الحادي والثمانون ومائة انقلاب الجبال فضة ثم مسكا وعنبرا وعبيرا وجوهرا ويواقيت، والاشجار رجالا، والصخور اسودا ونمورا وأفاعي بدعائه - عليه السلام - 295 - تفسير الامام أبي محمد العسكري - عليه السلام -: قال: قال الامام موسى بن جعفر - عليهما السلام -: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - لما اعتذر هؤلاء [ المنافقين ] (2) إليه - (إشارة إلى الجبابرة الذين اتصل مواطاتهم وقيلهم في علي وسوء تدبيرهم -) (3) بما اعتذروا به - تكرم عليهم بان قبل ظواهرهم ووكل بواطنهم إلى ربهم، لكن جبرئيل أتاه، فقال: يا محمد [ إن ] (4) العلي الاعلى يقرأ عليك السلام ويقول [ لك ] (5): اخرج بهؤلاء المردة الذين اتصل بك عنهم في


(1) تفسير الامام العسكري - عليه السلام -: 423 ح 289، وعنه البحار: 42 / 39 ح 13 والمؤلف في تفسير البرهان: 2 / 194 ح 2. (2) من المصدر، وفي الاصل: إليه هؤلاء. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. [ * ]


[ 436 ]

علي - عليه السلام - [ على ] (1) نكثهم لبيعته، وتوطينهم نفوسهم على مخالفتهم عليا (أنه) (2) ليظهر من عجائب ما أكرمه الله به من طواعية الارض [ والجبال ] (3) والسماء له وسائر من خلق الله - لما أوقفه موقفك، وأقامه مقامك - ليعلموا أن ولي الله عليا، غني عنهم، وانه لا يكف عنهم انتقامه منهم إلا بأمر الله الذي له فيه وفيهم التدبير الذي هو بالغه، والحكمة التي هو عامل بها وممض لما يوجبها، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وآله - الجماعة - [ من ] (4) الذين اتصل به عنهم ما اتصل في أمر علي والمواطاة على مخالفته - بالخروج. فقال لعلي - عليه السلام - لما استقر عند سفح بعض جبال المدينة: يا علي إن الله تعالى أمر هؤلاء بنصرتك ومساعدتك، والمواظبة على خدمتك، والجد في طاعتك، فإن أطاعوك فهو خير لهم، يصيرون في جنان الله ملوكا خالدين ناعمين، وإن خالفوك فهو شر لهم، يصيرون في جهنم خالدين معذبين. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - لتلك الجماعة: اعملوا [ أنكم ] (5) إن أطعتم عليا سعدتم، وإن خالفتموه (6) شقيتم، وأغناء الله عنكم بمن سير يكموه، وبما سيريكموه. [ ثم ] (7) قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا علي سل ربك بجاه محمد وآله الطيبين، الذين أنت بعد محمد سيدهم، أن يقلب لك هذه الجبال ما شئت. فسأل ربه تعالى ذلك، فانقلبت فضة. ثم نادته الجبال: يا علي، يا وصي رسول رب العالمين إن الله قد أعدنا لك أن أردت إنفاقنا في أمرك، فمتى دعوتنا أجبناك لتمضي فينا حكمك، وتنفذ فينا قضاءك،


(1) من المصدر (2) ليس في المصدر (3 - 5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: خالفتم (7) من المصدر.


[ 437 ]

ثم انقلبت ذهبا [ أحمر ] (1) كلها، وقالت مقالة الفضة، ثم انقلبت مسكا وعنبرا وعبيرا وجواهر ويواقيت، وكل شئ منها ينقلب إليه فنادته (2): يا أبا الحسن، يا أخا رسول الله - صلى الله عليه وآله - نحن مسخرات لك، ادعنا متى شئت لتنفقنا فيما شئت نجبك، ونتحول لك إلى ما شئت. [ ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: أرأيتم قد أغنى الله عليا - بما ترون - عن أموالكم ؟ ] (3). ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا علي سل الله بمحمد وآله الطيبين الطاهرين الذين أنت سيدهم بعد محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - أن يقلب إليك أشجارها رجالا شاكي الاسلحة (4)، وصخورها اسودا ونمورا وأفاعي، فدعا الله علي بذلك، فامتلات تلك الجبال والهضبات (5) وقرار الارض من الرجال الشاكي الاسلحة الذين لا يفي بواحد منهم (6) عشرة آلاف من الناس المعهودين، ومن الاسود والنمور والافاعي حتى طبقت تلك الجبال والارضون والهضبات بذلك كل ينادي: يا علي يا وصي رسول الله ها نحن قد سخرنا الله لك، وأمرنا بإجابتك، كلما دعوتنا إلى اصطلام كل من سلطتنا عليه فمتى شئت فادعنا نجبك، و [ بما شئت ] (7) فأمرنا نطعك. يا علي يا وصي رسول الله إن لك عند الله من الشأن العظيم مالو سألت الله


(1) من المصدر (2) في المصدر: يناديه (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: شاكين السلاح. (5) في المصدر: والهضاب (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: الشاكين السلاح الذين يفي واحد منهم. (7) من المصدر.


[ 438 ]

أن يصير لك أطراف الارض وجوانبها هيئة واحدة كصرة كيس لفعل، أو يحط لك السماء إلى الارض لفعل، أو ينقل لك الارض إلى السماء لفعل، أو يقلب لك ما في بحارها [ الاجاج ] (1) ماء عذبا أو زئبقا (أو) (2) بانا، أو ما شئت من أنواع الاشربة والادهان [ لفعل ] (3)، ولو شئت أن يجمد البحار ويجعل سائر (4) الارض هي البحار لفعل، فلا يحزنك تمرد هؤلاء المتمردين، وخلاف هؤلاء المخالفين، فكأنهم بالدنيا قد انقضت عنهم كأن لم يكونوا فيها، وكأنهم بالاخرة إذا وردت عليهم كأن لم يزالوا فيها. يا علي إن الذي أمهلهم مع كفرهم، وفسوقهم في تمردهم عن طاعتك هو الذي أمهل فرعون ذا الاوتاد، ونمرود بن كنعان، ومن ادعى الالهية، [ من ] (5) ذوي الطغيان [ وأطغى الطغاة ] (6) إبليس رأس الضلالات [ و ] (7) ما خلقت أنت و [ لا ] (8) هم لدار الفناء بل خلقتم (9) لدار البقاء، ولكنكم تنقلون من دار إلى دار، ولا حاجة (لربك إلى من يسوسهم ويرعاهم ولكنه) (10) أراد تشريفك عليهم وإبانتك بالفضل فيهم ولو شاء لهداهم. قال: فمرضت قلوب القوم لما شاهدوا من ذلك مضافا إلى ما كان [ في قلوبهم ] (11) من مرض حسدهم (12) له ولعلي بن أبي طالب، فقال الله تعالى


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر (3) من الصمدر (4) كذا في المصدر، وفي الاصل تصحيف. (5 - 8) من المصدر. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: خلقهم. (10) كذا في المصدر، وفي الاصل: بربك... ويدعاهم لكنه. (11) من المصدر. (12) كذا في المصدر، وفي الاصل: أجسامهم.


[ 439 ]

[ عند ذلك ] (1): * (في قلوبهم مرض - أي في قلوب هؤلاء المتمردين الشاكين الناكثين لما (2) اخذت عليهم من بيعة علي بن أبي طالب - عليه السلام - فزادهم الله مرضا - بحيث تاهت له قلوبهم جزاء بما أريتهم من هذه الايات والمعجزات - ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) * (3) [ محمدا ويكذبون ] (4) في قولهم إنا على البيعة والعهد مقيمون (5).

الثاني والثمانون ومائة كلام سياط اليهود الذين دعا عليهم سلمان بانقلابها أفاعي لمحمد وآله الطيبين وسلامها عليهم - صلى الله عليهم - 296 - الامام أبو محمد العسكري - عليه السلام -: ان جماعة من اليهود آذوا سلمان فاحتمل أذاهم، قالوا له - وهم ساخرون -: لا تسأل الله كفنا عنك، ولا تظهر لنا ما نريد منك، نكف (6) به عنك فادع علينا بالهلاك إن كنت من الصادقين [ في دعواك ] (7) إن الله تعالى لا يرد دعاءك بمحمد وآله الطيبين الطاهرين. فقال سلمان: إني لا كره أن أدعو الله بهلاككم [ مخافة ] (8) أن يكون فيكم


(1) من المصدر (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما. (3) البقرة: 10. (4) من المصدر. (5) تفسير الامام العسكري - عليه السلام -: 114 ح 60 وعنه تأويل الايات: 1 / 37 ح 9 والبحار: 37 / 141 ضمن ح 36 والمؤلف في البرهان: 1 / 60 ح وقطعة منه في إثبات الهداة: 2 / 150 ح 659. (6) كذا في المصدر في الاصل: ألا تسأل الله يكفنا عنك ولا تظهر لنا ما نريد منك، وأن تكف. (7) من المصدر (8) من المصدر، وفي الاصل: وأن يكون.


[ 440 ]

من [ قد ] (1) علم [ الله ] (2) أنه سيؤمن بعد، فأكون قد سألت الله تعالى انقطاعه (3). عن الايمان. فقالوا: قل: اللهم أهلك من كان في (علمك و) (4) معلومك أنه (5) يبقى إلى الموت على تمرده، فإنك لا تصادف بهذا الدعاء ما خفته. قال: فانفرج له حائط البيت الذي هو فيه مع القوم وشاهد (6) رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو يقول: يا سلمان ادع عليهم [ بالهلاك ] (7)، فليس فيهم أحد يرشد، كما دعا نوح - عليه السلام - على قومه لما عرف أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن. فقال سلمان: كيف تريدون أن أدعو عليكم بالهلاك ؟ قالوا: نريد أن تدعو أن يقلب الله سوط (8) كل واحد منا أفعى تعطف رأسها، ثم تمشش عظام سائر بدنه. فدعا الله بذلك فما من سياطهم سوط إلا قلبه الله تعالى عليهم أفعى ولها رأسان فتتناول برأس رأسه، وبرأس آخر يمينه التي كانت فيها سوطه، ثم رضضتهم ومششتهم وبلعتهم والتقمتهم فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو في مجالسه: معاشر المسلمين إن الله قد نصر أخاكم ساعتكم هذه على عشرين من مردة اليهود والمنافقين، قلب أسياطهم


(1 و 2) من المصدر (3) في المصدر: اقتطاعه، من باب الافتعال (4) ليس في المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل أن. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: شاهدوا. (7) من المصدر. (8) في المصدر: فقالوا: تدعو الله بأن يقلب سوط.


[ 441 ]

أفاعي رضضتهم ومششتهم وهشمت عظامهم والتقمتهم، فقوموا بنا ننظر إلى تلك الافاعي المبعوثة لنصرة سلمان، فقام رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأصحابه إلى تلك الدار وقد اجتمع إليها جيرانها من اليهود والمنافقين لما سمعوا ضجيج القوم بالتقام الافاعي لهم، وإذا هم خائفون منها نافرون من من قربها، فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وآله - خرجت كلها من البيت إلى شارع المدينة وكان شارعا ضيقا، فوسعه [ الله ] (1) تعالى وجعله عشرة أضعافه. ثم نادت الافاعي: السلام عليك يا محمد يا سيد الاولين والاخرين، السلام عليك يا علي يا سيد الوصيين، السلام على ذريتك الطيبين الطاهرين الذين جعلوا على الخلائق (2) قوامين، [ ها ] (3) نحن سياط هؤلاء المنافقين [ الذين ] (4) قلبنا الله أفاعي بدعاء هذا المؤمن سلمان. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: الحمد الله الذي جعل من امتي من يضاهي بدعائه - عند كفه، وعند انبساطه - نوحا نبيه. ثم نادت الافاعي: يا رسول الله قد اشتد غضبنا على هؤلاء الكافرين وأحكامك وأحكام وصيك جائزة علينا في ممالك رب العالمين، ونحن نسألك أن تسأل الله أن يجعلنا من أفاعي جهنم التي نكون فيها لهؤلاء معذبين كما كنا لهم في [ هذه ] (5) الدنيا ملتقمين. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: قد أجبتكم إلى ذلك فالحقوا بالطبق الاسفل [ من جهنم ] (6) بعد أن تقذفوا ما في أجوافكم من أجزاء [ أجسام ] (7) هؤلاء الكافرين ليكون أتم لخزيهم، وأبقى للعار عليهم إذا كانوا بين أظهرهم مدفونين يعتبر بهم المؤمنون المارون بقبورهم يقولون: هؤلاء الملعونون المخزيون بدعاء ولي


(1) من المصدر. (2) في المصدر: الخلق (3 - 7) من المصدر.


[ 442 ]

محمد - صلى الله عليه وآله - سلمان الخير من المؤمنين، فقذفت الافاعي ما في بطونها من أجزاء [ أبدانهم ] (1)، فجاء أهلوهم ودفنوهم، وأسلم كثير من الكافرين، وأخلص كثير من المنافقين، وغلب الشقاء على كثير من الكافرين والمنافقين، فقالوا: هذا سحر مبين. ثم أقبل رسول الله - صلى الله عليه وآله - على سلمان، فقال: يا [ أبا ] (2) عبد الله أنت من خواص إخواننا المؤمنين، ومن أحباب قلوب ملائكة الله المقربين، إنك في ملكوت السماوات والحجب والكرسي والعرش وما دون ذلك إلى الثرى، أشهر في فضلك عندهم من الشمس الطالعة في يوم لا غيم فيه ولا قتر، ولا غبار في الجو، أنت من أفاضل الممدوحين بقوله * (الذين يؤمنون بالغيب) * (3). (4).

الثالث والثمانون ومائة إنطاق الثياب والخفاف 297 - الامام أبو محمد العسكري - عليه السلام -: قال الله عزوجل لليهود: * (وآمنوا - أيها اليهود - بما أنزلت - على محمد [ نبيي ] (5) من ذكر نبوته، وإنباء إمامة أخيه علي - عليه السلام - وعترته الطيبين الطاهرين - مصدقا لما معكم) * فان مثل هذا الذكر في كتابكم أن محمدا النبي سيد الاولين والاخرين، المؤيد بسيد الوصيين وخليفة رسول رب العالمين، فاروق [ هذه ] (6) الامة، وباب مدينة الحكمة، ووصي رسول [ رب ] (7) الرحمة.


(1 و 2) من المصدر. (3) البقرة: 3. (4) تفسير الامام العسكري - عليه السلام -: 70 - 72 ذ ح 35، وعنه البحار 22 / 369 ح 9 وفي ج 75 / 413 ح 63 مجملا، وفي إثبات الهداة: 1 / 391 ح 595 قطعة منه. (5 و 6) من المصدر. (7) من المصدر والبحار.


[ 443 ]

* (ولا تشتروا بآياتي - المنزلة لنبوة محمد، وإمامة علي، والطيبين من عترته - ثمنا قليلا - بأن تجحدوا نبوة النبي [ محمد - صلى الله عليه وآله - ] (1) وإمامة الائمة - عليهم السلام - (2) وتعتاضوا عنها عرض الدنيا، فإن ذلك وإن كثر فإلى نفاد وخسار وبوار (3). وقال عزوجل: وإياي فاتقون) * (4) في كتمان أمر محمد - صلى الله عليه وآله - وأمر وصيه - عليه السلام -، فإنكم إن تتقوا لم تقدحوا (5) في نبوة النبي، ولا في وصية الوصي، بل حجج الله عليكم قائمة، وبراهينه بذلك واضحة، قد قطعت معاذيركم، وأبطلت تمويهكم، وهؤلاء يهود المدينة جحدوا نبوة محمد - صلى الله عليه وآله - وخانوه [ وقالوا: ] (6) نحن نعلم أن محمدا نبي، وأن عليا وصيه، ولكن لست أنت ذاك ولا هذا - يشيرون إلى علي - عليه السلام -، فأنطق الله ثيابهم التي عليهم، وخفافهم التي في أرجلهم، يقول كل واحد منها للابسه: كذبت يا عدو الله، بل النبي محمد - صلى الله عليه وآله - هذا، والوصي علي - عليه السلام - هذا، ولو أذن [ الله ] (7) لنا لضغطناكم وعقرناكم وقتلناكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: إن الله عزوجل يمهلهم لعلمه بأنهم سيخرج من أصلابهم ذريات طيبات مؤمنات، ولو تزيلوا لعذب [ الله ] (8) هؤلاء


(1) من المصدر. (2) في المصدر هكذا: والامامة الامام [ علي ] - عليه السلام - وآلهما. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: ووبار. (4) البقرة: 41. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: لم تقترحوا، وهو تصحيف (6) من المصدر. (7 و 8) لفظ الجلالة من المصدر.


[ 444 ]

عذابا أليما إنما يعجل من يخاف الفوت (1).

الرابع والثمانون ومائة إنطاق الجبال والصخور والاحجار وغير ذلك 298 - أبو محمد العسكري - عليه السلام -: قال: قال علي بن محمد - عليهما السلام -: وأما تسليم الجبال والصخور والاحجار عليه (- يعني على رسول الله صلى الله عليه وآله -) (2) فإن رسول الله - صلى الله عليه وآله - لما ترك التجارة إلى الشام، وتصدق بكل ما رزقه الله تعالى من تلك التجارات، كان يغدو كل يوم إلى حراء يصعده (3)، وينظر من قلله إلى آثار رحمة الله تعالى، وأنواع عجائب حكمته، وبدائع كلمته (4)، وينظر إلى أكناف السماء وأقطار الارض والبحار، والمفاوز، (والقفار) (5) والفيافي، فيعتبر بتلك الاثار، ويتذكر بتلك الايات، ويعبد الله حق عبادته. فلما استكمل أربعين سنة ونظر الله إلى قلبه فوجده أفضل القلوب وأجلها، وأطوعها [ وأخشعها ] (6) وأخضعها، أذن لابواب السماوات (7) ففتحت، ومحمد - صلى الله عليه وآله - ينظر إليها، وأذن للملائكة فنزلوا، ومحمد - صلى الله عليه وآله -


(1) تفسير الامام العسكري - عليه السلام -: 228 - 229 ح 108 وعنه تأويل الايات: 1 / 51 ح 26 والبحار: 9 / 179 ضمن ح 6، وج: 24 / 393 ح 113 وفي ج: 69 / 341 وج: 70 / 267 قطعة منه وأورده المؤلف في البرهان: 1 / 91 ح 1. (2) ليس في المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: التجارة... يصعد (4) في المصدر: رحمته، وبدائع حكمته. (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر. (7) في المصدر: السماء.


