[ 5 ]
الحادي والثلاثون ومائتان تسامع رسول الله صلى الله عليه وآله - كلام أمير
المؤمنين - عليه السلام - من بعد، وكذا على عليه السلام - 352 - المفيد في
الاختصاص: عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن عمرو بن سعيد الثقفي (1)، عن
يحيى بن الحسن بن فرات، عن يحيى بن المساور (2)، عن أبي الجارود زياد بن
المنذر، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: لما صعد رسول الله - صلى الله
عليه وآله - الغار طلبه علي بن أبي طالب - عليه السلام - وخشى أن يغتاله
المشركون، وكان رسول الله - صلى الله عليه وآله - على حراء، وعلي - عليه
السلام - على ثبير (3)، فبصر به الني - صلى الله عليه وآله -، فقال: مالك
يا علي ؟ فقال: بأبي أنت وأمي خشيت أن يغتالك المشركون فطلبتك. فقال رسول
الله - صلى الله عليه وآله -: ناولني يدك يا علي، فرجف (4) الجبل حتى تخطى
برجله إلى الجبل الآخر، ثم رجع الجبل إلى قراره. (5)
(1) هو عمرو بن سعيد بن هلال: الثقفي الكوفي، من أصحاب الباقر والصادق
عليهما السلام -. (رجال النجاشي والبرقي). وهو ليس عمرو بن سعيد المدائني
الذي هو من أصحاب الرضا - عليه السلام - وإن ادعى الاتحاد بعض العلماء
كالشهيد والعلامة. (معجم الرجال). (2) يحيى بن المساور أبو زكريا التميمي،
مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقين - عليهما السلام -، و لقد أدرك من الائمة
- عليهم السلام - أربعة من الباقر إلى الرضا عليهم السلام -. (3) كذا في
المصدر، وفي الاصل: بتيم. وثبير (بفتح الثاء المثلثة): جبل بمكة. (4) رجف:
تحرك، وفي البحار: فزحف، أي مشى قدما. (5) الاختصاص: 324 عنه وعن البصائر:
407 ح 9 في البحار: 19 / 70 ح 21.
وأخرجه في حلية الابرار: 1 / 161 ح 6 (ط جديد).
[ 6 ]
الثاني والثلاثون ومائتان ليلة الاسرء نظر رسول الله - صلى الله عليه وآله
- إلى على - عليه السلام -، ونظر إليه - صلى الله عليه وآله - علي - عليه
السلام - وكلم كل منهما الآخر، وغير ذلك من المعجزات 353 - الشيخ في
أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد -، قال: أخبرني أبو الحسن
أحمد بن محمد بن الحسن، قال: حدثني أبي، عن سعد، عن (1) عبد الله بن موسى،
قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمان (2) العرزمي، قال: حدثنا المعلى بن هلال
(3)، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن عبد الله بن العباس، قال: سمعت رسول الله
- صلى الله عليه وآله - يقول: أعطاني الله تعالى خمسا، وأعطى عليا خمسا،
أعطاني جوامع الكلم، وأعطى عليا جوامع العلم، وجعلني نبيا، وجعله وصيا،
وأعطاني الكوثر، وأعطاه السلسبيل، وأعطاني الوحي، وأعطاه الالهام، وأسرى
بي إليه، وفتح له أبواب السماء والحجب، حتى نظر إلي ونظرت إليه. قال: ثم
بكى رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقلت له: ما يبكيك فداك أبي وامي ؟
فقال: يا بن عباس إن أول ما كلمني (ربي) (4) به أن قال: يا محمد انظر
تحتك، فنظرت إلى الحجب قد انخرقت، وإلى أبواب السماء قد انفتحت (5)، ونظرت
إلى علي وهو رافع رأسه إلي، فكلمني وكلمته، وكلمني ربي عزوجل، فقلت: يا
رسول الله، بم كلمك ربك ؟ قال: قال لي: يا محمد إني جعلت علينا وصيك
ووزيرك وخليفتك من
(1) في المصدر: بن،
وهو مصحف. (2) هو محمد بن عبد الرحمان العرزمي: الكوفي، من أصحاب الصادق -
عليه السلام - (رجال الشيخ). (3) هو أبو سويد الجعفي الكوفى، من أصحاب
الصادق - عليه السلام - (رجال الشيخ).
(4) ليس في المصدر والبحار ونسخة (خ). (5) في المصدر والبحار: فتحت.
[ 7 ]
بعدك، فاعلمه فها هو يسمع كلامك، فأعلمته وأنا بين يدي ربي عزوجل، فقال
لي: قد قبلت وأطعت، فأمر الله الملائكة أن تسلم عليه، ففعلت، فرد عليهم
السلام، ورأيت الملائكة يتباشرون به، وما مررت بملائكة من ملائكة السماء
إلا هنؤوني، وقالوا [ لي ] (1): يا محمد والذي بعثك بالحق (نبيا) (2) لقد
دخل السرور على [ جميع ] (3) الملائكة باستخلاف الله عزوجل لك ابن عمك،
ورأيت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم إلى الارض، فقلت: يا جبرئيل لم نكس حملة
العرش رؤوسهم ؟ فقال: يا محمد ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه
علي بن أبى طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش، فإنهم استأذنوا الله
عزوجل في هذه الساعة فأذن [ الله ] (4) لهم أن ينظروا إلى علي بن أبي طالب
فنظروا إليه، فلما هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به، فعلمت أني لم أطأ
موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه، حتى نظر إليه. قال ابن عباس: فقلت: يا رسول
الله أوصني، فقال: عليك بمودة علي بن أبي طالب، والذي بعثني بالحق نبيا لا
يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب فإن الله (5)
تعالى أعلم، فإن جاءه بولايته قبل عمله على ما كان منه، وإن لم يأت
بولايته لم يسأله عن شئ، ثم أمر به إلى النار، يا بن عباس، والذي بعثني
بالحق نبيا إن النار لاشد عضبا على مبغض علي منها على من زعم أن لله ولدا.
(1) من البحار.
(2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) في المصدر والبحار: (وهو) بدل (فان الله).
[ 8 ]
يابن عباس، لو أن الملائكة المقربين، والانبياء المرسلين اجتمعوا على بعضه
- ولن يفعلوا - لعذبهم الله بالنار، قلت: يا رسول الله وهل يبغضه أحد ؟
قال: يا بن عباس، نعم، يبغضه قوم يذكرون أنهم من امتي لم يجعل الله لهم في
الاسلام نصيبا. يا بن عباس، إن من علامة بغضهم (له) (1) تفضيلهم من هو
دونه عليه، والذي بعثني بالحق (نبيا) (2) ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني،
ولا وصيا أكرم عليه من وصيي علي. قال ابن عباس: لم أزل (له) (3) كما أمرني
رسول الله - صلى الله عليه وآله - و وصاني بمودته وإنه لاكبر (عملي) (4)
عندي. قال ابن عباس: ثم مضى من الزمان ما مضى وحضرت رسول الله - صلى الله
عليه وآله - الوفاة، حضرته فقلت له: فداك أبي وأمي يا رسول الله قد دنا
أجلك فما تأمرني ؟ فقال: يا بن عباس خالف من خالف عليا، ولا تكونن لهم (5)
ظهيرا ولا وليا، قلت: يا رسول اله، فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته ؟ قال:
فبكى - صلى الله عليه وآله - حتى اغمي عليه. ثم قال: يا بن عباس، [ قد ]
(6) سبق فيهم علم ربي، والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه
وأنكر حقه من الدنيا حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة. يا بن عباس إذا
أردت أن تلقى الله وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن
أبي طالب، ومل معه حيث مال، وارض به إماما، وعاد من عاداه، ووال من والاه.
(1) ليس في المصدر. (2 و 3) ليس في البحار. (4) ليس في نسخة (خ). (5) في البحار: له. (6) من المصدر.
[ 9 ]
يا بن عباس احذر أن يدخلك شك فيه، فإن الشك في علي كفر بالله تعالى. (1)
الثالث والثلاثون ومائتان أنه - عليه السلام - سمع صوت رسول الله - صلى
الله عليه وآله - من تبوك وهو - عليه السلام - في المدينة 354 - كتاب درر
المطالب (2): قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى غزاة تبوك
وخلف علي بن أبي طالب - عليه السلام - على أهله، وأمره بالاقامة فيهم،
فأرجف المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استقلالا به، فلما سمع ذلك أخذ سلاحه
وخرج إلى النبي - صلى الله عليه وآله - وهو نازل بالحرق، فقال: يا رسول
الله زعم المنافقون انك إنما خلفتني استقلالا بي. فقال رسول الله - صلى
الله عليه وآله -: كذبوا، ولكني خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في
أهلي وأهلك، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي
بعدى، فرجع إلى المدينة، ومضى رسول الله - صلى الله عليه وآله - لسفره.
قال: وكان من أمر الجيش انه انكسر وانهزم الناس عن رسول الله - صلى الله
عليه وآله -، فنزل جبرائيل، وقال: يا نبي الله إن الله يقرئك السلام،
ويبشرك
(1) الامالي للطوسي: 1 / 102 وعنه
البحار: 16 / 317 ح 7 وعن الفضائل: 168 لشاذان والروضة له: 39، وفي ج 38 /
157 ح 133 عنها وعن الخصال: 293 ح 57، وصدره في البحار: 18 / 370 ح 77
وقطعة منه في ج 27 / 219 ح 4 عن الامالي. (2) كتاب درر المطالب وغرر
المناقب في فضائل علي بن أبي طالب - عليه السلام - للسيد ولي الله بن نعمة
الله الحسيني الرضوي الحائري، ينقل عنه المؤلف في هذا الكتاب، والمير محمد
أشرف في (فضائل السادات) المؤلف سنة: 1103، وصاحب شرح الشافية المؤلف في
سنة: 1183، و المولى باقر في (الدمعة الساكبة)، وترجمه الحر العاملي في
الامل. (الذريعة)، ولم نحصل على الكتاب.
[ 10 ]
بالنصرة، ويخبرك إن شئت أنزلت الملائكة يقاتلون، وإن شئت عليا فادعه
يأتيك، فاختار النبي - صلى الله عليه وآله - عليا، فقال جبرائيل: در وجهك
نحو المدينة وناد: يا أبا الغيث ادركني، يا علي أدركني، ادركني يا علي.
