كتاب مدينة المعاجز

الجزء الثالث

 

 

[ 219 ]

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الباب الثاني في معاجز الامام أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهما السلام -

الاول أن نور الحسن - عليه السلام - خلق الله جل جلاله منه اللوح والقلم والشمس والقمر 839 / 1 - السيد الاجل السيد الرضي في كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة: قال: قال القاضي الامين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الجلابي المغازلي قال: حدثنا أبي - رحمه الله - قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن علي بن محمد بن مخلد، عن جعفر بن حفص، عن سواد بن محمد، عن عبد الله بن نجيح، عن محمد بن مسلم البطائحي، عن محمد بن يحيى الانصاري، عن عمه حارثة، عن زيد بن

[ 220 ]

عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: دخلت يوما على رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقلت: يا رسول الله أرني الحق حتى أتبعه. فقال - صلى الله عليه وآله -: يابن مسعود لج إلى المخدع، فولجت فرأيت أمير المؤمنين - عليه السلام - راكعا وساجدا وهو يقول عقيب صلواته: اللهم بحرمة محمد عبدك ورسولك اغفر للخاطئين من شيعتي. قال ابن مسعود: فخرجت لاخبر رسول الله بذلك، فوجدته راكعا وساجدا وهو يقول: اللهم بحرمة عبدك علي اغفر للعاصين من أمتي. قال ابن مسعود: فأخذني هلع حتى غشي علي، فرفع النبي رأسه وقال: يابن مسعود أكفر بعد ايمان ؟ فقلت: معاذ الله، ولكني رأيت عليا يسأل الله تعالى بك وانت تسأل الله تعالى به، (ولم أدر أيكما اكرم على الله) (1). فقال: يابن مسعود إن الله تعالى خلقني وعليا والحسن والحسين من نور عظمته قبل الخلق بألفي عام حين لاتسبيح ولا تقديس، (وفتق نوري فخلق منه السماوات والارض، وأنا أفضل من السماوات والارض. وفتق نور علي فخلق منه العرش والكرسي، وعلي أفضل من العرش والكرسي) (2). وفتق نور الحسن فخلق منه اللوح والقلم، والحسن أفضل من اللوح والقلم. وفتق نور الحسين فخلق منه الجنان والحور العين، والحسين أفضل منها، فاظلمت المشارق والمغارب فشكت الملائكة إلى الله عز


(1 و 2) ليس في نسخة " خ ".


[ 221 ]

وجل الظلمة وقالت: اللهم بحق هؤلاء الاشباح الذين خلقت ألا ما فرجت عنا من هذه الظلمة. فخلق الله عزوجل روحا وقرنها بأخرى فخلق منها نورا، ثم أضاف النور إلى الروح فخلق منها الزهراء - عليها السلام -، فمن ذلك سميت الزهراء فأضاء منها المشرق والمغرب. يابن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لي ولعلي: أدخلا الجنة من شئتما وأدخلا الناس من شئتما وذلك قوله تعالى: * (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) * (1)، فالكفار من جحد نبوتي، والعنيد من عاند عليا وأهل بيته وشيعته. (2) 840 / 2 - الشيخ أبو جعفر الطوسي في مصباح الانوار: عن أنس بن مالك قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وآله - في بعض الايام صلاة الفجر، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم، فقلت [ له ] (3) يا رسول الله إن رأيت أن تفسر لنا قول الله عزوجل: * (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) * (4). فقال - صلى الله عليه وآله -: أما النبيون فأنا، وأما الصديقون فأخي علي -


(1) ق: 24. (2) رواه شاذان بن جبرائيل في كتاب الفضائل: 128 - 129، والروضة له: 18 باختلاف وعنهما البحار: 40 / 43 ح 81. وأخرجه في البحار أيضا: 36 / 73 ح 24، عن تأويل الآيات: 2 / 610 ح 7 نحوه. وأورده المؤلف في حلية الابرار: 3 / 7 ح 1 والبرهان: 4 / 226 ح 14. ويأتي في المعجزة: 10 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (3) من البحار. (4) النساء: 69.


[ 222 ]

عليه السلام -، وأما الشهداء فعمي حمزة، وأما الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين. قال: وكان العباس حاضرا، فوثب فجلس بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقال: ألسنا أنا وأنت وعلي وفاطمة والحسن والحسين من نبعة واحدة ؟ قال: وكيف ذلك يا عم ؟ قال (العباس) (1): لانك تعرف بعلي وفاطمة والحسن والحسين دوننا. فتبسم النبي - صلى الله عليه وآله - وقال: أما قولك يا عم ألسنا من نبعة واحدة فصدقت، ولكن يا عم إن الله تعالى خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الله تعالى آدم حيث (2) لاسماء مبنية ولا أرض مدحية ولا ظلمة ولا نور ولا جنة ولانار ولا شمس ولاقمر. قال العباس: وكيف كان بدؤ خلقكم يارسول الله ؟ فقال: يا عم لما أراد الله تعالى أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا ثم تكلم بكلمة فخلق منها روحا فمزج النور بالروح فخلقني وأخي عليا وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام -، فكنا نسبحه حين لاتسبيح، ونقدسه حين لا تقديس. فلما أراد الله تعالى أن ينشئ الصنعة فتق نوري فخلق منه العرش، فنور العرش من نوري، ونوري خير من نور العرش. ثم فتق نور أخي علي بن أبي طالب - عليه السلام - فخلق منه نور


(1) ليس في البحار. (2) في المصدر: حين.


