الحادي والتسعون وثلاثمائة الرجل
الذي ذبح بالسكين لسبه عليا عليه السلام 555 ابن شهر اشوب: عن عثمان بن
عفان السجستاني، أن محمد بن عباد قال: كان في جواري (رجل) (2) صالح، فرأى
النبي صلى الله عليه وآله في منامه على شفير الحوض، والحسن والحسين يسقيان
الامة، فاستسقيت أنا فأبى علي (3)، فأتيت النبي صلى الله عليه وآله أسأله،
فقال: لا تسقوا فلان في جواره (4) رجلا يلعن عليا فلم يمنعه، فدفع إلي
سكينا، وقال: اذهب فاذبحه. قال: فخرجت وذبحته ودفعت السكين إليه. فقال: يا
حسين، اسقه، فسقاني وأخذت الكأس بيدي، ولا أدري أشربت أم لا، فانتبهت فإذا
أنا بولولة ويقولون: فلان ذبح على فراشه، وأخذ الشرط الجيران، فقمت إلى
الامير، وقلت: أصلحك الله (5) هذا أنا فعلته والقوم براء، وقصصت عليه
الرؤيا. فقال: اذهب جزاك الله خيرا. ورواه صاحب ثاقب المناقب بزيادة،
والمقصود ما ذكره ابن شهر اشوب،
(1)
مناقب آل أبي طالب: 2 / 345 وعنه البحار: 39 / 320 ضمن ح 20.
(2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: فأبيا. (4) في البحار:
لا تسقوه فان في جوارك، وفي المصدر: لانسقوه. (5) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: أصلح الله الامير.
[ 287 ]
وهو الذي ذكرنا عنه. (1)
الثاني والتسعون وثلاثمائة الذي اعمي بدعائه لما
اكذبه 556 ثاقب المناقب: عن عمار [ بن ] (2) الحضرمي، عن زاذان أبي عمير:
أن رجلا حدث عليا صلوات الله عليه [ بحديث ] (3)، فقال: ما أراك إلا
كذبتني. فقال: لم أفعل. فقال: أدعو الله عليك إن كنت كذبتني. قال: ادع،
فدعا عليه، فما برح حتى أعمى الله عينيه. (4)
الثالث والتسعون وثلاثمائة
علمه بما أضمر عليه الرجل 557 ثاقب المناقب: عن إبراهيم بن محمد الاشعري
(5)، عمن رواه، قال: إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أراد أن يبعث بمال
إلى البصرة، فعلم ذلك رجل من أصحابه، فقال في نفسه: لو أتيته فسألته أن
يبعث معي بهذا المال، فإذا دفعه إلي أخذت طريق الكرخة، فذهبت به فأتاه،
وقال: بلغني أنك تريد أن تبعث بمال إلى البصرة.
(1) مناقب آل أبي طالب: 2 / 345، الثاقب في المناقب: 239 ح 203. وأخرجه في
البحار: 39 / 320 عن مناقب آل أبي طالب: وفي ج 42 / 2 - 4 ح 3، 4 عن
الخرائج: 1 / 223 ح 68 نحوه، عن أبيه مسندا، عن علي بن محمد السمان السكري
نحوه أيضا وعن أمالي الطوسي: 2 / 346 مفصلا.
(2) و (3) من المصدر. (4) الثاقب في المناقب: 270 ح 223. (5) إبراهيم بن
محمد الاشعري، قمي ثقة، روى عن الامامان موسى والرضا عليهما السلام. (رجال
النجاشي).
[ 288 ]
قال: نعم. (قال:) (1) فادفعه إلي فأبلغه تجعل لي ما تجعل لمن تبعثه، فقد
عرفت صحبتي. قال: فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: خذ طريق الكرخة. (2)
الرابع والتسعون وثلاثمائة مسخ الرجل الذي يشتمه عليه السلام كلبا 558
ثاقب المناقب: عن محمد بن عمر الواقدي، قال: كان هارون الرشيد يقعد
للعلماء في يوم عرفة، فقعد ذات يوم وحضره الشافعي، وكان هاشميا (3) يقعد
إلى جنبه، وحضر محمد بن الحسن وأبو يوسف فقعدا بين يديه، وغص المجلس
بأهله، فيهم سبعون رجلا من أهل العلم، كل منهم يصلح أن يكون إمام صقع من
الاصقاع. قال الواقدي: فدخلت في آخر الناس، فقال الرشيد: لم تأخرت ؟ فقلت:
ماكان لاضاعة حق، ولكني شغلت بشغل عاقني عما أحببت. قال: فقربني حتى
أجلسني بين يديه، وقد خاض الناس في كل فن من العلم، فقال الرشيد للشافعي:
يابن عمي، كم تروي في فضائل علي بن أبي طالب ؟ فقال: أربعمائة حديث وأكثر.
فقال له: قل ولا تخف.
(1) ليس في نسخة (خ). (2) الثاقب في
المناقب: 275 ح 241. وقد تقدم عن بصائر الدرجات في معجزة: 372 مع
تخريجاته. (3) قد أسلفنا أنه لم يكن من الهاشميين، بل يلتقي مع بني هاشم
في أب قبل هاشم.
[ 289 ]
قال: يبلغ
خمسمائة أو يزيد. ثم قال لمحمد بن الحسن: كم تروي يا كوفي من فضائله ؟
قال: [ نحو ] (1) ألف حديث أو أكثر. فأقبل على أبي يوسف، فقال: كم تروي
أنت يا كوفي من فضائله ؟ أخبرني ولا تخش. قال: يا أمير المؤمنين، لولا
الخوف لكانت روايتنا في فضائله أكثر من أن تحصى. قال: مم تخاف ؟ قال: منك
ومن عمالك وأصحابك. قال: أنت آمن، فتكلم واخبرني لم فضيلة تروي فيه ؟ قال:
خمسة عشر ألف خبرا مسندا، وخمسة عشر ألف حديثا مرسلا. قال الواقدي: فأقبل
علي. فقال: ما تعرف في ذلك [ أنت ] (2) ؟ فقلت مثل مقالة أبي يوسف. قال
الرشيد: لكني أعرف له فضيلة رأيتها بعيني، وسمعتها باذني، أجل من كل فضيلة
تروونها أنتم، وإني لتائب إلى الله تعالى مما كان مني من أمر الطالبية
ونسلهم.
فقلنا بأجمعنا (3): وفق الله أمير المؤمنين وأصلحه، إن رأيت أن تخبرنا بما
عندك. قال: نعم، وليت عاملي يوسف بن الحجاج بدمشق، وأمرته بالعدل في
الرعية، والانصاف في القضية، فاستعمل ما أمرته، فرفع إليه أن الخطيب الذي
(1) و (2) من المصدر. (3) في المصدر. جميعا.
[ 290 ]
يخطب بدمشق يشتم [ أمير المؤمنين ] (1) علي بن أبي طالب عليه السلام في كل
يوم وينتقصه، قال: فأحضره وسأله عن ذلك، فأقر له بذلك، فقال له: وما حملك
على ما أنت عليه ؟ قال: لانه قتل آبائى، وسبي الذراري، فلذلك الحقد له في
قلبي، ولست افارق ما أنا عليه (2). فقيده وغلغله وحبسه وكتب إلي بخبره،
فأمرته أن يحمله إلي على حالته من القيود، فلما مثل بين يدي زبرته وصحت
به، وقلت: أنت الشاتم لعلي بن أبي طالب ؟ ! فقال: نعم. قلت: ويلك قتل من
قتل، وسبى من سبي بأمر الله تعالى، وأمر النبي صلى الله عليه وآله. قال:
ما افارق ما أنا عليه، ولا تطيب نفسي إلا به. فدعوت بالسياط والعقابين
(3)، فأقمته بحضرتي هاهنا، وظهره إلي، فأمرت الجلاد فجلده مائة سوط، فأكثر
الصياح والغياث، فبال في مكانه، فأمرت به فنحي عن العقابين، وادخل ذلك
البيت وأومى بيده إلى بيت في الايوان وأمرت أن يغلق الباب عليه [ وإقفاله
] (4)، ففعل ذلك، ومضى النهار، وأقبل الليل، ولم أبرح من موضعي هذا حتى
صليت العتمة.
ثم بقيت ساهرا افكر في قتله وفي عذابه، وبأي شئ اعذبه، مرة أقول:
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: على ما أنت عليه. (3)
العقابات: أحد أدوات التعذيب، وهما خشبتان يمدد الرجال بينهما ويعصر،
وكانت سابقا يمد الرجل عليها الجلد أو الحبل. (لسان العرب). (4) من المصدر.
[ 291 ]
اعذبه (1) على عداوته (2)، ومرة أقول: أقطع أمعاءه، ومرة افكر في تغريقه،
أو قتله بالسوط، واستمر (3) الفكر في أمره حتى غلبتني عيني [ فنمت ] (1)
(4) في آخر الليل، فإذا أنا باب السماء وقد انفتح وإذا النبي صلى الله
عليه وآله قد هبط وعليه خمس حلل. ثم هبط علي عليه السلام وعليه ثلاث حلل.
ثم هبط الحسن عليه السلام، وعليه ثلاث حلل (5). ثم هبط الحسين عليه السلام
وعليه حلتان. ثم نزل جبرئيل عليه السلام وعليه حلة واحدة، فإذا هو [ من ]
(6) أحسن الخلق، في نهاية الوصف، ومعه كأس فيه ماء كأصفى ما يكون من الماء
وأحسنه، فقال: النبي صلى الله عليه وآله: اعطني الكأس، فأعطاه، فنادى
بأعلى صوته: يا شيعة محمد وآله، فأجابوه من حاشيتي وغلماني وأهل الدار
أربعون نفسا أعرفهم كلهم، وكان في داري أكثر من خمسة آلاف إنسان، فسقاهم
من الماء وصرفهم. ثم قال: أين الدمشقي فكأن الباب قد انفتح، فأخرج إليه،
فلما رآه علي عليه السلام. أخذه [ بتلابييه ] (7) وقال عليه السلام: يا
رسول الله، هذا يظلمني ويشتمني من غير سبب أوجب ذلك، فقال: خله يا ابا
الحسن. ثم قبض النبي صلى الله عليه وآله على زنده بيده وقال: أنت الشاتم
علي بن أبي طالب ؟ !
فقال: نعم. قال: اللهم امسخه، وامحقه، وانتقم منه.
(1) في المصدر: أضرب. (2) في المصدر: علاوته. (3) في المصدر: فلم أتم
الفكر. (4) من المصدر. (5) في المصدر: وعليه حلتان. (6) و (7) من المصدر.
[ 292 ]
قال: فتحول وأنا أراه كلبا، ورد إلى البيت كما كان، وصعد النبي صلى الله
عليه وآله، وجبرئيل عليه السلام (وعلي عليه السلام) ومن كان معهم. فانتبهت
فزعا [ مرعوبا ] (1) مذعورا، فدعوت الغلام وأمرت بإخراجه إلي، فأخرج وهو
كلب، فقلت له: كيف رأيت عقوبة ربك ؟ فأومأ برأسه كالمعتذر، وأمرت برده.
وها هو ذا في البيت. ثم نادى وأمر بإخراجه، فاخرج وقد أخذ الغلام باذنه،
فإذا اذناه كأذان الانسان (2)، و [ هو ] (3) في صورة الكلب، فوقف بين
أيدينا يلوك بلسانه، ويحرك بشفتيه كالمعتذر. فقال الشافعي للرشيد: هذا
مسخ، ولست آمن من أن يحل العذاب (4) به. (فأمر بإخراجه عنا،) (5) فامر به
فرد إلى البيت، فما كان بأسرع من أن سمعنا وجبة وصيحة، فإذا صاعقة قد سقطت
على سطح البيت فأحرقته وأحرقت البيت، فصار رمادا، وعجل [ الله ] (6) بروحه
إلى نار جهنم. قال الواقدي: فقلت للرشيد: يا أمير المؤمنين، هذه معجزة [
وعظة ] (7) وعظت بها فاتق الله في ذرية هذا الرجل.
فقال: الرشيد: أنا تائب إلى الله تعالى مما كان مني وأحسنت توبتي. (8)
(1) من المصدر. (2) في المصدر: الناس. (3) من المصدر. (4) في المصدر: أن
تعجله العقوبة. (5) ليس في المصدر. (6) لفظ الجلالة من المصدر. (7) من
المصدر. (8) الثاقب في المناقب: 229 ح 1. وتقدم صدره في ج 1 / 29 ح 1.
[ 293 ]
الخامس والتسعون وثلاثمائة الرجل الذي عميت عيناه لسبه أمير المؤمنين
وفاطمة عليهما السلام 559 ثاقب المناقب: عن جعفر بن محمد الدوريستي (1)،
قال: حضرت بغداد في سنة إحدى وأربعمائة في مجلس المفيد أبي عبد الله رضي
الله عنه، فجاءه علوي وسأله عن تأويل رؤيا رآها، فأجاب، فقال: أطال الله
بقاء سيدنا، أقرأت علم التأويل ؟ قال: إني قد بقيت في هذا العلم مدة، ولي
فيه كتب جمة. ثم قال: خذ القرطاس واكتب ما املي عليك. قال: كان ببغداد رجل
عالم من أصحاب الشافعي، وكان له كتب كثيرة، ولم يكن له ولد، فلما حضرته
الوفاة دعا رجلا يقال له: (أبو) (2) جعفر الدقاق، وأوصى إليه، وقال: إذا
فرغت من دفني فاذهب بكتبي إلى سوق البيع وبعها،
واصرف ما حصل من ثمنها في وجوه المصالح التي فصلتها، وسلم إليه التفصيل.
ثم نودي في البلد: من أراد أن يشتري الكتب فليحضر السوق الفلاني، فإنه
يباع فيه الكتب من تركة فلان. فذهبت إليه لابتاع كتبا، وقد اجتمع هناك خلق
كثير، ومن اشترى شيئا من كتبه كتب عليه جعفر الدقاق الوصي ثمنه، وأنا قد
اشتريت أربعة كتب في علم التعبير، وكتبت ثمنها على نفسي، وهو يشترط (علي
و) (3) على من ابتاع توفية الثمن في الاسبوغ، فلما هممت بالقيام قال لي
جعفر: مكانك يا شيخ، فإنه جرى
(1) جعفر بن محمد الدوريستي: ثقة، ولم يرو عنهم عليهم السلام. وقال الشيخ
منتجب الدين: ثقة، عين، عدل. (رجال الخوئي). (2) و (3) ليس في المصدر.
[ 294 ]
على يدي أمر لاذكره لك، فإنه نصرة لمذهبك. [ ثم ] (1) قال لي: إنه كان [
لي ] (2) رفيق يتعلم معي (3)، وكان في محلة باب البصرة رجل يروي الاحاديث،
والناس يسمعون منه، يقال له: أبو عبد الله المحدث، وكنت ورفيقي نذهب إليه
برهة من الزمان، ونكتب عنه الاحاديث، وكلما أملى حديثا في فضائل أهل البيت
عليهم السلام طعن فيه وفي روايته، حتى كان يوما من الايام فأملى في فضائل
البتول الزهراء [ وعلي ] (4) صلوات الله عليهما. ثم قال: وما تنفع هذه
الفضائل عليا (5) وفاطمة، فإن عليا يقتل المسلمين، وطعن في فاطمة، وقال
فيها كلمات منكرة. قال جعفر: فقلت لرفيقي: لا ينبغي لنا أن نأخذ من هذا
(6) الرجل: فإنه رجل لا دين له ولا ديانة فأنه لا يزال يطول لسانه في علي
وفاطمة، وهذا ليس بمذهب المسلمين.
قال رفيقي: إنك لصادق، فمن حقنا أن نذهب إلى غيره، [ فإنه رجل ضال، فعزمنا
أن نذهب إلى غيره ] (7) ولا نعود إليه، فرأيت من الليلة كأني أمشي إلى
المسجد الجامع، فالتفت فرأيت أبا عبد الله المحدث، ورأيت أمير المؤمنين
عليه السلام راكبا حمارا مصريا (8)، يمشي إلي [ المسجد ] (9) الجامع، فقلت
[ في نفسي ] (10):
(1) و (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: مني. (4) من المصدر.
(5) كذا في المصدر، وفي الاصل: لنا هذه فضائل علي. (6) في المصدر: أن نأتي
هذا. (7) من المصدر. (8) في نسخة (خ): معريا. (9) و (10) من المصدر.
[ 295 ]
واويلاه [ وأخاف ] (1) أن يضرب عنقه بسيفه، فلما قرب [ منه ] (2) ضرب
بقضيبه عينه اليمنى، وقال له: يا ملعون، لم تسبني وفاطمة ؟ ! فوضع المحدث
يده على عينه اليمنى، وقال: أوه (3) أعميتني قال جعفر: فانتبهت وهممت أن
أذهب إلى رفيقي وأحكي له ما رأيت، فإذا هو قد جاءني متغير اللون، فقال:
أتدري ما وقع ؟ ! قلت له: قل. قال: رأيت البارحة رؤيا في أبي عبد الله
المحدث، فذكر، فكان كما ذكرته من غير زيادة و [ لا ] (4) نقصان. فقلت له:
أنا رأيت مثل ذلك، وكنت هممت بإتيانك لا ذكره لك، فاذهب
بنا الآن مع المصحف لنحلف [ له ] (5) انا رأينا ذلك، ولم نتواطأ عليه،
ولننصح (6) له (ذلك) (7) ليرجع عن هذا الاعتقاد. فقمنا ومشينا إلى باب
داره، فإذا الباب مغلق، (فقرعنا) (8)، فجاءت جارية وقالت: لا يمكن أن يرى
الآن، ورجعت، ثم قرعنا الباب ثانية، فجاءت وقالت: لا يمكن ذلك. فقلنا: ما
وقع له ؟ فقالت: إنه [ قد ] (9) وضع يده على عينه، ويصيح من نصف الليل،
(1) و (2) من المصدر. (3) في المصدر: أو. (4) و (5) من المصدر. (6) في المصدر: وننصح. (7) و (8) ليس في المصدر. (9) من المصدر.
[ 296 ]
ويقول: إن علي بن أبي طالب عليه السلام [ قد ] (1) أعماني، ويستغيث من وجع
العين. فقلنا لها: افتحي الباب، فإنا قد جئناه هذا الامر، ففتحت، فدخلنا،
فرأيناه على أقبح هيئة، يستغيث ويقول: مالي ولعلي بن أبي طالب، ما فعلت
به، فإنه [ قد ] (2) ضرب بقضيب على عيني البارحة وأعماني. قال جعفر:
وذكرنا له ما رأيناه في المنام، وقلنا له: ارجع عن اعتقادك الذي أنت عليه،
ولا تطول لسانك فيه. فأجاب وقال: لا جزاكم (3) الله خيرا، لو كان علي بن
أبي طالب أعمى عيني
الاخرى لما قدمته على أبي بكر وعمر، فقمنا من عنده، وقلنا: ليس في هذا
الرجل خير. ثم رجعنا إليه بعد ثلاثة أيام لنعلم ما حاله، فلما دخلنا عليه
وجدناه أعمى بالعين الاخرى، فقلنا له: ما تتغير (4) ؟ ! فقال: لا والله،
لا أرجع عن هذا الاعتقاد، فليفعل علي بن أبي طالب ما أراد، فقمنا ورجعنا
(5). ثم رجعنا (6) إليه بعد اسبوع لنعلم إلى ما وصل حاله، فقيل إنه [ قد ]
(7) دفن وارتد ابنه، ولحق بالروم غضبا (8) على علي بن أبي طالب صلوات الله
عليه،
(1) و (2) من المصدر. (3) في المصدر: لا جزاكما. (4) في المصدر: ما تغيرت.
(5) كذا في المصدر، وفي الاصل: وخرجنا. (6) في المصدر: عدنا. (7) من
المصدر. (8) في المصدر: تعصبا.
[ 297 ]
فرجعنا وقرأنا: * (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)
*. (1) وقد نقلت ذلك من النسخة التي انتسخها (2) جعفر الدوريستي بخطه،
ونقلها إلى الفارسية في سنة إحدى (3). وسبعين وأربعمائة، ونحن نقلناها إلى
العربية من الفارسية ثانيا ببلدة قاشان، والله الموفق [ في ] (4) مثل هذه
السنة: سنة ستين وخمسمائة. (5)
السادس والتسعون وثلاثمائة الرجل الذي قال
له عليه السلام: اخسأ، فصار
رأسه رأس كلب 560 ثاقب المناقب: عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر صلوات الله
عليه، قال: بينما أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه في مسجد الكوفة يجهز
إلى معاوية، ويحرض الناس على قتاله إذ اختصم إليه رجلان، فعلا [ صوت ] (6)
أحدهما في الكلام. فالتفت إليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وقال له:
اخسأ، فإذا رأسه رأس كلب، فبهت الذين حوله، فمال (7) الرجل بأصابعه، وتضرع
إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وقال من حوله: يا أمير المؤمنين، أقله
عثرته، فحرك شفتيه، فعاد كما كان. فوثب أصحابه وقالوا: يا أمير المؤمنين
أنت بالقدرة (8) على ما تريد، وأنت
(1) الانعام: 45. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: تلك النسخة التي نسخها.
(3) في المصدر: ثلاث. (4) من المصدر. (5) الثاقب في المناقب: 236 ح 3. (6)
من المصدر. (7) في المصدر: فقال. (8) في المصدر: (القدرة تمكنك) بدل (أنت
بالقدرة).
[ 298 ]
تجهز إلى معاوية ؟ !
فأطرق هنيهة ورفع رأسه، [ ثم ] (1) قال: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، لو
شئت أن أطول برجلي هذه القصيرة في طول [ هذه ] (2) الفيافي (3) التي
تسيرونها، وهذه الجبال والاودية حتى أضرب [ بها ] (4) صدر معاوية لفعلت،
ولو أقسمت على الله تعالى أن اؤتى به قبل أن أقوم من مجلسي هذا، أو قبل أن
يرتد (5) إلى أحدكم الطرف لفعل، ولكن * (عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول
وهم بأمره يعملون) * (6). (7)
السابع والتسعون وثلاثمائة علمه عليه السلام
بعدد من يبايعه 561 السيد الرضي في الخصائص: بإسناده عن الاصبغ بن نباتة،
قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام بصفين، فبايعه تسعة وتسعون رجلا،
ثم قال: أين تمام المائة ؟ لقد عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله أنه
يبايعني في هذا اليوم مائة رجل. [ فقال: ] (8) فجاء رجل عليه قباء صوف،
متقلد سيفين، فقال: هلم
(1) و (2) من المصدر. (3) الفيافي: جمع الفيفاء، وهي الصخرة الملساء،
والمفازة التي لاماء فيها. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل:
يرد. (6) الانبياء: 26، 27. (7) الثاقب في المناقب: 242 ح 7. وأورده في
الخرائج والجرائح: 1 / 172 مختصرا. وأخرجه في إحقاق الحق: 8 / 757 عن
المناقب المرتضوية: 315 عن مفاتيح الغيب مرسلا. وفي البحار: 41 / 191 ح 1،
وإثبات الهداة: 4 / 457 ح 189 عن الخرائج. (8) من المصدر.
[ 299 ]
يدك ابايعك. فقال علي عليه السلام: على ما تبايعني ؟ قال: على بذل مهجة
نفسي دونك. قال، ومن أنت ؟
قال: اويس القرني (1)، فبايعه، فلم يزل يقاتل بين يديه حتى قتل، فوجد في
الرجالة مقتولا. (2) 562 ثاقب المناقب: عن عبد الله بن عباس، قال: جلس
أمير المؤمنين صلوات الله عليه لاخذ البيعة بذي قار، وقال: يأتيكم من قبل
الكوفة ألف رجل لا يزيدون ولا ينقصون، فجزعت لذلك، وخفت أن ينقص القوم عن
العدد أو يزيدون عليه فيفسد الامر علينا، حتى ورد أوائلهم، فجعلت احصيهم،
واستوفيت عددهم (3) تسعمائة رجل وتسع وتسعين رجلا، ثم انقطع مجئ القوم،
قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ماذا حمله على (4) ما قال. فبينا أنا
متفكر في ذلك، إذ رأيت شخصا قد أقبل حتى دني، وإذا هو رجل عليه قباء صوف،
معه سيفه وقوسه (5) وأدواته، فقرب من أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقال:
امدد يدك ابايعك. فقال له أمير المؤمنين: وعلى ما تبايعني ؟
(1) عده الكشي من الاتقياء ومن الزهاد الثمانية، وفضله عليهم كلهم، وكان
من خيار التابعين، ولم ير النبي صلى الله عليه وآله، فقال النبي لاصحابه:
أبشروا برجل... يقال له اويس...، وقتل يوم صفين شهيدا. (2) خصائص الائمة
للسيد الرضي: 53. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: عدد. (4) كذا في المصدر،
وفي الاصل: على ذلك. (5) في المصدر: ترسه.
[ 300 ]
قال: على السمع والطاعة والقتال بين يديك حتى أموت أو يفتح الله على يدك.
(1)
قال: وما اسمك ؟ فقال: اويس القرني. [ قال: أنت أويس القرني ] (2) ؟ !
قال: نعم. قال: الله أكبر، أخبرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله:
أني أدرك رجلا من امته يقال له: اويس القرني، يكون من حزب الله وحزب
رسوله، يموت على الشهادة، ويدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر. قال ابن عباس:
فسرى ذلك عني. (3)
الثامن والتسعون وثلاثمائة علمه عليه السلام بعدد من
يقدم من العسكر من الكوفة وعلمه عليه السلام ما يصيب كل رجل من أصحابه من
القسمة. 563 ثاقب المناقب: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قلت لامير
المؤمنين عليه السلام وهو متوجه إلى البصرة: [ يا أمير المؤمنين ] (4) إنك
في نفر يسير، فلو تنحيت
(1) في المصدر: يديك. (2) من المصدر. (3) الثاقب في المناقب: 266 ح 5.
ورواه المفيد في الارشاد: 166 وعنه البحار. 42 / 147 ح 7 وعن الخرائج: 1 /
200 ذ ح 39. وأورده الكشي في رجاله: 98 ح 156، والديلمي في إرشاد القلوب:
224 - 225 مختصرا. وأخرجه في إثبات الهداة: 2 / 452 ح 167 عن إعلام الورى:
173، وفي البحار: 41 / 300 ذ ح 29 عن الخرائج. (4) من المصدر.
[ 301 ]
حتى يلحق بك الناس، قال: يجيئكم من الغد [ في فجكم هذا ]، (1) من ناحية
الكوفة
ثلاثة كراديس، كل كردوس (2) خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستون رجلا. قال:
قلت: ما أصابني والله أعظم من [ تلك ] (3) الضيقة. قال: فلما أن صليت
الفجر قلت لغلامي: اسرح لي، قال: فتوجهت نحو الكوفة، فإذا بغبره قد
ارتفعت، فسرت نحوها، فلما أن دنوت منهم فصيح بي: من أنت ؟ فقلت: أنا ابن
عباس، [ فأمسكوا ] (4)، فقلت: لمن هذه الراية ؟ قالوا: لفلان. قلت: كم
أنتم ؟ فقالوا: طوي الديوان عند الجسر على خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستين
رجلا. قال: فمضوا، ثم التفت في (5) وجهي، فإذا [ أنا ] (6) بغبره قد
ارتفعت، قال: فدنوت منهم، فصيح بي: من أنت ؟ فقلت: أنا ابن عباس: فأمسكوا
(عني) (7)، فقلت: لمن هذه الراية ؟ قالوا: لربيعة. فقلت: من رئيسها ؟
قالوا زيد بن صوحان العبدي.
