الحادي عشر وخمسمائة حضوره عند احتضار المؤمن والكافر 769 -
محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن علي
بن عقبة، عن أبيه، قال: قال لي أبو عبد الله - عليه السلام -: يا عقبة لا
يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الامر الذي أنتم عليه، وما بين
أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه إلى
هذه، ثم أهوى بيده إلى الوريد ثم اتكأ وكان معي المعلى، فغمزني أن أسأله،
فقلت: يابن رسول الله - صلى الله عليه وآله - فإذا بلغت نفسه هذه أي
(1) آل عمران: 81. (2) كذا في تأويل الايات، وفي الاصل: وسينصرون. (3) من
تأويل الايات. (4) لم نعثر على المصدر، والحديث في تأويل الايات: 1 \ 116
ح 30، عنه البحار: 26 \ 291 ح 51 وج 15 \ 9 ح 10، وأخرجه في البحار: 53 \
46 ح 20 والمؤلف في تفسير البرهان: 1 \ 294 ح 3 عن مختصر البصائر: 32.
[ 107 ]
شئ يرى ؟ فقلت له: بضع عشرة مرة أي شئ (يرى) (1) ؟ فقال: في كلها يرى ولا
يزيد عليها. ثم جلس في آخرها، فقال: يا عقبة، فقلت: لبيك وسعديك. فقال:
أبيت إلا أن تعلم ؟ فقلت: نعم، يابن رسول الله، إنما ديني مع دينك، فإذا
ذهب ديني كان (لي) (2) ذلك، كيف لي بك يابن رسول الله كل ساعة، وبكيت فرق
لي، فقال: يراهما والله. قلت: بابي وامي من هما ؟ قال: ذلك رسول الله -
صلى الله عليه آله - وعلي - عليه السلام -. يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة
(أبدا) (3) حتى تراهما. قلت: فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا ؟
فقال: لا، يمضي أمامه إذا نظر إليهما مضى أمامه. فقلت له: يقولان شيئا ؟
قال: نعم، يدخلان جميعا على المؤمن فيجلس رسول الله - صلى الله عليه وآله
- عند رأسه وعلي - عليه السلام - عند رجليه فيكب عليه رسول الله - صلى
الله عليه وآله -، فيقول: يا ولي الله أبشر أنا رسول الله، إني خير لك مما
تركت من الدنيا، ثم ينهض رسول الله - صلى الله عليه وآله - فيقوم علي -
عليه السلام - حتى يكب عليه فيقول: يا ولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب
الذي كنت تحبه أما لانفعنك. ثم قال: إن هذا في كتاب الله عزوجل.
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) ليس في البحار.
[ 108 ]
قلت: أين جعلني الله فداك ؟ قال: في (سورة) (1) يونس، قول الله تعالى [
هاهنا ] (2): (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي
الاخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) (3). (4) 770 - عنه: عن
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب،
عن سعيد بن يسار، أنه حضر أحد ابني سابور، وكان لهما فضل وورع وإخبات،
فمرض أحدهما وما أحسبه إلا زكريا بن سابور، قال: فحضرته عند موته فبسط يده
ثم قال: ابيضت يدي يا علي، قال: فدخلت على أبي عبد الله - عليه السلام -
وعنده محمد بن مسلم. قال: فلما قمت من عنده ظننت أن محمدا يخبره بخبر
الرجل، فأتبعني برسول، فرجعت إليه، فقال: أخبرني عن هذا الرجل الذي حضرته
عند الموت أي شئ سمعته يقول ؟ قال: قلت: بسط يده ثم (5) قال: ابيضت يدي يا
علي.
فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: والله رآه، والله رآه، والله رآه (6).
(7) 771 - وعنه: عن محمد بن [ يحيى، عن ] (8) أحمد بن محمد، عن محمد بن
سنان، عن عمار بن مروان، قال: حدثني من سمع أبا عبد الله
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) من المصدر. (3) يونس: 64. (4) الكافي: 3 \
128 ح 1، عنه البحار: 39 \ 237 ح 23 قطعة، ومحاسن البرقي: 176. (5) كذا في
المصدر، وفي الاصل: و. (6) في البحار: رآه والله، رآه والله، رآه والله.
(7) الكافي: 3 \ 130 ح 3، عنه البحار: 39 \ 237 ح 24 وج 47 \ 362 ح 75.
(8) من المصدر والبحار.
[ 109 ]
- عليه
السلام - يقول: منكم والله يقبل، ولكم والله يغفر، إنه ليس بين أحدكم وبين
أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين إلا أن تبلغ نفسه هاهنا - وأومأ بيده إلى
حلقه -. ثم قال: إنه إذا كان ذلك واحتضر، حضره رسول الله - صلى الله عليه
وآله - وعلي وجبرئيل وملك الموت - عليهم السلام -، فيدنو منه علي - عليه
السلام - فيقول: يارسول الله إن هذا كان يحبنا أهل البيت فأحبه، ويقول
رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا جبرئيل إن هذا كان يحب الله ورسوله
وأهل بيت رسوله [ فأحبه ] (1)، ويقول جبرئيل لملك الموت: إن هذا كان يحب
الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه وأرفق به. فيدنو منه ملك الموت فيقول:
يا عبد الله، أخذت فكاك رقبتك
أخذت أمان براءتك، تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا. قال: فيوفقه
الله عزوجل ؟ فيقول: نعم، [ فيقول: ] (2) وما ذلك ؟ فيقول: ولاية علي بن
أبي طالب، فيقول: صدقت. أما الذي كنت تحذره فقد آمنك الله منه، وأما الذي
كنت ترجوه فقد أدركته، أبشر بالسلف الصالح مرافقة رسول الله - صلى الله
عليه وآله - وعلي وفاطمة - عليهما السلام -. ثم يسل نفسه سلا رفيقا، ثم
ينزل بكفنه من الجنة، وحنوطه من الجنة بمسك أذفر، فيكفن بذلك الكفن، ويحنط
بذلك الحنوط، ثم يكسى حلة صفراء من حلل الجنة، فإذا وضع في قبره فتح له
باب من أبواب الجنة يدخل عليه من روحها وريحانها. ثم يفسح له عن أمامه
مسيرة شهر وعن يمينه وعن يساره، ثم يقال
(1) من المصدر والبحار. (2) من المصدر.
[ 110 ]
له: نم نومة العروس على فراشها، أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ورب غير
غضبان. ثم يزور آل محمد - صلى الله عليه وآله - في جنات رضوى، فيأكل معهم
من طعامهم، ويشرب (معهم) (1) من شرابهم، ويتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم
قائمنا أهل البيت. فإذا قام قائمنا بعثهم الله، فأقبلوا معه يلبون (2)
زمرا زمرا، فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحل المحلون، وقليل ما يكونون،
هلكت المحاضير ونجى المقربون (3) من أجل ذلك قال رسول الله - صلى الله
عليه وآله - لعلي - عليه السلام -: أنت أخي، وميعاد ما بيني وبينك وادي
السلام.
قال: وإذا احتضر الكافر حضره رسول الله - صلى الله عليه آله - وعلي
وجبرئيل وملك الموت - عليهم السلام -، فيدنو منه علي - عليه السلام -
فيقول: يارسول الله، إن هذا كان يبغضنا أهل البيت فأبغضه، ويقول رسول الله
- صلى الله عليه وآله -: يا جبرئيل، إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت
رسوله فأبغضه، (فيقول جبرئيل: يا ملك الموت، إن هذا كان يبغض الله ورسوله
وأهل بيت رسوله فأبغضه) (4) واعنف عليه. فيدنو منه ملك الموت، فيقول: يا
عبد الله، أخذت فكاك رهانك،
(1) ليس في المصدر. (2) يلبون: من التلبية إجابة له - عليه السلام - أو
للرب تعالى. والزمرة: الفوج والجماعة. (3) رجل محل أي منتهك لا يرى للحرام
حرمة. وقوله: " هلكت المحاضير " أي هلك المستعجلون للفرج. " ونجى المقربون
- بصيغة الفاعل - " أي الذين يرونه قريبا ولا يستعجلونه. (4) ما بين
القوسين ليس في نسخة " خ ".
[ 111 ]
أخذت
أمان براءتك [ من النار ] (1)، تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا ؟
فيقول: لا، فيقول: أبشر يا عدوالله بسخط الله عزوجل وعذابه والنار. أما
الذي كنت تحذره فقد نزل بك. ثم يسل نفسه سلا عنيفا، ثم يوكل بروحه
ثلاثمائة شيطان، كلهم يبزق في وجهه ويتأذى بروحه. فإذا وضع في قبره فتح له
باب من أبواب النار، فيدخل عليه من قيحها ولهبها. (2) 772 - وعنه: عن حميد
بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن
غير واحد، عن أبان بن عثمان، عن عقبة أنه سمع أبا عبد الله - عليه السلام
- يقول: إن الرجل إذا وقعت نفسه في صدره يرى. قلت: جعلت فداك وما يرى ؟
قال: يرى رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فيقول له رسول الله - صلى
الله عليه آله -: أنا رسول الله أبشر. (ثم قال:) (3) ثم يرى علي بن أبي
طالب - عليه السلام - فيقول: أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبه، تحب أن
أنفعك اليوم ؟ قال: قلت له: أيكون أحد من الناس يرى هذا، ثم يرجع إلى
الدنيا ؟ قال: [ قال: لا، ] (4) إذا راى هذا أبدا مات واعظم ذلك (5)، قال:
وذلك
(1) من البحار. (2) الكافي: 3 \ 131 ح 4، وعنه البحار: 6 \ 197 ح 51، وعن
الزهد: 81 ح 219. وأخرج قطعة منه في البحار: 53 \ 97 ح 113 عن الكافي
والمحتضر: 5. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) أي مات موتا دائما لا
رجعة بعده، أو المعنى: ما رأى هذا قط إلا مات. وأعظم ذلك: أي =
[ 112 ]
في القرآن قول الله عزوجل: (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في
الحياة الدنيا والاخرة لا تبديل لكلمات الله) (1). (2) 773 - وعنه: عن عدة
من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن ابن
أبي يعفور، قال: كان خطاب الجهني خليطا لنا وكان شديد النصب لال محمد -
صلى الله عليه وآله -، وكان يصحب نجدة الحروري (3).
قال: فدخلت عليه اعوده للخلطة والتقية، فإذا هو مغمى عليه في حد الموت،
فسمعته يقول: ما لي ولك يا علي ؟ فأخبرت بذلك أبا عبد الله - عليه السلام
-. فقال أبو عبد الله - عليه السلام -: رآه ورب الكعبة (رآه ورب الكعبة)
(4). (5) 774 - وعنه: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد
بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن عبد الحميد بن عواض، قال: سمعت أبا عبد
الله - عليه السلام - يقول: إذا بلغت نفس أحدكم هذه، قيل: له أما ما كنت
تحذر من هم الدنيا وحزنها فقد أمنت منه، ويقال له: رسول
= عد سؤالي عظيما، ولنا أن نجعل قوله: " وأعظم ذلك "، عطفا على قوله: "
مات " يعني مات وعد ما رأى وما بشر به عظيما، لم يرد معهما رجوعا إلى
الدنيا. (1) يونس: 64. (2) الكافي: 3 \ 133 ح 8، وعنه البرهان: 2 \ 189 ح
2. (3) الحرورية: طائفة من الخوارج - لعنهم الله - منسوبة إلى حروراء، وهي
قرية بالكوفة رئيسهم نجدة. (4) ليس في نسخة " خ ". (5) الكافي: 3 \ 133 ح
9، عنه البحار: 6 \ 199 ح 53 وج 39 \ 238 ح 26 وج 47 \ 362 ح 76.
[ 113 ]
الله - صلى الله عليه وآله - وعلي وفاطمة - عليهما السلام - أمامك. (1)
775 - وعنه: عن أبي علي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان [ بن
يحيى ] (2)، عن أبي المستهل، عن محمد بن حنظلة، قال: قلت لابي عبد الله -
عليه السلام -: جعلت فداك، حديث سمعته من بعض
رعيتك (3) وموإليك يرويه عن أبيك، قال: وما هو ؟ قلت: زعموا أنه كان يقول:
أغبط ما يكون امرؤ بما نحن عليه إذا كانت النفس في هذه. فقال: نعم، إذا
كان ذلك أتاه نبي الله - صلى الله عليه وآله - وأتاه علي، وأتاه جبرئيل،
وأتاه ملك الموت - عليهم السلام -، فيقول ذلك الملك لعلي - عليه السلام -:
يا علي إن فلانا كان مواليا لك ولاهل بيتك ؟ فيقول: نعم، كان يتولانا
ويتبرأ من عدونا، فيقول ذلك نبي الله - صلى الله عليه وآله - لجبرئيل -
عليه السلام -، فيرفع ذلك جبرئيل - عليه السلام - إلى ملك الموت - عليه
السلام - إلى الله عزوجل. (4) 776 - وعنه: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن سدير الصيرفي، قال: قلت لابي عبد
الله - عليه السلام -: جعلت فداك يابن رسول الله، هل يكره المؤمن على قبض
روحه ؟ قال: لا، والله إنه إذا أتاه ملك الموت - عليه السلام - لقبض روحه
جزع عند ذلك، فيقول له ملك الموت: يا ولي الله، لا تجزع، فوالذي بعث
(1) الكافي: 3 \ 134 ح 10، وعنه البحار: 6 \ 200 ح 54، وأخرجه في ج 6 \
184 ح 17 عن محاسن البرقي: 175 ح 155. (2) من المصدر والبحار. (3) في
المصدر والبحار: شيعتك. (4) الكافي: 3 \ 134 ح 13، وعنه البحار: 39 \ 239
ح 27.
[ 114 ]
محمدا - صلى الله عليه وآله
- لانا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم، لو حضرك افتح عينيك (1) فانظر.
قال: ويمثل له رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمير المؤمنين وفاطمة
والحسن والحسين والائمة من ذريتهم - عليهم السلام -، فيقال له: هذا رسول
الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة - عليهم السلام -
رفقاؤك. قال: فيفتح عينيه فينظر، فينادي روحه مناد من قبل رب العزة،
فيقول: (يا أيتها النفس المطمئنة - إلى محمد وأهل بيته - ارجعي إلى ربك
راضية - بالولاية مرضية - بالثواب - فادخلي في عبادي - يعني محمدا وأهل
بيته - وادخلي جنتي) (2) فما [ من ] (3) شئ أحب إليه من استلال روحه
واللحوق بالمنادي. (4) 777 - الحسين بن سعيد الاهوازي في كتاب الزهد: عن
فضالة، عن معاوية بن وهب، عن يحيى بن سابور قال: سمعت أبا عبد الله - عليه
السلام - يقول في الميت تدمع عيناه عند الموت، فقال: [ ذلك ] (5) عند
معاينة رسول الله - صلى الله عليه وآله - فيرى ما يسره، ثم قال: أما ترى
الرجل [ إذا ] (6) يرى ما يسره وما يحب، فتدمع عيناه
(1) في المصدر: عينك. (2) الفجر: 27 - 30. (3) من البحار. (4) الكافي: 3 \
127 ح 2، عنه البحار: 6 \ 196 ح 49، والبرهان: 4 \ 460 ح 2، ونور الثقلين:
5 \ 577 ح 28. (5) من المصدر. (6) من المصدر والبحار.
[ 115 ]
ويضحك. (1) 778 - عنه: عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان،
عن عبد الرحيم [ القصير ] (2) قال: قلت لابي جعفر - عليه السلام -: حدثني
صالح بن ميثم، عن عباية الاسدي أنه سمع عليا - عليه السلام - يقول: والله
لا يبغضني عبد أبدا فيموت على بغضي، لا رآني عند موته بحيث ما يكره (3)،
ولا يحبني عبد أبدا فيموت على حبي، إلا ورآني عند موته بحيث ما يحب. قال
أبو جعفر - عليه السلام -: نعم، ورسول الله - صلى الله عليه وآله - [
باليمنى ] (4). (5) 779 - وعنه: عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد
الحميد الطائي، قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: إن أشد ما
يكون عدوكم كراهة لهذا الامر، إذا بلغت نفسه هذه، وأشد ما يكون أحدكم
اغتباطا به، إذا بلغت نفسه [ هذه ] (6) - وأشار إلى حلقه - فينقطع عنه
أهوال الدنيا وما كان يحاذر فيها، فيقال له: أمامك رسول الله - صلى الله
عليه وآله - وعلي والائمة - عليهم السلام -. (7)
(1) الزهد: 83 \ 221، وعنه البحار: 6 \ 182 ح 10 وعن علل الشرائع: 306 ح 1
والكافي: 3 \ 133 ح 6 ومعاني الاخبار: 236 ح 2. (2) من المصدر والبحار.
(3) في الكافي والمصدر: حيث يكره. (4) من المصدر، وفي بعض النسخ: باليمين.
(5) الزهد: 83 \ 222، وعنه البحار: 6 \ 199 ح 52، وعن الكافي: 3 \ 132 ح
5. وأخرجه في البحار: 39 \ 238 ح 25 عن الكافي.
(6) من المصدر والبحار. (7) كتاب الزهد: 84 ح 224، وعنه البحار: 6 \ 184 ح
18 وعن محاسن البرقي: 175 ح 156.
[ 116 ]
780 - وعنه: عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي
عبد الله - عليه السلام - أنه قال: إن المؤمن إذا مات رأى رسول الله - صلى
الله عليه وآله - وعليا - عليه السلام - بحضرته. (1) 781 - وعنه: عن
القاسم، عن كليب الاسدي، قال: قلت لابي عبد الله - عليه السلام -: جعلني
الله فداك بلغنا (2) عنك حديث، قال: وما هو ؟ قلت: قولك: إنما يغتبط صاحب
هذا الامر، إذا كان في هذه، وأومأت بيدك إلى حلقك. فقال: نعم [ إنما ] (3)
يغتبط أهل هذا الامر إذا بلغت هذه - وأومى بيده إلى حلقه - أما ما كان
يتخوف من الدنيا فقد ولى عنه وأمامه رسول الله - صلى الله عليه وآله -
وعلي والحسن والحسين - عليهم السلام -. (4) 782 - الشيخ في أماليه: قال:
أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا (علي بن) (5) محمد بن علي بن
مهدي الكندي العطار بالكوفة، وغيره، قال: حدثنا محمد بن علي بن عمرو بن
طريف الحجري، قال: حدثني أبي، عن جميل بن صالح (6)، عن أبي خالد الكابلي،
عن الاصبغ بن نباتة، قال: دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب - عليه السلام - في نفر من الشيعة وكنت فيهم، فجعل - يعني الحارث
-
(1) كتاب الزهد: 84 ح 225، عنه
البحار: 6 \ 200 ح 56. (2) في المصدر: بلغني. (3) من المصدر.
(4) الزهد: 84 ح 226، وعنه البحار: 6 \ 177 ح 3. (5) ليس في المصدر
والبحار. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: حميد بن صالح. والصحيح ما
أثبتناه كما في جامع الرواة: 1 \ 167.
[ 117 ]
يتأود (1) في مشيته ويخبط (2) الارض بمحجنه (3)، وكان مريضا فأقبل عليه
أمير المؤمنين - عليه السلام - وكانت له منه منزلة فقال: كيف نجدك يا حار
؟ قال: نال الدهر مني يا أمير المؤمنين، وزادني أوزارا وغليلا (4) اختصام
أصحابك ببابك. قال: وفيم خصومتهم ؟ قال: في شأنك والبلية من قبلك، فمن
مفرط غال ومقتصد قال (5) ومن متردد مرتاب لا يدري أيقدم أو يحجم. قال:
فحسبك يا أخا همدان ألا إن خير شيعتي النمط الاوسط، إليهم يرجع الغالي، و
[ بهم ] (6) يلحق التالي. قال: لو كشفت فداك أبي وامي الرين عن قلوبنا
وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا (7)، قال: فتذكر أنك (8) امرؤ ملبوس
عليك، إن دين الله لا يعرف بالرجال، بل بآية الحق، فإعرف الحق تعرف أهله.
ياحار، إن الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد، وبالحق اخبرك فارعني سمعك،
ثم خبر به من كانت له حصانة (9) من أصحابك،
(1) تأود: اعوج وانحنى. وتأوده الامر: ثقل عليه وشق. (2) خبط الشئ: وطأه
شديدا. (3) المحجن: العصا المنعطفة الرأس.
(4) في المصدر: أورا، وفي البحار: أوارا وغليلا، والاوار - بضم أوله -
وكذا الغليل: العطش الشديد. (5) في البحار: أقال. (6) من المصدر والبحار.
(7) في البحار: أمرك. (8) في المصدر والبحار: قدك فانك. (9) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: خصاصة.
[ 118 ]
ألا إني عبد الله، وأخو رسوله، وصديقه الاول، [ قد صدقته وآدم بين الروح
والجسد، ثم إني صدقه الاول ] (1) في امتكم حقا، فنحن الاولون ونحن
الاخرون، ألا وأنا خاصته. ياحار، وخالصته وصنوه (2) ووليه ووصيه وصاحب
نجواه وسره، اوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرون والاسباب،
واستودعت ألف مفتاح، يفتح كل مفتاح ألف باب، يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد،
وايدت - أو قال: امددت - بليلة القدر نفلا، وإن ذلك ليجري لي ومن استحفظ
من ذريتي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الارض ومن عليها، وابشرك يا
حار، ليعرفني - والذي فلق الحبة وبرأ النسمة - وليي وعدوي في مواطن شتى،
ليعرفني عند الممات، وعند الصراط، وعند المقاسمة. قال: وما المقاسمة، يا
مولاي ؟ قال: مقاسمة النار اقاسمها قسمة صحاحا، أقول: هذا وليي، وهذا
عدوي.
ثم أخذ أمير المؤمنين - عليه السلام - بيد الحارث وقال: يا حار، أخذت بيدك
كما أخذ رسول الله - صلى الله عليه وآله - بيدي، فقال لي - وقد اشتكيت
إليه حسدة قريش والمنافقين لي -: إنه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل - أو
بحجزة يعني عصمة - من ذي العرش تعالى، وأخذت أنت يا علي بحجزتي، وأخذ
ذريتك بحجزتك، وأخذ شيعتكم بحجزتكم، فماذا يصنع الله بنبيه ؟ وما يصنع
نبيه بوصيه ؟ (وما يصنع
(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: صفوه.
[ 119 ]
وصيه بأهل بيته وشيعتهم ؟) (1)، خذها إليك يا حار قصيرة من طويلة، أنت مع
من أحببت ولك ما احتسبت - أو قال: ما اكتسبت - قالها ثلاثا. فقال الحارث -
وقام يجر ردائه جذلا - (2): ما ابالي - وربي - بعد هذا متى لقيت الموت أو
لقيني. قال جميل بن صالح: فأنشدني السيد بن محمد في كتابه: قول علي لحارث
عجب * كم ثم اعجوبة له حملا يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق
قبلا يعرفني طرفه وأعرفه * بنعته واسمه وما فعلا وأنت عند الصراط تعرفني *
فلا تخف عثرة ولا زللا أسقيك من بارد على ظماء * تخاله في الحلاوة العسلا
أقول للنار حين تعرض للعر * ض دعيه لا تقبلي الرجلا دعيه لا تقربيه إن له
* حبلا بحبل الوصي متصلا (3) 783 - عنه: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي
المفضل، قال: حدثنا
يحيى بن علي بن عبد الجبار السدوسي بشرجان (4)، قال: حدثني عمي محمد بن
عبد الجبار، قال: حدثنا علي بن الحسين بن عون بن أبي (حرب ابن) (5) أبي
الاسود الدؤلي، عن أبيه الحسين بن عون، قال: دخلت على
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) جذلا: أي فرحا. (3) أمالي الشيخ الطوسي -
رحمه الله -: 2 / 238 - 240، عنه البحار: 39 / 239 ح 28. وأخرجه في ج 6 /
178 ح 7 من البحار عن أمالي الطوسي وأمالي المفيد: 3 ح 3 وفي ج 68 / 120 ح
49 عنهما عن بشارة المصطفى: 4 - 5. (4) في المصدر: بشرحان. (5) ليس في
المصدر.
