الحادي والخمسون وثلاثمائة معرفته عليه السلام
بجاسوس معاوية 508 ثاقب المناقب: روي أن أمير المؤمنين عليه السلام كان في
الرحبة فقام إليه رجل، فقال: أنا من رعيتك وأهل بلادك. قال عليه السلام:
لست من رعيتي، ولا [ من ] (7) أهل بلادي ولكن ابن الاصفر (8) بعث بمسائل
إلى معاوية فأقلقته، وأرسلك إلي لاجلها (9).
(1) في المصدر: عبد الله بن الحجال. (2) في البحار: سوادة بن علي. (3) في
المصدر والبحار: لك. (4) في البحار: الثاني. (5) الترعة بالضم: الباب. (6)
بصائر الدرجات 421 ح 11 وعنه البحار: 40 / 185 ح 68. (7) من المصدر. (8)
في المصدر: وان ابن الاصفر: أي ملك الروم لان أباهم الاول كان وفر 5 /
288). (9) في المصدر: أقلقته... إلي بها. (*)
[ 204 ]
قال: صدقت يا أمير المؤمنين،
(إن معاوية أرسلني إليك) (1) في خفية وأنت قد اطلعت عليها، ولا يعلمه (2)
غير الله تعالى. (3) 509 الطبرسي في الاحتجاج: روي عن محمد بن قيس (4)، عن
أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: بينا أمير المؤمنين عليه
السلام في الرحبة والناس عليه متراكمون، فمن بين مستفت ومن بين مستعد، إذ
قام إليه رجل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، من (5) أنت ؟ فقال: أنا رجل من
رعيتك وأهل بلادك. فقال: ما أنت من رعيتي وأهل بلادي، ولو سلمت علي يوما
واحدا ما خفيت علي. فقال: [ الامان، يا أمير المؤمنين. فقال هل أحدثت منذ
دخلت مصري هذا ؟ قال: لا.
(1) بدل ما
بين القوسين في المصدر: (2) في المصدر: ولم يعلم. (3) الثاقب في المناقب:
319 ح 265 والحديث طويل فيه أسئلة ابن الاصفر عن معاوية لعنه الله
وأجوبتها أجابها أبو محمد الحسن المجتبى عليه وعلى أبيه وامه وأخيه وجده
السلام وانظر الخرائج: 2 / 572 وعنه البحرا: 43 / 325 ح 5 والعوالم: 16 /
110 ح 7 وإثبات الهداة: 2 / 460 ح 204. ويأتى في معاجز الامام المجتبى
عليه السلام رقم: 78 عن الاحتجاج. (4) قال العلامة في القسم الاول من
خلاصته: محمد بن قيس أبو نصير - بالنون الاسدي: من
أصحاب الصادق عليه السلام ثقة. (5) كذا في الصمدر، وفي الاصل: ما.
[ 205 ]
قال: فلعلك من رجال الحرب ؟ قال: نعم. قال: إذا وضعت الحرب أوزارها، فلا
بأس. قال: ] (1) أنا رجل بعثني إليك معاوية متغفلا لك، أسألك عن شئ بعث به
ابن الاصفر [ إليه ] (2). (3)
الثاني والخمسون وثلاثمائة معرفته عليه
السلام العيزار جاسوس معاوية 510 ابن شهر اشوب: عن جميع بن عمير (4)، قال:
اتهم علي عليه السلام رجلا يقال له: العيزار (5)، يرفع أخباره إلى معاوية،
فأنكر ذلك وجحده (6)، فقال عليه السلام: أتحلف بالله يا هذا [ إنك ] (7)
ما فعلت ؟ قال: نعم، وبدر (8) وحلف. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام:
إن كنت كاذبا فأعمى الله بصرك، فما دارت الجمعة حتى اخرج أعمى يقاد. (9)
(1) و (2) من المصدر. (3) الاحتجاج: 267 وعنه حلية الابرار: 1 / 503 وفي
البحار: 10 / 139 ح 1 عنه وعن الخصال: 440 ح 33. والحديث طويل أخرجه
المؤلف بتمامه في معجزة 78 من معاجز الامام الحسن عليه السلام. (4) جميع
بن عمير التيمي تيم الله بن ثعلبة الكوفي، الشيعي، روى عن الصحابة. (5) في
البحار: الغيرار، وفي إرشاد المفيد، الغيزار، وفي إرشاد القلوب: المغيرة،
وفي الاحقاق: الغرار. (6) في المصدر: وجحد.
(7) من المصدر. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يزور. (9) مناقب آل
أبي طالب: 2 / 279. وأورده الراوندي في الخرائج: 1 / 207 ح 48 وعنه
البحار: 8 / 733 (ط. الحجر)، وفي ج 41 / =
[ 206 ]
الثالث والخمسون وثلاثمائة معرفته عليه السلام بحال امرأة 511 محمد بن
الحسن الصفار: عن إبراهيم بن هاشم، (عن عمرو ابن عثمان، عن إبراهيم بن
أيوب،) (1) عن عمرو بن شمر، [ عن جابر، ] (2) عن أبي جعفر عليه السلام
قال: بينا أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة إذ جاءته (3) امرأة
تستعدي على زوجها، فقضى لزوجها عليها، فغضبت وقالت: (لا) (4) والله لا
الحق فيما قضيت، وما تقضي بالسوية، ولا تعدل في الرعية، ولا قضيتك عند
الله بالمرضية. فنظر إليها مليا، ثم قال لها: كذبت يا جرية، يا بذية، يا
سلع (5)، يا التي لا تحبل من حيث تحبل النساء، قال: فولت المرأة هاربة
(وهي) (6) تولول وتقول: ويلي ويلي ثلاثا لقد هتكت سرا يابن أبي طالب كان
مستورا. قال: فلحقها عمرو بن حريث، فقال: يا أمة الله، لقد استقبلت عليا
بكلام سررتني (به) (7)، ثم نزعك بكلمة فوليت عنه هاربة تولولين ! فقالت:
إن عليا عليه السلام والله أخبرني بالحق، وبما أكتم من زوجي منذ
= 198 ح 11 عنه وعن إرشاد المفيد: 184 بالاسناد عن ابن عمير. والاربلي في
كشف الغمة: 1 / 283. وأخرجه في الاحقاق: 8 / 739 عن أرجح المطالب: 681.
(1) ليس في المصدر.
(2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: جاءت. (4) ليس في المصدر
والبحار. (5) كذا في البحار، وفي الاصل والاختصاص: سلفع، وفي المصدر:
سلسلع. (6) و (7) ليس في المصدر والبحار.
[ 207 ]
ولي عصمتي ومن أبوي، فرجع عمرو إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره بما
قالت [ له ] (1) المرأة، وقال له: فيما يقول: ما تعرفك (2) بالكهانة. قال
له عليه السلام: [ يا عمرو ] (3) ويلك أنها ليست بالكهانة [ شئ ] (4) مني
(ولكن الله خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام فلما ركب الارواح في
أبدانها) (5) كتب بين أعينهم: مؤمن أو كافر، وما هم به مبتلون، وما هم
عليه من شئ أعمالهم وحسنه في قدر اذن الفأرة، ثم أنزل بذلك قرآنا على
نبيه، فقال: * (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) * (6)، فكان رسول الله صلى
الله عليه وآله هو المتوسم، ثم أنا من بعده والائمة من بعدي من ذريتي هم
المتوسمون، فلما تأملتها عرفت ما [ هي ] (7) عليها بسيماها. ورواه المفيد
في الاختصاص: عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وإبراهيم بن هاشم، عن عمرو
بن عثمان الخزاز، عن إبراهيم بن أيوب، عن عمرو ابن شمر، عن جابر بن يزيد،
عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد
الكوفة إذ جائت امرأة تستعدي على زوجها، فقضى لزوجها عليها وذكر الحديث
بعينه. (8)
(1) من المصدر والبحار.
(2) كذا في البحار، وفي الاصل: فيما تقول: وما، وفي المصدر: فبما تقول ما
نعرفك.
(3) من المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) كذا في البحار، وفي الاصل:
ولكن خلق الله الارواح في أبدانها، كتب بين.... (6) الحج: 75. (7) من
البحار. (8) بصائر الدرجات: 354 ح 2، الاختصاص: 302، وعنهما البحار: 41 /
290 ح 14 وعن البصائر: 356 ح 7 بسند آخر عن أبي جعفر عليه السلام، وفي
البحار: 61 / 136 ح 13 عن البصائر الثانية بسند آخر عن أبي جعفر عليه
السلام وفي البحار: 24 / 126 ح 6 عن
[ 208 ]
الرابع والخمسون وثلاثمائة مثل سابقه 512 محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد
بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز (1)، عن غير واحد، منهم: بكار بن كردم (2)
وعيسى بن سليمان (3)، عن أبي عبد الله عليه السلام قالا (4): سمعناه وهو
يقول: جاءت امرأة [ شنيعة ] (5) إلى أمير المؤمنين عليه السلام (متنقبة)
(6) وهو على المنبر وقد قتل أباها وأخاها، فقالت: هذا قاتل االاحبة. فنظر
إليها، فقال لها: يا سلفع، يا جرية، يابذية، (يا مذكرة) (7)، يا التي لا
تحيض كما تحيض النساء، يا التي على هنها شئ [ بين ] (8) مدلى. قال: فمضت
وتبعها عمرو بن حريث - لعنه الله وكان عثمانيا، فقال لها: أيتها المرأة،
لا يزال يسمعنا علي بن أبي طالب العجائب، فما ندري حقها
= الاختصاص، وفي ص: 129 ح 14 عن البصائر الثانية، وعن العياشي: 2 / 248 ح
32 باختلاف. وأورده في الخرائج: 2 / 747 ح 65 مختصرا. وأخرج ذيله في تأويل
الآيات: 1 / 251 ح 9 والبحار: 17 / 130 ح 2 عن الكافي: 1 / 218 ح 5.
(1) عمر بن عبد العزيز بن أبي بشار (يسار) المعروف زحل: عربي بصري مخلط له
كتاب، روى عنه أحمد بن محمد، وروى عن عيسى بن سليمان، (معجم الرجال). (2)
بكار بن كردم الكوفي، من أصحاب الصادق عليه السلام. (رجال الشيخ: 52). (3)
عيسى بن سليمان، أبو طيبة الدارمي الجرجاني والد أحمد بن أبي طيبة، روى
جعفر الصادق عليه السلام، مات سنة: 153. (لسان الميزان). (4) في المصدر
والبحار: قال. (5) من المصدر. (6) و (7) ليس في المصدر. (8) من المصدر.
[ 209 ]
من باطلها، وهذه داري فادخلي فإن [ لي ] (1) امهات (أولادي) (2) [ حتى ]
(3) ينظرون حقا أم باطلا، وأهب لك شيئا. قال: فدخلت، وأمر امهات أولاده
فنظرن، فإذا على ركبها شئ مدلى، فقالت: يا ويلها اطلع مني (1) علي بن أبي
طالب على شئ لم يطلع [ عليه ] (5) إلا امي وقابلتي (6). قال: فوهب لها
عمرو بن حريث شيئا. ورواه المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن عمر بن عبد العزيز (، عن رجل) (7)، عن غير واحد من أصحابنا، منهم: بكار
بن كردم، وعيسى بن سليمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قالا (8): سمعناه
وهو يقول: جاءت امرأة متنقبة (9) [ إلى ] (10) أمير المؤمنين عليه السلام
[ وهو ] (11) على المنبر، وقد قتل أخاها وأباها، فقالت وذكر الحديث بعينه.
(12)
(1) من المصدر. (2) ليس في
المصدر.
(3) من المصدر. (4) في المصدر: منها، وهو تصحيف. (5) من المصدر. (6) كذا
في المصدر، وفي الاصل والبحار: أو قابلتي. (7) ليس في البحار. (8) في
المصدر: قالوا. (9) في المصدر والبحار: شنيعة. (10) و (11) من البحار.
(12) بصائر الدرجات: 358 ح 16، الاختصاص: 303 - 304 وعنهما البحار: 41 /
293 ح 16 وعن الخرائج: 2 / 748 ح 66 وشرح ابن أبي الحديد: 2 / 288 نحوه،
وفي البحار: 8 / 722 (ط. الحجر) عن الاختصاص، وفي مستدرك الوسائل: 2 / 40
ج 12 عن البصائر والاختصاص مختصرا. وفي إثبات الهداة: 2 / 435 ح 104 عن
البصائر.
[ 210 ]
الخامس والخمسون وثلاثمائة مثل سابقه 513 محمد بن الحسن الصفار: عن الحسن
بن علي الزيتوني (1)، عن محمد بن الحسين، قال: حدثني إبراهيم بن غياث، عن
عمرو بن ثابت، عن ابن أبي حبيب، عن الحارث الاعور، قال: كنت [ ذات يوم ]
(2) مع أمير المؤمنين عليه السلام في مجلس القضاء إذ أقبلت امرأة مستعدية
على زوجها (، ثم تكلمت) (3) بحجتها، وتكلم الزوج بحجته، فوجب القضاء
عليها، فغضبت غضبا شديدا، ثم قالت: والله يا أمير المؤمنين، لقد حكمت علي
بالجور، وما بهذا أمرك الله تعالى ! فقال لها: يا سلفع، يا مهيع، يا قردع،
بل حكمت عليك بالحق
الذي علمته. فلما سمعت منه هذا الكلام ولت هاربة، فلم ترد عليه جوابا،
فاتبعها عمرو بن حريث، فقال لها: والله يا أمة الله، لقد سمعت منك اليوم
عجبا، وسمعت أمير المؤمنين عليه السلام قال لك قولا فقمت من عنده هاربة ما
رددت عليه حرفا، فاخبريني عافاك الله ما [ الذي ] (4) قال لك حتى لم تقدري
[ أن ] (5) تردي عليه حرفا ؟ قالت: يا عبد الله، لقد أخبرني بأمر لم يطلع
عليه إلا [ الله ] (6) تبارك وتعالى وأنا، وما قمت من عنده إلا مخافة أن
يخبرني بأعظم مما رماني به فصبرت على
(1) في المصدر والبحار: الدينوري. (2) من المصدر. (3) في المصدر والبحار: فتكلمت. (4) من البحار. (5) و (6) من المصدر والبحار.
[ 211 ]
واحدة كان أجمل (بي) (1) أن أصبر على واحدة بعدها اخرى. قال لها عمرو:
فاخبريني عافاك الله، ما الذي قال لك ؟ قالت: يا عبد الله، إنه قال لي ما
أكره، وبعد فإنه قبيح أن يعلم الرجل بما في النساء من العيوب. فقال لها:
والله ما تعرفيني ولا أعرفك، لعلك لا تريني ولا أراك بعد يومي هذا. قال
عمرو: فلما رأتني قد ألححت عليها، قالت: أما قوله لي، يا سلفع، فوالله ما
كذب علي إني لا أحيض من حيث تحيض النساء. وأما قوله: يا مهيع، فإني والله
صاحبة النساء، وما أنا بصاحبة الرجال. وأما قوله: يا قردع، فإني المخربة
بيت زوجي وما ابقى عليه.
(فقال لها:) (2) ويحك ما (أعلمه) (3) بهذا ؟ أتراه ساحرا أو كاهنا أو
مخدوما، أخبرك بما فيك ؟ وهذا علم (عظيم) (4) كثير (5). فقلت له بئسما قلت
[ له ] (6) يا عبد الله، ليس هو بساحر ولا بكاهن (7) ولا مخدوم ولكنه من
أهل بيت النبوة، وهو وصي رسول الله صلى الله عليه وآله ووارثة، وهو يخبر
الناس بما ألقى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله (وعلمه) (8) ولكنه حجة
الله على [ هذا ] (9) الخلق بعد نبينا صلى الله عليه وآله.
(1) في المصدر والبحار: من أن. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
قال. (3) في المصدر والبحار: ما علمه. (4) ليس في المصدر. (5) في البحار:
كبير. (6) من المصدر والبحار. (7) في المصدر والبحار: ولا كاهن. (8) ليس
في المصدر. (9) من المصدر والبحار
[ 212 ]
قال: وأقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه، فقال [ له ] (1) أمير المؤمنين: يا
عمرو (بن حريث) (2)، بما استحللت أن ترميني بما رميتني به ؟ [ قال: ] (3)
أما والله لقد كانت المرأة أحسن قولا في منك، ولاقفن أنا وأنت موقفا من
الله، فانظر كيف تتخلص (4) من الله. فقال: يا أمير المؤمنين، أنا تائب إلى
الله وإليك عما كان، فاغفر لي غفر الله لك. فقال: لا والله لا أغفر لك هذا
الذنب أبدا حتى أقف أنا وأنت بين يدي من
لا يظلمك شيئا. ورواه المفيد في الاختصاص: عن الحسين بن علي الدينوري، عن
محمد بن الحسن، قال: حدثني إبراهيم بن غياث، عن عمرو بن ثابت، عن ابن أبي
حبيب، عن الحارث الاعور، قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في مجلس
القضاء إذ أقبلت امرأة مستعدية على زوجها، فتكلمت بحجتها، وتكلم الزوج
بحجته (فوجب) (5) القضاء عليها، فغضبت غضبا شديدا وذكر الحديث بعينه. (6)
السادس والخمسون وثلاثمائة مثل سابقه 514 المفيد في الاختصاص: محمد بن
عيسى بن عبيد، وإبراهيم بن
(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر
والبحار. (4) في المصدر والبحار: تخلص. (5) في المصدر: فوجه. (6) بصائر
الدرجات: 359 ح 18، الاختصاص: 305 - 306 وعنهما البحار: 41 / 291 ح 15.
[ 213 ]
إسحاق [ بن إبراهيم ] (1)، عن عبد الله بن حماد الانصاري عن الحارث بن
حصيرة، عن الاصبغ بن نباتة، قال: كنا وقوفا على [ رأس ] (2) أمير المؤمنين
عليه السلام بالكوفة وهو يعطي العطاء في المسجد إذ جاءت امرأة، فقالت: يا
أمير المؤمنين، أعطيت العطاء جميع الاحياء ما خلا هذا الحي من مراد لم
تعطهم شيئا. فقال: اسكتي يا جرية، يا بذية، يا سلفع، يا سلقلق، يا من لا
تحيض كما تحيض النساء
قال: فولت فخرجت من المسجد، فتبعها عمرو بن [ حريث، فقال لها: أيتها
المرأة، قد قال علي فيك ما قال: أيصدق عليك ؟ فقالت: والله ما كذب، وإن
كلما رماني به لفي، وما اطلع علي أحد إلا الله الذي خلقني، وامي التي
ولدتني. فرجع عمرو بن حريث، فقال: يا أمير المؤمنين، تبعت المرأة فسألتها
عما رميتها به في بدنها، فأقرت بذلك كله، فمن أين علمت ذلك ؟ فقال: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله علمني ألف باب من الحلال والحرام، يفتح كل
باب ألف باب حتى علمت المنايا والوصايا وفصل الخطاب، وحتى علمت المذكرات
من النساء، والمؤنثين من الرجال. (3)
السابع والخمسون وثلاثمائة مثل سابقه
515 ابن شهر اشوب: عن الحارث بن الاعور وأبي أيوب
(1) من المصدر. (2) من البحار. (3) الاختصاص 304 وعنه البحار: 8 / 722
(طبع الحجر)، وإثبات الهداة: 2 / 440 ح 12 وفي غاية المرام: 520 ح 28
ذيله. وأخرجه في البحار: 40 / 141 ح 42 عن البصائر: 357 ح 14.
