كتاب مدينة المعاجز

الجزء الثاني

 

[ 49 ]

 

الحادي والسبعون ومائتان ما أخرجه - عليه السلام - للمنجم من كنز الذهب والافعى 396 - البرسي: أنه - عليه السلام - قال للدهقان الفارسي وقد حذره من الركوب والمسير إلى الخوارج، فقال له: اعلم أن طوالع النجوم قد انتحست (1)، فسعد أصحاب النحوس، و نحس أصحاب السعود، وقد بدا المريخ يقطع في برج الثور، وقد اختلف في برجك كوكبان، وليس الحرب لك بمكان، فقال له: أنت الذي تسير الجاريات، وتقضي علي بالحادثات (2)، وتنقلها مع الدقائق والساعات، فما السراري ؟ وما الدراري (3) ؟ وما قدر شعاع (4) المدبرات ؟ قال: سأنظر في الا سطر لاب واخبرك، فقال له: أعالم أنت (5) بما تم البارحة في وجه الميزان ؟ وبأي نجم [ اختلف ] (6) في برج السرطان ؟ وأي آفة دخلت على الزبرقان ؟ فقال: لا أعلم. فقال: أعالم أنت أن الملك البارحة انتقل من بيت إلى بيت في الصين ؟ و انقلب برج ماچين (7) ؟ وغارت بحيرة ساوة ؟ وفاضت بحيرة حشرمة (8) ؟ وقطعت باب الصخرة من سقلبة (9) ؟ ونكس ملك الروم بالروم ؟ وولي أخوه مكانه ؟


(1) في المصدر: نحست. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الحادثات. (3) في المصدر: الذراري، وفي البحار: الزراري. (4) في البحار: شعار. (5) كذا في البحار والمصدر: وفي الاصل: أعلم بما. (6) من المصدر. (7) كذا في البحار، وفي المصدر والاصل: ماجين. (8) في المصدر: خشرمة. (9) في البحار: سفينة، وفي المصدر: (باب البحر) بدل (باب الصخرة).


[ 50 ]

وسقطت شرفات الذهب من قسطنطينية الكبري ؟ وهبط سور سرانديل (1) ؟ وفقد ديان (2) اليهود ؟ وهاج النمل بوادي النمل، وسعد (3) سبعون ألف عالم ؟ وولد في كل عالم سبعون ألف، والليلة يموت مثلهم ؟ فقال: لا أعلم. فقال: أعالم أنت بالشهب (4) الخرس والانجم ؟ والشمس ذوات (5) الذوائب التي تطلع مع الانوار وتغيب مع الاسحار ؟ فقال: لا أعلم ؟ فقال: أعالم أنت بطلوع النجمين اللذين ما طلعا إلا عن مكيدة، ولاغربا (6) إلا عن مصيبة، وإنهما (7) طلعا وغربا فقتل قابيل هابيل، ولا يظهران إلا لخراب الدنيا ؟ فقال: لا أعلم. فقال: إذا كان طريق السماء لا تعلمها، فأنا (8) أسألك عن قريب، فاخبرني ما تحت حافر فرسي الايمن والايسر من المنافع والمضار ؟ فقال: إني في علم الارض أقصر مني في علم السماء ! فأمر أن يحفر تحت الحافر الايمن، فخرج كنز من ذهب، ثم [ أمر أن ] (9) يحفر تحت الحافر الايسر، فخرج أفعى فتعلق (بعنق) (10) الحكيم، فصاح: يا مولاي الامان. فقال: الامان بالايمان، فقال: لاطيلن لك الركوع والسجود. فقال: سمعت [ خيرا ] (11) فقل خيرا، اسجد لله وتضرع (12) بي إليه.


(1) كذا في البحار، وفي الاصل: سردنديل، وفي المصدر: كرنديب. (2) كذا في البحار، وفي المصدر: ربان، وفي الاصل: قعدريان. (3) في المصدر: صعد. (4) كذا في البحار والمصدر، وفي الاصل: بالاشهر. (5) في البحار: ذات. (6) في المصدر: ولا غابا. (7) كذا في البحار، وفي الاصل: وإنما. وفي المصدر: طلعا غربا. (8) في المصدر: إذا كنت لا تعلم طرق الدنيا، فإني. (9) من المصدر والبحار. (10) ليس في المصدر. (11) من المصدر والبحار. (12) كذا في المصدر، وفي الاصل: وتطوع، وفي البحار: واضرع.


[ 51 ]

ثم قال: يا سمر سقيل (1) نحن نجوم القطب وأعلام الفلك، وإن هذا العلم لا يعلمه إلا نحن وبيت في الهند. (2)

الثاني والسبعون ومائتان كلام النخلة بالثناء عليه - عليه السلام - وعلمه بما في جابر من الشك 397 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: حدثني أبو التحف، قال: حدثني عبد المنعم بن سلمة يرفعه إلى جابر بن عبد الله الانصاري - رفع الله درجته - قال: كان لي ولد وقد حصل له علة صعبة، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وآله - أن يدعو له، فقال: سل عليا فهو مني وأنا منه، فتداخلني قليل ريب وقيل لي: إن أمير المؤمنين بالجبانة: فجئته وهو يصلي، فلما فرغ من صلاته سلمت عليه وحدثته بما كان من حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقال لي: نعم. ثم قام ودنا من نخلة كانت هناك، وقال: أيتها النخلة من أنا ؟ فسمعت منها أنينا كأنين النساء الحوامل إذا أرادت تضع حملها، ثم سمعتها تقول: (يا أنزع البطين) (3) أنت أمير المؤمنين، ووصي رسول رب العالمين، أنت الآية الكبرى، و أنت الحجة العظمى، وسكتت، فالتفت - صلوات الله عليه - إلي وقال: يا جابر قد زال الآن الشك من قلبك وصفا ذهنك، اكتم ما سمعت ورأيت عن غير أهله. (4)

الثالث والسبعون ومائتان كلام النخيل وتشبيهها النبي - صلى الله عليه وآله - و


(1) كذا في البحار: وفي الاصل: ياسمر ستقبل نحو نجوم الطب، وفي المصدر: يا سهر سقيل سوار نحن... (2) مشارق أنوار اليقين: 82 - 83 وعنه البحار: 41 / 336 ح 57. (3) ليس في المصدر. (4) عيون المعجزات: 38.


[ 52 ]

أمير المؤمنين - عليه السلام - بالانبياء 398 - ابن شهر اشوب: عن جابر بن عبد الله وحذيفة بن اليمان و عبد الله ابن العباس وأبي هارون العبدي، عن عبد الله بن عثمان وحمدان بن المعافى (1)، عن الرضا - عليه السلام -، ومحمد بن صدقة (2) العنبري، عن موسى بن جعفر - عليهما السلام -. (وقد ذكره القاضي أبو محمد القايني الهاشمي في المسألة الباهرة قال: قال صاحب الكتاب - رحمه الله -:) (3) ولقد أنبأني أيضا [ ابن ] (4) شيرويه الديلمي بإسناده إلى موسى بن جعفر - عليه السلام -، عن آبائه، عن أمير المؤمنين - عليهم السلام - قال (5): كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - في طرقات المدينة، إذ جعل خمسه في خمس أمير المؤمنين - عليه السلام - فوالله ما رأينا خمسين أحسن منها، إذ مررنا على نخل المدينة فصاحت نخلة باختها: هذا محمد المصطفى، وهذا علي المرتضى: فاجتزناهما، فصاحت ثانية [ بثالثة ] (6): هذا نوح النبي، وهذا إبراهيم الخليل، فاجتزناهما، فصاحت ثالثة برابعة: هذا موسى وأخوه هارون، فاجتزناهما، فصاحت رابعة بخامسة: هذا محمد سيد النبيين، وهذا علي سيد الوصيين. فتبسم النبي (ضاحكا) (7) - صلى الله عليه وآله - ثم قال: [ يا علي ] (8) سم نخل المدينة


(1) هو أبو جعفر الصبيحي من قصر صبيح، مولى جعفر بن محمد - عليهما السلام -، روى عن الكاظم والرضا - عليهما السلام -، مات سنة: 265. (2) محمد بن صدقة العنبري البصري، أبو جعفر، روى عن الكاظم والرضا - عليهما السلام -. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) في المصدر: قالوا. (6) من المصدر والبحار. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) من المصدر والبحار.


[ 53 ]

صيحانيا، فقد صاحت بفضلي وفضلك. وروي أنه كان البستان لعامر بن سعد بعقيق السفلى. (1)

الرابع والسبعون ومائتان قصة العلقة التي في الجارية، وما في ذلك من المعجزات 399 - السيد المرتضى: قال: حدثني هذا الشيخ - يعني (2) أبا الحسن علي ابن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن الطيب المصري المعروف بأبي التحف - قال: حدثني العلا بن طيب بن سعيد المغازلي البغدادي ببغداد، قال: حدثني نصر بن مسلم بن صفوان بن الجمال المكي، قال: حدثني أبو هاشم المعروف بابن أخي طاهر بن زمعة، عن أصهب بن جنادة، عن بصير بن مدرك، قال: حدثني عمار ابن ياسر ذو الفضل والماثر قال: كنت بين يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - وكان يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من صفر، وإذا بزعقة قد ملات المسامع، وكان علي - عليه السلام - على دكة القضاء، فقال: يا عمار ائت بذي الفقار - وكان وزنه سبعة أمنان وثلثامن بالمكي - فجئت به، فصاح من عمده، وتركه وقال: يا عمار هذا يوم أكشف فيه لاهل الكوفة جميعا الغمة، ليزداد المؤمن وفاقا، والمخالف نفاقا، يا عمار ائت (3) بمن على الباب. قال عمار: فخرجت وإذا بالباب امرأة (في قبة) (4) على جمل وهي تصيح:


(1) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 327 وعنه البحار: 41 / 266 ح 22. وقد تقدم في معجزة 151 عن المناقب الفاخرة ومناقب الخوارزمي. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال: هذا يعني. (3) في المصدر: رأيت، وهو تصحيف. (4) ليس في المصدر.


[ 54 ]

يا غياث المستغيثين، ويا غاية الطالبين، ويا كنز الراغبين، وياذا القوة المتين، ويا مطعم اليتيم، ويا رازق العديم، ويا محيي كل عظم رميم، ويا قديما سبق قدمه كل قديم، يا عون من لاعون له، ويا طود من لاطود له، وكنز من لا كنز له، إليك توجهت، وإليك توسلت، بيض وجهي، وفرج عني كربي. قال: وحولها ألف فارس بسيوف مسلولة، قوم لها، وقوم عليها، فقلت: أجيبوا أمير المؤمنين - عليه السلام -، فنزلت عن الجمل ونزل القوم معها ودخلوا المسجد، فوقعت المرأة بين يدي أمير المؤمنين - عليه السلام -، وقالت: يا علي إياك قصدت، فاكشف ما بي [ من غمة ] (1)، إنك ولي ذلك، والقادر عليه. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: يا عمار ناد في الكوفة لينظروا إلى قضاء أمير المؤمنين - عليه السلام -. قال عمار: فناديت، فاجتمع الناس حتى صار القدم عليه أقدام كثيرة، ثم قام أمير المؤمنين - عليه السلام - وقال: سلوا عما بدا لكم يا أهل الشام، فنهض من بينهم شيخ أشيب عليه بردة أتحمية، وحلة عدنية، وعلى رأسه عمامة خز سوية (2)، فقال: السلام عليك يا كنز الضعفاء، ويا ملجأ اللهفاء، يا مولاي هذه الجارية ابنتي وما قربتها ببعل قط، وهي عاتق (3) حامل، وقد فضحتني في عشيرتي. وأنا معروف بالشدة والنجدة والبأس والسطوة والشجاعة والبراعة، والنزاهة والقناعة. أنا قلمس بن غفريس وليث عسوس، ووجهه على الاعداء عبوس، لا تخمد لي نار، ولا يضام لي جار، عزير عند العرب بأسي ونجدتي [ وحملاتي ] (4)


(1) من المصدر. (2) في المصدر: سوسية. (3) العاتق جمعه عتق: الجارية أول ما أدركت، أو التي بين الادراك والتعنيس، سميت بذلك لانها عتقت عن خدمة أبويها ولم يدركها زوج بعد. (4) من المصدر.


[ 55 ]

وسطواتي. أنا من أقوام بيت آباؤهم بيت مجد في السماء السابعة فينا كل عبوس لا يرعوي، وكل حجاج (1) عن الحرب لا ينتهي، وقد بقيت يا علي حائر في أمري، فاكشف هذه الغمة فهذه عظيمة لا أجد أعظم منها. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: ما تقولين يا جارية فيما قال أبوك ؟ قالت: أما قوله إني عاتق فقد صدق فيما يقول، وأما قوله إني حامل، فوالله ما أعلم من نفسي خيانة قط يا أمير المؤمنين وأنت أعلم به مني وتعلم أني ما كذبت فيما قلت ففرج عني غمي يا عالم السر وأخفى. فصعد أمير المؤمنين - عليه السلام - المنبر وقال: الله أكبر * (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) * (2) فقال - عليه السلام -: علي بداية الكوفة، فجاءت امرأة يقال لها: لبنا، وكانت قابلة نساء [ أهل ] (3) الكوفة، فقال: اضربي بينك وبين الناس حجابا، وانظري هذه الجارية أعاتق حامل ؟ ففعلت ما أمرها أمير المؤمنين - عليه السلام - وقالت: نعم يا أمير المؤمنين، عاتق حامل. فقال: يا أهل الكوفة أين الائمة الذين ادعوا منزلتي ؟ أين من يدعي في نفسه أن له مقام الحق فيكشف هذه الغمة ؟ فقال عمرو بن حريث كالمستهزئ: ما لها غيرك يا بن أبي طالب، واليوم تثبت لنا إمامتك، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - لابي الجارية: يا أبا الغضب، ألستم من أعمال دمشق ؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين قال: من قرية يقال لها: إسعاد طريق بانياس الجولة ؟ فقال: بلى يا أمير المؤمنين. فقال: هل فيكم من يقدر على قطعة من الثلج ؟ فقال أبو الغضب: الثلج في


(1) في المصدر: جحجاح. (2) الاسراء: 81. (3) من المصدر.


[ 56 ]

بلادنا كثير. قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: بيننا وبين بلادكم مائتا فرسخ وخمسون فرسخا. قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال عمار - رضي الله عنه -: فمد - عليه السلام - يده وهو على منبر الكوفة، وردها وفيها قطعة من الثلج تقطر ماء، ثم قال لداية الكوفة: ضعي هذا الثلج مما يلي فرج هذه الجارية، سترمي علقة وزنها خمس وخمسون درهما ودانقان. قال: فأخذتها وخرجت بها من الجامع وجاءت بطشت ووضعت الثلج على الموضع منها، فرمت علقة كبيرة فوزنتها الداية فوجدتها كما قال - عليه السلام - وكان قد أمسك المطر عن الكوفة منذ خمس سنين. فقال أهل الكوفة: استسق لنا يا أمير المؤمنين، فأشار بيده قبل السماء فدمدم الجو واسجم وحمل مزنا، و سال الغيث وأقبلت الداية مع الجارية فوضعت العلقة بين يديه. فقال: وزنتها ؟ فقالت: نعم يا أمير المؤمنين وهي كما ذكرت. فقال - عليه السلام -: * (وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) * (1). ثم قال: يا أبا الغضب خذ ابنتك فوالله ما زنت، ولكن دخلت الموضع فدخلت فيها هذه العلقة وهي بنت عشر سنين، فربت في بطنها إلى وقتنا هذا، فنهض أبوها وهو يقول: أشهد أنك تعلم ما في الارحام وما في الضمائر. (2)

الخامس والسبعون ومائتان الغلام الذي انفلج نصفه وشفاه، وولد من الجن الكثير، وما في ذلك المعجزات. 400 السيد المرتضى: حدثني أبو التحف مرفوعا إلى حذيفة بن اليمان


(1) الانبياء: 47. (2) عيون المعجزات: 21 - 24.


[ 57 ]

قال: كنا بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - إذ حفنا (1) صوت عظيم، فقال - صلى الله عليه وآله -: انظروا ما دهاكم ونزل بكم ؟ فخرجنا إلى ظاهر المدينة فإذا بأربعين راكبا على أربعين ناقة بأربعين موكبا (من العقيق) (2)، على كل واحد منهم بدنة من اللؤلؤ، وعلى رأس كل واحد منهم قلنسوة مرصعة بالجواهر الثمينة، يقدمهم غلام لانبات بعارضيه، كأنه فلقة قمر وهو ينادي الحذار الحذار، البدار البدار، إلى محمد المختار، المبعوث في الاقطار. قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأخبرته، فقال: يا حذيفة انطلق إلى حجرة كاشف الكرب، وهازم العرب، وحمزة بني عبد المطلب، الليث الهصور، واللسان الشكور، والطرف النائي الغيور، والبطل الجسور، والعالم الصبور، الذي [ جرى ] (3) اسمه في التوراة والانجيل والزبور. (قال حذيفة:) (4) فأسرعت إلى حجرة مولاي - عليه السلام - اريد [ إخباره ] (5) فإذا به قد لقيني، وقال: يا حذيفة جئتني لتخبرني بقوم أنا بهم عالم منذ خلقوا وولدوا. قال حذيفة: وأقبل سائرا وأنا خلفه حتى دخل المسجد والقوم حافون برسول الله - صلى الله عليه وآله -، فلما رأوه نهضوا له قياما. فقال - عليه السلام -: كونوا على أما كنكم، فلما استقر به المجلس قام الغلام الامرد قائما دون أصحابه وقال: أيكم الراهب إذا انسدل الظلام، أيكم المنزه عن عبادة الاوثان والاصنام، [ أيكم الشاكر لما أولاه المنان، ] (6) أيكم الساتر عورات


(1) في المصدر: حصننا. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) ليس في نسخة (خ). (5) و (6) من المصدر.


[ 58 ]

النسوان، أيكم الصابر يوم الضرب والطعان، أيكم قاتل الاقران، ومهدم البنيان، وسيد الانس والجان، أيكم أخو محمد المصطفى المختار، ومبدد المارقين في الاقطار، أيكم لسان الحق الصادق، ووصيه الناطق، أيكم المنسوب إلى أبي طالب بالولد، والقاعد للظالمين بالمرصد (1). فقال [ رسول الله ] (2) - صلى الله عليه وآله -: يا علي أجب الغلام، وقم بحاجته. فقال - عليه السلام -: أنا يا غلام، ادن مني، فإني اعطيك سؤلك، وأشفي غليلك بعون الله سبحانه وتعالى ومشيته، فانطق بحاجتك لا بلغك امنيتك، ليعلم المسلمون أني سفينة النجاة، وعصى موسى، والكلمة الكبرى، والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، والصراط المستقيم الذي من حاد عنه ضل وغوى. فقال الغلام: إن لي أخا مولعا بالصيد والقنص فخرج في بعض الايام يتصيد، فعارضته بقرات وحش عشر، فرمى أحدها فقتلها، فانفلج نصفه في الوقت، وقل (3) كلامه حتى لا يكلمنا إلا إيماء، وقد بلغنا أن صاحبكم يرفع عنه ما نزل به يا أهل المدينة وأنا القحقاح بن الحلاحل بن أبي الغضب بن سعد بن المقنع بن عملاق بن ذاهل بن صعب، ونحن من بقايا قوم عاد، نسجد للاصنام، ونقتسم بالازلام، فإن شفى صاحبكم أخي آمنا على يده، ونحن تسعون ألفا، فينا البأس والنجدة والقوة والشدة، ولنا الكنوز من العندح والعسجد والبندح والديباج و الذهب والفضة والخيل والابل، ولنا المضارب العانية (4) والمغالب، نحن سباق جلاد، سواعدنا شداد، وأسيافنا حداد، وقد أخبرتكم بما عندي. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: وأين أخوك يا غلام ؟ فقال: سيأتي في هودج


(1) في المصدر: بالرصد. (2) من المصدر. (3) في المصدر: كل. (4) في المصدر: العالية والمطانب.