[ 223 ]

الملائكة، فنور الملائكة من نور علي، فنور علي أفضل من الملائكة. ثم فتق نور ابنتي فاطمة فخلق منه نور السماوات والارض، فنور ابنتي فاطمة أفضل من نور السماوات والارض. ثم فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر، فنور، ولدي الحسن أفضل من الشمس والقمر. ثم فتق نور ولدي الحسين فخلق منه الجنة والحور العين فنور ولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين. ثم أمر الله الظلمات أن تمر على السماوات، فأظلمت على الملائكة، فضجت الملائكة بالتسبيح والتقديس وقالت: إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا وعرفتنا هذه الاشباح لم نر بؤسا، فبحق هذه الاشباح إلا كشفت عنا هذه الظلمة، فأخرج الله من نور ابنتي قناديل معلقة في بطنان العرش فازهرت السماوات والارض، ثم أشرقت بنورها فلاجل ذلك سميت الزهراء. فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر الذي قد ازهرت منه السماوات والارض ؟ فأوحى الله إليهم هذا نور اخترعته من نور جلالي لامتي فاطمة ابنة حبيبي وزوجة وليي وأخي نبيي وأبي حججي على عبادي، أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم لهذه المرأة وشيعتها ثم لمحبيها إلى يوم القيامة. فلما سمع العباس من رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذلك وثب قائما وقبل بين عيني علي - عليه السلام - وقال: والله يا علي أنت الحجة البالغة لمن

[ 224 ]

آمن بالله تعالى. (1)

الثاني ما منه الحسن والحسين - عليهما السلام - كان من الجنة 841 / 3 - شرف الدين النجفي في كتاب تأويل الآيات الباهرة: عن أبي جعفر الطوسي - رحمه الله -، عن رجاله، عن المفضل بن شاذان ذكره في كتابه " مسائل البلدان " يرفعه إلى سلمان الفارسي - رضى الله عنه - قال: دخلت على فاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام - يلعبان بين يديها ففرحت بهما فرحا شديدا، فلم البث حتى دخل رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقلت: يا رسول الله أخبرني بفضيلة هؤلاء لازداد حبا لهم. فقال: يا سلمان ليلة اسري بي إلى السماء وأدارني [ إذ رأيت ] (2) جبرائيل في سمواته وجنانه، فبينما أنا أدور (في) (3) قصورها وبساتينها ومقاصيرها إذ شممت رائحة طيبة فأعجبتني تلك الرائحة، فقلت: يا حبيبي ما هذه الرائحة التي غلبت على روائح (4) الجنة كلها ؟ فقال: يا محمد تفاحة خلقها الله تبارك وتعالى بيده منذ ثلاثمائة [ ألف ] (5) عام ما ندري ما يريد بها، فبينما أنا كذلك إذ رأيت ملائكة


(1) مصباح الانوار: 69 " مخطوط " وعنه تأويل الآيات: 1 / 137 ح 16 والمؤلف في البرهان: 1 / 392 ح 5 وحلية الابرار: 3 / 97 ح 1. وأخرجه في البحار: 24 / 31 ح 2 صدره، وج 37 / 82 ح 51 عن تأويل الآيات. ويأتي في معجزة: 16 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (2) من البحار. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: رائحة. (5) من المصدر والبحار.


[ 225 ]

ومعهم تلك التفاحة فقالوا: يا محمد ربنا السلام يقرئ عليك السلام وقد اتحفك بهذه التفاحة. قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: فأخذت تلك التفاحة فوضعتها تحت جناح جبرائيل - عليه السلام -، فلما هبط بي إلى الارض أكلت تلك التفاحة فجمع الله ماءها في ظهري، فغشيت خديجة بنت خويلد، فحملت بفاطمة - عليها السلام - من ماء التفاحة، فأوحى الله عزوجل إلي أن قد ولد لك حوراء إنسية، فزوج النور من النور، فاطمة من علي فإني قد زوجتها (1) في الجنة، وجعلت خمس الارض مهرها، وستخرج فيما بينهما ذرية طيبة وهما سراجا (أهل) (2) الجنة الحسن والحسين و [ يخرج من صلب الحسين ] (3) أئمة يقتلون ويخذلون، فالويل لقاتلهم وخاذلهم. (4)

الثالث معجزات مولده - عليه السلام - 842 / 4 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: (قام المولى أبو محمد الحسن - عليه السلام - بأمر الله واتبعه المؤمنون) (5) وكان مولده بعد مبعث رسول الله - صلى الله عليه وآله - بخمس عشرة سنة وأشهر، وولدت


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: زوجتهما. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر. (4) تأويل الآيات: 1 / 236 ح 16 وعنه البحار: 36 / 361 ح 232 والعوالم: 15 الجزء 3 / 186 ح 162 وج 11 / 136 ح 1 والمؤلف في حلية الابرار: 3 / 11 ح 5. ويأتي في المعجزة: 2 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (5) ما بين القوسين ليس في البحار.


[ 226 ]

فاطمة - عليها السلام - أبا محمد - عليه السلام - ولها إحدى عشرة سنة كاملة، وكانت ولادته مثل ولادة جده وأبيه - صلى الله عليهم -، وكان طاهرا مطهرا يسبح ويهلل في حال ولادته ويقرأ القرآن على ما رواه أصحاب الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وآله - أن جبرائيل ناغاه [ في مهده ] (1). قال السيد: وروي أن فاطمة - عليها السلام - ولدت الحسن والحسين من فخذها الايسر. وروي أن مريم - عليها السلام - ولدت المسيح - عليه السلام - من فخذها الايمن. قال: وحديث (2) هذه الحكاية في كتاب الانوار وفي كتب كثيرة. (3)

الرابع تسميته الحسن وأخاه الحسين من الله سبحانه وتعالى 843 / 5 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان: [ أخبرني أبو الطيب محمد بن الحسين التيملي، قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا يحييبن أحمد، قال: حدثنا محمد بن متوكل قال: حدثنا زفربن الهذيل، قال: حدثنا الاعمش، قال: حدثني مورق ] (4)، عن جابر بن عبد الله [ الانصاري، قال: ] (5) قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: سمي الحسن حسنا لان بإحسان الله قامت السماوات والارض، والحسن مشتق من


(1) من البحار. (2) في المصدر: وجدت. (3) عيون المعجزات: 59، وعنه البحار: 44 / 140 ح 7 صدره وذيله في ج: 43 / 256 ح 34 والعوالم: 16 / 19 ح 6، 7 والمؤلف في حلية الابرار: 1 / 13 ح 1 - 2. (4 و 5) من المصدر.