قال سلمان الفارسي: وكنت مع من تخلف مع علي - عليه السلام - فخرج ذات يوم
يريد الحديقة، فمضيت معه، فصعد النخلة ينزل كربا، فهو ينثر وأنا أجمع، إذ
سمعته يقول: لبيك لبيك ها أنا جئتك، ونزل والحزن طاهر عليه ودمعه ينحدر،
فقلت: ما شأنك يا أبا الحسن ؟ قال: يا سلمان، إن جيش رسول الله - صلى الله
عليه وآله - قد انكسر، وهو يدعوني ويستغيث بي، ثم مضى فدخل منزل فاطمة -
عليها السلام - وأخبرها وخرج، قال: يا سلمان، ضع قدمك موضع قدمي لا تخرم
منه شيئا. قال سلمان: فاتبعته حذو النعل بالنعل سبع عشرة خطوة، ثم عاينت
الجيشين والجيوش والعساكر، فصرخ الامام صرخة لهب لها الجيشان، وتفرقوا
ونزل جبرائيل إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - وسلم، فرد عليه
السلام، واستبشر به، ثم عطف الامام على الشجعان، فانهزم الجمع، وولوا
الدبر ورد الله الذين كفروا
بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال بعلي أمير المؤمنين
وسطوته وهمته وعلاه وأبان الله عزوجل من معجزة في هذا الموطن بما عجز عنه
جميع الامة، وكشف من فضله الباهر، وإتيانه من المدينة شرفها الله في سبعة
عشر خطوة، وسماعه نداء النبي - صلى الله عليه وآله - على بعد المسافة،
وتلبيته من أعظم المعجزات، وأدل الآيات على عدم النظير له في الامة. (1)
(1) رواه في مصباح الانوار: 319 باب 19 (مخطوط) باختلاف. على أن ما وصل
إلينا من أمر غزوة تبوك أنه لم تقع حرب بين المسلمين والكفار، ولم يذكر
التاريخ لنا أنه - صلى الله عليه وآله - خلفه - عليه السلام - في المدينة
غير هذه الغزوة، والله أعلم بحقيقة الامور.
[ 11 ]
الرابع والثلاثون ومائتان إدراكه - عليه السلام - سلمان حين استغاث به،
وأمره الاسد بخدمته 355 - البرسي: قال: رويت (1) حكاية سلمان وانه لما خرج
عليه الاسد، قال: فارس الحجاز أدركني، فظهر إليه فارس وخلصه منه، وقال
للاسد: أنت دابته من الآن، فعاد يحمل له الحطب إلى باب المدينة امتثالا
لامر علي - عليه السلام -. (2)
الخامس والثلاثون ومائتان ارتفاعه - عليه
السلام - في الهواء 356 - البرسي: قال: روى صاحب النخب أن عليا - عليه
السلام - مر إلى حصن ذات السلاسل، فدعا بسيفه ودرقته، وترك الترس تحت
قدميه والسيف تحت ركبته، ثم ارتفع إلى الهواء (3)، ثم نزل على الحائط وضرب
السلاسل ضربة واحدة فقطعها، وسقطت الغرايز وانفتح (4) الباب. (5)
السادس
والثلاثون ومائتان اتباعه - عليه السلام - الطير الذي أخد خفه 357 - عبد
الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد: عن محمد بن
(1) في المصدر: ولما رويت. (2) يبدو
من ذيل الخبر من جواب الحافظ البرسي - رحمه الله - لاعتراض المرتابين في
هذه المعجزة أن هذه وقعت قبل تولد أمير المؤمنين - عليه السلام - وسلمان
لما يهاجر إلى مدينة رسول الله - صلى الله عليه وآله -، إذ هو من المعمرين
حيث ذكروا أنه عاش نحو: 350 سنة. وليس هذا بغريب مع وفور الاخبار
والاحاديث التي مضت أكثرها في هذا الكتاب من ظهوره - عليه السلام - في
القرون الماضية وكما نطق هو - عليه السلام - بذلك في خطبة الوسيلة وغيرها.
والحديث في مشارق أنوار اليقين: 216. وأورده المؤلف في حلية الابرار: 1 /
225 ح 6. (3) في المصدر: على ركبتيه، ثم ارتفع في. (4) في المصدر: وفتح.
(5) مشارق الانوار اليقين: 218. عن كتاب النخب.
[ 12 ]
عبد الحميد، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: نزع علي
- عليه السلام - خفه بليل ليتوضأ، فبعث الله طائرا فأخذ أحد الخفين، فجعل
علي - عليه السلام - يتبع الطير وهو يطير حتى أضاء له الصبح، ثم ألقى الخف
فإذا حية سوداء تنساب (1). (2)
السابع والثلاثون ومائتان إتيانه - عليه
السلام - إلى المدائن لتجهيز سلمان - قدس الله تعالى روحه - 358 - البرسي
وغيره: في حديث وفاة سلمان - رحمة الله عليه - وهو من مشاهير الاخبار، عن
الاصبغ بن نباتة - والخبر طويل - وفي آخره: قال الاصبغ بن نباتة: فبينا
نحن كذلك إذ أتى رجل على بغلة شهباء ومتلثما فسلم علينا، فرددنا عليه
السلام، فقال: يا أصبغ جدوا في أمر سلمان، فأخذنا في أمره، فأخذ معه (3)
حنوطا وكفنا، فقال: هلموا فإن عندي ما ينوب عنه، فأتيناه بماء ومغتسل (4)،
فلم يزل يغسله بيده حتى فرغ، وكفنه وصلينا عليه، فدفناه ولحده
(علي - عليه السلام -) (5) بيده. فلما فرغ من دفنه وهم بالانصراف تعلقت
بثوبه وقلت (6) له: يا أمير المؤمنين كيف كان مجيئك ؟ ومن أعلمك بموت
سلمان ؟
(1) في المصدر: فألقى الخف فإذا هي حية سوداء تنسال. (2) قرب الاسناد: 81
وعنه البحار: 41 / 232 ح 4. وقد تقدم مع تخريجاته في معجزة: 156. (3) كذا
في الفضائل والبحار، وفي الاصل: وأخذنا منه. (4) في الفضائل والبحار:
مغسل. (5) ليس في الفضائل. (6) في الفضائل: فعلقنا به، وقلنا له: من أنت ؟
فكشف لنا عن وجهه - عليه السلام - فسطع النور من ثناياه كالبرق الخاطف،
فإذا هو أمير المؤمنين، فقلت.
[ 13 ]
قال:
فالتفت إلي - عليه السلام - وقال: آخذ عليك يا أصبغ عهد الله وميثاقه، أنك
لا تحدث بهذا أحدا مادمت (حيا) (1) في دار الدنيا، فقلت: يا أمير المؤمنين
أموت قبلك (2)، فقال: لا يا أصبغ، بل يطول عمرك، قلت له: يا أمير المؤمنين
خذ علي عهدا وميثاقا، فإني لك سامع مطيع، إني لا احدث به (أحدا) (3) حتى
يقضي (الله تعالى) (4) من أمرك ما يقضي، وهو على كل شئ قدير. فقال (لي)
(5): يا أصبغ بهذا عهد إلي رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فإني قد
صليت هذه الساعة (الاولى) (6) بالكوفة، وقد خرجت اريد منزلي، فلما وصلت
إلى منزلي إضطجعت (7)، فأتاني آت في منامي، وقال: يا علي، إن سلمان قد قضى
(نحبه) (8)، فركبت بغلتي، وأخذت معي ما يصلح للموتى وجعلت أسير فقرب الله
تعالى إلي البعيد، فجئت كما تراني، وبهذا أخبرني رسول الله - صلى الله
عليه وآله - (ثم إنه دفنه وواراه فلم أر صعد إلى السماء أم في الارض نزل ؟
فأتى الكوفة) (9) والمنادي ينادي لصلاة المغرب، فحضر عندهم علي - عليه
السلام -. (10)
(1) ليس في الفضائل. (2) كذا في البحار، وفي الاصل: أمرت إلى حين قتلك،
وهو مصحف. (3) ليس في البحار. (4 و 5) ليس في الفضائل. (6) ليس في الفضائل
والبحار. (7) كذا في الفضائل والبحار، وفي الاصل: إنضجعت. (8) ليس في
الفضائل. (9) كذا في البحار، وما في الاصل مصحف ذلك. (10) فضائل شاذان: 91
وعنه البحار: 22 / 374 ضمن ح 13. ويظهر من الحديث ان الواقعة كانت في
ولاية أمير المؤمنين - عليه السلام - حيث انه - عليه السلام - كان يسكن
الكوفة، وفي تاريخ وفاة سلمان - رضى الله عنه - اختلاف بين قائل بأنه مات
سنة: 36، وبين من قال: سنة: 33 أو 35 وبعضهم يقولون: إنه كان في ولاية عمر
كما في الرواية الآتية عن الراوندي، فعلى هذا الحديث كان في سنة: 36 كما
صرح به الخطيب البغدادي والذهبي في تاريخ بغداد وسير أعلام النبلاء.
[ 14 ]
359 - الراوندي: روي أن عليا - عليه السلام - دخل المسجد بالمدنية غداة
يوم، و قال: رأيت في النوم رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ البارحة ]
(1)، فقال لي: إن سلمان توفى، ووصاني [ بغسله وتكفينه ] (2) والصلاة عليه
ودفنه، وها أنا خارج إلى المدائن لذلك. فقال عمر: خذ الكفن من بنت المال.
فقال علي - عليه السلام -: ذاك مكفي مفروغ منه (3)، فخرج والناس معه إلى
ظاهر
المدينة، ثم خرج وانصرف الناس، فلما كان قبل الظهيرة رجع، وقال: دفنته، و
[ كان ] (4) أكثر [ الناس ] (5) لم يصدقوه حتى كان بعد مدة ووصل من
المدائن مكتوب: إن سلمان توفي يوم (6) كذا، ودخل علينا أعرابي، فغسله
وكفنه وصلى عليه ودفنه، ثم انصرف فتعجب الناس كلهم (7). (8)
الثامن
والثلاثون ومائتان أنه - عليه السلام - أرى عمر بن الخطاب الجيوش التي في
نهاوند مع سارية وأن يبلغ صوته إليهم 360 - الحضيني في هدايته: بإسناده عن
جابر بن عبد الله الانصاري، قال: كنا بين يدي أمير المؤمنين - عليه السلام
- في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - إذ دخل عمر بن الخطاب، فلما
جلس قال للجماعة: إن لنا سرا فخففوا (9) رحمكم الله،
(1) من المصدر. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر: وفي الاصل: ذلك
مكفي مفروغ عنه. (4 و 5) من المصدر. (6) في المصدر: في ليلة. (7) في
المصدر: فتعجبوا كلهم. (8) الخرائج: 2 / 562 ح 20، وعنه البحار 22 / 368 ح
7 وج 39 / 142 ح 7. (9) في المصدر: فخفوا.
[ 15 ]
فتهيزت (1) وجوهنا وقلنا له: ما هكذا كان يفعل بنا رسول الله - صلى الله
عليه وآله - و لقد كان يأتمننا على سره، فما بالك أنت لما (2) وليت امور
المسلمين تسترت بنقاب رسول الله - صلى الله عليه وآله ؟ ! فقال للناس
أسرار لا يمكن إعلانها بين الناس، فقمنا مغضبين وخلا بأمير المؤمنين -
عليه السلام - مليا، ثم قاما من مجلسهما حتى رقيا منبر
رسول الله جميعا. فقلنا: الله أكبر أترى لابن حنتمة رجع عن طغيانه وغيه
ورقى المنبر مع أمير المؤمنين - عليه السلام - ليخلع نفسه ويثبته [ له ]
(3) فرأينا أمير المؤمنين - عليه السلام - وقد مسح بيده على وجهه، ورأينا
عمر يرتعد ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم صاح ملء
صوته: يا سارية الجبل (4) الجبل، ثم لم يلبث (إلى) (5) أن قبل صدر أمير
المؤمنين ونزلا وهو ضاحك، وأمير المؤمنين - عليه السلام - يقول له: يا عمر
افعل ما زعمت أنك فاعله وإن كان لا عهد لك ولا وفاء، فقال [ له ] (6):
امهلني يا أبا الحسن حتى أنظر ما يرد من خبر سارية وهل (7) ما رأيته صحيحا
أم لا ؟ فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام -: ويحك إذا صح ووردت أخباره
عليك بتصديق ما عاينت ورأيت وانهم قد سمعوا صوتك ولجأوا إلى الجبل كما
رأيت هل أنت مسلم ما ضمنت ؟ قال: لا يا أبا الحسن ولكني (8) أضيف هذا إلى
ما رأيت منك ومن رسول الله - صلى الله عليه وآله - والله يفعل ما يشاء [
ويختار ] (9).