[ 59 ]

له. فقال - عليه السلام -: إذا جاء أخوك شفيت علته فالناس على مثل ذلك إذ أقبلت امرأة عجوز تحت محمل على جمل، فأنزلته بباب المسجد، فقال الغلام: يا علي جاء أخي، فنهض - عليه السلام - ودنا من المحمل، وإذا فيه غلام له وجه صبيح، فلما نظر إليه أمير المؤمنين - عليه السلام - بكى الغلام وقال بلسان ضعيف: إليكم الملجأ والمشتكى يا أهل المدينة، فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: اخرجوا الليلة إلى البقيع فستجدون من علي عجبا. قال حذيفة: فاجتمعوا الناس من العصر في البقيع إلى أن هدأ الليل، ثم خرج إليهم أمير المؤمنين - عليه السلام - وقال لهم: اتبعوني، فأتبعوه، وإذا بنارين متفرقة قليلة وكثيرة، فدخل في النار القليلة. قال حذيفة: فسمعنا زمجرة كزمجرة الرعد، فقلبها على النار الكثيرة ودخل فيها، ونحن بالبعد وننظر إلى النيران إلى أن أسفر الصبح، ثم طلع منها وقد كنا آيسنا منه، فجاء وبيده رأس دوره سبعة [ عشر ] (1) اصبع، له عين واحدة في جبهته، فأقبل إلى المحمل الذي فيه الغلام وقال: قم بإذن الله يا غلام، فما عليك من بأس، فنهض الغلام ويداه صحيحتان، ورجلاه سالمتان، فانكب على رجله يقبلها (وأسلم) (2) وأسلم القوم الذين كانوا معه والناس متحيرون لا يتكلمون، فالتفت إليهم وقال: أيها الناس هذا رأس العمرو بن الاخيل بن لاقيس بن إبليس كان في اثني عشر فيلق من الجن، وهو الذي فعل بالغلام ما فعل، فقاتلتهم وضربتهم بالاسم المكتوب على عصى موسى - عليه السلام - التي ضرب بها البحر فانفلق البحر اثني عشر طريقا فماتوا كلهم، فاعتصموا بالله تعالى وبنبيه [ محمد ] (3) - صلى الله عليه وآله - ووصيه [ علي ] (4). (5)


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) و (4) من المصدر. (5) عيون المعجزات: 32.


[ 60 ]

ورواه الشيخ البرسي، وبين الروايتين اختلاف في البعض، بالاسناد يرفعه إلى ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وآله - صلاة الغداة واستند إلى محرابه والناس حوله، منهم: المقداد وحذيفة وأبو ذر وسلمان الفارسي، وإذا بأصوات عالية قد ملات المسامع فعند ذلك قال: يا حذيفة، يا سلمان، [ انظروا ] (1) ما الخبر ؟ قال: فخرجا وإذا هما بنفر وهم على رواحلهم وهم أربعون رجلا، بأيديهم الرماح الخطية، وعلى رؤوس الرماح أسنة من العقيق الاحمر، وعلى كل واحد [ منهم ] (2) بدنة (3) من اللؤلؤ، على رؤوسهم قلانس مرصوعة (4) بالدر والجواهر، يقدمهم غلام لانبات بعارضيه، كأنه فلقة قمر، وهم ينادون الحذار الحذار (البدار) (5) البدار، إلى (6) محمد المختار، المنعوت في الاقطار. قال حذيفة: فأخبرت النبي - صلى الله عليه وآله - بذلك، فقال: يا حذيفة انطلق إلى حجرة كاشف الكروب، عند علام الغيوب، الليوث الهصور (7) واللسان الشكور، والهزبر الغيور، والبطل الجسور، والعالم الصبور، الذي جرى اسمه في التوراة والانجيل [ والفرقان ] (8) والزبور، وانطلق إلى حجرة ابنتي وائتيني ببعلها علي بن أبي طالب. قال: فمضيت وإذا به قد تلقاني وقال: يا حذيفة قد جئت لتخبرني عن قوم


(1) و (2) من المصدر. (3) في البحار: ضربة. (4) كذا في البحار، وفي المصدر: مرصعة. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: يا آل. (7) كذا في البحار، وفي المصدر: الهئمور، وفي الاصل: العفور. (8) من المصدر.


[ 61 ]

أنا عالم بهم منذ (1) خلقوا ومنذ (2) ولدوا وفي أي شئ جاؤا. فقال حذيفة: زادك الله تعالى يا مولاي علما وفهما، ثم أقبل - عليه السلام - إلى المسجد والقوم محدقون (3) برسول الله - صلى الله عليه وآله -، فلما رأوا الامام - عليه السلام - نهضوا قياما على أقدامهم، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وآله -: كونوا على مجالسكم، فقعدوا. فلما استقروا في المجلس قام الغلام الامرد قائما دون (4) أصحابه وقال: أيها الناس، أيكم الراهب إذا انسدل (5) الظلام، أيكم المنزه عن عبادة الاوثان، أيكم مكسر الاصنام، [ أيكم ] (6) الساتر عورات النسوان، أيكم الشاكر لما أولاه المنان، أيكم الصابر (7) يوم الضرب والطعان، أيكم منكس الابطال (8) والفرسان، أيكم أخو محمد معدن الايمان، أيكم وصيه الذي نصر به دينه على سائر الاديان، أيكم علي بن أبي طالب - عليه السلام - ؟ فعند ذلك قال النبي - صلى الله عليه وآله -: يا علي أجب الغلام الذي [ هو في ] (9) وصفك [ علام ] (10) وقم بحاجته، فقال علي - عليه السلام -: ادن مني يا غلام، إني اعطيك سؤلك والمرام، و أشفيك عن الاسقام والآلام، بعون رب الانام (11)، فأنطق بحاجتك فإني ابلغك امنيتك ليعلم المسلمون أني سفينة النجاة وعصى


(1) و (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: مذ. (3) في البحار: حافون. (4) كذا في البحار والمصدر، وفي الاصل: بين. (5) كذا في البحار والمصدر، وفي الاصل: ابتدل. (6) من المصدر والبحار. (7) في البحار: الضارب. (8) في البحار: مكسر رؤوس. (9 و 10) من المصدر. (11) في المصدر: بعون الله العلام.


[ 62 ]

موسى، والكلمة الكبرى، والنبأ العظيم، والصراط المستقيم. فقال الغلام: إن معي أخا لي وكان مولعا بالصيد، فخرج في بعض أيامه متصيدا، فعارضته بقرات وحش عشر، فرمى إحداهن فقتلها، فانفلج من نصفه في الحال والوقت، وقل كلامه حتى لا يكلمنا إلا إيماء، وقد بلغنا أن صاحبكم يدفع عنه ما يحذر (1) وما نزل به، فإن شفى صاحبكم علته آمنا [ به ] (2)، ففينا النجدة والبأس [ والقوة ] (3) والشدة والمراس، ولنا الخيول والابل والذهب والفضة والمضارب العالية، ونحن سبعون ألف فارس بخيول جياد، وسواعد شداد، ونحن بقايا قوم عاد، فعند ذلك قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: أين أخوك يا عجاج بن الحلال (4) بن أبي الغضب بن سعد بن المقنع بن عملاق بن ذهل ابن صعب (5) العادي. قال: فلما سمع الغلام نسبه قال: ها هو في هودج سيأتي مع جماعة منا يا مولاي إن شفيت علته رجعنا عن عبادة الاوثان، واتبعنا ابن عمك صاحب البردة والقضيب والحسام (6). قال: فبينما هم في الكلام إذ قد أقبلت امرأة عجوز بجنب محمل على جمل، فأبركته بباب مسجد النبي (7) - صلى الله عليه وآله - فقال الغلام: جاء أخي يا فتى، فنهض أمير المؤمنين - عليه السلام - ودنا من المحمل، فإذا فيه غلام له وجه صبيح، ففتح عينيه ونظر إلى وجه علي المرتضى، فبكى وقال بلسان ضعيف، وقلب حزين: إليكم المشتكى والملتجى يا أهل العبا، فقال له علي: لا بأس عليك بعد اليوم، ثم


(1) في المصدر والبحار: ما يجد. (2 / و / 3) من المصدر والبحار. (4) في البحار: الحلاحل. (5) في البحار ذهب بن سعد. (6) في البحار: والغمام. (7) في البحار: بباب المصطفى.


[ 63 ]

نادى: أيها الناس اخرجوا هذه الليلة إلى البقيع فسترون من علي عجبا. قال حذيفة بن اليمان: فاجتمع الناس في البقيع من العصر إلى أن هدأ الليل، فخرج إليهم أمير المؤمنين - عليه السلام - [ ومعه ذو الفقار ] (1) وقال: اتبعوني حتى اريكم عجبا، فتبعوه فإذا هو بنارين متفرقتين نار قليلة ونار كثيرة، فدخل في النار القليلة وأقلبها على الكثيرة. قال حذيفة: وسمعت زمجرة كزمجرة الرعد فقلبت النار بعضا في بعضها (2)، ثم دخل فيها ونحن بالبعد عنه، وقد تداخلنا الرعب من كثرة زمجرة الرعد (3) ونحن ننظر (4) ما يصنع بالنار، ولم يزل كذلك إلى أن أسفر الصبح، ثم خمدت النار، ثم طلع منها وكنا قد آيسنا منه، فوصل إلينا وبيده رأس ذروته أحد عشر إصبعا، له عين واحدة في جبهته، وهو ماسك بشعره وله شعر مثل [ شعر ] (5) الدب: فقلنا له: عين (6) الله تعالى عليك، ثم أتى به إلى المحمل الذي فيه الغلام، وقال: قم بإذن الله تعالى يا غلام فما بقى عليك بأس، فنهض الغلام ويداه صحيحتان، ورجلاه سليمتان، فانكب على رجلي الامام يقبلهما (7) و [ هو ] (8) يقول: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، و [ أشهد ] (9) أن محمدا رسول الله، وأنك علي ولي الله وناصر دينه، ثم أسلم القوم الذين كانوا معه.


(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر: فقلب النار بعضها على بعض. (3) في المصدر: النار. (4) في البحار: ننتظر. (5) من المصدر. (6) في البحار: أعان. (7) في المصدر والبحار: رجل الامام - عليه السلام - يقبلها. (8) من المصدر والبحار. (9) من المصدر.


[ 64 ]

قال: وبقى الناس متحيرين ولا يتكلمون قد (1) بهتوا لما رأوا الرأس وخلقته، فالتفت إليهم علي - عليه السلام - وقال: أيها الناس هذا رأس عمرو بن الاخيل بن لاقيس بن إبليس اللعين كان في اثني عشر ألف فيلق من الجن، وهو الذي فعل بالغلام ما شاهدتموه، فضربتهم بسيفي هذا، وقاتلتهم بقلبي [ هذا ] (2) فماتوا كلهم باسم الله الذي كان في عصى موسى التي ضرب بها البحر فانفلق اثنا عشر فريقا، فاعتصموا بطاعة الله [ وطاعة رسوله ] (3) ترشدوا. (4)

السادس والسبعون ومائتان قدومه - عليه السلام - على الجن وقتله إياهم في غزاة بني المصطلق 401 - المفيد في إرشاده: قال: روى محمد بن أبي السري التميمي، عن أحمد بن (أبي) (5) الفرج، عن الحسن بن موسى النهدي، عن أبيه، عن وبرة بن الحارث، عن ابن عباس - رحمه الله - قال: لما خرج النبي - صلى الله عليه وآله - إلى بني المصطلق جنب عن الطريق، فأدركه الليل، فنزل بقرب واد وعر، فلما كان في آخر الليل هبط عليه جبرئيل - عليه السلام - يخبره أن طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادي يريدون كيده - صلى الله عليه وآله - وإيقاع الشر بأصحابه عند سلوكهم إياه. فدعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقال له: اذهب إلى هذا الوادي فسيعرض لك من أعداء الله الجن من يريدك، فادفعه بالقوة التي أعطاك الله


(1) في المصدر: متحيرين لا يتكلمون وقد، وفي البحار: متحيرين قد بهتوا. (2) و (3) من المصدر والبحار. (4) الفضائل: 159 - 162 والروضة: 35 - 36 وعنهما البحار: 39 / 186 - 189 ح 25. (5) ليس في المصدر.


[ 65 ]

عزوجل [ إياها ] (1)، وتحصن منهم (2) بأسماء الله عزوجل التي خصك بها وبعلمها، وأنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس، فقال لهم: كونوا معه وامتثلوا أمره، فتوجه أمير المؤمنين - عليه السلام - إلى الوادي، فلما قارب (3) شفيره أمر المائة (الرجل) (4) الذين صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير ولا يحدثوا شيئا حتى يأذن لهم. ثم تقدم فوقف على شفير الوادي وتعوذ بالله من أعدائه وسمى الله تعالى، وأومأ إلى القوم الذين اتبعوه أن يقربوا منه، فقربوا وكان بينهم وبينه فرجة، مسافتها غلوة (سهم) (5)، ثم رام الهبوط إلى الوادي، فاعترضت ريح عاصف كاد أن يقع القوم على وجوههم لشدتها، ولم تثبت أقدامهم على الارض من هول [ الخصم، ومن هول ] (6) ما لحقهم، فصاح أمير المؤمنين - عليه السلام -: أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - وابن عمه اثبتوا إن شئتم. فظهر للقوم أشخاص على صور الزط (7)، يخيل في أيديهم شعل النار، قد اطمأنوا بجنبات الوادي، فتوغل أمير المؤمنين - عليه السلام - بطن الوادي وهو يتلو القرآن، ويومئ بسيفه يمينا وشمالا، فما لبث الاشخاص حتى صارت كالدخان الاسود، فكبر أمير المؤمنين - عليه السلام - ثم صعد من حيث إن هبط، فقام مع القوم الذين اتبعوه حتى أسفر الموضع عما اعتراه. فقال له أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ما لقيت يا أبا الحسن ؟ فلقد


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: منه. (3) في المصدر: قرب من. (4) و (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر (7) وهم الزنج، كما في الخرائج. (*)


[ 66 ]

كدنا أن نهلك خوفا، وأشفقنا عليك أكثر مما لحقنا. فقال لهم - عليه السلام -: إنه لما تراءى لي العدو وجهرت فيهم بأسماء الله تعالى فتضاء لوا، وعلمت ما حل بهم من الجزع، فتوغلت الوادي غير خائف منهم، ولو بقوا على هيئاتهم لاتيت على آخرهم، وقد كفى الله كيدهم وكفى المؤمنين (1) شرهم، وسيسبقني بقيتهم إلى النبي - صلى الله عليه وآله - فيؤمنون به، وانصرف أمير المؤمنين - عليه السلام - بمن تبعه (2) إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - فأخبره الخبر، فسري عنه ودعا له بخير، وقال له: [ كيف ] (3) قد سبقك يا علي إلي من أخافه (4) الله بك فأسلم وقبلت إسلامه، ثم ارتحل بجماعة (من) (5) المسلمين حتى قطعوا الوادي آمنين غير خائفين. ثم قال الشيخ المفيد: وهذا الحديث قد روته العامة كما روته الخاصة، ولم يتناكروا شيئا منه. (6) ورواه الطبرسي في كتاب إعلام الورى، عن ابن عباس. (7)

السابع والسبعون ومائتان مسخ رجل سلحفاة


(1) في المصدر: المسلمين. (2) في المصدر: معه. (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أخاف. (5) ليس في المصدر. (6) للشيخ المفيد - رضوان الله عليه - بيان مفيد في ذيل الحديث فقد رد على المعتزلة تناكرهم أمثال الحديث فهم في ذلك كالزنادقة في إنكارهم المغيبات، فراجع. (7) الارشاد: 179 / - 180، إعلام الورى 182 وعنهما البحار: 63 / 86 ح 42. وفي ج 39 / 175 ح 18 عن الارشاد والخرائج: 1 / 203 ح 47 ومناقب ابن شهر اشوب: 2 / 87 وفي ج 18 / 84 ح 3 عن إعلام الورى.


[ 67 ]

402 السيد الرضي: عن أبي التحف يرفعه برجاله إلى عمار بن ياسر ذي الفضل والماثر - رفع الله درجته - قال: كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين - عليه السلام - إذ دخل عليه رجل وقال: يا أمير المؤمنين إليك المفزع والمشتكى، فقد حل بي ما أورثني سقما وألما. فقال - عليه السلام -: ما قصتك ؟ قال: ابن علي بن دوالب الصير في غصبني زوجتي، وفرق بيني وبين حليلتي، وأنا من حزبك وشيعتك، فقال: أئتني بالفاسق الفاجر، فخرجت إليه وهو يعرض أصحابه في السوق تعرف بسوق بني الحاضر، فقلت: أجب من لا يجوز عليه بهرجة (1) الصرف، فنهض قائما وهو يقول: إذا نزل التقدير بطل التدبير، حتى أوقفته وبين يدي أمير المؤمنين - عليه السلام - ورأيت بيدي مولاي قضيبا من العوسج. فما وقف الصير في بين يديه، قال: يا من يعلم مكنون الاشياء، وما في الضمائر والاوهام ها أنا ذا واقف بين يديك وقوف الذليل المستسلم إليك، فقال: يالعين ابن اللعين، والزنيم [ ابن الزنيم ] (2) أما تعلم أني أعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، وأني حجة الله في أرضه بين عباده، تفتك بحرم المؤمنين أتراك أمنت عقوبتي عاجلا، وعقوبة الله آجلا. ثم قال: يا عمار جرده من ثيابه، ففعلت ما أمرني من مولاي، فقام إليه وقال: والذي فلق الحبة وبرئ النسمة لا يأخذ قصاص المؤمن غيري، ثم قرعه بالقضيب على كبده وقال: اخسأ لعنك الله. فقال الثقة الامين عمار: فرأيته والله قد مسخه الله سلحفاة.


(1) البهرج: يقال بهرج أي أبطل، ومنه حديث أبي محجن: أما إذ بهر جتني فلا أشربها أبدا أي أهذرتني ولؤلؤ بهرج أي ردي (النهاية) ما أثبتناه من المصدر، وفي الاصل: تهرجة، وتهارجت البهائم: إسفادها. (2) من المصدر.


[ 68 ]

ثم قال - عليه السلام -: رزقك الله في كل أربعين يوما شربة من الماء، ومأواك القفار والبراري، هذا جزاء من أعار (1) طرفه وقبله وفرجه، ثم ولى وتلا * (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين) *. (2) (قال: ثم) (3) قال عمار: ثم جعل - عليه السلام - يقول شعرا: يقول قلبي لطرفي * أأنت كنت الدليلا فقال طرفي لقلبي * أأنت كنت الرسولا فقلت كفا جميعا * تركتماني قتيلا (4)

الثامن والسبعون ومائتان خبر الاسود الذي قطع يده أمير المؤمنين - عليه السلام - ثم ركبها وجبرت 403 - البرسي: بالاسناد وغيره: يرفعه، عن الاصبغ بن نباتة أنه قال: كنت جالسا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - وهو يقضي بين الناس إذ أقبل (5) جماعة ومعهم أسود مشدود الاكتاف، فقالوا: هذا سارق يا أمير المؤمنين، فقال - عليه السلام -: يا أسود سرقت ؟ قال: نعم، يا أمير المؤمنين، قال [ له ] (6): ثكلتك امك، إن قلتها ثانية قطعت يدك، سرقت ؟ قال: نعم [ يا مولاي ] (7). قال: ويلك انظر ماذا تقول، سرقت ؟ قال: نعم [ يا مولاي ] (8)، فعند ذلك قال - عليه السلام:


(1) في المصدر: أعاد. (2) البقرة: 65 - 66. (3) ليس في المصدر. (4) عيون المعجزات: 39 - 40. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: أقبلوا، وفي البحار: جاؤه. (6) من المصدر والبحار. (7 و 8) من البحار.


