السيد هاشم البحراني ج 3
فتناول منها رطبة فأكلها واستخرج النواة من فيه فغرسها في الارض، ففلقت
وأنبتت وأطلعت وأعذقت، فضرب بيده إلى بسرة من عذق فشقها واستخرج منها رقا
أبيض ففضه ودفعه الي، فقال: اقرأه فقرأته فإذا فية [ مكتوب ] (1) سطران:
السطر الاول: لا اله الا الله، محمد رسول الله. والثانى: * (ان عدة الشهور
عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة
حرم ذلك الدين القيم) * (2) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الحسن بن علي،
الحسين بن علي، علي بن الحسين، محمد بن علي، جعفر بن محمد، موسى بن جعفر،
علي بن موسى، محمد بن على، علي ابن محمد، الحسن بن علي، الخلف الحجة. ثم
قال: يا داود أتدري متى كتب هذا في هذا ؟ قلت: الله أعلم ورسوله وأنتم.
قال: قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام. (3)
(1) من البحار. (2) التوبة: 36. (3) غيبة النعماني: 87 ح 18، وعنه البحار:
24 / 243 ح 4 وج 47 / 141 ح 193. وفي البحار: 36 / 400 ح 10، والعوالم: 15
- 3 / 274 ح 11، عنه وعن تأويل - الآيات: 1 / 203 ح 12، وأخرجه في البحار:
46 / 173 ح 26، عن مقتضب الاثر: 30. وفي معجم أحاديث الامام المهدى عليه
السلام: 5 / 152 ح 1575 عن المصادر المذكورة ومصادر أخرى، فراجع. وأنت ترى
أن الحديث من معاجز الامام الصادق عليه السلام - لا من معجزات أمير
المؤمنين عليه السلام بل من مناقبه عليه السلام. (*)
[ 1 ]
بنياد معارف اسلامي تأسيس 1362 قم
(24) مدينة معاجز الائمة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر تأليف العلم
العلامة السيد هاشم البحراني " قدس سره " الجزء الثالث مؤسسة المعارف
الاسلامية
[ 2 ]
هوية الكتاب: إسم
الكتاب: مدينة معاجز الائمة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر ج 3.
تأليف: السيد هاشم بن سليمان البحراني - رحمه الله -. تحقيق ونشر: مؤسسة
المعارف الاسلامية \ بإشراف الشيخ عزة الله المولائي. صف الحروف: مؤسسة
المعارف الاسلامية. الطبعة: الاولى 1414 ه. ق. المطبعة: فروردين العدد:
2000 نسخة السعر: 4800 ريال.
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[ 4 ]الحادي والسبعون وأربعمائة اسمه - عليه السلام - مكتوب على السحاب
الحادي والسبعون وأربعمائة اسمه - عليه السلام - مكتوب على السحاب 684 -
الامام أبو محمد العسكري - عليه السلام: ان رسول الله - صلى الله عليه
وآله - كان يسافر إلى الشام مضاربا لخديجة بنت خويلد، وكان من مكة إلى بيت
المقدس مسيرة شهر، وكانوا في حمارة القيظ يصيبهم حر تلك البراري (1) وربما
عصفت عليهم فيها الرياح، وسفت عليهم الرمال والتراب. وكان الله تعالى في
تلك الاحوال يبعث لرسول الله - صلى الله عليه وآله - غمامة تظله فوق رأسه،
تقف لوقوفه، وتزول لزواله (2)، إن تقدم تقدمت، وإن تأخر تأخرت، وإن تيامن
تيامنت، وإن تياسر تياسرت، فكانت تكف عنه حر الشمس من فوقه، وكانت تلك
الرياح المثيرة لتلك الرمال [ والتراب ] (3) تسفيها في وجوه قريش ووجوه
رواحلهم حتى إذا دنت من محمد (رسول الله) (4) - صلى الله عليه وآله - هدأت
وسكنت، ولم تحمل شيئا من رمل ولا تراب، وهبت عليه ريح باردة لينة حتى كانت
قوافل
(1) في المصدر: البوادي. (2) في المصدر: بوقوفه وتزول بزواله. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر.
[ 6 ]
قريش يقول قائلها: جوار محمد - صلى الله عليه وآله - أفضل من جوار خيمته
(1)، فكانوا يلوذون به، ويتقربون إليه، فكان الروح يصيبهم بقربه، وإن كانت
الغمامة مقصورة عليه، وكان إذا اختلط بتلك القوافل الغرباء فإذا الغمامة
تسير في موضع بعيد منهم. قالوا: إلى من قربت (2) هذه الغمامة فقد شرف
وكرم، فيخاطبهم أهل القافلة: انظروا إلى الغمامة تجدوا عليها اسم صاحبها،
واسم صاحبه وصفيه وشقيقه، فينظرون فيجدون مكتوبا عليها: لا إله إلا الله،
محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - أيدته بعلي سيد الوصيين، وشرفته
بأصحابه (3) الموالين له ولعلي وأوليائهما، والمعاندين (4) لاعدائهما،
فيقرأ ذلك ويفهمه من يحسن أن يقرأ، ويكتب من لا يحسن ذلك. (5)
الثاني
والسبعون وأربعمائة أنه - عليه السلام - أرى أبا بكر رسول الله - صلى الله
عليه وآله -، وأمره برد الولاية لامير المؤمنين - عليه السلام - 685 -
المفيد في كتاب الاختصاص: سعد قال: حدثنا عباد بن سليمان، عن محمد بن
سليمان، عن أبيه سليمان، عن عثيم بن أسلم، عن معاوية بن عمار الدهني، عن
أبي عبد الله - عليه السلام - قال: دخل أبو بكر على علي - عليه السلام -
فقال له: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله - لم يحدث إلينا
(1) في المصدر: أفضل من خيمة.
(2) في المصدر: قرنت. (3) في المصدر: بآله. (4) في المصدر: والمعادين. (5)
تفسير الامام العسكري - عليه السلام -: 155 ح 77، وعنه البحار: 17 \ 308 ح
15، وفي إثبات الهداة: 2 \ 151 ح 662 مختصرا.
[ 7 ]
في أمرك حدثا بعد يوم الولاية، وأنا أشهد أنك مولاي، مقر لك بذلك، وقد
سلمت عليك على عهد رسول الله - صلى الله عليه وآله - بإمرة المؤمنين،
وأخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وآله - أنك وصيه ووارثه وخليفته في
أهله ونسائه [ ولم يحل بينك وبين ذلك، وصار ميراث رسول الله - صلى الله
عليه وآله - إليك وأمر نسائه ] (1) ولم يخبرنا [ بأنك ] (2) خليفته من
بعده، ولا جرم لنا في ذلك فيما بيننا وبينك، ولا ذنب بيننا وبين الله
عزوجل. فقال له: علي - عليه السلام -: (أرأيتك) (3) إن رأيت رسول الله -
صلى الله عليه وآله - حتى يخبرك بأني أولى بالمجلس الذي أنت فيه، و [ أنك
] (4) إن لم تنح عنه كفرت، فما تقول ؟ فقال: إن رأيت رسول الله - صلى الله
عليه وآله - حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به، [ قال: ] (5) فوافني إذا صليت
المغرب. قال: فرجع بعد المغرب فأخذ بيده وأخرجه إلى مسجد قبا، فإذا رسول
الله - صلى الله عليه وآله - جالس في القبلة، فقال: يا عتيق، وثبت على
علي، وجلست مجلس النبوة، وقد تقدمت إليك [ في ذلك ] (6)، فانزع هذا
السربال الذي تسربلته فخله لعلي وإلا فموعدك النار. [ قال: ] (7) ثم أخذ
بيده فأخرجه، فقام النبي - صلى الله عليه وآله - عنهما،
وانطلق أمير المؤمنين - عليه السلام - إلى سلمان، فقال له: يا سلمان، أما
علمت أنه كان من الامر كذا وكذا ؟ فقال سلمان: ليشهرن بك، وليبدينه إلى
صاحبه، وليخبرنه بالخبر،
(1 و 2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4 - 7) من المصدر.
[ 8 ]
فضحك أمير المؤمنين - عليه السلام - [ وقال: ] (1) أما إن يخبر صاحبه
فيفعل (2)، ثم لا والله لا يذكرانه أبدا إلى يوم القيامة هما أنظر
لانفسهما من ذلك، فلقي أبو بكر عمر فقال: إن عليا أتى كذا وكذا، [ وصنع
كذا وكذا ] (3) وقال لرسول الله كذا وكذا، فقال له عمر: ويلك ما أقل عقلك،
فوالله ما أنت فيه الساعة إلا من [ بعض ] (4) سحر ابن أبي كبشة قد نسيت [
سحر ] (5) بني هاشم [ ومن أين يرجع محمد ولا يرجع من مات، إنما أنت فيه
أعظم من سحر بني هاشم ف ] (6) تقلد هذا السربال ومر (7) فيه. ورواه
الراوندي: عن معاوية بن عمار الدهني ببعض التغيير اليسير. ثم قال بعد ذلك:
وروى الثقاة، عن أبي عبد الله - عليه السلام - مثل ذلك إلى أن جاء مذعورا
إلى صاحبه فأخبره بالخبر، فتضاحك منه، وقال: أنسيت بني هاشم ؟ (8) 686 -
ومن الكتاب المذكور أيضا: محمد بن الحسين بن أبي
(1) من المصدر.
(2) في المصدر: فسيفعل. (3 - 6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل:
مس. (8) الاختصاص: 272، الخرائج والجرائح: 807 ح 16، وعنهما البحار: 8 \
81 " ط الحجر " وعن بصائر الدرجات: 278 ح 14. وفي مختصر البصائر: 109،
والايقاظ من الهجعة: 219 ح 15 عن الخرائج. وفي البحار: 41 \ 228 ح 38، عن
الاختصاص والبصائر.
[ 9 ]
الخطاب، عن الحكم بن مسكين (1)، عن أبي سعيد المكاري (2)، عن أبي عبد الله
- عليه السلام - قال: إن أمير المؤمنين - عليه السلام - لقى أبا بكر، فقال
له: أما أمرك رسول الله - صلى الله عليه وآله - أن تطيع لي ؟ فقال: لا،
ولو أمرني لفعلت. فقال: سبحان الله، أما أمرك رسول الله - صلى الله عليه
وآله - أن تطيع لي ؟ فقال: لا، ولو أمرني لفعلت. قال: فامض بنا إلى رسول
الله - صلى الله عليه وآله -، فانطلق به إلى مسجد قبا فإذا رسول الله -
صلى الله عليه وآله - يصلي. فلما انصرف قال له علي: يارسول الله، إني قلت
لابي بكر: أما أمرك رسول الله أن تطيعني ؟ فقال: لا. فقال رسول الله - صلى
الله عليه وآله -: قد أمرتك فأطعه. قال: فخرج ولقى عمر وهو ذعر، فقام عمر
وقال له: ما بالك (3) ؟ فقال له: قال رسول الله كذا وكذا. فقال [ له ] (4)
عمر: تبا لامة ولوك أمرهم، أما تعرف سحر بني
هاشم ؟ (5) 687 - محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: عن محمد
(1) حكم بن مسكين الثقفي، أبو محمد الكوفي، مولى ثقيف، المكفوف، روى عن
أبي عبد الله - عليه السلام -، وروى عنه محمد بن الحسين. " معجم الرجال ".
(2) هاشم بن حيان أبو سعيد المكاري، روى عن أبي عبد الله - عليه السلام -
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق - عليه السلام -. " معجم الرجال ".
(3) في المصدر: مالك. (4) من المصدر. (5) الاختصاص: 273، عنه البحار: 8 \
87 " ط الحجر ".
[ 10 ]
ابن عيسى، عن [
ابن ] (1) أبي عمير، عن الحكم بن مسكين، عن أبي عمارة (2)، عن أبي عبد
الله - عليه السلام -. وعثمان بن عيسى، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله
- عليه السلام - أن أمير المؤمنين - عليه السلام - أتى (3) أبا بكر فاحتج
عليه، ثم قال له: [ أما ] (4) ترضى برسول الله - صلى الله عليه وآله -
بيني وبينك ؟ فقال: فكيف لي به ؟ فأخذ بيده فأتى (به) (5) مسجد قبا، فإذا
رسول الله - صلى الله عليه وآله - فيه فقضى على أبي بكر، فرجع أبو بكر
مذعورا، فلقى عمر فأخبره. فقال: مالك ؟ أما علمت سحر بني هاشم ؟ (6) 688 -
صاحب درر المناقب: عن ابن عباس أنه قال: بينما أمير المؤمنين - عليه
السلام - يدور في سكك المدينة إذ استقبله أبو بكر، فأخذ علي - عليه السلام
- بيده، ثم قال: يا أبا بكر، اتق الله الذي خلقك من تراب ثم
من نطفة ثم سواك رجلا، واذكر معادك يابن أبي قحافة، واذكر ما قال
(1) من المصدر. (2) في البصائر: ابن عمارة، وفي بعض نسخة: أبي عميرة، راجع
معجم رجال الحديث: 21 \ 323. (3) في المصدر: لقي. (4) من المصدر. (5) ليس
في المصدر. (6) بصائر الدرجات: 274 ح 2، عنه البحار: 8 \ 79 " ط الحجر "
وعن الخرائج: 2 \ 808 ح 17. وروى في بصائر الدرجات: 276 ح 9 بإسناده إلى
أبي سعيد المكاري نحوه أيضا. ورواه في الاختصاص: 273. وأخرجه في البحار: 6
\ 247 ح 81 وج 22 \ 551 ح 5 وج 27 \ 304 ح 6 وإثبات الهداة: 4 \ 506 ح 112.
[ 11 ]
رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد علمتم ما تقدم به إليكم في غدير خم،
فإن رددت إلي الامر دعوت الله أن يغفر لك ما فعلته، وإن لم تفعل فما يكون
جوابك لرسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ فقال له: أرني رسول الله - صلى
الله عليه وآله - في المنام يردني عما أنا فيه فإني اطيعه. فقال أمير
المؤمنين - عليه السلام -: كيف ذلك وأنا اريكه في اليقظة ؟ ثم أخذ - عليه
السلام - بيده حتى أتى به إلى مسجد قبا، فرأى رسول الله - صلى الله عليه
وآله - جالسا في محرابه وعليه أكفانه وهو يقول: يا أبا بكر، ألم أقل لك
مرة بعد اخرى، وتارة بعد تارة، إن علي بن أبي طالب خليفتي ووصيي،
وطاعته طاعتي، ومعصيته معصيتي، وطاعته طاعة الله، ومعصيته معصية الله ؟
قال: فخرج أبو بكر وهو فزع مرعوب وقد عزم أن يرد الامر إلى أمير المؤمنين
- عليه السلام - إذ استقبل رجل من أصحابه فأخبره بما رأى. فقال: هذا سحر
من سحر بني هاشم، دم على ما أنت عليه، واخطط مكانك، ولم يزل به حتى صده عن
المراد. 689 - السيد المرتضى في عيون المعجزات وغيره - واللفظ للسيد
المرتضى -: قال: روت الشيعة بأسرهم أن أمير المؤمنين - عليه السلام - لما
قعد أبو بكر مقعده ودعا إلى نفسه بالامامة احتج عليه بما قاله رسول الله -
صلى الله عليه وآله - فيه في مواطن كثيرة من ان عليا - عليه السلام -
خليفته ووصيه ووزيره، وقاضي دينه، ومنجز ودعه، وانه - صلى الله عليه وآله
- أمرهم باتباعه في حياته وبعد وفاته، وكان من جواب أبي بكر انه قال:
وليتكم ولست بخيركم، أقيلوني.
[ 12 ]
فقيل له: يا أمير المؤمنين، من يقيلك ؟ الزم بيتك وسلم الامر إلى الذي
جعله الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وآله - له، ولا يغرنك من قريش أو
غادها فإنهم عبيد الدنيا يزيلون الحق عن مقره طمعا منهم في (الدنيا) (1)
بالولاية بعدك، ولينالوا في حياتك من دنياك، فتلجلج في الجواب، وجعل يعده
بتسليم الامر إليه - عليه السلام -. فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام
- يوما: إن أريتك رسول الله وأمرك باتباعي وتسليم الامر إلي، أما تقبل
قوله ؟ فتبسم ضاحكا متعجبا من قوله، وقال: نعم، وأخذ بيده وأدخله المسجد
وهو مسجد قبا بالمدينة
فأراه رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول له: يا أبا بكر، أنسيت ما
قلته في علي - عليه السلام - ؟ فسلم إليه (هذا) (2) الامر واتبعه ولا
تخالفه. فلما سمع ذلك أبو بكر وغاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - عن
بصره بهت وتحير، وأخذته الافكل (3)، وعزم على تسليم الامر إليه، فدخل في
رأيه الثاني، وقال له ما رواه أصحاب الحديث وليس هذا موضعه، فإن هذا تأليف
مقصور على ذكر المعجزات والبراهين فقط. (4) 690 - ابن شهراشوب في المناقب:
عن عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: لما اخرج
علي ملببا (5) وقف عند قبر النبي - صلى الله عليه وآله - فقال: يابن عم،
إن القوم استضعفوني، وكادوا يقتلوني. قال: فخرجت يد من قبر رسول الله
يعرفون أنها يده، وصوت
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) الافكل: رعدة تعلو الانسان ولا فعل له. " لسان
العرب ". (4) عيون المعجزات: 42. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: مليا.
[ 13 ]
يعرفون أنه صوته نحو الاول يقول: يا هذا، أكفرت بالذي خلقك من تراب، ثم من
نطفة، ثم سواك رجلا ؟ (1) 691 - ابن شهراشوب: عن عبد الله بن سليمان،
وزياد بن المنذر، والحسن بن العباس بن حريش الرازي (2) كلهم عن أبي جعفر -
عليه السلام -، وأبان بن تغلب، ومعاوية بن عمار، وأبي سعيد المكاري كلهم
عن أبي عبد الله - عليه السلام - أن أمير المؤمنين - عليه السلام - لقى
الاول فاحتج عليه، ثم قال: أترضى برسول الله - صلى الله عليه وآله - بيني
وبينك ؟
فقال: وكيف لي به ؟ فأخذ بيده، وأتى به مسجد قبا، فإذا رسول الله - صلى
الله عليه وآله - فيه، فقضى له على الاول، القصة. (3) 692 - الشيخ المفيد
في الاختصاص: أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن حماد، عن أبي علي، عن أحمد
بن موسى، عن زياد بن المنذر، [ عن أبي جعفر - عليه السلام - ] (4) قال:
لقى علي - عليه السلام - أبا بكر في بعض سكك المدينة، فقال له: ظلمت
وفعلت. فقال: ومن يعلم ذلك ؟ فقال: يعلمه رسول الله - صلى الله عليه وآله
-. قال: وكيف لي برسول الله حتى يعلمني بذلك ؟ ولو (5) أتاني في
(1) مناقب آل أبي طالب: 2 \ 248، عنه البحار: 8 \ 82 " ط الحجر ". (2)
الحسن بن العباس بن الحريش " الجريش " الرازي، أبو علي، روى عن أبي جعفر
الثاني - عليه السلام -. " معجم رجال الحديث ". (3) مناقب آل أبي طالب: 2
\ 248، عنه البحار: 8 \ 82 " ط الحجر ". (4) من المصدر. (5) في المصدر:
ذلك لو.
[ 14 ]
المنام فأخبرني لقبلت ذلك.
قال: فأنا ادخلك على (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فأدخله مسجد
قبا، فإذا هو برسول الله - صلى الله عليه وآله - في مسجد قبا، فقال [ له ]
(2): - صلى الله عليه وآله -: اعتزل عن ظلم أمير المؤمنين. قال: فخرج من
عنده، فلقيه عمر، فأخبره بذلك (3).
فقال: اسكت، أما عرفت قديما سحر بني هاشيم بن عبد المطلب ؟ (4) 693 -
الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته، والحسن بن أبي الحسن الديلمي في كتابه
وغيرهما - واللفظ للديلمي -: قال: روي عن الصادق - عليه السلام - أن أبا
بكر لقي أمير المؤمنين - عليه السلام - في سكة [ من سكك ] (5) بني النجار،
فسلم عليه فصافحه، وقال [ له ] (6): يا أبا الحسن، أفي نفسك شئ من استخلاف
الناس إياي، وما كان [ من ] (7) يوم السقيفة، وكراهيتك للبيعة ؟ والله ما
كان [ ذلك ] (8) من إرداتي إلا أن المسلمين أجمعوا على أمر لم يكن لي أن
اخالفهم فيه، لان النبي - صلى الله عليه وآله - قال: لا تجتمع امتي على
ضلالة. (9) فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام -: يا أبا بكر، امته
الذين أطاعوه من بعده، وفي عهده، وأخذوا بهذا، وأوفوا بما عاهدوا الله
عليه ولم يبدلوا
(1) في المصدر: إلى. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: فلقى
به عمر فأخبر بذلك، وهو مصحف. (4) الاختصاص: 274، البصائر: 276 ح 7 وعنهما
البحار: 8 \ 81 " ط الحجر ". (5 - 8) من المصدر. (9) في المصدر: الضلال.
[ 15 ]
ولم يغيروا. قال له أبو بكر: والله يا علي، لو شهد عندي الساعة من أثق به
أنك أحق بهذا الامر لسلمته إليك رضي من رضي، وسخط من سخط.
فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام -: يا أبا بكر، فهل تعلم أوثق (1) من
رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد أخذ بيعتي عليك في أربعة مواطن وعلى
جماعة معك (2) فيهم عمر وعثمان: في يوم الدار، وفي بيعة الرضوان تحت
الشجرة، ويوم جلوسه في بيت ام سلمة، وفي يوم الغدير بعد رجوعه من حجة
الوداع، فقلتم بأجمعكم: سمعنا وأطعنا الله ورسوله، فقال لكم: الله ورسوله
عليكم من الشاهدين، فقلتم بأجمعكم: الله ورسوله علينا من الشاهدين، فقال
لكم: فليشهد بعضكم على بعض، ويبلغ شاهدكم غائبكم، ومن سمع منكم [ فليسمع ]
(3) من لم يسمع، فقلتم: نعم يا رسول الله، وقمتم بأجمعكم تهنون رسول الله
وتهنوني بكرامة الله لنا، فدنا عمر وضرب على كتفي، وقال بحضرتكم: بخ بخ يا
ابن أبي طالب، أصبحت مولانا (4) ومولى المؤمنين. فقال (له) (5) أبو بكر:
(لقد) (6) ذكرتني أمرا يا أبا الحسن لو يكون رسول الله - صلى الله عليه
وآله - شاهدا فأسمعه منه.
(1) في المصدر: أحدا واثق. (2) في المصدر: منكم و. (3) من المصدر. (4) في المصدر: مولاي. (5 و 6) ليس في المصدر.
[ 16 ]
فقال [ له ] (1) أمير المؤمنين: (الله) (2) ورسوله عليك من الشاهدين، يا
أبا بكر، إن رأيت رسول الله حيا يقول لك: إنك ظالم (لي) (3) في أخذ حقي
الذي جعله الله ورسوله لي دونك ودون
المسلمين ان تسلم هذا الامر لي (4) وتخلع نفسك منه. فقال أبو بكر: يا أبا
الحسن، وهذا يكون أن أرى رسول الله - صلى الله عليه وآله - حيا بعد موته
ويقول لي ذلك ؟ فقال [ له ] (5) أمير المؤمنين - عليه السلام -: نعم يا
أبا بكر. قال: فأرني ذلك إن كان حقا. فقال [ له ] (6) أمير المؤمنين -
عليه السلام -: الله ورسوله عليك من الشاهدين انك تفي بما قلت ؟ قال أبو
بكر: نعم، فضرب أمير المؤمنين على يده، وقال: تسعى معي نحو مسجد قبا، فلما
وردا وتقدم (7) أمير المؤمنين - عليه السلام - فدخل المسجد [ وأبو بكر من
ورائه فإذا هو برسول الله - صلى الله عليه وآله - جالس في قبلة المسجد ]
(8). فلما رآه أبو بكر سقط لوجهه كالمغشي عليه، فناداه رسول الله - صلى
الله عليه وآله -: ارفع رأسك أيها الضليل المفتون، فرفع أبو بكر رأسه،
وقال: لبيك يارسول الله، أحياة بعد الموت يا رسول الله ؟
(1) من المصدر. (2 و 3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: إلي. (5 و 6) من المصدر. (7) في المصدر: ورده تقدم. (8) من المصدر.
[ 17 ]
فقال: ويلك يا أبا بكر، إن الذي أحياها لمحيي الموتى، إنه على كل شئ قدير.
قال: فسكت أبو بكر وشخصت عيناه نحو رسول الله - صلى الله عليه وآله -
وقال: ويلك يا أبا بكر، أنسيت ما عاهدت الله ورسوله عليه في المواطن
الاربعة لعلي - عليه السلام - ؟ فقال: ما نسيتها يا رسول الله. فقال: ما
لك (1) اليوم تناشد عليا فيها ويذكرك، فتقول: نسيت، وقص عليه رسول الله -
صلى الله عليه وآله - ما جرى بينه وبين علي [ بن أبي طالب ] (2) - عليه
السلام - إلى آخره فما نقص كلمة منه، ولا زاد فيه كلمة. فقال أبو بكر: يا
رسول الله، فهل من توبة ؟ وهل يعفو الله عني إذا سلمت هذا الامر إلى أمير
المؤمنين ؟ قال: نعم، يا أبا بكر، وأنا الضامن لك [ على الله ذلك ] (3) إن
وفيت. قال: وغاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ عنهما. قال: ] (4)
فتشبث أبو بكر بأمير المؤمنين - عليه السلام - وقال: الله الله في يا علي،
صر (5) معي إلى منبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - حتى أعلو المنبر
وأقص على الناس ما شاهدت ورأيت من أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله -
وما قال لي، وما قلت [ له ] (6)، وما أمرني به، وأخلع نفسي من هذا الامر
واسلمه إليك.
(1) في المصدر: ما بالك. (2 - 4) من المصدر. (5) في المصدر: سر. (6) من المصدر.
[ 18 ]
فقال له أمير المؤمنين: أنا معك إن تركك شيطانك.
فقال أبو بكر: إن لم يتركني تركته وعصيت (1). فقال (له) (2) أمير
المؤمنين: إذا تطيعه ولا تعصيه، وإنما رأيت ما رأيت لتأكيد الحجة عليك،
وأخذ بيده وخرجا من مسجد قبا يريدان مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله
- وأبو بكر يخفق بعضه بعضا ويتلون ألوانا والناس ينظرون إليه ولا يدرون ما
الذي كان حتى لقى عمر، فقال (3): يا خليفة رسول الله، ما شأنك ؟ وما الذي
دهاك ؟ فقال أبو بكر: خل عني يا عمر، فوالله لا سمعت لك قولا. فقال له
عمر: وأين تريد، يا خليفة رسول الله ؟ فقال (له) (4) أبو بكر: اريد المسجد
والمنبر. فقال: ليس هذا وقت صلاة ومنبر. فقال: خل عني فلا حاجة لي في
كلامك. فقال عمر: يا خليفة رسول الله، أفلا تدخل منزلك قبل المسجد فتسبغ
الوضوء ؟ قال: بلى، ثم التفت أبو بكر إلى علي - عليه السلام - وقال [ له ]
(5). يا أبا الحسن، اجلس إلى جانب المنبر حتى أخرج إليك. فتبسم أمير
المؤمنين - عليه السلام -، ثم قال: يا أبا بكر، قد قلت: إن
(1) في المصدر: وعصيته. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: لقيه عمر بن الخطاب فقال له. (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر.
[ 19 ]
شيطانك لا يدعك أو يردعك (1)، ومضى أمير المؤمنين - عليه السلام - فجلس
بجانب المنبر، ودخل أبو بكر منزله وعمر معه، فقال له: يا خليفة رسول الله،
لم لا تنبئني أمرك وتحدثني بما دهاك به علي بن أبي طالب ؟ فقال أبو بكر:
ويحك يا عمر، يرجع رسول الله - صلى الله عليه وآله - بعد موته حيا
ويخاطبني في ظلمي لعلي وبرد (2) حقه عليه، وخلع نفسي من هذا الامر. فقال [
له عمر ] (3): قص علي قصتك من أولها إلى آخرها. فقال له [ أبو بكر ] (4):
ويحك يا عمر، والله قد قال لي على: إنك لا تدعني أخرج من هذه المظلمة،
وإنك شيطاني، فدعني (منك) (5) فلم يزل يرقبه إلى أن حدثه بحديثه من أوله
إلى آخره (6). فقال له: بالله يا أبا بكر، أنسيت شعرك في أول شهر رمضان
الذي فرض (7) علينا صيامه حيث جاءك حذيفة بن اليمان، وسهل بن حنيف (8)،
ونعمان الازدي، وخزيمة بن ثابت في يوم جمعة إلى دارك
(1) في المصدر: يرديك. (2) كذا في المصدر: وفي الاصل: ورده. (3 و 4) من
المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: بحديثه كله. (7) في المصدر:
رمضان فرض الله. (8) سهل بن حنيف: عده الشيخ من أصحاب رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - تارة، واخرى من أصحاب علي - عليه السلام - وكان وإليه
على المدينة، وانه من الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - وهو
من شرطة خميسه ومن الذين أنكروا على أبي بكر. وتوفي سهل بن
حنيف بالكوفة بعد انصرافه من صفين، وكان أحب الناس إليه - عليه السلام -.
" معجم الرجال ".
[ 20 ]
ليتقاضونك (1) دينا عليك، فلما انتهوا إلى باب الدار سمعوا لك صلصلة في
الدار فوقفوا بالباب ولم يستأذنوا عليك، فسمعوا ام بكر زوجتك تناشدك
وتقول: قد عمل حر الشمس بين كتفيك، قم إلى داخل البيت، وابتعد عن الباب،
لئلا يسمعك (أحد من) (2) أصحاب محمد فيهدروا دمك، فقد علمت أن محمدا [ قد
] (3) أهدر دم من أفطر يوما من شهر رمضان من غير سفر ولا مرض خلافا على
الله وعلى [ رسوله ] (4) محمد. فقلت لها: هات لا ام لك فضل طعامي من
الليل، واترعي الكأس من الخمر، وحذيفة ومن معه بالباب يسمعون محاور تكما [
إلى أن انتهيت في شعرك ] (5) فجاءت بصحفة فيها طعام من الليل، وقعب مملو
خمرا، فأكلت من الصحفة، وشربت (6) من الخمر في ضحى النهار، وقلت لزوجتك
هذه الابيات (7): ذريني أصطبح يا ام بكر * فإن الموت نقب عن هشام ونقب عن
أخيك وكان صعبا * من الاقوام شريب المدام (8) يقول لنا ابن كبشة سوف نحيا
* وكيف إحياء (9) أشلاء وهام
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ليقضيك. (2) ليس في المصدر. (3 - 5) من المصدر. (6) في المصدر: وكرعت. (7) في المصدر: هذا الشعر.
(8) هذا البيت ليس في المصدر. (9) في المصدر: حياة.
[ 21 ]
ولكن باطل ما (1) قال هذا * وإفك (2) من زخاريف الكلام ألا هل مبلغ الرحمن
عني * بأني تارك شهر الصيام وتارك كل ما أوحى إلينا * محمد من أساطير
الكلام فقل لله يمنعني شرابي * وقل لله يمنعني طعامي ولكن الحكيم رأى
حميرا * فألجمها فتاهت في اللجام فلما سمعك حذيفة ومن معه تهجوا محمدا
قحموا عليك في دارك، فوجدوك وقعب الخمر في يدك وأنت تكرعها، فقالوا: ما لك
يا عدو الله (3) ورسوله، وحملوك كهيئتك إلى مجمع الناس بباب رسول الله -
صلى الله عليه وآله -، وقصوا عليه قصتك، وأعادوا شعرك، فدنوت منك وساررتك
(4) وقلت لك في الضجيج (5): قل إني شربت الخمر ليلا، فثملت فزال عقلي،
فأتيت ما أتيته نهارا، ولا علم لي بذلك، فعسى أن يدرأ عنك الحد وخرج محمد
- صلى الله عليه وآله - فنظر إليك فقال: استيقظوه، فقلت: رأيناه وهو ثمل
يا رسول الله لا يعقل. فقال: ويحك، الخمر يزيل العقل، تعلمون هذا من
أنفسكم وأنتم تشربونها ؟ ! فقلنا: نعم يارسول الله، وقد قال فيها امرؤ
القيس (الشاعر) (6) شعرا:
(1) في المصدر: قد. (2) في المصدر: وإنك.
(3) في المصدر: فقالوا لك: يا عدو الله، خالفت الله. (4) في المصدر: وشاورتك. (5) في المصدر: ضجيج الناس. (6) ليس في المصدر.
[ 22 ]
شربت الاثم (1) حتى زال عقلي * كذاك الخمر يفعل بالعقول ثم قال محمد:
انظروه إلى إفاقته من سكرته، وأمهلوك حتى أريتهم انك [ قد ] (2) صحوت
فسائلك (3) محمد فأخبرته بما أو عزته إليك من شربك لها بالليل، فما بالك
اليوم تصدق (4) بمحمد وبما جاء به وهو عندنا ساحر كذاب ؟ ! فقال: ويحك (5)
يا أبا حفص، لا شك عندي فيما قصصت (6) علي، فاخرج إلى علي بن أبي طالب
فاصرفه عن المنبر. قال: فخرج عمر وعلي - عليه السلام - جالس بجانب المنبر.
فقال: ما بالك يا علي قد تصديت (لها) (7) هيهات هيهات دون والله ما تروم
(8) من علو هذا المنبر خرط القتاد. فتبسم أمير المؤمنين - صلوات الله عليه
- حتى بدت نواجذه، ثم قال: ويلك منها يا عمر إذا أفضيت إليك، والويل للامة
من بلائك. فقال عمر: هذه بشرى يابن أبي طالب صدقت ظني بك (9)، وحق قولك،
وانصرف أمير المؤمنين - عليه السلام - إلى منزله. (10)
(1) في المصدر: الخمر. (2) من المصدر. (3) في المصدر: فسألك.
(4) في المصدر: تؤمن. (5) في المصدر: ويلك. (6) في المصدر: قصصته. (7) ليس
في المصدر. (8) في المصدر: تريد. (9) في المصدر: ظنونك. (10) الهداية
الكبرى للحضيني: 11 - 12 (مخطوط)، وإرشاد القلوب للديلمي: 264 - 268، =
[ 23 ]
الثالث والسبعون وأربعمائة أن أبا بكر رأى رسول الله - صلى الله عليه وآله
- في منامه، وأمره برد الامر لامير المؤمنين - عليه السلام - 694 - ابن
بابويه في الخصال: قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد
الرحمن بن محمد الحسني، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي (1)،
قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد (2)، قال: حدثنا أحمد بن التغلبي، قال:
حدثنا محمد (3) بن عبد الحميد، قال: حدثني حفص بن منصور العطار، قال:
حدثنا أبو سعيد الوراق، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده -
عليهم السلام - قال: لما كان من أمر أبي بكر، وبيعة الناس له، وفعلهم بعلي
بن أبي طالب - عليه السلام - ما كان لم يزل أبو بكر يظهر له الانبساط،
ويرى منه انقباضا، فكبر ذلك على أبي بكر، فأحب لقاءه واستخراج ما عنده
والمعذرة إليه لما اجتمع الناس عليه وتقليدهم إياه أمر الامرة (4)، وقلة
رغبته في ذلك وزهده فيه، أتاه في وقت غفلة، وطلب منه الخلوة، وقال له:
والله يا أبا الحسن ما كان هذا الامر مواطاة مني، ولا رغبة فيما وقعت فيه،
ولا
حرصا عليه، ولا ثقة بنفسي فيما تحتاج إليه الامة ولا قوة لي بمال، ولا
= عنه البحار: 8 \ 81 " ط الحجر ". (1) محمد بن حفص بن عمرو، أبو جعفر وهو
ابن العمري، وكان وكيل الناحية المقدسة، وكان الامر يدور عليه. " جامع
الرواة ". (2) الحسن بن عبد الواحد، روى عن مخول بن إبراهيم، وروى عنه
سلمة بن الخطاب. " معجم الرجال ". (3) في المصدر: أحمد. (4) في المصدر:
الامة.
[ 24 ]
كثرة العشيرة، ولا ابتزاز
له دون غيري فمالك تضمر علي ما لا أستحقه منك، وتظهر لي الكراهة فيما صرت
إليه، وتنظر إلي بعين السأمة مني ؟ قال: فقال له علي - عليه السلام -: فما
حملك عليه إذا لم ترغب فيه، ولا حرصت عليه، ولا وثقت بنفسك في القيام به،
وبما يحتاج منك فيه ؟ فقال أبو بكر: حديث سمعته من رسول الله - صلى الله
عليه وآله - إن الله لا يجمع امتي على ضلال، ولما رأيت اجتماعهم اتبعت
حديث النبي - صلى الله عليه وآله -، وأحلت أن يكون اجتماعهم على خلاف
الهدى، وأعطيتهم قود الاجابة، ولو علمت أن أحدا يتخلف لا متنعت. قال: فقال
علي - عليه السلام -: أما ما ذكرت من حديث النبي - صلى الله عليه وآله -
إن الله لا يجمع امتي على ضلال، أفكنت من الامة أو لم أكن ؟ قال: بلى، [
قال: ] (1) وكذلك العصابة الممتنعة عليك من سلمان وعمار وأبي ذر والمقداد
وابن عبادة ومن معه من الانصار ؟ قال: كل من الامة. فقال علي - عليه
السلام -: فكيف تحتج بحديث النبي - صلى الله عليه وآله -
وأمثال هؤلاء قد تخلفوا عنك وليس للامة فيهم لعن، ولا في صحبة الرسول -
صلى الله عليه وآله - ونصيحته منهم تقصير ؟ قال: ما علمت بتخلفهم إلا من
بعد إبرام الامر، وخفت إن دفعت عني الامر أن يتفاقم إلى أن يرجع الناس
مرتدين عن الدين، وكان ممارستهم (2) إلي إن أجبتهم أهون مؤنة على الدين،
وأبقى له من ضرب الناس بعضهم ببعض فيرجعوا كفارا، وعلمت أنك لست بدوني في
الابقاء عليهم وعلى أديانهم.
(1) من المصدر. (2) في المصدر: ممارستكم.
[ 25 ]
[ قال علي - عليه السلام -: أجل، ولكن أخبرني عن الذي يستحق هذا الامر بما
يستحقه. فقال أبو بكر: بالنصيحة، والوفاء، ورفع المداهنة، والمحاباة، وحسن
السيرة، وإظهار العدل، والعلم بالكتاب والسنة، وفصل الخطاب مع الزهد في
الدنيا، وقلة الرغبة فيها، وإنصاف المظلوم من الظالم القريب والبعيد، ثم
سكت ] (1). فقال علي - عليه السلام -: انشدك بالله يا أبا بكر، أفي نفسك
تجد هذه الخصال أو في ؟ قال: بل فيك، يا أبا الحسن. قال: انشدك بالله [
أنا ] (2) المجيب لرسول الله - صلى الله عليه وآله - قبل ذكران المسلمين
أم أنت ؟ قال: بل أنت.
قال: انشدك بالله أنا الاذان لاهل الموسم ولجميع الامة بسورة براءة أم أنت
؟ قال: بل أنت. قال: انشدك بالله أنا وقيت رسول الله - صلى الله عليه وآله
- بنفسي يوم الغار أم أنت ؟ قال: بل أنت. قال: فانشدك بالله ألي الولاية
من الله مع ولاية رسول الله - صلى الله عليه وآله - في آية زكاة الخاتم أم
لك ؟ قال: بل لك.
(1 و 2) من المصدر.
[ 26 ]
قال: فانشدك بالله أنا المولى لك ولكل مسلم بحديث النبي - صلى الله عليه
وآله - يوم الغدير أم أنت ؟ قال: بل أنت. قال: فانشدك بالله ألي الوزارة
من رسول الله - صلى الله عليه وآله -، والمثل من هارون من موسى أم لك ؟
قال: بل لك. قال: فانشدك بالله أبي برز رسول الله - صلى الله عليه وآله -
وبأهل بيتي وولدي في مباهلة المشركين من النصارى أم بك وبأهلك وولدك ؟
قال: (بل) (1) بكم. قال: فانشدك بالله ألي ولاهل بيتي (2) وولدي آية
التطهير من الرجس أم لك ولاهل بيتك ؟
قال: بل لك ولاهل بيتك. قال: فانشدك بالله أنا صاحب دعوة رسول الله - صلى
الله عليه وآله - وأهلي وولدي يوم الكساء: اللهم هؤلاء أهلي إليك لا إلى
النار أم أنت ؟ قال: بل أنت وأهلك وولدك. قال: فانشدك بالله أنا صاحب
الاية (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا) (3) أم أنت ؟ قال: بل
أنت. قال: فانشدك بالله أنت الفتى الذي نودي من السماء: لا سيف إلا
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: ولاهلي. (3) الانسان: 7.
[ 27 ]
ذو الفقار، ولا فتى إلا علي أم أنا ؟ قال: بل أنت. قال: فانشدك بالله أنت
الذي ردت له الشمس لوقت صلاته فصلاها ثم توارت أم أنا ؟ قال: بل أنت. قال:
فانشدك بالله أنت الذي حباك رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ برايته ]
(1) يوم (فتح) (2) خيبر ففتح الله له أم أنا ؟ قال: بل أنت. قال: فانشدك
بالله أنت الذي نفست عن رسول الله - صلى الله عليه وآله - كربته وعن
المسلمين بقتل عمرو بن عبد ود أم أنا ؟
قال: بل أنت. قال: فانشدك بالله أنت الذي ائتمنك رسول الله - صلى الله
عليه وآله - على رسالته إلى الجن فأجابت أم أنا ؟ قال: بل أنت. قال:
فانشدك بالله أنت الذي طهرك رسول الله - صلى الله عليه وآله - من السفاح
من آدم إلى أبيك بقوله: أنا وأنت من نكاح لا من سفاح من آدم إلى عبد
المطلب أم أنا ؟ قال: بل أنت. قال: فانشدك بالله أنا الذي اختارني رسول
الله - صلى الله عليه وآله - وزوجني ابنته فاطمة وقال - صلى الله عليه
وآله -: الله زوجك أم أنت ؟
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر.
[ 28 ]
قال: بل أنت. قال: فانشدك بالله أنا والد الحسن والحسين ريحانتيه اللذين
قال فيهما: هذان سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما أم أنت ؟ قال: بل
أنت. قال: فانشدك بالله أخوك المزين بجناحين في الجنة يطير بهما مع
الملائكة أم أخي ؟ قال: بل أخوك. قال: فانشدك بالله أنا ضمنت دين رسول
الله - صلى الله عليه وآله - وناديت
في الموسم بإنجاز موعده أم أنت ؟ قال: بل أنت. قال: فانشدك بالله أنا الذي
دعاه رسول الله - صلى الله عليه وآله - لطير (1) عنده يريد أكله، فقال:
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك بعدي أم أنت ؟ قال: بل أنت. قال: فانشدك بالله
أنا الذي بشرني رسول الله - صلى الله عليه وآله - بقتال الناكثين
والقاسطين والمارقين على تأويل القرآن أم أنت ؟ قال: بل أنت. قال: فانشدك
بالله أنا الذي شهدت آخر كلام رسول الله - صلى الله عليه وآله - ووليت
غسله ودفنه أم أنت ؟ قال: بل أنت. (قال: فانشدك بالله أنا الذي دل عليه
رسول الله - صلى الله عليه وآله -
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: والطير.