(1) من المصدر. (2) طائفة عظيمة من الخيل. (3) و (4) من المصدر. (5) في المصدر: ومضيت على. (6) من المصدر. (7) ليس في المصدر. (*)
[ 302 ]
فقلت: كم أنتم ؟ قالوا: طوي
الديوان على (1) الجسر على خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستين رجلا. قال:
فمضوا، فمضيت على وجهي، فإذا بغبرة قد ارتفعت، فأخذت نحوها، فصيح بي: من
أنت ؟ قلت: أنا ابن عباس، فأمسكوا عني (2)، فقلت: لمن هذه الراية ؟
فقالوا: لفلان رئيسها الاشتر. قال: قلت: كم أنتم ؟ قالوا: طوي الديوان عند
الجسر على خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستين رجلا. (قال:) (3) فرجعت إلى
العسكر، فقال لي أمير المؤمنين صلوات الله عليه: من أين أقبلت ؟ [ فأخبرته
و ] (4) قلت له: إني لما سمعت مقالتك اغتممت، مخافة أن يجئ الامر على خلاف
ما قلت. [ قال: ] (5) فقال: نظفر بهؤلاء القوم غدا إن شاء الله تعالى، ثم
نقتسم أموالهم (6) فيصيب كل رجل منا خمسمائة. قال: فلما أن كان من الغد
أمرهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه أن لا يحدثوا
(1) في المصدر: عند. (2) في المصدر: فسكتوا. (3) ليس في المصدر. (4) و (5) من المصدر.
(6) في المصدر: نقسم مالهم.
[ 303 ]
شيئا حتى يكون المبتدأ منهم، فأقبلوا يرمون رجال أمير المؤمنين صلوات الله
عليه فأتوه، فقال لهم: ما رأيت أعجب منكم ! تأمروني بالحرب والملائكة لم
تنزل بعد ؟ ! فلما كان (من) (1) الزوال دعا بدرع رسول الله صلى الله عليه
وآله فلبسها وصبها عليه، ثم قاتل (2) القوم فهزمهم الله تعالى، فقال أمير
المؤمنين للخازن: أقسم (3) المال على الناس خمسمائة خمسمائة، فقسموها،
ففضل من المال ألفا درهم، فقال للخازن: أي شئ بقي عندك ؟ فقال: ألفا درهم.
فقال: أعطيت الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية خمسمائة خمسمائة، وعزلت لي
خمسمائة ؟ قال: لا. قال: فهذه لنا، فلم يبق درهم، ولا ينقص درهم. (4) 564
المفيد في العيون والمحاسن: بإسناده عن أبي عبد الله العنزي، قال: بينما
نحن جلوس مع علي بن أبي طالب يوم الجمل، إذ جاءه الناس يهتفون به: يا أمير
المؤمنين، لقد نالنا النبل والنشاب، فنكت (5). ثم جاء آخرون فذكروا مثل
ذلك وقالوا: قد جرحنا. فقال عليه السلام: من يعذرني من قوم يأمرون
بالقتال، ولم تنزل بعد الملائكة ؟
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: ثم أقبل على. (3) في المصدر: للخزان: أقسموا.
(4) الثاقب في المناقب: 261 ح 1. وأورد قطعة منه ابن أبي الحديد في شرح النهج: 2 / 187 عن أبي مخنف. (5) في المناقب: فتنكر.
[ 304 ]
فقال: بينما نحن جلوس (1) إذ هبت ريح طيبة من خلفنا (والله) (2) لوجدت
بردها بين كتفي من تحت الدرع والثياب، فصب (3) أمير المؤمنين عليه السلام
درعه، ثم قام إلى القوم، فما رأيت فتحا كان أسرع منه. (4)
التاسع والتسعون
وثلاثمائة الملائكة الذين قاتلوا يوم بدر كانوا على صورة أمير المؤمنين
عليه السلام 565 ابن شهر اشوب: قال: روي عن عامر بن سعد، أنه لما جاء أبو
اليسر الانصاري: (5) بالعباس، فقال: والله ما أسرني إلا ابن أخي علي بن
أبي طالب عليه السلام. فقال النبي صلى الله عليه وآله: صدق عمي، ذلك ملك
كريم. فقال: لقد عرفته بجلحته وحسن وجهه. فقال [ النبي ] (6) صلى الله
عليه وآله: إن الملائكة الذين أيدني الله بهم على صورة علي بن أبي طالب
عليه السلام ليكون ذلك أهيب في صدور الاعداء، وقال: (قال) (7) أبو اليسر
الانصاري: رأيت العباس انفا وعقيلا، معهما (رجل) (8) على
(1) في المناقب: إنا لجلوس. (2) ليس في نسخة (خ). (3) في المناقب: فضرب.
(4) لن نعثر على الحديث في كتاب العيون والمحاسن الذي عندنا، وإنما وجدناه
في مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 240 نقلا من المحاسن للمفيد.
(5) أبو اليسر كعب بن عمرو الانصاري، شهد العقبة وله عشرون سنة، وقد شهد
صفين مع علي عليه السلام ومات سنة: 55 (سير أعلام النبلاء). (6) من المصدر
والبحار. (7) ليس في المصدر والبحار (8) ليس في نسخة (خ).
[ 305 ]
فرس أبلق، عليه ثياب بيض، يقود العباس وعقيلا، فدفعهما إلى علي. (1) 566
المفيد في العيون والمحاسن: وقد جاء في الاثار (2) من طرق [ شتى ] (3)
بأسانيد مختلفه، عن زيد بن وهب، قال: سمعت عليا عليه السلام (يقول) (4)
وقد ذكر حديث بدر قتلنا (5) من المشركين سبعين، وأسرنا سبعين، وكان الذي
أسر العباس (بن عبد المطلب) (6) رجل قصير من الانصار، فأدركته فألقى
العباس علي عمامته لئلا يأخذها الانصاري، وأحب أن أكون [ أنا ] (7) الذي
أسرته، وجاء (به الانصاري) (8) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال [
الانصاري ] (9): يا رسول الله، قد جئت بعمك العباس أسيرا. فقال العباس:
كذبت، ما أسرني إلا ابن أخي علي بن أبي طالب عليه السلام. فقال له
الانصاري يا هذا انا اسرتك. فقال: والله يا محمد ما اسرني الا ابن أخي علي
بن أبي طالب عليه السلام ولكأني بجحلته (10) في النقع تبين لي. فقال [ له
] (11) رسول الله صلى الله عليه وآله: صدق عمي ذاك ملك كريم.
(1) مناقب آل أبي طالب: ج 2 / 240 وعنه البحار: 19 / 285 ح 27. (2) في
المصدر والبحار: الاثر. (3) من المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر.
(5) في المصدر: فقال: قتلنا. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) من المصدر.
(8) ليس في المصدر والبحار. (9) من المصدر. (10) الجحلة: موضع انحسار
الشعر عن جانبي الرأس. (11) من المصدر.
[ 306 ]
فقال العباس [ يا رسول الله ] (1) [ لقد ] (2) عرفته بجحلته وحسن (صورته
(3) ووجهه. فقال له: إن الملائكة الذين أيدني الله بهم على صورة علي بن
أبي طالب عليه السلام ليكون ذلك أهيب لهم في صدور الاعداء. قال: فهذه
عمامتي على رأس علي عليه السلام فمره فليردها (4) علي. فقال [ له ] (5):
ويحك إن يعلم الله فيك خيرا يعوضك أحسن العوض أفلا ترون (6) أن هذا الحديث
يؤيد ما تقدم [ ويؤكد ] (7) من القول بأن أمير المؤمنين عليه السلام كان
أشجع البرية، وأنه بلغ من بأسه وخوف الاعداء منه عليه السلام أن جعل الله
عزوجل الملائكة على صورته، ليكون ذلك أرعب لقلوبهم، وأن هذا المعنى لم
يحصل لبشر قبله ولا بعده. ويؤيد ما رويناه ما جاء من الاثر، عن أبي جعفر [
محمد بن علي ] (8) عليهما السلام في حديث بدر، [ قال: ] (9) لقد كان يسأل
الجريح من (المشركين) (10)، فيقال (له) (11): من جرحك: ؟
فيقول: علي بن أبي طالب، فإذا قالها: مات في (الحال) (12). (13)
(1) من البحار. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. والبحار. (4) في
المصدر: أن يردها. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر والبحار: وفي الاصل:
أفترى. (7) (9) من المصدر. (10) ليس في المصدر. (11) و (12) ليس في المصدر
والبحار. (13) العيون والمحاسن: 238 - 239 وعنه البحار: 41 / 99
[ 307 ]
567 ابن شهر اشوب: عن المفيد في العيون والمحاسن، قال الصادق عليه السلام
في حديث بدر: لقد كان يسأل الجريح من المشركين، فيقال (له) (1): من جرحك ؟
فيقول: علي بن أبي طالب، فإذا قالها مات. (2)
الاربعمائة الاحزاب لما
انهزموا سبعين فرقة، كل فرقة ترى معها علي عليه السلام 568 ابن شهر اشوب:
روى أبو الحسن البصري في كتابه: أن القوم لما انهزموا يوم الاحزاب انقسموا
سبعين فرقة، كل فرقة ترى وراءها علي بن أبي طالب عليه السلام. (3)
الحادي
والاربعمائة أن جبرئيل وميكائيل وملك الموت في كل سرية، وعليه سحابة تظله
عليه السلام 569 ثاقب المناقب: عن جابر بن عبد الله الانصاري رحمه الله،
عن
رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ما بعثته قط في سرية إلا ورأيت
جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملك الموت أمامه في سحابة تظله، حتى
يعطي الله حبيبي النصر والظفر. (4) 570 ابن شهر اشوب: أركبه (5) رسول الله
صلى الله عليه وآله يوم خيبر، وعمه بيده، وألبسه ثيابه، وأركبه بغلته، ثم
قال: امض يا علي، وجبرئيل عن
(1) ليس في المصدر. (2) مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 241 وعنه البحار: 19 /
285. (3) يأتي في معجزة: 512 عنه أيضا. (4) الثاقب في المناقب: 161 ح 11.
(5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عن.
[ 308 ]
يمينك، وميكائيل عن يسارك، وعزرائيل أمامك، وإسرافيل وراءك، ونصرة (1)
الله فوقك، ودعائي خلفك. (2) 571 ابن شهر اشوب أيضا: عن محمد بن عمرو
بإسناده عن جابر ابن عبد الله، أنه قال: [ قال ] (3) رسول الله صلى الله
عليه وآله: ما عصاني قوم من المشركين إلا رميتهم بسهم الله. قيل: وما سهم
الله، يا رسول الله ؟ قال: علي بن أبي طالب، ما بعثته في سرية، ولا أبرزته
لمبارزة إلا رأيت جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملك الموت أمامه،
وسحابة تظله، حتى يعطيه الله خير النصر والظفر، (4)
الثاني والاربعمائة
رفع جبرئيل له عليه السلام يوم احد 572 ابن شهر اشوب: عن ابن فياض في شرح
الاخبار، روى محمد
ابن الجنيد بإسناده عن سعيد بن المسيب، قال: أصاب عليا عليه السلام يوم
احد ستة عشر ضربة، وهو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله يذب عنه، [
في ] (5) كل ضربة (منها) (6) يسقط إلى الارض، وإذا سقط رفعه جبرئيل عليه
السلام. وعن خصائص العلوية: قيس بن سعد، عن أبيه، قال علي عليه السلام:
أصابتني يوم احد ست عشر ضربة سقطت إلى الارض في أربع منهن،
(1) في المصدر: ونصر. (2) مناقب آل أبي طالب: 2 / 239 وعنه البحار: 21 /
18 ح 12. (3) من المصدر. (4) مناقب آل أبي طالب: 2 / 239 وعنه البحار: 39
/ 101 ذ ح 10. (5) من المصدر. (6) ليس في المصدر والبحار.
[ 309 ]
فأتاني رجل حسن الوجه، حسن اللمة، [ طيب الريح ] (1)، فأخذ بضبعي (2)،
فأقامني، ثم قال: أقبل عليهم فإنك (3) في طاعة الله وطاعة رسوله، وهما عنك
راضيان. قال علي عليه السلام: فأتيت النبي صلى الله عليه وآله فأخبرته،
فقال: يا علي، أقر الله عينك ذاك جبرئيل. (4)
الثالث والاربعمائة أنه عليه
السلام هرب عنه إبليس يوم بدر 573 ابن شهر اشوب: من تفسير أبي يوسف يعقوب
بن سفيان، عن سفيان الثوري، عن الاعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس، أنه لما
تمثل إبليس لكفار مكة (يوم بدر) (5) على صورة سراقة بن مالك، وكان سائق
(6) عسكرهم إلى قتال النبي صلى الله عليه وآله، فأمر الله تعالى جبرئيل
عليه السلام، فهبط على
رسوله ومعه ألف من الملائكة، فقام جبرئيل عن يمين أمير المؤمنين عليه
السلام، فكان إذا حمل علي عليه السلام حمل معه جبرئيل فبصر به إبليس -
لعنه الله فولى هاربا، وقال: * (إني أري ما لاترون) * (7). قال ابن مسعود:
والله ما هرب إبليس إلا حين رأى أمير المؤمنين عليه السلام، فخاف أن يأخذ
ويستأسره ويعرفه الناس فهرب، فكان أول منهزم،
(1) من المصدر والبحار. (2) الضبع: العضد. (3) كذا في المصدر والبحار: وفي
الاصل: إليهم قاتل: وهو مصحف. (4) مناقب آل أبي طالب: 2 / 240 وعنه
البحار: 20 / 93 ح 26. (5) ليس في نسخة (خ). (6) في البحار: سابق. (7)
الانفال: 48.
[ 310 ]
وقال: * (إني أرى ما
لاترون (من صولته) (1) إني أخاف الله في قتاله والله شديد العقاب) * لمن
حارب (2) أمير المؤمنين. (3)
الرابع والاربعمائة معرفة ملك الموت له عليه
السلام، وأن الله تعالى خلق ملكا على صورته عليه السلام 574 الفقيه أبو
الحسن محمد بن أحمد الشاذاني في المناقب المائة: من طرق العامة: عن ابن
عباس، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لما اسري بي إلى
السماء ما مررت بملا من الملائكة، إلا سألوني عن علي بن أبي طالب عليه
السلام حتى ظننت أن اسم علي أشهر في السماء من اسمي (في الارض) (4). فلما
بلغت السماء الرابعة، فنظرت إلى ملك الموت عليه السلام، فقال لي: يا محمد،
ما فعلت بعلي ؟ (5)
قلت: [ يا حبيبي، ] (6) من أين تعرف عليا ؟ قال: يا محمد، ما خلق الله
تعالى خلقا إلا وأنا أقبض روحه بيدي ما خلاك (7) وعلي بن أبي طالب، فإن
الله جل جلاله يقبض أرواحكما بقدرته. فلما صرت تحت العرش [ نظرت ] (8) إذا
أنا بعلي بن أبي طالب عليه السلام
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: خاف.
(3) مناقب آل أبي طالب: 2 / 235 وعنه البحار: 39 / 99 ذ ح 10. (4) ليس في
المصدر. (5) في المصدر: ما فعل علي ؟ (6) من المصدر. (7) في المصدر: ما
خلا أنت. (8) من المصدر والبحار.
[ 311 ]
واقف تحت عرش ربي، فقلت: يا علي سبقتني ؟ فقال لي جبرئيل: يا محمد، من
(هذا) (1) الذي يكلمك (2) ؟ فقلت: هذا [ أخي ] (3) علي بن أبي طالب عليه
السلام. فقال لي يا محمد، ليس هذا علي [ بنفسه ]، (4) ولكنه ملك من ملائكة
الرحمن (5)، خلقه الله تعالى على صورة علي بن أبي طالب عليه السلام، فنحن
الملائكة المقربون، كلما اشتقنا إلى وجه علي بن أبي طالب عليه السلام زرنا
هذا الملك لكرامة علي بن أبي طالب [ على الله سبحانه وتعالى، ونستغفر الله
لشيعته ] (6)، (وسبحنا له) (7). (8)
الخامس والاربعمائة أن رسول الله صلى
الله عليه وآله رأى عليا عليه السلام ليلة
الاسراء، والائمة عليهم السلام في ضحضاح من نور 575 أبو الحسن محمد بن
أحمد بن شاذان الفقيه في المناقب المائة:
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: تكمه. (3) من المصدر والبحار. (4) من
المصدر. (5) في المصدر: ملك من الملائكة. (6) من المصدر. (7) ليس في
المصدر والبحار. (8) مائة منقبة لابن شاذان: 32 ح 13. ورواه الكراجكي في
كنزه: 2 / 142 - 143 عن ابن شاذان وعنه البحار: 18 / 300 ح 3، وج 26 / 305
ح 65. ويأتي في معجزة: 489 أيضا.
[ 312 ]
عن أبي سلمى (1) راعي رسول الله صلى الله عليه وآله قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: ليلة اسري بي [ إلى ] (2) السماء قال لي الجليل
جل جلاله: * (آمن الرسول بما انزل إليه من ربه قلت: والمؤمنون [ كل آمن
بالله و ملائكته وكتبه ورسله ]) *. (3) قال: صدقت يا محمد، من خلفت في
امتك ؟ قلت: خيرها. قال: علي بن أبي طالب ؟ قلت: نعم يا رب، قال: يا محمد
إني اطلعت إلى الارض اطلاعة، فاخترتك
منها، فشققت لك اسما من أسمائي، [ فلا اذكر في موضع إلا ذكرت معي ] (4)،
فأنا المحمود وأنت محمد. ثم اطلعت الثانية منها، فاخترت عليا، وشققت له
اسما من، أسمائي، فأنا [ العلي ] (5) الاعلى وهو علي. يا محمد، إني خلقتك
وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولده عليهم السلام من سنخ
(نور من) (6) نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات وأهل الارضين (7). فمن
قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: سليمان، وهو تصحيف، وما أثبتاه كما في
المقتضب وكتب الرجال، وترجم له في الاصابة: 4 / 94، واسد الغابة: 5 / 219،
وتقريب التهذيب: 2 / 430 رقم 60. (2) من المصدر ونسخة (خ). (3) القبرة:
285. (4) و (5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) كذا في المصدر: وفي
الاصل: الارض.
[ 313 ]
كان عندي من
الكافرين. يا محمد، لو أن عبدا من عبيدي عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن
البالي، ثم أتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم. يا محمد،
تحب أن تراهم ؟ قلت: نعم يا رب. فقال لي: التفت عن يمين العرش، فالتفت
فإذا أنا بعلي، وفاطمة، والحسن،
والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى ابن جعفر،
وعلي بن موسى (الرضا) (1)، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي،
والمهدي في ضحضاح من نور، قيام يصلون [ وهو ] (2) في وسطهم يعني المهدي [
يضئ ] (3) كأنه كوكب دري، فقال: يا محمد، هؤلاء الحجج [ وهو ] (4) الثائر
من عترتك، فوعزتي وجلالي انه الناصر لاوليائي، والمنتقم من أعدائي، ولهم
الحجة الواجبة، وبهم يمسك الله السماوات أن تقع على الارض إلا بإذنه (5).
(6)
(1) ليس في المصدر. (2) (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر: وفي الاصل
هكذا: وعزتي وجلالي لهو الحجة الواجبة لاوليائي، والمنتقم من أعدائي. (6)
مائة منقبة: 37 / 17، عنه البحار: 27 / 199 ح 67، وأربعين خاتون آبادي ح
17. ورواه الخوارزمي في مقتل الحسين: 1 / 95 وعنه الطرائف: 172 ح 270،
وحلية الابرار: 2 / 720 ح 129، وينابيع المودة: 486، والصراط المستقيم: 2
/ 117، وغاية المرام: 35 ح 21 و 27 ح 5، وفي فرائد السمطين: 2 / 319 ح 517
بإسناده إلى الخوارزمي. ورواه الطوسي في الغيبة: 147 ح 109 وعنه إثبات
الهداة: 2 / 462 ح 374، وفي البحار: 36 / 361 ح 82 عنه وعن تفسير فرات: 7
والطرائف وفي الجواهر السنية: 241 عن الطرائف. وأورده في تأويل الآيات: 1
/ 98 ح 90.
[ 314 ]
السادس والاربعمائة
ورقة الآس المكتوب عليها: افترضت محبة علي عليه السلام 576 الشيخ في
مجالسه: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن
علي بن نعيم بن سهل بن أبان النعيمي بالطائف،
وكان مجاورا بمكة، قال: حدثنا عقبة بن منهال بن بحر أبو زياد، قال: حدثنا
عبد الله بن جعفر الهاشمي، قال: حدثنا المنتجع بن مصعب بن نوبة بن ثبيتر
المزني، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام. قال:
وحدثنا عقبة من المنهال بن بحر، قال: حدثنا عبد الله بن حميد ابن البناء،
قال: حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه عليه السلام، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
جاءني جبرئيل عليه السلام من عند الله بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض:
إني افترضت محبة علي على خلقي، فبلغهم ذلك عني. (1) 577 ومن طريق
المخالفين ما رواه موفق بن أحمد في كتابه: قال: أخبرنا الامام سيد الحافظ
شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرني أبي، أخبرنا أبو
الحسن الميداني الحافظ، أخبرنا أبو محمد الخلال (2)، حدثنا محمد ابن عبد
الله بن المطلب، حدثني أبو محمد (بن) (3) الحسن بن نعيم بالطائف، حدثنا
عقبة بن المنهال أبو بحر بن زياد، حدثنا عبد الله بن حميد، حدثني موسى
(1) أمالي الشيخ: 2 / 231، وعنه البحار: 39 / 297 ح 99. (2) الحسن بن محمد
بن الحسن بن علي أبو محمد الخلال، وهو الحسن بن أبي طالب، ولد سنة: 352،
ومات سنة: 439. (تاريخ بغداد). (3) ليس في المصدر.
[ 315 ]
ابن إسماعيل بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: جاءني جبرئيل عليه السلام
من عند الله عزوجل بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض: إني افترضت محبة علي
ابن أبي طالب عليه السلام على خلقي (1) [ عامة ] (2)، فبلغهم ذلك عني. (3)
السابع والاربعمائة عدم حرق البيت النار 578 ثاقب المناقب: [ ما حدث به
عبد الله بن العلاء ] عن أبي عبد الله، عن أبيه صلوات الله عليهما قال:
كنت مع أبي علي بن الحسين عليهما السلام (5) (بقباء) (6) نعود شخصا من
الانصار، إذ أتاه آت، فقال: الحق دارك، فإنها (7) احترقت. فقال صلوات الله
عليه: [ والله ] (8) ما احترقت. [ فذهب، ولم يلبث أن عاد، وقال: والله قد
احترقت. فقال علي عليه السلام: والله ما احترقت ] (9).
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: خلقه. (2) من المصدر والبحار. (3) مناقب
الخوارزمي: 27، وعنه كشف الغمة: 1 / 99 وعنه البحار: 39 / 275 ذ ح 52. (4)
من المصدر. (5) كذا في المصدر المطبوع، وفي المصدر المخطوط والاصل هكذا:
قال: كنت عند علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، وهو مصحف قطعا. بناء على
هذا فالحديث ليس من معاجز أمير المؤمنين عليه السلام ولابد أن يؤتى به في
معاجز سيد الساجدين عليه السلام. (6) ليس في المصدر. (7) في المصدر: فقد.
(8) و (9) من المصدر.
[ 316 ]
وعاد ومعه
جماعة من أهلنا وموالينا يبكون ويقولن لابي: قد احترقت دارك، فقال أبي:
كلا (1) والله ما احترقت [ ولا كذبت ] (2) ولاكذبت، وإني لاوثق بما في يدي
منكم، لما أخبر به أعينكم.
وقام أبي صلوات الله عليه وقمت معه حتى أتينا والنار تتوقد عن أيمان
منازلنا وعن شمائلها، وكل جانب منها، ثم عدل أبي إلى المسجد فخر [ لله ]
(3) ساجدا وقال في سجوده (4): وعزتك وجلالك لا أرفع رأسي أو تطفيها. فقال:
والله ما رفع رأسه حتى خمدت النار، وصار إلى داره وقد احترق ما حولها. (5)
الثامن والاربعمائة إخباره عليه السلام بعدد من يأتي من عسكر الكوفة 579
عبد الله بن العباس: قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: علمني رسول الله
صلى الله عليه وآله ألف باب من العلم، ففتح لي من كل باب ألف باب. قال:
فبينما أنا معه عليه السلام بذي قال، وقد أرسل ولده الحسن عليه السلام إلى
الكوفة ليستفز (6) أهلها، ويستعين بهم على حرب الناكثين من أهل البصرة،
قال [ لي ] (7): يا ابن عباس.
(1) كذا في المصدر: وفي الاصل: كلا، لا. (2) و (3) من المصدر. (4) كذا في
المصدر، وفي الاصل: وأقام في سجوده وقال. (5) الثاقب في المناقب: 138 ح 2.
وأورده في مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 150 وعنه كشف الغمة: 2 / 74 مختصرا (6)
استفزه: استدعاه وأزعجه وأخرجه من داره (7) من المصدرين والبحار.
[ 317 ]
قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: فسوف يأتي ولدي الحسن من هذا الكور (1)،
ومعه عشرة آلاف فارس
وراجل، لا يزيد فارس ولا ينقص فارس. (2) قال ابن عباس: فما أطلنا (3)
الحسن عليه السلام بالجند لم يكن لي همة إلا مسألة الكاتب: عن (4) كمية
الجند، فقال [ لي ] (5): عشرة آلاف فارس وراجل [ لا ينقص واحد ولا يزيد
واحدا ] (6) قال: فعلمت أن ذلك (العلم) (7) من تلك الابواب التي علمه رسول
الله صلى الله عليه وآله. (8)
التاسع والاربعمائة تسمية الخضر عليه السلام
له يا أمير المؤمنين 580 المفيد في أمالية: قال: أخبرني أبو نصر محمد بن
الحسين، قال: حدثني أبو علي أحمد بن محمد الصولي (9)، قال: حدثنا
عبدالعزير بن يحيى الجلودي، قال: حدثنا الحسين بن حميد، قال: حدثنا مخول
بن إبراهيم، قال:
(1) في الروضة والبحار: في هذا اليوم. (2) في البحار: لا ينقص واحدا ولا
يزيد واحدا. (3) في البحار: فلم وصل. (4) في الروضة والبحار: كم. (5) من
المصدرين والبحار. (6) من البحار، وفي الروضة: لا يزيد فارس ولا ينقص
فارس. (7) ليس في المصدرين والبحار. (8) الفضائل: 102، الروضة: 5 (مخطوط)
وعنهما البحار: 41 / 328 ح 49. (9) أحمد بن محمد بن جعفر، أبو على الصولي،
بصري، صحب الجلودي عمره، وقدم بغداد سنة: 353، وسمع الناس منه، وكان ثقة
في حديثه، مسكونا إلى روايته (رجال النجاشي).