[ 120 ]
السيد بن محمد الحميري
عائدا في علته التي مات فيها فوجدته يساق به، ووجدت عنده جماعة من جيرانه
وكانوا عثمانية، وكان السيد جميل الوجه، رحب الجبهة عريض ما بين السالفتين
(1)، فبدت في وجهه نكتة سوداء مثل النقطة من المداد، ثم لم تزل تزيد وتنمى
حتى طبقت وجهه يعني اسودادا، فاغتم لذلك من حضره من الشيعة، وظهر من
الناصبة سرور وشماتة، فلم يلبث بذلك إلا قليلا حتي بدت في ذلك المكان (في)
(2) وجهه لمعة بيضاء، فلم تزل تزيد أيضا وتنمى حتى أسفر وجهه وأشرق، وأفتر
السيد ضاحكا وأنشأ يقول: كذب الزاعمون أن عليا * لن ينجي محبه من هناة (3)
قد وربي (4) دخلت جنة عدن * وعفا لي (5) الاله، عن سيئات فابشروا اليوم
أولياء علي * وتولوا عليا حتى الممات
ثم من بعده تولوا بنيه * واحدا بعد واحد بالصفات (6) ثم أتبع قوله هذا:
أشهد أن لاإله إلا الله حقا حقا، وأشهد [ أن ] (7) محمدا رسول الله - صلى
الله عليه وآله - حقا حقا، أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقاحقا [ و ] (8)
أشهد أن لاإله إلا الله، ثم أغمض عينيه لنفسه (9) فكأنما
(1) السالفة: صفحة العنق عند معلق القرط. (2) ليس في المصدر والبحار. (3)
الهناة: الداهية. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فذروني. (5) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: دعاني. (6) في المصدر جاء البيت الاول بعد
هذا البيت. (7) من البحار. (8) من البحار. (9) في المصدر: عينه بنفسه.
[ 121 ]
كانت روحه زبالة (1) طفيت، أو حصاة سقطت. قال علي بن الحسين: قال لي أبي
الحسين بن عون: وكان اذنية حاضرا فقال: الله أكبر ما من شهد كمن لم (2)
يشهد، أخبرني وإلا فصمتا الفضيل بن يسار عن أبي جعفر وعن جعفر - عليهما
السلام - أنهما قالا: حرام على روح أن تفارق جسدها حتى ترى الخمسة [ حتى
ترى ] (3) محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين بحيث تقر عينها أو تسخن
عينها فانتشر هذا القول في الناس، فشهد جنازته - والله - الموافق والمفارق
(4).
والاحاديث في هذا المعنى كثيرة اقتصرنا على ذلك مخافة الاطالة، وسيأتي بعد
ذلك من ذلك حديث عن العسكري - عليه السلام -.
الثاني عشر وخمسمائة حضوره -
عليه السلام - عند السؤال في القبر 784 - الامام أبو محمد العسكري - عليه
السلام - في تفسيره: فقيل له: يا بن رسول الله ففي القبر نعيم وعذاب ؟
قال: إي والذي بعث محمدا - صلى الله عليه وآله - بالحق نبيا، وجعله زكيا
هاديا مهديا، وجعل أخاه عليا بالعهد وفيا، وبالحق مليا، ولدى الله مرضيا،
وإلى الجهاد سابقا، ولله في أحواله موافقا، وللمكارم حائزا، وبنصرالله على
أعدائه فائزا، وللعلوم حاويا، ولاولياء الله مواليا، ولاعدائه مناويا،
وبالخيرات ناهضا،
(1) الزبالة: القليل من الماء (2) في المصدر: لمن. (3) من المصدر والبحار.
(4) أمالي الطوسي: 2 / 240 - 241، عنه البحار: 39 / 241 ح 29 وج 47 / 312
ح 4.
[ 122 ]
وللقبائح رافضا، وللشيطان
مخزيا، وللفسقة المردة مغضبا (1)، ولمحمد - صلى الله عليه وآله - نفسا (2)
وبين يديه لدي المكاره جنة وترسا آمنت به أنا وأبي علي بن أبي طالب عبد رب
الارباب، المفضل على ذوي الالباب، الحاوي العلوم الكتاب، زين من يوافي يوم
القيامة [ في ] (3) عرصات الحساب، بعد محمد - صلى الله عليه وآله - صفي
الكريم العزيز الوهاب، إن في القبر نعيما يوفر الله به حظوظ أوليائه، وإن
في القبر عذابا يشدد الله به على اعدائه. (4) إن المؤمن الموإلي لمحمد
وآله الطيبين - صلوات الله عليهم - المتخذ
لعلي - عليه السلام - بعد محمد - صلى الله عليه وآله - إمامه الذي يحتذي
(5) مثاله، وسيده الذي يصدق أقواله (6) ويصوب أفعاله، ويطيعه بطاعة من
يندبه من أطائب ذريته لامور الدين وسياسته إذا حضره من أمر الله تعالى ما
لا يرد، ونزل به من قضائه ما لا يصد، وحضره ملك الموت وأعوانه، وجد عند
رأسه محمدا رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ سيد النبيين ] (7) من
جانب، ومن جانب آخر عليا - عليه السلام - سيد الوصيين، وعند رجليه من جانب
الحسن سبط [ سيد ] (8) النبيين، ومن جانب آخر الحسين - عليه السلام - سيد
الشهداء أجمعين، وحواليه بعدهم خيار خواصهم ومحبيهم الذين هم
(1) في المصدر: مقصيا. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: نقيبا. (3) من
المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: شديدا أشد الله به شقاء أعدائه.
(5) كذا في المصدر، وفي الاصل: يحذي. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: يصوب
مقاله. (7 و 8) من المصدر.
[ 123 ]
سادة
هذه الامة بعد سادتهم من آل محمد فينظر إليهم العليل المؤمن، فيخاطبهم
بحيث يحجب الله صوته عن آذان حاضريه كما يحجب رؤيتنا أهل البيت ورؤية
خواصنا عن عيونهم ليكون إيمانهم [ بذلك ] (1) أعظم ثوابا لشدة المحنة (2)
عليهم فيه. فيقول المؤمن: بأبي أنت وامي يا رسول رب العزة، بأبي أنت وأمي
يا وصي [ رسول رب ] (3) الرحمة، بأبي أنت وامي يا شبلي محمد
وضر غاميه ويا ولديه وسبطيه ويا سيدي شباب أهل الجنة المقربين من الرحمة
والرضوان، مرحبا بكم [ يا ] (4) معاشر خيار أصحاب محمد وعلي وولديهما (5)
- عليهما السلام - ما كان أعظم شوقي إليكم ! وما أشد سروري الان بلقائكم !
يا رسول الله، هذا ملك الموت قد حضرني، ولا أشك في جلالتي في (6) صدره
لمكانك ومكان أخيك مني. فيقول رسول الله - صلى الله عليه وآله -: كذلك هو،
ثم يقبل رسول الله - صلى الله عليه وآله - على ملك الموت فيقول: يا ملك
الموت، استوص بوصية الله في الاحسان إلى مولانا وخادمنا ومحبنا ومؤثرنا.
فيقول [ له ] (7) ملك الموت: يارسول الله، مره أن ينظر إلى ما قد أعد الله
له في الجنان.
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: بالشدة والمحنة. (3) من
المصدر، وفي الاصل: يارسول وصي الرحمة، وهو مصحف. (4) من المصدر. (5) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: وولديه. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: ولا
شك في جلانتي، وهو مصحف. (7) من المصدر.
[ 124 ]
فيقول [ له ] (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله -: انظر إلى العلو
(فينظر إلى العلو) (2) وينظر إلى ما لا تحيط به الالباب، ولا يأتي عليه
العدد والحساب، فيقول ملك الموت: كيف لا أرفق بمن ذلك ثوابه، وهذا محمد
وعترته زواره ؟ يا رسول الله، لولا أن الله تعالى جعل الموت
عقبة لا يصل إلى تلك الجنان إلا من قطعها لما تناولت روحه، ولكن لخادمك
ومحبك هذا أسوة بك وبسائر أنبياء الله ورسله وأوليائه الذين اذيقوا الموت
بحكم الله تعالى. ثم يقول محمد - صلى الله عليه وآله -: يا ملك الموت، هاك
أخانا قد سلمناه إليك فاستوص به خيرا، ثم يرتفع هو ومن معه إلى رياض (3)
الجنان، وقد كشف عن الغطاء والحجاب لعين ذلك المؤمن العليل، فيراهم المؤمن
[ هناك ] (4) بعدما كانوا حول فراشه، فيقول، يا ملك [ الموت ] (5) الوحا
الوحا (6) تناول روحي ولا تلبثني هاهنا، فلا صبر لي عن محمد وعترته -
عليهم السلام - وألحقني بهم، فعند ذلك يتناول ملك الموت روحه فيسلها كما
يسل الشعر من الدقيق، وإن كنتم ترون أنه في شدة فليس في شدة بل هو في رخاء
ولذة. فإذا ادخل قبره وجد جماعتنا هناك، وإذا جاء منكر ونكير قال أحدهما
للاخر: هذا محمد و [ هذا ] (7) علي والحسن والحسين وخيار
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: ربض، الربض - بالضم -:
وسط الشئ. وبالتحريك: نواحيه. (4 و 5) من المصدر. (6) الوحا - بالمد
والقصر -: السرعة. (7) من المصدر.
[ 125 ]
صحابتهم بحضرة صاحبنا فلنتضع (1) لهم، فيأتيان فيسلمان على محمد - صلى
الله عليه وآله - سلاما [ تاما ] (2) مفردا، ثم يسلمان على علي سلاما
[ تاما ] (3) مفردا، ثم يسلمان على الحسن والحسين سلاما يجمعانهما، ثم
يسلمان على سائر من معنا من أصحابنا، ثم يقولان: قد علمنا يارسول الله
زيارتك في خاصتك لخادمك ومولاك، ولولا أن الله تعالى يريد إظهار فضله لمن
بهذه الحضرة من الملائكة ومن يسمعنا من ملائكته بعدهم لما سألناه، ولكن
أمر الله لابد من امتثاله. ثم يسألانه [ فيقولان ] (4): من ربك ؟ وما دينك
؟ ومن نبيك ؟ ومن إمامك ؟ وما قبلتك (5) ؟ ومن أخوانك ؟ فيقول: الله ربي،
ومحمد نبيي، وعلي وصيي، ومحمد إمامي، والكعبة قبلتي، والمؤمنون الموالون
لمحمد وعلي [ وآلهما ] (6) وأوليائهما والمعادون لاعدائهما إخواني، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأن
أخاه عليا ولي الله، وأن من نصبهم للامامة من أطائب عترته، وخيار ذريته
خلفاء الامة (7)، وولاة الحق، والقوامون بالصدق والقسط (8)، فيقولان (9):
على
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: فتضع، وهو مصحف، والاتضاع: هو التذلل
والتخشع. (2 - 4) من المصدر. (5) زاد في البحار: ومن شيعتك. (6) من المصدر
والبحار. (7) كذا في المصدر والبحار: وفي الاصل: الائمة. (8) في المصدر: "
بالعدل " بدل " بالصدق والقسط ". (9) في المصدر: فيقول، وهو لا يوافق
السياق حيث أن القائل منكر ونكير.
[ 126 ]
هذا حييت، وعلى هذامت، وعلى هذا تبعث (حيا) (1) إن شاء الله تعالى،
وتكون مع من تتولاه في دار كرامة الله ومستقر رحمته. قال رسول الله - صلى
الله عليه وآله -: وإن كان لاوليائنا معاديا، ولاعدائنا مواليا، ولاضدادنا
بألقابنا ملقبا فإذا جاءه ملك الموت لنزع روحه، مثل الله عزوجل لذلك
الفاجر ساداته الذين اتخذهم أربابا من دون الله عليهم من أنواع العذاب ما
يكاد نظره إليهم يهلكه ولا يزال يصل إليه من حر عذابهم ما لا طاقة له به.
فيقول له ملك الموت: [ يا ] (2) أيها الكافر، تركت أولياء الله تعالى إلى
أعدائه، فاليوم لا يغنون عنك شيئا ولا تجد إلى مناص سبيلا، فيرد عليه من
العذاب ما لو قسم أدناه على أهل الدنيا لاهلكهم. ثم إذا ادلي في قبره رأى
بابا من الجنة مفتوحا إلى قبره ويرى منه خيراتها، فيقول له منكر ونكير:
انظر إلى ما حرمته من تلك الخيرات. ثم يفتح له في قبره باب من النار يدخل
عليه منه من عذابها فيقول: يا رب، لا تقم الساعة، [ يا ] (3) رب لا تقم
الساعة. (4) 785 - وبالاسناد أيضا عن الامام أبي محمد العسكري - عليه
السلام -: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: لا يزال المؤمن
خائفا من سوء العاقبة لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع
(5) روحه وظهور
(1) ليس في المصدر والبحار. (2 و 3) من المصدر والبحار. (4) تفسير الامام
العسكري - عليه السلام -: 210 - 214 ح 98 وعنه تأويل الايات: 2 \ 644 ح 10
وصدره في البحار: 6 \ 236 ذح 54 ومن قوله - عليه السلام -: إن المؤمن
الموالي في ج 6 \ 173 ح 1 والمحتضر 20 - 21. (5) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: نزوع. (*)
[ 127 ]
ملك الموت له، وذلك إن ملك
الموت يرد على المؤمن وهو في شدة علته، وعظم (1) ضيق صدره بما يخلفه من
أمواله [ وعياله ] (2) ولما [ هو ] (3) عليه من [ شدة ] (4) اضطراب أحواله
في معامليه وعياله وقد بقيت في نفسه حسراتها (5) واقتطع دون أمانيه فلم
ينلها. فيقول له ملك الموت: مالك تجرع (6) غصصك ؟ فيقول لاضطراب أحوالي،
واقتطاعك لي دون [ أموالي و ] (7) آمالي. فيقول له ملك الموت: وهل يحزن
(8) عاقل من فقد درهم زائف واعتياض ألف ألف ضعف الدنيا ؟ فيقول: لا. فيقول
[ له ] (9) ملك الموت: [ فانظر فوقك. فينظر، فيرى درجات الجنان وقصورها
التي تقصر دونها الاماني، فيقول ملك الموت: تلك ] (10) منازلك ونعمك
وأموالك وأهلك وعيالك ومن كان من أهلك هاهنا (11) وذريتك صالحا فهم (12)
هناك معك، أفترضي به بدلا مما هناك ؟
(1) في المصدر: وعظيم. (2 - 4) من المصدر. (5) في البحار: جزازتها. (6) في
البحار والتأويل: تتجرع، وجرع الماء: ابتلاعه بمرة. (7) من المصدر. (8) في
البحار: يجزع. (9) من البحار.
(10) من المصدر. (11) في المصدر والبحار: هنا. (12) كذا في المصدر، وفي
الاصل: فيهم.
[ 128 ]
فيقول: بلى والله، ثم يقول [ له ] (1): انظر، فينظر [ فيرى ] (2) محمدا -
صلى الله عليه وآله - وعليا والطيبين من آلهما في أعلى عليين. فيقول [ له
] (3): أو تراهم ؟ هولاء ساداتك وأئمتك هم هناك جلساؤك (4) واناسك [ أفما
] (5) ترضى بهم بدلا مما تفارق هاهنا ؟ فيقول: بلى وربي، فذلك ما قال الله
عزوجل: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا
تخافوا ولا تحزنوا) فما أمامكم من الاهوال فقد كفيتموها، ولا تحزنوا على
ما تخلفونه (6) من الذراري والعيال [ والاموال ] (7) فهذا الذي شاهدتموه
في الجنان بدلا منهم، (وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) (8) هذه منازلكم
وهؤلاء ساداتكم واناسكم وجلاسكم. (9) 786 - علي بن إبراهيم: قال: حدثني
أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال
(10): ما يموت موال لنا مبغض
(1) من
البحار. (2 و 3) من المصدر. (4) في المصدر: جلاسك. (5) من المصدر. (6) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: تخلفوا.
(7) من المصدر. (8) فصلت: 30. (9) تفسير الامام العسكري - عليه السلام -:
239 ح 117، وعنه المحتضر: 22 - 23، وتأويل الايات: 2 \ 537 ح 11، والبحار:
6 \ 26 ح 4، وج: 24 \ 174 ذح 2 والبرهان: 4 \ 111 ح 12، وصدره في البحار:
71 \ 366 ذح 13. (10) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يقول.
[ 129 ]
لاعدائنا إلا ويحضره رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمير المؤمنين
والحسن والحسين - عليهم السلام - فيرونه ويبشرونه (1)، وإن كان غير موال
لنا يراهم بحيث يسوؤه. والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين - عليه السلام -
لحارث همدان: يا حار همدان من يمت يزني * من مؤمن أو منافق قبلا (2) تنبيه
وتبصرة: اعلم ايها الاخ أن هذا المعنى من حضور أمير المؤمنين - عليه
السلام - عند الميت مشهور يروى بطرق كثيرة مذكور حتى أن بعضهم أنكر غيره،
وهذا رووه ولم ينكروه، وهذا الامر لا ينكره عاقل ولا يستبعده إلا جاهل
لانه من أمر الله جل جلاله وقدرته، وجميع معجزات الانبياء والمرسلين
والائمة الراشدين والخواص جرت على أيديهم - عليهم السلام - من أفعاله
وأقداره سبحانه وتعالى لان هذا ممكن وكل ممكن يقدر عليه الله سبحانه
وتعالى، وليس لاحد أن يستبعده بأن يقول الاموات في اليوم والليلة بل في
الساعة الواحدة خلق كثير وكيف الجسم الواحد يرى في أمكنة متعددة يرى في
وقت واحد.
قيل له: ليس هذا بالنظر إلى إقدار الله جل جلاله بالعسير بل هو مرجعه إلى
قوله تعالى: (كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون) (3)
وقد (4) أعطى الله سبحانه وتعالى أمير
(1) في المصدر والبحار: فيسروه ويبشروه (فيسرونه ويبشرونه). (2) تفسير
القمي: 2 \ 265 وعنه البحار: 6 \ 180 ح 6 وج 69 \ 264. (3) يس: 82 - 83.
(4) في نسخة " خ ": وهذا.
[ 130 ]
المؤمنين - صلوات الله عليه - في الدنيا ما ينبه على ذلك ويجوز له ولا
يستبعده في أمره - عليه السلام -. 787 - ومن ذلك ما رواه السيد لاجل السيد
المرتضى - قدس سره - في كتاب عيون المعجزات: قال: روى أصحاب الحديث من عبد
الله بن العباس أنه قال: عقمت النساء أن يأتين بمثل علي بن أبي طالب -
عليه السلام -، فوالله ما سمعت وما رأيت رئيسا بوازن به، والله لقد رأيته
بصفين وعلى رأسه عمامة بيضاء، وكأن عينيه سراج سليط (1) أو عينا أرقم، وهو
يقف على شرذمة من أصحابه يحثهم على القتال، إلى أن انتهى إلي وأنا في كنف
من الناس، وقد خرج خيل لمعاوية المعروفة بالكتيبة الشهباء عشرون ألف دارع
على عشرين ألف أشهب مستربلين بالحديد (متراصين) (2) كأنهم صفيحة (3) واحدة
ما يرى منهم إلا الحدق تحت المغافر، فاقشعر أهل العراق لما عاينوا ذلك.
فلما رأى أمير المؤمنين - عليه السلام - هذه الحالة [ منهم ] (4) قال: ما
لكم يا أهل العراق ! ما هي (5) إلا جثث مائلة، فيها قلوب طائرة، ورجل جراد
دفت بها ريح عاصف وسداة الشيطان ألجمتهم والضلالة، وصرخ بهم
(1) السليط: الزيت، ويقويه قول الجعدي: يضئ كمثل سراج السلي * - ط لم
يجعل الله فيه نحاسا فالسليط له دخان صالح، ولهذا لا يوقد في المساجد
والكنائس إلا الزيت. راجع " لسان العرب: 7 \ 321 - سلط - ". (2) ليس في
المصدر. (3) في المصدر: صفحة. (4) من المصدر. (5) في المصدر: إن هي.
[ 131 ]
ناعق البدعة ففتنهم (1)، ما هم إلا جنود البغاة، وقحقحة المكاثرة، لو
مستهم سيوف أهل الحق تهافتوا تهافت الفراش في النار، ولرأيتموهم كالجراد
في يوم الريح العاصف. [ ألا فاستشعروا الخشية، وتجلببوا السكينة، وادرعوا
اللامة، وقلقلوا الاسياف في الاغماد قبل السل، وانظروا الخزر (2) وأطعنوا
الشزر (3) وتنافحوا بالظبا (4)، وصلوا السيوف بالخطى، والرماح بالنبل،
وعاودوا أنفسكم الكر، واستحيوا من الفر فإنه عار باق في الاعقاب، عند ذوي
الاحساب، وفي الفرار النار يوم الحساب، وطيبوا عن أنفسكم نفسا، واطووا عن
حياتكم كشحا، وامشوا إلى الموت قدما، وعليكم بهذا السواد الاعظم، والرواق
المطنب (5)، واضربوا ثبجه (6) فإن الشيطان راقد في كسره، نافخ خصييه،
مفترش ذراعيه، قد قدم للوثبة يدا، وأخر للنكوص عقبا، فاصدموا له صدما حتى
ينجلي الباطل من الحق، وأنتم
الاعلون. فاثبتوا في المواكب، وعضوا على النواجذ فإنه أنبى للسيوف عن
الهام، فاضربوا بالصوارم وشدوا، فها أنا شاد ] (7) محمل (8) على الكتيبة،
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: فتنتهم. (2) الخزر: النظر من أحد الشقين،
وهو علامة الغضب. (3) الشزر: الطعن في الجوانب يمينا وشمالا. (4) نافحوا:
كافحوا وضاربوا، والظبا: طرف السيف وحده. (5) الرواق: غراب الفسطاط،
والمطنب: المشدود بالاطناب وهي الحبال التي تشد بها سرادق البيت. (6)
الثبج: الوسط. (7) ما بين المعقوفين من المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي
الاصل: فحمل.
[ 132 ]
وحملهم حتى خالطهم،
فلما دارهم دور الرحا المسرعة، وثار العجاج فما كنت أرى إلا رؤوسا بادرة
(1)، وأبدانا طافحة، وأيدي طائحة، وقد أقبل أمير المؤمنين - عليه السلام -
وسيفه يقطر دما وهو يقول: (قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم
ينتهون) (2). وروي أن من نجا منهم رجعوا إلى (عند) (3) معاوية فلامهم على
الفرار بعد أن أظهر التحسر والحزن على ما حل بتلك الكتيبة، فقال كل واحد
منهم: كيف كنت رأيت عليا وقد حمل علي، وكلما التفت ورائي وجدته يقفو أثري.
فتعجب معاوية وقال لهم: ويلكم إن عليا لواحد، كيف كان وراء
جماعة متفرقين ؟ ! (4) 788 - ومن ذلك ما رواه الشيخ البرسي من كتاب
الواحدة وهو تصنيف الحسن بن محمد بن جمهور وهو ثقة: عن المقداد بن الاسود
الكندي، قال: كان أمير المؤمنين يوم الخندق عند ما قتل عمرو بن عبد ود
العامري - لعنه الله - واقفا على الخندق يمسح الدم عن سيفه ويحيله في
الهواء والقوم قد افترقوا سبع عشرة فرقة وهو في أعقابهم يحصدهم بسيفه. (5)
(1) في المصدر: نادرة. (2) التوبة: 12. (3) ليس في المصدر. (4) عيون
المعجزات: 48. وقد تقدم في ج 1 \ 427 معجزة 175. (5) لم نجده في مشارق
أنوار اليقين الموجود عندنا. وقد تقدم في ج 1 \ 427 معجزة: 174 باختلاف.