[ 29 ]
بعلم القضاء بقوله: علي أقضاكم أم أنت ؟ قال: بل أنت) (1). قال: فانشدك
بالله أنا الذي أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ أصحابه ] (2)
بالسلام عليه بالامرة في حياته أم أنت ؟ قال: بل أنت. قال: فانشدك بالله
أنت الذي سبقت له القرابة من رسول الله - صلى الله عليه وآله - أم أنا ؟
قال: بل أنت.
قال: فانشدك بالله أنت الذي حباك الله عزوجل بدينار عند حاجته، وباعك
جبرائيل، وأضفت محمدا - صلى الله عليه وآله - وأطعمت (3) ولده أم أنا ؟
قال: فبكى أبو بكر، وقال: بل أنت. قال: فانشدك بالله أنت الذي حملك رسول
الله - صلى الله عليه وآله - على كتفيه في طرح صنم الكعبة وكسره حتى لو
شاء أن ينال افق السماء لنالها أم أنا ؟ قال: بل أنت. قال: فانشدك بالله
أنت الذي قال له رسول الله - صلى الله عليه وآله -: أنت صاحب لوائي في
الدنيا والاخرة أم أنا ؟ قال: بل أنت.
(1) ما بين القوسين ليس في نسخة " خ ". من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: أضفت.
[ 30 ]
قال: فانشدك بالله أنت الذي أمر رسول الله - صلى الله عليه وآله - بفتح
بابه في مسجده حين أمر بسد جميع أبواب أصحابه وأهل بيته، وأحل له فيه ما
أحله الله له أم أنا ؟ قال: بل أنت. قال: فانشدك بالله أنت الذي قدم بين
يدي نجوى رسول (1) الله - صلى الله عليه وآله - صدقة (2) فناجاه أم أنا إذ
عاتب الله عزوجل قوما فقال: (ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات)
(3).
قال: بل أنت. قال: فانشدك بالله أنت الذي قال فيه رسول الله - صلى الله
عليه وآله - لفاطمة - عليها السلام -: زوجتك أول الناس إيمانا، وأرجحهم
إسلاما، في كلام له أم أنا ؟ فقال: بل أنت. (قال:) (4) فلم يزل - عليه
السلام - يعد عليه مناقبه التي جعل الله عز وجل له دونه ودون غيره ويقول
له أبو بكر: [ بل أنت. قال: ] (5) بهذا وشبهه تستحق القيام بامور امة محمد
- صلى الله عليه وآله -. فقال له علي - عليه السلام -: فما الذي غرك عن
الله، وعن رسوله، وعن
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: نجواه لرسول. (2) كذا في المصدر، وفي
الاصل: صدقته. (3) المجادلة: 13. راجع حديث النجوى في تفسير القرطبي: 17 \
320، الكشاف في ذيل الاية، جامع البيان: 28 \ 14، أسباب النزول للواحدي:
308، خصائص النسائي: 39، كنز العمال: 1 \ 268. (4) ليس في المصدر. (5) من
المصدر.
[ 31 ]
دينه وأنت خلو مما يحتاج
إليه أهل دينه ؟ قال: فبكى أبو بكر، وقال: صدقت يا أبا الحسن أنظرني يومي
هذا، فادبر ما أنا فيه وما سمعت منك. قال: فقال له علي - عليه السلام -:
لك ذلك يا أبا بكر، فرجع من عنده وخلا بنفسه يومه ولم يأذن لاحد إلى
الليل، وعمر يتردد في الناس لما
بلغه من خلوته بعلي - عليه السلام - فبات في ليلته فرأى رسول الله - صلى
الله عليه وآله - في منامه متمثلا له في مجلسه، فقام إليه أبو بكر ليسلم
عليه فولى وجهه، فقال أبو بكر: يا رسول الله، هل أمرت بأمر فلم أفعل ؟ قال
[ رسول الله - صلى الله عليه وآله - ] (1): أرد عليك السلام وقد عاديت من
ولاه (2) الله ورسوله ؟ ! رد الحق إلى أهله، [ قال: ] (3) فقلت: من أهله ؟
قال: من عاتبك عليه (بالامس) (4) وهو علي، قال: فقد رددت عليه يا رسول
الله بأمرك. قال: فأصبح وبكى، وقال لعلي - عليه السلام -: ابسط يدك،
فبايعه وسلم إليه الامر، وقال له: اخرج (5) إلى مسجد رسول الله - صلى الله
عليه وآله - فاخبر الناس بما رأيت في ليلتي، وما جرى بيني وبينك فاخرج
نفسي من هذا الامر واسلم عليك بالامارة (6).
(1) من المصدر. (2) في المصدر: عاديت الله ورسوله وعاديت من والى. (3) من
المصدر. (4) ليس في المصدر ونسخة " خ ". (5) كذا في المصدر، وفي الاصل:
تخرج. (6) في المصدر: بالامرة.
[ 32 ]
قال: فقال [ له ] (1) علي - عليه السلام -: نعم، فخرج من عنده متغيرا
لونه، فصادفه عمر وهو في طلبه فقال [ له ] (2): ما حالك يا خليفة رسول
الله ؟ فأخبره بما كان منه، وما رأى، وما جرى بينه وبين علي - عليه السلام
-. فقال له عمر: انشدك بالله [ يا خليفة رسول الله ] (3) أن تغتر بسحر
بني هاشم، فليس هذا بأول سحر منهم، فما زال به حتى رده عن رأيه، وصرفه عن
عزمه، ورغبه فيما هو فيه، وأمره بالثبات عليه، والقيام به. قال: فأتى علي
- عليه السلام - المسجد للميعاد فلم ير فيه [ منهم ] (4) أحدا، فأحس بالشر
منهم، فقعد إلى قبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - فمر به عمر، فقال:
يا علي، دون ما تروم خرط القتاد، فعلم بالامر، وقام ورجع إلى بيته. (5)
الرابع والسبعون وأربعمائة أنه - عليه السلام - أرى أبا بكر رسول الله -
صلى الله عليه وآله - وأمره له بالايمان بأمير المؤمنين، وبأحذ عشر من
ولده - عليهم السلام - 695 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، ومحمد بن أبي عبد الله، ومحمد بن الحسن، عن سهل ابن زياد
جميعا، عن الحسن بن العباس بن الجريش (6)، عن أبي جعفر الثاني - عليه
السلام - أن أمير المؤمنين - عليه السلام - قال يوما لابي بكر: (ولا تحسبن
الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم
(1 - 4) من المصدر. (5) الخصال للشيخ الصدوق - رحمه الله -: 548 - 553 ح
30، وعنه البحار: 8 \ 79 " ط الحجر ". (6) في بعض نسخ الكافي: الحريش، وقد
مر ضبطه فيما سبق.
[ 33 ]
يرزقون) (1)
وأشهد أن [ محمدا ] (2) رسول الله - صلى الله عليه وآله - مات شهيدا والله
ليأتينك فأيقن إذا جاءك فإن الشيطان غير متخيل به (3). فأخذ علي بيد أبي
بكر فأراه النبي - صلى الله عليه وآله - فقال له: يا أبا بكر، آمن بعلي
وبأحد عشر من ولده، إنهم مثلي إلا النبوة، وتب إلى الله مما
في يدك فإنه لا حق لك فيه. قال: ثم ذهب فلم ير. (4)
الخامس والسبعون
وأربعمائة أنه - عليه السلام - أرى عمر رسول الله - صلى الله عليه وآله -
696 - السيد المرتضى في عيون المعجزات، وغيره - واللفظ للسيد المرتضى -:
قال: روي عن المفضل بن عمر - رفع الله درجته - أنه قال: سمعت الصادق -
عليه السلام - يقول: إن أمير المؤمنين - عليه السلام - بلغه عن عمر ابن
الخطاب - وذكر الحديث وهو الثاني والتسعون ومائة تقدم من هذا الكتاب، وهو
يشتمل على خبر القوس الذي صار ثعبانا فيؤخذ من هناك -. (5) وتقدم أيضا
حديث الكف التي خرجت من قبر رسول الله - صلى الله
(1) آل عمران: 169. (2) من المصدر. (3) المتخيل به: المتمثل به. (4)
الكافي: 1 \ 533 ح 13، عنه المحتضر: 54 والبرهان: 1 \ 325 ح 3 وإثبات
الهداة: 1 \ 460 ح 82. ورواه في بصائر الدرجات: 280 ح 15، عنه البحار: 8 \
82 " ط الحجر "، وج 25 \ 51 ح 12. (5) عيون المعجزات: 40، وقد تقدم في
معجزة: 192 مع تخريجاته، فراجع.
[ 34 ]
عليه وآله - حين كذب عمر عليا - عليه السلام - والكف مكتوب عليها: أكفرت
يا عمر بالذي خلقك من تراب، ثم من نطفة، ثم سواك رجلا، وهو الحديث الخامس
والثمانون وثلاثمائة من الكتاب. (1)
السادس والسبعون وأربعمائة أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - رأى في
المنام حمزة وجعفرا وسألهما عن أفضل الاعمال في الاخرة، منها: حب علي بن
أبي طالب - عليه السلام - 697 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان في
المناقب المائة - من طريق المخالفين -: عن سمرة قال: إن (2) النبي - صلى
الله عليه وآله - [ كلما ] (3) أصبح [ أقبل على أصحابه بوجهه يقول: هل رأى
منكم أحد رؤيا ؟ وان النبي أصبح ] (4) ذات يوم فقال: رأيت في المنام عمي
حمزة وابن عمي جعفرا جالسين وبين أيديهما طبق من نبق (5) وهما يأكلان منه،
فما لبثنا أن تحول رطبا فأكلا منه. فقلت لهما: ما وجدتما (الساعة) (6)
أفضل الاعمال في الاخرة ؟ قالا: الصلاة، وحب علي بن أبي طالب - عليه
السلام -، وإخفاء الصدقة. (7)
(1) الاختصاص: 274، وقد تقدم في معجزة: 385 مع تخريجاته، فراجع. (2) في
المصدر: كان. (3 و 4) من المصدر. (5) في البحار: تين. والنبق مصدر: دقيق،
حلو يخرج من لب جذع النخلة والنبق - بالكسر - والنبق - بالفتح - الواحدة
نبقة: حمل شجر السدر. (6) ليس في البحار. (7) مائة منقبة: 139 ح 71، عنه
البحار: 27 \ 117 ح 95.
[ 35 ]
698 - ومن
طريق المخالفين موفق بن أحمد: بإسناده عن أبي علقمة مولى بني هاشم قال: [
صلى بنا النبي ] (1) - صلى الله عليه وآله - الصبح ثم
التفت إلينا وقال: معاشر أصحابي، رأيت البارحة عمي حمزة بن عبد المطلب
وأخي جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنهما - وبين أيديهما طبق من نبق فأكلا
ساعة، ثم تحول النبق عنبا فأكلا ساعة، ثم تحول العنب رطبا فأكلا ساعة،
فدنوت منهما فقلت: بأبي أنتما (وامي) (2) أي الاعمال وجدتما أفضل ؟ فقالا:
فديناك بالاباء والامهات، وجدنا أفضل الاعمال الصلاة عليك، وسقي الماء،
وحب علي بن أبي طالب - عليه السلام -. (3)
السابع والسبعون وأربعمائة أن
الله تعالى خلق من نور وجه علي - عليه السلام - سبعين ألف ملك يستغفرون له
- عليه السلام - ولمحبيه 699 - الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان:
عن أنس (4) بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: خلق الله
تعالى من نور وجه
(1) من المصدر، وفي نسخة " خ ": صلى النبي. (2) ليس في المصدر. (3) مناقب
الخوارزمي: 73 ح 45، عنه البحار: 39 \ 274 ح 2. (4) في المصدر: حدثني محمد
بن حميد الجرار، قال: حدثني الحسن بن عبد الصمد، قال: حدثني يحيى بن محمد
بن القاسم القزويني، قال: حدثني محمد بن الحسن الحافظ، قال: حدثني أحمد بن
محمد، قال: حدثني هدبة بن خالد، قال: حدثني حماد بن سلمة، قال: حدثني
ثابت، عن أنس.
[ 36 ]
علي بن أبي طالب -
عليه السلام - سبعين ألف ملك يستغفرون له [ ولشيعته ] (1) ولمحبيه إلى يوم
القيامة. (2)
700 - ورواه من طريق المخالفين موفق بن أحمد: قال: أخبرنا الشيخ الزاهد
الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد القاضي الخوارزمي، أخبرنا شيخ القضاة
إسماعيل بن أحمد الواعظ، حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال:
أخبرني أبو علي الروذباري، أخبرنا أبو محمد القاسم (3) القزويني، عن محمد
بن الحسن الحافظ، عن أحمد بن محمد ابن هدبة بن غالب، عن حماد بن سلمة، عن
ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: خلق الله تعالى
من نور وجه علي بن أبي طالب - عليه السلام - سبعين ألف ملك يستغفرون له
ولمحبيه إلى يوم القيامة. (4)
الثامن والسبعون وأربعمائة إخباره بما في
نفس من طلب حثيات تمر عدة رسول الله - صلى الله عليه وآله - 701 - البرسي:
بالاسناد يرفعه إلى بشر بن جنادة، قال: كنت عند
(1) من المصدر. (2) مائة منقبة: 42 ح 19، وعنه مقتل الحسين - عليه السلام
-: 1 \ 39 وغاية المرام: 585 ح 75. وأخرجه في المحتضر: 95 عن كشف الغمة: 1
\ 103. (3) في نسخة " خ ": محمد بن القاسم. (4) مناقب الخوارزمي: 31، عنه
غاية المرام: 8 ح 18، وإرشاد القلوب: 234، ومصباح الانوار: 64 " مخطوط ".
وأخرجه في البحار: 39 \ 275 عن كشف الغمة: 1 \ 103 نقلا من مناقب
الخوارزمي.
[ 37 ]
أبي بكر وهو في الخلافة
فجاءه رجل، فقال له: أنت خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟
قال: نعم. قال: أعطني عدتي. قال: وما عدتك ؟ فقال: ثلاث حثوات يحثو لي
رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فحثا له ثلاث حثوات من التمر الصيحاني
وكانت رسما على رسول الله - صلى الله عليه وآله -، [ قال: ] (1) فأخذها
وعدها فلم يجدها مثل ما يعهد من (رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال:
فجاء وقذف بها عليه، فقال له أبو بكر: مالك ؟ قال:) (2) خذها فما أنت
خليفته. (قال:) (3) فلما سمع ذلك قال: أرشدوه إلى (علي) (4) أبي الحسن.
(قال:) (5) فلما دخلوا به على علي بن أبي طالب - عليه السلام - ابتدأ
الامام بما يريده منه، وقال له: تريد حثوات من رسول الله - صلى الله عليه
وآله - ؟ قال: نعم، يافتى، فحثا له (علي) (6) ثلاث حثوات في كل حثوة ستين
تمرة (لا تزيد) (7) واحدة على الاخرى، فعند ذلك قال له الرجل: أشهد أنك
خليفة الله تعالى، وخليفة رسوله حقا، وأنهم ليسوا بأهل
(1) من الفضائل. (2 - 7) ليس في الفضائل.
[ 38 ]
[ لما ] (1) جلسوا فيه. (قال:) (2) فلما سمع أبو بكر (ذلك) (3)، قال: صدق
الله، وصدق رسوله حيث يقول ليلة الهجرة ونحن خارجون من مكة إلى المدينة:
كفي
وكف علي في العدد (4) سواء، فعند ذلك كثر القيل والقال (هنالك) (5)، [
فخرج عمر فسكتهم ] (6). (7)
التاسع والسبعون وأربعمائة الذي خاصمه وأراه
رسول الله - صلى الله عليه وآله - في مسجد قبا 702 - السيد الرضي في
الخصائص: بإسناد عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد - عليهما
السلام - قال: لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله - خاصم أمير
المؤمنين - عليه السلام - بعض الصحابة في حق له ذهب به وجرى بينهما فيه
كلام، فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام -: بمن (8) ترضى ليكون بيني
وبينك حكما ؟ قال: اختر. قال: أترضى برسول الله - صلى الله عليه وآله -
بيني وبينك ؟ قال: وأين رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد دفناه ؟
(1) من الفضائل. (2 و 3) ليس في الفضائل. (4) في الفضائل: العد. (5) ليس
في الفضائل. (6) من الفضائل. (7) الفضائل لشاذان بن جبرئيل: 116. (8) كذا
في المصدر، وفي الاصل: قال له... من.
[ 39 ]
قال: ألست تعرفه إن رأيته ؟ قال: نعم، فانطلق به إلى مسجد قباء فإذا هما
برسول الله - صلى الله عليه
وآله - فاختصما إليه، فقضى لامير المؤمنين - عليه السلام -، فرجع الرجل
مصفر اللون فلقى بعض أصحابه، فقال: مالك ؟ فأخبره الخبر. فقال: أما عرفت
سحر بني هاشم ؟ (1)
الثمانون وأربعمائة إخباره - عليه السلام - بأن الرضا
- عليه السلام - يموت بخراسان 703 - ابن بابويه في أماليه: بإسناده قال:
قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب - عليه السلام -: سيقتل رجل من ولدي
بأرض خراسان بالسم ظلما، اسمه اسمي، واسم أبيه اسم موسى بن عمران - عليه
السلام -، ألا فمن زاره في غربته غفر الله ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر
ولو كانت مثل عدد النجوم، وقطر الامطار، وورق الاشجار. (2)
الحادي
والثمانون وأربعمائة علمه - عليه السلام - بالليلة التي يضرب فيها 704 -
السيد الرضي في الخصائص: بإسناد مرفوع إلى الحسن بن أبي الحسن البصري قال:
سهر علي - عليه السلام - في الليلة التي ضرب في صبيحتها، فقال: إني مقتول
لو قد أصبحت فجاء مؤذنه بالصلاة فمشى
(1) خصائص أمير المؤمنين - عليه السلام -: 59. (2) أمالي الصدوق: 104 ح 5،
وعنه البحار: 102 \ 34 ح 11 وعن عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 \
258 ح 17، وأخرجه في البحار: 49 \ 286 ح 11 عن العيون.
[ 40 ]
قليلا، فقالت ابنته زينب: يا أمير المؤمنين، مر جعدة يصلي بالناس. فقال:
لا مفر من الاجل، ثم خرج. وفي حديث آخر قال: جعل (علي) (1) - عليه السلام
- يعاود مضجعه
فلا ينام، ثم يعاود النظر إلى السماء فيقول: والله ما كذبت [ ولا كذبت ]
(2)، وإنها الليلة التي وعدت، فلما طلع الفجر شد إزاره وهو يقول: اشدد
حيازيمك للموت * فإن الموت لاقيكا ولا تجزع من الموت * وإن حل بواديكا
فخرج - عليه السلام - فلما ضربه ابن ملجم - لعنه الله - قال: فزت ورب
الكعبة... وكان من أمره ما كان - صلوات الله عليه -. (3) 705 - المفيد في
إرشادة: بإسناده عن الحسن البصري قال: سهر علي بن أبي طالب - عليه السلام
- في الليلة التي قتل في صبيحتها ولم يخرج إلى المسجد لصلاة الليل على
عادته، فقالت له ابنته ام كلثوم - عليها السلام -: ما هذا الذي [ قد ] (4)
أسهرك ؟ قال: فإني مقتول لو قد أصبحت، فأتاه ابن النباح فاذنه بالصلاة،
فمشى غير بعيد، ثم رجع. فقالت له ام كلثوم: مر جعدة فليصل بالناس. قال:
نعم، مروا جعدة فليصل [ بالناس ] (5)، ثم قال: لا مفر من الاجل، فخرج إلى
المسجد فإذا هو برجل قد سهر ليلته كلها يرصده،
(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) خصائص أمير المؤمنين - عليه السلام -: 63. (4 و 5) من المصدر.
[ 41 ]
فلما برد السحر نام، فحركه أمير المؤمنين - عليه السلام - برجله وقال له
الصلاة، فقام إليه فضربه. (1)
الثاني والثمانون وأربعمائة يعلم أن ابن ملجم قاتله - عليه السلام - 706 -
السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: روي أن أمير المؤمنين - عليه السلام
- كلما رأى عبد الرحمان بن ملجم المرادي - لعنه الله - قال لمن حوله: هذا
قاتلي. فقال له قائل: أفلا تقتله، يا أمير المؤمنين ؟ فقال - عليه السلام
-: كيف أقتل قاتلي ؟ ! كيف أرد قضاء الله سبحانه ؟ ! ولما اختار الله
سبحانه لامير المؤمنين - عليه السلام - ما عنده كان [ من ] (2) حديث
الضربة وابن ملجم - عليه اللعنة - ما رواه أصحاب الحديث من أن الضربة كانت
قبل العشر الاخير من رمضان سنة احدى وأربعين من الهجرة، وروي سنة أربعين.
(3) 707 - سعد بن عبد الله: قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال
ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن بعض رجاله، رفعه إلى
أمير المؤمنين - عليه السلام - قال: دخل أمير المؤمنين - عليه السلام -
الحمام فسمع صوت (4) الحسن والحسين - عليها السلام - قد علا فخرج إليهما
فقال لهما: ما لكما فداكما أبي وامي ؟
(1) إرشاد المفيد: 15، وعنه البحار: 42 \ 226 ح 38، وأورده في إعلام
الورى: 161. (2) من المصدر. (3) عيون المعجزات: 63. (4) في المصدر: كلام.
[ 42 ]
فقالا: اتبعك هذا الفاجر (يعنون) (1) ابن ملجم - لعنه الله - فظننا أنه
يريد أن يغتالك (2).
