد أمير المؤمنين - عليه السلام - متوجها إلى
حدائق في ظهر المدينة، فكل من تلقاه استأذنه في صحبته، فلم يأذن له رسول
الله، حتى انتهى إلى أول حديقة، فصاحت أول نخلة منها إلى التي تليها: يا
اخت هذا آدم وشيث قد أقبلا، ثم صاحت اخرى بالتي تليها: يا اخت هذا (1)
إبراهيم وإسماعيل قد أقبلا، وصاحت اخرى بالتي تليها: هذا موسى وهارون قد
أقبلا، وصاحت اخرى بالتي تليها: هذا داود وسليمان قد أقبلا، وصاحت اخرى
بالتي تليها: (يا اخت) (2) هذا زكريا ويحيى قد أقبلا، وصاحت اخرى بالتي
تليها: يا اخت هذا عيسى [ بن مريم ] (3) وشمعون الصفا قد أقبلا، وصاحت
اخرى بالتي تليها: يا اخت هذا محمد رسول الله ووصيه قد أقبلا، وصاح النخل
من الحدائق بعضها إلى بعض بهذا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -
لامير المؤمنين - عليه السلام -: فداك أبي وامي، هذه كرامة الله لنا،
فاجلس بنا عند أول نخلة ننتهي إليها، فلما إنتهينا إليها جلسنا، وكان أوان
لاحمل في النخل، فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: [ يا أبا الحسن ] (4)
مر هذه النخلة تنثني (5) إليك - وكانت النخلة باسقة -، فدعاها أمير
المؤمنين - عليه السلام - فقال لها: [ أيتها النخلة ] (6) هذا رسول الله -
صلى الله عليه وآله - يقول لك انثني (7) برأسك إلى الارض، فانثنت وهي
مملوة حملا رطبا جنيا.
(1) في المصدر:
هذان، وكذا في الموارد التي تلي. (2) ليس في المصدر. (3 و 4) من المصدر.
(5) كذا في المصدر، وفي الاصل: تمشي، وهو تصحيف.
(6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: ائتيني، وهو تصحيف. [ * ]
[ 403 ]
فقال له (1): التقط (يا أبا الحسن) (2) وكل وأطعمني، فالتقط أمير المؤمنين
- عليه السلام - من رطبها فأكلا منه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله
-: يا أبا الحسن إن هذا التمر وهذا النخيل (3) ينبغي أن نسميه صيحانيا
لصياحه وتشبيهه لي ولك (4) بالنبيين والمرسلين، وهذا أخي جبرئيل يقول: إن
الله عزوجل قد جعله شفاء لشيعتنا خاصة، فمرهم يا أبا الحسن بمعرفته وأن
يستطبوا (5) به ويتبركوا بأكله. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -:
يا نخلة أظهري لنا من أجناس تمور (6) الارض، فقالت: لبيك يارسول الله حبا
وكرامة، فأظهرت تلك النخلة من (كل) (7) أجناس التمور، وأقبل جبرئيل - عليه
السلام - يقول لها: هيه يا نخلة [ إن الله يأمرك ] (8) أن تخرجي لرسول
الله وأخيه ووصيه ووزيره علي بن أبي طالب من كل أجناس التمور، وأقبل
جبرئيل - عليه السلام - يلتقطه (ويضعه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه
وآله - وأمير (9) المؤمنين - عليه السلام -) فأكلا من كل جنس تمرة (10)،
يأكل رسول الله - صلى الله عليه وآله - نصفها وأمير المؤمنين - عليه
السلام - نصفها وجبرئيل - عليه السلام - يقول: يارسول الله لوددت اني ممن
يأكل الطعام فأستشفي بالله،
(1) في
المصدر: ثم قال. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: النخل. (4) كذا في
المصدر، وفي الاصل: لنا. (5) في المصدر: يستطيبوا، وهو تصحيف.
(6) في المصدر: نبات، وهو تصحيف بقرينة الجملة التالية لهذه. (7) ليس في
المصدر. (8) من المصدر. (9) ليس في المصدر. (10) في المصدر: جنس ملوه لنا
ثم. [ * ]
[ 404 ]
وأتبرك بفضل رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمير المؤمنين - عليه
السلام - (1). فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا حبيبي جبرئيل
لقد فضلك الله علينا، فقال جبرئيل: والله يارسول الله ما فضلني الله [ على
الملائكة ] (2) إلا بحبكما إنكما أحب خلقه إليه وأقربكما لديه. (3) فقال
الصادق جعفر بن محمد - عليهما السلام -: فارتفعت النخلة، ثم ان رسول الله
وأمير المؤمنين - صلى الله عليهما - حدثا بذلك (4). (5)
الرابع والخمسون
ومائة كلام النخيل 266 - البرسي: بالاسناد عن جابر، عن أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب - عليه السلام - قال: خرجت أنا ورسول الله - صلى الله عليه
وآله - إلى صحراء المدينة، فلما صرنا في الحدائق بين النخيل صاحت نخلة
بنخلة: هذا النبي المصطفى وهذا علي المرتضى، ثم صاحت ثالثة برابعة: فهذا
موسى وهذا هارون، ثم صاحت خامسة بسادسة: هذا خاتم النبيين وذا خاتم
الوصيين، فعند ذلك نظر إلي رسول الله - صلى الله عليه وآله - متبسما، وقال
لي: يا أبا الحسن أما سمعت ؟ قلت: بلى يارسول الله. قال: أما تسمية لهذا
النخل ؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: نسميه صيحاني لانهم صاحوا بفضلي
وفضلك يا علي. (6)
(1) في المصدر:
بفضل سؤرك وسؤر أمير المؤمنين - عليه السلام -.
(2) من المصدر. (3) في المصدر: وأقربهم منه. (4) في المصدر: وحدث رسول
الله - صلى الله عليه وآله - بخبرها وهذا من دلائل رسول الله - صلى الله
عليه وآله -. (5) الهداية الكبرى للحضيني: 10 (المخطوط)، 86 (المطبوع).
(6) الفضائل: 146 والروضة: 27 وعنهما البحار: 40 / 48 ح 84. [ * ]
[ 405 ]
الخامس والخمسون ومائة الثمرة النازلة على النبي - صلى الله عليه وآله -
فأكل منها والوصي - عليه السلام - 267 - عبد الله بن جعفر الحميري: عن
الحسن بن ظريف (1)، عن الحسين بن علوان (2)، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه
عليهم السلام -، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - يسير في [
جماعة من ] (3) أصحابه وعلي معه إذ نزل عليه ثمرة، فمد يده، فأخذها فأكل
منها، ثم نظر إلى ما بقى منها فدفعه إلى علي فأكله فسأله (4) ما تلك
الثمرة فقال: أما اللون فلون البطيخ، وأما الريح فريح البطيخ. (5)
السادس
والخمسون ومائة الطائر الذي بعثه الله سبحانه وأخذ خفه - عليه السلام -
فطار فاتبعه - عليه السلام - فرمى الطائر الخف فإذا حية سوداء [ تنسال ]
من الخف 268 - عبد الله بن جعفر الحميري: عن محمد بن عبد الحميد، عن أبي
جميلة (6)، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: نزع علي خفه بليل
(1) هو الحسن بن ظريف بن ناصح، كوفي، يكنى أبا محمد، ثقة، سكن بغداد وأبوه
وقيل: له نوادر، والرواة عنه كثيرة، في الاصل: الحسن بن ظريف. (2) هو
الحسين بن علوان الكلبي، مولاهم كوفي، وعامي وأخوه الحسن يكني أبا محمد،
ثقة،
رويا عن أبي عبد الله - عليه السلام - ذكره النجاشي، وروي عن الصادق -
عليه السلام - وروى عنه الحسن بن ظريف وغيره. (3) من المصدر. (4) في
المصدر: فسئلت: (فسئل خ ل). (5) قرب الاسناد: 56 وعنه البحار: 39 / 122 ح
5 وج 66 / 195 ح 10. (6) هو مفضل بن صالح، أبو جميلة: كان نخاسا يبيع
الرقيق، وعده الشيخ في أصحاب الصادق - عليه السلام -، مات في حياة الرضا -
عليه السلام - وروى عن الصادق - عليه السلام -. [ * ]
[ 406 ]
ليتوضأ فبعث الله طائرا، فأخذ أحد الخفين، فجعل علي يتبع الطير وهو يطير
حتى أضاء له الصبح، ثم ألقى (1) الخف، فإذا هي حية سوداء تنسال (2) [ من
الخف ] (3). (4)
السابع والخمسون ومائة الغراب الذي انقض وأخذ خفه فحلق
فإذا فيه أفعى 269 - ابن شهراشوب: في الاغاني (5) أنه قال المدائني (6):
إن السيد الحميري وقف بالكناسة (7) ثم قال: [ يا معشر الكوفيين، ] (8) من
جاءني [ منكم ] (9) بفضيلة لعلي بن أبي طالب - عليه السلام - لم أقل فيها
شعرا فله فرسي هذا، وما علي، فجعلوا يحدثونه وينشدهم فيه (10)، [ حتى ]
(11) روى رجل عن أبي الرعل المرادي (انه قدم أمير المؤمنين - عليه السلام
- فتطهر للصلاة فنزع خفه فانتابت فيه أفعى، فلما عاد ليلبسه انقض غراب
فحلق،
(1) في المصدر: فألقى. (2) كذا
في المصدر، وفي الاصل وخ. ل المصدر: تنساب. (3) من المصدر. (4) قرب
الاسناد: 81، عنه البحار: 41 / 232 ح 4.