[ 318 ]
حدثنا صالح بن أبي الاسود (1)، قال: حدثنا محفوظ بن عبيدالله (2)، عن شيخ
من أهل حضرموت (3)، عن محمد بن الحنفية عليه الرحمة قال: بينا أمير
المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام يطوف بالبيت، إذا رجل متعلق بالاستار وهو
يقول: يامن لا يشغله سمع عن سمع، يامن لا يغلطه (4) السائلون، يا من لا
يبرمه (5) إلحاح الملحين، أذقني برد عفوك، وحلاوة رحمتك. فقال له أمير
المؤمنين عليه السلام: هذا دعاؤك ؟ قال له الرجل: وقد سمعته ؟ قال: نعم.
قال: فادع به في دبر كل صلاة، فوالله ما يدعو به أحد من المؤمنين في أدبار
الصلاة إلا غفر الله له ذنوبه، ولو كانت عدد نجوم السماء وقطرها، وحصى (6)
الارض وثراها. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: (إن) (7) علم ذلك عندي،
والله واسع كريم.
(1) صالح بن أبي الاسود: عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام
قائلا: صالح بن أبي الاسود الحناط الليثي، مولاهم كوفي فهو ثقه (معجم
الرجال). (2) لم نجده بهذه التسمية، وفي رجال الطوسي رحمه الله: محفوظ بن
عبد الله، فقد عده من أصحاب الصادق عليه السلام. (3) حضرموت بالفتح ثم
السكون وفتح الراء والميم اسمان مركبان: ناحية واسعة في شرقي عدن، بقرب
البحر: وحولها رمال كثيرة تعرف بالاحقاف، وقيل: هو مخلاف اليمن.
(المراصد). والمخلاف: الكورة من البلاء ومنه مخاليف اليمن. (4) أغلطه:
أوقعه في الغلط. (5) أبرمه: أمله وأضجره. وإلالحاح: الاصرار والتشديد في
السؤال. (6) في المصدر والبحار: حصباء الارض. والحصباء: الحصى وهو صغار
الحجارة، والواحدة حصبة. والثري: الندى، ورطوبة الارض. (7) ليس في البحار.
(*)
[ 319 ]
فقال له الرجل وهو الخضر عليه
السلام: صدقت والله يا أمير المؤمنين، وفوق كل ذي علم عليهم. (1) 581 ابن
شهر اشوب: قال: روى محمد بن يحيى، قال: بينما علي عليه السلام يطوف
بالكعبة، إذا رجل متعلق بالاستار وهو يقول: يامن لا يشغله سمع عن سمع،
يامن لا يغلطه السائلون، يامن لا يتبرم (2) بالحاح الملحين، أذقني برد
عفوك، وحلاوة رحمتك (3). فقل (له) (4) علي عليه السلام: يا عبد الله دعاؤك
هذا ؟ قال: وقد سمعته ؟ قال: نعم. قال فادع به في دبر كل صلاة، فوالذي نفس
الخضر بيده لو كان عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وقطرها، وحصى (5) الارض
وترابها، لغفرها (6) لك أسرع من طرفة عين. (7)
العاشر وأربعمائة أنه عليه
السلام أعلم من موسى والخضر عليهما السلام، وعلمهما عليهما السلام في علمه
عليه السلام كقطرة من البحر 582 ابن شهر اشوب: قال: في كتاب أبي الحسن
البصري: أن رجلا
(1) أمالي المفيد: 91
ح 8 وعنه البحار: 39 / 133 ح 5. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
لايبرم. (3) في المصدر: مغفرتك. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) في
المصدر: حصباء. (6) في المصدر والبحار: لغفر. (7) مناقب آل أبي طالب: 2 /
247 وعنه البحار: 39 / 132 ذ ح 4. (*)
[ 320 ]
جاء إليه، فسأله عن مسائل،
فأجابه عنها ومضى، فقال: أتعرفون هذا ؟ هذا أبو العباس الخضر، لقد خبرني
الله تعالى أنه كان مع موسى عليه السلام على البحر، فسقط عصفور وأخذ
بمنقاره قطرة من البحر، ثم جاء حتى وضعها على يد موسى، فقال: ما هذا
العصفور ؟ يقول: والله ما علمكما في علم وصي النبي الذي يأتي في آخر
الزمان إلا كما أخذت بمنقاري هذا من هذا البحر.
الحادي عشر وأربعمائة
تقبيل الخضر له عليهما السلام 583 ابن شهر اشوب: عن الاصبغ بن نباتة، قال:
كان أمير المؤمنين عليه السلام يصلي، إذ أقبل رجل عليه بردان أخضران، وله
عقيصتان سوداوان، أبيض اللحية، فلما سلم أمير المؤمنين عليه السلام من
صلاته، أكب على رأسه فقبله (1)، ثم أخذ بيده فذهبا. قال: فخرجنا نحوه
مسرعين (فسألناه عنه) (2)، فقال: هذا أخي الخضر، أكب علي، وقال لي: إنك في
مدرة الكوفة، لا يريدها جبار بسوة إلا قصمه الله، واحذر الناس، فخرجت معه
لاشيعه لانه أراد الظهر. (3)
الثاني عشر وأربعمائة تعظيم الخضر عليه
السلام، وذكره الائمة عليهم السلام 584 ابن شهر اشوب: عن عبد الله بن
الحسن بن الحسن، عن أبيه عليه السلام، عن جده، [ عن ] (4) أمير المؤمنين
عليه السلام، كان في مسجد الكوفة
(1)
كذا في المصدر، وفي الاصل: يقبل رأسه. (2) ليس في نسخة (خ)، وفي المصدر:
فسألنا عنه. (3) مناقب آل أبي طالب: 2 / 246 وعنه البحار: 39 / 130 ح 1
عنه وعن أمالي الطوسي: 1 / 50 - 51. (4) من المصدر والبحار. (*)
[ 321 ]
يوما فلما جنه الليل أقبل رجل
من باب الفيل، عليه ثياب بيض، فجاء الحراس والشرط (1) الخميس، فقال لهم
أمير المؤمنين عليه السلام: ما تريدون ؟ قالوا: رأينا هذا الرجل قد أقبل
إليك (2)، فخشينا أن يغتالك. فقال: كلا، فانصرفوا رحمكم الله أتحفظوني من
أهل الارض، فمن (ذا) (3) يحفظني من أهل السماء، ومكث الرجل عنده مليا
يسأله، فقال (له) (4): يا أمير المؤمنين لقد ألبست الخلافة بهاء وزينة
وكمالا، ولم تلبسك، ولقد افتقرت إليك امة محمد صلى الله عليه وآله، وما
افتقرت إليها، ولقد تقدمك قوم وجلسوا مجلسك فعذابهم على الله، وإنك لزاهد
في الدنيا، وعظيم في السماوات والارض، وإن لك في الآخرة لمواقف كثيرة تقر
بها عيون شيعتك، وإنك لسيد الاوصياء، وأخو (5) سيد الانبياء، ثم ذكر
الائمة الاثنى عشر وانصرف. وأقبل أمير المؤمنين عليه السلام على الحسن
والحسين عليهما السلام فقال: (هل) (6) تعرفانه ؟ قالا: ومن هذا، يا أمير
المؤمنين ؟ قال: هذا أخي الخضر عليه السلام. وفي الخبر أن خضرا وعليا
عليهما السلام [ قد ] (7) اجتمعا، فقال له علي عليه السلام: قل كلمة حكمة.
فقال: ما أحسن تواضع الاغنياء للفقراء قربة إلى الله تعالى.
(1) في المصدر والبحار: فجاء الحرس وشرطة. (2) في المصدر والبحار: إلينا. (3) و (4) ليس في المصدر والبحار. (5) في المصدر: وأخوك.
(6) ليس في المصدر والبحار. (7) من المصدر والبحار.
[ 322 ]
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: وأحسن من ذلك تيه (1) الفقراء على
الاغنياء ثقة بالله تعالى. فقال الخضر: ليكتب هذا بالذهب. (2) أمالي
المفيد النيسابوري وتاريخ بغداد، قال الفتح وشخرف (3): رأى أمير المؤمنين
عليه السلام الخضر صلوات الله عليهما في المنام، فسأله نصيحة، قال: فأراني
كفه فإذا فيها مكتوب بالخضرة: قد كنت ميتا فصرت حيا، وعن قليل تعود قد كنت
ميتا فصرت حيا * وعن قليل تعود ميتا فابن لدار البقاء بيتا * ودع لدار
الفناء بيتا (4)
(1) التيه: الصلف
والكبر. (2) مناقب آل أبي طالب: 2 / 247، وعنه البحار: 39 / 132 ذ ح 4.
(3) الفتح بن شخرف بن داود بن مزاحم، أبو نصر الكسي أحد العباد السياحين،
سكن بغداد وحدث بها عن كثيرين، مات سنة: 273 ببغداد. (تاريخ بغداد). (4)
لم نعثر على أمالي المفيد النيشابوري وما في تاريخ بغداد أيضا يختلف عما
هاهنا، ونحن نورد نصه ليتبين الامر، وهذا نصه: سمعت فتح بن شخرف يقول: كنت
بأنطاكية، وبها جبل يقال له: المطل: فنويت أن أصعد عليه ولا أنزل حتى أختم
القرآن... فنمت،... إذا أنا بشخصين، فقلت للذي يقرب مني: من أنت يا هذا ؟
فقال... قلت: فما الذي وراءك ؟ قال لي: علي بن أبي طالب، قال:... فقلت: يا
أمير المؤمنين كلمة خير شئ ؟ فقال: نعم، صدقة المؤمن بلا تكلف ولاملل.
قال: قلت: زدني يا أمير المؤمنين.
قال: تواضع الغني للفقير رجاء ثواب الله. قلت: زدني، يا أمير المؤمنين.
قال: وأحسن منه ترفع الفقير على الغني ثقة بالله. قلت: زدني،... قال فبسط
كفه، فإذا فيها مكتوب: كنت ميتا فصرت حيا * وعن قليل تعود ميتا أعيى بدار
الفناء بيت * فابن بدار البقاء بيتا
[ 323 ]
الثالث عشر وأربعمائة تزويجه بفاطمة عليهما السلام في السماء، وما في ذلك
من المعجزات للنبي والوصي صلى الله عليهما وآلهما 585 صاحب كتاب مسند
فاطمة عليها السلام: قال: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد العلوي
المحمدي النقيب (1)، قال: [ حدثنا الاصم بعسقلان ] (2) قال: حدثنا الربيع
بن سليمان (3)، قال: حدثنا الشافعي محمد ابن إدريس، عن حميد الطويل (4)،
عن أنس بن مالك، قال: ورد عبد الرحمان ابن عوف الزهري، وعثمان بن عفان إلى
النبي صلى الله عليه وآله فقال له عبد الرحمان: يا رسول الله تزوجني فاطمة
ابنتك ؟ وقد بذلت لها من الصداق مائة ناقة سوداء، زرق الاعين، محملة كلها
قباطي مصر، وعشرة آلاف دينار،
= فهذا
كما ترى الراوي إنما هو فتح بن شخرف وليس الخضر عليه السلام. وانظر تاريخ
بغداد: 12 / 386 ترجمة فتح بن شخرف. مناقب آل أبي طالب: 2 / 246 وعنه
البحار: 39 / 133 ذح 4. (1) الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن علي بن
أبي طالب عليه السلام الشريف النقيب، أبو محمد، سيد في هذه الطائفة، له
كتاب خصائص أمير المؤمنين عليه السلام من القرآن، ومات رحمه الله سنة: 430
عن 81 سنة (النجاشي، لسان الميزان).
(2) من المصدر، وهو محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان أبو العباس
الاموي مولاهم السناني المعقلي النيسابوري الاصلم، روى عن ربيع بن سليمان
المرادي، ولد سنة: 241، ومات سنة: 346 (سير اعلام النبلاء) فعلى هذا قد
وقع هنا سقطا. الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي مولاهم،
أبو محمد المصري، روى عن الشافعي كتب الامهات، وروي عنه الاصم، مات سنة:
270. (تهذيب الكمال). (4) حميد بن أبي حميد الطويل: الامام أبو عبيدة
البصري مولى طلحة الطلحات، روى عن أنس بن مالك، مات سنة: 142.
[ 324 ]
ولم يكن مع (1) رسول الله صلى الله عليه وآله أيسر من عبد الرحمان وعثمان.
وقال عثمان: بذلت لها (2) ذلك، وأنا أقدم من عبد الرحمان إسلاما. فغضب
النبي صلى الله عليه وآله من مقالتهما، ثم تناول (3) كفا من الحصى فحصب به
عبد الرحمان، وقال له: إنك تهول علي بمالك ؟ (قال:) (4) فتحول الحصى درا،
فقومت درة من تلك الدرر فإذا هي تفي بكل ما يملكه عبد الرحمان، وهبط
جبرئيل في تلك الساعة، فقال: يا أحمد، إن الله يقرئك السلام، ويقول: قم
إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فإن مثله مثل الكعبة يحج إليها ولا تحج
إلى أحد [ إن الله أمرني ] (5) أن آمر رضوان خازن الجنة أن يزين الاربع
جنان، وآمر [ شجرة ] (6) طوبى وسدرة المنتهى أن تحملا الحلي والحلل، وآمر
الحور [ العين ] (7) أن يزين وأن يقفن تحت شجرة طوبى وسدرة المنتهى، وآمر
ملكا من الملائكة يقال له: راحيل، وليس في الملائكة أفصح منه لسانا، ولا
أعذب منطقا، ولا أحسن وجها أن يحضر إلى ساق العرش، فلما حضرت الملائكة
والملك أجمعون أمرني أن أنصب منبرا من النور، وآمر راحيل (ذلك الملك) (8)
أن يرقى فخطب خطبة بليغة من خطب النكاح،
وزوج علي من فاطمة بخمس الدنيا لها ولولدها إلى يوم القيامة، وكنت أنا
وميكائيل شاهدين، وكان وليها الله تعالى، وأمر شجرة طوبى وسدرة المنتهى
(1) في المصدر: من أصحاب. (2) في المصدر: وأنا بذلك. (3) في المصدر:
فتناول. (4) ليس في المصدر. (5) (7) من المصدر. (8) ليس في المصدر.
[ 325 ]
أن ينثرن ما فيها (1) من الحلي والحلل والطيب، وأمر الحور أن يلقطن ذلك
وأن يفتخرن به إلى يوم القيامة وقد أمرك الله أن تزوجه بفاطمة عليها
السلام في الارض، وأن تقول لعثمان (بن عفان) (2): أما (3) سمعت قولي في
القرآن: * (بسم الله الرحمن الرحيم) * (4) * (مرج البحرين يلتقيان بينهما
برزخ لا يبغيان) * (5) (وما سمعت في كتابي) (6) [ وقولي فيه ] (7): * (وهو
الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا) * (8)، فلما سمع النبي صلى الله
عليه وآله كلام جبرئيل وجه خلف عمار بن ياسر وسلمان بن العباس، ثم احضرهم
(9)، ثم قال (10) لعلي عليه السلام: إن الله (قد) (11) أمرني أن ازوجك
(فاطمة) (12). فقال: يا رسول الله، إني لا أملك إلا سيفي وفرسي ودرعي.
فقال له النبي صلى الله عليه وآله: اذهب فبع الدرع. (قال:) (13) خرج علي
عليه السلام فنادى على درعه فبلغت (14) أربعمائة درهم ودينار. (قال:) (15)
واشتراه دحية بن خليفة الكلبي، [ وكان حسن الوجه ] (16)
(1) في المصدر: أن تنثرا ما فيهما.
(2) (4) ليس في المصدر. (5) الرحمن: 19. (6) ليس في المصدر. (7) من
المصدر. (8) الفرقان: 25. (9) في المصدر: فأحضرهم. (10) في المصدر: وقال.
(11) (13) ليس في المصدر. (14) كذا في المصدر، وفي لاصل: فجاءت. (15) ليس
في المصدر. (16) من المصدر.
[ 326 ]
ولم يكن مع رسول الله أحسن وجها منه. (قال:) (1) لما أخذ علي عليه السلام
الثمن وتسلم دحية الدرع عطف دحية إلى (2) علي، فقال: أسألك يا أبا الحسن
أن تقبل [ مني ] (3) هذه الدرع هدية، ولا تخالفني (في ذلك) (4) فأخذها منه
(5). (قال) (6): فحمل الدرع والدراهم وجاء بهما (7) إلى النبي صلى الله
عليه وآله فطرحهما (8) بين يديه، فقال (له) (9): يا رسول الله (إني) (10)
بعت الدرع بأربعمائة درهم ودينار، وقد اشتراه دحية الكلبي وقد أقسم علي
(11) أن أقبل الدرع هدية، وأي شئ تأمر (12) أقبله [ منه ] (13) أم لا ؟
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: ليس هو دحية، لكنه جبرئيل عليه
السلام، وإن الدراهم من عند الله لتكون شرفا وفخرا لابنتي [ فاطمة ] (14)،
وزوجه
(النبي صلى الله عليه وآله) (15) بها، ودخل بعد ثلاث.
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: على. (3) من المصدر. (4) ليس في
المصدر. (5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) كذا في المصدر: وفي الاصل،
بها. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: ونحن جلوس. (9) و (10) ليس في المصدر.
(11) في المصدر: وسألني. (12) في المصدر: فما تأمرني. (13) و (14) من
المصدر. (15) ليس في المصدر.
[ 327 ]
قال:
وخرج علينا علي عليه السلام ونحن في المسجد إذ هبط الامين جبرئيل عليه
السلام (وقد هبط) (1) باترجة من الجنة، فقال: يا رسول الله، إن الله يأمرك
أن تدفع هذه الاترجة إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فدفعها النبي صلى
الله عليه وآله إلى علي، فلما حصلت في كفه انقسمت قسمين، مكتوب على قسم:
لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين، وعلى القسم الآخر:
هدية (2) من الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب عليه السلام. (3) 586 قال
الشريف: حدثنا موسى بن عبد الله الحسني (4)، عن وهب ابن وهب، عن جعفر بن
محمد، عن أبيه، عن جده، (عن) (5) علي بن أبي طالب
عليه السلام، (أنه) (6) قال: هممت بتزويج فاطمة حينا ولم أجسر (على) (7)
أن أذكره [ ذلك ] (8) للنبي صلى الله عليه وآله وكان ذلك يختلج في صدري
ليلا ونهارا حتى دخلت يوما على رسول الله صلى الله عليه وآله.، فقال: يا
علي. فقلت: لبيك يا رسول الله. فقال: هل لك في التزويج ؟ فقلت: الله
ورسوله أعلم، فظننت أنه يريد أن يزوجني ببعض نساء قريش وقلبي خائف من فوت
فاطمة، ففارقته على هذا فوالله ما شعرت
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: مكتوب. (3) دلائل
الامامة: 12 - 13. ويأتي ذيله في معجزة: 456. (4) في المصدر: الجشمي، ولم
نعثر على ترجمة له. (5) (7) ليس في المصدر. (8) من المصدر.
[ 328 ]
(بشئ) (1) حتى أتاني (رسول) (2) رسول الله صلى الله عليه وآله فقال (لي)
(3): أجب (النبي) (4) يا علي وأسرع. (قال:) (5) فأسرعت المضي إليه، فلما
دخلت نظرت إليه، فما رأيته (6) أشد فرحا من ذلك اليوم، وهو في حجرة ام
سلمة، (فلما) (7) أبصرني تهلل وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه لها بريق،
وقال: (هلم) (8) يا علي، فإن الله قد كفاني ما أهمني فيك من أمر تزويجك.
فقلت: وكيف ذلك، يا رسول الله ؟
قال: أتاني جبرئيل ومعه [ من ] (9) قرنفل الجنة وسنبلها قطعتان، فناولنيها
فأختدتهما فشممتهما فسطح (منهما) (10) رائحة المسك، ثم أخذهما مني، فقلت:
يا جبرئيل ما شأنهما (11) ؟ فقال: إن الله أمر سكان الجنة (من الملائكة
ومن فيها) (12) أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها وقصورها (13) وأنهارها
وأشجارها (وثمارها) (14) وأمر ريح الجنة التي يقال لها المثيرة فهبت في
الجنة بأنواع العطر والطيب، وأمر الحور العين بقراءة
(1) (3) ليس في المصدر. (4) ليس في نسخة (خ). (5) ليس في المصدر. (6) كذا
في المصدر، وما في الاصل: فلما رأيته وما رأيته، مصحف. (7) و (8) ليس في
المصدر. (9) من المصدر. (10) ليس في المصدر. (11) كذا في المصدر، وفي
الاصل: يا رسول الله. السنبل والقرنفيل، وهو مصحف. (12) ليس في المصدر
ونسخة (خ). (13) في المصدر: بمفارشها ونضودها. (14) ليس في المصدر.
[ 329 ]
سورتي (1) طه ويس (وطواسين وحمعسق) (2)، فرفعن أصواتهن بهما، ثم نادى مناد
من تحت العرش: ألا إن اليوم يوم وليمة فاطمة بنت محمد، وعلي ابن أبي طالب
عليه السلام رضا مني بهما، ثم بعث الله تعالى سحابة بيضاء، فمطرت على أهل
الجنة من لؤلؤها وزبر جدها وياقوتها، (وقامت الملائكة نثرت من سنبل الجنة
وقرنفلها، هذا مما نثرت الملائكة) (3) وأمر خدام الجنان أن يلتقطوها،
وأمر (ملكا من الملائكة يقال له:) (4) راحيل (وليس في الملائكة أبلغ منه،
فقال: اخطب يا راحيل) (5)، [ فخطب ] (6) بخطبة لم يسمع أهل السماء بمثلها،
(ولا أهل الارض) (7). ثم نادى (مناد) (8): يا ملائكتي وسكان سماواتي (9)،
باركوا على نكاح فاطمة بنت محمد وعلي بن أبي طالب عليه السلام، (فقد باركت
عليهما، ألا) (10) فاني زوجت أحب الناس [ من أحب الرجال إلي ] (11) بعد
محمد صلى الله عليه وآله. ثم قال: صلى الله عليه وآله: يا علي، أبشر أبشر
فإني (قد) (12) زوجتك بابنتي
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: حور عينها بالقراءة فيها سورة. (2) ليس في
المصدر ونسخة (خ). (3) ما بين القوسين ليس في المصدر ونسخة (خ). (4) ليس
في المصدر. (5) ليس في المصدر ونسخة (خ). (6) من المصدر. (7) ليس في
المصدر ونسخة (خ). (8) ليس في المصدر. (9) في المصدر: جنتي. (10) ليس في
المصدر ونسخة (خ). (11) من المصدر. (12) ليس في المصدر.
[ 330 ]
فاطمة عليها السلام على ما زوجك الرحمن من فوق عرشه، فقد رضيت لك ولها ما
رضى الله لكما، فدونك أهلك وكفى يا علي برضاي رضى فيك (يا علي) (1)،
فقال [ علي عليه السلام ] (2): يارسول الله، أو بلغ من شأني أن اذكر في
أهل الجنة ؟ ويزوجني الله تعالى في ملائكته ؟ فقال صلى الله عليه وآله: يا
علي، إن الله إذا أحب عبدا أكرمه بما لاعين رأت، ولا اذن سمعت، ولا خطر
على قلب بشر. فقال علي عليه السلام: يا رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي
أنعمت علي. فقال النبي: آمين (آمين) (3). وقال علي: لما رأيت رسول الله
خاطبا ابنته فاطمة، قال: وما عندك تنقدني. قلت له: ليس عندي إلا بعيري
وفرسي ودرعي. فقال: أما فرسك فلابد لك منها تقاتل عليه، وأما بعيرك فحامل
أهلك، وأما درعك فقد زوجك الله بها (4). قال (على) (5): فخرجت من عنده
والدرع على عاتقي الايسر، فغدوت إلى سوق الليل، فبعتها بأربعمائة درهم سود
هجرية، ثم أتيت بها إلى النبي صلى الله عليه وآله فصببتها بين يديه،
فوالله ما سألني عن عددها، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله سري الكف،
فدعا بلال وملا قبضته، فقال: يا بلال ابتع بها
(1) ليس في المصدر. (2) من الصمدر. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: زوجتك. (5) ليس في المصدر.
[ 331 ]
طيبا لابنتي فاطمة، ثم دعا ام سلمة فقال [ لها ] (1): يا ام سلمة، ابتاعي
لابنتي فراشا من حلس معز (2) واحشيه ليفا، واتخذي لها مدرعة وعباءة
قطوانية، ولا تتخذي أكثر من ذلك فتكون (3) من المسرفين، وصبرت أياما ما
أذكر [ فيها شيئا ] (4) لرسول الله صلى الله عليه وآله (شيئا) (5) من أمر
ابنته حتى دخلت على ام سلمة، فقالت لي: (يا علي) (6)، لم لا تقول لرسول
الله يدخلك على أهلك ؟ (قال:) (7) قلت: أستحي منه أن أذكر له شيئا من هذا.
فقالت ام سلمة: ادخل عليه فإنه سيعلم ما في نفسك. قال علي: فدخلت عليه، ثم
خرجت، ثم دخلت، [ ثم خرجت ] (8)، فقال (رسول الله صلى الله عليه وآله)
(9): أحسبك أنك تشتهي الدخول على أهلك ؟ (قال:) (10) قلت: نعم، فداك أبي
وامي، يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وآله: غدا إن شاء الله تعالى.
(11) 587 خبر الخطبة: عنه، قال: حدثني أبو الحسن محمد بن هارون [ ابن موسى
] (12) التلعكبري، قال: حدثني أبي رضي الله عنه، قال: أخبرني أبو الحسن
(1) من المصدر. (2) في المصدر: مصر. والحلس والحلس: ما يبسط في البيت على
الارض تحت حرالثياب. (3) في المصدر: فيكونا. (4) من المصدر. (5) و (7) ليس
في المصدر. (8) من المصدر. (9) و (10) ليس في المصدر. (11) دلائل الامامة:
13 - 15. (12) من المصدر. (*)
[ 332 ]
أحمد بن محمد بن أبي الغريب
الضبي (1)، قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي، قال: حدثنا شعيب
بن واقد، عن الليث (2)، عن جعفر بن محمد عليه السلام، عن أبيه، عن جده، عن
جابر، قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يزوج فاطمة عليا
عليه السلام قال له: اخرج يا أبا الحسن إلى المسجد، فإني خارج في أثرك،
ومزوجك بحضرة الناس، وذاكر من فضلك ما تقربه عينك. قال علي: فخرجت من عند
رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا لا أعقل (3) فرحا وسرورا، فاستقبلني
أبو بكر وعمر، قالا: ما وراءك، يا أبا الحسن ؟ فقلت: يزوجني [ رسول الله ]
(4) فاطمة، وأخبرني أن الله (قد) (5) زوجنيها، وهذا رسول الله خارج في
أثري ليذكر بحضرة الناس، ففرحا وسرا، فدخلا معي المسجد. (قال علي:) (6)
فوالله ما توسطناه حتى لحق بنا رسول الله، وإن وجهه ليتهلل فرحا وسرورا،
فقال صلى الله عليه وآله أين بلال ؟ فأجاب (7): لبيك وسعديك (يا رسول
الله) (8)، ثم قال: أين المقداد ؟ فأجاب: لبيك يا رسول الله.