[ 227 ]

الاحسان وعلي والحسن اسمان [ مشتقان ] (1) من أسماء الله تعالى، والحسين تصغير الحسن. (2) 844 / 6 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب الامامة: قال: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن عبد الله بن يونس، عن المفضل بن عمر [ الجعفي ] (3)، عن جعفر بن محمد الصادق - عليه السلام -. (قال:) (4) وحدثني أيضا عن محمد بن اسماعيل الحسيني، عن أبي محمد الحسن بن علي الثاني - عليهما السلام -، و [ حدثني أيضا ] (5) عن منصور ابن ظفر، عن أحمد بن محمد الغربالي (6) المخصوص ببيت المقدس في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثمائة، عن نصر بن علي الجهضمي. قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا - عليه السلام - عن مواليد الائمة وأعمارهم - عليهم السلام - وما حدثني عن محمد بن إسماعيل الحسيني (7)، عن أبي محمد - عليه السلام - وهو الحادي عشر. قال: ولد أبو محمد الحسن بن علي - عليهما السلام - يوم النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة وفيها كانت بدر، وبعد خمسين ليلة من


(1) من المصدر. (2) مائة منقبة: 21 ح 3، وعنه المؤلف في حلية الابرار: 3 / 20 ح 8. وأخرجه في البحار: 43 / 252 ح 30 والعوالم: 16 / 25 ح 5 وج 17 / 27 ح 1 عن مناقب آل أبي طالب: 3 / 298. ويأتي في المعجزة: 8 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر. (6) في المصدر: الفريابي. (7) في المصدر: الحسني.


[ 228 ]

ولادة الحسن علقت فاطمة بالحسين، فعق [ عنه ] (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله - كبشا، وحلق رأسه وأمر أن يتصدق بوزن شعره فضة، ولما ولد أهدى جبرائيل - عليه السلام - اسمه في خرقة حرير من ثياب الجنة، واشتق اسم الحسين من اسم الحسن، وكان أشبه بالنبي ما بين الصدر إلى الرأس. ويروى أيضا أن فاطمة لما ولدت الحسن جاءت به إلى النبي فقالت: ما احسنه يا رسول الله فسماه حسنا، فلما ولدت الحسين قالت: وقد حملته (2) هذا أحسن فسماه حسينا. (3) 845 / 7 - ابن بابويه في كتاب العلل: باسناده (الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، عن جده، عن أحمد بن صالح التميمي،) عن عبد الله بن عيسى، عن جعفر بن محمد، عن أبيه - عليهما السلام - قال: أهدى جبرائيل إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - اسم الحسن بن علي - عليهما السلام - في (4) خرقة حرير من ثياب الجنة واشتق اسم الحسين بن اسم الحسن - عليهما السلام -. (5) 846 / 8 - عنه: باسناده عن الحسن بن محمد بن يحيى العلوي - رحمه الله - قال: حدثني جدي قال: حدثنا داود بن القاسم، قال: أخبرنا عيسى، قال: أخبرنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو ابن دينار عن عكرمة قال: لما ولدت فاطمة - عليها السلام - الحسن - عليه السلام -


(1) من المصدر. (2) في المصدر: جاءت به. (3) دلائل الامامة: 60. وأخرج قطعة منه في البحار: 98 / 191 عن العدد القوية: 28 ح 10 نقلا من دلائل الامامة. (4) في المصدر والبحار ونسخة " خ ": و. (5) علل الشرائع: 139 ح 9 معاني الاخبار: 58 ح 8 وعنهما البحار: 43 / 241 ح 11 وحلية الابرار: 3 / 19 ح 6 والعوالم: 16 / 27 ح 9، وفي ج 17 / 28 ح 5 عن العلل.


[ 229 ]

جاءت به إلى النبي - صلى الله عليه وآله - فسماه حسنا، فلما ولدت الحسين - عليه السلام - جائت به إليه فقالت: يا رسول الله هذا أحسن من هذا، فسماه حسينا. (1)

الخامس أنه - عليه السلام - من عمود من نور أودع في رسول الله - صلى الله عليه وآله - 847 / 9 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه: قال: حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد الحريري، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج، قال: حدثنا عيسى بن مهران، قال: حدثني منذر السراج (2)، قال: حدثنا إسماعيل بن علية (3)، قال: أخبرني أسلم بن ميسرة العجلاني، عن سعيد، عن أنس بن مالك، عن معاذ بن جبل أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: إن الله عزوجل خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام - قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام. فقلت: فأين كنتم يا رسول الله ؟ ! قال: قدام العرش نسبح الله (ونحمده) (4) ونقدسه ونمجده. (قال:) (5) قلت: علي أي مثال ؟


(1) علل الشرائع: 139 ح 10، معاني الاخبار: 57 ح 7، وعنهما البحار: 43 / 24 2 والعوالم: 16 / 24 ح 3 وج 17 / 27 ح 2 والمؤلف في حلية الابرار: 3 / 20 ح 7. (2) في العلل: الشراك. (3) كذا في المصدر والعلل، وفي الاصل: علبة - بالباء الموحدة -. (4 و 5) ليس في المصدر.


[ 230 ]

قال: أشباح نور حتى إذا أراد الله عزوجل أن يخلق صورنا صيرنا عمود نور، ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الامهات لا يصيبنا نجس الشرك ولاسفاح الكفر ليسعد (1) بنا قوم ويشقى (بنا) (2) آخرون. فلما صيرنا في (3) صلب عبد المطلب، أخرج ذلك النور فشقه نصفين، فجعل نصفه في عبد الله، ونصفه في أبي طالب، ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة [ بنت وهب ] (4)، والنصف الآخر إلى فاطمة بنت أسد، فأخرجتني آمنة، وأخرجت فاطمة عليا. ثم [ أ ] (5) عاد عزوجل العمود [ إلي ] (6) فخرجت مني فاطمة، وأعاد إلى علي - عليه السلام - (7) فخرج الحسن والحسين يعني [ من ] (8) النصفين جميعا، فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن، وما كان من نوري فصار في ولد الحسين، فهو ينتقل في الائمة من ولده إلى يوم القيامة. وروى هذا الحديث ابن بابويه في كتاب العلل: قال: حدثنا إبراهيم ابن هارون الهاشمي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج، قال: حدثنا عيسى بن مهران، قال: حدثنا منذر بن الشراك، قال: حدثنا


(1) في المصدر والعلل: يسعد. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر والبحار: إلى. (4) من المصدر. (5 و 6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: ثم أعاد عزوجل العمود إليه. (8) من المصدر.