[ 133 ]
789 - ومن ذلك ابن شهراشوب في كتاب المناقب: قال: روى أبو الحسن البصري في
كتابه أن القوم كما انهزموا يوم الاحزاب انقسموا سبعين فرقة، كل فرقة ترى
وراءها علي بن أبي طالب. (1) 790 - ابن شهراشوب: عن المفيد في العيون
والمحاسن، قال الصادق - عليه السلام - في حديث بدر: لقد كان يسأل الجريح
من المشركين، فيقال: من جرحك ؟ فيقول: علي بن أبي طالب - عليه السلام -،
فإذا قالها مات. (2)
791 - ومن ذلك ما رواه صاحب بستان الواعطين: قال: في حديث المعراج عن
النبي أنه قال: لما رجعت ونظرت إلى السماء ورأيت في الصعود كل سماء علي بن
أبي طالب يصلي والملائكة خلفه.
الثالث عشر وخمسمائة أنه - عليه السلام -
المدفون عند قبره - عليه السلام - يصرف عنه عذاب القبر، ومحاسبة منكر
ونكير، وأنه - عليه السلام - ينقل إلى قبره - عليه السلام - من بعد عنه
792 - الحسن بن أبي الحسن الديلمي: قال: ومن خواص تربة علي (3) - عليه
السلام - إسقاط عذاب القبر، وترك محاسبة منكر ونكير للمدفون هناك كما وردت
(به) (4) الاخبار الصحيحة عن أهل البيت - عليهم
(1) لم نجده في مناقب آل أبي طالب الموجود عندنا، وقد تقدم في ج 2 \ 307
معجزة: 400. (2) مناقب آل أبي طالب: 2 \ 241 وعنه البحار: 19 \ 285، وقد
تقدم في ج 2 \ 307 ح 567. (3) في المصدر: تربته. (4) ليس في المصدر.
[ 134 ]
السلام -. (1) 793 - البرسي: قال: روى الاصبغ بن نباتة أن أمير المؤمنين -
عليه السلام - كان يجلس (2) للناس في نجف الكوفة، فقال يوما لمن حوله: من
يرى ما أرى ؟ فقالوا: وما ترى يا عين الله الناظرة في عباده ؟ فقال: أرى
بعيرا يحمل جنازة، ورجلا يسوقه، ورجلا يقوده وسيأتيكم (3) بعد ثلاث. فلما
كان اليوم الثالث (4) قدم البعير والجنازة مشدودة عليه
والرجلان معه فسلم على الجماعة، فقال لهم أمير المؤمنين - عليه السلام -
بعد أن حياهم: من أنتم ؟ ومن أين أقبلتم ؟ ومن هذه الجنازة ؟ ولماذا قدمتم
؟ فقالوا: (5) نحن من اليمن، وأما الميت فأبونا، وإنه عند الموت أوصى
إلينا، فقال: إذا غسلتموني وكفنتموني وصليتم علي فاحملوني على بعيري هذا
إلى العراق وادفنوني هناك بنجف (أهل) (6) الكوفة. فقال لهما [ أمير
المؤمنين - عليه السلام - ] (7): هل سألتماه لماذا ؟
(1) إرشاد القلوب: 439. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: جالسا. (3) كذا في
المصدر، وفي الاصل: وسيأتي. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: " الثلاث " بدل
" اليوم الثالث ". (5) في المصدر: فقالا. (6) ليس في المصدر. (7) من
المصدر.
[ 135 ]
فقالا: أجل قد سألناه،
فقال: يدفن هناك رجل لو شفع في يوم العرض في أهل الموقف لشفع. فقام أمير
المؤمنين - عليه السلام - وقال: صدق، أنا والله ذلك الرجل، (أنا والله ذلك
الرجل) (1). (2)
الرابع عشر وخمسمائة إنطاق الصبي بأنه - عليه السلام -
ولي الله 794 - عمر بن إبراهيم الاوسي (3) في كتابه: قال: روي عن
أنس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - جالسا ذات يوم، فمرت بصبي
امه، فقال له: يا صبي من أنا ؟ فقال: أنت رسول الله خاتم النبيين، وأنا
أشهد أن لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وعلي ولى الله هذا فمد اصبعه
نحوه فدعا له النبي - صلى الله عليه وآله - بالبركة حتى ما مد يده إلا
بورك به ومنزله وجيرانه نزلت عندهم البركة، فسمي مبارك اليمامة.
الخامس
عشر وخمسمائة أن الله جل جلاله خلق من نور وجه علي - عليه السلام - ملائكة
795 - أبو الحسن الفقيه محمد بن [ أحمد ] (4) بن شاذان: [ أخبرنا أحمد بن
محمد بن سعيد، عن الحسين بن محفوظ، قال: حدثنا أحمد بن
(1) ليس في المصدر. (2) مشارق أنوار اليقين: 111 - 112. (3) هو عمر بن
إبراهيم بن عمر الانصاري الاوسي، فاضل، صاحب " زهر الكمام "، كان حيا سنة:
683. (4) من المصدر.
[ 136 ]
إسحاق، قال:
حدثني الغطريف بن عبد السلام بصنعاء اليمن، قال: حدثني عبد الرزاق، عن
معمر، عن الزهري، قال: حدثني أبو بكر عبد الله ابن عبد الرحمان، قال: سمعت
عثمان بن عفان، قال سمعت ] (1) عمر بن الخطاب، قال: سمعت أبا بكر بن أبي
قحافة يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول: إن الله تبارك
وتعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب - عليه السلام - ملائكة، يسبحون
ويقدسون ويكتبون [ ثواب ] (2) ذلك لمحبيه ومحبي ولده - عليهم السلام -.
(3)
السادس عشر وخمسمائة ما نطقت به الدابة البرية 796 - صاحب كتاب بستان
الواعظين: قال: روي عن محمد بن إدريس، قال: رأيت بمكة اسقفا وهو يطرف
بالكعبة، فقلت (له) (4): ما الذي رغب بك عن دين آبائك ؟ فقال: تبدلت خيرا
منه، فقلت له: كيف ذلك ؟ قال: ركبت البحر، فلما توسطنا البحر انكسر بنا
المركب، فعلوت لوحا، فلم تزل الامواج تدفعني حتى رمتني في جزيرة من جزائر
البحر، فيها أشجار كثيرة، ولها ثمر أحلى من الشهد، وألين من الزبد، وفيها
نهر جار عذب فحمدت الله على ذلك، وقلت: آكل من الثمر وأشرب من
(1 و 2) من المصدر. (3) مائة منقبة: 148 منقبة: 80، وعنه الخوارزمي في
مقتله: 97 والمجلسي - رحمه الله - في البحار: 27 \ 118 ح 98، والمؤلف في
غاية المرام: 8 ح 19 وص 586 ح 87. وأخرجه في البحار: 40 \ 125 ح 160 عن
جامع الاخبار: 182. (4) ليس في نسخة " خ ".
[ 137 ]
هذا النهر حتى يأتيني الله بالفرج. فلما ذهب النهار خفت على نفسي من
الدواب، فعلوت شجرة من تلك الاشجار، فنمت على غصن منها، فلما كان في جوف
الليل، فإذا بدابة على وجه الماء تسبح الله، وتقول: لا إله إلا الله
العزيز الجبار، محمد رسول الله النبي المختار، علي بن أبي طالب سيف الله
على الكفار، فاطمة وبنوها صفوة الجبار، على مبغضيهم لعنة الله الجبار،
ومأواه جهنم وبئس القرار. فلم تزل تكرر هذه الكلمات حتى طلع
الفجر، ثم قالت: لا إله إلا الله صادق الوعد والوعيد، محمد رسول الله
الهادي الرشيد، علي ذو البأس الشديد، وفاطمة وبنوها خيرة الرب الحميد،
فعلى مبغضيهم لعنة الرب المجيد. فلما وصلت البر، فإذا رأسها رأس نعامة،
ووجهها وجه إنسان، وقوائمها قوائم بعير، وذنبها ذنب سمكة. فخشيت على نفسي
الهلكة، فهربت بنفسي أمامها فوقفت، ثم قالت: لي: إنسان قف وإلا هلكت،
فوقفت، فقالت: ما دينك ؟ فقلت: النصرانية، فقالت: ويحك ارجع إلى دين
الاسلام، فقد حللت بفناء قوم من مسلمي الجن لا ينجو منهم إلا من كان
مسلما. قلت: وكيف الاسلام ؟ قالت: تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا
رسول الله، فقلتها، فقالت: تمم إسلامك بموالاة علي بن أبي طالب وأولاده،
والصلاة عليهم، والبراءة من أعدائهم. قلت: ومن أتاكم بذلك ؟ فقالت: قوم
منا حضروا عند رسول الله - صلى الله عليه وآله - فسمعوه
[ 138 ]
يقول إذا كان يوم القيامة تأتي الجنة، فتنادي بلسان طلق: يا إلهي قد
وعدتني تشد أركاني وتزيني، فيقول الجليل جل جلاله: قد شددت أركانك، وزينتك
بابنة حبيبي فاطمة (الزهراء) (1)، وبعلها علي بن أبي طالب، وابنيها الحسن
والحسين، والتسعة من ذرية الحسين - عليهم السلام -. ثم قالت الدابة:
المقام تريد، أم الرجوع إلى أهلك ؟ قلت لها: الرجوع.
قالت: اصبر حتى يجتاز مركب، وإذا مركب يجري، فأشارت إليهم فدفعوا إليها
زورقا فلما علوت معهم، فإذا في المركب اثنا عشر رجلا كلهم نصارى، فأخبرتهم
خبري، فأسلموا عن آخرهم.
السابع عشر وخمسمائة إخباره - عليه السلام - أن
عمر بن سعد - لعنه الله - يخير بين الجنة والنار فيختار قتل الحسين - عليه
السلام - 797 - روي أن علي بن أبي طالب - عليه السلام - لقي عمر بن سعد
يوما، فقال له: كيف تكون إذا قمت مقاما تتخير بين الجنة والنار، فتختار
لنفسك النار ؟ فقال له: معاذ الله أن يكون كذلك. فقال علي - عليه السلام -
سيكون ذلك بلا شك. فقال الراوي: ثم إن عمر بن سعد - لعنه الله - نزل
بعسكره على شاطئ الفرات، فحالوا بين الحسين وبين الماء حتى كظهم العطش،
فأخذ
(1) ليس في نسخة " خ ".
[ 139 ]
الحسين - عليه السلام - فأسا وجاء إلى وراء خيمة النساء، فحفر قليلا فنبع
الماء، فشرب وسقى حرمه وأطفاله وجميع أصحابه، وأملا القرب وسقى الخيل، ثم
غار الماء، فعلم الحسين - عليه السلام - أنه آخر ماء يشربه.
الثامن عشر
وخمسمائة إخباره - عليه السلام - بأن الحسين - عليه السلام - يقتل عطشانا
798 - لوط بن يحيى في تاريخه: قال: عبد الله قيس قال: كنت مع من غزا (1)
مع أمير المؤمنين - عليه السلام - في صفين، وقد أخذ أبو أيوب
السلمي (2) الماء وحرزه عن الناس فشكى المؤمنون (3) العطش، فأرسل فوارس
على كشفه، فانحرفوا خائبين، فضاق صدره، فقال له ولده الحسين - عليه السلام
-: (أنا) (4) أمضي إليه يا أبتاه، فقال له: إمض يا ولدي، فمضى مع فوارس،
فهزم أبا أيوب عن الماء، وبنى خيمته (5) وحط فوارسه، وأتى إلى أبيه فأخبره
فبكى علي - عليه السلام -، فقيل له: ما يبكيك يا أمير المؤمنين، وهذا أول
فتح بوجه (6) الحسين - عليه السلام - ؟
(1) كذا في البحار، وفي الاصل: قال عبد الله بن ورقة: كنت ممن نزل. (2) هو
عمر بن سفيان بن عبد شمس المعروف بأبي الاعور ولم نر في أصحاب التراجم من
كناه بأبي أيوب، وكان مع معاوية، وكان من أشد من عنده على أمير المؤمنين -
عليه السلام -، وكان - عليه السلام - يذكره في قنوت صلاة الغداة ويدعو
عليه. (3) في البحار: المسلمون. (4) ليس في البحار. (5) كذا في البحار،
وفي الاصل: وبنى خيمة. (6) في البحار: ببركة الحسين - عليه السلام -.
[ 140 ]
قال: صحيح يا قوم، ولكن سيقتل عطشانا بطف كربلاء حتى ينفر فرسه ويحمحم،
ويقول: الظليمة من امة قتلت ابن بنت نبيها. (1)
التاسع عشر وخمسمائة
إخباره - عليه السلام - بالنخلة التي يصلب عليها رشيد الهجري، وإخباره بما
يفعل برشيد عنه قتله 799 - ابن الفارسي في روضة الواعظين: قال: روي أن
أمير المؤمنين - عليه السلام - خرج يوما إلى بستان البري (2) موضع في ظهر
الكوفة (3) ومعه أصحابه، فجلس تحت نخلة ثم أمر (4) بنخلة فلقطت
فانزل منها رطب، فوضع بين أيديهم [ قالوا: ] (5) فقال رشيد الهجري: يا
أمير المؤمنين، ما أطيب هذا الرطب !. فقال: يا رشيد، أما إنك تصلب على
جذعها. فقال رشيد: فكنت أختلف إليها طرفي النهار أسقيها ومضى أمير
المؤمنين - عليه السلام -. قال رشيد: فجئتها يوما وقد قطع سعفها، قلت:
اقترب أجلي، ثم جئت يوما، فجاء العريف، فقال: أجب الامير، فأتيته، فلما
دخلت القصر إذا بخشب ملقى. ثم جئت يوما آخر، فإذا النصف الاخر قد جعل
زرنوقا يستقى
(1) أورده في البحار: 44 \ 266 ح 23، والبحراني - رحمه الله - في العوالم:
17 \ 149 ح 10 عن بعض الكتب المعتبرة. (2)، في البحار: البرني. (3) كذا في
المصدر، وفي الاصل: موضع في صحن الكوفة، والعبارة ليست في البحار. (4) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: " مر ". (5) من المصدر والبحار.
[ 141 ]
عليه الماء، فقلت: ما كذبني خليلي. فأتاني العريف، فقال: أجب الامير،
فأتيته، فلما دخلت القصر [ إذا الخشب ملقى ] (1) فإذا فيه الزرنوق، فجئت
حتى ضربت الزرنوق برجلي، ثم قلت: لي (2) غديت، ولي انبتت، ثم ادخلت على
عبيدالله بن زياد، فقال: هات من كذب صاحبك. قلت: والله ما أنا بكذاب (3)
ولقد أخبرني أنك تقطع يدي ورجلي ولساني.
فقال: إذا نكذبه. اقطعوا يده ورجله وأخرجوه، فلما حملوه (4) إلى أهله،
أقبل يحدث الناس بالعظائم وهو يقول سلوني فإن للقوم عندي طلبة لم يقضوها،
فدخل [ رجل ] (5) على ابن زياد فقال له: ما صنعت ! قطعت يده ورجله وهو
يحدث الناس بالعظائم. [ قال: ] (6) فأرسل إليه فردوه وقد انتهى إلى بابه
فردوه، فأمر بقطع لسانه ويديه ورجليه (7)، وأمر بصلبه. (8)
العشرون
وخمسمائة إخباره - عليه السلام - بالنخلة التي بالكناسة يصلب على كل ربع
منها ميثم التمار وحجر بن عدي ومحمد بن
(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر والبحار: لك. (3) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: ما كان بكذب. (4) في المصدر والبحار: حمل. (5 و 6) من
المصدر والبحار. (7) ليس في نسخة " خ ". (8) روضة الواعظين: 287 وأخرجه في
البحار: 42 \ 137 ح 18 عن رجال الكشي: 76 رقم 132، ورواه الحضيني في
الهداية: 33 (مخطوط).
[ 142 ]
أكثم وخالد
بن مسعود 800 - ابن الفارسي في روضة الواعظين: قال: روي أن ميثم أتى دار
أمير المؤمنين - عليه السلام - فقيل له: إنه لنائم، فنادى بأعلى صوته:
انتبه (أيها) (1) النائم، فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، [ فانتبه أمير
المؤمنين - عليه السلام -، فقال: أدخلوا ميثما، فقال له: أيها النائم،
والله
لتخضبن لحيتك من رأسك ] (2). فقال: صدقت، وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك
ولسانك، ولتقطعن النخلة التي بالكناسة فتشق أربع قطعات فتصلب على ربعها،
وحجر بن عدي (3) على ربعها، ومحمد بن أكثم على ربعها، وخالد بن مسعود على
ربعها. قال ميثم: فشككت (4) في نفسي فقلت: إن عليا ليخبرني (5) بالغيب،
(1) ليس في نسخة " خ ". (2) من المصدر. (3) هذا ولكنه يخالف ما هو أظهر من
الشمس من أن حجر بن عدي وأصحابه الثلاثة عشر قتلوا " بمرج عذراء " قتلهم
معاوية بن أبي سفيان - لعنهما الله - سنة: 51 أو 53 وقيل: 50 صبرا فكيف
يمكن أن يصلب مع ميثم التمار في سنة: 61 على قطعة من جذع نخلة بالكوفة بعد
أن مات معاوية واستخلف يزيد وهو استعمل عبيدالله بن زياد على الكوفة فأخذ
ميثم وأصحابه فصلبهم على تلك الجذوع، فلعله هو حجر آخر، أو سهو من الراوي
أو النساخ، والله أعلم. (4) هذا أعجب من سابقه لان ميثم نفسه يخبر عليا -
عليه السلام - بالغيب حيث يقول له: والله لتخضبن لحيتك... مع أنه ليس
بإمام ولا وصي ولا معصوم فكيف يتعجب ويشك في إخباره - صلوات الله عليه -
بالغيب على أنهم - عليهم السلام - ما كانوا يسرون على أحد من أخبار الغيب
إلا بعد أن يمتحنوا ويبلوا أصحابهم فأيهم كانت له أهلية لذلك فيخبرونهم
بذلك. (5) في المصدر: ليخبرنا.
[ 143 ]
فقلت له: أو كائن ذاك يا أمير المؤمنين ؟ فقال: إي ورب الكعبة كذا عهده
النبي - صلى الله عليه وآله -.
قال: فقلت له: من يفعل ذلك بي، يا أمير المؤمنين ؟ فقال: ليأخذنك العتل
الزنيم ابن الامة الفاجرة عبيدالله بن زياد. قال: فكان يخرج إلى الجبانة
وأنا معه، فيمر بالنخلة فيقول: يا ميثم، إن لك ولها شأن من الشأن. قال:
فلما ولي عبيدالله بن زياد الكوفة ودخلها، تعلق علمه بالنخلة فأمر بقطعها،
فاشتراها رجل من النجارين فشقها أربع قطع، قال ميثم: فقلت الصالح ابني:
فخذ مسمارا من حديد فانقش عليه اسمي واسم أبي، ودقه في بعض تلك الاجذاع. [
قال: ] (1) فلما مضى بعد ذلك أيام، أتوني قومي من أهل السوق، فقالوا: يا
ميثم انهض معنا إلى الامير نشكو إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله عنا،
ويولي علينا غيره. قال: وكنت خطيب القوم فنصت (2) لي وأعجبه منطقي، فقال
له عمرو بن حريث: أصلح الله الامير، تعرف هذا المتكلم ؟ قال: ومن هو ؟
قال: هذا ميثم التمار الكذاب مولى الكذاب علي بن أبي طالب - عليه السلام
-. قال: فاستوى جالسا، فقال لي: ما تقول ؟ فقلت: كذب أصلح الله الامير، بل
أنا الصادق مولى الصادق علي
(1) من المصدر. (2) في المصدر: فصنت.
[ 144 ]
ابن أبي طالب أمير المؤمنين - عليه السلام - حقا (حقا) (1).
فقال لي: لتبرأن من علي - عليه السلام - ولتذكرن من مساوئه، وتتولى عثمان
وتذر محاسنه، أو لاقطعن يديك ورجليك ولاصلبنك، فبكيت، فقال لي: بكيت من
القول دون الفعل ؟ فقلت: والله ما بكيت من القول ولا من الفعل، ولكني بكيت
من شك كان (قد) (2) دخلني يوم خبرني سيدي ومولاي [ أمير المؤمنين ] (3).
قال لي: وما قال لك ؟ قال: قلت: أتيت الباب، فقيل لي: إنه لنائم (4)، قال:
فناديته: انتبه أيها النائم، فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك. فقال: صدقت،
وأنت والله ليقطعن يداك ورجلاك ولسانك ولتصلبن. فقلت: ومن يفعل ذلك بي، يا
أمير المؤمنين ؟ !. فقال: يأخذك العتل الزنيم ابن الامة الفاجرة عبيدالله
بن زياد. قال: فامتلا غيظا، ثم قال: والله لاقطعن يداك ورجلاك، ولادعن
لسانك حتى اكذبك واكذب مولاك. فأمر به فقطعت يداه ورجلاه. ثم اخرج فأمر به
أن يصلب، فنادى بأعلى صوته: أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن
علي بن أبي طالب - عليه السلام - ؟ (قال:) (5) فاجتمع الناس وأقبل يحدثهم
بالعجائب.
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) من نسخة " خ ". (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: نائم. (5) ليس في المصدر.
[ 145 ]
قال: وخرج عمرو بن حريث وهو يريد منزله، فقال: ما هذه الجماعة ؟ قالوا
(1): ميثم التمار يحدث الناس عن علي بن أبي طالب - عليه السلام -. قال:
فانصرف مسرعا، فقال: أصلح الله الامير، بادر فابعث إلى هذا فاقطع لسانه
(2) [ فإني ] (3) لست آمن أن تتغير قلوب أهل الكوفة فيخرجوا عليك. [ قال:
] (4) فالتفت إلى حرس فوق رأسه، فقال: اذهب فاقطع لسانه. قال: فاتاه الحرس
فقال له: يا ميثم، قال: ما تشاء ؟ قال: أخرج لسانك، فقد أمرني الامير
بقطعه. فقال: ألا زعم ابن الامة الفاجرة أنه (5) يكذبني ويكذب مولاي، هاك
لساني فاقطعه. قال: [ فقطع ] (6) وشحط ساعة في دمه، ثم مات - رحمة الله
عليه - وأمر به فصلب. قال صالح: فمضيت بعد ذلك بأيام فإذا هو قد صلب على
الربع الذي كنت دققت المسمار عليه. (7)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال. (2) في المصدر: من يقطع لسانه. (3 و
4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: أن. (6) من المصدر. (7) روضة
الواعظين: 2 \ 288، وأخرجه في البحار: 42 \ 131 ح 14 عن رجال الكشي: 85
رقم 140.