[ 445 ]

ينظر إليهم، وأمر [ بالرحمة فانزلت عليه من لدن ساق العرش إلى رأس محمد وغمرته، ونظر إلى جبرئيل ] (1) الروح الامين المطوق بالنور، طاووس الملائكة، فهبط إليه، وأخذ بضبعه (2) فهزه وقال (له) (3): يا محمد اقرأ. قال: وما أقرأ ؟ قال: يا محمد * (إقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق - إلى قوله - ما لم يعلم كلا) * (4). ثم أوحى إليه [ ما أوحى إليه ] (5) ربه عزوجل، ثم صعد إلى العلو، ونزل محمد - صلى الله عليه وآله - عن الجبل وقد عشيه من تعظيم جلال الله، وورد عليه من كبير شأنه ما ركبه به (6) من الحمى والنافض. يقول وقد اشتد عليه ما يخافه من تكذيب قريش في خبره، ونسبتهم إياه إلى الجنون، [ وأنه ] (7) يعتريه شيطان، وكان من أول أمره أعقل خليقة الله (8) وأكرم براياه، وأبغض الاشياء إليه الشيطان وأفعال المجانين وأقوالهم. فأراد الله عزوجل أن يشرح صدره، ويشجع قلبه، فأنطق الجبال والصخور والمدر، وكل ما وصل إلى شئ منها ناداه: السلام عليك يا محمد، السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا رسول الله، [ السلام عليك يا حبيب الله، ] (9) أبشر فإن الله عزوجل قد فضلك وجملك وزينك وأكرمك فوق الخلائق


(1) من المصدر (2) الضبع: وسط العضد أو الابط (3) ليس في المصدر. (4) العلق: 1 - 5. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: من كبرياء شأنه ما ركبه له (7) من المصدر (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: خليفة الله. والخليقة ما خلقة الله. (9) من المصدر.


[ 446 ]

أجمعين من الاولين والاخرين، لا يحزنك قول قريش إنك مجنون، وعن الدين مفتون، فإن الفاضل من فضله [ الله ] (1) رب العالمين، والكريم من كرمه خالق الخلق أجمعين، فلا يضيق صدرك من تكذيب قريش وعتاة العرب لك، فسوف يبلغ بك (2) قصى [ منتهى ] (3) الكرامات، ويرفعك إلى أرفع الدرجات. وسوف ينعم ويفرح أولياءك بوصيك علي بن أبي طالب - عليه السلام -، [ و سوف يبث علومك في العباد والبلاد بمفتاحك وباب مدينة علمك علي بن أبي طالب - عليه السلام - ] (4) وسوف يقر عينيك بابنتك فاطمة - عليها السلام - وسوف يخرج منها ومن علي: الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وسوف ينشر في البلاد دينك، وسوف يعظم اجور المحبين لك ولاخيك، وسوف يضع في يدك لواء الحمد، فتضعه في يد أخيك علي، فيكون تحته كل نبي وصديق وشهيد، يكون قائدهم أجمعين إلى جنات النعيم. فقلت في سري: يا رب من علي بن أبي طالب الذي وعدتني به ؟ - وذلك بعدما ولد علي بن أبي طالب وهو طفل - إذ (5) هو ولد عمي ؟ فقال بعد ذلك لما تحرك علي قليلا (6) وهو معه: أهو هذا ؟ ففي كل مرة من ذلك أنزل عليه ميزان الجلال، فجعل محمد في كفة منه ومثل له علي - عليه السلام - وسائر الخلائق [ من امته ] (7) إلى يوم القيامة [ في كفة ] (8) فوزن بهم فرجح (بهم) (9).


(1) من المصدر. (2) في المصدر: يبلغك ربك (3 و 4) من المصدر. (5) في المصدر والبحار: 17: أو، وفي البحار: 18 أهو. (6) في البحار: 18: وليدا. (7) من المصدر والبحار. (8) من المصدر. (9) ليس في المصدر والبحار.


[ 447 ]

ثم اخرج محمد - صلى الله عليه وآله - من الكفة وترك علي - عليه السلام - في كفة محمد - صلى الله عليه وآله - التي كان فيها فوزن بسائر امته، فرجح بهم، فعرفه رسول الله - صلى الله عليه وآله - بعينه وصفته. ونودي في سره: يا محمد هذا علي بن أبي طالب صفيي الذي اؤيد (1) به هذا الدين، يرجح على جميع امتك بعدك. فذلك حين شرح الله صدرك (2) بأداء الرسالة، وخفف عني مكافحة الامة، وسهل علي مبارزة العتاة الجبابرة من قريش (3).

الخامس والثمانون ومائة إنطاق طومار عبد الله بن سلام وجوارحه 299 - الامام أبو محمد العسكري - عليه السلام -: قال: قال علي بن الحسين زين العابدين - عليه السلام - في مسائل عبد الله بن سلام (4) لرسول الله - صلى الله عليه وآله - وجوابه إياه عنها، قال [ له ] (5): يا محمد بقيت واحدة، وهي المسألة الكبرى والغرض الاقصى: من الذي يخلفك بعدك، ويقضي ديونك، وينجز عداتك، ويؤدي أماناتك (6)، ويوضح عن آياتك وبيناتك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: اولئك أصحابي قعود، فامض إليهم فسيدلك النور الساطع في دائرة غرة ولي عهدي وصفحة خديه، وسينطق


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: يؤيد. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: صدري (3) تفسير الامام العسكري - عليه السلام -: 156 - 159 ح 78 وعنه البحار: 17 / 309 ضمن ح 15 وج 18 / 205 ح 36 والمؤلف في حلية الابرار: 1 / 65 ح 1 (ط ج). (4) وهو من يهود بني قينقاع، كان حبرهم وأعلمهم، وكان اسمه: الحصين، فلما أسلم سماه الرسول - صلى الله عليه وآله - عبد الله. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: أمانتك.


[ 448 ]

طومارك بأنه هو الوصي، وستشهد جوار حك بذلك. فصار عبد الله (بن سلام) (1) إلى القوم فرأى عليا - عليه السلام - يسطع من وجهه نور يبهر نور الشمس، وتطق طوماره وأعضاء بدنه كل يقول: يا بن سلام هذا علي بن أبي طالب المالئ جنان الله بمحبيه، ونيرانه بشانئيه (2)، الباث دين الله في أقطار الارض وآفاقها، والنافي للكفر عن نواحيها وأرجائها، فتمسك بولايته تكن سعيدا، وأثبت على التسليم له تكن رشيدا. فقال عبد الله بن سلام يا رسول الله هذا وصيك الذي وعد في التوراة ] (3): أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى، وأمينه المرتضى، وأميره على جميع الورى، وأشهد أن عليا أخوه و صفيه، ووصيه القائم بأمره، المنجز لعداته، المؤدي لاماناته، الموضح لاياته وبيناته، الدافع للاباطيل بدلائله ومعجزاته، وأشهد أنكما اللذان بشر بكما موسى ومن قبله من الانبياء، ودل عليكما المختارون من الاصفياء. ثم قال لرسول الله - صلى الله عليه وآله -: قد تمت الحجج، وانزاحت العلل، وانقطعت المعاذير، فلا عذر لي إن تأخرت عنك، ولا خير في إن تركت التعصب لك (4).

السادس والثمانون ومائة إنطاق الجوارح 300 - قال الامام أبي محمد العسكري - عليه السلام -: قال علي بن موسى الرضا - عليه السلام -: إن الله ذم اليهود [ والنصارى ] (5) والمشركين والنواصب،


(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: لشانيه. (3) من المصدر. (4) تفسير الامام العسكري - عليه السلام -: 460 صدر ح 301 وعنه البحار: 9 / 326 ح 16. (5) من المصدر.


[ 449 ]

فقال: * (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب - اليهود والنصارى - ولا المشركين - ولا من المشركين الذين هم نواصب يغتاظون لذكر الله وذكر محمد وفضائل علي - عليهما السلام - وإبانته عن شريف فضله ومحله - أن ينزل عليكم - و لا يودون أن ينزل عليكم - من خير من ربكم) * (1) من الايات الزائدات في شرف محمد وعلي وآلهما الطيبين - عليهم السلام - ولا يودون أن ينزل دليل معجز (2) من السماء يبين عن محمد وعلي وآلهما. فهم لاجل ذلك يمنعون أهل دينهم من أن يحاجوك مخافة أن تبهرهم حجتك وتفحمهم معجزاتك (3)، فيؤمن بك عوامهم، و (4) يضطربون على رؤسائهم، فلذلك يصدون من يريد لقاءك يا محمد، ليعرف أمرك بأنه لطيف خلاق (5)، ساحر اللسان، لا تراه ولا يراك، خير لك وأسلم لدينك ودنياك، فهم بمثل هذا يصدون العوام عنك. [ ثم ] (6) قال الله عزوجل: * (والله يختص برحمته [ وتوفيقه لدين الاسلام و موالاة محمد وعلي - عليهما السلام - ] (7) من يشاء والله ذو الفضل العظيم) * (8) على من يوفقه لدينه ويهديه إلى موالاتك وموالاة أخيك علي بن أبي طالب - عليه السلام -. قال: فلما فزعهم (9) رسول الله - صلى الله عليه وآله - حضره منهم جماعة فعاندوه


(1) البقرة: 105. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: معجزاتهم. (3) في المصدر: معجزتك. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: به عوامهم أو. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: حلاف. (6 و 7) من المصدر. (8) البقرة: 10. (9) في المصدر: قرعهم.


[ 450 ]

وقالوا: يا محمد إنك تدعي على قلوبنا خلاف ما فيها، ما نكره أن ينزل عليك حجة تلزم الانقياد (1) لها فننقاد. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: لان عاندتم ها هنا (2) محمدا "، فستعاندون رب العالمين إذا (3) أنطق صحائفكم بأعمالكم، وتقولون: ظلمتنا الحفظة، فكتبوا علينا ما لم نفعل فعند ذلك يستشهد جوار حكم فتشهد عليكم. فقالوا: لا تبعد شاهدك، فإنه فعل الكذابين، بيننا وبين القيامة بعد، أرنا في ى أنفسنا ما تدعي لنعلم صدقك، ولن تفعله لانك من الكذابين. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله - لعلي - عليه السلام -: استشهد جوارحهم. فاستشهدها علي - عليه السلام - فشهدت كلها عليهم أنهم لا يوادون (4) أن ينزل على امة محمد [ على لسان محمد ] (5) - صلى الله عليه وآله - خير من عند ربكم آية بينة، وحجة معجزة لنبوته، وإمامة أخيه علي - عليه السلام - مخافة أن تبهرهم حجته، ويؤمن به عوامهم، ويضطرب عليهم (6) كثير منهم. فقالوا: يا محمد لسنا نسمع هذه الشهادة التي تدعي أن جوازحنا تشهد بها (7) فقال: يا علي هؤلاء من الذين قال الله * (إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاء تهم كل آية) * (8) ادع عليهم بالهلاك، فدعا عليهم


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: لازم لانقياد. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: إما أن عاندتم هنا. (3) في المصدر: إذ. (4) في المصدر: لا يودون. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: عليه. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: أنها تشهد بها جوار حنا (8) يونس: 96 - 97.


[ 451 ]

علي - عليه السلام - بالهلاك، فكل جارحة نطقت بالشهادة على صاحبها انفتقت (1) حتى مات مكانه. فقال قوم آخرون حضروا من اليهود: ما أقساك يا محمد قتلتهم أجمعين ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ما كنت لالين (2) على من اشتد عليه غضب الله، أما إنهم له سألوا الله بمحمد وعلي وآلهما الطيبين أن يمهلهم ويقيلهم لفعل بهم كما كان فعل بمن كان من قبل من عبدة العجل لما سألوا الله بمحمد وعلي وآلهما الطيبين، وقال [ الله ] (3) لهم على لسان موسى: لو كان دعا بذلك على من [ قد ] (4) قتل لاعفاه الله من القتل كرامة لمحمد وعلي وآلهما الطيبين - عليهم السلام -. (5).

السابع والثمانون ومائة استجابة دعائه - عليه السلام - بالشفاء من البرص والجذام وابتلاء بهما آخر

السابع والثمانون ومائة استجابة دعائه - عليه السلام - بالشفاء من البرص والجذام وابتلاء بهما آخر. 301 - الامام أبو محمد العسكري - عليه السلام - في قوله تعالى * (ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم) * (6) قال: يعني اليهود، وذكر التفسير إلى أن قال: قال الحسن بن علي بن أبي طالب - عليه السلام - لما كاعت (7) اليهود عن هذا التمني، وقطع الله معاذيرهم (8)، قالت طائفة.


(1) في المصدر: انفتت وفت الشئ: دقه. والانفتاق: سقوط الشئ ونفتقه. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ألين. (3 و 4) من المصدر. (5) تفسير الامام العسكري - عليه السلام -: 488 - 490 ح 310. وعنه البحار: 9 / 333 ح 19، والبرهان: 1 / 139 ح 1. (6) البقرة: 94. (7) كاع عنه: جبن عنه، وهابه. (8) في المصدر: معاذيرها.


[ 452 ]

منهم - وهم بحضرة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد كاعوا وعجزوا -: يا محمد فأنت والمؤمنون المخلصون لك مجاب دعاؤكم، وعلي أخوك ووصيك أفضلهم وسيدهم ؟ ! قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: بلى. قالوا: يا محمد فإن هذا كما زعمت فقل لعلي - عليه السلام - يدعو [ الله ] (1) لابن رئيسنا هذا فقد كان من الشباب جميلا نبيلا وسيما قسيما، (قد) (2) لحقه برص وجذام، وقد صار حمى (3) لا يقرب، ومهجورا لا يعاشر، يتناول (4) الخبز على أسنة الرماح. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ائتوني به، فاتي به، فنظر رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأصحابه [ منه ] (5) إلى منظر فضيح (6)، سمج، قبيح، كريه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا أبا الحسن ادع الله له بالعافية، فإن الله تعالى يجيبك فيه. فدعا له، فلما كان بعد (7) فراغه من دعائه إذ الفتى قد زال عنه كل مكروه، وعاد إلى أفضل ما كان عليه من النبل والجمال والوسامة والحسن في المنظر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله - للفتى: يا فتى آمن بالذي من بلائك. قال الفتى: قد آمنت - وحسن إيمانه -.


(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) هذه العبارة وما بعدها كناية عن ابتعاد الناس منه خوف العدوى. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: يناول (5) من المصدر والبحار. (6) في المصدر والبحار: فضيع. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: عند.


[ 453 ]

فقال أبوه: يا محمد ظلمتني وذهبت مني بابني، ليته (1) كان أجذم وأبرص كما كان ولم يدخل في دينك، فإن ذلك كان أحب إلي. قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: لكن الله عزوجل [ قد ] (2) خلصه من هذه الافة، [ وأجب ] (3) له نعيم الجنة. قال أبوه: يا محمد ما كان هذا لك ولا لصاحبك، إنما جاء (4) وقت عافيته فعوفي، فإن كان صاحبك هذا - يعني عليا - مجابا في الخير فهو أيضا مجاب بالشر، فقل له يدعو علي بالجذام [ والبرص ] (5)، فإني أعلم لانه لا يصيبني، ليتميز هؤلاء (6) الضعفاء الذين قد اغتروا بك أن زواله عن ابني لم يكن بدعائه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا يهودي اتق الله وتهنأ بعافية الله إياك، ولا تتعرض للبلاء ولما لا تطيقه، وقابل النعمة بالشكر، فإن من كفرها سلبها، ومن شكرها امترى (7) مزيدها. فقال اليهودي: من شكر نعم الله، تكذيب عدو الله المفتري عليه، وإنما اريد بهذا أن اعرف ولدي أنه ليس مما قلت له وادعيته قليل ولا كثير، وأن الذي أصابه من خير لم يكن بدعاء علي صاحبك. فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقال: يا يهودي هبك قلت أن عافية ابنك لم تكن بدعاء علي - عليه السلام - فإنما صادف دعاؤه وقت مجئ عافيته، أرأيت لو دعا عليك [ علي - عليه السلام - ] (8) بهذا البلاء الذي اقتر حته فأصابك، أتقول


(1) في البحار: يا ليته. (2 و 3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ولا لا صحابك، إن هذا (5) من المصدر والبحار. (6) في المصدر والبحار: ليتبين لهؤلاء. (7) يقال: إمترى اللبن ونحوه: استخرجه واستدره. (8) من المصدر والبحار. (*)


[ 454 ]

إن ما أصابني لم يكن بدعائه، ولكنه (1) صادف وقت دعائه وقت [ مجئ ] (2) بلائي ؟ قال: لا أقول هذا، لان هذا احتجاج مني على عدو الله [ في دين الله ] (3) واحتجاج منه علي، والله أحكم من أن يجيب إلى مثل هذا، فيكون قد فتن عباده، ودعاهم إلى تصديق الكاذبين. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: فهذا في دعاء علي لابنك كهو في دعائه عليك، لا يفعل الله تعالى ما يلبس به على عباده دينه، ويصدق به الكاذب عليه. فتحير اليهودي لما أبطل (4) - صلى الله عليه وآله - شبهته، وقال: يا محمد ليفعل علي هذا بي إن كنت صادقا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله - لعلي: يا أبا الحسن قد أبى الكافر إلا عتوا وطغيانا [ وتمردا ] (5)، فادع عليه بما اقترح، وقل: اللهم ابتله (6) ببلاء ابنه من قبل. فقالها، فأصاب اليهودي داء ذلك الغلام مثل ما كان فيه الغلام من الجذام والبرص، واستولى عليه الالم والبلاء، وجعل يصرخ ويستغيث ويقول: يا محمد قد عرفت صدقك فأقلني فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: لو علم الله تعالى صدقك لنجاك، ولكنه عالم بأنك لا تخرج عن هذا الحال إلا ازددت كفرا، ولو علم أنه إن نجاك آمنت به لجاد عليك بالنجاة فإنه الجواد الكريم. (ثم) (7) قال - عليه السلام -: فبقي اليهودي في ذلك الداء والبرص أربعين سنة آية


(1) في المصدر: ولكن لانه (2) من المصدر (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: لما بطلت عليه. (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ابله. (7) ليس في المصدر.