[ 231 ]

إسماعيل بن علية، قال: أخبرني أسلم بن ميسرة العجلي، [ عن أنس بن مالك ] (1) عن معاذ بن جبل، قال: ان رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وذكر الحديث بعينه. (2)

السادس تلبية النخلة له - عليه السلام - 848 / 10 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي، ثم الانصاري قال: قال عمارة بن زيد: سمعت إبراهيم بن سعد يقول: (سمعت) (3) محمد بن إسحاق يقول: كان الحسن والحسين - عليهما السلام - طفلان يلعبان فرأيت الحسن وقد صاح بنخلة فأجابته بالتلبية وسعت إليه كما يسعى الولد إلى والده. (4)

السابع إخراجه من الصخرة عسلا 849 / 11 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب الامامة: وكلما في هذا عنه فهو منه قال: حدثنا أبو محمد سفيان، عن أبيه، قال: أخبرنا الاعمش، عن كثير بن سلمة، قال: رأيت الحسن [ بن علي ] (5) - عليه


(1) من المصدر. (2) دلائل الامامة: 59، علل الشرائع: 208 ح 11. وأخرجه في البحار: 15 / 7 ح 7 وج 35 / 34 ح 32 عن العلل وقطعة منه في ج 57 / 43 ح 16 وص 175 ح 34 عن العلل أيضا والمؤلف في حلية الابرار: 3 / 9 ح 3 وص 10 ح 4. ويأتي في المعجزة: 10 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (3) ليس في المصدر. (4) دلائل الامامة: 63. (5) من المصدر.


[ 232 ]

السلام - في حياة رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ قد ] (1) اخرج من صخرة عسلا ماذيا فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - فأخبرته قال: اتنكرون لابني هذا وإنه سيد ابن سيد يصلح الله به بين الفئتين وتطيعه أهل السماء في سمائه وأهل الارض في ارضه. (2)

الثامن الطير تظله وتجيبه 850 / 12 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد (قال: حدثنا سلمة بن محمد) (3)، قال: أخبرنا محمد بن علي الجاشي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبي عروبة [ سعيد بن أبي سعيد ] (4)، عن أبي سعيد الخدري، (قال: رأيت الحسن بن علي - عليه السلام - وهو طفل والطير تظله ورأيته يدعو الطير فتجيبه) (5).

التاسع علوه - عليه السلام - في الهواء وغيبوبته في السماء 851 / 13 - (أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: وحدثنا أبو محمد، قال: حدثنا وكيع عن الاعمش، عن مروان، عن جابر) (6)، قال: رأيت الحسن بن علي وقد علا في الهواء وغاب في السماء فأقام بها ثلاثا


(1) من المصدر. (2) دلائل الامامة: 64. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) ما بين القوسين ليس في المصدر، وفي الاصل: فتجبيه، وما أثبتناه كما في نسخة " خ ". (6) ليس في المصدر.


[ 233 ]

ثم نزل بعد الثلاث وعليه السكينة والوقار، فقال: بروح آبائي نلت ما نلت. (1)

العاشر أنه - عليه السلام - أرى أصحابه - عليه السلام - معاوية وعمروبن العاص وأصحابه بظهر الكوفة، وهما بمصر ودمشق 852 / 14 - عنه: قال: وحدثنا أبو محمد، قال: حدثنا عمارة بن زيد، قال: حدثنا ابراهيم بن سعد، قال: حدثنا محمد بن جرير، قال: أخبرنا (2) ثقيف البكاء، قال: رأيت الحسن بن علي - عليه السلام - عند منصرفه من معاوية، وقد دخل عليه حجر بن عدي، فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين ! فقال: مه ما كنت مذلهم، بل أنا معز المؤمنين، وإنما أردت الابقاء (3) عليهم، ثم ضرب برجله في فسطاطه فإذا أنا في ظهر (4) الكوفة وقد خرق (5) إلى دمشق ومضى (6) حتى رأينا عمرو ابن العاص بمصر ومعاوية بدمشق فقال: لو شئت لنزعتهما ولكن هاه هاه ومضى محمد - صلى الله عليه وآله - على منهاج وعلي - عليه السلام - على منهاج وأنا اخالفهما لا


(1) دلائل الامامة: 64. (2) في المصدر: أخبرني. (3) في المصدر: البقاء. (4) في المصدر: بظهر. (5) في المصدر: خرج. (6) في المصدر: ومصر.


[ 234 ]

يكون (1) ذلك مني. (2)

الحادي عشر إتيانه - عليه السلام - بالمطر والبرد واللؤلؤ، وأخذه الكواكب من السماء 853 / 15 - عنه: قال: حدثنا [ أبو ] (3) محمد بن سفيان، عن أبيه، عن الاعمش، عن ابراهيم، عن منصور (4)، قال: رأيت الحسن بن علي (بن أبي طالب - عليه السلام -) (5) وقد خرج مع قوم يستسقون فقال للناس: أيما أحب اليكم المطر، أم البرد، أم اللؤلؤ ؟ فقالوا: يابن رسول الله ما أحببت. فقال: على أن لا يأخذ أحد منكم لدنياه شيئا (فأتاهم) (6) بالثلاث ورأيناه يأخذ الكواكب من السماء ثم يرسلها (7) فتطير كالعصافير إلى مواضعها. (8)


(1) في المصدر: فأنا اخالفهما ؟ لاكان. (2) دلائل الامامة: 64. (3) من المصدر. (4) في المصدر: ابن منصور ولكن الذي ينقل عنه الاعمش إنما هو إبراهيم بن مالك الاشتر - رضوان الله عليهما -. (5 و 6) ليس في المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: يشتها: اي يفرقها على أجزاء شتى. (8) دلائل الامامة: 64، وعنه إثبات الهداة: 2 / 561 ح 24.


