كتاب مدينة المعاجز

الجزء الثاني

 

 

[ 134 ]

 

الحادي عشر وثلاثمائة أنه عليه السلام أعلم من موسى والخضر عليهما السلام وهو خبر الطائر 454 السيد ولي بن نعمة الله الحسيني الرضوي الحائري (1) في كتابه المعمول في تفضيل علي عليه السلام على اولي العزم: قال: ذكر في الكتاب الاربعين (2): عن عمار بن خالد (3)، عن إسحاق الارزق (4)، عن عبد الملك بن [ أبي ] (5) سليمان، قال: وجد في ذخيرة حواري عيسى عليه السلام في رق مكتوب بالقلم السرياني منقولا من التوارة، وذلك لما تشاجر موسى والخضر عليهما السلام في قصة السفينة والغلام والجدار، ورجع موسى إلى قومه فسأله أخوه هارون عما استعمله من الخضر، وشاهده من عجائب البحر. فقال موسى عليه السلام: بينا أنا والخضر على شاطئ البحر إذ سقط بين أيدينا


(1) هو السيد الفاضل ولي الله بن نعمة الله الحسيني الرضوي الحائري كان من معاصري والد الشيخ البهائي قدس سره وله مصنفات منها (كنز المطالب في فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام، ومنها منهاج أو منهج الحق واليقين في تفضيل أمير المؤمنين على سائر الانبياء والمرسلين) وأظنه هو نفس الكتاب المنقول عنه هذا الحديث ولم نعثر عليه. (2) هو للسيد الحسين بن دحية بن خليفة الكلبي بإسناده عن عمار بن خالد... كما في البحار: لكنه يقول: من رياض الجنان أخذه من أربعين... (3) عمار بن خالد بن يزيد بن دينار الواسطي التمار أبو الفضل، ويقال أبو إسماعيل، مات سنة: 260. (تهذيب التهذيب). (4) إسحاق بن يوسف بن مرداس القرشي المخزومي أبو محمد الواسطي المعروف بالارزق، روى عن عبد الملك بن أبي سليمان وغيره، وروى عنه عمار بن خالد الواسطي، مات سنة 195. (تهذيب الكمال). (5) عبد الملك بن أبي سليمان: ميسرة أبو محمد أو أبو سليمان، وقيل: أبو عبد الله العرزمي، مات سنة: 145. (تهذيب التهذيب).


[ 135 ]

طائر، وأخذ في منقاره قطرة من ماء البحر، ورمى بها نحو المشرق. وأخذ منه ثانية ورمى بها نحو المغرب. ثم أخذ ثالثة ورمى بها نحو السماء. ثم أخذ رابعة ورمى بها نحو الارض. ثم أخذ خامسة وألقاها في البحر، فبهت أنا والخضر عليه السلام من ذلك وسألته عنه، فقال: لاأعلم، فبينما نحن كذلك وإذا بصياد يصيد في البحر، فنظر الينا فقال: مالي أراكما في فكرة من أمر الطائر ؟ فقلنا: هو كذلك. فقال: أنا رجل صياد، وقد علمت إشارته، وأنتما نبيان لا تعلمان ؟ ! فقلنا: لا نعلم إلا ما علمنا الله عزوجل. فقال: هذا الطائر يمسى مسلما لانه إذا صاح يقول في صياحه: مسلم [ مسلم ] (1)، وإشارته برمي الماء من منقاره نحو المشرق والمغرب والسماء والارض وفي البحر يقول: يأتي في آخر الزمان نبي يكون علم أهل المشرق والمغرب، والسماوات والارض عند علمه مثل هذه القطرة الملقاة في هذا البحر، ويرث علمه ابن عمه ووصيه علي بن أبي طالب عليه السلام، فعند ذلك سكن ما كنا فيه من التشاجر، واستقل كل واحد منا علمه (2). (3) قلت: في بعض روايات هذا الحديث: ثم أخذ خامسة فرمى بها إلى البحر، وجعل يرفرف وطار، فبقينا مبهوتين ما نعلم ما أراد الطائر بفعله، فبينما نحن


(1) من تأويل الآيات. (2) زاد في تأويل الآيات: بعد أن كنا معجبين بأنفسنا ثم غاب عنا فعلمنا أنه ملك بعثه الله إلينا ليعرفنا نقصنا حيث ادعينا الكمال. (3) أخرجه في تأويل الآيات: 1 / 104 ح 9 عن كتاب الاربعين... وأخرجه في البحار: 13 / 312 ح 52 عن رياض لجنان... وعن تأويل الآيات، وفي ج 26 / 199 ح 12 عن المحتضر: 100 باختلاف يسير.


[ 136 ]

كذلك إذ بعث الله ملكا في صورة آدمي، فقال: مالي أراكم مبهوتين ؟ قلنا له: فيما أراد الطائر بفعله ؟ (قال:) (1) أو ما تعلمون ما أراد الطائر ؟ قلنا له: الله أعلم. قال لهما: تعلمان ما أراد الطائر، فإنه قال: وحق من شرق المشرق، وغرب المغرب ورفع السماء، ودحا الارض ليبعثن الله في آخر الزمان نبيا اسمه محمد صلى الله عليه وآله، له وصي اسمه علي عليه السلام، وعلمكما جميعا في علمه مثل هذه النقطة في (هذا) (2) البحر.

الثاني عشر وثلاثمائة إخباره عليه السلام رسول عائشة بما قالت له 455 محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد والحسن بن علي ابن النعمان (3)، عن أبيه علي بن النعمان (4)، عن محمد بن سنان يرفعه قال: إن عائشة قالت، التمسوا لي رجلا شديد العداوة لهذا الرجل حتى أبعثه إليه. قال: فاتيت به، فمثل بين يديها، فرفعت إليه رأسها، فقال له: ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل ؟ [ قال: ] (5) فقال [ لها ] (6): كثيرا ما أتمنى على ربي انه (هو) (7) وأصحابه في


(1) ليس في نسخة (خ). (3) الحسن بن علي بن النعمان مولى بني هاشم، ثقة ثبت، له كتاب النوادر، (رجال النجاشي). (4) علي بن النعمان الاعلم النخعي أبو الحسن مولاهم، كوفي روى عن الرضا عليه السلام وأخوه داود أعلا منه، وكان ثقة، وجها، ثبتا، صحيحا، واضح الطريقة، له كتاب يرويه جماعة. (رجال النجاشي). (5) من المصدر والبحار. (6) من الصمدر. (7) ليس في المصدر والبحار.


[ 137 ]

وسطي فضربت ضربة بالسيف يسبق (1) السيف الدم. قالت: فأنت له، فاذهب بكتابي هذا فادفعه إلى ضاعنا رأيته أو مقيما، أما إنك إن رأيته راكبا (2) على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله متنكبا قوسه، معلقا كنانته على قربوس سرجه، وأصحابه خلفه كأنهم طير صواف، فتعطيه كتابي هذا، وإن عرض عليك طعامه وشرابه فلا تناولن منه شيئا فإن فيه السحر ! ! قال: فاستقبلته راكبا (كما قالت) (3) فناولته الكتاب، ففض خاتمه، ثم قرأه، فقال: تبلغ إلى منزلنا فتصيب من طعامنا وشرابنا فنكتب جواب كتابك. فقال: هذا والله ما لا يكون ؟ قال: فسار خلفه (4) فأحدق به أصحابه، ثم قال له: أسألك ؟ قال: نعم، قال: وتجييني ؟ قال: نعم. قال: فنشدتك الله (5) هل قالت: التمسوا لي رجلا (شديد العدواة لهذا الرجل فاتي) (6) بك، فقالت لك: ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل ؟ فقلت: كثيرا ما أتمنى على ربي أنه وأصحابه في وسطي، واني ضربت ضربة [ بالسيف ] (7) يسبق السيف الدم ؟ قال: اللهم نعم قال: فنشدتك الله، أقالت لك: اذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ضاعنا كان


(1) كذا في البحار، وفى المصدر يصبغ فسبق، وفي الاصل: فسبق. (2) في البحار: إن رأيته ظاعنا رأيته راكبا. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) في البحار: فساء خلقه. (5) في المصدر: نشدتك بالله. (6) في المصدر والبحار: شديدا عداوته... فأتوها. (7) من الصمدر والبحار.


[ 138 ]

أو مقيما، أما إنك إن (1) رأيته راكبا (2) بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله متنكبا قوسه، معلقا كنانته بقربوس سرجه، وأصحابه خلفه كأنهم طير صواف [ فتعطيه كتابي هذا ] (3) ؟ قال: اللهم نعم. قال: فنشدتك بالله، هل قالت لك: إن عرض عليك طعامه وشرابه فلاتناولن [ منه ] (4) شيئا فإن فيه السحر ؟ قال: اللهم نعم. قال: فمبلغ أنت عني ؟ فقال: اللهم نعم، فإني قد أتيتك وما في الارض خلق أبغض إلي منك، وأنا الساعة ما في الارض (خلق) (5) أحب إلي منك، فمر لى بما شئت. قال: ارجع إليها بكتابي (6) هذا، وقل لها: ما أطعت الله ولا رسوله حيث أمرك الله بلزوم بيتك، فخرجت ترددين في العساكر (7)، وقل لهما: ما أنصفتما الله ولا رسوله (8) حيث خلفتم حلائلكم في بيوتكم وأخرجتم حليلة رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: فجاء بكتابه (فطرحه) (9) إليها وأبلغها مقالته، ثم رجع إليه فاصيب بصفين.


(1) ليس في نسخة (خ). (2) في البحار: ظاعنا رأيته راكبا على... (3) و (4) من الصمدر. (5) ليس في البحار. (6) في المصدر: كتابي. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: بالعسكر. (8) كذا في البحار، وفي المصدر والاصل الضمائر كلها بصيغة الجمع. (9) في المصدر والبحار: حتى طرحه.


[ 139 ]

فقالت: ما نبعث إليه بأحد إلا أفسده علينا. (1)

الثالث عشر وثلاثمائة إخباره عليه السلام رسول طلحة والزبير بما أرسلا به إليه، وما قالا له 456 محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن سلام بن عبد الله ومحمد بن الحسن وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد. وأبو علي الاشعري، عن محمد بن حسان (2) جميعا، عن محمد بن علي، عن علي بن أسباط، عن سلام بن عبد الله الهاشمي، قال: محمد بن علي وقد سمعته منه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بعث طلحة والزبير رجلا من عبد قيس يقال له: خداش إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقالا له: إنا نبعثك إلى رجل طال ما كنا نعرفه وأهل بيته بالسحر والكهانة، وأنت أوثق من بحضرتنا من أنفسنا [ من ] (3) أن تمتنع من ذلك [ منه ] (4) وأن تحاجه لنا حتى تقفه على أمر معلوم. واعلم أنه أعظم الناس دعوى فلا يكسرنك ذلك عنه، ومن الابواب التي يخدع الناس بها الطعام والشراب والعسل والدهن وأن يخالي الرجل، فلا تأكل له طعاما، ولاشترب له شرابا، ولا تمس له عسلا ولادهنا، ولا تخل معه، واحذر هذا


(1) بصائر الدرجات: 243 ح 4. وأورده ابن شهر اشوب في المناقب: 2 / 260 باختصار والبحار: 32 / 108 ح 8 عنهما وعن الخرائج 2 / 724 ح 28. (2) محمد بن حسان الرازي: عده الشيخ من أصحاب الهادي عليه السلام (رجال الشيخ). (3) من المصدر والبحار. (4) من البحار.


[ 140 ]

كله منه، وانطلق على بركة الله تعالى، فإذا رأيته فاقرأ آية السخرة، وتعوذ بالله من كيده وكيد الشيطان، فإذا جلست إليه فلا تمكنه من بصرك كله، ولا تستأنس به. ثم قل له إن أخويك في الدين، وابني عميك (1) (في القرابة) (2) يناشدانك القطيعة، ويقولان لك: أما تعلم إنا تركنا الناس لك، وخالفنا عشائرنا فيك منذ قبض الله عزوجل محمدا صلى الله عليه وآله، فلما نلت أدنى (مناك) (3)، ضيعت حرمتنا، وقطعت رجاءنا، ثم قد رأيت أفعالنا فيك وقدرتنا على النأي عنك، وسعة البلاد دونك، وإن من كان يصرفك عنا وعن صلتنا كان أقل لك نفعا، وأضعف عنك دفعا منا، وقد وضح الصبح لذي عينين، وقد بلغنا عنك انتهاك لنا ودعاء علينا، فما الذي يحملك على ذلك ؟ ! فقد كنا نرى إنك أشجع فرسان العرب، أتتخذ اللعن لنا دينا، وترى أن ذلك يكسرنا عنك. فلما أتى خداش (إلى) (4) أمير المؤمنين عليه السلام صنع ما أمراه، فلما نظر إليه علي عليه السلام وهو يناجي نفسه ضحك، وقال: هاهنا يا أخا عبد قيس وأشار له إلى مجلس قريب منه. فقال: ما أوسع المكان، اريد أن اؤدي إليك رسالة. قال: بل تطعم وتشرب وتحل (5) ثيابك وتدهن، ثم تؤدي رسالتك، قم يا قنبر فأنزله. قال: ما بي إلى شئ مما ذكرت حاجة، قال فأخلو بك ؟ قال: كل سر لي علانية.


(1) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: عمك. (2) ليس في البحار، (3) في المصدر والبحار: مثال. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) في البحار: تخلى.


[ 141 ]

قال: فانشدك بالله الذي هو أقرب إليك من نفسك، الحائل بينك وبين قلبك، الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، أتقدم إليك الزبير بما عرضت عليك ؟ قال: اللهم نعم. قال: لو كتمت بعد ما سألتك ما ارتد إليك طرفك، فانشدك (1) الله هل علمك كلاما تقوله إذا أتيتني ؟ قال: اللهم نعم. قال علي عليه السلام آية السخرة ؟ قال: نعم. قال: فاقرأها (2)، فقرأها، وجعل علي عليه السلام يكررها [ عليه ] (3) ويرددها ويصحح (4) عليه إذا أخطأ حتى إذا قرأها سبعين مرة، قال الرجل: ما يرى أمير المؤمنين عليه السلام أمره بترددها سبعين مرة (5) ؟ فقال له: أتجد قلبك اطمأن ؟ قال: إي والذي نفسي بيده. قال: فما قالا لك ؟ فأخبره. فقال: قل لهما: كفى بمنطقكما حجة عليكما ولكن الله لا يهدي القوم الظالمين، وزعمتما أنكما أخواي في الدين، وابنا عمي في النسب، فأما النسب فلا أنكره وإن كان النسب مقطوعا إلا ما وصله الله بالاسلام. وأما قولكما: إنكما أخواي في الدين، فإن كنتما صادقين فقد فارقتما كتاب


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فأنشدتك. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فاقرأ. (3) من البحار. (4) في المصدر والبحار: ويفتح. (5) الآية في سورة الاعراف: 54 - 56 (إن ربكم...).


[ 142 ]

الله عزوجل وعصيتما أمره بأفعالكما في أخيكما في الدين، وإلا فقد كذبتما وافتريتما بادعائكما أنكما أخواي في الدين. وأما مفارقتكما الناس منذ قبض الله محمدا صلى الله عليه وآله فإن كنتما فارقتماهم بحق فقد نقضتما ذلك الحق بفراقكما إياي [ أخيرا ] (1) وإن فارقتماهم بباطل فقد وقع إثم ذلك الباطل عليكما مع الحدث الذي أحدثتما، مع أن صفقتكما (2) بمفارقتكما الناس [ لم تكن ] (3) إلا لطمع الدنيا، زعمتما وذلك قولكما: (فقطعت رجاءنا) لا تعيبان بحمد الله [ علي ] (4) من ديني شيئا. وأما الذي صرفني عن صلتكما، فالذي صرفكما عن الحق، وحملكما على خلعه من رقابكما كما يخلع الحرون بلجامه، وهو الله ربي لا اشرك به شيئا، فلا تقولا: [ هو ] (5) أقل نفعا، وأضعف دفعا، فتستحقا اسم الشرك مع النفاق. وأما قولكما: إني أشجع فرسان العرب، وهربكما من لعني ودعائي، فإن لكل موقف عملا إذا اختلفت الاسنة، وماجت لبود الخيل وملا (6) سحرا كما أجوافكما، فثم يكفيني الله بكمال القلب. وأما إلا أبيتما بأني أدعو الله فلا تجزعا من أن يدعو عليكما رجل ساحر من قوم سحرة (كما) (7) زعمتما، [ ثم قال: ] (8) اللهم اقعص الزبير بشر قتلة، واسفك


(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: صفتكما. (3) من المصدر والبحار. (4) من البحار. (5) من البحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: استخلفت... ما جبت... ومار. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) من البحار.