(1) في المصدر: فتغيرت. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فما لك لما. (3) من
المصدر. (4) في المصدر المطبوع: إلجأ الجبل. (5) ليس في المصدر. (6) من
المصدر. (7) في المصدر: وهذا الذي. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: ولكن.
(9) من المصدر.
[ 16 ]
فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: يا عمر ان الذي تقول أنت وحزبك
الظالمون (1) انه سحر وكهانة انه ليس منهما، فقال له عمر: يا أبا الحسن
ذلك قول من مضى والامر فينا في هذا الوقت ونحن [ أولى ] (2) بتصديقكم في
أعمالهكم وما نراه إلا من عجائبكم إلا إن الملك عقيم. فخرج أمير المؤمنين
- عليه السلام - فلقيناه، فقلنا له: يا أمير المؤمنين ما هذه الآية (3)
العظيمة وهذا الخطاب الذي [ قد ] (4) سمعناه ؟ فقال أمير المؤمنين: هل
علمتم أوله ؟ فقلنا: ما علمناه يا أمير المؤمنين، ولا نعلمه إلا منك.
فقال: إن هذا ابن الخطاب قال لي: إنه حزين القلب، باكي العين على جيوشه
التي في فتح (5) الجبل في نواحي نهاوند، فإنه يحب أن يعلم صحة أخبارهم
وكيف هم مع ما دفعوا إليه (6) من كثرة جيوش الجبل، وان عمرو بن معد يكرب
(7) قتل ودفن بنهاوند وقد ضعف جيشه وانحل (8) بقتل عمرو، فقلت له: ويحك يا
عمر تزعم أنك الخليفة في الارض والقائم مقام رسول الله - صلى الله عليه
وآله - وأنت لا تعلم ما (9) وراء اذنك، وتحت قدمك، والامام يرى الارض ومن
(10) فيها
(1) في المصدر: الضالون. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وما في الاصل
مصحف. (4) من المصدر. (5) في المصدر: فتوح. (6) في المصدر: إليهم. (7) هو
عمرو بن معدي كرب بن عبد الله المذحجي، قدم على النبي - صلى الله عليه
وآله - في وفد مراد فأسلم في السنة التاسعة وشهد القادسية، وقتل يوم
القادسية. (اسد الغابة). (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: الخيل.
(9) كذا في المصدر، وفي الاصل: من. (10) كذا في المصدر، وفي الاصل: وما.
[ 17 ]
ولا يخفى عليه من أعمالهم شئ، فقال: يا أبا الحسن فأنت بهذه الصورة فأي شئ
خبر سارية (1) الساعة وأين هو ومن معه وكيف صورتهم ؟ فقلت له: يا بن
الخطاب إن قلت لك لم تصدقني، ولكني اريك جيشك وأصحابك وسارية وقد كمن لهم
جيوش الجبل (2) في واد قفر (3)، بعيد الاقطار، كثير الاشجار، فإن سار جيشك
إليهم يسيرا أحاطوا به فقتل أول جيشك و آخره، فقال لي: يا أبا الحسن، فما
لهم [ من ] (4) ملجأ منهم ولا مخرج من ذلك الوادي، فقلت: بلي، لو لحقوا
إلى الجبل الذي إلى الوادي لسلموا وملكوا جيش (5) الجبل، فقلق وأخذ بيدي
وقال: الله الله يا أبا الحسن في جيوش المسلمين إما أن ترينهم كما ذكرت أو
تحذرهم إن قدرت، ولك ما تشاء، ولو خلع نفسي من (الخلافة) (6) هذا الامر
وأرده إليك (7). فأخذت عليه عهد الله وميثاقه إن رقيت به المنبر وكشفت له
عن بصره وأريته (8) جيشه في الوادي، وانه يصيح عليهم (9) فيسمعون منه
ويلجؤن إلى الجبل فيسلمون ويظفرون [ فيه ] (10) أن يخلع نفسه (من الخلافة
(11) ويسلم حقي إلي، فقلت له: قم يا شقي فوالله لا وفيت بهذا العهد
والميقاق (كما لم تف لله
(1) في
المصدر: فأرنيه. (2) في المصدر: جيش الخيل. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل:
قعير. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: جيوش.
(6) ليس في المصدر. (7) في المصدر: ورددته عليك. (8) كذا في المصدر، وفي
الاصل: وكشف... ورأيته. (9) في المصدر: إليهم. (10) من المصدر. (11) ليس
في المصدر.
[ 18 ]
ولرسوله ولي بما أخذناه عليك من العهد والميثاق والبيعة) (1) في جميع
المواطن. فقال لي: بلى والله، فقلت له: ستعلم أنك من الكاذبين، ورقوت
المنبر ودعوت (2) بدعوات وسألت الله أن يريه ما قلت له، ومسحت بيدي على
عينيه، وقلت له وكشف عنه عطاؤه ونظر إلى سارية وسائر (3) الجيش وجيش الجبل
و ما بقي إلا الهزيمة لجيشه وقلت: صح يا عمر إن شئت، قال: وأسمع ؟ قلت له:
وتسمع وتنادي بصوتك إليهم، فصاح الصيحة التي سمعتموها (4) يا سارية الجبل
الجبل، فسمعوا صوته ولجأوا إلى الجبل، فسلموا وظفروا ونزل ضاحكا كما
رأيتموه وخاطبته وخاطبني بما قد سمعتم. قال جابر: فآمنا وصدقنا وشك آخرون
إلى أن ورد البريد بحكاية ما حكاه أمير المؤمنين - عليه السلام - ورآه عمر
ونادى [ بأعلى ] (5) صوته فكان أكثر (العوام المتمردين وابن الخطاب جعلوا
هذا الحديث له منقبة والله ما كان إلا (6) مثلبا (7). (8)
التاسع
والثلاثون ومائتان تعليمه - عليه السلام - الخياط القرآن في الوقت الواحد
361 - الراوندي: قال: روي عن رميلة (9) أن عليا - عليه السلام - مر برجل
يخيط
(1) ليس في المصدر.
(2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فدعوته. (3) في المصدر، وسارية. (4) كذا في
المصدر، وفي الاصل: سمعوها. (5) من المصدر. (6) ما أثبتناه من المصدر، وما
في الاصل مصحف. (7) في المصدر: منا. (8) الهداية الكبري: 34 - 35. (9) كان
من أصحاب علي - عليه السلام -. (رجال الشيخ).
[ 19 ]
وهو يغني، فقال له: يا شاب لو قرأت القرآن لكان خيرا لك. فقال: إني لا
احسنه، ولوددت أني احسن منه شيئا. فقال: ادن مني، فدنا [ منه ] (1) فتكلم
في اذنه بشئ خفي، فصور الله القرآن كله في قلبه، يحفظه كله. (2)
الاربعون
ومائتان مخاطبة ذي الفقار له - عليه السلام - 362 - الراوندي: روي عن
الصادق - عليه السلام - أنه قال: لما قتل علي - عليه السلام - عمرو بن عبد
ود أعطى سيفه [ ذا الفقار ] (3) الحسن - عليه السلام - وقال: قل لامك تغسل
هذا الصقيل (4)، فرده وعلي عند النبي - صلى الله عليه وآله - وفي وسطه
نقطة لم تنق. قال: أليس قد غسلته الزهراء ؟ قال: نعم، فما هذه النقطة ؟
قال النبي - صلى الله عليه وآله -: يا علي سل ذا الفقار يخبرك، فهزه وقال:
أليس قد غسلتك الطاهرة من دم الرجس النجس ؟ فأنطق الله السيف فقال: [ نعم
] (5)، ولكنك ما قتلت بي أبغض إلى الملائكة من عمرو بن عبد ود فأمرني ربي
فشربت
هذه النقطة من دمه وهو حظي [ منه ] (6) فلا تنتضيني (7) يوما إلا ورأته
الملائكة وصلت عليك. (8)
(1) من المصدر. (2) الخرائج والجرائح: 1 / 174 ح 7 وعنه البحار: 42 / 17 ح
1. (3) من المصدر. (4) الصقيل: السيف. (5) من البحار. (6) من المصدر. (7)
نضى السيف وانتضاه: سله. (8) الخرائج: 1 / 215 ح 59 وعنه البحار: 20 / 249
ح 18.
[ 20 ]
الحادي والاربعون ومائتان
إنطاق الناقة بأنه - عليه السلام - أمير المؤمنين 363 - روي عن سلمان قال:
كنت قاعدا عند النبي - صلى الله عليه وآله - إذا أقبل أعرابي فقال: يا
محمد أخبرني بما في بطن ناقتي حتى أعلم أن الذي جئت به حق، واؤمن بإلهك
وأتبعك، فالتفت النبي - صلى الله عليه وآله - إلى علي عليه السلام - فقال:
حبيبي علي يدلك (1). فأخد علي - عليه السلام - بخطام (2) الناقة ومسح يده
على نحرها، ثم رفع طرفه إلى السماء وقال: اللهم إني أسألك بحق محمد وأهل
بيت محمد، وبأسمائك الحسنى، وبكلماتك التامات لما أنطقت هذه الناقة حتى
تخبرنا بما في بطنها، فإذا الناقة قد التفتت إلى علي وهي تقول: يا أمير
المؤمنين إنه ركبني يوما وهو يريد (3) زيارة ابن عم له، فلما انتهي بي إلى
واد يقال له وادي الحسك (4) نزل عني، وأبركني في الوادي وواقعني.
فقال الاعرابي: ويحكم أيكم النبي، هذا أو هذا ؟ قيل (له) (5): هذا النبي،
وهذا أخوه ووصيه. فقال الاعرابي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول
الله، وسأل النبي - صلى الله عليه وآله - أن يسأل الله ليكفيه ما في بطن
ناقته، فكفاه [ وأسلم ] (6) وحسن إسلامه. (7)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقال للناقة: أجيبي عليا بذلك. (2) الخطام
بالكسر: زمام البعير، لانه يقع على الخطم وهو الانف وما يليه، وجمعه: خطم.
(3) كذا في المصدر، وفي الاصل: في. (4) لم نعثر على (وادي الحسك) في مجعم
البلدان، والحسك: نبات. (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر. (7) الخرائج
والجرائح: 2 / 497 - 498 ح 12 وعنه البحار: 17 / 414 ح 43. وأخرجه في ج 41
/ 230 ح 1 وج 94 / 5 ح 5 عن قصص الانبياء للراوندي: 295 ح 368.