(5) " الاغاني " للشيخ أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الاصفهاني
البغدادي الشيعي الزيدي، المتوفي سنة: 356. " الذريعة: 2 / 249 ". (6) هو
اما أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني الاخباري،
المتوفي سنة: 225، وكان ولد سنة 132. واما أبو صالح المدائني شعيب بن حرب،
المتوفي سنة: 196. " سير أعلام النبلاء ". (7) الكناسة: محلة بالكوفة. (8
و 9) من الاغاني. (10) ليس في الاغاني. (11) من الاغاني، وفيه: " حتى أتاه
رجل منهم وقال ". [ * ]
[ 407 ]
ثم القاها فخرجت الافعى منه. قال: فأعطاه السيد ما وعده). (1)
الثامن
والخمسون ومائة الحجر الساقط على رأس النعمان بن الحارث فقتله حين قال ما
قال 270 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: حدث أبو عبد الله محمد بن
أحمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثني علي بن فروخ السمان، قال: حدثني يحيى بن
زكرياء المنقري، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة، قال: حدثني عمر بن أبي سليم
العيسى، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه - عليهما السلام - قال: لما نصب
رسول الله - صلى الله عليه وآله - عليا - عليه السلام - يوم غدير خم،
وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر
من نصره، واخذل من خذله، وطار ذلك في البلاد، ثم قام على رسول الله - صلى
الله عليه وآله - النعمان ابن الحارث الفهري على قعود له [ وقال: ] (2) يا
محمد أمرتنا عن الله
عزوجل أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله، فقبلنا ذلك منك،
وأمرتنا بالصلاة الخمس فقبلناها منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلناها منك،
وأمرتنا بالحج فقبلناه منك، وأمرتنا بالجهاد فقبلناه منك، ثم لم ترض حتى
نصبت هذا الغلام وقلت: من كنت مولاه فهذا مولاه، هذا شئ منك
(1) بدل مابين القوسين في الاغاني: " إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -
عليه السلام - عزم على الركوب، فلبس ثيابه وأراد لبس الخف فلبس أحد خفيه،
ثم أهوى إلى الآخر ليأخذه فانقض عقاب من السماء فحلق به، ثم القاه فسقط
منه اسود وانساب فدخل حجرا، فلبس علي - عليه السلام - الخف. قال: ولم يكن
قال في ذلك شيئا، ففكر هنيئة. كتاب الاغاني: 7 / 256 وعنه الغدير: 2 / 241
ومناقب ابن شهراشوب: 2 / 307. وأخرجه في البحار: 41 / 243 ضمن ح 12 عن
المناقب. (2) من الصمدر. [ * ]
[ 408 ]
أو من الله عزوجل ؟ فقال - صلى الله عليه وآله -: من (1) الله تعالى. ثم
قال للنعمان: والله الذي لاإله إلا هو إن هذا هو من عند الله جل اسمه.
فولى [ النعمان بن ] (2) الحارث يريد راحلته، وهو يقول: اللهم إن كان هذا
هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما
وصل إليها حتى أمطره الله عزوجل بحجر على رأسه فقتله، فأنزل الله تعالى {
سأل سائل بعذاب واقع } (3). (4) قلت: قد ذكرت في معنى هذا الحديث رواية
المفضل بن عمر الجعفي، عن الصادق - عليه السلام - في كتاب البرهان في
تفسير القران بالرواية عن أهل البيت في قوله تعالى { قل فلله الحجة
البالغة } (5) من سورة الانعام، وفي سورة المعارج في قوله تعالى { سأل
سائل بعذاب واقع } رواية اخرى. (6)
(1) في المصدر: بأمر. (2) من المصدر.
(3) المعارج: 1. (4) عيون المعجزات: 19. وأخرجه في نور الثقلين: 2 / 151 ح
80 وج 5 / 411 ح 4 والبرهان: 4 / 382 ح 6 وتفسير الميزان: 20 / 11 عن مجمع
البيان: 5 / 352 نقلا عن الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل: 2 / 286 ح
1030، وعنه المؤلف في غاية المرام: ب 117 ص 398 ح 2 عن علي - عليه السلام
-، ورواه في فرائد السمطين: 1 / 82. في تفسير نور الثقلين: 1 / 589 ح 131
عن مجمع البيان: 2 / 159 صدره. أقول: لقضية الغدير دلائل وبراهين ومنابع
ومدارك ورواة لاتعد ولا تحصى، وهو عند المسلمين كالشمس في رابعة النهار
ولا يجهله إلا المكابرين أو المارقين أو القاسطين أو الناكثين وأبنائهم
اليوم عصمنا الله من الزلل إن شاء الله. (5) الانعام: 149. (6) البرهان: 1
/ 560 ح 4 وج 4 / 382 ح 7. [ * ]
[ 409 ]
التاسع والخمسون ومائة تسليم الاسد عليه وسجوده له - عليه السلام - 271 -
السيد الرضي: قال: حدثني الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن الحسن
بن الطيب المصري المعروف بأبي التحف (1) - رحمه الله - بالغندجان (2) في
سنة خمس عشرة وأربعمائة، قال: حدثني عبد المنعم بن عبد العزيز الحلبي
الصائغ، عن نوفل بن أبي الاشعث القمي، قال: حدثني مسيرة بن حضرمة بن جلباب
(3) بن عبد الحميد بن بكار الكوفي الدقاق، قال: حدثني أبي، عن أبناء
الحسين - عليه السلام - أن أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - اجتاز بأرض
بابل وكنت اسائره ومعنا جماعة،
فخرج من بعض الاودية أسد عظيم، فقرب من أمير المؤمنين - عليه السلام -
وسجد له، وسلم عليه، وبصبص لديه، فرد عليه السلام، ثم ولي وأسرع في المشي.