(1) أحمد بن محمد بن أبي الغريب الضبي أبو الحسن نزيل بغداد، روى عنه
التلعكبري، وله منه إجازة لجميع ما رواه محمد بن زكريا الغلابي. (2)
الظاهر أنه الليث البختري. (3) في المصدر: ممتلئ. (4) من المصدر (5) و (6)
ليس في المصدر. (7) في المصدر: فقال.
(8) ليس في المصدر.
[ 333 ]
ثم قال (1):
أين أبو ذر ؟ فأجاب: لبيك يا رسول الله. فلما مثلوا بين يديه، قال:
انطلقوا بأجمعكم فقوموا في (2) جنبات المدينة، وأجمعوا المهاجرين والانصار
والمسلمين فانطلقوا لامر رسول الله صلى الله عليه وآله [ فأقبل رسول الله
صلى الله عليه وآله ] (3) فجلس على أعلى درجة من منبره. فلما حشد (4)
المسجد بأهله، قام رسول الله صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثنى عليه،
فقال: الحمدلله الذي رفع السماء فبناها، وبسط الارض فدحاها، فأثبتها
بالجبال فأرساها، (أخرج منها ماءها ومرعاها، الذي تعاظم عن صفات الواصفين)
(5)، وتجلل عن تحبير لغات الناطقين، وجعل الجنة ثواب المتقين، والنار عقاب
الظالمين، وجعلني نقمة للكافرين، ورحمة (ورأفة) (6) للمؤمنين، عباد الله
إنكم في دار أمل عدو أجل وصحة وعلل، دار زوال وتقلب أحوال (7) جعلت سببا
للارتحال، فرحم الله امرء قصر من أمله، وجد في عمله، وأنفق الفضل من ماله،
وأمسك الفضل من قوته [ فقدمه ] (8) ليوم فاقته، يوم تحشر فيه الاموات،
وتخشع له (9) الاصوات، وتنكر (10) الاولاد والامهات، * (وترى الناس سكارى
(1) في المصدر: فقال، وليس في المصدر: أبو ذر، إنما فيه بدل ذلك: سلمان،
وذكرهما في البحار معا. (2) في المصدر: (إلى) بدل (فقوموا في). (3) من
المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: حسن. (5) و (6)
ليس في المصدر. (7) في المصدر: ومتقبلة الحال.
(8) من المصدر، وفي البحار: قدم. (9) في المصدر: فيه. (10) كذا في المصدر،
وفي الاصل والبحار: تذكر، وهو غير مناسب.
[ 334 ]
وماهم بسكارى) * (1) * (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو
الحق المبين) * (2) * (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من
سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) * (3) * (من يعمل مثقال ذرة خيرا
يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) * (4) يوم (5) يبطل فيه الانساب (ويقطع
فيه الاسباب) (6) ويشتد فيه على المجرمين الحساب، ويدفعون إلى العذاب *
(فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع
الغرور) * (7). أيها الناس، إنما الانبياء حجج اله في أرضه، الناطقون
بكتابه، العاملون بوحيه، وإن الله عزوجل أمرني أن ازوج كريمتي فاطمة بأخي
وابن عمي وأولى الناس بي علي بن أبي طالب عليه السلام، وأن الله (8) قد
زوجه [ بها ] (9) في السماء بشهادة الملائكة، وأمرني أن ازوجه [ في الارض
] (10) واشهدكم على ذلك، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال
(11): (قم) (12) يا علي، فاخطب لنفسك.
(1) الحج: 2. (2) النور: 25. (3) آل عمران: 30. (4) الزلزلة: 7. (5) في
البحار: ليوم.
(6) ليس في نسخة (خ). (7) آل عمران: 185. (8) في المصدر: والله عزوجل، وفي
البحار: وأن قد. (9) و (10) من المصدر. (11) في المصدر: ثم جلس وقال. (12)
ليس في نسخة (خ).
[ 335 ]
قال: يا رسول الله، أخطب (1) وأنت حاضر ! ؟ قال: اخطب، هكذا أمرني ربي أن
آمرك أن تخطب لنفسك، ولولا أن الخطيب في الجنان داود لكنت أنت يا علي. ثم
قال (النبي صلى الله عليه وآله) (2): أيها الناس، اسمعوا قول نبيكم إن
الله بعث أربعة آلاف نبي (3)، ولكل نبي وصي، وأنا خير الانبياء، ووصيي خير
الاوصياء، ثم أمسك رسول الله صلى الله عليه وآله وابتدأ علي عليه السلام
فقال: الحمد لله الذي ألهم بفواتح (4) علمه الناطقين، وأنا بثواقب عظمته
قلوب المتقين، وأوضح بدلائل أحكامه طرق الفاصلين (5)، وأبهج بابن عمي
المصطفى العالمين، وعلت دعوته دواعي الملحدين، واستظهرت كلمته على بواطل
المبطلين، وجعله خاتم النبيين وسيد المرسلين، فبلغ رسالة ربه، وصدع بأمره،
فبلغ عن آياته، والحمد لله الذي خلق العباد بقدرته، وأعزهم بدينه، وأكرمهم
بنبيه محمد صلى الله عليه وآله ورحم وأكرم وشرف عظم، والحمد لله على
نعمائه وأياديه، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه (6)، وصلى
الله على محمد صلاة تريحه وتحيطه (7) و [ بعد فإن ] (8)
(1) في المصدر: فقال علي عليه السلام: أأخطب، يا رسول الله ؟ (2) في
المصدر: أمرني جبرئيل.
(3) هذا خلاف ما عقدت الامة الاسلامية بأن عدد الانبياء عليهم السلام كان
مائة وأربعة وعشرون ألفا، ويقال: إنهم كانوا أربعمائة ألف، فلعله صلى الله
عليه وآله أراد هذا المقدار بعد مائة وعشرين ألفا. (4) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: بجوانح. (5) في المصدر: السالكين، وفي نسخة (خ):
القاسطين. (6) في المصدر: شهادة إخلاص ترضيه. (7) في المصدر: واصلي على
نبيه محمد صلاة تزلفه وتحضيه. (8) من المصدر.
[ 336 ]
والنكاح مما أمر الله به وأذن فيه [ ومجلسنا ] (1) هذا مما قضاه ورضيه،
وهذا محمد ابن عبد الله [ رسول الله ] (2) زوجني ابنته فاطمة على صداق
أربعمائة ردهم ودينار، قد رضيت بذلك فاسألوه وأشهدوا. فقال المسلمون:
زوجته، يا رسول الله ؟ قال: نعم. قال المسلمون: بارك الله لهما وعليهما،
وجمع شملهما. (3) 588 حديث المهر: عنه، قال: حدثني أبو الحسين محمد ابن
هارون بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن سعد التلعكبري، قال: أخبرني أبي،
قال: حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي، قال: حدثني [ محمد بن
زكريا بن دينار الغلابي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، قال: حدثنا ]
(4) الحسن بن عمارة، عن المنهال بن عمرو، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ضجت الملائكة إلى الله تعالى، فقالوا: إلهنا وسيدنا
أعلمنا مامهرها لتعلم وتبين (5) أنها أكرم الخلق عليك.
فأوحى [ الله ] (6) إليهم: [ يا ] (7) ملائكتي وسكان سماواتي، اشهدكم أن
مهر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله نصف الدنيا. (8)
(1) و (2) من المصدر. (3) دلائل الامامة: 15 - 17 وعنه البحار: 103 / 269
ح 21. وأخرج في العوالم: 11 / 167 - 179 والبحار: 43 / 124 ح 32 عن كشف
الغمة: 1 / 353 نقلا من مناقب الخوارزمي: 247 حديثا مفصلا في تزويجها له
عليهما السلام. (4) من المصدر. (5) في المصدر: مهر فاطمة لنعلم ونتبين.
(6) و (7) من الصمدر. (8) دلائل الامامة: 18.
[ 337 ]
589 وعنه: قال: حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال حدثنا أبو العباس
غياث الديلمي، عن الحسن بن محمد بن يحيى الفارسي، عن زيد الهروي، عن الحسن
بن مسكان، عن نجبه، عن جابر الجعفي، قال: قال سيدي محمد بن علي عليه
السلام في قوله تعالي * (وإذ استسقى موسى لقومه إلى قوله مفسدين) * (1).
(فقال عليه السلام:) (2) إن قوم موسى شكوا إلى ربهم الحر والعطش، فاستسقى
موسى الماء وشكي إلى ربه تعالى مثل ذلك، وقد شكوا المؤمنون (3) إلى جدي
رسول الله، فقالوا: يا رسول الله، عرفنا من الائمة بعدك ؟ فما مضى نبي إلا
وله أوصياء وأئمة بعده، وقد علمنا أن عليا عليه السلام وصيك فمن الائمة
(من) (4) بعده ؟ فأوحى الله إليه: إني قد زوجت عليا بفاطمة في سمائي تحت
ظل عرشي، وجعلت جبرئيل خطيبها، وميكائيل وليها، وإسرافيل القابل عن علي،
وأمرت
شجرة طوبى فنثرت عليهم اللؤلؤ الرطب والدر والياقوت والزبرجد الاحمر
والاخضر والاصفر والمناسير المخطوطة بالنور (5)، فيها أمان للملائكة مدخور
إلى يوم القيامة، وجعل نحلتها من علي خمس الدنيا، وثلثي الجنة (وجعل
نحلتها) (6) في الارض أربعة أنهار، الفرات والنيل ونهر دجلة ونهر بلخ
فزوجها (أنت) (7) يا محمد بخمسمائة درهم تكون سنة لامتك، فإنك إذا (8)
زوجت عليا من فاطمة
(1) البقرة: 60. (2) ليس في المصدر. (3) كذا في المصدر والبحار والعوالم،
وفي الاصل: المرجفون. (4) ليس في المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل:
مناشير المناشير مخطوطه كالنور. (6) و (7) ليس في المصدر. (8) كذا في
المصدر، وفي الاصل: فإذا أنا، وهو مصحف.
[ 338 ]
جرى منهما أحد عشر إماما من صلب علي، سيد كل امة إمامهم في زمنه ويعلمون
كما علم قوم موسى مشربهم، وكان بين تزويج أمير المؤمنين عليه السلام
بفاطمة عليها السلام في السماء إلى تزويجها في الارض أربعين يوما. (1) 590
حديث محمود الملك: عنه، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله (2)، قال:
حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى القمي، قال: حدثني جعفر بن
مسرور، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى ابن محمد، عن أحمد بن
محمد البزنطي، عن علي بن جعفر، قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما
السلام يقول: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس إذ دخل عليه ملك له
أربعة وعشرون وجها، فقال له رسول الله - صلى الله
عليه وآله: حبيبي جبرئيل لم أرك مثل هذه (3) الصورة. فقال الملك: لست
بجبرئيل، أنا محمود، بعثني الله أن ازوج النور من النور. قال: من ممن ؟
فقال: فاطمة من علي. قال: فلما ولى الملك وإذا بين كتفيه مكتوب: محمد رسول
الله، وعلي وصيه. فقال [ له ] (4) رسول الله: منذكم كتب هذا بين كتفيك ؟
(1) دلائل الامامة: 18. وأخرجه في البحار: 36 / 265 ح 86، وإثبات الهداة:
1 / 669 ح 891، والعوالم: 15 جزء 3 / 232 ح 222 عن مناقب ابن شهر اشوب: 1
/ 282 مختصرا. (2) علي بن هبة الله بن عثمان بن أحمد بن إبراهيم بن
الرائقة الموصلي، أبو الحسن: كبير، حافظ، ورع، ثقة، وله تصانيف منها:
(المتمسك بحبل آل الرسول)، (الانوار في تاريخ الائمة الابرار). (منتجب
الدين). (3) في المصدر: (بهذا) بدل (مثل هذه). (4) من المصدر.
[ 339 ]
فقال: من قبل أن يخلق الله تعالى آدم بمائتين وعشرين آلف عام. (1) 591
حديث نثار فاطمة عليها السلام: عنه، قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون
بن موسى التلعكبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن
جعفر الصولي، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، قال: حدثنا ابو القاسم
التستري، قال: حدثنا أبو الصلت عبد السلام (2) بن صالح، عن علي ابن موسى
بن جعفر بن محمد [ بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام ]، قال: حدثني
أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، قال: لما زوج النبي عليا
بفاطمة قال لي: أبشر فإن الله قد كفاني ما أهمني من أمر تزويجك. (قال:)
(3) قلت: وما ذاك ؟ قال: أتاني جبرئيل بسنبلة من سنابل الجنة، وقرنفلة من
قرنفلها، فأخذتهما شممتهما، وقلت: يا جبرئيل ما سببهما (4) ؟ فقال: إن
الله أمر ملائكة الجنة وسكانها أن يزينوا الجنة وأشجارها (5) وأنهارها
وقصورها ودورها وبيوتها ومنازلها وغرفها، وأمر الحور العين
(1) دلائل الامامة: 19. ورواه في معاني الاخبار: 103 ح 1، والخصال: 640 ح
17، وأمالي الصدوق: 474 ح 19، ومناقب آل أبي طالب: 3 / 126 وعنها البحار:
43 / 111 ح 23 - 24، والعوالم: 11 / 195 - 196 ح 37 و 38. وأخرجه في إثبات
الهداة: 2 / 14 ح 57 عن الكافي: 1 / 460 ح 8. وأورده في روضة الواعظين:
146. (2) من المصدر، وما بعده هكذا فيه: عن آبائه، عن علي، قال: لما زوجني
النبي صلى الله عليه وآله بفاطمة. (3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: ما
شأنهما ؟ (5) في المصدر: بأشجارها.
[ 340 ]
[ أن ] (1) يقرأن حمعسق ويس، ثم نادي (2) مناد: (أشهدوا أجمعين) (3) إن
الله يقول: إني قد زوجت [ فاطمة ] (4) بنت محمد صلى الله عليه وآله من علي
ابن أبي طالب: ثم بعث الله سحابة فأمطرت عليهم الدر والياقوت واللؤلؤ
والجوهر، ونثرت السنبل والقرنفل، فهذا مما نثرت (5) على الملائكة. (6) 592
حديث وليمة فاطمة عليها السلام: عنه، قال: حدثني أبو الحسين محمد بن هارون
بن موسى، (قال: حدثنا أبي،) (7) قال: حدثنا أحمد بن محمد
ابن سعيد، قال: حدثني يحيى بن زكرياء بن شيبان (8)، قال: حدثنا محمد ابن
سنان، عن جعفر بن قرظ (9)، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام، قال
لما زوج رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة بعلي عليهما السلام قال (حين
عقد العقد) (10): من حضر نكاح علي فليحضر (إلى) (11) طعامه. (قال:) (12)
فضحك المنافقون، وقالوا: [ إن الذين حضروا العقد حشر من الناس و ] (13) إن
محمد قد صنع (14) طعاما ما يكفي عشرة اناس (وحشر الناس.
(1) من المصدر. (2) في المصدر: ونادى. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر.
(5) في المصدر: نثر. (6) دلائل الامامة: 20. وأخرج صدره في مستدرك
الوسائل: 14 / 199 ح 5 عن المدينة. (7) ليس في المصدر. (8) يحيى بن زكريا
بن شيبان أبو عبد الله، الكندي، العلاف، الشيخ، الثقة، الصدوق، لا يطعن
عليه. (النجاشي). (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: محمد بن جعفر. (10) (12)
ليس في المصدر. (13) من المصدر. (14) في المصدر: سيضع.
[ 341 ]
اليوم) (1) يفتضح محمد (2)، وبلغ ذلك إليه، فدعا بعميه حمزة والعباس،
فأقامهما على باب داره، وقال [ لهما ] (3): أدخلا الناس عشرة عشرة، وأقبل
على علي
وعقيل فوزرهما (4) ببردين يمانيين، وقال [ لهما ] (5): انقلا إلى أهل
التوحيد الماء، واعلم يا علي أن خدمتك للمسلمين أفضل من كرامتك (لهم) (6).
قال: وجعل الناس يردون عشرة عشرة، فيأكلون ويصدرون حتى أكل [ الناس ] (7)
من طعام (أملاك علي من الناس) (8) ثلاثة أيام والنبي صلى الله عليه وآله
يجمع بين الصلاتين [ في ] (9) الظهر والعصر [ وفي المغرب ] (10) والعشاء
الآخرة، (وجعل الناس يصدرون ولا يردون) (11)، [ ثم دعا النبي بعمه العباس،
فقال له: يا عم، مالي أرى الناس يصدرون ولا يعودون ] (12) ؟ قال العباس:
يابن أخي، ما (13) في المدينة مؤمن إلا وقد أكل من طعامك حتى أن جماعة ما
المشركين دخلوا في عداد المؤمنين، فأحببنا أن لا نمنعهم ليروا ما أعطاك
الله من المنزلة العظيمة والدرجة الرفيعة.
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: فسيفتضع محمد صلى الله عليه وآله
اليوم. (3) من المصدر. (4) في المصدر: فآزرهما. (5) من المصدر. (6) ليس في
المصدر، وفيه كرامتكم. (7) من المصدر، وفيه: من طعامه. (8) ليس في المصدر.
(9) و (10) من المصدر. (11) ليس في المصدر. (12) من المصدر. (13) في
المصدر: لم يبق. (*)
[ 342 ]
فقال النبي [ له ] (1): (يا عم)
(2)، أتعرف عدد القوم ؟ قال: لاعلم لي. قال: ولكن إن أردت أو (3) أحببت أن
تعرف عددهم فعليك بعمك حمزة. فنادي النبي: أين عمي حمزة ؟ فأقبل يسعى وهو
(4) يجر سيفه على الصفا، وكان لا يفارقه سيفه شفقة على دين الله، فلما دخل
على النبي فرآه ضاحكا (5)، فقال له (النبي) (6): مالي أرى الناس يصدرون
ولا يردون ؟ (7) قال: لكرامتك على ربك، [ لقد ] (8) أطعم الناس من طعامك
حتى ما تخلف [ عنه ] (9) موحد ولا ملحد. فقال: كم طعم منهم، هل تعرف عددهم
؟ قال: والله ما [ شذ ] (10) علي رجل واحد، لقد (11) أكل من طعامك في
أيامك تلك (12) ثلاثة آلاف (وعشرة) (13) من المسلمين [ وثلاثمائة رجل من
المنافقين ] (14)،
(1) من المصدر. (2)
ليس في المصدر. (3) في المصدر: فقال: لا أعلم ولكن إذا. (4) في المصدر:
فعليك بعمك حمزة، فدعا حمزة فجاء وهو. (5) في المصدر: ولما دخل رأى النبي
ضاحكا. (6) ليس في المصدر. (7) في المصدر: ولا يعودون. (8) (10) من
المصدر. (11) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلا.
(12) في المصدر: الثلاثة بعدتها. (13) ليس في المصدر. (14) من المصدر.
[ 343 ]
فضحك النبي حتى بدت نواجذه، ثم دعا بصحاف وجعل يغرف فيها ويبعث به مع عبد
الله بن الزبير و عبد الله بن عقبة إلى بيوت الارامل والضعفاء من المساكين
والمسلمين والمسلمات والمعاهدين والمعاهدات حتى لم يبق يومئذ بالمدينة دار
ولا منزل إلا دخل إليه من طعام النبي صلى الله عليه وآله. ثم نادى (1): هل
فيكم رجل يعرف المنافقين ؟ فأمسك الناس، فنادى الثانية فلم يجبه أحدى،
فنادى حذيفة بن اليماني، قال حذيفة: وكنت فيهم من علة وكانت الهراوة بيدي،
كنت أميل ضعفا، فلما نادى باسمي لم أجد أبدا أن ناديت: لبيك يا رسول الله
جعلت أدب، فلما وقفت بين يديه قال: يا حذيفة هل تعرف المنافقين (2) ؟ قال
حذيفة: ما المسؤول أعلم بهم من السائل. قال: يا حذيفة ادن مني، فدنا حذيفة
من النبي صلى الله عليه وآله فقال النبي: استقبل القبلة بوجهك. قال حذيفة:
فاستقبلت القبلة بوجهي، فوضع النبي يمينه بين كتفي، فلم يستتم وضع يمينه
بين كتفي حتى وجدت برد أنامل النبي صلى الله عليه وآله في صدري، وعرفت
المنافقين بأسمائهم وأسماء آبائهم وامهاتهم، وذهبت العلة من جمسي ورميت
بالهراوة من يدي، وأقبل علي النبي، فقال: انطلق حتى
(1) في المصدر: قال. (2) في المصدر: فأمسك الناس فقال: أين حذيفة بن
اليمان ؟
قال حذيفة: وكنت في ضعف من علة بي وبيدي هراوة أبوكأ عليها، فلما سمعت
النبي يسأل عني لم أملك نفسي أن قلت: لبيك، يا رسول الله. فقال لي: هل
تعرف المنافقين ؟ فقلت:... والاختلاف بين المصدر والاصل كثير لا يمكننا
إيراد الاختلافات كلها فرأينا أن ننصرف من إيرادها ونوكل القارئين الكرام
بالرجوع إلى المصدر.
[ 344 ]
تأتيني بالمنافقين رجلا رجلا. قال حذيفة: لم أزل اخرجهم من أوطانهم،
فجمعتهم في منزل النبي صلى الله عليه وآله وحول منزله حتى جمعت مائة رجل
واثنين وسبعين رجلا، ليس فيهم رجل يؤمن بالله ولا يقر بنبوة رسوله. قال:
فأقبل النبي على علي عليه السلام وقال: احمل الصحفة إلى القوم. قال علي:
فأتيت لاحمل الصحفة فلم أقدر عليها، فاستعنت بأخي جعفر (1) وبأخي عقيل
عليهما السلام فلم نقدر عليها، فلم يزل يتكامل حول الجفنة إلى أن صرنا
أربعين رجلا فلم نقدر عليها، والنبي صلى الله عليه وآله قائم على باب
الحجرة ينظر إلينا ويتبسم، فلما أن علم أن لا طاقة لنا بها قال: تباعدوا
عنها، فتباعد الناس وطرح النبي صلى الله عليه وآله ذيله على عاتقه وجعل
كفه تحت الصحفة، وشالها إلى منكبه وجعل يمر بها كما يقلع صخار ينحدر من
صبيب، فوضع الصحفة بين يدي المنافقين وكشف الغطاء عنها، فازدحموا يأكلون
حتى تضلعوا شبعا والصحفة على حالها لم ينقص منها ولا خردلة واحدة ببركة
رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما نظر المنافقون إلى ذلك قال بعضهم لبعض
وأقبل الاصاغر على الاكابر وقالوا: لاجزيتم عنا خيرا أنتم صددتمونا عن
الهدى بعد إذ جائنا ما تصدون عن دين محمد صلى الله عليه وآله ولا بيان
أوثق مما رأيناه ولا شرح أوضح
مما سمعنا، وأنكر الاكابر على الاصاغر، فقالوا لهم: لا تعجبوا من هذا على
الاصاغر قليل من سحر محمد. فلما بلغ النبي صلى الله عليه وآله مقالتهم حزن
حزنا شديدا، ثم أقبل عليهم فقالوا: كلوا لا أشبع الله بطونكم، فكان الرجل
منهم يلقهم اللقمة من الصحفة
(1) المشهور أن جعفر عليه السلام إنما جاء إلى المدينة من الحبشة بعد فتح خيبر ولم يكن آنئذ في المدينة حاضرا.
[ 345 ]
ويهوي بها إلى فيه فيلوكها لوكا شديدا يمينا وشمالا حتى إذا هم أن يبلعها
خرجت اللقمة من فيه كأنها حجر، فلما طال ذلك عليهم ضجوا بالبكاء والنحيب
وقالوا: يا محمد. قال النبي: يا محمد. قالوا: يا أبا القاسم. قال النبي:
يا أبا القاسم. قالوا: يا رسول الله. قال: وكان إذا نودي بالنبوة أجاب
التلبية، فقال النبي: ما الذي تريدون ؟ قالوا: يا محمد، التوبة التوبة، ما
نعود يا محمد في نفاقنا أبدا. فقام النبي قائما على قدميه، ورفع يديه إلى
السماء وقال: اللهم إن كانوا صادقين فتب عليهم وإلا فأرني فيهم آية لا
تكون مسخا ولاقردة لانه رحيم بامته. قال: فما أشبه ذلك اليوم إلا بيوم
القيامة كما قال الله عزوجل: * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) * (1) فأما من
آمن بالنبي صار وجهه الشمس عند ضيائها، وكالقمر في نوره، وأما من كفر من
المنافقين والنقلب إلى النفاق
والشقاق فازدادت وجوههم سوادا عليهم غبرة ترهقها قترة اثنين وسبعين رجلا،
فاستبشر النبي بإيمان من آمن، وقال: هدى الله هؤلاء ببركة علي وفاطمة
عليهما السلام، وخرج المؤمنون يتعجبون من بركة الصحفة ومن أكل منها من
الناس، فأنشد أبو رواحة شعرا [ منه: نبيكم خير النبيين كلهم * كمثل سليمان
يكلمه النمل ] (2)
(1) آل عمران: 106. (2) من المصدر.
[ 346 ]
فقال النبي صلى الله عليه وآله: أسمعت خيرا يابن رواحة، [ إن ] (1) سليمان
نبي وأنا خير منه ولافخر، كلمته النملة وسبحت في يدي صغائر الحصى، فنبيكم
خير النبيين كلهم ولا فخر فكلهم (2) إخواني. فقال رجل من المنافقين: يا
محمد، وعلمت أن الحصى تسبح في كفك. قال: إي والذي بعثني بالحق نبيا، فسمعه
رجل من اليهود، فقال: والذي كلم موسى بن عمران على الطور، ما سبح في كفك
الحصى. قال النبي: بلى، والذي كلمني في الرفيع الاعلى من وراء سبعين حجابا
غلظ كل حجاب مائة عام، ثم قبض النبي عن كف (3) من الحصى فوضعه في راحته،
فسمعنا له دويا كدوي الآذان إذا سدت بالاصبع، فلما سمع اليهودي ذلك قال:
يا محمد، لا أثر بعد عين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك
يا محمد رسول الله، وآمن من المنافقين أربعون رجلا، وبقي اثنان وثلاثون
رجلا. (4) 593 حديث الزفاف: عنه، قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله،
قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: [ حدثنا
محمد بن أحمد بن الحسن ] (5)، حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي (6)، قال:
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر: وفي الاصل: كلهم هل أحد من. (3) في
المصدر: قبض في كفه شيئا. (4) دلائل الامامة: 20. (5) من المصدر. (6) موسى
بن إبراهيم المروزي: أبو حمران، روى عن موسى بن جعفر عليهما السلام وهو
معلم ولد سندي بن شاهك، وسمع من أبي الحسن عليه السلام وهو محبوس عند ابن
شاهك (النجاشي).