[ 146 ]
الحادي والعشرون وخمسمائة إخباره - عليه السلام - أن النوى الذي يغرسه لا
يغادر منه واحدة 801 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد،
عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال:
لقي رجل أمير المؤمنين - عليه السلام - وتحته وسق من نوى، فقال له: ما هذا
يا أبا الحسن تحتك ؟ فقال: [ مائة ] (1) ألف عذق إن شاء الله. قال: فغرسه
فلم يغادر منه نواة واحدة. (2) 802 - عنه: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله - عليه السلام
- قال: إن أمير المؤمنين - عليه السلام - كان يخرج ومعه أحمال النوى،
فيقال له: يا أبا الحسن، ما هذا معك ؟ فيقول: نخل إن شاء الله، فيغرسه فلم
(3) يغادر منه واحدة. (4)
(1) من المصدر والبحار. (2) الكافي: 5 \ 74 ح 6، وعنه البحار: 41 \ 58 ح 9
والوسائل: 12 \ 25 ح 1 وحلية الابرار: 1 \ 362. (3) كذا في المصدر، وفي
الاصل: فما. (4) الكافي: 5 \ 75 ح 9، وعنه البحار: 41 \ 58 ح 10،
والوسائل: 2 \ 25 ح 2، وحلية الابرار: 2 \ 252 ح 3 (ط ج).
[ 147 ]
الثاني والعشرون وخمسمائة الخطيب الذي يشتمه - عليه السلام - رمي من
المنبر
803 - الشيخ المفيد في إرشاده: قال: روى يحيى بن سليمان بن الحسن، عن عمه
إبراهيم بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن الحسين، قال: كان إبراهيم بن
هشام المخزومي واليا على المدينة، وكان يجمعنا يوم الجمعة قريبا من
المنبر، ثم يقع في علي ويشتمه. قال: فحضرت يوما وقد امتلا ذلك المكان،
فأضقت بالمنبر فأغفيت، فرأيت القبر قد انفرج وخرج رجل عليه ثياب بيض، فقال
لي: يا أبا عبد الله، ألا يحزنك ما يقول هذا ؟ قلت: بلى. قال: افتح عينيك
انظر ما يصنع الله به، فإذا هو قد ذكر عليا فرمي به من فرق المنبر، فمات -
لعنه الله -. (1)
الثالث والعشرون وخمسمائة أنه - عليه السلام - كان في
بطن امه لا يدعها تقرب من الاصنام 804 - الراوندي: أن أبا طالب قال لفاطمة
بنت أسد: وكان علي - عليه السلام - صبيا رأيته يكسر الاصنام، فخفت أن تعلم
كبار (2) قريش
(1) لم نجده في إرشاد المفيد، وقد تقدم في المعجزة: 390 عن مناقب ابن
شهراشوب عن حسين بن علي بن الحسين - عليه السلام -. (2) كذا في البحار،
وفي المصدر: كفار، وفي الاصل: كبير.
[ 148 ]
(ذلك) (1)، فقالت: يا عجبا (أنا) (2) اخبرك بأعجب من هذا، [ وهو ] (3) اني
اجتزت بالموضع الذي كانت (4) أصنامهم فيه منصوبة وعلي في بطني، فوضع رجليه
في جوفي شديدا لا يتركني (أن) (5) أقرب من ذلك الموضع الذي فيه أصنامهم،
وأنا كنت (6) أطوف بالبيت لعبادة الله
تعالى لا للاصنام. (7)
الرابع والعشرون وخمسمائة اخباره - عليه السلام -
بالغائب 805 - الراوندي: قال: روي عن (8) جابر الجعفي، عن الباقر - عليه
السلام -، قال: خرج علي - عليه السلام - بأصحابه إلى ظهر الكوفة، فقال:
أرأيتم إن قلت لكم لا تذهب الايام حتى يحفر هاهنا نهر يجري فيه الماء [
والسفن ما قلتم ] (9) أكنتم مصدقي فيما قلت ؟ قالوا: يا أمير المؤمنين،
ويكون هذا ؟ قال: إي والله لكأني أنظر إلى نهر في هذا الموضع، وقد جرى فيه
الماء [ وجرت فيه السفن، تكون عذابا على أهل هذه القرية أولا ورحمة
(1) ليس في البحار. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر والبحار.
(4) في المصدر: بموضع كانت. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: أقرب منه،
وأن أمر في غير ذلك الموضع وإن كنت. (7) الخرائج: 2 \ 741 ح 57، وعنه
البحار: 42 \ 18 ح 5. (8) في المصدر: منها: ما روى. (9) من المصدر.
[ 149 ]
عليهم آخرا. قال: فلم تذهب الايام حتى حفر نهر الكوفة، فكان عذابا على أهل
الكوفة أولا، ورحمة عليهم آخرا، فكان فيه الماء ] (1) (واستمر) (2) وانتفع
[ به وكان ] (3) كما قال - عليه السلام -. (4)
الخامس والعشرون وخمسمائة
العمود الذي طوق به خالدا وفكه من عنقه، إخباره - عليه السلام - بأن الله
تعالى يحول بينه وبينهم 806 - الراوندي: قال: [ ومنها: أن عليا - عليه
السلام - لما امتنع من البيعة على أبي بكر ] (5) أمر خالد بن الوليد أن
يقتل عليا - عليه السلام - إذا [ ما ] (6) سلم من صلاة الفجر بالناس، فأتى
خالد وجلس إلى جنب علي ومعه سيف، فتفكر أبو بكر (7) في صلاته في عاقبة ذلك
فخطر بباله أن عليا إن قتله خالد ثارت الفتنة، وان بني هاشم يقتلونني،
فلما (8) فرغ من التشهد التفت إلى خالد قبل أن يسلم، وقال: لا تفعل ما
أمرتك به، ثم قال:
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) خرائج الراوندي: 2
\ 754 ح 73، وعنه البحار: 41 \ 283 ح 1، وإثبات الهداة: 2 \ 461 ح 207.
(5) من المصدر، وفي الاصل: في حديث أن أبا بكر. (6) من المصدر. (7) في
المصدر: ومع السيف فكان أبو بكر يتفكر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل:
بباله ان بني هاشم يقتلونني إن قتل علي، فلما.
[ 150 ]
السلام عليكم. فقال (1) علي - عليه السلام - لخالد: اكنت تريد أن تفعل ذلك
؟ !
قال: نعم، فمد يده إلى عنقه، وخنقه باصبعيه (2) (حتى) (3) كادت عيناه
تسقطان [ من رأسه ] (4). (فقام أبو بكر) (5) وناشده بالله أن يتركه، وشفع
إليه الناس [ في تخليته ] (6) فخلاه. ثم كان (7) خالد (بعد ذلك) (8) يرصد
الفرصة والفجأة لعله يقتل عليا غرة (9)، فبعث أبو بكر بعد ذلك (10) عسكرا
مع خالد إلى موضع، فلما خرجوا من المدينة، وكان مدججا وحوله شجاع (11) قد
امروا أن يفعلوا كلما يأمرهم (12) خالد، فرأى (13) عليا - عليه السلام -
يجئ من ضيعة (14) له
(1) في نسخة " خ " ثم قال. (2) في المصدر: باصبعين. (3) ليس في المصدر
ونسخة " خ ". (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر ونسخة " خ ". (6) من
المصدر. (7) في المصدر: فكان. (8) ليس في المصدر. (9) غرة: أي غفلة. (10)
في المصدر: وقد بعث ذات يوم. (11) في المصدر: وكان على خالد السلاح التام
وحواليه شجعان. (12) كذا في المصدر، وفي الاصل: أمرهم. (13) في المصدر:
وأنه رأى. (14) كذا في المصدر، وفي الاصل: نحى من ضيقة. (*)
[ 151 ]
منفردا بلا سلاح [ فقال خالد في
نفسه: الان وقت ذلك ] (1) فلما دنى منه - عليه السلام -، وكان في يد خالد
عمود (من) (2) حديد، فرفعه ليضرب به على رأس علي، فانتزعه - عليه السلام -
من يده وجعله في عنقه وقلده (3) كالقلادة، فرجع خالد إلى أبي بكر واحتال
القوم في كسره فلم يتهيأ لهم ذلك، فأحضروا (4) جماعة من الحدادين، فقالوا:
لا نتمكن من انتزاعه (5) إلا (بعد جعله) (6) في النار، وفي ذلك هلاكه. (7)
(ولما علموا بكيفية حاله قالوا: علي هو الذي يخلصه من ذلك كما جعله في
جيده، وقد ألان الله له الحديد كما ألانه لداود. فشفع أبو بكر إلى علي -
عليه السلام -، فأخذ العمود وفك بعضه من بعض) (8). (9) 807 - علي بن
إبراهيم في تفسيره: قال: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن عثمان بن عيسى،
وحماد بن عثمان، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، وذكر حديث فدك وما جرى
بين فاطمة - عليها السلام - وبين أبي بكر وعمر وقال في آخر الحديث: قال
عمر: الرأي أن تأمر بقتله.
(1) من
البحار. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر والبحار: ففتله. (4) في المصدر:
شئ فاستحضروا. (5) في المصدر: هذا لا يمكن انتزاعه. (6) ليس في المصدر.
(7) في المصدر: إلا بالنار وأن ذلك يؤدي إلى هلاكه.
(8) ما بين القوسين يختلف مع ما في المصدر كثيرا، فليراجع. (9) الخرائج: 2
\ 757 ح 75 وعنه البحار: 8 \ 99 (ط حجر) وفي إثبات الهداة: 2 \ 462 ح 209
مختصرا.
[ 152 ]
قال: فمن يقتله ؟ قال: خالد بن الوليد. فبعثا إلى خالد فأتاهما، فقالا:
نريد أن نحملك على أمر عظيم، قال: احملاني على (1) ما شئتما ولو قتل علي
بن أبي طالب، قالا: فهو ذاك. قال خالد: متى أقتله ؟ قال أبو بكر: إذا حضر
المسجد، فقم بجنبه في الصلاة فإذا أنا سلمت، فقم عليه فاضرب عنقه، قال:
نعم، فسمعت أسماء بنت عميس ذلك وكانت تحت أبي بكر، فقالت لجاريتها: اذهبي
إلى منزل علي وفاطمة فاقرئيهما السلام وقولي لعلي: إن الملا يأتمرون بك
ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين (2). فجاءت الجارية إليهما فقالت [ لعلي
- عليه السلام -: إن أسماء بنت عميس تقرأ عليكما السلام وتقول: إن الملا
يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ] (3) فقال علي - عليه
السلام -: قولي لها إن الله يحيل بينهم وبين ما يريدون. ثم قام وتهيأ
للصلاة وحضر المسجد، وصلى علي (4) خلف أبي بكر [ وصلى لنفسه ] (5) وخالد
بن الوليد إلى جنبه ومعه السيف. فلما جلس أبو بكر للتشهد (6) ندم على ما
قال وخالف الفتنة وشدة
(1) في المصدر: " حملاني " بدل " احملاني على ".
(2) مقتبس من سورة القصص: 20. (3) من المصدر. (4) في المصدر: " وقف " بدل " صلى علي ". (5) من المصدر. (6) في المصدر: في التشهد.
[ 153 ]
علي - عليه السلام - وبأسه. ولم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم، حتى ظن الناس
أنه قد سهى، ثم التفت إلى خالد فقال: يا خالد، لا تفعل ما أمرتك به،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: يا
خالد، ما الذي أمرك به ؟ قال: أمرني بضرب عنقك. قال: وكنت فاعلا (1) ؟
قال: إي والله لولا أنه قال: لا تفعل لقتلتك بعد التسليم. قال: فأخذ [ ه ]
(2) علي فضرب به الارض واجتمع الناس عليه، فقال عمر: قتله (3) ورب الكعبة.
فقال الناس: يا أبا الحسن، الله الله بحق صاحب هذا القبر، فخلى عنه. قال:
فالتفت إلى عمر وأخذ بتلابيبه، وقال: يابن الصهاك لولا عهد من رسول الله -
صلى الله عليه وآله -، وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا، وأقل
عددا، ثم دخل منزله. (4)
السادس والعشرون وخمسمائة يد القصاب التي قطعها
وأصلحها - عليه السلام -
(1) في المصدر كنت تفعل. (2) من
المصدر. (3) في المصدر: يقتله. (4) تفسير القمي: 2 \ 158، وعنه البحار: 8
\ 95 (ط الحجر)، وعن الاحتجاج: 93 - 94.
[ 154 ]
808 - الراوندي: أن قصابا باع لحما (1) من جارية إنسان، وكان يحيف (2)
عليها فبكت وخرجت، فرأت عليا - عليه السلام - فشكته (3) إليه، فمضى معها
نحوه (4)، ودعاه إلى الانصاف في حقها و [ كان ] (5) يعظه، ويقول (6) له:
ينبغي أن يكون الضعيف عندك بمنزلة القوي، فلا تظلم الجارية. ولم يكن
القصاب يعرف عليا، فرفع يده وقال: اخرج أيها الرجل. فانصرف (7) - عليه
السلام - ولم يتكلم بشئ، فقيل للقصاب: هذا علي بن أبي طالب - عليه السلام
-، فقطع يده [ وأخذها ] (8) وخرج بها إلى أمير المؤمنين - عليه السلام -
معتذرا، فدعا له - عليه السلام - فصلحت يده. (9)
السابع والعشرون وخمسمائة
إخباره - عليه السلام - بالغائب 809 - الراوندي: قال: روي عن جندب بن زهير
الازدي، قال: لما فارقت الخوارج عليا - عليه السلام - خرج إليهم (10) -
عليه السلام -
(1) كذا في المصدر، وفي
الاصل: كان يبيع اللحم. (2) في المصدر: حاف. (3) كذا في المصدر، وفي
الاصل: فشكت. (4) في المصدر: إليه. (5) من المصدر.
(6) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال. (7) في المصدر: فخرج. (8) من المصدر.
(9) الخرائج: 2 \ 758 ح 76 وعنه البحار: 41 \ 203 ح 18 وإثبات الهداة: 2 \
462 ح 210. (10) كذا في المصدر، وفي الاصل: للنهر.
[ 155 ]
وخرجنا معه، فانتهينا إلى عندهم (1) فإذا لهم دوي كدوي النحل في تلاوة (2)
القرآن، وفيهم أصحاب البرانس وذووا الثفنات، فلما رأيت ذلك دخلني شك
فتنحيت ونزلت عن فرسي، وركزت رمحي، ووضعت ترسي (3)، ونشرت عليه درعي، وقمت
اصلي و [ أنا ] (4) أقول في دعائي: اللهم إن كان قتال هؤلاء القوم رضاك،
فأرني في ذلك (5) ما أعرف به أنه الحق، وإن كان لك سخطا فاصرفه (6) عني،
إذ أقبل علي - عليه السلام -، فنزل عن بغلة رسول الله - صلى الله عليه
وآله - وقام يصلي إذ جاءه رجل فقال (7): قطعوا النهر. ثم جاء آخر تشتد به
دابته، وقال: قطعوه وذهبوا. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: ما قطعوه
ولا يقطعونه وليقتلن دونه، عهد من الله ورسوله. وقال (لي) (8): يا جندب،
ترى التل ؟ قلت: نعم. قال: فإن (9) رسول الله - صلى الله عليه وآله - [
حدثني ] (10) انهم يقتلون عنده.
(1)
في المصدر: فانتهيت إلى عسكرهم. (2) في المصدر: قراءة.
(3) كذا في المصدر، وفي الاصل: برنسي. (4) من المصدر. (5) في المصدر: رضا
لك فأرني من ذلك. (6) في المصدر: فاصرف. (7) في المصدر: إذ جاء رجل وقال.
(8) ليس في المصدر. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال. (10) من المصدر.
[ 156 ]
ثم قال: [ أما ] (1) أنا أبعث (2) إليهم رسولا يدعوهم إلى كتاب الله وسنة
نبيه، فيرشقون وجهه بالنبل وهو مقتول، قال: فانتهينا إلى القوم [ فإذا ]
(3) هم في معسكرهم لم يبرحوا، ولم يرتحلوا. فنادى في الناس وضمهم، ثم أتى
الصف وهو يقول: من يأخذ هذا المصحف ويمضي (4) به إلى هؤلاء القوم، فيدعوهم
إلى كتاب الله وسنة نبيه وهو مقتول وله الجنة ؟ فما أجابه أحد إلا شاب من
بني عامر بن صعصعة، فلما رأى حداثة سنه قال له: ارجع إلى موقفك. ثم أعاد [
القول ] (5) فما أجابه أحد إلا ذلك الشاب، قال: خذه أما إنك مقتول، فمضى
به، فلما (6) دنى من القوم حيث يسمعهم ناداهم فرموا (7) وجهه بالنبل،
فأقبل علينا ووجهه كالقنفذ، فقال علي - عليه السلام -: دونكم القوم فحملنا
(8) عليهم (فما كان إلا كحلبة ناقة حتى أتينا إلى
آخره) (9). [ قال جندب: ذهب الشك عني، وقتلت بكفي ثمانية. ولما قتل
(1) من المصدر. (2) في المصدر: إنا نبعث. (3) من المصدر. (4) في المصدر:
فيمشي. (5) من المصدر. (6) في المصدر: فمشى به حتى إذا. (7) كذا في
المصدر، وفي الاصل: إذ رموا. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: احملوا. (9)
ليس في المصدر ونسخة " خ ".
[ 157 ]
الحرورية ] (1) قال علي - عليه السلام -: التمسوا في قتلاهم رجلا مخدجا،
إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة. فطلبوه فلم يجدوه، وقام فأمر بهم فقلب بعضهم
على بعض، فإذا حبشي إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، عليه شعرات كسبال (2)
السنور، فكبر وكبر الناس معه، وقال: هذا شيطان لولا أن تتكلموا لحدثتكم
بما أعد الله على لسان نبيه (3) لمن قاتل هؤلاء. (4)
الثامن والعشرون
وخمسمائة الخارجي الذي طعن فسقطت محاسنه ودعا فردت 810 - الراوندي: أنه -
عليه السلام - قال له خارجي: ما قسمت بالعدل، فدعا عليه فسقطت محاسن
الخارجي (5)، فبكى وتضرع، وسأله أن
يدعو الله حتى يردها، فدعا فصار كما كان (6). (7)
(1) من المصدر. (2) في المصدر: مثل سبلات السنور. وسبلة الرجل: الدائرة
التي في وسط الشفة العليا، وقيل: ما على الشارب من الشعر، وقيل مقدم
اللحية، وحكى اللحياني: إنه لذو سبلات. وهو من الواحد الذي فرق فجعل كل
جزء منه سبلة، ثم جمع على هذا وابن الاثير في النهاية وابن منظور في لسان
العرب: " عليه شعرات مثل سبالة السنور ". (3) في المصدر: نبيكم. (4)
الخرائج: 2 \ 755 ح 74، وعنه البحار: 33 \ 385 ح 616، وفي إثبات الهداة: 2
\ 461 ح 208 مختصرا. (5) في المصدر: فسقطت لحيته. (6) في المصدر: يدعو له
فدعا الله سبحانه فردها عليه. (7) الخرائج: 2 \ 932 - 933.
[ 158 ]
التاسع والعشرون وخمسمائة لين الحديد له - عليه السلام - 811 - ثاقب
المناقب: عن بعض موالي أمير المؤمنين - عليه السلام - أنه دخل عليه، فرأى
بين يديه حديدا وهو يأخذ بيده منه ويدققه (1) ويجعله حلقا يسرده (2) كأنه
الشمعة في يده، قال: فسألته (3) عنه ؟ فقال: أصنع الدرع. (4)
الثلاثون
وخمسمائة علمه - عليه السلام - بالغائب، وله - عليه السلام - في القرآن
ثلاثمائة اسم 812 - الحضيني في هدايته: قال (5) أمير المؤمنين - عليه
السلام - لعلي
ابن دراع (6) الاسدي، وقد دخل عليه وهو في جامع الكوفة. فوقف بين يديه،
فقال له: [ لقد ] (7) أرقت منذ ليلتك (جمعا) (8) يا علي. قال: وما علمك يا
أمير المؤمنين بأرقي ؟
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: يدفعه. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل:
لدرعه وفي بعض النسخ: لسرعه. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: سألت. (4)
الثاقب في المناقب: 166 \ ح 3. (5) في المصدر: قول. (6) في المصدر: ذراع.
(7) من المصدر. (8) ليس في المصدر.
[ 159 ]
فقال: ذكرتني والله في أرقتك (1) فإن شئت أخبرتك [ به ] (2). فقال: نعم يا
أمير المؤمنين (علمني) (3) بذلك، فقال له: ذكرت في ليلتك قول الله عزوجل:
(عم يتسائلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) (4) فأرقت وفكرت (5)
فيه، وتالله أنا علي وما اختلف الملا إلا علي والا في، وما الله نبأ هو
أعظم مني وأولى (6) [ تمام ] (7) الثلاثمائة اسم ما لم يكن التصريح به،
لئلا يكبر (8) على قوم لا يؤمنون بفضل الله عز ذكره على رسول الله - صلى
الله عليه وآله - وأمير المؤمنين - عليه السلام - والائمة الراشدين -
صلوات الله عليهم - أجمعين. (9)
الحادي والثلاثون وخمسمائة صياح كهف أهل
الكهف، وإقرار أهل الكهف له - عليه السلام -
813 - عنه: بإسناده، عن جابر بن عبد الله، عن سلمان الفارسي - رضي الله
عنه -، قال: دخل أبو بكر وعمرو عثمان على رسول الله - صلى الله عليه وآله
- فقالوا: يارسول الله، ما بالك تفضل عليا علينا في كل حال ولا نرى
(1) في المصدر: أرقك. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) النبأ: 1 -
2. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: وذكرت. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل:
إلى. (7) من المصدر. (8) كذا في المصدر: وفي الاصل: يكثر. (9) هداية
الحضيني: 11 (مخطوط).
[ 160 ]
معه فضلا ؟
فقال (النبي - صلى الله عليه وآله -) (1): ما أنا فضلته، بل الله تعالى
فضله. فقالوا: وما الدليل (على ذلك ؟) (2) فقال - صلى الله عليه وآله -:
إذا لم تقبلوا مني فليس من الموتى عندكم أصدق من أهل الكهف وأنا أحملكم
وعليا، وأجعل سلمانا شاهدا عليكم إلى أصحاب الكهف حتى تسلموا عليهم، فمن
أحياهم الله له وأجابوه كان الافضل. فقالوا: رضينا، فبسط بساطا ودعا بعلي
فأجلسه وسط البساط، وأجلس كل واحد منهم على قرنة وأجلس سلمان على القرنة
الرابعة،
ثم (3) قال: يا ريح احمليهم إلى أصحاب الكهف ورديهم علي (4) فدخلت الريح
تحت البساط وسارت بنا، وإذا نحن بكهف عظيم فحطتنا عليه. فقال: أمير
المؤمنين - عليه السلام -: يا سلمان هذا الكهف والرقيم، فقل للقوم يتقدمون
أو أتقدم (5). فقالوا: نحن نتقدم، فقام كل واحد منهم فصلى ودعا وقال:
السلام عليكم يا أصحاب الكهف، فلم يجبهم أحد. وقام بعدهم أمير المؤمنين -
عليه السلام - فصلى ركعتين ودعا بدعوات، فصاح الكهف وصاح القوم من داخله
بالتلبية. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: السلام عليكم أيها الفتية
الذين
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: و. (4) في المصدر: إلي. (5) في المصدر: نتقدم.