(4)
الستون ومائة إنطاق الاسد بالنبي وأمير المؤمنين وآلهما الطيبين -
عليهم السلام - 272 - الامام أبو محمد العسكري - عليه السلام -: قال:
حدثني أبي، عن أبيه - عليهما السلام - [ أن ] (5) رسول الله - صلى الله
عليه وآله - كان من أخيار (6) أصحابه [ عنده ] (7)
(1) هو الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن الطيب المصري
المعروف بأبي التحف، والظاهر أنه من الخاصة، ولكن سيجئ في باب النون: أبو
النجف والحق أنه تصحيف. " رياض العلماء ". (2) غندجان بالضم، ثم السكون،
وكسر الدال، وجيم، وآخره نون: بليدة بأرض فارس في مفازة معطشة. " مراصد
الاطلاع ". (3) في المصدر: مسيرة بن خضرمة بن حلباب. (4) عيون المعجزات:
21. (5) من المصدر. (6) في المصدر: خيار. (7) من المصدر. [ * ]
[ 410 ]
أبو ذر الغفاري، فجاءه ذات يوم، فقال: يارسول الله إن لي غنيمات قدر ستين
شاة فأكره أن ابدي فيها، وافارقك وافارق (1) حضرتك وخدمتك، وأكره أن أكلها
إلى راع فيظلمها أو يسوء (2) رعايتها، فكيف أصنع ؟ فقال رسول الله - صلى
الله عليه وآله -: ابد فيها. فبدا فيها، فلما كان (3) في اليوم السابع جاء
إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقال رسول الله - صلى الله عليه
وآله -: [ يا ] (4) أبا ذر. فقال: لبيك يارسول الله. قال: ما فعلت غنيماتك
؟ فقال: يارسول الله إن لها قصة عجيبة. فقال: وما هي ؟
قال: يا رسول الله بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي، فقلت: يا رب
صلاتي، يا رب غنمي، فأثرت صلاتي على غنمي، وأخطر الشيطان ببالي: يا أبا ذر
أين أنت إن عدت الذئاب على غنمك وأنت تصلي فأهلكتها كلها (5)، وما يبقى لك
في الدنيا ما تتعيش به ؟ فقلت للشيطان: يبقى لي توحيد الله والايمان برسول
الله وموالاة أخيه سيد الخلق بعده علي بن أبي طالب وموالاة الائمة [
الهادين الطاهرين ] (6) - عليهم السلام - من ولده، ومعاداة أعدائهم، وكلما
فات [ من الدنيا ] (7) بعد ذلك جلل (8). فأقبلت على صلاتي، فجاء ذئب فأخذ
حملا وذهب [ به ] (9) وأنا أحس به إذ أقبل على الذئب أسد فقطعه نصفين،
واستنقذ الحمل ورده
(1) في المصدر: أكره أن أبدو فيها وأفارق. (2) في المصدر: ويسئ. (3) كذا
في المصدر، وفي الاصل: أتى. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل:
فأهلك هالكها، وهو تصحيف. (6 و 7) من المصدر. (8) الجلل: الهين اليسير،
وهو من الاضداد، يكون للحقير والعظيم. (9) من المصدر. [ * ]
[ 411 ]
إلى القطيع، ثم ناداني: يا أبا ذر أقبل على صلاتك، فإن الله قد وكلني
بغنمك إلى أن تصلي. فاقبلت على صلاتي وقد غشيني من التعجب (1) مالا يعلمه
إلا الله تعالى حتى فرغت منها، فجاءني الاسد، وقال [ لي ] (2): امض [ إلى
محمد - صلى الله عليه
وآله - ] (3) فاخبره ان الله تعالى قد أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك، ووكل
أسدا بغنمي يحفظها. فتعجب (4) من حضر رسول الله - صلى الله عليه وآله -.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: صدقت يا أبا ذر، ولقد آمنت به أنا
وعلي وفاطمة والحسن والحسين - صلوات الله عليهم أجمعين -. فقال بعض
المنافقين: هذا مؤاطاة (5) بين محمد - صلى الله عليه وآله - وأبي ذر،
ويريد أن يخدعنا بغروره، واتفق منهم رجال (6) وقالوا: نذهب إلى غنمه [ و ]
(7) ننظر إليها، وننظر إليه إذا صلي هل يأتي الاسد ويحفظ غنمه فيتبين بذلك
كذبه. فذهبوا ونظروا [ وإذا ] (8) أبا ذر قائم يصلي، والاسد يطوف حول غنمه
يرعاها ويرد إلى القطيع ما شذ عنه منها، حتى إذا فرغ من صلاته ناده الاسد:
هاك قطيعك مسلما، وافر العدد سالما. ثم ناداهم الاسد: [ يا ] (9) معاشر
المنافقين (10) أنكرتم لمولى (11) محمد وعلي
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: العجب. (2 و 3) من المصدر. (4) كذا في
المصدر، وفيه: من كان حول. (5) في المصدر: بمؤاطاة، وفي البحار: لمؤاطاة.
(6) في المصدر: عشرون رجلا. (7 - 9) من المصدر. (10) كذا في المصدر، وفي
الاصل: المسلمين، وهو تصحيف. (11) في المصدر: لولي. [ * ]
[ 412 ]
وآله الطيبين والمتوسل إلى الله تعالى بهم أن يسخرني الله ربي لحفظ غنمه،
والذي أكرم محمدا واله الطيبين [ الطاهرين ] (1) لقد جعلني [ الله ] (2)
طوع [ يدي ] (3) أبي ذر حتى لو أمرني بافتراسكم وهلاككم لاهلكتكم (4)،
والذي لا يحلف بأعظم منه لو سأل الله بمحمد واله الطيبين - صلوات الله
عليهم - ان يحول البحار دهن زنبق وبان (5)، والجبال مسكا وعنبرا وكافورا،
وقضبان الشجر قضب (6) الزمرد والزبرجد لما منعه الله ذلك. فلما جاء أبو ذر
إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال له رسول الله - صلى الله عليه
وآله -: يا أبا ذر إنك أحسنت طاعة الله فسخر الله لك من يطيعك في كف
العوادي عنك، فانت من أفضل (7) من مدحه الله عزوجل بأنه يقيم الصلاة. (8)
الحادي والستون ومائة كلام الجمل بالثناء عليه - عليه السلام - 273 -
السيد المرتضى: قال: حدثني نجيح (9) بن اليهودي الصائغ الحلبي، عن جبر بن
شقاوة، عن عبد المنعم بن الاحوص يرفعه برجاله، عن عمار بن ياسر - رضي الله
عنه - قال: كنت بين يدي أمير المؤمنين - عليه السلام - وإذا بصوت قد أخذ
(1 - 3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: لاهلكنكم. (5) في
البحار: 84: ولبان، والزنبق: دهن الياسمين. والبان: شجر ثمرته تشبه قرون
اللوبياء، يؤخذ من حبه دهن طيب. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: " قصب "
بالصاد المهملة. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: أفاضل. (8) تفسير الامام
العسكري - عليه السلام -: 73 ح 37 وعنه البحار: 22 / 393 ح 1 و ج 84 / 231
ضمن ح 5. وأورد صدره في تنبيه الخواطر: 2 / 101 وإرشاد القلوب: 2 / 425.
(9) في المصدر: شحيح. [ * ]
[ 413 ]
بمجامع (1) الكوفة، فقال: يا
عمار ائت بذي الفقار الباتر الاعمار، فجئته بذي الفقار، فقال: اخرج يا
عمار وامنع الرجل عن ظلامة المرأة، فإن انتهى وإلا منعته بذي الفقار. قال
عمار: فخرجت وإذا انا برجل وامرأة قد تعلقا بزمام جمل، والمرأة تقول:
الجمل لي، والرجل يقول: الجمل لي، فقلت: إن أمير المؤمنين ينهاك عن ظلم
هذه المرأة. فقال: يشتغل علي بشغله، ويغسل يده من دماء المسلمين الذين
قتلهم بالبصرة، يريد أن يأخذ جملي ويدفعه إلى هذه المرأة الكاذبة ! قال
عمار - رضي الله عنه -: فرجعت لاخبر مولاي، وإذا به قد خرج ولاح الغضب في
وجهه، وقال: ويلك خل جمل المرأة. فقال: هو لي. فقال له أمير المؤمنين -
عليه السلام -: كذبت يالعين. قال: فمن يشهد أنه للمرأة يا علي ؟ فقال -
عليه السلام -: الشاهد الذي لا يكذبه أحد من أهل الكوفة. فقال الرجل: إذ
شهد شاهد وكان صادقا سلمته للمرأة. فقال - عليه السلام -: أيها الجمل لمن
أنت ؟ فقال بلسان فصيح: يا أمير المؤمنين، ويا سيد الوصيين، انا لهذه
المرأة منذ بضع عشرة سنة. فقال - عليه السلام -: خذي جملك، وعارض الرجل
فضربه نصفين (2). (3) ورواه البرسي: عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - وفي
آخره: فقال علي - عليه السلام -: تكلم أيها الجمل لمن أنت ؟ فقال الجمل
بلسان فصيح: يا أمير المؤمنين انا لهذه منذ تسع عشرة سنة.
(1) في المصدر: جامع. (2) في المصدر: وعارض الرجل بضربة فقسمه نصفين. (3)
عيون المعجزات: 29.
ورواه الطبري في نوادر المعجزات: 37 ح 13 بإسناده عن عبد المنعم بن
الاحوص. وأورده ابن طاووس في اليقين في إمرة أمير المؤمنين - عليه السلام
-: 72 ب 93 وعنه البحار: 41 / 236 ح 7. [ * ]
[ 414 ]
فقال - عليه السلام -: خذي جملك، وعارض الرجل بضربة فقسمه نصفين. (1)
الثاني والستون ومائة كلام الطفل بإمرة المؤمنين له - عليه السلام - وهو
ابن ستة أشهر، وكلام الطفل الاخر 274 - البرسي: روي أن امرأة تركت طفلا
ابن ستة أشهر على سطح، فمشى الطفل يحبو حتى خرج من السطح (على الميزاب)
(2) وجلس على رأس الميزاب، فجاءت امه على السطح، فما قدرت عليه، (فجاء
أبوه من تحت الميزاب، فما قدر عليه) (3)، فجاؤا بدرج سلم ووضعوه على
الجدار، فما قدروا على الطفل لاجل طول الميزاب، وبعده من السطح، والام
تصيح، وأهل الصبي كلهم يبكون، وكان في أيام عمر بن الخطاب، فجاؤا إليه،
فحضر مع القوم، فتحيروا فيه، وقالوا: مالهذا إلا علي بن أبي طالب - عليه
السلام -، فحضر علي - عليه السلام -، فضجت (4) ام الصبي في وجهه، فنظر
أمير المؤمنين - عليه السلام - إلى الصبي، فتكلم الصبي بكلام لم يعرفه
أحد. فقال - عليه السلام - احضروا هاهنا طفلا مثله، فأحضروه، فنظر بعضهم
(5) إلى بعض وتكلم الطفلان بكلام الاطفال، فخرج الطفل من الميزاب إلى
السطح فوقع فرحا بالمدينة لم ير مثلها، ثم سألوا أمير المؤمنين - عليه
السلام - عن كلامهما. فقال: اما خطاب الطفل الاول فإنه سلم علي بإمرة
المؤمنين، فرددت عليه (السلام) (6)،
(1) لم نجده في مشارق الانوار الموجود عندنا، بل رواه شاذان بن جبرئيل في
الفضائل: 64 وعنه البحار: 40 / 267 ح 37.