[ 347 ]
حدثنا موسى بن
جعفر، عن أبيه [ جعفر بن محمد ] (1)، عن جده، [ محمد الباقر عليهما السلام
] (2)، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: لما زوج رسول الله صلى الله
عليه وآله فاطمة من علي عليهما السلام، أتاه ناس من قريش، فقالوا: إنك
زوجت عليا بمهر قليل. فقال: ما أنا زوجت عليا ولكن الله تعالى زوجه ليلة
اسري بي إلى السماء، فصرت عند سدرة المنتهى أوحى الله إلى السدرة أن انثري
ما عليك، فنثرت الدر والجوهر والمرجان، فابتدر الحور العين يلتقط عن، فهن
يتهادينه ويتفاخرن به ويقلن (3): هذا من نثار فاطمة بنت محمد. [ قال: ]
(4) فلما كانت ليلة الزفاف أتي النبي ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة
وقال لفاطمة عليها السلام: اركبي، وأمر سلمان أن يقودها والنبي يسوقها،
فبيناهم في (بعض) (5) الطريق إذ سمع النبي وجبة (6) فإذا هو بجبرئيل في
سبعين ألفا [ من الملائكة ] (7)، وميكائل في سبعين ألف، فقال النبي: ما
أهبطكم إلى الارض ؟
قالوا: جئنا نزف (8) فاطمة إلى زوجها علي بن أبي طالب عليه السلام، فكبر
جبرئيل (وميكائيل) (9)، وكبرت الملائكة، وكبر محمد صلى الله عليه وآله
فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة.
(1) و (2) من المصدر. (3) في المصدر: فالتقطن، ويتهادينه وافتخرن فقلن.
(4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: بجلبة. (7) من المصدر.
(8) في المصدر: لزفاف. (9) ليس في المصدر.
[ 348 ]
قال (1) علي عليه السلام: ثم دخل إلى منزلي، فدخلت إليه فدنوت منه فوضع كف
[ فاطمة ] (2) الطيبة في كفي، فقال: ادخلا المنزل ولا تحدثا حدثا (3) حتى
آتيكما. قال علي: فدخلت أنا وهي المنزل، فما كان [ إلا ] (4) أن دخل رسول
الله صلى الله عليه وآله وبيده مصباح، فوضعه في ناحية المنزل، ثم قال [ لي
] (5): يا علي، خذ في ذلك القعب ماء من تلك الشكوة. (قال:) (6) ففعلت، ثم
أتيته به فتفل فيه [ تفلات ] (7) ثم ناولني القعب، فقال: اشرب [ منه ]
(8)، فشربت، ثم رددته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فناوله فاطمة، ثم
قال لها: اشربي حبيبتي، فجرعت (9) منه ثلاث جرعات، ثم رددته على أبيها،
فأخذ ما بقي من الماء فنضحه على صدري وصدرها، ثم قال: * (إنما يريد
الله ليذهب) * (10) الآية، ثم رفع يديه (11)، فقال: يا رب، إنك لم تبعث
نبيا إلا وقد جعلت له عترة، اللهم فاجعل عترتي الهادية من علي وفاطمة، ثم
خرج. قال علي: فبت بليلة لم يبت أحد من العرب بمثلها، فلما (أن) (12) كان
في
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: قام. (2) من المصدر. (3) في المصدر: أمرا.
(4) و (5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) و (8) من المصدر. (9) في
المصدر: فشربت. (10) الاحزاب: 33. (11) كذا في المصدر، وفي الاصل: يده.
(12) ليس في المصدر
[ 349 ]
آخر السحر
أحسست بمس رسول الله صلى الله عليه وآله (معنا) (1)، فذهبت لانهض، فقال
(لي) (2): مكانك (يا علي) (3) آتيك (4) في فراشك رحمك الله، فدخل صلى الله
عليه وآله معنا (5) في الدثار، ثم أخذ مدرعة كانت تحت رأس فاطمة عليها
السلام ثم استيقظت، وبكى وبكت فاطمة وبكيت لبكائهما، [ فقال لي: ما يبكيك
؟ ] (6) فقلت: [ فداك ] (7) أبي وامي يا رسول الله [ بكيت وبكت فاطمة
فبكيت لبكائهما ] (8) (خبراني) (9).
قال: (نعم) (10) أتاني جبرئيل عليه السلام فبشرني (11) بفرخين يكونان لك.
ثم عزيت بأحدهما وعرفت أنه يقتل غريبا عطشانا، فبكت فاطمة حتى علا بكاؤها،
ثم قالت: يا أبة لم يقتلوه وأنت جده، وأبوه علي وأنا امه ؟ قال: يا بنية
طلب (12) الملك، أما إنهم سيظهر عليهم سيفا لا يغمد إلا على يدي المهدي من
ولدك. يا علي من أحبك وأحب ذريتك فقد أحبني، ومن أحبني أحبه الله، ومن
أبغضك وأبغض ذريتك فقد أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله وأدخله (الله) (13)
النار. (14)
(1) (3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: آتك. (5) في
المصدر: فأدخل رجليه. (6) (8) من المصدر. (9) و (10) ليس في المصدر. (11)
كذا في المصدر، وفي الاصل: فبشر. (12) في المصدر: لطلبهم. (13) لفظ
الجلالة ليس في المصدر. (14) دلائل الامامة: 20.
[ 350 ]
594 وعنه: قال: حدثني أبو الحسين محمد بن هارون ابن موسى التلعكبري، قال:
حدثنا (أبي) (1)، قال: حدثنا أحمد بن علي ابن مهدي (2)، قال: حدثنا أبي
(3)، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عليهما السلام، [ عن أبيه ] (4)، عن
جعفر، عن أبيه الباقر عليهم السلام، قال: حدثني جابر بن عبد الله
الانصاري، قال: لما كانت الليلة التي أهدى [ فيها ] (5) رسول الله
صلى الله عليه وآله فاطمة إلى علي عليه السلام دعا بعلي عليه السلام
فأجلسه عن يمينه، ودعا بها عليها السلام فأجلسها عن شماله، ثم جمع رأسهما
ثم قام وقاما وهو بينهما يريد منزل علي عليه السلام فكبر جبرئيل عليه
السلام في الملائكة، فسمع النبي صلى الله عليه وآله [ التكبير ] (6)، فكبر
وكبر المسلمون، وهو (7) أول تكبير (كان) (8) في زفاف، فصارت سنة. (9)
= وأخرج صدره في مستدرك الوسائل: 14 / 199 ح 5. (1) ليس في المصدر. (2)
أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة بن هشام بن غالب بن محمد بن علي البرقي
(الرقي) الانصاري، أبو علي، روى عنه التلعكبري بمصر سنة: 340، عن أبيه، عن
الرضا عليه السلام (معجم الرجال). (3) علي بن مهدي بن صدقة... له كتاب عن
الرضا عليه السلام وروى عنه ابنه: أبو علي (النجاشي ورجال الشيخ). (4) (6)
من المصدر. (7) في المصدر: وكان. (8) ليس في المصدر. (9) دلائل الامامة:
25 وروى صدره الشيخ في الامالي: 1 / 263، وعنه البحار: 43 / 104 ح 15، وج
103 / 274 ح 31، والعوالم: 11 / 195 ح 35. وفي الوسائل: 14 / 62 ح 4 عن
أمالي الطوسي والفقيه: 3 / 401 ح 4402.
[ 351 ]
599 وعنه: قال: وحدثنا أبو الحسن أحمد بن الفرج بن منصور، قال: حدثنا أبو
الحسن علي بن الحسين بن موسى، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي، قال: حدثنا أبو الحسن الاسدي،
قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة، قال: حدثني أبي، عن على بن عبد الله
(1)، (عن أبي عبد الله) (2) جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: لما زفت
فاطمة إلى علي عليهما السلام نزل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، ونزل معهم
سبعون ألف ملك. قال: فقدمت بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله دلدل وعليها
شملة. (قال:) (3) فأمسك جبرئيل باللجام، وأمسك إسرافيل بالركاب، وأمسك
ميكائيل بالثفر (4)، ورسول الله صلى الله عليه وآله يسوي عليها ثيابها،
فكبر جبرئيل، وكبر إسرافيل، وكبر ميكائيل، فكبرت الملائكة، وجرت السنة
بالتكبير في الزفاف (إلى يوم القيامة) (5). (6)
= وأورد صدره أيضا في المحتضر: 137، والمناقب لابن المغازلي: 343 ح 395،
وترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق: 1 / 255 ح 299. (1) الظاهر، بل
الاقوى أنه علي بن عبد الله بن غالب. (2) ليس في نسخة (خ). (3) ليس في
المصدر. (4) هي بالثاء المثلثة ثم الفاء ثم الراء، جمعه أثفار: سير من
الجلد في مؤخر السرج، يقال ثفر الحمار: ساقه من ورائه عمل له ثفرا أو شده
به. كذا في المصدر، وفي الاصل: الثغرة، وهو أيضا بهذا المعنى. (5) ليس في
المصدر. (6) دلائل الامامة: 25.
[ 352 ]
الرابع عشر وأربعمائة أن أمير المؤمنين عليه السلام في السماء السابعة
كالشمس بالنهار في الارض وأنه عليه السلام مكتوب على كل حجاب في الجنة 596
ابن بابويه في أمالية قال: [ حدثنا أبي، قال: ] (1) حدثنا إبراهيم ابن
عمروس (2) الهمداني بهمدان، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن إسماعيل القحطبي،
قال: حدثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم (3)، عن أبيه، عن الاوزارعي، عن
يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن مرة (4)، عن سلمة بن قيس (5)، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: علي عليه السلام في السماء السابعة كالشمس
بالنهار في الارض، وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في الارض. أعطى الله
عليا جزء من الفضل لو قسم على أهل الارض لو سعهم. وأعطاه الله من الفهم
جزء لو قسم على أهل الارض لو سعهم. شبهت لينه بلين لوط، وخلقه بخلق يحيى،
وزهده بزهد أيوب، وسخاؤه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان بن داود،
وقوته بقوة داود. وله اسم مكتوب على كل حجاب في الجنة، بشرني به ربي وكانت
له البشارة عندي، علي محمود عند الحق، مزكي عند الملائكة، وخاصتي وخالصتي
وظاهرتي ومصباحي وحبيبي (6) ورفيقي، آنسني به ربي،
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عبدوس. (3) سعيد بن
الحكم بن محمد بن سالم بن أبي مريم أبو محمد المصري المتوفى سنة: 224. (4)
عبد الله بن مرة أو ابن أبي مرة الهمداني المتوفى حدود سنة: 100. (5)
يحتمل كونه مصحف سليم بن قيس. (6) في المصدر: وجنتي.
[ 353 ]
فسألت ربي ألا يقبضه قبلي. وسألته أن يقبضه شهيدا [ بعدي ] (1). ادخلت
الجنة فرأيت حور علي أكثر من ورق الشجر، وقصور علي كعدد البشر. علي مني
وأنا من علي، من تولى عليا فقد تولاني. حب علي نعمة، واتباعه فضيلة، دان
به الملائكة، وحفت به الجن الصالحون، لم يمش في الارض ماش بعدي إلا كان هو
أكرم منه عزا وفخرا ومنهاجا، لم يك فظا عجولا ولا مستر سلا لفساد ولا
متعندا. حملته الارض فأكرمته، لم يخرج من بطن انثى بعدي أحد إلا كان علي
أكرم خروجا منه، ولم ينزل منزلا إلا كان ميمونا. أنزل الله عليه الحكمة،
ورداه (2) بالفهم، تجالسه الملائكة ولا يراها (3)، ولو اوحي إلى أحد بعدي
لاوحي إليه، فزين الله به المحافل، وأكرم به العساكر، وأخصب به البلاد،
وأعز به لاجناد، مثله كمثل بيت الله الحرام، يزار ولا يزور، ومثله كمثل
القمر [ الطالع ] (4)، إذا طلع أضاء الظلمة، ومثله كمثل الشمس
(1) من المصدر. (2) رداه: ألبسه الرداء أي رداء الفهم. (3) هذا يخالف ما
استفاض من الاخبار من أنه - عليه السلام - كان يرى الملائكة، كما في خطبته
- عليه السلام - حيث يصف بدء الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وآله -
يقول: سمعت رنة الشيطان، وقلت: يا رسول الله، وما هذه الرنة ؟ فقال: هذا
الشيطان قد آيس من عبادته، إنك تسمع ما أسمع، وترى ما أرى، إلا إنه ليس
نبي بعدي، وهو كما ترى ينص على أنه - عليه السلام - كان يرى كلما كان يرى
رسول الله - صلى الله عليه وآله -.
(4) من المصدر.
[ 354 ]
إذا طلعت أنارت،
وصفه الله تعالى في كتابه، ومدحه بآياته، ووصف فيه أثاره، وأجرى (1)
منازله، وهو الكريم حيا، والشهيد ميتا. (2)
الخامس عشر وأربعمائة أنه عليه
السلام مكتوب على باب الجنة 597 أبو الحسن الفقيه بن شاذان: عن موسى بن
جعفر، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي عليهما السلام، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: دخلت الجنة فرأيت على بابها مكتوبا بالذهب (3):
لا إله إلا الله، محمد حبيب الله، علي بن أبي طالب ولي الله، فاطمة أمة
الله، الحسن والحسين صفوة الله، على محبيهم رحمة الله، وعلى مبغضيهم لعنة
الله. (4) 598 ابن شهر اشوب: من مسند أبي الفتح الحفار، وفضائل العشرة
لابي السعادات، وأمالي محمد بن المنكدر، عن ابن عباس، وعن الحسن بن علي
عليه السلام، قال النبي صلى الله عليه وآله: دخلت الجنة فرأيت على بابها
مكتوبا بالذهب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، وفاطمة
أمة الله، والحسن والحسين صفوة الله، على مبغضيهم لعنة الله.
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: حسن. (2) أمالي الصدوق: 17 ح 7
وعنه البحار: 39 / 37 ح 7، والمؤلف في حلية الابرار: 2 / 119 ح 2 (الطبع
الجديد). (3) في المصدر: بالنور. (4) مائة منقبة: 87 منقبة: 54 وعنه غاية
المرام: 586 ح 82، والكراچكي في الكنز: 63، وفي البحار: 27 / 3 ح 6 عنه
وعن الخصال: 1 / 323 ح 10.
وأخرجه في البحار: 27 / 228 ح 30، وج 37 / 98 ح 64 عن الكنز. ورواه في
ميزان الاعتدال: 2 / 217 بإسناده إلى ابن عباس، وله تخريجات كثيرة.
[ 355 ]
599 وروى الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا الحفار (1)، قال: حدثنا أبو الحسن
علي بن أحمد الحلواني، قال: حدثنا محمد بن إسحاق المقرئ (2)، قال: حدثنا
علي بن حماد الخشاب (3)، قال: حدثنا علي بن المديني (4)، قال: حدثنا وكيع
بن الجراح، قال: حدثنا سليمان بن مهران، قال: حدثنا جابر، عن مجاهد، عن
ابن عباس، [ قال: ] (5) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى
السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي
حبيب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله، على باغضيهم لعنة
الله. (6) 600 ومن طريق المخالفين ما رواه موفق بن أحمد: بإسناده، عن
مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي
إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله،
علي حبيب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله، على باغضيهم (7)
لغنة الله. (8)
(1) الحديث موافقا من
حيث السند مع البحار، ولكن يختلف مع المصدر، ونحن اثبتاه على ما في
المصدر. (2) محمد بن إسحاق بن مهران أبو بكر المقرئ، يعرف بشاموخ، روى عن
علي بن حماد، وروى عنه علي بن أحمد الحلواني، مات سنة: 325 (تاريخ بغداد).
(3) علي بن حماد بن هشام أبو الحسن العسكري الخشاب، روى عن علي بن
المديني، مات سنة 300: (تاريخ بغداد). (4) علي بن عبد الله بن جعفر بن
نجيح بن بكر بن سعد، أبو الحسن السعدي، مولاهم، يعرف بابن المديني، بصري
الدار، مات سنة: 305 (تاريخ بغداد). (5) من المصدر.
(7) أمالي الطوسي: 1 / 365 وعنه البحار: 27 / 4 ح 8 وعن كشف الغمة: 1 / 94
و 526. ويأتي في معجزة: 68 من معاجز الامام الحسن المجتبى عليه السلام.
(7) في المصدر: مبغضيهم. (8) مناقب الخوارزمي: 214، ومقتل الحسين عليه
السلام: 1 / 108. ورواه في تاريخ بغداد: 1 / 259 وعنه البرسي في مشارق
الانوار: 118.
[ 356 ]
السادس عشر وأربعمائة مكتوب على باب الجنة: علي أخو رسول الله صلى الله
عليه وآله 601 ابن شهر اشوب: من فضائل العكبري وأحمد والسمعاني والخوارزمي
وأمالي القمي، قال جابر: قال النبي صلى الله عليه وآله: مكتوب على باب
الجنة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، على أخو رسول الله، قبل أن يخلق
الله السماوات والارض بألفي عام. ورواه ابن الفارسي في روضة الواعظين:
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، الحديث. ورواه ابن بابويه في
أماليه، وموفق بن أحمد الخوارزمي في مناقبه. كما نقله ابن شهر اشوب. (1)
602 ومن الكتاب الفردوس من الجزء الاول ابن شيرويه الديلمي: بالاسناد في
باب الراء (2) قال: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى
الله عليه وآله: رأيت على باب الجنة مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول
الله،
= وأورده في فرائد السمطين: 2 /
73 ح 396 بإسناده عن الخوارزمي، وفي كفاية الطالب: 423 بإسناده عن الخطيب
البغدادي، وفي لسان الميزان: 4 / 194 وج 5 / 70، وميزان الاعتدال: 3 /
(111 - 112) عن الخطيب.
(1) رواه أحمد في الفضائل: 2 / 668 ح 1140 وعنه العمدة لابن البطريق: 233
ح 363 و 364، وعن المناقب لابن المغازلي: 91 ح 134 ورواه أيضا في روضة
الواعظين: 110، وأمالي الصدوق: 70 ح 1 وعنه البحار: 27 / 2 ح 2. وأخرجه في
البحار: 38 / 330 ذ ح 1. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: الحاء.
[ 357 ]
علي أخو رسول الله. (1) 603 ومن كتاب فضائل الصحابة لابي المظفر السمعاني:
بالاسناد، قال: عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله يقول: مكتوب على باب الجنة [ لا إله إلا الله ] (2)، محمد رسول الله،
علي أخو رسول الله قبل أن يخلق الله السماوات والارض بألفي ألف سنة. (3)
604 ومن الجزء الثاني من كتاب الفردوس لابن شيرويه: بالاسناد قال في باب
الميم، عن جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: مكتوب على باب الجنة: (لا إله إلا الله) (4)، محمد رسول
الله، علي ابن أبي طالب أخوه قبل أن يخلق الله السماوات [ والارض ] (5)
بألفي عام (6). (7) قلت: هذا الحديث روته الخاصة والعامة كما ترى.
(1) الفردوس: 2 / 257 ح 3195، ولم نجده في مناقب ابن شهر اشوب: بل وجدناه
في مصباح الانوار: 107 (مخطوط). وأورده في لسان الميزان: 4 / 180 - 181،
وميزان الاعتدال: 3 / 399. وكنز العمال: 13 / 138 ح 36435. وأخرجه في
البحار: 38 / 330 ح 1 عن العمدة لابن البطريق: 233 ح 362 نقلا من فضائل
أحمد: 2 / 665 ح 1134.
(2) من نسخة (خ). (3) مصباح الانوار: 107 (مخطوط). (4) ليس في البحار. (5)
من المصدر. (6) في المصدر: بألفي ألف سنة. (7) الفردوس: 4 / 123 ح 6380.
وأخرجه في مجمع الزوائد: 9 / 111، وكنز العمال: 11 / 624 ح 33043، ومصباح
الانوار: 107 (مخطوط)، وبحار الانوار: 38 / 330.
[ 358 ]
السابع عشر وأربعمائة أنه عليه السلام مكتوب على أبواب الجنة 605 ابن شهر
اشوب: عن أبي عبد الله النطنزي في الخصائص العلوية بإسناده، عن سليمان بن
مهران، عن إبراهيم (1)، عن علقمة (2)، عن عبد الله ابن مسعود، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بي إلى السماء امر بعرض الجنة
والنار علي، فرأيتهما جميعا، رأيت الجنة وألوان نعيمها، ورأيت النار
وألوان عذابها، فلما رجعت قال لي جبرئيل: هل قرأت يارسول الله ما كان
مكتوبا على أبواب الجنة، وما كان مكتوبا على أبواب النار ؟ فقلت: لا يا
جبرئيل. قال: إن للجنة ثمانية أبواب، على كل باب منها أربع كلمات، كل كلمة
خير من الدنيا وما فيها لمن علمها وعمل بها (3)، (وإن للنار سبعة أبواب،
على كل باب منها ثلاث كلمات، كل كلمة خير من الدنيا والآخرة لمن علمها
وعرفها) (4). فقلت: يا جبرئيل، ارجع معي لاقرأها، فرجع معي جبرئيل عليه
السلام فبدأ
بأبواب الجنة، فإذا على الباب الاول منها مكتوب: لا إله إلا الله، محمد
رسول الله، علي ولي الله، لكل شئ حيلة وحيلة طيب العيش في الدنيا أربع
خصال: القناعة، ونبذ الحقد، وترك الحسد، ومجالسة أهل الخير.
(1) إبراهيم بن سويد النخعي الكوفي الاعور، روى عن عمه علقمة بن قيس
النخعي. (تهذيب التهذيب). (2) علقمة بن قيس: فقيه الكوفة وعالمها ومقرئها
الامام النخعي الكوفي، روى عن ابن مسعود، وروى عنه ابن أخيه إبراهيم، مات
سنة: 62 أو أكثر. (سير أعلام النبلاء). (3) في نسخة (خ): وعرفها. (4) ليس
في نسخة (خ).
[ 359 ]
وعلى الباب الثاني
منها مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، لكل شئ حيلة،
وحيلة السرور في الآخرة أربع خصال: مسح رأس اليتامى، والتعطف على الارامل،
والسعي في حوائج الناس (1)، وتفقد الفقراء والمساكين. وعلى الباب الثالث
منها مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، [ كل شئ هالك
إلا وجهه ] (2) لكل شئ حيلة، وحيلة الصحة في الدنيا أربع خصال: قلة
الكلام، وقلة المنام، وقلة المشي، وقلة الطعام. وعلى الباب الرابع منها
مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليكرم جاره (3)، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر (فليبر
(4)، والديه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) (5) فليقل خيرا أو ليسكت.
وعلى الباب الخامس منها مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي
ولي الله، فمن أراد أن لا يذل (فلا يذل) (6)، ومن أراد أن لا يشتم (فلا
يشتم) (7)، ومن أراد أن لا يظلم فلا يظلم، ومن أراد أن يستمسك بالعروة
الوثقي [ في الدنيا والآخرة ] (8) يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله،
علي ولي الله. وعلى الباب السادس منها مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول
الله، علي
(1) في الفضائل: المسلمين. (2) من الفضائل. (3) في الفضائل: ضيفه. (4) في
الفضائل: فليكرم. (5) ليس في نسخة (خ). (6) و (7) ليس في الفضائل. (8) من
الفضائل.
[ 360 ]
ولي الله، من أحب أن
يكون قبره واسعا [ فسيحا ] (1) فليبن المساجد، ومن أحب أن لا تأكله
الديدان تحت الارض، (ولا يبلى جسده) (2) فليشتر بسط المساجد. (3) وعلى
الباب السابع منها مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله،
بياض القلوب في أربع خصال: في عيادة المرضى، واتباع الجنائز، وشري أكفان
الموتى، ورد القرض. (4) وعلى الباب الثامن منها مكتوب: لا إله إلا الله،
محمد رسول الله، علي ولي الله من أراد الدخول من هذه الابواب الثمانية
فليستمسك بأربع خصال: بالصدقة، والسخاء، وحسن الاخلاق، وكف الاذى عن عباد
الله. ثم جئنا إلى (5) أبواب جهنم فإذا على الاول منها مكتوب ثلاث كلمات:
من رجا الله سعد، ومن خاف الله أمن، والهالك المغرور من رجا سوى الله
وخاف غيره. وعلى الباب الثاني مكتوب: ويل لشارب خمر، ويل لشاهد زور، (ويل
لعاق أبويه) (6).
(1) من الفضائل. (2) ليس في الفضائل. (3) في الفضائل: فليكنس المساجد
وليكنس المساكين، ومن أحب أن يبقى طريا نضرا لا يبلى فليكسو المساجد
بالبسط، ومن أراد أن يرى موضعه في الجنة فليسكن في المساجد. (4) كذا في
الفضائل، وفي الاصل: ورفع الغرض. (5) في الفضائل: ثم رأيت أبواب جهنم. (6)
ليس في نسخة (خ)، وفي الفضائل هكذا: وعلى الباب الثاني مكتوب ثلاث كلمات:
من أراد ألا يكون عريانا يوم القيامة فليكس الجلود العارية في الدنيا. ومن
أراد أن لا يكون عطشانا يوم العطش فليسق العطشان في الدنيا. ومن أراد ألا
يكون جائعا في القيامة فليطعم البطون الجائعة في الدنيا.
[ 361 ]
وعلى الباب الثالث منها مكتوب: من أراد أن لا يكون عريانا في القيامة
فليكس الجلود العارية في الدنيا، من أراد أن لا يكون جائعا في القيامة
فليطعم البطون الجائعة في الدينا، من أراد أن لا يكون عطشانا فليسق
العطشان في الدنيا. (1) وعلى الباب الرابع منها مكتوب ثلاث كلمات: أذل
الله من أهان الاسلام، أذل الله من أذل أهل بيت نبي الله، أذل الله من
أعان الظالمين على ظلم المخلوقين. وعلى الباب الخامس منها مكتوب ثلاث
كلمات: لا تتبع الهوى فإن الهوى
مجانب الايمان، ولا يكن (2) منطقك فيما لا يعنيك فتسقط من عين ربك، ولا
تكن عونا للظالمين (فإن الجنة لم تخلق للظالمين) (3). وعلى الباب السادس
منها مكتوب ثلاث كلمات: حاسبوا أنفسكم من قبل أن تحاسبوا، ووبخوا أنفسكم
من قبل أن توبخوا، وادعوا الله عزوجل قبل أن تردوا عليه ولا تقدرون على
ذلك. وعلى الباب السابع منها مكتوب ثلاث كلمات: أنا حرام على المتهجدين،
أنا حرام على الصائمين، (أنا حرام على المتصدقين) (4). (5)
(1) في الفضائل هكذا: وعلى الباب الثالث مكتوب ثلاث كلمات: لعن الله
الكاذيبن، لعن الله الباخلين، لعن الله الظالمين. (2) في الفضائل هكذا:
ولا تكثر... فتقنط من رحمة الله. (3) ليس في الفضائل. (4) ليس في الفضائل
ونسخة (خ)، وفي الفضائل جاء ما مكتوب على الباب السادس بدل الباب السابع
وبالعكس. (5) الفضائل لشاذان ابن جبرئيل: 152 - 145 والروضة له: 31
(مخطوط)، وعنهما البحار: 8 / 144 ح 68.
[ 362 ]
الثامن عشر وأربعمائة أن حلقة باب الجنة تقول: يا علي 606 - ابن بابويه:
قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب، [ عن أحمد بن علي
الاصبهاني ] (1) قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا محمد بن
داود الدينوري، قال: حدثنا منذر الشعراني (2)، قال: حدثنا سعد (3) بن زيد،
حدثنا أبو قبيل (4)، عن أبي الجارود (5) رفعه إلى النبي - صلى الله عليه
وآله - قال: إن حلقة باب الجنة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب،
فإذا دقت الحلقة على الصفحة طنت وقالت: يا علي. (6)
التاسع عشر وأربعمائة
حب علي - عليه السلام - شجرة من تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة 607 - من
طريق المخالفين موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين: أخبرني شهردار
إجازة، أخبرني أبو علي الحسن بن أحمد بن مهرة الحداد الاصفهاني بأصفهان،
أخبرني الحافظ أبو نعيم (7)، عن محمد بن حميد، عن
من المصدر. وهو أحمد بن علي بن محمد بن الجارود الاصبهاني، توفي سنة: 299.