[ 143 ]

دمه على ضلالة، وعرف طلحة المذلة، وادخر لهما في الآخرة شرا من ذلك، إن كانا ظلماني، وافتريا علي، وكتما شهادتهما، وعصياك (1) وعصيا رسولك في قل: آمين، (ثم) (2) قال خداش: آمين. ثم قال خداش لنفسه: والله ما رأيت لحية قط أبين خطأ منك، حامل حجة ينقض بعضها بعضا لم يجعل الله لها مسلكا (3)، أنا أبرأ إلى الله منهما. [ ثم ] (4) قال علي عليه السلام: ارجع إليهما واعلمهما ما قلت. قال: لا والله حتى تسأل الله أن يردني إليك عاجلا، وأن يوفقني لرضاه فيك ! ! ففعل، فلم يلبث أن انصرف، وقتل معه يوم الجمل رحمه الله. (5)

الرابع عشر وثلاثمائة إخباره عليه السلام مما انطوى عليه طلحة والزبير حين استأذناه للخروج للعمرة من النكث والغدر 457 الراوندي: روي عن عيسى بن عبد الله الهاشمي (6)، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام قال: لما رجع الامر إليه أمر أبا الهيثم بن التيهان، وعمار بن ياسر، وعبيد الله بن أبي رافع، فقال: اجمعوا الناس، ثم انظروا إلى ما في


(1) في البحار: عصياني. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر: مساكا، وفي البحار: سماكا. (4) من البحار. (5) الاصول من الكافي: 1 / 343 ح 1 وعنه البحار: 32 / 128 ح 105، وللمجلسي رحمه الله بيان مفيد جدا في ذيل الحديث، فراجعه وكذلك مرآة العقول: 4 / 62 ح 1. (6) عيسى بن عبد الله الهاشمي وهو أما عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عليه السلام وأما عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين عليهما السلام. (معجم رجال الحديث).


[ 144 ]

بيت مالكم فاقسموا بينهم بالسوية، [ فحسبوا ] (1) فوجدوا نصيب كل واحد [ منهم ] (2) ثلاثة دنانير، فأمرهم يقعدون للناس ويعطونهم. قال: وأخذ مكتلة (3) ومسحاة، ثم انطلق إلى بئر الملك (4)، فعمل فيها، فأخذ الناس ذلك القسم حتى بلغوا الزبير، وطلحة، و عبد الله بن عمر أمسكوا بأيديهم وقالوا: هذا منكم أو من صاحبكم ؟ قالوا: بل هذا أمره، ولا نعمل إلا بأمره. قالوا: فاستأذنوا لنا عليه. فقالوا: ما عليه إذن، هو ذا ببئر الملك يعمل. فركبوا دوابهم حتى جاؤا إليه، فوجدوه في الشمس، ومعه أجير له يعينه، فقالوا له: إن الشمس حارة (5)، فارتفع معنا إلى الظل، فارتفع معهم إليه. فقالوا [ له ] (6): لنا قرابة من نبي الله، وسابقة وجهاد، وإنك أعطينا بالسوية، ولم يكن عمر ولا عثمان يعطوننا بالسوية، كانوا يفضلوننا على غيرنا. فقال علي عليه السلام: أيهما عند كم أفضل، عمر، أو أبو بكر ؟ قالوا: أبو بكر. قال: هذا قسم أبي بكر، وإلا فدعوا أبا بكر وغيره، فهذا كتاب الله فانظروا مالكم من حق فخذوه. قالا: فسابقتنا ! قال: أنتما أسبق مني بسابقتي ؟ قالوا: لا، قالوا: قرابتنا بالنبي ؟ قال: (أنتما) (7) أقرب من قرابتي ؟ قالوا: لا [ فقالوا: فجهادنا ] (8).


(1) من المصدر. (2) من المصدر والبحار. (3) أي زنبيل من خوص. (4) بئر الملك: بالمدينة، منسوبة إلى تبع. (معجم البلدان). (5) في المصدر: آذتنا. (6) من المصدر والبحار. (7) ليس في المصدر. (8) من المصدر.


[ 145 ]

قال: (جهادكم) (1) أعظم من جهادي ؟ قالوا: لا. قال: فوالله ما أنا في هذا المال وأجيري هذا إلا بمنزلة سواء. قالا: أفتأذن (2) لنا في العمرة ؟ قال: ما العمرة تريدان، وإني لاعلم أمركم وشأنكم، فاذهبا حيث شئتما فلما وليا، قال: * (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) *. (3) 458 السيد الرضي في الخصائص: بإسناده عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: [ لما ] (4) قدم عبد الله بن عامر بن كريز (5) المدينة ولقي طلحة والزبير، فقال لهما: بايعتما علي بن أبي طالب عليه السلام ؟ (قالا: نعم) (6). فقال: أما والله لا يزال ينتظر بها الحبالى من بني هاشم، ومتى تصير إليكما، أما والله على ذلك ما جئت حتى ضربت على أيدي أربعة آلاف من أهل البصرة كلهم يطلبون بدم عثمان فدونكما فاستقيلا أمركما.


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) في المصدر: فتأذن. (3) الخرائج للراوندي: 1 / 186 ح 21، عنه البحار: 32 / 110 ح 85 وج 41 / 299 ح 29 عن الخرائج: 1 / 199 ح 39. وانظر إرشاد المفيد: 166، وإعلام الورى: 173، ومنهاج الكرامة للحلي: 108، والمستجاد (مجموعة نفيسة): 125 / 415، ومناقب ابن شهر اشوب: 2 / 262، وحلية الابرار: 2 / 257 ح 10، وغير ذلك من المصادر. (4) من المصدر. (5) عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب من عمال عثمان ومعاوية ومن أصحاب الجمل، ولاه عثمان على البصرة، ومات سنة: 58. (6) ليس في المصدر.


[ 146 ]

فأتيا عليا عليه السلام فقالا له: أتأذن (1) لنا في العمرة ؟ فقال: والله إنكما تريدان العمرة، وما تريدان نكثا ولافراقا لامتكما وعليكما بذلك أشد ما أخذ الله على النبيين من ميثاق ؟ قالا: نعم. قال: انطلقا فقد أذنت لكما، قال: فمشيا ساعة، ثم قال: ردوهما فأخذ عليهما مثل ذلك. ثم قال: انطلقا فإني قد أذنت لكما، فانطلقا حتى أتيا الباب، فقال: ردوهما الثالثة. ثم قال: والله إنكم تريدان العمرة وما تريدان نكث بيعتكما ولا فراق امتكما وعليكما بذلك أشد ما أخذ الله على النبيين من ميثاق، والله عليكما [ لذلك ] (2) راع كفيل، قال: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد، اذهبا وانطلقا، والله لا أراكما إلا في فئة تقاتلني. (3)

الخامس عشر وثلاثمائة علمه عليه السلام أن الخوارج يقتلون قبل الخروج من النهروان 459 محمد بن يعقوب: عن علي (4) بن محمد ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، وأبو علي الاشعري، عن محمد بن حسان جميعا، عن محمد بن علي، عن نصر بن مزاحم (5) عن عمر بن سعد (6)،، عن جراح بن


(1) في المصدر: ائذن. (2) من المصدر. (3) الخصائص للسيد الرضي: 61 - 62. راجع شرح النهج لابن ابي الحديد: 1 / 235 232، واعيان الشيعة: 1 / 448، وغزوات امير المؤمنين: 54، واعلام الورى: 173، وشروح النهج. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: الحسين. (5) نصر بن مزاحم المنقري العطار أبو المفضل، كوفي مستقيم الطريقة، صالح الامر،.. كتبه حسان، منها: كتاب =


[ 147 ]

عبد الله (1) عن رافع بن سلمة (2) قال: كنت مع علي بن أبي طالب عليه السلام يوم النهروان، فبينا علي عليه السلام جالس إذ جاءه (3) فارس، فقال: السلام عليك يا علي. فقال له علي عليه السلام: وعليك السلام، مالك ثكلتك امك لم تسلم علي بإمرة المؤمنين ؟ قال: بلى سأخبرك عن ذلك، كنت إذ كنت على الحق بصفين، فلما حكمت الحكمين برئت منك وسميتك مشركا، فأصبحت لا أدري إلى أين أصرف ولايتي، والله لئن أعرف هداك من ضلالتك أحب إلي من الدنيا وما فيها. فقال له علي عليه السلام ثكلتك امك قف مني قريبا اريك علامات الهدى من علامات الضلالة، فوقف الرجل قريبا منه، فبينما هو كذلك إذا أقبل فارس يركض حتى أتى عليا عليه السلام. فقال (له) (4): يا أمير المؤمنين، أبشر بالفتح أقر الله عينيك، قد والله قتل القوم أجمعون، فقال له: من دون النهر أو من خلفه ؟ قال: بل من دونه. فقال: كذبت والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة لا يعبرون أبدا


= الجمل، وكتاب صفين، وكتاب النهروان، وكتاب الغارات، ومات سنة: 212. (رجال النجاشي). (6) عمر بن سعد بن أبي الصيد الاسدي، قال في ميزان الاعتدال: شيعي بغيض، قال أبو حاتم: متروك الحديث لتشيعه، كذا في كتاب صفين، وفي الاصل: عمرو، وهو تصحيف. (1) الجراح بن عبد الله المدني، من أصحاب الصادق عليه السلام روى عن رافع بن سلمة، وروى عنه عمر بن سعد. (معجم الرجال). (2) رافع بن سلمة، أبو سفيان البجلي، يعد من الكوفيين، سمع علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه وشهد معه حرب الخوارج بالنهروان، روى عنه جراح بن عبد الله الكوفي (تاريخ بغداد). (3) في المصدر: جاء (4) ليس في المصدر.


[ 148 ]

حتى يقتلوا. فقال الرجل: فازددت فيه بصيرة، فجاء آخر يركض على فرس له، فقال له مثل ذلك، فرد عليه أمير المؤمينن عليه السلام مثل الذي رد على صاحبه. قال الرجل الشاك: وهممت أن أحمل على علي عليه السلام فأفلق هامته بالسيف، ثم جاء فارسان يركضان قد أعرقا فرسيهما، فقالا (له) (1). أقر الله عينك يا أمير المؤمنين، أبشر بالفتح قد والله قتل القوم أجمعون. فقال علي عليه السلام: أمن خلف النهر أو من دونه ؟ قال: بل من خلفه، إنهم لما اقتحموا خيلهم النهروان وضرب الماء لباب (2) خيولهم رجعوا فاصيبوا. فقال: أمير المؤمنين عليه السلام: صدقتما، فنزل الرجل عن فرسه، فأخذ بيد أمير المؤمنين عليه السلام وبرجله فقبلهما، فقال علي عليه السلام هذه لك آية. (3)

السادس عشر وثلاثمائة إخباره عليه السلام بذي الثدية 460 السيد الرضي في الخصائص: بإسناد مرفوع إلى جندب بن عبد الله البجلي (4)، قال: دخلني يوم النهروان شك، فاعتزلت، وذلك إني رأيت القوم أصحاب البرانس، وراياتهم المصاحف، حتى هممت أن أتحول إليهم، فبينا أنا مقيم متحير إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام، حتى جلس إلي، فبينا نحن كذلك إذ جاء


(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: لبات، وهو تصحيف ما أثبتناه، وهو الوهدة بين الصدر والعنق. (3) الكافي 1 / 345 ح 2، ومرآة العقول: 4 / 74 - 78. (4) جندب بن عبد الله الازدي من أصحاب علي عليه السلام شهد معه بصفين والنهروان وشهد له ولاويس القرني وزيد بن صوحان بالجنة ولم يرهم، وقتل مع علي عليه السلام بصفين، وقيل: مات بعده عليه السلام. (معجم الرجال وتهذيب التهذيب).


[ 149 ]

فارس يركض، فقال: يا أمير المؤمنين ما يقعدك وقد عبر القوم ؟ قال: أنت رأيتهم ؟ قال: نعم. قال: والله ما عبروا، ولا يعبرون أبدا. فقلت في نفسي: الله أكبر كفى بالمرء شاهدا على نفسه، والله لئن كانوا عبروا (لاقاتلنه قتالا لا ألوى فيه جهدا، ولئن لم يعبروا لاقاتلن أهل النهروان قتالا يعلم الله بن أني (غضبت له) (1). ثم لم ألبث أن جاء فارس آخر يركض ويلمع بسوطه، فلما انتهي إليه قال: يا أمير المؤمنين، ما جئت حتى عبروا كلهم، وهذه نواصي خيلهم قد أقبلت. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: صدق الله ورسوله، وكذبت، ما عبروا ولن يعبروا، ثم نادى في الخيل، فركب (2) وركب أصحابه، وسار ونحوهم، وسرت ويدي على قائم سيفي وأنا أقول أول ما أرى فارسا قد طلع منهم أعلو عليا بالسيف للذي دخلني من الغيظ عليه. فلما انتهى إلى النهر إذا القوم كلهم (من) (3) وراء النهر لم يعبر منهم أحد، فالتفت إلي ثم وضع يده على صدري، ثم قال: يا جندب أشككت ؟ كيف رأيت ؟ قلت: يا أمير المؤمنين، أعوذ بالله من الشك، وأعوذ بالله من سخط الله، وسخط رسوله، وسخط أمير المؤمنين. قال: يا جندب ما أعمل (4) إلا بعلم الله وعلم رسوله، فأصابت جندبا


(1) كذا في المصدر، وما في الاصل مصحف. (2) في المصدر: فركبوا. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: لا أعلم.


[ 150 ]

[ يومئذ ] (1) اثنتا عشرة ضربة مما ضربته الخوارج. (2) وفي حديث آخر: لما قتل أمير المؤمنين عليه السلام أهل النهروان قال لاصحابه: اطلبوا لي (3) رجلا مخدج اليد، وعلى جانب يده الصحيحة ثدي كثدي المرأة، إذا مد امتد، وإذا ترك تقلص، عليه شعرات صهب، وهو صاحب رايتهم يوم القيامة، يوردهم النار وبئس الورد المورود، فطلبوه فلم يجدوه، فقالوا: لم نجده. فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ونصب الكعبة، ما كذبت ولاكذبت، واني (لعى بينة) (4) من ربي. قال: فلما لم يجدوه قام والعرق ينحدر من جبهته، حتى أتى وهدة من الارض فيها نحو من ثلاثين قتيلا، فقال: ارفعوا إلي هؤلاء، فجعلنا نرفعهم حتى رأينا الرجل الذي هذه صفته تحتهم، فاستخرجناه، فوضع أمير المؤمنين رجله على ثديه الذي هو كثدي المرأة، ثم عركه بالارض، ثم أخذه بيده وأخذ بيده الاخرى يد الرجل الصحيحة ومدها حتى استويا، ثم التفت إلى رجل جاء إليه وهو شاك،


(1) من المصدر. (2) خصائص الائمة للسيد الرضي: 60 - 61، وإرشاد المفيد مفصلا: 167 - 168. وعنه البحار: 41 / 284 ح 3. وأورده. ابن شهر اشوب في المناقب بعبارة اخرى مختصرا: 2 / 268 - 269، وعنه البحار: 41 / 312 ضمن ح 39. وأخرجه الطبرسي في إعلام الوري: 173 - 174 كما في الارشاد. وفي سفينة البحار مختصرا: 1 / 182 تحت عنوان (جندب بن زهير). وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد كما في الارشاد، بتمامه، ثم قال: ورواه الطبراني في الاوسط من طريق أبي السابقة. (3) في المصدر: إلي. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل لعلمي.


