الحادي عشر ومائتان إخراج جنات وأنهار وقصور من جانب، والسعير من جانب، وانقلاب حصى المسجد درا وياقوتا ثم رد الدرة حصاة


(1) من المصدر ونوادر المعجزات. (2) ليس في المصدر. (3) كذا في المصدر والبحار ونوادر المعجزات، وفي الاصل: وطلت. (4) ليس في نوادر المعجزات، وفي المصدر: مثعنجرا. (5) ليس في المصد ر. (6) عيون المعجزات: 47. وأورده في نوادر المعجزات: 59 ح 24 مرسلا. [ * ]


[ 508 ]

328 الراوندي: روي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أصحاب علي (1): يا أمير المؤمنين لو أريتنا ما نطمئن إليه مما أنهى إليك رسول الله صلى الله عليه وآله (قال) (2): لو رأيتم عجيبة من عجائبي لكفرتم ولقلتم (3) ساحر كذاب وكاهن، وهو من أحسن قولكم. قالوا: ما منا أحد إلا وهو يعلم انك ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله وصار إليك (4) علمه. قال: علم العالم شديد، ولا يحتمله إلا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان، وأيده بروح منه، ثم قال: أما إذا (5) أبيتم إلا أن أريكم بعض عجبائي، وما آتاني الله من العلم (فاتبعوا أثري إذا صليت العشاء الآخرة. فلما صلاها أخذ طريقه إلى ظهر الكوفة) (6) واتبعه سبعون رجلا كانوا (7) في أنفسهم خيار الناس من شيعته. فقال لهم علي عليه السلام: إني لست أريكم شيئا حتى آخذ عليكم عهد الله وميثاقه ألا تكفروني (8) ولا ترموني بمعضلة، فوالله ما اريكم إلا ما علمني رسول الله. فأخذ عليهم العهد والميثاق [ أشد ] (9) ما أخذ الله على رسله [ من عهد وميثاق ] (10)، ثم قال: حولوا وجوهكم عني حتى أدعوا بما أريد، فسمعوه


(1) في المصدر: إن جماعة قالوا لعلي عليه السلام. (2) ليس في نسخة " خ " (3) في المصدر والبحار: قلتم. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إليه. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: ثم لما إذ. (6) ليس في البحار. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: كان. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تكفروا بي. (9 و 10) من المصدر والبحار. [ * ]


[ 509 ]

[ جميعا ] (1) يدعو بدعوات لم يسمعوا بمثلها (2)، ثم قال: حولوا وجوهكم (3)، فحولوها، فإذا جنات وأنهار وقصور من جانب، والسعير تتلظى من جانب، حتى أنهم لم يشكوا في معاينة (4) الجنة والنار. فقال أحسنهم قولا: إن هذا لسحر (5) عظيم ! ورجعوا كفار إلا رجلين، فلما رجع مع الرجلين قال لهما: قد سمعتما (6) مقالتهم، وأخذي العهود والمواثيق عليهم ورجوعهم يكفرونني (7)، أما والله إنها لحجتي عليهم غدا عند الله تعالى، فإن (الله ليعلم أني لست بساحر ولا كاهن، ولا يعرف هذا لي، ولا لابائي،) (8) ولكنه علم الله، وعلم رسوله، أنهاه (الله) (9) إلى رسوله، وأنهاه رسول الله إلي (10)، وأنهيته إليكم، فإذا رددتم علي، رددتم على الله، حتى إذا أتى (11) مسجد الكوفة دعا بدعوات [ يسمعان ] (12)، فإذا حصى المسجد در وياقوت. فقال لهما: ما الذي تريان ؟ فقالا: [ هذا ] (13) دروياقوت. فقال: [ صدقتما، ] (14) لو أقسمت على ربي فيما هو أعظم من هذا لابر قسمي، فرجع


(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر ومختصر البصائر: لا يعرفونها. (3) في المصدر: حولوها. (4) في المصدر: ماشكوا أنهما الجنة. (5) كذا في المصدر والبحار. وفي الاصل: سحر. (6) في البحار: سمعتم. (7) ما أثبتناه من المصدر، وفي الاصل: وأخذت عليهم العهود والمواثيق ورجوعهم يكفرون. (8) ما أثبتناه من المصدر، وفي الاصل: الله يعلم أني لست بساحر ولا كاهن، ولا يعرف ذلك لي ولآبائي. (9) ليس في المصدر. (10) في المصدر: وأنهاه إلى رسوله. (11) في المصدر: صار إلى. (12 - 14) من المصدر. [ * ]


[ 510 ]

أحدهما كافرا، وأما الآخر فثبت. فقال (له) (1) عليه السلام: إن أخذت شيئا ندمت، وإن تركت ندمت، فلم يدعه حرصه حتى (إذا) (2) أخذ درة [ فصرها (3) في كمه، حتى إذا أصبح نظر إليها فإذا هي درة ] (4) بيضاء لم ينظر الناس إلى مثلها [ قط ] (5). فقال: يا أمير المؤمنين إني أخذت من ذلك الدر واحدة [، وهي معي ] (6). قال: وما دعاك إلى ذلك ؟ قال: أحببت أن أعلم أحق هو أم باطل ؟ فقال (له) (7): [ إنك ] (8) إن رددتها إلى الموضع (9) الذي أخذتها منه عوضك الله [ منها ] (10) الجنة، وإن أنت لم تردها عوضك الله (بها) (11). النار، فقام الرجل فرد [ ها إلى ] (12) موضعها الذي أخذها منه، فحولها الله حصاة كما كانت، فبعضهم قال: [ كان ] (13) هذا ميثم التمار، وقال بعضهم: (إنه) (14) كان عمرو بن الحمق الخزاعي. (15).


(1) ليس في المصدر. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في البحار: فصيرها. (4) من المصدر والبحار. (5 و 6) من المصدر ومختصر البصائر. (7) ليس في المصدر. (8) من المصدر والبحار. (9) في المصدر: موضعها. (10) من المصدر والبحار. (11) ليس في البحار، وفي المصدر: منها. (12 و 13) من المصدر والبحار. (14) ليس في المصدر، وفي البحار: بل (15) الخرائج والجرائح: 2 / 863 ح 79، وعنه مختصر البصائر: 117 ح 347، والبحار: 41 / 259. ح 20، وإثبات الهداة: 2 / 462 ح 212. ويأتي في المعجزة 269 عن البرسى مختصرا. [ * ]


[ 511 ]

 

الثاني عشر ومائتان الكنز الذي أخرجه - عليه السلام - لعمار 329 البرسي: قال: ومن فضائله التي خصه الله تعالى بها دون غيره ما رواه من أثق به إليه عن () عمار بن ياسر رضى الله تعالى عنه أنه قال: أتيت علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت له: يا أمير المؤمنين لي ثلاثة أيام كاملة (2) أصوم وأطوي وما أقتات بيومي هذا وهو الرابع، فقال لي عليه السلام اتبعني يا عمار، فطلع مولاي إلى الصحراء (وأنا خلفه، إذ وقف بموضع واحتفر، فظهر حب (3) مملوء دراهم، فأخذ (4) من تلك الدراهم درهمين، فناولني منهما درهما وأخذ هو الآخر (5)، فقال له عمار بن ياسر: يا أمير المؤمنين (6) لو أخذت ما تستغني به وتتصدق منه لما كان بذلك بأس. فقال: يا عمار هذا بقدر كفايتنا هذا اليوم، ثم غطاه وردمه وانصرفا (7) عنه، ثم انفصل عنه عمار وغاب مليا، ثم عاد إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا عمار كأني بك وقد مضيت إلى الكنز تطلبه ؟ ! فقال: يا أمير المؤمنين والله إني قصدت الموضع لآخذ من الكنز شيئا فما وجدت له أثرا. فقال: يا عمار لما علم الله تعالى أن لا رغبة لنا في الدنيا أظهرها لنا، ولما علم الله عزو جل أن لكم إليها (8) رغبة أبعدها عنكم (9).


(1) كذا في الفضائل، وفي الاصل: وهو. (2) كذا في الفضائل، وفي الاصل: مكفل. (3) كذا في البحار، وفي الاصل: مطليا مملوا. (4) كذا في البحار، وفي الاصل: فأخذت وهو اشتباه. (5) كذا في البحار، وفي الاصل: واحدا. (6) ما بين القوسين ليس في المصدر. (7) كذا في الاصل والفضائل: وانصرف. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فيها. (9) الفضائل: 112 والروضة: 8 وعنهما البحار: 41 / 269 ح 23. [ * ]


[ 512 ]

 

الثالث عشر ومائتان إخراجه الدنانير من الارض. 330 محمد بن الحسن الصفار: قال: حدثنى علي بن إبراهيم الجعفري، قال: حدثني أبو علي العباسي (1)، عن محمد بن سليمان الحذاء البصري، [ عن رجل، عن الحسن بن أبي الحسن البصري ] (2)، قال: لما فتح (3) أمير المؤمنين عليه السلام البصرة، قال: من يدلنا على دار ربيع بن حكيم (4) ؟ قال له الحسن بن أبي الحسن البصري: أنا يا أبا الحسن أمير المؤمنين. قال: وكنت يومئذ غلاما قد أيفع [ قال: فدخل منزله، والحديث طويل ] (5) ثم خرج وتبعه (6) الناس. فلما أن صار (7) إلى الجبانة (نزل) (8) واكتنفه الناس فخط بسوطه خطة، فأخرج دينارا [، ثم خط خطة اخرى فأخرج دينارا ] (9) حتى أخرج ثلاثين دينارا (10)، فقلبها في يده حتى أبصرها الناس، ثم ردها وغرسها بإبهامه، وقال: ليأتك (11) بعدي مسئ (12) أو محسن، ثم ركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وانصرف إلي منزله، وأخذنا العلامة في (13) الموضع فحفرنا حتى بلغنا الرسخ فلم نصب شيئا.


(1) في المصدر والبحار: عن أبي العباس. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: افتتح (4) في المصدر: الحكم. (5) من المصدر والبحار. وفي الاصل: أيفعت. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: اتبعه. (7) في المصدر: أجاز، وفي البحار: جاز. (8) ليس في المصدر والبحار. (9) من المصدر والبحار. (10) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ثلاثة دنانير. (11) كذا في المصدر، وفي البحار: ليأتيك، وفي الاصل: ليليك. (12) كذا في المصدر والبحار والاختصاص، وفي الاصل: أمسئ. (13) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وأخذنا الغلام وأرنا، وهو تصحيف. [ * ]


[ 513 ]

فقيل للحسن: يا أبا سعيد ما ترى ذلك من أمير المؤمنين ؟ فقال: أما أنا فلا أدري (1) أن كنوز الارض تسير إلا لمثله (2). ورواه المفيد في الاختصاص: عن محمد بن سليمان الحذاء البصري، عن رجل، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، وذكر الحديث ببعض التغيير في الالفاظ بما لا يغير المعنى المذكور هنا. (3).

الرابع عشر ومائتان انقلاب الحصى جواهر. 331 محمد بن الحسن الصفار: عن عمربن علي بن عمربن يزيد (4)، عن علي بن الثمالي، عن بعض من حدثه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه كان مع أصحابه في مسجد الكوفة، فقال له رجل: بأبي [ أنت ] (5) وامي إني لا تعجب من (6) هذه الدنيا التي (هي) (7) في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم، فقال: يا فلان أترى إنا نريد الدنيا فلا نعطاها ؟ ثم قبض قبضة من الحصا (8) فإذا هي جواهر (9). فقال: ماهذا ؟ فقلت:


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فلا أرى (2) في المصدر والبحار: بمثله، وفي البحار: " تستر " بدل " تسير ". (3) بصائر الدرجات: 375 ح 4، الاختصاص: 271 وعنهما البحار: 41 / 255 ح 16. (4) كذا في الاصل والخرائج، وقد قال في حاشيته: هو على ما في نسخة البصائر المصححة، ولكن في البصائر المطبوعة: علي بن يزيد، وكذا في البحار، راجع رجال السيد الخوئي رحمه الله: 13 / 54. (5) من البحار. (6) كذا في المصدر والبحار والخرائج، وفي الاصل: في (7) ليس في المصدر والبحار والخرائج. (8) في الخرائج: حصى المسجد فضمها في كفه، ثم فتح كفه عنها (9) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: جوهر، وكذا التي تلي. [ * ]


[ 514 ]

[ هذا ] (1) من أجود الجواهر. فقال: لو أردناه لكان ولكن لا نريده، ثم بالحصى فعادت كما كانت (2). قلت: قد تقدم هذا الحديث وما شاكله فيما تقدم. (3).