[ 214 ]
الانصاري (1) وجابر بن يزيد ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام وعيسى
ابن سليمان، عن أبي عبد الله عليه السلام ودخل بعض الحديث في بعض أنه عليه
السلام كان يدور في أسواق الكوفة فلعنته امرأة ثلاث مرات، فقال: يا [ ابنة
] (2) سلقلقية كم قتلت من أهلك ؟ قالت: سبعة عشر أو ثمانية عشر.
فلما انصرفت قالت ذلك لامها، فقالت، السلقلقية من ولدت بعد حيض، ولايكون
لها نسل. فقالت: يا اماه أنت هكذا ؟ قالت: بلى، الخبر. وفي رواية عن
الباقر عليه السلام أنها قالت وقد حكم عليها: ما قضيت بالسوية، ولا تعدل
في الرعية، ولا قضيتك عند الله بالمرضية. فنظر إليها، ثم قال: (كذبت يا
جرية) (3) [ يا خزية، يابذية، ] (4) يا سلفع (5)، يا سلسع، فولت تولول وهي
تقول واويلي لقد هتكت يابن أبي طالب
(1) أبو أيوب الانصاري الخزرجي النجاري البدري، الذي خصه النبي بالنزول
عليه، اسمه خالد بن زيد بن كليب، شهد المشاهد كلها، مات سنة: 52 أو 50.
(سير أعلام النبلاء). (2) من البحار (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر.
(5) البذية: المرأة الفاحشة، والسلفع: الصخابة البذية، السيئة الخلق. وقال
في البحار: 27 / 224: السلفع الصخابة البذية السيئة الخلق، والسلسع
والسلقلقية لم يظهر لهما معنى في اللغة، والمعنى الاول للسلقلقية لا نعرف
له معنى. وقال في ج 41 / 293: ولم أر السلفع والسلسع والمهيع والقردع بتلك
المعاني التي وردت في هذه الاخبار، بل بعضها لم يرد بمعنى أصلا، ولعلها
كانت من لغاتهم المولدة، ويحتمل تصحيف الرواة أيضا. وفي القاموس 3 / 246:
السلقان التي تحيض من دبرها.
[ 215 ]
سترا
كان مستورا. (1) 516 وفي خصائص النطنزي: قال [ علي ] (2) عليه السلام:
الله أكبر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يبغضك من قريش إلا سفحي
(3)، ولامن الانصار
إلا يهودي، ولا من العرب إلا دعي، ولامن سائر الناس إلا شقي، ولا من
النساء إلا سلقلقية. فقالت المرأة: (يا علي) (4) وما السلقلقية ؟ قال:
التي تحيض من دبرها. فقالت المرأة: صدق الله ورسوله أخبرتني بشئ هو في [
يا علي ] (5)، لا أعود إلى بغضك أبدا. فقال (علي) (6) عليه السلام: اللهم
إن كانت صادقة فحول طمثها حيث تطمث النساء، فحول الله طمثها. قال الحارث
الاعور: فتبعها عمرو بن حريث وسألها عن مقاله (7) فيها، فصدقته. فقال
عمرو: أتراه ساحرا أو كاهنا أو محدثا (8) ؟ قالت: بئسما قلت يا عبد الله،
ولكنه من أهل بيت النبوة، فأقبل
(1) مناقب آل أبي طالب: 2 / 266 وعنه البحار: 27 / 223 ح 12 - 13. (2) من
المصدر والبحار. (3) في البحار: سفاحي. (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر.
(6) ليس في المصدر. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عما قال. (8)
في المصدر: أو مجذوما، وفي البحار: مخدوما.
[ 216 ]
[ ابن حريث ] (1) إلى أمير المؤمنين فأخبره بمقالتها (2).
فقال عليه السلام: لقد كانت المرأة أحسن قولا (في) (3) منك. (4)
الثامن
والخمسون وثلاثمائة إخباره عليه السلام بالحجاج وعلة موته 517 الطبرسي في
الاحتجاج: عن الصادق عليه السلام في حديث، قال: قام إلى أمير المؤمنين
عليه السلام (5) [ رجل ] (6) من بكر بن وائل يدعى عباد ابن قيس، وكان ذا
عارضة ولسان شديد، فقال: يا أمير المؤمنين، والله ما قسمت بالسوية،
ولاعدلت بالرعية (7) ! ! فقال: ولم ويحك ؟ قال: لانك قسمت ما في العسكر،
وتركت الاموال والنساء والذرية. فقال: عليه السلام أيها الناس، من كانت به
جراحة فليداوها بالسمن. قال عباد: جئنا نطلب غنائمنا فجاءنا بالترهاب (8)
! فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: إن كنت كاذبا فلا أماتك الله حتى
يدركك غلام ثقيف.
(1) من المصدر والبحار. (2) في البحار: بمقالهما. (3) ليس في المصدر. (4)
منافب آل أبي طالب: 2 / 267 وعنه البحار: 27 / 223 ح 14. (5) في المصدر
والبحار: قام إليه. (6) من المصدر والبحار. (7) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: في الرعية. (8) الترهات: الطرق الصغار غير الجادة تتشعب عنها.
الواحدة: ترهة، فارسي معرب ثم استعير في الباطل. (عن الاصمعي).
[ 217 ]
فقيل: ومن غلام ثقيف ؟
فقال: رجل لا يدع لله حرمة إلا انتهكها. فقيل: أفيموت أو يقتل ؟ فقال:
يقصمه قاصم الجبارين بموت فاحش يحترق منه دبره لكثرة ما يجري من بطنة ! !
(1)
التاسع والخمسون وثلاثمائة علمه عليه السلام أن ابن الكوا من الخوارج
518 الطبرسي في الاحتجاج: ابن الكوا سأل أمير المؤمنين عليه السلام فقال:
أخبرني عن قول الله عزوجل * (قال هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا) * (2)
الآية. قال: كفرة أهل الكتاب، اليهود والنصارى، وقد كانوا على الحق
فابتدعوا في أديانهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. ثم نزل عن المنبر وضرب
بيده على منكب ابن الكوا، ثم قال: يابن الكوا، وما أهل النهروان منهم
ببعيد. فقال: يا أمير المؤمنين، ما اريد غيرك، ولا أسأل سواك. قال: فرأينا
ابن الكوا يوم النهروان، فقيل له: ثكلتك امك كنت (3) تسأل أمير المؤمنين
عما سألته، وأنت اليوم تقاتله ! فرأينا رجلا حمل عليه فطعنه فقتله. (4)
(1) احتجاج الطبرسي: 168 وعنه البحار: 32 / 221 ح 173. ورواه السيوطي
بصورة مطولة في الحديث: 8601 من مسند علي عليه السلام من كتاب جمع
الجوامع: القسم الثاني من المجلد: 4 / 653. والمتقي الهندي في كنز العمال:
16 / 183 ح 44216. (2) الكهف: 103. (3) في المصدر: بالامس تسأل. (4)
الاحتجاج: 260 وعنه البحار: 10 / 123 ذ ح 2.
[ 218 ]
الستون وثلاثمائة حضور الخضر عليه السلام عنده وعلمه عليه السلام به
519 الطبرسي في الاحتجاج: أن أمير المؤمنين عليه السلام كان جالسا قال:
سلوني قبل أن تفقدوني، فقام إليه رجل من أقصى المجلس [ متوكئا على عكازة،
فلم يزل يتخطى حتى دنا منه ] (1)، فقال: يا أمير المؤمنين، دلني على عمل
ينجيني الله به من (2) النار، [ ويدخلني الجنة ] (3). قال: اسمع [ يا هذا
] (4)، ثم افهم، ثم استيقن، قامت الدنيا بثلاث: بعالم ناطق مستعمل لعلمه،
وبغني لا يبخل بماله على (أهل) (5) دين الله عزوجل، وبفقير صابر (على
فقره) (6)، فإذا لم يعمل العالم بعلمه (7)، وبخل الغني (بماله) (8)، ولم
يصبر الفقير (على فقره) (9)، فعندها الويل والثبور، (وكادت الناس (10) أن
ترجع إلى الكفر بعد الايمان) (11). أيها السائل لا تغترن بكثرة المساجد،
وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة،
(1) من البحار. (2) في البحار: إذا أنا عملته نجاني الله من. (3) من
المصدر. (4) من البحار. (5) ليس في المصدر. (6) ليس في المصدر والبحار.
(7) في المصدر والبحار: فإذا كتم العالم علمه. (8) و (9) ليس في البحار.
(10) في المصدر: الارض. (11) بدل ما بين القوسين في البحار: وعندها يعرف
العارفون بالله، ان الدار قد رجعت إلى بدئها أي الكفر بعد الايمان.
[ 219 ]
وقلوبهم متفرقة، فإنما (1) الناس ثلاث: زاهد، وراغب، وصابر، أما الزاهد
فلا يفرح بالدينا (2) إذا أتته، ولا يحزن [ عليها ] (3) إذا فاتته، وأما
الصابر فيتمناها بقلبه، فإذا أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لعلمه بسوء
العاقبة، وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام. [ ثم ] (4) قال:
يا أمير المؤمنين، فما علامة المؤمن في ذلك الزمان ؟ قال: ينظر إلى (ولي
الله فيتولاه، وإلى عدو الله) (5) فيتبرأ منه وإن كان حميما قريبا. قال:
صدقت والله، يا أمير المؤمنين، ثم غاب فلم ير، [ فطلبه الناس فلم يجدوه،
فتبسم علي عليه السلام على المنبر ] (6) فقال: [ مالكم ] (7) هذا أخي
الخضر عليه السلام. (8)
الحادي والستون وثلاثمائة إخباره عليه السلام بحال
خولة ام محمد ابن الحنفية 520 كتاب سير الصحابة (9): أخبرنا أبو عبد الله
البصري، قال: حدثني عبد الله بن هشام، عن الكلبي، قال: أخبرني ميمون بن
صعب الكلبي، قال:
(1) في البحار: شتى فإن. (2) في البحار: بشئ بالدنيا. (3) و (4) من
المصدر. (5) بدل ما بين القوسين في البحار: ما أوجب الله عليه من حقة
فيتولاه وينظر إلى ما خالفه. (6) و (7) من البحار. (8) الاحتجاج: 258 وعنه
البحار: 10 / 119 وعن توحيد الصدوق رحمه الله: 306، وأماليه: 282، واختصاص
المفيد: 236 باختلاف. (9) كتاب سير الصحابة والزهاد والعلماء العباد لابي
محمد عبد الله سلام بن محمد الخوارزمي الاندرسقاني، أخذه من مائة مجلد،
(كشف الظنون). ولم نعثر على الكتاب. (*)
[ 220 ]
كنا عند العباس بن سابور المكي
فأجرينا حديث أهل الردة، فذكرنا خولة الحنفية ونكاح علي أمير المؤمنين
عليه السلام لها. فقال: أخبرني أبو الحسن الحسني، قال: بلغني ان مولانا
الباقر عليه السلام كان جالسا في مجلسه إذ جاءه رجلان، فقالا له: يا أبا
جعفر، أليس ذكرت لنا أن أمير المؤمنين عليه السلام ما رضى بإمامة من تقدم
عليه ؟ فقال لهما: وما الحجة لكما في ذلك ؟ قالا: هذه خولة الحنفية نكحها
من سبيهم، وقبل هديتهم ولم يخالف على أمر أحد منهم في أيام حياته. فقال
أبو جعفر عليه السلام: من فيكم يأتيني بجابر بن حزام (1)، فأتي به إليه،
وكان الرجل قد أضر لا يدري أين يوضع رجله، فسلم وجلس، فقال له عليه
السلام: يا جابر، أتدري عما اريد أسألك به ؟ فقال: لا، يا مولاي. فقال له
عليه السلام: عندي رجلان ذكرا أن أمير المؤمنين عليه السلام رضى بإمامة من
تقدم عليه، فسألتهما عن الحجة في ذلك، فذكرا لي خولة الحنفية. فبكى جابر
حتى اخضلت لحيته من دموعه، ثم قال: والله يا باقر، لوددت اني أموت ولا
اسأل عن هذه المسألة. وفي نسخة البرسي: لقد خشيت أن أخرج من الدنيا ولا
اسأل عن هذه المسألة. فقال: أنا والله كنت جالسا من جانب أبي بكر وقد عرض
عليه سبي من سبي بني حنيفة بعد قتل مالك بن نويرة، وكانت فيهم خولة
الحنفية وهي جارية مراهقة، فلما دخلت المسجد قالت: يا أيها الناس، ما فعل
رسول الله صلى الله عليه وآله ؟
(1) في الفضائل: بجابر بن عبد الله بن حزام.
[ 221 ]
قالوا: قبض، فقالت: أله بنية تقصد ؟ فقالوا: نعم، وهذه حجرته التى فيها
قبره، فدخلت عليه، فنادت: السلام عليك يا أحمد، السلام عليك يا محمد،
السلام عليك يا رسول الله، أشهد أنك تسمع كلامي، وتقدر على جوابي، وتعلم
أنا سبينا بعدك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله،
وجلست، فوثب طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام، فطرحا ثوبيهما عليها.
فقالت: مالكم معاشر العرب تصونون حلائلكم، وتهتكون حلائل الغير ؟ ! فقالا
لها: لمخالفتكم الله ورسوله حتى قلتم: إننا نزكي ولا نصلي، أو نصلي ولا
نزكي. فقالت لهما: والله ما قالها أحد من بني حنيفة، وإنا لنضرب صبياننا
على الصلاة من التسع، وعلى الصيام من السبع، وإنا لنخرج الزكاة من حيث ان
يبقى في جمادى الآخرة عشرة أيام، ويوصي مريضنا بها لوصيه. والله يا قوم،
ما نكثنا ولا غيرنا ولا بدلنا حتى تقتلوا رجالنا، وتسبوا حريمنا، فإن كنت
يا أبا بكر وليت بحق فما بال علي لم يكن سبقك علينا، وإن كان راضيا
بولايتك فلم لا ترسله إلينا يقبض الزكاة منا ويسلمها إليك. والله ما رضى
ولا يرضى قتلت الرجال: ونهبت الاموال، وقطعت الارحام، فلا نجتمع معك في
الدينا ولافي الآخرة، افعل ما أنت فاعله. فضج الناس، وقال الرجالان اللذان
طرحا ثوبيهما عليها: لتغالين في ثمنك. فقالت: أقسمت بالله ربي، وبمحمد
نبيي أن لا يملكني إلا من يخبرني بما رأت امي في منامها وهي جاهلة حاملة
بي، وما قالت لي عند الولادة، وما العلامة
التي بيني وبينها، وإلا إن ملكني أحد منكم بقرت بطني بيدي فتذهب نفسي
وماله، ويكون مطالبا بذلك في القيامة.
[ 222 ]
فقالوا: يا بنية، ابدي رؤياك التي رأت امك وهي حاملة بك حتى تبدي لك
العبارة، فأخذ الرجلان ثوبيهما وعادا إلى المسجد، ودخل المسجد عقيب ذلك
أمير المؤمنين عليه السلام وقال: ماهذا الرجف في مسجد رسول الله صلى الله
عليه وآله ؟ فقالوا: امرأة من بني حنيفة حرمت نفسها على المسلمين، وقالت:
ثمني من يخبرني بالرؤيا التي رأتها امي في منامها والعبارة لها. فقال أمير
المؤمنين عليه السلام: اخبروها تملكوها ما دعت إلى باطل. فقالوا: يا أمير
المؤمنين، فينا من يعلم الغيب على أن ابن عمك قبض وأخبار السماوات والارض
كان يخبره بها جبرئيل عليه السلام ساعة فساعة. فقال أبو بكر: اخبرها، يا
أمير المؤمنين. فقال عليه السلام: اخبرها وأملكها بلا اعتداء على أحد منكم
؟ فقال أبو بكر والمسلمون: نعم. فقال: عليه السلام: يا حنفية، اخبرك
واملكك. فقالت: نعم، من أنت الجري دون أصحابك ؟ فقال لها: أنا علي بن أبي
طالب. فقالت: لعلك الرجل الذي نصبه رسول الله صلى الله عليه وآله صبيحة
يوم الجمعة بغدير خم علما للناس ؟ فقال: أنا ذلك. فقالت: انا من سبيلك
أصبنا، ومن نحوك اوتينا لان رجالنا قالت: لا نسلم الصدقات من أموالنا
ولاطاعة أنفسنا إلا إلى الذي نصبه محمد صلى الله عليه وآله
فينا وفيكم علما. فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام: إن أجركم لغير
ضائع، وإن الله تعالى يؤتي كل نفس ما اقترفت.
[ 223 ]
ثم قال عليه السلام: يا حنفية، ألم تحملك امك في زمان قحط، منعت السماء
فيه قطرها، والارض نباتها حتى أن البهائم ترعى فلا تجد رعيا، وكانت امك
تقول لك: إنك حمل مشوم، في زمان غير مبارك، فلما كان بعد سبع شهور رأت امك
في منامها كأنها وقد وضعتك وهي تقول لك: إنك لولد مشوم في زمان غير مبارك،
وكأنك أنت تقولين لها: يا اماه، لا تتشأمي بي فإني ولد مبارك أنشو نشوءا
حسنا، أملكني سيد يولدني وليا مباركا يكون لبني حنيفة عزا. فقالت: صدقت يا
أمير المؤمنين، إنه كذلك. فقال عليه السلام: إنه من إخبار النبي صلى الله
عليه وآله لي. فقالت: وما العلامة يا أمير المؤمنين بيني وبين امي ؟
فقالت: عليه السلام: لما وضعتك امك كتبت كلامك، والرؤيا في لوح من النحاس،
وأودعته يمنة الباب، فلما كان بعد حولين عرضته عليك فأقررت به، فلما كان
بعد ثمان سنين عرضته عليك فأقررت به، فلما كان بعد ثمان سنين جمعت بينك
وبينه، وقالت لك: يا بنية، إذا نزل بساحتكم سافك دمائكم، وناهب أموالكم،
وسابي ذراريكم، وسبيت فيمن يسبى، فخذي هذا اللوح معك، واجهدي أن يملكك من
الجماعة إلا من يخبرك بالرؤيا واللوح. فقالت: صدقت يا أمير المؤمنين، وأين
اللوح ؟ فقال: في عنقك، فرفعت اللوح إليه، فملكها والله يا أبا جعفر هذا
ما ظهر
من حجته وبينته، ثم قالت: يا معاشر الناس، اشهدوا أني قد جعلت نفسي له
عبدة. فقال عليه السلام: لابل قولي زوجة. فقال: اشهدوا أني قد زوجته نفسي
كما أمرني أهلي.