[ 151 ]

فقال: وهذه لك آية. ثم قال: إن الجانب الآخر الذي ليس فيه [ يد ليس فيه ] (1) ثدي، فشقوا عنه جانب قميصه فإذا له مكان اليد شئ مثل غليظ (2) الابهام، وإذا ليس في ذلك الجانب ثدي، فقال للرجل الشاك: وهذه لك آية اخرى. قلت: حديث جندب بن عبد الله الازدي متكرر في الكتب، ذكره ابن شهراشوب والطبرسي في إعلام الورى، وحديث ذي الثدي مذكور متكرر في كتب الخاصة والعامة يطول الكتاب بذكر طرقه. (3)

السابع عشر وثلاثمائة إخباره عليه السلام أن لا تقتل الخوارج من أصحابه عليه السلام عشرة، ولا ينجو منهم عشرة 461 من طريق المخالفين ما رواه موفق بن أحمد: بإسناده عن أحمد بن الحسين [ هذا ] (4)، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن المؤمل، حدثنا أبو أحمد الحافظ (5)، حدثنا أبو عروبة (6)، حدثنا إسماعيل بن


(1) من المصدر. (2) في المصدر: غلظ. (3) الخصائص للسيد الرضي: 61، وإعلام الورى 174، وإرشاد المفيد: 167، وعنه البحار: 41 / 284 ح 2. وأورده الهيثمي في الزوائد: 6 / 234. وأخرجه النسائي في الخصائص في باب 60 (ذكرما خص به علي عليه السلام من قتال المارقين)، وباب 61 عدة أحاديث متكررة، فراجع. والحافظ الگنجي في كفاية الطالب: 177 180، والخطيب البغدادي: 1 / 159. (4) من المصدر. (5) هو محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي الحاكم الكبير صاحب الكنى، ولد سنة: 290، روى عن أبي عروبة الحراني، ومات سنة: 378. (سير أعلام النبلاء). (6) أبو عروبة. الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود السلمي الجزري الحراني، ولد بعد سنة: 220، روى عنه أبو أحمد الحاكم، وله كتب، ومات سنة: 318. (سير أعلام النبلاء).


[ 152 ]

يعقوب (1)، حدثنا عقبة بن مكرم (2)، حدثنا عبد الله بن عيسى (3)، حدثنا يونس ابن عبيد (4)، عن محمد بن سيرين (5)، عن عبيدة السلماني (6)، أنا عليا عليه السلام خطب أهل الكوفة [ فقال: يا أهل الكوفة ] (7)، لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعدكم الله على لسان نبيه صلى الله عليه وآله الذين (8) تقتلونه، منهم: المخدج اليد وهو صاحب الثدية، فوالله لا يقتل منكم عشرة، ولا يفلت منهم عشرة [ فاطلبوه ] (9)، فلم يقدروا عليه. ثم قال: اطلبوه فوالله ما كذبت ولا كذبت، فطلبوه فوجده منكبا على وجهه في جدول من تلك الجداول، فأخذوا برجله وجروه وأتوا به (إلى) (10)


(1) إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل الصبيحي أبو محمد الحراني، روى عن عقبة بن مكرم العمي البصري، مات بعد سنة: 270. (تهذيب الكمال). (2) عقبة بن مكرم بن أفلح العمي أبو عبد الملك، روى عن يحيى القطان، ومات سنة: 243. (تهذيب التهذيب). (3) عبد الله بن عيسى الخزاز أبو خلف البصري صاحب الحرير، روى عن يونس بن عبيد، وروى عنه عقبة بن مكرم العمي. (تهذيب التهذيب). (4) يونس بن عبيد بن دينار العبدي مولاهم أبو عبيد البصري، روى عن ابن سيرين، وروى عنه عبد الله بن عيسى الخزاز، مات سنة: 239. (تهذيب التهذيب). (5) هو محمد بن سيرين المشهور، مات سنة: 110، روى عن عبيدة السلماني، وروى عنه يونس ابن عبيد. (6) عبيدة بن عمرو السلماني الفقيه المرادي: أسلم في عام فتح مكة بأرض اليمن، روى عن علي عليه السلام وروى عنه ابن سيرين، ومات سنة: 72 على الاصح. (سير أعلام النبلاء). (7) من المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: الذي. (9) من المصدر. (10) ليس في المصدر.


[ 153 ]

أمير المؤمنين عليه السلام فكبر وحمد الله وخر ساجدا ومن معه من المسلمين. (1) 462 ابن شهراشوب: عن ابن بطة (2) في الابانة، وأبي داود في السنن، عن أبي مخلد (3) في خبر قال: إنه عليه السلام في الخوارج مخاطبا لاصحابه: والله لا يقتل منكم عشرة (ولا ينفلت منهم عشرة،) (4) وفي رواية: لا ينفلت منهم (5) عشرة ولا يهلك منا عشرة، فقتل من أصحابه تسعة، وانفلت منهم تسعة، اثنان إلى سجستان، واثنان إلى عمان، واثنان إلى بلاد الجزيرة، واثنان إلى اليمن (وهم الاباضة) (6)، وواحد إلى (تل) (7) موزن، والخوارج في هذه (8) المواضع منهم. (9)

الثامن عشر وثلاثمائة إخباره عليه السلام بموت الجاسوس 463 السيد الرضي في المناقب الفاخرة: عن هارون بن موسى التلعكبري يرفعه إلى قيس بن سعد بن عبادة الانصاري رحمه الله تعالى وذكر


(1) المناقب للخوارزمي: 185. (2) هو عبيدالله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري بن بطة مصنف كتاب الابانة، روى عن محمد بن مخلد، ولد سنة: 304، ومات سنة: 387. (سير أعلام النبلاء). (3) محمد بن مخلد بن حفص، أبو عبد الله الدوري ثم البغدادي، ولد سنة: 233، ومات سنة: 331. (سير أعلام النبلاء). (4) ليس في المصدر. (5) كذا في المصدر، وما في الاصل مصحف. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) ليس في المصدر، وموزن بفتح الميم وسكون الواو وفتح الزاي وآخره نون: بلد بين رأس عين وتسروج، بينه وبين رأس عين نحو عشرة أميال وهو مبني بحجارة عظيمة سود، يرعمون أن جالينوس كان به وخرب. (مراصد الاطلاع). (8) في المصدر: من. (9) مناقب آل أبي طالب: 2 / 263، عنه البحار: 41 / 307 ح 39.


[ 154 ]

حديث الدهقان المنجم الذي منع أمير المؤمنين عليه السلام من الخروج للحرب، وخالفه عليه السلام وخرج وظفر عليه السلام. وذكر عليه السلام من علم النجوم ما لم يعلمه، إلى أن قال عليه السلام: وأظنك يا دهقان انك حكمت على اقتران النجوم والمشتري وزحل ما استتار (1) لك في الغسق، وظهر تلالؤ شعاع المريخ، وتشريقة لك في الجو (وقد سار) (2) واتصل جرمه بجرم تربيع القمر، وذلك دليل على استحداث ألف ألف من البشر ولدوا في يومنا هذا وليلته، ويموت مثلهم ويموت هذا فإنه من جملة الاموات، وأومأ إلى رجل يقال له: قيس بن سعد، وكان جاسوسا لمعاوية في الجيش، فظن الرجل انه قال خذوه، فنكس رأسه نفسه في صدره فوقع ميتا، فبهت الدهقان. 464 ابن شهر اشوب: عن سعيد بن جبير وذكر حديث المنجم إلى أن قال: وفي رواية: أظنك حكمت باختلاف المشتري وزحل إنما أنارا (3) لك في الشفق، ولاح [ لك ] شعاع المريخ في السحر، واتصل جرمه بجرم القمر. ثم قال: البارحة سعد سبعون ألف عالم، وولد في كل عالم سبعون ألفا، والليلة يموت مثلهم [ وهذا منهم ] (5) وأومأ بيده إلى سعد بن مسعدة الحارثي (6)، وكان جاسوسا للخوارج في عسكره، فظن الملعون انه يقول: خذوه، فأخذ بنفسه


(1) في نسخة (خ): ما استنار. (2) ليس في نسخة (خ). (3) في المصدر: أنار. (4) من المصدر والبحار. (5) من المصدر. (6) في البحار: الخارجي.


[ 155 ]

فمات، فخر الدهقان ساجدا. (1)

التاسع عشر وثلاثمائة إخباره بأن خالد بن عرفطة لم يمت حتى يقود جيش ضلالة 465 الشيخ المفيد في الاختصاص: أحمد و عبد الله ابنا (2) محمد (3) بن عيسى (ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب) (4)، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة (الثمالي) (5)، عن سويد بن غفلة (6)، قال: [ كنت ] (7) أنا عند أمير المؤمنين عليه السلام إذ أتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين جئتك من وادي القرى وقد مات خالد بن عرفطة (8)، فقال [ له ] (9) أمير المؤمنين عليه السلام [ إنه ] (10) لم يمت،


(1) مناقب آل أبي طالب: 2 / 51 - 52، عنه البحار: 40 / ضمن ح 54. وأخرجه الطبرسي في الاحتجاج: 1 / 239 عنه الحر العاملي في الاثبات: 2 / 450 ح 157، وراجع البحار: 58 / 257 ح 50. (2) في البحار: عبد الله بن محمد. (3) عبد الله بن محمد بن عيسى وهو أخو أحمد بن محمد، روى عن ابن محبوب، وروى عنه محمد بن أحمد بن يحيى (معجم الرجال). (4) و (5) ليس في البحار. (6) سويد بن غفلة: عده الشيخ والبرقي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، والمفيد في أول الاختصاص عده من أوليائه عليه السلام، روى عن أمير المؤمنين عليه السلام. (معجم الرجال). (7) من المصدر. (8) خالد بن عرفطة بن ابرهة ويقال: أبرة بن سنان القضاعي العذري، كان خليفة سعد بن أبي وقاص على الكوفة، وهو الذي قتل الخوارج يوم النخيلة كانوا خرجوا على معاوية حين دخوله الكوفة، وشارك في قتل سيد الشهداء عليه السلام كما في إخبار أمير المؤمنين عليه السلام، وقتله المختار سنة: 64. (الاستيعاب وتهذيب الكمال). (9) من البحار. (10) من المصدر والبحار.


[ 156 ]

فأعاد عليه الرجل، فقال عليه السلام له: لم يمت، وأعرض عنه بوجهه، فأعاد عليه الثالثة، فقال: سبحان الله اخبرك انه (قد) (1) مات فتقول: لم يمت ؟ فقال علي عليه السلام: والذي نفسي بيده لا يموت حتى يقود جيش ضلالة يحمل رايته حبيب بن جماز. قال: فسمع [ ذلك ] (2) حبيب بن جماز فأتى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: أنشدك (3) الله في فإني لك شيعة وقد ذكرتني بأمر لا والله لا أعرفه من نفسي. فقال له علي عليه السلام: [ ومن أنت ؟ قال: أنا حبيب بن جماز. فقال له علي عليه السلام ] (4) إن كنت حبيب بن جماز (فلا يحملها غيرك) (5) أو فلتحملنها فولى عنه حبيب وأقبل أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إن كنت حبيبا، لتحملنها. قال أبو حمزة: فوالله ما مات (خالد بن عرفطة) (6) حتى بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي - عليهما السلام وجعل خالد بن عرفطة على مقدمته، وحبيب (بن جماز) (7) صاحب رايته. (8)


(1) ليس في البحار. (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أنشدتك. (4) ليس في البحار. (5) ليس في البصائر والبحار. (6) و (7) ليس في البحار. (8) الاختصاص: 280 وعنه وعن البصائر البحار: 41 / 288 ح 2 وج 42 / 161 ح 33 وج 44 / 53 عن مقاتل الطالبيين: 49 وفي ص: 259 ح 11 عن البصائر: 85، و 298 ح 11، وفي ج 41 / 336 عن مشارق الانوار.


[ 157 ]

466 السيد الرضي في الخصائص: قال: حدث أبو نعيم الفضل بن دكين (1)، قال: حدثنا محمد بن سليمان الاصبهاني (2)، قال: حدثني يونس، عن ام حكيم بنت عمرو (3) وقالت: خرجت وأنا أشتهي أن أسمع كلام علي بن أبي طالب عليه السلام، فدنوت منه وفي الناس رقة، وهو يخطب على المنبر، حتى سمعت كلامه. فقال رجل: يا أمير المؤمنين استغفر لخالد بن عرفطة، فإنه قد مات بأرض تيماء (4)، فلم يرد عليه. فقال الثانية فلم يرد عليه. ثم قال الثالثة [ فالتفت إليه ] (5)، فقال: أيها الناعي خالد بن عرفطة


وانظر إرشاد المفيد: 173، وإعلام الورى: 177، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 2 / 286 و 1 / 208، والعوالم: 16 / 166، وإثبات الهداة: 2 / 439 ح 118، وتيسير المطالب: 37، والملاحم والفتن لابن طاووس: 113 ب 23، ودلائل الصدق: 2 / 343، وكشف اليقين: 27، وإحقاق الحق: 8 / 169، والهداية الكبرى 161، والثاقب في المناقب: 267، وإرشاد الديلمي: 2 / 255، وخرائج الراوندي: 2 / 745، ونهج الحق: 243، والايضاح لابن شاذان: 34 وغيرها. (1) هو الفضل بن عمرو بن حماد بن زهير بن درهم الطلحي القرشي، مات سنة: 218. (سير الاعلام). (2) محمد بن سليمان بن عبد الله بن الاصفهاني أبو علي الكوفي، مات سنة: 181. (تهذيب التهذيب). (3) ام حكيم بنت عمرو بن سفيان الخولية... كانت من أصحاب علي عليه السلام. (جامع الرواة). (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: تباك، وهو مصحف، وتيماء: بليد في أطراف الشام، بين الشام و وادي القرى على طريق الحاج. (5) من المصدر.


[ 158 ]

كذبت، والله ما مات، ولا يموت حتى يدخل من هذا الباب، يحمل راية ضلالة، فرأيت خالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتى نزل بخيله وأدخلها من باب الفيل. (1) 467 ابن شهر اشوب: قال: استفاض بين (2) أهل العلم، عن الاعمش وابن محبوب، عن الثمالي والسبيعي كلهم عن سويد بن غفلة، وقد ذكره أبو الفرج الاصفهاني في أخبار الحسن انه قيل لامير المؤمنين عليه السلام: إن خالد بن عرفطة قد مات. فقال عليه السلام: إنه لم يمت، ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة، صاحب لوائه حبيب بن جماز، فقام رجل من تحت المنبر، فقال: يا أمير المؤمنين، والله إني لك شيعة، وإني لك لمحب، وأنا حبيب بن جماز. قال: إياك (3) أن تحملها، ولتحملنها فتدخل بهامن هذا الباب، وأومأ بيده إلى باب الفيل. فلما كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان [ وتوجه عمر بن سعد بن أبي وقاص إلى قتاله ] (4) كان خالد بن عرفطة على مقدمته، وحبيب بن جماز صاحب رايته، فسار بها حتى دخل المسجد من باب الفيل. (5)


(1) خصائص الائمة: 52، جامع الرواة: 2 / 455، تنقيح المقال: 3 / 70، رجال الطوسي: 66، اسد الغابة: 2 / 87، الاصابة 1 / 409، الاستيعاب: 1 / 413، إعلام الورى: 175 وقال فيه: وهذا الخبر مستفيض في أهل العلم بالآثار من أهل الكوفة. (2) في المصدر والبحار: ومستفيض في. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أراك. (4) من المصدر والبحار. (5) مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 270، عنه البحار: 41 / 307 ح 39.