(2 و 3) ليس في الفضائل. (4) في المصدر: فصاحت. (5) في المصدر: بعضهما،
وفي البحار: بعضها، وهو تصحيف. (6) ليس في المصدر والبحار. [ * ]
[ 415 ]
وما أردت اخاطبه (1) لانه لم يبلغ حد الخطاب والتكليف، فأمرت بإحضار طفل
مثله، حتى قال (2) له بلسان الاطفال: يا أخي ارجع إلى السطح ولا تحرق قلب
[ امك و ] (3) أبيك وعشيرتك بموتك. فقال: دعني يا أخي قبل أن أبلغ فيستولي
علي الشيطان. فقال: ارجع إلى السطح فعسى أن تبلغ ويجئ من صلبك ولد يحب
الله ورسوله ويوالي هذا الرجل، فرجع إلى السطح بكرامة الله تعالى على يد
أمير المؤمنين - عليه السلام -. (4)
الثالث والستون ومائة كلام البساط،
وكلام السوط، وكلام الحمار 275 - تفسير أبي محمد العسكري - عليه السلام -:
في تفسير قوله تعالى { إن الذين كفروا سواء عليهم } (5) لآية. قال مالك بن
الصيف: اريد أن يشهد لك بساطي بنبوتك. وقال أبو لبابة بن عبد المنذر: اريد
أن يشهد سوطي بها. وقال كعب بن الاشرف: اريد أن يؤمن بك هذا الحمار. فأنطق
الله البساط، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد يا محمد أنك عبده
ورسوله، وأشهد أن علي بن أبي طالب وصيك، فقالوا: ماهذا إلا سحر مبين،
وارتفع البساط، ونكس مالك وأصحابه. ثم نطق سوط أبي لبابة بالنبوة
والامامة، ثم انجذب من يده، وجذب أبا لبابة فخر لوجهه، ثم قال: لا أزال
كذلك اخذ بك حتى انجيك ثم أقتلك أو تسلم،
(1) في المصدر والبحار: خطابه. (2) في
المصدر والبحار: يقول. (3) من المصدر والبحار، و " أبيك " ليس في البحار.
(4) الفضائل لشاذان: 63 وعنه البحار: 40 / 267 ح 36. (5) البقرة: 5. [ * ]
[ 416 ]
فأسلم أبو لبابة. وجاء كعب يركب
حماره فشب به الحمار وصرعه على رأسه، ثم قال: بئس العبد أنت شاهدت آيات
الله وكفرت بها. فقال النبي - صلى الله عليه واله -: حمارك خير منك قد أبى
أن تركبه فلن تركبه أبدا فاشتراه منه ثابت بن قيس. (1)
الرابع والستون
ومائة تسليم الشجر والمدر والثرى على رسول الله - صلى الله عليه واله -
وعلى أمير المؤمنين - عليه السلام - 276 - ثاقب المناقب: عن حنش بن
المعتمر (2)، عن علي - صلوات الله عليه - [ أنه ] (3) قال: دعاني رسول
الله - صلى الله عليه وآله -، فوجهني إلى اليمن لاصلح بينهم، فقلت: يارسول
الله إنهم (خلق عظيم و) (4) قوم كثير، لهم سن، وأنا شاب حدث. قال: يا علي،
إذا صرت بأعلى عقبة أفيق فناد بأعلى صوتك: يا شجر، يامدر، ياثرى، محمد
رسول الله يقرئكم (5) السلام. قال: فذهبت فلما صرت بأعلى عقبة أفيق اشرفت
على أهل اليمن، فإذا
(1) التفسير
المنسوب للعسكري - عليه السلام -: 93 - 97 وعنه البحار: 17 / 302 ح 14،
وصدره في ج 9 / 174 ذ ح 2.
وأورده في مناقب آل أبي طالب: 1 / 193. (2) هو حنش بن المعتمر، ويقال ابن
ربيعة الكناني أبو المعتمر الكوفي، روى عن علي - عليه السلام -، وعده ابن
مندة وأبو نعيم في الصحابة " تهذيب التهذيب ". وعده الشيخ في رجاله من
أصحاب علي - عليه السلام -. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) في
الاصل: يقرئك، وما أثبتناه من المصدر. [ * ]
[ 417 ]
هم بأسرهم مقبلون نحوي، مشرعون (1) رماحهم، مشرعون أسنتهم، متنكبون قسيهم
(2)، شاهرون سلاحهم، فنادين بأعلى صوتي: يا شجر، يامدر، ياثرى، محمد رسول
الله يقرئكم (3) السلام، فلم يبق شجر، ولا مدر، ولا ثرى، إلا ارتج بصوت
واحد: وعلى محمد رسول الله السلام، وعليك السلام. (قال:) (4) فاضطربت
قوائم القوم وارتعدت ركبهم، ووقع السلاح من أيديهم، وأقبلوا إلى مسرعين،
فأصلحت (5) ينهم، وانصرفت [ عنهم ]. (6) ورواه سعد بن عبد الله في بصائر
الدرجات: عن أبي يوسف يعقوب ابن إبراهيم، عن أبي حنيفة، عن عبد الرحمان
السلماني، عن حبيش بن المعتمر، عن علي بن أبي طالب - عليه السلام - قال:
دعاني رسول الله - صلى الله عليه وآله - وذكر الحديث بعينه. ورواه ابن
بابويه في أماليه: قال: حدثنا أبى - رحمه الله - قال: حدثنا سعد ابن عبد
الله، قال: حدثنا علي بن احمد (7) البغدادي، عن بشر بن غياث المريسي (8)،
قال: حدثني أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم (9)، عن أبي حنيفة، عن عبد الرحمان
السلماني، عن حنش بن المعتمر، عن علي بن أبي طالب - عليه السلام - قال:
(1) مشرعون: مسددون، مصوبون. " الصحاح للجوهري ". (2) القسي: ثياب من كتان
مخلوطة بحرير. " مجمع البحرين ". (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: يقرئك.
(4) ليس في المصدر. (5 و 6) من الصمدر. (7) في المصدر: حماد. (8) بشر بن
غياث بن أبي كريمة، أبو عبد الرحمان المريسي، روى عن أبي يوسف القاضي،
توفي سنة 218. " تاريخ بغداد ". (9) يعقوب بن إبراهيم، أبو يوسف القاضي
صاحب أبي حنيفة، توفي سنة 182. " تاريخ بغداد ". [ * ]
[ 418 ]
دعاني رسول الله - صلى الله عليه واله - فوجهني إلى اليمن، وذكر الحديث
بعينه. (1)
الخامس والستون ومائة تسبيح الحصى في كفه - عليه السلام - 277
- الشيخ في أماليه: قال: حدثنا أبو محمد الفحام، قال: حدثني عم عمر بن
يحيى، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن عاصم، قال: حدثنا ابو بكر
احمد بن محمد العبدي، قال: حدثنا علي بن الحسن الاموي، عن جعفر الاموي، عن
العباس بن عبد الله، عن سعد بن ظريف، عن الاصبغ بن نباته، عن أبي مريم، عن
سلمان، قال: كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وآله - إذ أقبل عي بن
أبي طالب فناوله [ النبي ] (2) حصاة فما استقرت الحصاة في كف علي حتى
نطفت، وهي تقول: لاإله إلا الله، محمد رسول الله، رضيت بالله ربا، وبمحمد
نبيا، وبعلي بن أبي طالب وليا. ثم قال النبي - صلى الله عليه واله -: من
أصبح منكم راضيا بالله وبولاية علي بن أبي طالب فقد أمن خوف الله وعقابه.