[ 235 ]

 

الثاني عشر الموائد التي نزلت عليه - عليه السلام - من السماء مع الملائكة 854 / 16 - عنه: قال [ أبو جعفر ] (1): حدثنا أبو محمد سفيان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الاعمش، قال: حدثنا أبو (2) موسى، قال: حدثنا قبيصة بن إياس، قال: كنت مع الحسن بن علي وهو صائم ونحن نسير معه إلى الشام وليس معه زاد ولا ماء ولا شئ الا ما هو عليه راكب، فلما [ أن ] (3) غاب الشفق وصلى العشاء فتحت أبواب السماء وعلق فيها القناديل ونزلت الملائكة ومعهم الموائد والفواكه وطسوت وأباريق وموائد تنصب (4) ونحن سبعون رجلا فنقل من كل حار وبارد حتى أملينا (وامتلئ) (5)، ثم رفعت على هيئتها لم تنقص. (6)

الثالث عشر إخباره - عليه السلام - بوقت قتل عثمان 855 / 17 - عنه: قال: حدثنا أبو محمد سفيان، عن أبيه، عن الاعمش، عن (7) عبد الله بن مجاهد، عن الاشعث، قال: كنت مع الحسن بن علي - عليهما السلام - حين حوصر عثمان في الدار فأرسله أبوه ليدخل إليه


(1) من المصدر. (2) في المصدر: ابن. (3) من المصدر. (4) في المصدر: فنصبت الموائد. (5) ليس في المصدر. (6) دلائل الامامة: 65، وعنه إثبات الهداة: 2 / 561 ح 25. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال: قال فقير بن عبد الله بن مجاهد.


[ 236 ]

الماء، فقال لي: (يا ابن الاشعث) (1) الساعة الساعة يدخل عليه (2) من يقتله وأنه لا يسمي، فكان كذلك ما أمسى يومه ذلك (3). (4)

الرابع عشر إخباره بنم يقتل عثمان 856 / 18 - عنه: قال: حدثنا سفيان عن أبيه، عن الاعمش، قال: قال محمد بن صالح: رأيت الحسن بن علي يوم الدار وهو يقول أنا أعلم من يقتل عثمان، فسماه قبل أن يقتل عثمان (5) بأربعة أيام فكان أهل الدار يسمونه الكاهن. (6)

الخامس عشر تلبية الظباء وفتح أبواب السماء ونزول النور والزلزلة 857 / 19 - عنه: عن سفيان، عن أبيه، عن الاعمش، عن أبي بريدة، عن محمد بن حجارة، قال: رأيت الحسن بن علي - عليهما السلام - وقد مرت به صريمة من الظباء فصاح بهن فأجابته كلها بالتلبية حتى أتت (7) بين يديه.


(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: إليه. (3) في المصدر: فكان كذلك حتى قتل في يومه وما أمسى. (4) دلائل الامامة: 65، وعنه إثبات الهداة: 2 / 562 ح 26. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: يقتله. (6) دلائل الامامة: 65، وعنه إثبات الهداة: 2 / 562 ح 27. وهكذا ينسب لآل بيت العصمة والطهارة ما لا يليق بهم - صلوات الله عليهم - فهو من صنائع الخوارج وبني امية وبني العباس. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: ذهبت.


[ 237 ]

فقلنا: يابن رسول الله هذا وحش فأرنا آية من أمر السماء، فأومى نحو السماء ففتحت الابواب ونزل نور حتى أحاط بدور المدينة وتزلزلت (1) الدور حتى كادت أن تخرب، فقلنا يابن رسول الله ردها. فقال: نحن الآخرون ونحن الاولون (2) ونحن [ الآمرون ونحن ] (3) النور ننور الروحانيين بنور الله ونروحهم بروحه فينا مسكنه وإلينا معدنه الآخر منا كالاول، والاول منا كالآخر. (4)

السادس عشر إخراجه البحور والسفن والسمك منها 858 / 20 - عنه: قال: حدثنا أبو محمد سفيان، عن أبيه، عن الاعمش، عن مورق، عن جابر، قال: قلت للحسن (بن علي - عليهما السلام -) (5) احب أن تريني معجزة نتحدث [ بها ] (6) عنك ونحن (7) في مسجد رسول الله، فضرب برجله الارض حتى أراني البحور وما يجري فيها من السفن، ثم أخرج من سمكها فأعطانيه. فقلت لابني محمد: إحمله إلى المنزل فحمله (8) فأكلنا منه


(1) في المصدر: ونزلت. (2) في المصدر: نحن الاولون والآخرون. (3) من المصدر. (4) دلائل الامامة: 65، وعنه إثبات الهداة: 2 / 562 ح 28. (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر. (7) في المصدر: وكنا. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: احمل... فحمل.


[ 238 ]

ثلاثا. (1)

السابع عشر رفعه - عليه السلام - البيت إلى الهواء 859 / 21 - عنه: حدثنا سفيان عن أبيه، عن الاعمش، عن (القاسم ابن (2) إبراهيم الكلابي، عن زيد بن أرقم، قال: كنت بمكة (3) والحسن بن علي - عليهما السلام - بها، فسألناه أن يرينا معجزة نتحدث (4) بها عندنا بالكوفة، فرأيته وقد تكلم ورفع البيت حتى علا به في الهواء (5) وأهل مكة يومئذ (معتمرون مكبرون، ثم ردنا إلى الموضع) (6) فمن (قائل يقول: ساحر، ومن قائل يقول: اعجوبة، فجاء خلق كثير تحت البيت، والبيت في الهواء، ثم رده) (7). (8)

الثامن عشر مثله وفي مسجد الاعظم بالكوفة 860 / 22 - عنه: قال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن الاعمش، عن سويد الازرق، عن سعد بن منقذ، قال: رأيت الحسن بن علي بمكة وهو


(1) دلائل الامامة: 65 - 66، وعنه إثبات الهداة: 2 / 562 ح 29. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: بالكوفة. (4) في المصدر: لنتحدث. (5) في المصدر: فرفع بنا الموضع حتى رأينا البيت الحرام. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: غافلون يكبرون. (7) في المصدر: فمن قال: سحر، ومن قال: اعجوبة من المعاجز. (8) دلائل الامامة: 66، وعنه إثبات الهداة: 2 / 562 ح 30.