الخامس عشر ومائتان طبعه عليه السلام في حصاة حبابة الوالبية. 332 محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن أبي علي محمد ابن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أحمد بن القاسم العجلي (4)، عن أحمد بن يحيى المعروف [ بكرد ] (5)، عن محمد بن خداهي، عن عبد الله بن أيوب، عن عبد الله بن هاشم (6)، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي (7)، عن حبابة الوالبية (8)، قالت: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام في شرطة الخميس ومعه درة لها سبابتان يضرب بها بياعي (9) الجري والمار ماهي والزمار [ والطافي ] (10) ويقول لهم: يا بياعي مسوخ بني أسرائيل، وجند بني مروان، فقام إليه فرات بن أحنف، فقال: يا


(1) من المصدر والبحار. (2) بصائر الدرجات: 375 ح 3. (3) تقدم مع تخريجاته في معجزة 178. (4) كذا في المصدر والكمال، وفي الاصل: البجلي. (5) من المصدر، وفي الكمال: ببرد. (6) كذا في الكافي والاصل، وفي البحار والكمال: هشام (7) هو عبد الكريم بن عمرو بن صالح الخثعمي، مولاهم، كوفي، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، كان ثقة ثقة عينا، يلقب كراما. " رجال النجاشي ". (8) عدها الشيخ في رجالة في أصحاب الحسن والباقر عليهما السلام والبرقي عدها ممن روى عن أمير المؤمنين عليه السلام وهي عاشت إلى أن لقت الامام الرضا عليه السلام، وهي التي عاد إليها شبابها بايماء الامام السجاد عليه السلام بالسبابة. " معجم الرجال ". (9) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بهما بياع. (10) من البحار. وهو السمك الذي يموت في الماء فيعلو ويظهر والزمير كما في البحار هو نوع من السمك له شوك ناتئ على ظهره. [ * ]


[ 515 ]

أمير المؤمنين وما جند بني مروان ؟ قالت: فقال له: أقوام حلقوا اللحى، وفتلوا الشوارب، فمسخوا فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه، ثم اتبعته لم أزل أقفوا أثره حتى قعد في رحبة المسجد، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما دلالة الامامة يرحمك الله ؟ قالت: فقال: ائتيني بتلك الحصاة و أشار بيده إلى حصاة فأتيته [ بها ] (1) فطبع لي فيها بخاتمة، ثم قال لي: يا حبابة إذا (2) ادعى مدع الامامة، فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة، والامام لا يعزب عنه شئ يريده (3). قالت: ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين عليه السلام فجئت إلى الحسن عليه السلام وهو في مجلس أمير المؤمنين عليه السلام والناس يسألونه، فقال: يا حبابة الوالبية. فقلت: نعم يا مولاي. فقال: هاتي ما معك. قالت: فأعطيته [ الحصاة ] (4)، فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين عليه السلام. قالت: ثم أتيت الحسين عليه السلام وهو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فقرب ورحب، ثم قال لي: إن في الدلالة دليلا على ما تريدين أفتريدين دلالة الامامة ؟ فقلت: نعم يا سيدي. فقال: هات ما معك. فناولته الحصاة فطبع لي فيها. قالت: ثم أتيت علي بن الحسين عليهما السلام وقد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت (5) وأنا اعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة فرأيته راكعا وساجدا و مشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأومأ إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي. قالت:


(1) من المصدر والكمال والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار والكمال، وفي الاصل: إن (3) في البحار: أراده. (4) من البحار. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: رعشت، وفي الكمال: أعييت. [ * ]


[ 516 ]

فقلت: يا سيدي كما مضى من الدنيا ؟ وكم بقي (منها) (1) ؟ فقال: أما ما مضى فنعم، وأما ما بقي فلا، قالت: ثم قال لي: هاتي ما معك. فأعطيته الحصاة، فطبع [ لي ] (2) فيها. ثم أتيت أبا جعفر عليه السلام فطبع لي فيها. (2) ثم أتيت أبا عبد الله عليه السلام فطبع لي فيها. ثم أتيت أبا الحسن موسى عليه السلام فطبع لي فيها. ثم أتيت الرضا عليه السلام فطبع [ لي فيها ] (3). وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكر عبد الله (4) بن هشام (5).

السادس عشر ومائتان طبعه في حصاة ام أسلم بعد أن عجنها 333 محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا ذكر اسمه، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا موسى بن محمد بن إسماعيل ابن عبيدالله (6) بن العباس بن علي بن أبي طالب، قال: حدثني جعفر بن زيد ابن موسى، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قالوا: جاءت أم أسلم [ يوما ] (7) إلى النبي


(1) ليس في المصدر والكمال. (2) من المصدر والكمال. (3) من المصدر. (4) كذا في الكمال والبحار، وهو الذي يروي عن الخثعمي، وفي الاصل والمصدر: محمد، (5) الاصول من الكافي: 1 / 346 ح 3. ورواه الصدوق رضوان الله عليه في كمال الدين: 2 / 536 ح 1، وعنه البحار: 25 / 175 ح 1. ويأتي في معجزة: 28 من معاجز الامام المجتبى عليه السلام ومعجزة: 26 من معاجز أبي عبد الله الحسين عليه السلام ومعجزة: 29 من معاجز الامام السجاد عليه السلام (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: عبد الله. (7) من المصدر. [ * ]


[ 517 ]

صلى الله عليه وآله وهو في منزل أم سلمة، فسألتها عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالت: خرج في بعض الحوائج والساعة يجئ. فانتظرته عندام سلمة حتى جاء صلى الله عليه وآله. فقالت ام أسلم: بأبي أنت وامي يارسول الله إني قد قرأت الكتب وعلمت كل نبي ووصي، فموسى كان له وصي في حياته ووصي بعد موته، وكذلك عيسى، فمن وصيك يارسول الله ؟ ! فقال لها: يا ام أسلم وصيي في حياتي وبعد مماتي واحد، ثم قال لها يا ام أسلم من فعل فعلي [ هذا ] (1) فهو وصيي، ثم ضرب بيده إلى حصاة من الارض، ففركها (2) بإصبعه، فجعلها شبه الدقيق، ثم عجنها، ثم طبعها بخاتمة، ثم قال: من فعل فعلي هذا فهو وصيي في حياتي وبعد مماتي. فخرجت من عنده، فأتيت أمير المؤمنين عليه السلام فقلت: بأبي أنت امي أنت وصي رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: نعم يا ام أسلم، ثم ضرب بيده إلى حصاة، ففركها، فجعلها كهيئة الدقيق، ثم عجنها، وختمها بخاتمه، ثم قال: يا ام أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي. فأتيت الحسن عليه السلام وهو غلام فقلت له: يا سيدي أنت وصي أبيك ؟ فقال: نعم يا ام أسلم، ثم ضرب (3) بيده وأخذ حصاة، ففعل بها كفعلهم. فخرجت من عنده، فأتيت الحسين عليه السلام وإني أستصغره (4) لسنه، فقلت له: بأبي أنت وأمي أنت وصي أخيك ؟ فقال: نعم يا ام أسلم، ائتيني بحصاة، ثم فعل كفعلهم. فعمرت ام أسلم حتى لحقت بعلي بن الحسين - عليهما السلام - بعد قتل الحسين


(1) من المصدر. (2) فرك الشئ: دلكه. (3) في المصدر: وضرب. (4) في المصدر: لمستصغرة. [ * ]


[ 518 ]

- عليه السلام - في منصرفه، فسألته أنت وصي أبيك ؟ فقال: نعم ثم فعل كفعلهم - صلوات الله عليهم أجمعين - (فخرجت من عنده) (1). (2)

السابع عشر ومائتان إلانة الحديد له - عليه السلام - كما في طوق خالد 334 - ابن شهر اشوب وغيره - واللفظ لابن شهر اشوب -: عن أبي سعيد الخدري وجابر الانصاري و عبد الله بن عباس - في خبر طويل - أنه قال خالد بن الوليد: أتى (3) الاصلع يعني عليا - عليه السلام - عند منصرفي من قتال أهل الردة في عسكري وهو في أرض له، وقد ازدحم الكلام في حلقه كهمهمة الاسد وقعقعة الرعد، فقال لي (4): ويلك أو كنت (5) فاعلا ؟ فقلت: أجل.، فاحمرت عيناه، وقال: يابن اللخناء (6) أمثلك يقدم على مثلي، أو يجسر أن يدير إسمي في لهواته ؟ - في كلام له -. ثم قال: فنكسني والله عن فرسي ولا يمكنني الامتناع منه، فجعل يسوقني إلى رحى للحارث بن كلدة، ثم عمد إلى قطب الرحا - الحديد الغليظ الذي عليه مدار الرحا - فمده (7) في عنقي بكلتي يديه ولواه في عنقي (كما) (8) يتفتل الاديم،


(1) ليس في المصدر. (2) الاصول من الكافي: 1 / 355 - 356 ح 15 وعنه إثبات الهداة: 2 / 403 ح 8. وأشار إليه إجمالا ابن شهر اشوب في المناقب: 2 / 289 - 290 وعنه البحار: 41 / 276 ح 3. (3) في البحار: آتي الاصلع - بالفعل المضارع - يعني المتكلم وحده، وهو تصحيف لما في المتن، أو سقط من العبارة جمل كثيرة بين قوله (في أرض له) وقوله (وقد ازدحم). (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: له، وهو تصحيف. (5) في المصدر والبحار: أكنت. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الخنا. اللخناء: لخن: أنتن والرجل تكلم بالقبيح كان منتن المغابن وهي مطاوي الجسد. (7) في الاصل: فمد. (8) ليس في المصدر. [ * ]


[ 519 ]

وأصحابي كأنهم نظروا إلى ملك الموت، فأقسمت له (1) بحق الله ورسوله، فاستحيا وخلى سبيلي. [ قالوا: ] (2) فدعا أبو بكر جماعة [ من ] (3) الحدادين، فقالوا: إن فتح هذا القطب لا يمكننا إلا أن نحميه بالنار، فبقي في ذلك أياما والناس يضحكون منه. (قال:) (4) فقيل: إن عليا - عليه السلام - جاء من سفره، فأتى به أبو بكر إلى علي - عليه السلام - يتشفعه (5) في فكه. فقال علي - عليه السلام -: إنه لما رأى تكاثف جنوده وكثرة جموعه أراد أن يضع مني في موضعي فوضعت منه عندما (6) خطر بباله وهمت به نفسه. ثم قال: وأما الحديد الذي في عنقه فلعله لا يمكنني في هذا الوقت فكه، فنهضوا بأجمعهم، فأقسموا عليه، فقبض على رأس الحديد من القطب، فجعل يفتل منه بيمينه (7) شبرا شبرا فيرمي به (8). (9) قلت: هذا الخبر من مشاهير الاخبار، ذكره السيد الرضى - قدس سره - في المناقب الفاخرة، وغيره من المصنفين، وهو طويل.

الثامن عشر ومائتان قطع الاميال وحملها إلى الطريق سبعة عشر ميلا،


(1) في المصدر والبحار: عليه. (2) من المصدر والبحار. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) في المصدر والبحار: يشفع إليه. (6) في البحار: عند من. (7) في المصدر: يمينه، وفي البحار: يمنة. (8) زاد في المصدر: وهذا كقوله تعالى { وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد } سبأ: 10. (9) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 290 وعنه البحار: 41 / 276 ح 3. [ * ]


[ 520 ]

وكتب عليها: ميل علي - عليه السلام - 335 - ابن شهر اشوب: قال: [ ومنه ] (1) ما ظهر بعد (موت) (2) النبي - صلى الله عليه وآله - (من) (3) قطع الاميال وحملها إلى الطريق سبعة عشر ميلا تحتاج إلى أقوياء حتى تحرك ميلا [ منها ] (4) قلعها وحده، ونقلها ونصبها وكتب عليها: هذا ميل علي، ويقال (5): إنه كان يتأبط باثنين، ويدير واحدا برجله. (6)

التاسع عشر ومائتان ضرب يده في الاسطوانة حتى دخل إبهامه في الحجر 336 - ابن شهر اشوب: قال: من خوارق العادة ماكان من (7) ضرب يده في الاسطوانة حتى دخل إبهامه في الحجر، وهو باق في الكوفة، وكذلك مشهد الكف في تكريت (8) والموصل (9)، (وفي) (10) قطيعة الدقيق وغير ذلك. ومنه أثر سيفه في صخرة جبل ثور عند غار النبي - صلى الله عليه وآله -، وأثر رمحه في جبل من جبال بادية، وفي صخرة عند قلعة جعبر (11). (12)