[ 224 ]
فقال عليه السلام: قد قبلتك زوجة، فماج الناس. (1) ثم قال صاحب كتاب سير
الصحابة: الطريق الثاني: حدثنا محمد بن سعد، عن نصر بن مزاحم، عن أبي سلمة
القرائي واسمه اشد، قال: حدثني عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال:
دخلت خولة المسجد وشرحت ما شرحت، ولم يكن علي حاضرا، وقد عرض عليها جماعة
الصحابة، وكانت تسأل الرجل (عن) (2) اسمه (حتى) (3) (أتاها) (4) رجل اسمه
علي، فقالت له: من أنت ؟ فقال: علي بن عبد الله الغراني. فقالت: لو كنت
ابن أبي طالب فإني لااسلم نفسي إلا إليه، بذلك أمرني والدي، فعند ذلك اعلم
أمير المؤمنين عليه السلام فجاء، فقال له أبو بكر: لعل الذي قال وشرح أمير
المؤمنين عليه السلام الحديث. كما أورده جابر فقال أحد الرجلين: إنها تزيد
على سهمه وسهم أولاده بسهم رجل، فقام محمد بن أبي بكر (5) رضي الله عنه
وقال: هو سهمي والله، ثم قال: يا عمر، كم تعاند هذا الرجل وليس فيكم مثله،
فضج الناس معاونة لمحمد بن أبي بكر، ثم قال الامام عليه السلام: يا معاشر
المسلمين، إنها حرة لوجه الله تعالى، ولا يدخل من نهب بني حنيفة إلينا شئ،
وإني اشهد الله ورسوله ومن آمن منكم انها زوجتي إن قبلت.
(1) إلى هنا أورده شاذان بن جبرئيل في الفضائل: 99 - 101 والروضة في
الفضائل: 4 (مخطوط)
وعنهما البحار: 8 / 153 (طبع الحجر)، ولم نجده في مشارق أنوار اليقين. (2)
(4) ليس في نسخة (خ). (5) محمد بن أبي بكر امه: أسماء بنت عميس الخثعمية،
ولد عام حجة الوداع، دخل مصر أميرا عليها من قبل أمير المؤمنين، وقتل فيها
بعد انهزام المصريون، قتله معاوية بن خديج بأمر من ابن العاص - لعنهم
الله. (تهذيب التهذيب)، فعلى هذا كيف يمكنه في العام الثاني عشر أن يقول:
هو سهمي والله، ثم يقول لعمر: يا عمركم يا عمركم تعاند... والرجل حينئذ
كان له سنة أو سنتين ؟ !
[ 225 ]
فقالت: قد قبلت ذلك. فقال لها: عن إرادتك ؟ فقالت: نعم. فأخذها بيدها
وانصرف، وهذه قصة خولة على الصحة.
الثاني والستون وثلاثمائة إخباره عليه
السلام بولده علي بن الحسين عليه السلام 521 محمد بن يعقوب: عن الحسين بن
الحسن الحسني (1) رحمه الله وعلي بن محمد بن عبد الله (2) جميعا، عن
إبراهيم بن إسحاق الاحمري، عن عبد الرحمان بن عبد الله الخزاعي، عن نصر بن
مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما اقدمت
بنت (3) يزدجرد على عمر [ وادخلت المدينة ] (4) أشرف لها عذارى المدينة،
وأشرق المسجد بضوئها (5) لما دخلته، فلما نظر إليها عمر غطت وجهها وقالت:
[ اف ] (6) بيروج باداهرمز (7). فقال عمر: أتشتمني هذه ؟ وهم بها. فقال له
أمير المؤمنين عليه السلام: ليس ذلك لك، خيرها رجلا من المسلمين واحسبها
بفيئه (8)، فخيرها فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين
(1) الحسين بن الحسن الحسني، يكنى أبا عبد الله، رازي عده الشيخ ممن لم
يرو عنهم عليهم السلام وهو من مشائخ الكليني رحمه الله، روى عن إبراهيم بن
إسحاق الاحمر.
(2) هو ابن بندار المتقدم. (3) في البحار: بابنة. (4) من البحار. (5) في
البحار: بضوء وجهها. (6) من المصدر والبحار. (7) كذا في المصدر، وفي
الاصل: فبيروج بازاهرمز، وهو تصحيف. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: بعينه.
[ 226 ]
عليه السلام، فقال لها أمير المؤمنين: ما اسمك ؟ فقالت: جهانشاه. فقال لها
أمير المؤمنين عليه السلام: بل شهر بانويه، ثم قال للحسين عليه السلام: يا
ابا عبد الله، ليلدن لك منها خير أهل الارض، فولدت علي بن الحسين عليه
السلام وكان يقال لعلي بن الحسين عليه السلام: ابن الخيرتين، فخيرة الله
من العرب هاشم، ومن العجم فارس. وروي أن أبا الاسود الدؤلي قال فيه: وإن
غلاما بين كسرى وهاشم * لاكرم من نيطت (1) عليه التمائم (2)
الثالث
والستون وثلاثمائة إخباره عليه السلام بما أضمر عليه الجاثليق 522 الشيخ
في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني أبو الحسن
علي بن خالد، قال: حدثنا العباس بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن عمرو
الكندي، قال: حدثنا عبد الكريم بن إسحاق الرازي، قال: حدثنا بندار (3)، عن
سعيد بن خالد، عن إسماعيل بن أبي إدريس (4)، عن عبد الرحمان بن قيس البصري
(5)، قال: حدثنا زاذان، عن سلمان الفارسي رحمة
الله عليه، قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وآله وتقلد أبو بكر الامر
قدم المدينة جماعة
(1) نيطت: علقت، والتمائم: جمع التميمة، وهي العوذة تعلق في يد الطفل. (2)
الكافي: 1 / 466 ح 1 وعنه حلية الابرار: 2 / 7. وأخرجه في البحار: 46 / 9
ح 20 والعوالم: 18 / 6 ح 1 عن بصائر الدرجات: 335 ح 8. (3) في المصدر:
محمد بن داود. (4) في المصدر: أويس. (5) عبد الرحمان بن قيس البصري، أبو
معاوية الضبي الزعفراني، من أهل البصرة، سكن بغداد، ثم انتقل إلى نيسابور
فنزلها. (تاريخ بغداد).
[ 227 ]
من
النصارى يتقدمهم جاثليق (لهم) (1)، له سمت ومعرفة بالكلام ووجوهه، وحفظ
التوراة والانجيل، وما فيهما (2)، فقصدوا أبا بكر. فقال له الجاثليق: إنا
وجدنا في الانجيل رسولا يخرج بعد عيسى، وقد بلغنا خروج محمد بن عبد الله
يذكر أنه ذلك الرسول، ففزعنا (3) إلى ملكنا فجمع وجوه قومنا، وأنفذنا في
التماس الحق فيما اتصل بنا، وقد فاتنا نبيكم محمد، وفيما قرأناه من كتبنا
أن الانبياء لا يخرجون من الدنيا إلا بعد إقامة أوصياء لهم يخلفونهم في
اممهم، يقتبس منهم الضياء فيما أشكل فأنت أيها الامير وصيه لنسألك عما
نحتاج إليه. فقال عمر: [ هذا ] (4) خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله،
فجثى الجاثليق لركبتيه وقال له أخبرنا (5) أيها الخليفة عن فضلكم علينا في
الدين، فإنا جئنا نسألك (6) عن ذلك. فقال أبو بكر: نحن مؤمنون، وأنتم
كفار، والمؤمن خير من الكافر، والايمان خير من الكفر.
فقال الجاثليق: هذه دعوى تحتاج إلى حجة، فخبرني أنت مؤمن عند الله أم عند
نفسك ؟ فقال أبو بكر: أنا مؤمن عند نفسي ولا أعلم بما لي عند الله (7).
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فيها.
(3) أي قصدناه. (4) من المصدر والبحار. (5) في المصدر والبحار: خبرنا. (6)
في المصدر والبحار: نسأل. (7) في المصدر: ولاعلم بما عند الله، وفي
البحار: ولاعلم لي بما عند الله:
[ 228 ]
قال: فهل أنا كافر عندك على مثل ما أنت مؤمن، أم أنا كافر عند الله ؟
فقال: أنت عندي كافر، ولاعلم لي بحالك عند الله. فقال الجاثليق: فما أراك
إلا شاكا في نفسك وفي، ولست على يقين من دينك، فخبرني ألك عند الله منزلة
في الجنة بما أنت عليه من الدين تعرفها ؟ فقال: لي منزلة في الجنة أعرفها
بالوعد ولا أعلم هل أصل إليها أم لا. فقال له: فترجو [ أن تكون ] (1) لي
منزلة في (2) الجنة ؟ قال: أجل، أرجو ذلك. فقال الجاثليق: فما أراك إلا
راجيا لي وخائفا على نفسك، فما فضلك علي في العلم ؟ ثم قال له: أخبرني هل
احتويت على جميع علم النبي المبعوث إليك ؟ قال: لا، ولكني (3) أعلم منه ما
قضي (4) لي علمه. قال فكيف صرت خليفة للنبي وأنت لا تحيط علما بما تحتاج
إليه امته من
علمه ؟ وكيف قدمك قومك على ذلك ؟ فقال له عمر: كف أيها النصراني عن هذا
العتب وإلا أبحنا دمك. فقال الجاثليق: ما هذا عدل على من جاء مسترشدا
طالبا. قال سلمان رحمه الله: فكأنما البسنا جلباب المذلة، فنهضت حتى أتيت
عليا عليه السلام فأخبرته الخبر، فأقبل بأبي وامي حتى جلس والنصراني يقول:
دلوني على من أسأله عما أحتاج إليه. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام:
سل يا نصراني، فوالذي فلق الحبة، وبرأ
(1) من المصدر. (2) في البحار: من. (3) في المصدر: ولكن. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أفضى.
[ 229 ]
النسمة لا تسألني عما مضى، ولا ما يكون إلا أخبرتك به عن نبي الهدى محمد
صلى الله عليه وآله. فقال النصراني: أسألك عما سألت عنه هذا الشيخ، خبرني
أمؤمن أنت عند الله أم عند نفسك ؟ فقال أمير المؤمنين: أنا مؤمن عند الله
كما أنا مؤمن في عقيدتي. فقال الجاثليق: الله أكبر، هذا كلام وثيق بدينه،
متحقق فيه بصحة يقينه، فخبرني الآن عن منزلتك في الجنة ماهي ؟ فقال:
منزلتي مع النبي الامي في الفردوس الاعلى لا أرتاب بذلك، ولا أشك في الوعد
به من ربي. فقال النصراني: فبماذا عرفت الوعد لك بالمنزلة التي ذكرتها ؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: بالكتاب المنزل، وصدق النبي المرسل. قال:
فيما عرفت (1) صدق نبيك ؟ قال: بالآيات الباهرات، والمعجزات البينات. قال
الجاثليق: هذا طريق الحجة لمن أراد الاحتجاج، فخبرني عن الله تعالى أين هو
اليوم ؟ فقال: يا نصراني، إن الله تعالى يجل عن الاين، ويتعالى عن المكان،
وكان فيما لم يزل ولامكان، وهو اليوم على ذلك لم يتغير من حال إلى حال.
فقال: أجل أحسنت أيها العالم، وأوجزت في الجواب، فخبرني [ عن ] (2) الله
تعالى أمدرك بالحواس عندك فيسألك (3) المسترشد في طلبه استعمال الحواس،
(1) في المصدر والبحار: علمت. (2) من المصدر والبحار (3) في المصدر: فيسلك.
[ 230 ]
أم كيف طريق المعرفة به إن لم يكن الامر كذلك ؟ فقال أمير المؤمنين عليه
السلام: تعالى الملك الجبار أن يوصف بمقدار أو تدركه الحواس أو يقاس
بالناس، والطريق إلى معرفته صنائعه الباهرة للعقول، الدالة (على) (1) ذوي
الاعتبار بما هو منها (2) مشهود ومعقول. قال الجاثليق: صدقت، هذا والله هو
الحق الذي [ قد ] (3) ضل عنه التائهون في الجهالات، فخبرني الآن عما قاله
نبيكم في المسيح، وإنه مخلوق من أين ثبت له الخلق ونفى عنه الالهية وأوجب
فيه النقص، وقد عرفت ما يعتقد فيه كثير من المتدينين. فقال أمير المؤمنين:
اثبت له الخلق بالتقدير الذي لزمه، والتصوير والتغيير من
حال إلى حال: والزيادة التي لم ينفك منها والنقصان، ولم أنف عنه النبوة،
ولا أخرجته من العصمة والكمال والتأييد، وقد جاءنا عن الله تعالى بأنه مثل
آدم، خلقه من تراب، ثم قال له: كن فيكون. فقال له الجاثليق: هذا مما لا
يطعن (4) فيه الآن غير أن الحجاج مما يشترك فيه الحجة على الخلق والمحجوج
منهم فيما يثبت (5) أيها العالم من الرعية الناقصة عندي (6). قال: بما
أخبرتك به من علمي بما كان وبما يكون. قال الجاثليق: فهلم شيئا من [ ذكر ]
(7) ذلك أتحقق به دعواك.
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) في المصدر: عنده. (3) من المصدر والبحار.
(4) في المصدر: ما يطعن. (5) في المصدر والبحار: فبم نبت. (6) في المصدر:
عنك. (7) من المصدر والبحار.
[ 231 ]
فقال
أمير المؤمنين عليه السلام: خرجت أيها النصراني من مستقرك مستنفرا (1) لمن
قصدت بسؤالك له، مضمرا خلاف من أظهرت من الطلب والاسترشاد، فاريت في منامك
مقامي، وحدثت فيه بكلامي، وحذرت فيه من خلافي، وامرت فيه باتباعي. قال:
صدقت والله الذي بعث المسيح وما اطلع على ما أخبرتني به إلا الله تعالى،
وأنا أشهد أن لاإله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك وصي رسول الله،
وأحق الناس بمقامه، وأسلم الذين كانوا معه كإسلامه، وقالوا: نرجع
إلى صاحبنا فنخبره بما وجدنا عليه هذا الامر وندعوه إلى الحق. فقال له
عمر: الحمدلله الذي هداك أيها الرجل إلى الحق، وهدى من معك إليه، غير أنه
يجب أن تعلم أن علم النبوة في أهل بيت صاحبها والامر بعده لمن خاطبت أولا
برضاء الامة وإصطلاحها (2) عليه، وتخبر صاحبك بذلك، وتدعوه إلى طاعة
الخليفة،. فقال: قد عرفت (ما قلت) (3) أيها الرجل، وأنا على يقين من أمرى
فيما أسررت وأعلنت. وانصرف الناس وتقدم عمر أن لا يذكر ذلك المقام [ من ]
(4) بعد، وتوعد على من ذكره بالعقاب، وقال: أنا (5) والله لولا أنني أخاف
أن يقول الناس: قتل مسلما لقتلت هذا الشيخ ومن معه، فإني أظن أنهم شياطين
أرادوا الافساد على هذه الامة، وإيقاع الفرقة بينها.
(1) في المصدر: مستقرا، وهو تصحيف. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
اصلاحها. (3) ليس في المصدر ونسخة (خ). (4) من المصدر. (5) في المصدر
والبحار: أم.
[ 232 ]
فقال أمير المؤمنين
عليه السلام لي: يا سلمان، أما ترى كيف يظهر الله الحجة لاوليائه، وما
يزيد بذلك قومنا عنا إلا نفورا. (1)
الرابع والستون وثلاثمائة إخراج النوق
من الجبل للاحبار لقضاء دين رسول الله صلى الله عليه وآله والانبياء عليهم
السلام 523 كتاب سير الصحابة: أخبرني الشيخ الاجل شرف الدين قطب الشريعة
إسماعيل بن قبرة، قال: حدثني والدي قبرة الخطيب الارفوي، قال:
حدثني جدي، عن مكحول بن إبراهيم، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن العبد
الصالح، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وقد قدم عليه رجل من
الشام، فقال: يا رسول الله نحن أربعة آلاف وأربعة من العلماء (2) ممن قرأ
التوارة والزبور والانجيل، وما منا إلا من يقر بأن يأتي آخر الزمان مبعوث،
وإنا اجتمعنا واتفقنا على أن الانبياء أخبرت الاوصياء، والاوصياء أخبرت
التابعين، والتابعين أخبرتنا، ونحن نخبر أتباعنا بأنه يأتي نبي آخر الزمان
عليه دين، وبقضاء ذلك الدين تثبت عندنا نبوته، وذلك أنه يخرج الله على يده
أو على من يليه في الامر بعده من جبال المدينة سبع نوق، سود الحدق، حمر
الوبر، أحسن من ناقة صالح عليه السلام يتبع كل ناقة فصيلها، كل ناقة لسبط
منا تحيى لحياة السبط، وتموت لمماته، وقد اختار العلماء من بينهم أنا وقد
بعثوني إليك. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أتعرف الجبل ؟ فقال:
نعم.
(1) أمالي الطوسي 1 / 222 وعنه في البحار: 10 / 54 - 56 ح 2. وأخرجه في ج
41 / 308 عن مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 257 مختصرا. (2) في ذيل الحديث حدد
الوافدين ب (ألف وأربعة نفر).
[ 233 ]
فقال: اذهب معي تنبئني عنه، وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله هو وأصحابه
ومعهم ذلك العالم إلى ظاهر المدينة، وأومى بيده إلى جبل من الجبال، وقال
للرجل: هذا هو الجبل ؟ فقال: نعم، فصف رسول الله صلى الله عليه وآله قدميه
وصلى ركعتين، وبسط كفيه للدعاء، ولم نسمع صوته، وإذا نحن نسمع أصوات النوق
من الجبل. فقال الرجل: مهلا يا رسول الله (لا تخرج النوق ولكن أخرج ناقتي،
فما
قبضي قبضهم، ولا ايماني ايمانهم، بل أنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك
محمد رسول الله نبي آخر الزمان، يا رسول الله) (1) إني عائد إليهم ومخبرهم
بما رأيت وبإسلامي، وآتي بهم بعد أن يروا ناقتي. فقال له النبي صلى الله
عليه وآله افعل ما بدالك، فرجع إلى أصحابه وأخبرهم بما عاين، ففرحوا
ورحلوا معه طالبين لرسول الله، وقد قبض، فقالوا: ومن ولي الامر من بعده ؟
فقالوا: أبو بكر، فأتوا إليه، فقالوا: أو كنت حاضرا على ما يقول صاحبنا ؟
فقال: نعم. قالوا: فاذهب معنا وسلم إلينا النوق إن كنت وصيه، فإنه لا يكون
نبي إلا وله وصي، فأطرق رأسه وأطرق المسلمون، وضجوا بالبكاء والنحيب. فقال
المسلمون: يا أبا بكر، إن لم تخرجن النوق ليذهبن والله الاسلام. فنهض أبو
بكر وقال: يا معاشر العلماء، والله ما أنا وصيه، ولا وارث علمه، وإنما أنا
رجل رضى بي الناس، فجلست هذا المجلس، وإنما أدلكم على وصيه وابن عمه وأخيه
وصنوه علي. قالوا: فاذهب بنا إليه وإنه سيبلغ المقصود على يده، فأقبل أبو
بكر
(1) ما بين القوسين ليس في نسخة (خ).