(3)
السادس والستون ومائة شهادة الباذنجان له - عليه السلام - بالولاية 278 -
ابن شهراشوب: عن كتاب الفردوس، عن شيرويه الديلمي
(1) الثاقب في المناقب: 68 ح 5 وأمالي الصدوق: 1 / 185 ح 1 وعنه البحار:
17 / 371 ح 23 وإثبات الهداة: 1 / 282 ح 155. ورواه في بصائر الدرجات: 501
ح 2 بإسناده عن علي - عليه السلام - مثله وص 503 ح 7 باختلاف وعنه البحار:
17 / 372 ذ ح 24 وج 21 / 362 ح 6 وإثبات الهداة: 1 / 318 ح 275. واورده
الراوندي في الخرائج: 2 / 492 ح 6 وعنه البحار: 17 / 372 ذ ح 24. وفي روضة
الواعظين: 116 مرسلا. وأخرجه في مختصر البصائر: 13 وعنه البحار: 41 / 252
ح 11. وأورده الشبلنجي في نور الابصار: 88 (قطعة). (2) من المصدر. (3)
أمالي الطوسي: 1 / 289 وعنه البحار: 17 / 372 ح 27 وج 41 / 251 ح 9
والمناقب لابن شهراشوب: 2 / 326. [ * ]
[ 419 ]
وكتاب العيون، عن احمد المؤدب (1): روى أبو هريرة أنه قال النبي - صلى
الله عليه وآله: كلوا الباذنجان فإنها شجرة رأيتها في جنة المأوى، شهدت
لله بالحق، ولي بالنبوة، ولعلي بالولاية، فمن أكلها على أنها داء كانت
داء، ومن أكلها على أنها دواء كانت دواء (2). (3)
السابع والستون ومائة
إقرار الارز له - عليه السلام - بالوصية 279 - ابن شهراشوب: عن أمالي
المفيد النيسابوري: روى المفضل ابن عمر، عن الصادق - عليه السلام - [ قال:
] قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: حبة أقرت لله بالوحدانية، ولي
بالنبوة، ولاخي علي بالوصية، ولامتي الموحدين
بالجنة الارز. (4)
الثامن والستون ومائة أنه مامن شئ قبل ولاية أهل البيت
- عليهم السلام - إلا طاب وما لم يقبل منه خبث
(1) هو أحمد بن يحيى المكتب (المؤدب) أبو علي، من مشايخ الصدوق - قدس سره
-، وترضى عليه الصدوق في كمال الدين: ب 52 ح 1. (2) ما أثبتناه هو الصحيح،
وفي الفردوس " فمن أكلها على أنها إذا كانت داء ومن أكلها على ألفها دواء
كانت دواء " وفيه غلق ظاهر. (3) فردوس الاخبار: 3 / 244 ح 4720. ونقله
الطبرسي في مكارم الاخلاق: 184 عن الفردوس وعنه البحار: 66 / 223 ذ ح 7
ومستدرك الوسائل: 16 / 430 ح 6. واورده أبو الحسن علي بن محمد بن عراق
الكناني المتوفي سنة: 963 في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الاخبار الشنيعة
الموضوعة: 2 / 238 ذ ح 11. ردا عليه ولكن إنما رده لتضمنه فضيلة لعلي -
عليه السلام - وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا علي لا يبغضك
إلا منافق. (4) لم نجده في مناقب ابن شهراشوب، نعم أورده الراوندي في
الدعوات: 149 ح 395 عن المفضل بن عمر مفصلا وعنه البحار: 66 / 261 ح 6
ومستدرك الوسائل: 16 / 376 ح 2. [ * ]
[ 420 ]
280 - الشيخ المفيد في الاختصاص: عن عمران بن يسار اليشكري، عن أبي حفص
المدلجي، عن شريف بن ربيعة، عن قنبر مولى أمير المؤمنين - عليه السلام -
قال: كنت عند أمير المؤمنين - عليه السلام - إذ دخل رجل، فقال: يا أمير
المؤمنين أنا أشتهي بطيخا. قال: فأمرني أمير المؤمنين - عليه السلام -
بشراء بطيخ، فوجهت بدرهم فجاؤنا بثلاث بطيخات، فقطعت واحدة فإذا هو مر،
فقلت: مر يا أمير المؤمنين. فقال:
ارم به من النار وإلى النار. قال: وقطعت الثاني فإذا هو حامض، فقلت: حامض
يا أمير المؤمنين. فقال: ارم به من النار وإلى النار. قال: فقطعت الثالث [
فإذا ] (1) مدودة، فقلت: مدودة (2) يا أمير المؤمنين، فقال: ارم به من
النار وإلى النار. قال: ثم وجهت (3) بدرهم آخر فجاؤنا بثلاث بطيخات، فوثبت
على قدمي، فقلت: اعفني يا أمير المؤمنين عن قطعه - كأنك تأشم (4) بقطعه -.
فقال له أمير المؤمنين: أجلس يا قنبر فإنها مأمورة، فجلست فقطعت واحدة
فإذا هو حلو، فقلت: حلو يا أمير المؤمنين. فقال: كل وأطعمنا، فأكلت ضلعا
وأطعمته ضلعا وأطعمت الجليس ضلعا، فالتفت إلي أمير المؤمنين، فقال: يا
قنبر إن الله تبارك وتعالى عرض ولايتنا على أهل السماوات وأهل الارض من
الجن والانس والثمر وغير ذلك، فما قبل منه ولايتنا طاب وطهر وعذب،
(1) من المصدر. (2) مدودة: أي فيها الدود. (3) ما أثبتناه من المصدر
والبحار، وفي الاصل: ثم قال: وجهته. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: تتشأم،
وفي البحار: كأنه تأثم. والتأثم: الكف عن الاثم. [ * ]
[ 421 ]
وما لم يقبل منه خبث وردي ونتن (1). (2) 281 - محمد بن يعقوب: قال: في
رواية حمدان بن سليمان أنهما - عليهما السلام - قالا: يابا سعيد تأتي ماء
ينكر ولايتنا في كل يوم ثلاث مرات، إن الله عزوجل عرض ولايتنا على المياه
فما قبل ولايتنا عذب وطاب، وما جحد ولا يتنا جعله الله عزوجل مرا وملحا
اجاجا. (3)
التاسع والستون ومائة العقيق أول حجر شهد لله بالوحدانية، وللنبي - صلى
الله عليه وآله - بالنبوة، ولعلي - عليه السلام - بالوصية 282 - من طريق
المخالفين ابن المغازلي الشافعي في المناقب: قال: أخبرنا القاضي أبو تمام
علي بن محمد بن الحسن (4)، (قال): (5) أخبرنا القاضي أبو الفرج أحمد بن
علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي إذنا، قال: حدثنا أبو الطيب محمد
بن حبيش بن عبد الله بن هارون النيلي في الطران (6) بواسط سنة إحدى
وثلاثين وثلاثمائة (7)، قال: حدثنا المشرف بن سعيد الزارع (8)،
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أنتن. (2) الاختصاص: 249 وعنه
البحار: 27 / 282 ح 6. (3) الكافي: 6 / 390 ح 3 وعنه البحار: 43 / 320 ح 3
والعوالم: 16 / 101 ح 1 والمؤلف في حلية الابرار: 1 / 524. (4) هو علي بن
محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن يزداد، أبو تمام بن أبي حازم الواسطي،
ولد سنة 372، ومات سنة 459. " تاريخ بغداد ". وما أثبتناه هو الصحيح، وفي
المصدر والاصل: الحسين. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: الطراز، وهو
كما قال في المراصد موضع ذكر في أشعار الشعراء.. (7) كذا في المصدر، وفي
الاصل: أربعمائة، وهو تصحيف. (8) هو مشرف بن سعيد، أبو زيد الواسطي، مولى
سعيد بن العاص، قدم بغداد، توفي سنة 266، وكان قد ولد سنة 181. " تاريخ
بغداد ". [ * ]
[ 422 ]
حدثنا إبراهيم
بن المنذر الحزامي (1)، حدثنا سفيان بن حمزة الاسلمي (2)، عن كثير بن زيد
(3)، قال: دخل الاعمش على المنصور وهو جالس للمظالم، فلما
بصر به قال له: يا سليمان تصدر ! فقال: أنا صدر حيث جلست. ثم قال: حدثني
الصادق، قال: حدثني الباقر، قال: حدثني السجاد، قال: حدثني الشهيد، قال:
حدثني التقي وهو الوصي أمير المؤمنين علي بن ابي طالب - عليه السلام -
قال: حدثني [ النبي ] (4) - صلى الله عليه وآله - قال: أتاني جبرئيل -
عليه السلام - (آنفا) (5) فقال: تختموا بالعقيق، فإنه أول حجر شهد لله
بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولعلي بالوصية، ولولده بالامامة، ولشيعته
بالجنة. [ قال: ] (6) فاستدر الناس بوجوههم نحوه، فقيل له: تذكر قوما
(فتعلم من لا نعلم) (7). فقال الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب، والباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،
والسجاد علي
(1) هو ابراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن الحزامي
أبو إسحاق المدني، روى عن سفيان بن حمزة الاسلمي، مات سنة 236. " تهذيب
الكمال ". (2) هو سفيان بن حمزة بن سفيان بن فروة الاسلمي أبو طلحة
المدني، روى عن كثير بن زيد الاسلمي، وروى عنه إبراهيم بن المنذر. " تهذيب
التهذيب ". (3) هو كثير بن زيد الاسلمي ثم السهمي مولاهم أبو محمد المدني،
يقال له: ابن صافنة وهي امه، روى عنه سفيان بن حمزة الاسلمي، ومات حوالي
سنة 158 في آخر خلافة المنصور. " تهذيب التهذيب ". (4) من المصدر. (5) ليس
في المصدر. (6) من المصدر. (7) كذا في المصدر والعمدة والطرائف، وفي
الاصل: فيعلم من لا يعلم، وفي البحار: 37: فعلم من لا يعلم. [ * ]
[ 423 ]
بن الحسين [ بن علي بن أبي طالب
] (1)، والشهيد الحسين بن علي، والوصي وهو التقي علي بن أبي طالب. (2) 283
- ومن طريق المخالفين أيضا موفق بن أحمد في كتاب مناقب أمير المؤمنين -
عليه السلام -: قال: أخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرني أبي (3): شيرويه،
أخبرنا أبو طالب أحمد بن محمد الريحاني الصوفي بقراءتي عليه من أصل (4)
سماعه في مسجد الشونيزية (5) - رحمه الله - اخبرنا أبو عبد الله محمد ابن
عبد الرحمان بن محمد بن طلحة الصيداوي (6) بها (7) حدثنا أبو القاسم
إسماعيل بن محمد الحلبي بمصر، حدثنا أبو أحمد العباس بن المفضل بن جعفر
العكي (8)، حدثنا علي بن العباس المقانعي (9)، حدثنا سعيد بن مزيد الكندي،
حدثنا عبيدالله بن حازم الخزاعي، عن إبراهيم بن موسى الجهني، عن سلمان
الفارسي، عن النبي - صلى الله عليه وآله - أنه قال: يا علي تختم باليمين
تكن من المقربين، قال: يارسول الله ومن المقربون ؟ قال: جبرائيل وميكائيل.