(1) من المصدر والبحار. (2 و 3) ليس في المصدر والبحار. (4) من المصدر والبحار، وفيهما: (قطعها) بدل (قلعها). (5) في البحار: ويقال له. والميل: منار يبنى للمسافر في أنشاز الارض يهتدي به ويدرك المسافة. (6) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 289 وعنه البحار: 41 / 276 قطعة من ح 2. (7) في المصدر والبحار: وكان منه في (8) هو بفتح التاء والعامة تكسرها، بلد مشهور بين بغداد والموصل، وبينها وبين بغداد ثلاثون فرسخا في غربي دجلة، ولها قلعة حصينة أحد جوانبها إلى دجلة. (مراصد الاطلاع). (9) الموصل: بالفتح وكسر الصاد: المدينة المشهورة، قديمة الاساس على طرف دجلة ومقابلها من الجانب الشرقي نينوى، وفيها قبر جرجيس النبي - عليه السلام - بينها وبين بغداد أربعة وسبعون فرسخا. (مراصد الاطلاع). (10) ليس في المصدر والبحار. (11) في المصدر: خيبر. وقال الفيروز آبادي: جعبر: رجل من بني نمير ينسب إليه قلعة جعبر لاستيلائه عليها. (12) مناقب آل أبي طالب: 2 / 289 وعنه البحار: 41 / 276 ذح 2. [ * ]


[ 521 ]

 

العشرون ومائتان إخراجه - عليه السلام - السبع النوق من الجبل عدة رسول الله - صلى الله عليه وآله - 337 - روي الاسانيد عن علي بن أبي طالب - عليه السلام - أنه قال: قدم على رسول الله - صلى الله عليه وآله - حبر من أحبار اليهود فقال: يارسول الله قد أرسلني (1) إليك قومي أنه (2) عهد إلينا نبينا موسى بن عمران - عليه السلام - وقال (3): إذا بعث بعدي نبي اسمه محمد وهو عربي فامضوا إليه، وأسألوه أن يخرج لكم من جبل [ هناك ] (4) سبع نوق، حمر الوبر، سود الحدق، فإن أخرجها لكم فسلموا عليه وآمنوا به، واتبعوا النور الذي انزل معه، فهو سيد الانبياء، ووصيه سيد الاوصياء وهو منه مثل أخي هارون مني، فعند ذلك قال: الله أكبر، قم بنا يا أخا اليهود. قال: فخرج [ النبي ] (5) - صلى الله عليه وآله - والمسلمون حوله إلى ظاهر المدينة، وجاء إلى جبل فبسط البردة وصلى ركعتين، وتكلم بكلام خفي، وإذا الجبل يصر صريرا عظيما، وانشق وسمع الناس حنين النوق. فقال اليهودي: فأنا أشهد (6) أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله، وأن جميع ماجئت به صدقا وعدلا، يارسول الله أمهلني حتى أمضي إلى قومي وآخبرهم ليقضوا (7) عدتهم منك، ويؤمنوا بك.


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: أرسلوني، وهو لا يصح إلا على البدلية مع ضعفها. (2) كذا في الفضائل، وفي الاصل: إنا، وفي البحار: أن. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: إنه قال. (4 و 5) من المصدر والبحار. (6) كذا في البحار، وفي المصدر والاصل: فقال اليهود: مد يدك فإنا نشهد، ولفظ (فإنا) ليس في الاصل. (7) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: ليقضوا. [ * ]


[ 522 ]

قال: فمضى الحبر إلى قومه (فأخبرهم) (1) بذلك، فنفروا (2) بأجمعهم وتجهزوا للمسير فساروا يطلبون المدينة، ليقضوا عدتهم، فلما دخلوا المدينة وجدوها مظلمة مسودة لفقد رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد انقطع الوحي من السماء، وقد قبض - صلى الله عليه وآله - وجلس مكانه أبو بكر ! فدخلوا عليه وقالوا: أنت خليفة رسول الله ؟ قال: نعم. قالوا: أعطنا عدتنا من رسول الله - صلى الله عليه وآله -. قال: وما عدتكم ؟ فقالوا: أنت أعلم [ منا ] (3) بعدتنا إن كنت خليفته حقا، وإن لم تكن خليفته فكيف جلست مجلس نبيك بغير حق لك ولست له أهلا ؟ قال: فقام وقعد وتحير في أمره ولم يعلم ماذا يصنع، وإذا برجل من المسلمين قد قام فقال: إتبعوني حتى أدلكم على خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله -. قال: فخرجوا (4) من بين يدي أبي بكر واتبعوا الرجل حتى أتوا إلى منزل فاطمة الزهراء - عليها السلام - وطرقوا الباب، وإذا بالباب قد فتح، وقد خرج عليهم [ علي ] (5) وهو شديد الحزن على رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فلما رآهم قال: أيها اليهود تريدون عدتكم من رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ قالوا: نعم. فخرج معهم [ وساروا ] (6) إلى ظاهر المدينة إلى الجبل الذي صلى عنده رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فلما رأى مكانه تنفس الصعداء، وقال، بأبي وامي من كان بهذا الموضع منذ هنيئة، ثم صلى ركعتين، وإذا بالجبل قد انشق وخرجت النوق (منه) (7) وهي سبع نوق، فلما رأوا ذلك قالوا بلسان واحد: نشهد أن لا إله إلا الله،


(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: ففروا، وفي البحار: فتجهزوا. (3) من المصدر. (4) كذا في البحار، وفي الاصل: فخرجوا اليهود، وفي المصدر: فخرج اليهود. (5) من المصدر، وفي البحار: فإذا بعلي قد خرج. (6) من البحار. (7) ليس في المصدر. [ * ]


[ 523 ]

وان محمدا - صلى الله عليه وآله - رسول الله، [ وأنك الخليفة من بعده ] (1) وأن ما جاء به [ النبي ] (2) من عند ربنا هو الحق، وأنك خليفته حقا، ووصيه، ووارث علمه، فجزاك الله وجزاه عن الاسلام خيرا، ثم رجعوا إلى بلادهم مسلمين موحدين. (3)

الحادي والعشرون ومائتان إخراجه - عليه السلام - ثمانين ناقة من الجبل ضمان رسول الله - صلى الله عليه وآله - 338 - الرواندي: عن علي بن (4) أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين، عن أبيه - عليهما السلام - قال: كان علي - عليه السلام - ينادي: من كان له عند رسول الله - صلى الله عليه وآله - عدة أو دين فليأتني فكان كل من أتاه يطلب دينا، أو عدة يرفع مصلاه، فيجد ذلك [ كذلك ] (5) تحته فيدفعه إليه. فقال الثاني للاول: ذهب هذا بشرف الدنيا [ في هذا ] (6) من دوننا، (فقال:) (7) فما الحيلة ؟ فقال: لعلك لو ناديت كما نادى هو كنت تجد [ ذلك ] (8) كما يجد [ هو ] (9)، إذ كان إنما يقضي عن (10) رسول الله - صلي الله عليه وآله - فنادى أبو بكر [ كذلك ] (11)، فعرف أمير المؤمنين - عليه السلام - الحال، فقال: أما إنه سيندم على ما فعل.


(1) من البحار. (2) من المصدر. (3) الفضائل لشاذان: 130 والروضة له: 19 وعنه البحار: 41 / 270 ح 24. (4) من المصدر والبحار، وليس فيهما: الثمالي. (5) من المصدر. (6) من المصدر والبحار، وكلمة " من " ليس في المصدر. (7) ليس في المصدر. (8 و 9) من المصدر والبحار. (10) كذا في المصدر، وفي الاصل: دين. (11) من المصدر والبحار. [ * ]


[ 524 ]

فلما كان من الغد أتاه أعرابي وهو جالس في جماعة من المهاجرين والانصار، فقال: أيكم وصي رسول الله - صلى الله وآله - ؟ فأشاروا (1) إلى أبي بكر. فقال: أنت وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - وخليفته ؟ قال: نعم، فما تشاء ؟ قال: فهلم الثمانين الناقه التي ضمن لي رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: وما هذه النوق ؟ قال: ضمن لي [ رسول الله ] (2) ثمانين ناقة حمراء: كحل العيون. فقال لعمر: كيف نصنع الآن ؟ قال: إن الاعراب جهال، فاسأله: ألك شهود بما تقوله فتطلبهم منه ؟ فقال [ أبو بكر للاعرابي: ألك شهود بما تقول ؟ قال: ] (3) ومثلي يطلب منه الشهود على رسول الله - صلى الله عليه وآله - بما يضمنه لي ؟ ! والله ما أنت بوصي رسول الله و (لا) (4) خليفته. فقام [ إليه ] (5) سلمان وقال: يا أعرابي اتبعني (حتى) (6) أدلك على وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله فتبعه الاعرابي حتى انتهى إلى علي - عليه السلام - فقال: أنت وصي رسول الله ؟ قال: نعم، فما تشاء ؟ قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - ضمن لي ثمانين ناقة حمراء، كحل العيون فهاتها (7). فقال له علي - عليه السلام -: أسلمت أنت وأهل بيتك ؟ فانكب الاعرابي على يديه يقبلهما، وهو يقول: أشهد أنك وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - وخليفته، فبهذا وقع الشرط بيني وبينه وقد أسلمنا جميعا.


(1) في المصدر والبحار: فاشير. (2) من المصدر والبحار. (3) من المصدر. (4) ليس في البحار. (5) من المصدر والبحار. (6) ليس في البحار. (7) في المصدر والبحار: فهلمها.


[ 525 ]

فقال علي - عليه السلام -: (يا حسن) (1) انطلق أنت وسلمان وهذا الاعرابي إلى وادي فلان فناد: يا صالح [ يا صالح ] (2)، فإذا أجابك فقل: إن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لك: هلم الثمانين الناقة التي ضمنها رسول الله - صلى الله عليه وآله - لهذا الاعرابي. قال سلمان: فمضينا إلى الوادي، فنادى الحسن: (يا صالح) (3) فأجابه: لبيك يابن رسول الله، فأدى إليه رسالة أمير المؤمنين - عليه السلام - فقال: السمع والطاعة، فلم يلبث أن خرج إلينا زمام ناقة من الارض، فأخذ الحسن زمامها (4)، فناوله الاعرابي وقال: خذ، فجعلت النوق تخرج حتى كملت الثمانون على الصفة. (5)

الثاني والعشرون ومائتان إخراجه ثمانين ناقة من الصخرة ضمان رسول الله - صلى الله عليه وآله - 339 - صاحب ثاقب المناقب: قال: ما حدثنا به (6) شيخي أبو جعفر محمد بن الحسين الشوهاني (7) في داره بمشهد الرضا - صلوات الله عليه - بإسناده


(1) ليس في نسخة " خ ". (2) من المصدر والبحار. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) في المصدر والبحار: الزمام. (5) الخرائج والجرائح: 1 / 175 ح 8، وعنه البحار: 41 / 192 ح 4 وغاية المرام: 665 باب 128 ح 1، وفي إثبات الهداة: 2 / 457 ح 190 مختصرا، وفي ص 494 ح 336 عن تحفة الطالب مختصرا. ويأتي في معجزة 537 عن هداية الحضيني نحوه. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: حدثني. (7) في المصدر: محمد بن الحسين بن جعفر الشوهاني، هو الشيخ العفيف أبو جعفر محمد ابن الحسين الشوهاني، نزيل مشهد الرضا - عليه وعلى آبائه السلام -، فقيه صالح ثقة (فهرست منتخب الدين). [ * ]


[ 526 ]

[ يرفعه ] (1) إلى عطاء (2)، عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قدم أبو الصمصام العبسي إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وأناخ ناقته على باب المسجد، ودخل وسلم وأحسن التسليم، ثم قال: أيكم الفتى الغوي الذي يزعم أنه نبي ؟ فوثب إليه سلمان الفارسي - رضي الله عنه - فقال: يا أخا العرب، أما ترى صاحب الوجه الاقمر، والجبين الازهر، والحوض والشفاعة، [ والقرآن والقبلة، والتاج واللواء، والجمعة والجماعة، ] (3) والتواضع والسكينة، والمسألة (4) والاجابة، والسيف والقضيب، والتكبير والتهليل، والاقسام والقضية، والاحكام الحنيفة (5)، والنور والشرف، والعلو والرفعة، والسخاء، والشجاعة، والنجدة، والصلاة المفروضة، والزكاة المكتوبة، والحج والاحرام، وزمزم والمقام، والمشعر الحرام، واليوم المشهود، والمقام المحمود، والحوض المورود، والشفاعة الكبرى، ذلك [ سيدنا و ] (6) مولانا [ محمد ] (7) رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال الاعرابي: إن كنت نبيا فقل متى تقوم الساعة ؟ ومتى يجئ المطر ؟ وأي شئ في بطن ناقتي هذه ؟ وأي شئ أكتسب غدا ؟ ومتى أموت ؟ فبقي [ النبي ] (8) - صلى الله عليه وآله - ساكتا لا ينطق بشئ، فهبط الامين جبرئيل - عليه السلام - فقال: يا محمد اقرأ هذه الآية { إن الله عنده علم الساعة وينزل


(1) من المصدر. (2) هو إما عطاء بن أبي رباح، أسلم مفتي الحرام أبو محمد القرشي مولاهم المكي، حدث عن ابن عباس، مات سنة: 114 أو 117 (سير أعلام النبلاء). واما عطاء بن يسار الهلالي أبو محمد المدني القاص مولى ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وآله -، روى عن ابن عباس، مات سنة: 103 أو 104 أو 94. (تهذيب التهذيب). (3) من المصدر. (4) في المصدر: والمسكنة. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: الحنفية. (6 - 8) من المصدر. [ * ]


[ 527 ]

الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير } (1). قال الاعرابي: مد يدك فأنا (2) أشهد أن لا إله إلا الله، وأقر أنك [ محمد ] (3) رسول الله، فأي شئ لي عندك إن أتيتك (4) بأهلي وبني عمي مسلمين ؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وآله -: لك عندي ثمانون ناقة حمر الظهور، بيض البطون، سود الحدق، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز. ثم التفت النبي - صلى الله عليه وآله - إلى علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - فقال: اكتب يا أبا الحسن: بسم الله الرحمن الرحيم، أقر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف، وأشهد على نفسه في صحة عقله وبدنه، وجواز أمره، أن لابي الصمصام [ العبسي ] (5) عليه، وعنده، وفي ذمته ثمانين ناقة، حمر الظهور، بيض البطون، سود الحدق، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز، وأشهد عليه جميع أصحابه. وخرج أبو الصمصام إلى أهله فقبض - صلى الله عليه وآله -، فقدم أبو الصمصام وقد أسلم بنو عبس كلها (6)، فقال أبو الصمصام: [ يا قوم ] (7) ما فعل برسول الله (8) - صلى الله عليه وآله - ؟ قالوا: قبض.