[ 159 ]

 

العشرون وثلاثمائة إخباره عليه السلام أن معاوية لم يمت لمن أخبره بموته 468 ابن شهر اشوب: عن النضر بن شميل (1)، عن عوف (2)، عن مروان الاصغر (3)، قال: قدم راكب من الشام وعلي عليه السلام بالكوفة فنعى معاوية، فادخل على علي عليه السلام، فقال له [ علي عليه السلام ] (4): أنت شهدت موته ؟ قال نعم، وحثوت (التراب) (5) عليه. قال: إنه كاذب، فقيل (له) (6): وما يدريك يا أمير المؤمنين انه كاذب ؟ قال: إنه لا يموت حتى يعمل كذا وكذا أعمالا عملها في سلطانه، فقيل (له) (7): وله تقاتله وأنت تعلم هذا ؟ قال للحجة. (8)


(1) النضر بن شميل بن خرشة بن زيد بن كلثوم التيمي، أبو الحسن المازني البصري النحوي المروي، ولد سنة: 122، روى عن عوف الاعرابي، وروى عنه الكثيرون، ومات سنة: 203. (سير الاعلام). (2) عوف بن جميلة الاعرابي البصري، ولد سنة 58، ومات سنة: 146، وكان شيعيا - رحمه الله - روى عنه ابن شميل، وهو من التابعين. وثقه علماء أهل السنة. (سير الاعلام). (3) هو مروان بن أبي الجنوب بن مروان الاكبر بن أبي حفصة، أبو السمط، كان يمدح المتوكل العباسي، ويتقرب إليه بهجاء آل أبي طالب - سلام الله عليهم - فتمكن من المتوكل وقرب منه وكسب معه مالا كثيرا، ثم طرده المنتصر في خلافته لهجائه أمير المؤمنين - عليه السلام - فعلى المتوكل ومروان الاصغر لعائن الله ورسوله وأوليائه. (الاغاني). (4) من المصدر والبحار. (5) و (6) ليس في المصدر والبحار. (7) من المصدر والبحار. (8) المناقب لابن شهراشوب: 2 / 259، عنه البحار: 41 / 304 ح 37 وعن الخرائج: 1 / 198 ح 37 باختلاف يسير.


[ 160 ]

 

الحادي والعشرون وثلاثمائة إخباره عليه السلام أن ميثم التمار يقتل 469 السيد الرضي في الخصائص: بإسناد إلى ابن ميثم التمار (1)، قال: سمعت أبي (2) يقول: دعاني أمير المؤمنين عليه السلام يوما، فقال لي، يا ميثم كيف [ أنت ] (3) إذا دعاك دعي بني امية عبيدالله بن زياد إلى البراءة مني ؟ قلت: إذا والله أصبر، وذلك في الله قليل، قال: يا ميثم، إذا تكون معي في درجتي. فكان ميثم يمر بعريف (4) قومه فيقول: يا فلان كأني بك قد دعاك دعي بني امية وابن دعيها فيطلبني منك، فتقول هو بمكة، فيقول: لا أدري ما تقول، ولابد لك أن تأتي به، فتخرج إلى القادسية فتقيم بها أياما، فإذا قدمت عليك ذهبت (5) بي إليه حتى يقتلني على باب دار عمرو بن حريث (6)، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر من منخري دم عبيط. [ قال: ] (7) وكان ميثم يمر في السبخة بنخلة فيضرب بيده عليها، ويقول:


(1) هو عمران بن ميثم التمار الاسدي من أصحاب السجاد والصادقين عليهم السلام وثقه النجاشي، وقد يقال: صالح بن ميثم. (معجم الرجال). (2) ميثم بن يحيى التمار من أجلة أصحاب علي عليه السلام ومن الاركان التابعين ومن أصحاب أمير المؤمنين عليهم السلام قتل في حب علي وأولاده عليهم السلام صلبه الدعي بن الدعي، عبيدالله بن زياد بن أبيه لعنه الله وكان الباقر عليه السلام يحبه حبا شديدا. (معجم الرجال). (3) من المصدر. (4) العريف: العالم بالشئ من يعرف أصحابه، القيم بأمر القوم. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: قدمت. (6) عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان المخزومي القرشي، مات بالكوفة سنة: 85، ولى إمرة الكوفة لزياد ثم لابنه: عبيدالله، (والاصابة واسد الغابة). (7) من المصدر.


[ 161 ]

يا نخلة ما غذيت إلا لي (1)، وكان يقول لعمرو بن حريث: إذا جاورتك فأحسن جواري، فكان عمرو يرى أنه يشتري عنده دارا أو ضيعة [ له ] (2) بجنب ضيعته، فكان عمرو يقول: سأفعل، فأرسل الطاغية عبيدالله بن زياد إلى عريف ميثم يطلبه منه، فأخبره أنه بمكة، فقال له: إن لم تأتني به لاقتلنك فأجله أجلا، وخرج العريف إلى القادسية ينتظر ميثما. فلما قدم ميثم أخد بيده فأتى به عبيدالله بن زياد، فلما دخل (3) عليه، قال له: ميثم ؟ قال: نعم. قال: إبرأ من أبي تراب. قال: لا أعرف أبا تراب. قال: إبرأ من علي بن أبي طالب عليه السلام. قال: فإن لم أفعل ؟ قال: إذا والله أقتلنك (4). قال: أما إنه قد كان يقال لي إنك ستقتلني وتصلبني على باب عمرو بن حريث، فإذا كان اليوم الثالث (5) ابتدر من منخري دم عبيط. قال: فأمر بصلبه على باب عمرو بن حريث، قال للناس: سلوني، سلوني وهو مصلوب قبل أن أموت فوالله لاحدثنكم ببعض ما يكون من الفتن، فلما سأله الناس وحدثهم أتاه رسول من ابن زياد لعنه الله فألجمه بلجام من شريط، فهو أول من الجم بلجام وهو مصلوب، ثم أنفد إليه من وجأ جوفه.


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلي. (2) من المصدر. (3) في المصدر: أدخله. (4) في المصدر: أقتلك. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: الرابع.


[ 162 ]

حتى مات، فكانت هذه من دلائل أمير المؤمنين عليه السلام. (1)

الثاني والعشرون وثلاثمائة إخباره عليه السلام أن رشيد الهجري يقتل 470 الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني القاضي أبو بكر محمد بن عمر المعروف بابن الجعابي، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال: أخبرنا محمد بن يوسف بن إبراهيم الورداني (2)، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا وهيب بن حفص، عن أبي حسان العجلي (3)، قال: لقيت أمة الله (4) بنت رشيد الهجري، فقلت لها: أخبريني بما سمعت من أبيك. قالت: سمعته يقول: قال لي حبيبي أمير المؤمنين عليه السلام: يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني امية فقطع يديك ورجليك ولسانك ؟ فقلت: يا أمير المؤمنين أيكون آخر ذلك إلى الجنة ؟ قال: نعم يا رشيد، وأنت معي في الدنيا والآخرة.


(1) خصائص الائمة للسيد الرضي: 54 - 55، الخرائج: 1 / 229 ح 73. وأورده المفيد رحمه الله في الارشاد مع اختلاف وعنه إعلام الورى: 175، والبحار: 42 / 124 ح 7، وسفينة البحار: 2 / 523، وغزوات أمير المؤمنين عليه السلام: 46. والحضيني في الهداية: 22. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: أبو محمد يوسف بن إبراهيم المورداني. (3) هو موسى بن عبيدة أبو حسان العجلي الكوفي، روى عنه صفوان الجمال، من أصحاب الصادق عليه السلام (معجم الرجال). (4) هي قنواء بنت رشيد الهجري، من أصحاب الصادق عليه السلام وعدها البرقي ممن روى عن أبي عبد الله عليه السلام وروت عن أبيها، عن أمير المؤمنين عليه السلام.


[ 163 ]

قالت: فوالله ما ذهبت الايام (1) حتى أرسل إليه الدعي عبيدالله بن زياد، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام فأبى أن يتبرأ منه، فقال له ابن زياد: فبأي ميتة قال لك صاحبك تموت ؟ قال: أخبرني خليلي صلوات الله عليه إنك تدعوني إلى البراءة منه فلا أتبرأ، فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني. فقال: والله لاكذبن صاحبك، قدموه فاقطعوا يده ورجله، واتركوا لسانه، فقطعوه ثم حملوه إلى منزلنا، فقلت له: يا أبت جعلت فداك هل تجد لما أصابك ألما ؟ قال: لا والله يا بنية إلا كالزحام بين الناس. ثم دخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجعون له، فقال: اتئوني بصحيفة ودواة أذكر لكم ما يكون مما أعلمنيه مولاي أمير المؤمنين عليه السلام، فأتوه بصحيفة ودواة، فجعل يذكر ويملي عليهم أخبار الملاحم والكائنات، ويسندها إلى أمير المؤمنين عليه السلام. فبلغ ذلك زياد، فأرسل إليه الحجام حتى قطع لسانه، فمات من ليلته [ تلك ] (2) رحمه الله وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسميه رشيد المبتلى. وكان قد ألقى عليه السلام إليه علم البلايا والمنايا، فكان يلقى الرجل فيقول له: يا فلان بن فلان تموت ميتة كذا، وأنت يا فلان تقتل قتلة كذا، فيكون الامر كما قاله رشيد رحمه الله. (3)


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلا أيام. (2) من المصدر والبحار. (3) أمالي الشيخ الطوسي: 1 / 167 وعنه بشارة المصطفى: 93 والبحار: 42 / 121 ح 1، انظر الخرائج: 1 / 228 ح 72 وعنه البحار: 42 / 136 ح 17 وعن الاختصاص: 77 ورجال الكشي: 75 ح 131 وعنه البحار: 75 / 433 وفي مستدرك الوسائل: 12 / 273 ح 1 عن الاختصاص. وأورده في المحتضر: 86، وإثبات الهداة: 4 / 491 ح 87.


[ 164 ]

471 وروى هذا الحديث الشيخ المفيد في الاختصاص: قال: حدثني جعفر بن الحسين (1)، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن أبي القاسم (2)، عن محمد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمد بن عبد الله الخياط، عن وهيب بن حفص الحريري، عن أبي حسان العجلي، عن قنوا بنت رشيد الهجري، قال: قلت لها: أخبريني (3) بما سمعت من أبيك. قالت: سمعت من أبي يقول: حدثني أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا رشيد، كيف صبرك إذا (أرسل إليك) (4) دعي بني امية، فقطع يديك ورجليك ولسانك ؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، أخر ذلك الجنة ؟ قال: بلى يا رشيد، أنت معي في الدنيا والآخرة. قالت: فوالله ما ذهبت الايام حتى أرسل إليه الدعي عبيدالله بن زياد، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام فأبى أن يتبرأ منه. فقال له الدعي: فبأي ميتة قال لك (صاحبك) (5) تموت ؟ قال: أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة منه فلا أتبرأ (6) منه، فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني.


= ورواه الحضيني في الهداية: 132، وفي إعلام الورى: 176 مختصرا. وروى ابن أبي الحديد في شرحه: 2 / 294 نحوه وعنه البحار: 41 / 343، وإحقاق الحق: 8 / 56. (1) جعفر بن الحسين بن علي بن شهريار، أبو محمد المؤمن القمي، ثقة، توفي بالكوفة سنة: 340. (رجال النجاشي). (2) محمد بن أبي القاسم: عبيدالله بن عمران الجنابي البرقي أبو عبد الله ماجيلويه، سيد، ثقة، علام، فقيه، عارف بالادب والشعر والغريب، أخذ العلم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي. (رجال النجاشي). (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: خبريني. (4) ليس في نسخة (خ). (5) ليس في نسخة (خ) والمصدر. (6) كذا في المصدر. وفي الاصل: أبرأ.


[ 165 ]

فقال: والله لاكذبن (1) قوله فيك، قدموه فاقطعوا يديه ورجليه، واتركوا لسانه، فحملت طوائفه (2) لما قطعت يداه ورجلاه، فقلت له: يا أبت كيف تجد ألما لما أصابك ؟ فقال: لا يا بنية إلا كالزحام بين الناس، فلما حملناه وأخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله، فقال: ائتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم ما يكون إلى أن تقوم الساعة، فإن للقوم بقية لم يأخذوها مني بعد، فأتوه بصحيفة، فكتب الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم، وذهب العين فأخبره أنه يكتب للناس ما يكون إلى أن تقوم الساعة، فأرسل إليه الحجام حتى قطع لسانه، فمات في ليلته تلك. وكان أمير المؤمنين عليه السلام يسميه رشيد البلايا، وكان قد ألقى إليه علم المنايا والبلايا، فكان في حياته إذا لقى الرجل قال له: [ يا ] (3) فلان تموت بميتة كذا وكذا، وتقتل أنت يا فلان بقتلة كذا وكذا، فيكون كما يقول رشيد. وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول له: أنت رشيد البلايا، إنك تقتل بهذه القتلة، فكان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام. (4)

الثالث والعشرون وثلاثمائة إخباره عليه السلام أن الحسين عليه السلام يقتل، وموضع ذلك، وما في ذلك من المعجزات 472 ابن بابويه: بإسناده عن ابن عباس، قال: كنت مع علي عليه السلام


(1) في نسخة (خ): لابد من (2) كذا في المصدر، ورجال الكشي، يعني جمعت أطراف يديه ورجليه لما قطعت كما في رجال الكشي، ولكن في الاصل: فحملته طوائف. (3) من المصدر. (4) الاختصاص: 77 - 78، وهو متحد مع الخرائج: 1 / 288 ح 72 عنه البحار: 42 / 139 ح 17.


[ 166 ]

في خرجته (1) إلى صفين، فلما نزل بنينوى، وهو شط الفرات، قال بأعلى صوته: يا بن عباس، أتعرف هذا الموضع ؟ فقلت: ما أعرفه يا أمير المؤمنين. فقال علي عليه السلام: لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي (2). قال: فبكى طويلا حتى اخظلت لحيته، وسالت الدموع على صدره، وبكينا معه وهو يقول: اوه اوه مالي ولآل أبي سفيان ؟ مالي ولآل حرب حزب الشيطان ؟ وأولياء الكفر ؟ صبرا يا أبا عبد الله، فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم، ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة، فصلى ما شاء الله أن يصلي، ثم ذكر نحو كلامه [ الاول ] (3) إلا انه نعس عند انقضاء صلاته وكلامه ساعة، ثم انتبه، فقال: يا بن عباس. فقلت: ها أنا ذا. فقال: ألا احدثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي ؟ فقلت: نامت عيناك ورأيت خيرا يا أمير المؤمنين. قال: رأيت كأني برجال [ بيض ] (4) قد نزلوا من السماء، معهم أعلام بيض، قد تقلدوا سيوفهم وهي بيض تلمع، وقد خطوا حول هذه الارض خطة، ثم رأيت كأن هذه النخيل قد ضربت بأغصانها الارض، [ فرأيتها ] (5) تضطرب بدم عبيط، وكأني بالحسين عليه السلام سخلي (6) وفرخي ومضغتي ومخي قد غرق فيه،


(1) في المصدر ونسخة (خ): خروجه. (2) كذا في كمال الدين والامالي والبحار، وفي الاصل: لبكائي. (3) من الكمال والامالي والبحار. (4) و (5) من الكمال. (6) في الكمال: نجلي، وفي الامالي: سخيلي. (*)


[ 167 ]

يستغيث فلا يغاث، وكأن الرجال البيض [ قد ] (1) نزولا من السماء ينادونه ويقولون: صبرا آل الرسول، فإنكم تقتلون على أيدي شرار الناس، وهذه الجنة يا أبا عبد الله مشتاقة إليك، ثم يعزونني ويقولون: يا أبا الحسن أبشر (2)، فقد أقر الله [ به ] (3) عينك يوم [ القيامة ] يقوم الناس لرب العالمين. ثم انتبهت هكذا والذي نفس علي بيده، لقد حدثني الصادق المصدق أبو القاسم صلى الله عليه وآله اني سأمر بها (5) في خروجي إلى أهل البغي علينا، وهذه (6) أرض كرب وبلاء، يدفن فيها الحسين عليه السلام وسبعة عشر رجلا [ كلهم ] (7) من ولدي وولد فاطمة عليها سلام الله وانها لفي السماوات معروفة، تذكر أرض كرب وبلاء كما تذكر بقعة الحرمين، وبقعة بيت المقدس. ثم قال [ لي ] (8): يا بن عباس اطلب [ لي ] (9) حولها بعر الظباء، فوالله ما كذبت ولا كذبت وهي مصفرة، لونها لون الزعفران. قال ابن عباس: فطلبتها فوجدتها مجتمعة فناديته: يا أمير المؤمنين، قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي. فقال علي عليه السلام: صدق الله ورسوله. ثم قال (علي) (10) عليه السلام


(1) من المصدرين والبحار. (2) كذا في المصدرين والبحار، وفي الاصل: ابشروا. (3) و (4) من الكمال والامالي. (5) في المصدرين والبحار: سأراها. (6) كذا في المصدرين والبحار، وفي الاصل: وهي. (7) من الكمال. (8) من المصدرين و البحار. (9) من المصدرين. (10) ليس في المصدرين والبحار.


