الحادي والثلاثون وأربعمائة المنادي لما
خلق الله تعالى السماوات والارض
630 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد،
قال: سمعت يونس بن يعقوب، عن سنان بن طريف، عن أبي عبد الله عليه السلام
يقول قال: أنا أول أهل بيت نوه (2) الله بأسمائنا أنه لما خلق السماوات
والارض أمر مناديا فنادى: أشهد أن لا إله إلا الله - ثلاثا -، أشهد أن
محمدا رسول الله - ثلاثا -، أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا - ثلاثا -.
(3)
الثاني والثلاثون وأربعمائة المكتوب على الشمس 631 - أبو الحسن الفقيه
بن شاذان في المناقب المائة: عن عبد الله ابن مسعود، قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله يقول: إن للشمس وجهين، فوجه يضئ لاهل الارض، ووجه يضئ
لاهل السماء، وعلى الوجهين منها كتابة، ثم قال: أتدرون ما تلك الكتابة ؟
قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: الكتابة التي تلي أهل السماء: * (الله نور
السماوات والارض) * (4)، وأما الكتابة التي تلي أهل الارض: علي عليه
السلام نور الارضين. (5)
(1) أورده المؤلف في حلية الابرار: 2 / 158 ح 4، وتفسير البرهان: 4 / 444
ح 9. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: نوره. ونوه الله أي رفع الله
ذكرنا بين المخلوقات. (3) الكافي: 1 / 441 ح 8 وعنه البحار: 16 / 368 ح
78. (4) النور: 35. (5) مائة منقبة: 77 ح 45 وعنه البحار: 27 / 9 ح 21.
[ 407 ]
الثالث والثلاثون وأربعمائة المكتوب على وجه القمر 632 - ابن شهراشوب: عن
عبد الله بن عبدي الحافظ في تاريخ جرجان والنطنزي في الخصائص، عن ابن عباس
وابن مسعود قال النبي صلى الله عليه وآله: إن
للقمر وجهين، وجه يضئ به أهل السماوات، ووجه يضئ به أهل الارض، والوجه
عليها مكتوب الكتابة التي على وجه السماوات مكتوب عليها: * (الله نور
السماوات والارض) *، والكتابة التي على وجه مكتوب عليها: محمد وعلي نور
الارضين.
الرابع والثلاثون وأربعمائة المكتوب على جبهة ملك نصفه من نار
ونصفه من ثلج 633 - ابن شهراشوب: عن الخطيب في الاربعين بالاسناد عن محمد
ابن الحنفية، قال النبي صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء رأيت
في السماء الرابعة والسابعة ملكا نصفه من نار ونصفه من ثلج، في جبهته
مكتوب: أيد الله محمدا بعلي، فبقيت متعجبا. فقال لي الملك: مم تعجبت ؟ كتب
الله في جبهتي ما ترى قبل الدنيا بألفي عام. 634 - والذي رواه صاحب كتاب
صفوة الاخبار عن الائمة الاطهار: عن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي
طالب، عن محمد بن الحنفية، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما
عرج بي إلى السماء رأيت ملكا نصفه من نار، ونصفه من ثلج، وفي وجهه مكتوب:
أيد الله محمدا بعلي، فبقيت متعجبا.
[ 408 ]
فقال الملك: ولم تعجب ؟ كتب الله ما ترى في وجهي قبل خلق الدنيا بألفي
عام. 635 - والذي رواه من طريق المخالفين موفق به أحمد: قال: أخبرني الشيخ
الامام تاج الدين شمس الادباء أفضل الحفاظ محمد بن بينمان (1) بن يوسف
الهمداني فيما كتب إلي من همدان، حدثنا الشيخ الجليل السيد أبو سعد شجاع
ابن المظفر بن شجاع العدل في ذي الحجة سنة أربع وتسعين وأربعمائة، أخبرنا
الشيخ الامام أبو بكر أحمد بن علي بن لال، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد
الرحمان الحضيني، حدثنا محمد بن زكريا، حدثنا علي بن الحكم الجحدري، حدثنا
الربيع ابن عبد الله الهاشمي، عن عبد الله بن الحسن [ عن علي بن الحسين ]
(2)، عن محمد بن الحنفية قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: لما عرج بي
إلى السماء رأيت في السماء الرابعة والسادسة ملكا نصفه من نار، ونصفه من
ثلج، وفي جبهته مكتوب: أيد الله محمدا بعلي، فبقيت متعجبا. فقال لي الملك:
مم تعجب (يا محمد ؟ إن عليا له فضائل أكثر من هذا ما ترى) (3) كتب الله في
جبهتي [ ما ترى ] (4) خلقت محمدا وعليا قبل الدنيا بألفي عام. (5)
الخامس
والثلاثون وأربعمائة مكتوب على جناح جبرئيل عليه السلام أنه عليه السلام
الوصي 636 - محمد بن علي بن شهراشوب: عن الخطيب في الاربعين قال
(1) كذا في المصدر المحقق، وفي الاصل: تيهان. (2) من المصدر. (3) ليس في
المصدر. (4) من المصدر، وعبارة (خلقت محمدا وعليا) ليست فيه. (5) مناقب
الخوارزمي: 218.
[ 409 ]
النبي صلى الله
عليه وآله: أتاني جبرئيل وقد نشر جناحيه وإذا فيها مكتوب: لا إله إلا
الله، محمد النبي، ومكتوب على الآخر: لا إله إلا الله، علي الوصي. 637 -
ورواه أيضا أخطب خوارزم موفق بن أحمد - عين من أعيان علماء
المخالفين - قال: أخبرنا شهردار إجازة، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد
الله ابن عبدوس الهمداني كتابة، حدثنا أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة
(1)، حدثنا أبو الفرج الصامت بن محمد بن أحمد، حدثني الحسين (2) بن علي بن
عاصم القرشي، حدثني صهيب (3) بن عباد، حدثنا [ أبي، عن ] (4) جعفر بن
محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين [ عن أبيه، ] (5) عن علي بن أبي طالب -
رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتاني جبرئيل وقد
نشر جناحيه فإذا في أحدهما (6) مكتوب: لا إله إلا الله، محمد النبي رسول
الله، وعلى الآخر مكتوب: لا إله إلا الله، علي الوصي. (7) 638 - وعن علي
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أتاني جبرئيل وقد نشر
جناحيه فإذا في أحدهما مكتوب: لا إله إلا الله، محمد النبي، ومكتوب على
الآخر: لا إله إلا الله، علي الوصي. (8)
(1) الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن سلمة بن الحسين بن محمد بن سلمة
الكبير بن عبد العزيز بن عيسى النخشي أبو طاهر الهمداني، روى عنه عبدوس بن
عبد الله، مات سنة: 410. (التدوين في تاريخ قزوين). (2) في المصدر: الحسن.
(3) كذا في المصدر، وفي الاصل: سميت. (4) و (5) من المصدر. (6) كذا في
المصدر، وفي الاصل: فإذا فيها. (7) مناقب الخوارزمي: 147 - 148 ح 172 وعنه
البحار: 27 / 9 ح 19. (8) لا يخفى اتحاده مع ما قبله، ولعله من اشتباه
المؤلف - رحمه الله -.
[ 410 ]
السادس
والثلاثون وأربعمائة المكتوب بين كتفي صرصائيل: علي
مقيم الحجة 639 - أبو الحسن الفقيه بن شاذان في المناقب المائة من طريق
العامة: عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جده (1) الحسين بن علي عليه
السلام [ بينا ] (2) أن النبي صلى الله عليه وآله (كان) (3) في بيت أم
سلمة إذ هبط عليه ملك له عشرون رأسا في كل رأس (له) (4) ألف لسان يسبح
الله ويقدسه [ كل لسان ] (5) بلغة لا تشبه الاخرى، وراحته أوسع من سبع
سماوات وسبع أرضين فحسب النبي صلى الله عليه وآله أنه جبرئيل، فقال: يا
جبرئيل، لم تأتني في مثل هذه الصورة قط ! قال [ الملك ] (6)، ما أنا
بجبرائيل، أنا صرصائيل، بعثني الله إليك لتزوج النور من النور. قال النبي
صلى الله عليه وآله: من ممن ؟ قال: ابنتك فاطمة من علي بن أبي طالب عليه
السلام. قال: فزوج النبي فاطمة من علي بشهادة جبرائيل وميكائيل وإسرافيل
وصرصائيل. قال: فنظر النبي صلى الله عليه وآله فإذا بين كتفي صرصائيل
مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله (نبي الرحمة،) (7) علي بن أبي
طالب مقيم الحجة.
(1) في البحار: وأنبأني أبو العلاء الحافظ الهمداني يرفعه إلى. (2) من
المصدر والبحار. (3) و (4) ليس في المصدر والبحار. (5) من المصدر والبحار.
(6) من المصدر. (7) ليس في البحار.
[ 411 ]
فقال النبي صلى الله عليه وآله يا صرصائيل، منذكم كتب هذا بين كتفيك قال:
من قبل أن يخلق [ الله ] (1) الدنيا باثنتي عشر ألف سنة. (2)
السابع
والثلاثون وأربعمائة المكتوب بين كتفي ملك: محمد رسول الله، علي وصيه 640
محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن
علي، عن علي بن جعفر (3)، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: بينا
رسول الله صلى الله عليه وآله جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: حبيبي جبرائيل، لم أراك في مثل هذه
الصورة. قال الملك: لست بجيرئيل يا محمد، بعثني الله عزوجل ان ازوج النور
من النور. قال: من ممن ؟ قال: فاطمة من علي. قال: فلما ولى الملك إذا بين
كتفيه: محمد رسول الله، علي وصيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
منذكم كتب هذا بين كتفيك ؟
(1) لفظ الجلالة من المصدر، وفيه: (آدم) بدل (الدنيا). (2) مائة منقبة: 35
ح 15. وأخرجه في الحبار: 43 / 123، والعوالم: 11 / 184 ح 26 عن كشف الغمة:
1 / 352 عن مناقب الخوارزمي: 341 بإسناده عن ابن شاذان. وأخرجه في
المحتضر: 133 عن الحسن عليه السلام. (3) علي بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين عليه السلام، روى عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام.
[ 412 ]
قال: من قبل أن يخلق الله آدم باثنين وعشرين ألف عام. (1) 641 صاحب مسند
فاطمة عليه السلام ويقال له مناقب فاطمة عليها السلام: قال: أخبرني [ أبو
الحسن ] (2) على بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين
القمي، قال: حدثني جعفر بن مسرور، قال: حدثنا الحسين ابن محمد بن عامر، عن
معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد البزنطي، عن علي بن جعفر، قال: سمعت أبا
الحسن موسى بن جعفر عليه السلام يقول: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله
جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها، فقال له رسول الله صلى الله
عليه وآله: حبيبي جبرئيل لم أرك في مثل هذه (3) الصورة. فقال الملك: لست
بجبرئيل، أنا محمود بعثني الله أن ازوج النور من النور. قال: من وممن ؟
قال: قاطمة من علي. قال: فلما ولى الملك وإذ بين كتفيه مكتوب: محمد رسول
الله، وعلي وصيه. فقال [ له ] (4) رسول الله صلى الله عليه وآله: منذكم
كتب هذا بين كتفيك ؟ فقال: من قبل أن يخلق الله تعالى آدم بمائتين وعشرين
ألف عام. (5)
(1) الاصول من الكافي: 1 / 460 ح 8 وعنه العوالم: 11 / 195 ح 36. (2) من
المصدر. (3) في المصدر: (بهذه) بدل (في مثل هذه). (4) من المصدر. (5)
دلائل الامامة: 19. وأخرجه في البحار: 43 / 111 ح 23، والعوالم: 11 / 195
ح 36، عن معاني الاخبار: 103 ح 1،
والخصال: 640 ح 17، وأمالي الصدوق: 474 ح 19.
[ 413 ]
الثامن والثلاثون وأربعمائة مكتوب بين منكبي الملك: علي الصديق الاكبر 642
محمد بن العباس: عن جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد ابن عمرو، عن عبد الله
بن سليمان، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن عمر بن الفضل البصري، عن عباد بن
صهيب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عليهم السلام قال: هبط على
النبي صلى الله عليه وآله ملك له عشرون ألف رأس، فوثب النبي صلى الله عليه
وآله ليقبل يده، فقال له الملك: مهلا مهلا يا محمد، فأنت [ والله ] (1)
أكرم على الله من أهل السماوات و [ أهل ] (2) الارضين أجمعين والملك يقال
له محمود، فإذا بين منكبيه مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي
الصديق الاكبر. فقال له النبي صلى الله عليه وآله: حبيبي محمود، منذكم هذا
مكتوب بين منكبيك ؟ قال: من قبل أن يخلق الله آدم أباك باثني عشر ألف عام.