(1) لقمان: 34. (2) في المصدر: فإني. (3) من المصدر. (4) في الاصل: أتيت، وما أثبتناه من المصدر. (5) من المصدر، وفي المناقب: الضمضام - بالضاد المعجمة - في جميع المواضع. (6) في المصدر: بنو العبس كلهم. (7) من المصدر. (8) في المصدر: رسول الله. [ * ]


[ 528 ]

قال: من الوصي بعده ؟ قالوا: ما خلف فينا أحدا. قال: فمن الخليفة من بعده ؟ قالوا: أبو بكر. فدخل أبو الصمصام المسجد فقال: يا خليفة رسول الله، إن لي على رسول الله - صلى الله عليه وآله - (دينا) (1) ثمانين ناقد حمر الظهور، بيض البطون، سود الحدق، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز. فقال [ أبو بكر ] (2): يا أخا العرب سألت ما فوق العقل، والله ما خلف فينا رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ لا ] (3) صفراء ولا بيضاء، وخلف [ فينا ] (4) بغلته الذلول، ودرعه الفاضلة، فأخذهما (5) علي بن أبي طالب - عليه السلام -، وخلف فينا فدكا، فأخذتها بحق (6) ونبينا محمد لا يورث، فصاح سلمان [ الفارسي ] (7) - رضي الله عنه: كردي ونكردي وحق أمير ببردي [ يا أبا بكر باز گزاراين كار بكسي كه حق اوست. فقال: ] (8) رد العمل إلى أهله، ثم مد يده إلى (9) أبي الصمصام، فإقامه إلى منزل علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - وهو يتوضأ وضوء الصلاة، فقرع سلمان الباب، فنادى علي - عليه السلام -: ادخل أنت وأبو الصمصام العبسي. فقال أبو الصمصام: اعجوبة ورب الكعبة، من هذا الذي سماني [ باسمي ] (10) ولم يعرفني ؟ ! فقال سلمان الفارسي - رضي الله عنه -: هذا وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله -.


(1) ليس في المصدر. (2 - 4) من المصدر. (5) في المصدر: فأخذها أمير المؤمنين - عليه السلام -. (6) في المصدر: فأخذناها نحن. (7 و 8) من المصدر. (9) في المصدر: ثم ضرب يده على يدي. (10) من المصدر. [ * ]


[ 529 ]

هذا الذي قال له رسول الله (1) - صلى الله عليه وآله - أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب (2). هذا الذي قال له رسول الله - صلى الله عليه وآله -: علي خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر (3). هذا الذي قال الله تعالى فيه: { وجعلنا لهم لسان صدق عليا } (4). هذا الذي قال الله تعالى فيه: { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون } (5) [ عند الله ] (6). هذا الذي قال الله تعالى فيه: { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله } (7). هذا الذي قال الله تعالى [ فيه ] (8): { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك } (9) [ الآية ] (10). هذا الذي قال الله تعالى فيه: { فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم } الآية (11).


(1) كذا في المصدر في الموضعين، وفي الاصل: الرسول. (2 و 3) هذا الحديث رواه رواد الحديث من الفريقين ما شاع بين الناس كالشمس في رابعة النهار. (4) مريم: 50. (5) السجدة: 18. (6) من المصدر. (7) التوبة: 19. (8) من المصدر. (9) المائدة: 68. (10) من المصدر. (11) آل عمران: 61. [ * ]


[ 530 ]

[ هذا الذي قال الله تعالى فيه: { لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون } ] (1). هذا الذي قال الله تعالى فيه: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } (2). هذا الذي قال الله تعالى [ فيه ] (3): { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهو راكعون } (4). ادخل يا أبا الصمصام وسلم عليه، فدخل وسلم عليه، ثم قال: إن لي على رسول الله - صلى الله عليه وآله - ثمانين ناقة حمر الظهور، بيض البطون، سود الحدق، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز. فقال [ علي ] (5) - عليه السلام -: أمعك حجة ؟ قال: نعم، ودفع الوثيقة إليه. فقال [ أمير المؤمنين ] (6) - عليه السلام -: (فلتخرج ناد يا سلمان) (7) في الناس، ألا من أراد أن ينظر إلى قضاء دين رسول الله - صلى الله عليه وآله - فليخرج [ غدا ] (8) إلى خارج المدينة. فلما كان بالغداة خرج للناس (9) وقال المنافقون: كيف يقضي الدين وليس معه شئ ؟ ! غدا يفتضح، ومن أين له ثمانون ناقد حمر الظهور، بيض البطون، سود الحدق، عليها (من) (10) طرائف اليمن ونقط الحجاز ؟ !


(1) الحشر: 20، وما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر. (2) الاحزاب: 33. (3) من المصدر. (4) المائدة: 55. (5 و 6) من المصدر. (7) في المصدر: يا سلمان ناد. (8) من المصدر. (9) في المصدر: الناس. (10) ليس في المصدر. [ * ]


[ 531 ]

فلما كان الغد اجتمع الناس، وخرج علي - عليه السلام - في أهله ومحبيه، و (في) (1) الجماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وأسر إلى ابنه الحسن سرا لم يدر أحد ما هو، ثم قال: يا أبا الصمصام امض مع ابني الحسن إلى كثيب الرمل. فمضى ومعه (2) أبو الصمصام، وصلى ركعتين عند الكثيب، وكلم الارض بكلمات لا يدري ماهي، وضرب [ الارض - أي ] (3) الكثيب - بقضيب رسول الله - صلى الله عليه وآله - فانفجر الكثيب عن صخرة ململمة (4)، مكتوب عليها سطران [ من نور ] (5): السطر الاول: [ بسم الله الرحمن الرحيم ] (6) لا إله إلا الله، محمد رسول الله. وعلى الآخر: لا إله إلا الله، علي ولي الله. وضرب الحسن تلك الصخرة بالقضيب، فانفجرت عن خطام ناقة، فقال الحسن - عليه السلام -: قد يا أبا الصمصام، فقاد فخرج منها ثمانون ناقة، حمر الظهور، بيض البطون، سود الحدق، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز، ورجع إلى علي - صلوات الله عليه - فقال [ له ] (7): (استوفيت حقك يا أبا الصمصام) ؟ ! فقال: نعم. فقال: سلم الوثيقة، فسلمها إليه، فخرقها. ثم قال: هكذا أخبرني [ أخي و ] (8) ابن عمي (رسول الله) (9) - صلى الله عليه وآله -،


(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: فخرج الحسن - عليه السلام - ومضى معه. (3) من المصدر. (4) ململمة: مستديرة. (5 و 8) من المصدر. (9) ليس في المصدر. [ * ]


[ 532 ]

إن الله عزوجل خلق هذه النوق في هذه الصخرة قبل أن يخلق ناقة صالح بألفي عام. ثم قال المنافقون: هذا سحر علي قليل. وروى ابن شهر اشوب هذا الحديث: قال: حدثني محمد بن الشوهاني بإسناده أنه قدم أبو الصمصام العبسي إلى النبي - صلى الله عليه وآله - وقال: متى يجئ المطر ؟ - وساق حديثه (1). ثم قال بعد ذلك: - (وقد ذكر جابر الجعفي، عن الباقر - عليه السلام - هذا الحديث) (2)، والقصة على ما تقدم ذكره.

الثالث والعشرون ومائتان إخراجه - عليه السلام - مائة ناقة موقرة ذهبا وفضة عدة رسول الله - صلى الله عليه وآله - 340 - ثاقب المناقب: قال: روى أبو محمد الادريسي، عن حمزة بن داود الديلمي، عن يعقوب بن يزيد الانباري، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حبيب الاحول (3)، عن أبي حمزة الثمالي، عن شهر بن حوشب (4)، عن ابن عباس قال: لما قبض النبي - صلى الله عليه وآله - وجلس أبو بكر [ مكانه ] (5)، نادى في الناس:


(1) الثاقب في المناقب: 127 ح 4، مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 332 مختصرا، وعنه البحار: 42 / 36 ح 11. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) حبيب الاحول الخثعمي، كوفي من أصحاب الصادق - عليه السلام -، روى عن أبي عبد الله - عليه السلام - والظاهر أنه غير حبيب بن معلل الخثعمي لعد الشيخ - رحمه الله إياهما في أصحاب الصادق - عليه السلام - (معجم الرجال). (4) هو شهر بن حوشب الاشعري أبو سعيد، ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو عبد الرحمان، ويقال: أبو الجعد الشامي مولى أسماء بنت يزيد بن السكن، روى عن الصحابة، ومات سنة: 98. (5) من المصدر. [ * ]


[ 533 ]

ألا من كان له على رسول الله - صلى الله عليه وآله - عدة أو دين فليأت أبا بكر وليأت معه بشاهدين، ونادى علي - عليه السلام - بذلك على الاطلاق من غير طلب شاهدين، فجاء أعرابي متلثم متقلد سيفه متنكب (1) كنانته وفرسه، لا يرى منه إلا حافره - وساق الحديث ولم يذكر الاسم و [ لا ] (2) القبيلة - وكان ما وعده مائة ناقة حمراء بأزمتها وأثقالها، موقرة ذهبا وفضة بعبيدها. فلما ذهب سلمان بالاعرابي إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - قال له حين بصر به: مرحبا بطالب عدة رسول الله - صلى الله عليه وآله -. فقال: وما وعد أبي [ فداك أبي وأمي ] (3) يا أبا الحسن ؟ فقال: إن أباك قدم على رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقال: أنا رجل مطاع في قومي، إن دعوتهم [ إلى الاسلام ] (4) أجابوك، وإني ضعيف الحال، فما تجعل لي إن دعوتهم إلى الاسلام فأسلموا ؟ فقال - صلى الله عليه وآله -: من أمر الدنيا، أم من أمر الآخرة ؟ قال: وما عليك أن تجمعهما لي يارسول الله، وقد جمعهما الله لاناس كثيرة ؟ ! فتبسم النبي - صلى الله عليه وآله - وقال: أجمع لك خير الدنيا والآخرة، فأما في الآخرة فأنت رفيقي في الجنة، وأما في الدنيا فما تريد (5) ؟ قال: مائة ناقة حمر بأزمتها وعبيدها، موقرة ذهبا وفضة. ثم قال: وإن دعوتهم فأجابوني، وقضى علي الموت، ولم ألقك فتدفع ذلك إلى ولدي، فقال: نعم. [ فقال أبوك: فإن أتيتك وقد رفعك الله ولم أدركك،


(1) في المصدر: متلثما، متقلدا بسيفه، متنكبا. (2 و 3) من المصدر. (4) من المصدر، وفيه: أجابوني. (5) في المصدر: فقل: ما تريد. [ * ]


[ 534 ]

يكون من بعدك من يقوم عنك فيدفع ذلك إلي أو إلى ولدي ؟ قال: نعم، ] (1) على أني (2) لاأراك ولا تراني في دار الدنيا بعد يومي هذا، وسيجيبك قومك فإذا حضرتك الوفاة فليصر ولدك إلى وليي من بعدي ووصيي، وقد مضى أبوك ودعا قومه فأجابوه، وأمرك بالمصير إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - أو [ إلى ] (3) وصيه وها أنا وصيه، ومنجز وعده، فقال الاعرابي: صدقت يا أبا الحسن ! ثم كتب له علي خرقة بيضاء وناولها الحسن - عليه السلام - وقال: يا أبا محمد، سر بهذا الرجل إلى وادي العقيق، وسلم على أهله، واقذف الخرقة وانتظر ساعة حتى ترى ما يفعل، فإن دفع إليك شئ فادفعه إلى الرجل، ومضيا بالكتاب. قال ابن عباس: فسرت من حيث لم يرني (أحد) (4)، فلما أشرف الحسن [ بن علي ] (5) على الوادي نادى بأعلى صوته: السلام عليكم أيها السكان البررة الاتقياء، أنا ابن وصي رسول الله، أنا الحسن بن علي سبط رسول الله ورسوله (6) إليكم، وقد قذف الخرقة في الوادي، فسمعت من [ ذلك ] (7) الوادي صوتا: لبيك لبيك يا سبط رسول الله وابن البتول، وابن سيد الاوصياء، سمعنا وأطعنا، انتظر لندفع إليك. فبينا أنا كذلك إذ ظهر غلام [ - ولم أدر من أين ظهر - وبيده زمام ناقة حمراء، تتبعها ستة، ولم يزل يخرج غلام ] (8) في يد كل غلام قطار حتى