[ 234 ]
وأصحابه تتبعه إلى باب أمير المؤمنين عليه السلام فقرعوا عليه الباب. فخرج
علي عليه السلام فأخبروه بذلك، فلما رآهم قد أكثروا البكاء والنحيب والحزن
والخوف وخشوا أن تعود الاحبار ولم يسلموا، فتقدم عليه السلام فتبعه
الصحابة والاحبار، حتى أتى الجبل، ثم انه صف قدميه عليه السلام موضعا
صفهما رسول الله صلى الله عليه وآله، وصلى مثل صلاة رسول الله صلى الله
عليه وآله، ودعا بين
شفتيه بشئ لهم نفهمه. قال صاحب الحديث: وحق من بعث محمدا بالحق بشيرا
ونذيرا لقد سمعت أصوات النوق من الجبل مثل ما سمعناها في حياة رسول الله
صلى الله عليه وآله. فقال علي عليه السلام للاحبار: تقبضون دين أخي نبي
الله صلى الله عليه وآله ودين الانبياء من قبله ؟ قالوا: نعم، فأومى بيده
الشريفة إلى نحو الجبل وقال: اخرجن بإذن الله تعالى، وإذن رسوله، وإذن وصي
رسوله، فخرجت بإذن الله تعالى، وكل ناقة يتبعها فصيلها، فيقول أمير
المؤمنين عليه السلام للاحبار: خذ ناقتك يا فلان، وأنت من السبط الفلاني،
وهذه ناقتك كذلك حتى خرجت النوق عن آخرها، فأذعنت الاحبار تقول: لا إله
إلا الله، محمد رسول الله، وإنك وصيه المذكور عندنا في التوراة والانجيل.
ثم قالت الاحبار لابي بكر: ما حملك على التقدم على الوصي إلا ضغن (1) منك،
خابت امة فيها هذا الوصي وهي غير طائعة له، ما آمنت امة بنبيها حيث عصت
وصيه. ثم قالت العلماء بأجمعهم: يا معاشر الصحابة، لا صلاة بعد النبي صلى
الله عليه وآله إلا خلف الوصي، وإنا على ذلك بأجمعنا إلى أن نلقى ربنا،
وأقاموا عند
(1) في نسخة (خ): ظن.
[ 235 ]
أمير المؤمنين عليه السلام وإن أكثرهم استشهد في وقعة الجمل، والباقين
قتلوا في حرب صفين، فهذا كان سبب امتناع العلماء عن الصلاة خلف أبي بكر
وغيره، ولم يفارقوه على أمر أبدا، وهؤلاء الالف والاربعة نفر وصاحب الحديث
معهم وهو يحيى بن عبد الله صحابي وأمرهم واضح أشهر من فلق الصبح،
وصار عدة القوم الذين لم يصلوا خلف أبي بكر خمسة آلاف ومائة وخمسين رجلا.
(1)
الخامس والستون وثلاثمائة ذكر رغيب له عليه السلام من أصحاب عيسى ابن
مريم عليه السلام الذي انفلق عنه الجبل في زمن عمر بن الخطاب 524 صاحب
كتاب سير الصحابة: قال: كان فتح نهاوند في زمان عمر بن الخطاب على يد سعد
بن أبي وقاص إلى حلوان في ممره إلى نهاوند، وقد كان وقت العصر، فأمر مؤذنه
بطلة فأذن. فلما قال المؤذن: الله أكبر، سمع من الجبل صوتا يقول: كبرت
كبيرا. فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قيل من الجبل: نعم، كلمة مقولة
يعرفها أهل الارض والسماء. فلما قال: أشهد أن محمد رسول الله، قال الهاتف:
النبي الامي، حتى بلغ آخر الاذان. فقال المؤذن: يا هذا، قد سمعنا صوتك،
فأرنا شخصك، فانفلق الجبل، وبرز منه هامة كالمرجل أو قال: كالمرجلة وهو
الاصح بلمة بيضاء ومفرق أبيض، فقال له بطلة: من تكون يرحمك الله ؟
(1) قد تبين إنهم كانوا أربعة آلاف وأربعة من العلماء وصار تعدادهم مع من
لم يصلوا خلف أبي بكر من الصحابة بأجمعهم: خمسة آلاف ومائة وخمسين رجلا.
[ 236 ]
فقال: أنا رغيب بن ثوثمدة. قال بطلة: من أصحاب من أنت ؟ قال: أنا من أصحاب
المسيح عيسى بن مريم عليه السلام. قال: فما سبب مكثك في هذا المكان ؟
فقال: وصلت معه في سياحته إلى هاهنا، وكنت قد أحسنت خدمتي له، وكنت حافظا
للاشياء. فقال لي في هذا الموضع: أتطلب مني شيئا أسأل الله تعالى فيه لك ؟
قلت: نعم. قال: وما هو ؟ قلت: سمعت منك تقول عن جبرئيل، عن الله عزوجل إنه
سيرفعك إلى السماء، ويبعث النبي الذي بشرت به امتك، فإذا كان آخر الزمان
تنزيل من السماء ومعك ملائكة على خيل بلق، بأيديهم حراب وترقى على باب
الحرم، ثم يجتمع إليك الناس من شرقها وغربها في صيحة واحدة عسكر المؤمنين.
قال: صدقت، قال: ليس قلت: وما تنقل قدما إلا معك من ذرية نبي آخر الزمان
رجل تسير معه، ويقتل الدعي الكذاب، وتملا الارض عدلا كما ملئت جوار وظلما.
قلت له: فأسألك أن تسأل الله تعالى أن يجعلني حيا إلى حين نزولك، قال:
فسأل الله تعالى، ثم أخذ بيدي وقال لي: اسكن هذا الجبل، فإن الله يخفيك عن
أعين الخلق، حتى تصل إليك سرية من امة محمد صلى الله عليه وآله ينزلن
عندك، وتسمع مناديها بالاذان وتجيبه، فقلت: يا نبي الله، وهل تعرف من هو
المؤذن ؟ فقال: وكلهم أعرفهم، وإن أمرهم أعجب الامور يا رغيب. قلت: لبيك.
[ 237 ]
فقال: اسمه بطلة، ثم أخبرني بجميع ما يجري لامته، ومن يقتل من أصحابه،
وبغض امته لوصيه وأهل بيته. ثم قال رغيب: يا بطلة ما صنع محمد ؟
قلت: مات. قال: ومن ولي الامر بعده ؟ قلت: أبو بكر. قال: قل لابي بكر.
قلت: مات أيضا. قال ومن ولي مكانه من بعده ؟ قال: قلت: عمر. قال: قل لعمر:
فعلتم مع الوصي ما لم يفعله أحد من الامم السالفة من قبلكم، سترون ما يكون
خالفتموه في الملك، وافتقرتم إليه في العلم، تبا لامة فعلت مع وصيها هذا.
يا عمر، اعمله وسدد وقارب الكل ميسر لما خلق له. يا عمر، إذا ظهرت له خصال
عدة فالعجل العجل اقتربت الساعة. فقال بطلة: وما هذه الخصال ؟ قال: إذا
خالفت الامة وصي نبيها، وزخرفت المساجد، وزوقت المصاحف، وحكمت العبيد على
مواليها، وصار الربا صحرا، وظهرت الفواحش، وأكلت الام من فرج بنتها، وجارت
السلاطين، وغارت المياه، وقتلت أولاد الزنا أولاد الانبياء، وانقطعت
الطريق. قال بطلة: فعددتها فإذا هي أحد عشر خصلة، أولها ظهرت يوم وفاة
رسول الله صلى الله عليه وآله وهي آخر كلمة سمعتها منه، ثم دخل وانطبق
الجبل.
[ 238 ]
قال بطلة: الوحا الوحا، ثم كتب سعد إلى عمر بن الخطاب بذلك، فلما وصل
الكتاب إلى عمر ارتقى المنبر وقرأ من الكتاب طرفا، وبكى بكاء شديدا،
وبكى المسلمون لم سمعوا. ثم قال عمر: صدق والله بطلة، وصدق والله سعد،
وصدق والله رغيب، وصدق والله عيسى عليه السلام، وقد أخبرني بهذا رسول الله
صلى الله عليه وآله، فنهض إليه من الجماعة رجل وقال: يا عمر، الحق إلهك
بتوبة، ورد الحق إلى أهله، فقد أخبرت أنه أخبرك نبيك، ثم كتب عمر إلى سعد
وبطلة يناديهما في ذلك الوقت، ويسألهما عن خصال عدة عدها في الكتاب. قال
بطلة: فبقينا ثمانية عشر ليلة ما سمعنا له صوتا، ولا رأينا له شخصا أبدا،
ورحلنا طالبين نهاوند. قال صاحب الحديث، أخبرنا به الشيخ الامام ضياء
الدين أبو النجيب عبد القادر الشهرزوري، عن مشايخه ونسخه بيده والمعيد بن
عتبة أبو سفيان مقلد الدمشقي بين يديه على الكرسي، ومقابله على كرسي آخر
الشيخ أبو محمد ونحن حضور نكتبه ونقابل به وصاحب الحديث ضياء الدين
الشافعي من أولاد أبي بكر ذكره في مصنفه المعروف بدلائل النبوة، وحكى صاحب
الحديث أن عمر لما قرأ الكتاب على الناس، ونزل بطلب منزله، تبعه عبد الله
بن العباس، فقال له عمر: يا عبد الله، أتظن أن صاحبك لمظلوم ؟ فقال له عبد
الله: نعم والله يا عمر، فاردد ظلامته كما رددت فدكا والعوالي، وكما رددت
سبي بني حنيفة. قال: فنظر عمر إليه، وأخذ يده من يد عبد الله بن العباس،
وأسرع عمر في مشيه، وتقاصر عبد الله في مشيه، وسأل بعض الناس عبد الله بن
العباس عن امتناع صاحب المسيح عن الظهور.
[ 239 ]
السادس والستون وثلاثمائة أنه عليه السلام لزمت له
الملائكة الشمس، وتطأطأت الجبال، وارتفاع الارض الخافضة 525 في كتاب سير
الصحابة: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن
علي الطالقاني، عن جعفر الكناني، عن أبان بن تغلب، قال: قلت لسيدي جعفر
الصادق عليه السلام: جعلت فداك، هل في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
من أنكر عليه ؟ قال: نعم يا أبان، الذي أنكر على الاول اثنا عشر، ستة من
المهاجرين و ستة من الانصار، فمنهم: خالد بن سعد بن العاص الاموي، وسلمان
الفارسي، وأبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، والمقداد بن الاسود الكندي،
وبريدة الاسملي. ومن الانصار: قيس بن سعد بن عبادة، وخزيمة بن ثابت ذو
الشهادتين، وسهل بن حنيف، وأبو الهيثم بن التيهان، وابي بن كعب، وأبو أيوب
الانصاري، وساق الحديث بطوله بإنكارهم على أبي بكر وهو على المنبر،
واحتجوا عليه بما ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله في حق أمير المؤمنين
عليه السلام يقوم إليه واحد بعد واحد إلى أن قال: وقام قيس بن سعد بن
عبادة رحمه الله فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: يا أبا بكر اتق الله ولا
تكن أول من ظلم محمد صلى الله عليه وآله في أهل بيته، واردد هذا الامر إلى
من هو أحق به منك، تنحط ذنوبك، وتقل أو زارك، وتلقى رسول الله صلى الله
عليه وآله وهو راض عنك أصلح لك من أن تلقاه وهو ساخط عليك، واعلم أن جميع
ماقاله رسول الله صلى الله عليه وآله فيه حق
[ 240 ]
وصدق، أفينا من كلمته الشمس غير علي ؟ أفينا من لزمت له الملائكة الشمس
الجارية في الافلاك وأمر الله تعالى جبرئيل أن يضرب بخافية من جناحيه
الجبال حتى تتطأطأ وتصير أرضا، والارض الخافضة أن تعلو حتى ينظر إلى الشمس
فيدرك صلاة العصر غير علي ؟ وساق الحديث يذكر فضائله المختصة به. (1)
السابع والستون وثلاثمائة إخباره عليه السلام بانتقاض عقب أبي بكر يوم
يصعد المنبر 526 سير الصحابة: بالاسناد السابق، عن أبان، قال: قال الصادق
جعفر بن محمد عليهما السلام: دخل أبو بكر وجمعه، ثم ارتقى المنبر دون مقام
رسول الله صلى الله عليه وآله بدرجة، ثم حمد الله، وأثنى عليه وذكر النبي
فصلى عليه. فقام في الجماعة رجل، قال: كيف يصلي عليه وقد خالف أمره الذي
جاء من عند الله تعالى، ثم بدا أبو بكر بنفسه، فساعة ما ذكر نفسه انتقض
(2) عليه عقبة الذي كان لدغه فيه الحريش فقصر فلتته، وأسبل ثوبيه على
عقبيه، وأوجز في كلامه، ونزل عن المنبر، وأسرع إلى منزله يتسقم حاله،
فتبعه أبو ذر مسرعا، فلما دخل أبو بكر منزله هجم عليه ودخل خلفه. ثم قال
له: يا أبا بكر، بالله عليك هل انتقض (3) عليك عقبك الذي ضربك فيه الحريش
في الغار ؟ فقال لك رسول الله صلى الله عليه وآله: ويلك لا تحزن، فقلت:
أخاف الموت، فقال: لا تموت إنما تنتقض عليك، ساعة تنقض عهدي و تظلم وصيي ؟
(1) أورده في الاحتجاج: 75 - 80 عن أبان بصورة مفصلة وعنه البحار: 28 / 189 - 230 ح 2 بطوله. (2) و (3) في نسخة (خ): انتفض.
[ 241 ]
فقال له أبو بكر: من أين لك ذلك وما كنت معنا في الغار ! ؟
فقال: إن أمير المؤمنين علي عليه السلام قال: اذهب فانظر إلى أبي بكر فإنه
يبلغ داره فينتقض (1) عليه عقبه الذي لدغه فيه الحريش، فأتيتك كما أخبرني
المظلوم الصادق، ثم دخل عمر وخرج أبو ذر مسرعا.
الثامن والستون وثلاثمائة
إخباره عليه السلام بأن أول من بايع أبا بكر إبليس 527 سليم بن قيس
الهلالي: قال: قال علي عليه السلام: يا سلمان، وهل تدري [ من ] (2) أول من
بايعه على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقلت: لا، إلا أني رأيته
في ظلة بني ساعدة حين خصمت الانصار، فكان أول من بايعه المغيرة بن شعبة،
ثم بشير بن سعد، ثم أبو عبيدة بن الجراح، ثم عمر ابن الخطاب، ثم سالم مولى
[ أبي ] (3) حذيفة، ومعاذ بن جبل. قال عليه السلام: لست أسألك عن هؤلاء،
ولكن (هل) (4) تدري [ من ] (5) أول من بايعه حين صعد المنبر ؟ قلت: لا،
ولكن (رأيت) (6) شيخا كبيرا متوكئا (7) على عصا (8)، بين عينيه سجادة
شديدة التشمير، صعد المنبر أول من صعد [ وخر ] (9) وهو يبكي
(1) في نسخة (خ): فينتفض. (2) و (3) من المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر
والبحار. (5) من المصدر والبحار. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) في
المصدر والبحار: يتوكأ. (8) في المصدر والبحار: عصاه. (9) من البحار.
[ 242 ]
ويقول: الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك في هذا المكان، ابسط يدك، فبسط
[ يده ] (1) فبايعه، ثم [ قال: يوم كيوم آدم، ثم ] (2) نزل فخرج من
المسجد. فقال علي عليه السلام: وهل تدري يا سلمان من (هو) (3) ؟ قلت: لا،
وقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت رسول الله صلى الله عليه وآله قال علي
عليه السلام: فإن ذلك إبليس لعنة الله عليه [ أخبرني رسول الله صلى الله
عليه وآله ] (4) أن إبليس [ ورؤساء ] (5) أصحابه شهدوا نصب رسول الله صلى
الله عليه وآله (إياي بغدير خم بما أمره الله تعالى) (6)، وأخبرهم بأني
أولى بهم من أنفسهم، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب. فأقبل إلى إبليس
أبالسته ومردة أصحابه، فقالوا: إن هذه الامة [ امة ] (7) مرحومة معصومة
لالك (8) ولالنا عليهم سبيل، وقد اعلموا مفزعهم وإمامهم بعد نبيهم، فانطلق
إبليس لعنه الله آيسا (9) حزينا. وقال عليه السلام: فأخبرني رسول الله صلى
الله عليه وآله (بعد ذلك) (10) قال: يبايع الناس أبا بكر في ظلة بني ساعدة
حتى ما يخاصمهم بحقنا وحجتنا (11)،
(1) من المصدر ونسخة (خ). (2) من المصدر. (3) ليس في الصمدر. (4) و (5) من
المصدر والبحار. (6) في المصدر والبحار اختلاف يسير. (7) من المصدر
والبحار. (8) في المصدر والبحار: فمالك... (9) في المصدر والبحار: كئيبا.
(10) ليس في المصدر والبحار.
(11) كذا في المصدر، وفي الاصل: فبايع الناس، وفي البحار: أن لو قبض أن
الناس سيبايعون أبا بكر.... بعد تخاصمهم.
[ 243 ]
ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس في صورة شيخ كبير
مشمر يقول (له) (1): كذا وكذا. ثم يخرج فيجمع (أصحابه) (2) وشياطينه
وأبالسته، فيخرون سجدا (فيبحث ويكسع) (3)، [ ويقولون: يا سيدهم ويا كبيرهم
أنت الذي أخرجت آدم من الجنة ف ] (4) يقول: كلا زعمتم أن ليس لي عليهم
(سلطان ولا) (5) سبيل، فكيف رأيتموني صنعت بهم حتى تركوا ما أمرهم الله به
من طاعته، وأمرهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وذلك قوله تعالى: *
(ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين) * (6). (7)
التاسع والستون وثلاثمائة إخباره عليه السلام بأن عمربن الخطاب يقتل، ومن
يقتله 528 الديلمي الحسن بن أبي الحسن رحمه الله والحضيني: (بإسناده، عن
أحمد بن الخطيب، عن أبي المطلب جعفر بن محمد بن الفضيل، عن محمد ابن سنان
الزهري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن مدلج، عن) (8)
(1) ليس في البحار. (2) و (3) ليس في المصدر والبحار. (4) من المصدر
والبحار. (5) ليس في المصدر والبحار. (6) سبأ: 20. (7) كتاب سليم بن قيس
الهلالي: 79 - 80 وعنه البحار: 28 / 262 ضمن ح 45 وعن الكافي:
8 / 343 ح 541. (8) في إرشاد القلوب: وبإسناده إلى.