[ 455 ]

للناظرين، وعبرة للمعتبرين، (1) وعلامة وحجة بينة لمحمد - صلى الله عليه وآله - باقية للغابرين، (وعبرة للمتفكرين) (2)، وبقي ابنه كذلك معافى، صحيح الاعضاء و الجوارح ثمانين سنة عبرة للمعتبرين، وترغيبا للكافرين في الايمان، وتزهيدا لهم في الكفر والعصيان. وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله - حين حل [ ذلك ] (3) البلاء باليهودي بعد زوال البلاء عن ابنه: عباد الله إياكم والكفر لنعم الله فإنه مشوم على صاحبه، ألا وتقربوا إلى الله بالطاعات يجزل لكم المثوبات، وقصروا أعماركم في الدنيا بالتعرض لاعداء الله في الجهاد لتنالوا طول الاعمار في الاخرة: (4) في النعيم الدائم الخالد، وابذلوا أموالكم في الحقوق اللازمة ليطول غناكم في الاخرة (5). فقام ناس، فقالوا: يا رسول الله نحن ضعفاء الابدان، قليلوا الاموال لا نفي بمجاهدة الاعداء، ولا تفضل أموالنا عن نفقات العيالات فماذا نصنع ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ألا فليكن صدقاتكم من قلوبكم وألسنتكم. قالوا: كيف [ يكون ] (6) ذلك يا رسول الله ؟ قال - صلى الله عليه وآله - (7): أما القلوب فتقطعونها [ على ] (8) حب الله، وحب محمد رسول الله، وحب علي ولي الله ووصي رسول الله، وحب المنتجبين للقيام بدين الله، وحب شيعتهم ومحبيهم وحب إخوانكم المؤمنين، والكف


(1) في المصدر: للمتفكرين. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) في المصدر: طول أعمار الاخرة. (5) في المصدر والبحار: الجنة (6) من المصدر والبحار. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قال علي - عليه السلام. (8) من المصدر والبحار.


[ 456 ]

عن اعتقادات العداوة والشحناء والبغضاء. وأما الالسنة فتطلقونها بذكر الله تعالى بما هو أهله، والصلاة على نبيه محمد وعلى آله الطيبين، فإن الله تعالى بذلك يبلغكم أفضل الدرجات، وينيلكم به المراتب العاليات (1).

الثامن والثمانون ومائة ما رآه أبوالبختري بن هشام ليلة مبيت أمير المؤمنين - عليه السلام - على فراش رسول الله - صلى الله عليه وآله - حين قصد عليا - عليه السلام - ليقتله من انقلاب الجبال وانشقاق الارض وغير ذلك. 302 - الامام أبو محمد العسكري - عليه السلام -: إن الله تعالى [ قد ] (2) أوحى إليه: يا محمد إن العلي الاعلى يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن أبا جهل والملا من قريش قد دبروا يريدون قتلك، وآمرك أن تبيت عليا في موضعك، وقال لك: إن منزلته منزلة إسماعيل الذبيح من إبراهيم الخليل، يجعل نفسه لنفسك فداء، وروحه لروحك وقاءا "، وآمرك أن تستصحب أبا بكر، فإنه إن آنسك وساعدك وازرك وثبت على ما يعاهدك (3) ويعاقدك كان في الجنة من رفقائك، وفي غرفاقها من خلصائك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله - لعلي: أرضيت أن اطلب فلا اوجد وتوجد، فلعله أن يبادر إليك الجهال فيقتلوك ؟ قال: بلى يا رسول الله رضيت أن تكون روحي لروحك وقاءا، ونفسي


(1) التفسير المنسوب للامام الحسن العسكري - عليه السلام - 444 ح 295 وعنه البحار: 9 / 323 ضمن ذ ح 15، والبرهان: 1 / 132 ح 2، وقطعة منه في مناقب آل أبي طالب: 2 / 335. (2) من المصدر. (3) في التفسير المنسوب للامام العسكري - عليه السلام - بيان مفصل ومفيد، فراجع.


[ 457 ]

لنفسك فداء، بل [ قد ] (1) رضيت أن تكون روحي ونفسي فداء لاخ لك أو قريب أو لبعض الحيوانات تمتهنها، وهل احب الحياة إلا لخدمتك، والتصرف بين أمرك ونهيك، ولمحبة أوليائك، ونصرة أصفيائك، ومجاهدة أعدائك ؟ لولا ذلك لما أحببت أن أعيش في هذه الدنيا ساعة واحدة. فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وآله - على علي - عليه السلام - وقال له: يا أبا حسن (2) قد قرأ علي كلامك هذا الموكلون باللوح المحفوظ، وقرأوا علي ما أعد الله [ به ] (3) لك من ثوابه في دار القرار ما لم يسمع بمثله السامعون، ولا رأى مثله الراؤون، ولا خطر مثله ببال المتفكرين ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - لابي بكر: أرضيت أن تكون معي يا أبا بكر تطلب كما اطلب، وتعرف بأنك أنت الذي تحملني على ما أدعيه، فتحمل عني أنواع العذاب ؟ قال أبو بكر: يا رسول الله أما أنا لو عشت عمر الدنيا اعذب في جميعها أشد عذاب لا ينزل علي موت مريح، ولا فرج متيح، وكان ذلك في محبتك لكان ذلك أحب إلي من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع مماليك ملوكها في مخالفتك، ما أهلي (4) ومالي وولدي إلا فداؤك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: لا جرم إن اطلع الله على قلبك ووجد ما فيه موافقا لما جرى على لسانك، جعلك مني بمنزلة السمع والبصر، والرأس من الجسد، وبمنزلة الروح من البدن، كعلي الذي هو مني كذلك، وعلي فوق ذلك لزيادة فضائله وشريف (5) خصاله.


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وقال: يا أبا حسين. (3) من المصدر. (4) في المصدر والبحار: وهل أنا. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: وشرف.


[ 458 ]

يا أبا بكر إن من عاهد (1) الله ثم لم ينكث، ولم يغير، ولم يبدل، ولم يحسد من قد أبانه الله بالتفضيل فهو معنا في الرفيق الاعلى، وإذا أنت مضيت على طريقة يحبها منك ربك، ولم تتبعها بما يسخطه، ووافيته بها إذا بعثك بين يديه، كنت لولاية الله مستحقا، ولمرافقتنا في تلك الجنان مستوجبا (2). انظر أبا بكر. فنظر في آفاق السماء، فرأى أملاكا من نار على أفراس من نار، بأيديهم رماح من نار، كل ينادي: يا محمد مرنا بأمرك في [ أعدائك و ] (3) مخالفيك نطحطحهم. ثم قال: تسمع إلى (4) الارض. فتسمع فإذا هي تنادي: يا محمد مرني بأمرك في أعدائك أمتثل أمرك. ثم قال: تسمع إلى (5) الجبال. فتسمعها تنادي: يا محمد مرنا بأمرك في أعدائك نهلكهم. ثم قال: تسمع على البحار (6) فاحضرت البحار بحضرته، وصاحت أمواجها تنادي (7): يا محمد مرنا بأمرك في أعدائك نمتثله. ثم سمع السماء والارض والجبال والبحار كل يقول: [ يا محمد ] (8) ما أمرك ربك بدخول الغار لعجزك عن الكفار، ولكن امتحانا وابتلاء ليتخلص الخبيث من الطيب من عباده وإيمائه بأناتك وصبرك وحلمك عنهم، يا محمد من


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عامل. (2) هذه العبارة لا تدل على فضيلة لابي بكر إذ كلما أشار إلى فضيلة فهي مشروطة، فما لم يتحصل له الشرط لم يتحصل الجزاء، فلا تنافي مشرب الحق. (3) من المصدر. (4 و 5) في المصدر: على. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: للبحار. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: قالت. (8) من المصدر والبحار.


[ 459 ]

وفى بعهدك فهو من رفقائك في الجنان، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، وهو من قرناء إبليس اللعين في طبقات النيران. ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - لعلي: يا علي أنت مني بمنزلة السمع والبصر، والرأس من الجسد، والروح من البدن، حيث أنك (1) إلي كالماء البارد إلى ذي الغلة الصادي (2)، ثم قال [ له ] (3): يا أبا الحسن تغش ببردتي، فإذا أتاك الكافرون يخاطبونك، فإن الله يقرن بك توفيقه، وبه تجيبهم (4). فلما جاء أبو جهل والقوم شاهرون سيوفهم، قال لهم أبو جهل: لا تقعوا به وهو نائم لا يشعر، ولكن ارموه بالاحجار لينتبه بها، ثم اقتلوه. فرموه بأحجار ثقال صائبة، فكشف عن رأسه، وقال: ماذا شأنكم ؟ فعرفوه فإذا هو علي - عليه السلام - فقال [ لهم ] (5) أبو جهل: أما ترون محمدا كيف أبات هذا ونجا بنفسه. لتشغلوا به فينجو محمد، لا تشتغلوا بعلي المخدوع لينجو بهلاكه محمد، وإلا فما منعه أن يبيت في موضعه إن (6) كان ربه يمنع عنه كما يزعم ؟ فقال علي - عليه السلام -: ألي (7) تقول هذا يا أبا جهل ؟ بل الله قد أعطاني من العقل ما لم قسم على جميع حمقاء الدنيا ومجانينها لصاروا به عقلاء، ومن القوة ما لو قسم على جميع ضعفاء الدنيا لصاروا به أقوياء، ومن الشجاعة ما لو قسم على جميع جبناء الدنيا لصاروا [ به ] (8) شجعانا، ومن الحلم ما لو قسم على جميع


(1) وفي المصدر والبحار: حببت إلي. (2) أي الشديد العطش، والغلة - بالضم - حرارة العطش. (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تنجيهم. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: إذا. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أنى. (8) من المصدر والبحار.


[ 460 ]

سفهاء الدنيا لصاروا به حلماء. ولولا أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - أمرني أن لا احدث حدثا حتى ألقاه لكان لي ولكم شأن ولا قتلنكم قتلا. ويلك يا أبا جهل - عليك اللعنة - إن محمدا قد استأذنه في طريقه السماء والارض والبحار والجبال في إهلاككم فأبى إلا أن يرفق بكم، ويداريكم ليؤمن من في علم الله أنه يؤمن منكم، ويخرج مؤمنون من أصلاب وأرحام كافرين وكافرات أحب الله تعالى أن لا يقطعهم عن كرامته باصطلامهم (1). ولولا ذلك لا هلككم ربكم، إن الله هو الغني وأنتم الفقراء، لا يدعوكم إلى طاعته وأنتم مضطرون، بل مكنكم مما كلفكم، فقطع (2) معاذيركم. فغضب أبوالبختري بن هشام (أخو أبي جهل) (3) فقصده بسيفه، فرأى الجبال قد أقبلت لتقع عليه، والارض قد انشقت لتخسف به، ورأى أمواج البحار نحوه مقبلة لتغرقه في البحر، ورأى السماء (قد) (4) انحطت لتقع عليه، فسقط سيفه وخر مغشيا عليه واحتمل، ويقول أبو جهل: دير به الصفراء وهاجت به، يريد أن يلبس على من معه أمره فلما التقى رسول الله - صلى الله عليه وآله - مع علي قال: يا علي إن الله تعالى رفع صوتك في مخاطبتك أبا جهل إلى العلو، وبلغه إلى الجنان، فقال من فيها من الخزان والحور الحسان: من هذا المتعصب لمحمد إذ قد كذبوه وهجروه ؟ قيل لهم: هذا النائب عنه، والبائت على فراشه، يجعل نفسه لنفسه وقاء، وروحه لروحه فداء فقال الخزان والحور الحسان: يا ربنا فاجعلنا خزانه. وقالت


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: اصطلامكم، وهو الاستئصال. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: بما كلفكم وقطع. (3) ليس في المصدر. (4) ليس في المصدر والبحار.


[ 461 ]

الحور (الحسان) (1): فاجعلنا نساءه. فقال الله تعالى لهم: أنتم له، ولمن اختاره [ هو ] (2) من أوليائه ومحبيه (3) يقسمكم عليهم - بأمر الله - على من هو أعلم به من الصلاح، أرضيتم ؟ قالوا: بلى ربنا وسيدنا (4).

التاسع والثمانون ومائة سكون وجعه ليلة مبيته - عليه السلام - على الفراش، وذهاب الورم من أذى المشركين وانقطاع الحديد من رجله لما أو ثقوه، وغير ذلك 303 - السيد الرضي في الخصائص: بإسناد مرفوع قال: قال ابن الكواء لامير المؤمنين: أين كنت حيث ذكر الله نبيه وأبا بكر [ فقال: ] (5) * (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) * (6) ؟ فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: ويلك يا بن الكواء كنت على فراش رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد طرح علي ريطته (7)، فأقبلت قريش مع كل رجل [ منهم ] (8) هراوة (9) فيها شوكها، فلم يبصروا رسول الله - صلى الله عليه وآله - حيث خرج، فأقبلوا


(1) ليس في المصدر (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ولمحبيه، وهو تصحيف (4) التفسير المنسوب إلى الامام العسكري - عليه السلام -: 465 - 470 ح 303 وعنه البحار: 19 / 80 ح 34 وقطعة منه في إثبات الهداة: 2 / 482 ح 291. (5) من المصدر. (6) التوبة: 40 (7) في البحار: برده. والريطة: كل ثوب يشبه الملحفة. (8) من المصدر والبحار. (9) الهراوة: بكسر الهاء، العصا الضخمة.


[ 462 ]

علي يضربونني بما في أيديهم حتى تنفط (1) جسدي وصار مثل البيض، ثم انطلقوا بي يريدون قتلي، فقال بعضهم: لا تقتلوه الليلة ولكن أخروه واطلبوا محمدا. قال: فأوثقوني بالحديد، وجعلوني في بيت، واستوثقوا مني ومن الباب بقفل، فبينا أنا كذلك إذ سمعت صوتا من جانب البيت يقول: يا علي، فسكن الوجع الذي كنت أجده، وذهب الورم الذي كان في جسدي، ثم سمعت صوتا آخر يقول: يا علي، فإذا الحديد الذي في رجلي قد تقطع، ثم سمعت صوتا آخر يقول: يا علي، فإذا الباب قد تساقط ما عليه وفتح، فقمت وخرجت وقد كانوا جاؤا بعجوز كمهاء لا تبصر ولا تنام تحرس الباب، فخرجت عليها فإذا هي لا تعقل من النوم (2)

التسعون ومائة إن الله جل جلاله باهى به الملائكة ليلة مبيته على الفراش 304 - ابن شهر اشوب: من طريق المخالفين والاصحاب قال: الثعلبي (3) في تفسيره، وابن عقب في ملحمته، وأبو السعادات في فضائل العشرة، والغزالي في الاحياء [ وفي كيمياء السعادة أيضا ] (4) برواياتهم عن أبي اليقظان، وجماعة من أصحابنا [ ومن ينتمي إلينا ] (5) نحو ابن بابويه، وابن شاذان،


(1) تنفط الجسم: قرح أو تجمع فيه ماء بين الجلد واللحم بسبب العمل: وما أثبتناه من المصدر، وفي الاصل: تنفض (2) الخصائص: 58. وعنه البحار: 36 / 43 ح 7، والمؤلف في حلية الابرار: 1 / 161 ح 7 (ط ج). وأورده في الخرائج: 1 / 215 ح 58 مختصرا وعنه البحار: 19 / 76 ح 27 وج 33 / 430 ح 634. أقول: وحديث ليلة المبيت عند علماء الفريقين أظهر من الشمس، انظره في مستدرك الحاكم: 3 / 4 ومسند أحمد: 1 / 348 ومجمع الزوائد: 9 / 119 - 120 واسد الغابة: 4 / 25 وفضائل الخمسة: 2 / 345. وغيرها من الكتب. (3) هو إبو أسحاق أحمد بن محمد إبراهيم النيسابوري، مات سنة 427. " سير أعلام النبلاء " (4 و 5) من المصدر. (*)


[ 463 ]

والكليني، والطوسي، وابن عقدة، وابن فياض (1)، والعبدكي، والصفواني (2)، والثقفي بأسانيدهم عن ابن عباس، وأبي رافع، وهند بن أبي هالة أنه قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: أوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل اني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحد كما أطول من عمر صاحبه، فأيكما يؤثر أخاه ؟ فكلاهما كرها الموت، فأوحى الله إليهما: ألا كنتما مثل وليي علي بن أبي طالب ؟ آخيت بينه وبين محمد نبيي، فآثره بالحياة على نفسه، ثم ظل أرقده (3) على فراشه يقيه بمهجته، اهبطا إلى الارض جميعا واحفظاه من عدوه، فهبط جبرئيل فجلس عنه رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجعل جبرئيل يقول: بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب والله يباهي بك (4) الملائكة ؟ فأنزل الله * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء) * (5). (6).