(1) من المصدر. (2) في المصدر: أن. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر. (6) في المصدر: وابن وصيه ورسوله. (7 و 8) من المصدر. [ * ]


[ 535 ]

عددت مائة ناقة حمراء بأزمتها وأحمالها. فقال الحسن - عليه السلام -: خذ بزمام نوقك وعبيدك ومالك وامض بها - يرحمك الله -. (1)

الرابع والعشرون ومائتان أخراجه - عليه السلام - ناقة ثمود، وما في الحديث من المعجزات 341 - بالاسناد عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: كنا مع [ مولانا ] (2) أمير المؤمنين - عليه السلام - فقلت (له) (3): يا أمير المؤمنين احب أن أرى من معجزاتك شيئا. قال: (يا سلمان وما تريد ؟ قال: اريد أن تريني ناقة ثمود وشيئا من معجزاتك. فقال) (4): أفعل إن شاء الله تعالى، ثم قام فدخل منزله وخرج [ إلي و ] (5) تحته حصان (6) أدهم، وعليه قباء أبيض، وقلنسوه بيضاء، ثم نادى: يا قنبر أخرج إلي ذلك الفرس، فأخرج إليه فرسا آخر أدهم (7)، فقال [ لي ] (8): اركب يا أبا عبد الله. قال سلمان: فركبته وإذا له جناحان ملتصقتان إلى جنبه، قال: فصاح به الامام - عليه السلام - فتعلق في الهواء، وكنت أسمع والله حفيف أجنحة الملائكة وتسبيحها تحت العرش، ثم حضرنا على ساحل بحر عجاج مغطمط الامواج (9)،


(1) الثاقب في المناقب: 133 ح 5 وعنه غاية المرام: 666 ب 128 ح 3. (2) من البحار. (3 و 4) ليس في النوادر والبحار. (5) من النوادر والبحار. (6) في النوادر والبحار: فرس. (7) كذا في النوادر، وفي الاصل: حصانا أدهم أغر. (8) من النوادر. (9) كذا في النوادر والبحار، وفي الاصل: ساحل البحر وإذا عجاج متغطغطا بالامواج، وهو تصحيف، والغطمطة: اضطراب الامواج. [ * ]


[ 536 ]

فنظر إليه الامام - عليه السلام - شزرا فسكن البحر من غليانه. فقلت له: يا مولاي سكن البحر [ من غليانه ] (1) من نظرك إليه، فقال: [ يا سلمان ] (2) خشى أن آمرفيه بأمر، ثم قبض على يدي وسار على وجه الماء والخيل تتيعنا لا يقودها أحد، فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل. قال سلمان: فعبرنا ذلك البحر فدفعنا (3) إلى جزيرة كثيرة الاشجار والاثمار والاطيار والانهار، وإذا شجرة عظيمة بلا ثمر، بل ورد وزهر (4). فهزها - صلوات الله عليه - بقضيب كان في يده فانشقت، وخرجت منها ناقة طولها ثمانون ذراعا، وعرضها أربعون ذراعا. وخلفها قلوص (5) فقال لي: ادن منها واشرب من لبنها. قال سلمان: فدنوت منها فشربت حتى رويت، فكان لبنها أعذب من الشهد، وألين من الزبد (، وقد اكتفيت، قال - صلوات الله عليه -: هذا حسن ؟ قلت: حسن يا سيدي ! قال: تريد أن اريك ما هو أحسن منها ؟ فقلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال يا سلمان ناد) (6): اخرجي يا حسناء [ فناديت ] (7)، فخرجت إلينا ناقة طولها مائة ذراع وعشرون ذراعا وعرضها ستون ذراعا. ورأسها من الياقوت الاحمر، وصدرها من العنبر الاشهب، وقوائمها من الزبرجد الاخضر، وزمامها من الياقوت الاصفر، وجنبها الايمن من الذهب، وجنبها الايسر من الفضة، وضرعها من اللؤلؤ الرطب، فقال لي: يا سلمان اشرب من لبنها.


(1 و 2) من النوادر والبحار. (3) أي انتهيتا. يقال: طريق يدفع إلى مكان كذا: ينتهي إليه. (4) كذا في النوادر، وفي الاصل: وإذا بشجرة عظيمة بلا جذع ولازهر. (5) القلوص: الشابة من الابل، الطويلة القوائم. (6) كذا في النوادر، وفي الاصل: قال لي: يا سلمان أهذا أحسن ؟ فقلت: يا مولاي وما أحسن ؟.. قلت: نعم يا أمير المؤمنين، فنادى - عليه السلام -. (7) من النوادر. [ * ]


[ 537 ]

قال سلمان: فالتقمت الضرع فإذا هي تحلب عسلا صافيا ممحضا (1)، فقلت: يا سيدي هذه لمن ؟ قال: هذه لك يا سلمان ولسائر المؤمنين من أوليائي. ثم قال: - عليه السلام - [ لها ] (2): ارجعي إلى الشجرة، فرجعت من الوقت، وساقني إلى (3) تلك الجزيرة حتى ورد بي إلى شجرة [ عظيمة ] (4) وفي أصلها مائدة عظيمة فيها طعام يفوح منه رائحة المسك، وإذا بطائر في صورة النسر العظيم. قال سلمان: فوثب ذلك الطير فسلم عليه ورجع إلى موضعه، فقلت: يا أمير المؤمنين ما هذه المائدة ؟ قال: هذه منصوبة في هذا الموضع للشيعة [ من موالي إلى يوم القيامة ] (5)، فقلت: ماهذا الطائر ؟ قال - صلوات الله عليه -: ملك موكل بها إلى يوم القيامة. فقلت: وحده يا سيدي ؟ فقال: يجتاز به الخضر - عليه السلام - كل يوم مرة. ثم قبض - عليه السلام - بيدي، ثم سار إلى بحر آخر (6)، فعبرنا وإذا بجزيرة عظيمة فيها قصر لبنة من ذهب، ولبنة من فضة [ بيضاء ] (7)، وشرافها من العقيق الاصفر، وعلى كل ركن من القصر سبعون صفا (8) من الملائكة [، فجلس الامام على ركن وأقبلت الملائكة ] (9) تسلم عليه، ثم أذن لهم فرجعوا إلى أماكنهم. قال سلمان - رضي الله عنه -: ثم دخل أمير المؤمنين - عليه السلام - إلى القصر فإذا فيه أشجار وأثمار وأنهار وأطيار وألوان النباتات، فجعل أمير المؤمنين - عليه السلام -


(1) في النوادر: محضا. (2) من البحار. (3) في النوادر والبحار: وسار بي في. (4 و 5) من النوادر والبحار. (6) في النوادر والبحار: على يدي وسار إلى بحر ثان. (7) من النوادر والبحار. (8) كذا في النوادر والبحار، وفي الاصل: ألفا. (9) من النوادر والبحار، وفي الاصل: (فسلموا) بدل (تسلم). [ * ]


[ 538 ]

يتمشى فيه حتى وصل إلى آخره، فوقف - عليه السلام - على بركة [ كانت ] (1) في البستان، ثم صعد على سطحه، وإذا بكرسي من الذهب الاحمر، فجلس عليه وأشرفنا على القصر وإذا بحر أسود يغطمط (2) بأمواجه كالجبال الراسيات، فنظر إليه شزرا، فسكن من غليانه حتى كان كالمذنب (3)، فقلت: [ يا سيدي ] (4) سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه. فقال: خشي أن آمر فيه بأمر، أتدري يا سلمان أي بحر هذا ؟ فقلت: لا يا سيدي. فقال: هذا البحر الذي غرق فيه فرعون وملؤه ان المدينة حملت على [ محاميل ] (5) جناح جبرئيل - عليه السلام - ثم زج بها في الهواء فهويت إلى (6) قراره إلى يوم القيامة. فقلت: يا أمير المؤمنين هل سرنا فرسخين ؟ فقال: يا سلمان لقد سرت خمسين ألف فرسخ، ودرت حول الدنيا عشرين ألف مرة. فقلت: يا سيدي وكيف هذا ؟ فقال: يا سلمان إذا كان ذو القرنين طاف شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج ومأجوج فأنى يتعذر علي وأنا أمير المؤمنين وخليفة رسول رب العالمين (7). يا سلمان أما قرأت قوله تعالى [ حيث يقول ] (8) { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول } (9) ؟ فقلت: بلى يا أمير المؤمنين، فقال: يا


(1) من النوادر والبحار. (2) كذا في النوادر والبحار، وفي الاصل: يغطغط. (3) كذا في النوادر والبحار، وفي الاصل: كأنه المذنب. (4) من النوادر والبحار. (5) من النوادر. (6) في النوادر: ثم رمى بها في هذا البحر فهويت فيه لا تبلغ. (7) في النوادر: وأنا أخو سيد المرسلين، وأمين رب العالمين، وحجته على خلقه أجمعين. (8) من النوادر والبحار. (9) الجن: 26 - 27. [ * ]


[ 539 ]

سلمان أنا المرتضى من الرسول الذي أظهره الله عزوجل على غيبته، أنا العالم الرباني، أنا الذي هون الله علي الشدائد، وطوى لي (1) البعيد. قال سلمان - رضي الله عنه -: فسمعت صائحا يصيح في السماء - أسمع الصوت ولا أرى الشخص - يقول: (2) صدقت أنت الصادق المصدق صلوات الله عليك، ثم وثب قائما وركب فرسه وركبت معه وصاح بهما فطارا في الهواء وإذا نحن على باب الكوفة، هذا كله وقد مضى من الليل ثلاث ساعات فقال لي: يا سلمان الويل كل (3) الويل لمن لا يعرفنا حق معرفتنا، وأنكر ولايتنا. يا سلمان أيما أفضل محمد - صلى الله عليه وآله - أم سليمان بن داود ؟ قلت: بل محمد أفضل. فقال يا سلمان [ فهذا ] (4) آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس (إلى سليمان) (5) في طرفة عين وعنده علم من الكتاب، فكيف لا أفعل أنا ذلك وعندي مائة كتاب وأربعة وعشرين كتاب (6) ؟ ! أنزل الله تعالى على شيث ابن آدم خمسين صحيفة، وعلى إدريس - عليه السلام - ثلاثين [ صحيفة، وعلى نوح - عليه السلام - عشرين صحيفة ] (7)، وعلى إبراهيم الخليل عشرين [ صحيفة ] (8) والتوراة والانجيل والزبور والفرقان العظيم، فقلت: صدقت يا أمير المؤمنين، هكذا يكون


(1) في النوادر والبحار: له. (2) في النوادر: يبلغ صوتا ولايرى الشخص وهو يقول. (3) كذا في النوادر، وفي الاصل: ثم. (4) من النوادر والبحار. (5) في النوادر: من اليمن إلى بين المقدس. (6) كذا في النوادر والبحار، وما في الاصل (مائة ألف كتاب وأربعة وعشرين ألف كتاب) مصحف، وقال في ذيل ص 18 من النوادر: والظاهر أن كليهما - المدينة والنوادر - تصحيف لما روى الصدوق بإسناده إلى أبي ذر ضمن حديث أنه قال: يارسول الله كم أنزل الله تعالى من كتاب ؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب، إلى آخر الحديث في معاني الاخبار: 333 ضمن ح 1 و الخصال: 2 / 524 ومثله المفيد في الاختصاص: 258 عن ابن عباس. (7 و 8) من النوادر. [ * ]


[ 540 ]

الامام - عليه السلام -. فقال [ الامام - عليه السلام - ] (1): اعلم يا سلمان أن الشاك في امورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا وحقوقنا، وقد فرض الله عزوجل [ ولايتنا ] (2) في كتابه في غير موضع، وبين فيه ما وجب العمل به وهو غير مكشوف (3). (4)