[ 168 ]

يهرول (حتى جاء) (1) إليها، فحملها وشمها، وقال: هي هي [ بعينها ] (2)، أتعلم يا بن عباس ما هذه الابعار ؟ هذه قد شمها عيسى بن مريم عليه السلام، وذلك انه مربها ومعه الحواريون فرأى هاهنا الظباء مجتمعة وهي تبكي، فجلس عيسى عليه السلام وجلس الحواريون [ معه ] (3)، فبكى [ وبكى ] (4) الحواريون، وهم لا يدرون لم جلس ولم بكى. فقالوا: يا روح الله وكلمته، ما يبكيك ؟ قال: أتعلمون أي أرض هذه ؟ ! [ قالوا: لا. ] [ قال: ] (5) هذه أرض يقتل فيها فرخ رسول الله أحمد صلى الله عليه وآله وفرخ الحرة الطاهرة البتول، شبيهة امي، ويلحد فيها، [ طينه ] (6) أطيب من المسك لانها طينة الفرخ المستشهد، وهكذا تكون طينة الانبياء وأولاد الانبياء، فهذه الظباء تكلمني، وتقول إنها ترعى في هذه لارض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك، وزعمت أنها آمنة في هذه الارض. ثم ضرب بيده البعيرات (7) فشمها، وقال: هذه بعر الظباء على هذا الطيب لمكان حشيشها، اللهم فابقها أبدا حتى يشمها أبوه فتكون له عزاء وسلوة. قال: فبقيت إلى يومنا (8) هذه وقد اصفرت لطول زمنها، وهذه أرض كرب


(1) ليس في المصدرين والبحار. (2) من المصدرين والبحار. (3) (6) من الامالي والبحار. (7) في المصدرين والبحار: هذه الصيران: جمع الصوار ككتاب وهو القطيع من البعر أو المسك. وقال في القاموس: الصور: النخل الصغار، والصيران: المجتمع، والمراد بالصيران هنا: المجتمعة من أبعار الظباء. (8) في المصدرين والبحار: يوم الناس.


[ 169 ]

وبلاء، ثم قال بأعلى صوته: يا رب عيسى بن مريم، لاتبارك في قتلته، والمعين (عليه) (1)، والخاذل له. ثم بكى [ بكاء ] (2) طويلا وبكينا معه حتى سقط لوجهه وغشي عليه طويلا، ثم أفاق فأخذ البعر فصره في ردائه، وأمرني أن أصرها كذلك ثم قال: يا ابن عباس إذا رأيتها تنفجر دما عبيطا، ويسيل منها دم عبيط، فاعلم أن أبا عبد الله عليه السلام قد قتل بها ودفن. قال ابن عباس: فوالله لقد كنت أحفظها أشد من حفظي لما (3) افترض الله عزوجل علي وأنا لا أحلها من طرف كمي، فبينا (4) أنا نائم في البيت [ إذ انتبهت ] (5) فإذا هي تسيل دما عبيطا، وكان كمي قد امتلا دما عبيطا، فجلست وأنا باك وقلت: [ قد ] (6) قتل والله الحسين، والله ما كذبني [ علي ] (7) قط في حديث [ حدثني ] (8)، ولا أخبرني بشئ [ قط ] (9) انه يكون إلا كان كذلك لان رسول الله صلى الله عليه وآله [ كان ] (10) يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره. ففزعت وخرجت وذلك عند الفجر فرأيت والله المدينة كأنها ضباب لا يستبين منها أثر عين، ثم طلعت الشمس فرأيت كأنها منكسفة، ورأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط، فجلست وأنا باك وقلت: قتل والله الحسين، وسمعت صوتا من ناحية البيت وهو يقول:


(1) ليس في نسخة (خ)، وفي الكمال: لا تبارك في قتلته، والحامل عليه، والمعين عليه. (2) من المصدرين والبحار. (3) في المصدرين: لبعض ما. (4) في الامالي والبحار: فبينما. (5) من المصدرين. (6) (10) من الامالي والبحار.


[ 170 ]

اصبروا آل الرسول * قتل الفرخ النحول نزل الروح الامين * ببكاء وعويل ثم بكى بأعلى صوته، وبكيت فأثبت عندي تلك الساعة وكان شهر محرم يوم عاشوراء لعشر مضين منه، فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره وتاريخه كذلك، فحدثت بهذا الحديث [ اولئك ] (1) الذين كانوا معه. فقالوا: والله لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة ولا ندري ما هو. قلت: أترى (2) انه الخضر عليه السلام. (3) 473 عنه: قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا قيس بن حفص الدارمي، قال: حدثني الحسين الاشقر، قال: حدثنا منصور بن الاسود، عن أبي حسان التيمي، عن نشيط بن عبيد، عن رجل منهم، عن جرداء بنت سمين، عن زوجها هرثمة بن أبي مسلم، قال: غزونا مع علي بن أبي طالب عليه السلام صفين، فلما انصرفنا نزل كربلا فصلى بها الغداة، ثم رفع إليه من تربتها فشمها، ثم قال: واها لك أيتها التربة، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب. فرجع هرثمة إلى زوجته وكانت شيعة لعلي عليه السلام، فقال: ألا احدثك عن وليك أبي الحسن، نزل بكربلا فصلى (الغداة) (4)، ثم رفع إليه من تربتها، قال: واها لك أيتها التربة، ليحشرن منك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب.


(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدرين: فكنا نري. (3) الامالي للصدوق: 478 - 480 ح 5 والكمال: 2 / 532 ح 1 وعنهما البحار: 44 / 252 والعوالم: 17 / 143 ح 2. ويأتي في معجزة: 181 من معاجز الامام الحسين عليه السلام. (4) ليس في المصدر والبحار.


[ 171 ]

قالت: أيها الرجل فإن أمير المؤمنين لم يقل إلا حقا. فلما قدم الحسين عليه السلام قال هرثمة: كنت في البعث الذين بعثهم عبيد الله بن زياد، فلما رأيت المنزل والشجر ذكرت الحديث فجلست على بعيري، ثم صرت إلى الحسين عليه السلام فسلمت عليه وأخبرته بما سمعته (1) من أبيه في ذلك المنزل الذي نزل به الحسين عليه السلام. فقال: معنا أم أنت علينا ؟ فقلت: لا معك ولا عليك، خلفت صبية أخاف عليهم عبيدالله بن زياد. قال: فامض حيث لا ترى لنا مقتلا، ولا تسمع لنا صوتا، فوالذي نفس الحسين بيده لا يسمع اليوم واعيتنا أحد فلا يعيننا إلا كبه الله لوجهه في [ نار ] (2) جهنم. (3) 474 ابن شهر اشوب: عن الاعمش في حديثه أنه قال هرثمة وكان عثمانيا: لو رأيت عليا يتكهن لنا ويقول: يكون كذا، ويكون كذا، ولقد كنت معه في صفين، فلما نزلنا كربلاء تناول تربة بيده فشمها، ثم قال: واها لك من تربة، ليقتلن بها كذا وكذا، ويدخلون الجنة بغير حساب. وأما علمه بالغيب. 475 وعن جويرية بن مسهر العبدي: لما رحل علي - عليه السلام إلى صفين وقف بطفوف كربلاء ونظر يمينا وشمالا واستعبر، ثم قال: والله ينزلون هاهنا، (ويقتلون هاهنا،) (4) فلم يعرفوا تأويله إلا وقت [ قتل ] (5) الحسين عليه السلام. الشافي في الانساب: قال بعض أصحابه: فطلبت ما أعلم به الموضع فما


(1) في المصدر والبحار: سمعت. (2) من البحار. (3) الامالي للصدوق: 117 - 118 ح 6 وعنه البحار: 44 / 255 ح 4، والعوالم: 17 / 147 ح 3. (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر.


[ 172 ]

وجدت غير عظم جمل، قال: فوتدته في الموضع، فلما قتل الحسين عليه السلام وجدت العظم في مصارع أصحابه. (1)

الرابع والعشرون وثلاثمائة إخباره عليه السلام أن عمر بن سعد يقتل الحسين عليه السلام 476 ابن بابويه: قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكمنداني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران (2)، عن جعفر بن محمد الكوفي (3)، عن عبيدالله السمين (4)، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، قال: بينا أمير المؤمنين عليه السلام يخطب الناس وهو يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله لا تسألوني عن شئ مضى، ولا عن شئ يكون إلا نبأتكم به. فقام إليه سعد بن أبي وقاص، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة ؟ فقال [ له ] (5): أما والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله انك ستسألني عنها، وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي


(1) مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 271 وعنه البحار: 41 / 315. (2) عبد الرحمان بن أبي نجران، واسمه عمرو بن مسلم التميمي مولى، كوفي، أبو الفضل، روى عن الرضا عليه السلام وكان عبد الرحمان ثقة ثقة معتمدا على ما يرويه. (رجال النجاشي). (3) جعفر بن محمد الكوفي، روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام. (معجم الرجال). (4) في البحار: عبيد السمين، وفي العوالم: عبدالسمين، واستظهر في ذيل الحديث في كامل الزيارات انه هو عبد الحميد بن أبي العلاء الكوفي الشهير بالسمين. (5) من المصدر.


[ 173 ]

أصلها شيطان جالس، وأن في بيتك لسخلا يقتل الحسين ابني وعمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه. (1) 477 الرضي في الخصائص: عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال: سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله لا تسألونني عن فئة تضل فيها مائة، ويهتدي (2) فيها مائة إلا أخبرتكم بسائقها وناعقها إلى يوم القيامة، حتى فرغ من خطبته. قال: فوثب إليه بعض الحاضرين، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني كم شعرة في لحيتي ؟ فقال: أما إنه قد أعلمني خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله أنك تسألني عن هذا، فوالله ما في رأسك شعرة إلا وتحتها ملك يلعنك، ولافي جسدك


(1) أمالي الصدوق: 115 ح 1 وعنه البحار: 42 / 146 ح 6 وغاية المرام: 525 ح 2، وفي ج 44 / 256 ح 5 عنه وعن كامل الزيارات: 74 ح 12، وكذا العوالم: 17 / 143 ح 1. ولا يخفى ما في الحديث من تسمية الرجل السائل المتعنت بأنه سعد بن أبي وقاص، حيث أن سعد بن أبي وقاص اعتزل عن الجماعة وامتنع عن بيعة أمير المؤمنين عليه السلام، فاشترى أرضا واشتغل بها فلم يكن ليجئ إلى الكوفة ويجلس إلى خطبة علي عليه السلام. على أن عمربن سعد لعنه الله قد ولد في السنة التي مات فيها عمر بن الخطاب وهى الثالث والعشرين من الهجرة كما نص عليه ابن معين، فكان ابن سعد لعنه الله حينئذ غلاما بالغا أشرف على العشرين. ولكون أصل القصة مسلمة مشهورة عدل الشيخ المفيد رحمه الله عن تسمية السائل، وتبعه على ذلك الطبرسي في إعلام الورى: 176، ولعل الصحيح ما ذكره ابن أبي الحديد في شرحه: 1 / 253 عن غارات الثقفي، عن زكريا بن يحيى القطان، عن فضيل، عن الباقر عليه السلام وقال في آخره: هو سنان بن أنس النخعي. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: لا يسألني... ويهدي، وهو تصحيف.


[ 174 ]

شعرة إلا وفيها شيطان يهزك، وإن في بيتك لسخلا يقتل الحسين بن رسول الله صلى الله عليه وآله. قال أبو جعفر عليه السلام: وعمر بن سعد لعنه الله - يومئذ يحبو. (1)

الخامس والعشرون وثلاثمائة أنه عليه السلام كان يقول للرجل: استعد ويعلم بمرضه وموته 478 محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ربيع بن محمد المسلي (2)، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا وقف الرجل بين يديه قال: يا فلان استعد وأعد لنفسك ما تريد فإنك تمرض في يوم كذا وكذا، في ساعة كذا وكذا، وسبب مرضك كذا وكذا، وتموت في شهر كذا [ وكذا، في يوم كذا وكذا ] (3) في ساعة كذا [ وكذا ] (4). قال سعد: (فقلت هذا الكلام لابي جعفر عليه السلام، فقال: قد


(1) خصائص الائمة: 62. وأخرجه في البحار: 10 / 125 ح 5 عن الاحتجاج: 261. وفي ج 44 / 258 ح 7 والعوالم: 17 / 153 عن الاحتجاج وإرشاد المفيد: 174. وانظر مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 269 - 270، وشرح ابن أبي الحديد: 10 / 14 - 15 وعنه البحار: 40 / 192، وإحقاق الحق: 7 / 619. وأورده في نهج الحق وكشف الصدق: 241 - 242 وكشف اليقين: 25. (2) ربيع بن محمد بن عمر بن حسان الاصم المسلي، ومسيلة: قبيلة من مذحج وهي مسيلة بن عامر بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن ادد، روى عن أبي عبد الله عليه السلام. (3) و (4) من المصدر والبحار.


[ 175 ]

كان ذاك،) (1). فقلت: جعلت فداك، فكيف لا تقول أنت ولا تخبرنا فنستعد له ؟ ! فقال: هذا باب أغلق الجواب فيه علي بن الحسين عليه السلام حتى يقوم قائمنا. (2)

السادس والعشرون وثلاثمائة علمه عليه السلام بمرض المريض 479 محمد بن الحسن الصفار: عن الحسن بن علي بن النعمان، عن أبيه، قال: حدثنى الشامي، عن أبي داود السبيعي، عن أبي سعيد الخدري (3)، عن رميلة، قال: وعكت وعكا (4) شديدا في زمان أمير المؤمنين عليه السلام، فوجدت في نفسي خفة في يوم جمعة، وقلت: لا أعرف شيئا أفضل من أن أفيض على نفسي من الماء، واصلي خلف أمير المؤمنين عليه السلام، ففعلت ثم جئت [ إلى ] (5) المسجد، فلما صعد أمير المؤمنين عليه السلام المنبر عاد على ذلك الوعك. فلما انصرف أمير المؤمنين عليه السلام ودخل القصر ودخلت معه، فقال: يا رميلة، (رأيتك وأنت متشبك بعضك في بعض. فقلت: نعم، وقصصت عليه القصة التي كنت فيها والذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه.


(1) ما بين القوسين ليس في البحار، وفي المصدر: فقال: كان ذاك بدون (قد). (2) بصائر الدرجات: 262 ح 1 وعنه البحار: 26 / 145 ح 20، وإثبات الهداة: 2 / 435 ح 101. (3) سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة بن عبيد بن الابجر الخزرجي، أبو سعيد الخدري، صحابي مشهور، نقل عنه ألف حديث ومائة وسبعين حديثا، ومات سنة: 74. (سير أعلام النبلاء). (4) يقال: وعكته الحمى، أي اشتدت عليه وآذته. (5) من المصدر والبحار: وفي الاصل: وجئت.