[ 161 ]
آمنوا بربهم وزادهم الله هدى، فقالوا: وعليك السلام يا أخا رسول الله -
صلى الله عليه وآله - ووصيه يا (1) أمير المؤمنين، لقد أخذ الله علينا
العهد بعد إيماننا بالله وبرسوله محمد - صلى الله عليه وآله - لك يا أمير
المؤمنين بالولاء إلى يوم الدين. فسقط القوم على وجوههم. فقالوا: يا أبا
الحسن ردنا، قال - عليه السلام -: يا ريح ردينا إلى رسول الله - صلى الله
عليه وآله - فحملتنا فإذا نحن بين يديه، فقص عليهم رسول الله - صلى الله
عليه وآله - كلما جرى، وقال: وهذا حبيبي جبرائيل - عليه السلام - أخبرني
به، فقالوا: الان علمنا فضل علي علينا من عند الله عزوجل لا منك. (2)
الثاني والثلاثون وخمسمائة النجم الذي نزل بذروة جدار داره - عليه السلام
- وإقرار الشمس له بالوصية 814 - عنه: بإسناده، عن أبي جعفر الباقر - عليه
السلام -، قال: لما كثر قول المنافقين، وحساد أمير المؤمنين - صلوات الله
عليه - فيما يظهره رسول الله - صلى الله عليه وآله - من فضل أمير المؤمنين
- عليه السلام -، ويبصر ويدل ويأمر الناس بطاعته، ويأخذ البيعة له على
كبرائهم، ومن لا يؤمن غدره، ويأمرهم بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين، ويقول
لهم: إنه وصيي وخليفتي، وقاضي ديني، ومنجز عداتي، والحجة [ لله ] (3) على
خلقه
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: و. (2) هداية الحضيني: 16. وأخرجه في البحار: 39 \ 144 ح 10 عن إرشاد القلوب: 268. (3) من المصدر.
[ 162 ]
(من) (1) بعدي (2)، من أطاعه سعد، ومن خالفه ضل وشقي. قال المنافقون: لقد
ضل محمد في ابن عمه علي وغوى [ وحال ] (3) والله أفتنه فيه، ولا حببه (4)
إليه إلا قتل الشجعان والاقران والفرسان يوم بدر وغيرها من قريش وسائر
العرب [ واليهود ] (5)، وإن كلما يأتينا به ويظهر في علي من هواه، وكل ذلك
يبلغ رسول الله - صلى الله عليه آله - حتى اجتمع التسعة المفسدون في
الارض، في دار الاقرع بن حابس التميمي. وكان يسكنها في الوقت صهيب الرومي،
وهم التسعة الذين أذا أعدوا أمير المؤمنين - عليه السلام - معهم كان عدتهم
عشرة، وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد و عبد الرحمان
بن
عوف الزهري وأبو عبيدة بن الجراح. فقالوا: قد أكثر محمد رسول الله في أمر
علي - عليه السلام - حتى لو أمكنه أن يقول لنا (6) اعبدوه (لقال) (7).
فقال سعد بن أبي وقاص: ليت محمدا أتاني (8) فيه بآية من السماء كما أتاه
الله في نفسه [ الايات ] (9) من شق القمر وغيره.
(1) ليس في المصدر. (2) في نسخة " خ ": بعده. (3) من المصدر. (4) في
الاصل: حبه، وما أثبتناه من المصدر. (5) من المصدر. (6) في المصدر: للناس.
(7) ليس في المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: أتانا. (9) من المصدر.
[ 163 ]
وباتوا ليلتهم تلك، فنزل نجم (من السماء) (1) حتى صار في ذروة جدار أمير
المؤمنين - عليه السلام - متعلقا، يضئ في سائر المدينة حتى دخل ضياؤه في
البيوتات، وفي الابار و [ في ] (2) المغارات، وفي مواضع الظلم من منازل
الناس. فذعر أهل المدينة ذعرا شديدا، وخرجوا وهم لا يعلمون ذلك النجم على
دار من نزل، ولا أين [ هو ] (3) متعلق، إلا أنهم يعلمون إنه على [ بعض ]
(4) منازل رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وسمع رسول الله - صلى الله
عليه وآله - ضجيج الناس، فخرج إلى المسجد وصاح
باناس: ما الذي أرعبكم وأخافكم، هذا النجم النازل على دار علي بن أبي طالب
؟ فقالوا: نعم يارسول الله - صلى الله عليه وآله -. قال: أفلا تقولون
لمنافقيكم التسعة الذين اجتمعوا [ في ] (5) أمسكم في دار صهيب الرومي،
فقالوا (في و) (6) في أخي (علي) (7) ما قالوه، وقالوا (8): ليت محمدا
يأتينا بآية من السماء، كما أتانا به في نفسه من شق القمر وغيره. فأنزل
الله عزوجل هذا النجم (معلقا) (9) على مشربة أمير المؤمنين علي - عليه
السلام -. وكان أمير المؤمنين - عليه السلام - معه في المسجد (ولم يزل
النجم كذلك) (10) إلى أن غاب كل نجم في السماء، فصلى رسول الله - صلى الله
عليه
(1) ليس في المصدر. (2 - 4) من المصدر. (5) من المصدر والبحار. (6 و 7)
ليس في المصدر. (8) في المصدر: قال قائل. (9) ليس في البحار، وفي المصدر:
متعلقا. (10) ليس في المصدر ونسخة " خ ".
[ 164 ]
وآله - الفجر مغلسا وأقبل الناس يقولون: ما بقي نجم في السماء وهذا النجم
متعلق. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وآله -: هذا حبيبي جبرائيل -
عليه السلام - قد أنزل علي هذا النجم وحيا وقرآنا تسمعونه، ثم قرأ - عليه
السلام -: (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن
هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى) (1) ثم ارتفع النجم وهم ينظرون إليه
والشمس قد بزغت وغاب النجم في السماء. فقال بعض المنافقين: لو شاء لامر
هذه الشمس فنادت باسم علي وقالت: هذا ربكم فاعبدوه، فهبط جبرائيل - عليه
السلام - فخبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - بما قالوه وكان هذا في
ليلة الخميس وصبيحته فأقبل بوجهه الكريم على الناس فقال: استعيدوا علي
عليا من منزله فاستعادوه إليه - عليه السلام -. فقال [ له ] (2): يا أبا
الحسن، إن قوما من منافقي امتي ما قنعوا بآية النجم حتى قالوا: لو شاء (3)
محمد لامر الشمس ان تنادى عليا (4) وتقول: هذه ربكم فاعبدوه، فإنك يا علي
في غد بعد صلاتك - صلاة الفجر - تخرج معي إلى بقيع الغرقد (5) عند طلوع
الشمس (6) فإذا بزغت
(1) النجم: 1 - 5. (2) من المصدر. (3) في المصدر: أراد. (4) في المصدر:
باسم علي. (5) في المصدر: الغريف، والغرقد: شجر عظام أو هي العوسج إذا
عظم، وبقيع الغرقد: مقبرة المدينة - على ساكنها وآله السلام - لانه كان
منبتا للغرقد. (6) في الاصل: فقف نحو مطلع الشمس، وما أثبتناه من المصدر.
[ 165 ]
الشمس فادع بدعوات أنا ملقنك إياها، وقل للشمس: السلام عليك يا خلق الله
الجديد، واسمع ما تقول لك، وما ترد عليك، وانصرف إلي (به) (1).
فسمع ما قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وسمع التسعة المفسدون في
الارض، فقال بعضهم لبعض: لا تزالون تغرون محمدا بأن يظهر في ابن عمه علي
كل آية وليس مثل ما قال محمد في هذا اليوم. فقال اثنان منهم وأقسموا (2)
بالله جهد ايمانهما وهما أبو بكر وعمر انهما لابد أن يحضرا (3) البقيع حتى
ينظرا ويسمعا ما يكون من علي والشمس. فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه
وآله - (صلاة الفجر) (4) وأمير المؤمنين - عليه السلام - معه في الصلاة
أقبل عليه وقال: قم يا أبا الحسن [ إلى ] (5) ما أمرك الله به ورسوله،
وائت البقيع حتى تقول للشمس ما قلت لك، وأسر إليه (6) سرا كان فيه الدعوات
التي علمه إياها. فخرج أمير المؤمنين - عليه السلام - يسعى إلى البقيع
(وتلاه الرجلان، وتلاهما آخران معهما حتى انتهوا إلى البقيع فأخفوا
أشخاصهم بين تلك القبور.
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: وأقسما. (3) كذا في البحار وإرشاد
القلوب، وفي الاصل: أن يحضر البقيع، وفي المصدر: لا بد أن نحضر البقيع حتى
ننظر ونسمع. (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: له.
[ 166 ]
ووقف
أمير المؤمنين - عليه السلام - بجانب البقيع) (1) حتى بزغت
الشمس فهمهم بذلك الدعاء همهمة لم يعرفونها، وقالوا: هذه الهمهمة ما علمه
محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - من سحره. وقال للشمس: السلام عليك
يا خلق الله الجديد، فأنطقها الله عز وجل بلسان عربي مبين، فقالت: السلام
عليك يا أخا رسول الله ووصيه، أشهد أنك الاول والاخر، والظاهر والباطن،
وأنك عبد الله، وأخو رسوله حقا، فارتعد (2) القوم، واختلطت عقولهم،
وانكفوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - مسودة وجوههم، تغيظ أنفسهم
غيظا، فقالوا: يارسول الله، ما هذا العجب (العجيب) (3) الذي لم يسمع به من
النبيين ولا من المرسلين ولا في الامم الغابرة ؟ كنت تقول لنا إن عليا ليس
ببشر وهو ربكم فاعبدوه. فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وآله - بمحضر
من الناس في مسجده: تقولون بما قالت الشمس (4)، وتشهدون بما سمعتم ؟
فقالوا: يحضر علي فيقول ونسمع ونشهد بما قال للشمس، وما قالت له [ الشمس ]
(5). فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: (لا) (6) بل تقولون، فقالوا
قال علي للشمس: السلام عليك يا خلق الله الجديد بعد أن همهم همهمة تزلزل
(1) ما بين القوسين ليس في المصدر والبحار ونسخة " خ ". (2) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: فأرعد. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: ما قالت للشمس. (5) من المصدر والبحار. (6) ليس في
المصدر.
[ 167 ]
منها البقيع (1)، فأجابته الشمس [ وقالت ] (2): وعليك السلام يا أخا رسول
الله ووصيه حقا [ أشهد أنك الاول والاخر، والظاهر والباطن إنك عبد الله،
وأخو رسوله حقا ] (3). فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وآله -: الحمد
لله الذي خصنا بما تجهلون، وأعطانا ما لا تعلمون قد علمتم أني واخيت عليا
دونكم وأشهدتكم أنه وصيي فماذا أنكرتم عساكم تقولون: لم قالت (له) (4)
الشمس إنك الاول والاخر، والظاهر والباطن، قالوا: نعم يارسول الله - صلى
الله عليك وآلك - لانك أخبرتنا أن الله هو الاول والاخر [ والظاهر والباطن
] (5) في كتابه المنزل عليك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -:
ويحكم وأنى لكم بعلم ما قالت له الشمس، أما قولها إنك الاول فصدقت إنه أول
من آمن بالله ورسوله ممن دعوته من الرجال إلى الايمان بالله، وخديجة من
النساء. [ أما قولها ] (6) والاخر، هو آخر الاوصياء وأنا آخر الانبياء،
وخاتم الرسل. وقولها الظاهر، فهو الذي ظهر على كل ما أعطاني الله من علمه
فما علمه معي غيره ولا يعلمه بعدي سواه إلا من (7) ارتضاه لسره من ولده.
(1) في المصدر: تزلزلت الارض البقيع منها. (2) من المصدر والبحار. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5 و 6) من المصدر والبحار.
(7) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار، " ومن " بدل " إلا من ".
[ 168 ]
وقولها الباطن، فهو والله الباطن علم الاولين والاخرين وسائر الكتب
المنزلة على النبيين والمرسلين، وما زادني الله تعالى به من علم ما لم
يعلموه، وفضل (1) ما لم تعطوه، فماذا تنكرون. قالوا بأجمعهم: نحن نستغفر
الله يارسول الله - صلى الله عليك وآلك - لو علمنا ما تعلم لسقط الاقرار
والفضل لك يا رسول الله ولعلي فاستغفر لنا، فأنزل الله تبارك وتعالى:
(سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا
يهدي القوم الفاسقين) (2) وهذا في سورة المنافقين [ وهذا من دلائله عليه
السلام ] (3). (4)
الثالث والثلاثون وخمسمائة علمه - عليه السلام - بما
يكون من الذين يبايعون الضب، وبمن يقتل الحسين - عليه السلام - منهم 815 -
عنه: عن علي بن محمد بن ميمون الخراساني، عن علي بن حمزة، عن عاصم الحناط،
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر - عليه السلام - قال: لما أراد
أمير المؤمنين - عليه السلام - (أن) (5) يسير إلى الخوارج (إلى) (6)
النهروان استنفر أهل الكوفة وأمرهم أن يعسكروا بالمدائن،
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ما لم تعلمون أفضل. (2) المنافقون:
6. (3) من المصدر والبحار. (4) هداية الحضيني: 17 (مخطوط) وأخرجه في
البحار: 35 \ 276 ح 5 عن إرشاد القلوب: 269. (5) ليس في نسخة " خ ".
(6) ليس في المصدر.
[ 169 ]
فتخلف عنه
(1) شبث بن ربعي والاشعث بن قيس الكندي وجرير بن عبد الله البجلي وعمرو بن
حريث، فقالوا: يا أمير المؤمنين إئذن (2) لنا أياما نقضي (3) حوائجنا
ونصنع ما نريد، ثم نلحق بك. فقال: وفعلتموها، شوها لكم من مشايخ، والله ما
لكم حاجة تتخلفون (عليها) (4) ولكنكم تتخذون سفرة، وتخرجون إلى النزهة،
وتجلسون تنظرون (5) في منظر تتنحون (6) عن الجادة وتبسط سفرتكم بين أيديكم
فتأكلون من طعامكم (7) ويمر ضب فتأمرون غلمانكم فيصطادونه لكم فيأتونكم به
فتخلفوني، وتبايعون الضب، وتجعلونه إمامكم دوني، واعلموا (8) اني سمعت أخي
رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول: إذا كان يوم القيامة نادى مناد:
ليخلو كل قوم بما كانوا يأتمون به في الحياة الدنيا فمن أقبح وجوها منكم
وأنتم تخلعون أخا رسول الله - صلى الله عليه وآله - (وابن عمه وصهره) (9)
وتنقضون ميثاقه الذي أخذه الله ورسوله عليكم، وتحشرون يوم القيامة وإمامكم
ضب، وهو قول الله عز وجل: (يوم ندعو كل اناس بإمامهم) (10). قالوا: والله
يا أمير المؤمنين ما نريد إلا نقضي حوائجنا ونلحق بك،
(1) في المصدر: عنه ستة. (2 و 3) كذا في المصدر، وفي الاصل: أبدلنا أياما
تنقضي، وهو مصحف. (4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: تتنظرون. (6) كذا في
المصدر، وفي الاصل: تنتحون.
(7) في المصدر: من طعام. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: واعلموني. (9) ليس
في المصدر. (10) الاسراء: 71.
[ 170 ]
فولى عنهم وهو يقول: عليكم الدمار وسوء الدار، والله ما يكون إلا ما قلت
لكم إلا حقا. ومضى أمير المؤمنين - عليه السلام - حتى إذا صار بالمدائن
خرج القوم إلى الخورنق وهيأوا طعاما في سفرة وبسطوها في الموضع وجلسوا
يأكلون ويشربون الخمرة، فمر بهم ضب فأمروا غلمانهم فصادوه لهم وأتوهم به،
فخلعوا أمير المؤمنين - عليه السلام - وبأيعوا له، فبسط لهم الضب يده،
فقالوا: أنت والله إمامنا وما بيعتنا لك ولعلي بن أبي طالب إلا واحدة،
وإنك لاحب إلينا منه. وكان كما (1) قال أمير المؤمنين - عليه السلام -،
وكانوا كما قال الله عز وجل: (بئس للظالمين بدلا) (2) ثم لحقوا به. فقال
لهم لما وردوا عليه: فعلتم يا أعداء الله، وأعداء رسوله، وأمير المؤمنين -
عليه السلام - ما أخبرتكم به، فقالوا: لا، يا أمير المؤمنين ما فعلنا.
فقال: والله ليبعثكم الله (3) مع إمامكم، قالوا: قد فلحنا [ يا أمير
المؤمنين ] (4) إذا بعثنا الله معك، قال: كيف تكونون [ معي ] (5) وقد
خلعتموني وبايعتم الضب والله لكأني أنظر إليكم يوم القيامة والضب يسوقكم
إلى النار، فحلفوا له بالله [ إنا ] (6) ما فعلنا، ولا خلعناك، ولا (7)
بايعنا الضب.
(1) في المصدر: ما. (2)
الكهف: 50. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال: والله ليبعثنكم، وفي نسخة
" خ ": ليجمعنكم. (4 - 6) من المصدر. (7) في المصدر: وما خلعنا وما.
[ 171 ]
فلما رأوه (1) يكذبهم ولا يقبل منهم، أقروا (له) (2) وقالوا له: اغفر لنا
ذنوبنا، قال: والله لا غفرت لكم ذنوبكم، وقد اخترتم (علي) (3) مسخا مسخه
الله، وجعله آية للعالمين، وكذبتم رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وقد
حدثني عن جبرائيل - عليه السلام -، عن الله عزوجل فبعدا لكم وسحقا. ثم
قال: لان كان مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - منافقون فإن معي
منافقين وأنتم هم، أما والله يا شبث بن ربعي، وأنت يا عمرو بن حريث، ومحمد
ابنك، يا أشعث (4) بن قيس لتقتلن ابني الحسين - عليه السلام -، هكذا حدثني
حبيبي رسول الله - صلى الله عليه وآله - فالويل لمن رسول الله - صلى الله
عليه وآله - خصمه وفاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وآله -، ولما قتل
الحسين - عليه السلام - وكان شبث بن ربعي وعمرو بن حريث ومحمد بن الاشعث
فيمن سار إلى [ حرب ] (5) الحسين - عليه السلام - من الكوفة وقاتلوه
بكربلاء حتى قتلوه [ فكان هذا من دلائله - عليه السلام - ] (6). (7)
الرابع والثلاثون وخمسمائة خبر الافعى الذي جاء من باب الفيل 816 - (وعنه:
عن علي بن محمد بن ميمون، عن أبيه محمد بن
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: رأوهم.
(2 و 3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: ويا أشعث. (5 و 6) من المصدر. (7)
هداية الحضيني: 22 (مخطوط). وأورده في إرشاد القلوب: 275. وقد تقدم في ج 2
\ 189 ح 495 عن خرائج الراوندي مختصرا.
[ 172 ]
ميمون الخراساني) (1)، عن محمد بن علي، عن الحسن (2) بن أبي حمزة، عن
القاسم بن الوليد الهمداني، عن الحارث الاعور [ الهمداني ] (3)، قال:
بينما (4) أمير المؤمنين - عليه السلام - يخطب بالناس [ يوم الجمعة ] (5)
في مسجد الكوفة إذ أقبل أفعى من ناحية باب الفيل، رأسه أعظم من رأس
البعير، يهوي نحو المنبر، فافترق الناس فرقتين في جانبي (6) المسجد خوفا
منه فجاء حتى صعد المنبر، ثم تطاول إلى اذن أمير المؤمنين - عليه السلام -
فأصغى إليه باذنه وأقبل يساره مليا، ثم نزل. فلما بلغ [ باب ] (7) أمير
المؤمنين - عليه السلام - الذي يسمونه باب الفيل انقطع أثره وغاب، فلم يبق
مؤمن ولا مؤمنة إلا قال (8): هذا من عجائب أمير المؤمنين - عليه السلام -،
ولم يبق منافق ولا منافقة إلا قال: هذا من سحره (9). فقال أمير المؤمنين -
عليه السلام -: (أيها الناس) (10) لست بساحر، وهذا الذي رأيتموه وصي محمد
- صلى الله عليه وآله - على الجن، وأنا وصيه على الانس، وهذا يطيعني أكثر
مما تطيعوني، وهذا (11) خليفتي فيهم، وقد
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر ونسخة " خ "، وفي الاصل: الحسين.
(3) من المصدر. (4) في المصدر: بينا. (5) من المصدر. (6) في المصدر: جانب.
(7) من المصدر ونسخة " خ ". (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: قالوا. (9) في
المصدر: سحر أمير المؤمنين. (10) ليس في المصدر. (11) في المصدر: وهو.
[ 173 ]
وقع بين الجن ملحمة تهاجروا فيها الدماء التي لا يعلمون ما المخرج منها
(1) ولا ما الحكم فيها، فأتاني سائلا عن (الجواب) (2) في ذلك، فأجبته عنه
بالحق، وهذا المثال الذي تمثل لكم [ به ] (3) أراد أن يريكم فضلي عليكم
الذي هو أعلم به منكم. (4)
الخامس والثلاثون وخمسمائة الرجل الذي صار رأسه
كرأس الكلب وعوده سويا 817 - وعنه: (عن محمد بن جابر) (5)، عن عبد الله بن
خالد (بن) (6) الحذاء، عن محمد بن جعفر الطوسي، عن محمد بن صدقة العنبري،
عن محمد بن سنان الزهري، عن الحسن بن جهم بن (7) المضاعن أبي الصامت، عن
جابر بن يزيد، عن أبي جعفر الباقر - عليه السلام -، قال: بينا (8) أمير
المؤمنين - عليه السلام - يتجهز (9) إلى معاوية ويحرض الناس على قتاله إذ
اختصم إليه رجلان في فعل، فعجل أحدهما في الكلام وزاد فيه،
فالتفت إليه أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - وقال له: اخس، فإذا رأسه
رأس
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: فيها. (2) ليس في نسخة " خ ". (3) من
المصدر. (4) هداية الحضيني: 28 (مخطوط). وأورده في إرشاد القلوب: 278. وقد
تقدم في ج 1 \ 141 ح 80 عن ثاقب المناقب. (5 و 6) ليس في المصدر. (7) في
المصدر: الحسين بن جهم، عن أبي. (8) في المصدر: بينما. (9) في المصدر:
متجهز.
[ 174 ]
كلب، فبهت من حوله وأقبل
الرجل بإصبعه (المسبحة يتضرع إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - ويسأله
الاقالة. فنظر إليه أمير المؤمنين - عليه السلام -) (1) وحرك شفتيه، فعاد
(2) كما كان خلقا سويا فوثب بعض [ أصحابه ] (3) فقال [ له ] (4): يا أمير
المؤمنين، هذه القدرة لك كما رأينا وأنت تجهز إلى معاوية ! فما بالك (5)
لا تكفيناه ببعض ما أعطاك الله من هذه القدرة ؟ فأطرق قليلا ورفع رأسه
إليهم و (6) قال: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة لو شئت أن أضرب برجلي هذه
القصيرة في طول هذه الفيافي والجبال والاودية والفلوات حتى أضرب صدر
معاوية على سريره فأقلبه على ام رأسه لفعلت، ولو أقسمت على الله عزوجل أن
اوتي (7) به قبل أن قوم من مجلسي هذا أو قبل (8) أن يرتد إلى أحدكم طرفه
لفعلت، ولكنا كما (9) وصف الله عزوجل في قوله: (بل عباد مكرمون لا يسبقونه
بالقول وهم بأمره يعملون) (10) (11)
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: فكان. (3 و 4) من المصدر. (5) في
المصدر: فما لك. (6) في المصدر: ثم. (7) في المصدر: اولي. (8) في المصدر:
هذا وقبل. (9) في المصدر: ولكنا كنا كما. (10) الانبياء: 26. (11) هداية
الحضيني: 20 (مخطوط) وأورده في إرشاد القلوب: 272. وقد تقدم في ج 2 \ 297
ح 560 عن ثاقب المناقب.