[ 69 ]

اقطعوا يده لانه (1) وجب عليه القطع. قال: فقطع يمينه فأخذها بشماله وهي تقطر دما، فاستقبله رجل يقال له ابن الكواء، فقال له: يا أسود من قطع يمينك ؟ قال: قطع يميني سيد المؤمنين وقائد الغر المحجلين، وأولى الناس باليقين، وسيد الوصيين (2) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - إمام الهدى، وزوج فاطمة الزهراء ابنة محمد المصطفى، أبو الحسن المجتبى، وأبو الحسين المرتضى، السابق إلى جنات النعيم، مصادم الابطال، المنتقم من الجهال، معطي (3) الزكاة، منيع الصيانة من هاشم القمقام، ابن عم الرسول، الهادي (4) إلى الرشاد، الناطق بالسداد، شجاع مكي، جحجاح وفي (فهو نور) (5) بطين أنزع، أمين من آل حم ويس، وطه والميامين، محلي الحرمين، و مصلي القبلتين، خاتم الاوصياء، ووصي صفوة الانبياء (6)، القسورة الهمام والبطل الضرغام، المؤيد بجبرئيل [ الامين ] (7)، المنصور بميكائيل المبين، وصي رسول (8) رب العالمين، المطفئ، نيران الموقدين، وخير من مشى من قريش أجمعين، المحفوف بجند من السماء، علي بن أبي طالب - عليه السلام - أمير المؤمنين، على رغم أنف الراغمين (9)، مولى الخلق أجمعين. قال: فعند ذلك قال له ابن الكواء: ويلك يا أسود قطع يمينك وأنت تثني


(1) في المصدر والبحار: فقد. (2) في البحار: وأولى الناس يالمؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام -. (3) في المصدر: زكى الزكاة، وما أثبتناه من البحار، وما في الاصل: ركين الزكاة، مصحف. (4) كذا في البحار، وفي المصدر: ابن عم رسول الانام الهادي، وفي الاصل: ابن عم الرسول الامام المهدي. (5) ليس في المصدر. (6) كذا في البحار وفي الاصل: وصفوة الاولياء. (7) من البحار. (8) من أثبتناه من البحار، وفي الفضائل والاصل: فرض رب. (9) في البحار: الراغبين.


[ 70 ]

عليه هذا الثناء كله ؟ ! قال: ومالي لا اثني عليه وقد خالط حبه لحمي ودمي ؟ والله ما قطعني إلا بحق أوجبه الله تعالى علي. قال [ ابن الكواء ] (1): فدخلت إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - وقلت له: يا سيدي رأيت عجبا. قال: وما رأيت ؟ قلت: صادفت أسودا وقد قطعت يمينه، وقد أخذها بشماله وهي (2) تقطر دما، فقلت له: يا أسود من قطع يمينك ؟ قال: سيدي أمير المؤمنين، فأعدت عليه القول، وقلت [ له ]: (3) ويحك قطع يمينك وأنت تثني عليه هذا الثناء كله ؟ فقال: مالي لا أثني عليه وقد خالط حبه لحمي ودمي، والله ما قطعها إلا بحق أوجبه الله تعالى. قال: فالتفت أمير المؤمنين - عليه السلام - إلى ولده الحسن وقال له: قم هات عمك الاسود. قال: فخرج الحسن - عليه السلام - في طلبه فوجده في موضع يقال له كندة، فأتى به إلى أمير المؤمنين - عليه السلام -، فقال له (4): يا أسود قطعت يمينك وأنت تثني علي ! فقال: [ يا مولاي ] (5) يا أمير المؤمنين ومالي لا اثني عليك وقد خالط حبك لحمي ودمي ؟ فوالله ما قطعتها إلا بحق كان علي مما ينجي من عاهات (6) الآخرة. فقال - عليه السلام -: هات يدك، فناوله إياها، فأخذها ووضعها في الموضع الذي قطعت منه، ثم غطاها بردائه، وقام فصلى - عليه السلام -، ودعا بدعوات لم ترد، وسمعناه يقول [ في ] (7) آخر دعائه: آمين، ثم شال الرداء وقال: اضبطي أيتها


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ويده. (3) من المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر. (5) من الفضائل. (6) في البحار والروضة: عقاب، وفي الفضائل: عذاب. (7) من الفضائل والبحار.


[ 71 ]

العروق كما كنت اتصلي. قال: فقام الاسود وهو يقول: آمنت بالله، وبمحمد رسول الله، وبعلي الذي رد اليد القطعاء بعد (1) تخليتها من الزند، ثم انكب على قدميه وقال: بأبي أنت وامي يا وارث علم النبوة (2). 404 السيد الرضي في المناقب الفاخرة: عن أبي معاوية الضرير (3)، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، قال: مررت برجل أسود مقطوع اليد، فسلمت عليه وقلت له: من قطعك ؟ فقال: أمير الؤمنين، وسيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ووصي محمد رسول رب العالمين، فقلت له: قطعك وأنت تمدحه بمثل هذا المدح ! فقال: يا أصبغ إن عليا لم يقطعني إلا بحق، ولم يظلمني. قال أصبغ: فأتيت أمير المؤمنين - عليه السلام - فأخبرته بمقالة الاسود، فتبسم وقال: يا أصبغ أما علمت أن لنا محبين لو سمرنا أعينهم بالمسامير، وقرضنا لحومهم بالمقاريض، ونشرناهم بالمناشير، ما ازداد والنا إلا حبا.

التاسع والسبعون ومائتان شفاء الرجل الذي يبس نصفه 405 - ابن شهر اشوب: عن الخركوشي (4) أن أمير المؤمنين - عليه السلام - سمع


(1) في الفضائل: بعد القطع و. (2) الروضة: 42، الفضائل: 172 - 173 وعنهما البحار: 40 / 281 - 283 ح 44. وأخرجه في ج 41 / 202 ح 15 وج 79 / 188 ح 24 ومستدرك الوسائل: 18 / 151 ح 11 عن الخرائج: 2 / 561 ح 19 مختصرا. وأخرجه في إثبات الهداة: 2 / 518 ح 454 عن الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب: مختصرا. (3) محمد بن خازم مولى بني سعد، بن زيد مناة، بن تميم، أبو معاوية السعدي الضرير الكوفي ولد سنة: 113، روى عن سعد بن طريف الاسكاف، مات سنة: 195. (سير أعلام النبلاء). (4) هو عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم النيسابوري الواعظ، و خركوش سكة بنيسابور، مات سنة: 407. (سير أعلام النبلاء).


[ 72 ]

في ليلة الاحرام مناديا باكيا، فأمر الحسين - عليه السلام - يطلبه، فلما أتاه وجد شابا (قد) (1) يبس نصف بدنه، فأحضره وسأله [ علي - عليه السلام - ] (2) عن حاله، فقال: كنت رجلا ذا بطر، وكان أبي ينصحني، فكان يوما في نصحه إذ ضربته، فدعا علي بهذا الموضع، وأنشأ شعرا، فلما تم كلامه يبس نصفي، فندمت (3) وتبت وطيبت قلبه، فركب على بعير ليأتي [ بي إلى ] (4) هاهنا ويدعو لي، فلما انتصف البادية نفر (5) البعير من طيران طائر، ومات والدي، فصلى علي - عليه السلام - أربعا ثم قال (له) (6): قم سليما، فقام صحيحا، فقال: صدقت، لو لم يرض عنك لما سلمت (7). (8)

الثمانون ومائتان أنه - عليه السلام - رد بصر عمياء 406 - ثاقب المناقب والراوندي في الخرائج: عن عبد الواحد بن زيد (9)، قال: كنت حاجا إلى بيت الله الحرام، فبينا [ أنا ] (10) في الطواف إذ رأيت جاريتين عند الركن اليماني، تقول إحداهما للاخرى: لاوحق المنتجب للوصية، والحاكم


(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فهديت. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: شرد. (6) ليس في المصدر. (7) كذا في الاصل، وفي المصدر: سمعت. (8) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 286 وعنه البحار: 41 / 209. (9) هو عبد الواحد بن زيد، أبو عبيد البصري، توفي سنة: 150 أو 177. (سير أعلام النبلاء). (10) من الخرائج.


[ 73 ]

بالسوية، والعادل في القضية، بعل فاطمة [ الزكية ] (1) الرضية المرضية، ما كان كذا. فقلت: من هذا المنعوت ؟ قالت: [ هذا ] (2) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، علم الاعلام، وباب الاحكام، قسيم الجنة والنار، رباني الامة. فقلت: من أين تعرفينه ؟ قالت، وكيف لا أعرفه، وقد قتل أبي بين يديه بصفين، ولقد دخل على امي لما رجع، فقال: يا ام الايتام كيف أصبحت ؟ قالت: بخير، ثم أخرجتني واختي هذه إليه - عليه السلام - وكان [ قد ] (3) ركبني من الجدري ما ذهب به بصري، فلما نظر علي - عليه السلام - إلي تأوه وقال (شعرا هذه الابيات) (4). ما إن تأوهت من شئ رزيت به * كما تأوهت للاطفال في الصغر قد مات والدهم من كان يكفلهم * في النائبات وفي الاسفار والحضر ثم مد (5) يده المباركة على وجهي، فانفتحت عيني لوقتي وساعتي، فوالله إني لانظر إلى الجمل الشارد في الليلة الظلماء ببركته - صلوات الله عليه وعلى أبنائه المعصومين. - (6)


(1 - 3) من الخرائج. (4) ليس في الخرائج والبحار. (5) في الخرائج: أمر. (6) الثاقب في المناقب: 204 ح 11، الخرائج: 2 / 543 ح 5 وعنه البحار: 33 / 47 ح 392، وفي ج 41 / 220 - 221 ح 32 عنه وعن بشارة المصطفى: 71 ومناقب ابن شهر اشوب: 2 / 334 مرسلا. ورواه منتجب الدين في الاربعين: 75 ح 1 بإسناده عن عبد الواحد بن زيد مفصلا.


[ 74 ]

 

الحادي والثمانون ومائتان إبراء أكمه، ومكفوف، وأبرص، ومقعد 407 - ثاقب المناقب: عن عمر بن اذينة، عن أبيه، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: دخل الاشتر على علي عليه السلام [ فسلم ] (1)، فأجابه، ثم قال: ما أدخلك علي في هذه الساعة ؟ قال: حبك يا أمير المؤمنين. فقال: هل رأيت ببابي أحدا ؟ قال: نعم، أربعة نفر. فخرج والاشتر معه، وإذا بالباب، أكمه، ومكفوف، وأبرص، ومقعد، فقال عليه السلام: ما تصنعون ها هنا ؟ قالوا: جئناك لما بنا، فرجع ففتح حقا له، فأخرج رقا أبيض، فيه كتاب أبيض، فقرأ عليهم، فقاموا كلهم من غير علة. (2)

الثاني والثمانون ومائتان بحبه عليه السلام رد بصر عمياء 408 السيد الرضي في المناقب الفاخرة: حدثنا أحمد بن علي بن أحمد ابن سلام، عن الحسن بن موسى المكي، عن أحمد بن عمران، عن محمد ابن الوليد، عن سليمان الاعمش، قال: خرجت حاجا إلى مكة فاجتزت بالقادسية، وإذا بامرأة بدوية عمياء جالسة على الطريق، وهي تقول: يا راد الشمس على ابن أبي طالب عليه السلام رد علي بصري، قال: فرق لها قلبي، فأخرجت سبعة دنانير فوضعتها في كمها، وقلت: يا أمة الله استعيني بهذه على دهرك. فقالت: من أنت يرحمك الله ؟ قلت رجل حاج، قالت: يا أخي أنت أحوج إلى هذه الدنانير مني لبعد سفرك، وأنا أرجو حسن كفاية الله تعالى في مكاني


(1) من الخرائج. (2) الثاقب في المناقب: 204 ح 181. وأورده في الخرائج: 1 / 196 ح 34 وعنه البحار: 41 / 195 ح 7. ورواه الحضيني في هدايته: 160، والديلمي في إرشاد القلوب: 284 عن مالك الاشتر.


[ 75 ]

هذا، فقلت لها: ويحك خذيها فإن في نفقتي سعة، فقالت: زاد الله في نفقتك، وأحسن عني جزاك، وأبت أن تأخذها، فمضيت وقضيت حجي. فلما عدت دخلت القادسية، فذكرت الامرأة العمياء، فأتيت الموضع فإذا بها جالسة مع نسوة وقد رد الله بصرها، فسلمت عليها، فردت علي السلام، فقلت لها: يرحمك الله، ما فعل لك حب علي بن أبي طالب عليه السلام ؟ فقالت: وما سؤالك أبعد الله أجرك، فقلت: أتعرفيني ؟ فقالت: لا، فقلت: أنا صاحب الدنانير التي عرضتها عليك، فامتنعت من قبولها، فقالت: مرحبا بك يا هذا وأهلا، قبل الله حجك، وبر عملك، اجلس احدثك، فجلست إليها. فقالت: اخبرك يا بن أخي إني دعوت الله عزوجل سبعة أيام بلياليها، فلما كان في الليلة السابعة اجتهدت في الدعاء وكانت ليلة الجمعة، فلما كان نصف الليل إذا أنا برجل أطيب الناس رائحة، وألطفهم كلاما، فسلم، فرددت عليه السلام. فقال: أتحبين عليا عليه السلام ؟ قلت: إي والله، احبه حبا شديدا، فقال: إلهي وسيدي ومولاي إن كنت تعلم منها حسن النية، وإخلاص المحبة فرد عليها بصرها بمحمد وآله، ثم قال: ارفعي رأسك إلى السماء، وحدقي بطرفك، فرفعت رأسي فنظرت إلى النجوم، فقلت: بحق من رد علي بصري بدعائك، من أنت ؟ فقال: أنا الخضر: وأنا خليل علي عليه السلام ورفيقه في الجنة، فاستمسكي بما أنت عليه من محبتك إياه، فإن الله ينفعك بذلك في الدنيا والآخرة.

الثالث والثمانون ومائتان رد بصر عمياء بحبه عليه السلام 409 كتاب صفوة الاخبار عن الائمة الاطهار (1): روى الاعمش قال:


(1) صفوة الاخبار: ينقل عنه المؤلف والمجلسي رحمه الله في البحار، وقال في الذريعة: قال بعض تلاميذ المجلسي فيما كتبه إليه: إن (صفوة الاخبار) و (رياض الجنان) كلاهما لفضل الله ابن محمود الفارسي وهو شقيق البرسي (الذريعة). ولم نعثر على الكتاب.


[ 76 ]

رأيت جارية سوداء تسقي الماء وهي تقول: اشربوا الماء حبا لمن رد علي بصري، فقلت: يا جارية رأيتك في المدينة ضريرة تقولين: اشربوا حبا لمولاي علي بن أبي طالب، وأنت اليوم بصيرة، فما شأنك ؟ قالت: بأبي أنت إني رأيت رجلا قال: يا جارية أنت مولاة لعلي بن أبي طالب ومحبته ؟ فقلت: نعم، فقال: اللهم إن كانت صادقة فرد عليها بصرها، فوالله لقد رد الله علي بصري، فقلت: من أنت ؟ فقال: أنا الخضر، وأنا من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام.

الرابع والثمانون ومائتان رد بصر من دعا بدعائه عليه السلام 410 ابن شهر اشوب: قال: سمع ضرير دعاء أمير المؤمنين عليه السلام: اللهم إني أسألك يا رب الارواح الفانية، ورب الاجساد البالية، أسألك بطاعة الارواح الراجعة إلى أجسادها، وبطاعة الاجساد الملتئمة إلى أعضائها (1)، وبانشقاق القبور عن أهلها، وبدعوتك الصادقة فيهم، وأخذك بالحق بينهم (2) إذا برز الخلائق ينتظرون قضاءك، ويرون سلطانك، ويخافون بطشك، ويرجون رحمتك * (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم) * (3)، أسألك يا رحمن أن تجعل النور في بصري، واليقين في قلبي، وذكرك بالليل والنهار على لساني أبدا ما أبقيتني إنك على كل شئ قدير. قال: فسمعها الاعمى وحفظها، ورجع إلى بيته الذي يأويه، فتطهر للصلاة وصلى ثم دعا بها، فلما بلغ إلى قوله أسألك (4) أن تجعل النور في بصري، ارتد


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: أعضادها. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: الحق منهم. (3) الدخان: 41 - 42. (4) ليس في المصدر.


[ 77 ]

الاعمى بصيرا بإذن الله تعالى. (1)

الخامس والثمانون ومائتان أن الدنيا تزينت له ولم يقبلها في زي امرأة 411 في رسالة الاهواز للصادق عليه السلام: قال أبي: قال علي ابن الحسين: سمعت أبا عبد الله الحسين عليه السلام يقول: حدثني أمير المؤمنين عليه السلام قال: إني كنت بفدك في بعض حيطانها، وقد صارت لفاطمة عليها السلام، قال: فإذا أنا بامرأة قد قحمت (2) علي، وفي يدي مسحاة وأنا أعمل بها، فلما نظرت إليها طار قلبي مما تداخلني من جمالها، فشبهتها ببثينة (3) بنت عامر الجمحي، وكانت من أجمل نساء قريش. فقالت: يا بن أبي طالب، هل لك أن تتزوج بي فاغنيك عن هذه المسحاة، وادلك على خزائن الارض، فيكون لك المال ما بقيت ولعقبك من بعدك ؟ فقلت لها: من أنت حتى أخطبك من أهلك ؟ قالت: أنا الدنيا، قلت لها: فارجعي واطلبي زوجا غيري [ فلست من شأني ] (4) وأقبلت على مسحاتي، وأنشأت أقول: لقد خاب من غرته دنيا دنية * وما هي إن غرت قرونا بباطل (5) أتتنا على زي الغرير بثينة * وزينتها في مثل تلك الشمائل فقلت لها غري سواي فإنني * عزوف عن الدنيا ولست بجاهل


(1) مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 287 وعنه البحار: 41 / 209 ح 23. (2) في البحار 75: هجمت. (3) مصغرة على وزن جهينة، كأنها كانت مشهورة بالحسن والجمال عند نساء العرب وعامر الجمحي، لعله ابن مسعود بن امية بن خلف الجمحي (تهذيب التهذيب). (4) من البحار: 40 و 73 و 77 و 78. (5) في البحار: 40 و 73 و 77: بطائل. (*)


[ 78 ]

وما أنا والدنيا فإن محمدا * أجل صريعا (1) بين تلك الجنادل وهبها (2) أتتنا بالكنوز ودرها * وأموال قارون وملك القبائل أليس جميعا بالفناء مصيرها * ويطلب من خزانها بالطوائل فغري سوائي إنني غير راغب * بما فيك من ملك وعز ونائل فقد قنعت نفسي بما قد رزقته * فشانك يا دنيا وأهل الغوائل فإني أخاف الله يوم لقائه * وأخشى عذابا دائما غير زائل (3) فخرج من الدنيا وليس في عنقه تبعة لاحد حتى لقى الله محمودا غير ملوم ولا مذموم، ثم اقتدت به الائمة عليهم السلام من بعده بما قد بلغكم، لم يتلطخوا بشئ من بوائقها صلى الله عليهم أجمعين، وأحسن مثواهم. (4) 412 ابن شهر اشوب وغيره، واللفظ لابن شهر اشوب: قال معاوية لضرار ابن ضمرة: صف لنا (5) عليا، فقال: كان والله صواما بالنهار، قواما بالليل، يحب من اللباس أخشنه، ومن الطعام أجشبه، وكان يجلس فينا، ويبتدئ إذا سكتنا، ويجيب إذا سألنا، يقسم بالسوية، ويعدل في الرعية، لا يخاف الضعيف من جوره، ولا يطمع القوي في ميله، والله لقد رأيته (في) (6) ليلة من الليالي وقد


(1) في البحار: 40 و 73: رهين بقفر. (2) كذا في البحار، وفي الاصل: وهيهات. (3) الطائل: النافع، وعزفت نفسي عنه: زهدت فيه، وانصرفت عنه، والجنادل: الاحجار، ويقال: هبني فعلت: أي احسبني فعلت وأعددني، والطوائل: ج الطائلة وهي العداوة، والترة والغوائل: الدواهي. (4) رواه ابن زهرة في أربعينه: 50 - 52 وعنه البحار: 77 / 196 ح 12. وأخرجه في ج: 73 / 84 ح 47 عن شرح نهج الكيدري وفي ج 75 / 360 ح 77 و ج 78 / 273 - 274 عن الغيبة للشهيد الثاني: 127 - 128. وفي ج 40 / 329 عن مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 102 نحوه. وأورده المؤلف في حلية الابرار: 1 / 329 عن رسالة الاهواز. (5) في المصدر والبحار: لي. (6) ليس في المصدر والبحار.