(3)
التاسع والثلاثون وأربعمائة رؤية رسول الله صلى الله عليه وآله له
عليه السلام حين صلى بالنبيين في السماء 643 السيد الرضي في عيون
المعجزات: قال: روي عن الغلابي (4)، عن
(1) و (2) من المصدر والبحار. (3) تأويل الآيات: 664 ح 18، وعنه البحار:
24 / 38 ح 13، وج 35 / 410 ذ ح 4، والبرهان: 4 / 292 ح 6. وأخرجه في
البحار: 27 / 11 ح 25 عن المحتضر: 125. (4) هو محمد بن زكريا المتقدم
ذكره. (*)
[ 414 ]
عمار بن مروان (1)، عن عبيدالله
بن موسى العبسي، قال: أخبرني جبلة المكي، عن طاووس اليماني، عن ابن عباس،
قال: دخلت على عائشة بنت أبي بكر، فقالت: دخلت على رسول الله صلى الله
عليه وآله وهو يقبل فاطمة ويشمها، فقلت: أتحبها يا رسول الله ؟ قال: إنه
لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل وأقام ميكائيل - عليهما السلام
- ثم قيل لي: ادن يا محمد، فصل بهم. فقلت: أتقدم وأنت بحضرتي ! قال: نعم،
إن الله تعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلك أنت خاصة
عليهم وعلى جميع الانبياء، فدنوت وصليت بأهل السماء الرابعة، ثم التفت إلى
يميني فإذا [ أنا ] (2) بإبراهيم - عليه السلام - في روضة من رياض الجنة
وقد اكتنفه جماعة من الملائكة، (ثم التفت إلى شمالي فإذا أنا بأخي علي
بروضة من رياض الجنة واكتنفه جماعة من الملائكة،) (3). ثم اني صرت إلى
السماء السادسة فنوديت: نعم الاب أبوك (إبراهيم) (4)، ونعم الاخ أخوك
ووزيرك علي بن أبي طالب - عليه السلام -، فلما صرت إلى الحجب أخذ بيدي
جبرئيل - عليه السلام - فأدخلني الجنة، فإذا [ أنا ] (5) بشجرة من نور في
أصلها ملكان، يطويان الحلي والحلل، فقلت: حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة ؟
فقال: هذه الشجرة لاخيك ووصيك علي بن أبي طالب عليه السلام، وهذان الملكان
يطويان الحلي والحلل إلى يوم القيامة، ثم نظرت أمامي فإذا أنا برطب ألين
(1) في المصدر: عمران. (2) من المصدر. (3) ما بين القوسين ليس في نسخة (خ).
(4) ليس في نسخة (خ). (5) من المصدر.
[ 415 ]
من الزبد، وبتفاحة رائحتها أطيب من المسك، فأخذت رطبة وتفاحة فأكلتهما
فتحولتا ماء في صلبي، فلما هبطت (إلى) (1) الارض أودعته خديجة، فحملت
بفاطمة حورية إنسية، فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة عليها السلام.
قال ابن عباس: فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فسألته عن فاطمة
عليها السلام فحدثني بما حدثتني به عائشة. (2) وروى هذا الحديث عن ابن
عباس بعض المصنفين أيضا.
الاربعون وأربعمائة رؤية رسول الله صلى الله عليه
وآله له حين صار من ربه كقاب قوسين أو أدنى 644 الشيخ في أماليه: قال
الحفار: حدثني ابن الجعابي، قال: حدثنا أبو عثمان سعيد (3) بن عبد الله بن
عجب الانباري قال: حدثنا خلف بن درست، قال: حدثنا القاسم بن هارون، قال:
سهل بن سفيان، عن همام، عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء دنوت من ربي عزوجل [ حتى ] (4) كان بيني
وبينه كقاب (5) قوسين أو أدني، فقال: يا محمد، من تحبه (6) من الخلق ؟
قلت: يا رب عليا. قال: التفت يا محمد، فالتفت عن يساري فإذا علي بن أبي
طالب عليه السلام.
(1) ليس في المصدر. (2) عيون المعجزات: 56. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: سعد.
(4) من المصدر والبحار. (5) في المصدر والبحار: قاب. (6) في المصدر والبحار: تحب.
[ 416 ]
قلت: قد تقدم من ذلك في الرابع من أول الكتاب في حديث أبي بصير، عن الصادق
عليه السلام وحديث بريدة الاسلمي، عن النبي صلى الله عليه وآله. (1)
الحادي والاربعون وأربعمائة الملك الذي سلم عليه بالوصية 645 - ابن
شهراشوب: من كتاب العترة: ان ملكا نزل من السماء على صفة الطير فقعد على
يد النبي صلى الله عليه وآله فسلم عليه بالنبوة، وعلى يد علي فسلم عليه
بالوصية، وعلى يد الحسن والحسين فسلم عليهما بالخلافة، فقال رسول الله صلى
الله عليه وآله: لم لم تقعد على يد فلان ؟ فقال: انا لا اقعد ارضا عصي
عليها الله فكيف اقعد على يد عصت الله ؟ !
الثاني والاربعون وأربعمائة
الملك الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بأن امته تختلف على وصيه
علي عليه السلام 646 - الطبرسي في الاحتجاج: في حديث ابي بن كعب حين أنكر
على القوم الذين قدموا أبا بكر على أمير المؤمنين عليه السلام قال: فقام [
إليه ] (2) عبد الرحمان بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل،
فقالوا: يا ابي أصابك خبل ؟ أم بك جنة ؟ فقال: بل الخبل فيكم، [ والله ]
(3) كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله [ يوما ] (4) فألفيته يكلم رجلا
أسمع كلامه ولا أرى وجهه (5)، فقال فيما يخاطبه: ما أنصحه لك ولامتك !
وأعلمه بسنتك !
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 1 / 362 وعنه البحار: 18 / 408 ح 114، وج 40 / 33 ح 65.
(2) - (4) من المصدر. (5) في المصدر: شخصه.
[ 417 ]
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفترى امتي تنقاد له من بعدي ؟ قال:
يا محمد، يتبعه من امتك أبرارها، ويخالف عليه من امتك فجارها، وكذلك
أوصياء النبيين من قبلك. يا محمد، إن موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون،
وكان أعلم بني إسرائيل وأخوفهم لله، وأطوعهم له، وأمره الله عزوجل أن
يتخذه وصيا، كما اتخذت عليا - عليه السلام - وصيا كما امرت بذلك، فحسده
بنو إسرائيل، سبط موسى خاصة، فلعنوه وشتموه وعنفوه ووضعوا له، فإن أخذت
(1) امتك سنن بني إسرائيل كذبوا وصيك، وجحدوا إمرته، وابتزوا خلافته،
وغالطوه في علمه. فقلت: يا رسول الله، من هذا ؟ فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله: هذا ملك من ملائكة ربي عزوجل، ينبئني أن امتي تتخلف على وصيي
علي بن أبي طالب - عليه السلام -، واني اوصيك يا ابي بوصية إن حفظتها لم
تزل بخير، يا ابي عليك بعلي، فإنه ذو الهدى (2)، الناصح لامتي، المحيي
لسنتي، وهو إمامكم بعدي، فمن رضي بذلك لقيني على ما فارقته عليه. يا ابي،
ومن غير أو بدل لقيني ناكثا لبيعتي، عاصيا أمري، جاحدا لنبوتي، لا أشفع له
عند ربي، ولا أسقيه من حوضي. فقام إليه رجلان من الانصار فقالوا: اقعد
رحمك الله يا أبي، فقد أديت ما سمعت [ الذي معك ] (3) ووفيت بعهدك. (4)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: فأخذت. (2) فإنه الهادي المهدي. (3) من المصدر. (4) الاحتجاج: 114 وعنه البحار: 8 / 87 (ط الحجر).
[ 418 ]
الثالث والاربعون وأربعمائة حضوره لتجهيز سلمان من المدينة إلى المدائن،
وحضور أخيه جعفر والخضر - عليه السلام، وتبسم سلمان له 647 - ابن شهراشوب:
روى حبيب بن الحسن العتكي (1)، عن جابر الانصاري قال: صلى بنا أمير
المؤمنين - عليه السلام - صلاة الصبح، ثم أقبل علينا فقال: معاشر الناس
أعظم الله أجركم في أخيكم سلمان، فقالوا في ذلك فلبس عمامة رسول الله
ودراعته وأخذ قضيبه وسيفه وركب على العضباء. وقال: يا قنبر ! عد عشرا،
قال: ففعلت فإذا نحن على باب سلمان. قال: زاذان: فلما أدركت سلمان الوفاة
قلت له: من المغسل [ لك ] (2) ؟ قال: من غسل رسول الله صلى الله عليه
وآله. فقلت: إنك بالمدائن وهو بالمدينة ! فقال: يا زاذان، إذا شددت لحيتي
(3) تسمع الوجبة، فلما شددت لحيته سمعت الوجبة وأدركت الباب فإذا أنا
بأمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا زاذان، قضى أبو عبد الله سلمان.
فقلت: نعم يا سيدي، فدخل وكشف الرداء عن وجهه، فتبسم سلمان إلى أمير
المؤمنين عليه السلام فقال [ له ] (4): مرحبا يا أبا عبد الله إذا أتيت
(5) رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقل [ له ] (6) ما مر على أخيك من
قومك، ثم أخذ
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: العبكي. (2) من المصدر.
(3) كذا في المصدر، وفي الاصل: لحيي. (4) من المصدر. (5) في المصدر: لقيت. (6) من المصدر.
[ 419 ]
في تجهيزه، فلما صلى عليه كنا نسمع من أمير المؤمنين عليه السلام تكبيرا
شديدا وكنت رأيت معه رجلين فقال أحدهما جعفر [ أخي ] (1) والآخر الخضر [ -
عليهما السلام -، ومع كل واحد منها سبعون صنفا من الملائكة، في كل صنف ألف
ألف ملك ] (2). (3)
الرابع والاربعون وأربعمائة تسليم الخضر عليه السلام
عليه عليه السلام وقال له: يا رابع الخلفاء 648 - ابن بابويه في عيون
الاخيار: قال: أخبرنا [ أبو الحسن ] (4) محمد ابن إبراهيم [ بن إسحاق ]
(5) - رضي الله عنه -، قال: حدثنا أبو سعيد النسوي (6)، قال: حدثني
إبراهيم بن محمد بن هارون، قال: حدثنا أحمد بن [ أبي ] (7) الفضل البلخي،
قال: حدثني خالي يحيى بن سعيد البلخي، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن
آبائه، عن علي بن أبي طالب - عليهم السلام -، قال: بينما أنا أمشي مع
النبي صلى الله عليه وآله في بعض طرقات المدينة، إذ لقينا شيخ طويل، كث
اللحية، بعيد ما بين المنكبين، فسلم على النبي صلى الله عليه وآله ورحب
به. ثم التفت إلي، فقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته،
أليس هو كذلك يا رسول الله ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: بلى،
ثم مضى فقلت:
(1) و (2) من المصدر.
(3) مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 301، وعنه البحار: 22 / 372 ح 10. (4) و (5)
من المصدر. (6) على وزن الحلبي، منسوب إلى النساء - بالفتح والقصر - وهي
بلدة بسرخس. قال في القاموس: قرية بفارس، وقرية بسرخس، وكرمان، وهمدان.
والظاهر هنانسا سرخس. (7) من المصدر.
[ 420 ]
يا رسول [ الله ] (1)، ما [ هذا ] (2) الذي قال [ لي ] (3) هذا الشيخ
وتصديقك له ؟ قال: أنت كذلك والحمد لله، إن الله تعالى قال في كتابه: *
(إني جاعل في الارض خليفة) * (4) والخليفة المجعول فيها آدم عليه السلام
(وهو الاول) (5)، وقال عزوجل: * (يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض فاحكم
بين الناس بالحق) * (6) فهو الثاني، وقال عزوجل حكاية عن موسى عليه السلام
حين قال لهارون: * (اخلفني في قومي واصلح) * (7) فهو هارون إذ استخلفه
موسى عليه السلام في قومه فهو الثالث، وقال تعالى: * (وأذان من الله
ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر) * (8) وكنت أنت المبلغ عن الله تعالى
وعن رسوله وأنت وصيي ووزيري وقاضي ديني والمؤدي عني، وأنت مني بمنزلة
هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي، فأنت رابع الخلفاء كما سلم عليك
الشيخ، أو لا تدري من هو ؟ قلت: لا. قال: ذاك أخوك الخضر عليه السلام
فاعلم. (9) 649 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان في المناقب المائة: عن
علي ابن الحسين، عن أبيه، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام من لم يقل
إني رابع الخلفاء الاربعة فعليه لعنة الله. قال الحسين بن زيد: فقلت لجعفر
بن محمد: قد رويتم غير هذا
(1) - (3) من المصدر. (4) البقرة: 30.
(5) ليس في المصدر والبحار. (6) ص: 26. (7) الاعراف: 142. (8) التوبة: 3.
(9) عيون الاخبار: 2 / 9 ح 23، وعنه البحار: 36 / 417 ح 2، والعوالم: 15
الجزء 3 / 309 ح 1.