[ 21 ]
الثاني والاربعون ومائتان الاوجاع مطيعة له - عليه السلام - 364 -
الراوندي: روي عن سعد بن (أبي خالد) (1) الباهلي أن رسول الله - صلى الله
عليه وآله - اشتكى وكان محموما، فدخلنا عليه مع علي - عليه السلام -، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ألمت بي أم ملدم (2)، فحسر علي يده
اليمنى، وحسر رسول الله - صلى الله عليه وآله - يده اليمنى، فوضعها علي
على صدر رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقال: يا ام ملدم اخرجي فإنه
عبد الله ورسوله. قال: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - استوى
جالسا، ثم طرح عنه الازار، وقال: يا علي [ إن ] (3) الله فضلك [ بخصال ]
(4)، ومما فضلك به أن جعل الاوجاع مطيعة لك، فليس من شئ تزجره إلا انزجر
بإذن الله. (5).
الثالث والاربعون ومائتان أنه - عليه السلام - كان معه جبرائيل وميكائيل -
عليهما السلام - حين تعرض له إبليس، وأنه - عليه السلام - قتل يغوث 365 -
الراوندي: قال: روي عن مقرن (6) قال: دخلنا جماعة على أبي عبد الله - عليه
السلام - فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال لام سلمة: إذا
جاء أخي فمريه أن يملا هذه الشكوة من الماء ويلحقني بها بين الجبلين ومعه
سيفه، فلما جاء علي - عليه السلام - قالت له: قال أخوك: املا هذه الشكوة
من الماء وألحقه (7)
(1) ليس في المصدر، وفي البحار: خالد. (2) هي كنية الحمى. (3) و (4) من
المصدر. (5) الخرائج والجرائح 2 / 568 ح 23 وعنه البحار: 41 / 202 ح 16.
(6) هو مشترك بين خمسة أشخاص كل يروي عن الصادق - عليه السلام -. راجع
معجم الرجال للسيد الخوئي: 18 / 323. (7) في المصدر: ويلحقني.
[ 22 ]
بها بين الجبلين. قالت: فملاها وانطلق حتى إذا دخل بين الجبلين استقبله
طريقان فلم يدر في أيهما يأخذ، فرأى راعيا على الجبل، فقال: يا راعي هل
مربك رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ فقال الراعي: مالله من رسول (1)،
فأخذ علي جندلة (2)، فصرخ الراعي، فإذا الجبل قد امتلا بالخيل والرجل، فما
زالوا يرمونه بالجندل، واكتنفه (3) طائران أبيضان، فما زال يمضي ويرمونه
حتى لقى رسول الله - صلى الله عليه وآله -. فقال: يا علي مالك منبهرا (4)
فقال: يا رسول الله كان كذا وكذا. فقال: وهل تدري من الراعي وما الطائران
؟ قال: لا.
قال: أما الراعي فإبليس، وأما الطائران فجبرئيل وميكائيل. ثم قال رسول
الله - صلى الله عليه وآله -: يا علي خذ سيفي هذا وامض بين هذين الجبلين،
ولا تلق أحدا إلا قتلته ولا تهابنه (5)، فأخذ سيف رسول الله - صلى الله
عليه وآله - ودخل بين الجبلين، فرأى رجلا عيناه كالبرق الخاطف، وأسنانه
كالمنجل، يمشي في شعره، فشد عليه فضربه ضربة فلم تبلغ شيئا، ثم ضربه اخرى
فقطعه (بين) (6) اثنين، ثم أتى رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال:
قتلته. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: الله أكبر - ثلاثا - هذا يغوث
ولا يدخل في صنم يعبد من دون الله حتى تقوم الساعة. (7)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: رسول الله. (2) الجندل: الصخر العظيم،
الواحدة: جندلة. (3) اكتنفه: أحاط به. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل:
منهزما، وهو لا يناسب مقامه - عليه السلام -. (5) كذا في المصدر، وفي
الاصل: ولا تهيبنه. (6) ليس في المصدر. (7) الخرائج والجرائح: 1 / 179 ح
12 وعنه البحار: 39 / 175 ح 17. ويأتي ذيله في معجزة: 289.
[ 23 ]
الرابع والاربعون ومائتان أنه - عليه السلام - أخرج لنفر من أصحابه كلما
وصف في الجنة 366 - المفيد في الاختصاص: عن الحسين بن الحسن بن أبان (1)،
قال: حدثني الحسين بن سعيد وكتبه لي بخطه بحضرة أبي: الحسن بن أبان، قال:
حدثني محمد بن سنان، عن حماد البطيخي (2)، عن رميلة وكان من أصحاب
أمير المؤمنين - عليه السلام - قال: إن نفرا من أصحابه قالوا: يا أمير
المؤمنين إن وصي موسى - عليه السلام - كان يريهم العلامات بعد موسى، وإن
وصي عيسى - عليه السلام - كان يريهم العلامات بعد عيسى، فلولا (3) أريتنا.
قال: لا تقرون، فألحوا عليه وقالوا: يا أمير المؤمنين، فأخذ بيد تسعة منهم
وخرج بهم قبل أبيات الهجريين حتى أشرف على السبخة (4)، فتكلم بكلام خفي،
ثم قال بيده (5): اكشفي غطاءك، فإذا كل ما وصف الله في الجنة نصب أعينهم
مع روحها وزهرتها، فرجع منهم أربعة يقولون: سحرا سحرا، وثبت رجل منهم بذلك
(ما شاء الله) (6)، ثم جلس مجلسا فتفلت منه شئ (7) من الكلام في ذلك،
فتعلقوا به، فجاؤا به إلى أمير المؤمنين - عليه السلام -، وقالوا: يا أمير
المؤمنين اقتله ولا تداهن في دين الله، قال: وماله ؟ قالوا: سمعناه يقول
كذا وكذا. فقال له:
(1) عده الشيخ في رجاله في أصحاب العسكري - عليه السلام - وقال: أدركه ولم
نعلم أنه روى عنه، روى عن الحسين بن سعيد، وروى عنه ابن الوليد. (رجال
الشيخ). (2) في المصدر: البطحي. (3) في المصدر: فلو. (4) السبخة: الارض
ذات الملح. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بعده. (6) ليس في نسخة
(خ). (7) في المصدر والبحار: فنقل منه شيئا.
[ 24 ]
ممن سمعت هذا الكلام ؟ قال: سمعته من فلان بن فلان. فقال أمير المؤمنين -
عليه السلام -: رجل سمع من غيره شيئا فأداه، لاسبيل على هذا. فقالوا:
داهنت في دين الله، والله لنقتلنه ! فقال: والله لا يقتله منكم رجل إلا
أبرأت (1) عترته. (2)
الخامس والاربعون ومائتان القدس الذي أنزل عليه - عليه السلام - وفيه
الماء 367 - أبو الحسن الفقيه بن شاذان في المناقب المائة: عن ابن عباس،
قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وآله - صلاة العصر، ثم قام على
قدميه، فقال: من يحبني ويحب أهل بيتي فليتبعني، فاتبعناه بأجمعنا حتى أتى
منزل فاطمة - عليها السلام - فقرع الباب قرعا خفيفا، فخرج إليه علي بن أبي
طالب - عليه السلام - وعليه شملة، ويده ملطخة بالطين، فقال له: [ يا أبا
الحسن ] (3) حدث الناس بما رأيت أمس. فقال علي - عليه السلام -: نعم فداك
أبي وأمي يا رسول الله، بينما (4) أنا في وقت صلاة الظهر أردت الطهور فلم
يكن عندي الماء، فوجهت [ ولدي ] (5) الحسن والحسين في طلب الماء، فأبطئا
علي، فإذا [ أنا ] (6) بهاتف يهتف: يا أبا الحسن اقبل على يمينك، فالتفت
فإذا أنا بقدس (7) من ذهب مغطى (8)، فيه ماء أشد بياضا من
(1) في المصدر: أبرت. (2) الاختصاص: 326، عنه البحار: 41 / 253 ح 12. (3)
من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: بينا. (5) و (6) من المصدر. (7)
القدس - بالفتح -: السطل بلغة الحجاز لانه يتقدس منه: أي يتطهر فيه. (8)
في المصدر: معلق.
[ 25 ]
الثلج، وأحلى من
العسل، فوجدت فيه رائحة الورد، فتوضأت منه، وشربت جرعات ثم قطرت على رأسي
قطرة وجدت بردها على فؤادي. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: هل
تدري من أين ذلك القدس ؟ قال: الله
تعالى ورسوله أعلم. قال: القدس من أقداس الجنة، والماء من [ تحت ] (1)
شجرة طوبى، أو قال: من نهر الكوثر، وأما القطرة فمن تحت العرش. ثم ضمه [
رسول الله - صلى الله عليه وآله - ] (2) إلى صدره، وقبل [ ما ] (3) بين
عينيه، ثم قال: حبيبي من كان خادمه بالامس جبرئيل - عليه السلام - [ فمحله
وقدره عند الله عظيم ] (4). (5)
السادس والاربعون ومائتان الابريق الذي
انزل عليه - عليه السلام - وفيه الماء 368 - ثاقب المناقب: عن عاصم بن
شريك، عن أبي البختري (6)، عن الصادق - عليه السلام -، عن آبائه - عليهم السلام - قال: أتى أمير المؤمنين - عليه السلام - منزل عائشة، فنادى: يا
فضة ائتينا بشئ من ماء نتوضأ [ به ] (7)، فلم يجبه أحد، ونادى ثلاثا، فلم
يجبه أحد، فولى عن الباب يريد منزل الموفقة السعيدة الحوراء الانسية فاطمة
- عليها السلام -، فإذا هو بهاتف يهتف ويقول: يا أبا الحسن دونك الماء
فتوضأ به، فإذا هو بإبريق من ذهب مملوء ماء عن يمينه، فتوضأ ثم عاد
الابريق إلى مكانه، فلما نظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال:
يا علي، ما هذا الماء الذي أراه يقطر
(1) - (4) من المصدر. (5) مائة منقبة: 73 - 74 ح 42 وعنه المؤلف: في غاية
المرام: 638 ح 4. (6) هو وهب بن وهب بن كثيربن عبد الله بن زمعة بن
الاسود، القرشي الاسدي المدني، روى عن الصادق - عليه السلام -، توفي سنة:
200 (سير الاعلام). (7) من المصدر.
[ 26 ]
كأنه الجمان ؟ قال: بأبي [ أنت ] (1) وأمي أتيت منزل عائشة، فدعوت فضة
تأتيني بماء
للوضوء ثلاثا، فلم يجبني أحد، فوليت، فإذا أنا بهاتف [ يهتف ] (2) وهو
يقول: يا علي دونك الماء، فالتفت فإذا أنا بإبريق من ذهب مملوء ماء. فقال:
يا علي تدري من الهاتف ؟ ومن أين كان الابريق ؟ فقلت: الله ورسوله أعلم.