الخامس والعشرون ومائتان مائة الناقة التي أخرجها - عليه السلام - من الصخرة وعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - 342 - السيد الرضي في الخصائص: وروي بإسناد أن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان جالسا في مجلسه والناس مجتمعون عليه بالمدينة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وآله -، حتى وافى رجل من العرب فسلم عليه، وقال: أنا رجل لي على رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعد، وقد سألت عن قاضي دينه، ومنجز وعده بعد وفاته، فأرشدت إليك، أفهو (5) كما قيل لي ؟ فقال أمير المؤمنين: نعم، أنا منجز وعده، وقاضي دينه من بعده، فما الذي وعدك به ؟ قال: مائة ناقة حمراء، وقال لي: إني إذا قبضت فائت قاضي ديني، وخليفتي من بعدي، فإنه يدفعها إليك وما كذب (6) - صلى الله عليه وآله - فإن يكن ما ادعيته حقا فعجل علي بها، ولم يكن النبي -


(1 و 2) من النوادر. (3) الظاهر (وهو مكشوف) كما في تأويل الآيات. (4) نوادر المعجزات: 15 ح 1. وأخرجه في البحار: 42 / 50 ح 1 عن بعض الكتب، وفي إثبات الهداة: 2 / 525 ح 501 عن البحار. وأورده من قوله - عليه السلام - (يا سلمان الويل كل الويل) في تأويل الآيات: 1 / 240 ح 24 وعنه البحار: 26 / 221 ح 47 وعن إرشاد القلوب: 416. (5) في المصدر: فهل الامر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: كذبني. [ * ]


[ 541 ]

صلى الله عليه وآله - خلفها ولا بعضها، فأطرق أمير المؤمنين - عليه السلام - مليا، ثم قال (لابنه الحسن - عليه السلام -) (1): يا حسن قم، فنهض إليه، فقال له: اذهب فخذ قضيب رسول الله - صلى الله عليه وآله - الفلاني، وصر إلى البقيع فاقرع به الصخرة الفلانية ثلاث قرعات، فانظر مايخرج منها فادفعه إلى هذا الرجل، وقل له يكتم ما رأى. فصار الحسن - عليه السلام - إلى الموضع، والقضيب معه، ففعل ما أمره، فطلع من الصخرة رأس ناقة بزمامها، فجذبه (2) الحسن - عليه السلام - فظهرت الناقة، ثم ما زال [ تتبعها ] (3) ناقة ثم ناقة حتى انقطع القطار على مائة، ثم انضمت الصخرة فدفع النوق إلى الرجل، وأمره بالكتمان لما رأى. فقال الاعرابي: صدق رسول الله - صلى الله عليه وآله - وصدق أبوك - عليه السلام - هو قاضي دينه، ومنجز وعده، والامام من بعده، { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد } (4). (5)

السادس والعشرون ومائتان إلانة الحديد له - عليه السلام - 343 - ابن شهر اشوب: روى جماعة عن خالد بن الوليد أنه قال:


(1) ليس في المصدر. (2) في نسخة " خ " فجاء به. (3) من المصدر. (4) هود: 73. (5) الخصائص للسيد الرضي - رضوان الله عليه -: 49 - 50. وقد تقدم نحوه من مسانيد أبر علمائنا، وحديث رسول الله - صلى الله عليه وآله - لامير المؤمنين - عليه السلام -: (أنت قاضي ديني، ومنجز عدتي) مما أجمعت الامة على صحته وتوثيقه وقد جاء بأسانيد شتى صحيحة، منها في مسند أحمد بن حنبل: 1 / 111 بسنده عن علي - عليه السلام -، كنز العمال: 13 / 128 ح 36408، مجمع الزوائد: 9 / 113، فضائل الخمسة: 3 / 57 إلى غير ذلك من كتب الفريقين، وقد شاع فصار كالشمس في رابعة النهار بل أظهر منها. [ * ]


[ 542 ]

(ثم) (1) رأيت عليا يسرد حلقات درعه بيده ويصلحها، فقلت: هذا كان لداود عليه السلام -، فقال: يا خالد بنا ألان الله الحديد لداود فكيف لنا (2). (3)

السابع والعشرون ومائتان أنه - عليه السلام - يسير من المطلع إلى المغرب يوم واحد 344 - شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة: قال جابر: سألت أبا جعفر - عليه السلام - عن قول الله عزوجل { أفلم يسيروا في الارض } (4) فقرأ أبو جعفر - عليه السلام - { الذين كفروا - حتى بلغ [ إلى ] (5) أفلم يسيروا في الارض }. ثم قال: هل لك في رجل يسير بك [ فيبلغ بك ] (6) من المطلع إلى المغرب [ في ] (7) يوم واحد ؟ قال: فقلت: يابن رسول الله - صلى الله عليه وآله - جعلني الله فداك - ومن [ لي ] (8) بهذا ؟ فقال: ذاك أمير المؤمنين - عليه السلام - ألم تسمع قول رسول الله - صلى الله عليه وآله -: لتبلغن (بك) (9) الاسباب، والله لتركبن السحاب، والله لتؤتن عصا موسى، والله لتعطن خاتم سليمان. ثم قال: هذا قول رسول الله - صلى الله عليه وآله الطيبين صلاة باقية إلى يوم الدين -. (10)


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أنا. (3) المناقب لابن شهراشوب: 2 / 325 وعنه البحار: 41 / 266 ذ ح 22. (4) محمد - صلى الله عليه وآله -: 10. (5) من المصدر. (6 - 8) من المصدر والبحار. (9) ليس في المصدر والبحار. (10) تأويل الآيات: 2 / 584 ح 9 وعنه المؤلف في تفسير البرهان: 4 / 190 والبحار: 24 / 320 ذ ح 31. [ * ]


[ 543 ]

 

الثامن والعشرون ومائتان أنه - عليه السلام - ركب السحاب فدارت به سبع أرضين 345 - في اختصاص الشيخ المفيد: عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران أو غيره، عن أبي بصير، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: إن عليا - عليه السلام - ملك ما فوق الارض وما تحتها، فعرضت له سحابتان إحداهما الصعبة (1) والاخرى الذلول، وكان في الصعبة ملك ما تحت الارض، وفي الذلول ملك ما فوق الارض، فاختار الصعبة على الذلول، فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاثا خرابا وأربع عوامر. (2) 346 - عنه، عن محمد بن سنان، عن أبي خالد القماط (3) وأبي سلام الخياط، عن سورة بن كليب (4)، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: قال: أما إن ذا القرنين قد خير (في) (5) السحابتين، فاختار الذلول، وذخر لصاحبكم الصعب. [ قال: ] (6) قلت: وما الصعب ؟ فقال: ماكان من سحاب فيه رعد


(1) كذا في البحار، وفي الاصل: الصعب، وفي المصدر: السهلة. (2) الاختصاص: 199 وعنه البحار: 27 / 32 ح 2. وأخرجه في ج 60 / 120 ح 7 وج 57 / 344 ح 35 عن البصائر: 409 ح 2، وفي ج 39 / 136 ح 2 عنه وعن الخرائج: 1 / 192 ح 28. (3) هو أبو خالد القماط يزيد بن ثعلبة بن ميمون، من أصحاب الصادق والباقر - عليهما السلام - و روى عنهما، وثقه السيد الخوئي في المعجم، روى عنه محمد بن سنان. (4) هو سورة بن كليب بن معاوية الاسدي من أصحاب الصادقين - عليهما السلام - وروى عنهما كما في رجال الشيخ والبرقي، وروى عنه محمد بن سنان وأبو سلام وغيرهما. " معجم الرجال ". (5) ليس في المصدر والبحار. (6) من المصدر. [ * ]


[ 544 ]

وصاعقة (1) أو برق فصاحبكم يركبه [ أما ] (2) انه سيركب السحاب، ويرقى في الاسباب، أسباب السماوات السبع والارضين السبع خمس عوامر واثنتان خرابان. (3) 347 - ابراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخزاز (4) عن أبي بصير أو غيره، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: إن عليا - عليه السلام - حين خير ملك ما فوق الارض وما تحتها، عرضت له سحابتان إحداهما صعبة والاخرى ذلول، وكانت الصعبة ملك ما تحت الارض وفي الذلول ملك ما فوق الارض، فاختار الصعبة على الذلول فركبها فدارت به سبع أرضين، فوجد فيها ثلاثا خرابا و أربعا عوامر. (5) 348 - المعلى بن محمد البصري، عن سليمان بن سماعة (6)، عن عبد الله بن القاسم، عن سماعة بن مهران (7)، قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - فأرعدت السماء وأبرقت. * (في المصدر: أو صاعقة. (2) من المصدر والبحار. (3) الاختصاص: 199 بسندين، عن أبي جعفر - عليه السلام - وعنه البحار: 27 / 32 ح 1، وفي البحار: 52 / 321 ح 7 عن الاختصاص وبصائر الدرجات: 408 ح 1 و 409 ح 3. وأخرجه أيضا في ج 12 / 182 ح 12 وج 57 / 343 ح 34 وج 60 / 120 ح 8 عن البصائر. (4) هو إبراهيم بن عيسى، ويقال: إبراهيم بن عثمان أو إبراهيم بن زياد أبو أيوب الخزازي، روى كثيرا من الروايات تبلغ 380 موردا، روى عن أبي بصير وأبي عبد الله - عليه السلام -، وروى عنه عثمان بن عيسى " معجم الرجال ". (5) الاختصاص: 327 وعنه البحار: 27 / 32 ح 3. (6) سليمان بن سماعة الضبي الكوزي من بني الكوز، كوفي، حذاء، ثقة، روى عن عمه: عاصم الكوزي، وله كتاب. (رجال النجاشي). (7) هو سماعة بن مهران بن عبد الرحمان الحضرمي، مولى عبد بن وائل بن حجر الحضرمي، يكنى أبا ناشرة، وقيل: أبا محمد، روى عن أبي عبد الله - عليه السلام -، ومات بالمدينة، ثقة ثقة. [ * ]

[ 545 ]

فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: أما إنه ماكان من هذا الرعد و [ من ] (1) هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم، قلت: من صاحبنا ؟ قال: أمير المؤمنين - عليه السلام - -. (2) 349 - أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عمن حدثه، عن عبد الرحيم القصير (3) قال: ابتدأني أبو جعفر - عليه السلام - فقال: أما إن ذا القرنين [ قد ] (4) خير (بين) (5) السحابتين، فاختار الذلول، وذخر لصاحبكم الصعب، فقلت: وما الصعب ؟ فقال: ماكان من سحاب فيه رعد وصاعقة وبرق فصاحبكم يركبه، أما أنه سيركب السحاب، ويرقى في الاسباب، أسباب السماوات (السبع) (6)، والارضين السبع، خمس عوامر واثنتان خرابان. إلى هنا أحاديث الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص. وروى محمد بن الحسن الصفار الحديث الاخير في بصائر الدرجات: عن أحمد بن محمد، عن محمد (7) بن سنان، عن عبد الرحيم [ أنه ] (8) قال: ابتدأني أبو جعفر - عليه السلام - وساق الحديث إلى آخره. (9)


(1) من المصدر والبحار. (2) الاختصاص: 327 وعنه البحار: 27 / 32 ح 4. (3) هو عبد الرحيم القصير، مولى بني أسد: كوفي، عده البرقي من أصحاب الصادق - عليه السلام - وممن أدرك الباقر - عليه السلام - والظاهر هو عبد الرحيم بن روح الاسدي القصير، روى عن الصادقين - عليهما السلام -. (معجم الرجال). (4) من البحار. (5) ليس في المصدر والبحار. (6) ليس في البحار. (7) في الاصل: علي، والظاهر أنه مصحف، إذ لم نجد له ذكرا في كتب الرجال، على أن في الاختصاص: محمد بن سنان كما تقدم. (8) من المصدر. (9) الاختصاص: 199. وقد تقدم مع تخريجاته تحت رقم: 344 بسند آخر. [ * ]


[ 546 ]

وروى الحديث الاول أيضا: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، (أو غيره،) (1) عن أبي بصير، عن أبي جعفر - عليه السلام - [ أنه ] (2) قال: إن عليا - صلوات الله عليه - ملك ما فوق الارض وما تحتها (3) وساق الحديث إلى آخره كما تقدم -. (4)

التاسع والعشرون ومائتان ركوبه - عليه السلام - السحاب وما في ذلك من المعجزات 350 - السيد المرتضى - رحمه الله تعالى - في كتاب عيون المعجزات: حدثني القاضي أبو الحسن علي بن القاضي الطبراني مرفوعا إلى أبي جعفر ميثم التمار - رفع الله درجته - قال: كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين - عليه السلام - إذ دخل غلام وجلس في وسط المسلمين، فلما أن فرغ (5) - عليه السلام - من الاحكام نهض إليه الغلام. وقال: يا أبا تراب أنا إليك رسول، فصف (6) لي سمعك، واخل إلي ذهنك، وانظر إلى ما خلفك وبين يديك، ودبر أمرك فيما يدهمك، وقد جئتك برسالة تتزعزع (7) لها الجبال، وتكيع عنها الابطال، من رجل حفظ كتاب الله من أوله إلى آخره وعلم (علم) (8) القضايا والاحكام، وهو أبلغ منك في الكلام، وأحق منك بهذا المقام، فاستعد للجواب، ولا تزخرف الخطاب، فلسنا ممن ينفق عليه