[ 244 ]
هارون بن سعيد، قال: سمعت أمير المؤمنين يقول لعمر (بن الخطاب) (1): من
علمك الجهالة يا مغرور، أما والله لو كنت بصيرا، أو كنت بما أمرك به رسول
الله صلى الله عليه وآله خبيرا، أو كنت في دينك تاجرا نحريرا لركبت العقر،
ولفرشت القصب، ولما أحببت أن تتمثل لك الرجال قياما، ولما ظلمت عترة النبي
صلى الله عليه وآله بقبيح الفعل، غير اني أراك في الدنيا قتيلا [ بجراحة ]
(2) من عبد ام معمر، تحكم عليه بالجور فيقتلك توفيقا (3) يدخل به والله
الجنان على الرغم منك. (والله) (4) لو كنت من رسول الله صلى الله عليه
وآله سامعا ومطيعا لما وضعت سيفك على عاتقك، ولما خطبت على المنبر، ولكأني
(5) بك وقد دعيت فأجبت، ونودي باسمك فأحجمت، وإن لك [ بعد القتل ] (6)
لهتك ستر، وصلبا ولصاحبك (7) الذي اختارك، وقمت مقامه من بعده. فقال له
عمر: يا أبا الحسن، أما تستحي لنفسك من هذا التهكن ؟ فقال له أمير
المؤمنين عليه السلام: [ والله ] (8) ما قلت (لك) (9) إلا ما سمعت (من
رسول الله صلى الله عليه وآله) (10)، وما نطقت إلا بما علمت. قال: فمتى
هذا، يا أمير المؤمنين ؟
(1) ليس في
المصدرين. (2) من المصدرين. (3) في الارشاد: وتوفيقا، وفي الهداية: فيفنيك
توفيقا. (4) ليس في الارشاد. (5) في الارشاد: وكأني.
(6) من الارشاد. (7) كذا في الارشاد، وفي الاصل: ليهتك سترك وصلب وصاحبك،
وهو تصحيف. (8) من المصدرين. (9) و (10) ليس في المصدرين.
[ 245 ]
قال: إذا خرجت جيفتكما عن رسول الله صلى الله عليه وآله من قبريكما الذين
لم ترقدا (1) فيهما نهارا [ ولاليلا ] (2) لئلا يشك [ أحد فيكما إذ نبشتما
ولو دفنتما بين المسلمين لشك ] (3) شاك، وارتاب مرتاب، وصلبتما على أغصان
دوحات شجرة يابسة فتورق تلك الدوحات بكما، وتفرع وتخضر فيكون علامة (4)
لمن أحبكما ورضي بفعالكما، ليميز الله الخبيث من الطيب، ولكأني (5) أنظر
إليكما والناس يسالون (ربهم) (6) العافية مما قد بليتما به. قال: فمن يفعل
ذلك يا أبا الحسن ؟ قال عصابة [ قد ] (7) فرقت بين السيوف وأعمادها،
وارتضاهم الله لنصرة دينه، فما تأخذهم في الله لومة لائم، ولكأني أنظر
إليكما وقد اخرجتما من قريكما غضين طريين حتى تصلبا على الدوحات، فيكون
ذلك فتنة لمن أحبكما. ثم يؤتى بالنار التي [ اضرمت ] (8) لابراهيم عليه
السلام ويحيى وجرجيس ودانيال وكل نبي وصديق ومؤمن، ثم يؤمر بالنار وهي
النار التي أضرمتموها على باب داري (9) لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله صلى
الله عليه وآله، وابني الحسن والحسين، وابنتي وزينب وام كلثوم حتى تحرقا
بها، ويرسل (الله) (10) عليكم
(1) كذا
في الارشاد، وفي الاصل والهداية: تدفنا. (2) من الارشاد. (3) من المصدرين.
(4) في المصدرين: فتنة. (5) في المصدرين: وكأني. (6) ليس في الارشاد. (7)
و (8) من المصدرين. (9) كذا في المصدرين، وفي الاصل: بابي. (10) ليس في
المصدرين.
[ 246 ]
ريحا مرة فتنسفكما في اليم نسفا، [ بعدأن ] (1) يأخذ السيف منكما ما أخذ
(2)، ويصير مصير كما جميعا إلى النار، وتخرجان إلى البيداء إلى موضع الخسف
الذي قال الله عزوجل: * (ولو ترى إذ فزعوا فلافوت واخذوا من مكان قريب) *
(3) - يعني من تحت أقدامهم. قال: يا أبا الحسن، يفرق بيننا وبين رسول الله
صلى الله عليه وآله ؟ قال: نعم. قال: يا أبا الحسن، إنك سمعت هذا وإنه حق
؟ قال: فحلف أمير المؤمنين عليه السلام (أنه سمعه من النبي صلى الله عليه
وآله) (4) فبكى عمر وقال: إني أعوذ بالله مما تقول، فهل لك علامة (5) ؟
قال: نعم، قتل فظيع، وموت رضيع (6)، وطاعون شنيع، ولا يبقى من الناس في
ذلك الزمان إلا ثلثهم، وينادي مناد من السماء باسم رجل من ولدي، وتكثير
الآيات حتى يتمنى الاحياء الموت مما يرون من الاهوال (7)، فمن هلك استراح،
ومن كان له خير عند الله نجا، ثم يظهر رجل من ولدي فيملا الارض عدلا كما
ملئت جورا وظلما، يأتيه الله ببقايا قوم موسى، ويحيى له أصحاب الكهف،
ويؤيده الله بالملائكة والجن وشيعتنا المخلصين، وينزل من السماء قطرها،
وتخرج الارض نباتها.
(1) من الارشاد.
(2) في الارشاد: ماكان منكما. (3) سبأ: 51. (4) ليس في الهداية. (5) في
الارشاد: لذلك. (6) في الارشاد: ذريع، وفي الهداية: سريع. (7) في الارشاد:
الايات.
[ 247 ]
فقال له (عمر) (1): [ يا
أبا الحسن، أما إني أعلم ] (2) إنك لا تحلف إلا على حق، [ فوالله ] (3)
لاتذوق أنت ولا أحد من ولدك حلو الخلافة [ أبدا ] (4). فقال له أمير
المؤمنين عليه السلام: (ثم) (5) إنكم لاتزدادون لي ولولدي إلا عداوة.
(قال:) (6) فلما حضرت عمر الوفاة أرسل إلى أمير المؤمنين عليه السلام،
فقال له: يا أمير المؤمنين، يا أبا الحسن، اعلم أن أصحابي هؤلاء حللوني
(7) مما وليت من امورهم، فإن رأيت أن تحللني (8). فقال أمير المؤمنين عليه
السلام: أرأيتك إن حللتك أنا فهل لك في تحليل من مضى (9) من رسول الله صلى
الله عليه وآله وابنته، ثم ولى وهو يقول: * (وأسروا الندامة لما رأوا
العذاب) * (10) [ فكان هذا من دلائله ] (11). (12)
السبعون وثلاثمائة علمه
عليه السلام بالكتاب الذي عند ام سلمة من رسول الله صلى الله عليه وآله
(1) ليس في الارشاد. (2) من المصدرين.
(3) و (4) من الارشاد. (5) و (6) ليس في الارشاد. (7) و (8) في الارشاد:
قد أحلوني. (9) في الارشاد: ارايت ان لو احللتك انا فهل لك من تحليل من قد
مضى. (10) يونس: 54. (11) من الارشاد. (12) إرشاد القوب للديلمي: 285 -
286 والهداية الكبري: 32. واورده المولف أيضا في حلية الابرار: 2 / 601 عن
الهداية. وقد تقدم معجزة: 275 عن البرسي.
[ 248 ]
529 محمد بن الحسن الصفار: عن عمران بن موسى (1)، عن محمد ابن الحسين، عن
محمد بن عبد الله [ بن زرارة، عن عيسى بن عبد الله، ] (2)، عن أبيه، عن
جده، عن عمر بن أبى سلمة (3)، عن امه ام سلمة، قال: قالت: أقعد رسول الله
صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام في بيتي، ثم دعا بجلد شاة، فكتب فيه
حتى ملا أكارعه، ثم دفعه إلي فقال: من جاءك من بعدي (4) بآية كذا وكذا
فادفعيه إليه. فأقامت ام سلمة حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وولي
أبو بكر أمر الناس، فبعثتني فقالت: اذهب وانظر ما صنع هذا الرجل. (قال:)
(5) فجئت فجلست في الناس حتى خطب أبو بكر، ثم نزل ودخل بيته [ فجئت ] (6)
فأخبرتها، فأقامت حتى إذا ولي عمر [ بعثتني ] (7) (فصنعت مثل ما صنعت) (8)
فصنع مثل ما صنع صاحبه.
(1) عمران بن
موسى الزيتوني: قمي ثقة، له كتاب نوادر كبير، ولعله يتحد هو وعمران بن
موسى
الاشعري، (معجم الرجال). (2) من المصدر. (3) عمر (عمرو): من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام، ربيب رسول الله صلى
الله عليه وآله وولاه أمير المؤمنين عليه السلام على البحرين، ولد في
السنة الثانية من الهجرة، وتوفي بالمدينة سنة: 83، وهو من جملة من استشهد
به عبد الله بن جعفر عند معاوية، انه سمع النبي صلى الله عليه وآله انه نص
على الائمة الاثني عشر وسماهم واحدا بعد واحد، وهو من الشهود على صلح
الحسن عليه السلام. (معجم الرجال وتهذيب التهذيب). (4) كذا في المصدر: وفي
الاصل: من جاء بعدي. (5) ليس في المصدر والبحار. (6) و (7) من المصدر
والبحار. (8) ليس في المصدر والبحار.
[ 249 ]
(قال:) (1) فجئت فأخبرتها، ثم أقامت حتى ولي عثمان فبعثتني، (قال: فمضيت
وصنعت كما صنعت) (2) وصنع كما صنع صاحباه، فأخبرتها، فأقامت حتى ولي علي
عليه السلام فأرسلتني. فقالت: انظر ما [ ذا ] (3) يصنع هذا الرجل، فجئت
فجلست في المسجد، فلما خطب علي نزل فرأني في الناس، فقال: اذهب فاستأذن
(لي) (4) على امك. قال: [ فخرجت حتى جئتها ] (5) فأخبرتها وقلت (6): (إن
أمير المؤمنين عليا عليه السلام) (7) يستأذن عليك (8) وهو (ذا) (9) خلفي
يريدك. قالت: فأنا والله كذا (10). فاستأذن علي فدخل، فقال لها: اعطيني
الكتاب الذي دفعه إليك (رسول الله صلى الله عليه وآله) (11) بآية كذا
وكذا.
فكأني أنظر إلى امي حتى قامت إلى تابوت لها [ في جوفها تابوت ] (12) صغير
فاستخرجت من جوفه كتابا، فدفعته إلى علي، ثم قالت لي امي: يا بني،
(1) و (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر
والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فجئتها. (6) في المصدر:
وقلت: قال لي. (7) ما بين القوسين ليس في المصدر والبحار. (8) في المصدر:
استأذن لي على امك. (9) ليس في المصدر. (10) في المصدر. اريده. (11) ليس
في المصدر والبحار. (12) من المصدر.
[ 250 ]
الزمة [ فلا ] (1) والله ما رأيت بعد نبيك إماما غيره. (2) 530 ابن شهر
اشوب: عن أبي بكر مهرويه، بإسناده إلى ام سلمة [ في خبر ] (3) قالت: كنت
عند النبي صلى الله عليه وآله فدفع إلي كتابا، فقال: من طلب هذا الكتاب
منك ممن يقوم بغدي فادفعيه (4) إليه، ثم ذكرت قيام أبي بكر و عمر وعثمان
وإنهم ما طلبوه. ثم قالت: فلما بويع علي عليه السلام نزل عن المنبر ومر
وقال [ لي ] (5): يا ام سلمة هات الكتاب الذي دفع إليك رسول الله صلى الله
عليه وآله. قالت: [ قلت ] (6) له: أنت صاحبه ؟
قال: نعم، فدفعت إليه، قيل: ماكان في الكتاب ؟ قالت (7): كل شئ دون قيام
الساعة. وفي رواية ابن عباس: فلما قام علي أتاها وطلب الكتاب، ففتحه ونظر
فيه، ثم قال: هذا علم الابد. (8)
الحادي والسبعون وثلاثمائة تعريب التوراة
له عليه السلام ولذريته عليهم السلام 531 محمد بن الحسن الصفار: عن محمد
بن الحسين، عن موسى بن
(1) من المصدر. (2) بصائر الدرجات: 163 ح 4 وعنه البحار: 22 / 223 ح 4 وج
26 / 49 ح 94، ج 38 / 132 ح 85. (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: فادفعي. (5) و (6) من المصدر والبحار. (7) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: قال. (8) مناقب آل ابي طالب: 2 / 37 وعنه
البحار: 40 / 152 ضمن ح 54.
[ 251 ]
سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن صباح المزني، عن الحارث بن الحصيرة، عن
حبة [ بن جوين ] (1) العرني، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: إن يوشع بن
نون كان وصي موسى بن عمران عليه السلام -، وكانت ألواح موسى من زمرد أخضر،
فلما غضب موسى عليه السلام ألقى من يده، فمنها ما تكسر، ومنها ما بقي،
ومنها ما ارتفع. فلما ذهب عن موسى عليه السلام الغضب، قال يوشع بن نون:
أعندك تبيان ما في الالواح ؟
قال: نعم، فلم يزل يتوارثها رهط من بعد رهط (2) حتى وقعت في أيدي أربعة
رهط من اليمن، وبعث الله محمدا صلى الله عليه وآله بتهامة وبلغهم الخبر،
فقالوا: ما يقول هذا النبي ؟ قيل: ينهى عن الخمر والزنا، ويأمر بمحاسن
الاخلاق وكرم الجوار. فقالوا: هذا أولى بما في أيدينا منا، فاتفقوا أن
يأتوه في شهر كذا وكذا، فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل عليه السلام أن ائت
النبي صلى الله عليه وآله فاخبره (الخبر) (3). فأتاه فقال: إن فلانا
وفلانا وفلانا [ وفلانا ] (4) ورثوا (ما كان في الالواح) (5)، ألواح موسى
عليه السلام وهم يأتونك في شهر كذا وكذا، في ليلة كذا وكذا. (قال:) (6)
فسهر لهم تلك الليلة، فجاء الركب فدقوا عليه الباب وهم يقولون: يا محمد.
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي البحار: يتوارثونها، وفي الاصل:
نعم، نزل توارثها رهط بعد رهط.. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) من
المصدر. (5) و (6) ليس في المصدر والبحار.
[ 252 ]
قال: نعم يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، [ ويا فلان بن فلان، ويا
فلان بن فلان، أين ] (1) الكتاب الذي توارثتموه من يوشع بن نون وصي موسى [
ابن عمران ] (2) عليه السلام ؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، وأنك [ محمدا ] (3) رسول الله صلى الله عليه وآله، والله ما علم
به أحد قط منذ وقع عندنا
(أحد) (4) قبلك. قال: فأخذه النبي صلى الله عليه وآله وإذا هو كتاب
بالعبرانية دقيق، فدفعه إلي ووضعته عند رأسي، فأصبحت بالغداة (5) وهو كتاب
بالعربية، جليل، فيه علم ما خلق الله منذ قامت السماوات والارض إلى أن
تقوم الساعة، فعلمت ذلك. (6) 532 ابن شهر اشوب: قال: روي عن اسامة بن زيد
(7) وأبي رافع في خبر: أن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه
وآله فقال: يا محمد، ألا ابشرك بخبية لذريتك، فحدثه بشأن التوراة وقد
وجدها رهط من أهل اليمن بين حجرين أسودين وسماهم له. فلما قدموا على رسول
الله صلى الله عليه وآله قال لهم رسول الله: كما أنتم حتى اخبركم بأسمائكم
وأسماء آبائكم، وإنكم وجدتم التوراة وقد جئتم بها معكم، فدفعوها إليه
وأسلموا، فوضعها النبي صلى الله عليه وآله عند رأسه، ثم دعا الله
(1) (3) من المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) في المصدر:
بالكتاب. (6) بصائر الدرجات: 141 ح 6 وعنه البحار: 17 / 138 ح 22 وج 18 /
106 ح 3 وج 26 / 188 ح 26. (7) هو اسامة بن زيد بن حارثة، امه ام أيمن
حاضنة رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الذي امره رسول الله صلى الله
عليه وآله في أواخر عمره على جيش.
[ 253 ]
باسمه فأصبحت عربية، ففتحها ونظر فيها، ثم دفعها إلى علي بن أبي طالب عليه
السلام وقال: هذا ذكر لك ولذريتك من بعدي.
الثاني والسبعون وثلاثمائة علمه
عليه السلام بما أضمر عليه الرجل
533 محمد بن الحسن الصفار: عن إبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى (1)، عن
داود القطان، عن إبراهيم يرفعه (2) إلى أمير المؤمنين عليه السلام [ أنه ]
(3) قال: لو وجدت رجلا ثقة لبعثت معه هذا المال إلى المدائن إلى شيعته،
فقال رجل من أصحابه في نفسه: لآتين أمير المؤمنين ولاقولن له: أنا أذهب به
فهو يثق بي، فإذا أخذته أخذت طريق الكرخة ! فقال: يا أمير المؤمنين، أنا
أذهب بهذا المال إلى المدائن. قال: فرفع رأسه إليه (4)، ثم قال: إليك عني
[ حتى تا ] (5) خذ طريق الكرخة (6). (7)
(1) عثمان بن عيسى: أبو عمرو العامري الكلابي، ثم من ولد عبيد بن رؤاس،
وكان شيخ الواقفة، ووثقه علي بن إبراهيم وابن قولويه والشيخ وابن شهر
اشوب. (معجم الرجال). (2) في المصدر والبحار والمناقب: رفعه. (3) من
المناقب. (4) في المصدر والبحار: إلي، وهو تصحيف. (5) من البحار. (6) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: المكرجة، وهو تصحيف. (7) بصائر الدرجات:
240 ح 20. ورواه في مناقب آل أبي طالب: 2 / 258 وعنهما البحار: 41 / 287 ح
10، وفي إثبات الهداة: 2 / 434 ح 99 عن البصائر. ويأتي في معجزة 393 عن
الثاقب في المناقب.