فقال: دعاه فوالله ما أجلي إلا له. (3) 708 - ابن شهراشوب: قال: روى
الشاذكوني، عن حماد، عن يحيى (4)، عن ابن عتيق، عن ابن سيرين، قال: إن كان
أحد عرف متى (5) أجله فعلي بن أبي طالب - عليه السلام - الصادق - عليه
السلام -: أن عليا - عليه السلام - أمر أن يكتب له من يدخل الكوفة، فكتب
له اناس ورفعت أسماؤهم في صحيفة فقرأها، فلما مر على اسم ابن ملجم وضع
اصبعه على اسمه، ثم قال: قاتلك الله، ولما قيل له: فإذا علمت أنه يقتلك
فلم لا تقتله ؟ فيقول: إن الله تعالى لا يعذب العبد حتى تقع منه المعصية،
وتارة يقول: فمن يقتلني ؟ (6)
الثالث والثمانون وأربعمائة أنه - عليه
السلام - رغب في الموت 709 - أبو الحسين بن أبي الفوارس في كتابه: حدثنا
محمد بن الحسين (7) القصاني، عن إبراهيم بن محمد بن مسلم الثقفي،
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: يقتلك. (3) مختصر بصائر الدرجات: 6.
وأخرجه في البحار: 42 \ 197 ح 15 عن بصائر الدرجات: 48 ح 1. (4) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: نجيح. (5) في المصدر: " يعرف " بدل " عرف متى
". (6) مناقب آل أبي طالب: 2 \ 271، عنه البحار: 41 \ 315. (7) في المصدر:
الحسن، وفي البحار: الحسن القضبانى.
[ 43 ]
قال: حدثني عبد الله بن بلح (1) المنقري، عن شريك، عن جابر، عن أبي
حمزة اليشكري، عن قدامة الاودي، عن إسماعيل بن عبد الله الصلعي وكانت له
صحبة. قال: لما كثر الاختلاف بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله -
وقتل عثمان بن عفان تخوفت على نفسي الفتنة، فاعتزمت على اعتزال الناس،
فتنحيت إلى ساحل البحر، فأقمت فيه حينا لا أدري ما فيه [ الناس ] (2)
(معتزلا لاهل الهجر والارجاف) (3) فخرجت من بيتي لبعض حوائجي وقد هدأ
الليل ونام الناس، فإذا أنا برجل على ساحل البحر يناجي ربه، ويتضرع إليه
بصوت شجي (4)، وقلب حزين، فنصت (5) إليه، (وأصغيت إليه) (6) من حيث لا
يراني، فسمعته يقول: يا حسن الصحبة، يا خليفة النبيين أنت (7) يا أرحم
الراحمين، البدئ البديع الذي ليس كمثلك (8) شئ، والدائم غير الغافل، والحي
الذي لا يموت، أنت كل يوم في شأن، أنت خليفة محمد - صلى الله عليه وآله -،
وناصر محمد، ومفضل محمد، (أنت الذي) (9) أسألك أن تنصر وصي محمد، [ وخليفة
(1) في المصدر: بلخ، وفي الحلية: بلج. (2) من المصدر والبحار. (3) ليس في
البحار. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: شج، وفي البحار: أشج. (5) في
المصدر: فنضت، وفي البحار: فآنست. (6) ليس في البحار. (7) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: أنت أرحم. (8) في المصدر والبحار: مثلك. (9) ليس في
البحار. (*)
[ 44 ]
محمد ] (1) والقائم بالقسط بعد
محمد، اعطف عليه بنصر أو توفاه برحمة. قال: ثم رفع رأسه فقعد مقدار التشهد
ثم [ انه ] (2) سلم فما أحسب تلقاء وجهه، ثم مضى فمشى على الماء، فناديته
من خلفه: كلمني يرحمك الله، فلم يلتفت، وقال: الهادي خلفك فسله عن أمر
دينك. (قال:) (3) قلت: من هو يرحمك [ الله ] (4) ؟ قال: وصي محمد - صلى
الله عليه وآله - من بعده. فخرجت متوجها إلى الكوفة، فأمسيت دونها، فبت
قريبا من الحيرة، فلما أجنني الليل إذا أنا برجل قد أقبل حتى استقر (5)
برابية، ثم صف قدميه فأطال المناجاة، وكان فيما قال: اللهم إني سرت فيهم
بما أمرني به رسولك وصفيك فظلموني، وقتلت المنافقين كما أمرتني (6)
فجهلوني، وقد مللتهم وملوني، وأبغضتهم وأبغضوني، ولم تبق (لي) (7) خلة
أنتظرها إلا المرادي، اللهم فعجل له الشقاوة (8)، وتغمدني بالسعادة، اللهم
قد وعدني نبيك أن تتوفاني إليك إذا سألتك، اللهم وقد رغبت إليك في ذلك، ثم
مضى فقفوته (9) فدخل منزله فإذا هو علي
(1) من المصدر. (2) من المصدر والبحار. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر
والبحار. (5) في المصدر والبحار: استتر. والرابية: ما ارتفع من الارض. (6)
كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أمرني.
(7) ليس في المصدر والبحار. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فاجعل
له الشقاء. (9) في البحار: فتبعته.
[ 45 ]
ابن أبي طالب - عليه السلام -. قال: فلم ألبث أن (1) نادى المنادي بالصلاة
فخرج واتبعته (2) حتى دخل المسجد فعممه (3) ابن ملجم - لعنه الله -
بالسيف. (4)
الرابع والثمانون وأربعمائة إخباره - عليه السلام - أنه يقتل
بالكوفة 710 - من طريق المخالفين ما رواه موفق بن أحمد في حديث صفين: قال:
وقتل الاشتر من قوم عك خلقا كثيرا، وفقد أهل العراق أمير المؤمنين - عليه
السلام -، وساءت الظنون وقالوا: لعله قتل، وعلا البكاء والنحيب، ونهاهم
الحسن من ذلك وقال: إن علمت الاعداء منكم ذلك اجترؤا عليكم، وإن أمير
المؤمنين - عليه السلام - أخبرني بأن قتله يكون بالكوفة، وكانوا على ذلك
إذ أتاهم شيخ كبير يبكي وقال: قتل أمير المؤمنين - عليه السلام - وقد
رأيته صريعا بين القتلى، فكثر البكاء والانتحاب. فقال الحسن: يا قوم، إن
هذا الشيخ يكذب فلا تصدقوه فإن أمير المؤمنين - عليه السلام - قال: يقتلني
رجل من [ مراد في ] (5) كوفتكم [ هذه ] (6). (7)
(1) في المصدر والبحار: إذ. (2) كذا في المصدر، وفي البحار: فتبعته، وفي
الاصل: واتبعه. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فعسمه. (4) تنبيه
الخواطر ونزهة النواظر: 2 \ 2 - 3، وعنه البحار: 42 \ 252 ح 54، والمؤلف
في حلية
الابرار: 2 \ 388 ح 4. (5 و 6) من المصدر. (7) مناقب الخوارزمي: 170.
[ 46 ]
الخامس والثمانون وأربعمائة إخباره - عليه السلام - بالريح التي تؤذن
بموضع قبره - عليه السلام - 711 - الشيخ في التهذيب: عن محمد بن أحمد بن
داود، قال: حدثني أبي، قال [ حدثني ] (1) الحسن بن علي بن فضال، قال:
حدثنا عمرو بن إبراهيم، عن خلف بن حماد، عن عبد الله بن حسان، [ عن ] (2)
الثمالي، عن أبي جعفر - عليه السلام - (في حديث حدث به) (3) أنه كان في
وصية أمير المؤمنين أن اخرجوني إلى الظهر، فإذا تصوبت أقدامكم واستقبلتكم
ريح فادفنوني، وهو أول طور سينا (فافعلوا ذلك) (4). (5)
السادس والثمانون
وأربعمائة أن قبره - عليه السلام - قبر نوح النبي - عليه السلام -، وتولى
دفنه رسول الله - صلى الله عليه وآله - والكرام الكاتبين 712 - السيد عبد
الكريم بن طاووس في كتابه المعمول في تعيين قبر أمير المؤمنين - عليه
السلام -: (6) عن ابن بابويه بإسناده عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر -
عليه السلام - عن قبر أمير المؤمنين - عليه السلام - فإن الناس
(1 و 2) من المصدر. (3 و 4) ليس في البحار. (5) تهذيب الاحكام: 6 \ 34 ح
13، عنه البحار: 13 \ 219 ح 12. وأخرجه في البحار: 24 \ 219 ح 25 عن فرحة
الغري: 50.
(6) هو كتاب مجموع فيه البراهين الكثيرة على إثبات قبر سيد الاوصياء في
الغري من أرض النجف، ومع ذلك يتضمن الكتاب قضايا تاريخية، لا غنى للباحث
عنها.
[ 47 ]
قد اختلفوا فيه، فقال: إن أمير المؤمنين - عليه السلام - دفن مع أبيه نوح
في قبره. قلت: جعلت فداك، من تولى دفنه ؟ فقال: رسول الله - صلى الله عليه
وآله - مع الكرام الكاتبين [ بالروح والريحان ] (1). (2) 713 - محمد بن
الحسن الصفار في بصائر الدرجات: بإسناده عن أبي عبد الله (3) - عليه
السلام - قال: لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله - هبط جبرائيل ومعه
الملائكة والروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر. قال: ففتح لامير
المؤمنين بصره فرآهم من منتهى السماوات والارض (4) يغسلون النبي - صلى
الله عليه وآله - معه، ويصلون معه عليه، ويحفرون له والله ما حفر له غيرهم
حتى إذا وضع في قبره نزلوا مع من نزل فوضعوه فتكلم، وفتح لامير المؤمنين -
عليه السلام - سمعه فسمعه يوصيهم به، فبكى وسمعهم يقولون: لا نالوه جهدا
وإنما هو صاحبنا بعدك إلا انه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه. حتى إذا
(5) مات أمير المؤمنين - عليه السلام - رأى الحسن والحسين مثل [ ذلك ] (6)
الذي رأى ورأيا النبي - صلى الله عليه وآله - أيضا يعين الملائكة مثل الذي
صنعوه بالنبي.
(1) من المصدر والبحار.
(2) فرحة الغري: 48، عنه البحار: 42 \ 218 ح 22.
(3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أبي جعفر الثاني. (4) في المصدر:
إلى الارض. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فلما مات. (6) من
المصدر والبحار.
[ 48 ]
حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك، ورأى النبي - صلى الله عليه
وآله - وعليا - عليه السلام - يعينان الملائكة. حتى إذا مات الحسين رأى
علي بن الحسين (منه) (1) مثل ذلك، ورأى النبي - صلى الله عليه وآله -
وعليا والحسن يعينون الملائكة، (حتى) (2) إذا مات على بن الحسين رأى محمد
بن علي - عليهما السلام - مثل ذلك، ورأى النبي - صلى الله عليه وآله -
وعليا والحسن والحسين - عليهم السلام - يعينون الملائكة، (حتى إذا مات
محمد بن علي رأى جعفر مثل ذلك، ورأى النبي وعليا والحسن والحسين وعلي بن
الحسين - عليهم السلام - يعينون الملائكة)، (3)، حتى إذا مات جعفر رأى
موسى [ منه ] (4) مثل ذلك، (وهذا) (5) هكذا يجري إلى آخرنا. (6)
السابع
والثمانون وأربعمائة إخباره بصفة قبره - عليه السلام - 714 - المفيد في
إرشاده، والطبرسي في إعلام الورى - واللفظ
(1 - 3) ليس في نسخة " خ ". (4) من البحار. (5) ليس في المصدر والبحار.
(6) بصائر الدرجات: 225 ح 17، وعنه البحار: 22 \ 513 ح 13 وج 27 \ 289 ح
3، وفي العوالم 15 الجزء 3 \ 32 ح 20 عنه وعن الخرائج 2 \ 778 ح 102 عن
عبد الرحمن بن كثير عن أبي
الحسن الرضا - عليه السلام - وفي آخره: وسمع الاوصياء يقولون: أبشري أيتها
الشيعة بنا وهكذا يخرج إلى آخرنا. ويأتي في معاجز الامام الحسن - عليه
السلام - تحت رقم 88، وفي المعجزة: 186 من معاجز الامام الحسين - عليه
السلام -، وفي المعجزة: 99 من معاجز الامام السجاد - عليه السلام -.
[ 49 ]
للطبرسي -: عن حيان بن علي العنزي (1)، قال: حدثنا مولى لعلي بن أبي طالب
- عليه السلام - قال: لما حضرت أمير المؤمنين - عليه السلام - الوفاة قال
للحسن والحسين - عليهما السلام -: إذا أنا مت فاحملاني على سريري، ثم
اخرجاني واحملا مؤخر السرير فإنكما تكفيان مقدمه، ثم ائتيا بي الغريين
فإنكما ستريان صخرة بيضاء (تلمع نورا) (2) فاحتفرا فيها فإنكما ستجدان
فيها ساجة فادفناني فيها. قال: فلما مات أخرجناه وجعلنا نحمل مؤخر السرير،
ونكفي مقدمه، وجعلنا نسمع دويا وحفيفا حتى أتينا الغريين فإذا صخرة بيضاء
تلمع نورا، فاحتفرنا فإذا ساجة مكتوب عليها: (هذه) (3) ما ادخرها نوح لعلي
بن أبي طالب - عليه السلام -، فدفناه فيها وانصرفنا ونحن مسرورون باكرام
الله تعالى لامير المؤمنين - عليه السلام - فلحقنا قوم من الشيعة لم
يشهدوا الصلاة عليه فأخبرناهم بما جرى وبإكرام الله تعالى لامير المؤمنين
- عليه السلام -، فقالوا: نحب أن نعاين من أمره ما عاينتم. فقلنا لهم: إن
الموضع قد خفي (4) أثره بوصية منه - عليه السلام -، فمضوا وعادوا إلينا،
فقالوا: إنهم احتفروا فلم يجدوا (5) شيئا. (6)
(1) في البحار: حسان بن علي القسري.
(2) ليس في البحار. (3) ليس في إعلام الورى. (4) في المصدر والبحار: عفى.
(5) في إعلام الورى: يروا. (6) إرشاد المفيد: 19، إعلام الورى: 202،
وأخرجه في البحار: 42 \ 217 ح 19 عن الارشاد وفرحة الغري: 36.
[ 50 ]
الثامن والثمانون وأربعمائة علمه - عليه السلام - بالساعة التي يموت فيها
وحضور رسول الله - صلى الله عليه وآله - عنده والملائكة والنبيين 715 -
ابن بابويه في أماليه: قال: حدثني أبي - رضي الله عنه -، قال: حدثنا علي
بن الحسين السعد آبادي، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه،
عن أحمد بن النضر الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر ابن يزيد الجعفي، عن
أبي حمزة الثمالي، عن حبيب بن عمرو، قال: دخلت على أمير المؤمنين (علي بن
أبي طالب) (1) - عليه السلام - في مرضه الذي قبض فيه فحل (2) عن جراحته.
فقلت: يا أمير المؤمنين، ما جرحك هذا بشئ، وما بك من بأس. فقال لي: يا
حبيب، والله إني (3) مفارقكم الساعة. قال: [ فبكيت عند ذلك ] (4) فبكت ام
كلثوم وكانت قاعدة عنده، فقال لها: ما يبكيك يا بنية ؟ فقالت: ذكرت يا
أبتا إنك تفارقني (5) الساعة [ فبكيت ] (6)، فقال لها: يا بنية لا تبكين
فوالله لو ترين ما يرى أبوك ما بكيت.
قال حبيب: فقلت له: وما الذي ترى، يا أمير المؤمنين ؟
(1) ليس في البحار، ونسخة " خ ". (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
فخلي. (3) في المصدر والبحار: أنا والله. (4) من المصدر. (5) في المصدر:
يا أبة إنك تفارقنا. (6) من المصدر.
[ 51 ]
فقال: يا حبيب، أرى ملائكة السماوات والنبيين بعضهم في أثر بعض وقوفا [
إلى ] (1) أن يتلقوني، وهذا أخي [ محمد ] (2) رسول الله - صلى الله عليه
وآله - جالس عندي يقول: اقدم فإن أمامك خير لك مما أنت فيه. قال: فما خرجت
من عنده حتى توفي - عليه السلام -، فلما كان من الغد وأصبح الحسن - عليه
السلام - قام (3) خطيبا على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها
الناس، في هذه الليلة انزل الفرقان، وفي هذه الليلة رفع عيسى بن مريم، وفي
هذه الليلة قتل يوشع بن نون، وفي هذه الليلة مات أبي أمير المؤمنين - عليه
السلام -، والله لا يسبق [ أبي ] (4) أحد كان قبله من الاوصياء إلى الجنة
ولا من يكون بعده وإن كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - ليبعثه في
السرية فيقاتل جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وما ترك صفراء ولا
بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه كان يجمعها ليشتري بها خادما لاهله.
(5)
التاسع والثمانون وأربعمائة أن ملك الموت يقبض أرواح الخلائق ما خلا
رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمير المؤمنين - عليه
السلام - فإن الله جل جلاله يقبضهما بقدرته، ويتولاهما بمشيته 716 - أبو
الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن شاذان في المناقب
(1) من المصدر والبحار. (2) من البحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: قال. (4) من البحار. (5) أمالي الصدوق: 262 ح 4، عنه البحار: 42 \
201 ح 6، وج 43 \ 359 ح 1، وذيله في البحار: 14 \ 335 ح 1، وج 13 \ 376 ح
21.
[ 52 ]
المائة: عن ابن عباس، قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول: لما اسري بي إلى السماء ما
مررت بملا من الملائكة إلا سألوني عن علي بن أبي طالب - عليه السلام -،
حتى ظننت أن اسم علي أشهر في السماء من اسمي في الارض، فلما بلغت السماء
الرابعة فنظرت إلى ملك الموت - عليه السلام -، قال لي: يا محمد، ما فعلت
بعلي (1) ؟ قلت: يا حبيبي، ومن أين تعرف عليا ؟ قال: يا محمد، ما خلق الله
تعالى خلقا إلا وأنا أقبض روحه بيدي ما خلاك وعلي بن أبي طالب فإن الله جل
جلاله يقبض أرواحكما بقدرته. فلما صرت تحت العرش [ نظرت ] (2) إذا أنا
بعلي بن أبي طالب - عليه السلام - واقف تحت عرش ربي. فقلت: يا علي،
سبقتني، فقال لي جبرائيل: يا محمد من هذا الذي تكلمه ؟ قلت (3): هذا أخي،
فقال: هذا علي بن أبي طالب.
قال لي: يا محمد، ليس هذا عليا [ نفسه ] (4) ولكنه ملك من ملائكة الرحمن
(5) خلقه الله تعالى على صورة علي بن أبي طالب - عليه السلام -، فنحن
الملائكة المقربون كلما اشتقنا إلى وجه علي بن أبي طالب - عليه السلام -
زرنا هذا الملك لكرامة علي بن أبي طالب [ على الله سبحانه
(1) في المصدر: ما فعل علي. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل:
يكلمك قال. (4) من المصدر. (5) في المصدر: " الملائكة " بدل " ملائكة
الرحمن ".
[ 53 ]
وتعالى، ونستغفر الله
لشيعته ] (1) وسبحنا له. (2) 717 - ابن شهراشوب: عن السمعاني في فضائل
الصحابة، عن ابن المسيب، عن أبي ذر أن النبي - صلى الله عليه وآله - قال:
يا أبا ذر، علي أخي وصهري وعضدي، إن الله تعالى لا يقبل فريضة إلا بحب علي
بن أبي طالب - عليه السلام -. يا أبا ذر، لما اسري بي إلى السماء مررت
بملك جالس على سرير من نور، على رأسه تاج من نور، إحدى رجليه في المشرق،
والاخرى في المغرب، وبين يديه لوح ينظر فيه (3) والدنيا كلها بين عينيه،
والخلق بين ركبتيه، ويده تبلغ المشرق والمغرب. فقلت: يا جبرائيل، من هذا ؟
فما رأيت من ملائكة ربي جل جلاله أعظم خلقا منه. قال: هذا عزرائيل ملك
الموت، ادن فسلم عليه، فدنوت منه،
فقلت: سلام عليك حبيبي ملك الموت. فقال: وعليك السلام يا أحمد، (وما) (4)
فعل ابن عمك علي بن أبي طالب - عليه السلام - ؟ فقلت: وهل تعرف ابن عمي ؟
قال: وكيف لا أعرفه، إن الله جل جلاله وكلني بقبض أرواح الخلائق ما خلا
روحك وروح علي بن أبي طالب - عليه السلام - فإن الله
(1) من المصدر. (2) المناقب المائة: 33 ح 13. وقد تقدم في المعجزة: 404 مع
تخريجاته، فراجع. (3) في المصدر: إليه. (4) ليس في المصدر والبحار.
[ 54 ]
يتوفاكما بمشيته. (1) 718 - عبد الله بن عمر بن الخطاب: أنه قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وآله - ذات يوم على منبره، وأقام عليا إلى جانبه،
وحط يده اليمنى في يده فرفعها حتى بان بياض إبطيهما، وقال: يا معشر الناس،
ألا إن الله ربكم، ومحمد نبيكم، والاسلام دينكم، وعلي هاديكم وهو وصيي،
وخليفتي من بعدي. ثم قال: يا أبا ذر، علي عضدي، وهو أميني على وحي ربي،
وما أعطاني ربي فضيلة إلا وقد خص عليا مثلها. يا أبا ذر، لين يقبل الله
لاحد فرضا إلا بحب علي بن أبي طالب - عليه السلام -.
يا أبا ذر، لما اسري بي إلى السماء انتهيت إلى العرش فإذا بحجاب من
الزبرجد الاخضر، وإذا بمناد ينادي، يا محمد، ارفع الحجاب، فرفعته فإذا أنا
بملك والدنيا بين عينيه، وبين يديه لوح ينظر فيه، فقلت: حبيبي جبرائيل، ما
هذا الملك الذي لم أر في ملائكة ربي أعظم منه خلقة ؟ فقال: يا محمد، سلتم
عليه، فإن هذا عزرائيل ملك الموت. فقلت: السلام عليك حبيبي ملك الموت.
فقال: وعليك السلام يا خاتم النبيين، كيف ابن عمك علي بن أبي طالب - عليه
السلام - ؟ فقلت: حبيبي ملك الموت، أتعرفه ؟
(1) مناقب آل أبي طالب: 2 \ 236، عنه البحار: 39 \ 99.