[ 421 ]
فإنكم لا
تكذبون. قال: نعم، قال الله تعالى في محكم كتابه * (وإذ قال ربك للملائكة
إني جاعل في الارض خليفة) * (1) فكان آدم أول خليفة الله [ قوله تعالى: *
(إني جاعل في الارض خليفة) *، وقال: ] (2) * (يا داود إنا جعلناك خليفة في
الارض) * (3) وكان داود الثاني، و [ كان ] (4) هارون خليفة موسى [ قوله
تعالى: * (اخلفني في قومي واصلح) * (5) ] وهو خليفة محمد صلى الله عليه
وآله فمن لم يقل إني رابع الخلفاء الاربعة [ فعليه لعنة الله ] (6). (7)
الخامس والاربعون وأربعمائة النداء الذي سمعه رسول الله - صلى الله عليه و
آله - من تحت العرش انه - عليه السلام - آية الهدى 650 - أبو الحسن بن
شاذان السابق في المناقب المائة: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: ليلة اسري بي إلى السماء السابعة سمعت نداء من تحت العرش:
إن عليا آية الهدى وحبيب من يؤمن بي فبلغ عليا، فلما (8) نزل من السماء
نسي (9) ذلك فأنزل الله تعالى * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من
(1) البقرة: 30.
(2) من المصدر. (3) ص: 26. (4) من المصدر. (5) الاعراف: 142، وما بين
المعقوفين من المصدر. (6) من المصدر. (7) مائة منقبة: 125 منقبة 59 وعنه
المؤلف: في غاية المرام: 69 ح 19، والبرهان: 1 / 75 ح 13. (8) في المصدر:
آية الهدى ووصيي حبيبي فبلغ، فلما. (9) في المصدر: نزلت من السماء نسيت.
[ 422 ]
ربك (- في علي) (1) وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) * (2) الآية. (3)
السادس
والاربعون وأربعمائة المنادي ليلة الاسراء: نعم الاب أبوك إبراهيم، ونعم
الاخ أخوك، واستوص به 651 - من طريق المخالفين موفق بن أحمد: بإسناده عن
أبي ذر في خطبة له عليه السلام بعد موت عثمان تشتمل على مناشدة من حضر من
الصحابة فيما له من الفضائل إلى أن قال: فأنشدتكم هل تعلمون أن رسول الله
صلى الله عليه وآله قال: لما اسري بي إلى السماء السابعة رفعت إلي رفارف
(4) من نور، ثم رفعت إلي
(1) ليس في
المصدر. (2) المائدة: 67. ونسبة النسيان إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو
معصوم من مبدعات أيدي الخونة للاسلام، وصريح الآيات الباهرات والاحاديث
المتواترات على أنه صلى الله عليه وآله معصوم من الخطأ والنسيان والمعصية،
وكذلك الائمة المعصومين والانبياء - عليهم السلام - على أن المعراج قد وقع
وهو - صلى الله عليه وآله - بمكة، واية التبليغ إنما نزلت بالمدينة في
العاشر من الهجرة حينما رجع - صلى
الله عليه وآله - من حجة الوداع، مضافا إلى أنه هل يمكن للنبي صلى الله
عليه وآله نسيان أوامر الله تبارك وتعالى حتى يأخذه الله تعالى في تهديده
وملامته ؟ ! أليس هو مصونا في ابداع الوحي بإجماع الامة الاسلامية، ولو لم
يكن معصوما في غيره فمعذرة إلى الله وإلى رسوله وأوليائه عن مثل هذا
المقال. (3) مائة منقبة: 89 - 90 ح 56 وعنه المؤلف في غاية المرام: 207 ح
13 و 334 ح 5، ومصباح الانوار: 49 (مخطوط). ورواه الحسكاني في شواهد
التنزيل: 1 / 187 ح 242 بإسناده إلى أبي هريرة، والحمويني في فرائد
السمطين: 1 / 158. (4) الرفارف: واحدة الرفرف، قال تعالى: * (متكئين على
رفرف خضر) *. قال الفراء: ذكروا أنها رياض الجنة، وقيل: الفرش والبسط،
والشجر الناعم المسترسل. (لسان العرب).
[ 423 ]
حجب من نور، فوعد النبي صلى الله عليه وآله الجبار لا إله إلا الله بأشياء
(1)، فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب: نعم الاب أبوك إبراهيم،
ونعم الاخ أخوك علي، واستوص به. (2)
السابع والاربعون وأربعمائة أن الله
سبحانه أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله - باتخاذ أمير المؤمنين - عليه
السلام - خليفة ووصيا، وأنه - عليه السلام - راية الهدى، وإمام من أطاع
الله تعالى، ونور أوليائه 652 - من طريق المخالفين أخطب خطباء خوارزم موفق
بن أحمد: قال: أنبأني مهذب الائمة أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي
(3)، أخبرنا [ محمد ابن ] (4) محمد بن عبد العزيز أبو منصور العدل، أخبرنا
هلال بن محمد بن جعفر الحفار، حدثنا أبو بكر محمد بن عمر، حدثنا أبو إسحاق
محمد بن هارون الهاشمي (5)، حدثنا محمد بن زياد النخعي، حدثنا محمد بن
فضيل بن
غزوان (6)، حدثنا غالب الجهني (7)، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه،
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: وقال له بأشياء. (2) مناقب الخوارزمي: 213.
(3) أبو بكر محمد بن الحسين بن علي البغدادي، المزرفي، ولد سنة: 439، ومات
سنة: 527، وثقه الذهبي. (سير الاعلام). (4) من المصدر والبحار. (5) هو
محمد بن هارون بن عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور، أبو إسحاق
بن برية الهاشمي. (تاريخ بغداد). (6) محمد بن فضيل بن عزوان الضبي، مولاهم
أبو عبد الرحمان، ثقة، مات سنة: 295 أو 294. (تهذيب التهذيب، وتقريب
التهذيب، ورجال الشيخ). (7) هو من اصحاب الباقر عليه السلام. (رجال الشيخ).
[ 424 ]
عن جده، قال: قال علي عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما
اسري بي إلى السماء، ثم من السماء إلى سدرة المنتهي وقفت بين يدي ربي
عزوجل، فقال لي: يا محمد. قلت: لبيك وسعديك (يا ربي) (1). قال: [ قد ] (2)
بلوت خلقي فأيهم [ وجدت ] (3) أطوع لك ؟ قال: قلت: يا ربي عليا. قال: صدقت
يا محمد، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك، ويعلم عبادي من كتابي مالا
يعلمون ؟ قال: قلت: [ يا رب ] (4) اختر لي فإن خيرتك خيرتي. قال: قد اخترت
لك عليا، فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا، ونحلته علمي و
خلمي، وهو أمير المؤمنين حقا، لو ينلها أحد قبله، وليست لاحد بعده. يا
محمد، علي راية الهدى، وإمام من أطاعني، (وهو) (5) نور أوليائي، وهو
الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني،
فبشره بذلك يا محمد. فقال النبي صلى الله عليه وآله: قلت: ربي فقد بشرته،
فقال علي عليه السلام: أنا عبد الله وفي قبضته، إن يعاقبني فبذنوبي ولم
يظلمني شيئا فإن تمم (6) لي وعدي فالله مولاي. فقال النبي صلى الله عليه
وآله: [ قلت: ] (7) اللهم اجل قلبه، واجعل ربيعه الايمان بك (8).
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: يتم. (7) من المصدر. (8) في المصدر والبحار: به.
[ 425 ]
قال: قد فعلت ذلك به يا محمد غير اني مختصه (1) بشئ من البلاء لم اخص به
أحدا من أوليائي. قال: قلت: ربي أخي وصاحبي. قال: قد سبق في علمي انه
مبتلى (ومبتلى به) (2)، لولا علي لم يعرف حزبي، ولا أوليائي، ولا أولياء
رسلي. (3) قال مؤلف هذا الكتاب: انظر أيها الاخ إلى ما ترويه العامة من
النص على أمير المؤمنين عليه السلام بأنه الخليفة من الله جل جلاله بأنه
خليفة رسول الله
صلى الله عليه وآله ووصيه، وأنه أمير المؤمنين وليس لاحد قبله ولابعده،
وأنه آية الهدى اي علامة الهدى، وإمام من أطاع الله، ونور أوليائه، وكلمة
التقوى، وكفى بهذا النص على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام، وخليفة رسول
الله رب العامين، وهذا الحديث رواه أثضا مشايخنا قدس الله سبحانه أرواحهم.
653 روى شيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره فيما نزل في أهل
البيت عليهم السلام من القرآن وهو كتاب لم ير مثله: روى عن أحمد ابن محمد
بن سعيد، عن محمد بن هارون، عن محمد بن مالك، عن محمد بن فضيل، عن غالب
الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي صلوات الله
عليهم أجمعين قال: قال [ لي ] (4) النبي صلى الله عليه وآله: لما اسري بي
إلى السماء، ثم إلى سدرة المنتهي أوقفت (من) (5) بين يدي ربي عزوجل، فقال
لي: يا محمد.
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: مستخصه. (2) ليس في المصدر والبحار. (3)
مناقب الخوارزمي: 215 وعنه اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه السلام: 22
باب 22. وأخرجه في البحار: 40 / 13 ح 28 عن اليقين. (4) من المصدر. (5)
ليس في المصدر والبحار.
[ 426 ]
فقلت:
لبيك يا رب وسعديك. قال: قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع لك ؟ قلت: ربي عليا
عليه السلام. قال: صدقت يا محمد، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك، ويعلم
عبادي من كتابي مالا يعلمون ؟
قال: قلت: لا، فاختر لي فإن خيرتك خير لي. قال: قد اخترت لك عليا فاتخذه
لنفسك خليفة ووصيا، وقد نحلته علمي و حلمي وهو أمير المؤمنين حقا ولم
ينلها أحد قبله، وليست لاحد بعده. يا محمد، علي راية الهدى، وإمام من
أطاعني، ونور أوليائي، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه فقد
أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني، فبشره بذلك يا محمد. قال: فبشرته (1) بذلك،
فقال علي عليه: السلام: أنا عبد الله وفي قبضته، إن يعاقبني فبذنبي لم
يظلمني، وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي. فقال النبي صلى الله عليه
وآله: اللهم اجل قلبه فاجعل ربيعه الايمان بك. قال الله سبحانه: قد فعلت
ذلك به يا محمد غير اني مختصه من البلاء بما لا أخص به أحدا من أوليائي.
قال: قلت: ربي أخي وصاحبي. قال: إنه [ قد ] (2) سبق في علمي انه مبتلى
(ومبتلى) (3) به، ولولا علي لم يعرف أوليائي ولا أولياء رسولي (4). (5)
(1) في المصدر والبحار: فبشره. (2) من المصدر. (3) ليس في البحار. (4) في
المصدر: رسلي. (5) تأويل الآيات: 2 / 596 ح 10، وعنه البحار: 24 / 181 ح
14، وج 36 / 159 ح 140.
[ 427 ]
ورواه
الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه: قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت،
قال: أخبرنا ابن عقدة يعني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: أخبرنا محمد بن
هارون الهاشمي (قراءة عليه،) (1) قال: أخبرنا محمد بن مالك [ ابن ] (2)
الابرد النخعي، قال: حدثنا محمد بن الفضيل بن عزوان الضبي، قال:
حدثنا غالب (3) الجهني، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن
جده، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: لما اسري بي إلى السماء وساق الحديث إلى آخره. وفي آخر الحديث: قال
محمد بن مالك: لقيت نصر بن مزاحم المنقري فحدثني عن غالب الجهني، عن أبي
جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اعرج بي إلى السماء وذكر مثله
سواء. قال محمد بن مالك: فلقيت علي بن موسى بن جعفر عليه السلام [ فذكرت
له هذا الحديث، فقال: حدثني به أبو الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر عليه
السلام ] (4)، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: لما اسري بي إلى السماء، ثم من السماء إلى السماء، ثم إلى
سدرة المنتهى وذكر الحديث بطوله. (5)
= وأورده المؤلف في تفسير البرهان: 4 / 199 ح 6 عنه أيضا. (1) ليس في
البحار. (2) من المصدر، وفي البحار: ابن الاثير النخعي. (3) في البحار:
مالك. (4) من البحار. (5) أمالي الطوسي: 1 / 353، وعنه البحار: 37 / 291 ح
5. وفي ج 18 / 371 ح 78 عن الامالي والمحتضر: 147.
[ 428 ]
654 الشيخ أيضا في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد،
قال: أخبرني المظفر بن محمد البلخي (1)، قال: حدثنا محمد بن جبير (2)،
قال: حدثنا عيسى، قال: أخبرنا مخول بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمان بن
الاسود (3)، عن محمد بن عبيد الله، عن عمر بن علي (4)، عن أبي جعفر عليه
السلام، عن آبائه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عهد
إلي عهدا، فقلت: [ يا ] (5) رب بينه لي. قال: اسمع، قلت: سمعت. قال: يا
محمد، إن عليا راية الهدى بعدك، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو
الكلمة التي ألزمها الله المتقين، فمن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد
أبغضني، فبشره بذلك. (6) 655 والذي رواه محمد بن العباس: قال: حدثنا محمد
بن الحسين، عن علي بن منذر، عن مسكين الرجل (7) العابد وقال ابن المنذر
عنه وبلغني انه لم يرفع رأسه إلى السماء منذ أربعين سنة، وقال (أيضا) (8):
حدثنا فضيل الرسان،
(1) المظفر بن محمد البلخي، متكلم مشهور الامر، له كتاب (نقض العثمانية)
على الجاحظ، كتاب (فدك)، روى عنه المفيد رحمه الله (معجم الرجال). (2)
محمد بن جبير بن مطعم، من أصحاب السجاد عليه السلام (رجال الشيخ). (3) عبد
الرحمان بن الاسود: أبو عمرو اليشكري الكوفي، مات سنة: 167، من أصحاب
الصادق عليه السلام (رجال الشيخ). (4) عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب عليهم السلام من أصحاب الباقر عليه السلام، روى عن أخيه الباقر، وهو
من أصحاب الصادق عليه السلام. (رجال الشيخ). (5) من المصدر. (6) أمالي
الطوسي: 1 / 250 وعنه البحار: 24 / 176 ح 6، وج 36 / 55 ح 2، وج 38 / 116
ح 56. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: الرحال.