[ 239 ]

يتكلم بكلام وقد (1) رفع البيت بنا، فتعجبنا وكنا نتحدث بذلك فلا نكاد (2) نصدق حتى رأيناه في مسجد الاعظم بالكوفة، فقلنا (له وحدثناه) (3): يابن رسول الله ألست فعلت كذا وكذا ؟ فقال: لو شئت لحولت مسجدكم [ هذا ] (4) إلى قم (بقمة) (5) وهو ملتقى النهرين نهر الفرات ونهر الاعلى، فقلنا: افعل، ففعل ذلك، ثم رده فكنا نصدق بعد ذلك بالكوفة بمعجزاته. (6)

التاسع عشر استخراجه الماء من سارية المسجد ولبن اوعسلا 861 / 23 - عنه: قال: حدثنا أبو محمد (بن) (7) عبد الله بن محمد والليث بن محمد بن موسى الشيباني، قالا: أخبرنا ابراهيم بن كثير بن محمد [ بن ] (8) جبرائيل، قال: رأيت الحسن بن علي وقد استسقى ماء فابطأ عليه السؤال (9) فاستخرج من سارية المسجد (مقابل الروضة التي فيها قبر فاطمة - عليها السلام -) (10) [ ماء فشرب وسقى أصحابه ثم قال: لو شئت نسقيكم لبنا وعسلا.


(1) في المصدر: إذ. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: البيت أو قال حوله فتعجبنا منه فكنا نحدث ولا. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) دلائل الامامة: 66، وعنه إثبات الهداة: 2 / 562 ح 31. (7) ليس في المصدر. (8) من المصدر. (9) في المصدر: الرسول. (10) ليس في المصدر.


[ 240 ]

فقلنا: فأسقنا لبنا وعسلا فسقانا لبنا وعسلا من سارية المسجد ] (1). (2)

العشرون إجابة الحيات له - عليه السلام - ولفها على يده وعنقه 862 / 24 - عنه: قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر بن كثير، قال: حدثنا محمد بن محرز بن يعلى، عن أبي أيوب الواقدي، عن محمد بن هامان، قال: رأيت الحسن بن علي - عليه السلام - ينادي الحيات فتجيبه ويلفها على يده وعنقه ويرسلها. (قال:) (3) فقال رجل من ولد عمر: أنا أفعل ذلك فأخذ حية فلفها على يده فهزمته حتى مات. (4)

الحادي والعشرون حبسه الريح في كفه وإرسالها ورجوعها 863 / 25 - عنه: قال: حدثنا أبو محمد، عن وكيع، عن الاعمش، عن سهل بن أبي اسحاق بن (5) كدير بن أبي كدير قال: شهدت الحسن بن علي وهو يأخذ الريح فيحبسها في كفه، ثم يقول: أين تريدون أن أرسلها ؟ فيقولون: نحو بيت فلان (وفلان) (6) فيرسلها، ثم يدعوها


(1) من المصدر. (2) دلائل الامامة: 66، عنه إثبات الهداة: 2 / 563 ح 32. (3) ليس في المصدر. (4) دلائل الامامة: 66، عنه إثبات الهداة: 2 / 563 ح 32. (5) في المصدر: عن كدير. (6) ليس في المصدر.


[ 241 ]

فترجع. (1)

الثاني والعشرون إخباره بما في بقرة حبلى ووصفه 864 / 26 - عنه: قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي، قال: حدثنا عمار بن زيد المدني، حدثني إبراهيم بن سعد وإبراهيم (2) بن مسعر كلاهما عن محمد بن إسحاق صاحب المغازي، عن عطاء (3) بن يسار، عن (عبد الله) (4) بن عباس، قال: مرت بالحسن بن علي - عليه السلام - بقرة فقال: هذه حبلى بعجلة انثى لها غرة في جبهتها ورأس ذنبها أبيض، فانطلقنا مع القصاب حتى (5) ذبحها فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها (6). فقلنا له: أو ليس الله عزوجل يقول * (ويعلم ما في الارحام) * (7)، فكيف علمت هذا ؟ فقال - عليه السلام -: إنا نعلم المكنون المخزون المكتوم الذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل غير محمد وذريته - عليهم السلام -. (8) (هامش) * (1) دلائل الامامة: 66، عنه إثبات الهداة: 2 / 563 ح 34. (2) في المصدر: سعيد ومحمد. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قال عمه. (4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: فلما. (6) في المصدر: وجدنا الامر على ما ذكر. (7) لقمان: 34. (8) دلائل الامامة: 67. وعنه البحار: 58 / 273 ح 1 وعن فرج المهموم: 223، وصدره في إثبات الهداة: 2 / 563 ح 35. وأخرجه في البحار: 43 / 328 ح 7 والعوالم: 16 / 88 ح 1 عن فرج المهموم.

[ 242 ]

 

الثالث والعشرون مثله 865 / 27 - عنه: قال: حدثنا سليمان بن ابراهيم الضبي (1)، قال: حدثنا زيد بن كامل بن أبي (2) نوفل محمد بن نوفل العبدي، قال: شهدت الحسن بن علي - عليهما السلام - وقد أتى بظبية فقال: هي حبلى بخشفين انثيين أحدهما في عينها عيب (3)، فذبحها فوجدناهما (4) كذلك. (5)

الرابع والعشرون إخراجه الماء من الصخرة واستخراج الطعام 866 / 28 - عنه: قال: حدثنا سفيان، عن وكيع، عن الاعمش، عن قدامة بن رافع، عن أبي الاحوص مولى ام سلمة، قال: اني مع الحسن - عليه السلام - بعرفات ومعه قضيب وهناك اجراء (6) يحرثون فكلما هموا بالماء (أو حين علم همهم يضرب) (7) بقضيبه إلى الصخرة فينبع لهم الماء (8) واستخرج لهم طعام. (9)


(1) في المصدر: النصيبيني. (2) في المصدر: زر بن كامل، عن أبي. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: غيد. (4) في المصدر: فوجدناها. (5) دلائل الامامة: 67، عنه إثبات الهداة: 2 / 563 ح 36. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأجزاء. (7) في المصدر: أجبل عليهم فضرب. (8) في المصدر: فنبع لهم منها ماء. (9) دلائل الامامة: 67، عنه إثبات الهداة: 2 / 563 ح 37.