[ 175 ]
السادس
والثلاثون وخمسمائة إثمار الشجرة اليابسة 818 - (وعنه: عن علي بن محمد بن
ميمون، عن أبيه محمد بن ميمون الخراساني، عن محمد بن علي، عن الحسن بن أبي
حمزة، عن القاسم بن الوليد الهمداني) (1)، عن الحارث الاعور (الهمداني)
(2) قال: خرجنا مع أمير المؤمنين - عليه السلام - حتى انتهينا إلى العاقول
بالكوفة على شاطئ الفرات، فإذا نحن بأصل شجرة وقد وقع لحاؤها وبقي عودها
يابسا، فضربها بيده، ثم قال لها: ارجعي بإذن الله خضراء ذات ثمرة، فإذا هي
تهتز بأغصانها مورقة مثمرة حملها الكمثرى الذي لم ير مثله (3) في
فواكه (الدنيا) (4)، فطعمنا منه وتزودنا وحملنا، فلما كان بعد أيام عدنا
إليها فإذا بها خضراء (وفيها) (5) الكمثرى. (6)
السابع والثلاثون وخمسمائة
خبر إيفاء دين رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعداته، وإيجاده - عليه
السلام - تحت بساطه ذلك وإخراج الثمانين ناقة بأزمتها ورحالها 819 - وعنه:
(عن علي بن محمد بن ميمون، عن أبيه، عن محمد بن
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: لا يرى مثلها. (4) ليس في نسخة " خ
". (5) ليس في المصدر. (6) هداية الحضيني: 28 (مخطوط). وأورده في إرشاد
القلوب: 276. وقد تقدم في ج 1 \ 361 ح 230 عن ثاقب المناقب والخرائج مع
تخريجاته.
[ 176 ]
عمار) (1) قال: حدثني
عمر بن القاسم، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر -
عليه السلام - قال: لما أمر أمير المؤمنين - عليه السلام - بإنجاز عدات
رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقضاء ديونه نادى منادي أمير المؤمنين -
عليه السلام - ألا من كان (2) له عند رسول الله - صلى الله عليه وآله -
دين أو عدة فليقبل إلينا، فكان الرجل يجئ وأمير المؤمنين - عليه السلام -
لا يملك شيئا فيقول: اللهم اقض عن نبيك، فيصيب [ ما ] (3) وعد رسول الله -
صلى الله عليه وآله - تحت البساط لا يزيد درهما ولا ينقص درهما. فقال أبو
بكر لعمر: هذا يصيب ما وعد النبي - صلى الله عليه وآله - تحت بساطه (4)
ونخشى أن تميل الناس إليه، فقال له عمر: ينادي مناديك
أيضا فإنك ستقضي (5) كما قضى. فنادى مناديه: ألا من كان له عند رسول الله
- صلى الله عليه وآله - دين أو عدة فليقبل (6)، فسلط الله عليهم أعرابي
فقال: (إن) (7) لي عند رسول الله - صلى الله عليه وآله - ثمانون ناقة
حمراء سود المقل (8) بأزمتها ورحالها. فقال أبو بكر (وعمر) (9): تحضر
عندنا يا أعرابي في غد، فمضى الاعرابي، فقال أبو بكر لعمر: ألا ترى إلى
هذا لا يزال يلقينا في كل بدة
(1) ما بين القوسين ليس في المصدر. (2) في المصدر: كل من. (3) من البحار.
(4) في المصدر: البساط. (5) في المصدر: مستقض. (6) كذا في المصدر، وفي
الاصل: فليقل. (7) ليس في المصدر. (8) في المصدر: الحدق. (9) ليس في
المصدر.
[ 177 ]
ويحك [ من ] (1) أين في
الدنيا ثمانون ناقة (حمراء سود المقل) (2) بهذه الصفة ما تريد (3) إلا أن
يجعلنا كذابين عند الناس. فقال له عمر: يا أبا بكر هاهنا حيلة تخلصك منه،
قال: وما هي ؟ قال: تقول له (تحضر) (4) بينتك على رسول الله - صلى الله
عليه وآله - بهذا الذي ذكرته حتى نوفيك إياه فإن رسول الله - صلى الله
عليه وآله - لا تقوم عليه بينة في دين ولا عدة.
فلما كان من الغد حضر الاعرابي فقال: قد جئت للوعد. فقال له أبو بكر وعمر:
يا أعرابي، احضر لنا (5) بينتك على رسول الله - صلى الله عليه وآله - حتى
نوفيك، فقال الاعرابي: أترك رجلا يعطيني بلا بينة واجئ إلى قوم لا يعطوني
إلا ببينة ما أراكم (6) إلا وقد انقطعت بكم الاسباب، وتزعمون أن رسول الله
- صلى الله عليه وآله - (كان) (7) كذابا لاتين أبا الحسن عليا فلان قال لي
مثل ما قلتما (ه) (8) لارتدن عن الاسلام. فجاء إلى أمير المؤمنين - عليه
السلام - وقال: إن لي عند رسول الله - صلى الله عليه وآله - عدة ثمانين
(9) ناقة حمراء، سود المقل، فقال له أمير المومنين - صلوات الله عليه -:
اجلس يا أعرابي فإن الله تبارك وتعالى سيقضي
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما
يريد. (4) في المصدر: احضر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: احضرنا. (6)
كذا في المصدر، وفي الاصل: ما أرى. (7 و 8) ليس في المصدر. (9) في المصدر:
" ثمانون " بدل " عدة ثمانين ".
[ 178 ]
عن نبيه - عليه السلام -. ثم قال: يا حسن ويا حسين تعالا واذهبا (1) إلى
وادي آل فلان وناديا عند شفير الوادي بأنا رسولا رسول الله - صلى الله
عليه وآله - [ إليكم ] (2) وحبيباه ووصياه وأن للاعرابي عند رسول الله -
صلى الله عليه وآله - ثمانون ناقة حمراء
سود المقل، فأجابهما مجيب من الوادي: نشهد أنكما حبيبا رسول الله - صلى
الله عليه وآله - ووصياه كما قلتما فانتظرا حتى (3) نجمعها بيننا، فما
جلسنا إلا قليلا [ حتى ظهرت ثمانون ناقة حمراء سود المقل، وأن الحسن
والحسين - عليهما السلام - ساقاها إلى أمير المؤمنين - عليه السلام -
فدفعاها إلى الاعرابي. فكان هذا من دلائله - عليه السلام - ] (4) (إلى أن
طلع من الصخرة رأس ناقة بزمامها فجذبه الحسن - عليه السلام - فظهرت
الناقة، ثم ما زال ناقة ثم ناقة حتى انقطع القطار على ثمانين، ثم انضمت
الصخرة فدفع النوق إلى الرجل، فأمره بالكتمان لما رأى. فقال الاعرابي: صدق
رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وصدق أبوك - عليه السلام - هو قاضي
دينه، ومنجز وعده، والامام من بعده، رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت
إنه حميد مجيد) (5). (6)
(1) في المصدر: تعاليا فاذهبا. (2) من المصدر. (3) في المصدر: فانتظرا
لنجمعها. (4) من المصدر. (5) ما بين القوسين من حاشية الاصل، وليس في
المصدر. (6) هداية الحضيني: 28 (مخطوط)، وأورده في إرشاد القلوب: 278. وقد
تقدم في ج 1 / 533 ح 338 عن الراوندي.
[ 179 ]
الثامن والثلاثون وخمسمائة خبر عمرو بن الحمق الخزاعي 820 - وعنه: (عن
محمد بن جبلة التمار) (1)، عن محمد بن موسى الازدي (2)، عن المحول بن
إبراهيم، عن رشيد بن زياد الحميري، عن
الحسن بن محبوب وعن أبي خديجة سالم بن مكرم، عن أبي حمزة الثمالي، عن جابر
بن عبد الله (بن عمر) (3) بن حرام الانصاري قال: أرسل رسول الله - صلى
الله عليه وآله - سرية فقال لهم: تصلون (4) ساعة كذا وكذا من الليل أرضا
لا تمتدون فيها سيرا، فإذا وصلتم إليها فخذوا ذات الشمال فإنكم تمرون برجل
فاضل خير [ في ساقية ] (5) فتستر شدونه فيابى أن يرشدكم حتى تأكلوا من
طعامه، ويذبح لكم كبشا فيطعمكم، ثم يقوم معكم فيرشدكم (على) (6) الطريق
فاقرؤه مني السلام وأعلموه أني قد ظهرت في المدينة. فمضوا فلما وصلوا إلى
الموضع في الوقت ضلوا، فقال قائل منهم: ألم يقل لكم رسول الله - صلى الله
عليه وآله -: خذوا ذات الشمال، ففعلوا فمروا بالرجل الذي وصفه رسول الله -
صلى الله عليه وآله - (لهم) (7) فاسترشدوه الطريق، فقال: إني لا أرشدكم
حتى تأكلوا من طعامي.
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: عن موسى بن محمد الازدي. (3) ليس في
المصدر. (4) في المصدر: قال إنكم تقبلون. (5) من المصدر. (6) ليس في
المصدر. (7) ليس في المصدر.
[ 180 ]
فذبح
لهم كبشا فأكلوا من طعامه، وقام معهم فأرشدهم الطريق وقال لهم: أظهر النبي
- صلوات الله عليه وآله - بالمدينة ؟
فقالوا: نعم فأبلغوه سلامه فخلف في شأنه من خلف ومضى إلى رسول الله - صلى
الله عليه وآله - وهو عمرو بن الحمق الخزاعي بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن
القين بن راح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو، فلبث معه - صلى الله عليه
وآله - ما شاء الله، ثم قال [ له ] (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله -:
ارجع إلى الموضع الذي هاجرت إلي منه فإذا نزل أخي أمير المؤمنين الكوفة
وجعلها دار هجرته فأتيه. فانصرف عمرو بن الحمق إلى شأنه حتى إذا نزل أمير
المؤمنين - عليه السلام - الكوفة أتاه فأقام معه في الكوفة، فبينا أمير
المؤمنين - عليه السلام - جالس وعمرو بين يديه فقال له: يا عمرو ألك دار ؟
قال: نعم، قال: بعها واجعلها في الازد فإني غدا لو (قد) (2) غبت عنكم
لطلبت (3) فتتبعك الازد حتى تخرج من الكوفة متوجها نحو الموصل، فتمر برجل
نصراني [ مقعد ] (4) فتقعد عنده، فتستسقيه الماء فيسقيكه، ويسألك عن شأنك
فتخبره، وستصادفه (5) مقعدا فادعه إلى الاسلام فإنه يسلم، فإذا أسلم فامرر
بيدك على ركبتيه فإنه ينهض صحيحا مسلما ويتبعك. وتمر برجل محجوب جالس على
الجادة فتستسقيه الماء فيسقيك، ويسألك عن قصتك، وما الذي أخافك، ومم تتوقى
؟ فحدثه
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: فطلبت. (4) من المصدر. (5) في المصدر: تصادقه.
[ 181 ]
بأن معاوية طلبك ليقتلك ويمثل بك لايمانكا بالله ورسوله - صلى الله عليه
وآله - وطاعتك (لي وإخلاصك) (1) في ولايتي، ونصحك لله تعالى في دينك،
فادعه إلى الاسلام فإنه يسلم، فامرر يدك على عينيه، فإنه يرجع بصيرا بإذن
الله تعالى، فيتبعانك ويكونا معك، وهما اللذان يواريان جثتك في الارض. ثم
تصير إلى الدير على نهر يدعى بالدجلة فإن فيه صديقا عنده من علم المسيح -
عليه السلام - ما تجده لك أعون الاعوان على سرك وما ذاك إلا ليهديه الله
لك، فإذا أحست بك شرطة ابن ام الحكم، وهو خليفة معاوية بالجزيرة، ويكون
مسكنه بالموصل، فاقصد إلى الصديق الذي في الدير في أعلم الموصل فناده فإنه
يمتنع، فاذكر اسم الله الذي علمتك إياه فإن الدير بتواضع لك حتى تصير في
ذروته، فإذا رآك ذلك الراهب الصديق قال لتلميذ معه: ليس هذا أو أن المسيح
هذا شخص كريم ومحمد قد توفاه الله ووصيه قد استشهد بالكوفة وهذا من
حواريه. ثم يأتيك ذليلا خاشعا فيقول لك أيها الشخص العظيم قد احلتني لما
لم (2) أستحقه فبم تأمرني، فتقول [ له ] (3): استر تلميذي هذين عندك وتشرف
على ديرك هذا فأنظر ماذا ترى، [ فإذا ] (4) قال لك: إني أرى خيلا غامرة
(5) نحونا فخلف تلميذيك عنده وانزل واركب فرسك واقصد نحو غار على شاطئ
الدجلة تستتر (6) فيه فإنه لابد من أن يسترك، وفيه فسقة
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: قد أهلتني لما استحقه. (3 و 4) من المصدر. (5) في المصدر: غائرة.
(6) في المصدر: تستر.
[ 182 ]
من الجن والانس، فإذا استترت فيه عرفك فاسق من مردة الجن يظهر لك بصورة
تنين [ أسود ] (1) فينهشك نهشا يبالغ في أضعافك، ويفر (2) فرسك فتبدر بك
الخيل فيقولون: هذا فرس عمرو، ويقفون أثره، فإذا أحسست بهم دون الغار
فابرز إليهم بين دجلة والجادة، فقف لهم في تلك البقعة فإن الله تعالى
جعلها حفرتك وحرمك، فالقهم بسيفك فاقتل منهم ما استطعت حتى يأتيك أمر
الله، فإذا غلبوك جزوا رأسك وشهروه على قناة إلى معاوية ورأسك أول رأس
يشهر في الاسلام من بلد إلى بلد. ثم بكى (3) أمير المؤمنين - عليه السلام
- وقال: بنفسي ريحانة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وثمرة فؤاده، وقرة
عينه ابني الحسين، فإني رأيته يسير وذراريه بعدك يا عمرو من كربلاء بغربي
الفرات إلى يزيد بن معاوية - عليهما لعنة الله -. ثم ينزل صاحبك المحجوب
والمقعد فيواريان جسدك في موضع مصرعك، وهو من الدير والموصل على مائة
وخمسين خطوة من الدير. [ فكان كما ذكره أمير المؤمنين - عليه السلام - عن
رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وكان هذا من دلائله - عليه السلام - ]
(4). (5)
(1) من المصدر. (2) في المصدر: ويعبر، وفي الاصل: ينفر، وما أثبتناه من إرشاد القلوب. (3) في المصدر: وبكى.
(4) من المصدر وإرشاد القلوب. (5) هداية الحضيني: 29 (مخطوط)، وأورده الديلمي في إرشاد القلوب: 280 - 281.
[ 183 ]
التاسع والثلاثون وخمسمائة إنطاق المسوخ له - عليه السلام - 821 - وعنه:
بإسناده عن محمد بن إبراهيم، عن جعفر بن زيد القزويني، عن زيد الشحام، عن
أبي هارون، عن ميثم التمار، عن سعد الخفاف، عن الاصبغ بن نباتة قال: جاء
نفر إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - فقالوا: إن المعتمد يزعم أنك تقول
هذا الجري مسخ. فقال: مكانكم حتى أخرج إليكم، فتناول ثوبه، ثم خرج إليهم،
فمضى حتى انتهى إلى الفرات بالكوفة، فصاح: يا جري، فأجابه: لبيك لبيك،
قال: من أنا ؟ قال: أنت إمام المتقين، وأمير المؤمنين. فقال له أمير
المؤمنين - عليه السلام -: فمن أنت ؟ قال: ممن عرضت علي ولايتك فجحدتها
ولم أقبلها، فمسخت جريا (وبعض هؤلاء الذين معك يمسخون جريا) (1). فقال (2)
له أمير المؤمنين - عليه السلام -: فبين قصتك ممن كنت، ومن مسخ معك ؟
فقال: نعم، يا أمير المؤمنين، كنا أربع وعشرين طائفة من بني إسرائيل قد
تمردنا وطغينا واستكبرنا، وتركنا المدن لا نسكنها أبدا، وسكنا المفاوز
رغبة منا في البعد عن المياه والانهار، فأتانا آت أنت والله يا أمير
المؤمنين أعرف به منا في ضحى النهار، فصرخ صرخة فجمعنا في جمع واحد وكنا
منبثين في تلك المفاوز والقفار.
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: ثم قال.
[ 184 ]
فقال لنا: ما لكم هربتم من المدن والانهار (والمياه) (1) وسكنتم هذه
المفاوز ؟ فأردنا أن نقول: لا نا فوق العالم تعززا وتكبرا، فقال لنا: قد
علمت ما في أنفسكم، أفعلى الله تعتزون وتتكبرون ؟ فقلنا له: لا. قال:
أفليس (قد) (2) أخذ عليكم العهد لتؤمنن بمحمد بن عبد الله المكي ؟ فقلنا
بلى. قال: وأخذ عليكم العهد بولاية وصيه وخليفته من بعده أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب - عليه السلام - ؟ فسكتنا، فلم نجب بالسننا (3) وقلوبنا
ونياتنا لا نقبلها ولانقربها. قال لنا: أولا تقولوا بألسنتكم ؟ فقلنا (4)
جميعا بألسنتنا، فصاح بنا صيحة، وقال (لنا) (5): كونوا بإذن الله مسوخا كل
طائفة جنسا (أيتها) (6) القفار كوني بإذن الله أنهارا تسكنك هذه المسوخ،
واتصلي ببحار الدنيا وأنهارها حتى لا يكون ماء إلا كانوا فيه، فمسخنا ونحن
أربع وعشرون طائفة أربع وعشرون (جنسا) (7). فصاحت إثنا عشر طائفة منا:
أيها المقتدر (8) علينا بقدرة الله تعالى، بحقه عليك لما أعفيتنا من
الماء، وجعلتنا على ظهر الارض كيف شئت، فقال: قد فعلت.
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: فلم نجبها بألسنتنا.
(4) في المصدر: فقبلناها. (5) ليس في المصدر. (6 و 7) ليس في المصدر. (8) في المصدر: المقدر.
[ 185 ]
قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: هيه يا جري فبين لنا (1) ما كانت
الاجناس الممسوخة البرية والبحرية ؟ فقال: أما البحرية فنحن الجري، والرق،
والسلاحف، والمارماهي، والزمار، والسراطين، وكلاب الماء، والضفادع، ونبت
يقرض، والعرضان، والكواسج، والتمساح. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -:
هيه، فالبرية ماهي ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، الوزغ، والخنافس، والكلب،
والدب، والقرد، والخنازير، والضفدع، والحرباء، والاوز (2)، والخفاش،
والضبع، والارنب. (3) [ ثم ] (4) قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: فما
فيكم من خلق الانسانية وطبعها ؟ قال الجري: أفواهنا والبعض لكل صورة وخلق
لكنا تحيض منا الاناث. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: صدقت أيها
الجري، وحفظت ما كان. فقال (5): يا أمير المؤمنين، فهل من توبة ؟ فقال [
أمير المؤمنين ] (6) - عليه السلام -: الاجل هو يوم القيامة،
(1) في المصدر: لي. (2) في المصدر: والوز. (3) في المصدر: والارانب. (4) من المصدر. (5) في المصدر: فقال الجري. (6) من المصدر.
[ 186 ]
وهو الوقت المعلوم * (فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين) * (1). قال
الاصبغ بن نباتة: فسمعنا والله ما قال ذلك الجري ووعيناه [ وكتبناه ] (2)
وعرضناه على أمير المؤمنين - عليه السلام -. (3)
الاربعون وخمسمائة علمه -
عليه السلام - بما يكون 822 - وعنه: (بإسناده عن أحمد بن الخضيب) (4)، عن
أحمد بن النضر، عن عبد الله الاسدي، عن فضيل بن الزبير، قال: مرميثم
التمار على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر - رضى الله عنه - [ عند ] (5)
مجلس، بني أسد فتحدثا حتى التقتا (6) أعناق فرسيهما، فقال (7): يا حبيب،
لكأني برجل (8) أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند باب (9) ارزق وقد صلب في
حب أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وآله -. (فقال ميثم: وإني لاعرف
رجلا أحمر له عقيقة ان يخرج لنصرة ابن
(1) يوسف: 64. (2) من المصدر. (3) هداية الحضيني: 30 (مخطوط)، وعنه مستدرك
الوسائل: 16 / 170 ح 8، وأورده في
إرشاد القلوب: 282. (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر. (6) في المصدر:
اختلفا. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: ثم قال. (8) في المصدر: بشيخ. (9)
في المصدر: عندنا.
[ 187 ]
بنت نبيه فيقتل ويطاف إلى الكوفة) (1) وبي وقد قتلت وجئ برأسي إلى الكوفة
وأجيز الذي جاء به، ثم افترقا. فقال أهل المجلس: (ما رأينا أعجب من أصحاب
أبي تراب يقولون إن عليا - عليه السلام - أعلمهم بالغيب، فلم يفترق المجلس
حتى أقبل رشيد الهجري يطلبهما، فسأل أهل المجلس) (2) عنهما، فقالوا: قد
افترقا وسمعنا هما يقولان كذا وكذا. قال رشيد لهم: رحم الله ميثما وحبيبا
قد نسي أنه يزاد في عطاء الذي يجئ برأسه مائة درهم ثم ولى. فقال أهل
المجلس: هذا والله أكذبهم، فما مرت الايام حتى رأى أصحاب (3) المجلس ميثما
مصلوبا على باب عمرو بن حريث - لعنه الله -، وجئ برأس حبيب بن مظاهر من
كربلاء وقد قتل مع الحسين بن علي - عليهما السلام - إلى عبيدالله بن زياد
- لعنه الله - وزيد في عطاء الذي حمل رأس حبيب (4) مائة درهم كما ذكر،
وروى كلما قال أصحاب أمير المؤمنين - عليه السلام - وأخبرهم به أمير
المؤمنين - عليه السلام -. (5)
الحادي والاربعون وخمسمائة إخباره - عليه السلام - بالنخلة التي يصلب
عليها رشيد الهجري
(1) ما بين القوسين ليس في المصدر. (2) ما بين القوسين ليس في نسخة " خ ".
(3) في المصدر: أهل. (4) في المصدر: الذي جاء برأس حبيب بن مظاهر. (5)
هداية الحضيني: 31 (مخطوط).
[ 188 ]
823 -
وعنه: بإسناده عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ] - عليه السلام - قال: خرج
أمير المؤمنين - عليه السلام - ذات يوم إلى بستان البري ومعه أصحابه، فجلس
تحت نخلة، ثم أمر بنخلة فلقطت، فأنزل منها رطب فوضع بين أيديهم (1)
فأكلوا. فقال رشيد الهجري: يا أمير المؤمنين، ما أطيب هذا الرطب ؟ ! فقال:
يا رشيد، أما إنك تصلب على جذعها. قال رشيد: فكنت أختلف إليها طرفي النهار
وأسقيها، ومضى أمير المؤمنين - عليه السلام - فجئتها يوما وقد تقطعت (2)
وذهب نصفها (3)، فقلت: (قد) (4) اقترب أجلي. ثم جئت اليوم الآخر فإذا
النصف الثاني (قد جعل) (5) زرنوقا يسقى عليه الماء، فقلت: والله ما كذبني
خليلي، فأتاني (6) العريف وقال: أجب الامير، فأتيته، فلما وصلت القصر إذا
أنا بخشب ملقى وفيه الزرنوق [ وجئت حتى ضربت الزرنوق ] (7) برجلي، ثم قلت:
لك عدت وإليك أنبت (8).
(ثم أخلت) (9) على عبيدالله بن زياد - لعنه الله - فقال: هات من كذب
(1) في المصدر: بين يديهم. (2) في المصدر: قطعت. (3) كذا في المصدر، وفي
الاصل: نفسها. (4 و 5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: وجاء. (7) من
المصدر. (8) كذا في المصدر: وفي الاصل: أتيت، وهو مصحف. (9) في المصدر:
أدخله.