[ 79 ]

أسبل (1) الظلام سدوله، وغارت نجومه، وهو يتململ في المحراب تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ولقد رأيته مسبلا (2) للدموع [ على خده ] (3)، قابضا على لحيته، يخاطب دنياه فيقول: يا دنيا أبي تشوقت، ولي تعرضت ؟ لاحان حينك، فقد أبنتك ثلاثا لا رجعة لي فيك، فعيشك قصير، وخطرك يسير (4)، آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق (5). وقال عليه السلام: يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت أم إلي تشوقت ؟ لاحان حينك، هيهات غري غيري لا حاجة لي فيك، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيك. وله عليه السلام: طلق الدنيا ثلاثا * واتخذ زوجا سواها إنها زوجة سوء * لا تبالي من أتاها (6)

السادس والثمانون ومائتان الحالة التي تأخذه من الخشية الله جل جلاله 413 ابن شهر اشوب وغيره، واللفظ لابن شهر اشوب: عن عروة ابن الزبير قال: تذاكرنا صالح الاعمال، فقال أبو الدرداء: أعبد الناس علي بن أبي طالب سمعته قائلا بصوت حزين، ونغمة شجية، في موضع خال: إلهي كم


(1) في البحار: أسدل. (2) في المصدر والبحار: مسيلا. (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفى الاصل: وخطوبك لتسير. (5) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 103 وعنه البحار: 40 / 329 - 330 ح 11. ورواه الصدوق رحمه الله في الامالي: 499 ح 2 وعنه البحار: 41 / 14 ح 6، والزمخشري في ربيع الابرار: 1 / 97 و 835. وللحديث شهرة تكفي عن زيادة التخريجات. (6) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 102 وعنه البحار: 40 / 328 ضمن ح 10.


[ 80 ]

من موبقة حلمتها عني فقابلتها بنعمتك، وكم من جريرة تكرمت علي بكشفها (1 بكرمك، إلهي إن طال في عصيانك عمري، وعظم في الصحف ذنبي، فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك، ثم ركع ركعات فأخذ في الدعاء والبكاء. فمن مناجاته: إلهى افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي، ثم قال: أئن (2) أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها، فتقول خذوه، فياله من مأخوذ لاتنجيه عشيرته، ولا تنفعه قبيلته، يرحمه (3) الملا إذا أذن فيه بالنداء، آه من نار تنضج الاكباد والكلى، آه من نار نزاعة للشوى، آه من غمرة من متلهبات (4) لظى، ثم أنعم عليه السلام في البكاء (5)، فلم أسمع له حسا، فقلت: غلب عليه النوم اوقظه لصلاة الفجر، فأتيته فإذا هو كالخشبة الملقاة، فحركته فلم يتحرك، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات والله علي بن أبي طالب. قال: فأتيت منزله مبادرا أنعاه إليهم، فقالت فاطمة عليها السلام: ما كان من شأنه ؟ فأخبرتها، فقالت: هي والله الغشية التي تأخذه من خشية الله تعالى، ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه، فأفاق فنظر إلي وأنا أبكي، فقال: مم بكاؤك يا أبا الدرداء ؟ فكيف لو رأيتني ودعي بي إلى الحساب، وأيقن أهل الجرائم (6) بالعذاب، واحتوشتني ملائكة غلاظ، وزبانية فظاظ، فوقفت بين يدي الملك


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: عن كشفها. (2) في المصدر: آه إن. (3) في المصدر: يرحمهم الملا. (4) في المصدر: من ملهبات، وفي البحار: من لهبات. (5) أنعم في البكاء: أي بالغ فيه، وأفضل وزاد وانغمر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: الجرم.


[ 81 ]

الجبار، وقد أسلمتني الاحباء، ورحمني أهل الدنيا أشد رحمة لي بين يدي من لا يخفى على خافية. (1)

السابع والثمانون ومائتان أنه عليه السلام رمى قبضة من الرمل في وجوه من فر يوم احد فأصابت عيون كل من فر، منهم: عمر بن الخطاب 414 ابن شهر اشوب: عن النطنزي في الخصائص [ عن سفيان ابن عيينة ] (2)، عن شقيق بن سلمة (3) قال: كان عمر يمشي، فالتفت إلى ورائه وعدا، فسألته عن ذلك، فقال: ويحك أما ترى الهزبر [ بن الهزبر ] (4)، القثم ابن القثم (5)، الفلاق للبهم (6)، الضارب على هامة من طغى وظلم، ذا السيفين ورائي ؟ فقلت: هذا علي بن أبي طالب، فقال: ثكلتك امك إنك تحقره ؟ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يوم احد أن من فرمنا فهو ضال، ومن قتل فهو شهيد، ورسول الله يضمن له الجنة. فلما التقى الجمعان هزمونا، وهذا كان يحاربهم وحيدا حتى انسل (7) نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وجبريل، ثم قال: عاهد تموه وخالفتموه، ورمى بقبضة


(1) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 124. وأورده المؤلف في حلية الابرار: 1 / 220. وأخرجه في البحار: 41 / 11 ح 1 عن أمالي الصدوق رحمه الله تعالى: 72. وللحديث تخريجات كثيرة. (2) من المصدر والبحار. (3) شقيق بن سلمة، أبو وائل الاسدي، مخضرم أدرك النبي صلى الله عليه وآله وما رآه حدث عن علي عليه السلام، مات في زمن الحجاج بعد الجماجم سنة: 82. (سير أعلام النبلاء). (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: القيم، والقثم كصرد: المجموع للخير المعطاء. (6) البهم ج البهمة: الشجاع. (7) في البحار: انسد.


[ 82 ]

رمل وقال: شاهت الوجوه، فوالله ما كان منا إلا من أصابت (1) عينه رملة، فرجعنا نمسح وجوهنا قائلين: الله الله يا أبا الحسن، أقلنا أقالك الله، فالكر والفر عادة العرب فاصفح، وكل (2) ما أراه وحيدا إلا خفت منه. (3)

الثامن والثمانون ومائتان خبر بئر ذات العلم، وما فيه من قتله عليه السلام الجن 415 ابن شهر اشوب: عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عبد الله ابن الحارث، عن أبيه، عن ابن عباس. وأبو عمرو عثمان بن أحمد (4)، عن محمد بن هارون بإسناده إلى ابن عباس في خبر طويل أنه أصاب الناس عطش شديد في الحديبية، فقال النبي صلى الله عليه وآله: هل من رجل [ يمضي مع السقاة إلى بئر ذات العلم فيأتينا بالماء وأضمن له على الله الجنة ؟ فذهب جماعة فيهم سلمة بن الاكوع، فلما دنوا من ] (5) الشجر والبئر سمعوا حسا وحركة شديدة وقرع طبول، ورأوا نيرانا تتقد بغير حطب فرجعوا خائفين (6). ثم قال: هل من رجل يمضي مع السقاة فيأتينا بالماء وأضمن له على الله الجنة ؟ فمضى رجل من بني سليم وهو يرتجز:


(1) في المصدر والبحار: إلا وأصابت. (2) في المصدر والبحار: وقل. (3) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 116 وعنه البحار: 41 / 72 - 73 ح 3، والمؤلف في حيلة الابرار: 1 / 324. (4) هو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد، أبو عمر الدقاق المعروف بابن السماك، توفي سنة: 344. (تاريخ بغداد). (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: خائبين.


[ 83 ]

أمن عزيف (1) ظاهر نحو السلم * ينكل من وجهه خير الامم من قبل أن يبلغ آبار العلم * فيستقي والليل مبسوط الظلم ويأمن الذم وتوبيخ الكلم فلما وصلوا إلى الحس رجعوا وجلين، فقال النبي صلى الله عليه وآله: هل من رجل يمضي مع السقاة إلى البئر ذات العلم فيأتينا بالماء، أضمن له على الله الجنة ؟ فلم يقم أحد، واشتد بالناس العطش وهم صيام، ثم قال لعلي عليه السلام: سر مع هؤلاء السقاة حتى ترد بئر ذات العلم وتستقي (2) وتعود إن شاء الله، فخرج علي قائلا: أعوذ بالرحمن أن أميلا * من عزف جن أظهروا تأويلا وأوقدت نيرانها تعويلا * وقرعت مع عزفها الطبولا قال: فتداخلنا (3) الرعب، فالتفت علي عليه السلام إلينا وقال: اتبعوا أثري، ولايفز عنكم ما ترون وتسمعون، فليس بضائر كم إن شاء الله، ثم مضى، فلما دخلنا (4) الشجر فإذا بنيران تتضرم بغير حطب، وأصوات هائلة، ورؤوس مقطعة، لها ضجة وهو يقول: اتبعوني ولاخوف عليكم، ولا يلتفت أحد منكم يمينا ولا شمالا. فلما جاوزنا الشجرة ووردنا الماء فأدلى البراء بن عازب دلوه في البئر، فاستقى دلوا أو دلوين، ثم انقطع الدلو فوقع في القليب، والقليب ضيق مظلم،


(1) كذا في المصدر والبحار: وفي الاصل: عريف - بالراء المهملة -، والعزيف من عزف يعزف عزفا وعزيفا بمعنى صوت وغنى، أعزف: سمع عزيف الرياح والرمال، العارف: المغني واللاعب، عزف الجن وعزيفها: أصوات خفيفة كانت تسمع في المفاوزة. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وتستسقي. (3) في المصدر والبحار: فداخلنا. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: دخل.


[ 84 ]

بعيد القعر، فسمعنا في (1) أسفل القليب قهقهة وضحكا شديدا. فقال علي عليه السلام: من يرجع إلى عسكرنا فيأتينا بدلو ورشا ؟ فقال أصحابه: من يستطيع (2) ذلك ؟ فائتزر بمئزر ونزل في القليب، وما تزداد القهقهة إلا علوا، وجعل ينحدر في مراقي القليب إذ زلت رجله فسقط فيه، ثم سمعنا وجبة شديدة واضطرابا وغطيطا كغطيط المخنوق، ثم نادى (علي) (3): الله أكبر، الله أكبر، أنا عبد الله، وأخو رسول الله، هلموا قربكم، فأفعمها (4) وأصعدها على عنقه (5) شيئا فشيئا ومضى بين أيدينا فلم نر شيئا، فسمعنا صوتا: أي فتى ليل أخي روعات * وأي سباق إلى الغايات لله در الغرر السادات * من هاشم الهامات والقامات مثل رسول الله ذي الآيات * أو كعلي كاشف الكربات كذا يكون المرء في الحاجات فارتجز أمير المؤمنين عليه السلام: الليل هول يرهب المهيبا * ومذهل (6) المشجع اللبيبا فإنني أهول منه ذيبا (7) * ولست أخشى الروع والخطوبا إذا هززت الصارم القضيبا * أبصرت منه عجبا عجيبا وانتهى إلى النبي صلى الله عليه وآله وله زجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ماذا رأيت في طريقك يا علي ؟ فأخبره بخبره كله، فقال: إن الذي رأيته مثل


(1) في المصدر: من. (2) في المصدر: لن نستطيع. (3) ليس في المصدر. (4) أفعم الاناء: ملاه وفي المصدر: أقعمها، من قعم، وكلاهما بمعنى واحد. (5) في المصدر: عتقه. (6) في المصدر والبحار: ويذهل. (7) في البحار: دينا، والذيب: العيب.


[ 85 ]

ضربه الله لي ولمن حضر معي في وجهي هذا، قال علي عليه السلام اشرحه لي يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وآله: أما الرؤوس التي رأيتم (1) لها ضجة ولالسنتها لجلجة فذلك مثل قومي (2) معي يقولون بأفواهم ما ليس في قلوبهم، ولا يقبل الله منهم صرفا ولاعدلا (3)، ولا يقيم لهم يوم القيامة وزنا. وأما النيران بغير حطب ففتنة تكون في امتي بعدي، القائم فيها والقاعد سواء، لا يقبل الله لهم عملا، ولا يقيم لهم يوم القيامة وزنا، وأما الهاتف الذي هتف بك [ فذاك ] (4) سلقنة (5) وهو سملقة (6) بن غمداف (7) الذي قتل عدو الله مسعرا شيطان الاصنام الذي كان يكلم قريشا منها، ويشرع في هجائي. (وعن) (8) عبد الله بن سالم أن النبي صلى الله عليه وآله بعث سعد بن مالك بالروايا (9) يوم الحديبية، فرجع رعبا من القوم، (ثم بعث آخر فنكص فزعا،) (10) ثم بعث عليا عليه السلام فاستسقى، ثم أقبل بها إلى النبي صلى الله عليه وآله فكبر، ودعا له بخير. (11)


(1) في المصدر: رأيتهم. (2) في المصدر والبحار: قوم. (3) في البحار: وعدلا. (4) من المصدر والبحار. (5) في المصدر والبحار: سلقعة. (6) في البحار سملعة. (7) في البحار: عزاف، وفي المصدر: عراف. (8) ليس في المصدر والبحار. (9) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بالرويا. (10) ليس في المصدر. (11) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 88 - 90 وعنه البحار: 41 / 70 - 72. وأورده المؤلف في حلية الابرار: 1 / 265 عن المناقب.


[ 86 ]

 

التاسع والثمانون ومائتان قتله عليه السلام اللات والعزى ويغوث 416 البرسي: قال أمير المؤمنين عليه السلام: دعاني رسول الله صلى الله عليه و آله ذات ليلة من الليالي وهي ليلة مدلهمة (سوداء) (1)، فقال لي: خذ سيفك ورق في (2) جبل أبي قبيس، فمن رأيت على رأسه فاضربه بهذا السيف، فقصدت الجبل، فلما علوته وجدت عليه رجلا أسود هائل المنظر، كأن عيناه جمرتان فهالني منظره، فقال: إلي يا علي، إلي يا علي (3)، فدنوت [ منه ] (4) فضربته بالسيف فقطعته نصفين، فسمعت الضجيح بن بيوت مكة بأجمعها، فأتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو بمنزل خديجة رضي الله عنها فأخبرته بالخبر. فقال (النبي) (5) صلى الله عليه وآله: أتدري من قتلت يا علي ؟ قلت: الله ورسوله أعلم، فقال: قتلت اللات والعزى والله لاعادت (6) (بعدها) (7) أبدا. (8) 417 الراوندي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي خذ سيفي هذا وامض بين هذين الجبلين ولا تلق أحدا إلا قتلته ولاتهابنه (9)، فأخذ سيف رسول الله صلى الله عليه وآله ودخل بين الجبلين، فرأى رجلا عيناه كالبرق الخاطف، وأسنانه كالمنجل يمشي في شعره، فشد عليه فضربه


(1) ليس في الروضة. (2) في الروضة: وارتق. (3) في الروضة: فقال لي: إلي يا علي. (4) من الروضة. (5) ليس في الروضة. (6) في الروضة: لاعادت عبدت. (7) ليس في الروضة. (8) الفضائل لشاذان: 97، والروضة له: 3 وعنهما البحار: 39 / 186 ح 24. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: تهيبنه.


[ 87 ]

ضربة فلم تبلغ شيئا، ثم ضربه اخرى فقطعه (بين) (1) اثنين، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: قتلته. فقال النبي صلى الله عليه وآله: الله أكبر ثلاثا هذا يغوث ولا يدخل في صنم يعبد من دون الله حتى تقوم الساعة. (2) 418 سليم بن قيس: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إن العجب كل العجب من جهال هذه الامة، وضلالها وساداتها وقاداتها إلى النار، إنهم قد سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول عودا وبدءا: ما ولت امه قط أمرها رجلا وفيهم أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوا، فولوا أمرهم قبلي ثلاثة رهط ما منهم رجل جمع القرآن، ولا يدعي أن له علما (3) بكتاب الله ولاسنة نبيه صلى الله عليه وآله [ وقد علموا أني أعلمهم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، وأفقههم، وأقرأهم لكتاب الله، وأقضاهم بحكم الله ] (4) وانه ليس رجل من الثلاثة (غزا مع رسول الله صلى الله عليه وآله) (5) في جميع مشاهده فرمى (معه) (6) بسهم، ولاطعن برمح، ولاضرب بسيف جبنا ولؤما، ورغبة في البقاء. [ وقد علموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وقد قاتل بنفسه فقتل ابي ابن خلف، وقتل مسجع بن عوف، وكان من أشجع الناس، واشدهم لقاء، وأحقهم بذلك ] (7)


(1) ليس في المصدر. (2) الخرائج: 1 / 179 ذح 12 وعنه البحار: 39 / 175 ح 17. وتقدم الحديث بتمامه في معجزة: 243. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: ولا يدعي له من العلم. (4) من المصدر. (5) في المصدر: له سابقة مع رسول الله صلى الله عليه وآله ولاعناء معه. (6) ليس في المصدر. (7) من المصدر، والجدير بالذكر ان في المصدر اختلافات كثيرة تركنا الاشارة إليها.


[ 88 ]

وقد علموا يقينا أنه لم يكن أحد منهم أشجع مني، وما نزل برسول الله صلى الله عليه وآله شدة شديدة، ولاضيق إلا قدمني فيه، فنفرت بنفسي لله ولرسوله، وسالمته من الطول والفضل لله علي حيث خصني بذلك، ووفقني له، وان بعض من قد سمعت انه فر غير مرة فضائل كثيرة عند الخوف بأن يمنع عدوه كبسته، فإذا كان عند الرخاء والغنيمة تكلم وأمر ونهى. ولقد كان ناداه عمرو بن عبد ود: يا عمرو باسمه، فحاد عنه، ولاذ بأصحابه حتى تبسم رسول الله صلى الله عليه وآله مما داخله من الرعب. ولقد قال لاصحابه الاربعة أصحاب الكتاب الذي تعاهدوا عليه الراي أراه والله أن ندفع محمدا برمته، ونسلم، وذلك حين جاء العدو من فوقنا ومن تحت أرجلنا، كما قال الله تعالى * (فزلزلوا زلزالا شديدا وتظنون بالله الظنونا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) * (1) فقال صاحبه: لا ولكن نتخذ صنما عظيما نعبده، لانا لا نأمن أن يظفر ابن كبشة فيكون هلاكنا، ولكن يكون لنا ذخرا، وإن ظهرت قريش ظهرنا عبادة هذا الصنم، وأعلمناهم أننا لم نفارق ديننا، وإن رجعت دولة ابن أبي كبشة كنا مقيمين على عبادة هذا الصنم سرا، فأخبر بها جبرئيل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله فخبرني بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله بعد قتل عمرو بن عبد ود، فدعاهما، فقال: كم صنم عبدتما في الجاهلية ؟ فقالا: يا محمد لا تعيرنا بما مضى في الجاهلية. فقال: كم صنما عبدتما اليوم ؟ فقالا: والذي بعثك بالحق نبيا، ما نعبد إلا الله مذ أظهرنا لك من دينك ما أظهرنا. فقال: يا علي خذ هذا السيف ثم انطلق إلى موضع كذا وكذا، فاستخرج


(1) الاحزاب: 10 - 12.


[ 89 ]

الصنم الذي يعبدانه فاهشمه، فإن حال بينك وبينه أحد فاضرب عنقه، فانكبا على رسول الله صلى الله عليه وآله يقبلانه، ثم قالا: استرنا سترك الله، فقلت: أنا لهما: اضمنا لله ولرسوله أن لا يعبدان إلا الله ولا يشركا به شيئا، فعاهدا على رسول الله صلى الله عليه وآله على ذلك، وانطلقت حتى استخرجت الصنم من موضعه. ثم فرقت وجهه ورجليه، ثم انصرفت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فوالله لقد تبين ذلك في وجوههما [ علي ] (1) حتى ماتا. (2)

التسعون ومائتان علمه عليه السلام بما قاله أبو بكر وعمر ومعاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى حذيفة عند موتهم، وما في ذلك من العجزات 419 الحسن بن أبي الحسن الديلمي: مرفوعا إلى عبد الرحمان ابن غنم الاشعري (3) حين مات معاذ بن جبل (وكانت ابنته تحت معاذ بن جبل) (4) وكان أفقه أهل الشام، وأشدهم اجتهادا، قال: مات معاذ بن جبل بالطاعون، فشهدته يوم مات والناس متشاغلون بالطاعون، قال: فسمعته حين احتضر وليس معه في البيت غيري، وذلك في [ زمن ] (5) خلافة عمر بن الخطاب، فسمعته يقول: ويل لي [ ويل لي، فقلت له: مم ] (6) ؟ فقال: مما لاتي عتيقا وعمر على خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه


(1) من المصدر. (2) سليم بن قيس: 148 - 150. (3) عبد الرحمان بن غنم بن كريب بن هانئ بن ربيعة الاشعري، اختلف في صحبته، مات سنة: 78. (تهذيب التهذيب). (4) ليس في المصدر. (5 و 6) من المصدر.