[ 243 ]

 

الخامس والعشرون اخباره بقدوم جوائز معاوية 867 / 29 - عنه: قال: روى حميد بن المثنى، عن عيينة (1) بن مصعب، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: قال الحسن لاخيه الحسين ذات يوم وبحضرتهما عبد الله بن جعفر [ أن ] (2) هذا الطاغية (يعني معاوية) (3) باعث إليكم بجوائزكم في رأس الهلال. [ فقال الحسين - عليه السلام -: ] (4) فما أنتم صانعون ؟ قال الحسين - عليه السلام -: إن علي دينا وأنا به مغموم فإن أتاني الله به قضيت ديني، فلما كان رأس الهلال وافاهم المال، فبعث إلى الحسن - عليه السلام - بألف ألف درهم، وبعث إلى الحسين - عليه السلام - بتسعمائة ألف [ درهم ] (5)، وبعث إلى عبد الله بن جعفر بخمسمائة الف درهم. فقال عبد الله بن جعفر: ما تقع هذه من ديني وما فيها قضاء ديني ولا ما أريد، وأما الحسن أخذها وقضى دينه، وأما الحسين فأخذها وقضى دينه وقسم ثلث ما بقي في أهل بيته ومواليه (وفضل الباقي انفقه يومه) (6)، وأما عبد الله بن جعفر فقضى دينه، وفضلت له عشرة آلاف درهم فدفعها إلى الرسول الذي جاء (ه) (7) بالمال، فسأل معاوية رسوله


(1) في الاثبات: عنبسة. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4 و 5) من المصدر. (6 و 7) ليس في المصدر.


[ 244 ]

ما فعل القوم بالمال، فأخبره بما صنع القوم بأموالهم. (1)

السادس والعشرون إحياء ميت 868 / 30 - عنه: قال: روى علي بن أبي حمزة، عن علي بن معمر، عن أبيه (2)، عن جابر، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: جاء الناس إلى الحسن فقالوا له: أرنا ما عندك من عجائب أبيك التي (3) كان يريناها. قال: وتؤمنون (بذلك ؟ قال كلهم:) (4) نعم نؤمن به والله. قال: فأحيالهم (5) ميتا باذن الله تعالى. فقالوا بأجمعهم: نشهد بأنك ابن أمير المؤمنين حقا وانه [ كان ] (6) يرينا مثل هذا كثيرا. (7)

السابع والعشرون معرفته بالاسود صاحب الدهن وما ولد له 869 / 31 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد، عن معلى بن


(1) دلائل الامامة: 67 - 68 عنه إثبات الهداة: 2 / 563 ح 38. وأورده في الخرائج: 1 / 238 - 239 ح 3، عنه البحار: 43 / 323 ح 2، والعوالم: 16 / 90 ح 4. (2) في المصدر: عن أسد، عن جابر. (3) في المصدر: من معجزات أبيك الذي. (4) في المصدر: فقالوا. (5) في المصدر: فاحيي لكم. (6) من المصدر. (7) دلائل الامامة: 68، عنه إثبات الهداة: 2 / 563 ح 39. وأورده في الثاقب في المناقب: 305 ح 256.


[ 245 ]

محمد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي بن النعمان، عن صندل، عن أبي اسامة، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: خرج الحسن بن علي إلى مكة سنة ماشيا فورمت قدماه، فقال له بعض مواليه: لو ركبت امسك عنه هذه الورمة. فقال: كلا إذا أتينا هذا المنزل فإنه يستقبلك أسود ومعه دهن فاشتر منه ولا تماكسه. فقال له مولاه: بأبي أنت وامي ما قدامنا منزل فيه أحد يبيع هذا الدواء. فقال: بلى إنه أمامك دون المنزل، فسار ميلا فإذا هو بالاسود. فقال الحسن - عليه السلام - لمولاه: دونك الرجل فخذ منه الدهن وأعطه الثمن. فقال الاسود: يا غلام لمن أردت هذا الدهن ؟ فقال: للحسن بن علي. فقال: انطلق بي إليه، فانطلق به فأدخله إليه، فقال له: بأبي أنت وامي لم اعلم أنك تحتاج إلى هذا وترى ذلك ولست اخذ له ثمنا إنما أنا مولاك ولكن ادع الله أن يرزقني ذكرا سويا يحبكم أهل البيت فإني خلفت أهلي وهي تمخض. فقال: انطلق إلى منزلك فقد وهب الله لك ذكرا سويا وهو من شيعتنا. (1)


(1) الكافي: 1 / 463 ح 6 وعنه البحار: 43 / 324 ح 3 و 4 والعوالم: 16 / 89 ح 3، وعن الخرائج: 1 / 239 ح 4. ورواه في إثبات الوصية: 135 - 136 مرسلا، باختلاف.


[ 246 ]

870 / 32 - ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب الامامة: قال: روى أبو أسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: خرج الحسن بن علي - عليهما السلام - إلى مكة سنة من السنين [ حاجا حافيا ] (1) فورمت قدماه، فقال له بعض مواليه: لو ركبت لسكن عنك (بعض) (2) هذا الورم اذي برجليك. قال: كلا [ ولكن ] (3) إذا أتيت (4) المنزل (فانه ليستقبلك) (5) أسود معه دهن بهذا الدوح (6)، فاشتره منه ولا تماكسه. فقال مولاه: بأبي أنت وامي ليس أمامنا منزل فيه أحد يبيع هذا الدواء، قال: بلى (انه) (7) أمامك دون المنزل، فسارا أميالا فإذا الاسود قد استقبله. فقال الحسن لمولاه: دونك الرجل (8) فخذ منه الدهن وأعطه ثمنه. فقال الاسود [ للمولى ] (9): ويحك يا غلام [ لمن ] (10) أردت هذا الدهن ؟ فقال: للحسن بن علي - عليهما السلام -.


(1) من المصدر. (2) ليس في نسخة " خ ". (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: أتينا. (5) في المصدر: سيستقبلك. (6) في المصدر: لهذا الداء. (7) ليس في المصدر. (8) في المصدر: الاسود. (9 و 10) من المصدر.