(8) ليس في المصدر.
[ 429 ]
عن أبي داود،
عن أبي برزة (1)، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الله
عهد إلي في علي عهدا. فقلت: اللهم بين لي. فقال [ لي ] (2): اسمع. فقلت:
اللهم قد سمعت. فقال الله عزوجل: أخبر عليا بأنه أمير المؤمنين، وسيد
أوصياء المرسلين (3)، وأولى الناس بالناس، والكلمة التي ألزمتها المتقين.
(4)
الثامن والاربعون وأربعمائة النجم الذي سقط على داره عليه السلام
دلالة على أنه عليه السلام القائم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
والوصي والخليفة 656 ابن بابويه في أماليه: قال: حدثنا أحمد بن الحسن
القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا بكر بن عبد الله (5)، قال:
حدثنا الحسن بن زياد الكوفي (6)، قال: حدثنا علي بن الحكم، قال: حدثنا
منصور بن
(1) أبوبرزة الاسلمي صاحب
النبي: نفلة بن عبيد على الاصح شهد خيبر والنهروان مع علي عليه السلام مات
سنة: 60. (2) من المصدر. (3) في المصدر: وسيد المسلمين. (4) تأويل الآيات:
2 / 597 ح 11 وعنه اليقين في إمرة أمير المؤمنين: 88 باب 107، والبحار: 24
/ 181 ح 15، والمؤلف في تفسير البهان: 4 / 200 ح 8. وأورده في اليقين في
إمرة أمير المؤمنين عليه السلام: 50 ب 74 وعنه البحار: 37 / 306 ح 34. (5)
بكر بن عبد الله بن حبيب المزني يعرف وينكر، يسكن الري، له كتاب نوادر،
(رجال النجاشي).
(6) الحسن بن زياد العطار مولى بني ضبة، كوفي ثقة، روى عن أبي عبد الله
عليه السلام (رجال النجاشي).
[ 430 ]
أبي الاسود (1)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال:
لما مرض النبي صلى الله عليه وآله مرضه الذي قبضه الله فيه اجتمع إليه أهل
بيته و أصحابه، فقالوا: يا رسول الله، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك ؟ ومن
القائم فينا بأمرك ؟ فلم يجبهم بجواب وسكت عنهم. فلما كان اليوم الثاني
أعادوا عليه [ القول ] (2)، فلم يجبهم عن شئ مما سألوه. فلما كان اليوم
الثالث (أعادوا عليه) (3)، قالوا [ له ] (4): يا رسول الله، إن حدث بك حدث
فمن لنا (من) (5) بعدك ؟ ومن القائم فينا بأمرك ؟ فقال لهم: إذا كان غدا
هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي، فانظروا من هو، فهو خليفتي عليكم
من بعدي، والقائم فيكم بأمري، ولم يكن فيهم أحد إلا وهو يطمع أن يقول له:
أنت القائم من بعدي. فلما كان (في) (6) اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في
حجرته ينتظر هبوط [ النجم ] (7) إذ انقض نجم من السماء قد غلب ضوءه على
ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة علي عليه السلام، فهاج القوم، وقالوا: [ والله
] (8) لقد ضل هذا الرجل وغوى، وما ينطق عن (9) ابن عمه إلا بالهوى، فأنزل
الله تبارك وتعالى
(1) منصور بن أبي
الاسود الليثي، ثقة، كوفي، روى عن أبي عبد الله عليه السلام (رجال
النجاشي). (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر والبحار.
(4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) من
المصدر والبحار. (8) من المصدر. (9) في المصدر والبحار: في.
[ 431 ]
[ في ذلك ] (1) * (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى
إن هو إلا وحي يوحى) * (2) إلى آخر السورة. (3) 657 عنه: قال: حدثنا الحسن
بن محمد بن سعيد الهاشمي (4) الكوفي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات
الكوفي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني، قال: حدثني الحسين بن
علي، قال: حدثني عبد الله بن سعيد [ الهاشمي ] (5)، قال: حدثنا عبد الواحد
بن غياث (6)، [ قال: حدثنا عاصم بن سليمان ] (7)، قال: حدثنا جويبر (8)،
عن الضحاك (9)، عن ابن عباس، قال: صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول
الله صلى الله عليه وآله فلما سلم أقبل علينا بوجهه،
(1) من المصدر. (2) النجم: 1 - 4. (3) أمالي الصدوق رحمه الله: ح 1 وعنه
البحار: 250 / 273 ح 2 وعن مناقب آل أبي طالب: 3 / 10. (4) الحسن بن محمد
بن سعيد الهاشمي الكوفي، من مشائخ الصدوق، حدثه بالكوفة سنة: 354 (معجم
الرجال). (5) من المصدر والبحار.
(6) عبد الواحد بن غياث المربدي البصري أبو بحر الصيرفي، روى عن عبد
الواحد بن زياد، ومات سنة: 240. (7) عاصم بن سليمان الاحول، أبو عبد
الرحمان البصري، مولى بني تميم، روى عنه عبد الواحد بن زياد، ومات سنة:
143، وليعلم أن في سند الحديث سقط لان ابن الغياث لا يروي عن عاصم الاحول
بلا واسطة، بل يروي عنه بواسطة عبد الواحد بن زياد وهو يروي عن الاحول.
(8) جويبر بن سعيد الازدي، أبو القاسم البلخي، عداده في الكوفيين، روى عن
الضحاك (مزي). (9) الضحاك بن مزاحم الهلالي، أبو محمد صاحب التفسير، حدث
عن ابن عباس، وروى عنه جويبر بن سعيد، ومات سنة: 102 أو سنة: 106. (سير
الاعلام).
[ 432 ]
ثم قال: [ أما إنه ] (1) سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار
أحدكم، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والامام بعدي. فلما
كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، وكان
أطمع القوم في ذلك أبي العباس بن عبد المطلب. فلم طلع الفجر انقض الكوكب
من الهواء، فسقط في درا علي بن أبي طالب عليه السلام. فقال رسول الله صلى
الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي، والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت
لك الوصية والخلافة والامامة بعدي. فقال المنافقون عبد الله بن ابي
وأصحابه: لقد ضل محمد في محبة ابن عمه وغوى وما ينطق في شأنه إلا بالهوى،
فأنزل الله تبارك وتعالى * (والنجم إذا هوى) * (2) يقول [ الله ] (3)
عزوجل وخالق النجم إذا هوى * (ما ضل صاحبكم يعني في محبة علي بن أبي طالب
وما غوى وما ينطق عن الهوى [ يعني ] (4) في شأنه إن هو إلا وحي يوحى) *.
ثم قال ابن بابويه: وحدثنا بهذا الحديث شيخ لاهل الري يقال له أحمد بن [
محمد بن ] (5) الصقر الصائغ العدل، قال: حدثنا محمد بن العباس بن بسام،
قال: حدثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي، قال: حدثني أحمد بن [ أبي
] (6) الخطاب، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري (7)، عن أبيه، عن جعفر بن
(1) من المصدر. (2) النجم: 1. (3) لفظ الجلالة من المصدر. (4) (6) من
المصدر. (7) أبو إسحاق الفزاري إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن
خارجة، وثقه النسائي. (سير أعلام النبلاء).
[ 433 ]
محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، عن عبد الله بن عباس بمثل ذلك إلا
إنه [ قال ] (1) في حديثه: يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس ويسقط في
دار أحدكم. (وقال أيضا:) (2) وحدثنا بهذا الحديث شيخ لاهل الحديث يقال له:
أحمد ابن الحسن القطان المعروف بأبي علي [ بن عبد ربه ] (3) عبدويه العدل،
قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن زكرياء القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله
بن حبيب، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الكوفي [ الجعفي ] (4)، قال: حدثنا
إبراهيم بن عبد الله السحري (5) أبو إسحاق، عن يحيى بن حسين المشهدي، عن
أبي هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، قال: سألت ابن عباس عن قول الله عزوجل
* (والنجم إذا هوى) * (6) قال: هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر فسقط في
حجرة علي بن أبي طالب عليه السلام، وكان أبي العباس يحب أن يسقط ذلك
النجم في داره فيحوز الوصية والخلافة والامامة، ولكن أبى الله أن يكون ذلك
غير علي بن أبي طالب عليه السلام، وذلك فضل [ الله ] (7) يؤتيه من يشاء
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين. (8) 658 الشيخ رجب البرسي: بالاسناد
يرفعه عن علي بن محمد الهادي، عن زين العابدين، عن جابر بن عبد الله، أنه
قال: اجتمع أصحاب رسول الله صلى
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) و (4) من المصدر. (5) في المصدر:
السنجري (السحري)، وفي البحار: السجزي. (6) النجم: 1 (7) لفظ الجلالة من
المصدر. (8) أمالي الصدوق: 453 ح 4 وعنه البحار: 35 / 272 ح 1.
[ 434 ]
الله عليه وآله ليلة في عام فتح مكة، فقالوا: يا رسول الله، أما كان من
سنة الانبياء أنهم إذا استقام أمرهم أن يوصي إلى وصي أو من يقوم مقامه
بعده ويأمره بأمره و يسير في الامة كسيرته ؟ فقال صلى الله عليه وآله: قد
وعدني ربي بذلك أن يبين ربي عزوجل من يحب انه من الامة بعدي من هو الخليفة
على امتي بآية تنزل من السماء ليعلموا الوصي بعدي. فلما صلى بهم صلاة
العشاء الآخرة في تلك الساعة نظروا الناس السماء لينظروا ما يكون وكانت
ليلة ظلماء ولا قمر فيها، وإذا بضوء عظيم قد أضاء المشرق والمغرب، وقد نزل
نجم من السماء إلى الارض وجعل يدور على الدور
حتى وقف على حجرة علي بن أبي طالب وله شعاع هائل وصار على الحجرة كالغطاء
على التنور وقد أطل شعاعه الدور وقد فرغ الناس فجعل الناس يهللون ويكبرون،
وقالوا: يا رسول الله، نجم قد نزل من السماء على ذروة حجرة علي بن أبي
طالب عليه السلام. قال: فقام وقال: هو والله الامام من بعدي، والوصي
والقائم بأمره، فأطيعوه ولا تخالفوه، وقدموه ولا تتقدموه، فهو خليفة الله
في أرضه. فقال واحد من المنافقين: ما يقول في ابن عمه إلا بالهوى، وقد
ركبته الغواية حتى لو تمكن أن يجعله نبيا لفعل. قال: فنزل جبرئيل عليه
السلام فقال: يا محمد العلي العلى يقرئك السلام ويقول لك: اقرأ * (بسم
الله الرحمن الرحيم والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن
الهوى إن هو إلا وحي يوحى) * (1) (2)
(1) النجم: 1 - 4. (2) الفضائل لشاذان: 65، والروضة: 30 (مخطوط) باختلاف عنهما البحار: 35 / 274 ح 3.
[ 435 ]
659 ومن طريق المخالفين ما رواه ابن المغازلي الشافعي في المناقب: قال:
أخبرنا [ أبو البركات ] (1) إبراهيم بن محمد بن خلف الحماري السقطي، قال:
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد، قال: حدثنا أبو الفتح أحمد بن الحسن
بن سهل المالكي المصري الواعظ (2) بواسط في القراطيسيين، قال: حدثنا
سليمان بن أحمد الملطي (3)، قال: حدثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد الطائي
(4)، حدثنا ثوبان [ ذوالنون ] (5)، (عن داود،) (6) حدثنا ملك بن غسان
النهشلي (7)، حدثنا ثابت، عن أنس، قال: انقض كوكب على عهد رسول الله صلى
الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انظروا إلى هذا
الكوكب، فمن انقض في داره
فهو الخليفة من بعدي. فنظروا فإذا هو قد انقض في منزل علي فأنزل الله
تعالى * (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو
إلا وحي يوحى) * (8) (9) 660 عنه: قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن
عثمان، قال: أخبرنا
(1) من المصدر. (2) أحمد بن الحسن بن محمد بن سهل، أبو الفتح المالكي
المقرئ الواعظ، ويعرف بابن الحمصي، روى عن سليمان الملطي. (تاريخ بغداد).
(3) سليمان بن أحمد الملطي ثم المصري متأخر. (لسان الميزان). (4) ربيعة بن
محمد أبو قضاعة الطائي، روى عن ذي النون المصري (لسان الميزان). (5)
ذوالنون بن إبراهيم، أبو الفيض المعروف المصري، واسمه: ثوبان، روى عن
مالك، ومات سنة: 245. (تاريخ بغداد). (6) ليس في المصدر. (7) مالك بن غسان
النهشلي البصري، روى عن ثابت. (لسان الميزان). (8) النجم: 1 - 4. (9)
مناقب المغازلي: 266 وعنه البحار: 35 / 280 ح 6. وأورده الذهبي في ميزان
الاعتدال: 2 / 449.