فقال - صلى الله عليه وآله -: أما الهاتف فحبيبي جبرئيل - عليه السلام -،
وأما إلا بريق فمن الجنة، وأما الماء فثلث من المشرق، وثلث من المغرب،
وثلث من الجنة، وهبط جبرئيل - عليه السلام - فقال: يا رسول الله، الله
يقرئك السلام، ويقول لك: اقرأ عليا السلام [ مني ] (3)، وقل: إن فضة كانت
حائضا. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: منه السلام، وإليه يرد السلام،
وإليه يعود طيب الكلام، ثم التفت إلى علي، فقال: حبيبي علي، هذا جبرئيل
أتانا من عند رب العالمين، وهو يقرئك السلام، ويقول: إن فضة كانت حائضا.
فقال علي - عليه السلام -: اللهم بارك لنا في فضتنا. (4)
السابع والاربعون
ومائتان السطل الذي نزل به جبرئيل - عليه السلام - وفيه الماء، ومع
ميكائيل - عليه السلام - منديل 369 - البرسي: انه - عليه السلام - كان في
بعض غزواته وقد دنت الفريضة ولم يجد ماء يسبغ به الوضوء، فرمق بطرفه إلى
السماء والناس قيام ينظرون، فنزل
(1) - (3) من المصدر. (4) الثاقت في المناقب: 280 ح 243، وعنه المؤلف في معالم الزلفى: 411 ح 92.
[ 27 ]
جبرائيل وميكائيل - عليهما السلام - ومع جبرائيل سطل (فيه ماء) (1)، ومع
ميكائيل منديل، فوضع السطل والمنديل، بين يدى أمير المؤمنين - عليه السلام
- فأسبغ وضوئه من ذلك الماء، ومسح وجهه الكريم بالمنديل، فعند ذلك عرجا
إلى السماء والخلق
ينظرون إليهما. (2)
الثامن والاربعون ومائتان قميص هارون بن عمران أخي
موسى اهدي إليه - عليه السلام - 370 - السيد الرضي في الخصائص: حدثني أبو
محمد هارون بن موسى ابن أحمد المعروف بالتلعكبري (3)، قال: حدثنا أبو
الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى بن منصور، قال: حدثنا
أبو موسى عيسى بن أحمد ابن عيسى بن المنصور، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن
علي (بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب) (4)، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن
موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي،
عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي - عليهم السلام والصلاة -
قال: حدثني قنبر مولى علي بن أبي طالب - عليه السلام - قال: كنت مع أمير
المؤمنين - عليه السلام - على شاطئ الفرات، فنزع قميصه، ونزل إلى الماء،
فجاءت موجة، فأخذت القميص، فخرج أمير المؤمنين - عليه السلام - فلم يجد
القميص، فاغتم لذلك، فإذا بهاتف يهتف:
(1) ليس في نسخة (خ). (2) الفضائل لشاذان: 111 والروضة: 8 وعنهما البحار:
39 / 116. (3) هارون بن موسى أبو محمد التلعكبري، من بني شيبان، كان وجها،
ثقة في أصحابنا، وعده الشيخ فيمن لم يرو عنهم - عليهم السلام -، ومات سنة
385. (4) ما بين القوسين ليس في المصدر.
[ 28 ]
يا أبا الحسن انظر عن يمينك وخذ ما ترى، فإذا منديل عن يمينه وفيه قميص
مطوي، فأخذه ولبسه، فسقط من جيبه رقعة فيها مكتوب: بسم الله الرحمن
الرحيم،
هدية من الله العزيز الحكيم إلى علي بن أبي طالب، هذا قميص هارون بن عمران
* (كذلك وأورثناها قوما آخرين) * (1). ورواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في
أماليه: عن أبي محمد الفحام، عن أبيه، عن أبي محمد العسكري، عن آبائه، عن
الحسين - عليهم السلام -، عن قنبر. ورواه ابن شهر اشوب: عن قنبر. (2)
التاسع والاربعون ومائتان إنطاق حوت يونس بولايته وولاية أهل البيت -
عليهم السلام - 371 - ابن شهر اشوب في المناقب: عن أبي حمزة الثمالي، قال:
دخل عبد الله بن عمر على (علي بن الحسين) (3) زين العابدين - عليه السلام
- قال (له) (4): يا بن الحسين أنت الذي تقول إن يونس بن متى إنما لقي من
الحوت ما لقي لانه عرض عليه ولاية جدي فتوقف عندها ؟ قال: بلى ثكلتك امك.
قال (عبد الله بن عمر) (5): فأرني بيان (6) ذلك إن كنت من الصادقين، فأمر
(علي بن الحسين) (7) بشد عينيه بعصابة وعيني بعصابة،
(1) الدخان: 28. (2) الخصائص: 57، الخرائج: 2 / 559 عن الطوسي ولم نجده في
أماليه، المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 229. وقد تقدم مع تخريجاته في
المعجرة: 14 عن المناقب. (3) - (5) ليس في المصدر والبحار. (6) في المصدر
والبحار: آية. (7) ليس في المصدر والبحار.
[ 29 ]
ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ البحر يضرب أمواجه.
فقال ابن عمر: يا سيدي دمي في رقبتك، الله الله في نفسي. فقال: هيه وأريه
(1) إن كنت من الصادقين. ثم قال (علي بن الحسين) (2): يا أيتها الحوت. [
قال: ] (3) فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول: لبيك
لبيك يا ولي الله. فقال (علي بن الحسين) (4): من أنت ؟ قال: أنا حوت يونس
يا سيدي. قال (علي بن الحسين) (5): حدثني بخبر يونس. قال: [ يا سيدي ] (6)
إن الله تعالى لم يبعث نبيا من (لدن) (7) آدم إلى أن صار جدك محمد - صلى
الله عليه وآله - إلا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من
الانبياء سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع (8) في حملها لقي ما لقي آدم -
عليه السلام - من المعصية، و (لقي) (9) ما لقي نوح - عليه السلام - من
الغرق، وما لقي إبراهيم - عليه السلام - من النار، وما لقي يوسف - عليه
السلام - من الجب، وما لقي أيوب - عليه السلام - من البلاء، وما لقي داود
(1) كذا في المصدر والبحار، وقوله - عليه السلام - (هيه وأريه) يعني: هي
السمكة أريكها إن كنت من الصادقين كما قلت، ويمكن أن تكون (إن) مخففة بحذف
اللام. وفي الاصل: فقال علي بن الحسين: أردت البرهان ؟ قال عبد الله بن
عمر: أرني إن كنت من الصادقين. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر
والبحار. (4) و (5) ليس في المصدر والبحار. (6) من المصدر والبحار. (7)
ليس في المصدر والبحار. (8) تعتع في الكلام: تردد فيه من عي وعجز. (9) ليس
في المصدر والبحار. (*)
[ 30 ]
- عليه السلام - من الخطيئة، إلى
أن بعث الله يونس - عليه السلام -. فأوحى الله [ إليه ] (1) أن يا يونس
تول أمير المؤمنين عليا والائمة الراشدين من صلبه - في كلام له - قال
(يونس) (2): كيف أتولى من لم أره ولم أعرفه، وذهب مغاضبا. فأوحى الله
تعالى إلي أن التقمي يونس ولا توهني له عظما، فمكث في بطني أربعين صباحا
يطوف معي البحار في ظلمات ثلاث (3) ينادي [ أنه ] (4) لا إله إلا أنت
سبحانك إني كنت من الظالمين، قد قبلت ولاية علي بن أبي طالب والائمة
الراشدين من ولده، فلما (أن) (5) آمن بولايتكم أمرني ربي فقذفته على ساحل
البحر. [ فقال زين العابدين - عليه السلام -: ارجع أيها الحوت إلى وكرك !
واستوى الماء ] (6). (7)
(1) من
المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر: مئات. (4) من
المصدر و البحار. (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر والبحار. (7) مناقب
ابن شهر اشوب: 4 / 138 وعنه الحبار: 46 / 39 ضمن ح 33 وج 14 / 401 ح 15 و
العوالم: 18 / 54 ح 1. وأورده المؤلف في تفسير البرهان: 4 / 37 ح 8.
والحديث كما ترى يقول بمعصية الانبياء - عليهم السلام - وعدم قبول الولاية
ثم توبتهم و رجوعهم إليها، فلعله محمول على ما حمل عليه الآيات القرآنية
الدالة على معصيتهم ثم رجوعهم
- عليهم السلام - لانهم معصومون بإجماع من علماء المذهب، حتى أكثر علماء
أهل السنة يقولون بعصمتهم - عليهم السلام -، ويمكن حمله على العجز عن درك
مقامات أهل البيت - عليهم السلام - حتى من الانبياء - عليهم السلام - كما
يفهم من متن الحديث، والله أعلم.
[ 31 ]
372 - شرف الدين النجفي في ما نزل في أهل البيت - عليهم السلام -: قال:
مما نقلته من خط الشيخ أبي جعفر الطوسي - رحمه الله - من كتاب مسائل
البلدان رواه بإسناده عن أبي محمد الفضل بن شاذان يرفعه إلى جابر بن يزيد
الجعفي، عن رجل من أصحاب أمير المؤمنين - عليه السلام - قال: دخل سلمان
(الفارسي) (1) - رضى الله عنه - على أمير المؤمنين - عليه السلام - فسأله
عن نفسه. فقال يا سلمان أنا الذي إذا (2) دعيت الامم كلها إلى طاعتي،
فكفرت فعذبت بالنار، وأنا خازنها عليهم، حقا أقول يا سلمان إنه لا يعرفني
أحد حق معرفتي [ إلا كان معي ] (3) في الملا الاعلى. قال: ثم دخل الحسن
والحسين - عليهما السلام - فقال: يا سلمان هذان شنفا (4) عرش رب العالمين
وبهما تشرق الجنان، وامهما خيرة النسوان، أخذ الله على الناس (من) (5)
الميثاق بي فصدق من صدق، وكذب من كذب [ أما من صدق فهو في الجنة، وأما من
كذب ] (6) فهو في النار، وأنا الحجة البالغة، والكلمة الباقية، وأنا سفير
(7) السفراء. قال سلمان: يا أمير المؤمنين لقد وجدتك في التوراة كذلك، وفي
الانجيل كذلك، بأبي أنت وامي يا قتيل كوفان، والله لولا أن يقول الناس:
واشوقاه (8) رحم الله قاتل سلمان لقلت فيك مقالا تشمئز منه النفوس، لانك
حجة الله الذي
(1) ليس في المصدر
والبحار. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: الذي ادعيت.
(3) من المصدر والبحار. (4) الشنف: ما علق على الاذن أو أعلاها من الحلي.
(5) ليس في المصدر والبحار. (6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل:
سفر، والسفير: الرسول المصلح بين القوم. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: واش واه، وهو تصحيف.