[ 55 ]
فقال: وكيف لا أعرفه يا محمد ؟ ! والذي بعثك بالحق نبيا، واصطفاك رسولا
إني أعرف ابن عمك وصيا كما أعرفك نبيا، وكيف لا يكون ذلك وقد وكلني الله
بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح علي، فإن الله تعالى يتولاهما بمشيته
كيف يشاء ويختار.
التسعون وأربعمائة أن حنوطه - عليه السلام - وكفنه
والماء من الجنة 719 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: روي أن الناس
اجتمعوا حوله وأن ام كلثوم - رضي الله عنها - صاحت: واأبتا، فقال عمرو بن
الحمق: ليس على أمير المؤمنين بأس إنما هو خدش.
فقال - عليه السلام -: إني مفارقكم (الساعة) (1). وروي أن ام كلثوم - رضي
الله عنها - بكت، فقال لها: يا بنية ما يبكيك ؟ لو ترين ما أرى ما بكيت،
إن ملائكة السماوات السبع لمواكب بعضهم خلف بعض، وكذلك النبيون - عليهم
السلام - (غلبة) (2) أراهم وهذا رسول الله - صلى الله عليه وآله - أخذ
بيدي يقول: انطلق يا علي فإن أمامك خير مما أنت فيه. ثم قال - عليه السلام
-: دعوني وأهل بيتي أعهد إليهم، فقام الناس إلا قليل من شيعته، فحمد الله
وأثنى عليه، وصلى على النبي - صلى الله عليه وآله -، وقال: إني اوصي الحسن
والحسين فاسمعوا لهما وأطيعوا أمرهما،
(1) ليس في نسخة " خ ". (2) ليس في المصدر.
[ 56 ]
فقال: كما أن (1) النبي - صلى الله عليه وآله - نص عليهما بالامامة [ من ]
(2) بعدي. وروي أنه - عليه السلام - لما اجتمع عليه الناس حمدالله وأثنى
عليه، ثم قال: كل امرئ ملاق ما يفر منه، والاجل تساق إليه النفس، هيهات
هيهات علم مكنون، وسر خفي، أما وصيتي لكم فالله تعالى لا تشركوا به شيئا،
ولا تضيعوا سنة نبيه [ محمد ] (3) - صلى الله عليه وآله -، أقيموا هذين
العمودين وخلاكم ذم ما لم تشركوا، رب رحيم، ودين قيم، عليكم السلام [ إلى
] (4) يوم اللزام، كنت بالامس صاحبكم، وأنا اليوم عظة لكم، وغدا مفارقكم.
ثم أوصى [ إلى ] (5) الحسن والحسين - عليهما السلام - وسلم الاسم الاعظم،
ونور الحكمة، ومواريث الانبياء، وسلاحهم إليهما، وقال لهما
- عليهما السلام -: إذا قضيت نحبي فخذا من الدهليز كفني وحنوطي والماء
الذي تغسلاني به فإن جبرائيل - عليه السلام - يجئ بذلك من الجنة، فغسلاني
وحنطاني وكفناني واحملاني على جملي في تابوت وجنازة تجدانها في الدهليز.
وروي أنه - عليه السلام - قال لهما - عليهما السلام -: إذا فرغتما من أمري
تناولا مقدم الجنازة فإن مؤخرها يحمل، فإذا وقفت الجنازة وبرك الجمل
احفروا في ذلك الموضع فإنكما تجدان خشبة محفورة كان نوح - عليه السلام -
حفرها لي فادفناني فيها. وروي أنه - عليه السلام - قبض ليلة الجمعة لتسع
ليال بقين من شهر
(1) في المصدر: أمرهما، فقد كان. (2 - 5) من المصدر.
[ 57 ]
رمضان وهي التي كانت ليلة القدر، وكان عمره خمس وستون [ سنة ] (1)، منها
مع النبي - صلى الله عليه وآله - خمس وثلاثون سنة، وبعده ثلاثون سنة. وأن
الحسن والحسين دخلا الدهليز فوجدا فيه الماء والحنوط والكفن كما ذكره -
عليه السلام -، ولما فرغا من شأنه تناولا مقدم الجنازة وحمل مؤخرها كما
قال - عليه السلام - وحملاها إلى مسجد الكوفة المعروف بالسهلة، ووجدت
ناقته باركة هناك فحمل عليها وتبعوها إلى الغري، فوقفت الناقة هناك، ثم
بركت وحكت بمشفرها الارض، فحفرا في ذلك المكان فوجدت خشبة محفورة كالتابوت
فدفن فيها حيث ما أوصى إذ كان - عليه السلام - أوصى بذلك، وبأنه يدفن
بالغري حيث تبرك الناقة فإنه دفن فيه آدم ونوح - عليهما السلام - ففعل،
وأن آدم ونوح وأمير
المؤمنين دفنوا في قبر واحد. وقال - عليه السلام - فيما أوصى: إذا
أدخلتماني قبري وأشرجتما علي اللبن فارفعا أول لبنة فإنكما لن ترياني.
وروي عن أبي عبد الله الجدلي وكان فيمن حضر الوصية أنه قال: سألت (الحسن)
(2) عن رافع اللبنة فقال: يا سبحان الله أتراني كنت أعقل ذلك. فقلت: هل
وجدته في القبر ؟ فقال: لا والله. ثم قال - عليه السلام -: ما من نبي يموت
في المغرب ويموت وصيه في المشرق إلا وجمع الله بينهما في ساعة واحدة. (3)
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) عيون المعجزات: 50 - 52.
[ 58 ]
720 - ابن شهراشوب: عن أبي بكر الشيرازي في كتابه، عن الحسن البصري، قال:
أوصى علي - عليه السلام عند موته للحسن والحسين - عليهما السلام - وقال
لهما: إذا أنا مت فانكما ستجدان عند رأسي حنوطا من الجنة، وثلاثة أكفان من
استبرق الجنة، فغسلوني [ وحنطوني ] (1) بالحنوط وكفنوني. وقال الحسن -
عليه السلام -: فوجدنا عند رأسه طبقا من الذهب عليه خمس شمامات من كافور
الجنة، وسدرا من سدر الجنة، فلما فرغوا من غسله وتكفينه أتى البعير فحملوه
على البعير بوصية منه، وكان قال: فسيأتي البعير إلى قبر أبي فيقيم عنده،
فأتى البعير حتى وقف على (2)
شفير القبر، فوالله ما علم أحد من حفره فالحد فيه بعدما صلي عليه، وأظلت
الناس غمامة بيضاء، وطيور بيض، فلما دفن - عليه السلام - ذهبت الغمامة
والطيور. (3) 721 - وفي الطرف: عن الامام أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه
- عليهما السلام - قال: قال علي بن أبي طالب - عليه السلام -: كان في
الوصية (يعني وصية رسول الله - صلى الله عليه وآله -) (4) أن يدفع إلي
الحنوط، فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وآله - (5) قبل وفاته بقليل،
فقال: يا علي ويا فاطمة، هذا
(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عند. (3)
مناقب آل أبي طالب: 2 \ 348، عنه البحار: 42 \ 234 ح 44. (4) ليس في
المصدر والبحار. (5) في المصدر: إلى علي الحنوط، فدعاه رسول الله - صلى
الله عليه وآله -.
[ 59 ]
حنوطي من الجنة
دفعه إلي جبرائيل، وهو يقرئكما (1) السلام ويقول لكما: اقسما [ ه ] (2)
واعزلا منه لي ولكما. قالت (فاطمة) (3): ثلثه لك، وليكن الناظر في (4)
الباقي علي (بن أبي طالب) (5) - عليه السلام -، فبكى رسول الله - صلى الله
عليه وآله - وضمها إليه. وقال: موفقة رشيدة مهدية ملهمة، يا علي قل في
الباقي. قال: نصف الباقي لها، والنصف الاخر لمن (6) ترى يا رسول الله.
قال: هو لك فاقبضه. (7) 722 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه
رفعه، قال: السنة في الحنوط ثلاثة عشر درهما وثلث (أكثره) (8)، وقال: إن
جبرائيل
- عليه السلام - نزل على رسول الله - صلى الله عليه وآله - بحنوط وكان
وزنه أربعين درهما، فقسمها رسول الله - صلى الله عليه وآله - ثلاثة أجزاء:
جزء له، وجزء لعلي، وجزء لفاطمة - عليهم السلام -. (9) 723 - الشيخ في
مجالسه: بإسناده عن أبي ذر، عن أمير المؤمنين - عليه السلام - في حديث
المناشدة مع الخمسة الذين اجتمعوا للشورى في
(1) في المصدر: يقرئكم. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر والبحار. (4)
كذا في المصدر، وفي الاصل: على. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: نصف ما
بقى لها والنصف لمن. (7) الطرف: 41، وعنه البحار: 22 \ 492 ح 37 ومعالم
الزلفى: 408. (8) ليس في البحار. (9) الكافي: 3 \ 151 ح 4، عنه البحار: 22
\ 504 ذ ح 3 وعن علل الشرائع: 302 ح 1. وأخرجه في الوسائل: 2 \ 730 ح 1 عن
الكافي وعن التهذيب: 1 \ 290 ح 13.
[ 60 ]
الستة الذين عينهم عمر بن الخطاب قال لهم - عليه السلام - في مناقبه التي
ذكرها لهم وهم يوافقونه في أنها له دونهم، فقال لهم: فهل فيكم أحد أعطاه
رسول الله - صلى الله عليه وآله - حنوطا من حنوط الجنة، فقال: اقسم هذا
أثلاثا، ثلثا [ لي ] (1) حنطني (به) (2)، وثلثا لابنتي، وثلثا لك، غيري ؟
قالوا: لا. (3)
الحادي والتسعون وأربعمائة أن الحسن والحسين - عليهما
السلام -
فقداه - عليه السلام - وهو على الجنازة، ورأياه يخاطبهما في الطريق 724 -
البرسي: قال: روى محدثوا أهل الكوفة أن أمير المؤمنين - عليه السلام - لما
حمله الحسن والحسين - عليهما السلام - على سريره إلى مكان القبر المختلف
من (4) نجف الكوفة وجدوا فارسا يتضوع منه المسك فسلم عليهما، ثم قال للحسن
- عليه السلام -: أنت الحسن بن علي رضيع الوحي والتنزيل، وفطيم العلم
والشرف الجليل، خليفة أمير المؤمنين، وسيد الوصيين ؟ قال: نعم. [ قال: ]
(5) وهذا الحسين بن علي [ أمير المؤمنين، وسيد الوصيين ] (6)
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) أمالي الشيخ الطوسي: 2 \ 158 -
166، والحديث مفصل جدا، وعنه البحار: 8 \ 356 " ط الحجر "، وللحديث
تخريجات كثيرة في كتب الفريقين لا تعد ولا تحصى، فمن أراد فليرجع إلى
المطولات. (4) في البحار: البئر المختلف فيه إلى. (5 و 6) من البحار.
[ 61 ]
سبط نبي الرحمة، ورضيع العصمة، [ وربيب الحكمة ] (1)، ووالد الائمة ؟ قال:
نعم. قال: سلماه إلي وامضيا في دعة الله. فقال له الحسن - عليه السلام -:
إنه أوصى إلينا أن لا نسلمه إلا إلى أحد رجلين: جبرائيل أو الخضر. فمن أنت
منهما ؟
فكشف النقاب فإذا هو أمير المؤمنين - عليه السلام -، ثم قال للحسن - عليه
السلام -: يا أبا محمد، إنه لا تموت نفس إلا ويشهدها. [ أفما يشهد جسده ؟
] (2). (3)
الثاني والتسعون وأربعمائة المائل الذي في طريق الغري لما مروا
بجنازته - عليه السلام - 725 - الشيخ في مجالسه: قال: أخبرنا أبو الحسن،
قال: حدثنا ابراهيم بن محمد المذاري، قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: حدثني
محمد بن عيسى، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الله بن مسكان، عن
جعفر بن محمد - عليهما السلام -، قال: سألته عن القائم (المائل) (4) في
طريق الغري. فقال: نعم انهم (5) لما جازوا بسرير أمير المؤمنين علي - عليه
السلام - انحنى أسفا وحزنا على أمير المؤمنين - عليه السلام - وكذلك سرير
ابرهة لما
(1 و 2) من البحار. (3) عنه البحار: 42 \ 300 ذ ح 78. (4) ليس في البحار. (5) في البحار: إنه، وفي المصدر: إنه لما جاوز.
[ 62 ]
دخل عليه عبد المطلب انحنى ومال. (1)
الثالث والتسعون وأربعمائة أنه -
عليه السلام - لم ير في قبره بعد وضعه وشرج اللبن عليه 726 - الشيخ في
التهذيب: عن محمد بن أحمد بن داود القمي، قال: أخبرني محمد بن علي بن
الفضل (2)، قال: حدثني علي بن الحسين
ابن يعقوب من بني (3) خزيمة قراءة عليه، قال: حدثنا [ جعفر بن محمد بن
يوسف الازدي، قال: حدثنا علي بن بزرج الخياط، قال: حدثنا ] (4) عمرو، قال:
جاءني سعد الاسكاف فقال: يا بني تحمل الحديث ؟ فقلت: نعم. فقال: حدثني أبو
عبد الله - عليه السلام - قال: (إنه) (5) لما اصيب أمير المؤمنين - عليه
السلام - قال للحسن والحسين - عليهما السلام -: غسلاني وكفناني [ وحنطاني
] (6) واحملاني على سريري، واحملا مؤخره تكفيان مقدمه، فإنكما تنتهيان إلى
قبر محفور، ولحد ملحود، ولبن موضوع، فالحداني واشرجا [ اللبنة ] (7) علي،
وارفعا لبنة مما يلي رأسي فانظرا ما تسمعان. فأخذا اللبنة من عند الرأس
بعدما أشرجا عليه اللبن فإذا ليس في
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 2 \ 295 وعنه البحار: 15 \ 160 ح 91. (2) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: فضال. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: عن أبي.
(4) من المصدر والبحار. (5) ليس في البحار. (6) من المصدر والبحار. (7) من
المصدر.
[ 63 ]
القبر شئ، وإذا هاتف يهتف:
أمير المؤمنين - عليه السلام - كان عبدا صالحا فألحقه الله بنبيه، وكذلك
يفعل بالاوصياء بعد الانبياء حتى لو أن نبيا مات في المغرب، ومات وصيه في
المشرق لالحق الله الوصي بالنبي. (1)
727 - السيد الرضي في الخصائص: قال: روي عن جعفر بن محمد - عليه السلام -
أنه (قال:) (2) لما غسل أمير المؤمنين - عليه السلام - نودوا من جانب
البيت: أن أخذتم مقدم السرير كفيتم مؤخره، وإن أخذتم مؤخره كفيتم مقدمه،
وأشار - عليه السلام - إلى أن الملائكة قالت ذلك. (3)
الرابع والتسعون
وأربعمائة أن جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وزمرة من الملائكة يشيعون جنازته
- عليه السلام - واللوح الذي وجد مكتوب عليه، وإعانة الملائكة الحسن
والحسين في تغسيله 728 - ابن شهراشوب: قال في دلالات البطائني: كان في
مقدم السرير جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وزمرة من الملائكة يسمع منهم: قدوس
قدوس، أنت عزيز سلطان نافذ لامرك، لا إله الا أنت ونحمدك، لا إله الا أنت
رب العالمين.
(1) التهذيب للطوسي: 6 \ 106 ح 3. وأخرجه في البحار: 42 \ 213 ح 14 عن
فرحة الغري: 30، وفي ج 60 \ 106 ح 3 عن مناقب آل أبي طالب: 2 \ 348 نقلا
عن التهذيب. (2) ليس في المصدر. (3) خصائص الائمة - عليهم السلام -: 64.
[ 64 ]
729 - وعن منصور بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن جده زيد بن علي، عن أبيه، [
عن جده ] (1) الحسين بن علي - عليهم السلام - في خبر طويل يذكر فيه أنه
قال: اوصيكما وصية فلا تظهرا على أمري أحدا، وأمرهما أن يستخرجا من
الزاوية اليمنى لوحا، وأن يكفناه (2) فيما يجدان، فإذا
غسلاه وضعاه على ذلك اللوح، وإذا وجدا السرير يشال مقدمه فيشيلان مؤخره،
وأن يصلي الحسن مرة والحسين مرة [ صلاة إمام ] (3). ففعلا كما رسم فوجدا
اللوح وعليه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما ادخره نوح النبي -
عليه السلام - لعلي بن أبي طالب - عليه السلام -، وأصابا الكفن في دهليز
الدار موضوعا فيه حنوط قد أضاء نوره على نور النهار. وروي أنه قال الحسين
- عليه السلام - وقت الغسل: (يا أبا محمد) (4) أما ترى إلى خفة أمير
المؤمنين - عليه السلام - ؟ فقال الحسن - عليه السلام: يا أبا عبد الله،
إن معنا قوما يعينوننا (5). (قال) (6): فلما قضينا صلاة العشاء الاخرة إذا
قد شيل مقدم السرير ولم نزل نتبعه إلى أن وردنا إلى الغري، فأتينا إلى قبر
كما وصف أمير المؤمنين - عليه السلام - ونحن نسمع خفق أجنحة كثيرة، وضجة
وجلبة، فوضعناه وصلينا على أمير المؤمنين - عليه السلام - كما وصف لنا -
عليه السلام -
(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يدفناه.
(3) من المصدر. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: يعينونا. (6) ليس في المصدر.
[ 65 ]
[ ونزلنا ] (1) قبره فأضجعناه في لحده، ونضدنا عليه اللبن. (2)
الخامس
والتسعون وأربعمائة الرجل الذي قال ما قال عليه من
الثناء فطلبوه فلم يصادفوه وهو الخضر - عليه السلام - 730 - محمد بن
يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد البرقي، عن
أحمد بن زيد النيشابوري، قال: حدثني عمر بن إبراهيم الهاشمي، عن عبد الملك
بن عمر (3)، عن اسيد بن صفوان صاحب رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال:
لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين - عليه السلام - ارتج الموضع
بالبكاء، ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله -. وجاء
رجل باكيا وهو مسرع [ مسترجع ] (4) وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة
حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين - عليه السلام - فقال: رحمك
الله يا أبا الحسن، كنت أول القوم إسلاما، وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا،
وأخوفهم لله عزوجل، وأعظمهم عناء، وأحوطهم على رسول الله - صلى الله عليه
وآله -، وآمنهم على أصحابه، وأفضلهم مناقب، وأكرمهم سوابق، وأرفعهم درجة،
وأقربهم من رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وأشبههم به هديا وخلقا
وسمتا وفعلا، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن الاسلام وعن
رسوله - صلى الله عليه وآله -
(1) من المصدر والبحار. (2) مناقب آل أبي طالب: 2 \ 348 - 349 وعنه البحار: 42 \ 235 ذ ح 44. (3) في البحار: عمير. (4) من المصدر.
[ 66 ]
وعن المسلمين خيرا. قويت حين ضعف أصحابه، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين
وهنوا، ولزمت منهاج رسول الله - صلى الله عليه وآله - إذ هم أصحابه، وكنت
(1) خليفته حقا، لم تنازع ولم تضرع بزعم المنافقين، وغيظ الكافرين، وكره
الحاسدين، وضغن (2) الفاسقين [ فقمت بالامر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا
(3)، ومضيت بنور الله إذ وقفوا ولو اتبعوك ] (4) فهدوا، وكنت أخفضهم صوتا،
وأعلاهم قنوتا، وأقلهم كلاما، وأصوبهم نطقا، وأكبرهم رأيا، وأشجعهم قلبا،
وأشدهم يقينا، وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالامور. كنت والله يعسوبا للدين
أولا وآخرا: الاول حين تفرق الناس، والاخر حين فشلوا، كنت للمؤمنين أبا
رحيما إذ صاروا عليك عيالا، فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت (5) ما
أضاعوا، ورعيت ما أهملوا وشمرت إذ اجتمعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ
أسرعوا، وأدركت أوطار ما طلبوا، ونالوا، بك ما لم يحتسبوا. كنت على
الكافرين عذابا صبا ونهبا، وللمؤمنين عمدا وحصنا، فطرت والله بنعمائها،
وفزت بحبائها، وأحرزت سوابقها، وذهبت بفضائلها، لم تفلل (6) حجتك، ولم يزغ
قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أنت. (2) في المصدر: صغر. والضغن
هو الحقد. (3) التتعتع في الكلام: التردد فيه من حصر وعي. (4) من المصدر
والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار ونسخة " خ "، وفي الاصل: خفضت. (6)
كذا في المصدر، وفي الاصل: تفل.
[ 67 ]
تجبن نفسك، ولم تخر (1)، كنت كالجبل لا تحركه العواصف. وكنت لما قال - صلى
الله عليه وآله -: آمن الناس في صحبتك وذات يدك، وكنت كما قال - صلى الله
عليه وآله -: ضعيفا في بدنك، قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك، عظيما
عند الله عزوجل، كبيرا في الاصل، جليلا عند المؤمنين، لم يكن لاحد فيك
مهمز، ولا لقائل فيك مغمز، ولا لاحد فيك مطمع، ولا لاحد عندك هوادة.
الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه، والقوي العزيز عندك ضعيف
ذليل حتى تأخذ منه الحق، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء، شأنك الحق
والصدق والرفق، وقولك حكم وحتم، وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم وعزم فيما فعلت
وقد نهج السبيل، وسهل العسير وأطفأت (2) النيران، واعتدل بك الدين، وقوي
بك الاسلام، وفي نسخة وظهر أمر الله ولو كره الكافرون، وثبت بك الاسلام
والمؤمنون، وسبقت سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا، فجللت عن
البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الانام، فإنا لله وإنا إليه
راجعون، رضينا عن الله قضاه، وسلمنا لله أمره، فوالله لن يصاب المسلمون
بمثلك أبدا. كنت للمؤمنين كهفا وحصنا وقنة (3) راسيا، وعلى الكافرين غلظة
وغيظا، فألحقك الله بنبيه، ولا أحرمنا أجرك، ولا أضلنا بعدك.