الحادي والتسعون ومائة الدرهم الذي حباه الله سبحانه به وباعه جبرئيل - عليه السلام - وأضاف محمدا وولده - صلى الله عليهم - 305 - ابن بابويه: قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد الرحمان بن محمد الحسني، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي،


(1) لم نجده بهذا العنوان في كتب التراجم، فلعله هو ابن فضال، وهو يطلق على الحسن بن علي فضال وعلى أبنائه علي وأحمد ومحمد، المشهور منهم الحسن وابنه علي. والذي ذكره ابن شهر اشوب في مقدمة المناقب أيضا ابن فضال. (2) هو محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال، شيخ الطائفة، ثقة، فقيه، فاضل " رجال النجاشي " (3) في المصدر: أو رقه أي أسهره، وفي البحار: أو رقد. (4) في المصدر: به (5) مناقب آل أبي طالب: 2 / 64 - 65 وعنه البحار: 36 / 43 ذ ح 6. (6) البقرة: 207.


[ 464 ]

قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد، قال: حدثني أحمد بن التغلبي، قال: حدثني محمد (1) بن عبد الحميد، قال: حدثني حفص بن منصور العطار، قال: حدثنا أبو سعيد الوراق، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده - عليهم السلام - في حديث مناشدة أمير المؤمنين - عليه السلام - وأبي بكر وقد ذكر له - عليه السلام - مناقبه وأبو بكر يوافقه على أن المناقب له دونه وهي سبعون منقبة، إلى أن قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: فأنشدك بالله أنت الذي حباك الله عزوجل بدينار عند حاجته، وباعك جبرئيل، وأضفت محمدا [ وأطعمت ] (2) ولده (أم أنا) (3) ؟ قال: فبكى أبو بكر، وقال: بل أنت (4).

الثاني والتسعون ومائة أنه - عليه السلام - أرى عمر رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعند أمير المؤمنين - عليه السلام - قوس وانقلابها ثعبان 306 - السيد المرتضى في عيون المعجزات، والبرسي في كتابه، وغيرهما، واللفظ للسيد المرتضى: عن المفضل بن عمر - رفع الله درجته - أنه قال: سمعت الصادق - عليه السلام - يقول: إن أمير المؤمنين - عليه السلام - بلغه عن عمر بن الخطاب شئ، فأرسل سلمان - رضى الله عنه - وقال: قل له: بلغني عنك كيت وكيت، وكرهت أن أعتب عليك في وجهك، وينبغي أن لا تذكر في إلا الحق فقد أغضيت على القذى إلى أن يبلغ الكتاب أجله، فنهض إليه سلمان


(1) في المصدر: أحمد. (2) من المصدر (3) ليس في الخصال. (4) خصال الصدوق: 548 ح 30 وهذه القطعة في صفحة 550 وعنه البحار: 8 / 79 وحلية الابرار: 1 / 398 الحديث في أكثر مسانيد العامة وكتب الخاصة، راجع الاحتجاج للطبرسي: 115 - 130.


[ 465 ]

- رضي الله عنه - وبلغه ذلك وعاتبه ثم أخذ في ذكر مناقب أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - ووصف فضله وبراهينه. فقال عمر بن الخطاب: يا سلمان عندي كثير (1) من عجائب أمير المؤمنين علي، ولست بمنكر فضله إلا أنه يتنفس الصعداء ويطرد (2) البغضاء. فقال له سلمان - رضى الله عنه -: حدثني بشئ مما رأيت منه. فقال عمر: يا أبا عبد الله، نعم. خلوت ذات يوم بابن أبي طالب في شئ من أمر الخمس، فقطع حديثي وقام من عندي، وقال: مكانك حتى أعود إليك فقد عرضت لي حاجة، فخرج فما كان بأسرع من أن رجع وعلى ثيابه وعمامته غبار كثير، فقلت (له) (3): ما شأنك ؟ فقال: [ أقبل ] (4) نفر من الملائكة وفيهم رسول الله - صلى الله عليه وآله - يريدون مدينة بالمشرق يقال لها: صيحون (5) فخرجت لاسلم عليه، فهذه الغبرة ركبتني من سرعة المشي، فضحكت تعجبا حتى استلقيت على قفاي، فقلت: رجل مات وبلي وأنت تزعم أنك لقيته الساعة، وسلمت عليه ؟ ! [ هذا ] (6) من العجائب، ومما لا يكون، فغضب ونظر إلي وقال: أتكذبني يا بن الخطاب ؟ ! فقلت: لا تغضب وعد إلى ما كنا فيه، فإن هذا الامر مما لا يكون. قال: فإن أريتكه (7) حتى لا تنكر منه شيئا، استغفرت الله مما قلت وأضمرت وأحدثت توبة مما أنت عليه ؟ قلت: نعم، فقال: قم معي فخرجت معه إلى طرف


(1) في المصدر: أكثرت (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلا أن يتنفس الصعداء ويطري (3) ليس في المصدر. (4) من النوادر. (5) في النوادر: جيحون. (6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: رأيتك، وهو تصحيف.


[ 466 ]

المدينة، فقال: غمض (1) عينيك، فغمضتهما فمسحهما بيده ثلاث مرات، ثم قال: افتحهما، (ففتحتهما) (2) فإذا أنا والله يا أبا عبد الله برسول الله - صلى الله عليه وآله - في نفر من الملائكة لم أنكر منه (3) شيئا، فبقيت والله متعجبا أنظر إليه، فلما أطلت قال لي: نظرته (4) ؟ قلت: نعم. قال: فغمض عينيك، فغمضتهما، ثم قال لي: افتحهما، ففتحهما فإذا لا عين ولا أثر. قال سلمان - رضى الله عنه -: فقلت له: هل رأيت من علي غير ذلك ؟ قال: نعم لا أكتمه عنك خصوصا إستقبلني يوما وأخذ بيدي ومضى بي إلى الجبان (5) وكنا نتحدث في الطريق، وكان بيده قوس، فلما حصلنا (6) في الجبان رمى بقوسه من يده، فصار ثعبانا عظيما مثل ثعبان [ عصا ] (7) موسى، ففغرفاه وأقبل نحوي ليبلعني، فلما رأيت ذلك طارت روحي [ من الخوف ] (8) وتنحيت وضحكت في وجه علي وقلت: الامان، اذكر ما كان بيني وبينك من الجميل، فلما سمع كلامي استفرع (9) ضاحكا وقال: لطفت في الكلام، وإنا أهل بيت نشكر القليل، فضرب بيده إلى الثعبان وأخذه، فإذا هو قوسه التي كانت بيده (10). ثم قال عمر: يا أبا عبد الله فكتمت ذلك عن كل واحد وأخبرتك به،


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: غض (2) ليس في المصدر (3) في النوادر: منهم (4) في النوادر: هل رأيته (5) الجبان بالفتح والتشديد: الصحراء، وفي المصدر: الجبانة، وهي محال بالكوفة. " مراصد الاطلاع (6) في النوادر: خلصنا إلى. (7 و 8) من النوادر. (9) استفرع: ابتدأ. (10) في المصدر هكذا: إلى الثعبان وإذا هو قوسه التي كانت في يده.


[ 467 ]

يا أبا عبد الله إنهم أهل بيت يتوارثون هذه الاعجوبة كابرا عن كابر، ولقد كان عبد الله وأبو طالب يأتون بأمثال ذلك في الجاهلية، هذا وأنا لا انكر فضل علي وسابقته ونجدته وكثرة علمه فارجع إليه واعتذر عني إليه، وأنشر (1) عليه بالجميل (2).

الثالث والتسعون ومائة أنه - عليه السلام - في حفر الخندق يحفر وجبرئيل - عليه السلام - يكنس التراب ويعينه ميكائيل - عليه السلام - 307 - الشيخ في مصباح الانوار: بإسناده يرفعه إلى جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، قال: كنت عند رسول الله (3) - صلى الله عليه وآله - (في حفر الخندق) (4) وقد حفر الناس، وحفر علي - عليه السلام -، فقال له النبي - صلى الله عليه وآله -: بأبي من يحفر، وجبرئيل يكنس التراب [ من ] (5) بين يديه، ويعينه ميكائيل، ولم يكن يعين أحدا " قبله من الخلق. ثم قال النبي - صلى الله عليه وآله - لعثمان بن عفان: احفر، فغضب عثمان وقال: لا يرضى محمد أن أسلمنا على يده حتى يأمرنا بالكد، فأنزل الله تعالى على نبيه * (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن


(1) كذا في المصدر والنوادر، وفي الاصل: واشر. (2) عيون المعجزات: 40، عنه إثبات الهداة: 492 ح 329 وأورده الطبري في نوادر المعجزات: 50 ح 20 عن المفضل بن عمر. وفي فضائل شاذان: 62 عن الصادق - عليه السلام -، عنه البحار: 42 / 42 ح 15. ويأتي في معجزة: 475. (3) في المصدر: عند الخندق وقد سمع رسول الله. (4) في المصدر: بقدوم عمرو بن عبد ود، فأمر بالخندق فحفر (5) من المصدر.


[ 468 ]

هداكم للايمان إن كنتم صادقين) * (1). (2)

الرابع والتسعون ومائة منع جبرئيل - عليه السلام - رسول الله - صلى الله عليه وآله - من القيام لما جاء أبو بكر وعمرو عثمان وتزاحمت الملائكة لفتح الباب لامير المؤمنين وقام له - صلى الله عليه وآله - ففتحه 308 - البرسي: قال: روي عن عائشة في كتاب المقامات قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - في بيتي إذ طرق الباب، فقال (لي) (3): قومي فافتحي الباب لا بيك يا عائشة، فقمت وفتحت له، فجاء وسلم وجلس، فرد السلام ولم يتحرك له (فجلست) (4)، فطرق الباب، فقال: قومي وافتحي الباب لعمر، فقمت وفتحت له وخفت (5) أنه أفضل من أبي، فجاء [ فسلم ] (6) وجلس، فرد عليه (السلام) (7) ولم يتحرك له، فجلس قليلا، وطرق الباب، فقال: قومي وافتحي الباب لعثمان، فقمت وفتحته (له، فدخل) (8) وسلم، ورد عليه ولم يتحرك له [ فجلس ] (9)، فطرق الباب، فوثب النبي وفتح الباب، فإذا علي بن أبي طالب - عليه السلام - فدخل (10) فأخذ بيده وأجلسه وناجاه طويلا، ثم خرج فتبعه إلى الباب


(1) الحجرات: 17. (2) مصباح الانوار: 325 (مخطوط) وعنه تأويل الايات: 2 / 607 ح 9 والبرهان: 4 / 215 ح 1 وأخرجه في البحار: 8 / 227 (ط الحجر)، وج 39 / 113 ح 22 عن تأويل الايات (3) ليس في البحار (4) ليس في البحار، وفي المصدر: فجلس قليلا. (5) في المصدر والبحار: فظننت (6) من المصدر والبحار. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) ليس في البحار، وفي المصدر: وفتحت (9) من المصدر والبحار. (10) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قد دخل.


[ 469 ]

فلما خرج قلت (له) (1): يا رسول الله دخل أبي فما قمت له، ثم جاء عمر وعثمان فلم توقرهما ولم تقم لهما، ثم جاء علي فوثبت إليه قائما وفتحت له الباب (أنت) (2) ! فقال: يا عائشة لما جاء أبوك كان جبرائيل بالباب فهممت أن أقوم فمنعني، (فجاء عمر وعثمان فهممت أن أقوم فمنعني) (3)، ولما جاء علي وثبت [ الملائكة ] (4) تختصم على فتح الباب له (5)، فقمت فأصلحت بينهم، وفتحت [ الباب ] (6) له وأجلسته وقربته عن أمر الله، فحدثي عني هذا الحديث، واعلمي (7) أن من أحياه (8) الله متبعا لسنتي (9)، عاملا بكتاب الله، مواليا لعلي، حتى يتوفاه الله، لقى الله ولا حساب عليه، وكان في الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين (10).

الخامس والتسعون ومائة معرفته بصحيفة عمر بن الخطاب وأصحابه والعقدة بينهم 309 - الشيخ المفيد في العيون والمحاسن: قال: سئل هشام بن الحكم - رحمه الله - عما ترويه العامة من قول أمير المؤمنين - عليه السلام - لما قبض عمر وقد دخل


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر (3) ليس في المصدر والبحار (4) من المصدر والبحار. (5) في المصدر والبحار: إليه (6) من المصدر والبحار (7) في المصدر: واعلم، واستظهر بذلك في هامش البحار أن يكون، هو وما بعده من كلام البرسي (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أحبه. (9) في المصدر: للنبي. (10) مشارق أنوار اليقين: 197 وعنه البحار: 38 / 313 ح 17.


[ 470 ]

عليه وهو مسجى: لودتت أن ألقى الله سبحانه بصحيفة هذا المسجى [ وفي حديث آخر لهم: إني لارجو أن ألقى الله بصحيفة هذا المسجى، فقال هشام: هذا حديث غير ثابت ولا معروف الاسناد وإنما حصل من جهة القصاص وأصحاب الطرقات، ولو ثبت لكان المعنى فيه معروفا وذلك ] (1) أن عمر واطأ أبا بكر والمغيرة (بن شعبة) (2) وسالما مولى أبي حذيفة وأبا عبيدة على كتب صحيفة بينهم يتعاقدون فيها، على أنه إذا مات رسول الله - صلى الله عليه وآله - لم يورثوا (3) أحدا من أهل بيته ولم يولوهم مقامه من بعده، وكانت الصحيفة لعمر إذا كان عماد القوم فالصحيفة التي ود أمير المؤمنين - عليه السلام - ورجا أن يلقى الله عزوجل بها هي هذه الصحيفة ليخاصمه (4) بها ويحتج عليه بمتضمنها والدليل على ذلك ما روته العامة عن ابي بن كعب (5) أنه كان يقول في مسجد النبي - صلى الله عليه وآله - [ بعد أن افضي ] الامر لابي بكر بصوت (عال) (7) يسمعه أهل المسجد: ألا هلك [ أهل العقدة ] (8) والله ما آس عليهم إنما آسى على من يضلون من الناس، فقيل له: يا صاحب رسول الله من هؤلاء أهل العقدة وما عقدتهم ؟ فقال: قوم تعاقوا بينهم إن مات رسول الله - صلى الله عليه وآله - لم يورثوا (9) أحدا من أهل بيته ولم يولوهم مقامه، أما والله لئن عشت إلى يوم الجمعة لاقومن فيهم


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لم يؤثروا. (4) كذا في البحار، وفي المصدر: فيخاصمه، وفي الاصل: ليخاصم. (5) ما أثبتناه من المصدر والبحار، وفي الاصل: - عن أبي عبد الله - عليه السلام -. (6) من المصدر والبحار. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) من المصدر والبحار. (9) ما أثبتناه من المصدر والبحار، وفي الاصل: يؤثروا.