[ 32 ]
به تاب (الله) (1) على آدم، وبك انجي يوسف من الجب، وأنت قصة أيوب وسبب
تغير (2) نعمة الله عليه. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: أتدري ما
قصة أيوب وسبب تغير نعمة الله عليه ؟ قال: الله أعلم وأنت يا أمير
المؤمنين. قال: لما كان عند الانبعاث للمنطق (3) شك [ أيوب في ملكي ] (4)
وبكى فقال: هذا خطب جليل وأمر جسيم. قال الله عزوجل: يا أيوب أتشك في صورة
أقمته أنا ؟ قد (5) ابتليت آدم بالبلاء، فوهبته له وصفحت عنه بالتسليم
عليه بإمرة المؤمنين فأنت تقول: خطب جليل وأمر جسيم ؟ فوعزتي لاذيقنك من
عذابي أو تتوب إلي بالطاعة لامير المؤمنين. (ثم أدركته السعادة بي، يعني
أنه تاب إلى الله وأذعن بالطاعة لامير المؤمنين - عليه السلام -) (6). (7)
373 - ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في دلائله: قال: أخبرني أخي -
رضي الله عنه - قال: حدثني أبو الحسن أحمد بن علي المعروف بابن البغدادي و
مولده بسوري في يوم الجمعة لخمس بقين من جمادي الاولى سنة خمس و تسعين
وثلاثمائة، قال: وجدت في الكتاب الملقب بكتاب المعضلات رواية أبي طالب
محمد بن الحسين بن زيد، قال: حدث أبوه، عن أبي (8) رياح يرفعه عن
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: تغيير. (3) في البحار: للنطق. (4) من
المصدر والبحار. (5) في المصدر والبحار: إني. (6) ليس في المصدر. (7)
تأويل الآيات: 2 / 504 ح 4 وعنه البحار: 26 / 292 ح 52 والبرهان: 4 / 61 ح
12. (8) في المصدر: ابن.
[ 33 ]
رجاله، عن
محمد بن ثابت، قال: كنت جالسا في مجلس سيدنا أبي الحسين علي بن الحسين زين
العابدين - صلوات الله عليه - إذ وقف (به) (1) عبد الله بن عمر بن الخطاب،
فقال [ له ] (2): يا علي (بن الحسين) (3) بلغني انك تدعي ان يونس بن متى
عرض عليه [ ولاية ] (4) أبيك فلم يقبل، وحبس في بطن الحوت. قال له (علي بن
الحسين: يا عبد الله بن عمر) (5) ما أنكرت من ذلك ؟ قال: إني لا أقبله،
فقال: أتريد أن يصح لك (ذلك) (6) ؟ قال (له) (7): نعم، قال (له) (8):
فاجلس، ثم دعا غلامه فقال له: جئنا بعصابتين، وقال لي: يا محمد (بن ثابت)
(9) شد عيني عبد الله [ بإحدى العصابتين ] (10)، واشدد عينيك بالاخرى،
فشددنا فتكلم (بكلام) (11)، ثم قال: حلا أعينكما، فحللناها (12) فوجدنا
أنفسنا على بساط (ونحن) (13) على ساحل البحر، فتكلم بكلام فاستجاب له (14)
حيتان البحر وظهرت (بينهن) (15) حوتة عظيمة. فقال (لها) (16): ما اسمك ؟
فقالت: (اسمي) (17) نون، فقال (لها) (18): لم حبس يونس في بطنك ؟ فقالت
(له) (19): عرضت عليه ولاية أبيك فأنكرها،
(1) في المصدر: عليه. (2) من المصدر.
(3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) - (9) ليس في المصدر. (10) من
المصدر. (11) ليس في المصدر. (12) في المصدر: فحللنا. (13) ليس في المصدر.
(14) في المصدر: فأجابه. (15) - (19) ليس في المصدر.
[ 34 ]
فحبس في بطني، فلما أقربها وأذعن امرت فقذفته، وكذلك من أنكر ولا يتكم أهل
البيت يخلد في نار الجحيم. [ فالتفت إلى عبد الله وقال له: ] (1) (يا عبد
الله) (2) أسمعت وشهدت ؟ فقال (له) (3): نعم. فقال: شدوا أعينكم،
فشددناها، [ فتكلم ] (4) ثم قال: حلوها، فحللناها، فإذا نحن على البساط في
مجلسه، فودعه عبد الله وانصرف، فقلت (له) (5): يا سيدي لقد رأيت في يومي
عجبا وآمنت به فترى عبد الله بن عمر يؤمن بما آمنت به ؟ (6) قال: [ لا ]
(7)، أتحب أن تعرف ذلك ؟ فقلت: نعم. قال: قم فاتبعه (وماشه) (8) واسمع ما
يقول، فتبعته (في الطريق) (9) ومشيت معه. فقال لي: إنك لو عرفت سحر بني
عبد المطلب لما كان هذا [ بشئ ] (10) في نفسك، هؤلاء قوم يتوارثون السحر
من كابر إلى كابر، فرجعت وأنا عالم (11) أن
الامام لا يقول إلا حقا. (12) 374 - محمد بن الحسن الصفار في بصائر
الدرجات: عن العباس بن معروف (13)، عن سعدان بن مسلم (14)، عن صباح
المزني، عن الحارث بن
(1) من المصدر. (2) و (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) ليس في
المصدر. (6) في المصدر: في هذا اليوم عجبا وآمنت به، أترى أن عبد الله بن
عمر يؤمن به. (7) من المصدر. (8) و (9) ليس في المصدر. (10) من المصدر.
(11) كذا في المصدر، وفي الاصل: فعند ذلك علمت. (12) دلائل الامامة: 92.
ويأتي في معجزة: 554. (13) العباس بن معروف أبو الفضل، مولى جعفر بن عبد
الاشعري، قمي ثقة. قمي ثقة. (رجال النجاشي). (14) سعدان بن مسلم هو عبد
الرحمان بن مسلم، أبو الحسن العامري، مولى أبي العلاء العامري، روى عن أبي
الحسن الكاظم وأبي عبد الله - عليهما السلام -. (رجال النجاشي).
[ 35 ]
حصيرة (1)، عن حبة العرني (2)، قال: قال أمير المؤمنين - عليه السلام -:
إن الله عرض ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الارض، أقربها من أقر،
وأنكرها من أنكر، أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها. (3)
الخمسون ومائتان قتله - عليه السلام - الحية وهو - عليه السلام - في المهد
375 - ابن شهر اشوب: عن أنس، عن عمر بن الخطاب أن عليا - عليه السلام -
رأى حية تقصده وهو في المهد، وقد شدت (4) يداه في حال صغره، فحول نفسه
وأخرج يده، فأخذ بيمينه عنقها وغمزها غمزة (5) حتى أدخل أصابعه فيها و
أمسكها حتى ماتت، فلما رأت ذلك امه نادت واستغاثت، فاجتمع الحشم، ثم قالت:
كأنك حيدرة [ حيدرة ] (6) اللبوة إذا غضبت من قبل أذى أولادها. (7)
الحادي
والخمسون ومائتان السحابة التي نزلت وسقى منها الماء 376 - ثاقب المناقب:
عن ربيعة في - حديث طويل - قال: فما استتم الدعاء إذا أنا بمقرعة بين
كتفي، فالتفت فإذا أنا بأمير المؤمنين - عليه السلام - وهو على بغلة *
(هامش * (1) عده الشيخ في رجاله من أصحاب علي - عليه السلام -. (2) حبة بن
جوين أبو قدامة العرني الكوفي، تابعي، حدث عن أمير المؤمنين - عليه السلام
-، وشهد مع أمير المؤمنين - عليه السلام - يوم النهروان، مات سنة: 175 أو
176 (تاريخ بغداد). (3) بصائر الدرجات: 75 ح 1 وعنه البحار: 14 / 391 ح 10
وج 26 / 282 ح 34. وقال المجلسي - رحمه الله - في ذيل الحديث: المراد
بالانكار عدم القبول التام وما يلزمه من الاستشفاع والتوسل بهم - صلوات
الله عليهم أجمعين -. (4) في المصدر: وشدت. (5) غمزه: حبسه وكبسه باليد،
أي شدها وضغطها. (6) من المصدر والبحار. (7) المناقب لابن شهر اشوب: 2 /
287 وعنه البحار: 41 / 274 ذ ح 1.
[ 36 ]
[ رسول الله - صلى الله عليه وآله - ] (1)، وبيده عنزة (1) رسول الله -
صلى الله عليه وآله -، وكأن وجهه دائرة القمر إذا أبدر، فقال لي: يا
ربيعة، لشد ما جزعت، إنما الناس رائح و مقيم، فالرائح من يحببه هذا اللقاء
إلى جنة المأوى، وإلى سدرة المنتهى، وإلى جنة
عرضها كعرض السماء والارض، اعدت للمتقين، والمقيم بين اثنين: إما نعم
مقلة، أو فتنة مضلة. يا ربيعة حي على معرفة ما سألت ربك وهو (3) يفري
الارض فريا، واتبعته حتى خرج عن العسكر، وجازه بميل أو نحوه، وثنى رجله عن
البغلة، فنزل وخر على الارض للدعاء، ويقلب كفيه بطنا وظهرا، فما رد يده
حتى نشأت قطعة سحابة كأنها هقل (4) نعام تدب بين السماء والارض، حتى
أظلتنا، [ فما عدا ظلها مركبنا ] (5) هم هطلت شيئا كأفواه القرب، وشرب
فرسي من تحت حافره، وملات مزادي، ورويت فرسي، ثم عاد [ فركب ] (6) بغلته،
وعادت السحابة من حيث جاءت، وعدت إلى العسكر، فتركني وانغمس في الناس. (7)
الثاني والخمسون ومائتان إحياء ميت 377 - ثاقب المناقب: عن ام سلمة - رضى
الله عنها - قالت: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وآله - في نصف
النهار إذ أقبل ثلاثة من أصحابه، فقالوا: ندخل يا رسول الله ؟ فصير ظهره
إلى ظهري ووجهه إليهم.
(1) من المصدر. (2) العنزة: مثل نصف الرمح أو أكبر (النهاية). (3) الهقل:
الغني من النعام (القاموس المحيط). (5) من المصدر، وفيه: حتى هطلت. (6) من
المصدر. (7) الثاقت في المناقب: 276 - 280 ح 11.
[ 37 ]
فقال الاول [ منهم ] (1): يا محمد، زعمت أنك خير من إبراهيم، وإبراهيم -
عليه السلام - اتخذه الله خليلا، فأي شئ اتخذك ؟
وقال الثاني: زعمت أنك خير من موسى، وموسى كلمه الله تعالى تكليما، فمتى
كلمك ؟ وقال الثالث: زعمت أنك خير من عيسى، وعيسى أحيا الموتى فمتى أحييت
ميتا ؟ وفي الحديث طول وجواب، ثم قال لعلي - عليه السلام -: قم يا حبيبي،
فالبس قميصي هذا، فانطلق بهم إلى قبر يوسف بن كعب، فأحيه لهم بإذن الله
تعالى محيي الموتى. فأتى بهم إلى البقيع، حتى أتى إلى قبر دارس، فدنا منه،
ثم تكلم بكلمات فتصدع القبر، ثم ركضه (2) برجله، وقال: قم بإذن الله تعالى
محيي الموتى، فإذا شيخ ينفض التراب عن رأسه ولحيته، وهو يقول: يا أرحم
الراحمين، ثم التفت إلى القوم كأنه عارف بهم، وهو يقول: أكفر بعد الايمان
! أنا يوسف بن كعب، صاحب الاخدود، أماتني الله منذ ثلاثمائة عام. (3)
الثالث والخمسون ومائتان إحياء أموات 378 - ثاقب المناقب: عن علي - عليه
السلام -، قال: ولقد سألته قريش - صلى الله عليه وآله - إحياء ميت كفعل
عيسى - عليه السلام -، فدعاني ثم سجاني ببرده (4) السحاب، ثم قال: انطلق
يا علي مع القوم إلى المقابر، فأحيي لهم بإذن الله من
(1) من المصدر. (2) في المصدر: ركله. (3) الثاقب في المناقب: 95 ح 3. (4) في المصدر: ثم وشحني ببردة.