[ 436 ]
أبو عمر محمد
بن العباس بن حيويه (1) الخزاز إذنا، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين ابن
علي الدهان المعروف بأخي حماد (2)، (قال:) (3) حدثنا علي بن محمد بن
الخليل بن هارون البصري، (قال:) (4) حدثنا محمد بن الخليل الجهني، (قال:)
(5) حدثنا هشيم (6)، عن أبي بشر (7)، عن سعيد [ بن جبير ] (8)، عن ابن
عباس رضى الله عنه، قال: كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي صلى
الله عليه وآله إذ انقض كوكب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من انقض
هذا النجم في منزله
فهو الوصي من بعدي. فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد انقض في
منزل علي (ابن أبي طالب) (9) عليه السلام قالوا: يا رسول الله، [ قد ]
(10) غويت في حب علي، فأنزل الله * (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى
إلى قوله بالافق الاعلى) * (11). (12)
(1) محمد بن العباس بن زكريا بن يحيى بن معاذ، أبو عمر الخزاز المعروف
بابن حيويه، ولد سنة: 295، ومات سنة: 382. (تاريخ بغداد) (2) أخو حماد:
أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن الحكم الاسدي الدهان الكوفي. (3)
(5) ليس في المصدر. (6) هشيم بن بشير بن أبي خازم: القاسم بن دينار، أبو
معاوية السلمي الواسطي، سمع أبا بشير جعفر ابن أبي وحشية، ومات سنة: 183.
(7) أبو بشر جعفر بن أبي وحشيه إياس اليشكري البصري ثم الواسطي، حدث عن
سعيد بن جبير، وروى عنه هشيم، وثقه أحمد وابن أبي حاتم، ومات سنة: 124.
(سير الاعلام). (8) من المصدر. (9) ليس في المصدر. (10) من المصدر. (11)
النجم: 1 - 4. (12) مناقب ابن المغازلي: 310 ح 353، عنه الشافعي في
مناقبه: 76، وكفاية الطالب: 260. وأخرجه في تأويل الآيات: 2 / 620 ح 1،
والبحار: 35 / 283 ذ ح 11، والعمدة =
[ 437 ]
التاسع والاربعون وأربعمائة أن رسول الله صلى الله عليه وآله رأى صورة علي
عليه السلام ليلة الاسراء 661 محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد
النوفلي (1)،
عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن بكير (2)، عن حمران
بن أعين، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام، عن قول الله عزوجل في كتابه *
(ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) * (3) فقال: أدنى الله محمدا صلى
الله عليه وآله منه فلم يكن بينه وبينه إلا قفص [ من ] (4) لؤلؤ فيه فراش
من ذهب يتلالا فاوري صورة فقيل له: يا محمد، أتعرف هذه الصورة ؟ فقال:
نعم، هذه صورة علي بن أبي طالب عليه السلام فأوحى الله تعالى إليه أن زوجه
فاطمة واتخده وصيا. (5)
= لابن البطريق: 78 ح 95، وفي البحار: 35 / 283 ح 11 عن الكنز (تأويل
الآيات) والطرائف: 22 ح 16، والمؤلف في حلية الابرار: 2 / 444 ح 11،
وتفسير فرات: 75، وتفسير البرهان: 4 / 246 ح 5. (1) أحمد بن محمد بن موسى
بن الحارث بن عون بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
بن هاشم (رجال النجاشي). (2) عبد الله بن بكير بن أغين بن سنسن أبو علي
الشيباني، مولاهم، روى عن إخوته، وثقه الشيخ. (معجم الرجال). (3) النجم: 8
- 10. (4) من المصدر. (5) تأويل الآيات: 2 / 625 ح 8، عنه البحار: 18 /
410 ح 122، والبرهان: 4 / 250 ح 11. وأخرجه في البحار: 18 / 320 ح 6 عن
المحتضر: 125.
[ 438 ]
الخمسون وأربعمائة
أنه عليه السلام عن ربه جل جلاله في شأن عظيم وتقريب وتكريم
662 أبو الحسن الفقيه بن شاذان في المناقب المائة: عن ابن عباس قال: جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال [ له ] (1): أينفعني حب علي بن أبي
طالب عليه السلام ؟ قال: لا أعلم حتى أسأل جبرئيل عليه السلام، فأتاه
جبرئيل في سرعة (2) [ فسأله النبي عن ذلك، فقال: لا أعلم حتى أسأل
إسرافيل، فارتفع جبرئيل فقال لاسرافيل: أينفع حب علي بن أبي طالب صلوات
الله عليه ؟ ] (3) فقال: لا أعلم حتى اناجي رب العزة، فأوحى الله تعالى
إليه: قل [: يا إسرافيل (4) لا منائي على وحيي أن أبلغوا تحيتي إلى حبيبي
ويقولوا له: إن الله يقرئك السلام ويقول ] (5): أنت مني حيث شئت، وأنا
وعلي منك حيث أنت مني، ومحبوا علي مني حيث علي منك. (6)
الحادي والخمسون
وأربعمائة في جلالة أمره من معرفة الله تعالى ومعرفة رسول الله صلى الله
عليه وآله
(1) من المصدر. (2) في المصدر: الحال. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر،
وفي الاصل: فقال النبي صلى الله عليه وآله: أينفع هذا الرجل حب علي...
فأوحى الله تعالى إلى إسرافيل. (5) من المصدر. (6) مائة منقبة: 43 ح 20،
عنه غاية المرام: 585.
[ 439 ]
663 شرف
الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في الائمة الطاهرة: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: يا علي، ما عرف الله إلا أنا وأنت، ولاعرفني إلا
الله وأنت، ولاعرفك إلا الله وأنا. (1)
الثاني والخمسون وأربعمائة أنه
عليه السلام باهى الله جل جلاله به الملائكة 664 أبو الحسن الفقيه بن
شاذان في المناقب المائة من طريق العامة: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
علي بن الحسين، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نزل علي
جبرئيل عليه السلام صبيحة يوم فرحا (مسرورا) (2) مستبشرا، فقلت: حبيبي [
جبرئيل ] (3)، مالي أراك فرحا مستبشرا ؟ فقال: يا محمد، وكيف لا أكون كذلك
وقد قرت [ عيني ] (4) بما أكرم الله به أخاك ووصيك وإمام امتك علي بن أبي
طالب عليه السلام. فقلت: وبم أكرم الله أخي وإمام امتي ؟ قال: باهى [ الله
] (5) سبحانه وتعالى بعبادته البارحة ملائكته وحملة عرشه، وقال: ملائكتي [
وحملة عرشي ] (6)، انظروا إلى حجتي في أرضي بعد نبيي محمد صلى الله عليه
وآله كيف عفر خده في التراب (7) تواضعا لعظمتي، اشهدكم أنه إمام خلقي،
ومولى بريتي. (8)
(1) تأويل الآيات: 1 / 221 ح 15. وأورده البرسي في المشارق: 112. وأخرجه
في مختصر البصائر: 125، وفي المحتضر: 38 و 165 ومناقب ابن شهر اشوب: 3 /
267 نحوه. (2) ليس في المصدر. (3) (6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي
الاصل: قد عفر خده على التراب. (8) مائة منقبة: 145 ح 77، عنه غاية
المرام: 46 ح 60 وص 167 ح 61.
[ 440 ]
665
ورواه من طريق المخالفين موفق بن أحمد: قال ذكر الامام محمد
ابن شاذان، حدثني محمد بن علي بن الفضل [ بن ] (1) زيات، عن علي بن بزيع
الماجشون (2)، عن إسماعيل بن أبان الوراق، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر بن
محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله: نزل [ علي ] (3) جبرائيل عليه السلام صبيحة يوم فرحا [ مسرورا
] (4) مستبشرا، وذكر الحديث بعينه. قال مؤلف هذا الكتاب: الروايات
والاخبار بما يوازن ذلك ويضاهيه كثيرة من طرق الخاصة والعامة يطلع عليها
من تطلع في الحديث من كتب الخاصة والعامة وهذا القسم أيضا من باب المعجزات
والدلالات والآيات وهذا واضح لامرية فيه ولاشك يعتريه، وهذا من فعل الله
سبحانه لا يفعله إلا نبي أو وصي إمام والحمد لله. (5)
الثالث والخمسون
وأربعمائة الاترجة التي اهديت له يوم قتله عليه السلام عمرو بن عبد ود 666
شرف الدين النجفي: قال روى الحافظ أبو منصور بن شهريار بن
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: الرابيع المحاشون. (3) و
(4) من المصدر. (5) مناقب الخوارزمي: 319 ح 322 عن ابن شاذان، وعنه غاية
المرام: 27 ح 4 وص 34 ح 13 وص 156 ح 18، ومصباح الانوار: 95 (مخطوط)،
وتأويل الآيات: 2 / 452 ح 12، ينابيع المودة: 79 وص 126. وأخرجه في
البحار: 19 / 87 ح 37 عن تأويل الآيات. وأورده في المحتضر: 100 مرسلا.
[ 441 ]
شيرويه بإسناده إلى ابن عباس - رضي الله عنه - قال: لما قتل علي عليه
السلام عمرو بن [ عبد ود ] (1) دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله
وسيفه يقطر دما، فلما رآه كبر وكبر المسلمون. وقال النبي صلى الله عليه
وآله: اللهم اعط عليا فضيلة لم يعطها أحد قبله، ولم يعطها أحد بعده. قال:
فهبط جبرئيل عليه السلام ومعه من الجنة اترجة، فقال لرسول الله - صلى الله
عليه وآله -: إن الله عزوجل يقرأ عليك السلام ويقول لك: حي بهذه علي بن
أبي طالب عليه السلام. قال: فدفعها إلى علي عليه السلام، فانفلقت في يده
فلقتين فإذا فيها حريرة خضراء فيها مكتوب سطران بخضرة: تحفة من الطالب
الغالب إلى علي بن أبي طالب. (2)
الرابع والخمسون وأربعمائة تسبيح الرمان
والعنب في يده عليه السلام 667 - ابن شهراشوب: من الكشف والبيان عن
الثعلبي بالاسناد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه - عليهما السلام - قال: مرض
النبي - صلى الله عليه وآله - فأتاه جبرائيل بطبق فيه رمان وعنب، فأكل
النبي - صلى الله عليه وآله - منه (فسبح،) (3) ثم دخل عليه الحسن والحسين
فتناولا منه فسبح الرمان والعنب، ثم دخل علي فتناول منه فسبح أيضا، ثم دخل
رجل من أصحابه
(1) من المصدر. (2) تأويل الآيات: 2 / 452 ح 12. تقدم في معجزة 140 عن ابن شيرويه الديلمي مع تخريجاته. (3) ليس في المصدر.
[ 442 ]
فأكل فلم يسبح. فقال جبرئيل: إنما يأكل هذا نبي أو وصي نبي أو ولد نبي.
(1)
الخامس والخمسون وأربعمائة الاترجة التي اهديت إليه 668 - صاحب مسند
فاطمة - عليها السلام - ومناقبها: قال: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن
محمد العلوي المحمدي النقيب، قال: حدثنا الاصم بعسقلان، قال: حدثنا الربيع
بن سليمان، قال: حدثنا الشافعي محمد بن إدريس، عن حميد الطويل، عن أنس بن
مالك، وذكر حديث تزويج فاطمة - عليها السلام - من أمير المؤمنين - عليه
السلام - قال الحديث... قال: [ و ] خرج علينا علي - عليه السلام - ونحن في
المسجد إذ هبط الامين جبرئيل عليه السلام وقد أهبط باترجة من الجنة فقال:
يا رسول الله، إن الله يأمرك أن تدفع هذه الاترجة إلى علي بن أبي طالب.
فدفعها النبي - صلى الله عليه وآله - إلى علي - عليه السلام - فلما حصلت
في كفه انقسمت قسمين [ مكتوب ] (2) على قسم: لا إله إلا الله، محمد رسول
الله، علي أمير المؤمنين. وعلى القسم الآخر (مكتوب) (3): [ هدية ] (4) من
الطالب الغالب إلى علي بن أبي طالب. (5)
(1) مناقب آل أبي طالب: 3 / 390، عنه البحار: 43 / 288. (2) من المصدر (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) دلائل الامامة: 13.
[ 443 ]
السادس والخمسون وأربعمائة الذي اشترى درعه جبرئيل والثمن الدراهم من عند
الله تعالى 669 - من الكتاب السابق: بالاسناد السابق عن أنس بن مالك، في
حديث تزويج فاطمة - عليها السلام - من علي - عليه السلام - قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وآله - لعلي عليه السلام: إن الله أمرني أن ازوجك.