[ 90 ]

علي بن أبي طالب عليه السلام، فقلت: إنك لتهجو. فقال: يا بن غنم هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب يقولان: ابشر بالنار أنت وأصحابك، افليس قلتم إن مات رسول الله صلى الله عليه وآله زوينا الخلافة عن علي بن أبي طالب، عليه السلام فلم يصل إليها، فاجتمعت أنا وأبو بكر وعمر وأبو عبيدة (1) وسالم (2). قال: قلت: متى يا معاذ ؟ قال (لي) (3): في حجة الوداع [ قلنا نتظاهر على علي عليه السلام فلا ينال الخلافة ما حيينا، فلما قبض رسول الله ] (4) قلت لهم: أكفيكم قومي الانصار، واكفوني قريشا، ثم دعوت على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى (5) هذا الذي (قلت) (6)، فعاهدونا عليه بشر بن سعد واسيد ابن الحصين، فبايعاني على ذلك، فقلت: يا معاذ إنك لتهجو، فألصق خده بالارض (7) فما زال يدعو بالويل والثبور حتى مات. فقال [ ابن ] (8) غنم: ما حدثت بهذا الحديث غير سليم بن قيس بن هلال أحدا إلا ابنتي امرأة معاذ ورجلا آخر، فإني فزعت مما رأيت وسمعت من معاذ، قال: [ فحججت ] (9) ولقيت الذي غمض أبا عبيدة وسالم فأخبرني أنه حصل


(1) هو عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب القريشي صاحب أبي بكر، صحابي مشهور. توفي: سنة: 17 أو 18. (سير أعلام النبلاء). (2) سالم مولى أبي حذيفة بن معقل، أصله من إصطخر، أعتقته بثينة بنت يعار الانصارية: زوجة أبي حذيفة، قتل يوم اليمامة. (سير أعلام النبلاء). (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) في المصدر: على. (6) ليس في المصدر: وفيه: تعاهدنا. (7) في المصدر: إلى الارض. (8) و (9) من المصدر.


[ 91 ]

لهما نحو ذلك (1) عند موتهما، لم يزد فيه ولم ينقص حرفا كان (2) مثل ما قال معاذ بن جبل. قال سليم: فحدثت بحديث ابن غنم هذا كله، محمد بن أبي بكر، فقال [ لي ] (3): اكتم علي، واشهد أن أبي قد قال عند موته مثل مقالتهم، فقالت عائشة: إن أبي يهجو، قال: ولقيت عبد الله بن عمر في خلافة عثمان وحدثته بما سمعت من أبي عند موته، وأخذت عليه العهد والميثاق ليكتم علي. فقال (لي) (4) ابن عمر: اكتم علي، فوالله لقد قال (أبي) (5) مثل مقالة أبيك، [ ما زاد ] (6) ولا نقص: ثم تداركها ابن عمر بعد وتخوف أن اخبر بذلك علي بن أبي طالب عليه السلام لما علم من حبي له، وانقطاعي إليه، فقال: إنما كان يهجر، فأتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأخبرته بما سمعته من أبي وبما حدثني به ابن عمر. قال علي: قد حدثني بذلك عن أبيك وعن أبيه وعن أبي عبيدة وسالم و عن معاذ من هو أصدق منك ومن ابن عمر، فقلت: ومن ذاك يا أمير المؤمنين ؟ فقال: من حدثني، فعرفت من عنى، فقلت: صدقت إنما ظننت [ إنسانا ] (7) حدثتك وما شهد أبي وهو يقول ذلك غيري. فقال سليم: قلت لابن غنم: مات معاذ بالطاعون فيم مات أبو عبيدة، قال: [ مات ] (8) بالدبيلة (9)، فلقيت محمد بن أبي بكر، فقلت: هل شهد موت أبيك غيرك [ وغير ] (10) أخيك عبد الرحمان وعائشة وعمر ؟ قال: لا، قلت: وسمعوا


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: فأخبر أنه حصل لهما كذلك. (2) في المصدر: كأنهما قالا. (3) من المصدر. (4 و 5) ليس في المصدر. (6) (8) من المصدر. (9) الدبيلة: مرض يجتمع في الجوف. (10) من المصدر.


[ 92 ]

منه ما سمعت، قال: سمعوا منه طرفا فبكوا وقالوا: هو يهجو، فأما كلما سمعت [ أنا ] (1) فلا، قلت: فالذي سمعوا ما هو ؟ قال: دعا بالويل والثبور. فقال [ له ] (2) عمر: يا خليفة رسول الله لم تدعو بالويل والثبور ؟ قال: هذا رسول الله صلى الله عليه وآله مع علي عليه السلام يبشرانني (3) بالنار، ومعه الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة، وهو يقول قد وفيت بها وظاهرت على ولي الله، فابشر أنت وصاحبك (4) بالنار في أسفل السافلين. فلما سمعها عمر خرج وهو يقول: إنه ليهجر، قال: (لا) (5) والله ما أهجر، أين تذهب ؟ قال: كيف لا تهجر وأنت ثاني اثنين [ إذ هما ] (6) في الغار ؟ قال: أو لم (7) احدثك أن محمدا، ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي وأنا معه في الغار: إني أرى سفينة جعفر وأصحابه تعوم (8) في البحر، فقلت: أرينها، فمسح يده على وجهي، فنظرت إليها فأضمرت عند ذلك انه ساحر، وذكرت لك ذلك في المدينة، فاجتمع رأيي ورأيك [ على ] (9) انه ساحر. فقال عمر: يا هؤلاء إن أبا بكر يهذي (10) (فاجنبوه) واكتموا ما تسمعون منه لئلا يشمت بكم أهل هذا البيت، ثم خرج وخرج أخي وخرجت عائشة ليتوضؤا للصلاة، فأسمعني من قوله ما لم يسمعوا، فقلت له لما خلوت به: قل: لا إله إلا الله، قال: لا أقولها ولا أقدر عليها أبدا حتى أرد النار وأدخل التابوت، فلما


(1) و (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر. وفي الاصل: يبشراني. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: ربيعك. (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر. (7) في المصدر والبحار، وفي الاصل هكذا: قال الآن أيضا ألم. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تقوم. (9) من المصدر. (10) في المصدر: يهجو، وفي البحار: يهجر، وما بين القوسين ليس فيهما.


[ 93 ]

ذكر التابوت ظننت أنه يهجر (1)، فقلت: أي تابوت ؟ فقال: تابوت من نار، مقفل بقفل من نار، فيه اثنا عشر رجلا أنا وصاحبي هذا، قلت: عمر ؟ قال: نعم: وعشرة (2) في جب من جهنم عليه صخرة، قلت: [ هل ] (3) تهذي ؟ قال: (لا) (4) والله ما أهذي، لعن الله ابن صهاك، هو (الذي) (5) أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني فبئس القرين، ألصق خدي بالارض، فألصقت (6) خده بالارض، فما زال يدعوا بالويل والثبور حتى غمضته (7). ثم دخل عمر علي، فقال: هل حدثك (8) بعدنا شيئا ؟ فحدثته (9) فقال عمر: رحم الله خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله، اكتم هذا كله (فإن هذا كله) (10) هذيان، وأنتم أهل بيت يعرف لكم الهذيان في موتكم. قالت عائشة: صدقت، ثم قال لي عمر: إياك أن يخرج منك شئ مما سمعت فيشمت به ابن أبي طالب وأهل بيته. قال: قلت لمحمد: من تراه حدث أمير المؤمنين عليه السلام عن هؤلاء الخمسة بما قالوا ؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله، إنه يراه في كل ليلة في المنام، ويحدثه [ إياه ] (11) في المنام مثل ما يحدثه [ إياه ] (12) في اليقظة والحياة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من رآني


(1) في المصدر: ظننته يهجو. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وقل له عني. (3) من المصدر. (4) و (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: ثم ألصق. (7) في المصدر: غلبه النوم. (8) في المصدر: حدث. (9) في المصدر: فحدثهم. (10) ليس في المصدر والبحار. (11) و (12) من المصدر.


[ 94 ]

في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي في النوم ولا في اليقظة، ولا بأحد من أوصيائي إلى يوم القيامة. [ قال سليم: ] (1) فقلت لمحمد: ومن حدثك بهذا ؟ قال: علي عليه السلام قال (2): سمعته أيضا منه [ كما سمعته أنت ] (3) (قلت لمحمد:) (4) فملك من الملائكة حدثه ؟ قال (أو ذلك قلت:) (5) فهل تحدث الملائكة إلا الانبياء ؟ أو ما (6) تقرأ كتاب الله العزيز * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) * (7) ولا محدث قلت: فأمير المؤمنين عليه السلام محدث ؟ قال: نعم، وفاطمة عليهما السلام محدثة ولم تكن نبية، ومريم عليها السلام - محدثة ولم تكن نبية، وام موسى عليهما السلام كانت محدثة ولم تكن نبية، وسارة [ امرأة إبراهيم عليهما السلام ] (8) كانت محدثة ولم تكن نبية، وكانت تعاين الملائكة فبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب. قال سليم: فلما قتل محمد بن أبي بكر بمصر ونعي عزيت [ به ] (9)


(1) من المصدر. (2) في المصدر: فقلت وأنا. (3) من المصدر. (4 و 5) ليس في المصدر، وفيه، (فلعل ملكا) بدل (فملك). (6) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: أما. (7) الحج: 32. وقوله: (ولا محدث) ليس من القرآن. إنما هو تفسير من الامام الصادق عليه السلام للآية على ما رواه القمي رحمه الله في تفسيره: 2 / 88 - 89. واشتبه الامر على الناقلين ونقلوا من غير بيان ولا نقد. فراجع تفسير القمي والمحجة البيضاء والوافي للفيض الكاشاني. على أن ابن عباس قرأ: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث إلا أنه يؤدي إلى القول بتحريف القرآن ولقد أجمعت الامة على عدم تحريفه، ودل على ذلك القرآن والسنة النبوية الطاهرة والعقل. (8) من المصدر والبحار. (9) من المصدر.


[ 95 ]

أمير المؤمنين عليه السلام وخلوت به، وحدثته بما أخبرني به محمد بن أبي بكر، وبما حدثني به ابن غنم، قال: صدق محمد رحمه الله أما إنه شهيد حي مرزوق، يا سليم إني وأوصيائي أحد عشر رجلا من ولدي أئمة هدي مهديون محدثون، قلت: يا أمير المؤمنين ومن هم ؟ قال: ابني الحسن، ثم الحسين، ثم ابني هذا وأخذ بعضد علي بن الحسين وهو رضيع، ثم [ قال: ] (1) ثمانية من ولده واحدا بعد واحد وهم الذين أقسم الله تبارك وتعالى بهم، [ فقال: ] (2) * (ووالد [ وما ولد) * (3) فالوالد رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا ] (4) * (وما ولد) * يعني هؤلاء الاحد عشر وصيا (5) صلوات الله عليهم قلت: يا أمير المؤمنين يجتمع إمامان ؟ قال: لا (إلا) (6) أحدهما صامت لا ينطق حتى يهلك الاول. (7) 420 وروي في حديث وفاة عمر بن الخطاب، عن ابن عباس وكعب الاحبار والحديث طويل وفيه: انه قال عبد الله بن عمر: ولما دنت وفاة


(1) و (2) من المصدر. (3) البلد: 3. (4) من المصدر. (5) في المصدر: أوصيائي عليهم السلام واللعنة على أعدائهم أبد الابدين. (6) ليس في المصدر. (7) كتاب سليم بن قيس: 223 - 227 وإرشاد القلوب للديلمي: 2 / 391 وعنهما البحار: 8 / 204 (ط الحجر). أقول: قال العلامة في البحار: 8 / 205: هذا الخبر أحد الامور التي صارت سببا للقدح في كتاب سليم، لان محمدا ولد في حجة الوداع كما ورد في أخبار الخاصة والعامة، فكان له عند موت أبيه سنتان وأشهر فكيف يمكنه التكلم بتلك الكلمات وتذكر تلك الحكايات، ولعله مما صحف فيه النساخ أو الرواة، أو يقال: إن ذلك كان من معجزات أمير المؤمنين عليه السلام ظهر فيه، إلى أن قال: والحق إن بمثل هذا القدح لا يمكن القدح في كتاب معروف بين المحدثين اعتمد عليه الكليني والصدوق وغيرهما من القدماء وأكثر أخباره مطابقة لما روي بالاسانيد الصحيحة في الاصول المعتبرة، وقلما كتاب من الاصول المتداولة يخلو عن مثل ذلك.


[ 96 ]

أبي كان يغمى عليه تارة ويفيق اخرى، فلما أفاق قال: يا بنى ادركني بعلي ابن أبي طالب قبل الموت، فقلت: وما تصنع بعلي بن أبي طالب، وقد جعلتها شورى، وأشركت عنده غيره ؟ قال: يا بني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن في النار تابوتا يحشر فيه اثنا عشر رجلا من أصحابي، ثم التفت إلى أبي بكر، وقال: احذر أن تكون أولهم، ثم التفت إلى معاذ بن جبل وقال: إياك يا معاذ أن تكون الثاني، ثم التفت إلي ثم قال: يا عمر إياك أن تكون الثالث، وقد اغمي عليه فأفاق. ثم قال: علي بابني، ورأيت التابوت وليس فيه إلا أبو بكر ومعاذ بن جبل وأنا الثالث لا أشك فيه. قال عبد الله: فمضيت إلى علي بن أبي طالب وقلت: يا بن عم رسول الله إن أبي يدعوك لامر قد أحزنه، فقام علي عليه السلام معه، فلما دخل عليه قال له: يا بن عم رسول الله ألا تعفو عني وتحللني عنك، وعن زوجتك فاطمة، واسلم إليك الخلافة ؟ فقال له علي: نعم غير أنك تجمع المهاجرين والانصار، واعط الحق الذي خرجت عليه من ملكه، وما كان بينك وبين صاحبك من معاهدتنا، وأقر لنا بحقنا، وأعفو عنك، واحللك، وأضمن لك عن ابنة عمي فاطمة. قال عبد الله: فلما سمع ذلك أبي حول وجهه إلى الحائط، وقال: النار يا أمير المؤمنين ولا العار، فقام علي صلوات الله عليه وخرج من عنده، فقال له ابنه: لقد أنصفك الرجل يا أبت، فقال له: يا بني إنه أراد أن ينشر أبا بكر من قبره، ويضرم له ولابيك النار، وتصبح قريش موالين لعلي بن أبي طالب، والله لا كان ذلك أبدا. قال: ثم إن عليا قال لعبد الله بن عمر: ناشدتك بالله يا عبد الله بن عمر ما قال لك حين خرجت من عنده ؟ قال: أما إذا ناشدتني الله وما قال لي بعدك فإنه قال: إن أصلع قريش يحملهم على المحجة البيضاء، واقامهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم.

[ 97 ]

قال: يا بن عمر فما قلت له عند ذلك ؟ قال: قلت له: فما يمنعك أن تستخلفه ؟ قال: وما رد عليك. قال: رد علي: اكتمه. قال علي عليه السلام: فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني به في حياته، ثم أخبرني في ليلة وفاته، فأنشدتك الله يا بن عمر إن أنا أخبرتك به لتصدقني، قال: إذا سألت، قال: إنه قال لك حين قلت له: فما يمنعك أن تستخلفه ؟ قال: يمنعني الصحيفة التي كتبناها بيننا والعهد في الكعبة، فسكت ابن عمر، فقال له علي: سألتك بحق رسول الله صلى الله عليه وآله لما سكت عني. قال أبي: سليم: رأيت ابن عمر في ذلك المحل قد خنقته العبرة: ودمعت عيناه، ثم ان عمر تأوه ساعة ومات آخر ليلة التاسع من شهر ربيع الاول سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وقيل لاربع بقين من ذي الحجة من السنة المذكورة والاول أصح، وله يومئذ ثلاث وسبعون سنة. 421 الشيخ أحمد بن فهد عن جار الله الزمخشري في كتاب ربيع الابرار: انه لما حضرت عمر بن الخطاب الوفاة قال لبنيه ومن حوله: لو أن لي ملا الارض من صفراء أو بيضاء لا افتديت من هول ما أرى.

الحادي والتسعون ومائتان كلام أموات من اليهود وما قالوه من ذلك و رأى عليه السلام أبا بكر وعمر في التابوت، وغير ذلك من المعجزات 422 شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة: قال: [ ما ] (1) روي بحذف الاسناد، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو خارج من الكوفة، فتبعته من ورائه حتى إذا صار إلى جبانة اليهود ووقف في وسطها ونادى: يا يهود يا يهود، فأجابوه من جوف


(1) من المصدر.


[ 98 ]

القبور: لبيك، لبيك مطاع (1)، يعنون بذلك يا سيدنا، فقال: كيف ترون العذاب ؟ فقالوا: بعصياننا لك كهارون، فنحن ومن عصاك في العذاب إلى يوم القيامة. ثم صاح صيحة كادت السماوات ينقلبن، فوقعت مغشيا على وجهي من هول ما رأيت، فلما أفقت رأيت أمير المؤمنين عليه السلام على سرير من ياقوتة حمراء، على رأسه إكليل من الجوهر، وعليه حلل خضر وصفر، ووجهه كدائرة القمر، فقلت: يا سيدي هذا ملك عظيم ؟ قال: نعم يا جابر، إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود، وسلطاننا أعظم من سلطانه، ثم رجع ودخلنا الكوفة، ودخلت خلفه إلى المسجد، فجعل يخطو خطوات وهو يقول: لا والله لا (قبلت) (2)، ولا والله لا كان ذلك أبدا، فقلت، يا مولاي لمن تكلم، ولمن تخاطب، وليس أري أحدا ؟ فقال عليه السلام: يا جابر كشف لي عن برهوت فرأيت (سنبوية وجور) (3) وهما يعذبان في جوف تابوت في برهوت، فنادياني: يا أبا الحسن، يا أمير المؤمنين ردنا إلى الدنيا نقر بفضلك، ونقر بالولاية لك (4)، فقلت: لا والله لافعلت، لا والله لا كان ذلك أبدا، ثم قرأ هذه الآية * (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون) * (5). يا جابر وما من أحد خالف وصي نبي إلا حشر [ ه الله ] (6) أعمى يتكبكب في عرصات القيامة. (7)


(1) في المصدر: مطلاع. (2) في المصدر: فعلت. (3) في المصدر: شينبويه وحبتر، وفي البحار: الاول والثاني. (4) في المصدر: بولايتك. (5) الانعام: 28. (6) من المصدر والبحار. (7) تأويل الآيات: 1 / 163 ح 2، وعنه البحار: 27 / 306 ح 11 وج 41 / 221 ح 33. وأورده المؤلف في تفسير البرهان أيضا: 1 / 522 ح 5.