[ 254 ]
الثالث
والسبعون وثلاثمائة معرفته عليه السلام عدد الملائكة الذين سلموا على رسول
الله صلى الله عليه وآله 534 المفيد في الاختصاص: في حديث ابن دأب في
السبعين (1) منقبة
المختص بها أمير المؤمنين عليه السلام قال: لم يخبره رسول الله صلى الله
عليه وآله بشئ قط إلا حفظه، ولانزل عليه شئ [ قط ] (2) إلا وعي (3) به،
ولانزل من أعاجيب السماء شئ قط إلى الارض إلا سأل عنه حتى نزل فيه: *
(وتعيها اذن واعية) * (4). وأتى يوما باب النبي صلى الله عليه وآله
وملائكة يسلمون عليه وهو واقف حتى فرغوا، ثم دخل على النبي صلى الله عليه
وآله فقال له: يا رسول الله سلم عليك أربعمائة ملك ونيف. قال: وما يدريك ؟
قال: حفظت لغاتهم، فلم يسلم عليه صلى الله عليه وآله ملك إلا بلغة غير لغة
صاحبه. قال السيد: فظل يعقد بالكفين مستمعا * كأنه حاسب من أهل دارينا (5)
أدت إليه بنوع من مفادتها * سفائن الهند يعلقن (6) الربابينا
(1) عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب، أبو الوليد، أحد بني الليث بن بكر
المديني (تاريخ بغداد)، ومات سنة: 171، وكان من رواة الاخبار وحفاظهم
(معجم الادباء). (2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: عييى. (4) الحاقة: 11. (5) دارين: فرضة بالبحرين يجلب إليها المسك
من الهند. (6) في المصدر: يحملن، وفي البحار: معلقن، والربايين:. جمع
ربان. - وهو رئيس الملاحين.
[ 255 ]
قال
ابن دأب: [ وأهل ] (1) دارينا قرية من قرى أهل الشام، أو أهل (2) الجزيرة
أهلها أحسب (3) قوم. (4)
الرابع والسبعون وثلاثمائة طاعة الباب له عليه السلام 535 الشيخ المفيد في
الاختصاص: روي أن (5) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه
(أنه) (6) كان قاعدا في المسجد وعنده جماعة [ من أصحابه ] (7)، فقالوا له:
حدثنا يا أمير المؤمنين. فقال لهم: ويحكم إن كلامي صعب مستصعب لا يعقله
إلا العالمون. قالوا: لابد من أن تحدثنا. قال: قوموا بنا، فدخل الدار،
فقال: أنا الذي علوت فقهرت، أنا الذي احيي واميت، أنا الاول والآخر،
والظاهر والباطن، فغضبوا وقالوا: كفر ! فقاموا. فقال علي صلوات الله عليه
[ للباب ] (8): يا باب، امسك (9) عليهم، فاستمسك عليهم الباب، فقال: ألم
أقل لكم: إن كلامي صعب مستصعب لا يعقله الا العالمون ؟ تعالوا افسر لكم.
أما قولي: أنا الذي علوت فقهرت، فأنا الذي علوتكم بهذا السيف
(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وأهل. (3)
في البحار: احسن. (4) الاختصاص: 154 وعنه البحار: / 109 - 110 ح 117. (5)
كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عن. (6) ليس في البحار. (7) و (8) من
المصدر والبحار. (9) في المصدر والبحار: استمسك.
[ 256 ]
فقهرتكم حتى آمنتم بالله ورسوله.
وأما قولى: أنا احيي واميت، فأنا احيي السنة، واميت البدعة. وأما قولي:
أنا الاول: فأنا أول من آمن بالله وأسلم. وأما قولي: أنا الآخر، فأنا آخر
من سجي على النبي صلى الله عليه وآله ثوبه ودفنه. وأما قولي: أنا الظاهر
والباطن، فإن (1) عندي علم الظاهر والباطن، قالوا: فرجت عنا فرج الله عنك.
(2)
الخامس والسبعون وثلاثمائة تسكين زلزلة 536 كتاب مناقب فاطمة عليهما
السلام: حدثني أبو الحسين محمد بن هارون التلعكبري، قال: أخبرني أبو جعفر
محمد بن علي بن الحسين بن موسى، قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أبو
عبد الله الرازي، عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر [ البزنطي ] (3)، عن روح بن
صالح، عن هارون بن خارجة يرفعه (4)، عن فاطمة عليها السلام قالت: أصاب
الناس زلزلة على عهد أبي بكر، وفزع الناس إلى أبي بكر وعمر فوجدوهما قد
خرجا فزعين إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فتبعهما الناس حتى انتهوا إلى
باب علي عليه السلام، فخرج إليهم [ علي ] (5) عليه السلام غير مكترث (6)
لما هم فيه، فمضى واتبعه الناس حتى انتهى إلى
(1) في المصدر والبحار: فأنا. (2) الاختصاص: 163 وعنه البحار: 42 / 189 ح
8. (3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر والبحار: رفعه. (5) من المصدر
والبحار. (6) اكترث للامر: بالى به، يقال: (هو لا يكترث لهذا الامر) أي لا
يعبأ ولا يباليه.
[ 257 ]
تلعة (1)، فقعد عليها فقعدوا حوله (2) وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج
جائية وذاهبة. فقال لهم علي: كأنكم قد هالكم ما ترون ؟ قالوا: وكيف لا
يهولنا ولم نر مثلها قط. [ قالت: عليها السلام: ] (3) فحرك شفتيه، ثم ضرب
الارض بيده، ثم قال: مالك اسكني، فسكنت، فعجبوا من ذلك أكثر من تعجبهم
أولا حين خرج إليهم، قال (لهم) (4): وإنكم قد عجبتم من صنيعي ؟ قالوا:
نعم. قال: أنا الرجل الذي قال الله عزوجل: * (إذا زلزلت الارض زلزالها
وأخرجت الارض أثقالها وقال الانسان مالها) * فأنا الانسان الذي يقول لها:
مالك * (يومئذ تحدث أخبارها) * (5) إياي تحدث. (6)
السادس والسبعون
وثلاثمائة ذكر فاطمة عليها السلام له عليه السلام عند ولادتها 537 مناقب
فاطمة عليها السلام، وابن بابويه في أماليه: بإسنادهما، عن
(1) التلعة: ما علا من الارض، أو ما سفل منها. (2) كذا في البحار
والبرهان، وفي الاصل: عليها. (3) من المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر.
(5) الزلزال: (6) دلائل الامامة: 1 و 2. ورواه في علل الشرائع: 556 ح 8
وعنه البحار: 60 / 129، ونور الثقلين: 5 / 648 ح 7، وفي البحار: 41 / 254
ح 14، وتفسير البرهان: 4 / 493 - 494 ح 1 و 6 عن العلل وتأويل الآيات: 2 /
836 ح 4. (*)
[ 258 ]
المفضل بن عمر، [ قال قلت ] (1)
لابي عبد الله عليه السلام: [ كيف كانت ولادة فاطمة عليها السلام ؟ قال: ]
(2) أنها استنطقت عند ولادتها عليها السلام، فنطقت (فاطمة) (3) بشهادة أن
لا إله إلا الله، وأن أباها رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن بعلها سيد
الاوصياء، وأن ولديها سيدا (4) الاسباط. (5)
السابع والسبعون وثلاثمائة أن
خطيبا يسبه عليه السلام قتله ثور 538 السيد الرضي في المناقب الفاخرة:
أخبرنا المبارك بن سرور قراءة عليه، قلت: أخبركم القاضي أبو عبد الله، عن
أبيه رحمه الله، قال: حدثنا
(1) من
المصدر والامالي. (2) من المصدر والعوالم. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في
المصدر، وفي الاصل: ان ابي.... وأن بعلي.... وأن ولدي. (5) دلائل الامامة
8 و 9، أمالي الصدوق: 476. وأخرجه في البحار: 43 / 3 عن الامالي وعن مصباح
الانوار، وفي ج: 16 / 81 عن العدد القوية: 222 ح 15 وعنهم العوالم: 11 /
18 ح 1 وص 112 ح 1. وأورده الراوندي في الخرائج: 2 / 525 ح 1 وعنه الايقاظ
من الهجعة: 148 ح 47 وص 149 ح 48 وعن أمالي الصدوق. وأورده في روضة
الواعظين: 144، ومناقب ابن شهر اشوب: 3 / 340، وفي الثاقب في المناقب: 286
ح 2، وفي مقصد الراغب: 107 (مخطوط)، وفي البحار: 6 / 246 ح 79 وإثبات
الهداة: 2 / 431 ح 5 قطعة، وغاية المرام: 177 ح 53 كلهم عن أمالي الصدوق.
وأورده توفيق أبو العلم في أهل البيت: 115، عنه إحقاق الحق: 19 / 4،
والصفوري الشافعي في
نزهة المجالس: 2 / 227 نحوه، والقندوزي في الينابيع: 198، والدهلوي في
تجهيز الجيوش: 99 (مخطوط) عن رسالة مدح الخلفاء الراشدين، وعنهم في إحقاق
الحق: 10 / 12.
[ 259 ]
أبو بكر بن طاوان، عن الفاضي أبو الفرج الخيوطي، قال: حدثنا القاضي أبو
علي إسماعيل بن محمد كما يرى الفقيه الحنفي، عن أبي بكربن سهل بن ندى
الواسطي أبو غالب بن أحمد بإسناده عن سعد بن طهمان الفقراني، قال: سمعت
أبا معاوية يقول: أدركت خطباء أهل الشام بواسط في زمن بني امية، وكان إذا
مات لهم ملك، وقام مقامه آخر، قام خطيبهم فذكر القائم فيهم، ثم يذكر عليا
عليه السلام ويسبه. فحضرت يوما معهم في مسجد الجامع وقد قام خطيبهم، فحمد
الله وأثنى عليه وذكر طاعتهم لوليهم وذكر عليا عليه السلام فسبه، فدخل
علينا ثور من باب المسجد، فشق الصفوف حتى صعد المنبر، فوضع قرونه في صدر
الخطيب وألزقه بالحائط وعصره فقتله لعنة الله عليه والملائكة والناس
أجمعين، ثم نزل راجعا وشق الصفوف شفا وخرج، فتبعه العالم إلى أن وصل دجلة
فنزلها وعبرها، فنزلوا في السفن ليعاينوه أين يمضي، فصعد من الماء وفقدوه،
وسمعت هذا الخبر من الامام كامل الدين بن وزير الواسطي ببغداد. (1)
الثامن
والسبعون وثلاثمائة أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بسقي رجل كان يسب
أمير المؤمنين عليه السلام فسقى قطرانا في المنام، فأصبح يتجشأه 539 الشيخ
في مجالسه: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم
بن تورون (2)، قال: حدثنا أحمد بن داود بن موسى المكي بمصر، قال: حدثنا
زكريا بن [ يحيى الكسائي، قال: حدثنا ] (3) نوح بن
(1) مناقب آل أبي طالب: 2 / 344 نحوه عنه البحار: 39 / 319 ذح 19.
(2) في المصدر: توزون. (3) من المصدر والبحار.
[ 260 ]
دراج، عن ابن أبي ليلى، عن أبي جعفر المنصور، قال: كان عندنا بالشراة (1)
قاض، إذا فرغ من قصصه ذكر عليا عليه السلام فشتمه، فبينا هو كذلك إذ ترك
ذلك يوما [ ومن الغد ] (2) فقالوا: نسي، فلما كان اليوم الثالث تركه أيضا،
فقالوا له أو سألوه، فقال: لا والله لا أذكره بشتيمة أبدا، بينما (3) أنا
نائم والناس قد جمعوا فيأتون النبي صلى الله عليه وآله فيقول لرجل: اسقهم،
حتى وردت على النبي صلى الله عليه وآله (فقال له: اسقه) (4)، فطردني،
فشكوت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقلت: يا رسول الله، مره
فليسقني. قال: اسقه، فسقاني قطرانا، فأصبحت وأنا أتجشأه (5). ورواه ابن
شهر اشوب: عن أبي جعفر المنصور، وفي آخر الحديث: فسقاني قطرانا، وأصبحت
وأنا أتجشأه وأبوله. (6)
التاسع والسبعون وثلاثمائة خنق الرجل السباب لعلي
عليه السلام 540 الشيخ في مجالسه: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال:
(1) الشراة: جبل شامخ، مرتفع من دون
عسفان، تأويه القرود لبني ليث، عن يسار عسفان، وبه عقبة تذهب إلى ناحية
الحجاز لمن سلك عسفان، يقال له: الخريطة، والخريطة تلي الشراة، جبل صلد لا
ينبت شيئا. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: بينا. (4) ليس
في نسخة (خ). (5) يقال: تجشأ الرجل: إذا أخرج من فمه الجشاء وهو ريح يخرج
من الفم مع صوت عند الشبع.
والقطران بالفتح فالكسر سيال دهني يطلى به الابل التي فيها الجرب، فيحرق
بحدته وحرارته الجرب. (6) أمالي الطوسي: 2 / 232، مناقب آل أبي طالب: 2 /
345 وعنهما البحار: 39 / 317 ح 18 وص 320 ح 20.
[ 261 ]
حدثنا أبو يعلى محمد بن زهير القاضي بالايلة، قال: حدثنا علي بن أيمن
الطهوري، قال: حدثني مصبح بن هلقام أبو علي العجلي، قال: حدثنا محمد بن
إبراهيم بن فزوري (1) بالرملة، قال: حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم بن
مسلم الطرسوسي (2)، (قال: حدثنا قيس بن ربيع، عن أبي إسحاق، عن شمر بن
عطية، قال:) (3) حدثنا الحسن بن عطية، قال: كان أبي ينال من علي بن أبي
طالب عليه السلام، فاتي في المنام، فقيل له: أنت الساب عليا ؟ فخنق حتى
أحدث في فراشه ثلاثا - يعني صنع به ذلك (ثلاثا في) (4) المنام ثلاث ليال
(5).
الثمانون وثلاثمائة الطاعون الذي أصاب زياد حين أمر بالبراءة من أمير
المؤمنين عليه السلام 541 الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد يعنى
المفيد، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران (6)، قال: حدثنا ابن دريد
(7)،
(1) في المصدر: قروزي. (2) أبو
أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم البغدادي الرحال ثم الطرسوسي، نزيل طرسوس،
ولد سنة: 180، ومات سنة: 273. (سير أعلام النبلاء). (3) ما بين القوسين
ليس في المصدر، وفي البحار هكذا: عن الطرسوسي، عن الحسن بن عطية، عن قيس
بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن شمر بن عطية، وكذا في الاثبات. (4) ليس في
المصدر والبحار. (5) أمالي الطوسي 2 / 232، عنه البحار: 39 / 314 ح 9، وج
61 / 172 ح 29، وإثبات الهداة:
2 / 428 ح 82. (6) محمد بن عمران بن موسى بن عبيد، أبو عبيد الله الكاتب
المعروف بالمرزباني، حدث عن ابن دريد، وكان يتشيع، مات سنة: 384، وكان
مولده سنة: 296. (تاريخ بغداد). (7). محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية،
أبو بكر الازدي، بصري المولد، وعماني المنشأ، ورحل إلى بلاد كثيرة، وورد
بغداد في أواخر عمره، وأقام بها، روى عنه المرزباني، وروى عن الرياشي، ولد
سنة: 323، ومات سنة: 321. (تاريخ بغداد).
[ 262 ]
قال: حدثنا الرياشي (1)، قال: حدثنا عمر بن بكير، عن ابن الكلبي (2)، عن
أبى مخنف (3)، عن كثير بن الصلت، قال: جمع زياد بن مرجانة (4) الناس برحبة
الكوفة، ليعرضهم على البراءة من أمير المؤمنين علي بن أبى طالب صلوات الله
عليه، والناس من ذلك في كرب عظيم، فأغفيت فإذا أنا بشخص قد سد ما بين
السماء والارض، فقلت له: من أنت ؟ فقال: أنا النقاد ذو الرقبة، ارسلت إلى
صاحب [ هذا ] (5) القصر، فانتبهت مذعورا وإذا غلام لزياد قد خرج إلى
الناس، فقال: انصرفوا فإن الامير عنكم مشغول، وسمعنا الصياح من داخل
القصر، فقلت في ذلك: ما كانت منتهيا عماد أراد بنا * حتى تناوله النقاد ذو
الرقبة فأسقط الشق منه ضربة ثبتت * كما تناول ظلما صاحب الرحبة (6) 542
عنه في المجالس: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أحمد بن
جعفر بن محمد بن أصرم البجلي (7) بالكوفة، قال: حدثنا محمد
(1) العباس بن الفرج، أبو الفضل الرياشي مولى بني العباس، مات سنة: 257،
قتله الزنج (تاريخ بغداد)، وفي البحار: الرواسي، وفي الاصل والمصدر:
الرقاشي، وكلاهما سهو. (2) هشام بن محمد بن السائب بن بشر أبو المنذر
الكلبي صاحب النسب من أهل الكوفة، مات سنة:
204 أو 206. (تاريخ بغداد). (3) هو لوط بن يحيى المعروف بأبي مخنف صاحب
المقتل. (4) كذا في المصدر والبحار والاصل: ولكنه سهو لان زيادا لعنه الله
ابن سمية، وإنما مرجانة كانت زوجته وام عبيدالله بن زياد لعنهما الله. (5)
من المصدر والبحار. (6) أمالي الطوسي 1 / 238 وعنه البحار: 39 / 314 ح 10
وعن كنز الكراجكي: 1 / 146، وفي ج 27 / 228 ح 32 عن الكنز. (7) في المصدر:
النجلي.
[ 263 ]
ابن عمار (1) الاسدي، قال: أخبرني يحيى بن ثعلبة. قال: وحدثني أبو نعيم
محمد بن جعفر بن محمد الحافظ (2) بالرملة، قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن
ناصح (3)، قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب أبو المنذر، قال: حدثني يحيى
بن ثعلبة أبو المقدم الانصاري، عن امه عائشة بنت عبد الرحمان [ بن ] (4)
السائب، عن أبيها، قال: جمع زياد بن أبيه شيوخ أهل الكوفة وأشرافهم في
مسجد الرحبة ليحملهم على سب أمير المؤمنين عليه السلام والبراءة منه، وكنت
فيهم، فكان الناس من ذلك في أمر عظيم، فغلبتني عيناي، فنمت فرأيت في النوم
شيئا طويلا، طويل العنق أهدل أهدب، فقلت: من أنت ؟ فقال: أنا النقاد ذو
الرقبة. قلت: وما النقاد ؟ قال: طاعون بعثت إلى صاحب هذا القصر لاجتثة (5)
من حديد الارض كما عتا وحاول ما ليس له بحق. قال فانتبهت فزعا وأنا في
جماعة من قومي، فقلت: هل رأيتم ما رأيت
[ في المنام ] (6) ؟ فقال رجلان منهم: رأينا كيت وكيت بالصفة: وقال
الباقون: ما رأينا شيئا، فما كان بأسرع من أن خرج خارج من دار زياد، فقال:
يا هؤلاء، انصرفوا
(1) في المصدر: عمارة. (2) محمد بن جعفر بن محمد الحافظ، نزل الرملة، أبو
نعيم، توفي سنة: 327 بالرملة. (3) احمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر، أبو
جعفر النحوي، مولى بني هاشم المعروف بأبي عصيدة، ديلمي الاصل. (تاريخ
بغداد) ويبدو منه أنه شيعي. (4) من المصدر والبحار. (5) اجتثه: قلعه من
أصله. (6) من البحار.