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر: ما في الارض وما في تحتها. (4) قد تقدم الحديث عن الاختصاص مع تخريجاته تحت الرقم: 343. (5) في المصدر: تفرغ. (6) في المصدر: فاصغ. (7) كذا في النوادر، وفي الاصل ستتزعزع، وفي المصدر: تنزع. (8) ليس في المصدر. [ * ]


[ 547 ]

الاباطيل والاضاليل، فلاح الغضب في وجه أمير المؤمنين - عليه السلام - والتفت إلى عمار - رضي الله عنه - وقال: اركب جملك، وطف في قبائل الكوفة وقل لهم: أجيبوا عليا لتعرفوا الحق من الباطل والحلال من الحرام. قال ميثم: فركب عمار وخرج فما كان إلا هنيئة حتى رأيت العرب كما قال الله تعالى: { إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون } (1) فضاق جامع الكوفة [ بهم ] (2) وتكاثف الناس كتكاثف الجراد على الزرع الغض { في أوانه ] (3)، فنهض العالم الاورع (4)، والبطين الانزع - عليه السلام - ورقى من المنبر مراق (5)، ثم تنحنح فسكت الناس، فقال: رحم الله من سمع فوعى، ونظر فاستحى، أيها الناس إن معاوية يزعم أنه أمير المؤمنين، وأن لا يكون الامام إماما حتى يحيي الموتى، أو ينزل من السماء مطرا، أو يأتي بما يشاكل ذلك مما يعجز عنه غيره، وفيكم من يعلم أني الكلمة التامة، والآية الباقية، والحجة البالغة، ولقد أرسل إلي معاوية جاهليا من جاهلية العرب، ففسح في كلامه، وعجرف في مقاله، وأنتم تعلمون أني لو شئت لطحنت عظامه طحنا، ونسفت (6) الارض نسفا، وخسفتها عليه خسفا، إلا أن احتمال الجاهل صدقة عليه. ثم حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي - صلى الله عليه وآله - وأشار بيده [ اليمنى ] (7) إلى الجو، فدمدم وأقبلت غمامة، وعلت سحابة سقت بهديها (8)، وسمعنا منها قائلا يقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين، وياسيد الوصيين، ويا


(1) يس: 53. (2 و 3) من المصدر والنوادر (4) كذا في المصدر والنوادر، وفي الاصل: الاروع. (5) مراق: درجات. (6) في المصدر: نفست الارض نفسا، وهو مصحف. (7) من المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: جماعة وعلت سحابة أسقت يهذبها. [ * ]


[ 548 ]

إمام المتقين، ويا غياث المستغيثين، وياكنز الطالبين، ومعدن الراغبين، فأشار - عليه السلام - إلى السحابة فدنت. قال ميثم - رحمه الله -: فرأيت الناس كلهم قد أخذتهم السكرة، فرفع - عليه السلام - رجله وركب السحابة، وقال لعمار: اركب معي وقل: الحمد لله (1) مجراها ومرساها إن ربي على صراط مستقيم، فركب عمار وغابا عن أعيننا، فلما كان بعد ساعة أقبلت السحابة حتى أظلت جامع الكوفة فالتفت وإذا مولاي - عليه السلام - جالس في دكة القضاء وعمار بين يديه والناس حافون به. ثم قام وصعد المنبر وحمد الله وأثنى عليه وأخذ في الخطبة المعروفة بالشقشقية (2)، فلما فرغ منها اضطرب الناس وقالوا فيه أقاويل مختلفة، فمنهم من زاده الله بصيرة وإيمانا بما شاهدوه منه، ومنهم من زاده كفرا وطغيانا. ثم قال عمار: قد طارت بنا السحابة في الجو فما كان إلا هنيئة حتى أشرفنا على بلد كبير، حواليها أشجار كثيرة ومياه متدفقة، فقال - عليه السلام -: انهمي وصوبي، فنزلت بنا السحابة وإذا نحن في مدينة كبيرة، كثيرة الناس، يتكلمون بكلام غير العربية، فاجتمعوا عليه ولاذوا به، فقام فوعظهم وأنذرهم بمثل كلامهم، ثم قال: يا عمار اركب واتبعني، ففعلت ما أمرني به، فأدركنا جامع الكوفة في الوقت الذي رأيته. ثم قال عمار: قال لي أمير المؤمنين - عليه السلام - أتعرف البلدة التي كنت فيها ؟ قلت: الله أعلم بذلك وأنت يا أمير المؤمنين. فقال: كنا في الجزيرة السابعة من الصين، أخطب كما رأيتني إن الله تبارك وتعالى أرسل رسوله - صلى الله عليه وآله -


(1) في النوادر: بسم الله، وهي الآية: 41 من سورة هود. (2) هذه الخطبة معروفة يعرفها الخاص والعام، وتشتمل على الشكوى من أمر الخلافة، ثم ترجيح صبره عنها، ثم مبايعة الناس له - عليه السلام -. [ * ]


[ 549 ]

إلى كافة الناس، وعليه (1) أن يدعوهم ويهدي المؤمنين منهم إلى صراط مستقيم، اشكر ما أوليتك من نعمة، وأوزعتك (2) من منة، واكتم عن غير أهله تسعد، فإن لله سبحانه ألطافا خفية في (3) خلقه لا يعلمها إلا هو أو من ارتضى من رسول. (4)

الثلاثون ومائتان السحابتان اللتان ركب - عليه السلام - أحدهما وأركب غيره الاخرى، وما في ذلك من المعجزات 351 - روى بعض علمائنا الامامية في كتاب له سماه منهج التحقيق إلى سواء الطريق: عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: كنا جلوسا مع أمير المؤمنين [ علي بن أبي طالب ] (5) - عليه السلام - بمنزله لما بويع عمر بن الخطاب، (قال): (6) كنت أنا والحسن والحسين - عليهما السلام - ومحمد بن الحنفية ومحمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر والمقداد بن الاسود الكندي - رضي الله عنهم - قال له ابنه الحسن - عليه السلام -: يا أمير المؤمنين إن سليمان [ بن داود ] (7) - عليهما السلام - سأل ربه ملكا لا ينبغي لاحد من بعده، فأعطاه ذلك، فهل ملكت ما (8) ملك سليمان بن داود ؟


(1) كذا في المصدر والنوادر، وفي الاصل: وعليهم، وهو مصحف. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأودعتك. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: من. (4) عيون المعجزات: 35 - 37. ورواه في نوادر المعجزات: 44 - 47 بسنده عن محمد بن ذخيرة، عن أبي جعفر ميثم التمار - رضوان الله عليه - باختلاف يسير. والحديث طويل، والمصنف قد ترك ذيله لجعله في المصدر: حديثين، ونقله بطوله في النوادر. (5) من المحتضر. (6) ليس في المحتضر. (7) من المحتضر والبحار. (8) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: مما. [ * ]


[ 550 ]

فقال: - عليه السلام -: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إن سليمان بن داود - عليهما السلام - سأل الله عزوجل الملك فأعطاه، وإن أباك ملك ما لم يملكه بعد جدك رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ أحد ] (1) قبله ولا يملكه أحد بعده. فقال [ له ] (2) الحسن - عليه السلام -: نريد ترينا مما فضلك الله تعالى به من الكرامة. فقال - عليه السلام -: أفعل إن شاء الله تعالى. فقام أمير المؤمنين (علي) (3) - عليه السلام - فتوضأ، وصلى ركعتين، ودعا الله عزوجل بدعوات لم يفهمها أحد، ثم أومأ [ بيده ] (4) إلى جهة المغرب، فما كان بأسرع من أن جاءت سحابة فوقفت على الدار، وإلى (5) جانبها سحابة اخرى. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: أيتها السحابة اهبطي بإذن الله تعالى، فهبطت وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك خليفته ووصيه، من شك فيك فقد هلك، [ ومن تمسك بك سلك ] (6) سبيل النجاة. قال: ثم انبسطت السحابة إلى الارض حتى كأنها بساط موضوع، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: اجلسوا على الغمامة، فجلسنا وأخذنا مواضعنا، فأشار إلى السحابة الاخرى، فهبطت وهي تقول كمقالة الاولى، وجلس أمير المؤمنين عليها [ منفردا ] (7)، ثم تكلم بكلام وأشار إليها بالمسير نحو المغرب، وإذا بالريح قد دخلت السحابتين، فرفعتهما رفعا رقيقا، فتمايلت (8) نحو


(1 و 2) من المحتضر والبحار. (3) ليس في المحتضر والبحار. (4) من المحتضر والبحار. (5) كذا في المحتضر والبحار، وفي الاصل: وإذا. (6) من المحتضر والبحار. (7) من المحتضر. (8) في المحتضر والبحار: فتأملت. [ * ]


[ 551 ]

أمير المؤمنين - عليه السلام - وإذا به على كرسي والنور يسطع من وجهه يكاد يخطف الابصار. فقال [ له ] (1) الحسن - عليه السلام -: يا أمير المؤمنين إن سليمان بن داود - عليهما السلام - كان مطاعا بخاتمه، وأمير المؤمنين - عليه السلام - بماذا يطاع ؟ فقال: أنا عين الله في أرضه، أنا لسان [ الله ] (2) الناطق في خلقه، أنا نور الله الذي لا يطفأ، أنا باب الله الذي يؤتى منه، وحجته على عباده. ثم قال: أتحبون أن اريكم خاتم سليمان بن داود - عليهما السلام - ؟ قلنا: نعم. فأدخل يده إلى جيبه، فأخرج خاتما من ذهب، فصه من ياقوتة حمراء، عليها مكتوب محمد وعلي. قال سلمان: فتعجبنا من ذلك. فقال: من أي [ شئ ] (3) تعجبون ؟ وما العجب من مثلي ؟ ! أنا اريكم اليوم ما لم تروه أبدا. فقال الحسن - عليه السلام -: اريد [ أن ] (4) تريني يأجوج ومأجوج والسد الذي بيننا وبينهم، فسارت الريح تحت السحابة، فسمعنا لها دويا كدوي الرعد، وعلت في الهواء، وأمير المؤمنين - عليه السلام - يقدمنا حتى انتهينا إلى جبل شامخ في العلو، وإذا شجرة جافة وقد تساقطت أوراقها، وجفت أغصانها. فقال الحسن - عليه السلام -: ما بال هذه الشجرة قد يبست ؟ فقال - عليه السلام - [ له ] (5): سلها فإنها تجيبك. فقال الحسن - عليه السلام -: أيتها الشجرة ما بالك قد حدث بك ما نراه من الجفاف ؟ فلم تجبه. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: [ بحقي عليك ] (6) إلا ما أجبتيه. * (هامش) (1) من المحتضر. (2 و 3) من المحتضر والبحار. (4 و 5) من المحتضر. (6) من المحتضر والبحار. [ * ]

[ 552 ]

قال (الراوي) (1): والله لقد سمعتها [ وهي ] (2) تقول: لبيك يا وصي رسول الله وخليفته. ثم قالت: [ يا أبا محمد ] (3) إن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان يجيئني في كل ليلة وقت السحر، ويصلي عندي ركعتين، ويكثر من التسبيح، فإذا فرغ من دعائه جاءته غمامة بيضاء ينفح منها رائحة المسك، وعليها كرسي، فيجلس (عليه) (4)، فتسير به، وكنت أعيش (بمجلسه) (5) وبركته، فانقطع عني منذ أربعين يوما، فهذا سبب ما تره مني. فقام أمير المؤمنين - عليه السلام - وصلى ركعتين، ومسح بكفه عليها، فاخضرت وعادت على حالها، ثم أمر (6) الريح فسارت بنا، وإذا نحن بملك يده في المغرب و اخرى بالمشرق، فلما نظر الملك إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (7)، وأشهد أنك وصيه وخليفته حقا وصدقا. فقلت: يا أمير المؤمنين من هذا الذي يده في المغرب و (يده) (8) الاخرى في المشرق ؟ فقال (أمير المؤمنين) (9) - عليه السلام -: هذا الملك الذي وكله الله بظلمة الليل


(1) ليس في المحتضر. (2) من البحار. (3) من المحتضر والبحار. (4) ليس في البحار. (5) ليس في البحار والمحتضر. (6) كذا في المحتضر، وفي البحار والاصل: وأمر. (7) مقتبس من سورة التوبة: 33. (8) ليس في المحتضر والبحار. (9) ليس في البحار. [ * ]


[ 553 ]