(1) من الخرور، وهو السقوط، وفي بعض النسخ: لم تخل. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أمليت. (3) وقنة: أي جبلا.
[ 68 ]
وسكت القوم حتى انقضى كلامه وبكى [ وأبكى ] (1) أصحاب رسول الله - صلى
الله عليه وآله -، ثم طلبوه فلم يصادفوه. (2) 731 - ابن شهراشوب: نقل
الحديث مختصرا عن الصفواني في الاحن والمحن و (عن) (3) الكليني في الكافي،
وفي آخر روايته: فالتفوا فلم يروا أحدا، فسئل الحسن - عليه السلام -: من
كان الرجل ؟ قال: الخضر - عليه السلام -. (4)
السادس والتسعون وأربعمائة
أن السماء والارض بكتا عليه - عليه السلام - أربعين خريفا، وأمطرت السماء
ثلاثة أيام دما 732 - ابن شهراشوب: من أحاديث علي بن الجعد، عن شعبة، عن
قتادة ومجاهد، عن ابن عباس [ قال: ] (5)، قال رسول الله - صلى الله عليه
وآله -: إن المساء والارض لتبكي على المؤمن إذا مات أربعين صباحا، وإنها
لتبكي على العالم [ إذا مات ] (6) أربعين شهرا، وإن السماء والارض لتبكيان
على الرسول أربعين سنة، وإن السماء والارض لتبكيان عليك يا علي [ إذا قتلت
] (7) أربعين خريفا (8).
(1) من المصدر. (2) الكافي: 1 \ 454 ح 4، عنه البحار: 42 \ 303 - 305 ح 4،
وعن الكمال: 2 \ 387 ح 3. رواه الصدوق في أماليه: 200 ح 11، والمؤلف في
حلية الابرار: 2 \ 38 ح 7. (3) ليس في المصدر. (4) مناقب آل أبي طالب: 2 \
347. (5 - 7) من المصدر والبحار. (8) في المصدر والبحار: سنة.
[ 69 ]
قال ابن عباس: لقد (1) قتل أمير المؤمنين - عليه السلام - [ على الارض ]
(2) بالكوفة فأمطرت السماء ثلاثة أيام دما. (3)
السابع والتسعون وأربعمائة
أنه - عليه السلام - يوم قبض ما يرفع حجر إلا وجد تحته دم عبيط 733 - ابن
شهراشوب: عن أبي حمزة، عن الصادق - عليه السلام - وقد رواه أيضا عن سعيد
بن المسيب أنه لما قبض أمير المؤمنين - عليه السلام - لم يرفع من وجه
الارض حجر إلا وجد تحته دم عبيط. (4) 734 - السيد المرتضى في عيون
المعجزات: " عن كتاب الانساب لقريش " عن الزهري، قال: قال عبد الملك بن
مروان - وكنت آتيا من بيت المقدس -: يا زهري، ما كانت علامة اليوم الذي
قتل فيه علي بن أبي طالب - عليه السلام - ؟ فقلت: أصبح الناس ببيت المقدس
وما يقلب أحد حجرا إلا وتحته دم عبيط. (5)
الثامن والتسعون وأربعمائة أنه
- عليه السلام - حي بعد الموت 735 - الراوندي في الخرائج: بإسناده، عن
جابر الجعفي، عن أبي
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بعد. (2) من المصدر والبحار. (3)
مناقب آل أبي طالب: 2 \ 346 وعنه البحار: 42 \ 308 ح 9. (4) مناقب آل أبي
طالب: 2 \ 346 وعنه البحار: 42 \ 308 ذ ح 9. (5) عيون المعجزات: 52 - 53.
[ 70 ]
جعفر - عليه السلام - قال: جاء اناس (1) إلى الحسن بن علي - عليهما السلام
- فقالوا:
أرنا بعض ما عندك من أعاجيب (2) أبيك التي كان يريناها. فقال: أتؤمنون (3)
بذلك ؟ قالوا: نعم، نؤمن به والله. قال: أليس تعرفون أمير المؤمنين - عليه
السلام - ؟ قالوا: بلى، كنا نعرفه. قال: فرفع لهم جانب الستر، فقال:
أتعرفون هذا [ الجالس ] (4) ؟ قالوا بأجمعهم: هذا والله أمير المؤمنين -
عليه السلام - ونشهد أنك ابنه، وأنه كان يرينا مثل ذلك كثيرا. (5)
التاسع
والتسعون وأربعمائة مثله 736 - الراوندي: عن رشيد الهجري، قال: دخلنا (6)
على أبي
(1) في المصدر: ناس. (2) في المصدر والبحار: عجائب. (3) في البحار:
وتؤمنون. (4) من المصدر. (5) الخرائج: 2 \ 810 ح 18، وعنه إثبات الهداة: 2
\ 559 ح 14 والايقاظ من الهجعة: 218 ح 18. وأورده في الثاقب في المناقب:
305 ح 1 عن جابر بن يزيد الجعفي. وأخرجه في البحار: 43 \ 328 ح 8،
والعوالم: 16 \ 85 ح 1 عن فرج المهموم: 224 بزيادة واختلاف. ويأتي في
معجزة: 34 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -. (6) كذا في المصدر، وفي
الاصل: دخلت.
[ 71 ]
محمد (الحسن بن علي - عليهما السلام -) (1) بعد (أن) (2) مضى أبوه أمير
المؤمنين فتداكرنا [ له ] (3) شوقنا إليه. فقال الحسن - عليه السلام -:
أتحبون أن تروه (4) ؟ قلنا: نعم، أنى (5) لنا بذلك وقد مضى لسبيله ؟ !
فضرب بيده إلى ستر كان معلقا على باب في صدر المجلس فرفعه، وقال: انظروا
إلى هذا البيت فإذا أمير المؤمنين - عليه السلام - جالس كأحسن ما رأينا في
حياته، فقال: هو هو، ثم خلى (6) الستر عن يده. فقال بعضنا: هذا الذي
رأيناه من الحسن - عليه السلام - كالذي كنا نشاهده من دلائل أمير المؤمنين
- عليه السلام - ومعجزاته. (7)
الخمسمائة مثله 737 - ثاقب المناقب: عن
جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وآله -: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج فإنه قد (8) كانت فيهم الاعاجيب، ثم
أنشأ يحدث - صلى الله عليه وآله - فقال: خرجت
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4 و 5) كذا في المصدر، وفي الاصل:
ترونه... أين. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: حلق، وهو مصحف. (7) خرائج
الراوندي: 2 \ 810 ح 19، عنه إثبات الهداة: 5 \ 152 ح 15 والايقاظ من
الهجعة: 218 ح 19. ويأتي في المعجزة " 35 " من معاجز الامام المجتبى -
عليه السلام -. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: " وإنهم " بدل " فإنه قد ".
(*)
[ 72 ]
طائفة من بني إسرائيل حتى أتوا
مقبرة لهم، وقالوا: لو صلينا فدعونا الله تعالى فأخرج لنا رجلا ممن مات
نسأله عن الموت، ففعلوا، فبينما هم [ كذلك ] (1) إذ أطلع [ رجل ] (2) رأسه
من قبر، بين عينيه أثر السجود. فقال: يا هؤلاء، ما أردتم مني ؟ لقد مت منذ
(سبعين) (3) عام ما [ كان ] (4) سكنت [ عني ] (5) حرارة الموت حتى كان
الان، فادعوا الله أن يعيدني كما كنت. قال جابر [ بن عبد الله ] (6): ولقد
رأيت وحق الله وحق رسوله من الحسن بن علي - عليهما السلام - أفضل وأعجب
منها، ومن الحسين بن علي - عليهما السلام - أفضل وأعجب [ منها ] (7). أما
الذي رأيته من الحسن - عليه السلام - فهو انه لما وقع [ عليه ] (8) من
أصحابه ما وقع، وألجأه ذلك إلى مصالحة معاوية فصالحه، واشتد ذلك على خواص
أصحابه فكنت أحدهم وجئت فعذلته. فقال: يا جابر، لا تعذلني، وصدق رسول الله
- صلى الله عليه وآله - [ في قوله: ] (9) ان ابني هذا [ سيد ] (10)، وإن
الله تعالى يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، فكأنه لم يشف ذلك
صدري. فقلت: لعل هذا شئ يكون بعد، وليس هذا هو الصلح مع معاوية، فإن هذا
هلاك (11) المؤمنين وأولادهم (12)، فوضع يده على صدري وقال: شككت وقلت:
كذا. قال: أتحب أن أستشهد رسول الله - صلى الله عليه وآله -
(1 و 2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4 - 10) من المصدر.
(11) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال هذا بهلاك. (12) في المصدر: وإذ لالهم.
[ 73 ]
[ الان ] (1) حتى تسمع منه ؟ فعجبت من قوله [ إذ سمعت هذه ] (2) وإذا
بالارض من تحت أرجلنا (قد) (3) انشقت، وإذا رسول الله - صلى الله عليه
وآله - وعلي وجعفر وحمزة - عليهم أفضل السلام - وقد خرجوا منها، فوثبت
فزعا مذعورا. فقال الحسن: يارسول الله، هذا جابر وقد عذلني بما قد علمت.
فقال (النبي) (4) - صلى الله عليه وآله - [ لي ] (5): يا جابر، إنك لا
تكون مؤمنا حتى تكون لائمتك مسلما، ولا تكن عليهم برأيك معترضا، سلم لابني
الحسن ما فعل، فإن الحق فيه إنه دفع عن خيار (6) المسلمين الاصطلام بما
فعل وما كان فعله (7) إلا عن أمر الله تعالى وأمري. فقلت: قد سلمت يا رسول
الله، ثم ارتفع في الهواء هو وحمزة وجعفر وعلي فما زلت أنظر إليهم حتى
انفتح لهم باب في السماء ودخلوها، ثم باب [ السماء ] (8) الثانية إلى سبع
سماوات يقدمهم [ سيدنا ومولانا ] (9) محمد - صلى الله عليه وآله -. (10)
(1 و 2) من المصدر. (3 و 4) ليس في المصدر. (5) من المصدر. (6) في المصدر:
حياة. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: فعل. (8 و 9) من المصدر.
(10) الثاقب في المناقب: 306 ح 1. وأورده المؤلف أيضا في معالم الزلفى:
414. ويأتي في معجزة: 33 من معاجز الامام المجتبى - عليه السلام -.
[ 74 ]
الحادي والخمسمائة مثله 738 - ثاقب المناقب: مبني على ما تقدمه، قال جابر
بن عبد الله: لما عزم الحسين بن علي - عليهما السلام - على الخروج إلى
العراق أتيته، فقلت له: أنت ولد رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأحد
سبطيه لا أرى إلا انك (1) تصالح كما صالح أخوك الحسن فإنه كان موفقا
رشيدا. فقال [ لي ] (2): يا جابر، قد فعل ذلك أخي بأمر الله تعالى وأمر
رسوله، وإني أيضا أفعل بأمرالله تعالى وأمر رسوله، أتريد أن أستشهد رسول
الله - صلى الله عليه وآله - وأبي وأخي كذلك (3) الان ؟ ثم نظرت فإذا
السماء قد انفتح بابها، وإذا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعلي أمير
المؤمنين والحسن وحمزة وجعفر وزيد نازلين عنها (4) حتى استقروا على الارض،
فوثبت فزعا مذعورا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا جابر، ألم
أقل لك في أمر الحسن قبل الحسين: إنك لا تكون مؤمنا حتى تكون لائمتك
مسلما، ولا تكون معترضا ؟ أتريد أن ترى إلى مقعد معاوية ومقعد الحسين
ومقعد يزيد قاتله ؟ قلت: بلى يارسول الله. قال: فضرب برجله الارض فانشقت،
ثم ظهر بحر فانفلق، ثم
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: لارى انك.
(2) من المصدر. (3) في المصدر: وعليا وأخي الحسن كذلك. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: فيها.
[ 75 ]
ضرب فانشقت هكذا حتى انشقت سبع أرضين، وانفلقت سبعة أبحر، ورأيت من تحت
ذلك كله النار وقد قرن في سلسلة (1) الوليد بن المغيرة وأبو جهل ويزيد
ومعاوية، وقرن بهم في مردة الشياطين لهم أشد أهل النار عذابا. ثم قال -
صلى الله عليه وآله -: ارفع رأسك، فرفعت فإذا أبواب السماء مفتحة، وإذا
الجنة أعلاها، ثم صعد رسول الله - صلى الله عليه آله - ومن معه إلى
السماء، فلما صار في الهواء صاح: يا حسين، يا بني الحقني، فلحقه الحسين
وصعدوا، رأيتهم دخلوا الجنة من أعلاها، ثم نظر إلى هناك رسول الله - صلى
الله عليه وآله - وقبض على يد الحسين وقال: يا جابر، هذا ولدي معي ها هنا،
فسلم له أمره، ولا تشك لتكون مؤمنا. قال جابر: فعميت عيناي إن لم أكن رأيت
ما قلت. (2)
الثاني والخمسمائة مثله 739 - روي عن الباقر - عليه السلام -،
عن أبيه - عليهما السلام - أنه قال: صار جماعة من الناس بعد الحسن إلى
الحسين - عليهما السلام - فقالوا: يابن رسول الله، ما عندك من عجائب أبيك
- عليه السلام - التي كان يريناها ؟ فقال: هل تعرفون أبي ؟
(1) في المصدر: النار فيها سلسلة قرن فيها. (2) الثاقب في المناقب: 322 ح 1.
وأورده المؤلف أيضا في معالم الزلفى: 414 و 441. ويأتي في معجزة 44 من معاجز أبي عبد الله الحسين - عليه السلام -.
[ 76 ]
قالوا: كلنا (1) نعرفه، فرفع سترا كان على باب بيت، ثم قال: انظروا في
البيت فنظروا، فقالوا: هذا أمير المؤمنين - عليه السلام -، ونشهد أنك (2)
خليفة الله حقا، (وأنك ولده) (3). (4)
الثالث والخمسمائة مثله 740 -
الراوندي: بإسناده، عن الصفار، عن الحسن بن علي بإسناده، قال: سئل الحسن
بن علي - عليهما السلام - بعد مضي أمير المؤمنين - عليه السلام - [ عن
أشياء ] (5) فقال لاصحابه: أتعرفون أمير المؤمنين (عليا - عليه السلام -)
(6) إذا رأيتموه ؟ قالوا: نعم. قال: فارفعوا هذا الستر، فرفعوه، فإذا هم
به - عليه السلام - لا ينكرونه. فقال لهم علي - عليه السلام -: إنه يموت
من مات منا وليس بميت، ويبقى من بقي (منا) (7) حجة عليكم. (8)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: قلنا كلنا: نعم. (2) كذا في المصدر، وفي
الاصل: فنظرنا فإذا أمير المؤمنين - عليه السلام - قلنا: نشهد أنه. (3)
ليس في المصدر. (4) خرائج الراوندي: 2 \ 811 ح 20، وعنه مختصر البصائر:
110، وإثبات الهداة: 2 \ 582 ح 36، والايقاظ من الهجعة: 219 ح 20. وأورده
في المختصر أيضا: 14 مرسلا. (5) من المصدر.
(6 و 7) ليس في المصدر. (8) خرائج الراوندي: 2 \ 818 ح 29. تقدم مثله عن
الراوندي آنفا.
[ 77 ]
الرابع والخمسمائة مثله 741 - البرسي: قال: روي [ عن ] (1) الحسن [ بن علي
] (2) - عليهما السلام - أن أمير المؤمنين - عليه السلام - قال للحسن
والحسين - عليهما السلام -: إذا وضعتماني في الضريح (المقدس) (3) فصليا
ركعتين قبل أن تهيلا التراب علي، وانظرا ما (ذا) (4) يكون. فلما وضعاه (5)
في الضريح المقدس فعلا ما امرا به (6) وإذا الضريح مغطى بثوب من سندس،
فكشف الحسن - عليه السلام - مما يلي وجه أمير المؤمنين - عليه السلام -،
فوجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - وآدم وإبراهيم يتحدثون مع أمير
المؤمنين - عليه السلام -، وكشف الحسين مما يلي رجليه، فوجد الزهراء وحوى
ومريم وآسيا - عليهن السلام - ينحن على أمير المؤمنين - عليه السلام -
ويندبنه. (7)
الخامس والخمسمائة مثله 742 - روي عن رجل أسدي: قال: كنت
نازلا على نهر العلقمي بعد
(1 و 2) من
البحار. (3 و 4) ليس في البحار. (5) كذا في البحار، وفي الاصل: وضعناه.
(6) كذا في البحار، وفي الاصل: وفعلا ما نظرا، وهو مصحف. (7) عنه في
البحار: 42 \ 301. (*)
[ 78 ]
ارتحال [ العسكر ] (1) عسكر بني
امية، فرأيت عجائب لا أقدر (أن) (2) أحكي إلا بعضها. منها: أنه إذا هبت
الرياح تمر علي نفحات كنفحات المسك والعنبر، وإذا سكنت أرى نجوما تنزل من
السماء [ إلى الارض ] (3)، وترقى من الارض إلى السماء مثلها، وأنا منفرد
مع عيالي، ولا أرى أحدا أسأله عن ذلك، وعند غروب الشمس يقبل أسد من القبلة
فاولي عنه إلى منزلي، فإذا أصبحت وطلعت الشمس وذهبت من منزلي، أراه مستقبل
القبلة ذاهبا. فقلت في نفسي: إن هؤلاء خوارج قد خرجوا على عبيدالله بن
زياد، فأمر بقتلهم، وأرى [ منهم ] (4) ما لم أره من سائر القتلى، فوالله
هذه الليلة لابد من المساهرة لانظر (5) هذا الاسد أيأكل من هذه الجثث أم
لا. فلما صار عند غروب الشمس، وإذا به (قد) (6) أقبل فحققته فإذا هو هائل
المنظر، فارتعدت منه وخطر ببالي إن كان مراده لحوم بني آدم فهو يقصدني،
وأنا احاكي نفسي بهذا فمثلته، وهو يتخطى القتلى حتى وقف على جسد كأنه
الشمس إذا طلعت، فبرك عليه، فقلت: يأكل منه ؟ ! فإذا به يمرغ وجهه عليه
وهو يهمهم ويدمدم.
(1) من البحار. (2) ليس في البحار. (3) من البحار. (4) من البحار. (5) في البحار: لابصر.
(6) ليس في البحار.
[ 79 ]
فقلت: الله أكبر ما هذه إلا اعجوبة، فجعلت أحرسه حتى اعتكر (1) الظلام،
وإذا بشموع معلقة ملات الارض، وإذا ببكاء ونحيب ولطم مفجع، فقصدت تلك
الاصوات فإذا هي تحت الارض، ففهمت من ناع فيهم (2) يقول: واحسيناه، وا
اماماه، فاقشعر جلدي، فقربت من الباكي وأقسمت عليه بالله وبرسوله من تكون
؟ فقال: إنا نساء (3) من الجن، فقلت: وما [ شأنكن ] ؟ فقلن (4): في كل يوم
وليلة هذا عزاؤنا على الحسين - عليه السلام - الذبيح العطشان. فقلت: هذا
الحسين الذي يجلس عنده الاسد ؟ قلن: نعم، أتعرف هذا الاسد ؟ قلت: لا. قلن:
هذا أبوه علي بن أبي طالب - عليه السلام -، فرجعت ودموعي تجري على خدي.
(5)
السادس والخمسمائة مثله 743 - الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته:
بإسناده، عن سعيد بن المسيب، قال: لما استشهد أبو عبد الله الحسين - عليه
السلام - وحج الناس من قابل، دخلت على سيدي علي بن الحسين - عليهما السلام
-، فقلت
(1) كذا في البحار. ويقال
اعتكر الظلام: أي اختلط كأنه كر بعضه على بعض من بطء انجلائه، وفي الاصل:
اعتكل. (2) كذا في البحار، وفي الاصل: منهم. (3) كذا في البحار، وفي
الاصل: فقال: اناسا. (4) كذا في البحار، وفي الاصل: وما... فقال.
(5) أخرجه في البحار: 45 \ 193، والعوالم: 17 \ 512 ح 1 عن بعض كتب
الاصحاب. ولمحقق البحار بيان في ذيل الحديث إن شئت فراجع.
[ 80 ]
له: يا مولاي نويت الحج فماذا تأمرني ؟ قال: امض على نيتك فحج (1).
(وحججت) (2) فبينا أنا أطوف (3) بالكعبة، فإذا أنا (4) برجل وجهه كقطع
الليل المظلم، متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم رب (هذا) (5) البيت
الحرام اغفر لي، وما أحسبك تفعل ولو شفع في سكان سماواتك وجميع من خلقت،
لعظم (6) جرمي. قال سعيد بن المسيب: فشغلنا وشغل الناس عن الطواف حتى طاف
به (جميع) (7) الناس، واجتمعنا عليه، وقلنا له: ويلك لو كنت إبليس - لعنه
الله - لكان ينبغي أن لا تيأس من رحمة الله، فمن أنت ؟ وما ذنبك ؟ فبكى،
وقال: يا قوم، إني أعرف نفسي (8) وذنبي وما جنيت، فقلنا له تذكرة ؟ فقال:
أنا كنت جمالا عند أبي عبد الله [ الحسين ] (9) - عليه السلام - لما خرج
من المدينة إلى العراق، وكنت أراه إذا أراد الوضوء للصلاة يضع سراويله
(عندي) (10)، فأرى تكة تغشي الابصار بحسن إشراقها وألوانها، فكنت أتمناها
إلى أن صرنا بكربلاء، فقتل الحسين - عليه السلام -
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: نيتك الحج. (2) ليس في المصدر. (3) كذا في
المصدر، وفي الاصل: فبينما أطوف. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: نحن. (5)
ليس في المصدر.