[ 471 ]

مقاما ابين به للناس أمرهم. قال: فما أتت عليه (1) الجمعة. (2)

السادس والتسعون ومائة طاعة الشجرتين لرسول الله - صلى الله عليه وآله - ومثلهما لامير المؤمنين - عليه السلام - وإحضار الملائكة عمر ومعاوية ويزيد لامير المؤمنين - عليه السلام -، وغير ذلك من المعجزات 310 - الامام أبو محمد العسكري - عليه السلام - قال: قال علي بن محمد - عليهما السلام -: في حديث طويل يشتمل على معاجز النبي - صلى الله عليه وآله - قال: وأما الشجرتان اللتان تلاصقتا، فإن رسول الله - صلى الله عليه وآله - كان ذات يوم في طريق [ له ما ] (3) بين مكة والمدينة، وفي عسكره منافقون من المدينة، وكافرون من مكة، ومنافقون منها، وكانوا يتحادثون (4) فيما بينهم بمحمد - صلى الله عليه وآله - [ وآله ] (5) الطيبين وأصحابه الخيرين. فقال بعضهم لبعض: يأكل كما نأكل، وينفض كرشه من الغائط والبول كما ننفض، ويدعي أنه رسول الله ! فقال بعض مردة المنافقين: هذه صحراء ملساء لاتعمدن النظر إلى إسته إذا قعد لحاجته حتى أنظر (6) هل الذي يخرج منه كما يخرج منا أم لا ؟ فقال آخر: لكنك إذا (7) ذهبت أن تنظر منعه حياؤه من أن يقعد، فإنه أشد


(1) ما أثبتناه من المصدر والبحار، وفي الاصل: عليهم. (2) الفصول المختارة من العيون والمحاسن: 58 وعنه البحار: 10 / 296 ح 5. (3) من المصدر. (4) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ننظر. (7) في المصدر والبحار: إن. [ * ]


[ 472 ]

حياء من الجارية العذراء الممتنعة المحرمة. قال: فعرف الله ذلك نبيه محمدا - صلى الله عليه وآله - فقال لزيد بن ثابت: اذهب إلى [ تينك ] (1) الشجرتين المتباعدتين - [ يومي إلى شجرتين بعيدتين ] (2) قد أو غلتا في المفازة، وبعدتا من الطريق قدر ميل - فقف بينهما وناد: أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - يأمركما أن تلتصقا وتنضما، ليقضي رسول الله خلفكما حاجته، ففعل ذلك زيد، وقال: فوالذي بعث محمدا - صلى الله عليه وآله - بالحق نبيا إن الشجرتين انقلعتا باصولهما من مواضعهما، وسعت كل واحدة منهما إلى الاخرى سعي المتحابين كل واحدة منها إلى الاخرى، التقيا بعد طول غيبة وشدة اشتياق، ثم تلاصقتا و انضمتا انضمام متحابين في فراش في صميم الشتاء، وقعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - خلفهما، فقال اولئك المنافقون: قد استتر عنا. فقال بعضهم لبعض: فدوروا خلفه لننظر (3) إليه، فذهبوا ليدوروا خلفه، فدارت الشجرتان كلما داروا، ومنعتاهم من النظر إلى عورته. فقالوا: تعالوا نتحلق حوله لتراه طائفة منا، فلما ذهبوا يتحلقون تحلقت الشجرتان، فأحاطتا به كالانبوبة حتى فرغ وتوضأ، وخرج من هناك وعاد إلى العسكر. وقال لزيد بن ثابت: عد إلى الشجرتين وقل لهما: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - يأمركما أن تعودا إلى أماكنكما، فقال لهما، فسعت كل واحدة منهما إلى موضعها - والذي بعثه بالحق نبيا - سعي الهارب الناجي بنفسه من راكض شاهر سيفه خلفه، حتى عادت كل واحدة (4) إلى موضعها. فقال المنافقون: فقد امتنع محمد أن يبدي عورته، وأن ننظر إلى استه،


(1) من المصدر. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: تدور خلفه تنظرون. (4) في المصدر: شجرة. [ * ]


[ 473 ]

فتعالوا ننظر إلى ما خرج منه لنعلم أنه ونحن سيان، فجاؤا إلى الموضع فلم يجدوا (1) شيئا البته، لاعينا ولا أثرا. قال: وعجب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - من ذلك، فنودوا من السماء: أو عجبتم لسعي الشجرتين إحداهما إلى الاخرى، إن سعي الملائكة بكرامات الله عزوجل إلى محبي محمد - صلى الله عليه وآله - ومحبي علي أشد من سعي هاتين الشجرتين إحداهما إلى الاخرى، وإن تنكب نفحات النار يوم القيامة عن محبي علي والمتبرئين من أعدائه أشد من تنكب هاتين الشجرتين إحداهما عن الاخرى. (2) 311 - وقال علي بن محمد - عليهما السلام -: وقد كان نظير هذا لعلي بن أبي طالب - عليه السلام - لما رجع من صفين وسقى القوم من الماء الذي تحت الصخرة التي قلبها، ذهب ليقعد لحاجته (3)، فقال بعض منافقي عسكره: سوف أنظر إلى سوأته وإلى مايخرج منه فإنه يدعي مرتبة النبي لاخبر أصحابه (4) بكذبه. فقال علي - عليه السلام - لقنبر: يا قنبر اذهب إلى تلك الشجرة وإلى التي تقابلها - وقد كان بينهما أكثر من فرسخ - فنادهما: أن وصي محمد - صلى الله عليه وآله - يأمركما أن تتلاصقا. فقال قنبر: يا أمير المؤمنين أو يبلغهما صوتي ؟ فقال [ علي ] (5) - عليه السلام - إن الذي يبلغ بصرك (6) السماء وبينك وبينها


(1) في المصدر: يروا. (2) التفسير المنسوب إلى الامام العسكري - عليه السلام -: 163 - 165 ح 81 وعنه البحار: 17 / 314 - 316 ضمن ح 15، وقطعة منه في إثبات الهداة: 1 / 392 ح 599 ومستدرك الوسائل: 1 / 250 ح 7. (3) في المصدر: إلى حاجته. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: أصحابي. (5) من المصدر. (6) في المصدر: بصر عينك. [ * ]


[ 474 ]

مسيرة (1) خمسمائة عام، سيبلغهما صوتك، فذهب فنادى (2) فسعت إحداهما إلى الاخرى سعي المتحابين طالت غيبة أحدهما (3) عن الآخر واشتد إليه شوقه، وانضمتا. فقال قوم من منافقي العسكر: إن عليا يضاهي في سحره رسول الله ابن عمه ! ما ذاك رسول الله ولاهذا إمام، وإنما هما (4) ساحران ! ولكنا سندور من خلفه لننظر إلى عورته وما يخرج منه، فأرسل الله ذلك إلى اذن علي - عليه السلام - من قبلهم. فقال - جهرا -: يا قنبر إن المنافقين أرادوا مكايدة وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - وظنوا أنه لا يمتنع منهم إلا بالشجرتين فارجع إليهما - يعني الشجرتين - (5) وقل لهما: إن وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - يأمركما (6) أن تعودا إلى مكانكما ففعل ما أمره به، فانقلعتا وعادت (7) كل واحدة منهما تفارق الاخرى كهزيمة الجبان من الشجاع البطل، ثم ذهب علي - عليه السلام - ورفع ثوبه ليقعد، وقد مضى من المنافقين جماعة لينظروا إليه ولما رفع ثوبه أعمى الله أبصارهم فلم يبصروا شيئا، فولوا عنه وجوههم فأبصروا كما كانوا يبصرون. ثم نظروا إلى جهته فعموا، فما زالوا ينظرون إلى جهته ويعمون ويصرفون عنه وجوههم ويبصرون، إلى أن فرغ علي - عليه السلام - وقام ورجع، وذلك ثمانون مرة من كل واحد منهم.


(1) في المصدر: مسير. (2) في الاصل: ينادي، وما أثبتناه من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: غيبتهما. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إنهما. (5) في المصدر: فارجع إلى الشجرتين. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: أمركما. (7) في المصدر: وعدت. [ * ]


[ 475 ]

ثم ذهبوا ينظرون ما خرج منه فاعتقلوا في مواضعهم فلم يقدروا أن يريموها (1)، فإذا انصرفوا أمكنهم الانصراف وأصابهم ذلك مائة مرة حتى نودي فيهم بالرحيل، فرحلوا وما وصلوا إلى ما أرادوا من ذلك (الموضع) (2) ولم يزدهم ذلك إلا عتوا وطغيانا وتماديا في كفرهم وعنادهم. فقال بعضهم [ لبعض ] (3): انظروا [ إلى ] (4) هذا العجب ! من هذه آياته ومعجزاته يعجز عن معاوية وعمرو ويزيد، فأوصل الله عزوجل ذلك من أفواههم (5) إلى اذنه. فقال علي - عليه السلام -: يا ملائكة ربي ائتوني بمعاوية وعمرو ويزيد، فنظروا (6) في الهواء فإذا ملائكة كأنهم الشرط السودان وقد علق كل واحد منهم بواحد فأنزلوهم إلى حضرته، فإذا [ أحد ] (7) هم معاوية والآخر [ عمرو والآخر ] (8) يزيد. فقال علي - عليه السلام -: تعالوا فانظروا إليهم أما لو شئت لقتلتهم ولكني انظرهم كما أنظر الله تعالى إبليس إلى يوم الوقت المعلوم، إن الذي ترونه بصاحبكم ليس بعجز ولا بذل (9) ولكنه محنة من الله تعالى لكم لينظر كيف تعلمون، ولئن طعنتم على علي - عليه السلام - فقد طعن الكافرون والمنافقون قبلكم على رسول الله (10) - صلى الله عليه وآله -.


(1) في المصدر: يروها. (2) ليس في المصدر والبحار. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) في المصدر والبحار: قبله. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فنظر. (7) من المصدر والبحار. (8) من المصدر. (9) في المصدر والبحار: ذل. (10) في المصدر: رسول رب العالمين. [ * ]


[ 476 ]

فقالوا: إن من طاف ملكوت السماوات والجنان في ليلة، ورجع كيف يحتاج إلى أن يهرب ويدخل الغار، ويأتي [ إلى ] (1) المدينة من مكة في أحد عشر يوما ؟ [ قال ] (2) وإنما هو من الله تعالى إذا شاء أراكم القدرة لتعرفوا صدق أنبياء الله وأوصيائهم وإذا شاء امتحنكم بما تكرهون لينظر كيف تعملون، وليظهر حجته عليكم. (3)

السابع والتسعون ومائة أخذه - عليه السلام - من شعر لحية معاوية وسقوطه عن سريره من مسافة بعيدة 312 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: روت الشيعة من طرق شتى، أن قوما اجتمعوا على أمير المؤمنين - عليه السلام - وقالوا: قد أعطاك الله تعالى هذه القدرة الباهرة وأنت تستنهض الناس إلى (4) قتال معاوية ؟ ! فقال: إن الله تعالى تعبدهم بمجاهدة الكفار والمنافقين [ والناكثين ] (5) والقاسطين والمارقين، فو الله لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في أرضكم هذه الطويلة وضربت بها صدر معاوية بالشام، وأخذت بها من شاربه - أو قال: من لحيته - فمد يده - عليه السلام - وردها فإذا فيها (6) شعرات كثيرة، فقاموا وتعجبوا من ذلك.


(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) التفسير المنسوب إلى الامام العسكري - عليه السلام -: 165 - 168 ح 82 وعنه البحار: 42 / 29 ح 8، وقطعة منه في إثبات الهداة: 2 / 481 ح 287. (4) في النوادر: على. (5) من النوادر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: هي. [ * ]


[ 477 ]

ثم اتصل الخبر بعد مدة طويلة بأن معاوية سقط عن سريره في اليوم الذي كان مد يده فيه أمير المؤمنين - عليه السلام - وغشى عليه، ثم أفاق وافتقد من شاربه ولحيته شعرات. وروي أنه - عليه السلام - لما تعجب الناس ! قال: ولا تعجبوا من أمر الله سبحانه، فإن آصف بن برخيا كان وصيا، وكان (عنده علم من الكتاب) (1) (على ما قصه الله تعالى في كتابه، فأتى بعرش بلقيس من سبأ إلى بيت المقدس قبل أن يرتد إلى سليمان طرفه، وأنا أكبر قدرة منه، فإن عندي علم الكتاب كله) (2). قال الله تعالى: { ومن عنده علم الكتاب } (3) ماعنى به إلا عليا وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - والله لو طرحت لي الوسادة لقضيت لاهل (4) التوراة بتوراتهم، ولاهل (5) الانجيل بإنجيلهم [ وبين أهل الزبور بزبورهم ] (6) ولاهل القرآن بقرآنهم (7)، بقضاء يصعد إلى الله تعالى. وهذا الفصل من كلامه - صلوات الله عليه - فقد ذكره في مواطن كثيرة وهو معروف مشهور في الموافق (8) والمخالف. (9)


(1) مقتبس من آية 40 من سورة النمل. (2) مابين القوسين ليس في نسخة " خ ". (3) الرعد: 43. (4) في النوادر: وجلست عليها لحكمت بين أهل. (5) في النوادر: وبين أهل. (6) من النوادر. (7) في النوادر: وبين أهل الفرقان بفرقانهم. (8) في النوادر: بين المؤالف. (9) عيون المعجزات: 37. ورواه الطبري في نوادر المعجزات: 44 ذح 17 بإسناده إلى أبي جعفر ميثم التمار. [ * ]


[ 478 ]

 

الثامن والتسعون ومائة انقلاب قوسه - عليه السلام - كعصى موسى - عليه السلام - 313 - ثاقب المناقب: روى سلمان - رضي الله عنه - قال: كان بين رجل من شيعة علي - عليه السلام - وبين رجل آخر من شيعة غيره اختلاف (1)، فاختصما إلى ذلك الغير، فمال مع شيعته على شيعة علي، فشكا إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - صاحبه، فذهب - عليه السلام - وقال: ألم أنهك أن يكون بينك وبين شيعتي عمل. قال سلمان: قال لي ذلك الغير: يا سلمان، فلما سمعت [ ذلك ] (2) منه خفت من هيبته وشجاعته، وفي يده قوس عربية فما شبهته إلا بموسى بن عمران - عليه السلام - وقوسه بعصاه، وفتح فاه ليبتلعني حتى قلت له: يا علي بحق أخيك رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلا عفوت عني، فرده. (3)

التاسع والتسعون ومائة انقلاب الطومار ثعبانا، وإنطاق الطوامير بالنبي والوصي - عليهما السلام - 314 - الامام أبو محمد العسكري - عليه السلام -: في قوله تعالى { ولا تلبسوا الحق بالباطل } (4) الآية، قال - عليه السلام -: خاطب (5) الله تعالى بها قوما [ من ] (6) اليهود لبسوا الحق بالباطل بأن زعموا أن محمدا - صلى الله عليه وآله - نبي، وأن عليا وصي، ولكنهما يأتيان بعد وقتنا هذا بخمسمائة سنة.


(1) في المصدر: خلاف. (2) من المصدر. (3) الثاقب في المناقب: 154 ح 3. (4) البقرة: 42. (5) ما أثبتناه من المصدر والبحار، وفي الاصل: يخاطب. (6) من المصدر. [ * ]


[ 479 ]

فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وآله -: أترضون التوراة بيني وبينكم حكم ا ؟ قالوا: بلى. فجاؤوا بها، وجعلوا يقرؤون منها خلاف ما فيها، فقلب الله الطومار الذي كانوا (1) يقرؤون (فيه) (2) وهو في يد قراءين منهم مع أحدهما أوله، ومع الآخر آخره، فانقلب ثعبانا له رأسان، وتناول كل رأس منهما يمين من هو في يده، وجعل (3) يرضضه ويهشمه، ويصيح الرجلان ويصرخان. وكانت هناك طوامير اخر فنطقت وقالت: لا تزالان في هذا العذاب حتى تقرءا بما فيها من صفة محمد - صلى الله عليه وآله - ونبوته، وصفة علي وإمامته على ما أنزل الله تعالى [ فيها ] (4)، فقرءاه صحيحا، وآمنا برسول الله - صلى الله عليه وآله -، و اعتقدا إمامة علي ولي الله (5) ووصي رسول الله - صلى الله عليه وآله -. فقال الله عزوجل: { ولا تلبسوا الحق بالباطل } بأن تقروا بمحمد وعلي من وجه وتجحدوهما من وجه { وتكتموا الحق } من نبوة هذا، وامامة هذا { و انتم تعلمون } (6) أنكم تكتمونه وتكابرون علومكم (7) وعقولكم، فإن الله إذا كان قد جعل أخباركم حجة، ثم جحدتم لم يضيع هو حجته، بل يقيمها من غير جهتكم (8)، فلا تقدروا أنكم تغالبون ربكم وتقاهرونه. (9)


(1) في المصدر: كانوا منه، وفي البحار: منه كانوا. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: جعله، وفي البحار: جعلت. (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: ولي رسول الله. (6) البقرة: 42. (7) في نسخة " خ " والبحار: حلومكم. (8) في البحار: حجتكم. (9) التفسير المنسوب إلى الامام العسكري - عليه السلام -: 230 ح 109 وعنه تأويل الآيات: 1 / 52 ح 27، والبحار: 9 / 307 صدر ح 10، والمؤلف في تفسير البرهان: 1 / 91 صدر ح 1. [ * ]


[ 480 ]

 

المائتان عدم تأثير السم في النبي والوصي - عليهما السلام -، واشتداد البساط على الحفرة المدبر عليها لهما وفيها وعدم سقوط الجدار عليه المدبر عليه - عليه السلام - 315 - الامام أبو محمد الحسن العسكري - عليه السلام -: في حديث طويل قال: وأما قلب [ الله ] (1) به، السم على اليهود الذين قصدوه به (يعني رسول الله - صلى الله عليه و آله -) (2) وإهلاكهم (3) الله به، فإن رسول الله - صلى الله عليه وآله - لما ظهر بالمدينة اشتد حسد ابن ابي [ له ] (4) سط 4، فدبر عليه أن يحفر له حفيرة في مجلس من مجالسه، داره ويبسط فوقها بساطا، وينصب في أسفل الحفيرة أسنة رماح، وينصب سكاكين مسمومة، وشد [ أحد ] (5) جوانب البساط والفراش إلى الحائط، ليدخل رسول الله - صلى الله عليه وآله - وخواصه مع علي - عليه السلام -، فإذا وضع رسول الله - صلى الله عليه وآله - رجله على البساط وقع في (6) الحفيرة، وقد كان نصب في داره، وخبأ رجالا بسيوف مشهورة يخرجون على علي - عليه السلام - ومن معه عند وقوع محمد - صلى الله عليه وآله - في الحفيرة فيقتلونهم بها، ودبر أنه إن لم ينشط للقعود على ذلك البساط أن يطعموه من الطعام المسموم ليموت هو وأصحابه معه جميعا. فجاء [ ه ] (7) جبرئيل - عليه السلام - وأخبره بذلك، وقال [ له ] (8): إن الله تعالى يأمرك أن تقعد حيث يقعدك، وتأكل مما (9) يطعمك، فإنه مظهر عليك آياته، ومهلك أكثر من تواطأ على ذلك فيك.