وضوء النهار ولا يزوله إلى يوم القيامة، وإن الله تعالى جعل أمر الدنيا، إلي، وإن أعمال العباد (1) تعرض علي (في) (2) كل يوم ثم ترفع إلى الله تعالى. ثم سرنا حتى وقفنا على سد يأجوج ومأجوج، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - للريح: اهبطي بنا مما يلي هذا الجبل، وأشار (بيده) (3) إلى جبل شامخ في العلو وهو جبل الخضر - عليه السلام -، فنظرنا إلى السد وإذا ارتفاعه (4) مد البصر، وهو أسود كقطعة الليل الدامس يخرج من أرجائه (5) الدخان، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: يا أبا محمد أنا صاحب هذا الامر على هؤلاء العبيد. قال سلمان: فرأيت أصنافا (6) ثلاثة، طول أحدهم مائة وعشرون ذراعا، و الثاني طول كل واحد ستون ذراعا، والثالث يفرش إحدى اذنيه تحته والاخرى يتلحف بها (7). ثم إن أمير المؤمنين - عليه السلام - أمر الريح فسارت بنا إلى جبل قاف، فانتهينا إليه، وإذا هو من زمردة خضراء، وعليها ملك على صورة النسر، فلما (8) نظر إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - قال الملك: السلام عليك يا وصي رسول رب العالمين (9) وخليفته، أتأذن لي في الكلام ؟ (10) فرد عليه السلام وقال له: إن شئت تكلم، و


(1) في المحتضر: بالليل والنهار فلا يزول.. وأن أعمال الخلائق. (2 و 3) ليس في المحتضر. (4) كذا في المحتضر والبحار، وفي الاصل: ما يحد. (5) أي شديد السواد، والارجاء: النواحي. (6) في المحتضر: أصناما، وهو مصحف. (7) في المحتضر: طول أحدها.. والثاني طوله أحد وسبعون والثالث مثله ولكنه.. ويلتحف بالاخرى. (8) كذا في المحتضر والبحار، وفي الاصل: ثم. (9) في المحتضر والبحار: رسول الله. (10) كذا في البحار والمحتضر، وفي الاصل الرد. [ * ]


[ 554 ]

إن شئت أخبرتك عما تسألني عنه. فقال الملك: بل تقول [ أنت ] (1) يا أمير المؤمنين، قال: تريد أن آذن لك أن تزور الخضر - عليه السلام -، قال: نعم، فقال - عليه السلام -: قد أذنت لك. فأسرع الملك بعد أن قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم تمشينا (2) على الجبل هنيئة، فإذا بالملك قد عاد إلى مكانه بعد زيارة الخضر - عليه السلام -، فقال سلمان (3): يا أمير المؤمنين رأيت الملك ما زار إلى الخضر إلا حين أخذ أذنك (4). فقال - عليه السلام -: [ يا سلمان ] (5) والذي رفع السماء بغير عمد، لو أن أحدهم رام أن يزول من مكانه بقدر نفس واحد لما زال حتى آذن له، وكذلك يصير حال ولدي الحسن وبعده الحسين تاسعهم قائمهم، فقلنا: ما اسم الملك الموكل بقاف ؟ فقال - عليه السلام -: ترحائيل (7). فقلنا (8): يا أمير المؤمنين كيف تأتي كل ليلة إلى هذه الموضع وتعود ؟ فقال: كما أتيت بكم. والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة إني لاملك [ من ] (9) ملكوت السماوات والارض مالو علمتم ببعضه لما احتمله جنانكم، إن اسم الله الاعظم [ على ] (10) اثنين وسبعين حرفا، وكان عند اصف بن برخيا واحد، فتكلم به، فخسف الله تعالى الارض ما بينه وبين عرش بلقيس، حتى تناول السرير، ثم عادت


(1) من المحتضر والبحار. (2) في المحتضر والبحار: مشينا. (3) في المحتضر: فقلنا. (4) في المحتضر: ما زار حتى أخذ الاذن. (5) من المحتضر. (6) في المحتضر: بعدي، ثم الحسين بعده، ثم تسعة. (7) في البحار: ترجائيل، وفي المحتضر: برجائيل. (8) كذا في المحتضر والبحار، وفي الاصل: قال. (9 و 10) من البحار والمحتضر. [ * ]


[ 555 ]

الارض كما كانت أسرع من طرف النظر، وعندنا نحن والله اثنان وسبعون حرفا، وحرف واحد (عند الله تعالى) (1) استأثر به في علم الغيب، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم عرفنا من عرفنا، وأنكرنا من أنكرنا. ثم قام - عليه السلام - وقمنا وإذا (نحن) (2) بشاب في الجبل يصلي بين قبرين، فقلنا: يا أمير المؤمنين من هذا الشاب ؟ فقال - عليه السلام -: صالح النبي - عليه السلام -، وهذان القبران لامه وأبيه، [ وأنه ] (3) يعبد الله بينهما، فلما نظر إليه [ الشاب لم يتمالك نفسه حتى بكى، وأومأ بيده إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - وأعاد إلى صدره وهو يبكي، فوقف أمير المؤمنين - عليه السلام - عنده حتى فرغ من صلاته، فقلنا له: ما بكائك ؟ فقال ] (4) صالح: إن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان يمر بي عند كل غداة، فيجلس فتزداد عبادتي بنظري إليه، فقطع ذلك (5) مذ عشرة أيام فأقلقني ذلك، فتعجبنا (6) من ذلك. فقال - عليه السلام -: تريدون أن اريكم سليمان بن داود - عليهما السلام - ؟ فقلنا: نعم. فقام ونحن معه، فدخل بنا (7) بستانا ما رأينا أحسن منه، وفيه من جميع الفواكه والاعناب، وأنهاره تجري، والاطيار يتجاوبون على الاشجار، فحين رأته الاطيار أتت (8) ترفرف حوله توسطنا البستان وإذا سرير عليه شاب ملقى على ظهره،


(1 و 2) ليس في المحتضر. (3) من البحار. (4) مابين المعقوفين من المحتضر والبحار. (5) في المحتضر: فانقطع عني مدة. (6) في المحتضر: فعجبنا. (7) في المحتضر والبحار: حتى دخل. (8) كذا في البحار، وفي الاصل: وأنهار.. أتته، وفي المحتضر: تجري فيه الانهار وتتجاوب الاطيار على الاشجار، فلما رأته الاطيار أتت. [ * ]


[ 556 ]

واضع يده (1) على صدره، فأخرج أمير المؤمنين - عليه السلام - الخاتم من جيبه، وجعله في إصبع سليمان - عليه السلام - فنهض قائما، وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، ووصي رسول رب العالمين، أنت والله الصديق الاكبر، والفاروق الاعظم، قد أفلح من تمسك بك، وقد خاب وخسر من تخلف عنك، وإني سألت الله بكم أهل البيت فاعطيت ذلك الملك. قال سلمان: فلما سمعنا كلام سليمان بن داود - عليهما السلام - لم أتمالك (2) نفسي حتى وقعت على أقدام أمير المؤمنين - عليه السلام - اقبلها، وحمدت الله تعالى على جزيل عطائه بهدايته إلى ولاية أهل البيت - عليهم السلام - الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وفعل أصحابي كما فعلت، ثم سألت (3) أمير المؤمنين - عليه السلام -: وما وراء قاف ؟ قال - عليه السلام - وراءه مالا يصل إليكم علمه، فقلنا: أتعلم ذلك (يا أمير المؤمنين) (4) ؟ فقال - عليه السلام -: علمي بما وراءه كعلمي بحال هذه الدنيا وما فيها، وإني الحفيظ الشهيد عليها بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - وكذلك الاوصياء من ولدي (من) (5) بعدي. ثم قال - عليه السلام -: إني لاعرف بطرق السماوات مني بطرق (6) الارض، نحن الاسم المخزون المكنون، نحن الاسماء الحسنى التي إذا سئل الله تعالى بها أجاب، نحن الاسماء المكتوبة [ على العرش، ولاجلنا خلق الله عزوجل السماء، والارض و ] (7) العرش والكرسي والجنة والنار، ومنا تعلمت الملائكة التسبيح والتقديس والتوحيد والتهليل والتكبير، ونحن الكلمات التي تلقاها آدم - عليه السلام - من ربه


(1) في المحتضر: يديه. (2) في المحتضر: أملك. (3) في المحتضر: سألنا. (4) ليس في المحتضر. (5) ليس في المحتضر والبحار. (6) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: السماوات من طرق. (7) من المحتضر والبحار. [ * ]


[ 557 ]

فتاب عليه. ثم قال - عليه السلام - أتريدون (1) أن اريكم عجبا ؟ قلنا: نعم. قال: غضوا أعينكم، ففعلنا، ثم قال - عليه السلام -: افتحوها، ففتحناها فإذا نحن بمدينة ما رأينا أكبر منها، الاسواق منها قائمة، وفيها اناس ما رأينا أعظم من خلقهم على وطول النخل، قلنا: يا أمير المؤمنين من هؤلاء ؟ قال: بقية قوم عاد، كفار لا يؤمنون بالله تعالى أحببت أن اريكم إياهم، وهذه المدينة وأهلها اريد أن أهلكهم وهم لا يشعرون. قلنا: يا أمير المؤمنين أتهلكهم (2) بغير حجة ؟ قال: لا، بل بحجة عليهم، فدنا منهم وترائي لهم، فهموا أن يقتلوه، ونحن نراهم وهم يروننا (3)، ثم تباعد عنهم، ودنا منا، و (4) مسح بيده على صدورنا [ وأبداننا وتكلم بكلمات لم نفهمها، و عاد إليهم ثانية حتى صار بإزائهم ] (5) وصعق فيهم صعقة، (قال سلمان: لقد ظننا أن الارض قد انقلبت، والسماء قد سقطت، وأن الصواعق من فيه قد خرجت، فلم يبق منهم في تلك الساعة أحد، قلنا: يا أمير المؤمنين ما صنع الله بهم ؟ قال: هلكوا وصاروا كلهم في النار) (6) قلنا: هذا معجز ما رأينا ولاسمعنا بمثله. فقال - عليه السلام -: أتريدون أن اريكم أعجب من ذلك ؟ فقلنا: لانطيق (بأسرنا على) (7) احتمال شئ آخر، فعلى من لا يتولاك و [ لا ] يؤمن (8) بفضلك وعظيم


(1) ما أثبتناه من البحار والمحتضر، وفي الاصل: تريدون. (2) ما أثبتناه من المحتضر، وفي الاصل والبحار: تهلكهم. (3) كذا في المحتضر، وفي البحار: لا يرون، وفي الاصل: لا يرونه. (4) كذا في البحار والمحتضر، وفي الاصل: ثم. (5) من البحار والمحتضر. (6) في المحتضر هكذا: فكأن الارض قد انقلبت بنا، والسماء قد سقطت علينا، وظننا أن الصواعق قد خرجت من فيه فاهلكوا ولم يبق منهم.. وصاروا إلى النار. (7) ليس في المحتضر. (8) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: لايتوالاك، (لا) زيادة منا تقتضيها العبارة. [ * ]


[ 558 ]

قدرك عند الله لعنة الله ولعنة اللاعنين والناس والملائكة (1) أجمعين (إلى يوم الدين) (2). ثم سألناه الرجوع إلى أوطاننا، فقال: أفعل ذلك أن شاء الله تعالى وأشار إلى ثم سألناه الرجوع إلى أوطاننا، فقال: أفعل ذلك أن شاء الله تعالى وأشار إلى السحابتين، فدنتا منا، فقال - عليه السلام -: خذوا مواضعكم، فجلسنا على السحابة، وجلس - عليه السلام - على الاخرى، وأمر الريح فحملتنا حتى صرنا في الجو و (3) رأينا الارض كالدرهم، ثم حطتنا في دار أمير المؤمنين - عليه السلام - في أقل من طرفة عين (4)، وكان وصولنا إلى المدينة وقت الظهر والمؤذن يؤذن، وكان خروجنا منها وقت ارتفاع (5) الشمس، فقلنا: يا لله (6) العجب ! كنا في جبل قاف مسيرة خمس سنين وعدنا في خمس ساعات من النهار. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: لو أنني أردت أن أخرق (7) الدنيا بأسرها والسماوات السبع وأرجع في أقل من طرفة عين لفعلت (8) بما عندي من اسم الله الاعظم، فقلنا: يا أمير المؤمنين ! أنت والله الآية العظمى، والمعجزات الباهرة (9) بعد أخيك وابن عمك رسول الله - صلى الله عليه وآله -. (10) تم المجلد الاول ولله الحمد، ويليه المجلد الثاني بإذنه تعالى


(1) في البحار والمحتضر: اللاعنين من الملائكة. (2) ليس في المحتضر. (3) كذا في البحار والمحتضر، وفي الاصل: حتى. (4) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: طرف النظر. (5) كذا في المحتضر، وفي الاصل والبحار: علت. (6) كذا في المحتضر، وفي الاصل: فقلت: أبالله. (7) في البحار: أجوب، والاجابة: القطع. (8) كذا في المحتضر، وفي الاصل: من الطرف لفعلت. (9) في المحتضر والبحار: والمعجز الباهر. (10) أورده صاحب المحتضر: 71 - 76 وعنه البحار 27 / 33 ح 5. وتقدم في معجزة: 62. [ * ]