[ 176 ]

فقال: يا رميلة) (1) ليس من مؤمن يمرض إلا مرضنا لمرضه، ولا يحزن إلا حزنا لحزنه، ولا يدعو إلا أمنا لدعائه، ولا يسكت إلا دعونا له. فقلت له: يا أمير المؤمنين، جعلت (2) فداك، هذا لمن معك في المصر (3)، أرأيت من كان في أطراف البلاد (4) ؟ قال: يا رميلة، ليس يغيب عنا مؤمن في شرق الارض ولا [ في ] (5) غربها. (6) 480 البرسي: أنه عليه السلام قال لرميلة وكان قد مرض وابتلى (7)، وكان من خواص شيعه، (فقال له) (8): وعكت يا رميلة ثم رأيت خفا (9) فأتيت إلى الصلاة ؟ فقال: نعم يا سيدي، وما أدراك ؟ قال: يا رميلة، ما من مؤمن ولا مؤمنة يمرض إلا مرضنا لمرضه، ولا يحزن (10) إلا خزنا لحزنه، ولا دعا إلا أمنا لدعائه، ولاسكت إلا دعونا له، ولا مؤمن. ولا مؤمنة في المشارق والمغارب إلا ونحن معه. (11)


(1) ليس في نسخة (خ). (2) في المصدر والبحار: جعلني الله. (3) في المصدر والبحار: القصر. (4) في المصدر والبحار: الارض. (5) من المصدر، وفي البحار: ولا في غيرها. (6) بصائر الدرجات: 259 ح 1 وعنه البحار: 26 / 140 ح 1. (7) في المصدر والبحار: وأبلى. (8) ليس في البحار. (9) في البحار، خفافا. (10) في المصدر والبحار: حزن (11) مشارق أنوار اليقين: 77 وعنه البحار: 26 / 154 ح 43.


[ 177 ]

 

السابع والعشرون وثلاثمائة إخباره عليه السلام أن ابنه عبد الله يذبح في فسطاطه لا يدرى من قتله 481 الراوندي: روي عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جمع أمير المؤمنين عليه السلام بنيه وهم اثنا عشر ذكرا، فقال لهم: إن [ الله ] (1) أحب أن يجعل في سنته من يعقوب إذ جمع بنيه وهم اثنا عشر ذكرا فقال لهم: إني اوصي إلى يوسف، فاسمعوا له، وأطيعوا، وإني (2) اوصي إلى الحسن والحسين، فاسمعوا لهما وأطيعوا. فقال [ له ] (3) عبد الله ابنه: أدون محمد بن علي يعني محمد بن الحنفية ؟ فقال له: أجرأة علي في حياتي ؟ ! كأني بك قد وجدت مذبوحا في فسطاطك لا يدرى من قتلك. فلما كان في زمان المختار أتاه فقال (له: ولني عملا، قال) (4): لست هناك، فغضب فذهب إلى مصعب بن الزبير وهو بالبصرة، فقال: ولني قتال أهل الكوفة، فكان على مقدمة مصعب، فالتقوا بحرو راء (5)، فلما حجز (6) الليل بينهم أصبحوا وقد وجدوه مذبوحا في فسطاطه، لا يدرى من قتله. (7)


(1) من المصدر. (2) في المصدر والبحار: وأنا. (3) من المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر والبحار ونسخة (خ). (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بجزور، وهو تصحيف. وحروراء بفتحتين وسكون الواو قرية بظاهر الكوفة، وقيل: موضع على ميلين منها... (مراصد الاطلاع). (6) في المصدر: حجر، وكلاهما بمعني المنع. (7) خرائج الراوندي: 1 / 184 ح 17 وعنه البحار: 41 / 295 ح 19 وج 42 / 87 ح 15 وإثبات الهداة: 2 / 457 ح 193 وص 550 ح 26.


[ 178 ]

 

الثامن والعشرون وثلاثمائة إخباره عليه السلام - بموت جماعة، منهم: مزرع بن عبد الله 482 ابن شهر اشوب: أنه عليه السلام أخبر بقتل جماعة، منهم: حجر بن عدي (1)، ورشيد الهجري، وكميل بن زياد (2)، وميثم التمار، ومحمد بن أكثم (3)، وخالد بن مسعود، وحبيب بن مظاهر (4)، وجويرية، وعمرو بن الحمق (5)، [ وقنبر ] (6)، ومزرع (7)، وغيرهم، ووصف


(1) حجر بن عدي الكندي: كان من الابدال من أصحاب علي عليه السلام، وفي رجال الشيخ عده من أصحاب الحسن عليه السلام أيضا، والبرقي من أصحاب علي عليه السلام من اليمن، وعده فضل بن شاذان من التابعين الكبار، قتل في حب علي عليه السلام قتله معاوية بن أبي سفيان لعنه الله سنة: 51 أو 53 (معجم الرجال). (2) كميل بن زياد النخعي من أصحاب أمير المؤمنين وأصحاب الامام المجتبى عليهما السلام ومن السابقين المقربين من أمير المؤمنين عليه السلام ومن ثقاته وخواصه، وجلالته واختصاصه به عليه السلام من الواضحات لا يدخلها ريب، قتله الحجاج لعنه الله في حب علي عليه السلام. (معجم الرجال). (3) هو وخالد بن مسعود وميثم التمار من الاربعة الذين أخبرهم مولاهم أمير المؤمنين عليه السلام بأنهم يصلبون في حبه عليه السلام وصلبهم عبيدالله لعنه الله كما أخبرهم. (4) هو من أصحاب الحسين عليه السلام قتل معه عليه السلام يوم الطف، وهو وأصحابه الذين بذلوا مهجهم دونه وهم أوفى أهل الارض كما نص عليه سيد الشهداء عليه السلام. (5) هو من خواص أصحاب الرسول الاعظم وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما قتله معاوية لعنه الله كما نص عليه سيد الشهداء في رسالته إلى معاوية لعنه الله وكان من حواري أمير المؤمنين، وكان أخبر عن قتله. (معجم الرجال). (6) من المصدر والبحار. (7) هو مزرع بن عبد الله مولى أمير المؤمنين عليه السلام، عده المفيد في الاختصاص من السابقين =


[ 179 ]

قاتليهم (1) وكيفية قتلهم. عبد العزيز بن صهيب (2)، عن أبي العالية، قال: حدثني مزرع بن عبد الله، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أما والله ليقبلن جيش حتى إذا كان بالبيداء خسف بهم، فقلت: هذا غيب (3). قال: والله ليكونن ما أخبرني (4) به أمير المؤمنين، وليؤخذن رجل، فليقتلن وليصلبن بين شرفيتن من شرف هذا المسجد، فقلت: هذا ثان، قال: حدثني الثقة. المأمون علي بن أبي طالب عليه السلام. قال أبو العالية: فما أتت علينا جمعة حتى اخذ مزرع، وصلب بين الشرفتين. (5)

التاسع والعشرون وثلاثمائة إخباره عليه السلام أن أهل الكوفة يقتلون الحسين عليه السلام وأنه عليه السلام لم يقض حجا ولا عمرة 483 الشيخ في أمالية: قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد، قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الزيات (6)، قال: حدثنا أبو الحسن علي


= المقربين من أمير المؤمنين عليه السلام. (1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قاتلهم. (2) في المصدر والبحار: عبد العزيز وصهيب، وهو تصحيف، فهو عبد العزيز بن صهيب البناني، البصري، الاعمى، الحافظ، مات سنة: 130. (سير أعلام النبلاء). (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: غيب علم. (4) في المصدر والبحار: خبرني. (5) مناقب آل أبي طالب: 2 / 271 وعنه البحار: 41 / 316 ذح 40. وروى من قوله (عبد العزيز بن صهيب) إلى آخره المفيد في إرشاده: 172 وعنه البحار: 41 / 285 ح 5. (6) عمر بن محمد بن علي بن يحيى بن موسى بن يونس بن أناش، أبو حفص الناقد المعروف بابن الزيات، مات سنة: 375. (تاريخ بغداد). (*)


[ 180 ]

ابن العباس، قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي (1)، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا ابن عيينة، قال: حدثنا عمار الدهني، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: جاء المسيب بن نجية (2) إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام متلبسا (3) بعبدالله بن سبأ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ما شأنك ؟ فقال: يكذب على الله وعلى رسوله. فقال: ما يقول ؟ قال: فلم أسمع مقالة المسيب، وسمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: هيهات هيهات الغضب، ولكن يأتيكم راكب الدغيلية (4) يشد حقوها بوضينها، لم يقض تفثا من حج ولا عمرة فيقتلونه (5). يريد بذلك الحسين بن علي عليهما السلام. (6) وروى هذا الحديث ابن شهر اشوب مختصرا: ثم قال: وقال عليه السلام


(1) أحمد بن منصور بن سيار بن المبارك البغدادي أبو بكر المعروف بالرمادي، روى عن عبد الرزاق بن همام، ومات سنة: 265. (تهذيب الكمال). (2) مسيب بن نجية الفزاري من أصحاب علي والحسن - عليهما السلام - وقتل مع التوابين بعد شهادة أبي عبد الله الحسين عليه السلام في عين الوردة بعد سليمان بن صرد. (معجم الرجال). (3) في المصدر والبحار: متلببا. وتلبب للقتال: تشمر وتحزم. (4) الدغيلة: الدغل والمكر والفساد، أي يركب مكر القوم ويأتي لما وعدوه خديعة، ويحتمل أن يكون تصحيف الرعيلة، وهي القطيعة من الخيل القليلة، والوضين: بطان منسوج بعضه على بعض يشد به الرحل على البعير كالحزام للسرج وشد حقوها به كناية عن الاهتمام بالسير والاستعجال فيه، وعدم قضاء التفث إشارة إلى أنه - عليه السلام - لم يتيسر له الحج وخرج يوم التروية. وفي بعض الروايات: وراكب الذعلبة، يعني الناقة السريعة التي جوفها مختلط بوضينها. (5) في البحار: فيقتلوه. (6) أمالي الطوسي - رحمه الله -: 1 / 234 وعنه البحار: 42 / 146 ح 4. وفي ج 41 / 314 ذ ح 39 عن مناقب آل أبي طالب: 2 / 270.


[ 181 ]

يخاطب أهل الكوفة: كيف أنتم إذ نزل بكم (خير) (1) ذرية نبيكم (2) فعمدتم إليه فقتلتموه ؟ قالوا: معاذ الله لئن أتانا الله في ذلك لنبلون عذرا (3). فقال: عليه السلام: هم أوردوه في الغرور وغررا * أرادوا نجاة ولا عذر (4) (5)

الثلاثون وثلاثمائة إخباره عليه السلام أن البراء بن عازب لا ينصر الحسين عليه السلام 484 ابن شهراشوب: عن أحمد بن صبيح (6)، عن يحيى بن المساور العابد، عن إسماعيل بن (أبي) (7) زياد، قال: إن عليا عليه السلام قال للبراء بن عازب: يا براء يقتل ابني الحسين عليه السلام وأنت حي لا تنصره. فلما قتل الحسين عليه السلام كان البراء يقول: صدق (والله) (8) أمير المؤمنين


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) في المصدر: رسولكم. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لا أرانا الله ذكل لتكون غدرا. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: هم أورده في الغرور وغروا أرادوا نجاة ولا غدر، وهو تصحيف. (5) مناقب آل أبي طالب: 2 / 270 وعنه البحار: 41 / 314 ذ ح 40. (6) في المصدر والبحار: إسماعيل، وأحمد بن الصبيح هو أبو عبد الله الاسدي، كوفي ثقة، وليس من الزيدية. (رجال النجاشي). (7) ليس في المصدر والبحار، وهو إسماعيل بن أبي زياد السلمي: ثقة، كوفي، روى عن أبي عبد الله عليه السلام. (رجال النجاشي). (8) ليس في نسخة (خ).


[ 182 ]

عليه السلام وجعل يتلهف. (1)

الحادي والثلاثون وثلاثمائة إخباره عليه السلام أن حجر يدعي البراءة منه 485 ابن شهر اشوب: عن سفيان بن عيينة، وعن طاووس اليماني (2) أنه قال علي عليه السلام لحجر البدري (3): يا حجر، [ كيف بك ] (4) إذا اوقفت على منبر صنعاء، وأمرت بسبي والبراءة مني ؟ قال: فقلت: أعوذ بالله من ذلك. قال: والله إنه لكائن (5)، فإذا كان كذلك (6) فسبني ولا تتبرأ مني، فإنه من تبرأ مني في الدنيا تبرئت (7) منه في الآخرة. قال طاووس: فأخذه الحجاج (8) على أن يسب عليا، فصعد المنبر وقال:


(1) مناقب آل أبي طالب: 2 / 270 وعنه البحار: 41 / 315 ذ ح 40. وانظر إرشاد المفيد: 174 عن إسماعيل بن زياد وعنه العوالم: 17 / 149 ح 8، والبحار: 44 / 262 ح 18، ومعجم رجال الحديث 3 / 278، والدرجات الرفيعة: 453، وإعلام الورى: 177 عنه إثبات الهداة: 2 / 454 ح 177 وص 472 ح 248 وكشف الغمة: 1 / 279، وكشف اليقين: 27، والمحجة البيضاء: 4 / 198 ح 3، ومنهاج الكرامة: 109، ونهج الحق وكشف الصدق: 243، وشرح ابن أبي الحديد: 1 / 15. (2) طاووس اليماني: أبو عبد الرحمان الفارسي ثم اليمني، الجندي، روى عنه سفيان بن عيينة، وولد في الاسلام، ومات سنة: 106. (سير أعلام النبلاء). (3) كذا في المصدر والبحار والاصل: وهو تصحيف (بن عدي) كما في الكشي والبحار: 39 / 325. (4) من المصدر والبحار، وفي الاصل: وقفت. (5) و (6) في المصدر والبحار: كائن... ذلك. (7) في المصدر والبحار: برئت. (8) كذا في المصدر والبحار: وفي رجال الكشي وعنه البحار: 39 / 325: فأخذه محمد بن يوسف وهو أخ الحجاج كان أميرا في صنعاء هو الصحيح لان الحجاج لعنه الله كان أمير الكوفة.


[ 183 ]

أيها الناس إن أميركم هذا أمرني أن ألعن عليا [ ألا ] (1) فالعنوه لعنه الله. (2)

الثاني والثلاثون وثلاثمائة إخباره عليه السلام إذا ظلمت العيون العين 486 - ابن شهراشوب: أنه - عليه السلام - قال له حذيفة بن اليمان [ في ] (3) زمن عثمان: إني والله ما فهمت قولك ولا عرفت تأويله حتى بلغت ليلتي أتذكر ما قلت لي بالحرة وأنت (4) مقبل: كيف أنت يا حذيفة إذا ظلمت العيون العين ؟ والنبي - صلى الله عليه وآله - بين أظهرنا ولم أعرف تأويل كلامك إلى (5) البارحة رأيت عتيق، ثم عمر تقدما عليك وأول اسمهما (6) عين. فقال: يا حذيفة: نسيت عبد الرحمان [ حيث ] (7) مال بها إلى عثمان، (ونسيت عثمان) (8).


(1) من المصدر والبحار. (2) مناقب آل أبي طالب: 2 / 269 وعنه البحار: 39 / 317 ح 17 وفي ص: 324 ح 24 عن الكشي: 101 ح 161. وانظر معجم رجال الحديث: 4 / 237، وإثبات الهداة: 2 / 487 ح 310 وص: 521 ح 472 عن رجال الكشي ومناقب آل أبي طالب، وإحقاق الحق: 8 / 182 عن لسان الميزان: 4 / 122 وطي الايام في سيرة سيد الانام وخلفاء الاسلام، 209، والفضائل الخمسة: 2 / 286 عن المستدرك للحاكم: 2 / 358 والصواعق المحرقة: 128. (3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر والبحار: وإني. (5) في المصدر والبحار: إلا. (6) في المصدر: اسمها (7) من المصدر والبحار. (8) ليس في المصدر والبحار.


[ 184 ]

وفي رواية: وسينضم (1) إليهم عمرو بن العاص مع معاوية ابن آكلة الاكباد، فهؤلاء العيون المجتمعة على ظلمي. (2)

الثالث والثلاثون وثلاثمائة إخباره عليه السلام أن معاوية لا يموت حتى يعلق الصليب من عنقه 487 ابن شهر اشوب: عن المحاضرات للراغب أنه قال عليه السلام: لا يموت ابن هند حتى يعلق الصليب من عنقه. وقد رواه الاحنف بن قيس (3) وابن شهاب الزهري والاعثم الكوفي (4) وأبو حيان التوحيدي (5) وابن الثلاج (6) في جماعة فكان كما قال عليه السلام. (7)

الرابع والثلاثون وثلاثمائة إخباره عليه السلام بأن أبا موسى الاشعري يخدع 488 - ابن شهر اشوب: عن عبيدالله بن أبي رافع قال: حضرت


(1) في المصدر والبحار: وسيضم. (2) مناقب آل أبي طالب: 2 / 268 وعنه البحار: 41 / 311 - 312 ذ ح 38. (3) الاحنف بن قيس بن معاوية بن حصين، الامير الكبير، أبو بحر التميمي أحد من يضرب بحلمه المثل، اسمه ضحاك وكان من قواد جيش علي - عليه السلام - بصفين، مات بالكوفة في زمن ابن الزبير. (سير أعلام النبلاء). (4) أحمد بن أعثم الكوفي أبو محمد الاخباري، المؤرخ، كان شيعيا وله كتاب التاريخ إلى آخر أيام المقتدر. (معجم الادباء). (5) هو علي بن محمد بن العباس البغدادي الصوفي، صاحب التصانيف الادبية والفلسفية، مات حوالي سنة: 400. (سير أعلام النبلاء). (6) هو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي ابن الثلاج الشاهد، أصله من حلوان، ولد سنة: 307، ومات سنة: 387. (7) مناقب آل أبي طالب: 2 / 259 وعنه البحار: 33 / 161 ح 424، وج 41 / 305 ح 38.