[ 264 ]
فإن الامير
عنكم مشغول، فسألناه عن خبره، فخبرنا أنه طعن في ذلك الوقت، فما تفرقنا
حتى سمعنا الواعية [ عليه ] (1)، فأنشأت أقول في ذلك: قد جشم (2) الناس
أمرأ ضاق ذرعهم * بحمله (3) حين ناداهم إلى الرحبة يدعوا على ناصر الاسلام
حين يرى * له على المشركين الطول والغلبة ماكان منتهيا عما أراد بنا * حتى
تناوله النقاد ذو الرقبة فاسقط الشق منه ضربة عجبا * كما تناول ظلما صاحب
الرحبة ورواه ابن شهر اشوب في مناقبه: عن عبد الله بن السائب وكثير بن
الصلت قالا: جمع زياد بن أبيه أشراف الكوفة في مسجد الرحبة ليحملهم على سب
أمير المؤمنين عليه السلام، والبراءة منه، وذكر الحديث. (4)
الحادي
والثمانون وثلاثمائة الرجفة التى اخذت من الدعي مثل ما قاله عليه السلام
543 البرسي: قيل: إن أمير المؤمنين عليه السلام صعد المنبر [ يوما
في ] (5) البصرة بعد الظفر بأهلها، وقال: أقول قولا لا يقوله (أحد) (6)
غيري إلا كان كافرا، أنا أخو نبي الرحمة، وابن عمه وزوج ابنته، وأبو
سبطيه، فقام إليه رجل من أهل البصرة، وقال: أنا أقول مثل قولك هذا، أنا
أخو الرسول،
(1) من المصدر والبحار. (2) جشم الامر: تكلفه على مشقة. (3) في المصدر:
بحملهم. (4) أمالي الطوسي: 2 / 232 وعنه البحار: 42 / 6 ح 6، مناقب آل أبي
طالب: 2 / 345 - 346 وعنه البحار: 39 / 321 ذخ 20، وعن شرح ابن أبي
الحديد: 3 / 199 نفلا عن المنتظم لابن الجوزي نحوه. (59 من الفضائل
والبحار. (6) ليس في نسخة (خ).
[ 265 ]
وابن عمه، ثم لم يتم كلامه حتى (إذا) (1) أخذته الرجفة فما زال يرجف حتى
سقط ميتا لعنه الله (2)
الثاني والثمانون وثلاثمائة الذي أصاب الحارث بن
عمرو الفهري حين أنكر 544 محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: بينا رسول الله صلى
الله عليه وآله ذات يوم جالسا، إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام، فقال [
له ] (3) رسول الله صلى الله عليه وآله: إن فيك شبها من عيسى بن مريم،
ولولا أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت
فيك قولا لاتمر بملا من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك، يلتمسون
بذلك البركة.
قال: فغضب الاعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش [ معهم ] (4)،
فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى بن مريم، فأنزل الله على
نبيه صلى الله عليه وآله، فقال: * (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه
يصدون وقالوا ءآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هل قوم خصمون إن
هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ولو نشاء لجعلنا منكم
يعنى من بني هاشم ملائكة في الارض يخلفون) * (5). قال: فغضب الحارث بن
عمرو الفهرى، فقال: * (اللهم إن كان هذا هو
(1) ليس في الفضائل. (2) فضائل شاذان بن جبرئيل: 98 وعنه البحار: 41 / 217 ح 30. (3) و (4) من المصدر والبحار. (5) الزخرف: 56 - 95.
[ 266 ]
الحق من عندك إن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل فأمطر علينا حجارة من
السماء أو أئتنا بغداب إليم) * فأنزل الله عليه مقالة الحارث، ونزلت عليه
هذه الآية: * (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم
يستغفرون) * (1) ثم قال [ له ] (2): يابن عمرو (3) إما تبت وإما رحلت.
فقال: يا محمد، بل تجعل لسائر قريش [ شيئا ] (4) مما في يديك (5)، فقد
ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم. فقال [ له ] (6) النبي صلى الله عليه
وآله: ليس ذلك إلي، ذلك إلى الله تبارك وتعالى. فقال: يا محمد قلبي ما
يتابعني على التوبة ولكن أرحل عنك ؟ فدعا
براحلته فركبها، فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة (7) فرضت (8) هامته، ثم
أتى الوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: * (سأل سائل بغداب واقع
للكافرين [ بولاية علي ] (9) ليس له دافع من الله ذي المعارج) * (10).
قال: قلت: جعلت فداك إنا لا نقرأها هكذا.
(1) الانفال: 33. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار:
يا أبا عمرو، وهو مصحف. (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: يدك. (6) من المصدر والبحار. (7) الجندل - كجعفر - ما
يعمله الرجل من الحجارة. (8) في المصدر: فرضخت: أي كسرت، ورضت: أي دقت،
والهامة: وسط الرأس. (9) من المصدر والبحار. (10) المعارج 1 - 3.
[ 267 ]
فقال هكذا (والله) (1) نزل بها جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله، وهكذا
(هو) (2) والله مثبت في مصحف فاطمة عليها السلام، فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله لمن حوله من المنافقين: انطلقوا إلى صاحبكم، فقد أتاه ما استفتح
به، قال الله عزوجل: * (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) * (3). (4) 545
العلامة الحلي في الكشكول (5): عن محمد بن أحمد بن عبد الرحمان البارودي
(6) يوم الجمعة في شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة، قال:
قال الحسين بن العباس، عن المفضل الكرماني، قال: حدثني محمد بن صدقة، قال:
قال محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت مولاي جعفر بن محمد
الصادق عليهما السلام عن قول الله عزوجل: * (قل فلله الحجة البالغة فلو
شاء لهداكم أجميعن) * (7). فقال جعفر بن محمد: الحجة البالغة التي تبلغ
الجاهل (من أهل الكتاب) (8)،
(1) ليس في البحار. (2) ليس في نسخة (خ). (3) إبراهيم: 15. (4) الكافي: 8
/ 57 - 58 ح 18 وعنه البحار: 35 / 323 ح 22، وتفسير البرهان: 4 / 150،
وغاية المرام 425 ب 184 ح 1، وصدره في نور الثقلين: 4 / 609 ح 71. وراجع
تفاسير الشيعة رضوان الله عليهم. (5) لم نجد كتاب الكشكول للعلامة الحلي
رحمه الله بل هو للمحدث الجليل العلامة السيد حيدر بن علي الحسيني الآملي
من علماء القرن الثامن الهجري، أوله: أما البداية: فليس بخفي من علمك، ولا
يستتر عن فهمك، وآخره: والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين. (6) كذا
في المصدر، وفي الاصل: الباوردي. (7) الانعام: 149. (8) ليس في نسخة (خ).
[ 268 ]
فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه، لان الله تعالى أكرم وأعدل من أن
يعذب أحدا إلا بحجة. ثم قال جعفر بن محمد عليهما السلام: * (وما كان الله
ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) * (1).
ثم أنشأ جعفر بن محمد عليهما السلام محدثا يقول: ما مضى رسول الله صلى
الله عليه وآله إلا بعد إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب، أنزل الله
على نبيه صلى الله عليه وآله بكراع الغميم: * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل
إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (2) لان
رسول الله صلى الله عليه وآله خاف الارتداد من المنافقين الذين كانوا
يسرون عداوة علي عليه السلام، ويعلنون موالاته خوفا من القتل. فلما صار
النبي صلى الله عليه وآله بغدير خم بعد انصرافه من حجة الوداع، انتصب
للمهاجرين والانصار قائما يخاطبهم، فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه:
معاشر المهاجرين والانصار، ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ فقالوا: اللهم نعم،
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم اشهد ثلاثا. ثم قال: يا علي،
فقال: لبيك يا رسول الله، فقال له: قم فإن الله أمرني أن ابلغ فيك
رسالاته، أنزل: * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل
فما بلغت رسالته) *. فقام إليه علي عليه السلام، فأخذ رسول الله صلى الله
عليه وآله بضبعه، فأشاله (3)
(1) التوبة: 115. (2) المائدة 67. (3) في المصدر: فرفعه.
[ 269 ]
حتى رأى [ الناس ] (1) بياض إبطيهما، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه،
اللهم وال من مولاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فأول
قائم قام من المهاجرين والانصار عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ [ لك ] (2) يا
علي،
أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. فنزل جبرئيل عليه السلام بقول [ الله
عزوجل ] (3): * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الاسلام دينا) * (4). فبعلي أمير المؤمنين عليه السلام في هذا اليوم أكمل
الله لكم معاشر المهاجرين والانصار دينكم، وأتم عليكم نعمته، ورضي لكم
الاسلام دينا، فسمعوا له و أطيعوا له تفوزوا، واعلموا أن مثل علي فيكم
كمثل سفينة نوح، من ركبها نجي، ومن تخلف عنها غرق، ومن تقدمها مرق، ومثل
علي فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخله كان آمنا ونجا، ومن تخلف
عنه هلك وغوى، فما مر على المنافقين يوم كان أشد عليهم منه، وقد كان
المنافقون يعرفون على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ببغض علي، وأنزل
الله على نبيه: * (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم
ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم
أعمالكم) * (5). والسر بغض علي عليه السلام، فماج الناس في ذلك القول من
رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام، وقالوا فأكثروا القول،
فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله [ إلى المدينة ] (6) خطب أصحابه،
وقال: [ إن الله ] (7) اختص عليا
(1) (3) من المصدر. (4) المائدة: 3. (5) محمد صلى الله عليه وآله: 28 -
29، وفي المصدر: والله يعلم أسرارهم، وهو اما سهو، وإما من باب أنه ترجم
الاعمال بالاسرار، ثم فسر السر بأنه البغض. (6) و (7) من المصدر.
[ 270 ]
بثلاث خصال لم يعطها أحد من الاولين والآخرين فاعرفوها، فإنه الصديق
الاكبر، والفاروق الاعظم، أيد الله به الدين، ونصر (1) به الاسلام، ونصر
به نبيكم. فقام (إليه) (2) عمر بن الخطاب وقال: ما هذه الخصال (الثلاث)
(3) التي أعطاها الله عليا ولم يعطها أحدا من الاولين والآخرين ؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: اختص عليا بأخ مثل نبيكم محمد خاتم النبيين
ليس لاحد (4) أخ مثلي، واختصه [ بزوجة) (5) مثل فاطمة ولم يختص أحد بزوجة
مثلها، واختصه بأبنين مثل الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة وليس لاحد
ابنان مثلهما، فهل تعلمون له نظيرا أو تعرفون له شبيها ؟ إن جبرئيل نزل
علي (يوم) (6) أحد، فقال: يا محمد، اسمع، لا سيف إلا ذو الفقار، ولافتى
إلا علي، يعلمني أنه لا سيف كسيف علي، ولافتى هو كعلي، وقد نادى بذلك ملك
يوم بدر يقال له (الرضوان) من السماء الدنيا: لا سيف إلا ذو الفقار،
ولافتى إلا علي، إن عليا سيد المتقين، وأمير المؤمنين، وقائد الغر
المحجلين، لا يبغضه من قريش إلا دعي، ولا من العرب إلا شقي (7)، ولا من
سائر الناس إلا بغي (8)، و (لا) (9) من سائر النساء
(1) في المصدر: وأعز. (2) و (3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: له. (5) من
المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) في المصدر: سفحي. (8) في المصدر: العرب
إلا شقي. (9) ليس في المصدر. (*)
[ 271 ]
إلا سلقلقية. إن الله عزوجل جعل
عليا (علما للناس) (1) بين المهاجرين والانصار، وبين خلقه، [ وبينه ] (2)
فمن عرفه ووالاه كان مؤمنا، ومن جهله ولم يواله ولم يعاد من عاداه كان
ضالا [ به ] (3)، أفآمنتم يا معاشر (4) المسلمين ؟ يقولها ثلاثا، قالوا:
آمنا وأسلمنا (5) يا رسول الله، فآمنوا بعلي بالسنتهم وكفروا بقلوبهم،
فأنزل الله [: على نبيه صلى الله عليه وآله ] (6): * (يا أيها الرسول لا
يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن
قلوبهم) * (7). فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله [ ذلك ] (8) بمشهد
من أصحابه: لم (9) يحبك يا علي من أصحابي إلا مؤمن تقي، ولا يبغضك إلا
منافق شقي، وأنت يا علي وشيعتك الفائزون يوم القيامة، إن شيعتك يردون علي
الحوض بيض وجوههم، [ وشيعة عدوك من أمتي يردون علي الحوض سود الوجوه ]
(10) فتسقي أنت شيعتك، وتمنع عدوك، فأنزل الله تعالي: * (يوم تبيض وجوه
وتسود وجوه) * بموالاة علي ومعاداة علي، * (فأما الذين اسودت وجوههم
أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت
وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون) *.
(1) ليس في المصدر. (2) و (3) من المصدر. (4) في المصدر: يا معشر. (5) في المصدر: وسلمنا. (6) من المصدر. (7) المائدة: 41.
(8) من المصدر. (9) في المصدر: ما. (10) من المصدر.
[ 272 ]
فلما نادى [ بها ] (1) رسول الله صلى الله عليه وآله، قال المنافقون:
(ألا) (2) إن محمدا لم يزل (3) يرفع بضبع علي، ويتلو علينا آية عن القرآن
بعد آية [ غواية ] (4) وترجيحا له علينا، ثم اجتمعوا ليلا (عند عمر بن
الخطاب وأبي بكر بن أبي قحافة معهم) (5) فقالوا: إن محمدا اختدعنا من (6)
ديننا الذي كنا عليه [ في الجاهلية ] (7)، فقال: من قال: لا إله إلا الله
فله مالنا وعليه ما علينا، والآن قد خالف هذا القول إلى غيره، قام خطيبا،
فقال: أنا سيد ولد آدم ولافخر فتحملناها لم (8)، ثم قال [ بعد ] (9): علي
سيد العرب، ثم فضله على جميع العالمين من الاولين والآخرين. فقال: علي خير
البشر ومن أبى فقد كفر. ثم قال: فاطمة سيدة نساء العالمين. ثم قال: الحسن
والحسين سيد شباب أهل الجنة [ وأبوهما خير منهما ] (10). ثم قال: حمزة سيد
الشهداء وجعفر ذو الجناحين يطير بهما مع الملائكة حيث يشاء، والعباس [ عمه
] (11) جلدة بين عينيه وصنو أبيه، وله السقاية في [ دار ] (12) الدينا، [
وبني شيبة لهم السدانة، فجمع خصال الخير ومنازل الفضل
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: لا يزال. (4) من المصدر.
(5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: خدعنا عن. (7) من المصدر. (8) في المصدر: فحملناها. (9) (12) من المصدر.
[ 273 ]
والشرف في الدينا ] (1) والآخرة له ولاهل بيته خاصة، وجعلنا (الله من) (2)
أتباعه، وأتباع [ أهل ] (3) بيته. فقال النضر به الحارث [ الفهري ] (4):
إذا كان غدا اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أقبل أنا
واتقاضاه (5) ما وعدنا به في بدء الاسلام، وانظر ما يقول ثم نحتج، (6)،
فلما أصبحوا فعلوا ذلك، فأقبل النظر بن الحارث فسلم [ على ] (7) النبي صلى
الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إذا كنت [ انت ] (8). سيد ولد آدم،
وأخوك سيد العرب، وابنتك فاطمة سيدة نساء العالمين، وابناك الحسن والحسين
سيدي شباب أهل الجنة، و [ عمك ] (9)، حمزة سسسيد الشهداء، وابن عمك ذو
الجناحين يطير بهما في الجند جيث يشاء، (وعمك) (10) جلدة بين عينيك، وصنو
أبيك وشيبة له السدانة، فما لسائر [ قومك من ] (11) قريش و [ سائر ] (12)
العرب فقد أعلمتنا في بدء الاسلام إنا [ إذا ] (13) كنا آمنا [ بما ] (14)
تقول [ كان ] (15) لنا مالك وعلينا ما عليك. فأطرق رسول الله صلى الله
عليه وآله طويلا، ثم رفع رأسه، فقال: أما أنا والله [ ما ] (16) فعلت بهم
هذا، بل الله فعل بهم هذا، فما ذنبي، فولى النضر بن الحارث وهو تقول: *
(اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من
(1) من المصدر
(2) ليس في المصدر. (3) و (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وما في الاصل
(انقضاه) سهو. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل، تنحنح. (7) (9) من المصدر.
(10) ليس في نسخة (خ). (11) (16) من المصدر.
[ 274 ]
السماء أو ائتنا بعذاب أليم) * (1). [ يعني الذي يقول محمد فيه وفي أهل
بيته فأنزل الله تعالى: * (وإذ قالوا إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر
علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم إلى قوله وهم يستغفرون) * (2).
فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى النضر بن الحارث الفهري، وتلا عليه
الآية، فقال: يا رسول الله، إني قد سررت ذلك جميعه أنا (3) ومن لم تجعل له
ما جعلته لك ولاهل بيتك من الشرف والفضل في الدنيا والآخرة، فقد أظهر الله
ما أسررنا (به) (4)، اما أنا (5) فأسألك أن تأذن لي، أن أخرج من المدينة
فإني لا اطيق المقام [ بها ] (6)، فوعظه النبي صلى الله عليه وآله أن ربك
كريم، فإن أنت صبرت و تصابرت لم يخلك من مواهبه، فارض وسلم فإن الله يمتحن
خلقه بضروب من المكاره، ويخفف عمن (7) يشاء، وله الخلق والامر، مواهبه
عظيمة، وإحسانه واسع، فأبى الحارث وسأله الاذن، فأذن له رسول الله صلى
الله عليه وآله فأقبل إلى بيته، وشد على راحلته ركبها مغضبا (8) وهو يقول:
* (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو
ائتنا بعذاب أليم) * (9). فلما صار بظهر المدينة وإذا بطير في مخلبه حجر
(10) فأرسلها إليه، فوقعت
(1) الانفال: 32. (2) الانفال: 33.
كذا في المصدر، وعبارة الاصل مشوشة. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: أسررت
لك ذلك أنا. (4) ليس في المصدر، (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: أما أنا
فاني. (6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: عمل من. (8) كذا في
المصدر، وفي الاصل: راكبا متعصبا. (9) الانفال: 32. (10) في المصدر: جندلة.