(6) في المصدر: ما خلق لعظيم. (7) ليس في البحار. (8) في المصدر: أنا أعرف
بنفسي. (9) من المصدر. (10) ليس في المصدر.
[ 81 ]
ومن معه، فدفنت نفسي في مغار من الارض، ولم أطلب ولا أمثالي، فلما جن عليه
الليل خرجت من مكاني فرأيت تلك المعركة نورا بلا ظلمة، ونهارا بلا ليل،
والقتلى مطروحون على وجه الارض. فذكرت لخبثي وشقائي التكة، فقلت: والله
لاطلبن الحسين - عليه السلام -، فأرجو أن تكون التكة عليه في سراويله [
آخذها ] (1) فلم أزل أنظر في وجوه القتلى حتى رأيت (2) جسدا بلا رأس.
فقلت: هذا والله الحسين - عليه السلام -، ونظرت إلى سراويله فإذا هي [
عليه ] (3) وتفقدت التكة، فإذا هي في سراويله كما كنت أراها، فدنوت منه
وضربت بيدي إلى التكة، فإذا هو عقدها عقدا (كثيرا) (4)، فلم أزل أحلها حتى
حللت منها عقدا واحدا، فمد يده اليمنى وقبض على التكة، فلم أقدر على أخذ
يده عنها ولا أصل إليها. فدعتني نفسي الملعونة لان أطلب (5) (شيئا أقطع به
يده) (6) فوجدت قطعة سيف مطروحة، فأخذتها وانكببت على يده، فلم أزل أجزها
من زنده حتى فصلتها، ثم نحيتها عن التكة، ثم حللت عقدا آخر فمد يده اليسرى
فقطعتها (عن التكة) (7) [ ثم نحيتها عن التكة ] (8) ومددت يدي إلى التكة
لاحلها، فإذا بالارض ترجف، والسماء
(1) من المصدر. (2) في المصدر: وجدته.
(3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: إلى أن طلبت. (6 و 7)
ليس في المصدر. (8) من المصدر.
[ 82 ]
(تهتز) (1)، وإذا جلبة عظيمة، وبكاء (شديد) (2)، ونداء (وقائل يقول) (3):
وا إبناه، وا حسيناه. فصعقت ورميت بنفسي بين القتلى، وإذا بثلاثة نفر
وامرأة حولهم خلائق (وقوف) (4) قد امتلات بهم الارض والسماء بصور الناس
وأجنحة الملائكة، وإذا أنا بواحد منهم يقول: وا إبناه (وا حسيناه) (5)، يا
حسين، فداك جدك وامك وأبوك وأخوك، وإذا أنا بالجسين - عليه السلام - قد
جلس ورأسه على بدنه وهو يقول: لبيك يا جداه، يارسول الله، ويا أبتاه يا
أمير المؤمنين، ويا اماه يا فاطمة [ الزهراء ] (6). (ثم انه بكى وقال: يا
جداه قتلوا والله رجالنا، يا جداه ذبحوا والله أطفالنا، يا جداه سلبوا
والله نسائنا، وبكوا بكاءا كثيرا) (7)، وفاطمة تقول: يا أبتاه (يارسول
الله) (8) أتأذن [ لي ] (9) أن آخذ من دم شيبته فاخضب ناصيتي، وألقى الله
يوم القيامة، قال لها: خذي، فتأخذ فاطمة - عليها السلام - [ فرأيتهم
يأخذون ] (10) من دم شيبته وتمسح به ناصيتها، والنبي وعلي والحسن - عليهم
السلام - يمسحون به نحورهم وصدورهم وأيديهم إلى
المرافق. وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول له: يا حسين فديتك
من قطع يدك اليمنى وثنى باليسرى ؟ فقال: يا جداه، كان معي جمال صحبني من
المدينة، وكان يراني
(1) ليس في المصدر ونسخة " خ ". (2 - 5) ليس في المصدر. (6) من المصدر. (7 و 8) ليس في المصدر. (9 و 10) من المصدر.
[ 83 ]
إذا وضعت سراويلي لوضوء الصلاة فيتمنى تكتي تكون له، فما منعني أن أدفعها
إليه الا علمي بأنه صاحب هذا الفعل. فلما قتلت خرج يطلبني في (1) القتلى،
فوجدني بلا رأس، وتفقد سراويلي (2)، ورأى التكة وقد كنت عقدتها (عقدا)
(3)، فضرب بيده إلى عقد منها فحله، فمددت يدي اليمنى فقبضت على التكة،
فطلب من المعركة فوجد قطعة (4) سيف فقطع بها يميني، ثم حلل عقدة اخرى،
فضربت بيدي اليسرى فقبضت عليها لئلا يحلها فيكشف عورتي، فجز يدي اليسرى،
ولما أومى إلى حل العقدة الاخرى أحس بك، فرمى نفسه بين القتلى. فقال النبي
- صلى الله عليه وآله -: [ الله أكبر، وقال لي: ] (5) مالك يا جمال، سود
الله وجهك في الدنيا والاخرة، وقطع يديك، وجعلك في حزب من سفك دمائنا،
وجسر على الله في قتلنا. فما استتم دعاءه - صلى الله عليه وآله - حتى بترت
يداي، وأحسست (6) بوجهي كأنه البس قطعا من النار
(مسودا) (7)، فجئت إلى هذا البيت أستشفع به، وأعلم أنه لا يغفر لي أبدا،
فلم يبق بمكة أحد إلا سمع حديثه وكتبه، وتقرب إلى الله بلعنه، وكل يقول
(8): حسبك ما جنيت فكان هذا من دلائله - عليه السلام -. (9)
(1) في المصدر: بين. (2) في المصدر: السراويل. (3) ليس في المصدر. (4) في
المصدر: بضعة من. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: بدرت يداي
وحسست. (7) ليس في المصدر. (8) في المصدر: يقولون. (9) هداية الحضيني: 44
- 45 (مخطوط).
[ 84 ]
السابع والخمسمائة
مثله 744 - روى أبو مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سالم الازدي:
قال: قال محفر (1) بن ثعلبة صاحب عبيدالله بن زياد: استدعى يزيد - لعنه
الله - منا أربعين رجلا، وسلم إليهم رأس الحسين - عليه السلام - في سفط،
وضرب لهم فسطاط كبير في رحبة دمشق، وأمرنا بأن نكون مع الرأس إلى أن يرى
فيه رأيه، فأمرنا بحفظه وأطلق لنا إقامة، وأمر لكل واحد منا بألف دينار.
فبينما نحن كذلك ليلة من الليالي، وكنت موجعا، فأكلوا أصحابي وشربوا، وأنا
لم أقدر على أكل وشرب. ولما كان من نصف الليل وإذا قد
قد ناموا أصحابي وأنا ساهر من شدة المرض، ولا أقدر أن تغمض عيني. فبينما
أنا كشبه الساهي، وإذا قد سمعت بكاء وصياحا ودويا شديدا، فهالني من ذلك
أمر عظيم. ثم اني سمعت هاتفا يهتف بصوت حزين، وهو ينشد بهذه الابيات يقول:
عين بكى على الحسين غريبا * وجودي بدمع ساكب وعويل سوف يصلي بقتله ابن
زياد * نار جحيم بعد ظل ظليل قال محفر بن ثعلبة: فلما سمعت ذلك رعب قلبي
رعبا شديدا، وإذا بهاتف آخر ينشد ويقول: نبكيه حزنا ثم نسبل دمعة * ونندبه
في كل عيد ومشهد
(1) كذا في الكامل في التاريخ لابن الاثير: 4 \ 84، وفي الاصل: محضر، وفي نسخة " خ ": محصن، وكذا في المواضع التالية.
[ 85 ]
فلا قدس الرحمن أرواح معشر * أطاعوا عبيدالله في قتل سيدي قال محفر بن
ثعلبة: فلما سمعت بذلك، لم أتمالك نفسي من الفزع والجزع والهلع، وبقي لا
تغمض عينه، وإذا بهذه عظيمة من السماء، فارتعدت من شدتها، وسمعت عند ذلك
كلاما، وإذا بصوت أسمعه يقول: اهبط يا آدم. ففتحت عيني ونظرت، وإذا هو
قائم بباب الفسطاط وهو يقول: السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين - عليه
السلام -، لعن الله امة قتلتك، ثم قام يصلي، فبقيت متعجبا مما سمعت،
ولساني اخرس ولم أقدر أتكلم. فبين أنا كذلك، وإذا أنا قد سمعت هدة اخرى
أعظم من الاولى،
وقائل يقول: اهبط يا نوح. ففتحت عيني وإذا هو قائم بباب الفسطاط وهو يقول:
السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، لعن الله قوما قتلوك، ثم وقف إلى
جانب آدم - عليه السلام - يصلي. فبين أنا كذلك إذ سمعت هدة عظيمة، وجلبة
شديدة، وقائل يقول: اهبط يا إبراهيم فنظرت إليه فإذا هو قائم بباب الفسطاط
وهو يقول: السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، لعن الله قوما قتلوك يا
ولدي والصفوة من ذريتي، فقام إلى جانب نوح يصلي. ثم اني سمعت صيحة عظيمة
ولها دوي عظيم، وقائل يقول: اهبط يا موسى، فعميت عيناى، وصمت اذناي ان لا
يراه بباب الفسطاط وقال: السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، لعن الله
قوما قتلوك، ثم قام إلى جانب ابراهيم يصلي. فبينما أنا متعجب مما رأيت
وإذا بصيحة عظيمة، وقائل يقول: اهبط يا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليك السلام، فنزل وبيده
[ 86 ]
سيف، فلما رأيته ارتعدت فرائصي من خوفه، فدخل وقال: السلام عليك يا أبا
عبد الله الحسين، لعن الله قوما قتلوك يا بني، ثم وقف إلى جانب موسى يصلي.
فبينما أنا كذلك وإذا لنا بهدة عظيمة أعظم من الجميع، وسمعت جلبة عظيمة،
وقائلا يقول: اهبط يا محمد، فعميت عيناي وصمت اذناي لكي لا يراه قائما
بباب الفسطاط، ثم دخل على الرأس وأخذه وجعل يقبله ويبكي حتى اخضلت لحيته
من الدموع وهو كئيب حزين، وهو يقول: عزيز علي ما نالك يا ولدي، وجعل يرشف
ثناياه.
ثم انه أخرج الرأس إلى باب الفسطاط ووضعوا بينهم فبكوا عليه جميعهم، ثم
انهم أقاموا فصلوا عليه، وكان إمامهم رسول الله - صلى الله عليه وآله -
فبينما هم كذلك وإذا بملك يسلم من السماء، فسلم عليهم، وقال: يا محمد،
العلي الاعلى يقرؤك السلام، ويخصك بالتحية والاكرام، ويقول لك: إن أحببت
أن أجعل عاليها سافلها ولا ترجع أبدا فعلت ذلك. فقال محمد - صلى الله عليه
وآله -: يا أخي جبرائيل، قل لربي جل جلاله إلهي وسيدي يؤخرهم إلى يوم
القصاص، قال: وعرج جبرائيل إلى السماء، ثم هبط وقال: (العلي) (1) الاعلى
يقرؤك السلام ويقول لك: يارسول الله، إني أقول لك عن ربك: أمرني أن أقتل
هؤلاء الذين معنا في الفسطاط. قال: فنزلت الملائكة على عددهم، وبيد كل
واحد منهم حربة يلوح منها الموت، فتقدم كل واحد منهم لواحد من أصحابي
فقتله
(1) ليس في نسخة " خ ".
[ 87 ]
بحربته، فلما هم بي واحد صحت: يارسول الله أغثني. فقال: يا ملعون، أنت حي،
فنم لا غفر الله لك، وجعلك من أهل النار. ثم انهم غابوا عني فبقيت متعجبا
مما رأيت، فوسوس قلبي، فقلت: اني رأيت مثل ما يرى النائم، فلما أصبح الصبح
انتبهت فبينما أنا اشاور نفسي إذ طلعت عليهم الشمس ولم أر أحدا يتحرك.
فقمت وجعلت انبههم واحدا بعد واحد فوجدتهم أمواتا، ولم أر منهم أحدا
بالحياة. وطلعت خارجا من عندهم فأتيت إلى يزيد بن معاوية - لعنه الله -
وأخبرته بالحال من أوله إلى آخره، فقال: اكتم هذا الامر ولا تحدث به أحدا،
فإن سمعته من أحد غيرك ضربت عنقك، ألم تعلم أن قاتله - عليه السلام - في
النار ؟ ! فقال له: امض وأقم عندهم حتى يأتيك أمري، فإن أتى إليك أحد وسأل
عنهم فقل: إنهم سكارى خمارى من كثرة الخمر الذي شربوه هذه الليلة.
الثامن
والخمسمائة مثله 745 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد ويعقوب بن
يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد
الله - عليه السلام - قال: [ إن ] (1) الاعمال تعرض علي في كل خميس، فإذا
كان الهلال أجملت (2)، فإذا كان النصف من شعبان
(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر والبحار: أكملت.
[ 88 ]
اعرضت (1) على رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعلى علي - عليه السلام -
ثم تنسخ في الذكر الحكيم. (2) 746 - عنه: عن أحمد بن موسى، عن الحسن بن
علي بن فضال، عن عبد الرحمان بن كثير، عن أبي عبد الله - عليه السلام - في
قوله: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (3) قال: ما من
مؤمن يموت، ولا كافر فيوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله - صلى
الله عليه وآله - وعلى علي فهلم جرا إلى آخر من يفرض الله طاعته على
العباد.
والاحاديث في معنى هذين الحديثين كثيرة ذكرتها في كتاب البرهان في تفسير
القرآن. والاخبار في أن عليا - عليه السلام - حي بعد الموت كثيرة، اقتصرت
(على ذلك) (4). وسيأتي إن شاء الله تعالى منها في باب معجزات الصادق -
عليه السلام -. (5)
التاسع والخمسمائة أنه دابة الارض التي تكلم الناس 747
- محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، وأحمد بن محمد،
(1) في المصدر والبحار: عرضت. (2) بصائر الدرجات: 424 ح 1 وعنه البحار: 23
\ 343 ح 29، والبرهان: 2 \ 158 ح 10. (3) سورة التوبة: 105. (4) ليس في
نسخة " خ ". (5) لم نجده في البصائر بهذا السند، بل رواه في ص: 428 ح 10
بسند آخر عن أبي جعفر - عليه السلام - وعنه البحار: 6 \ 183 ح 13. وأخرجه
في ج: 23 \ 351 ح 67 عن تفسير العياشي: 2 \ 109 ح 125، والبرهان: 2 \ 158
ح 17.
[ 89 ]
عن محمد بن الحسن، عن علي بن
حسان، قال: حدثني أبو عبد الله الرياحي، عن أبي الصامت الحلواني، عن أبي
جعفر - عليه السلام - قال: قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: أنا قسيم
الله بين الجنة والنار، لا يدخلهما داخل إلا على حد قسمي (1)، وأنا
الفاروق الاكبر، وأنا الامام لمن بعدي، والمؤدي عمن كان قبلي، ولا يتقدمني
أحد إلا أحمد - صلى الله عليه وآله -، وإني وإياه لعلى سبيل واحد، إلا انه
[ هو ] (2) المدعو باسمه، ولقد اعطيت
الست، علم المنايا والبلايا والوصايا، وفصل الخطاب، وإني لصاحب الكرات (3)
ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميسم، والدابة التي تكلم الناس. (4) 748
- محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة: قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن
سعيد، قال: حدثنا علي بن الحسن، عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن
حسين بن المختار، عن عبد الرحمان بن سيابة، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن
ربعي الاسدي، قال: دخلت على أمير المؤمنين علي - عليه السلام - وأنا خامس
خمسة، وأصغر القوم سنا فسمعته يقول: حدثني أخي رسول الله - صلى الله عليه
وآله -: أنا (5) خاتم ألف
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أحد... قسمتي. (2) من المصدر. (3)
أي الحملات في الحروب أو الرجعات: رجعة قبل قيام المهدي - عليه السلام -
ومعه وبعده راجع البحار في ذيل الحديث. (4) الكافي: 1 \ 198 ذح 3، عنه
المؤلف في تفسير البرهان: 3 \ 209 ح 1، وفي البحار: 25 \ 354 ذح 3 عنه وعن
البصار: 199 ذح 1، وأخرج صدره في البحار: 39 \ 199 ح 15 عن البصائر: 415 ح
3. (5) في المصدر والبحار: إنه قال: إني.
[ 90 ]
نبي، وأنت خاتم ألف وصي، وكلفت ما لم يكلفوا (1). فقلت: ما أنصفك القوم يا
أمير المؤمنين، فقال: ليس [ حيث ] (2) تذهب [ بك المذاهب ] (3) يا بن
الاخ، إني لاعلم ألف كلمة لا يعلمها (أحد) (4) غيري وغير محمد - صلى الله
عليه وآله -، وإنهم ليقرؤون منها آية في
كتاب الله عزوجل وهي (إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض
تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) (5) وما يتدبرونها حق تدبرها،
لا أخبركم بآخر ملك بني فلان ؟ قلنا: بلى، يا أمير المؤمنين. قال: قتل نفس
حرام في يوم حرام في بلد حرام عن قوم من قريش، والذي فلق الحبة، وبرأ
النسمة ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة. قلنا: [ هل ] (6) قبل هذا من
شئ أو بعده ؟ فقال: صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان، وتوقظ النائم، وتخرج
الفتاة من خدرها. (7) 749 - علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي، عن ابن أبي
عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: انتهى رسول الله
- صلى الله عليه وآله - إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - وهو نائم في
المسجد وقد جمع رملا ووضع
(1) جملة " وكلفت ما لم يكلفوا " من كلامه - عليه السلام -. (2 و 3) من
المصدر. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) النمل: 82. (6) من المصدر. (7)
غيبة النعماني: 258 ح 17، عنه البحار: 52 \ 234 ملحق ح 100، وتفسير
البرهان: 3 \ 209 ح 2.
[ 91 ]
رأسه عليه،
فحركه برجله ثم قال (له): (1) قم يا دابة الارض (2)، فقال رجل من أصحابه:
يارسول الله - صلى الله عليه وآله - أفيسمي (3) بعضنا بعضا بهذا الاسم ؟
فقال: لا والله ما هو إلا له خاصة وهي الدابة التي ذكرها الله في
كتابه (4): (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم أن
الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) (5). ثم قال: يا علي، إذا كان آخر الزمان
أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك. فقال رجل لابي عبد الله
- عليه السلام -: (إن العامة يقولون هذه الدابة لا تكلمهم) (6). فقال أبو
عبد الله - عليه السلام -: كلمهم الله في نار جهنم وإنما هو تكلمهم من
الكلام، والدليل على أن هذا في الرجعة [ قوله ] (7): (ويوم نحشر من كل امة
فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاؤا قال أكذبتم بآياتي ولم
تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون) (8).
(1) ليس في البحار. (2) في المصدر والبحار: يا دابة الله !. (3) في المصدر
والبحار: أيسمي. (4) في المصدر: وهو الدابة التي ذكر الله... (5) النمل:
82. (6) في المصدر: أن الناس يقولون: هذه الدابة إنما تكلمهم، وفي تأويل
الايات نقلا عن تفسير القمي هكذا: وروي في الخبر أن رجلا قال لابي عبد
الله - عليه السلام -: بلغني أن العامة يقرأون هذه الاية هكذا: تكلمهم: أي
تجرحهم. (7) من المصدر. (8) النمل: 83.
[ 92 ]
قال: الايات أمير المؤمنين والائمة - عليهم السلام - فقال الرجل لابي
عبد الله - عليه السلام -: إن العامة تزعم أن قوله: (يوم نحشر من كل امة
فوجا) عني يوم القيامة. فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: أفيحشر الله
(يوم القيامة) (1) من كل امة فوجا ويدع الباقين ؟ لا، ولكنه في الرجعة.
وأما آية القيامة [ فهي ] (2): (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) (3). (4)
750 - عنه: قال: حدثني أبي، قال: حدثني ابن أبي عمير، عن المفضل، عن أبي
عبد الله - عليه السلام - في قوله: (ويوم نحشر من كل امة فوجا) قال: ليس
أحد من المؤمنين قتل إلا ويرجع حتى يموت، ولا يرجع إلا من محض الايمان
محضا، ومن محض الكفر محضا (5). 751 - قال أبو عبد الله - عليه السلام -:
قال رجل لعمار بن ياسر: يا أبا اليقظان، آية في كتاب الله قد أفسدت قلبي
وشككتني. قال عمار: وأي (6) آية هي ؟ قال: قوله: (وإذا وقع القول عليهم
أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم أن الناس كانوا باياتنا لا يوقنون) (7)
فأي دابة هي ؟
(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) الكهف: 47. (4) تفسير القمي: 2 \
130، عنه تأويل الايات: 1 \ 407 ح 11، 12 والبحار: 39 \ 243 ح 31 وج 53 \
52 ح 30، وتفسير البرهان: 3 \ 209 ح 3، ونور الثقلين: 4 \ 98 ح 104. (5)
تفسير القمي: 2 \ 131، عنه البحار: 53 \ 53 ح 30 وتأويل الايات: 409 ذح
13. (6) كذا في المصدر وفي الاصل: أية. (7) النمل: 82. (*)
[ 93 ]
قال عمار: [ والله ] (1) ما
أجلس، ولا آكل، ولا أشرب حتى اريكها. فجاء عمار مع الرجل إلى أمير
المؤمنين - عليه السلام - وهو يأكل تمرا وزبدا، فقال [ له ] (2): يا أبا
اليقظان هلم، فجلس عمار وأقبل يأكل معه، فتعجب الرجل منه فلما قام [ عمار
] (3) قال له الرجل: سبحان الله يا أبا اليقظان حلفت أنك لا تأكل ولا
تشرب، ولا تجلس حتى ترينيها. قال عمار: قد أريتكها إن كنت تعقل. (4) 752 -
محمد بن العباس: (قال:) (5) حدثنا جعفر بن محمد الحلبي (6)، عن عبد الله
(بن محمد الزيات) (7)، عن محمد بن عبد الحميد (8)، عن مفضل [ بن صالح ]
(9)، عن جابر بن يزيد، عن أبي عبد الله الجدلي، قال: دخلت على علي - عليه
السلام - [ يوما ] (10) فقال: أنا دابة الارض (11). 753 - عنه: قال: حدثنا
علي بن أحمد بن حاتم، عن إسماعيل بن
(1) من المصدر. (2 و 3) من المصدر. (4) تفسير القمي: 2 \ 131، عنه البحار:
39 \ 242 ح 30، وج 53 \ 53 ذح 30، والمؤلف في البرهان: 3 \ 210 ح 5. (5)
ليس في المصدر. (6) في البحار: جعفر بن محمد بن الحسين. (7) ليس في
البحار. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عبيد. (9 و 10) من المصدر.