فقال: يا رسول الله، إني لا أملك إلا سيفي وفرسي ودرعي. فقال له النبي -
صلى الله عليه وآله -: اذهب فبع الدرع. (قال:) (1) فخرج علي - عليه السلام
- فنادى على درعه فجاءت (2) أربعمائة درهم ودينار. قال: واشتراه دحية بن
خليفة الكلبي [ وكان حسن الوجه ] (3) ولم يكن مع رسول الله - صلى الله
عليه وآله - أحسن وجها منه. قال: لما أخذ علي عليه السلام الثمن وتسلم
دحية الدرع عطف دحية إلى (4) علي، فقال [ له ] (5): أسألك يا أبا الحسن أن
تقبل [ مني ] (6) هذه الدرع هدية ولا تخالفني (في ذلك. قال:) (7) [ فأخذها
منه ] (8) فحمل الدرع والدراهم (9) وجاء بهما إلى
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: فبلغت. (3) من المصدر. (4) في المصدر:
على. (5) و (6) من المصدر. (7) ليس في المصدر. (8) من المصدر.
(9) في المصدر: فحمل الثمن والدرع.
[ 444 ]
النبي صلى الله عليه وآله (ونحن جلوس بين يديه) (1) فقال له: يا رسول
الله، بعت الدرع بأربعمائة درهم ودينار وقد اشتراها دحية الكلبي وقد أقسم
على أن (2) أقبل الدرع هدية وأي شي تأمر أقبله (3) أم لا. فتبسم رسول الله
- صلى الله عليه وآله - وقال: ليس هو دحية لكنه جبرئيل - عليه السلام -
(وإن) (4) الدراهم من عند الله تعالى ليكون شرفا وفخرا لابنتي فاطمة و
زوجة النبي - صلى الله عليه وآله - بها ودخل بعد ثلاث. (5)
السابع
والخمسون وأربعمائة قول الله تعالى له - عليه السلام -: هنيئا مريئا 670 -
البرسي: عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه استدعى يوما
ماء وعنده أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام -، فشرب
النبي - صلى الله عليه وآله - ثم ناوله الحسن - عليه السلام - فشرب، فقال
[ له ] (6) النبي - صلى الله عليه وآله -: هنيئا مريئا يا أبا محمد. ثم
ناوله الحسين - عليه السلام - (فشرب) (7)، فقال النبي - صلى الله عليه
وآله -: هنيئا مريئا يا با عبد الله. ثم ناوله الزهراء فشربت، فقال لها
النبي - صلى الله عليه وآله -: هنيئا مريئا يا ام الابرار الطاهرين.
(1) في المصدر: فطرحهما بين يديه. (2) في المصدر: الكلبي وسألني أن. (3)
في المصدر: هدية، فما تأمرني أقبلها منه. (4) ليس في المصدر. (5) دلائل
الامامة: 13.
(6) من المصدر. (7) ليس في المصدر.
[ 445 ]
ثم ناوله عليا - عليه السلام - فلما شرب سجد النبي صلى الله عليه وآله
فلما رفع رأسه قال له بعض أزواجه: يا رسول الله شربت ثم ناولت الماء
للحسن، فلما شرب قلت له: هنيئا مريئا، ثم ناولته للحسين فشرب فقلت له:
هنيئا مريئا، ثم (1) ناولته فاطمة (فشربت) (2)، فلما شربت قلت لها ما قلت
للحسن و الحسين، ثم ناولته عليا، فلما شرب سجدت فما ذاك ؟ فقال لها: إني
لما شربت [ الماء ] (3) قال لي جبرائيل والملائكة معه: هنيئا مريئا يا
رسول الله، و [ لما ] (4) شرب الحسن قالوا له كذلك، فلما شرب الحسين
وفاطمة قال جبرائيل [ والملائكة ] (5): هنيئا مريئا، فقلت كما قالوا، ولما
شرب أمير المؤمنين - عليه السلام - قال الله له: هنيئا مريئا ياوليي وحجتي
على خلقي، فسجدت لله شكرا على ما أنعم علي [ في ] (6) أهل بيتي. (7)
الثامن والخمسون وأربعمائة مخافة الجني منه - عليه السلام - 671 - البرسي:
ان جنيا (8) كان عند النبي - صلى الله عليه وآله - جالسا فأقبل أمير
المؤمنين - عليه السلام - فجعل الجني يتصاغر لديه تعظيما له وخوفا منه،
فقال: يا رسول الله، إني كنت أطير مع المردة إلى السماء قبل خلق آدم
بخمسمائة عام فرأيت هذا في السماء، فجرحني (9) وألقاني إلى الارض فهويت
إلى (الارض) (10)
(1) في المصدر: له كذلك، ثم. (2) ليس في المصدر. (3) - (6) من المصدر. (7) مشارق أنوار اليقين، عنه البحار: 76 / 57 ح 1.
(8) في المصدر: أما سمعت قصة الجني إذ. (9) في المصدر: فأخرجني. (10) ليس في المصدر.
[ 446 ]
السابعة منها، فرأيته هناك كما رأيته في السماء. (1)
التاسع والخمسون
وأربعمائة أنه عليه السلام ولي أربعين ألف ملك، وقتل أربعين ألف عفريت.
672 البرسي: قال: روى صاحب كتاب المقامات مرفوعا إلى ابن عباس قال: رأيت
عليا يوما في سلك المدينة يسلك طريقا لم يكن لم منفذ فجئت فأعلمت رسول
الله صلى الله عليه وآله. فقال: [ إن ] (2) عليا علم الهدي والهدى طريقه.
قال: فمضى على ذلك ثلاثة أيام، فلما كان في اليوم الرابع أمرنا أن ننطلق
(3) في طلبه. قال ابن عباس: فذهبت إلى (4) الدرب الذى رأيته فيه وإذا
ببياض درعه في ضوء الشمس. قال: فأتيت فأعلمت رسول الله صلى الله عليه وآله
بقدومه، فقام إليه فلاقاه. واعتنقه، وحل عنه الدرع بيده، وجعل يتفقد جسده.
فقال [ له ] (5) عمر: كأنك يا رسول الله تتوهم انه كان في الحرب ! فقال له
النبي صلى الله عليه وآله: يا (عمر) (6) بن الخطاب، والله لقد ولي [ علي ]
(7)
(1) مشارق أنوار اليقين: 217، عنه
المؤلف في حلية الابرار: 2 / 15 - 16 ح 3. (2) من المصدر. (3) في المصدر:
نمضي. (4) كذا في المصدر. وفي الاصل: في.
(5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) من المصدر.
[ 447 ]
أربعين ألف ملك، وقتل أربعين ألف عفريت، (وأسلم على يده أربعون ألف عفريت)
(1)، وأسلم (2) على يده أربعون (ألف) (3) قبيلة من الجن. وإن الشجاعة عشرة
أجزاء: تسعة منها في علي، وواحدة (منها) (4) في سائر الناس. والفضل والشرف
عشرة أجزاء: تسعة منها في علي، وواحد [ منها ] (5) في سائر الناس. وإن
عليا مني بمنزلة الذراع من اليد، وهو ذراعي (6) في قميصي، ويدي التي أصول
بها، وسيفي الذي اجالد به الاعداء، وإن المحب له مؤمن، والمخالف له كافر،
والمقتفي لاثره لاحق. (7).
الستون وأربعمائة تنزل الملائكة عليه في ليلة
القدر 673 محمد بن يعقوب في الكافي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان
علي عليه السلام كثيرا ما يقول: ما اجتمع التيمي والعدوي عند رسول الله
صلى الله عليه وآله وهو يقرأ إنه أنزلناه في (ليلة القدر) (8) بتخشع وبكاء
فيقولان: ما أشد رقتك لهذه السورة ؟ فيقول [ لهما ] (9) رسول الله صلى
الله عليه وآله: لما رأت عيني، ووعى قلبي
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: وأسلمت.
(3) و (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل:
وزري، وهو مصحف. (7) مشارق أنوار اليقين 220 عنه المؤلف في حلية الابرار:
2 / 167 - 168 ح 1. (8) ليس في المصدر. (9) من المصدر.
[ 448 ]
ولما يرى قلب هذا من بعدي. فيقولان: وما الذي رأيت وما الذي يرى ؟ قال:
فيكتب لهما (1) في التراب تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر.
[ قال: ] (2) ثم يقول [ لهما ] (3): هل بقى شئ بعد قوله عزوجل [ من ] (4)
كل أمر ؟ فيقولان: لا. فيقول: هل تعلمان من المنزل إليه بذلك ؟ فيقولان:
أنت يا رسول الله، فيقول: نعم. فيقول: هل تكون ليلة القدر من بعدي ؟
(فيقولان: نعم. قال: فيقول:) (5) فهل ينزل ذلك الامر فيها ؟ فيقولان: نعم.
[ قال: ] (6) فيقول: إلى من ؟ فيقولان: لا ندري، فيأخذ برأسي ويقول: إن لم
تدريا فادريا، هو هذا من بعدي.
[ قال: ] (7) فإن كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله صلى الله عليه
وآله من
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لها. (2) و (3) من المصدر. (4) من البحار. (5) ليس في البحار. (6) و (7) من المصدر.
[ 449 ]
شدة ما يداخلهما من الرعب (في تلك الليلة) (1). (2)
الحادي والستون
وأربعمائة أن بيت علي عليه السلام وفاطمة عليهما السلام له فرجة مكشوطة
إلى العرش 674 الشيخ أبو جعفر الطوسي: عن رجاله، عن عبد الله بن عجلان
السكوني (3)، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: بيت علي وفاطمة [ من ]
(4) حجرة رسول الله صلى الله عليه وآله، وسقف بيتهم عرش رب العالمين، وفي
قعر بيوتهم فرجه مكشوطة إلى العرش معراج الوحي، والملائكة تنزل عليهم
بالوحي صباحا ومساء، و [ في ] (5) كل ساعة وطرفة عين، والملائكة لا ينقطع
فوجهم، فوج ينزل وفوج يصعد. وان الله تبارك وتعالى كشف لابراهيم عليه
السلام عن السماوات حتى أبصر العرش وزاد الله في قوة ناظره. وان الله زاد
في قوة ناظرة محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، وكانوا
يبصرون العرش ولا يجدون لبيوتهم سقفا غير العرش فبيوتهم مسقفة
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) الاصول من الكافي: 1 / 249 ح 5 وعنه تأويل
الآيات: 2 / 823 ح 12، والبحار: 25 / 80 ح
68، والمؤلف في تفسير البرهان: 4 / 483 ح 6. وأخرجه في البحار: 25 / 71 ح
6 عن تأويل الآيات، وفي ج 97 / 21 ح 47 عن بصائر الدرجات: 224 ح 16. (3)
عبد الله بن عجلان السكوني، من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام، وقد
يقال له: الكندي أو الاحمر، وعده ابن شهر اشوب من خواص أصحاب الصادق عليه
السلام. (معجم الرجال). (4) و (5) من تأويل الآيات.
[ 450 ]
بعرش الرحمن (1) ومعارج: [ معراج ] (2) الملائكة، والروح [ فوج بعد فوج لا
انقطاع لهم. وما من بيت من بيوت الائمة منا إلا وفيه معراج الملائكة لقول
الله عزوجل * (تنزل الملائكة والروح ] (3) فيها بإذن ربهم بكل أمر سلام)
*. (4) قال: قلت: من كل أمر ؟ قال: بكل أمر. فقلت: هذا التنزيل ؟ قال: نعم
(5). (6)
(1) كذا في التأويل، وفي
الاصل: بعرش العرش. (2) و (3) من التأويل. (4) القدر: 5 - 6. (5) لا يذهب
عليك ان القرآن مجمع على عدم تحريفه، وأن أمثال ذلك التعبير لا يعني أنه
محرف كيف لا والائمة كلهم عليهم السلام يؤكدون أنه هو الذي نزل على رسول
الله صلى الله عليه وآله فلعل مرادهم عليهم السلام أنه على قراءة أهل
البيت عليهم السلام كانت هكذا،
والمهم في هذا لبحث: هو أن ليلة القدر هل كانت على عهد رسول الله صلى الله
عليه وآله وارتفعت بموته ؟ أم هي باقية إلى يوم القيامة ؟ والصحيح أنها
باقية إلى يوم القيامة لان مداره هو وجود الانسان الكامل وهو موجود إلى
يوم القيامة، وهم الائمة المعصومون من أهل بيت النبوة سلام الله عليهم
ولانه لولا الحجة لصاخت الارض بأهلها بما رحبت، والمضارع أيضا في قوله: *
(تنزل الملائكة) * يدل على استمرار ذلك إلى ما شاء الله ولدوام تنزل كل
أمر مما يحتاج إليه العباد إلى يوم القيامة. (6) تأويل الآيات: 2 / 818 ح
4 وعنه البحار: 25 / 97 ح 71، والمؤلف في البرهان: 4 / 487 ح 25. ويأتي في
معجزة: 107 من معاجر الامام الحسين عليه السلام، ولم نعثر عليه في كتب
الشيخ - رحمه الله.