[ 275 ]
على هامته، (ثم دخلت في دماغه، وخرجت من جوفه ووقعت على ظهر راحلته، وخرجت
من بطنها، فاضطربت) (1) الراحلة وسقطت وسقط [ النضر بن ] (2) الحارث من
عليها ميتين، فأنزل الله تعالى: * (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين (بعلي
وفاطمة والحسن والحسين وآل محمد) (3) ليس له دافع من الله ذي المعارج) *
(4). فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله [ بعد ذلك ] (5) للمنافقين الذين
اجتمعوا (عند عمر) (6) ليلا مع النضر بن الحارث، فتلى عليهم الآية، وقال:
اخرجوا إلى صاحبكم الفهري حتى تنظروا إليه. فلما رأوه انتحبوا وبكوا،
وقالوا: من أبغض عليا وأظهر بغضه قتله [ علي ] (7) بسيفه، ومن خرج من
المدينة بغضا لعلي فأنزل الله عليه ما ترى: (8) * (لئن رجعنا إلى المدينة
ليخرجن الاعز منها الاذل) *، من شيعة علي مثل سلمان وأبي ذر والمقداد
وعمار وأشباههم من ضعفاء الشيعة.
فأوحى الله إلى نبيه ما قالوا [ فلما انصرفوا إلى المدينة أعلمهم رسول
الله صلى الله عليه وآله ] (9)، فحلفوا بالله كاذبين انهم لم يقولوا،
فأنزل الله فيهم:
(1) في عبارة الاصل والمصدر اضطراب وتشتت. (2) من المصدر. (3) ليس في
المصدر. (4) المعارج: 1. (5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) من
المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: أنزل... ما نرى. (9) من المصدر.
[ 276 ]
* (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) *
(1) [ وهموا ] (2) بظاهر القول لرسول الله صلى الله عليه وآله، إنا قد
آمنا وسلمنا لله وللرسول فيما أمرنا به من طاعة علي، * (وهموا بما لم
ينالوا من قتل محمد ليلة العقبة، وإخراج ضعفاء الشيعة من المدينة بغضا
لعلي، وتفيضا (3) عليه وما نقموا (منهم) (4) إلا أن أغناهم الله (ورسوله)
(5) من فضله بسيف علي في حروب رسول الله صلى الله عليه وآله وفتوحه فإن
يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة
وما لهم في الارض من ولي ولا نصير) * (6). فلما تلاها رسول الله صلى الله
عليه وآله قالوا: قد تبنا (7) يا رسول الله صلى الله عليه وآله بألسنتهم
دون قلوبهم، فلما اجتمعوا (عند عمر وأبو بكر معهم) (8)،
[ أيضا ] (9) فقالوا: إنا لانسر في أمر علي وأهل بيته وأتباعه شيئأ إلا
أظهره الله على محمد، فتلاه علينا وقد خطبنا محمد صلى الله عليه وآله،
فقال في كلمته: أيها الناس لم تكن نبوة الانبياء [ إلا ] (10) نسخت بعد
نبيها (11) ملكا وجبروتا فليت لنا (12) في هذا الملك نصيب إذ الم يكن لنا
في الآخرة ملك، ولانحن من شيعة علي، وإنما
(1) التوبة: 74. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: بغضا، وهو
تصحيف. (4) و (5) ليس في المصدر. (6) التوبة: 74. (7) كذا في المصدر، وفي
الاصل: تبينا. (8) ليس في المصدر. (9) و (10) من المصدر. (11) كذا في
المصدر، وفي الاصل: بعدها. (12) كذا في المصدر، وفي الاصل: وما قبلنا، وهو
تصحيف.
[ 277 ]
نظهر موالاته والايمان به
ليكون [ علينا ] (1) في الارض وليا ونصيرا، وأما في السماء فلا حاجة لنا
به إلى علي، ولا إلى غير علي، وأن محمدا يخبرنا أن الملك من بعده لا يستتم
(2) من الله حتى يوالي عليا وينصره ويعينه، فأنزل الله على نبيه [ فيهم ]
(3): * (أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) * (أي عليا
وشيعته نقيرا) (4) * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله وفضله فقد آتينا
آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما كما آتينا محمد وآل محمد،
في الدينا والآخرة، فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم
سعيرا) * (5) فخطب رسول الله عند ذلك أصحابه، فقال لهم: معاشر المهاجرين
والانصار، ما بال أصحابي إذا ذكر لهم إبراهيم و [ آل إبراهيم ] (6) تهللت
وجوههم، وانتشرت (7) قلوبهم، وإذا ذكر محمد وآل محمد تغيرت وجوههم، وضاقت
صدورهم، إن الله تعالى لم يعط إبراهيم شيئا وآل إبراهيم إلا أعطى محمدا
وآل محمد مثله، ونحن في الحقيقة آل إبراهيم (8) فإن الله ما اصطفى نبيا
إلا اصطفى آل [ ذلك ] (9) النبي، فجعل منهم الصديقين والشهداء والصالحين،
هذا جبرئيل عليه السلام يتلو علي من ربي، ما
(1) من المصدر. (2) في المصدر: لا يثبت لاحد. (3) من المصدر. (4) ليس في
المصدر. (5) النساء: 52 - 54. (6) من المصدر. (7) كذا في الاصل، وفي
المصدر: فاستبشرت. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: آل محمد، وهو تصحيف. (9)
من المصدر.
[ 278 ]
توهمتم وانطويتم (1)
وأسررتم وأعلنتم فيما بينكم من أمر [ النبي محمد و ] (2) آل محمد، ثم تلا
عليهم: * (أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) * (3) فحلفوا
بالله كاذبين انهم لم يسروا ولم يعلنوا [ فيما بينهم ] (4) (وإنا) (5) *
(نشهد أنك لرسول الله والله يعلم أنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين
لكاذبون) * (6) أي لو كنت عندهم يا رسول الله ما حلفوا بالله كاذبين،
* (اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك
بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون) * (7). (8)
الثالث
والثمانون وثلاثمائة الكف التي خرجت من قبر رسول الله صلى الله عليه وآله،
والكلام لمن خطب يلعن عليا عليه السلام 546 ابن شهر اشوب: عن مناقب (9)
إسحاق العدل، أنه كان في خلافة هشام خطيب يلعن عليا عليه السلام على
المنبر، (قال:) (10) فخرجت كف
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: وما توهمتم وطويتم. (2) من المصدر. (3)
النساء: 53. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) المنافقون: 1. (7)
المنافقون 3. (8) الكشكول للسيد حيدر الآملي: 179 - 185. وأورده المؤلف في
البرهان: 1 / 560 - 563 وصدره في ج 2 / 79 ح 7. (9) كتاب المناقب لابي
إسحاق العدل الطبري، نقل عنه حديث حبابة الوالبية في هذا الكتاب، ولعله
أحمد بن إبراهيم الطبري الذي يروي عنه أبو جعفر الطبري المعروف.
(الذريعة). (10) ليس في المصدر والبحار.
[ 279 ]
من قبر رسول الله صلى الله عليه وآله يرى الكف ولايرى الذراع، عاقدة على
ثلاث وستين، وإذا كلام من قبر النبي صلى الله عليه وآله: ويلك من أموي (1)
* (أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا) * (2) وألقت ما
فيها فإذا
دخان أزرق. قال: فما نزل عن المنبر إلا وهو أعمى يقاد. قال: فما مضت له [
إلا ] (3) ثلاثة أيام حتى مات. (4)
الرابع والثمانون وثلاثمائة اليد التي
خرجت من قبر رسول الله صلى الله عليه وآله لابي بكر، وكلام منه لما نوزع
علي عليه السلام في الولاية 547 المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن علي ابن الحكم، عن الربيع بن محمد المسلي، عن عبد الله بن سليمان
(5)، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما اخرج علي عليه السلام ملببا
وقف عند قبر النبي صلى الله عليه وآله، فقال: يابن ام (6) إن القوم
استضعفوني وكادوا يقتلونني، [ قال: ] (7) فخرجت يد من قبر رسول الله صلى
الله عليه وآله يعرفون أنها يده، وصوت يعرفون أنه صوته نحو أبي بكر: يا
هذا * (أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة
(1) في الاصل: أمري، وما أثبتناه من المصدر والبحار. (2) الكهف: 37. (3)
من المصدر. (4) مناقب آل أبي طالب: 2 / 344 وعنه البحار: 39 / 319 ضمن ح
19. (5) عبد الله بن سليمان العامري من أصحاب الصادقين عليهما السلام، روى
عنهما عليهما السلام، وروى عنه ابن المسلى، فهو ثقة، (معجم الرجال). (6)
كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عم. (7) من المصدر والبحار.
[ 280 ]
ثم سواك رجلا) * (1). (2)
الخامس والثمانون وثلاثمائة الكف التي خرجت من قبر رسول الله صلى الله
عليه وآله لعمر حين نازع عليا عليه السلام في أبي بكر 548 المفيد في
الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي ابن الحكم، عن خالد بن ماد
القلانسي (3) ومحمد بن حماد (بن عيسى) (4)، عن محمد بن خالد الطيالسي (5)،
عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما استخلف أبو بكر أقبل عمر
على علي عليه السلام، فقال [ له ] (6): أما علمت أن أبا بكر قد استخلف ؟
فقال له علي عليه السلام: فمن جعله لذلك ؟ قال: المسلمون رضوا بذلك. فقال
له علي عليه السلام: والله لاسرع ما خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله،
ونقضوا عهده، ولقد سموه بغير اسمه، والله ما استخلفه رسول الله صلى الله
عليه وآله. فقال له عمر: كذبت فعل الله بك وفعل.
(1) الكهف: 37. (2) الاختصاص: 274. ورواه في البصائر: 275 ح 5 وعنهما
البحار: 28 / 220 ح 10. (3) خالد بن ماد القلانسي، بياع القلانس: كوفي،
روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، مولى ثقة، له كتاب. (رجال
النجاشي). (3) ليس في المصدر. (5) محمد بن خالد بن عمر الطيالسي التميمي،
أبو عبد الله، كان يسكن بالكوفة في صحراء جرم، مات سنة: 259، روى عن أبيه،
(معجم الرجال). (6) من المصدر.
[ 281 ]
فقال له: إن تشاء [ أن اريك ] (1) برهان ذلك فعلت. فقال عمر: ما تزال تكذب
على رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته وبعد موته. فقال له: انطلق بنا
[ يا عمر ] (2) لتعلم أينا الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وآله في
حياته وبعد موته، فانطلق معه حتى أتى القبر إذا كف فيها مكتوب: * (أكفرت
يا عمر بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا) * (3) ؟ فقال له علي
عليه السلام: أرضيت ؟ [ والله ] (4) لقد فضحك (رسول) (5) الله في حياته
وبعد مماته. (6)
السادس والثمانون وثلاثمائة الرجل الذي خنق لما ادعى ما
قاله عليه السلام 549 ثاقب المناقب: عن عباد بن عبد الله الاسدي (7)، قال:
سمعت عليا صلوات الله عليه يقول [ وهو ] (8) في الرحبة: أنا عبد الله، و
(أنا) (9) أخو رسول الله، ولا يقولها بعدي إلا كافر (10).
(1) و (2) من المصدر. (3) الكهف: 37. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر.
(6) الاختصاص: 274. ورواه في بصائر الدرجات: 276 ح 6 وعنهما البحار: 28 /
220 ح 11 (7) عباد بن عبد الله الاسدي الكوفي، روى عن علي عليه السلام،
وروى عنه المنهال بن عمرو. (تهذيب الكمال). (8) من المصدر. (9) ليس في
المصدر. (10) في المصدر: كاذب. (*)
[ 282 ]
قال: فقام رجل من غطفان، وقال:
أنا أقول كما قال هذا الكاذب، أنا عبد الله وأخو رسول الله، فخنق (1)
مكانه. (2)
السابع والثمانون وثلاثمائة أنه عمي من سبه عليه السلام 550
ثاقب المناقب: عن أبي جعفر محمد بن عمر الجرجاني قال: حدثني ابن البواب،
عن الحسن بن زيد، وحدثنيه ابن أبي سلمى قال: قال ابن أبي غاضية: طلبنا
نشتم أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فهربت فبعث إلي محمد بن صفوان من ولد
ابي بن خلف (3) الجمحي أن أعرني بغلتك. فقلت: لان أعرتك بغلتي إني لكم
شبه. قال: فمشى والله على رجليه أربعة أميال فوافى خالد عامل هشام بن عبد
الملك على المدينة يشتم (4) أمير المؤمنين صلوات الله عليه على المنبر،
فقال لابن صفوان: قم يا ابن صفوان، فقام فصعد مرقاة من المنبر، ثم استقبل
القبلة بوجهه وقال: اللهم من كان يسب عليا لترة (5) يطلبها عنده أو لذحل
(6) فإني لا أسبه إلا فيك، ولقد كان صاحب القبر يأتمنه وهو [ يعلم أنه ]
(7) خائن، فكان في المسجد
(1) في بعض
النسخ: فمسخ. (2) الثاقب في المناقب: 270 ح 234. وأخرج صدره ابن أبي
الحديد في شرح النهج: 2 / 287 باختلاف في المتن والسند. (3) في المصدر:
أبي خلف. (4) في المصدر: فشتم. (5) الترة: التبعة أو الثأر. (النهاية).
(6) الذحل: الثأر، وقيل: العداوة والحقد. (لسان العرب).
(7) من المصدر.
[ 283 ]
رجل فغلبته عينه،
فرأى أن القبر انفرج وخرجت منه كف قائل [ وهو ] (1) يقول: إن كنت كاذبا
فلعنك الله، وإن كنت كاذبا فأعماك الله. فنزل الجمحي من المنبر، فقال
لابنه وهو جالس إلى ركن البيت: قم، فقام إليه. فقال: أعطني يدك أتكئ عليها
فمضى به (2) إلى المنزل، فلما خرجا من المسجد نحو المنزل قال لابنه: هل
نزل بالناس شر أو (3) غشيهم ظلمة ؟ [ قال: ] (4) وكيف ذلك ؟ قال: لاني
لاابصر شيئا. قال: ذلك والله بجرأتك على الله، وقولك الكذب على منبر رسول
الله صلى الله عليه وآله، فما زال أعمى حتى مات لعنة الله عليه. (5) 551
ابن شهر اشوب: قال زياد بن كليب: (6) كنت جالسا في نفر، فمر بنا محمد بن
صفوان مع عبيد الله بن زياد، فدخلا المسجد، ثم رجعا إلينا وقد ذهبت عينا
محمد بن صفوان، فقلنا: ما شأنه ؟ فقال: إنه قام في المحراب، وقال: إنه من
لم يسب عليا بنية فإنني أسب بنية، فطمس الله (على) (7) بصره.
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: عليك فامضي بها. (3) في
المصدر: وغشيهم. (4) من المصدر. (5) الثاقب في المناقب: 271 ح 235. (6)
زياد بن كليب التميمي الحنظلي أبو معشر الكوفي، روى عن إبراهيم النخعي،
وثقه النسائي، مات
سنة: 110 أو 119. (7) ليس في المصدر والبحار.
[ 284 ]
[ وقد رواه عمرو بن ثابت، عن أبي معشر ] (1). (2)
الثامن والثمانون
وثلاثمائة الذي شتمه عليه السلام فخبطه الجمل حتى قتله 552 ابن شهر اشوب:
قال: روى البلاذري والفلكي والنطنزي والسمعاني والمامطيري (3) أنه مر سعد
بن مالك برجل يشتم عليا عليه السلام، فقال: ويحك ما تقول ؟ قال: أقول ما
تسمع. قال: اللهم إن كان كاذبا فاهلكه، فخبطه (4) الجمل حتى (5) قتله. (6)
التاسع والثمانون وثلاثمائة الذي تخبطه الشيطان لما ادعى ما قاله عليه
السلام 553 ابن شهر اشوب: عن الاعمش، عن رواته، عن حكيم بن جبير (7)، وعن
عقبة الهجري، عن عمته (8)، عن أبي يحيى، قال: شهدت عليا عليه السلام يقول
على منبر الكوفة: أنا عبد الله، وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله
(1) مابين المعقوفين هكذا جعله المجلسي في ذيل هذا الحديث، وهو الصحيح لان
أبا معشر غير البلاذري، ولكن المؤلف جعل هذا في صدر الحديث الآتي. (2)
مناقب آل أبي طالب: 2 / 343 وعنه البحار: 39 / 318 ح 19. (3) هو أبو إسحاق
إبراهيم بن عبد الله المامطيري، وما مطير: بليدة بناحية آمل طبرستان، خرج
منها جماعة من أهل العلم والمترجم له منهم (أنساب السمعاني). (4) خبطه:
ضربه ضربا شديدا. (5) في المصدر والبحار: جهل بختي. (6) مناقب آل أبي
طالب: 2 / 343 وعنه البحار: 39 / 318 ضمن ح 19.
(7) حكيم بن جبير بن مطعم بن عدي بن عبدمناف القرشي المدني، من أصحاب
السجاد عليه السلام وعده البرقي مع توصيفه بالمطعمي في أصحاب السجاد عليه
السلام (معجم الرجال). (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عمه.
[ 285 ]
وورثت نبي الرحمة، وتزوجت سيدة نساء أهل الجنة، وأنا سيد الوصيين، وآخر
أوصياء النبيين، لا يدعي ذلك غيري إلا أصابه الله بسوء. فقال رجل من عبس [
كان بين القوم جالسا: من ] (1) لا يحسن أن يقول: أنا عبد الله، وأخو رسول
الله، فلم يبرح مكانه حتى تخبطه الشيطان، فجر برجله إلى باب المسجد. (2)
التسعون وثلاثمائة الرجل الذي خرج من القبر، ورمى الرجل الذي يشتم عليا
عليه السلام من أعلى المنبر فمات 554 ابن شهر اشوب: عن الحسين بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام (3)، كان إبراهيم بن هاشم
المخزومي (4) واليا على المدينة، وكان يجمعنا كل يوم جمعة قريبا من المنبر
ويشتم عليا، فلصقت بالمنبر [ فأغفيت ] (5)، فرأيت القبر وقد انفرج وخرج
منه رجل عليه ثياب بيض، فقال لي: يا [ أبا ] (6) عبد الله، ألا يحزنك ما
يقول هذا ؟
(1) من الخرائج والبحار.
(2) مناقب آل أبي طالب: 2 / 342. ورواه في إرشاد المفيد: 185 - 186،
والخرائج: 1 / 209 ح 51، وزاد فيه: فسألنا قومه غنه، فقلنا: تعرفون منه
عرضا قبل هذا ؟ قالوا: اللهم لا. وعنهم البحار: 41 / 205 ح 22. وأورده في
كشف الغمة: 1 / 284 مرسلا. (3) هو من أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم
السلام، ومدحه الباقر عليه السلام بأنه
حليم يمشي على الارض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، مات سنة:
157. (معجم الرجال). (4) هو إبراهيم بن هشام المخزومي، وهو خال عبد الملك
المرواني على ما في الوافي بالوفيات. (5) و (6) من المصدر والبحار.
[ 286 ]
قلت: بلى والله. قال: افتح عينيك انظر ما يصنع الله به، وإذا هو قد ذكر
عليا، فرمى به من فوق المنبر فمات. (1)
|