(سير أعلام النبلاء). (2) في المصدر: العشراني. (3) في المصدر: سعيد. (4)
في البحار: قنبل، وفي المصدر: قتيل، وأبو قبيل هذا هو المعافري المحدث حي
بن هانئ بن ناضر، اليماني المصري، توفي سنة: 128. (5) في المصدر: عن سعيد
بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي. (6) أمالي الصدوق: 471 ح 13 وعنه البحار:
8 / 122 ح 13، وج 39 / 235 ح 18. (7) أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد
بن إسحاق بن موسى بن مهران الاصبهاني الصوفي الاحول، صاحب الحلية، ولد
سنة: 336، ومات سنة: 430. (سير الاعلام).
[ 363 ]
علي بن سراج المصري (1)، عن محمد بن فيروز، عن أبي عمر طاهر بن عبد الله
ابن معتمر، [ أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - ] (2) قال: حب علي بن
أبي طالب - عليه السلام - شجرة، فمن تعلق بغصن من أعصانها دخل الجنة (3).
(4) 608 - البرسي: بالاسناد يرفعه إلى سلمان الفارسي - رضي الله عنه - أنه
قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وآله - إذ دخل أعرابي فوقف وسلم
علينا، فرددنا عليه،
فقال: أيكم بدر التمام، ومصباح الظلام محمد رسول الله - صلى الله عليه
وآله - ؟ الملك العلام أهذا هو الصبيح الوجه. فقلنا: نعم، يا أخا العرب
اجلس، [ فجلس ] (5)، فقال له: يا محمد، آمنت بك ولم أرك، وصدقتك قبل [ أن
] (6) ألقاك، غير انه بلغني عنك أمرا. قال: وأي شئ هو الذي بلغك عني ؟
فقال: دعوتنا إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله فأجبناك،
ثم دعوتنا إلى الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد فأجبناك، ثم لم ترض
عنا حتى دعوتنا إلى موالاة ابن عمك علي ابن أبي طالب - عليه السلام -
ومحبته أأنت فرضته من (7) الارض أم الله تعالى افترضه من (8) السماء ؟
(1) علي بن سراج أبو الحسن بن أبي الازهر الحرشي، مولاهم المصري، مات سنة:
308. (سير أعلام النبلاء). (2) من المصدر. (3) في المصدر: قال: لعلي بن
أبي طالب حلقة معلقة بباب الجنة، فمن تعلق بها دخل الجنة. (4) مناقب
الخوارزمي: 220. (5) و (6) من الفضائل. (7) في الفضائل: أنت فرضته في. (8)
في الفضائل: فرضه في.
[ 364 ]
فقال النبي
صلى الله عليه وآله: بل الله افترضه (1) على أهل السماوات والارض. فلما
سمع الاعرابي كلامه قال: سمعا وطاعة (2) لما أمرتنا به يا نبي الله إنه
الحق من عند ربنا.
قال النبي صلى الله عليه وآله: يا أخا العرب، أعطي علي خمس خصال: فواحدة
منهن خير من الدينا وما فيها، ألا أنبئك بها يا أخا العرب ؟ قال: بلى يا
رسول الله. قال: (يا) (3) أخا العرب، كنت جالسا يوم بدر وقد انقضت عنا
الغزاة، فهبط جبرئيل عليه السلام وقال لي: إن الله عزوجل يقرئك السلام
ويقول لك: يا محمد، آليت على نفسي [ بنفسي ] (3) وأقسمت علي أن [ لا ] (5)
الهم حب علي [ إلا ] (6) من أحببته أنا، فمن أحببته (7) ألهمته حب علي
عليه السلام، (ومن أبغضته ألهمته بغض علي) (8). ثم قال: (يا أخا العرب)
(9)، ألا انبئك بالثانية ؟ قال: بلى يا رسول الله. فقال صلى الله عليه
وآله: كنت جالسا بعد ما فرغت من جهاز عمي حمزة إذ هبط (علي) (10) جبرئيل
عليه السلام فقال: يا محمد، إن الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك: قد
افترضت الصلاة ووضعتها عن المعتل، [ وفرضت الصوم ووضعته
(1) في الفضائل: بل فرضه الله تعالى من السماوات. (2) في الفضائل: (سمعنا)
بدل (سمعا وطاعة). (3) ليس في الفضائل. (4) من الفضائل، وكلمة (وأقسمت)
ليست في نسخة (خ). (5) و (6) من الفضائل. (7) كذا في الفضائل، وفي الاصل:
أحبني. (8) (10) ليس في الفضائل.
[ 365 ]
عن المسافر، وفرضت الحج ووضعته عن المعتل، ] (1) وفرضت الزكاة ووضعتها عن
المعدم، وفرضت حب علي بن أبي طالب عليه السلام على أهل السماوات والارض
فلم أعط فيه رخصة. ثم قال: (يا أعرابي) (2)، ألا انبئك بالثالثة ؟ قال:
بلى يا رسول الله. قال: ما خلق الله خلقا إلا وجعل لهم سيدا، فالنسر سيد
الطيور، والثور شيد البهائم، والاسد سيد السباع، والجمعة سيد الايام،
ورمضان سيد الشهور، وإسرافيل سيد الملائكة، وآدم سيد البشر، وأنا سيد
الانبياء، وعلي سيد الاوصياء. ثم قال صلى الله عليه وآله: الا انبئك يا
أخا العرب بالرابعة ؟ قال: نعم، يا مولاي (3). قال: حب علي بن أبي طالب
عليه السلام شجرة أصلها في الجنة، وأغصانها في الدينا، فمن تعلق بها في
الدينا أدخله إلى الجنة، [ وبغضه شجرة أصلها في النار، وأغصانها في
الدينا، فمن تعلق بها في الدينا أداه إلى النار ] (4). ثم قال صلى الله
عليه وآله: [ يا أعرابي ] (5)، ألا انبئك بالخامسة ؟ قال: بلى، يا رسول
الله. فقال: إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر على يمين العرش، ثم ينصب
لابراهيم عليه السلام منبر يحاذي منبري عن يمين العرش، ثم يؤتى بكرسي عال
(1) من الفضائل. (2) ليس في الفضائل. (3) في الفضائل: قلت: بلى يا رسول الله. (4 و 5) من الفضائل.
[ 366 ]
مشرق زاهر يعرف بكرسي الكرامة، فينصب بينهما (1)، فأنا على منبري،
وإبراهيم عليه السلام على منبره، وابن عمي علي بن أبي طالب (على كرسي
الكرامة) (2) فما رأت عيناي بأحسن من [ حبيب بين ] (3) خليلين. (ثم قال
صلى الله عليه وآله:) (4) يا أعرابي، (أحب عليا، يا أعرابي) (5)، حب علي
حق، فإن الله تعالى يحب محبيه، علي معي في قصر واحد. فعند ذلك قال
الاعرابي: سمعنا وطاعة لله ولرسوله ولابن عمك (6) [ علي بن أبي طالب ] (7)
عليه السلام. (8)
العشرون وأربعمائة أنه عليه السلام مكتوب على الخد
الايسر من الحوراء 609 جامع الاخبار: قال: روي عن النبي صلى الله عليه
وآله قال: من قرأ (9): بسم الله الرحمن الرحيم، بنى الله له في الجنة
سبعين ألف قصر من ياقوتة حمراء، في كل قصر سبعون ألف بيت من لؤلوة (10)
بيضاء، في كل بيت سبعون ألف سرير من زبرجدة (11) خضراء، فوق كل سرير سبعون
ألف فراش من سندس واستبرق، وعليه زوجة من الحور العين، ولها سبعون ألف
ذؤابة مكللة
(1) في الفضائل: بينها. (2) ليس في الفضائل والبحار. (3) من الفضائل. (4)
و (5) ليس في الفضائل. (6) في الفضائل: عمه. (7) من الفضائل. (8).
الفضائل: 147 والروضة في الفضائل: 27 - 28 (مخطوط) وعنهما البحار: 40 / 46
ح 83. (9) في المصدر والبحار: قال.
(10) في المصدر: لؤلؤ. (11) في المصدر: زبرجد.
[ 367 ]
بالدر والياقوت، مكتوب على خدها الايمن: محمد رسول الله، وعلى خدها
الايسر: علي ولي الله، وعلى جبينها: الحسن، وعلى ذقنها: الحسين، وعلى
شفتيها: بسم الله الرحمن الرحيم. قلت: يا رسول الله، لمن هذه الكرامة ؟
قال: لمن يقول بالحرمة والتعظيم بسم الله الرحمن الرحيم. (1)
الحادي
والعشرون وأربعمائة أنه عليه السلام مكتوب في كل شجرة من أشجار الجنة،
وعلى كل باب منها وأبواب السماوات والارض والجبال والشجر 610 أبو مخنف:
بإسناده عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه
وآله عن مولد علي عليه السلام، قال: يا جابر، سألت عجيبا عن خير مولود،
اعلم أن الله تعالى لما أراد أن يخلقني ويخلق عليا عليه السلام، قبل كل شئ
خلق درة عظيمة أكبر من الدنيا عشر مرات، ثم إن الله تعالى استود عنا في
تلك الدرة، فمكثنا فيها مائة ألف عام نسبح الله تعالى ونقدسه، فلما أراد
إيجاد الموجودات نظر إلى الدرة بعين التكوين، فذابت وانفجرت نصفين، فجعلني
ربي في النصف الذي احتوى على النبوة، وجعل عليا عليه السلام في النصف الذي
احتوى على الامامة. ثم خلق الله تعالى من تلك الدرة مائة بحر، فمن بعضه
بحر العلم، وبحر الكرم، وبحر السخاء، وبحر الرضا، وبحر الرأفة، وبحر
الرحمة، وبحر العفة، وبحر الفضل، وبحر الجود، وبحر الشجاعة، وبحر الهيبة،
وبحر القدرة، وبحر العظمة،
(1) جامع الاخبار للشيخ تاج الدين الشعيري: 43 وعنه البحار: 92 / 258. ويأتي في معجزة 68 من معاجز الامام الحسن عليه السلام.
[ 368 ]
وبحر الجبروت، وبحر الكبرياء، وبحر الملكوت، وبحر الجلال، وبحر النور،
وبحر العلو، وبحر العزة، وبحر الكرامة، وبحر اللطف، وبحر الحكم، وبحر
المغفرة، وبحر النبوة، وبحر الولاية، فمكثنا في كل بحر من البحور سبعة
آلاف عام. ثم إن الله تعالى خلق القلم وقال له: اكتب. قال: وما أكتب، يا
رب ؟ قال: اكتب توحيدي، فمكث القلم سكران من قول الله عزوجل عشرة آلاف
عام. ثم أفاق بعد ذلك، قال: وما أكتب ؟ قال: اكتب: لا إله إلا الله، محمد
رسول الله، علي ولي الله. فلما فرغ القلم من كتابة هذه الاسماء، قال: رب،
ومن هؤلاء الذين قرنت اسمهما باسمك ؟ قال الله تعالى: يا قلم، محمد نبيي
وخاتم أوليائي وأنبيائي، وعلي وليي وخليفتي على عبادي وحجتي عليهم، وعزتي
وجلالي لولاهما ما خلقتك ولا خلفت اللوح المحفوظ. ثم قال له: اكتب. قال:
وما أكتب ؟ قال: [ اكتب ] (1) صفاتي وأسمائي، فكتب القلم، فلم يزل يكتب
ألف عام حتى كل ومل عن ذلك إلى يوم القيامة. ثم إن الله تعالى خلق من نوري
السماوات والارض والجنة والنار والكوثر
والصراط والعرش والكرسي والحجب والسحاب، وخلق من نور علي ابن أبي طالب
الشمس والقمر والنجوم قبل أن يخلق آدم عليه السلام بألفي عام.
(1 من نسخة (خ).
[ 369 ]
ثم إن الله تبارك وتعالى أمر القلم أن يكتب في كل ورقة من أشجار الجنة،
وعلى كل باب من أبوابها وأبواب السماوات والارض والجبال والشجر: لاإله إلا
الله، محمد رسول الله، علي ولي الله. ثم إن الله تعالى أمر نور رسول الله
صلى الله عليه وآله ونور علي بن أبي طالب عليه السلام أن يدخلا في حجاب
العظمة، ثم حجاب العزة، ثم حجاب الهيبة، ثم حجاب الكبرياء، ثم حجاب
الرحمة، ثم حجاب المنزلة، ثم حجاب الرفعة، ثم حجاب السعادة، ثم حجاب
النبوة، ثم حجاب الولاية، ثم حجاب الشفاعة، فلم يزالا كذلك من حجاب إلى
حجاب، فكل حجاب يمكثان فيه ألف عام. ثم قال: يا جابر، اعلم أن الله تعالى
خلقني من نوره، وخلق عليا من نوري، وكلنا من نور واحد، وخلقنا الله تعالى
ولم يخلق سماء ولا أرضا ولا شمسا ولاقمرا ولاضلمة ولاضياء ولابرا ولا بحرا
ولاهواء، وقبل أن يخلق آدم عليه السلام بألفي عام. ثم إن الله تعالى سبح
نفسه فسبحنا، وقدس نفسه فقدسنا، فشكر الله لنا ذلك وقد خلق الله السماوات
والارضين من تسبيحي، والسماء رفعها، والارض سطحها، وخلق من تسبيح علي بن
أبي طالب الملائكة، فجميع ما سبحت الملائكة لعلي بن أبي طالب وشيعته إلى
يوم القيامة، ولما نفخ الله الروح في آدم عليه السلام قال الله: وعزتي
وجلالي، لولا عبدان اريد أن أخلقهما في دار الدينا ما خلقتك. قال آدم -
عليه السلام: إلهي وسيدي ومولاي، هل يكونان مني أم لا ؟
قال: بلى يا آدم، ارفع رأسك وانظر، فرفع رأسه فإذا على ساق العرش مكتوب لا
إله إلا الله، محمد رسول الله نبي الرحمة، وعلي مقيم الحجة، من عرفهما زكى
وطاب، ومن جهلهما لعن وخاب، ولما خلق الله آدم عليه السلام ونفخ فيه من
روحه نقل روح حبيبه ونبيه ونور وليه في صلب آدم عليه السلام.
[ 370 ]
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما أنا فاستقريت في الجانب الايمن،
وأما علي بن أبي طالب عليه السلام في الايسر، وكانت الملائكة يقفون ورواءه
صفوفا. فقال آدم عليه السلام: يا رب، لاي شئ تقف الملائكة ورائي ؟ فقال
الله تعالى: لاجل نور ولديك اللذين هما في صلبك محمد بن عبد الله وعلي بن
أبي طالب عليه السلام، ولولاهما ما خلقت الافلاك، وكان يسمع في ظهره
التقديس والتسبيح. قال: يا رب، اجعلهما أمامي حتى تستقبلني الملائكة،
فحولهما (1) تعالى من ظهره إلى جبينه، فصارت الملائكة تقف أمامه صفوفا،
فسأل ربه أن يجعلهما في مكان يراه، فنقلنا الله من جبينه إلى يده اليمنى.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أما أنا كنت في اصبعه السبابة، وعلي في
اصبعه الوسطى، وابنتي فاطمة في التي تليها، والحسن في الخنصر، والحسين في
الابهام. ثم أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام فسجدوا
تعظيما وإجلالا لتلك الاشباح، فتعجب آدم من ذلك فرفع رأسه إلى العرش، فكشف
الله عن بصره فرأي نورا، فقال: إلهي وسيدي ومولاي، وما هذا النور ؟ فقال:
هذا نور محمد صفوتي من خلقي، فرأى نورا إلى جنبه، فقال: إلهي وسيدي
ومولاي، وما هذا النور ؟
فقال: هذا نور علي بن أبي طالب عليه السلام وليي وناصر ديني، فرأى إلى (2)
جنبهما ثلاثة أنوار، فقال: إلهي، وما هذه الانوار ؟ فقال: هذا نور فاطمة،
فطم محبيها من النار، وهذان نورا ولديهما الحسن
(1) في نسخة (خ): فحولنا. (2) في نسخة (خ): في.
[ 371 ]
والحسين، فقال: أرى تسعة أنورا قد أحدقت بهم، فقيل: هؤلاء الائمة من ولد
علي بن أبي طالب وفاطمة عليهما السلام فقال: إلهي بحق هؤلاء الخمسة إلا ما
عرفتني التسعة من ولد علي عليه السلام. فقال: علي بن الحسين، ثم محمد
الباقر، ثم جعفر الصادق، ثم موسى الكاظم، ثم علي الرضا، ثم محمد الجواد،
ثم علي الهادي، ثم الحسن العسكري، ثم الحجة القائم المهدي صلوات الله
عليهم أجمعين. فقال: إلهي وسيدي، إنك قد عرفتني بهم فاجعلهم مني، ويدل على
ذلك * (وعلم آدم الاسماء كلها) * (1). (2)
الثاني والعشرون وأربعمائة أنه
عليه السلام ولي الله، مكتوب علي المكان وسرادقات العرش وأطراف السماوات،
والجنة والنار والهواء وأطراف الارض 611 محمد بن خالد الطيالسي ومحمد بن
عيسى بن عبيد بإسنادهما، عن جابر بن يزيد [ الجعفي ] (3) قال: قال أبو
جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام: كان الله ولا شئ غيره ولا معلوم
ولا مجهول، فأول من ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا صلى الله عليه وآله
وخلقنا أهل البيت معه من نوره وعظمته، فاوقفنا أظلة خضراء بين يديه ولا
سماء ولا أرض ولامكان ولاليل ولانهار ولا شمس ولاقمر، يفصل نورنا من [ نور
] (4) ربنا كشعاع الشمس من الشمس، نسبح الله تعالى
ونقدسه ونحمده ونعبده حق عبادته.
(1)
البقرة: 31. (2) لم نعثر على كتاب أبي مخنف الذي ينقل عنه السيد، ولم نجد
الحديث في مقتله، وكانت له كتب كثيرة على ما في رجال النجاشي ورجال الشيخ
ولم تصل إلينا. (3) و (4) من البحار.
[ 372 ]
ثم بدا لله تعالى أن يخلق المكان فخلقه وكتب على المكان: لا إله إلا الله،
محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين وصيه، به أيدته وبه نصرته. ثم خلق (1)
الله العرش، فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك. ثم [ خلق الله ] (2)
السماوات فكتب على أطرافها مثل ذلك. ثم خلق الجنة والنار فكتب عليهما مثل
ذلك. ثم خلق الله الملائكة وأسكنهم السماء، ثم تراءى لهم [ الله ] (3)
تعالى وأخذ منهم الميثاق له بربوبيته، ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة،
ولعلي عليه السلام بالولاية، فاضطربت فرائص (4) الملائكة، فسخط الله على
الملائكة واحتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون الله من سخطه
ويقرون بما أخذ عليهم ويسألونه الرضا، فرضي عنهم بعد ما أقروا له بذلك
فأسكنهم بذلك [ الاقرار ] (5) السماء واختصهم لنفسه واختارهم لعبادته. ثم
أمر الله أنوارنا أن تسبح، فسبحنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا، ولولا تسبيح
أنوارنا مادروا كيف يسبحون الله، ولا كيف يقدسونه. ثم إن الله عزوجل خلق
الهواء فكتب عليه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين
وصيه به أيدته ونصرته. ثم خلق الله تعالى الجن فأسكنهم الهواء وأخذ
الميثاق منهم بالربوبية،
ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة، ولعلي عليه السلام بالولاية، فأقر
منهم بذلك
(1) كذا في البحار، وفي الاصل: كيف. (2) و (3) من البحار. (4) الفرائص:
جمع الفريصة، وهي اللحمة بين الجنب والكتف أو بين الثدي والكتف ترعد عند
الفزع، يقال: ارتعدت فريصته: أي فزع فزعا شديدا. (5) من البحار.
[ 373 ]
من أقر، وحجد منهم من جحد، فأول من جحد منهم إبليس لعنة الله فختم له
بالشقاوة وما صار إليه. ثم أمر الله تعالى أنوارنا أن تسبح فسبحت فسبحوا
بتسبيحنا، ولولا ذلك مادروا كيف يسبحون الله، ثم خلق الله الارض فكتب على
أطرافها: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين وصيه، وبه
أيدته، وبه نصرته، وبذلك يا جابر قامت السماوات بلا عمد وثبتت الارض. ثم
خلق الله تعالى آدم عليه السلام من أديم الارض ونفخ فيه من روحه، ثم أخرج
ذريته من صلبه فأخذ عليهم الميثاق بالربوبية، ولمحمد صلى الله عليه وآله
بالنبوة، ولعلي عليه السلام بالولاية، أقر من أقر، وجحد منهم من جحد، فكنا
أول من أقر بذلك. ثم قال لمحمد صلى الله عليه وآله: وعزتي وجلالي وعلو
شأني لولاك ولولا علي وعترتكما الهادون المهديون الراشدون ما خلقت الجنة
ولا النار ولا المكان ولا الارض ولا السماء ولا الملائكة ولا خلقا يعبدني.
يا محمد، أنت حبيبي وخليلي وصفيي وخيرتي من خلقي، أحب الخلق إلي وأول من
أبدأت من خلقي، ثم بعدك الصديق علي بن أبي طالب أمير المؤمنين
وصيك، به أيدتك ونصرتك، وجعلته العروة الوثقى ونور أوليائي ومنار الهدى،
ثم هؤلاء الهداة المهتدون من أجلكم ابتدأت ما خلقت، فأنتم خيار خلقي،
وكلماتي الحسنى، وأسبابي وآياتي الكبرى، وحجتي فيما بيني وبين خلقي،
خلقتكم من نور عظمتي، واحتجبت بكم عمن سواكم من خلقي، وجعلتكم وسائل خلقي،
أستقبل بكم وأسأل فكل شئ هالك إلا وجهي، وأنتم وجهي لا تبيدون ولا تهلكون
ولا يهلك ولا يبيد من توالاكم، ومن استقبلني بغيركم فقد ضل وهوى، فأنتم
خيار خلقي، وحملة سري، وخزان علمي، وسادة أهل السماوات وأهل الارض.
[ 374 ]
ثم إن الله تعالى هبط (1) إلى الارض في ظلل من الغمام والملائكة، وأهبط
أنوارنا أهل البيت معه، فأوقفنا صفوفا بين يديه نسبحه في أرضه كما سبحناه
في سمائه، ونقدسه في أرضه كما قدسناه في سمائه، ونعبده في أرضه كما عبدناه
في سمائه، فلما أراد الله إخراج ذرية آدم عليه السلام سلك النور فيه ثم
أخرج ذريته من صلبه يلبون، فسبحنا فسبحوا بتسبيحنا، ولولا ذلك لما دروا
كيف يسبحون الله عزوجل، ثم تراءى (2) لهم لاخذ الميثاق لهم بالربوبية،
فكنا أول من قال: بلى عند قوله: * (ألست بربكم) * (3). ثم أخذ الميثاق
منهم بالنبوة لمحمد صلى الله عليه وآله ولعلي عليه السلام بالولاية، أقر
من أقر، وجحد من جحد. ثم قال أبو جعفر عليه السلام: فنحن أول خلق ابتدأه
الله، وأول خلق عبد الله وسبحه، ونحن سبب خلق الخلق وسبب تسبيحهم وعبادتهم
من الملائكة والآدميين، فبنا عرف الله، وبنا وحد الله، وبنا عبد الله،
وبنا أكرم الله من أكرم من جميع خلقه، وبنا أثاب الله من أثاب، وعاقب من
عاقب، ثم تلا قوله تعالى: * (وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون) * (4)
وقوله تعالى: * (قل إن الله
للرحمن ولد فأنا أول العابدين) * (5)، فرسول الله صلى الله عليه وآله أول
من عبد الله تعالى، وأول من أنكر أن يكون له ولد أو شريك، ثم نحن بعد رسول
الله - صلى الله عليه وآله - ثم هو أودعنا بذلك صلب آدم عليه الصلاة
والسلام -، فما زال ذلك النور ينتقل
(1) لعل نسبة الهبوط إليه تعالى للتشريف وعظمة ما أهبطه، وكناية عن أمره
وتوجهه إلى الارض لجعل الخليفة فيها، ولعل الصحيح كما في نسخة اخرى: (اهبط
إلى الارض ظللا من الغمام.) (2) تراءى له: تصدى له ليراه، قيل: المراد أن
الله عزوجل عرف نفسه لهم فعرفوه. (3) الاعراف: 72. (4) الصافات: 165. (5)
الزخرف: 81.
[ 375 ]
من الاصلاب والارحام
من صلب إلى صلب، ولا استقر في صلب إلا تبين عن الذي انتقل منه انتقاله
والذي استقر فيه حتى صار في عبد المطلب، فوقع بام عبد الله فاطمة، فافترق
النور جزئين، جزء في عبد الله، وجزء في أبي طالب، فذلك قوله تعالى: *
(وتقلبك في الساجدين) * (1) يعني في أصلاب النبيين وأرحام نسائهم، فعلى
هذا أجرانا الله تعالى في الاصلاب والارحام، حتى أخرجنا في أوان عصرنا
وزماننا، فمن زعم أنا لسنا ممن جرى في الاصلاب والارحام وولدنا الآباء
والامهات فقد رد على الله تعالى. (2)
الثالث والعشرون وأربعمائة المكتوب
على العرش: علي أمير المؤمنين وفي اللوح، وجبهة إسرافيل، وعلى جناحي
جبرئيل، وعلى السماوات والارضين، ورؤوس الجبال والشمس والقمر 612 -
الطبرسي في الاحتجاج: روى القاسم بن معاوية (3) قال: قلت
(1) الشعراء: 219.
(2) لا يخفى أن المؤلف الجليل لم يذكر المصدر الذي روى الحديث عنه، ويمكن
أن يكون المصدر (رياض الجنان) كما أخرج عنه الحديث في البحار: 25 / 17 ح
31، وقطعة منه في ج 15 / 23 ح 41، وج 57 / 169 ح 112 ولكن ليس فيه سند
الرواية، بل أخرجه مرفوعا إلى جابر. ورياض الجنان مخطوط إلى الآن ولم يطبع
بعد، وهو من مصادر البحار، ويشتمل على أخبار غريبة في المناقب، ومؤلفه هو
الشيخ الاجل فضل الله بن محمود الفارسي، كان فاضلا، فقيها، عالما كاملا،
نبيها، ومعاصرا للشيخ الطوسي - رحمه الله -، وكان من تلامذة الدوريستي
الذي كان حيا قبل سنة: 360. وأخرجه المؤلف في حلية الابرار: 1 / 13 - 17 ح
2. (3) لم نعثر عليه، ولعله القاسم بن بريد بن معاوية العجلي، عده الشيخ
الطوسي في أصحاب الصادق والكاظم - عليهما السلام - وفي خلاصة العلامة:
القاسم بن بريد - بالباء المنقطة تحتها نقطة مضمومة - بن معاوية العجلي،
ثقة، روى عن أبي عبد الله عليه السلام.