[ 99 ]

 

الثاني والتسعون ومائتان تسكين زلزلة على عهد أبي بكر 423 ابن بابوية: قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، (1) قال: حدثنا أبو عبد الله الرازي، عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر، عن روح بن صالح، عن هارون بن خارجة (2)، رفعه عن فاطمة عليها السلام قالت: أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر، وفزع [ الناس ] (3) إلى أبي بكر وعمر، فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى علي عليه السلام، فتبعهما الناس إلى أن انتهوا إلى [ باب ] (4) علي عليه السلام، فخرج إليهم علي عليه السلام غير مكترث لما هم فيه، فمضى فاتبعه الناس حتى انتهى [ إلى ] (5) تلعة، فقعد عليها وقعدوا حوله وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة، فقال لهم علي عليه السلام كأنكم قد هالكم (6) ما ترون ؟ قالوا: وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قط ! [ قالت: ] (7) فحرك شفتيه ثم ضرب الارض بيده، ثم قال: مالك اسكني، فسكنت، فعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم أولا حيث خرج إليهم قال [ لهم ] (8): فإنكم قد تعجبتم من صنيعي (9) ؟ قالوا: نعم، قال: أنا الرجل الذي قال الله تعالى


(1) محمد بن أحمد بن يحيى الاشعري القمي أبو جعفر، كان ثقة في الحديث، روى عن أبي عبد الله الرازي. (رجال النجاشي). (2) هارون بن خارجة، كوفي، ثقة، وأخوه مراد، روى عن أبي عبد الله عليه السلام له كتب. (رجال النجاشي). (3) و (4) من المصدر. (5) من المصدر، وتلعة: ما ارتفع من الارض، وما انهبط منها. (الصحاح). (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إنكم قد أهالكم. (7) من المصدر. (8) من المصدر. (9) في المصدر: عجبتم من صنعتي.


[ 100 ]

* (إذا زلزلت الارض زلزالها وأخرجت الارض أثقالها وقال الانسان مالها فأنا الانسان الذي يقول لها: مالك يومئذ تحدث أخبارها) * (1) إياي تحدث. (2)

الثالث والتسعون ومائتان تسكين الزلزلة على عهد عمر بن الخطاب 424 شرف الدين النجفي في تأويل الايات الباهرة: عن أبي علي الحسن ابن محمد بن جمهور العمي (3)، قال: حدثني الحسن بن عبد الرحيم التمار، قال: انصرفت من مجلس بعض الفقهاء فمررت على سليمان الشاذكوني (4)، فقال لي: من أين جئت ؟ فقلت: جئت من مجلس فلان (يعني واضع كتاب الواحدة) (5) فقال لي: ماذا قوله (6) فيه ؟ فقلت شئ من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: والله لاحدثنك بفضيلة حدثني بها قرشي، عن قرشي إلى أن بلغ ستة نفر [ منهم ] (7). ثم قال: رجفت قبور البقيع على عهد عمر بن الخطاب فضج أهل المدينة من ذلك، فخرج عمر وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يدعون لتسكن الرجفة،


(1) الزلزلة: 41. (2) علل الشرائع: 2 / 556 ح 8 وعنه البحار: 41 / 254 ح 14 وعن تأويل الآيات الظاهرة: 2 / 836 ح 4. وأخرجه المؤلف في تفسير البرهان أيضا: 4 / 493 ح 1 و 6 عنهما. (3) الحسن بن محمد بن جمهور العمي أبو محمد البصري: ثقة في نفسه، ينسب إلى بني العم من تميم، له كتاب. (رجال النجاشي). (4) هو أبو أيوب، سليمان بن داود بن بشر المنقري البصري الشاذكوني، كان ثقة، مات سنة: 234 (رجال النجاشي، سير الاعلام). (5) ليس في البحار، وفي المصدر: يعني أنا واضع كتاب الواحدة، وهو كتاب محمد بن جمهور العمي. (6) في البحار: جرى. (7) من المصدر.


[ 101 ]

فما زالت تزيد إلى أن تعدى ذلك إلى حيطان المدينة، وعزم أهلها على الخروج عنها، فعند ذلك قال عمر: علي بأبي الحسن علي بن أبي طالب، فحضر، فقال: يا أبا الحسن ألا ترى إلى قبور البقيع ورجفتها (1) حتى تعدى ذلك إلى حيطان المدينة، وقد هم أهلها بالرحلة عنها. فقال علي عليه السلام: علي بمائة رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله البدريين، فاختار من المائة عشرة، فجعلهم خلفه، وجعل التسعين من ورائهم، ولم يبق بالمدينة سوى هؤلاء إلا حضر، حتى لم يبق بالمدينة ثيب ولا عاتق إلا خرجت. ثم دعا بأبي ذر ومقداد وسلمان وعمار وقال [ لهم ] (2): كونوا بين يدي حتى أتوسط البقيع والناس محدقون به، فضرب الارض برجله، ثم قال: مالك (مالك مالك) (3) ثلاثا فسكنت (الارض) (4)، فقال: صدق الله وصدق رسوله صلى الله عليه وآله لقد أنبأني بهذا الخبر وهذا اليوم وهذه الساعة وباجتماع الناس له، إن الله عزوجل يقول في كتابه * (إذا زلزلت الارض زلزالها و أخرجت الارض أثقالها وقال الانسان مالها) * (5) أما لو كانت هي هي، لقلت (6): مالها وأخرجت الارض لي أثقالها، ثم انصرف وانصرف الناس معه وقد سكنت الرجفة. وروى هذا الحديث صاحب ثاقب المناقب. (7)


(1) في المصدر والبحار: رجفها. (2) من المصدر. (3) و (4) ليس في المصدر والبحار. (5) الزلزلة: 1 - 4. (6) في المصدر والبحار: لقالت. (7) تأويل الآيات: 2 / 837 ح 5، الثاقب في المناقب: 273 ح 7. وأخرجه في البحار: 41 / 272 ح 27 والبرهان: 4 / 494 ح 7 عن تأويل الآيات.


[ 102 ]

 

الرابع والتسعون ومائتان تسكين زلزلة بالكوفة بباب القصر 425 محمد بن العباس في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت عليهم السلام: عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن الصباح المزني، عن الاصبغ بن نباتة قال: خرجنا مع علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يطوف في السوق فيأمرهم (1) بوفاء الكيل والوزن حتى إذا انتهى إلى باب القصر ركض (2) الارض برجله (المباركة) (3)، فتزلزلت، فقال: هي هي [ الآن ] (4) مالك اسكني، أما والله إني [ أنا ] (5) الانسان الذي تنبئه الارض أخبارها أو رجل مني. (6)

الخامس والتسعون ومائتان تسكين زلزلة اخرى 426 محمد بن العباس: عن علي بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن عبد الله بن سليمان النخعي (7)، عن محمد الخراساني، عن الفضيل بن الزبير، قال: إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كان جالسا في الرحبة، فتزلزلت الارض، فضربها علي عليه السلام بيده، ثم قال لها:


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وهو يأمرهم. (2) في البحار: ركز. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) و (5) من المصدر والبحار. (6) تأويل الآيات: 2 / 835 ح 1 وعنه البحار: 41 / 271 ح 25. وأورده المؤلف في تفسير البرهان: 4 / 494 ح 3. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عبيدالله بن سليمان النجفي. (*)


[ 103 ]

قري إنه (1) ما هو قيام، ولو كان ذلك لاخبرتني وإني أنا الذي تحدثه الارض أخبارها، ثم قرأ * (إذا زلزلت الارض زلزالها وأخرجت الارض أثقالها وقال الانسان مالها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها) * أما ترون أنها تحدث عن ربها. (2)

السادس والتسعون ومائتان تسكين زلزلة اخرى 427 محمد بن العباس: عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن الحسين ابن سعيد، عن محمد بن سنان، عن يحيي الحلبي، عن عمر بن أبان، عن جابر الجعفي، قال: حدثني تميم بن جذيم (3) قال: كنا مع علي عليه السلام حيث توجهنا إلى البصرة، فبينا نحن نزول إذ اضطربت الارض، فضربها علي عليه السلام بيده. ثم قال [ لها ] (4): مالك ؟ [ اسكني، ] (5) فسكنت، ثم أقبل علينا بوجهه (الشريف) (6) ثم قال لنا: أما إنها لو كانت الزلزلة التي ذكرها الله في كتابه لاجابنني، ولكنها ليست تلك. ورواه ابن بابوية: عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، عن يحيى بن محمد بن أيوب، عن علي بن مهزيار، عن ابن سنان، عن يحيى


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إنما. (2) تأويل الآيات: 2 / 837 ح 2 وعنه البحار: 41 / 271 ضمن ح 25. واورده المؤلف في تفسير البرهان: 4 / 494 ح 4. (3) اختلف في ضبطه، فقيل: تميم بن خزيم أو تميم بن حذلم أو بن حزيم من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام شهد معه المشاهد. (رجال الشيخ). (4) من المصدر والبحار. (5) من المصدر. (6) ليس في البحار.


[ 104 ]

الحلبي، عن عمر بن أبان، عن جابر، قال: حدثني تميم بن جذيم قال: كنا مع علي عليه السلام حيث توجهنا إلى البصرة وذكر الحديث بعينه. (1)

السابع والتسعون ومائتان أنه عليه السلام ضرب الارض برجله فتزلزلت ثم أسكنها عليه السلام 428 ابن شهر اشوب: قال في رواية سعيد بن المسيب (2) وعباية بن ربعي أن عليا عليه السلام ضرب الارض برجله فتحركت، فقال: اسكني فلم يأن لك ثم قرأ * (يومئذ تحدث أخبارها) *. وفى حديث الاصبغ أنه عليه السلام ركض الارض برجله فتزلزلت، ثم قال: بقي الآن إني الذي تنبئه الارض أخبارها أو رجل مني، أما والله لو قالم قائمنا قد أخرج من هذا الموضع اثني عشر ألف درع واثني عشر ألف بيضة، لها وجهان، ثم لبسها اثنا عشر ألف رجل من أولاد العجم، ثم ليأمرنهم فليقتلن من كان على خلاف ما هم عليه. (3)

الثامن والتسعون ومائتان أن الارض حدثته عليه السلام 429 السيد علي بن موسى بن طاووس رحمه الله في كتاب الاقبال: بالاسناد المتصل، عن أسماء بنت واثلة بن الاسقع قالت: سمعت أسماء


(1) تأويل الآيات: 2 / 836 ح 3 وعنه البحار: 41 / 253 ح 13 وعن علل الشرائع: 555 ح 5. وأورده المؤلف أيضا في البرهان: 4 / 494 ح 2 و 5 عنهما. (2) سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو القرشي المخزومي، مات سنة 94. (سير أعلام النبلاء ورجال السيد الخوئي). (3) المناقب: 2 / 324 وعنه البحار: 25 / 379 ح 30.


[ 105 ]

بنت عميس الخثعمية تقول: سمعت سيدتي فاطمة عليها السلام تقول: ليلة دخل بي علي بن أبي طالب عليه السلام أفزعني في فراشي. قلت: (فيم) (1) أفزعت يا سيدة النساء ؟ قال: سمعت الارض تحدثه ويحدثها، فأصبحت وأنا فزعة، فأخبرت والدي صلى الله عليه وآله فسجد سجدة طويلة، ثم رفع رأسه، وقال: يا فاطمة ابشري بطيب السنل، فإن الله فضل بعلك على سائر خلقه، وأمر الارض تحدثه بأخبارها وما يجري على وجهها من شرقها إلى غربها. (2)

التاسع والتسعون ومائتان نقصان الفرات حين طغى، وإنطاق الحيتان بالتسليم بإمرة المؤمنين 430 ابن شهر اشوب: قال: واستفاض بين الخاص والعام أن أهل الكوفة فزعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام من الغرق لما زاد الفرات (فأتى عليه السلام بشاطئ الفرات) (3)، وأسبغ الوضوء وصلى منفردا، ثم دعا الله، ثم تقدم إلى الفرات متوكئا على قضيب بيده حتى ضرب به صفحة الماء، وقال: انقص بإذن الله ومشيئته، فغاض (4) الماء حتى بدت الحيتان، فنطق كثير منها بالسلام عليه بإمرة المؤمينن، ولم ينطق منها أصناف من السمك (5)،


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) إقبال الاعمال: 585 - 586. وقد تقدم مع تخريجاته في معجزة 16. (3) ليس في المصدر. (4) غاض: نقص. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: السموك.


[ 106 ]

وهي الجري والمار ما هي والزمار، فتعجب الناس لذلك وسألوه (1) عن علة ما نطق وصمت ما صمت. فقال عليه السلام: أنطق الله (لي) (2) ما طهر من السموك، وأصمت عني ما حرمه ونجسه وأبعده (3). وفي رواية أبي [ محمد ] (4) قيس بن أحمد البغدادي وأحمد بن الحسن القطيفي، عن الحسن بن ذكردان الفارسي الكندي أنه ضرب (الفرات ضربة) (5) بالقضيب فقال: اسكن يا أبا خالد، فنقص ذراعا، فقال أحسبكم ؟ فقالوا: زدنا (يا أمير المؤمينن) (6) فبسط وطأه وصلى ركعتين، وضرب الماء (ضربة) ثانية، فنقص الماء ذراعا، فقالوا: حسبنا يا أمير المؤمنين. فقال: والله لو شئت لاظهرت [ لكم ] (7) الحصى [ وذلك كحنين الجذع وكلام الذئب للنبي صلى الله عليه وآله ] (8). (9) وروى نحوا من ذلك أبو بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام. 431 المفيد في إرشاده: روى نقلة الاخبار (10) واشتهر في أهل الكوفة لاستفاضته بينهم، وانتشر الخبر به إلى من عداهم من أهل البلاد، فأثبته العلماء من كلام الحيتان له في فرات الكوفة، وذلك أنهم رووا أن الماء طغى في الفرات


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: سأله. (2) ليس في المصدر. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بعد. (4) من المصدر والبحار. (5) و (6) ليس في المصدر والبحار. (7) و (8) من المصدر والبحار. (9) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 330 وعنه البحار: 41 / 268 ضمن ح 22. (10) في المصدر: الآثار.


[ 107 ]

وزاد حتى أشفق أهل الكوفة من الغرق، فففزعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وخرج والناس معه حتى أتى شاطئ الفرات، فنزل عليه السلام فأسبغ الوضوء وصلى منفردا بنفسه والناس يرونه، ثم دعا الله بدعوات سمعها أكثرهم. ثم تقدم إلى الفرات متوكئا على قضيب بيده حتى ضرب به صفحة الماء، وقال: اغض (1) بإذن الله [ ومشيته ] (2)، فغاض الماء حتى بدت الحيتان من قعره فنطق كثير منها بالسلام عليه بإمرة المؤمنين، ولم ينطق منها أصناف من السمك، وهي الجري والمار ماهي والزمار، فتعجب الناس لذلك وسألوه عن علة نطق ما نطق، وصمت ما صمت، فقال: أنطق الله لي ما طهر من السمك، وأصمت عني ما حرمه الله ونجسه وبعده. ثم قال المفيد: وهذا خبر مستفيض شهرته بالنقل والرواية كشهرة كلام الذئب للنبي صلى الله عليه وآله، وتسبيح الحصى بكفه (3)، وحنين الجذع إليه، وإطعامه الخلق الكثير من الطعام (4) القليل، ونحوه. ذكره الطبرسي في إعلام الورى. (5) 432 السيد الرضي في الخصائص: بإسناد مرفوع إلى الاصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى أمير المؤمينن عليه السلام، فقال: يا أمير المؤمينن قد زاد الفرات، والساعة نغرق، قال: لن تغرقوا. ثم جاءه آخر، فقال: يا أمير المؤمنين، قد فاض الفرات والساعة نغرق، فقال:


(1) في المصدر: انقص. (2) من المصدر (3) في المصدر: في كفه. (4) في المصدر: الزاد. (5) الارشاد: 183، إعلام الورى: 182.


[ 108 ]

لن تغرقوا. ثم دعا ببغلة رسول الله صلى الله عليه وآله فركبها، وأخذ بيده قضيبا، ثم سار حتى انتهى إلى شاطئ الفرات، فنزل فضرب الفرات ضربة، فنقص خمسة أذرع، وقال بعضهم: عشرة أشبار. قال الاصبغ: سمعت عليا عليه السلام يومئذ يقول: لو ضربت الفرات ضربة ومشيت ما بقى فيه قطرة. (1) 433 وعن أبي بصير: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مد الفرات عندهم بالكوفة على عهد أمير المؤمنين عليه السلام وهو بها (مقيم) (2) مدا عظيما حتى طغى وعلا وصار كالجبال (الرواسي) (3) بإزاء شرفات الكوفة، وكان أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك اليوم قد خرج إلى ظهر النجف ومعه نفر من أصحابه، فنظر إلى بطن الوادي، وقال للنفر الذين كانوا معه: إني أرى النجف يخبر أن الماء قد طغى في الفرات حتى أو في على منازل الكوفة، وأن الناس قد ضجوا، وفزعوا إلينا، قوموا بنا إليهم. فأقبل هو والنفر الذين كانوا معه إلى الكوفة، فتلقاه أهلها يستغيثون، فقال لهم: ما شأنكم طغى عليكم الماء من الفرات ؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين. قال: لا بأس عليكم ما كان الله ليعذبكم وأنا فيكم، وسار يريد الفرات والناس حوله حتى ورد على مجلس لثقيف، فتغامزوا عليه، فأشار إليه بعض أحداثهم، فالتفت إليهم عليه السلام مغضبا، فقال: معاشر ثقيف صغار الخدود، (لئام الجدود) (4) قصار العمود، بقايا ثمود، عبيد وأبناء عبيد، من يشتري ثقيف


(1) خصائص الائمة عليهم السلام: 58. (2) و (3) ليس في نسخة (خ). (4) ليس في المصدر.


[ 109 ]

برغيف، فإنهم [ عبيد ] (1) زيوف. فقام إليه مشائخهم، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن هولاء شبان (2) لا يعقلون، فلا تؤاخذنا، فوالله إنا لهذا كارهون، وما أحد يرضى به فاعف عنا، عفا الله عنك. فقال (لهم أمير المؤمنين) (3) عليه السلام: لست أعفو عنكم [ إلا ] (4) على أن لا أعود إلى (5) الفرات، أو تهدموا مجلسكم هذا، وكل منظر وروشن وميزاب مصب (6) إلى طريق المسلمين، وتسدوا بلاليعكم فيها. قالوا: نفعل يا أمير المؤمنين، وكسروا مجلسهم، وفعلوا كما (7) أمرهم به، وسار حتى انتهى إلى الفرات وهو يزجر بأمواجه كالجبال، فسقط الناس لوجوههم وصاحوا: الله الله يا أمير المؤمنين في رعيتك (8)، فنزل وأخذ قضيب رسول الله صلى الله عليه وآله فقرع الفرات قرعة واحدة، فقال: اسكن يا أبا خالد، فانزجر الماء حتى ظهرت الارض في بطن الفرات، حتى كأنها لم يكن فيها ماء، وصاح الناس: يا أمير المؤمنين الله [ الله ] (9) في رعيتك لئلا يموتوا عطشي. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اجر على قدر يا فرات لا زائدا ولاناقصا، ووجد على الجسر فوق الماء رمانة وقعت على الجسر عظيمة لم ير مثلها في الدينا،


(1) من المصدر (2) في المصدر: شباب. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) في المصدر: من. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: مصقب. (7) في المصدر: كل ما. (8) في المصدر: ارفق برعيتك (9) من المصدر.


[ 110 ]

فمد الناس أيديهم ليحملوها إلى أمير المؤمنين عليه السلام (فلم تصل أيديهم، فسار إليها أمير المؤمنين عليه السلام) (1) فمد يده فأخذها، فقال: هذه رمانة من رمان الجنة لا يمسها ولا يأكل منها (2) إلا نبي أو وصي نبي فلولا ذلك لقسمتها عليكم في بيت مالكم. وفي ذلك اليوم كانت قتلة عبد الله بن سبأ والعشرة الذين قالوا ما قالوا، وقتلهم (3) أمير المؤمنين عليه السلام في [ صحراء ] (4) أحد عشر. (5) 434 البرسي: ما روي عنه عليه السلام أنه (كان) (6) جالسا في جامع الكوفة (إذ أتاه جماعة من أهل الكوفة) (7) فشكوا إليه زيادة الفرات وطغيان الماء، فنهض عليه السلام وقصد الفرات حتى وقف عليه (8) بموضع يقال له باب المروحة، وأخذ القضيب بيده اليمنى، وحرك شفتيه (بكلام) (9) لا نعلمه، وضرب الماء بالقضيب، فهبط (ونقص) (10) نصف ذراع، فقال لهم: يكفي هذا ؟ فقالوا: لا يا أمير المؤمنين. ثم (حرك شفتيه بكلام لا نعرفه و) (11) ضربه ثانية فهبط نصف ذراع آخر،


(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: لا يأكلها. (3) في المصدر: وأحرقهم. (4) من المصدر. (5) الهداية للحضيني: 27 (مخطوط). وقد تقدمت قطعة منه في معجزة: 117 مع تخريجاته. (6) ليس في نسخة (خ). (7). ليس في المصدر. (8) في المصدر: ووقف عليها. (9) ليس في نسخة (خ)، وفي المصدر: لم نعلمه. (10) ليس في المصدر. (11) ليس في المصدر.