(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: أهلكهم. (4 و 5) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: على. (7 و 8) من المصدر والبحار. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما. [ * ]


[ 481 ]

فدخل رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقعد على البساط، وقعدوا عن يمينه وشماله وحواليه، ولم يقع في الحفيرة، فتعجب ابن ابي [ ونظر ] (1)، فإذا قد صار ما تحت البساط أرضا ملتئمة، وأتى رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعليا وصحبهما بالطعام المسموم، فلما أراد رسول الله - صلى الله عليه وآله - أن يضع يده في الطعام، فقال: يا علي أرق هذا الطعام بالرقية (2) النافعة. فقال علي -: بسم الله الشافي، بسم الله الكافي، بسم الله المعافي، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي [ ولاداء ] (3) في الارض ولا في السماء، وهو السميع العليم. ثم أكل رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعلي ومن معهما حتى شبعوا. ثم جاء أصحاب عبد الله بن ابي وخواصه، وأكلوا فضلات رسول الله - صلى الله عليه وآله - وصحبه، فظنوا (4) أنه قد غلط ولم يجعل فيه سما (5) لما رأوا محمدا وصحبه لم يصبهم مكروه. وجاءت بنت عبد الله بن ابي إلى ذلك المجلس المحفور تحته، المنصوب فيه ما نصب، وهي كانت دبرت ذلك، فنظرت فإذا ما تحت البساط أرض ملتئمة، فجلست على البساط واثقة، فأعاد الله الحفيرة بما فيها فسقطت فيها وهلكت، فوقعت الصيحة. فقال عبد الله بن أبي: إياكم وأن تقولوا إنها سقطت في الحفيرة، فيعلم محمد ماكنا دبرنا [ ه ] (6) عليه، فبكوا، وقالوا: ماتت العروس، وبعلة عرسها


(1) من المصدر. (2) الرقية: العوذة. (3) من المصدر. (4) في المصدر: ظنا منهم. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: سموما. (6) من المصدر. [ * ]


[ 482 ]

كانوا دعوا رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ ومات القوم الذين أكلوا فضلة رسول الله - صلى الله عليه وآله - ] (1) فسأله (2) رسول الله - صلى الله عليه وآله - عن سبب موت البنت والقوم ؟ فقال ابن ابي: سقطت من السطح، ولحق القوم تخمة (3). فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: [ الله ] (4) أعلم بماذا ماتوا وتغافل عنهم. (5) 316 - قال علي بن الحسين - عليهما السلام -: وكان نظيرها لعلي بن أبي طالب - عليه السلام - مع جد بن قيس وكان تالي عبد الله بن ابي في النفاق، كما أن عليا تالي رسول الله - صلى الله عليه وآله - في الكمال والجمال والجلال. وتفرد جد مع عبد الله بن ابي - بعد (هذه القصة التي سلم الله منها محمدا - صلى الله عليه وآله وصحبه وقلبها على عبد الله بن ابي) (6) - فقال له: إن محمدا - صلى الله عليه وآله ماهر بالسحر، وليس علي كمثله، فاتخذ أنت يا جد لعلي دعوة [ بعد ] (7) أن تتقدم في تنبيش (8) أصل حائط بستانك، ثم يقف رجال خلف الحائط بخشب يعتمدون بها على الحائط، ويدفعونه على علي - عليه السلام - ومن معه ليموتوا (9) تحته. فجلس علي - عليه السلام - تحت الحائط فتلقاه بيسراه ودفعه (10)، وكان الطعام


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فسأل. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تحته. (4) من المصدر. (5) التفسير المنسوب للامام العسكري - عليه السلام -: 190 ح 89، عنه البحار: 17 / 328 - 330 ضمن ح 15. (6) بدل مابين القوسين في البحار: ما سم الرسول - صلى الله عليه وآله - ولم يؤثر فيه. (7) من المصدر والبحار. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تفتيش. (9) ما أثبتناه من المصدر والبحار، وفي الاصل: يقعدون بها على الحائط ويدفعون.. فيموتوا. (10) في البحار: بيساره وأوقفه. [ * ]


[ 483 ]

بين أيديهم، فقال علي - عليه السلام -: كلوا بسم الله عزوجل، وجعل يأكل معهم حتى أكلوا وفرغوا، وهو يمسك الحائط بشماله، والحائط ثلاثون ذراعا طوله في خمسة عشر (ذراعا) (1) سمكه، في ذراعين غلظة، فجعل أصحاب علي - عليه السلام - وهم يأكلون يقولون: يا أخا رسول الله - صلى الله عليه وآله - أفتحامي هذا و [ أنت ] (2) تأكل ؟ فإنك تتعب في حبسك هذا الحائط عنا. فقال علي - عليه السلام -: إني لست أجد له من المس بيساري إلا أقل مما أجده من ثقل هذه اللقمة بيميني. وهرب جد بن قيس وخشي أن يكون قد مات وصحبه، وإن محمدا يطلبه لينتقم منه، واختفى (3) عند عبد الله بن ابي، فبلغهم أن عليا قد أمسك الحائط بيساره وهو يأكل بيمينه، وأصحابه (4) تحت الحائط لم يموتوا. فقال أبو الشرور وأبو الدواهي اللذان كان أصل التدبير منهما في ذلك: (5) إن عليا قد مهر (6) بسحر محمد فلاسبيل لنا عليه، فلما فرغ القوم مال علي - عليه السلام - على الحائط بيساره فأقامه وسواه ورأب (7) صدعه، ولام (8) شعبه، وخرج هو والقوم. فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال له: يا أبا الحسن ضاهيت اليوم أخي


(1) ليس في البحار. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر ونسخة " خ ": إختبأ. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: هو وأصحابه. (5) في المصدر والبحار: كانا أصل التدبير في ذلك. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بهر. (7) رأب وأرأب: صلح وأصلح. (8) لام الشئ: أصلحه، جمعه وشده. [ * ]


[ 484 ]

الخضر - عليه السلام - لما أقام الجدار، وما سهل الله ذلك إلا بدعائه بنا أهل البيت. (1)

الحادي والمائتان العير التي أقبلت عليهما اللحمان والدقيق والتمور ولا يعلمون أصحابه - عليه السلام - من أين أتت بوقعة صفين 317 - ثاقب المناقب: حدث الثقاة أن أمير المؤمنين - عليه السلام - لما امتد مقامه بصفين، شكوا إليه نفاذ الزاد والعلف، بحيث لم يجد أحد من أصحابه شيئا يؤكل. فقال - عليه السلام - لهم: غدا يصل إليكم ما يكفيكم، فلما أصبحوا وتقاضوه (2) صعد - عليه السلام - على تل كان هناك ودعا بدعاء وسأل الله تعالى أن يطعمهم ويعلف دوابهم، ثم نزل ورجع إلى مكانه، فما استقر قراره، إلا وقد أقبلت العير بعد العير، وعليها اللحمان والتمور والدقيق، بحيث (3) امتلات به البراري، وفرغ أصحاب الجمال جميع الاحمال من الاطعمة، وما كان معهم من علف الدواب، وغيرها من الثياب، وجلال الدواب، وجميع ما يحتاجون إليه، ثم انصرفوا، ولم يدر من أي البقاع وردوا، [ أو ] (4) من الانس كانوا أم من الجن، وتعجب الناس (5) من ذلك. (6)


(1) التفسير المنسوب إلى الامام العسكري - عليه السلام -: 192 - 194 ح 90 وعنه البحار: 42 / 31 ح 9 وفي مناقب آل أبي طالب: 2 / 293 مختصرا. وفي إثبات الهداة: 2 / 482 ح 288 أشار إلى الحديث. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: وتقاضوا. (3) في المصدر: حتى. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: وتعجبوا من ذلك. (6) الثاقب في المناقب: 157 ح 6. وأخرجه في الخرائج: 2 / 543 ح 4، وعنه البحار: 33 / 42 ح 384، وإثبات الهداة: 2 / 458 ح 197. [ * ]


[ 485 ]

 

الثاني ومائتان الماء الذي أخرجه - عليه السلام - لاصحابه بوقعة صفين حين شكوا إليه نفاذ مائهم، وقلع الصخرة، وحديث الراهب، وغير ذلك من المعجزات بوقعة صفين 318 - الشيخ المفيد في إرشاده: قال: روى أهل السير واشتهر الخبر به في العامة والخاصة حتى نظمه الشعراء، وخطب به البلغاء، ورواه الفهماء (1) والعلماء من حديث الراهب بأرض كربلاء والصخرة، وشهرته تغني عن تكلف إيراد الاسناد له، وذلك أن الجماعة روت أن أمير المؤمنين - عليه السلام - لما توجه إلى صفين (لحقه و) (2) لحق أصحابه عطش [ شديد ] (3)، ونفذ ماكان معهم (4) من الماء، فأخذوا يمينا وشمالا يلتمسون الماء فلم يجدوا له أثرا، فعدل بهم أمير المؤمنين - عليه السلام - عن الجادة وسار قليلا، فلاح لهم دير في وسط البرية، فسار بهم نحوه حتى إذا صار في فنائه أمر من نادى ساكنه بالاطلاع إليهم، فنادوه فاطلع. فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام -: [ هل قرب ] (5) قائمك هذا [ من ] (6) ماء يتغوث به هؤلاء القوم ؟ فقال: هيهات، بيني وبين الماء أكثر من فرسخين، وما بالقرب مني شئ من الماء، ولولا انني (7) اؤتي بماء يكفيني كل شهر على التقتير (8) لتلفت عطشا. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: أسمعتم ما قال الراهب ؟ قالوا: نعم، أفتأمرنا


(1) كذا في المصدر والبحار ونسخة خ ل، وفي الاصل: الفقهاء. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر والبحار: عندهم. (5 و 6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: اني. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: اليقين. [ * ]


[ 486 ]

بالمسير إلى حيث أومأ إليه لعلنا ندرك الماء وبنا قوة ؟ فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: لا حاجة لكم إلى ذلك، ولوى عنق بغلته نحو القبلة، وأشار لهم (1) إلى مكان يقرب من الدير، فقال لهم: اكشفوا الارض في هذا المكان، فعدل جماعة منهم إلى الموضع فكشفوه بالمساحي، وظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع. فقالوا: يا أمير المؤمنين ها هنا صخرة لاتعمل فيها المساحي، فقال لهم: إن هذه الصخرة على الماء، فإن زالت عن موضعها وصلتم (2) الماء، فاجتهدوا في قلعها (3)، فاجتمع القوم وراموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيلا، واستصعبت عليهم. فلما رآهم - عليه السلام - قد اجتمعوا وبذلوا الجهد في قلع الصخرة فاستصعبت عليهم لوى رجله عن سرجه حتى صار على الارض، ثم حسر عن ذراعيه ووضع أصابعه تحت جانب الصخرة فحركها، ثم قلعها بيده ودحا بها أذرعا كثيرة، فلما زالت عن مكانها ظهر لهم بياض الماء، فتبادروا (4) إليه فشربوا منه، وكان أعذب ماء شربوا منه في سفرهم وأبرده وأصفاه. فقال لهم: تزودوا وارتووا. ففعلوا ذلك، ثم جاء إلى الصخرة فتناولها بيده ووضعها حيث كانت، وأمر أن يعفى أثرها بالتراب والراهب ينظر من فوق ديره، فلما استوفى علم ما جرى نادى: أيها (5) الناس أنزلوني. فاحتالوا في إنزاله، فوقف بين يدي أمير المؤمنين - عليه السلام - فقال [ له ] (6): يا هذا أنت نبي مرسل ؟ قال: لا. قال: فملك مقرب ؟ قال: لا. قال: فمن أنت ؟


(1) في المصدر والبحار: بهم. (2) في المصدر والبحار: وجدتم. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: قلبها. (4) في المصدر والبحار: فبادروا. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يا معاشر. (6) من المصدر والبحار. [ * ]


[ 487 ]

قال: أنا وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - محمد بن عبد الله خاتم النبيين. قال: ابسط يدك أسلم لله تبارك وتعالى على يديك (1)، فبسط أمير المؤمنين - عليه السلام - يده، وقال له: اشهد الشهادتين. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله [ وحده لا شريك له ] (2)، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (3)، وأشهد أنك وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأحق الناس بالامر من بعده، وأخذ أمير المؤمنين - عليه السلام - عليه شرائط الاسلام، ثم قال له: ما الذي دعاك الآن إلى الاسلام بعد طول مقامك في هذا الدير على الخلاف ؟ فقال: اخبرك يا أمير المؤمنين، إن هذا الدير بنى على طلب قالع هذه الصخرة، ومخرج الماء من تحتها، وقد مضى عالم قبلي فلم يدركوا ذلك، وقد رزقنيه الله تعالى، إنا نجد في كتاب من كتبنا، ونأثر (4) عن علمائنا أن في هذا الصقع عينا عليها صخرة لايعرف مكانها إلا نبي أو وصي نبي، وإنه لابد من ولي لله يدعو إلى الحق وآيته معرفة مكان هذه الصخرة وقدرته على قلعها، وإني لما رأيتك قد فعلت ذلك تحققت ماكنا ننتظره وبلغت الامنية (اليوم) (5) منه، فأنا اليوم مسلم على يديك (6)، ومؤمن بحقك ومولاك. فلما سمع أمير المؤمنين - عليه السلام - (ذلك) (7) بكى حتى اخضلت لحيته من الدموع، ثم قال: (الحمد لله الذي لم أكن عنده منسيا،) (8) الحمد لله الذي كنت في كتبه مذكورا، ثم دعا الناس فقال (لهم) (9): اسمعوا ما يقول أخوكم


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يدك. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: محمدا رسول الله. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وأثر. (5) ليس في المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يدك. (7 - 9) ليس في البحار. [ * ]


[ 488 ]

(هذا) (1) المسلم، فسمعوا مقاله، وكثر حمدهم لله تعالى، وشكرهم على النعمة التي أنعم بها عليهم في معرفتهم بحق أمير المؤمنين - عليه السلام -. ثم سار (2) والراهب بين يديه في جملة أصحابه حتى لقى أهل الشام، وكان الراهب في جملة من استشهد معه، فتولى الصلاة عليه ودفنه، وأكثر من الاستغفار له، وكان إذا ذكره يقول: ذاك مولاي. الطبرسي في إعلام الورى: قال: قصة عين راحوما والراهب بأرض كربلاء والصخرة والخبر بذلك مشهور بين الخاص والعام وحديثها أنه - عليه السلام - لما توجه إلى صفين لحق أصحابه عطش فأخذوا يمينا وشمالا يطلبون الماء فلم يجدوه، فعدل [ بهم ] (3) أمير المؤمنين - عليه السلام - عن الجادة، وسار قليلا فلاح لهم دير، فسار بهم نحوه، وساق الحديث بعينه إلى آخره إلى قوله يقول: ذاك مولاي. ثم قال المفيد: وفي هذا الخبر ضروب من المعجز: أحدها علم الغيب، والثاني القوة التي خرق العادة بها وتميز (4) بخصوصيتها من الانام، مع ما فيه من ثبوت البشارة به في كتب الله الاولى، وذلك مصداق قوله عز اسمه { ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل } (5). ومثل ذلك ذكره الطبرسي بعد ذكره هذا الخبر. (6)

الثالث ومائتان الماء الذي اظهر له - عليه السلام - ولاصحابه حين سار إلى كربلاء


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) في المصدر والبحار: ساروا. (3) من المصدر. (4) كذا في الارشاد، وفي الاصل والبحار: وتميزه. (5) الفتح: 29. (6) الارشاد: 176 - 177، إعلام الوري: 178 - 179 وعنهما البحار: 41 / 260 ح 21. [ * ]


[ 489 ]

319 - المفيد في الاختصاص: عن صفوان، عن أبي الصباح (1) الكناني زعم أن أبا سعيد عقيصا (2) حدثه أنه سار مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - نحو كربلاء، وأنه أصابنا عطش شديد، وأن عليا - صلوات الله عليه - نزل في البرية، فحسر عن يديه، ثم أخذ يحثو التراب ويكشف عنه حتى برز له حجر أبيض (3)، فحمله فوضعه جانبا، وإذا تحته عين من ماء من أعذب ما طعمته، وأشده (4) بياضا، فشرب وشربنا، ثم سقينا دوابنا، ثم سواه، ثم سار منه ساعة، ثم وقف. ثم قال: عزمت عليكم لما رجعتم فطلبتموه، فطلبه الناس حتى ملوا فلم يقدروا عليه، فرجعوا إليه فقالوا: ما قدرنا على شئ. (5)

الرابع ومائتان الماء الذي أظهره - عليه السلام - من عين مريم - عليها السلام - ومعرفة الراهب له - عليه السلام - بموضع من الزوراء 320 - الشيخ في أماليه: قال: أخبرني محمد بن محمد - يعني المفيد - قال: حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي (6)، قال: حدثني إسماعيل بن علي بن


(1) هو: إبراهيم بن نعيم العبدي أبو الصباح الكناني نزل فيهم فنسب إليهم، وكان أبو عبد الله - عليه السلام - يسميه الميزان لثقته. (رجال النجاشي). (2) هو: دينار، يكنى أبا سعيد، ولقبه عقيصا - وإنما لقب بذلك لشعر قاله، من أصحاب علي والحسين - عليهما السلام - وروى عنهما - عليهما السلام - كما في البرقي ورجال الشيخ. (معجم الرجال). (3) في البحار: أسود. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وأشد. (5) الاختصاص: 219 وعنه البحار: 41 / 273 ح 28. (6) هو علي بن أبي معاوية أبو الحسن المهلبي الازدي، شيخ أصحابنا بالبصرة، ثقة، سمع الحديث فأكثر، وصنف كتبا. (رجال النجاشي). [ * ]


[ 490 ]

عبد الرحمان البربري (1) الخزاعي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عيسى بن حميد الطائي، قال: حدثنا [ أبي: ] (2) حميد بن قيس، قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسين بن علي بن الحسين يقول: إن أمير المؤمنين - عليه السلام - لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء (4)، فقال للناس: [ إنها الزوراء ] (5) فسيروا وجنبوا عنها، فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة. (فلما أتى موضعا من أرضها، قال: ما هذه الارض ؟ قيل: أرض نجران (6)، فقال: أرض سباخ جنبوا ويمنوا) (7)، فلما أتى يمنة السواد وإذا هو براهب في صومعته، فقال له: يا راهب أنزل ها هنا ؟ قال له الراهب: لا تنزل هذه الارض بجيشك. فقال: ولم ؟ قال: لانه لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله عزوجل، كذا (8) نجد في كتبنا. فقال له أمير المؤمنين - عليه الاسلام -: فأنا وصي سيد الانبياء، و (أنا) (9) سيد