[ 38 ]
يسألونك من آبائهم، وامهاتهم، وأجدادهم، وعشائرهم، فانطلقت معهم،
فدعوت الله تبارك وتعالى باسمه الاعظم، فقاموا من قبورهم ينفضون التراب عن
رؤوسهم بإذن الله تعالى، جلت عظمته. (1)
الرابع والخمسون ومائتان ذكره -
عليه السلام - لابيه أبي طالب ما قاله الراهب الاثرم له وهو - عليه السلام
- صغير 379 - البرسي: قال: إن راهب اليمامة الاثرم كان يبشر أبا طالب -
عليه السلام - بقدوم علي ويقول له: سيولد لك ولد يكون سيد أهل زمانه، وهو
الناموس الاكبر، ويكون لنبي زمانه عضدا وناصرا وصهرا ووزيرا، وإني لا ادرك
أيامه، فإذا رأيته فاقرأه مني السلام، ويوشك اني أراه، فلما ولد أمير
المؤمنين - عليه السلام - [ مر أبو طالب - عليه السلام - عليه ليعلمه
فوجده قد مات، فرجع إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - فأخذه وقبله فسلم
عليه أمير المؤمنين ] (2) وقال: يا أبت جئت من عند الراهب الاثرم الذي كان
يبشرك بي، وقص عليه قصة الراهب، فقال له أبوه عبد مناف: صدقت يا ولي الله.
(3)
الخامس والخمسون ومائتان الرجل الذي قال له - عليه السلام -: اخسأ يا
كلب، فصار كلبا 380 - البرسي: قال: روى محمد بن سنان قال: بينما أمير
المؤمنين - عليه
(1) الثاقب في المناقب: 94 ح 1. وأورد نحوه ابن شهر اشوب في المناقب: 1 /
226 عن الرضا - عليه السلام - وفي إثبات الهداة: 1 / 262 ح 92 عن عيون
أخبار الرضا - عليه السلام -: 1 / 160. وقد تقدم في المعجرة: 58 عن عيون
المعجزات مفصلا مع تخريجاته. (2) من المصدر. (3) مشارق أنوار اليقين: 75 -
76.
[ 39 ]
السلام - يجهز أصحابه [ إلى قتال معاوية ] (1) إذ اختصم إليه اثنان، فلغى
أحدهما في الكلام، فقال له: اخسأ يا كلب، فعوى الرجل لوقته، فصار كلبا،
فبهت من حوله، وجعل الرجل يشير باصبعه إلى أمير المؤمنين - عليه السلام -
ويتضرع، فنظر إليه فحرك شفتيه، فإذا هو بشر سوي. فقال إليه بعض أصحابه
وقال (له) (2): مالك تجهز العسكر (3) ولك مثل هذه القدرة ؟ فقال: والذي
برأ النسمة، وفلق الحبة، لو شئت أن أضرب برجلي هذه القصيرة في هذه الفلوات
حتى أضرب صدر معاوية فأقلبه عن سريره لفعلت، ولكن عباد مكرمون لا يسبقونه
بالقول وهم بأمره يعملون (4) و (5)
السادس والخمسون ومائتان علمه - عليه
السلام - بما يخرج من صلب مروان من الطواغيت 381 - البرسي: ان أمير
المؤمنين - عليه السلام - قال لمروان بن الحكم يوم الجمل و قد بايعه: خفت
يابن الحكم أن ترى رأسك في هذه البقعة، كلا لا يكون ذلك حتى يكون (من) (6)
صلبك طواغيت يملكون هذه الامة. (7)
السابع والخمسون ومائتان معرفته - عليه
السلام - بقتل الحسين - عليه السلام - 382 - البرسي: قال: من كلامه في
كربلاء وهو متوجه إلى صفين فقال:
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر، مالك أتجهز الناس إلى
قتال معاوية. (4) إقتباس من سورة الانبياء: 27. (5) مشارق أنوار اليقين:
76 وعنه البحار: 32 / 385 ح 357. (6) ليس في المصدر. (7) مشارق أنوار
اليقين: 76. (*)
[ 40 ]
صبرا أبا عبد الله بشاطئ الفرات،
ثم بكى وقال: هذا [ والله ] (1) مناخ القوم ومحط رحالهم. (2) قلت: سيأتي
إن شاء الله تعالى في ذلك روايات منه - عليه السلام - في هذا المعنى
بزيادة في موضع آخر.
الثامن والخمسون ومائتان إخباره - عليه السلام - بأن
معاوية تجتمع عليه الامة 383 - البرسي: انه - عليه السلام - قال بصفين وقد
سمع الغوغاء يقولون: قتل معاوية، فقال: ما قتل ولا يقتل حتى تجتمع عليه
الامة. (3)
التاسع والخمسون ومائتان الثعبان الذي أتى له وهو - عليه
السلام - على المنبر 384 - البرسي: قال: روى القاضي بن شاذان، عن أبان بن
تغلب، عن جعفر بن محمد - عليهما السلام - قال: كان أمير المؤمنين - عليه
السلام - على منبر الكوفة يخطب وحوله الناس، فجاء ثعبان ينفخ في الناس وهم
يتحاودون (4) عنه، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: وسعوا له، فأقبل
حتى رقى المنبر (5)، والناس ينظرون إليه، ثم قبل أقدام أمير المؤمنين -
عليه السلام - وجعل يتمرغ عليها، ونفخ ثلاث نفخات، ثم نزل وانساب، ولم
يقطع أمير المؤمنين الخطبة، فسألوه عن ذلك، فقال: هذا رجل من الجن ذكر ان
ولده قتله رجل من الانصار اسمه جابر بن سميع عن خفان من غير أن يتعرض له
بسوء، وقد استو هبت دم ولده، فقام إليه رجل طويل بين الناس فقال: أنا [
الرجل ] (6) الذي قتلت الحية في المكان المشار إليه، وإني منذ قتلتها لا
أقدر [ أن ] (7) أستقر في مكان من الصياح والصراخ فهربت إلى الجامع
(1) من المصدر. (2) و (3) مشارق أنوار اليقين: 76. (4) حاد عنه: مال. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: على المنبر.
(6 و 7) من المصدر والبحار.
[ 41 ]
فأنا منذ سبعة أيام (1) هاهنا، فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام -: خذ
جملك واعقره في موضع قتلت (2) الحية، وامض لا بأس عليك. (3)
الستون
ومائتان أنه - عليه السلام - يعرف المؤمن من الكافر إذا رآه 385 - البرسي:
قال: إنه - عليه السلام - قال: إن الله تعالى أعطاني ما لم يعط أحدا من
خلقه، فتحت لي السبل، وعلمت الاسباب والانساب، واجري لي السحاب، ولقد نظرت
في الملكوت، فما غاب عني شئ مما كان قبلي، ولا شئ مما يأتي بعدي، وما من
مخلوق إلا ومكتوب بين عينيه مؤمن أو كافر، ونحن نعرفه إذا رأيناه. (4)
الحادي والستون ومائتان علمه - عليه السلام - بحال رميلة صاحبه 386 -
البرسي: انه - عليه السلام - قال لرميلة وكان قد مرض وابتلي (5)، وكان من
خواص شيعته (فقال له) (6): وعكت يا رميلة، ثم رأيت خفا فأتيت إلى الصلاة،
فقال: نعم يا سيدي، وما أدراك ؟ قال: يا رميلة ما من مؤمن ولا مؤمنة يمرض
إلا مرضنا لمرضه، ولاحزن إلا حزنا لحزنه، ولا دعا إلا أمنا لدعائه، ولا
سكت إلا دعونا له، ولا مؤمن (7)
(1)
في المصدر: سبع ليال. (2) في المصدر: مكان قتل. (3) مشارق أنوار اليقين:
76 وعنه البحار: 39 / 172 ح 14. (4) مشارق أنوار اليقين: 77. وأخرج ما هو
بمضمونه في البحار: 26 / 154 عن المحتضر: 89 - 90. (5) في المصدر: أبل،
وفي البحار: وابلي.
(6) ليس في البحار. (7) في المصدر: وما من مؤمن.
[ 42 ]
ولا مؤمنة في المشارق والمغارب إلا ونحن معه. (1)
الثاني والستون ومائتان
كلام الجري 387 - البرسى: عن زيد الشحام، عن الاصبغ بن نباتة أن أمير
المؤمنين - عليه السلام - جاءه نفر من المنافقين، فقالوا له: أنت الذي
تقول [ إن ] (2) هذا الجري: مسخ حرام ؟ فقال: نعم. فقالوا: أرنا برهانه
(3)، فجاء بهم إلى الفرات، ونادى هناس هناس (4)، فأجابه الجري لبيك. فقال
له أمير المؤمنين: من أنت ؟ فقال: ممن عرضت ولايتك عليه فأبى فمسخ، وإن في
من معك من يمسخ كما مسخنا، ويصير كما صرنا، فقال أمير المؤمنين: بين قصتك
ليسمع من حضر فيعلم، فقال: نعم، كنا أربع وعشرين قبيلة من بني إسرائيل،
وكنا قد تمردنا وعصينا، وعرضت علينا ولايتك فأبينا، وفارقنا البلاد
واستعملنا الفساد، فجاءنا آت أنت أعلم به والله منا، فصرخ فينا صرخة
فجمعنا جمعا واحدا، وكنا متفرقين في البراري فجمعنا لصرخته. ثم صاح صيحة
اخرى وقال: كونوا مسوخا بقدرة الله تعالى، فمسخنا أجناسا مختلفة، ثم قال:
أيها القفار كوني أنهارا تسكنك هذه المسوخ، واتصلي ببحار الارض حتى لا
يبقى ماء إلا وفيه منها (5)، وصرنا مسوخا كما ترى. (6)
(1) مشارق أنوار اليقين: 77 وعنه البحار: 26 / 154 ح 43. وأورده الحضيني
في الهداية مفصلا: 157. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر: برهانك.
(4) في المصدر: مناش مناش.
(5) في البحار: من هذه المسوخ. (6) مشارق أنوار اليقين: 77 وعنه البحار:
27 / 271 ح 23 ويأتي في معجرة 539 عن هداية الحضيني مفصلا.