[ 451 ]
الثاني والستون وأربعمائة الابريق والماء والطشت الذى انزل عليه عليه
السلام 675 محمد بن العباس: عن أحمد بن هوذة، عن إبرايهم بن إسحاق، عن عبد
الله بن حماد، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله صلى الغداة، ثم التفت إلى علي عليه السلام،
فقال: [ يا علي ] (1) ما هذا النور الذي أراه قد غشاك (2) ؟ قال: يا رسول
الله، أصابتني جنابة في هذه الليلة، فأخذت (في) (3) بطن الوادي فلم أصب
الماء، فلما وليت ناداني مناد: يا أمير المؤمنين ؟ فالتفت فإذا خلفي إبريق
مملو من ماء (وطشت من ذهب مملو من ماء) (4) فاغتسلت. فقال رسول الله صلى
الله عليه وآله: يا علي، أما المنادي فجبرئيل، والماء من نهر يقال له:
الكوثر، عليه اثنا عشر ألف شجرة، كل شجرة لها ثلاثمائة وستون غصنا،
فإذا أراد أهل الجنة الطرب هبت ريح فما من شجرة ولا غصن إلا وهو أحلى صوتا
من الآخر. ولولا أن الله تبارك وتعالى كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا،
لماتوا فرحا من شدة حلاوة تلك الاصوات، وهذا النهر في جنة عدن، وهو لي ولك
ولفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وليس لاحد فيه شئ. (5)
(1) من المصدر. (2) في المصدر والبحار: غشيك. (3) ليس في المصدر والبحار.
(4) ليس في البحار. (5) تأويل الآيات: 2 / 857 - 858 ح 4، عنه البحار: 8 /
26 ح 27 (ط الحجر)، والبرهان في تفسير القران: 4 / 513 ح 7.
[ 452 ]
الثالث والستون وأربعمائة أنه عليه السلام يرى النصال والملائكة ترده إليه
عليه السلام 676 ثاقب المناقب: عن الباقر صلوات الله عليه قال: حدثني نجاد
مولى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام
يرمي نصالا، ورأيت الملائكة يردون عليه أسهمه (1) فعميت فذهبت إلى مولاي
الحسين بن علي صلوات الله عليهما فذكرت (2) ذلك إليه، فقال: لعلك رأيت
الملائكة ترد على أمير المؤمنين أسهمه ؟ فقلت: أجل، فمسح بيده على عيني،
فرجعت بصيرا بقوة الله تعالى. (3)
الرابع والستون وأربعمائة خبر القابلة
والسوار 677 البرسي: عن الواقدي، عن جابر، عن سلمان الفارسي رضى الله عنه
قيل: جاء إلى عمر بن الخطاب غلام يافع، فقال له: إن امي جحدت حقي من ميراث
أبي وأنكرتني، وقالت: لست بولدي.
فأحضرها، وقال لها: لم حجرت ولدك هذا الغلام وأنكرته ؟ فقالت له: إنه كاذب
في زعمه، ولي شهود بأني بكر عاتق ما عرفت بعلا، وكانت قد ارشت سبع نفر كل
واحد بعشرة دنانير يشهدون بأني بكر لم أتزوج،
= ورواه الخوارزمي مع أدني تغيير وزيادة تقرير: 305 والگنجي في كفاية
الطالب: 289، وابن المغازلي بصورة اخرى في مناقبه: 94. وتقدم نحوه في
معجزة: 37. (1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ترد سهمه. (2) في المصدر:
فشكوت. (3) الثاقب في المناقب: 344 ح 1.
[ 453 ]
ولا عرفت بعلا. فقال لها: أين شهودك ؟ فأحضرتهم بين يديه فقلن له بما شهدن
انها بكر لم يمسها ذكر ولا بعل. فقال الغلام: بيني وبينها علامة أذكرها
لها عسى تعرف ذلك. فقالت له: قل ما بدالك. فقال الغلام: فإنه كان والدي
شيخا يسمى سعد بن مالك ويقال الحارث المزني اني رزقت في عام شديد المحل
وبقيت عامين كاملين أرضع شاة ثم انني كبرت وسافر والدي مع جماعة في تجارة
فعادوا ولم يعد والدي معهم، فسألتهم عنه وذكروا انه درج، فلما عرفت والدتي
الخبر أنكرتني وأبعدتني وقد أخرتني لحاجة. فقال عمر: هذا مشكل لا ينحل ولا
يحله إلا نبي أو وصي نبي، قوموا بنا إلى أبي الحسن علي عليه السلام.
فمضى الغلام وهو يقول: أين كاشف الكرب ؟ أين خليفة هذه الامة حتما ؟ فجاؤا
به إلى منزل علي بن أبي طالب عليه السلام كاشف الكروب، ومحل المشكلات،
فوقف هناك يقول: يا كاشف الكروب عن هذه الامة. فقال له علي بن أبي طالب
عليه السلام: مالك يا غلام ؟ فشرح قصته. فقال الامام عليه السلام: أين
قنبر ؟ فأجابه: لبيك لبيك يا مولاي. فقال له: امض واحضر الامرأة إلى مسجد
رسول الله صلى الله عليه وآله، فمضى قنبر وأحضرها بين يدي الامام، فقال
لها: ويلك لم جحدت ولدك ؟ فقالت: يا أمير المؤمنين، أنا بكر ليس لي بعل
ولم يمسسني بشر، فقالت: يا مولاي احضر قابلة تنظرني أنا بكر أم عاتق أم
لا، فأحضروا قابلة أهل الكوفة، فلما دخلت بها أعطتها سوارا كان في عضدها،
وقالت لها: اشهدي لي اني بكر،
[ 454 ]
فلما خرجت من عندها قالت له: يا مولاي، إنها بكر. فقال: كذبت، يا قنبر، عر
العجوز وخذ منها السوار. قال قنبر: فأخرجته من كتفها فعند ذلك ضج الخلائق.
فقال الامام عليه السلام: اسكتوا فأنا عيبة علم النبوة. ثم أحضر الجارية
وقال لها: يا جارية أنا زين الدين، أنا قاضي الدين، أنا أبو الحسن والحسين
عليهما السلام، اني اريد أن ازوجك من هذا الغلام المدعي عليك فتقبليه مني
زوجا ؟ فقالت: لا، يا مولاي، أتبطل شرائع الاسلام ؟ فقال هلا: بماذا ؟
فقالت: تزوجني من ولدي كيف يكون ذلك ؟ فقال الامام: جاء الحق وزهق الباطل
إن الباطل كان زهوقا وما كان
وما يكون. فقالت: يا مولاي، خشيت على الميراث. فقال لها عليه السلام:
استغفري الله تعالى وتوبي إليه، ثم انه عليه السلام أصلح بينهما وألحق
الولد بوالدته وبإرث أبيه ما يغني سامعه عما سواه. (1)
الخامس والستون
وأربعمائة حديث المقدسي 678 البرسي: قال: ومما روي من فضائله عليه السلام
من حديث المقدسي وهو مما حكى لنا انه كان رجل من أهل بيت المقدس ورد إلى
مدينة رسول الله
(1) لم نجد الحديث في مشارق الانوار للبرسي. وأورد شاذان بن جبرئيل في
الفضائل: 105 - 106 نحوه بعين السند، عنه البحار: 40 / 628 ح 38، وعن
الروضة له: 6 (مخطوط).
[ 455 ]
صلى الله
عليه وآله وهو حسن الشباب، مليح الصورة، فزار حجرة النبي صلى الله عليه
وآله وقصد المسجد، ولم يزل ملازما له مشتغلا بالعبادة صائم النهار، قائم
الليل، وذلك في زمن عمر بن الخطاب حتى كان أعبد الخلق والخلق يتمنون أن
يكونوا مثله، وكان عمر يأتي إليه ويسأله حاجة فيقول المقدسي: الحاجة إلى
الله تعالى، ولم يزل على ذلك حتى عزم الناس على الحج، فجاء المقدسي إلى
عمر وقال له: يا أبا حفص، قال عزمت على الحج ومعي وديعة احب أن تستودعها
مني إلى حين عودي من الحج. فقال له عمر: هات الوديعة، فاحضر حقا من عاج
عليه قفل من حديد مختوم بختام الشام فتسلم وخرج الشاب مع الوفد، وخرج عمر
إلى الوفد فقال له وصيتك هذا وجعل مودعه للشاب، وقال للمتقدم على الوفد:
استوصي بهذا المقدسي وعليك به خيرا، فرجع عمر وكان في الوفد امرأة من
الانصار ما زالت
تلاحظ المقدسي وتنزل بقربه حيث نزل، فلما كان في بعض الايام دنت منه و
قالت: يا شاب إني لارق والله لهذا الجسم الناعم المترف كيف يلبس الصوف.
فقال لها: يا هذه جسم يأكله الدود، يضره التراب هذا له كثير. فقالت: إني
أغار على هذا الوجه المضئ كيف تشعثه الشمس. فقال لها: يا هذه اتقي الله
وكفي فقد أشغلني كلامك عن عبادة ربي. فقالت له: لي إليك حاجة فإن قضيتها
فلا كلام، وإن لم تقضها فما أنا بتاركك حتى تقضيها لي. فقال لها: وما
حاجتك ؟ فقالت: حاجتي أن تواقعني. فزجرها وخوفها من الله تعالى فلم يردها
ذلك ؟ وقالت: والله لان لم تفعل ما أمرتك به لارمينك بداهية من دواهي
النساء
[ 456 ]
ومكرهن، ولا تنجو منه، فلم يلتفت ولم يعبأ بكلامها. فلما كان في بعض
الليالي وقد سهر أكثر ليله من عبادة ربه، ثم رقد في آخر الليل وغلب عليه
النوم فأتته وتحت رأسه مزادة فيها زاد فانتزعتها من تحت رأسه وطرحت فيها
كيس فيه خمسمائة دينار ثم عادت بها تحت رأسه، فلما ثور الوفد قامت
الملعونة وقالت بالله وبالوفد يا وفد الله، امرأة مسكينة وقد سرقت نفقتها
ومالي إلا الله وأنتم، فحبس المتقدم الوفد وأمر رجلا من الانصار، ورجلا من
المهاجرين أن يفتشوا رحل المهاجرين والانصار ففتش الفريقان فلم يجدوا شيئا
ولم يبق من الوفد إلا من فتش رحله ولم يبق إلا المقدسي وأخبروا متقدم
الوفد بذلك. فقالت: يا قوم ما ضركم لو فتشتموه، فله اسوة بالمهاجرين
والانصار
وما يدريكم أن يكون ظاهره مليح وباطنه قبيح، ولم تزل بهم الامرأة حتى
حملتهم على تفتيش رحله فقصده جماعة من الوفد وهو قائم يصلي، فلما رآهم
أقبل عليهم وقال لهم: ما بالكم وما خبركم ؟ قالوا: هذه الامرأة الانصارية
ذكرت انها قد سرق لها نفقة كانت معها وقد فتشنا رحال الوفد بأسرهم ونحن لا
نتقدم إلى رحلك إلا بدليل لما سبق من وصية عمر بن الخطاب كما فيها يعود
إليك. فقال: يا قوم، ما يضرني ذلك فتشوا ما أحببتم وهو واثق من نفسه فأول
ما نفضوا المزادة التي فيها زاده، فوقع منها الهميان. فصاحت الملعونة:
الله أكبر، هذا والله كيسي ومالي وهو كذا به دينار، وفيه عقد لؤلؤ وزنه
كذا وكذا مثقال، فاختبروه فوجدوه كما قالت الملعونة، فمالوا عليه بالضرب
الموجع والسب والشتم وهو لا يجيب جوابا فسلسلوه وقادوه راجلا إلى مكة.
[ 457 ]
فقال لهم: يا وفد الله، بحق هذا البيت إلا ما تصدقتم علي فتركتموني اقض
الحج وأشهد الله تعالى ورسوله بأني إذا قضيت الحج عدت إليكم وتركت يدي في
أيديكم، فأوقع الله الرحمة في قلوبهم له فأطلقوه، فلما قضى مناسك الحج وما
وجب عليه من الفرائض عاد إلى القوم وقال لهم: ها أنا قد عدت إليكم فافعلوا
بي ما تريدون. فقال بعضهم لبعض: لو أراد المفارقة لما عاد إليكم اتركوه
فتركوه فرجع الوفد طالبا مدينة الرسول - صلى الله عليه وآله - فاعوز تلك
الملعونة الزاد في بعض الطريق فوجدت راعيا فسألته الزاد، فقال لها: عندي
ما تريدين غير اني لا أبيعه فإن اثرت أن تمكنيني من نفسك ففعلت وأخذت منه
زادا، فلما انحرفت عنه عرض لها
إبليس - لعنه الله تعالى - فقال لها: فلانة أنت حامل. فقالت: ممن ؟ فقال
لها: من الراعي. فقالت: وافضيحتاه. فقال لها: لا تخافي مع رجوعك إلى الوفد
قولي لهم إني سمعت قراءة المقدسي فقربت منه، فلما غلبني النوم دنا مني
وواقعني ولم يمكني من الدفاع عن نفسي بعد الفوات وقد حملت منه وأنا امرأة
من الانصار وما معي جماعة من أهلي، ففعلت الملعونة ما أشار عليها اللعين
إبليس ولم يشكوا في قولها لما عاينوا أولا من وجود المال في رحله فاعكفوا
على الشاب وقالوا: يا هذا، ما كفاك السرقة حتى فسقت، فأوجعوه ضربا وأوسعوه
شتما وسبا وعادوه إلى السلسلة وهو لا يرد عليهم جوابا. فلما قربوا من
المدينة على ساكنها السلام خرج عمر ومعه جماعة من المسلمين للقاء الوفد،
فلما قربوا لم يكن لهم هم إلا السؤال عن الوفد المقدسي.