[ 376 ]
لابي عبد الله عليه السلام: هؤلاء يروون حديثا في معراجهم، أنه لما اسري
برسول الله صلى الله عليه وآله رأى على العرش [ مكتوبا ] (1): لا إله إلا
الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق. فقال: سبحان الله غيروا كل شئ حتى
هذا ؟ قلت: نعم. قال: إن الله عزوجل لما خلق العرش كتب عليه لا إله إلا
الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين. [ ولما خلق الله عزوجل الماء
كتب في مجراه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين. ولما
خلق الله عزوجل الكرسي كتب على قوائمه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله،
علي أمير المؤمنين ] (2).
ولما خلق الله عزوجل اللوح كتب فيه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي
أمير المؤمنين. ولما خلق الله عزوجل إسرافيل كتب على جبهته: لا إله إلا
الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين. ولما خلق الله عزوجل جبرئيل كتب
على جناحيه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين. ولما
خلق الله عزوجل السماوات كتب في أكنافها: لا إله إلا الله، محمد رسول
الله، علي أمير المؤمنين. ولما خلق الله عزوجل الارضين كتب في أطباقها: لا
إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين.
(1) و (2) من المصدر.
[ 377 ]
ولما خلق الله عزوجل الجبال كتب في رؤوسها: لا إله إلا الله، محمد رسول
الله، علي أمير المؤمنين. ولما خلق الله عزوجل الشمس كتب الله عزوجل
عليها: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين، ولما خلق
الله عزوجل القمر كتب عليه لا اله الا الله محمد رسول الله علي أمير
المؤمنين وهذا هو السواد الذي ترونه في القمر، فإذا قال أحدكم: لا إله إلا
الله، محمد رسول الله، فليقل علي أمير المؤمنين. (1)
الرابع والعشرون
وأربعمائة مكتوب على الحجب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي وصيه،
وعلى أركان العرش وأطواد الارضين، وعلى حدود اللوح. 613 - محمد بن علي بن
الحسين بن بابويه في كتاب النصوص
على الائمة الاثني عشر: قال: أخبرنا أبو المفضل، قال: حدثني أبو القاسم
عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثني أحمد بن عبدان، قال: حدثنا
سهل بن صيفي، عن موسى بن عبد الله (2)، قال: سمعت الحسين بن علي - عليهما
السلام - يقول في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وذلك في حياة أبيه علي
عليه السلام: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أول ما خلق الله
عزوجل حجبه، فكتب على حواشيها (3): لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي
وصيه. ثم خلق العرش، فكتب على أركانه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله،
علي وصيه.
(1) الاحتجاج: 158 وعنه البحار: 27 / 1 ح 1، وج 58 / 156 ح 6. (2) في المصدر: عبد ربه. (3 في المصدر: أركانه.
[ 378 ]
ثم خلق الارضين، فكتب على أطوادها: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي
وصيه. ثم خلق اللوح فكتب على حدوده: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي
وصيه. فمن زعم أنه يحب النبي ولا يحب الوصي فقد كذب، ومن زعم أنه يعرف
النبي ولا يعرف الوصي فقد كفر. ثم قال صلى الله عليه وآله: ألا إن أهل
بيتي أمان لكم، فحبهم كحبي (1)، وتمسكوا بهم لن تضلوا. قيل: فمن أهل بيتك
يا نبي الله ؟
قال: علي وسبطاي والتسعة من ولد الحسين أئمة (أبرار) (2) امناء معصومون،
ألا إنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي. (3)
الخامس والعشرون وأربعمائة
مكتوب على ساق العرش: أيدته بعلي، ونصرته به 614 ابن بابويه في الكتاب
السابق: قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله، قال: حدثنا رجاء
بن يحيى العبرتائي الكاتب (4)، قال: حدثنا
(1) في المصدر: فأحبوهم لحبي. (2) ليس في المصدر. (3) كفاية الاثر: 170 -
172 وعنه البحار: 36 / 341 ح 207، والعوالم: 15 الجزء: 3 / 222 ح 205،
والانصاف: 304 ح 283، وإثبات الهداة: 1 / 593 ح 550، ومنتخب الاثر: 70 ح
15، والوسائل: 18 / 562 ح 28. (4) كذا في المصدر، وهو رجاء إبن يحيى بن
سامان أبو الحسين العبرتائي الكاتب، روى عن أبي الحسن الثالث عليه السلام،
وروى عنه الشيباني. (النجاشي). وفي الاصل: حسان بن يحيى العراني.
[ 379 ]
يعقوب بن إسحاق، عن محمد بن بشار (1)، قال: حدثنا محمد بن جعفر (2)، قال:
حدثنا شعبة، عن هشام بن زيد (3)، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء رأيت على ساق العرش مكتوبا: لا إله
إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي، ونصرته (به) (4). ورأيت اثنى عشر
اسما مكتوبا بالنور فهم (5) علي بن أبي طالب وسبطاي، وبعدهما تسعة أسماء
علي علي علي ثلاث مرات، ومحمد ومحمد مرتين، وجعفر وموسى والحسن والحجة
يتلالا من بينهم. فقلت: يا رب أسماء (6) من هؤلاء ؟ فناداني ربي جل جلاله:
[ يا محمد ] (7)،
هم الاوصياء من ذريتك، بهم اثيب، و [ بهم ] (8) اعاقب. (9) 615 وعنه من
الكتاب المذكور: قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبيدالله بن عبد العباس
(10)، قال: حدثني جدي عبيدالله بن الحسن، عن أحمد بن عبد الجبار،
(1) محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان، الامام الحافظ أبو بكر
العبدي البندار، ولد سنة: 167، ومات سنة: 252 (سير أعلام النبلاء). (2)
محمد بن جعفر أبو عبد الله الهذلي الغندر، روى عن شعبة، وروى عنه محمد بن
بشار، مات سنة: 193. (سير أعلام النبلاء). (3) هشام بن زيد بن أنس بن مالك
الانصاري. روى عنه شعبة (تهذيب التهذيب). (4) ليس في المصدر. (5) كذا في
البحار والعوالم، وفي المصدر والاصل: فيهم. (6) في المصدر والبحار: أسامي.
(7) و (8) من المصدر. (9) كفاية الاثر: 74 وعنه البحار: 36 / 310 ح 151،
والعوالم: 15 / 3 / 39 ح 3، والانصاف: 320 ح 292، والجواهر السنية: 217،
وإثبات الهداة: 2 / 521 ح 499. (10) أحمد بن محمد بن عبيدالله بن الحسن بن
عياش الجوهري صاحب كتاب (مقتضب الاثر)، مات رحمه الله سنة: 401. وكان جده
وأبوه من وجوه أهل بغداد أيام آل حماد والقاضي أبي عمر. (النجاشي).
[ 380 ]
(قال: حدثني أبو سعيد المخزومي) (1)، قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمان
المخزومي، قال: حدثنا عمرو بن حماد (2) (اللايح) (3) قال: حدثنا علي بن
هاشم ابن البريد (4)، عن أبيه (5)، قال: حدثني أبو سعيد التميمي، عن أبي
ثابت مولى أبي ذر، عن ام سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لما اسري بي إلى
السماء نظرت فإذا مكتوب على العرش: لا إله إلا الله، محمد رسول الله،
ايدته بعلي ونصرته بعلي. ورأيت أنوار علي وفاطمة والحسن والحسين، وأنوار
علي بن الحسين، ومحمد ابن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن
موسى، ومحمد ابن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، ورأيت نور الحجة
يتلالا [ من ] (6) بينهم كأنه كوكب دري، فقلت: يا رب من هذا ؟ ومن هؤلاء ؟
فنوديت: يا محمد، هذا نور علي وفاطمة، وهذا نور سبطيك الحسن والحسين، وهذه
أنوار (7) الائمة من ولدك الحسين مطهرون معصومون، وهذا (نور) (8) الحجة
يملا الارض (9) قسطا وعدلا (كما ملئت
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) عمرو بن حماد بن طلحة القناد أبو محمد
الكوفي، روى عن علي بن هاشم، مات سنة: 222. (تهذيب التهذيب). (3) ليس في
المصدر. (4) علي بن هاشم بن البريد، الامام الحافظ الصدوق القرشي، مولاهم
الكوفي الشيعي الخزاز، روى عنه عمرو بن حماد القناد، مات سنة: 180. (سير
أعلام النبلاء). (5) هاشم بن البريد أبو علي الكوفي، روى عنه ابنه علي،
ثقة شيعي. (تهذيب التهذيب). (6) من المصدر. (7) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: نور. (8) ليس في المصدر والبحار. (9) في المصدر: الدنيا.
[ 381 ]
جورا وظلما) (1). (2)
616 وعنه: قال: حدثنا أبو المفضل، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد
بن جعفر بن الحسن [ جعفر بن الحسن بن الحسن ] (3) ابن علي بن أبي طالب
عليهم السلام، قال: حدثني إسحاق بن جعفر (4)، عن أخيه موسى بن جعفر، قال:
حدثني الاجلح الكندي، عن أبي امامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: لما عرج بي إلى السماء (رأيت) (5) مكتوبا على ساق العرش بالنور:
لاإله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي، ونصرته بعلي، (ثم من بعده
الحسن والحسين) (6)، ورأيت عليا عليا عليا (ثلاثا) (7)، ومحمدا محمدا
مرتين، وجعفرا وموسى والحسن والحجة اثنا عشر اسما مكتوبا بالنور، فقلت: يا
رب أسماء (8) من هؤلاء الذين قد قرنتهم بي ؟
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) كفاية الاثر: 185 وعنه البحار: 36 / 348 ح
217، والعوالم: 15 الجزء: 3 / 42 ح 7. وأورده المؤلف في الانصاف: 31 ح 27،
وفي غاية المرام: 202 ح 27 عن كفاية الاثر. (3) من المصدر، وهو جعفر بن
محمد بن جعفر... والد أبي القيراط، وابنه يحيى بن جعفر، كان وجها في
الطالبيين، وثقة في أصحابنا، ومات رحمه الله سنة: 308، وكان قد ولد سنة:
224. (4) إسحاق بن جعفر الصادق عليه السلام، روى عن أخيه الكاظم عليه
السلام وكان هذا من شهود وصية أخيه الكاظم عليه السلام لابنه علي الرضا
عليه السلام وثقه النجاشي. (معجم الرجال). (5) ليس في نسخة (خ). (6) ليس
في المصدر والبحار. (7) ليس في المصدر، وفي البحار: ثلاث مرات، ثم من بعده
الحسن والحسين. (8) في المصدر والبحار: أسامي. (*)
[ 382 ]
فنوديت: يا محمد، هم الائمة
بعدك والاخيار من ذريتك. (1) 617 وعنه: قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن
عبد الله بن عمرو بن مسلم بن لاحق اللاحقي البصري في سنة: 250 (2)، قال:
حدثنا محمد بن عمارة السكري، عن إبراهيم بن عاصم، عن عبد الله بن هارون
الكرخي، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد بن سلامة، عن حذيفة بن
اليمان، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أقبل بوجهه الكريم
علينا، (ثم) (3) قال: معاشر أصحابي، اوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته، فمن
عمل بها فاز (ونجح) (4) وغنم، ومن تركها حلت عليه الندامة، فالتمسوا
بالتقوى السلامة من أهوال يوم القيامة، فكأني ادعى فاجيب، وإني تارك فيكم
الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، ومن تمسك
بعترتي من بعدي كان من الفائزين، ومن تخلف عنهم كان من الهالكين. فقلت: يا
رسول الله، على من تخلفنا ؟ قال: على من خلف موسى بن عمران (على) (5)
قومه. قلت: على وصيه يوضع بن نون ! ؟ قال: فإن وصيي وخليفتي من بعدي علي
بن أبي طالب عليه السلام قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول
من خذله. فقلت: يا رسول الله، فكم يكون الائمة من بعدك ؟
(1) كفاية الاثر: 105، عنه البحار: 36 / 321 ح 174، والعوالم: 15 الجزء 3
/ 180 ح 154، والانصاف: 97 ح 84، وإثبات الهداة: 2 / 528 ح 519. وأورده في
مناقب آل أبي طالب: 1 / 296. (2) في المصدر: أخبرنا محمد بن عبد الله،
قال: حدثنا أبو الحسن عيسى بن العراد الكبير قال:
حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحقي. (3)
(5) ليس في المصدر والبحار.
[ 383 ]
قال: عدد نقباء بني إسرائيل، تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله تعالى علمي
وفهمي، خزان علم الله ومعادن وحي الله. قلت: يا رسول الله، فما لاولاد
الحسن ؟ قال: إن الله تبارك وتعالى جعل الامامة في عقب الحسين وذلك قوله
عزوجل: * (وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون) * (1). قلت: أفلا
تسميهم لي، يا رسول الله ؟ قال: نعم، إنه لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى
ساق العرش، فرأيت مكتوبا بالنور: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته
بعلي، ونصرته به. ورأيت أنوار الحسن والحسين وفاطمة، ورأيت في ثلاثة مواضع
عليا عليا عليا، ومحمدا محمدا، وجعفرا وموسى والحسن والحجة يتلالا من
بينهم كأنه كوكب دري. فقلت: يا رب، من هؤلاء الذين قرنت أسمائهم باسمك ؟
قال: يا محمد، إنهم هم الاوصياء والائمة بعدك، خلقتهم من طينتك، فطوبى لمن
أحبهم، والويل لمن أبغضهم، فبهم انزل (2) الغيث، وبهم اثيب واعاقب. ثم رفع
رسول الله صلى الله عليه وآله [ يده ] (3) إلى السماء ودعا بدعوات سمعته [
فيما ] (4) يقول: اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي، وفي زرعي
وزرع زرعي. (5)
(1) الزخرف: 28. (2)
كذا في المصدر، وفي الاصل: أنزلت.
(3) و (4) من المصدر. (5) كفاية الاثر: 136 وعنه البحار: 36 / 331 ح 191،
والعوالم: 15 الجزء 3 / 183 ح 54، وحلية الابرار: 3 / 81 ح 1، والانصاف:
97 ح 84، وإثبات الهداة: 2 / 588 ح 534، وغاية المرام: 218 ح 2.
[ 384 ]
618 وعنه: قال: حدثني علي بن الحسين بن محمد بن مندة، قال: حدثنا محمد بن
الحسين الكوفي (المعروف بأبي الحكم) (1)، قال: حدثنا إسماعيل بن موسى بن
إبراهيم، قال: حدثنا [ محمد بن ] (2) سليمان بن حبيب (3)، قال: حدثني
شريك، عن حكيم بن جبير، عن إبراهيم النخعي (4)، عن علقمة بن قيس، قال:
خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على منبر الكوفة خطبته
اللؤلؤة فقال فيما قال في آخرها: ألا وإني ظاعن (5) (عنكم) (6) عن قريب،
ومنطلق إلى مغيب، فارتقبوا الفتنة الاموية، والمملكة الكسروية، وإماتة ما
احياه الله، واحياء ما أماته الله، واتخذوا صوامعكم [ في ] (7) بيوتكم،
وغضوا (8) على مثل جمر الغضاء، واذكروا الله [ ذكرا ] (9) كثيرا، فذكره
أكبر لو كنتم تعلمون.
(1) ليس في
البحار. (2) من البحار. (3) محمد بن سليمان بن حبيب بن جبير، أبو جعفر
الاسدي المعروف بلوين، سمع شريك بن عبد الله، مات سنة: 246 (تاريخ بغداد).
(4) إبراهيم بن يزيد النخعي أبا عمران: عده الشيخ في رجاله من أصحاب علي
عليه السلام وفي أصحاب السجاء عليه السلام أيضا، روى عنه أبان بن تغلب،
سنة: 96. (معجم الرجال).
(5) ظعن: ارتحل. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) من المصدر. (8) الغضاء
شجر وخشبه من اصلب الخشب، ولهذا يكون في فحمه صلابة ويبقى جمره زمنا طويلا
لا ينطفئ أي اصبروا على بلية عظيمة الصبر عليها كعض جمر الغضاء. وفي
البحار: عضوا بالعين المهملة يقال: عضه وعض به وعليه: أمسكه بأسنانه. (9)
من المصدر.
[ 385 ]
ثم قال: وتبنى مدينة يقال لها: الزوراء، بين دجلة ودجيل والفرات، فلوا
رأيتموها مشيدة بالجص والآجر، مزخرفة بالذهب والفضة والازورد المستسقى
والمرمر (1) والرخام وأبواب العاج والابنوس والخيم والقباب والشارات وقد
عليت بالساج والعرعر والصنوبر والمشث (2)، وشيدت (3) بالقصور، وتوالت
(عليها) (4) ملوك بني الشيصبان (5) أربعة وعشرون ملكا على عدد سني الملك،
فيهم: السفاح والمقلاص والجموع (6) والخدوع (7) والمظفر (والوتب والنظار
والكسو والمهور والعيار) (8) والمصطلم والمستصعب (9) والغلام (10)
والرهباني والخليع واليسار والمترف والكديد والاكتب (11) والمسرف والاكلب
والوشيم (12) والصلام والفسوق، وتعمل القبة الغبراء ذات القلاة (13)
الحمراء، وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين أجنحته الاقاليم كالقمر
المضئ
(1) في المصدر: المرموم. (2) في
نسخة من المصدر والبحار: والشب، وفي نسخة اخرى من المصدر: والشيب. (3) في
المصدر: شدت. (4) ليس في المصدر، وفيه: ملك.
(5) قال في البحار: الشيصبان اسم الشيطان، وإنما عبر عنهم بذلك لانهم
كانوا شرك شيطان (أي بني العباس). (6) وهو المهدي العباسي. (7) وهو الهادي
العباسي. (8) في المصدر: المؤنث والنطار والكبش والكيسر والمهتور، وفي
البحار: المؤنث النزر والكبش والمهور والعيار. (9) كذا في المصدر، وفي
الاصل: المستعب. (10) كذا في المصدر، وفي الاصل: والعلام. (11) في المصدر:
والاكثر. (12) كذا في المصدر، وفي الاصل: الوشمي. (13) كذا في البحار، وفي
الاصل: الفلاة. وفي كل هذه الالقاب الخبيثة اختلاف كثير بين النسخ،
فليراجع البحار 36 / 354 - 356.
[ 386 ]
بين الكواكب الدري. ألا وان لخروجه علامات عشرة، أولها طلوع الكوكب ذي
الذنب، ويقارب من الجاري، ويقع فيه هرج (ومرج) (1) وشغب، وتلك علامات
الخصب، ومن العلامة إلى العلامة عجب، فإذا انقضت العلامات العشر إذ ذاك [
يظهر ] (2) بنا القمر (3) الازهر، وتمت كلمة الاخلاص لله على التوحيد.
فقام إليه (4) رجل يقال له عامر بن كثير [ فقال ] (5): يا أمير المؤمنين،
لقد أخبرتنا عن أئمة الكفر وخلفاء الباطل، فاخبرنا عن أئمة الحق، وألسنة
الصدق بعدك. قال: نعم، إنه لعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله ان
هذا الامر يملكه اثنا عشر إماما، تسعة من صلب الحسين عليه السلام ولقد قال
النبي صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا
مكتوب فيه:
لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي، ونصرته بعلي، ورأيت اثني
عشر نورا، فقلت: يا رب أنوار من هذه ؟ فنوديت: يا محمد، هذه أنوار الائمة
من ذريتك. فقلت: يا رسول الله، أفلا تسميهم لي ؟ فقال: نعم، أنت الامام
والخليفة بعدي، تقضي ديني، وتنجز عداتي، وبعدك ابناك الحسن والحسين، وبعد
الحسين ابنه علي زين العابدين، وبعده ابنه محمد
(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) في المصدر: القهر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال له. (5) من المصدر.
[ 387 ]
يدعى بالباقر، وبعد محمد ابنه جعفر يدعى بالصادق، وبعد جعفر (1) ابنه موسى
يدعى بالكاظم، وبعد موسى ابنه علي يدعى بالرضا، وبعد علي ابنه محمد يدعى
بالزكي، وبعد محمد ابنه علي يدعى بالنقي، وبعد علي ابنه الحسن يدعي
بالامين (بعده) (2)، القائم من ولد الحسين سميي وأشبه الناس بي، يملاها
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. قال الرجل: (يا أمير المؤمنين) (3)، فما
بال قوم وعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله ثم دفعوكم عن هذا الامر
وأنتم الاعلون نسبا ونوطا (4) بالنبي صلى الله عليه وآله وفهما بالكتاب
والسنة ؟ قال عليه السلام: أرادوا قلع أوتاد الحرم، وهتك ستور أشهر الحرم
من بطون البطون ونور نواظر العيون، بالظنون الكاذبة، والاعمال البائرة
(5)،
بالاعوان الجائرة في البلدان المظلمة، بالبهتان المهلكة بالقلوب الخربة،
(6) فراموا هتك الستور الزكية، وكسر إنية الله النقية (7)، ومشكاة يعرفها
الجميع، عين الزجاجة ومشكاة المصباح، وسبل الرشاد (8)، وخيرة الواحد
القهار، حملة بطون القرآن، فالويل لهم من طمطام (9) النار، ومن
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: علي بن الحسين زين العابدين، وبعد علي ابنه
محمد بن علي يدعى بالباقر... جعفر، وبعد جعفر. (2) ليس في المصدر. (3) ليس
في البحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: نوطي، والنوط: العلقة.
(5) البائر: الفاسد الهالك. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
الجرية. (7) كذا في البحار، وفي الاصل: آنية التقية، وهو مصحف. (8) في
المصدر: الجمع وغير الزجاجة... وسبيل الرشاد. (9) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: صمصام.
[ 388 ]
رب كبير (1)
متعال، بئس القوم من خفضني (2) وحاولوا الادهان في دين الله، فان يرفع عنا
محن البلوى (3) حملناهم من الحق على محضه، وإن يكن الاخرى فلا تأس على
القوم الفاسقين. (4) 619 - وعنه: قال: أخبرنا محمد بن عبد الله، والمعافى
بن زكريا (5)، والحسن بن علي بن الحسن الرازي، قالوا: حدثنا أحمد بن محمد
بن سعيد، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن ورطا الكوفي، قال: حدثنا
أحمد ابن منيع (6)، عن يزيد بن هارون، قال: حدثنا مشايخنا وعلماؤنا، عن
عبد القيس،
قالوا: لما كان يوم الجمل خرج علي بن أبي طالب عليه السلام حتى وقف بين
الصفين وقد أحاطت بالهودج بنوضبة فنادى: أين طلحة [ وأين ] (7) والزبير،
فبرز له الزبير، فخرجا حتى التقيا بين الصفين، فقال: يا زبير ما الذي حملك
على هذا ؟ فقال: الطلب بدم عثمان. قال: قاتل الله أولانا بدم عثمان، أما
تذكر يوما كنا في بني بياضة فاستقبلنا
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: كريم. (2) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: محن الدنيا حملناهم. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
الدنيا. (4) كفاية الاثر: 213، عنه البحار: 36 / 354 ح 225، والعوالم: 15
الجزء 3 / 199 ح 181، وصدره في البحار: 41 / 329 ح 50، وج 52 / 267 ح 55.
وأخرج قطعة منه في إثبات الهداة: 1 / 598 ح 568، وج 2 / 442 ح 128. وأورده
المؤلف في غاية المرام: 1 / 231 ح 63. (5) المعافى بن زكريا بن يحيى
النهرواني الجريري، أبو الفرج، يعرف باطرارة، ولد سنة: 305، ومات سنة:
390. (بغية الوعاة). (6) أحمد بن منيع بن عبد الرحمان البغوي، أبو جعفر
الاصم نزيل بغداد، روى عن يزيد بن هارون، مات سنة: 244. (تهذيب الكمال).
(7) من البحار والمصدر.
[ 389 ]
رسول الله
صلى الله عليه وآله متكئا (1) عليك فضحكت إليك وضحكت إلي، فقلت: يا رسول
الله، إن عليا لا يترك زهوه، فقال: ما به زهو ولكنك لتقاتله يوما وأنت له
ظالم ؟ قال: نعم، ولكن كيف أرجع الآن إنه لهو العار.
قال: ارجع بالعار قبل أن يجتمع عليك العار والنار. قال: كيف أدخل النار
وقد شهد لي رسول الله صلى الله عليه وآله بالجنة ؟ فقال: متى ؟ قال: سمعت
سعيد بن زيد (2) يحدث عثمان بن عفان في خلافته انه سمع رسول الله صلى الله
عليه وآله يقول: عشرة في الجنة. قال: فمن العشرة ؟ قال: أبو بكر وعمر
وعثمان بن عفان وأنا وطلحة حتى عد تسعة. قال: فمن العاشر ؟ قال: أنت. قال:
أما أنت (فقد) (3) شهدت لي بالجنة، وأما أنا فلك ولاصحابك من الجاحدين،
ولقد حدثني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله [ قال: ] (4) إن سبعة ممن
ذكرتهم في تابوت من نار في أسفل درك (من) (5) الجحيم، على ذلك التابوت
صخرة إذا أراد الله عزوجل عذاب أهل الجحيم رفعت تلك الصخرة. قال: فرجع
الزبير وهو يقول:
(1) في المصدر: متكئ عليه، وفي البحار: وهو متك عليك. (2). في البحار:
يزيد. (3) ليس في البحار. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر والبحار.
[ 390 ]
نادى علي بأمر (1) لست أجهله * قد كان عمر أبيك الحق مذحين (2) فقلت حسبك
من لومي أبا حسن * فبعض ما قلته اليوم يكفيني
إخترت عارا على نار مؤججة (3) * أنى يقوم لها خلق من الطين فاليوم أرجع من
غي إلى رشد * ومن مغالطة البغضان إلى اللين (4) ثم حمل [ علي ] (5) عليه
السلام على بني ضبة، فما رأيتهم إلا كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، ثم
اخذت المرأة فحملت إلى قصر بني خلف (6)، فدخل علي والحسن والحسين وعمار
وزيد وأبو أيوب خالد بن زيد الانصاري ونزل أبو أيوب في بعض دور الهاشميين،
فجمعنا إليه ثلاثين نفسا من شيوخ [ أهل ] (7) البصرة، فدخلنا إليه وسلمنا
عليه، وقلنا (له) (8): إنك قاتلت مع رسول الله - صلى الله عليه وآله -
ببدر واحد المشركين، والآن جئت تقاتل المسلمين ! فقال: والله لقد سمعت [
من ] (9) رسول الله صلى الله عليه وآله - يقول (10): إنك تقاتل الناكثين
والقاسطين والمارقين [ بعدي ] (11) مع علي بن أبي طالب عليه السلام قلنا:
الله إنك
(1) في المصدر: بصوت. (2) في المصدر: من. (3) أجت النار تؤج بالضم أجيجا:
توقدت. (المصباح المنير). (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: ومن مخالطة
البغضاء إلى اللين، وفي البحار: ومن مغالظة البغضا إلى الكين. (5) من
المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ابي بن خلف. (7)
من المصدر. (8) ليس في المصدر والبحار. (9) من المصدر. (10) في المصدر:
يقول لعلي عليه السلام، وهو ينافي سياق الكلام لان الخطاب على الظاهر إنما
هو لابي أيوب. (11) من البحار. (*)
[ 391 ]
سمعت (ذلك) (1) من رسول الله
صلى الله عليه وآله ؟ قال: (والله لقد سمعت (2) رسول الله صلى الله عليه
وآله يقول ذلك. قلنا: فحدثنا بشئ من رسول الله صلى الله عليه وآله في علي
عليه السلام -) (4)، قال سمعته يقول: علي مع الحق والحق مع علي، وهو
الامام والخليفة بعدي، يقاتل (بعدي) (4) على التأويل كما قاتلت على
التنزيل، وابناه الحسن والحسين سبطاي من هذه الامة إمامان [ إن ] (5) قاما
أو قعدا، وأبوهما خير منهما، والائمة بعد الحسين تسعة من صلبه، ومنهم
القائم الذي يقوم في آخر الزمان كما قمت في أوله، يفتح حصون الضلالة.