[ 185 ]

أمير المؤمنين عليه السلام وقد وجه أبا موسى الاشعري فقال له: احكم بكتاب الله ولا تجاوزه، فلما أدبر قال: كأني به وقد خدع. قلت: يا أمير المؤمنين، فلم توجهه وأنت تعلم انه مخدوع ؟ ! فقال: يا بني، لو عمل الله في خلقه بعلمه ما احتج عليهم بالرسل. (1)

الخامس والثلاثون وثلاثمائة إخباره عليه السلام أن جماعة يكفرون 489 - ابن شهر اشوب: عن مسند العشرة، عن أحمد بن حنبل أنه قال أبو الرضا غياث (2): كنا عامدين (3) إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب عليه السلام، فلما بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلاث من حروراء، شذ منا اناس كثير، فذكرنا ذلك على علي عليه السلام. فقال: لا يهولنكم أمرهم، فإنهم سيرجعون (كفارا) (4)، فكان كما قال عليه السلام. (5)

السادس والثلاثون وثلاثمائة إخباره عليه السلام باحداث بغداد 490 - ابن شهراشوب: قال أبو الجوائز الكاتب (6): حدثنا علي بن عثمان،


(1) مناقب آل أبي طالب: 2 / 261 وعنه البحار: 41 / 310 ذح 39 وإثبات الهداة: 2 / 520. (2) في المصدر: أبو الوصي غياثا، وفي البحار: أبوالوضي غياثا. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عابرين. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) مناقب آل أبي طالب: 2 / 262 وعنه البحار: 41 / 310 ذح 39. (6) الحسن بن علي بن محمد بن باري، أبو الجوائز، الكاتب الواسطي، البغدادي، ولد سنة: 382، ومات سنة: 460. (تاريخ بغداد).


[ 186 ]

قال: حدثنا المظفر [ بن الحسن ] (1) الواسطي السلال، قال الحسن بن ذكردان (2) - وكان ابن ثلاثمائة وخمسة وعشرين سنة - [ قال: ] (3) رأيت عليا عليه السلام في النوم وأنا في بلدي، فخرجت إليه إلى المدينة، فأسلمت على يده وسماني الحسن، وسمعت منه أحاديث كثيرة، وشهدت معه مشاهده كلها، فقلت له يوما من الايام: يا أمير المؤمنين، ادع الله لي. فقال: يا فارسي إنك ستعمر، وتحمل إلى مدينة يبنيها رجل من ولد عمي العباس، تسمى في ذلك الزمان بغداد، ولا (4) تصل إليها، تموت بموضع يقال له: المدائن، فكان كما قال عليه السلام ليلة دخل المدائن [ مات ] (5) مسعدة بن اليسع، عن الصادق عليه السلام في خبر أن أمير المؤمنين عليه السلام مر بأرض بغداد، فقال: ما تدعى هذه الارض ؟ [ قالوا: ] (6) بغداد ؟ قال: نعم، تبنى هاهنا مدينة، وذكر وصفها. ويقال: إنه وقع من يده سوط، فسأل عن أرضها، فقالوا: بغداد، فأخبر أنه تبنى، ثم مسجد يقال له مسجد السوط (7). (8)

السابع والثلاثون وثلاثمائة إملاء جبرئيل عليه عليه السلام وهو يكتب


(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ذكوان. (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: متى. (5) و (6) من المصدر والبحار. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تبنى هنا مدينة فبنى، ثم. (8) مناقب آل أبي طالب: 2 / 263 - 264، عنه البحار: 41 / 307 - 308، وإثبات الهداة: 2 / 520 ح 467.


[ 187 ]

491 - الشيخ المفيد في الاختصاص: عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن رفاعة بن موسى، عن أبي عبد الله عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يملي على علي عليه السلام صحيفة، فلما [ بلغ ] (1) نصفها وضع رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه في حجر علي، ثم كتب علي عليه السلام حتى امتلات الصحيفة. فلما رفع رسول الله صلى الله عليه وآله رأسه، قال: من أملا عليك يا علي ؟ فقال: أنت يا رسول الله، قال: بل أملى عليك جبرائيل عليه السلام. (2) 492 - محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد و عبد الله ابنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ودعا بدفتر، فأملى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله بطنه، وأغمي عليه [ فأملى عليه ] (3) جبرائيل ظهره، فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: من أملى عليك هذا يا علي ؟ فقال: أنت يا رسول الله. فقال: أنا أمليت عليك بطنه، وجبرائيل أملى عليك ظهره، وكان قرآنا يملي عليه (4). (5)

الثامن والثلاثون وثلاثمائة إخباره عليه السلام بأن رجلا يقتله ابن سمية 493 - الراوندي: أن أعرابيا أتى أمير المؤمنين عليه السلام وهو في المسجد،


(1) من المصدر والبحار. (2) الاختصاص: 275، عنه البحار: 39 / 152 ح 4. (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وكان قرآن علي عليه السلام، وهو تصحيف. (5) الاختصاص: 275 وعنه البحار: 39 / 152 ح 4.


[ 188 ]

فقال: مظلوم، قال: ادن مني، فدنا [ فقال: يا أمير المؤمنين مظلوم، قال: ادن، فدنا ] (1) حتى وضع يديه على ركبتيه، قال: ما ظلامتك ؟ فشكا ظلامته. فقال: يا أعرابي أنا أعظم ظلامة منك، ظلمني المدر (2) والوبر، ولم يبق بيت من العرب إلا وقد دخلت مظلمتي عليهم، ومازلت مظلوما حتى قعدت مقعدي هذا، إن كان عقيل بن أبي طالب [ يومه ] (3) ليرمد فما يدعهم يذرونه (4) حتى يأتوني فاذر وما بعيني (من) (5) رمد، ثم كتب له بظلامته ورحل، فهاج الناس وقالوا: قد طعن على الرجلين، فدخل [ عليه الحسن ] (6) عليه السلام فقال: قد علمت ما شربت قلوب الناس من حب هذين. فخرج عليه السلام فقال: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أيها الناس إن الحرب خدعة، فإذا سمعتموني أقول: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله) فوالله لان أخر من السماء أحب إلى من أن أكذب على رسول الله كذبة، وإذا حدثتكم (عن نفسي) (7) أن الحرب خدعة، ثم ذكر غير ذلك. فقام [ رجل ] (8) يساوي برأسه رمانة المنبر، فقال: أنا أبرأ من الاثنين والثلاثة. فالتفت إليه أمير المؤمنين فقال: بقرت العلم في غير أوانه، لتبقرن كما بقرته،


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الذر، والمدر: قطع الطين اليابس، والوبر: صوف الابل والارانب ونحوها، أراد بقوله عليه السلام ظلمني الجميع. (3) من البحار. (4) أي يصبون في عينه الدواء. (5) ليس في البحار. (6) من المصدر والبحار. (7) ليس في البحار. (8) من المصدر والبحار.


[ 189 ]

فلما قدم ابن سمية لعنه الله أخذه فشق بطنه، وحشا جوفه (1) حجارة، وصلبه. (2)

التاسع والثلاثون وثلاثمائة إخباره عليه السلام الاشعث أنه يذله الحجاج 494 الراوندي: أن الاشعث بن قيس استأذن على علي عليه السلام فرده قنبر، فأدمى أنفه، فخرج علي عليه السلام فقال: مالي ولك، يا أشعث ؟ أما والله لو بعبد ثقيف [ تمر ست ] (3) لاقشعرت شعيرات إستك. قال: ومن غلام ثقيف ؟ قال: غلام يليهم لا يبقى (بيتا) (4) من العرب إلا أدخلهم الذل. قال: كم يلي ؟ قال: عشرين إن بلغها. قال الراوي: فولي الحجاج سنة خمس وسبعين، ومات سنة (خمس و) (5) تسعين. (6)

الاربعون ثلاثمائة إخباره عليه السلام بها الجماعة الذين بايعوا الضب 495 الراوندي: عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين، عن أبيه، قال: لما أراد علي عليه السلام يسير إلى النهروان استنفر أهل الكوفة، وأمرهم أن يعسكروا


(1) في البحار: فوقه. (2) خرائج الراوندي: 1 / 180 ح 13 وعنه البحار: 42 / 187 ح 5. (3) من المصدر والبحار، وتمرس بالرجل: تعرض له بالشر. (4) ليس في البحار، وفي الاصل: لا يبقى بيت. الا دخلهم. (5) ليس في البحار. (6) خرائج الراوندي: 1 / 199 ح 38 وعنه البحار: 41 / 299 ح 28 وج 8 / 733 (طبع الحجر). وفي البحار: 41 / 299 بيان مفيد للمجلسي في توضيح الحديث، فراجع.


[ 190 ]

بالمدائن، فتأخر عنه شبث بن ربعي وعمرو بن حريث والاشعث بن قيس وجرير ابن عبد الله [ البجلي ] (1)، وقالوا: ائذن (2) لنا أياما نتخلف عنك في بعض حوائجنا ونلحق بك. فقال لهم: قد فعلتموها، سوءة لكم من مشائخ، فوالله مالكم من حاجة تتخلفون عليها، وإني لاعلم ما في قلوبكم وسابين لكم تريدون أن تثبطوا عني الناس، وكأني بكم بالخورنق (3) وقد بسطتم سفركم للطعام إذ يمر بكم ضب، فتأمرون صبيانكم فيصيدونه، فتخلعوني وتبايعونه. ثم مضى إلى المدائن وخرج القوم إلى الخورنق، وهيأوا طعاما، فبيناهم كذلك على سفرتهم وقد بسطوها إذ مر بهم ضب، فأمروا صبيانهم فأخذوه وأوثقوه ومسحوا أيديهم على يده كما أخبر علي عليه السلام وأقبلوا على المدائن. فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام: بئس للظالمين بدلا ليبعثنكم الله يوم القيامة مع إمامكم الضب الذي بايعتم، لكأني أنظر إليكم يوم القيامة وهو يسوقكم إلى النار. ثم قال: لئن كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله منافقون فإن معي منافقين، أما والله يا شبث، ويا ابن حريث لتقاتلان ابني الحسين، هكذا أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله. (4) 496 المفيد في الاختصاص: عن المعلى بن محمد البصري، عن بسطام


(1) من المصدر. (2) في المصدر: أتأذن. (3) الخورنق: موضع بالكوفة، قيل: إنه نهر، والمعروف إنه القصر القائم إلى الآن بالكوفة بظاهر الحيرة (مراصد الاطلاع). (4) خرائج الراوندي: 1 / 225 ح 70 وعنه البحار: 33 / 384 ح 614. ويأتي في معجزة 533 عن هداية الحضيني.


[ 191 ]

ابن مرة، عن إسحاق بن حسان، عن الهيثم بن واقد (1)، عن علي بن الحسن العبدي (2)، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، قال: أمرنا أمير المؤمنين عليه السلام بالمسير إلى المدائن من الكوفة، فسرنا يوم الاحد، وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر، فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمى الخورنق. فقالوا: نتنزه، فإذا كان يوم الاربعاء خرجنا ولحقنا عليا عليه السلام قبل أن يجمع، فبينما (3) هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه، فأخذه عمرو بن حرث فنصب كفه فقال: بايعوا هذا أمير المؤمنين، فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم، وارتحلوا ليلة الاربعاء، فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنين يخطب ولم يفارق بعضهم بعضا كانوا جميعا حتى نزلوا على باب المسجد، فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله أسر إلي ألف حديث، في كل حديث ألف باب، في كل باب ألف مفتاح، وإني سمعت الله يقول: * (يوم ندعو كل اناس بإمامهم) * (4) وإني اقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر بإمامهم وهو ضب، ولو شئت أن اسميهم لفعلت. قال: فرأيت (5) عمرو بن حريث سقط سقطة السفعة رعبا (6). (7)


(1) هو الهيثم بن واقد الجزري، روى عن أبي عبد الله عليه السلام، وروى عن إسحاق بن حسان، وعدة الشيخ والبرقي من أصحاب الصادق عليه السلام. (معجم الرجال). (2) علي بن الحسن العبدي الكوفي، من أصحاب الصادق عليه السلام، روى عنه الهيثم بن واقد. (معجم رجال الحديث). (3) في المصدر والبحار: فبينا. (4) الاسراء: 17. (5) في المصدر والبحار: فلو رأيت. (6) في المصدر والبحار: وجيبا. والوجيب: الاضطراب. (7) الاختصاص: 283 وعنه البحار: 33 / 404 ح 625.


[ 192 ]

 

الحادي والاربعون وثلاثمائة تكذيبه عليه السلام الرجل الذي ادعى أنه يتولاه 497 محمد ين يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله عليه السلام: أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو مع أصحابه فسلم عليهم (1)، ثم قال له: أنا والله احبك وأتولاك. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: كذبت. قال: بلى والله إني لاحبك (2) وأتولاك [ فكرر ثلاثا ] (3). فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: كذبت ما أنت كما قلت، إن الله خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام، ثم عرض علينا المحب لنا، [ فوالله ] (4) ما رأيت روحك فيمن عرض، فأين كنت ؟ فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه. وفي رواية اخرى، قال أبو عبد الله عليه السلام: كان في النار. ورواه الصفار في بصائر الدرجات: عن أحمد بن محمد، عن الحسن.


= ورواه الصدوق رحمه الله في الخصال: 381 وعنه إثبات الهداة 2 / 426 ح 78، وابن شهر اشوب في مناقب آل أبي طالب: 2 / 261 باختلاف يسير، والصفار في البصائر: 306 ح 15 وعنه إثبات الهداة 2 / 426 ح 78 وأخرجه في البحار: 41 / 286 - 287 ح 7، 8 عن الخصال والمناقب والبصائر والخرائج: 2 / 746 ح 14. (1) في المصدر والبحار: عليه. (2) في المصدر: أحبك. (3) و (4) من المصدر.


[ 193 ]

ابن محبوب، عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله عليه السلام: أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو مع أصحابه فسلم عليه، ثم قال: أنا والله احبك (1) وأتولاك وساق الحديث إلى آخره إلا أن فيه: وأتوالاك. (2)

الثاني والاربعون وثلاثمائة مثل سابقه في أنه يحبه عليه السلام 498 محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن آدم أبي الحسين، عن إسماعيل بن أبي حمزة، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين، والله إني لاحبك، فقال له: كذبت، فقال له الرجل: سبحان الله كأنك تعرف ما في نفسي. قال: فغضب أمير المؤمنين عليه السلام (وكان يخرج منه الحديث العظيم عند الغضب، قال) (3): فرفع يده إلى السماء، وقال: وكيف لا يكون ذلك وهو ربنا تبارك وتعالى، خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام، ثم عرض علينا المحب من المبغض، فوالله ما رأيتك فيمن أحبنا، (فأين كنت) (4) ؟ (5)

الثالث والاربعون وثلاثمائة أنه عليه السلام يعرف شيعته، وكذا


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: والله إني احبك. (2) الكافي: 1 / 438 ح 1، بصائر الدرجات: 86 ح 1 وعنه البحار: 26 / 119 ح 5 وج 61 / 138 ح 15. (3) مابين القوسين ليس في المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) بصائر الدرجات 87 ح 3 وص 89 ح 8 وعنه البحار 26 / 118 ح 4، وج 61 / 131 ح 1، وج 68 / 205.