[ 458 ]
فقالوا له: يا أبا حفص، ما أغفلك عنه وقد سرق وفسق، وقصوا عليه القصة فأمر
بإحضاره بين يديه وهو مسلسل، فقال: ويلك يا مقدسي، أتظهر خلاف ما بطن فيك
حتى فضحك الله تعالى، والله لانكلن بك أشد نكال، وهو لايرد جوابا، فجمع له
الخلق وازدحهم الناس لينظروا ما يفعل به وإذا بنور قد سطع فتأملوه
الحاضرون وإذا به عيبة علم النبوة علي بن أبي طالب عليه السلام. فقال عليه
السلام: ما هذا الرهج في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقالوا: يا
أمير المؤمنين، الشاب المقدسي الزاهد قد سرق وفسق. فقال عليه السلام: ما
فسق، ولا سرق، ولا حج أحد غيره.
قال: فلما أخبروا عمر قام قائما وأجلسه مكانه لينظر إلى الشاب المقدسي
مسلسل مطرق إلى الارض والامرأة قائمة. فقال لها أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام محل المشكلات، وكاشف الكربات: قصي علي قصتك، فأنا باب
مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالت: يا أمير المؤمنين، إن هذا
الشاب سرق مالي وقد شاهد الوفد في مزادته، وما كفاه ذلك حتى كنت ليلة من
الليالي قربت منه فاسترقني بقراءته واستنامني، ووثب إلي فواقعني، وما
تمكنت من المدافعة عن نفسي خوفا من الفضيحة، وقد حملت منه. فقال لها أمير
المؤمنين عليه السلام: كذبت يا ملعونة فيما ادعيت عليه، يا أبا حفص اعلم
أن هذا الشاب مجبوب ليس له إحليل وإحليله في حق عاج، ثم قال: يا مقدسي،
أين الحق ؟ فعند ذلك رفع طرفه إلى السماء، وقال: يا مولاي، من علم بذلك
علم أين هو الحق، فالتفت - عليه السلام - إلى عمر، وقال له: يا أبا حفص قم
هات وديعة المقدسي هذا الرجل. فأرسل عمر واحضر الحق ففتحوه وإذا فيه خرقة
من حرير فيها إحليله.
[ 459 ]
فعند ذلك قال الامام عليه السلام: قم يا مقدسي، فقام. فقال: جردوه من
ثيابه لينظروا ويتحقق حاله فمن اتهمه بالفسق، فجردوه من ثيابه وإذا به
مجبوب، فضج العالم، فقال لهم: اسكتوا واسمعوا مني حكومة أخبرني بها ابن
عمي رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: يا ملعونة، لقد تجريت على الله،
ويلك ألم تأتي إليه وقلت له: كيت وكيت فلم يجبك إلى ذلك، فقلت له: والله
لارمينك بحيلة من حيل النساء لا تنجو منها ؟
فقالت: بلى يا أمير المؤمنين كان ذلك. فقال عليه السلام -: ثم انك
استومنتيه في حال الكيس فتركته في مزادته قري قري. قالت: نعم يا أمير
المؤمنين. فقال عليه السلام: اشهدوا عليها. ثم قال لها: وهذا حملك من
الراعي الذي طلبت منه الزاد، قال لك: أنا لا أبيع الزاد ولكن مكنيني من
نفسك وخذي حاجتك، ففعلت ذلك، وأخذت الزاد وهو كذا وكذا ؟ قالت: صدقت يا
أمير المؤمنين. قال: فضج العالم فسكتهم، وقال لها: فلما خرجت عن الراعي
عرض لك شيخ صفته كذا وكذا، فناداك وقال لك: يا فلانة، لا بأس عليك أنت
حامل من الراعي، فصرخت وقلت: واسوأتاه، فقال: لا تخافي قولي للوفد إن
المقدسي استنامني وواقعني وقد حملت منه فيصد قوك كما ظهر لهم من سرقته
ففعلت ذلك ما قال لك الشيخ. فقالت: كان ذلك يا أمير المؤمنين. فقال: هو
اللعين إبليس فعجب الناس من ذلك.
[ 460 ]
فقال عمر: يا أبا الحسن، ما تصنع بها ؟ فقال: يحفر لها في مقابر اليهود
إلى نصفها وترجم بالحجارة، ففعل بها ذلك كما أمر مولانا أمير المؤمنين
عليه السلام وأما المقدسي فلم يزل ملازم مسجد رسول الله صلى الله عليه
وآله إلى أن قبض - رضي الله عنه فعند ذلك قام عمر وهو يقول: لولا علي لهلك
عمر، ولا يصدق إلا في ذلك ثم انصرف الناس وقد عجبوا من حكومة علي بن أبي
طالب عليه السلام. (1)
السادس والستون وأربعمائة اسمه عليه السلام مكتوب على الشجر بالصين 679 -
محمد بن سنان: قال دخلت على الصادق عليه السلام فقال لي: من بالباب ؟ قلت:
رجل من الصين. قال: فأدخله، فلما دخل قال له أبو عبد الله عليه السلام -:
هل تعرفوننا بالصين ؟ قال: نعم يا سيدي. قال: وبماذا تعرفوننا ؟ قال: يابن
رسول الله، إن عندنا شجرة تحمل كل سنة وردا يتلون في اليوم مرتين، فإذا
كان أول النهار نجد مكتوبا عليه: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وإذا
كان آخر النهار فإنا نجد مكتوبا عليه: لا إله إلا الله، علي خليفة رسول
الله. (2)
السابع والستون وأربعمائة مثله على شجر 680 - ابن شهراشوب: عن
كليب بن وائل قال: رأيت ببلاد الهند شجرا له ورد أحمر فيه مكتوب: محمد
رسول الله، علي أخوه، وكثيرا ما يوجد على
(1) لم نعثر عليه في مشارق أنوار اليقين، بل وجدنا نحوه في فضائل شاذان بن
جبرئيل: 107، والروضة له: 6 - 8 (مخطوط) وعنهما البحار: 40 / 270 ح 39.
(2) خرائج الراوندي: 2 / 569 ح 25، عنه البحار: 42 / 18 ح 4.
[ 461 ]
الاشجار والاحجار نقش محمد وعلي. (1)
الثامن والستون وأربعمائة مثله 681
عن محمد بن مسلم: قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه
المعلى بن خنيس (2) باكيا، فقال: وما يبكيك ؟ قال: بالباب قوم يزعمون أن
ليس لكم عليهم (3) فضل، وأنكم وهم شئ واحد، فسكت، ثم دعا بطبق من تمر فأخذ
منه تمرة، فشقها نصفين، وأكل التمر،
وغرس النوى في الارض، فنبتت فحمل بسرا فأخذ منها واحدة، فشقها [ نصفين ]
(4)، وأكل، فأخرج منها رقا ودفعه إلى المعلى (بن خنيس) (5)، وقال له: اقرا
فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي
المرتضى، والحسن والحسين وعلي بن الحسين وعدهم واحدا وحدا إلى الحسن [ ابن
علي ] (6) (العسكري) (7) وابنه (أولياء الله) (8). (9)
(1) ذكر الحديث في لسان الميزان: 4 / 490 رقم 1558، وفيه: كليب أبو وائل:
روى قريش بن أنس عن كليب هذا. (2) معلى بن خنيس أبو عبد الله مولى الصادق
عليه السلام كوفي بزاز، وعده الشيخ في السفراء الممدوحين، وكان من قوام
أبي عبد الله عليه السلام وإنما قتله داود بن علي بسببه وهو جليل القدر
ومن خالصي شيعة أبي عبد الله عليه السلام، ووثقه ابن خالويه. (معجم
الرجال). (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: علينا. (4) من المصدر. (5) ليس في
المصدر. (6) من المصدر. (7) ليس في المصدر. (8) ليس في المصدر والبحار.
تأويل الآيات: 2 / 624 ح 25، عنه إثبات الهداة: 3 / 118 ح 146، والبحار:
47 / 102 ح 125.
[ 462 ]
التاسع والستون
وأربعمائة مثله 682 أبو هارون: قال: كنت عند أبي عبد الله صلوات الله عليه
إذ دخل عليه رجل قال: بما تفتخرون [ علينا ] (1) ولد أبي طالب (2) ؟ قال:
وكان بين يديه
طبق [ فيه رطب ] (3) فأخذ - عليه السلام - رطبة ففلقها واستخرج نواها، ثم
غرسها في الارض وتفل عليها فخرجت من ساعتها وربت حتى ادركت وحملت، واجتنى
منها رطب وقدم إليه في طبق وأخذ واحدة ففلقها وأكل و [ إذا ] (4) على
نواها مكتوب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أهل بيت رسول الله صلى
الله عليه وآله خزان الله في أرضه. (ثم) (5) قال أبو عبد الله عليه السلام
- أتقدرون على مثل هذا ؟ قال الرجل: والله لقد دخلت عليك وما على بسيط
الارض [ أحد ] (6) أبغض إلي منك. (7)
السبعون وأربعمائة مثله 681 - محمد
بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة: قال: أخبرنا سلامة
= وأخرجه في إثباة الهداة: 3 / 144 ح 256 عن الصراط المستقيم: 2 / 188 ح
19 باختصار. (1) من المصدر. (2) في المصدر: ولد عبد المطلب. (3) و (4) من
المصدر. (5) ليس في نسخة (خ). (6) من المصدر. (7) الثاقب في المناقب: 126
ح 3. والظاهر من الحديث - كما ترى - من معجزات الصادق عليه السلام.
[ 463 ]
ابن محمد (1)، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عمر المعروف بالحاجي، قال:
حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي الرازي (2)، قال: حدثنا جعفر بن محمد
الحسني، قال: حدثني عبيد بن كثير، (3) قال: حدثنا أحمد (4) بن موسى
الاسدي،
عن داود بن كثير الرقي، قال: دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه
السلام - بالمدينة، فقال لي: ما الذي أبطأ بك: عنا يا داود ؟ فقلت: حاجة
عرضت بالكوفة: فقال: من خلفت بها ؟ فقلت: جعلت فداك، خلفت بها عمك زيدا،
تركته راكبا على فرس متقلدا مصحفا (5)، ينادي بأعلى صوته: سلوني سلوني قبل
أن تفقدوني، فبين جوانحي علم جم، قد عرفت الناسخ من المنسوخ، والمثاني
والقرآن العظيم، واني العلم بين الله وبينكم. فقال لي: يا داود، لقد ذهبت
بك المذاهب ! ثم نادى: يا سماعة بن مهران، ائتني بسلة الرطب، فأتاه بسلة
فيها رطب،
(1) سلامة بن محمد بن اسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أبي الاكرم أبو
الحسن الازرني، ثقة، جليل، مات سنة: 339. (النجاشي). (2) حمزة بن القاسم
بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيدالله بن العباس عليه السلام: ثقة، جليل
القدر، من أصحابنا، كثير الحديث، وقبره يبعد عن الحلة قريبا من أربعة
فراسخ، وهو مزار معروف (النجاشي). (3) عبيد بن كثير بن محمد، وقيل: عبيد
بن محمد بن كثير بن عبد الواحد بن عبد الله بن شريك بن عدي أبو سعيد
العامري الكلابي الوحيدي، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر عليهم السلام -،
مات سنة: 294. (النجاشي). (4) في المصدر: أبو أحمد. (5) في المصدر. سيفا.
[ 464 ]
فتناول منها رطبة فأكلها واستخرج النواة من فيه فغرسها في الارض، ففلقت
فتناول منها رطبة فأكلها واستخرج النواة من فيه فغرسها في الارض، ففلقت
وأنبتت وأطلعت وأعذقت، فضرب بيده إلى بسرة من عذق فشقها واستخرج منها رقا
أبيض ففضه ودفعه الي، فقال: اقرأه فقرأته فإذا فية [ مكتوب ] (1) سطران:
السطر الاول: لا اله الا الله، محمد رسول الله. والثانى: * (ان عدة الشهور
عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة
حرم ذلك الدين القيم) * (2) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الحسن بن علي،
الحسين بن علي، علي بن الحسين، محمد بن علي، جعفر بن محمد، موسى بن جعفر،
علي بن موسى، محمد بن على، علي ابن محمد، الحسن بن علي، الخلف الحجة. ثم
قال: يا داود أتدري متى كتب هذا في هذا ؟ قلت: الله أعلم ورسوله وأنتم.
قال: قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام. (3)
(1) من البحار. (2) التوبة: 36. (3) غيبة النعماني: 87 ح 18، وعنه البحار:
24 / 243 ح 4 وج 47 / 141 ح 193. وفي البحار: 36 / 400 ح 10، والعوالم: 15
- 3 / 274 ح 11، عنه وعن تأويل - الآيات: 1 / 203 ح 12، وأخرجه في البحار:
46 / 173 ح 26، عن مقتضب الاثر: 30. وفي معجم أحاديث الامام المهدى عليه
السلام: 5 / 152 ح 1575 عن المصادر المذكورة ومصادر أخرى، فراجع. وأنت ترى
أن الحديث من معاجز الامام الصادق عليه السلام - لا من معجزات أمير
المؤمنين عليه السلام بل من مناقبه عليه السلام. (*)
|