[ 43 ]
الثالث والستون ومائتان انفجار الفرات اثنتا عشرة عينا، وتسليم الحيتان
عليه - عليه السلام - 388 - البرسي: روى عبيدة السكسكي (1)، عن أبي عبد
الله - عليه السلام - قال: إن عليا - عليه السلام - لما قدم من صفين وقف
على شاطئ الفرات، فأخرج قضيبا أخضر، وضرب به الفرات، والناس ينظرون إليه،
فانفجرت اثنتا عشرة عينا كل فرق كالطود العظيم، ثم تكلم بكلام لم يفهموه،
فأقبلت الحيتان رافعة أصواتها بالتكبير والتهليل، وقالت: السلام عليك يا
حجة الله في أرضه، وعين الله الناظرة في عباده، خذلك [ قومك ] (2) كما خذل
هارون بن عمران قومه، فقال لاصحابه: سمعتم: فقالوا: نعم، فقال: هذه آية [
لي ] (3) وحجة عليكم. (4)
الرابع والستون ومائتان كلام الحوتتين من الجري
389 - البرسي: قال: إن رجلا من الخوارج مر بأمير المؤمنين ومعه حوتان من
الجري قد غطاهما بثوبه، فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام -: بكم
اشتريت أبويك من بني إسرائيل ؟ فقال له الرجل: ما أكثر ادعاءك الغيب !
فقال له أمير المؤمنين: اخرجهما: فأخرجهما، فقال أمير المؤمنين: من أنتما
؟ فقالت إحداهما: أنا أبوه، وقالت الاخرى: أنا امه. (5)
(1) عبيدة السكسكي: عده الشيخ في رجاله من أصحاب الباقر - عليه السلام -،
ولعله هو عبيدة السلماني الذي مات سنة: 72 أو بعدها أو قبلها (معجم
الرجال). (2) من المصدر، وفي الاصل: (خذلوك) بدل (خذلك).
(3) من المصدر. (4) مشارق أنوار اليقين: 78. (5) مشارق أنوار اليقين: 79.
أقول: تقدم الحديث في معجرة 65 عن عيون المعجزات مفصلا، وفيه: اجتاز
يهودي، فلعله الانسب لان الخوارج كانوا من المسلمين، وبعد أن صارت قضية
الحكمين ما صارت مرقوا من الدين.
[ 44 ]
الخامس والستون ومائتان إخباره - عليه السلام - لعمر بن الخطاب بأنه يقتل
390 - البرسي: ما رواه محمد بن سنان قال: سمعت أمير المؤمنين - عليه
السلام - يقول لعمر (1): (يا عمر) (2) يا مغرور إني أراك في الدنيا قتيلا
بجراحة من عبد ام معمر تحكم عليه جوار فيقتلك توقيعا (3) يدخل بذلك الجنة
على رغم منك، وإن لك ولصاحبك الذي قمت مقامه صلبا وهتكا تخرجان عن رسول
الله - صلى الله عليه وآله - فتصلبان على [ أغصان ] (4) دوحة يابسة فتورق،
فيفتتن بذلك من والاك، فقال عمر: ومن يفعل ذلك يا أبا الحسن ؟ فقال: قوم [
قد ] (5) فرقوا بين السيوف وأغمادها، ثم يؤتى بالنار التي اضرمت لابراهيم
- عليه السلام - و [ يأتي ] (6) جرجيس ودانيال وكل نبي وصديق، ثم تأتي ريح
فتنسفكما في اليم نسفا. (7) قلت: روى هذا الحديث الديلمي في كتابه،
والحسين بن حمدان في هدايته بزيادة، وفي سنده: عن محمد بن سنان الزهري، عن
عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن مدلج (8)، عن هارون بن سعيد، قال: سمعت
أمير المؤمنين - عليه السلام - يقول لعمربن الخطاب - وساق الحديث بطوله -.
يأتي إن شاء الله في موضع آخر. (9)
(1) في المصدر: للرجل.
(2) ليس في المصدر. (3) في المصدر توفيقا. (4) - (6) من المصدر. (7) مشارق
أنوار اليقين 79. (8) هو مدلاج بن عمرو السلمي، ويقال: مدلج بن عمرو، شهد
بدرا وسائر المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وآله -، مات سنة: 50
(الاستيعاب). (9) يأتي في معجرة 369 عن إرشاد الديلمي والهداية الكبرى
للحضيني.
[ 45 ]
السادس والستون ومائتان أنه كان يوم الخوارج يقول لاصحابه - عليه السلام
-: لا يقتل منكم عشرة، ولا يفلت منهم عشرة 391 - البرسي: قال: إن الخوارج
يوم النهروان جاءتهم جواسيسهم فأخبروهم أن عسكر أمير المؤمنين - عليه
السلام - أربعة آلاف فارس، فقالوا: لا تراموهم (1) بسهم، ولا تضربوهم
بسيف، ولكن يروح كل واحد منكم إلى صاحبه يرمحه (2) فيقتله، فعلم أمير
المؤمنين - عليه السلام - بذلك من الغيب، فقال لاصحابه: لاتراموهم (3) ولا
تطاعنوهم، واستلوا (4) السيوف، فإذا لاقى كل (واحد) (5) منكم غريمه فليقطع
رمحه ويمشي إليه فيقتله، فإنه لا يقتل منكم عشرة، ولا يفلت منهم عشرة،
وكان كما قال. (6)
السابع والستون ومائتان انقلاب طعام الذي أضافه - عليه
السلام - إلى ما هو أحسن 392 - البرسي: روى ابن عباس أن رجلا قدم إلى أمير
المؤمنين - عليه السلام - فاستضافه، فاستدعى قرصة من شعير يابسة وقعبا فيه
ماء، ثم كسر قطعة وألقاها في الماء، ثم قال للرجل: تناولها، فأخرجها فإذا
هي فخذ طائر مشوي، ثم رمى له
(1) في المصدر: لا ترموهم. (2) كذا في
المصدر، وفي الاصل: يزحمه. (3) في المصدر: لا ترموهم. (4) كذا في المصدر،
وفي الاصل: واصلتوا. (5) ليس في المصدر. (6) مشارق أنوار اليقين: 80.
[ 46 ]
أخرى وقال: تناولها، [ فأخرجها ] (1) فإذا هي قطعة من الحلواء (2)، فقال
الرجل: يا مولاي تضع لي بكسرات (3) يابسة فأجدها أنواع الطعام ! فقال أمير
المؤمنين - عليه السلام -: [ نعم ] (4) هذا الظاهر وذلك الباطن، وإن أمرنا
هكذا. (5)
الثامن والستون ومائتان إحياء أبي اليهودي وإخباره بماله، وما
في ذلك من المعجزات 393 - البرسي: عن الرضا - عليه السلام -، عن آبائه
الطاهرين - عليهم السلام - أن يهوديا جاء إلى أبي بكر في ولايته، وقال [
له ] (6): إن أبي قد مات، وقد خلف (7) كنوزا: ولم يذكر أين هي، فإن
أظهرتها كان لك ثلثها، وللمسلمين ثلث [ آخر ] (8)، ولي ثلث، وأدخل في
دينك. فقال أبو بكر: لا يعلم الغيب إلا الله، فجاء إلى عمر، فقال له مقالة
أبي بكر، ثم دله على علي - عليه السلام - (فجاء) (9) فسأله. فقال (له)
(10): رح إلى بلد اليمن واسأل عن وادي برهوت بحضرموت، فإذا حضرت الوادي
فاجلس هناك إلى غروب الشمس، فسيأتيك غرابان سود
(1) من المصدر والبحار.
(2) في المصدر: الحلو. (3) في المصدر والبحار: كسرا. (4) من المصدر
والبحار. (5) مشارق أنوار اليقين: 80 وعنه البحار: 41 / 273 ح 29. (6) من
المصدر. (7) في المصدر: وخلف. (8) من المصدر. (9) و (10) ليس في المصدر.
[ 47 ]
مناقيرهما تنعب (1) فاهتف باسم أبيك وقل له: يا فلان أنا رسول وصي رسول
الله إليك كلمني، فإنه يكلمك، فاسأله عن الكنوز، فإنه يدلك على أماكنها.
فمضى اليهودي إلى اليمن واستدل على الوادي وقعد هناك، وإذا بالغرابين قد
أقبلا فنادى أباه، فأجابه وقال: ويحك ما أقدمك على هذا الموطن ؟ وهو من
مواطن [ أهل ] (2) النار، فقال: جئت أسألك عن الكنوز أين هي ؟ فقال: في
موضع كذا (وكذا) (3)، في حائط كذا، وقال له: (يا) (4) ويلك اتبع دين محمد
تسلم فهو النجاة، ثم انصرف الغرابان، ورجع اليهودي فوجد كنزا من ذهب،
وكنزا من فضة، فأوقر بعيرا وجاء به إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - وهو
يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك (5) وصي رسول
الله وأخوه، وأمير المؤمنين حقا كما سميت، وهذه الهدية فاصرفها حيث شئت،
فأنت وليه في العالمين. (6)
التاسع والستون ومائتان الذي أخرجه لاصحابه -
عليه السلام - ما كان في الجنة والنار
394 - البرسي: عن ابن عباس أن جماعة من أهل الكوفة من أكابر الشيعة سألوا
من أمير المؤمنين - عليه السلام - أن يريهم من عجائب أسرار الله، قال [
لهم ]: إنكم لن تقدروا أن تروا واحدة وتكفروا، فقالوا: لا شك أنك صاحب
الاسرار،
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: تنغب - بالغين -، والنعب: تصويت الغراب،
نعب الغراب: صوت، أنذر بالبين، والنغب: يقال نغب الغراب: حسا من الماء.
(2) من المصدر. (3) و (4) ليس في المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل:
وأن عليا. (6) مشارق أنوار اليقين: 81.
[ 48 ]
فاختار منهم سبعين رجلا وخرج بهم إلى ظاهر الكوفة، ثم صلى ركعتين وتكلم
بكلمات، وقال: انظروا، (فنظروا) (1) فإذا أشجار وأثمار حتى تبين لهم أنها
الجنة (والنار) (2)، فقال أحسنهم قولا: هذا سحر مبين، ورجعوا كفارا إلا
رجلين، فقال لاحدهما: سمعت ما قال أصحابك وما هو والله بسحر، وما أنا
بساحر، ولكنه علم الله ورسوله، فإذا رددتم علي فقد رددتم على (رسول) (3)
الله، ثم رجع إلى المسجد واستغفر لهم، فلما دعا تحول حصى المسجد درا
وياقوتا، فرجع أحد الرجلين كافرا وثبت الآخر. (4)
السبعون ومائتان ما ذكره
- عليه السلام - لابن عباس من أبناء الغيب 395 - البرسي: أنه - عليه
السلام - كان يقول لابن عباس: كيف أنت يا بن عمي إذا ضلت (5) العيون ؟
فقال (له) (6): يا مولاي كلمتني بهذا مرارا ولا أعلم معناه فقال: عين عتيق
وعمر و عبد الرحمان بن عوف وعين عثمان وستضم إليها عين
عائشة وعين معاوية و [ عين ] (7) عمرو بن العاص وعين عبد الرحمان بن ملجم
وعين عمربن سعد (قاتل الحسين - عليه السلام - لعنهم الله) (8). (9)
(1) - (3) ليس في المصدر. (4) مشارق أنوار اليقين: 82. وقد تقدم في معجزة
211 عن الخرائج مفصلا. (5) في المصدر: ظلمت العيون العين. (6) ليس في
المصدر. (7) من المصدر. (8) ليس في المصدر. (9) مشارق أنوار اليقين: 82.
|