(1) في المصدر: البربري. (2) من المصدر والبحار. (3) هو: علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام -، المدني: من أصحاب الصادق - عليه السلام - ونسب ابن داود إلى رجال الشيخ إضافة كلمة (معظم) (معجم الرجال). (4) الزوراء: أرض بذي خيم، وقال الازهري: مدينة بغداد في الجانب الشرقي، وعن غيره: أنها مدينة أبي جعفر المنصور، وهي في الجانب الغربي. (معجم البلدان). (5) من المصدر والبحار. (6) في المصدر: بحراء، وفي البحار ج 33 / 437: (نجرا) و (نجران) بالفتح، ثم السكون، وآخره نون، وهو في عدة مواضع: منها: موضع على يومين من الكوفة، فيما بينها وبين واسط، على الطريق. (مراصد الاطلاع). (7) ليس في البحار ج 14. (8) في المصدر: هكذا. (9) ليس في المصدر والبحار. [ * ]


[ 491 ]

الاوصياء. فقال له الراهب: فأنت إذا أصلع قريش، ووصي محمد - صلى الله عليه وآله - ؟ قال له أمير المؤمنين - عليه السلام -: أنا ذلك، فنزل الراهب إليه، فقال: خذ علي شرائع الاسلام، إني وجدت في الانجيل نعتك، وأنك تنزل أرض براثا بيت مريم وأرض عيسى عليه السلام -. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: قف ولا تخبرنا بشئ، ثم أتى موضعا، فقال: الكزوا هذه، فألكزه برجله - عليه السلام - فانبجست عين خرارة، فقال: هذه عين مريم التي أنبعت (1) لها. ثم قال: اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعا، فكشف فإذا بصخرة بيضاء، فقال علي - عليه السلام -: على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلت هاهنا، فنصب أمير المؤمنين - عليه السلام - الصخرة وصلى إليها، وأقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة، وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة، ثم قال: أرض براثا هذه بيت مريم - عليها السلام - هذا الموضع المقدس صلى فيه الانبياء. قال أبو جعفر محمد بن علي - عليهما السلام -: ولقد وجدنا أنه صلى فيه إبراهيم قبل عيسى - عليهما السلام -. (2) 321 - ابن بابويه في الفقيه: عن علي بن أحمد بن موسى - رضي الله عنه، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي (3)، عن محمد بن إسماعيل البرمكي (4)، عن


(1) في المصدر: انبعقت. (2) الامالي: 1 / 202 - 203، وعنه البحار: 14 / 210 ح 7 باختلاف كثير وج 33 / 437 ح 645 ومستدرك الوسائل: 3 / 429 ح 1 وإثبات الهداة: 2 / 96 ح 391 وفي البحار: 102 / 27 ح 2 عنه وعن الخرائج: 2 / 552 ح 13. وأورده في كشف الغمة: 1 / 393 عن علي بن الحسين - عليهما السلام - وفي مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 264 نحوه. (3) هو محمد بن جعفر الاسدي المتقدم في ح 48. (4) محمد بن إسماعيل بن أحمد بن بشير البرمكي المعروف بصاحب الصومعة، أبو عبد الله، سكن قم، وليس أصله منها، وذكر ذلك أبو العباس بن نوح، وكان ثقة مستقيما. (رجال النجاشي). [ * ]


[ 492 ]

جعفر بن أحمد (1)، عن عبد الله بن الفضل (2)، عن المفضل بن عمر، عن جابر ابن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الانصاري، أنه قال: صلى بنا علي - عليه السلام - ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة (3) ونحن زهاء مائة ألف رجل، فنزل نصراني من صومعته، فقال: من عميد هذا الجيش ؟ فقلنا: هذا، فأقبل إليه وسلم عليه، فقال: يا سيدي أنت نبي ؟ فقال: لا، النبي سيدي قد مات. قال: فأنت وصي نبي ؟ قال: نعم. ثم قال له: اجلس كيف سألت عن هذا ؟ قال: أبنيت (4) هذه الصومعة من أجل هذا الموضع وهو براثا، وقرأت في الكتب المنزلة أنه لا يصلي في هذا الموضع بهذا (5) الجمع إلا نبي أو وصي نبي، وقد جئت اسلم. فأسلم وخرج معنا إلى الكوفة. فقال له علي - عليه الاسلام -: فمن صلى هاهنا ؟ قال: [ صلى ] (6) عيسى بن مريم - عليه السلام - وامه. فقال له علي - عليه السلام -: أفأخبرك من صلى هاهنا ؟ قال: نعم. قال: الخليل - عليه السلام -. ورواه الشيخ في التهذيب: عن جابر بن عبد الله الانصاري. (7)


(1) جعفر بن احمد بن أيوب السمرقندي أبو سعيد يقال له: إبن عاجز، كان صحيح الحديث و المذهب. " رجال النجاشي ". (2) عبد الله بن الفضل النوفلي، روى عن أبيه وعن المفضل بن عمر، وروى عنه جعفر بن أحمد، من أصحاب الصادق - عليه السلام - " معجم الرجال ". (3) بالضم وتخفيف الراء: الخوارج الذين خرجوا عن طاعة الامام المفترض الطاعة - عليه السلام -. (4) في المصدر: أنا بنيت. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: بذا. (6) من المصدر. (7) من لا يحضره الفقيه: 1 / 232 ح 698 وعنه التهذيب: 3 / 264 ح 67 وعنهما الوسائل: 3 / 549 ح 1. [ * ]


[ 493 ]

 

الخامس ومائتان أنه - عليه السلام - أسقى أصحابه من الماء تحت صخرة اجتذبها ورمى بها عن عين راحوما والراهب هناك في قرية صندوداء (1) 322 - ابن شهراشوب: عن أهل السير، عن حبيب بن الجهم وأبي سعيد التميمي (وأبي سعيد عقيصا) (2) والنطنزي في الخصائص (3)، [ والاعثم في الفتوح ] (4) والطبري في كتاب الولاية بإسناد له عن محمد بن القاسم الهمداني، وأبو عبد الله البرقي، عن شيوخه، عن جماعة من (5) أصحاب علي - عليه السلام - أنه نزل أمير المؤمنين - عليه السلام - بالعسكر عند وقعة صفين (في ارض بلقع) (6) عند قرية صندوداء. فقال مالك الاشتر: تنزل الناس على غير ماء ؟ ! فقال: يا مالك إن الله سيسقينا في هذا المكان، احتفر انت واصحابك، فاحتفروا فإذا هم بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة لجين (7)، فعجزوا عن قلعها وهم مائة رجل، فرفع أمير المؤمنين - عليه السلام - يده إلى السماء وهو يقول: طاب طاب يا عالم يا طيبو ثابوثة شميا (8)


(1) " صندوداء ": قرية كانت في غربي الفرات فوق الانبار، خربت، وبها مشهود لعلي بن أبي طالب - عليه السلام - " مراصد الاطلاع ". (2) ليس في المصدر والبحار. (3) هو أبو عبد الله محمد بن احمد بن علي النطنزي العامي كما ذكره ابن شهراشوب في معالم العلماء والحموي في فرائد السمطين وقال: إن الخصائص العلوية ألفه الشيخ الامام النطنزي. مهما كان فإن الرجل من أهل القرن السادس، انظر رجال ابن داود وخلاصة العلامة. " الذريعة ". (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: من أصحابه من. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) اللجين - مصغرا ولامكبر له - الفضة. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ثوثة سيمثا. [ * ]


[ 494 ]

كويا (1) جانوثا توديثا برجوثا امين امين رب العالمين رب موسى وهارون، ثم اجتذبها فرماها (2) عن العين أربعين ذراعا، فظهر ماء أعذب من الشهد، وأبرد من الثلج، وأصفى من الياقوت، فشربنا وسقينا (دوابنا) (3)، ثم رد الصخرة وأمرنا أن نحثوا عليها التراب. فلما سرنا غير بعيد قال: من منكم يعرف موضع العين ؟ قلنا: كلنا. فرجعنا مكانها فخفي علينا، وإذا راهب مستقبل من صومعته، فلما بصر به أمير المؤمنين - عليه السلام - قال: (أنت) (4) شمعون ؟ قال: نعم، هذا اسم سمتني به امي، ما اطلع عليه (أحد) (5) إلا الله ثم انت. قال: وما تشاء يا شمعون ؟ قال: هذه العين وإسمه (6) قال: هذا عين زاحوما (7) وهو من الجنة، شرب منها ثلاثمائة وثلاثة عشر وصيا (8)، وأنا اخر الوصيين شربت منه. قال: هكذا وجدت في جميع كتب الانجيل، وهذا الدير بني على (طلب) (9) قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها، ولم يدركه عالم قبلي [ غيري ] (10) وقد رزقنيه الله، وأسلم. وفي رواية أنه جب (11) شعيب: ثم رحل أمير المؤمنين - عليه السلام - والراهب


(1) في الاصل: كويا حاثوثا لودينا يرحوثا، وما أثبتناه من البحار، وفي المصدر: كرباجا نوثا تودينا برجوثا. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إجتهد بها ورمى بها. (3 - 5) ليس في المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: واسمه زاجوه. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل وخ ل من البحار: راجوه. (8) في المصدر: شرب منها ثلاثمائة نبيا وثلاثة عشر وصيا. (9) ليس في المصدر، وفي الاصل: قلع. (10) من المصدر والبحار. (11) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: حبيب بن شعيب. [ * ]


[ 495 ]

يقدمه حتى نزل صفين، فلما التقى الجمعان (1) كان أول من أصاب الشهادة، فنزل أمير المؤمنين - عليه السلام - وعيناه تهملان وهو يقول: المرء مع من أحب، الراهب معنا يوم القيامة. وروى هذا الحديث ابن بابويه في أماليه: قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه - رحمه الله - قال: [ حدثنا ] (2) علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، قال: حدثني ابو الصلت عبد السلام بن صالح (3)، قال: حدثني محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن الاوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن حبيب ابن الجهم. ورواه ايضا صاحب ثاقب المناقب: عن سفيان الثوري، عن الاوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن حبيب بن الجهم إلا أن في روايتهما زيادة على الاولى وبعض الاختلاف والمحصل حاصل في الروايات (4).

السادس ومائتان الماء الذي أخرجه - عليه السلام - بعد رجوعه من صفين تحت الصخرة، وقصة الراهب 323 - السيد الرضي في الخصائص: قال: روي أن أمير المؤمنين - عليه السلام - [ لما ] (5) أقبل من صفين مر في زهاء سبعين رجلا بأرض ليس فيها ماء، فقالوا له: يا


(1) في المصدر والبحار: الصفان. (2) من المصدر. (3) أبو الصلت الهروي، روى عن الرضا - عليه السلام -، ثقة، صحيح الحديث، له كتاب وفاة الرضا - عليه السلام - " رجال النجاشي " وقال في السير: هو شيخ الشيعة، له فضل وجلالة، توفي سنة: 236 (4) مناقب آل أبي طالب: 2 / 291 وعنه البحار: 41 / 278 ح 4. وأمالي الصدوق: 155 ح 14 وعنه البحار: 33 / 39 ح 381 باختلاف والثاقب في المناقب: 258 ح 4 باختلاف. (5) من المصدر. [ * ]


[ 496 ]

أمير المؤمنين ليس هاهنا ماء ونحن نخاف العطش. قالوا: فمررنا براهب في ذلك الموضع فسألناه: هل بقربك ماء ؟ فقال: ما من ماء دون الفرات. فقلنا: يا أمير المؤمنين العطش وليس قربنا ماء. فقال: إن الله سيسقيكم، فقام يمشي حتى وقف في مكان (ضحضاح) (1) ودعا بمساح (2)، وأمر بذلك المكان فكنس، فأجلى (3) عن صخرة، فلما انجلى عنها قال: إقلبوها، فرمناها بكل مرام فلم تستطعها، فلما أعيتنا، دنا منها، فأخذ بجانبها فدحا بها فكأنها كرة، فرمى بها فانجلت عن ماء لم ير أشد بياضا، ولا أصفى، ولا أعذب منه، فتنادى الناس الماء، فاغترفوا وسقوا وشربوا وحملوا. ثم أخذ - عليه السلام - الصخرة فردها مكانها، ثم تحمل الناس فسار غير بعيد، فقال: أيكم يعرف مكان هذه العين ؟ فقالوا: كلنا نعرف مكانها. قال: فانطلقوا حتى تنظروا (4)، فانطلق من شاء الله [ منا ] (5) فدرنا حتى أعيينا فلم نقدر على شئ، فأتينا الراهب فقلنا له: ويحك ألست زعمت أنه ليس قبلك ماء، ولقد استثرنا ها هنا ماء فشربنا واحتملنا. قال: فوالله ما استثارها إلا نبي أو وصي نبي، قلنا: فإن فينا وصي نبينا - عليه السلام -، قال: فانطلقوا إليه فقولوا له: ماذا قال له النبي حين حضره الموت. قالوا: فأتيناه، فقلنا [ له ] (6): إن هذا الراهب قال: كذا وكذا. قال: فقولوا له: إن خبرناك لتنزلن ولتسلمن. فقلنا له. فقال: نعم. فأتينا امير المؤمنين - عليه السلام - [ فقلنا: ] (7) قد حلف ليسلمن. قال: فانطلقوا فاخبروه أن اخر ما


(1) ليس في المصدر. (2) ما أثبتناه من المصدر، وفي الاصل: بمصباح. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: فانجلى. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: نظروا. (5 - 7) من المصدر. [ * ]


[ 497 ]

قال النبي الصلاة الصلاة، إن النبي - صلى الله عليه وآله - كان واضعا رأسه في حجري فلم يزل يقول: الصلاة الصلاة، حتى قبض. [ قال: ] (1) قلنا له ذلك، فأسلم (2). (3) قلت: قد تقدم في السادس والتسعين ومائة في خبر الشجرتين، عن العسكري - عليه السلام -، قال - عليه السلام -: قال علي بن محمد - عليهما السلام -: ونظيرها يعني معجزة للنبي - صلى الله عليه وآله - في شجرتين أمر بتلاصقهما لعلي - عليه السلام - لما رجع من صفين، وسقى القوم من الماء الذي تحت الصخرة التي قلبها، وذكر خبر الشجرتين البعيدتين اللتين أمر - عليه السلام - قنبر أن يأمرهما أن تقرب احداهما إلى الاخرى ليقضي حاجته.

السابع ومائتان الماء الذي أخرجه - عليه السلام - إلى أصحابه في سفره إلى صفين 324 - البرسي: ان أمير المؤمنين - عليه السلام - لما سار إلى صفين أعوز أصحابه الماء [ فشكوا إليه الماء ] (4). فقال سيروا في هذه البرية واطلبوا الماء فساروا يمينا وشمالا وطولا وعرضا فلم يجدوا ماء، ووجدوا صومعة وبها راهب، فنادوه وسألوه عن الماء، فذكر أنه يجلب إليه في كل اسبوع مرة واحدة، فرجعوا إلى


(1) من المصدر. (2) قال الشريف الرضي - رضوان الله عليه -: وفي ذلك يقول السيد الحميري من قصيدته البائية المعروفة بالمذهبة، منها: ولقد سرى فيما يسير بليلة * بعد العشاء مغامرا في موكب وهي 112 بيتا شرحها السيد المرتضى علم الهدى وطبعت بمصر عام 1313، وأولها: هلا وقفت على المكان المعشب * بين الطويلع فاللوى من كبكب (3) خصائص الائمة - عليهم السلام -: 50 - 51. وقد مضى نحوه في معجزة 202 عن إرشاد المفيد وإعلام الورى. (4) من الفضائل. [ * ]


[ 498 ]

أمير المؤمنين وأخبروه بما قال الراهب. فقال - عليه السلام -: الحقوني (1). ثم سار غير بعيد، فقال: احفروا ها هنا، فحفروا فوجدوا صخرة عظيمة، فقال: اقلبوها تجدوا تحتها الماء، فتقدم إليها أربعون رجلا فلم يحركوها (2)، فقال - عليه السلام -: إليكم عنها، فتقدم وحرك شفتيه بكلام لم يعلم ما هو، ثم دحاها بالهواء (3) ككرة [ في ] (4) الميدان. فقال الراهب - وهو ينظر إليه وقد أشرف (5) عليه -: من أين أنت يافتى فنحن انزل (6) في كتابنا إن هذا الدير بنى على البئر والعين وإنها لا يظهرها (7) إلا نبي أو وصي نبي فأيهما أنت ؟ فقال: أنا وصي خير الانبياء، وأنا وصي سيد الانبياء، وأنا وصي خاتم النبيين، (أنا) (8) ابن عم قائد الغر المحجلين، أنا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين. قال: فلما سمع الراهب نزل من الصومعة، وخرج ومشى وهو يقول: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن علي بن أبي طالب وصيه وخليفته من بعده، قال: ثم شرب المسلمون [ من العين ] (9) وماؤها أبيض من الثلج، وأحلى من العسل، فرووا منه، وسقوا خيولهم، وملؤا رواياهم، ثم أعاد - عليه السلام - الصخرة إلى موضعها، ثم ارتحل من نحوها إلى ديارهم. (10)


(1) في المصدر: الحقوا بي. (2) في المصدر: يحركوا. (3) ما أثبتناه من الفضائل، وفي الاصل: إلى القوى. (4) من المصدر. (5) كذا في الفضائل، وفي الاصل: مشرف. (6) كذا في الفضائل، وفي الاصل: ترجى، وهو تصحيف. (7) في الفضائل: لا يظهر. (8) ليس في الفضائل. (9) من المصدر. (10) الفضائل لشاذان: 104. [ * ]