[ 189 ]
صاحبك. فقلت: والله ما كان
يكذب، ولقد أخبرني أنك تقطع يدي ورجلي ولساني، قال: إذا والله [ ما ] (1)
اكذبه اقطعوا يديه ورجليه [ واتركوا ] (2) واطرحوه. فلما حمل إلى أهله
أقبل يحدث الناس ويعظهم وهو يقول: أيها الناس سلوني فإن للقوم عندي طلبة
ولم يقبضوها، فدخل رجل على عبيدالله بن زياد - لعنه الله - فقال (3): بئس
ما صنعت، قطعت يده ورجله وتركت اللسان فهو (4) يحدث الناس بالعظائم. فقال
(5): ارددوه، وقد بلغ باب داره، فردوه، فأمر بقطع لسانه (وصلبه) (6). (7)
الثاني والاربعون وخمسمائة علمه بما في نفس حبابة الوالبية وطبعه بخاتمه
في حصاتها وعلمه بأجلها إلى زمان الرضا - عليه
السلام - وطبع الائمة ما بين ذلك في حصاتها وإخباره - عليه السلام - بما
يظهره لها الرضا - عليه السلام -
(1 و 2) من المصدر. (3) في المصدر: قال. (4) في المصدر: لسانه. (5) في
المصدر: قال. (6) ليس في نسخة " خ ". (7) هداية الحضيني: 33 (مخطوط).
[ 190 ]
824 - وعنه: بإسناده عن جعفر بن يحيى، عن [ يونس بن ] (1) ظبيان، عن
المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن يحيى بن معمر، عن أبي خالد عبد
الله بن غالب، عن رشيد الهجري، قال: كنت [ أنا ] (2) وأبو عبد الله سليمان
وأبو عبد الرحمان قيس بن وزقا (3) وأبو القاسم مالك بن التيهان وسهل بن
حنيف بين يدي أمير المؤمنين - عليه السلام - بالمدينة إذ دخلت عليه ام
النداء حبابة الوالبية وعلى رأسها كوز شبه المنسف وعليها أبحار سابغة (4)
وهي متقلدة بمصحف وبين أناملها سبحة من حصى ونوى (5) فسلمت وبكت، وقالت
له: يا أمير المؤمنين، من فقدك وا أسفا [ ه ] (6) على غيبتك، واحسرتا [ ه
] (7) على ما يفوت من الغنيمة منك، لا يرغب عنك ولا يلهو يا أمير المؤمنين
من لله فيه مشية وإرادة، وإنني من أمري إني لعلى يقين وبيان وحقيقة، وإنني
لقيتك وأنت تعلم ما اريد. فما يده اليمنى - عليه السلام - إليها وأخذ من
يدها حصاة بيضاء تلمع
وترى من صفائها، وأخذ خاتمه من يده وطبع به الحصاة، وقال لها: يا حبابة،
هذا كان مرادك مني ؟ فقالت: إي والله يا أمير المؤمنين هذا (الذي) (8)
اريد لما سمعناه من تفرق شيعتك واختلافهم من بعدك، فأردت هذا البرهان
ليكون معي
(1 و 2) من المصدر. (3) في المصدر: ورقا بالراء المهملة. (4) في المصدر:
أشجار سابقة. (5) في المصدر: حصاة ونواة. (6 و 7) من المصدر. (8) ليس في
المصدر.
[ 191 ]
إن عمرت بعدك، (لاعمرت)
(1)، ويا ليتني وقومي وأهلي لك الفداء. فإذا وقعت الاشارة أو شكت الشيعة
في من يقوم مقامك أتيته بهذه الحصاة، فإذا فعل [ فعلك ] (2) بها علمت أنه
الخلف (من) (3) بعدك، وأرجو أن لا اؤجل لذلك. فقال لها: بلى والله يا
حبابة، لتلقين بهذه الحصاة ابني الحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن
علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى وكل إذا أتيته استدعى
بهذه الحصاة (4) وطبعها بهذا الخاتم (لك) (5)، فبعد علي بن موسى ترين في
نفسك برهانا عظيما منه وتختارين الموت، فتموتين ويتولى أمرك، ويقوم على
حفرتك، ويصلي عليك وأنا مبشرك بأنك من (6) المكرورات من المؤمنات مع
المهدي من ذريتي إذا أظهر الله
أمره. فبكت حبابة، ثم قالت: يا أمير المؤمنين [ من أين لامتك الضعيفة
اليقين، القليلة العمل لولا فضل الله، وفضل رسوله، وفضلك أن اوتي هذه
المنزلة التي أنا والله بما قلته لي منها موقنة ليقيني إنك أمير
(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: "
الحصاة منك " بدل " بهذه الحصاة ". (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: مع.
[ 192 ]
المؤمنين ] (1) حقا لاسواك، فادع لي يا أمير المؤمنين بالثبات على ما
هداني الله إليك لا أسلبه [ مني ] (2) ولا افتتن فيه ولا أضل عنه، فدعا
لها أمير المؤمنين - عليه السلام - بذلك وأصبحها خيرا. قالت حبابة: فلما
قبض أمير المؤمنين - عليه السلام - بضربة عبد الرحمان بن ملجم - لعنه الله
- في مسجد الكوفة أتيت مولاي الحسن - عليه السلام -، فلما رآني قال لي:
أهلا وسهلا يا حبابة، هاتي الحصاة، فمد يده كما مد أمير المؤمنين - عليه
السلام - يده، وأخذ الحصاة وطبعها كما طبعها أمير المؤمنين - عليه السلام
-، وأخرج الخاتم بعينه. فلما مضى الحسن - عليه السلام - بالسم، أتيت
الحسين - عليه السلام -، فلما رآني قال: مرحبا يا حبابة، هاتي الحصاة،
فأخذها وختمها بذلك الخاتم.
فلما استشهد - عليه السلام - صرت إلى علي بن الحسين - عليهما السلام - وقد
شك الناس فيه، ومالت شيعة الحجاز إلى محمد بن الحنفية، وصار إلي (من
كبارهم) (3) أجمع فقالوا: يا حبابة، الله الله فينا اقصدي علي بن الحسين -
عليهما السلام - بالحصاة حتى يبين الحق. فصرت إليه فلما رآني رحب وقرب ومد
يده وقال: هاتي الحصاة، فأخذها وطبعها بذلك الخاتم، ثم صرت بتلك الحصاة
إلى محمد بن علي، وإلى جعفر بن محمد، وإلى موسى بن جعفر، وإلى علي بن موسى
- عليهم السلام -، فكل يفعل كفعل أمير المؤمنين - عليه السلام - والحسن
(1 و 2) من المصدر. (3) ليس في المصدر.
[ 193 ]
والحسين [ وعلي بن الحسين - صلوات الله عليهم - ] (1). وعلت سني، ودق
عظمي، ورق جلدي، وحال سواد شعري وكنت بكثرة نظري إليهم (2) صحيحة البصر
والعقل والفهم والسمع. فلما صرت إلى الرضا علي بن موسى - عليه السلام -،
ورأيت شخصه الكريم ضحكت [ ضحكا بان شدة تبسمي فأنكر بعض من بحضرته - عليه
السلام - ضحكي ] (3) وقالوا: قد خرفت يا حبابة ونقص (4) عقلك. فقال لهم
مولاي - عليه السلام -: [ ألم ] (5) أقول لكم ما خرفت حبابة ولا نقص
عقلها، ولكن جدي أمير المؤمنين - عليه السلام - خبرها بأنها عند لقائي
إياها تكون ميتتها، وانها [ تكون ] (6) مع المكرورات من المؤمنات مع
المهدي - عليه السلام - من ولدي، فضحكت شوقا إلى ذلك، وسرورا به، وفرحا
بقربها منه.
فقال القوم: نستغفر الله يا سيدنا ما علمنا هذا، فقال [ لها ] (7): يا
حبابة، ما الذي قال لك جدي أمير المؤمنين - عليه السلام - إنك ترين مني ؟
قالت: قال (لي) (8): والله إنك تريني برهانا عظيما. فقال لها: يا حبابة،
أما ترين بياض شعرك ؟
(1) من المصدر. (2) في المصدر: مكثرة إليهم نظري. (3) من المصدر. (4) في
المصدر: وضعف. (5) من المصدر. (6 و 7) من المصدر. (8) ليس في المصدر.
[ 194 ]
قالت: قلت [ له ] (1): بلى يا مولاي، [ قال: فتحبين أن ترينه أسود حالكا
مثل ما كان في عنفوان شبابك ؟ فقلت: بلى يا مولاي ] (2). فقال لي: يا
حبابة ويحزنك ذلك أو أزيدك ؟ فقلت يا مولاي، زدني من فضل الله عليك. فقال:
أتحبين أن تكوني مع سواد الشعر شابة ؟ فقلت: بلى يا مولاي، إن هذا برهان
عظيم قال: وأعظم من ذلك ما حدثتيه في نفسك ما أعلم به الناس ؟ فقلت: يا
مولاي، اجعلني لفضلك أهلا، فدعا بدعوات خفية حرك بها شفتيه، فعدت والله
شابة غضة، سوداء الشعر حالكة. ثم دخلت خلوة في جانب الدار وفتشت نفسي
فوجدتني
(والله) (3) بكرا، فرجعت وخررت بين يديه ساجدة، ثم قلت: يا مولاي، النقلة
إلى الله عزوجل فلا حاجة لى في [ الحياة ] (4) الدنيا. قال: يا حبابة،
ادخلي (إلى) (5) امهات الاولاد فجهازك هناك مفرد. قال الحسين بن حمدان:
حدثني جعفر بن مالك، قال: حدثني محمد بن زيد المدني، قال: كنت مولانا
الرضا - عليه السلام - حاضرا لامر حبابة إلى إن (6) دخلت إلى [ بعض ] (7)
أمهات الاولاد فلم تلبث إلا بمقدار
(1 و 2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: " وقد " بدل " إلى أن ". (7) من المصدر.
[ 195 ]
ما عاينت جهازها إلى الله تعالى حتى شهدت [ وفاتها إلى الله ] (1) رحمها
الله ! فقال مولانا الرضا - عليه السلام -: رحمك الله يا حبابة، قلنا: يا
سيدنا وقد قبضت. قال: ما لبثت أن عاينت جهازها إلى الله تعالى حتى قبضت،
وأمر بتجهيزها فجهزت واخرجت، فصلى عليها وصلينا معه، وخرجت الشيعة فصلوا
عليها، وحملت إلى حفرتها وأمرنا سيدنا بزيارتها، وتلاوة القرآن عندها،
والتبرك بالدعاء هناك. (2) 825 - قلت روى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في
كتابه: قال: أخبرني أبو عبد الله، قال: حدثنا (3) أبو محمد هارون بن موسى،
قال:
حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا إبراهيم بن صالح النخعي، عن محمد
بن عمران، عن مفضل بن عمر (4) قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام -
يقول: يكر (5) مع القائم - عليه السلام - ثلاثة عشرة امرأة ! قلت: وما
يصنع بهن ؟ قال: يداوين الجرحى، ويقمن (على) (6) المرضى كما كن مع رسول
الله - صلى الله عليه وآله -. قلت: فسمهن لي، قال: القنواء بنت رشيد، وام
أيمن، وحبابة
(1) من المصدر. (2) هداية الحضيني: 33 - 34. ويأتي في المعجزة: 156 من
معاجز الامام الرضا - صلوات الله عليه وعلى آبائه -. (3) في المصدر:
حدثني. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: النخعي، عن محمد بن عمر. (5) في
المصدر: يكون. (6) ليس في نسخة " خ ".
[ 196 ]
الوالبية، وسمية ام عمار بن ياسر، وزبيدة، وام خالد الاحمسية، وام سعيد
الحنفية، وصبانة الماشطة (1)، وام خالد الجهنية. (2)
الثالث والاربعون
وخمسمائة علمه - عليه السلام - بما يكون ممن يقاتل الحسين - عليه السلام -
وعنق النار [ التي ] (3) خرجت على الاشعث عند موته 826 - عنه: روي أنه لما
حضرت الحسن - عليه السلام - الوفاة، قال
لاخيه الحسين - عليه السلام -: إن جعدة - لعنها الله ولعن أباها وجدها -،
أن أباها قد خالف أمير المؤمنين - عليه السلام - وقعد عنه بالكوفة بعد
الرجوع من صفين مغاليا (4) منحرفا [ مخالفا ] (5) لطاعته بعد أن خلفه
بالكوفة من الامامة، ولا يجتمع معه في جماعة ولا من شيعته، ولا يصلي عليهم
منذ سمع أمير المؤمنين - عليه السلام - على منبره، وهو يقول في خطبته: ويح
الفرخ فرخ (6) آل محمد - صلى الله عليه وآله - وريحانته وقرة عينه (7)
ابني هذا
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: صيانة الماشطية. (2) دلائل الامامة: 259.
وأخرجه في أثبات الهداة: 3 / 575 ب 32 ف 48 ح 75 ملخصا. وأوردناه في معجم
أحاديث الامام المهدي - صلوات الله عليه -: 4 / 14 - 15 ح 1094. ويأتي في
المعجزة 156 من معاجز الامام الرضا - عليه السلام -. (3) من نسخة " خ ".
(4) كذا في المصدر، وفي الاصل: مقاليا، وهو مصحف. (5) من المصدر. (6) في
المصدر: الفراخ فراخ. (7) في المصدر: عينيه.
[ 197 ]
الحسين - عليه السلام - من ابنك الذي من صلبك وهو مع ملك (1) متمرد جبار
يملك بعد أبيه. فقال إليه أبو بحر الاحنف بن قيس التميمي فقال له: يا أمير
المؤمنين، ما اسمه ؟ قال: نعم يزيد بن معاوية ويؤمر على قتل الحسين - عليه
السلام - عبيدالله بن زياد على الجيش السائر إلى ابني من الكوفة فتكون
وقعتهم بنهر كربلاء في غربي (الفرات) (2) فكأني أنظر مناخ ركابهم، وحط
رحالهم، وإحاطة جيوش أهل الكوفة بهم، وإعمال سيوفهم ورماحهم وقسيهم في
جسومهم ودمائهم ولحومهم، وسبي أولادي وذراري رسول الله - صلى الله عليه
وآله -، وحملهم على شرس الاقتاب، وقتل الشيوخ والكهول والشباب والاطفال.
فقام الاشعث بن قيس على قدميه وقال: ما ادعى رسول الله - صلى الله عليه
وآله - ما تدعيه من العلم من أين لك هذا ؟ فقال له أمير المؤمنين: ويلك يا
عنق النار ابنك محمد والله من قوادهم إي والله وشمر بن ذي الجوشن، وشبث بن
ربعي، وعمرو بن الحجاج الزبيدي، وعمرو بن حريث، فأسرع الاشعث في قطع
الكلام، فقال: يابن أبي طالب، أفهمني ما تقول حتى أجيبك. فقال: ويلك هو ما
سمعت يا أشعث. فقال: يابن أبي طالب ما يساوي كلامك عندي تمرتين، وولى وقام
الناس على أقدامهم ومدوا أعينهم إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - ليأذن
(1) في المصدر: مع ذلك. (2) في المصدر: الكوفة.
[ 198 ]
لهم في قتله. فقال لهم: مهلا رحمكم الله، والله إني لاقدر على هلاكه منكم
ولابد أنتحق كلمة العذاب على الكافرين. ومضى الاشعث - لعنه الله - وتشاغل
في بنيان حيلته بالكوفة وبنى في
داره مئذنة (1) عالية، فكان إذا ارتفعت أصوات مؤذني أمير المؤمنين - عليه
السلام - في جامع الكوفة صعد الاشعث بن قيس مئذنته (2) فنادى نحو المسجد
يريد أمير المؤمنين: يا رجل، وما هي حتم إنك ساحر كذاب، فاجتاز أمير
المؤمنين - عليه السلام - في جماعة من أصحابه بخطة الاشعث بن قيس - لعنه
الله - وهو على ذروة بنيانه، فلما بصر بأمير المؤمنين - عليه السلام -
أعرض بوجهه فقال له: ويلك (3) يا أشعث، حسبك ما أعد الله لك من عنق النار.
فقال له أصحابه: يا أمير المؤمنين، ما معنى عنق النار ؟ قال: إن الاشعث
إذا حضرته الوفاة دخلت عليه عنق من نار ممدودة حتى تصل إليه وعشيرته
ينظرون إليه فتبتلعه، فإذا خرجت به عنق من النار لم يجدوه في مضجعه،
فيأخذون عليهم أبوابهم، ويكتمون أمرهم، ويقولون: لا تقرون بما رأيتم فيشمت
بكم علي بن أبي طالب. فقالوا: يا أمير المؤمنين، وما تصنع به عنق النار
بعد ذلك ؟ قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: يكون فيها حيا معذبا إلى أن
تورده النار في الآخرة.
(1 و 2) في المصدر: مبنية. (3) في المصدر: ويحك.
[ 199 ]
فقالوا: يا أمير المؤمنين، وكيف عجلت له النار في الدنيا ؟ فقال - عليه
السلام -: لانه كان لا يخاف الله ويخاف النار، فعذبه الله بالذي كان يخاف
منه.
فقالوا: يا أمير المؤمنين وأين يكون عنق النار هذه ؟ قال: في هذه الدنيا
والاشعث فيها تورده على كل مؤمن، فتقذفه بين يديه، فيراه بصورته ويدعوه
الاشعث ويستخبره (1) ويقول: أيها العبد الصالح ادع لي ربك يخرجني من هذه
النار التي (ما) (2) جعلها الله عذابي في الدنيا ويعذبني بها في الآخرة
(إلا) (3) ببغضي علي بن أبي طالب وشكي في محمد - عليهما السلام -. فيقول
له المؤمن: لا أخرجك الله منها لا في الدنيا لا في الآخرة إي والله،
وتقذفه عند عشيرته وأهله ممن شك أن عنق النار أخذته حتى يناجيهم ويناجونه
ويقولون له: قل لنا بما صرت معذبا بهذه النار (4) ؟ فيقول لهم: بشكي في
محمد، وبغضي لعلي بن أبي طالب - عليه السلام - وكراهتي بيعته (5)، وخلافي
عليه، وخلعي بيعته، ومبايعتي لضب دونه، فيلعنونه، ويتبرؤون منه، ويقولون
له: ما نحب أن نصير إلى (6) ما صرت إليه. (7)
(1) في المصدر: ويتسجير به. (2 و 3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: "
بالنار " بدل " بهذه النار ". (5) في المصدر: لبيعته. (6) كذا في المصدر:
وفي الاصل: " ننظر " بدل " نصير إلى ". (7) هداية الحضيني: 37 - 38
(مخطوط).
[ 200 ]
الرابع والاربعون
وخمسمائة علمه - عليه السلام - بالغائب 827 - وعنه: قال: حدثني جعفر بن
أحمد القصير البصري، عن
محمد بن عبد الله بن مهران الكرخي، عن محمد بن صدقة العنبري، عن محمد بن
سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله - عليه السلام - في حديث
الاعرابي الذي أصاب في إحرامه صيدا ولم يكن عند أبي بكر وعمر والجماعة
جواب سؤاله، فقال له الزبير: يا أعرابي، ما في القوم إلا من يجهل ما جهلت.
قال له الاعرابي: ما أصنع ؟ قال (له الزبير: لم يبق في المدينة من تسأله
بعد من ضمه هذا المجلس إلا صاحب الحق الذي هو أولى بهذا المجلس منهم. قال
الاعرابي: فترشدوني إليه، قال له الزبير:) (1) [ إن اختياري ] (2) يسر
قوما ويسخط قوما آخرين. قال الاعرابي: وقد ذهب الحق وصرتم تكرهونه. فقال
عمر: إلى كم تطيل الخطاب يابن العوام، قوموا بنا والاعرابي إلى علي فلا
نسمع جواب هذه المسألة إلا منه. فقاموا بأجمعهم والاعرابي معهم حتى صاروا
إلى منزل أمير المؤمنين - عليه السلام - فاستخرجوه منه وقالوا للاعرابي:
اقصص قصتك على أبي الحسن. فقال الاعرابي: فلم أرشدتموني إلى غير خليفة
رسول الله - صلى الله
(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر.
[ 201 ]
عليه وآله - ؟ فقالوا: ويحك يا أعرابي، خليفة رسول الله - صلى الله عليه
وآله - أبو بكر،
وهذا وصيه في أهل بيته، وخليفته عليهم، وقاضي دينه، ومنجز عداته، ووارث
علمه. فقال: ويحكم يا أصحاب (محمد) (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله -
والذي أشرتم إليه بالخلافة ليس فيه من هذه الخلال خلة واحدة، فقالوا:
(ويحك) (2) يا أعرابي سل عما بدا لك، ودع ما ليس من شأنك. فقال الاعرابي:
يا أبا الحسن، يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله - إني خرجت من
قومي محرما، فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام - (أ) (3) تريد الحج
فوردت على دحى وفيه بيض نعام فأخذته واشتويته (4) وأكلته ؟ فقال الاعرابي:
نعم يا مولاي، فقال له: وأتيت تسأل عن خليفة رسول الله - صلى الله عليه
وآله - فارشدت إلى مجلس أبي بكر وعمر فأبديت مسألتك (5) فاختصم القوم ولم
يكن فيهم من يجيبك على مسألتك، فقال: نعم يا مولاي. فقال له: يا أعرابي،
الصبي الذي بين يدي مؤدبه صاحب الذؤابة (فإنه) (6) ابني الحسن فسله فإنه
يفتيك، والحديث طويل يأتي بتمامه إن شاء الله تعالى في السادس والتسعين من
معاجز الحسن -
(1 - 3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: وشويته. (5) في المصدر: وأبديت بمسألتك. (6) ليس في المصدر.
[ 202 ]
عليه السلام -. (1)
الخامس والاربعون وخمسمائة الجنية التي أظهرها - عليه السلام - لعمر بن
الخطاب حين تزوج بام كلثوم 828 - الراوندي: عن أبي بصير، عن جدعان بن نصر
(2)، (قال:) (3) حدثنا أبو عبد الله محمد بن مسعدة (4)، قال: حدثنا محمد
بن حمويه (5) ابن إسماعيل [ الاربنوئي ] (6)، عن أبي عبد الله الزبيني
(7)، عن عمر بن اذينة، قال: قيل لابي عبد الله - عليه السلام -: إن الناس
يحتجون علينا ويقولون إن أمير المؤمنين - عليه السلام - زوج فلانا (8)
ابنته ام كلثوم، وكان متكئا فجلس، وقال: (وتقبلون ان عليا - عليه السلام -
أنكح فلانا بنته ! ؟) (9) إن أقواما يزعمون ذلك لا يهتدون إلى سواء السبيل
[ ولا الرشاد. فصفق بيده وقال: ] (10) سبحان الله ! أما كان أمير المؤمنين
- عليه السلام - يقدر أن يحول بينه وبينها فينقذها ! ؟ (11) كذبوا لم يكن
ما قالوا وإن فلانا خطب إلى
(1) هداية الحضيني: 38 - 39 (مخطوط). (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: جرعان
بن بصير. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: بن أبي مسعدة.
(5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: حمومة. (6) من المصدر. (7) كذا في
المصدر، وفي الاصل والبحار: الربيبي. (8) المراد به الخليفة الثاني. (9)
كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: يقولون ذلك ؟ (10) من المصدر. (11) كذا
في الصمدر، وفي الاصل: فعندها. (*)
[ 203 ]
علي بنته أم كلثوم فأبى علي -
عليه السلام - فقال للعباس: والله لئن لم يزوجني لانتزعن منك السقاية
وزمزم. فأتى العباس عليا وكلمه فأبى عليه، فألح العباس، فلما رأى أمير
المؤمنين - عليه السلام - مشقة وكلام الرجل على العباس وأنه سيفعل
بالسقاية ما قال فأرسل أمير المؤمنين - عليه السلام - [ إلى ] (1) جنية من
أهل نجران يهودية، يقال لها سحيقة بنت حريرية (2)، فأمرها فتمثلت في مثال
ام كلثوم، وحجبت الابصار عن ام كلثوم، وبعث بها إلى الرجل فلم تزل عنده
حتى انه استراب بها يوما فقال: ما في الارض أهل بيت أسحر من بني هاشم. ثم
أراد أن يظهر ذلك للناس فقتل وحوت الميراث وانصرفت إلى نجران وأظهر أمير
المؤمنين - عليه السلام - ام كلثوم. (3)
السادس والاربعون وخمسمائة علمه -
عليه السلام - بالغائب 829 - الراوندي: عن بكار بن كردم، [ قال: ] (4) قال
أبو عبد الله - عليه السلام -: إن جويرية بن مسهر العبدي خاصمه (5) رجل ف.