(1) من المصدر. (2) المناقب لابن
المغازلي: 281 ح 326 وعنه الطرائف لابن طاووس: 134 ح 213 والعمدة لابن
البطريق: 377 ح 743. وأخرجه في البحار: 27 / 283 ح 7 عن العمدة وفي ج 37 /
94 ح 57 عن الطرائف. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: ابن. (4) في المصدر:
أجل. (5) كذا في المصدر، وهي مقبرة ببغداد، دفن فيها جماعة.. " معجم
البلدان ". (6) هو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان بن طلحة الصيداوي،
سمع أبا القاسم اسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحلبي بحمص، وكان يقول: ولدت
سنة: 352. " أنساب السمعاني ".
(7) ليس في المصدر. (8) في المصدر: الفضل بن جعفر المكي. (9) هو الشيخ
المحدث الصدوق أبو الحسن، علي بن العباس بن الوليد البجلي المقانعي
الكوفي، توفي سنة 310. [ * ]
[ 424 ]
قال: فبم أتختم يارسول الله ؟ قال: بالعقيق الاحمر فانه جبل أقر لله
بالوحدانية، ولي بالنبوة، ولك بالوصية، ولولدك بالامامة، ولمحبيك بالجنة،
ولشيعتك (1) وولدك بالفردوس. (2)
السبعون ومائة الخاتم وما نقش عليه 284 -
السيد الرضي في المناقب الفاخرة: قال: حدث الشيخ الواعظ أبو المجد بن
رشادة، قال: حدثني شيخي الغزالي، قال: لما انتهى إلى النجاشي ملك الحبشة
بخبر النبي - صلى الله عليه وآله - قال لاصحابه: إني لمختبر هذا الرجل
بهدايا أنفدها إليه، فأعد تحفا فيها فصوص ياقوت وعقيق. فلما وصلت الهدايا
إلى النبي - صلى الله عليه وآله - قسمه على أصحابه ولم يأخذ لنفسه سوى فص
عقيق أحمر، فأعطاه لعلي - عليه السلام - وقال له: امض النقاش واكتب عليه
ما احب سطرا واحدا: لا إله إلا الله، فمضى أمير المؤمنين وأعطاه النقاش،
وقال له: اكتب عليه ما يحب رسول الله - صلى الله عليه وآله - لاإله إلا
الله، وما احب أنا محمد رسول الله سطرين. فلما جاء بالفص إلى النبي - صلى
الله عليه وآله - وجده وإذا عليه ثلاثة أسطر، فقال لعلي - عليه السلام -:
امرتك ان تكتب عليه سطرا واحدا كتبت عليه ثلاثة أسطر، فقال: وحقك يارسول
الله ما أمرت ان يكتب عليه إلا ما أحببت وما احب أنا محمد رسول الله
سطرين، فهبط جبرئيل - عليه السلام - وقال: يا محمد رب العزة
يقرئك السلام، ويقول لك: أنت أمرت بما أحببت، وعلي أمر بما أحب،
(1) في المصدر: ولشيعة ولدك.. (2) مناقب الخوارزمي: 233. ورواه في علل
الشرائع: 158 ح 3 وعنه البحار: 27 / 280 ح 1، وج 42 / 69 ح 19 والوسائل 3
/ 397 ح 5. [ * ]
[ 425 ]
وأنا كتبت ما
احب علي ولي الله. (1)
الحادي والسبعون ومائة الخاتم وما نقش عليه 285 -
ابن شهراشوب: قال: أبو الحسن شاذان القمي بالاسناد عن ابي بكر الهذلي (2)،
عن عكرمة (3)، عن ابن عباس، قال: اعطى رسول الله - صلى الله عليه وآله -
خاتمه عليا، فقال: يا علي اعط هذا الخاتم النقاش لينقش عليه: محمد بن عبد
الله، فاخذه أمير المؤمنين فأعطاه النقاش وقال: انقش عليه محمد بن عبد
الله، فنقش النقاش محمد رسول الله، فقال: ما أمرتك بهذا. قال: صدقت ولكن
يدي أخطأت، فجاء به إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقال: يارسول
الله ما نقش النقاش ما أمرت به ذكر أن يده أخطات، فأخذ النبي - صلى الله
عليه وآله - ونظر إليه، فقال: يا علي أنا محمد بن عبد الله، وأنا محمد
رسول الله، وتختم به. فلما أصبح نظر إلى خاتمه فإذا تحته منقوش علي ولي
الله، فتعجب من ذلك، فجاءه جبرئيل - عليه السلام - فقال: يا محمد كتبت ما
أردت، وكتبنا ما أردنا. (4)
الثاني والسبعون ومائة أنه - عليه السلام -
لما هز باب حصن خيبر اهتزت السماوات السبع والارضون السبع وعرش الرحمن 286
- البرسي: روى في يوم خيبر لما جاءت صفية إلى رسول الله - صلى الله عليه
(1) لم نجد له مصدر، والمناقب الفاخرة أيضا ليس بايدينا.
(2) هو أبو بكر الهذلي البصري، اسمه سلمى بن عبد الله بن سلمى، وقيل: اسمه
روح، وهو ابن بنت حميد بن عبد الرحمان الحميري، روى عن عكرمة، مات سنة:
167. (3) هو عكرمة البربري أبو عبد الله المدني، مولى ابن عباس، أصله من
البربر، روى عن ابن عباس وعلي - عليه السلام -، مات سنة: 107 أو 110. (4)
لم نجده في مناقب ابن شهراشوب، ولكن رواه الطوسي - رضوان الله عليه - في
الامالي: 2 / 315 باختلاف وعنه البحار: 16 / 91 ح 26 وج 40 / 37 ح 72. [ *
]
[ 426 ]
وآله - وكانت (من) (1) أحسن الناس وجها فرأى في وجهها شجة، فقال: ما هذه
وأنت ابنة الملوك ؟ فقالت: إن عليا لما قدم الحصن هز الباب، فاهتز الحصن
وسقط من كان عليه من النظارة، وارتجف بي السرير، فسقطت لوجهي فشجني جانب
السرير. فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا صفية إن عليا عظيم
عند الله، وإنه لما هز الباب اهتز (2) الحصن فاهتزت السماوات السبع
والارضون السبع، واهتز عرش الرحمن غضبا لعلي، وفي ذلك اليوم لما سأله عمر،
فقال: يا أبا الحسن لقد اقتلعت منيعا (3) ولك (4) ثلاثة أيام خميصا فهل
قلعتها بقوة بشرية ؟ فقال: ما قلعتها بقوة بشرية ولكن قلعتها بقوة إلهية
ونفس [ بلقاء ] (5) ربها مطمئنة مرضية. (6)
الثالث والسبعون ومائة سيف علي
- عليه السلام - أثقل من مدائن لوط على يد جبرئيل - عليه السلام - 287 -
البرسي: قال: وفي ذلك اليوم لما شطر مرحب شطرين وألقاه مجدلا (7) جاء
جبرئيل من السماء (8) متعجبا، فقال له النبي - صلى الله عليه وآله -: مم
(9) تعجبب ؟ فقال: إن الملائكة تنادي في صوامع وجوامع السماوات: لافتى إلا
علي لا سيف إلا ذو الفقار.
(1) ليس في
المصدر.