[ 499 ]

 

الثامن ومائتان معرفته - عليه السلام - النصراني الذي معه الكتاب وطابقه بما عنده - عليه السلام - 325 - سليم بن قيس الهلالي في كتابه: قال: أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين - عليه السلام - فنزل العسكر قريبا من دير نصراني، إذ خرج علينا من الدير شيخ [ كبير ] (1) جميل، [ حسن ] (2) الوجه، حسن الهيئة، والسمت (3)، معه كتاب في يده، حتى أتى عليا - عليه السلام - فسلم عليه بالخلافة. قال له علي - عليه السلام -: مرحبا [ يا ] (4) أخا شمعون بن حمون، [ كيف حالك رحمك الله ؟ فقال: بخير يا أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، ووصي رسول رب العالمين ] (5) فقال: إني من نسل (رجل كان من) (6) حواري [ أخيك ] (7) عيسى ابن مريم - عليه السلام - [ وفي رواية اخرى: أنا من نسل حواري أخيك عيسى بن مريم - عليه السلام - من نسل شمعون بن يوحنا ] (8)، وكان أفضل حواري عيسى [ ابن مريم ] (9) - عليه السلام - الاثنى عشر، وأحبهم إليه، وأبرهم عنده (10)، وإليه أوصى عيسى - عليه السلام - ودفع إليه كتبه وعلمه وحكمه (11)، فلم يزل أهل بيته على دينه


(1) من المصدر. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: السمة. (4) من المصدر والبحار، وفيهما: أخي. (5) من المصدر والبحار، وليس فيهما كلمة (فقال). (6) ليس في المصدر، وفي البحار: رجل من. (7) من المصدر. (8 و 9) من المصدر والبحار. (10) في البحار (وآثرهم عنده)، وفي المصدر: وآثرهم عنه. (11) في المصدر والبحار: وحكمته. [ * ]


[ 500 ]

متمسكين بحبله فلم يكفروا، ولم يرتدوا (1)، ولم يغيروا. وتلك الكتب عندي املاء عيسى بن مريم، وخط أبينا بيده وفيه كل شئ يفعل [ الناس ] (2) من بعده ملك ملك، وكم يملك، وما يكون في زمان كل ملك منهم، ثم أن (3) الله عزوجل يبعث رجلا من العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن عزوجل، من أرض تدعى تهامة، من قرية يقال لها: مكة، يقال له: أحمد، [ الانجل (4) العينين، المقرون الحاجبين، صاحب الناقة والحمار، والقضيب والتاج - يعني العمامة - ] (5) له اثنى عشر اسما. ثم ذكر (6) مبعثه ومولده ومهاجرته، ومن يقاتله، ومن ينصره، ومن يعاديه، وكم (7) يعيش، وما تلقى امته بعده إلى أن ينزل [ الله ] (8) عيسى بن مريم من السماء، فذكر (9) في ذلك الكتاب ثلاثة عشر رجلا (10) من ولد إسماعيل ابن إبراهيم خليل الرحمن هم خيرة (11) من خلق الله، وأحب من خلق الله إلى الله، [ وإن ] (12) الله ولي لمن والاهم، وعدو لمن عاداهم، من أطاعهم اهتدى، ومن


(1) في البحار: متمسكين عليه ولم يكفروا ولم يبدلوا، وفي المصدر: متمسكين بملته.. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: حتى يبعث. (4) نجل الرجل: وسعت عينه وحسنت، فهو أنجل. (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: اسما يذكر. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وما. (8) من المصدر والبحار. (9) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ثم. (10) وهم رسول الله - صلى الله عليه وآله - والائمة الاثنى عشر - عليهم السلام -. (11) في المصدر والبحار: خير. (12) من المصدر والبحار. [ * ]


[ 501 ]

عصاهم ضل، طاعتهم لله طاعة، ومعصيتهم لله معصية، مكتوبة [ فيه ] (1) أسماؤهم وأنسابهم ونعتهم، وكم يعيش كل رجل منهم واحد بعد واحد، وكم رجل منهم (يستر حديثه ويكتمه من قومه وما يظهر منهم وتنقاد له الناس) (2) حتى ينزل [ الله ] (3) عيسى (بن مريم) (4) - عليه السلام - على آخرهم، فيصلي عيسى (بن مريم) (5) خلفه ويقول: إنكم أئمة لا ينبغي لاحد أن يتقدمكم، فيتقدم ويصلي بالناس، وهو خلفه في الصف (الاول) (6) أولهم وأفضلهم وخيرهم، له مثل اجورهم، وأجور من أطاعهم، واهتدى بهداهم أحمد رسول الله، واسمه محمد (بن عبد الله، واسمه) (7) يس، والفتاح، والخاتم، والحاشر والعاقب والماحي (8) والقائد وهو نبي الله، وخليل الله [ وحبيب الله ] (9)، وصفيه وأمينه وخيرته، يرى تقلبه في الساجدين - يعني في أصلاب النبيين -. ويكلمه برحمته، وانه يذكر إذا ذكر فهو أكرم (من) (10) خلق الله على الله واحبهم إلى الله، لم يخلق [ الله ] (11) خلقا: ملكا مقربا ولانبيا مرسلا (من) (12) آدم إلى من سواه خيرا عند الله، ولا أحب إلى الله عزوجل منه، يقعده يوم القيامة


(1) من المصدر والبحار. (2) في البحار: يستر أدلة للناس، وفي المصدر: يستتر بدينه ويكتمه من قومه ومن يظهر حتى.. (3) من المصدر والبحار. (4 و 5) ليس في المصدر والبحار. (6) ليس في البحار، وفي المصدر: إلى الصف الاول. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) في خ ل المصدر: والفتاح. (9) من المصدر والبحار. (10) ليس في المصدر والبحار. (11) من المصدر والبحار. (12) ليس في المصدر والبحار، وفيهما: آدم فمن سواه. [ * ]


[ 502 ]

على عرشه، ويشفعه في كل من شفع فيه، باسمه جري (1) القلم في اللوح المحفوظ، في ام الكتاب، (يذكر محمد - صلى الله عليه واله -) (2) وصاحبه حامل اللواء يوم الحشر الاكبر، وأخيه ووصيه ووارثه وخليفته في امته، وأحب من خلق الله (3) [ إلى الله ] (4). بعده [ علي بن أبي طالب - عليه السلام - ولي كل مؤمن بعده ] (5)، ثم أحد عشر [ إماما ] (6) من ولد محمد وولد الاول إثنان منهم سميا ابني هارون: وتسعة من ولد أصغرهما وهو الحسين، واحدا بعد واحد (7)، أخيرهم الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه، فيه تسمية كل من يملك منهم، ومن يستتر بدينه ومن يظهر، فاول من يظهر منهم يملا جميع بلاد الله قسطا وعدلا، ويملك مابين المشرق والمغرب حتى يظهره الله على الاديان كلها. فلما بعث النبي وأبي حي صدق به وآمن به، وشهد أنه رسول الله (حقا) (8) وكان (أبي) (9) شيخا كبيرا لم يكن به شخوص فمات، وقال: يا بني إن وصي محمد [ وخليفته ] (10) هو الذي في هذا الكتاب اسمه ونعته سيمر بك إذا مضى ثلاثة (أئمة) (11) من ائمة الضلالة، يسمون بأسمائهم وقبائلهم، فلان وفلان وفلان ونعتهم، وكم يملك كل واحد منهم، فإذا مر بك فاخرج إليه فبايعه، وقاتل معه


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يجري. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في البحار والمصدر: ثم أخوه صاحب اللواء إلى يوم المحشر الاكبر ووصيه وخليفته في امته وأحب خلق الله. (4 - 6) من المصدر والبحار. (7) في خ ل المصدر: أحد عشر من ولد ولده: أولهم شبر، والثاني شبير، وتسعة من شبير واحدا بعد واحد. (8 و 9) ليس في المصدر والبحار. (10) من المصدر والبحار. (11) ليس في المصدر والبحار. [ * ]


[ 503 ]

عدوه، فإن الجهاد معه كالجهاد مع محمد، والموالي له كالموالي لمحمد، والمعادي له كالمعادي لمحمد. وفي هذا الكتاب يا أمير المؤمنين [ أن ] (1) اثنى عشر [ إماما ] (2) من قريش من قومه [ معه ] (3) من أئمة الضلال يعادون أهل بيته، ويذرون (4) حقهم [ ويطردونهم ويحرمونهم ] (5) ويتبرؤن منهم [ ويخيفونهم ] (6) مسمون (7) واحدا واحدا بأسمائهم ونعتهم، وكم يملك كل واحد منهم، وما يلقى منهم ولدك، وأنصارك و عقبك (8) من القتل والحرب (والغل) (9) والبلاء والحزن وكيف يديلكم (10) الله منهم ومن أوليائهم وأنصارهم، وما يلقون من الذل والحزن (11) والبلاء والخزي والقتل والخوف منكم أهل البيت. يا أمير المؤمنين ابسط يدك ابايعك فإني (12) أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد أنك خليفة رسول الله في امته، [ ووصيه ] (13) وشاهده على خلقه، وحجته في أرضه، وأن الاسلام دين الله، وإني أبرء (14) من كل دين خالف [ دين ] (15) الاسلام، فإنه دين الله الذي اصطفاه لنفسه، ورضيه


(1 - 3) من المصدر. (4) في المصدر: ويمنعونهم، وفي البحار: ويدعون. (5 و 6) من المصدر والبحار. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ويسمون. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ما يملك ولدك وأنصارك وشيعتك، وهو تصحيف. (9) ليس في المصدر والبحار. (10) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يذلهم. أدال الله بني فلان من عدوهم: جعل الكرة لهم عليهم، أدال الله زيدا من عمرو: نزع الدولة من عمرو وحولها إلى زيد. (11) في المصدر والبحار: والحرب. (12) كذا في المصدر، وفي البحار: بأني، وفي الاصل: إني ابايعك. (13) من المصدر والبحار. (14) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: برئ. (15) من المصدر والبحار. [ * ]


[ 504 ]

لاوليائه، وانه دين عيسى بن مريم ومن كان قبله من انبياء الله ورسله، [ وهو ] (1) الذي كان دان به من مضى من آبائي، وإني أتولاك [ وأتولى اوليائك ] (2)، وأتبرأ من عدوك، وأتولى الائمة من ولدك، وأتبرأ من عدوهم، ومن خالفهم، وبرى منهم، وادعى حقهم، وظلمهم من الاولين والاخرين، فتناول يده فبايعه. ثم قال له [ أمير المؤمنين - عليه السلام - ] (3): ناولني (4) كتابك. فناوله إياه فقال علي - عليه السلام - لرجل من أصحابه: قم مع الرجل فأحظر (5) ترجمانا يفهم كلامه فلينسخه لك بالعربية، فلما أتاه [ به ] (6) قال لابنه الحسن (7) - عليه السلام -: [ يا بني ] (8) ائتني بالكتاب الذي دفعته إليك، يا بني اقرأه (9) وانظر انت يا فلان الذي [ في ] (10) نسخته في هذا الكتاب فإنه بخط يدي، وإملاء رسول الله - صلى الله عليه وآله - (علي) (11) فقرأه فما خالف حرفا واحدا ليس فيه تقديم ولا تأخير، كأنه أملا (رجل) (12) واحد على رجلين، فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: الحمد لله الذي لو شاء لم تختلف الامة ولم تفترق، والحمد لله الذي لم ينسني، ولم يضع أجري (13)، ولم يخمل ذكري عنده وعند أوليائه، إذ


(1 - 3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أرني. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فانظر. (6) من المصدر والبحار. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الحسين. (8) من المصدر والبحار. (9) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: انزله. (10) من المصدر والبحار. (11) ليس في المصدر والبحار. (12) ليس في المصدر. (13) في المصدر والبحار: أمري. [ * ]


[ 505 ]

صغر وخمل عنده ذكر أولياء (1) الشيطان وحزبه، ففرح بذلك من حضر من شيعة علي - عليه السلام - [ وشكر ] (2)، وساء [ ذلك ] (3) كثيرا ممن حوله حتى عرفنا ذلك في وجوههم وألوانهم. (4)

التاسع ومائتان إخراجه - عليه السلام - الصخرة التي عليها أسماء ستة من الانبياء 326 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: [ وحدثني أبو التحف قال: ] (5) حدثني الحسن بن أبي الحسن السورائي (6) يرفعه إلى عمار بن ياسر، قال: كنت عند أمير المؤمنين - عليه السلام - (7) إذ خرج من الكوفة إذ عبر بالضيعة التي يقال لها: النخيلة (8) علي فرسخين من الكوفة فخرج منها خمسون رجلا من اليهود، وقالوا: أنت علي بن أبي طالب الامام ؟ فقال: أنا ذا. فقالوا: لنا صخرة مذكورة


(1) كذا في المصدر والبحار، وهو الصحيح، وفي الاصل: إذ طفى وخمل عند اولياء. (2) من المصدر والبحار، وكلمة " وساء " ليس فيهما. (3) من المصدر. (4) كتاب سليم بن قيس: 152 - 156 وعنه البحار: 15 / 236 ح 57 واثباة الهداة: 1 / 353 ح 60 وص 398 ح 132 قطعات منه وج 3 / 108 ح 841. ورواه النعماني في الغيبة: 74 ح 9 وعنه العوالم: 15 / 85 ح 1 والبحار: 16 / 84 ح 1. وج 36 / 210 ح 13. وأورده شاذان بن جبرئيل في الفضائل: 142 وعنه البحار: 38 / 51 ح 8. (5) من المصدر. (6) في المصدر: الحسيني السوراني، وفي اليقين لابن طاووس: الحسن بن أبي الحسن العلوي، ولم نجد له ترجمة إلا أن أبا الفوارس عده في الاربعين من الثقات. (7) في نوادر المعجزات: مع أمير المؤمنين - عليه السلام - وقد. (8) كذا في نوادر المعجزات، وفي الاصل والمصدر: البجلة، وهو تصحيف ما أثبتناه، والنخيلة تصغير نخلة: موضع بقرب الكوفة على سمت الشام، وهو الموضع الذي خرج إليه علي - عليه السلام - لما بلغه ما فعل بالانبار من قتل عامله عليها وخطب خطبة مشهورة ذم فيها اهل الكوفة.. " معجم البلدان: 5 / 278 ". [ * ]


[ 506 ]

في كتبنا، عليها اسم ستة من الانبياء، وها نحن نطلب الصخرة فلا (1) نجدها، فإن كنت إماما فأوجدنا الصخرة. فقال - عليه السلام -: اتبعوني. قال عمار: فسار القوم خلف أمير المؤمنين إلى أن استبطن بهم البر، وإذا بجبل من رمل عظيم، فقال - عليه السلام -: أيتها الريح انسفي الرمل عن الصخرة. فقال - عليه السلام -: هذه صخرتكم. فقالوا: عليها اسم ستة أنبياء على ما سمعناه وقرأناه في كتبنا، ولسنا نرى عليها الاسماء. فقال - عليه السلام -: الاسماء التي عليها وفيها فهي على وجهها الذي على الارض فاقلبوها فاعصوصب (3) عليها ألف رجل فما قدروا على قلبها. فقال - عليه السلام -: تنحوا عنها. فمد يده إليها وهو راكب فقلبها، فوجدوا (4) عليها اسم ستة من الانبياء اصحاب الشريعة ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى - عليهم افضل السلام - ومحمد - صلى الله عليه وآله - فقال نفر (من) (5) اليهود: نشهد أن لا إله إلا الله، وان محمدا رسول الله، وانك أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وحجة الله في أرضه، من عرفك سعد ونجا، ومن خالفك ضل وغوى، والى الجحيم هوى، جلت مناقبك عن التحديد، وكثرت اثار نعمك عن التعديد. وروى البرسي هذا الحديث مرتين في كتابه، عن عمار بن ياسر، وفي بعض الروايتين زيادة بما تؤكد المطلوب. (6)


(1) كذا في المصدر ونوادر المعجزات، وفي الاصل: فلم. (2) ليس في المصدر. (3) إعصوصب، كإعشوشب: اجتمع. (4) كذا في المصدر ونوادر المعجزات، وفي الاصل: فاقلبها، فوجد. (5) ليس في المصدر. (6) عيون المعجزات: 31 - 32. ونوادر المعجزات للطبري: 40 - 41 ح 15. ورواه في الفضائل: 73 والروضة: 36. وعنهما البحار: 41 / 257 ح 18 وعن اليقين في إمرة أمير المؤمنين - عليه السلام -: 64 ب 87 نقلا من الاربعين لابن أبي الفوارس، ولم نجده في مشارق أنوار اليقين. وأخرجه في إحقاق الحق: 8 / 734 عن الاربعين لابن ابي الفوارس: 41 بإسناده عن سعيد بن العاص. [ * ]


[ 507 ]

 

العاشر ومائتان إخراج النار من الشجر الاخضر 327 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: عن أبي ذر جندب ابن جنادة الغفاري - رفع الله درجته - [ أنه ] (1) قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض غزواته (في زمان الشتاء) (2)، فلما أمسينا هبت ريح باردة، وعلتنا غمامة هطلت (3) غيثا (متفجرا) (4). فلما انتصف الليل جاء عمربن الخطاب ووقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: إن الناس (5) قد أخذهم البرد، وقد ابتلت المقادح والزنا فلم توقد، وقد أشرفوا على الهلكة لشدة البرد، فالتفت صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام وقال له: قم يا علي واجعل لهم نارا، فقام صلى الله عليه وآله وعمد إلى شجر أخضر، فقطع غصنا من أغصانه وجعل لهم منه نارا، وأوقد منها في كل مكان واصطلوا بها، وشكروا الله تعالى، وأثنوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أمير المؤمنين عليه السلام (6).