ي فرس انثى فادعيا جميعا (في) (6) الفرس، فقال أمير المؤمنين - عليه
السلام -: لواحد منكما البينة ؟ فقالا: لا.
(1) من المصدر. (2) في بعض نسخ المصدر: جويرية. (3) الخرائج: 2 / 825 ح
39، وعنه البحار: 42 / 88 ح 16. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي
الاصل: خاصم.
(6) ليس في المصدر.
[ 204 ]
فقال
لجويرية: أعطه الفرس، فقال: يا أمير المؤمنين بلا بينة، فقال له: والله
لانا أعلم بك منك بنفسك، أتنسى صنيعك في الجاهلية [ الجهلاء ] (1) ؟
فأخبره فأقر [ بذلك ] (2) بما قال - عليه السلام -. (3)
السابع والاربعون
وخمسمائة إخراج الجنات والنيران 830 - الراوندي: [ ما روى ] (4) عن
الثمالي، عن رميلة وكان ممن صحب عليا - عليه السلام - قال: وصار إليه نفر
من أصحابه فقالوا (5) له: إن وصي موسى - عليه السلام - كان يريهم الدلائل
والعلامات والبراهين والمعجزات، وكان وصي عيسى - عليه السلام - يريهم
كذلك، فلو أريتنا شيئا تطمئن به (6) قلوبنا. فقال: إنكم لا تحتملون علم
العالم، ولا تقوون على براهينه وآياته، فألحوا عليه، فخرج نحو أبيات
الهجريين حتى أشرف بهم على السبخة، فدعا خفيا، ثم قال: اكشفي غطاءك، فإذا
بجنات وأنهار في جانب، وإذا بسعير ونيران من جانب. فقال جماعة: سحر سحر،
وثبت آخرون على التصديق ولم ينكروا مثلهم وقالوا: لقد قال النبي - صلى
الله عليه وآله -: القبر روضة من رياض
(1) من المصدر. (2) من المصدر. (3) الخرائج: 2 / 726 ح 30، وأخرجه في
البحار: 41 / 288 ح 11 وإثبات الهداة: 2 / 437 ح 107 عن بصائر الدرجات:
247 ح 11. (4) من المصدر.
(5) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقال. (6) في المصدر: إليه.
[ 205 ]
الجنة أو حفرة من حفر النار. (1)
الثامن والاربعون وخمسمائة الذي صار رأسه
كلب 831 - الراوندي: قال: [ إنه ] (2) اختصم رجل وامرأة إليه فعلى صوت
الرجل صوت (3) الامرأة، فقال له علي - عليه السلام -: اخسأ وكان خارجيا،
فإذا رأسه رأس كلب، فقال (له) (4) رجل: يا أمير المؤمنين، صحت بهذا
الخارجي فصار رأسه رأس كلب، فما يمنعك عن معاوية ؟ قال: ويحك، لو أشاء أن
آتي بمعاوية إلى هاهنا على سريره لدعوت الله حتى فعل، ولكن [ لله ] (5)
خزان لاعلى ذهب ولا (على) (6) فضة، فلا إنكار على أسرار تدبير الله، أما
تقرأ * (بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) * (7). و [
في ] (8) رواية: (أنه) (9) قال: إنما أدعو هؤلاء (10) لثبوت الحجة، وكمال
المحنة، ولو أذن في الدعاء في هلاك معاوية لما
(1) الخرائج: 1 / 172 ح 2، عنه البحار: 41 / 248 ح 2، وإثبات الهداة: 2 /
456 ح 188. (2) من المصدر. (3) في المصدر: على المرأة. (4) ليس في المصدر.
(5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) الانبياء: 26 - 27.
(8) من المصدر. (9) ليس في المصدر. (10) كذا في المصدر، وفي الاصل: دعتهم.
[ 206 ]
تأخر. (1)
التاسع والاربعون وخمسمائة خبر طائر ابن ملجم 832 - الراوندي:
قال: [ ومنها ما ] (2) أخبرنا [ به ] (3) أبو منصور شهردار بن شيرويه
شهردار الديلمي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا (أبو / / / الحسن علي بن أحمد
الميداني، حدثنا أبو عمرو محمد بن يحيى، حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن
محمد بن عمر) (4) قال: سمعت أبا القاسم الحسن بن محمد المعروف بابن الرفا
بالكوفة يقول: كنت بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام إبراهيم -
عليه السلام - فقلت: ماهذا ؟ قالوا: راهب أسلم، فأشرفت عليه وإذا أنا بشيخ
كبير عليه جبة صوف، وقلنسوة صوف، عظيم الخلق، وهو قاعد بحذاء مقام
إبراهيم، فسمعته يقول: كنت قاعدا في صومعة لي (5) فأشرفت منها فإذا بطائر
كالنسر قد سقط على صخرة على شاطئ البحر، فتقيأ فرمى بربع إنسان، ثم طار
فتفقدته، [ فعاد ] (6) فتقيأ فرمى بربع إنسان، ثم طار فجاء (7) فتقيأ
(1) الخرائج: 1 / 172 ح 3، وعنه البحار: 41 / 191 ح 1، وصدره في إثبات
الهداة: 2 / 456 ح 189. (2 و 3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل:
أحمد بن محمد بن عمر، وهو مصحف.
(5) في المصدر: صومعتي. (6) من المصدر. (7) في المصدر: ثم جاء.
[ 207 ]
بربع إنسان، ثم دنت (1) الارباع (بعضها إلى بعض) (2) [ فقام ] (3) رجلا
فهو قائم، وأنا أتعجب منه. ثم انحدر الطير (عليه) (4) فضربه وأخذ ربعه
فطار، ثم رجع فأخذ ربعه فطار، ثم رجع فأخذ ربعا فطار، ثم رجع فأخذ الربع
الآخر (5)، فبقيت أتفكر (في ذلك) (6) وتحسرت (7) إلا كنت تحققته (8)،
فسألته من هو، فبقيت أتفقد الصخرة حتى رأيت الطائر (9) قد أقبل فتقيأ بربع
إنسان، فنزلت فقمت بإزائه فلم أزل حتى تقيأ (بربع ربع حتب الرابع) (10).
ثم طار فالتأم رجلا فقام قائما، فدنوت منه فسألته [ فقلت: ] (11) من أنت ؟
فسكت عني. فقلت بحق من خلقك من أنت ؟ قال: أنا ابن ملجم. قلت له: وأي شئ
عملت من الذنوب ؟ قال: قلت علي بن أبي طالب، فوكل (الله) (12) بي هذا
الطير يقتلني
(1) في المصدر: فدنت.
(2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) كذا في المصدر،
وفي الاصل: ربعه فطار، ثم رجع فأخذ ربعه. (6) ليس في المصدر.
(7) كذا في المصدر، وفي الاصل: تحرست. (8) في المصدر: أن لا أكون لحقته.
(9) في المصدر والبحار: الطير. (10) في المصدر: بالربع الرابع. (11) من
المصدر. (12) ليس في المصدر.
[ 208 ]
كل يوم قتلة (1) فهو يحدثني إذا نقض الطائر فضربه فأخذ ربعه ثم طار (وعاد
حتى أخذ الربع الآخر) (2)، فسألت عن علي - عليه السلام -، فقالوا: هو ابن
عم رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ ووصيه، فأسلمت ] (3). (4)
الخمسون
وخمسمائة خبر رؤيا الراضي 833 - الراوندي: قال: روى أبو محمد الصالحي (5)
قال: حدثنا أبو الحسن علي بن هارون المنجم أن الخليفة الراضي كان يجادلني
كثيرا على خطأ علي بن أبي طالب - عليه السلام - فيما دبر [ ه ] (6) في أمر
[ ه ] (7) معاوية. قال: فأوضحت له الحجة أن هذا لا يجوز على علي وأنه -
عليه السلام - لم (8) يعمل إلا الصواب، فلم يقبل مني هذا القول، ثم خرج
(9) إلينا في بعض الايام فنهاني عن الخوض في مثل ذلك، وحدثنا أنه رأى في
(1) في بعض المصادر: أربعين قتلة. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من
المصدر.
(4) الخرائج: 1 / 216 ح 60، عنه البحار: 42 / 307 ح 7 وعن كشف الغمة: 1 /
434 نقلا من مناقب الخوارزمي: 281، وأخرجه في إحقاق الحق: 8 / 760 والفصول
المهمة: 140 نقلا من مناقب الخوارزمي. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل:
الصالح. (6 و 7) من المصدر. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لا
يعمل. (9) في المصدر والبحار: وخرج.
[ 209 ]
منامه كأنه خارج من داره يريد بعض متنزهاته، فرفع إليه رجل (قصته) (1)
ورأسه رأس كلب، فسأل عنه، فقيل [ له ] (2): هذا الرجل كان يخطئ علي ابن
أبي طالب - عليه السلام - قال: فعلمت أن ذلك [ كان ] (3) عبرة لي
ولامثالي، فتبت إلى الله تعالى. (4)
الحادي والخمسون وخمسمائة قوسه - عليه
السلام - صار ثعبانا، وعلمه بالغائب الذي أراه فعلة عمر 834 - الراوندي:
قال: روي عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - (قال:) (5) إن عليا - عليه
السلام - بلغه عن عمر ذكر شيعته فاستقبله في بعض طرقات بساتين المدينة وفي
يد علي - عليه السلام - قوس [ عربية ] (6) فقال [ علي ] (7): يا عمر،
بلغني عنك ذكرك لشيعتي، فقال: اربع [ على ] (8) ظلعك. فقال علي - عليه
السلام - إنك لها هنا، ثم رمى بالقوس على (9) الارض فإذا هي ثعبان كالبعير
فاغرفاه وقد أقبل نحو عمر ليبتلعه، فصاح عمر:
الله الله يا أبا الحسن، لاعدت بعدها في شئ، وجعل يتضرع إليه
(1) في البحار: رجل قصير. (2 و 3) من المصدر. (4) الخرائج: 1 / 221 ح 66،
وعنه البحار: 42 / 1 ح 2. (5) ليس في المصدر. (6 - 8) من المصدر. (9) في
المصدر: إلى.
[ 210 ]
فضرب [ علي ] (1)
يده إلى الثعبان فعادت القوس كما كانت، فمضى عمر إلى بيته مرعوبا. قال
سلمان: فلما كان في الليل دعاني علي - عليه السلام - فقال: صرإلى عمر فإنه
حمل إليه من ناحية المشرق مال ولم يعلم به أحد وقد عزم أن يحبسه (2) فقل
له: يقول لك علي: أخرج ما حمل إليك من المشرق ففرقه على من جعل (3) لهم
ولا تحبسه فافضحك. فقال سلمان: فمضيت إليه وأديت الرسالة فقال حيرني (4)
أمر صاحبك فمن أين علم [ هو ] (5) به ؟ فقلت: وهل يخفى عليه مثل هذا ؟
فقال: يا سلمان، اقبل مني ما أقول لك ما علي إلا ساحر وإني لمشفق [ عليك ]
(6) منه، والصواب أن تفارقه وتصير (7) في جملتنا. قلت: بئس ما قلت، لكن
عليا وارث من أسرار (8) النبوة ما قد رأيت منه، وعنده ما هو أكثر (9) (مما
رأيت) (10) منه. قال: ارجع (إليه) (11) فقل له: السمع والطاعة لامرك،
فرجعت إلى
(1) من المصدر. (2) في المصدر: أن
يحتسبه. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: هو. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل:
خبرني. (5 و 6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: وتقر. (8) في
المصدر: قد ورث من آثار. (9) في المصدر: أكبر. (10) ليس في المصدر. (11)
ليس في نسخة " خ ".
[ 211 ]
علي - عليه
السلام -، فقال: احدثك بما جرى بينكما. فقلت: [ أنت ] (1) أعلم به مني،
فتكلم بكل ما جرى بيننا، ثم قال: إن رعب الثعبان في قلبه إلى أن يموت. (2)
الثاني والخمسون وخمسمائة إخباره - عليه السلام - بما يكون بعد وفاته من
قبره وغيره 835 - الراوندي: قال: إنه - عليه السلام - قال: رأيت رسول الله
- صلى الله عليه وآله - في منامي وهو يمسح الغبار عن وجهي وهو يقول: يا
علي لا عليك لا عليك قد قضيت ما عليك، فما مكث الا ثلاثا حتى ضرب. ثم قال
(3): رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - (أيضا) (4) في منامي، فشكوت
إليه ما لقيت من بني أمية (5) من الاود (6) واللدد وبكيت. فقال: لا تبك،
التفت فإذا رجلان مصفدان (7) والجلاميد يرشح
(1) من المصدر. (2) الخرائج: 1 / 232
ح 77، وعنه البحار: 8 / 82 (ط الحجر) وج 41 / 256 ح 17، وإثبات الهداة: 2
/ 458 ح 195. وقد تقدم نحوه في ج 1 / 478 ح 313 عن ثاقب المناقب. (3) في
المصدر والبحار: وقال. (4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: من امته. (6)
كذا في المصدر، وفي الاصل: الاولاد، وهو مصحف قطعا، والاود: الكذب والتعب،
واللدد: الخصومة الشديدة، والمجادلة والحيل. (7) صفده صفدا: أوثقه وقيده
بالحديد.
[ 212 ]
بها (1) رؤوسهما (2). ثم
قال للحسن والحسين - عليهما السلام -: رؤوسهما إذا مت فاحملاني إلى الغري
من نجف الكوفة، واحملا آخر سريري فالملائكة يحملون أوله، وأمرهام أن
يدفناه هناك ويعفيا قبره، لما يعلمه من دولة (3) بني امية بعده. وقال:
ستريان صخرة بيضاء تلمع نورا فاحتفرا فستجدان ساجة مكتوبا عليها: مما
ادخرها نوح - عليه السلام - لعلي بن أبي طالب - عليه السلام -، ففعلا ما
أمرهما به فدفناه [ فيه ] (4) وعفيا اثره. ولم يزل قبره مخفيا حتى دل عليه
جعفر بن محمد - عليهما السلام - في أيام الدولة العباسية، وقد خرج [ هارون
] (5) الرشيد يوما يتصيد وأرسلوا الصقور عنها والكلاب على الظباء بجانب
الغريين، فجاولتها ساعة، ثم
لجأت الظباء إلى الاكمة، فرجع الكلاب والصقور عنها فسقطت في ناحية، ثم
هبطت الظباء من الاكمة فهبطت الكلاب والصقور ورجعت إليها (6)، فتراجعت
الظباء إلى الاكمة، فانصرفت عنها الصقور والكلاب، ففعلن (7) ذلك ثلاثا،
فتعجب هارون الرشيد من ذلك وسأل شخصا من بني أسد: ما هذه الاكمة ؟
(1) في المصدر: وإذا جلاميد ترضح بها رؤوسهما، والجلاميد جمع الجلمد:
الصخر، ورضح رأسه بالحجر: رضه. (2) من قوله " ثم قال " إلى هنا ليس في
البحار. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: من فعل. (4 و 5) من المصدر. (6) في
المصدر: فترجع إليها. (7) في المصدر: ففعلوا.
[ 213 ]
فقال: لي الامان ؟ قال: نعم. قال: فيها قبر الامام علي بن أبي طالب - عليه
السلام -، فتوضأ هارون وصلى ودعا، فعند ذلك (1) أظهر الصادق - عليه السلام
- موضع قبره بتلك الاكمة. (2)
الثالث والخمسون وخمسمائة الفرس مسرجا ملجما
مهدي إليه - عليه السلام - من الله سبحانه 836 - الراوندي: قال: روي عن
علي بن أبي طالب - عليه السلام - أنه قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه
وآله - فسار مليا وهو راكب وسايرته ماشيا، فالتفت إلي فقال: يا أبا الحسن
(3) اركب كما ركبت، و (4) امش كما مشيت.
فقلت: بل تركب و [ أنا ] (5) أمشي، فسار ثم التفت إلي وقال: يا علي اركب
كما ركبت حتى أمشي كما مشيت فأنت أخي وابن عمي وزوج ابنتي وابو سبطي.
فقلت: بل تركب وأمشي، فسار مليا حتى بلغنا إلى عين (6) ماء، فثنى رجله من
الركاب ونزل وأسبغ الوضوء، وأسبغت الوضوء معه، ثم
(1) في المصدر: " ثم " بدل " فعند ذلك ". (2) الخرائج: 1 / 233 ح 78، عنه
البحار: 42 / 323 ح 33، وإثبات الهداة: 2 / 458 ح 196. وأخرج نحو ذيله في
البحار: 42 / 329 ح 16 عن إرشاد المفيد: 19 وفرحة الغري: 119. وقد تقدم
نحوه في المعجزة: 487 عن إعلام الورى. (3) في المصدر: وقال: يا علي. (4)
كذا في المصدر، وفي الاصل: أو. (5) من المصدر. (6) في المصدر: غدير.
[ 214 ]
صف قدميه وصلى، وصففت قدمي وصليت حذاءه، فبينا أنا ساجد، إذ قال: يا علي
ارفع رأست فانظر إلى هدية الله إليك، فرفعت رأسي فإذا أنا بنشز من الارض
وإذا عليه فرس بسرجه ولجامه. فقال - صليالله عليه وآله -: هذا هدية الله
إليك اركبه، فركبته وسرت مع النبي - صلى الله عليه وآله -. (1)
الرابع
والخمسون وخمسمائة اقرار حوت يونس - عليه السلام - له - عليه السلام - 837
- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه: قال: أخبرني
أخي - رضي الله عنه - قال: حدثني أبو الحسن أحمد بن علي المعروف بابن
البغدادي ومولده بسوراء في يوم الجمعة لخمس بقين من جمادى الاولى سنة خمس
وتسعين وثلاثمائة. قال: وجدت في الكتاب الملقب بكتاب المعضلات رواية أبي
طالب محمد بن الحسين بن زيد، قال: حدث أبوه عن أبي (2) رياح يرفعه عن
رجاله، عن محمد بن ثابت، قال: كنت جالسا في مجلس سيدنا أبي الحسن علي بن
الحسين زين العابدين - صلوات الله عليه - إذ وقف به (3) عبد الله بن عمر
بن الخطاب فقال [ له ] (4): يا علي (بن
(1) الخرائج: 2 / 541 ح 1، وعنه البحار: 39 / 125، وفي إثبات الهداة: 1 /
376 ح 529 مختصرا. وقد تقدم في ج 1 / 120 عن مناقب ابن شهراشوب مع
تخريجاته. (2) في المصدر: ابن. (3) في المصدر: عليه. (4) من المصدر.
[ 215 ]
الحسين) (1) بغلني إنك تدعي أن يونس بن متى قد عرض عليه ولاية أبيك فلم
يقبلها (2)، وحبس في بطن الحوت. فقال له (علي بن الحسين: يا عبد الله بن
عمر) (3) وما أنكرت من ذلك ؟ قال: اني لا أقبله. فقال: أتريد أن يصح لك
(ذلك) (4)، قال (له) (5): نعم. قال (له) (6): فاجلس، ثم دعا غلامه فقال له
جئنا بعصابتين،
وقال لي يا محمد (بن ثابت) (7) شد عيني (8) عبد الله بإحدى العصابتين
واشدد عينيك بالاخرى، فشددنا (9) لاعييننا، فتكلم (بكلام) (10)، ثم قال:
حلا اعينكما (11) فححلنا (ها) (12) فوجدنا أنفسنا على بساط (ونحن) (13)
على ساحل البحر ثم تكلم (14) بكلام فأجاب (15) له حيتان البحر، و (16)
ظهرت (بينهن) (17) حوتة عظيمة فقال (لها) (18): ما اسمك ؟ فقالت: اسمي
نون. فقال لها: لم حبس يونس في بطنك ؟ فقالت له: عرض عليه ولاية
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: يقبل. (3 - 7) ليس في المصدر. (8) كذا
في المصدر، وفي الاصل: عين. (9) في المصدر: ففعلنا. (10) ليس في المصدر.
(11) في المصدر: حلوا أعينكم. (12 و 13) ليس في المصدر. (14 - 16) كذا في
المصدر، وفي الاصل: فتكلم... فاستجاب... إذ ظهرت. (17 و 18) ليس في المصدر.
[ 216 ]
أبيك فأنكرها فحبس في بطني، فلما أقربها وأذعن امرت فقذفته، وكذلك من أنكر
ولايتكم أهل البيت يخلد في نار الجحيم. فقال: يا عبد الله (1) اسمعت وشهدت
؟ فقال له: نعم. فقال: شدوا أعينكم، فشددناها، فتكلم (بكلام) (2) ثم قال
حلوها،
فحللناها فإذا نحن على البساط في مجلسه (3)، فودعه عبد الله وانصرف. فقلت
(له) (4): يا سيدي لقد رأيت في يومي هذا عجبا وآمنت به، فترى (5) عبد الله
بن عمر يؤمن بما آمنت به، فقال لي: ألا تحب أن تعرف ذلك ؟ فقلت: نعم، قال:
فقم واتبعه وماشه واسمع ما يقول (لك) (6). فتبعته (في الطريق) (7) ومشيت
معه، فقال لي: إنك لو عرفت سحر [ بني ] (8 عبد المطلب لما كان هذا [ بشئ ]
(9) في نفسك، هؤلاء قوم يتوارثون السحر كابرا عن كابر فعند ذلك علمت (10)
ان الامام لا يقول الا حقا. (11)
(1) في المصدر: فالتفت إلى عبد الله وقال له. (2) ليس في المصدر، وفيه:
وقال. (3) في المصدر: في محله. (4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: أترى أن
عبد الله بن عمر يؤمن به ؟ فقال: لا، أتحب أن تعرف. (6) ليس في المصدر.
(7) ليس في المصدر، وفيه: وماشيته. (7) ليس في المصدر، وفيه: وما شيته. (8
و 9) من المصدر. (10) في المصدر: " فرجعت وأنا عالم " بدل " فعند ذلك علمت
". (11) دلائل الامامة: 92. وقد تقدم في المعجزة: 249 مع تخريجاته.
[ 217 ]
الخامس والخمسون وخمسمائة علمه - عليه السلام - بالغائب 838 - العياشي:
بإسناده عن محمد بن سالم، عن أبي بصير قال: قال
جعفر بن محمد - عليه السلام -: خرج عبد الله بن عمرو بن العاص من عند
عثمان فلقى أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - فقال له: يا علي بتنا
الليلة في أمر نرجوأن يثبت الله هذه الامة. فقال أمير المؤمنين - عليه
السلام -: لن يخفى علي ما بتم فيه حرفتم وغيرتم وبدلتم تسعمائة حرف،
ثلاثمائة حرفتم وثلاثمائة غيرتم وثلاثمائة بدلتم * (فويل للذين يكتبون
الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله - إلى آخر الآية - مما يكسبون)
* (1). (2)
(1) البقرة: 79. (2) تفسير العياشي: 1 / 7 ح 62، وعنه البحار: 92 / 55 ح
26 والمؤلف في البرهان: 1 / 199 ح 2. هذا ولكن الامة الاسلامية اليوم
أجمعوا على أن القرآن الذي بايدينا هو كما انزل على رسول الله - صلى الله
عليه وآله - لازيد عليه حرف واحد ولا نقص عنه ولا بدل ولا حرف كا قال جل
جلاله: * (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) * فلابد أن يحمل الحديث
وما شابه ذلك إما على الانحراف في التفسير أو غير ذلك، والله هو الموفق
المعين على صراط الحق.
|