(2) كذا في المصدر، وفي الاصل: هز. (3) المنيع: الحصن الذي يتعذر الوصول
إليه. (4) في البحار: وأنت. (5) من المصدر. (6) مشارق أنوار اليقين: 110
وعنه البحار: 21 / 40 ح 37 وحلية الابرار: 1 / 309. (7) في المصدر:
مجندلا. (8) في المصدر: باسما. (9) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
متعجب. [ * ]
[ 427 ]
واما إعجابي فإني لما امرت أن ادمر (1) قوم لوط حملت مدائنهم وهي سبع
مدائن من الارض السابعة السفلى إلى الارض السابعة العليا، على ريشة من
جناحي، ورفعتها حتى سمعت حملة العرش صياح ديكتهم وبكاء أطفالهم، ووقفت بها
إلى الصبح أنتظر الامر ولم أتثقل بها، واليوم لما ضرب علي ضربته الهاشمية
وكبر امرت أن أقبض فاضل سيفه حتى لا يشق الارض وتصل إلى الثور الحامل لها
فيشطره شطرين فتنقلب الارض بأهلها (فتلقيته) (2)، فكان فاضل سيفه علي أثقل
من مدائن لوط، هذا واسرافيل وميكائيل قد قبضا عضده في الهواء. (3)
الرابع
والسبعون ومائة أن المشركين يوم الخندق في قصة الاحزاب افترقوا سبع عشرة
فرقة وهو مع كل فرقة يحصدهم بالسيف 288 - البرسي: قال: روى المقداد أن
عليا - عليه السلام - يوم قتل عمرو وكان واقفا على الخندق ويمسح الدم عن
سيفه ويحيله في الهواء وهو يتلو { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم }
(4) والقوم قد افترقوا سبع عشرة فرقة وهو خلف
الكل منهم يحصدهم بسيفه، وهو في مكانه لم يبرح. (5)
الخامس والسبعون ومائة
أنه يوم صفين كان في كتيبة معاوية عشرين ألف فارس يرى كل واحد منهم أن
عليا - عليه السلام - يقفو أثره 289 - السيد المرتضى في عيون المعجزات:
قال: روى أصحاب
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لما أمرني ربي أن أرم. (2) ليس في
المصدر والبحار. (3) مشارق أنوار اليقين: 110 وعنه البحار: 21 / 40 ذ ح 37
وحلية الابرار: 1 / 309. (4) المؤمنون: 101. (5) لم نجده في مشارق أنوار
اليقين. ويأتي في معجزة: 512 باختلاف عن البرسي عن كتاب الواحدة للحسن بن
محمد بن جمهور. [ * ]
[ 428 ]
الحديث عن
عبد الله بن العباس انه قال: عقمت النساء أن يأتين بمثل علي بن أبي طالب -
عليه السلام -، فوالله ما سمعت وما رأيت رئيسا يوازن به، والله لقد رأيته
بصفين وعلى رأسه عمامة بيضاء، وكأن عينيه سراج سليط أو عينا أرقم، وهو يقف
على شرذمة من أصحابه يحثهم على القتال، إلى أن انتهى إلي وأنا في كنف من
الناس، وقد خرج خيل لمعاوية المعروفة بالكتيبة الشهباء عشرون ألف دارع على
عشرين ألف أشهب متسربلين الحديد، (متراصين) (1) كأنهم صفيحة واحدة ما يرى
منهم إلا الحدق تحت المغافر، فاقشعر أهل العراق لما عاينوا ذلك. فلما رأي
أمير المؤمنين - عليه السلام - هذه الحالة منهم، قال: مالكم يا أهل العراق
إن هي إلا جثث مائلة، فيها قلوب طائرة، ورجل جراد دفت بها ريح عاصف، وشداة
الشيطان ألجمتهم والضلالة، وصرخ بهم ناعق البدعة ففتنهم، ماهم إلا جنود
البغاة وقحقحة المكاثرة، لو مستهم سيوف أهل الحق تهافتوا تهافت الفراش
في النار، ولرأيتموهم كالجراد في يوم الريح العاصف. ألا فاستشعروا الخشية،
وتجلببوا السكينة، وادرعوا اللامة، وقلقوا الاسياف في الاغماد قبل السل،
وانظروا الخزر، واطعنوا الشزر وتنافحوا (2) بالظبى، وصلوا السيوف بالخطا،
والرماح بالنبل، وعادوا أنفسكم الكر، واستحيوا من الفر، (فإنكم بعين الله،
ومع ابن عم رسول الله ووصيه) (3) فإنه عار باق في الاعقاب عند ذوي
الاحساب، وفي الفرار النار يوم الحساب، وطيبوا عن أنفسكم نفسا، واطووا عن
حياتكم (4) كشحا، وامشوا إلى الموت قدما (5)،
(1) ليس في المصدر. (2) في نهج البلاغة: والحظوا الخزر، وأطعنوا الشزر،
ونافحوا. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: أحبابكم. (5)
في نهج البلاغة: وامشوا إلى الموت مشيا سجحا. [ * ]
[ 429 ]
وعليكم بهذا السواد الاعظم، والرواق المطنب، واضربوا ثبجه فإن الشيطان
راقد في كسره، نافخ خصييه (1)، مفترش ذراعيه، قد قدم للوثبة يدا، وأخر
للنكوص عقبا، فاصدموا له صدما (2) حتى ينجلي الباطل عن الحق وأنتم
الاعلون. (ألا) (3) فاثبتوا في المواكب، وعضوا على النواجد فإنه أبني
للسيوف عن الهام فاضربوا بالصوارم فشدوا، فها أنا ذا شاد، محمل على
الكتيبة وحملهم حتى خلطهم، فلما دارهم دور الرحى المسرعة، وثار العجاج فما
كنت أرى إلا رؤوسا بادرة (4)، وأبدانا طافحة، وأيدي طائحة، وقد أقبل أمير
المؤمنين - عليه السلام - وسيفه يقطر دما وهو يقول { قاتلوا أئمة الكفر
إنهم لاأيمان لهم لعلهم ينتهون }. (5)
وروي أن من نجا منهم رجعوا إلى عند معاوية، فلامهم على الفرار بعد أن أظهر
التحسر والحزن على ماحل بتلك الكتيبة، فقال كل واحد منهم: كيف كنت رأيت
عليا وقد حمل علي، وكلما التفت ورائي وجدته يقفو أثري. فتعجب معاوية وقال
لهم: ويلكم أن عليا لواحد، كيف كان وراء جماعة متفرقين ؟ ! (6)
(1) في بشارة المصطفى: ناقش حضينه. (2) في نهج البلاغة: فصمدا صمدا. (3)
ليس في المصدر. (4) في المصدر: نادرة. (5) التوبة: 12. (6) عيون المعجزات:
48، وروى قطعة منه في تفسير فرات: 163 نحوه وعنه نهج السعادة: ج 8 رقم 51.
ورواه في بشارة المصطفى: 141 باسناده عن ابن عباس نحوه وعنه البحار: 32 /
601 ح 476. وأخرج الرضي قطعة منه في نهج البلاغة: 97 خطبة 66 باختلاف وعنه
البحار: 32 / 557 ح 465. [ * ]
[ 430 ]
السادس والسبعون ومائة اليهودي الذي عبر الماء على مرطة باسم أمير
المؤمنين - عليه السلام - إلى الماء فجمد 290 - البرسي: قال: روى صاحب
عيون أخبار الرضا (1) - عليه السلام - قال: (إن) (2) أمير المؤمنين - عليه
السلام - مر في طريق فسايره خيبري فمر بواد قد سال، فركب الخيبري مرطة،
وعبر على الماء، ثم نادى أمير المؤمنين - عليه السلام -: يا هذا لو عرفت
ما عرفت لجزت كما جزت (3)، فقال [ له ] (4)
أمير المؤمنين - عليه السلام -: مكانك، ثم أومأ (بيده) (5) إلى الماء فجمد
ومر عليه، فلما رأى الخيبري ذلك أكب على قدميه، وقال له: يافتى ما قلت حتى
حولت الماء حجرا ؟ فقال [ له أمير المؤمنين ] (6) - عليه السلام: فما قلت
أنت حتى عبرت على الماء ؟ فقال الخيبري: أنا دعوت [ الله ] (7) باسمه
الاعظم، فقال (له) (8) أمير المؤمنين - عليه السلام -: وما هو ؟ [ قال:
سألته باسم وصي محمد. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: ] (9) أنا وصي
محمد. فقال الخيبري: إنه لحق، ثم أسلم. (10)
(1) راجعنا عيون أخبار الرضا - عليه السلام - للصدوق ولم نجد الحديث فيه.
(2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: لجريت كما جريت. (4) من المصدر. (5)
ليس في المصدر. (6 و 7) من المصدر. (8) ليس في المصدر. (9) من المصدر.