[ 111 ]

فقال (لهم: يكفي هذا ؟ فقالوا: لا يا أمير المؤمنين. ثم حرك شفيته بكلام لا نعرفه، وضربه ثالثة، فنقص ذراعا آخر، فقال: يكفي هذا ؟) (1) قالوا: نعم، يا أمير المؤمنين، فقال: و [ حق ] (2) الذي فلق الحبة، وبرأ النسمة لو شئت لبينت لكم الجيتان في قراره. (3)

الثلاثمائة أن النجف في الاصل بحيرة تسمى أن فقال لها عليه السلام أن جف 435 ابن شهر اشوب: قال: وزعم أهل العراق في الحديث النجف أنه كانت بحيرة تسمى أن [ جف ] (4) لكثرد خريرها، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أن جف: فسمي النجف. (5)

الحادي والثلاثمائة كلام الجمجمة، وكلام الشمس، ورجوع الشمس إليه عليه السلام 436 ابن بابويه في العلل: قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد الرحمان بن محمد الحسيني، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفى، قال: حدثنا جعفر بن محمد الفزاري، قال: حدثنا محمد بن [ الحسين، قال: حدثنا محمد بن ] (6) إسماعيل، قال: حدثنا أحمد بن نوح وأحمد بن


(1) ليس في الصمدر. (2) من المصدر. (3) الروضة لشاذان بن جبرئيل: 6 (مخطوط)، والفضائل له: 106. (4) من المصدر: والخرير: صوت الماء. (5) المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 331. (6) من المصدر.


[ 112 ]

هلال (1)، عن محمد بن أبي عمير، عن حنان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما العلة في ترك أمير المؤمنين عليه السلام صلاة العصر وهو يحب أن يجمع بين الظهر والعصر فأخرها ؟ قال: إنه لما صلى الظهر التفت إلى جمجمة ملقاة فكلمها أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أيتها الجمجمة، من أين أنت ؟ فقالت: أنا فلان بن فلان، ملك بلاد آل فلان. قال لها أمير المومنين عليه السلام: فقصي علي الخبر، وما كنت وما كان عصرك، فأقبلت الجمجمة تقص [ من ] (2) خبرها وما كان في عصرها من خير وشر، فاشتغل بها حتى غابت الشمس وكلمها بثلاثة أحرف من الانجيل لئلا يفقه العرب كلامها، فلما فرغ [ من حكاية الجمجمة ] (3) قال للشمس: ارجعي، قالت: لا أرجع وقد أفلت، فدعى الله عزوجل، فبعث إليها سبعين ألف ملك (معهم) (4) سبعون ألف سلسلة حديد، فجعلوها في رقبتها، وسحبوها على وجهها حتى عادت بيضاء نقية حتى صلى أمير المؤمنين عليه السلام، ثم هوت كهوي الكوكب، بهذه العلة في تأخير العصر. وحدثني بهذا الحديث الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، عن فرات بن


(1) أحمد بن هلال، أبو جعفر العبرتائي، صالح الرواية، ولد سنة: 180، ومات سنة: 267. (رجال النجاشي). ويقول السيد الخوئي رحمه الله بعد أن نقل كلام النجاشي والشيخ والصدوق: والمتحصل ان الظاهر أن أحمد بن هلال ثقة، غاية الامر إنه كان فاسد العقيدة، وفساد العقيدة لا يضر بصحة رواياته. (معجم الرجال). (2) و (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر.


[ 113 ]

إبراهيم بن فرات الكوفي بإسناده وألفاظه. (1)

الثاني والثلاثمائة رجوع الشمس إليه عليه السلام 437 ابن بابوية في العلل: حدثنا أحمد بن الحسن القطان رحمه الله، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن صالح، قال: حدثنا عمر بن خالد المخزومي، قال: حدثنا ابن نباتة، عن محمد بن موسى، عن عمارة بن مهاجر، عن ام جعفر أو ام محمد بنتي محمد بن جعفر، عن أسماء بنت عميس وهي جدتها قالت، خرجت مع جدتي أسماء بنت عميس وعمي عبد الله بن جعفر حتى إذا كنا بالصهباء (قالت:) (2) حدثتني أسماء بنت عميس [ قالت ] (3): يا بنية كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في هذا المكان فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله الظهر. ثم دعا عليا عليه السلام فاستعان به في بعض حاجته، ثم جاءت العصر، فقام النبي صلى الله عليه وآله فصلى العصر، فجاء علي عليه السلام فقعد إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله، فأوحى الله عزوجل إلى نبيه صلى الله عليه وآله فوضع رأسه في حجر علي عليه السلام حتى غابت الشمس لا يرى منها شئ [ لا ] (4) على الارض ولا على الجبل. ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لعلي عليه السلام: هل صليت العصر ؟ فقال: لا، يا رسول الله، انبئت انك لم تصل، فلما وضعت رأسك في


(1) علل الشرائع: 351 ح 1 وعنه البحار: 41 / 166 ح 1 وفي ص: 211 ملحق ح 24 عن مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 336. وقد تقدم في معجزة 52 عن الثاقب في المناقب. (2) ليس في البحار. (3) من المصدر والبحار. (4) من المصدر.


[ 114 ]

حجري لم أكن لاحركه. فقال: اللهم إن هذا عبدك علي احتبس نفسه على نبيك، فرد عليه شرقها، فطلعت [ الشمس ] (1)، فلم يبق جبل ولا أرض إلا طلعت عليه الشمس، ثم قام علي عليه السلام فتوضأ وصلى، ثم انكسفت. (2) قلت: تقدم في صدر الكتاب روايات رجوع الشمس لعلي عليه السلام في أوقات عديدة. (3)

الثالث والثلاثمائة انقلاب قرصي الشعير اللذين تصدق عليه السلام بهما إلى كل ما يشتهيه المتصدق عليه من شحم ولحم وغير ذلك وصيرورته مخلصا بدعائه لم عليه السلام 438 تفسير الامام العسكري عليه السلام: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله أيكم استحى البارحة من أخ [ له ] (4) في الله لما رأى به [ من ] (5) خلة، ثم كايد (6) الشيطان في ذلك الاخ، فلم يزل به حتى غلبه ؟ فقال علي عليه السلام أنا يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله حدث بها يا علي إخوانك المؤمنين ليتأسوا (7) بحسن صنيعك فيما يمكنهم، وإن كان أحد منهم لا يلحق ثارك،


(1) من المصدر والبحار. (2) علل الشرائع: 351 ح 3 وعنه البحار: 41 / 167 ح 2 (3) تقدم مع تخريجاته مفصلا في المعجزات: 42 - 44. (4) و (5) من المصدر. (6) كايده مكايدة: مكربه، والخلة: بالفتح: الحاجة والفقر. (7) كذا في المصدر: وفي الاصل: ليستأنسوا.


[ 115 ]

ولا يشق غبارك (1)، ولا يرمقك في سابقة لك إلى الفضائل إلا كما يرمق الشمس من الارض، وأقصى المشرق من أقصى المغرب. فقال علي عليه السلام: [ يا رسول الله ] (2) مررت بمزبلة بني فلان فرأيت رجلا من الانصار مؤمنا قد أخذ من تلك المزبلة قشور البطيخ والقثاء والتين وهو يأكلها من شدة الجوع، فلما رأيته استحييت منه (3) أن يراني فيخجل، فأعرضت عنه، ومررت إلى منزلي، وكنت أعددت لفطوري وسحوري قرصين من شعير، وجئت بهما إلى الرجل وناولته إياهما، وقلت (له) (4): أصب من هذا كلما جعت، فإن الله عزوجل يجعل البركة فيهما. فقال [ لي ] (5): يا أبا الحسن أنا اريد أن أمتحن هذه البركة لعلمي بصدقك في قولك (6) إني أشتهي لحم فراخ، اشتهاه علي أهل منزلي (7). فقلت له: اكسر منهما لقما بعدد ما تريده من فراخ، فإن الله تعالى يقلبها فراخا بمسألتي إياه [ لك ] (8) بجاه محمد وآله الطيبين الطاهرين. ولحظ (9) الشيطان ببالي فقال: يا أبا الحسن تفعل هذا به ولعله منافق ؟ فرددت عليه: إن يكن (10) مؤمنا فهو أهل لما أفعل معه، وإن يكن منافقا فأنا


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: لم يلحق شاؤك، ولا يسبق غناءك، وفي البحار: شأنك، ولم يسبق عبادتك. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: من. (4) ليس في نسخة (خ). (5) من المصدر. (6) في المصدر: قيلك. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: واشتها علي بعد منزلي. (8) من المصدر. (9) في المصدر: فأخطر، وفي حاشيته تعليق مفيد، فراجع. (10) كذا في المصدر، وفي الاصل: كان.


[ 116 ]

للاحسان أهل، فليس كل معروف يلحق بمستحقه (1). [ فقلت له: أنا ] (2) أدعو الله بمحمد وآله الطيبين (ليوفقه) (3) للاخلاص (والنزوع) (4) عن الكفر إن كان (منافقا) (5)، فإن تصدقي عليه بهذا أفضل من تصدقي عليه [ بهذا ] (6) الطعام الشريف الموجب للثراء والغناء، وكايدت الشيطان، ودعوت الله سرا من الرجل بالاخلاص بجاه محمد آله الطيبين الطاهرين. فارتعدت فرائص الرجل وسقط لوجهه، فأقمته، فقلت له: ماذا شأنك ؟ فقال: كنت منافقا شاكا فيما يقوله محمد، وفيما تقوله أنت، فكشف لي الله تعالى عن السموات والحجب (فأبصرت الجنة، وأبصرت كلما تعدان به من المثوبات) (7) وكشف عن أطباق الارض فأبصرت جهنم، وأبصرت كلما تتوعدان به (8) من العقوبات. فذلك الحين وقر (9) الايمان في قلبي، وأخلص به جناني، وزال عني الشك الذي (قد) (10) كان يتعودني (11).


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: مستحقه. (2) من المصدر. (3) و (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: لتوفيقه... والتورع. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: صادقا. (6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: فأبصرت كما تعدانه من الثواب. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: كما يتوعدانه. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: وقع، يقال: وقر: أي سكن وثبت. (10) ليس في المصدر. (11) في المصدر: يعتورني.


[ 117 ]

فأخذ الرجل القرصين، فقلت له: كل شيئ تشتهيه فاكسر من (هذا) (1) القرص قليلا، فإن الله يحوله ما تشتهيه وتتمناه وتريده. فما زال كذلك (2) ينقلب شحما ولحما وحلواء ورطبا وبطيخا وفواكه الشتاء وفواكه الصيف، حتى أظهر الله تعالى من الرغيفين عجبا، وصار الرجل من عتقاء الله من النار، [ ومن ] (3) عبيده المصطفين الاخيار. فذلك حين رأيت جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت قد قصدوا الشيطان كل واحد [ منهم ] (4) بمثل جبل أبي قبيس، فوضع أحدهم عليه، ويتهيأ (5) بعضها على بعض [ فتهشم ] (6) وجعل إبليس يقول: يا رب وعدك [ وعدك ] (7) ألم تنظرني إلى يوم يبعثون ؟ فإذا نداء بعض الملائكة: أنظرتك لئلا تموت. ما أنظرتك لئلا تهشم وترضض. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن كما عاندت (8) الشيطان فاعطيت في الله ما نهاك عنه وغلبته، فإن الله تعالى يخزي عنك الشيطان وعن محبيك، ويعطيك في الآخرة بعدد كل حبة خردل مما أعطيت صاحبك، وفيما تتمناه [ من الله، وفيما يمنيه ] (9) الله منه درجة في الجنة من ذهب أكبر من الدنيا من الارض إلى السماء بعدد كل حبة منها جبلا من فضة كذلك وجبلا من لؤلؤ،


(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: كذا. (3) من المصدر. (4) من البحار: وفي الاصل: (مثل) بدل (بمثل). (5) في المصدر: وبنيه. (6) و (7) من المصدر. (8) في المصدر: كايدت. (9) من المصدر.


[ 118 ]

وجبلا من ياقوت، وجبلا من جوهر، وجبلا من نور رب العزة كذلك وجبلا من زمرد، وجبلا من زبرجد كذلك وجبلا من مسك، وجبلا من عنبر كذلك. وإن عدد خدمك في الجنة أكثر من عدد قطر المطر والنبات و (عدد) (1) شعور الحيوانات، بك يتم الله الخيرات، ويمحو عن محبيك السيئات، وبك يميز الله المؤمنين من الكافرين، والمخلصين من المنافقين، وأولاد الرشد من أولاد الغي. (2)

الرابع والثلاثمائة إنزاله البئر العميقة، وتخفيف الثقيل عليه عليه السلام، وغير ذلك من المعجزات 439 تفسير العسكري عليه السلام: قال: [ ثم ] (3) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيكم وقى بنفسه نفس رجل مؤمن البارحة ؟ فقال علي عليه السلام: أنا (هو) (4) يا رسول الله، وقيت بنفسي نفس ثابت بن قيس بن شماس الانصاري (5). فقال رسول الله صلى الله عليه وآله حدث بالقصة إخوانك المؤمنين ولا تكشف عن أسماء المنافقين المكائدين لنا فقد كفاك الله شرهم وأخرهم للتوبة لعلهم يتذكرون أو تخشى (6).


(1) ليس في المصدر. (2) تفسير الامام العسكري عليه السلام: 104 - 108 ح 56 وعنه البحار: 42 / 25 ضمن ح 7، وقطعة منه في البحار: 8 / 179 ح 136. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) هو ثابت بن القيس بن شماس بن زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الاغر بن ثعلة الخزرجي، شهد احدا، وقتل يوم اليمامة. (سير أعلام النبلاء). (6) في المصدر: عن اسم المنافق المكايد لنا، فقد كفا كما شره وأخره للتوبة لعله يتذكر أو يخشى.


[ 119 ]

فقال علي عليه السلام: إني بينا أسير في بني فلان بظاهر المدينة وبين يدي بعيدا مني ثابت بن قيس إذ بلغ بئرا عادية عميقة بعيدة القعر، وهناك رجال (1) من المنافقين فدفعوه ليرموه (2) في البئر، فتماسك ثابت، ثم عاد فدفعه والرجل لايشعر بي حتى وصلت إليه وقد اندفع ثابت في البئر، فكرهت أن أشتغل بطلب المنافقين (3) خوفا على ثابت، فوقعت في البئر لعلي آخذه، فنظرت فإذا أنا قد سبقته إلى قرار البئر. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وكيف لا تسبقه وأنت أرزن منه ؟ ! (1) ولو لم يكن من رزانتك إلا ما في جوفك من علم الاولين والآخرين، الذي أودعه الله رسوله، وأودعك رسوله لكان (4) من حقك أن تكون أرزن من كل شئ فكيف كان حالك وحال ثابت ؟ قال: يا رسول الله فصرت إلى قرار البئر واستقررت قائما، وكان ذلك أسهل علي، وأخف على رجلي من خطاي التي (كنت) (5) أخطوها رويدا رويدا، ثم جاء ثابت فانحدر، فوقع على يدي وقد بسطتهما (6) له، فخشيت أن يضرني سقوطه علي أو يضره، فما كان إلا كطاقة (7) ريحان تناولتها بيدي. ثم نظرت فإذا ذلك المنافق ومعه آخران على شفير البئر وهو يقول لهما: أردنا واحدا فصار اثنين ! فجاؤا بصخرة فيما مائة (8) من، فأرسلوها علينا، فخشيت


(1) و (2) في المصدر: رجل... فدفعه ليرميه. (3) في المصدر: المنافق. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: أودع الله ورسوله وأودعك لكان. (5). ليس في المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: بسطتها. (7) في المصدر: كباقة. (8) في المصدر: مقدار مائتي.


[ 120 ]

أن تصيب ثابتا فاحتضنته وجعلت رأسه إلى صدري وانحنيت عليه، فوقعت الصخرة على مؤخر رأسي، فما كانت إلا كترويحة مروحة تروحت بها (1) في حمارة القيظ. ثم جاؤا بصخرة اخرى [ فيها ] (2) قدر ثلاثمائة من، فأرسلوها علينا، وانحنيت على ثابت، فأصابت مؤخر رأسي، فكان كماء صب على رأسي وبدني في يوم شديد الحر. ثم جاؤا بصخرة ثالثة فيها قدر خمسمائة من يديرونها على الارض لا يمكنهم أن يقلبوها، فأرسلوها علينا، فانحنيت على ثابت، فأصابت مؤخر رأسي وظهري، فكانت كثوب ناعم صببته على بدني ولبسته فتنعمت به. ثم سمعتهم يقولون: لو أن لابن أبي طالب وابن قيس مائة ألف روح ما نجت واحدة منها من بلاء هذه الصخور. ثم انصرفوا وقد دفع (3) الله عنا شرهم، فأذن الله لشفير البئر فانحط، ولقرار البئر قد ارتفع فاستوى القرارو الشفير بعد الارض، فخطونا وخرجنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن، إن الله عزوجل قد أوجب لك من الفضائل والثواب ما لا يعرفه غيره. ينادي مناد يوم القيامة: أين محبوا علي بن أبي طالب عليه السلام ؟ فيقوم قوم من الصالحين، فيقال لهم: خذوا بأيدي من شئتم من عرصات القيامة، فادخلوهم الجنة: فأقل رجل منهم ينجو بشفاعته من أهل تلك العرصات ألف ألف الرجل.


(1) في الصمدر: بمروحة روحت. (2) من الصمدر. (3) في المصدر: فدفع.


[ 121 ]

ثم ينادي مناد: أين البقية من محبي علي بن أبي طالب عليه السلام ؟ فيقوم قوم مقتصدون (1)، فيقال لهم: تمنوا على الله تعالى ما شئتم، فيتمنون فيفعل بكل واحد منهم ما تمنى، ثم يضعف له مائة ألف ضعف. ثم ينادي مناد: أين البقية من محبي علي بن أبي طالب عليه السلام ؟ فيقوم قوم ظالمون لانفسهم، معتدون عليها، ويقال: أين المبغضون لعلي بن أبي طالب عليه السلام ؟ فيؤتى بهم جم غفير، وعدد [ عظيم ] (2) كثير فيقال: [ ألا ] (3) نجعل كل ألف من هؤلاء فداء لواحد من محبي علي بن أبي طالب عليه السلام ليدخلوا الجنة. فينجي الله عزوجل محبيك ويجعل أعداءك (4) فداءهم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا الافضل الاكرم، محبه محب الله، ومحب رسوله، ومبغضه مبغض الله، ومبغض رسوله، هم خيار خلق الله من امة محمد صلى الله عليه وآله. (5)

الخامس وثلاثمائة معرفته عليه السلام منطق الحمامتين 440 السيد الرضي في المناقب الفاخرة: عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: كنت أنا وأمير المؤمنين عليه السلام بمسجد الجامع بالكوفة ولم يكن سوانا، وإذا بأمير المؤمنين عليه السلام يقول: صدقيه صدقيه، فالتفت يمينا وشمالا فلم أر


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: فيقومون قوم فيقصدون. (2) و (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: أعدائهم. (5) التفسير المنسوب للامام العسكري عليه السلام: 108 ح 57 وعنه البحار: 7 / 210 ح 104 قطعة وج 42 / 27 ضمن ح 7 والبرهان: 1 / 58 ح 2 وحلية الابرار: 1 / 272.