[ 194 ]

باقي الائمة عليهم السلام 499 محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن بكير بن أعين (1)، قال: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: إن الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم أخذ الميثاق على الذر بالاقرار له بالربوبية، ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة، وعرض [ الله ] (2) على محمد صلى الله عليه وآله امته في الطين، وهم أظلة، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم عليه السلام، وخلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام [ وعرضهم عليه ] (3)، وعرفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وعرفهم عليا، ونحن نعرفهم في لحن القول. (4) 500 عنه: عن محمد بن حماد الكوفي (5) وعن أبيه (6)، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله أخذ ميثاق شيعتنا من صلب آدم، فنعرف [ حب ] (7) المحب وإن أظهر خلاف ذلك


(1) بكير بن أعين بن سنسن الشيباني الكوفي، روى عن الباقر والصادق والسجاد عليهم السلام يكنى أبا الجهم، ويقال: أبا عبد الله، وان أبا عبد الله عليه السلام لما بلغه وفاة بكير قال: أما والله لقد أنزله الله بين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما. (معجم الرجال). (2) و (3) من المصدر والبحار. (4) بصائر الدرجات: 89 ح 1، عنه البحار: 26 / 120 ح 9. أقول: هذا الخبر وكذا الذي بعده ليس من معجزات أمير المؤمنين عليه السلام ولعله أتى بهما طردا للباب. (5) محمد بن حماد بن زيد الحارثي أبو عبد الله، ثقة، روى أبوه عن أبي عبد الله عليه السلام وروى هو عن أبيه. (رجال الخوئي). (6) حماد بن زيد بن عقيل الحارثي الكوفي، من أصحاب الصادق عليه السلام. (رجال الشيخ). (7) من المصدر.


[ 195 ]

بلسانه، ونعرف بغض المبغض وإن أظهر حبنا أهل البيت. (1)

الرابع والاربعون وثلاثمائة معرفته عليه السلام الرجلين المبغض والمحب 501 المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى (2) وإبراهيم ابن هاشم، عن محمد بن خالد البرقي، عن خلف بن حماد (3)، عن سعد بن ظريف [ الاسكاف ] (4)، عن الاصبغ بن نباتة: أن أمير المؤمنين عليه السلام صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: يا أيها الناس إن شيعتنا من طينة مخزونة قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام لا يشذ منها شاذ، ولا يدخل فيها داخل، وإني لاعرفهم (5) حين أنظر إليهم لان رسول الله صلى الله عليه وآله لما تفل في عيني وكنت أرمد، قال: اللهم أذهب عنه الحر والبرد، وأبصره صديقه من عدوه فلم يصبني رمد ولاحر ولابرد، وإني لاعرف صديقي من عدوي. فقام رجل من الملا فسلم، ثم قال: والله يا أمير المؤمنين إني لادين الله بولايتك، وإني لاحبك في السر كما اظهر لك في العلانية. فقال له علي عليه السلام: كذبت فوالله لا أعرف اسمك في الاسماء، ولا وجهك في الوجوه، وإن طينتك لمن غير تلك الطينة، فجلس الرجل قد فضحه الله وأظهر عليه. ثم قام آخر فقال: يا أمير المؤمنين، إني لادين الله بولايتك، وإني لاحبك في


(1) بصائر الدرجات: 90 ح 3 وعنه البحار: 26 / 120 ح 8. (2) في المصدر: أحمد بن محمد بن خالد البرقي. (3) خلف بن حماد بن ياسر (ناشر) بن المسيب، كوفي ثقة. (رجال النجاشي). (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لاعرفنهم.


[ 196 ]

السر كما احبك في العلانية. فقال له: صدقت، طينتك من تلك الطينة، وعلى ولايتنا أخذ ميثاقك. وإن روحك من أرواح المؤمنين، فاتخذ للفقر جلبابا (1)، فوالذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (إن) (2) الفقر أسرع إلى محبينا من السيل من أعلى الوادي إلى أسفله. ورواه الصفار في بصائر الدرجات: قال: حدثني إبراهيم بن هاشم، عن أبي عبد الله البرقي، عن خلف بن حماد، عن سعد الاسكاف، عن الاصبغ بن نباتة: أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وساق الحديث إلى آخره. (3)

الخامس والاربعون وثلاثمائة مثل سابقه 502 المفيد في الاختصاص: قال بعد سابقه: وعنه، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان الكلبي، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، قال: كنت


(1) قال الجزري: في حديث علي رضي الله عنه: (من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلبابا) أي ليزهد في الدنيا، وليصبر على الفقر والقلة، والجلباب: الازار والرداء: وقيل: الملحفة، وقيل: هو كالمقنعة تغطي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها، وجمعه جلابيب، كنى به عن الصبر لانه يستر الفقر كما يستر الجلباب البدن، وقيل: إنما كنى بالجلباب عن اشتماله بالفقر أي فليتلبس إزار الفقر ويكون منه على حالة تعمه وتشمله لان الغنى من أحوال أهل الدنيا ولا يتهيأ الجمع بين حب الدنيا وحب أهل البيت. (2) ليس في المصدر. (3) الاختصاص: 310، بصائر الدرجات: 390 ح 1 وعنهما البحار: 26 / 130 ح 38، وفي ج 25 / 14 ح 27 عن البصائر، وفي ج 61 / 134 ح 7 عن الاختصاص.


[ 197 ]

مع أمير المؤمنين عليه السلام فأتاه رجل فسلم عليه، ثم قال: يا أمير المؤمنين، والله إني لاحبك في الله، واحبك في السر كما احبك في العلانية [ وأدين الله بولايتك في السر كما ادين بها في العلانية ] (1)، وبيد أمير المؤمنين عليه السلام عود، فطأطأ رأسه، ثم نكت بالعود ساعة في الارض، ثم رفع رأسه إليه. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثني بألف حديث، لكل حديث ألف باب، وإن أرواح المؤمنين تلتقي في الهواء فتشتم وتتعارف، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، وبحق الله لقد كذبت، فما أعرف في الوجوه وجهك، ولا اسمك في الاسماء. ثم دخل عليه رجل آخر، فقال: يا أمير المؤمنين، إني لاحبك [ في الله ] (2) واحبك في السر كما احبك في العلانية. قال: فنكت الثانية بعوده في الارض، ثم رفع رأسه، فقال له: صدقت، إن طينتنا طينة مخزونة، أخذ الله ميثاقنا (3) من صلب آدم، فلم يشذ منها شاذ، ولم (4) يدخل فيها داخل من غيرها، اذهب فاتخذ للفقر جلبابا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا علي بن أبي طالب، والله للفقر أسرع إلى محبينا من السيل إلى بطن الوادي. ورواه الصفار في بصائر الدرجات: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن ظريف، عن الاصبغ بن نباتة، قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام فأتاه رجل فسلم عليه وساق الحديث


(1) من المصدر: (2) من البحار، وكلمة (واحبك) ليست في المصدر. (3) في المصدر والبحار: ميثاقها. (4) في المصدر والبحار: لا.


[ 198 ]

إلا أن فيه: وإن أرواح المؤمنين لتلقي في الهواء وتسام. (1)

السادس والاربعون وثلاثمائة مثل سابقه وإخباره عليه السلام بما يكون 503 المفيد في الاختصاص: عباد بن سليمان (2)، عن محمد بن سليمان، عن أبيه سليمان الديلمي، عن هارون بن الجهم (3)، عن سعد بن ظريف الخفاف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا أمير المؤمنين عليه السلام [ يوما ] (4) جالس في المسجد واصحابه حوله، فأتاه رجل من شيعته فقال له: يا أمير المؤمنين، إن الله يعلم اني ادينه بحبك في السركما أدينه بحبك (5) في العلانية، وأتولاك في السر كما أتولاك في العلانية. فقال (له) (6) أمير المومين عليه السلام: صدقت، أما (انه) (7) فاتخذ للفقر جلبابا، فإن الفقر أسرع إلى شيعتنا من السيل إلى قرار الوادي. قال: فولى الرجل وهو يبكي فرحا لقول أمير المؤمنين عليه السلام: صدقت. قال: وكان هناك رجل من الخوارج وصاحب له قريب (8) من


(1) الاختصاص: 311 وعنه البحار: 6 / 134 ح 7، بصائر الدرجات: 391 ح 2 وعنه البحار: 25 / 14 ح 27. (2) عباد بن سليمان: عده الشيخ في من لم يرو عنهم عليهم السلام، روى عن محمد بن سليمان الديلمي. (معجم الرجال). (3) هارون بن الجهم بن ثوير بن أبي فاختة سعيد بن جهمان، مولى ام هانئ بنت أبي طالب، روى عن أبي عبد الله عليه السلام، كوفي، ثقة. (رجال النجاشي). (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: حبك في السر كما حبك. (6) ليس في البحار. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) في البحار: قال رجل من الخوارج يحدث صاحبا له قريبا.


[ 199 ]

أمير المؤمنين عليه السلام، فقال أحدهما [ لصاحبه ] (1): بالله ما رأيت كاليوم قط، إنه أتاه رجل فقال له: (إني احبك، فقال له:) (2) صدقت، فقال له الآخر (3): أنا ما أنكرت من ذلك، لم يجد بدا من أن إذا قيل له: احبك، أن يقول له: صدقت، تعلم اني أنا احبه ؟ قال (4): لا. قال: فأنا أقوم فأقول له مثل مقالة الرجل فيرد علي مثل ما رد عليه، قال: (نعم) (5)، فقام الرجل فقال له مثل مقالة (الرجل) (6) الاول، فنظر إلى مليا، ثم قال له: كذبت لا والله ما تحبني ولا أحببتني (7). قال: فبكى الخارجي، ثم قال: يا أمير المؤمنين، تستقبلني (8) بهذا وقد علم الله خلافه، ابسط يدك ابايعك. فقال علي: على ماذا ؟ قال: على ما عمل به أبو بكر وعمر (9) ! (قال: فمد يده) (10) فقال له: اصفق لعن الله الاثنين، والله لكأني بك قد قتلت على ضلال، ووطئ وجهك دواب العراق، ولا يعرفك قومك (11).


(1) من البحار. (2) ليس في البحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أخوه. (4) كذا في البحار، وما في الاصل تصحيف، وفي المصدر: ما أنكر ذلك أتجد بدا من أن إذا قيل له: إني احبك أن يقول: صدقت. أتعلم اني احبه ؟ فقال. (5) و (6) ليس في البحار. (7) في المصدر والبحار: ولا احبك. (8) في البحار: لتستقبلني. (9) في المصدر: زريق وحبتر، وكذا في البصائر. (10) ليس في المصدر. في البحار: فلا تغرنك قوتك. (*)


[ 200 ]

قال: فلم يلبث أن خرج عليه أهل النهروان، وأن خرج الرجل معهم فقتل. (1)

السابع والاربعون وثلاثمائة مثل سابقه 504 الشيخ في أماليه: بإسناده عن إبراهيم الاحمري، قال: حدثني أبو جعفر المطالبي (2)، قال: حدثنا أبو عبد الله التميمي الخراساني، عن علي بن أبان، عن الاصبغ بن نباتة، قال: كنت جالسا عند أمير المؤمنين عليه السلام فأتاه (3) رجل، فقال: يا أمير المؤمنين إني لاحبك في السر كما احبك في العلانية. قال: فنكت أمير المؤمنين عليه السلام بعود كان في يده في الارض ساعة، ثم رفع رأسه فقال: كذبت، والله ما أعرف وجهك في الوجوه، ولا اسمك في الاسماء. قال الاصبغ: فعجبت من ذلك عجبا شديدا، فلم أبرح حتى أتاه رجل آخر فقال: والله يا أمير المؤمنين، إني لاحبك في السر كما احبك في العلانية. قال: فنكت (أمير المؤمنين عليه السلام) (4) بعوده ذلك في الارض طويلا، ثم رفع رأسه، فقال: صدقت، إن طينتنا طينة مرحومة، أخذ الله ميثاقها يوم أخذ الميثاق فلا يشذ منها شاذ، ولا يدخل فيها داخل إلى يوم القيامة، أما إنه فاتخذ للفاقة جلبابا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الفاقة إلى محبيك أسرع من السيل من أعلى الوادي إلى أسفله. (5)


(1) الاختصاص: 312 وعنه البحار: 41 / 294 ح 17 وبصائر الدرجات: 391 ح 3. وأخرجه في إثبات الهداة: 2 / 461 ح 206 مختصرا. (2) في البحار: الطالبي. (3) في المصدر: إذ أتاه. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) أمالي الطوسي رحمه الله: 2 / 23 - 24 وعنه البحار: 26 / 117 ح 1، وج 67 / 227 ح 36.


[ 201 ]

 

الثامن والاربعون وثلاثمائة معرفته عليه السلام الحب الذي ألقاه إليه رسول الله صلى الله عليه وآله 505 محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن الحسين بن موسى، عن الحسين بن زياد (1)، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله دانجوح (2) فيه حب مختلط، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يلقي إلى علي حبة [ و ] (3) حبة ويسأله: أي شئ هذا ؟ و (جعل علي) (4) يخبره. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما إن جبرئيل أخبرني أن الله علمك اسم كل شئ، كما علم آدم الاسماء كلها. (5)

التاسع والاربعون وثلاثمائة معرفته عليه السلام الذي ادعى أنه يحبه وليس كذلك 506 الراوندي: عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قرئ عند أمير المؤمنين عليه السلام * (إذا زلزلت الارض زلزالها إلى أن بلغ


(1) الحسين بن زياد: عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا عليه السلام والظاهر أنه أدرك الصادق عليه السلام أيضا. (معجم الرجال). (2) في البحار: دنجوج، وفي المصدر: والجوج، والظاهر أنه معرب، قال في البرهان القاطع، دانجه حبة، يقال لها بالعربية: عدس. (3) من المصدر والبحار. (4) ليس في البحار. (5) بصائر الدرجات: 418 ح 1 وعنه البحار: 40 / 185 ح 69.


[ 202 ]

قوله وقال الانسان مالها يومئذ تحدث أخبارها) * (1) فقال: أنا الانسان، وإياي تحدث أخبارها. فقال له ابن الكواء: يا أمير المؤمنين * (وعلى الاعراف رجال يعوفون كلا بسيماهم) * (2) قال: نحن الاعراف نعرف أنصارنا بسيماهم، ونحن أصحاب الاعراف نوقف بين الجنة والنار، ولا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه، وكان علي عليه السلام يخاطبه بويحك، وكان يتشيع، فلما كان يوم النهروان قاتل عليا عليه السلام ابن الكواء. وجاءه (3) عليه السلام [ رجل ] (4) فقال: إني لاحبك، فقال أمير المؤمنين: كذبت. فقال [ الرجل: سبحان الله، كأنك تعلم ما في قلبي. وجاءه آخر، فقال: ] (5) إني احبكم أهل البيت وكان فيه لين فأثنى عليه عنده، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: كذبتم، لايحبنا مخنث، ولا ديوث، ولاولد زنا، ولامن حملته امه في حيضها، فذهب الرجل، فلما كان يوم صفين قتل مع معاوية. (6)

الخمسون وثلاثمائة معرفته عليه السلام أبا بكر بعد موته 507 محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عبد الجبار،


(1) الزلزلة: 1 - 4. (2) الاعراف: 46 (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: وجاء. (4) و (5) من المصدر. (6) خرائج الراوندي: 1 / 177 - 178 ح 10 وعنه البحار: 42 / 17 ح 2، وفي إثبات الهداة: 2 / 457 ح 191 قطعة منه. (*)


[ 203 ]

عن عبد الله الحجال (1)، عن أبي عبد الله المكي الحذاء، عن سوادة أبي يعلى (2)، عن بعض رجاله قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام للحارث الاعور وهو عنده: هل ترى ما أرى ؟ فقال: كيف أرى ما ترى وقد نور الله قلبك (3)، وأعطاك ما لم يعط أحدا ؟ قال: هذا فلان الاول (4) على ترعة (5) من ترع النار، يقول: يا أبا الحسن، استغفر لي، لا غفر الله له. (6)