قلنا: فهذه التسعة من هم ؟ قال: هم الائمة بعد الحسين عليه السلام خلف بعد
خلف. قلنا: فكم عهد إليك (6) رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون بعده
من الائمة ؟ قال: اثنا عشر. قلنا: فهل سماهم لك ؟ قال: نعم، إنه قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فإذا
هو مكتوب بالنور: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي، ونصرته
بعلي، ورأيت أحد عشر اسما مكتوبا بالنور على ساق العرش
(1) ليس في المصدر. (2) في البحار: قال: الله سمعت. (3) ليس في المصدر. (4) ليس في المصدر والبحار.
(5) من المصدر. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إليكم.
[ 392 ]
بعد علي، (منهم) (1): الحسن والحسين عليا عليا عليا ومحمدا محمدا وجعفرا
وموسى والحسن والحجة. قلت: إلهي وسيدي، من هؤلاء الذين أكرمتهم وقرنت
أسماؤهم باسمك ؟ فنوديت: يا محمد، هم الاوصياء بعدك [ والائمة ] (2)،
فطوبى لمحبيهم، والويل لمبغضيهم. قلنا: فما لبني هاشم ؟ قال: سمعته يقول
(لهم) (3): أنتم المستضعفون [ من ] (4) بعدي. قلنا: فمن القاسطين
والمارقين والناكثين ؟ قال: الناكثين الذين قاتلناهم، وسوف نقاتل القاسطين
و [ أما ] (5) والمارقين فإني والله لا أعرفهم غير أني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول في الطرقات، بالنهر وانات (6) قلنا: فحدثنا بأحسن ما
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: سمعته يقول: مثل مؤمن عند
الله كمثل (7) ملك مقرب، فإن المؤمن عند الله تعالى أعظم من ذلك وليس شئ
أحب إلى الله عزوجل من مؤمن تائب أو (8) مؤمنة تائبة. قلنا: زدنا يرحمك
الله.
(1) ليس في البحار. (2) من
المصدر. (3) ليس في البحار. (4) من المصدر.
(5) من البحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: في الطرقات يقول
بالنهروان. (7) في المصدر: مثل. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
مؤمن ولا مؤمنة.
[ 393 ]
قال: [ نعم ] (1) سمعته يقول: [ لايتم الايمان إلا بولايتنا أهل البيت.
قلنا: زدنا يرحمك الله. قال: نعم، سمعته يقول: ] (2) من قال: لا إله إلا
إلله مخلصا فله الجنة. قلنا: زدنا يرحمك الله. قال: [ نعم ] (3) سمعته صلى
الله عليه وآله يقول: من كان مسلما فلا يمكر ولا يخدع، فإني (4) سمعت
جبرائيل عليه السلام يقول: المكر والخديعة في النار. قلنا: جازاك الله وعن
نبيك وعن الاسلام خيرا. (5) 620 - ابن شهراشوب: من طريق المخالفين من
الرسالة القوامية وحلية الاولياء، واللفظ لها: بالاسناد عن سعيد بن جبير
أنه قال أبو الحمراء (6): قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت ليلة
اسري بي مثبتا على ساق العرش: أنا غرست جنة عدن بيدي، محمد صفوتي من خلقي،
أيدته بعلي، نصرته بعلي. (7) 621 - السمعاني في فضائل الصحابة: بالاسناد
عن أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء قال النبي صلى الله
عليه وآله: لما اسري بي إلى السماء
(1) من المصدر والبحار. (2) من البحار. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: قال.
(5) كفاية الاثر: 114 - 119 وعنه البحار: 36 / 324 ح 182، والعوالم: 15
الجزء 3 / 173 ح 145 وقطعة منه في الجواهر السنية: 218. (6) أبو الحمراء:
خادم رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن أصحاب علي عليه السلام، وعده
البرقي كذلك وقال: هو فارسي. (معجم الرجال). (7) رواه في كشف الغمة: 1 /
329 عن الدار قطني، وعنه البحار: 38 / 345 ذح 19. وأخرجه في حلية
الاولياء: 3 / 27 عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء باختلاف.
[ 394 ]
السابعة نظرت إلى ساق العرش الايمن، فرأيت كتابا فهمته: محمد رسول الله
صلى الله عليه وآله أيدته بعلي، ونصرته به. 622 تاريخ بغداد: روى عيسى بن
محمد البغدادي (1)، عن الحسين ابن إبراهيم البابي، عن حميد الطويل، عن أنس
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا:
لا إله إلا الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أيدته بعلي، نصرته
بعلي، (وذلك قوله تعالى * (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) * (2) يعني علي
بن أبي طالب عليه السلام) (3). (4)
السادس والعشرون وأربعمائة مكتوب على
ساق العرش: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام خير خلق الله
تعالى 623 السيد ولي بن نعمة الله من كتاب جامع الفوائد عن الصدوق أبي
جعفر محمد بن بابويه بإسناده يرفعه إلى أبي ذر رضي الله عنه قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: افتخر إسرافيل على جبرائيل، فقال: أنا
خير منك. فقال جبرئيل: ولم أنت خير مني ؟ قال: لاني صاحب الثمانية حملة
عرش الله، وأنا صاحب النفخة في
الصور، وأنا أقرب الملائكة إلى الله عزوجل.
(1) عيسى بن محمد بن عبيدالله، أبو موسى، حدث بدمشق عن الحسين بن إبراهيم
البابي، روى عنه عبد الله بن عدي الحافظ. (تاريخ بغداد). (2) الانفال: 62.
(3) ما بين القوسين ليس في المصدر. (4) تاريخ بغداد: 11 / 173 ترجمة عيسى
بن محمد بن عبيدالله البغدادي.
[ 395 ]
فقال جبرئيل: أنا خير منك. فقال إسرافيل: وبماذا أنت خير مني ؟ قال
جبرئيل: لاني أمين الله على وحيه ورسوله إلى أنبيائه المرسلين، وأنا صاحب
[ الخسوف ] (1) ما أهلك الله امه من الامم إلا على يدي، فاختصما إلى الله
تبارك وتعالى، فأوحى الله إليهما: اسكتا، فوعزتي وجلالى لقد خلقت من هو
خير منكما. قالا: يا رب، وتخلق من هو خير منا، ونحن خلقنا من نور ! فقال:
نعم، وأوحى الله تعالى إلى حجب القدرة: انكشفي، فانكشفت، فإذا على ساق
العرش مكتوب: لا إله إلا الله، محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين خير خلق
الله. فقال جبرئيل: يا رب، أسألك بحقهم عليك أن تجعلني خادمهم، قال الله
تعالى: قد فعلت فجبرئيل عليه السلام خادم أهل البيت وانه لخادمنا.
السابع
والعشرون وأربعمائة معروفة الملائكة له عليه السلام في السماوات، ومكتوب
على العرش انه تعالى أيد به رسول الله صلى الله عليه وآله، ومكتوب على كل
ورقة شجرة بباب الفردوس انه عليه السلام العروة الوثقى وحبل الله المتين
وعينه على الخلائق
624 شرف الدين النجفي فيما نزل في أهل البيت عليه السلام في القرآن: قال:
روى صاحب كتاب الواحدة أبو الحسن علي بن محمد بن جمهور، عن الحسن بن عبد
الله الاطروش، قال: حدثني محمد بن اسماعيل الاحمسي السراج (2)،
(1) من نسخة (خ). (2) محمد بن إسماعيل بن سمرة الاحمسي أبو جعفر الكوفي
السراج، روى عن وكيع، وثقه ابن أبي حاتم، مات سنة: 260. (تهذيب التهذيب).
[ 396 ]
قال: حدثنا وكيع بن الجراح، قال: حدثنا الاعمش [ عن مورق ] (1) العجلي
(2)، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله
عليه وآله ذات يوم في منزل ام سلمة ورسول الله صلى الله عليه وآله يحدثني
وأنا أسمع إذ دخل علي بن أبي طالب عليه السلام فأشرق وجهه نورا فرحا بأخيه
وابن عمه، ثم ضمه إليه وقبل ما بين عينيه، ثم التفت إلي، فقال: يا أبا ذر،
أتعرف هذا الداخل علينا حق معرفته ؟ قال: أبو ذر: فقلت: يا رسول الله هذا
اخوك، وابن عمك، وزوج فاطمة البتول، وأبو الحسن والحسين سيدي شباب أهل
الجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا ذر، هذا الامام الازهر،
ورمح الله الاطول، وباب الله الاكبر، فمن أراد الله فليدخل الباب. يا أبا
ذر، هذا القائم بقسط الله، والذاب عن حريم الله، والناصر لدين الله، وحجة
الله على خلقه، إن الله عزوجل لم يزل يحتج (به) (3) على خلقه في الامم كل
أمة يبعث فيها نبيا. يا أبا ذر، إن الله عزوجل جعل على كل ركن من أركان
عرشه سبعين ألف ملك ليس لهم تسبيح ولا عبادة إلا الدعاء لعلي وسيعته
والدعاء على أعدائه. يا أبا ذر، لولا علي ما بان حق ما باطل، ولا مؤمن من
كافر ولا عبد الله
لانه ضرب رؤوس المشركين حتى أسلموا وعبدوا الله ولولا ذلك لم يكن ثوابا
ولاعقابا، ولا يستره من الله ساتر (4)، ولا يحجبه من الله حجاب وهو الحجاب
والستر.
(1) من المصدر. (2) مورق العجلي، الامام، أبو المعتمر البصري، يروي عن أبي
ذر رحمه الله ووثقه ابن سعد في الطبقات، مات في ولاية ابن هبيرة على
العراق. (سير أعلام النبلاء). (3) ليس في المصدر. (4) في المصدر، والبحار:
ستر.
[ 397 ]
ثم قرأ رسول الله صلى الله
عليه وآله * (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما
وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ان أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على
المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) *
(1). يا أبا ذر، إن الله تبارك وتعالى تفرد بملكه ووحدانيته (وفردا نيته
في وحدانيته) (2) فعرف عباده المخلصين لنفسه وأباح لهم جنته، فمن أراد أن
يهديه عرفه ولايته، ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عن معرفته. يا أبا ذر،
هذا راية الهدى، وكلمة التقوى، والعروة الوثقى، وإمام أوليائي ونور من
أطاعني وهو الكلمة التي ألزمها الله المتقين، فمن أحبه كان مؤمنا، ومن
أبغضه كان كافرا، ومن ترك ولايته كان ضالا مضلا، ومن جحد وذيته كان مشركا.
يا أبا ذر، يؤتى بجاحد ولاية علي يوم القيامة أصم وأعمى وأبكم، فيكبكب (3)
في ظلمات القيامة [ ينادي: يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ] (4) وفي
عنقه طوق من نار لذلك الطوق ثلاثمائة شعبة، على كل
شعبة منها شيطان يتفل في وجهه ويكلح في جوف قبره إلى النار. فقال أبو ذر:
فقلت: زدني بأبي أنت وامي يا رسول الله. فقال: [ نعم، ] إنه لما عرج بي
إلى السماء (فنظرت إلى سماء الدنيا) (5) أذن ملك من الملائكة وأقام الصلاة
وأخذ بيدي جبرائيل عليه السلام فقدمني وقال [ لي ] (6):
(1) الشوري: 13. (2) ليس في البحار. (3) كبكب الشئ: قلبه وصرعه. (4) من
المصدر والبحار. (5) ليس في البحار، وفي المصدر: فصرت إلى السماء الدنيا.
(6) من المصدر.
[ 398 ]
يا محمد، صل [
بالملائكة فقد طال شوقهم إليك، فصليت ] (1) بسبعين صفا من الملائكة الصف
ما بين المشرق والمغرب لا يعلم عددهم إلا [ الله ] (2) الذي خلقهم عز وجل،
فلما قضيت الصلاة أقبل إلي شرذمة من الملائكة يسلمون علي ويقولون لنا إليك
حاجة، فظننت أنهم يسألوني الشفاعة لان الله عزوجل فضلني بالحوض والشفاعة
على جميع الانبياء. فقلت: ما حاجتكم ملائكة ربي ؟ قالوا: إذا رجعت إلى
الارض فاقرأ عليا منا السلام واعلمه بأنا قد طال شوقنا إليه، فقلت: ملائكة
ربي تعرفوننا حق معرفتنا. فقالوا: يا رسول الله، ولم لا نعرفكم وأنتم أول
خلق خلقه (3) الله من نور خلقكم الله أشباح نور من نور في نور من نور
الله، وجعل لكم مقاعد في ملكوته بتسبيح وتقديس وتكبير له، ثم خلق الملائكة
مما أراد من أنوار شتى، وكنا نمر بكم
وأنتم تسبحون الله وتقدسون وتكبرون وتحمدون وتهللون فنسبح وتقدس ونحمد
ونهلل ونكبر بتسبيحكم وتقديسكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم، فما نزل من
الله عزوجل فإليكم، وما صعد إلى الله تبارك وتعالى فمن عندكم فلما لا
نعرفكم. ثم عرج بي إلى السماء الثانية، فقالت لي الملائكة مثل مقالة
أصحابهم. فقلت: ملائكة ربي، هل تعرفونا حق معرفتنا ؟ فقالوا: ولم لا
نعرفكم وأنتم صفوة الله من خلقه، وخزان علمه، والعروة الوثقى، والحجة
العظمى، وأنتم الجنب والجانب، وأنتم الكراسي واصول القلم فاقرأ عليا منا
السلام.
(1) و (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: خلق.
[ 399 ]
ثم عرج بي إلى السماء الثالثة، فقالت [ لي ] (1) الملائكة مثل مقالة
أصحابهم. فقلت: ملائكة ربي، (هل) (2) تعرفوننا حق معرفتنا ؟ قالوا: ولم لا
نعرفكم وأنتم باب المقام، وحجة الخصام، وعلي دابة الارض، وفصل (3) القضاء،
وصاحب العصا، وقسيم النار غدا، وسفينة النجاة، من ركبها نجى، ومن تخلف
عنها في النار يتردي، (ثم) (4) يوم القيامة أنتم الدعائم من تخوم الاقطار
والاعمدة وفساطيط السجاف الاعلى كواهل أنواركم، فلم لا نعرفكم، فاقرأ عليا
منا السلام. ثم عرج بي إلى السماء الرابعة، فقالت لي الملائكة مثل مقالة
أصحابهم. فقلت: ملائكة ربي، تعرفوننا حق مفرفتنا ؟ فقالوا: ولم لا نعرفكم
وأنتم شجرة النبوة، وبيت الرحمة ومعدن الرسالة،
ومختلف الملائكة، وعليكم ينزل جبرائيل بالوحي من السماء، فاقرأ عليا منا
السلام. ثم عرج بي إلى السماء الخامسة، فقالت [ لي ] (5) الملائكة مثل
مقالة أصحابهم. فقلت: ملائكة ربي، تعرفوننا حق معرفتنا ؟ فقالوا: ولم لا
نعرفكم ونحن نمر (6) عليكم بالغداة والعشي بالعرش وعليه مكتوب: لاإله إلا
الله، محمد رسول الله، أيده (7) الله بعلي بن أبي طالب
(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر
والبحار: الفاصل. (4) ليس في البحار. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر،
وفي الاصل: نمن. (7) في المصدر والبحار: وأيدته.
[ 400 ]
[ وليي ] (1)، فعلمنا [ عند ] (2) ذلك أن عليا ولي من أولياء الله عزوجل،
فاقرأه منا السلام. ثم عرج بي إلى السماء السادسة، فقالت [ لي ] (3)
الملائكة مثل مقالة أصحابهم. فقلت: ملائكة ربي، تعرفوننا حق معرفتنا ؟
فقالوا: ولم لا نعرفكم وقد خلق الله جنة الفردوس وعلى بابها شجرة ليس فيها
ورقة إلا وعليها [ سطر ] (4) مكتوب بالنور: لا إله إلا الله، محمد رسول
الله، علي بن أبي طالب عروة الله الوثقى، وحبل الله المتين، وعينه على
الخلائق أجمعين،
فاقرأه منا السلام. ثم عرج بي إلى السماء السابعة، فسمعت الملائكة يقولون:
الحمد لله الذي صدقنا وعده. فقلت: وبماذا وعدكم ؟ قالوا: يا رسول الله،
لما خلقتم أشباح نور في نور من نور اله عرضت علينا ولايتكم فقبلناها
وشكونا محبتكم إلى الله عزوجل، وأما أنت فوعدنا بأن يريناك معنا في السماء
وقد فعل، وأما علي فشكونا محبته إلى الله عزوجل فخلق لنا [ في ] (5) صورته
ملكا وأقعده عن يمين العرش على سرير من ذهب مرصع بالدر والجواهر، عليه قبة
من لؤلؤة بيضاء يرى باطنها من ظاهرها، وظاهرها من باطنها بلا دعامة من
تحتها، ولا علاقة من فوقها، قال لها صاحب العرش: قومي بقدرتي، فقامت (6)،
فكلما اشتقنا إلى رؤية علي نظرنا إلى ذلك الملك في السماء فاقرأ عليا
(1) (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقالت.
[ 401 ]
منا السلام. (1)
الثامن والعشرون وأربعمائة ما استتم العرش والكرسي، ولا
دار الفلك، ولا قامت السماوات والارض إلا بأن كتب عليها: لا إله إلا الله،
محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين 625 أبو الحسن بن أحمد بن شاذان الفقيه
في المناقب المائة من طريق العامة: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق بشيرا [ ونذيرا ] (2) ما استقر الكرسي
والعرش، ولا دار الفلك، ولا قامت السماوات والارض (3) إلا بأن كتب الله
عليها: لا إله إلا إلله، محمد رسول الله،
علي أمير المؤمنين (4). [ ثم قال: ] (5) وإن الله تعالى [ لما ] (6) عرج
بي إلى السماء واختصني بلطيف ندائة قال: يا محمد. قلت: لبيك ربي وسعديك.
فقال: أنا المحمود، وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، وفضلتك على جميع بريتي،
فانصب أخاك عليا علما [ لعبادي ] (7)، يهديهم إلى ديني. يا محمد، إني [ قد
] (8) جعلت [ المؤمنين أخص عبادي، وجعلت ] (9)
(1) تأويل الآيات: 2 / 781 - 785 وعنه البحار: 40 / 55 ح 90. وأورده في
المحتضر: 77 بإسناده عن أبي ذر رحمه الله. وأخرج قطعة منه في البحار: 8 /
174 ح 122 عن تفسير فرات: 133. (2) من الصمدر. (3) في المصدر: والارضون.
(4) في المصدر: (ولي الله) بدل (أمير المؤمنين). (5) (9) من المصدر.
[ 402 ]
عليا الامير عليهم فمن تأمر عليه لعنته، ومن خالفه عذبته، ومن أطاعه
قربته. يا محمد، إني قد جعلت عليا إمام المسلمين، فمن تقدم عليه أخزيته،
ومن عصاه استجفيته، فإني [ جعلت ] (1) عليا سيد الوصيين، وقائد الغر
المحجلين، وحجتي على خلقي أجمعين. (2)
التاسع والعشرون وأربعمائة أن الله
جل جلاله خاطب رسول الله صلى الله عليه وآله بلغة علي عليه السلام
626 - ابن شهراشوب: عن ابن جرير الطبري (3) بإسناده عن أبي مخنف، عن ابن
عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وقد سئل بأي لغة خاطبك ربك
ليلة المعراج ؟ فقال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب فالهمني ان قلت: يا رب،
خاطبتني أم علي ؟ فقال يا أحمد، أنا شئ لا كالاشياء، لا اقاس بالناس، ولا
او صف بالشبهات، خلقتك من نوري، وخلقت عليا من نورك، فاطلعت على سرائر
(1) من المصدر. (2) مائة منقبة: 49 - 50 ح 24، وعنه اليقين في إمرة أمير
المؤمنين: 57، والمؤلف في غاية المرام: 17 ح 11 وص 45 ح 50 وص 166 ح 52 وص
620 ح 18. وأخرجه في البحار: 27 / 8 ح 16، وج 38 / 121 ح 169 عن اليقين.
وأخرجه في البحار أيضا: 37 / 338 ضمن ح 82، والجواهر السنية: 232، وتأويل
الآيات: 1 / 186 ح 34 عن كنز الكراجكي بإسناده عن ابن شاذان. (3) هو محمد
بن جرير بن يزيد بن كثير أبو جعفر الطبري الآملي، ولد سنة: 224، ومات سنة:
310 - (سير أعلام النبلاء).
[ 403 ]
قلبك
فلم أجد إلى قلبك أحب من حب علي بن أبي طالب خاطبتك بلسانه كيما يطمئن
قلبك. ورواه من طريق المخالفين موفق بن أحمد في كتاب فضائل أمير المؤمنين
عليه السلام: وأنبأني مهذب الائمة هذا أخبرني أبو القاسم نصر بن محمد بن
علي ابن زيرك المقرئ، أخبرني والدي أبو بكر عبد الله، قال: حدثنا أبو علي
عبد الرحمان ابن (1) محمد بن أحمد النيسابوري، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد
الله النانجي
البغدادي من حفظه بدينور، حدثنا محمد بن جرير الطبري، حدثني محمد ابن حميد
الرازي، عن العلاء بن الحسين الهمداني (2)، حدثنا أبو مخنف لوط ابن يحيى
الازدي، عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وقد
سئل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج ؟ قال: خاطبني بلغة علي، فألهمني وذكر
الحديث بعينه إلى آخره. 627 عمر بن إبراهيم الاوسي: قال: روي عن رسول الله
صلى الله عليه وآله قال: لما كانت الليلة التي اسري بي إلى السماء وقف
جبرئيل في مقامه وعبت عن تحية كل ملك وكلامه وصرت بمقام انقطع عني فيه
الاصوات، وتساوى عندي الاحياء والاموات، اضطرب قلبي، وتضاعف كربي، فسمعت
مناديا ينادي بلغة علي بن أبي طالب: قف يا محمد، فإن ربك يصلي. قلت: كيف
يصلي وهو غني عن الصلاة لاحد، وكيف بلغ علي هذا المقام ؟
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: حدثنا أبي، عن عبد الرحمان، وهو تصحيف. (2)
العلاء بن الحسين، من أصحاب الباقر عليه السلام. (رجال الشيخ والبرقي).
(3) مناقب الخوارزمي: 36 - 37، مقتل الحسين عليه السلام له: 42 وعنه
الطرائف: 155 ح 242، وكشف الغمة: 1 / 106، وينابيع المودة: 83. وأخرجه في
البحار: 38 / 312 ح 14 عن الطرائف وكشف الغمة.
[ 404 ]
فقال الله تعالى: اقرأ يا محمد، هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من
الظلمات إلى النور، وصلاتي رحمة لك ولامتك، فأما سماعك صوت علي فإن أخاك
موسى لما جاء جبل الطور وعاين ما عاين من عظيم الامور أذهله ما رآه عما
يلقى إليه فشغلته عن الهيبة بذكر الله حب الاشياء إليه وهي العصا إذ قلت
له: * (وما تلك بيمينك يا موسى) * ولما كان عليا أحب الناس إليك ناديناك
بلغته
وكلامه ليسكن ما بقلبك من الرعب، ولتفهم ما يلقى إليك، قال * (ولي فيها
مآرب اخرى) * بها ألف معجزة ليس هنا موضع ذكرها.
الثلاثون وأربعمائة اقرأ
السلام عليه من الله جل جلاله 628 - أبو الحسن الفقيه بن شاذان في المناقب
المائة: عن جعفر ابن محمد (1)، عن جده، عن أبيه الحسين بن علي - صلوات
الله عليهم أجمعين - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسري بي
إلى السماء وانتهى بي إلى حجب النور كلمني ربي جل جلاله وقال [ لي ] (2):
يا محمد، بلغ علي بن أبي طالب مني السلام، واعلمه أنه حجتي بعدك على خلقي،
به أسقي عبادي الغيث، وبه أدفع عنهم السوء، وبه أحتج عليهم يوم يلقوني،
فإياه فليطيعوا، ولامره فليتأمروا (3)، وعن نهيه فلينتهوا، أجعلهم عندي في
مقعد صدق، وأبيح لهم جناني (4)،
(1) في المصدر: حدثني أبي رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن الحسين، قال:
حدثني محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثني أحمد بن محمد، قال: حدثني أبي،
قال: حدثني عبد الله بن المغيرة ومحمد بن يحيى الخثعمي، قالا، حدثنا محمد
بن بهلول العبدي، عن جعفر ابن محمد... (2) من المصدر. (3) في المصدر
والبحار: فليأتمروا. (4) في المصدر: جنتي.
[ 405 ]
وإن لم يفعلوا أسكنتهم ناري مع الاشقياء من أعدائي ثم لا ابالي. (1) 629 -
ابن شهراشوب: عن أبي يوسف يعقوب بن سفيان (2) وأبو عبيد القاسم بن سلام
(3) في تفسيرهما بالاسناد عن الاعمش، عن مسلم بن البطين (4)، عن ابن جبير،
عن ابن عباس في قوله * (لتركبن طبقا عن طبق) * (5) أي لتقعدن
ليلة المعراج من سماء إلى سماء. ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: لما
كانت ليلة المعراج كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى، فقال لي ربي: يا محمد،
السلام عليك مني اقرأ مني على علي ابن أبي طالب السلام، وقل له فإني احبه،
واحب من يحبه. يا محمد، من حبي لعلي بن أبي طالب اشتققت له اسما من اسمي،
فأنا العلي العظيم وهو علي، وأنا المحمود وأنت محمد. يا محمد، لو عبدني
عبد ألف سنة إلا خمسين عاما قال: ذلك أربع مرات لقيني يوم القيامة وله
عندي حسنة واحدة من حسنات علي بن أبي طالب، قال الله تعالى: * (فما لهم -
يعني المنافقين - لا يؤمنون) * (6) يعني لا يصدقون بهذه
(1) مائة منقبة: 54 ح 28. ورواه الطبري في بشارة المصطفى: 79 بإسناده إلى
ابن شاذان، وعنه البحار: 38 / 138 ح 99. (2) هو يعقوب بن سفيان أبو يوسف
الفسوي، من أهل فسا، ويقال له: ابن أبي معاوية، ولد سنة: 190، ومات سنة:
277. وهو شيعي (سير الاعلام). (3) أبو عبيد الامام الحافظ المجتهد ذو
الفنون، القاسم بن سلام بن عبد الله، ولد سنة: 157، ومات سنة: 224. (سير
الاعلام). (4) مسلم بن عمران، ويقال ابن أبي عمران البطين، أبو عبد الله
الكوفي، روى عن ابن جبير، وروى عنه الاعمش. (تهذيب التهذيب). (5)
الانشقاق: 19. (6) الانشقاق: 20.
[ 406 ]
الفضيلة لعلي بن أبي طالب. (1)
|