[ 122 ]

أحدا، فبقيت متعجبا، فقال: كأني بك يا عمار تقول: لمن يتكلم علي ؟ فقلت: هو كذلك، فقال: ارفع رأسك، فرفعت رأسي، فأبصرت حمامتين تتحدثان. فقال: يا عمار أتدري ما تقولان ؟ قلت: لا وعيشك يا أمير المؤمنين. فقال: تقول الطيرة للطير: استبدلت غيري وهجرتني ؟ وهو يحلف ويقول: ما فعلت: فقالت: ما اصدقك، فقال لها: وحق الذي في هذه القبلة ما استبدلت بك أحدا، فهمت أن تكذبه، فقلت لها: صدقيه صدقيه. قال عمار: فقلت: يا أمير المؤمنين، ما علمت أن أحدا يعلم منطق الطير إلا سليمان بن داود عليه السلام. فقال: يا عمار إن سليمان سأل الله بنا أهل البيت حتى علم منطق الطير. 441 ورواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام [ لابن عباس: إن الله ] (1) علمنا منطق الطير كما علمه سليمان بن داود، ومنطق كل دابة في بر أو بحر. رواه الصفار في بصائر الدرجات، وابن شهر اشوب في المناقب. (2)

السادس وثلاثمائة علمه عليه السلام بالملائكة بلغاتهم 442 ابن شهر اشوب: روى سعد بن طريف، عن الصادق عليه السلام


(1) من بصائر الدرجات. (2) بصائر الدرجات: 343 ح 12 وعنه البحار: 27 / 264 ح 10، مناقب آل أبي طالب: 2 / 54 باختلاف يسير، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام وعنه البحار: 40 / 170.


[ 123 ]

وروى أبو أمامة الباهلي (1) كلاهما عن النبي صلى الله عليه وآله في خبر طويل واللفظ لابي امامة: أن الناس دخلوا على النبي صلى الله عليه وآله وهنؤوه بمولوده (2) ثم قام رجل في وسط الناس، فقال: بأبي أنت وامي يا رسول الله رأينا من علي عجبا في هذا اليوم. قال: وما رأيتم (منه) (3) ؟ قال: أتيناك لنسلم ونهنيك بمولودك الحسين عليه السلام فحجبنا عنك وأعلمنا أنه هبط عليك (4) مائة ألف ملك وأربعة وعشرون ألف ملك، فعجبنا من إحصائه عدة (5) الملائكة، فقال النبي صلى الله عليه وآله وأقبل بوجهه إليه متبسما: ما علمك أنه هبط علي مائة وأربعة وعشرون ألف ملك ؟ قال: بأبي أنت وامي يا رسول الله سمعت مائة ألف لغة، وأربعة وعشرين ألف لغة، فعلمت أنهم مائة وأربعة وعشرون ألف ملك. قال: زادك الله علما وحكما (6) يا أبا الحسن. (7)

السابع وثلاثمائة علمه عليه السلام بتفسير ما يقول الناقوس 443 ابن شهر اشوب وغيره، واللفظ لابن شهر اشوب: عن مصباح


(1) هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله نزيل حمص، روى عن النبي صلى الله عليه وآله، بايع تحت الشجرة، وروى حجة الوداع، مات سنة: 81. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: بمولود. (3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: عليه. (5) في المصدر: وعده. (6) في المصدر: وحلما. (7) مناقب آل أبي طالب: 2 / 55، عنه البحار: 40 / 170.


[ 124 ]

الواعظين (1) وجمهور أصحابنا، عن الحارث الاعور [ وزيد (2) وصعصعة ابني صوحان، والبراء بن سبرة، والاصبغ بن نباتة، وجابر بن شرحبيل (3)، ومحمود بن الكواء ] (4) أنه قال: (كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام خارج المدينة، فمررنا بديراني يضرب الناقوس، فقال لي: وما يقول الناس ؟ قلت: وما تقول الخشبة ؟ قال: إنه يضرب مثلا للدنيا وخرابها و) (5) يقول: سبحان الله حقا حقا، إن المول صمد يبقى، [ يحلم عنا رفقا رفقا، لولا حلمه كنا نشقى، ] (6) حقا حقا صدقا صدقا، [ إن المولى يسائلنا ويوافقنا ويحاسبنا، يا مولانا لا تهلكنا وتداركنا، واستخدمنا واستخلصنا، حلمك عنا قد جرأنا، يا مولانا عفوك عنا، ] (7) إن الدنيا قد غرتنا، واشتغلتنا واستهوتنا، واستلهتنا واستغوتنا، يا ابن الدنيا جمعا جمعا، يا ابن الدنيا مهلا مهلا، يا ابن الدينا دقا دقا، (وزنا وزنا،) (8) تفنى الدنيا قرنا قرنا، ما من يوم يمضي عنا، إلا يهوي منا ركنا، قد ضيعنا دارا تبقى، (واستوطنا دارا تفنى،) (9) تفني الدنيا (أهل الدنيا) (10)


(1) في المصدر والبحار: الواعظ، ولم نعثر على ترجمة للكتاب. (2) زيد بن صوحان بن حجر العبدي الكوفي أبو سليمان، كان من العلماء العباد، وذكر بعضهم أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله، قتل يوم الجمل. (سير أعلام النبلاء). (3) في البحار: شرجيل. (4) ما بين المعقوفين من المصدر والبحار. (5) ما بين القوسين ليس في المصدر والبحار. (6) من المصدر والبحار. (7) ما بين المعقوفين من المصدر والبحار، إلا كلمة (يا مولانا) فإنها ليست في المصدر. (8) ليس في المصدر. (9) ليس في نسخة (خ). (10) ليس في المصدر والبحار. (*)


[ 125 ]

قرنا قرنا [ قرنا قرنا، ] (1) كلا موتا كلا موتا، [ كلا موتا ] (2)، كلا دفنا (كلا دفنا) (3)، كلا فيها موتا، [ كلا فناء، كلا فيها ] (4) موتا، نقلا نقلا دفنا دفنا. يا ابن الدنيا مهلا مهلا، زن ما يأتي وزنا وزنا، لولا جهلي ما إن كانت، عندي الدنيا إلا سجنا، خيرا خيرا، شرا شرا، شيئا شيئا، حزنا حزنا (5) ماذا من ذا، كم ذا أم ذا، هذا أسنى، (ترجو تنجو، تخشى تردى،) (6) عجل قبل الموت الوزنا، ما من يوم يمضي عنا، إلا أوهن منا ركنا، إن المولى قد أنذرنا، إنا نحشر عزلا (7) بهما. قال: ثم انقطع صوت الناقوس، فسمع الديراني ذلك وأسلم وقال: إني وجدت في الكتاب أن في آخر الانبياء من يفسر ما يقول الناقوس. وروى هذا الحديث ابن بابويه في أماليه: بإسناده المتصل إلى الحارث الاعور. (8) 444 ورواه السيد الرضي في المناقب الفاخرة: بإسناد متصل إلى سعد بن ظريف، عن الاصبغ، عن أمير المؤمنين عليه السلام، وفي آخر روايته:


(1) و (2) من البحار. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: حسنا حسنا. (6) في الاصل: نخشى نردى، بالنون. (7) في البحار: عزلا. وفي الحديث (يحشر الناس يوم القيامة عراة حفاة عزلا) العزل: جمع الاعزل وهو الاقلف، كما في النهاية: 3 / 159. (8) مناقب آل أبي طالب: 2 / 56 وعنه البحار: 40 / 172 ضمن ح 54، وفي ح 14 / 334 ح 1 عن أمالي الصدوق رحمه الله: 187 ح 3 وعن معاني الاخبار: 23، وفي ج 41 / 312 ح 39 عن المناقب لابن شهر اشوب: 2 / 268 مختصرا. وأورد نحوه مرسلا الخطيب التبريزي في الكافي في العروض والقوافي: 139 - 140.


[ 126 ]

قال ابن الكوا وصعصعة وزيد بن صوحان والنزال بن سمرة والاصبغ بن نباتة وجابر بن شرحبيل: فكتبنا هذا الكلام وعرضناه على أسقف من أساقفة النصارى من دير الديلمي من أرض فارس، قد أتت عليه مائة وعشرون سنة. قال الاسقف: والله ما أخطأ منه كلمة ولا حرفا (واحدا) (1)، وإنه في الانجيل معروف، وإني لاجد في الانجيل اسم محمد صلى الله عليه وآله واسم علي، فقلنا: يا نصراني، وما اسم علي في الانجيل ؟ قال: إليا تفسيره يقول رب الانجيل: علي حكيم، فقلنا: واسم محمد اسمه الا امد الاحاماطيا (2) تفسيره يقول المسيح: إني ذاهب ويأتي بعدي نبي اسمه أحمد فآمنوا به، فإن الله تعالى يقول: محمد عبدي يفرق بين الحق والباطل، يهدي إلى صراط مستقيم. ثم قال الاسقف: سيروا بي إلى هذا الرجل الذي كتبتم عنه حديث الناقوس، فمضينا به إليه عليه السلام، فلما نظر إليه قال: هذا الذي ذكرتموه ؟ قلنا: نعم. قال: عرفت حقيقة صفته في الانجيل، وأنا أشهد أنه وصي ابن عمه. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: جئت لتؤمن حتى أزيدك رغبة في الاسلام ؟ فقال: نعم. فقال: انزع مدرعتك فأر أصحابي الشامة التي بين كتفيك. فقال الاسقف: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وشهق شهقة فمات فيها.


(1) ليس في نسخة (خ). (2) في نسخة (خ): الاماطيا، وفي العبارة سقط، وأظن أنه كان هكذا: فقلنا: واسم محمد ؟ فقال: اسمه...


[ 127 ]

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: عاش في الاسلام يسيرا، ويعمر في الجنة كثيرا. وروى خبر كلام الناقوس البرسي: عن عمار بن ياسر. (1)

الثامن وثلاثمائة أنه عليه السلام الامام المبين الذي أحصى الله جل جلاله فيه علم كل شئ والكتاب المبين هو وولده الائمة عليهم الصلاة والسلام 445 ابن بابويه: قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ، قال: حدثنا عيسى بن محمد العلوي، قال: حدثنا أحمد بن سلام الكوفي، قال: حدثنا الحسين (2) بن عبد الواحد، قال: حدثنا الحارث (3) بن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل بن صدقة، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: لما انزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله * (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) * (4) قام أبو بكر وعمر من مجلسهما فقالا: يا رسول الله هو التوراة ؟ قال: لا. قالا: فهو الانجيل ؟ قال: لا. قالا: فهو القرآن ؟ قال: لا. قال: فأقبل علي أمير المؤمنين عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:


(1) مشارق أنوار اليقين: 80. (2) في المصدر: الحسن. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: حرب. (4) يس: 12.


[ 128 ]

هو هذا انه الامام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شئ (1). (2) 446 محمد بن العباس: قال: حدثنا عبد الله بن أبي العلاء (3)، عن محمد بن الحسن بن شمون (4)، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن عبد الله ابن القاسم، عن صالح بن سهل (5)، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ: * (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) * (6) قال: في أمير المؤمنين عليه السلام. (7) 447 البرسي: عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية * (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) * قام رجلان، فقالا: يا رسول الله أهي التوراة ؟


(1) قال الصدوق رحمه الله في ذيل الحديث: سألت أبا بشر اللغوي بمدينة السلام عن معنى الامام، فقال: الامام في لغة العرب، هو المتقدم بالناس، والامام هو المطمر، وهو التر الذي يبنى عليه البناء، والامام هو الذهب الذي يجعل في دار الضرب ليؤخذ عليه العيار، والامام هو الخيط الذي يجمع حبات العقد، والامام هو الدليل في السفر في ظلمة الليل، والامام هو السهم الذي يجعل مثالا يعمل عليه السهام. (2) معاني الاخبار: 95 ح 1، وعنه البحار: 35 / 427 ح 2 وتأويل الآيات: 2 / 489 ح 3 والبرهان: 4 / 6 ح 6. وأورده الصدوق في أماليه: 144 ح 5. (3) هو عبد الله بن النجاشي بن عثيم بن سمعان أبو بجير الاسدي النصري، يروي عن أبي عبد الله عليه السلام. (4) هو محمد بن الحسن بن شمون أبو جعفر البغدادي الواقفي، عاش 114 سنة، ومات سنة: 258. (رجال النجاشي). (5) هو صالح بن سهل الهمداني، عده الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الباقر عليه السلام واخرى من أصحاب الصادق عليه السلام ووثقه السيد الخوئي قدس سره كما وثقه ابن قولويه وعلي بن إبراهيم القمي. (6) يس: 12 (7) تأويل الآيات الظاهرة: 2 / 487 ح 2 وعنه البحار: 24 / 158 ح 24 البرهان: 4 / 6 ح 7.


[ 129 ]

قال: لا. قالا: فهو الانجيل ؟ قال: لا. قالا: فهو القرآن ؟ قال: لا. فأقبل أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: هو هذا الذي أحصى الله فيه علم كل شئ وإن السعيد كل السعيد من أحب عليا في حياته وبعد وفاته، و (إن) (1) الشقي كل الشقي من أبغض هذا في حياته وبعد وفاته. (2) 448 الشيخ في كتاب مصباح الانوار: بإسناده عن رجاله مرفوعا إلى المفضل بن عمر، قال: دخلت على الصادق عليه السلام ذات يوم، فقال لي: يا مفضل، [ هل ] (3) عرفت محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام كنه معرفتهم ؟ قلت: يا سيدي وما كنه معرفتهم ؟ قال: يا مفضل، تعلم أنهم في طير عن الخلائق بجنب الروضة (الخضراء) (4). فمن عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا (5) في النسام الاعلى. قال: قلت: عرفني ذلك يا سيدي. قال [ لي ] (6): يا مفضل، تعلم أنهم علموا ما خلق الله عزوجل وذرأه وبرأه،


(1) ليس في المصدر. (2) مشارق أنوار اليقين: 55. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر، وفي التأويل: الخضرة. (5) كذا في المصدر وتأويل الآيات، وفي الاصل: معنا. (6) من المصدر.


[ 130 ]

وأنهم كلمة التقوى، وخزناء (1) السموات والارضين والجبال والرمال والبحار، وعرفوا كم في السماء [ من ] (2) نجم وملك، و [ علموا ] (3) وزن الجبال، وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها، وما تسقط من ورقة إلا علموها، * (ولاحبة في ظلمات الارض ولارطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) * (4) وهو في علمهم وقد علموا ذلك. فقلت: يا سيدي، قد علمت ذلك، وأقررت به وآمنت. قال: نعم يا مفضل، نعم يا مكرم، نعم يا طيب، نعم يا محبور، طبت وطابت لك الجنة ولكل مؤمن بها. (5) 449 علي بن إبراهيم في تفسيره: قال: حدثنا جعفر بن أحمد، قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم، قال: حدثنا محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله لنبيه صلى الله عليه واله: * (ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا) * يعني عليا وعلي هو النور. فقال: * (نهدي به من نشاء من عبادنا) * يعني عليا عليه السلام هدى به من هدي من خلقه. [ قال: ] (6) وقال [ الله ] (7) لنبيه صلى الله عليه وآله: * (وانك لتهدي إلى صراط مستقيم) * يعني انك لتأمر بولاية أمير المؤمنين وتدعو إليها، وعلي هو الصراط المستقيم


(1) في تأويل الآيات: خزان السماوات والارض. (2) و (3) من المصدر. (4) الانعام: 59. (5) مصباح الانوار: 237 (مخطوط) وعنه تأويل الآيات الظاهرة: 2 / 488 ح 4 والبحار: 26 / 116 ح 22، والبرهان: 4 / 7 ح 8. (6) و (7) من المصدر.


[ 131 ]

* (صراط الله الذي له ما في السموات وما في الارض) * يعني عليا أنه جعله خازنه على ما في السموات وما في الارض من شئ وائتمنه عليه * (ألا إلى الله تصير الامور) * (1). (2) 450 محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد (3) والحسين بن السعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران (4)، عن عبد الله بن مسكان، عن زيد بن الوليد الخثعمي، عن أبي الربيع الشامي (5) قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل * (وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولاحبة في ظلمات الارض ولارطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) * (6). قال: فقال: الورقة: السقط، والحبة: الولد، وظلمات الارض: الارحام، والرطب: ما يحيى من (7) الناس، واليابس: ما يقبض (8)، وكل ذلك في إمام مبين. (9)


(1) الشورى: 52 - 53. (2) تفسير القمي: 2 / 279 - 280 وقطعة منه في البحار: 67 / 28. (3) محمد بن خالد البرقي، عده الشيخ والبرقي في رجالهما من أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام ووثقاه. (4) يحيى بن عمران الحلبي، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ثقة ثقة، صحيح الحديث، له كتاب يرويه عدة كثيرة من أصحابنا. (رجال النجاشي). (5) هو أبو الربيع الشامي العنزي خليد بن أوفى على تعبير النجاشي رحمه الله وخالد بن أوفى على تعبير الآخرين، من أصحاب الصادق عليه السلام واعتمد عليه أكثر الاصحاب. (رجال السيد الخوئي). (6) الانعام: 59 (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: به. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل مصحف. (9) الكافي 8 / 248 ح 349.


[ 132 ]

451 محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: بإسناده عن الحسين بن خالد (1) قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله * (ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولاحبة في ظلمات الارض ولارطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) * فقال: الورقة السقط، يسقط من بطن امه من قبل أن يهل الولد. قال: فقلت: وقوله. * (ولاحبة) *. قال: يعني الولد في بطن امه إذا هل ويسقط من قبل الولادة. قال: قلت: قوله: * (ولارطب) *. يعني المضغة إذا اسكنت في الرحم قبل أن يتم خلقها قبل أن ينتقل. قال: قلت: قوله * (ولا يابس) *. قال الولد التام. قال: قلت: وقوله: * (في كتاب مبين) *. قال: في إمام مبين. (2)

التاسع وثلاثمائة إحصاؤه عليه السلام النمل الكثير والذكر والانثى 452 الشيخ في كتاب مصباح الانوار: عن أبي ذر، قال: كنت سائرا في اغراض أمير المؤمنين عليه السلام إذ مررنا بواد ونمله كالسيل الساري، فذهلت مما رأيت، فقلت: الله أكبر جل محصيه.


(1) هو من أصحاب الكاظم عليه السلام، روى عن الرضا عليه السلام وروى عنه علي بن إبراهيم، وهو مردد بين الخفاف والصيرفي. (معجم رجال الحديث). (2) تفسير العياشي: 1 / 361 ح 29، عنه البحار: 4 / 190 ح 36، والبرهان: 1 / 528 ح 5، وذيله في الصافي: 2 / 125 عنه وعن الكافي المتقدم ذكره، ومعاني الاخبار: 215 ح 1 بسنده آخر، وتفسير القمي: 1 / 203.


[ 133 ]

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تقل ذلك يا أبا ذر، ولكن قل: جل بارؤه، فوالذي صورك اني احصي عددهم، وأعلم الذكر منهم والانثى بإذن الله عزوجل. (1)

 

العاشر والثلاثمائة مثل سابقه 453 الشيخ البرسي: عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: كنت (مع) (2) أمير المؤمنين عليه السلام في بعض غزاوته فمررنا بواد مملوء نملا، فقلت، يا أمير المؤمنين أترى (يكون) (3) أحدا من خلق الله يعلم كم عدد هذا المنل ؟ قال: نعم يا عمار، أنا أعرف رجلا يعلم (4) كم عدده، وكم فيه ذكر، وكم فيه انثى. فقلت: ومن ذلك الرجل، يا مولاي ؟ فقال: (يا عمار) (5) أما قرأت في سورة يس * (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) * (6) ؟ فقلت: [ بلى ] (7) يا مولاي. قال: أنا ذلك الامام المبين. (8)


(1) تأويل الآيات: 2 / 490 ح 8 والبرهان: 4 / 7 ح 9 عن مصباح الانوار. (2) في الروضة: عند. (3) ليس في المصدر. (4) في الروضة: يعرف. (5) ليس في المصدر. (6) يس: 12. (7) من الروضة. (8) الروضة لشاذان بن جبرائيل: 2 (مخطوط) وعنه البحار: 40 / 176 ح 58 وعن الفضائل له: 94.