(10) مشارق أنوار اليقين: 172. [ * ]
[ 431 ]
السابع والسبعون ومائة الحجر الذي صار ذهبا باسم أمير المؤمنين - عليه
السلام - 291 - البرسي: عن عمار بن ياسر، قال: أتيت مولاي يوما فرأى في
وجهي كآبة، فقال: مالك (1) ؟ فقلت: دين أتى مطالب به، فأشار إلى حجر ملقى
وقال: خذ هذا واقض منه دينك. فقال [ عمار ] (2): إنه لحجر. فقال له أمير
المؤمنين - عليه السلام -: ادع الله بي
يحول لك ذهبا. قال عمار: فدعوت باسمه، فصار الحجر ذهبا. فقال لي: خذ منه
حاجتك. فقلت: وكيف تلين ؟ فقال: يا ضعيف اليقين ادع الله بي حتى تلين فان
باسمي ألان الله الحديد لداود. قال عمار: فدعوت الله (3) باسمه، فلان،
فأخذت منه حاجتي، ثم قال: ادع الله باسمي حتى (4) يصير باقيه حجرا كما
كان. (5)
الثامن والسبعون ومائة تحويل حصى المسجد جواهرا وإعادتها حصى 292
- الراوندي في الخرائج: قال: روي عن [ عمر بن علي بن ] (6) عمر بن يزيد،
عن الثمالي [، عن بعض من حدثه ] (7) عن علي - عليه السلام - أنه (8) كان
قاعدا في مسجد الكوفة وحوله أصحابه، فقال له أحد أصحابه: إني لاعجب من هذه
الدنيا التي في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم ! فقال: أترى أنا نريد
الدنيا فلا نعطاها ؟
(1) في المصدر: ما بك ؟ (2 - 4) من المصدر. (5) مشارق أنوار اليقين: 173.
(6 و 7) من المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: إن عليا - عليه السلام
-. [ * ]
[ 432 ]
ثم قبض قبضة من حصى
المسجد [ فضمها في كفه ] (1) ثم فتح كفه عنها فإذا هي جواهر تلمع وتزهر،
فقال: ما هذه ؟ فنظرنا، فقلنا: [ من ] (2) أجود الجواهر. فقال: لو أردنا
الدنيا لكانت لنا ولكن لا نريدها. ثم رمي بالجواهر من كفه، فعادت كما كانت
حصى.
ورواه الصفار في بصائر الدرجات: عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد، عن علي بن
الثمالي (3)، عن بعض من حدثه، عن أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - أنه
كان مع أصحابه في مسجد الكوفة، وذكر الحديث بعينه. ورواه المفيد في
الاختصاص: عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد، عن علي بن ميثم التمار، عمن
حدثه، عن أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - أنه كان مع بعض أصحابه في
مسجد الكوفة، فقال رجل، وذكر الحديث بعينه. (4)
التاسع والسبعون ومائة
الفهر الحجر الذي انقلب سفرجلة ثم الانقلاب تفاحة ثم الانقلاب فهرا حجرا
293 - السيد المرتضى: قال: حدثني الشيخ أبو محمد الحسن بن محمد ابن محمد
بن نصر يرفعه إلى [ أبي يعقوب بن إسحاق بن ] (5) محمد بن أبان بن لاحق
النخعي - رفع الله درجته - أنه سمع مولانا الحسن الزكي الاخير - عليه
السلام -
(1 و 2) من المصدر. (3) علي بن أبي حمزة الثمالي، روى عن الامام الباقر -
عليه السلام - ووثقه أبو عمرو الكشي في رجاله. (4) الخرائج والجرائح: 2 /
706 ح 1، بصائر الدرجات: 375 ح 3، الاختصاص: 271 وعنهم البحار: 41 / 254 ح
15. وأخرجه الحر العاملي - رحمه الله - في إثبات الهداة: 2 / 437 ح 106 عن
البصائر. ويأتي في معجزة: 214 عن البصائر أيضا. (5) من النوادر. [ * ]
[ 433 ]
يقول سمعت أبي يحدث عن جده علي بن موسى - عليهما السلام - أنه قال: اعتل
صعصعة بن صوحان العبدي - رضي الله عنه - فعاده مولانا أمير المؤمنين -
صلوات الله عليه -
في جماعة من أصحابه، فلما استقر بهم المجلس فرح صعصعة، فقال أمير
المؤمنين: لا تفتخرن على إخوانك بعيادتي إياك. ثم نظر إلى فهر في وسط
داره، فقال لاحد أصحابه: ناولنيه فأخذه منه وأداره في كفه، وإذا به سفرجلة
رطبة، فدفعها إلى أحد أصحابه وقال: قطعها قطعا وادفع إلى كل واحد منا (1)
قطعة، وإلى صعصعة قطعة، وإلي قطعة، ففعل ذلك، فأدار مولانا القطعة من
السفرجلة في كفه، فإذا بها تفاحة، فدفعها إلى ذلك الرجل وقال له: اقطعها
وادفع إلى كل واحد قطعة، وإلى صعصعة قطعة، وإلي قطعة، ففعل الرجل (2)،
فأدار مولانا [ علي ] (3) - عليه السلام - القطعة من التفاحة [ في كفه ]
(4) فإذا هي حجر فهر، فرمي به إلى صحن الدار، فأكل صعصعة القطعتين واستوى
جالسا وقال: شفيتني وازددت في إيماني وإيمان أصحابك - صلوات الله عليك
ورضوانه -. (5)
الثمانون ومائة إلقاء شبه عيال معاوية على عيال محب لأمير
المؤمنين لتسلم عيال الرجل ومسخ ماله عقارب وحيات ليسلم من اللصوص، وأيضا
عيال الرجل إليه من الشام إلى الكوفة في وقت واحد
(1) كذا في المصدر والاصل ولكن سياق الكلام يقتضي أن تكون العبارة هكذا "
إلى كل واحد منهم قطعة وإلى صعصعة قطعة وإلي قطعة " لمكان " إلي "، ويمكن
أيضا أن تكون " منا " زائدة بقرينة العبارة المتعلقة بالتفاحة. (2) في
النوادر: ذلك. (3) من النوادر. (4) من المصدر والنوادر. (5) عيون
المعجزات: 47. ورواه في نوادر المعجزات: 56 ح 23. [ * ]
[ 434 ]
294 - تفسير الامام أبي محمد العسكري - عليه السلام -: أن رجلا من محبي
أمير المؤمنين - عليه السلام - كتب إليه من الشام: يا أمير المؤمنين أنا
بعيالي مثقل، وعليهم إن خرجت خائف، وبأموالي التي اخلفها [ إن خرجت ] (1)
ظنين (2)، واحب اللحاق بك، والكون في جملتك، والحفوف (3) في خدمتك، فجد لي
يا أمير المؤمنين. فبعث إليه علي - عليه السلام -: اجمع أهلك وعيالك، وحصل
عندهم مالك، وصل على ذلك كله على محمد واله الطيبين، ثم قل: اللهم هذه
كلها ودائعي عندك بأمر عبدك ووليك علي بن أبي طالب، ثم قم وانهض إلى، ففعل
الرجل ذلك، واخبر معاوية بهربه إلى علي بن أبي طالب، فأمر معاوية أن يسبى
عياله ويسترقوا، وأن تنهب أمواله. فذهبوا فألقى الله عليهم شبه عيال
معاوية (وحاشيته) (4)، و [ شبه ] (5) أخص حاشية ليزيد بن معاوية يقولون:
نحن أخذنا هذا المال وهو لنا، وأما عياله فقد استرققناهم وبعثناهم إلى
السوق، فكفوا لما رأوا ذلك. وعرف الله عياله أنه قد القى عليهم شبه عيال
معاوية وعيال خاصة يزيد، فاشفقوا من أموالهم أن يسرقها اللصوص، فمسخ الله
المال عقارب وحيات، كلما قصد اللصوص ليأخذوا منه لدغوا ولسعوا فمات منهم
قوم وضني (منهم) (6) آخرون، ودفع الله عن ماله بذلك إلى أن قال علي - عليه
السلام - يوما للرجل:
(1) من المصدر. (2) في المصدر والاصل: " ضنين بالضاد " والظنين هو المتهم
أو قليل الحيلة، والضنين: البخيل، والاول أنسب للمقام. (3) حفه بكذا:
أحاطه به. وفي البحار: الخفوق، وهو التحرك والاضطراب. (4) ليس في المصدر.
(5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. وضني كرضي: مرض مرضا مخامرا كلما ظن
برؤه نكس. " البحار ". [ * ]
[ 435 ]
اتحب أن يأتيك عيالك ومالك ؟ قال: بلى. قال علي - عليه السلام -: اللهم
ائت بهم. فإذا هم بحضرة الرجل لا يفقد من جميع ماله وعياله شيئا. فأخبروه
بما ألقى الله تعالى من شبه عيال معاوية وخاصته وحاشية يزيد عليهم، وبما
مسخه من أمواله عقارب وحيات تلسع اللص الذي يريد أخذ شئ منه. قال علي -
عليه السلام -: إن الله ربما أظهر آية لبعض المؤمنين ليزيد في بصيرته،
ولبعض الكافرين ليبالغ في الاعذار إليه.(1)
|