(11) تأويل الايات: 1 \ 403 ح 7، عنه البحار: 39 \ 243 ج 32 وج 53 \ 100 ح
120، والبرهان: 3 \ 210 ح 6. وأخرجه في البحار: 53 \ 110 ح 3 عن مختصر
البصائر: 206 نقلا من كتاب محمد بن العباس.
[ 94 ]
إسحاق الراشدي، عن خالد بن مخلد، عن عبد الكريم بن يعقوب الجعفي، عن جابر
بن يزيد، عن أبي عبد الله الجدلي، قال: دخلت على علي بن أبي طالب - عليه
السلام -، فقال: ألا احدثك ثلاثا قبل ان يدخل علي وعليك داخل ؟ قلت: بلى.
قال: أنا عبد الله، وأنا دابة الارض صدقها وعدلها وأخو نبيها ألا اخبرك
بأنف المهدي وعينيه ؟ قال: قلت: بلى. [ قال: ] (1) فضرب بيده إلى صدره
فقال: أنا (2). 754 - وعنه: قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن الفقيه، عن
أحمد بن عبيد (الله) (3) بن ناصح، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن
الاصبغ بن نباتة، قال: دخلت على على أمير المؤمنين - عليه السلام - وهو
يأكل خبزا [ وخلا ] (4) وزيتا، فقلت: يا أمير المؤمنين، قال الله عزوجل:
(وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم أن الناس كانوا
بآياتنا لا يوقنون) (5) فما هذه الدابة ؟ قال: هي دابة تأكل خبزا وخلا
وزيتا. (6)
(1) من المصدر. (2) تأويل
الايات: 1 \ 404 ح 8، عنه المؤلف في تفسير البرهان: 3 \ 210 ح 7. وأخرجه
في البحار: 53 \ 110 ح 4 عن مختصر البصائر: 206 نقلا عن كتاب محمد بن
العباس. وفي الايقاظ من الهجعة: 383 ح 152 عن الكنز ومختصر البصائر. (3)
ليس في المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) النمل: 82. (6) تأويل الايات:
1 \ 404 ح 9، وأخرجه في البحار: 53 \ 111 ح 11 عن مختصر البصائر: 208 وفي
الايقاظ من الهجعة: 384 ح 156 عن الكنز ومختصر البصائر.
[ 95 ]
755 - قال: حدثنا الحسين (1) بن أحمد: عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد
الرحمان، عن سماعة بن مهران، عن الفضل بن الزبير (2)، عن الاصبغ بن نباتة
قال: قال لي معاوية: يا معاشر الشيعة، تزعمون أن عليا - عليه السلام -
دابة الارض ؟ فقلت: (نعم) (3) نحن نقوله واليهود يقولون. (قال:) (4) فأرسل
إلى رأس الجالوت، فقال (له) (5): ويحك تجدون دابة الارض عندكم مكتوبة ؟
فقال: نعم، فقال: ما هي ؟ [ فقال: رجل، فقال ] (6) أتدري ما اسمه ؟ قال:
نعم، اسمه إيليا. (7) قال: فالتفت إلي، فقال: ويحك يا اصبغ، ما اقرب إيليا
من علي. (8) 756 - سعد بن عبد الله: عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن خالد
البرقي، عن محمد بن سنان و (9) غيره، عن عبد الله بن يسار (10)، قال: قال
أبو عبد الله - عليه السلام -: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - (في
حديث
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: الحسن. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: زيد. (3) ليس في
المصدر والبحار.
(4 و 5) ليس في البحار. (6) من المصدر. (7) في بعض نسخ المصدر: إليا، وإيل
من أسماء الله تعالى، عبراني أو سرياني. (8) تأويل الايات: 1 \ 404 ح 10،
عنه المؤلف في تفسير البرهان: 3 \ 210 ح 9، وأخرجه في البحار: 53 \ 112 ح
12 عن مختصر البصائر: 208 نقلا من كتاب محمد بن العباس، وفي الايقاظ من
الهجعة: 384 ح 157 عن الكنز ومختصر البصائر. (9) في المصدر: أو. (10) في
المصدر والبحار: سنان.
[ 96 ]
قدسي) (1): يا محمد، علي أول من آخذ ميثاقه من الائمة - عليهم السلام -.
(يا محمد) (2) علي آخر من أقبض روحه من الائمة - عليهم السلام -، وهو
الدابة التي تكلم (3) الناس. (4) 757 - محمد بن العباس (5): عن حميد بن
زياد، (قال:) (6) حدثني عبيدالله بن أحمد بن نهيك، قال: حدثنا عيسى (7) بن
هشام، عن أبان، عن عبد الرحمان بن سيابة، عن صالح بن ميثم، عن أبي جعفر -
عليه السلام - قال: قلت له: حدثني، قال: أليس قد سمعت الحديث من أبيك.
قلت: [ هلك أبي وأنا صبي، قال: قلت فأقول فإن أصبت قلت: ] (8) نعم، وإن
أخطأت رددتني عن الخطأ. قال: هذا أهون. (قال:) (9) قلت: فإني أزعم أن عليا
- عليه السلام - دابة الارض، قال: وسكت. قال: فقال أبو جعفر - عليه السلام
-: وأراك والله ستقول ان عليا - عليه السلام
(1) ليس في المصدر. (2) ليس في نسخة "
خ ". (3) في المصدر والبحار: تكلمهم. (4) مختصر البصائر: 64، وأخرجه في
البحار: 18 \ 377 ح 82 وج 40 \ 38 ح 73 عن بصائر الدرجات: 514 ح 36.
وأخرجه المؤلف في البرهان: 3 \ 211 ح 14. (5) في الاصل: علي بن إبراهيم،
وهو سهو. (6) ليس في المصدر. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عبيس.
(8) من المصدر. (9) ليس في المصدر والبحار.
[ 97 ]
- راجع إلينا وقرأ (1) (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) (2).
قال: قلت والله [ لقد ] (3) جعلتها فيما اريد أن أسألك عنها فنسيتها. فقال
ابو جعفر - عليه السلام -: أفلا اخبرك بما هو أعظم من هذا ؟ (وما أرسلناك
إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا) (4) لا تبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا
إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأشار بيده إلى
آفاق الارض. (5)
العاشر والخمسمائة في رجعته وكراته - عليه السلام - 758 -
سعد بن عبد الله في بصائر الدرجات: قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن
المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال:
وقوله: (حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد) (6) هو علي بن أبي طالب -
صلوات الله عليه - إذا رجع في الدنيا (7).
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ونقرأه. (2) القصص: 85. (3) من المصدر. (4)
سبأ: 28. (5) مختصر البصائر: 209 نقلا من كتاب " تأويل ما نزل من القرآن "
لمحمد بن العباس، وعنه البحار: 53 \ 113 ح 15 وأورده المؤلف في تفسير
البرهان: 3 \ 239 ح 6. (6) المؤمنون: 77. (7) في المصدر والبحار: في
الرجعة.
[ 98 ]
قال جابر: قال أبو جعفر
(1) - عليه السلام -: قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: في قول الله
عزوجل: (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) (2) قال: هو [ أنا ] (3)
إذا خرجت أنا وشيعتي، وخرج عثمان [ بن عفان ] (4) وشيعته ونقتل بني امية،
فعندها يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. (5) 759 - عنه: عن أحمد و عبد
الله ابني محمد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب، عن أبي جميلة المفضل بن
صالح، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: إنه بلغ
رسول الله - صلى الله عليه وآله - عن بطنين من قريش كلام تكلموا به، فقال:
يرى محمد أن لو [ قد ] (6) قضى أن هذا الامر يعود إلى (7) أهل بيته من
بعده فاعلم رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذلك، فباح في مجمع من قريش
بما كان يكتمه.
فقال: كيف أنتم معاشر قريش وقد كفرتم بعدي، ثم رأيتموني في كتيبة من
أصحابي أضرب وجوهكم بالسيف ورقابكم ؟ قال: فنزل (عليه) (8) جبرائيل - عليه
السلام - فقال: يا محمد [ قل: ] (9) إن شاء الله أن يكون ذلك، فقال علي
(10) بن أبي طالب - عليه السلام -: إن شاء الله تعالى.
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أبو عبد الله. (2) الحجر: 2. (3 و
4) من المصدر والبحار. (5) مختصر البصائر: 17 - 18، عنه البحار: 53 \ 64 ح
55. (6) من المصدر والبحار. (7) في المصدر والبحار: في. (8) ليس في المصدر
والبحار. (9) من المصدر والبحار. (10) في المصدر: أو يكون ذلك علي.
[ 99 ]
[ فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: أو يكون ذلك علي بن أبي طالب -
عليه السلام - إن شاء الله تعالى ] (1) فقال (له) (2) جبرائيل - عليه
السلام -: واحدة لك، واثنتان لعلي بن أبي طالب - عليه السلام -، وموعدكم
السلام. قال أبان (3): جعلت فداءك، وأين السلام ؟ فقال - عليه السلام -:
يا أبان، السلام من ظهر الكوفة. (4) 760 - وعنه: عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن العباس بن
معروف، عن عبد الرحمان بن سالم، قال: حدثنا نوح بن دراج، عن الكلبي، عن
أبي صالح، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله
- وقد خطبنا يوم الفتح: أيها الناس، لا أعرفنكم ترجعون بعدي كفارا يضرب
بعضكم رقاب بعض، ولئن فعلتم [ ذلك ] (5) لتعرفنني [ في كتيبة ] (6) أضربكم
بالسيف. ثم التفت عن يمينه فقال الناس: غمزه جبرائيل - عليه السلام - فقال
له: أو علي - صلوات الله عليه - فقال: أو (علي) (7). (8) 761 - وعنه: عن
أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن
(1) من المصدر والبحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: قلت. (4) مختصر البصائر: 19، عنه البحار: 53 \ 66 ح
60. (5 و 6) من البحار. (7) ليس في المصدر والبحار. (8) مختصر البصائر:
21، وعنه البحار: 32 \ 293 - 294 ح 250 و 251 وعن أمالي الطوسي: 2 \ 116.
[ 100 ]
أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن بكير بن
أعين، قال: قال [ لي ] (1): لا شك فيه يعني أبا جعفر - صلوات الله عليه -
ان رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وعليا - عليه السلام - سيرجعان (2).
(3) 762 - وعنه: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن عامر بن
معقل، قال: حدثني أبو حمزة الثمالي، عن أبي جعفر - عليه
السلام - قال: قال لي: يا أبا حمزة، لا ترفعوا عليا فوق ما رفعه الله، ولا
تضعوا عليا دون ما وضعه الله، كفى بعلي - عليه السلام - أن يقاتل أهل
الكرة، ويزوج أهل الجنة. (4) 763 - وعنه: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن فيض (5) بن أبي شيبة، قال: سمعت
أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: وتلا هذه الاية: (وإذ أخذ الله ميثاق
النبيين) (6) الاية قال: ليؤمنن برسول الله - صلى الله عليه وآله -
ولينصرن عليا أمير المؤمنين - عليه السلام - [ قلت: ولينصرن أمير المؤمنين
- عليه السلام - ؟ ] (7). قال: نعم والله من لدن آدم - عليه السلام - وهلم
جرا، فلم يبعث الله نبيا ولا رسولا إلا رد جميعهم إلى الدنيا حتى يقاتلوا
بين يدي علي بن أبي
(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وعلي
يرجعان. (3) مختصر البصائر: 24، عنه البحار: 53 \ 39 ح 2. (4) مختصر بصائر
الدرجات: 26، عنه البحار: 53 \ 50 ح 22 وعن أمالي الصدوق: 179 ح 4 وبصائر
الدرجات: 415 ح 5. وأخرجه في البحار: 25 \ 283 ح 29 عن البصائر والامالي،
وفي ج 40 \ 5 ح 10 عن الامالي أيضا. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: قيصر. (6) آل عمران: 81. (7) من المصدر والبحار.
[ 101 ]
طالب أمير المؤمنين - صلوات الله عليه -. (1) 764 - وعنه: عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن
سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي
قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: إن إبليس قال: " انظرني إلى
يوم يبعثون " (2) فأبى الله ذلك عليه، فقال: " إنك من المنظرين إلى يوم
الوقت المعلوم " (3). فإذا كان يوم [ الوقت ] (4) المعلوم ظهر إبليس -
لعنه الله - في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم - عليه السلام - إلى يوم
الوقت المعلوم، وهي آخر كرة يكرها أمير المؤمنين - عليه السلام -، فقلت:
وإنها لكرات ؟ قال: نعم إنها لكرات وكرات، ما من إمام في قرن الا و (يكن
في قرنه) (5) يكر معه البر والفاجر في دهره حتى يزيل (6) الله عزوجل
المؤمن من الكافر. فإذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين - عليه
السلام - في أصحابه وجاء إبليس في أصحابه، ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي
الفرات يقال لها: الروحا قريب من كوفتكم، فيقتتلون قتالا لم يقتتل مثله
(1) مختصر البصائر: 25، عنه البحار: 53 \ 41 ح 9، وعن تفسير العياشي: 1 \
181 ح 76 وأخرجه في البرهان: 1 \ 295 ح 8 عن العياشي. (2) اقتباس من سورة
الاعراف: 14. (3) اقتباس من سورة الحجر: 36. (4) من المصدر والبحار. (5)
ليس في المصدر والبحار. (6) في المصدر والبحار: يديل.
[ 102 ]
منذ خلق الله عزوجل العالمين، فكأني أنظر إلى أصحاب [ علي ] (1)
أمير المؤمنين - عليه السلام - قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم،
وكأني أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات، فعند ذلك يهبط الجبار
عزوجل (2 *) في ظلل من الغمام والملائكة، وقضي الامر و رسول الله - صلى
الله عليه وآله - (أمامه) (3) بيده حربة من نور، فإذا نظر إليه إبليس رجع
القهقرى ناكصا على عقبيه، فيقولون [ له ] (4) أصحابه: أين وقد ظفرت ؟
فيقول: (إني أرى ما لا ترون) (5) (إني أخاف الله رب العالمين) (6) فيلحقه
النبي - صلى الله عليه وآله -، فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون هلاكه، وهلاك
جميع أشياعه. فعند ذلك يعبد الله عزوجل ولا يشكر به شيئا، ويملك أمير
المؤمنين - عليه السلام - أربعا وأربعين ألف سنة حتى يلد الرجل من شيعة
علي - صلوات الله عليه - ألف ولد من صلبه ذكرا في كل سنة، وعند ذلك تظهر
الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله. (7) 765 -
وعنه: عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسين بن سفيان البزاز، عن عمرو بن
شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي عبد الله - عليه السلام -
(1) من المصدر والبحار. (2) المراد من هبوط الجبار تعالى إنما هو نزول
آيات عذابه، أو أمره تعالى، أو جلائل آيات الله. غير أنه ذكر نفسه تفخيما
للايات. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر والبحار. (5) الانفال: 48. (6)
الحشر: 16. (7) مختصر البصائر: 26، عنه البحار: 53 \ 42 ح 12. (*)
[ 103 ]
قال: إن لعلي - عليه السلام -
في الارض كرة مع الحسين - عليه السلام - ابنه، يقبل برايته حتى ينتقم له
من (بني) (1) امية ومعاوية (وآل ثقيف) (2) ومن شهد [ حربه ]. (3) ثم يبعث
[ الله ] (4) إليهم بأنصاره يومئذ من أهل الكوفة ثلاثين ألفا، ومن سائر
الناس سبعين ألفا (فيقاتلهم) (5) بصفين مثل المرة الاولى حتى يقتلهم [ ولا
يبقى منهم مخبرا ] (6)، ثم يبعثهم الله عزوجل، فيدخلهم أشد عذابه مع فرعون
وآل فرعون، ثم كرة اخرى مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - حتى يكون
خليفة في الارض، ويكون الائمة - عليهم السلام - عماله حتى يبعثه (7) الله
علانية في الارض كما عبد الله [ سرا ] (8) في الارض. ثم قال: إي والله
وأضعاف ذلك - ثم عقد بيده أضعافا - يعطي الله نبيه - صلى الله عليه وآله -
جميع ملك أهل الدنيا منذ خلق الله الدنيا إلى يوم يفنيها حتى ينجز له
موعده في كتابه كما قال (9): (وليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
(10). (11)
(1 و 2) ليس في المصدر.
(3) من المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) في المصدر والبحار: فيلقاهم.
(6) من المصدر والبحار. (7) في المصدر: يعبد. (8) من المصدر والبحار.
(9) كذا في المصدر والبحار ونسخة " خ "، وفي الاصل: قال الله. (10)
التوبة: 33. (11) مختصر البصائر: 29، عنه البحار: 35 \ 74 ح 75 والمؤلف في
حلية الابرار: 2 \ 649 ح 12.
[ 104 ]
766 - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: بإسناده عن سلام بن المستنير، عن
أبي عبد الله - عليه السلام - قال: لقد تسموا باسم، ما سمى الله به أحدا
إلا علي بن أبي طالب - عليه السلام -، وما جاء تأويله. قلت: جعلت فداك متي
يجئ تأويله ؟ قال: إذا جاء جمع الله أمامه النبيين والمؤمنين حتى ينصروه،
وهو قول الله: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة -
إلى قوله - أنا معكم من الشاهدين) (1) فيومئذ يدفع رسول الله - صلى الله
عليه وآله - اللواء إلى علي بن أبي طالب، فيكون أمير الخلائق كلهم أجمعين،
يكون الخلائق كلهم تحت لوائه، ويكون هو أميرهم، فهذا تأويله. (2) 767 -
علي بن إبراهيم في تفسيره: قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن [ عبد
الله ] (3) بن مسكان، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: ما بعث الله
نبيا من لدن آدم (فهلم جرا) (4) إلا ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين
- عليه السلام -، وهو قوله (لتؤمنن به - يعني رسول الله - ولتنصرنه) أمير
المؤمنين. ثم قال لهم في الذر: (ءأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري - أي عهدي -
قالوا أقررنا قال - الله للملائكة: - فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) (5)
وهذه مع الاية التي في سورة الاحزاب في قوله: (وإذ
(1) آل عمران: 81.
(2) تفسير العياشي: 1 \ 181 ح 77، عنه البحار: 53 \ 70 ح 67 ونور الثقلين:
1 \ 359 ح 214. (3) من البحار. (4) ليس في البحار. (5) آل عمران: 81.
[ 105 ]
أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح) (1)، والاية التي في سورة الاعراف
قوله: (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) (2) وقد كتبت هذه الثلاث
آيات في ثلاث سور. (3) 768 - روى صاحب كتاب الواحدة: قال: روى ابو محمد
(4) الحسن ابن عبد الله الاطروش الكوفي، قال: حدثنا أبو (5) عبد الله جعفر
ابن محمد البجلي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي، قال: (حدثني
عبد الرحمان) (6) بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي جعفر الباقر - عليه السلام - قال: قال أمير المؤمنين - عليه السلام -:
إن الله تبارك وتعالى أحد واحد وتفرد في وحدانيته، ثم تكلم بكلمة فصارت
نورا، ثم خلق من ذلك النور محمدا - صلى الله عليه وآله - وخلقني وذريتي،
(ثم تكلم بكلمة فصارت) (7) روحا، فأسكنها تعالى في ذلك النور، وأسكنه في
أبداننا. فنحن روح الله وكلماته، وبنا احتجب من خلقه، فما زلنا في ظلة
خضراء حيث لا شمس ولا قمر، ولا ليل ولا نهار، ولا عين تطرف، نعبده ونقدسه
[ ونسبحه ] (8) قبل أن يخلق خلقه، وأخذ ميثاق الانبياء بالايمان
(1) الاحزاب: 7. (2) الاعراف: 172.
(3) تفسير القمي: 1 \ 106 وعنه البحار: 53 \ 61 ح 50 صدره، والمؤلف في
تفسير البرهان: 1 \ 294 ح 1. وفي مختصر البصائر: 42 عن تفسير القمي: 1 \
25. (4) كذا في تأويل الايات ومختصر البصائر، وفي البحار: عن محمد بن
الحسن. (5) كذا في تأويل الايات، وفي الاصل: عبد الله بن جعفر. (6) ليس في
البحار. (7) ليس في نسخة " خ ". (8) من التأويل والبحار.
[ 106 ]
والنصرة لنا، وذلك قوله عزوجل: (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من
كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به) (1) يعني بمحمد - صلى
الله عليه وآله - (ولتنصرنه) وصيه، فقد آمنوا بمحمد ولم ينصروا (2) وصيه،
وسينصرونه جميعا. وإن الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمد بالنصرة بعضنا لبعض،
فقد نصرت محمدا - صلى الله عليه وآله -، وجاهدت بين يديه وقتلت عدوه ووفيت
الله بما أخذ علي من الميثاق والعهد والنصرة لمحمد - صلى الله عليه وآله
-، ولم ينصرني أحد من أنبيائه ورسله، و [ ذلك ] (3) لما قبضهم الله، وسوف
ينصرونني. (4)
|