[ 247 ]

فقال: انطلق بي إليه، فأخذ بيده حتى أدخله إليه (1). فقال: بأبي أنت وامي لم أعلم إنك تحتاج إليه ولا انه دواء لك ولست (2) آخذ له ثمنا، (انما أنا مولاك) (3)، ولكن ادع الله أن يرزقني ذكرا سويا يحبكم أهل البيت، فإني خلفت إمراتي وقد أخذها الطلق (تمخض) (4). قال: انطلق إلى منزلك فان الله تبارك وتعالى قد وهب لك ذكرا سويا وهو لنا شيعة فرجع الاسود فوره (5) فإذا أهله (6) قد وضعت غلاما سويا، [ فعاد إلى الحسن ] (7) فأخبره بذلك ودعا له (وقال له خيرا) (8)، ومسح الحسن رجليه بذلك الدهن، فما برح من مجلسه حتى سكن ما به ومشى على رجليه. ورواه ثاقب المناقب: وفي آخر حديثه: ومسح بذلك الدهن رجليه، فما برح من مجلسه حتى سكن ورمه ومشى على قدميه. ورواه السيد المرتضى في عيون المعجزات: وفي آخر الحديث: ولكن ادع الله أن يرزقني ذكرا سويا يحبكم أهل البيت، فإني (اخلفت) (9) امرأتي حامل.


(1) كذا في نسخة " خ " وفي المصدر: له، وفي الاصل: عليه. (2) في المصدر: دوائك وإني. (3 و 4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: " إلى أهله " بدل " الاسود فوره ". (6) في المصدر: امرأته. (7) من المصدر. (8) ليس في المصدر. (9) ليس في المصدر، وفيه: " فإن " بدل " فإني ".


[ 248 ]

فقال - عليه السلام -: انطلق إلى منزلك فان الله قد وهب لك غلاما سويا وهو لنا شيعة ومحب، فانطلق فوجد امرأته [ قد ] (1) ولدت غلاما. وروي ان ذلك المولود (السيد اسماعيل بن محمد) (2) الحميري شاعر أهل البيت - صلوات الله عليهم -. (3)

الثامن والعشرون انطباع خاتمه في حصاة حبابة الوالبية 871 / 33 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن أبي علي محمد بن إسماعيل بن موسى، بن جعفر، عن أحمد بن القاسم العجلي، عن أحمد ابن يحيى المعروف بكرد، عن محمد بن خداهي، عن عبد الله ابن أيوب، عن عبد الله بن هاشم، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن حبابة الوالبية، قالت: رأيت أمير المؤمنين - عليه السلام - في شرطة الخميس [ ومعه درة لها سبابتان، يضرب بها بياعي الجري والمارماهي والزمار ويقول لهم: يا بياعى مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان ؟ فقال إليه فرات بن أحنف، فقال: يا أمير المؤمنين ! وما جند بني مروان ؟ قال: فقال له: أقوام حلقوا اللحى وفتلوا الشوارب فمسخوا فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه، ثم اتبعته فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) دلائل الامامة: 68، الثاقب في المناقب: 314 ح 2، عيون المعجزات: 62. وأورده في الصراط المستقيم: 2 / 177 ح 4 مختصرا.


[ 249 ]

المسجد ] (1)، فقلت له: [ يا أمير المؤمنين ] (2) ! ما دلالة الامامة يرحمك الله ؟ قالت: فقال: ائتيني بتلك الحصاة، وأشار بيده إلى حصاة فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه، ثم قال لي: يا حبابة إذا ادعى مدع الامامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة، والامام لا يعزب عنه شئ يريده. قالت: ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين - عليه السلام -، فجئت إلى الحسن - عليه السلام - وهوفي مجلس أمير المؤمنين - عليه السلام - والناس يسألونه، فقال: يا حبابة الوالبية. فقلت: نعم يا مولاي. فقال: هاتي ما معك. قالت: فأعطيته فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين - عليه السلام -. قالت: ثم اتيت الحسين - عليه السلام - وهو في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقرب ورحب، ثم قال لي: إن في الدلالة دليلا على ما تريدين، أفتريدين دلالة الامامة ؟ فقلت: نعم يا سيدي. فقال: هاتي ما معك، فناولته الحصاة، فطبع لي فيها. قالت: ثم أتيت علي بن الحسين - عليه السلام - وقد بلغ بي الكبر إلى أن رعشت وأنا اعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة، فرأيته راكعا وساجدا ومشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة، فأومى لي بالسبابة، فعاد إلي شبابي.


(1 و 2) من المصدر.


[ 250 ]

قالت: فقلت: يا سيدي، كم مضى من الدنيا وكم بقي ؟ فقال: أما ما مضى فنعم، وأما ما بقي فلا. [ قالت: ] (1) ثم قال لي: هاتي ما معك، فأعطيته الحصاة فطبع فيها. ثم أتيت أبا جعفر - عليه السلام - فطبع لي فيها، ثم أبا عبد الله - عليه السلام - فطبع لي فيها، ثم أتيت أبا الحسن موسى - عليه السلام - فطبع لي فيها. ثم أتيت الرضا - عليه السلام - فطبع لي فيها، وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكر محمد بن هشام. (2)

التاسع والعشرون مثله 872 / 34 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا ذكر اسمه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا موسى بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله (3) بن العباس بن علي بن أبي طالب، قال: حدثني جعفر بن زيد بن موسى، عن أبيه، عن آبائه - عليهم السلام - قالوا: جاءت ام أسلم إلى النبي - صلى الله عليه وآله - وهو في منزل ام سلمة فسألتها عن رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقالت: خرج في بعض الحوائج والساعة يجئ، فانتظرته عند ام سلمة حتى جاء - صلى الله عليه وآله -. فقالت ام أسلم: بأبي أنت وامي يا رسول الله إني قد قرأت الكتب وعلمت كل نبي ووصي، فموسى كان له وصي في حياته ووصي بعد


(1) من المصدر. (2) الكافي: 1 / 346 ح 3 وقد تقدم الحديث مع تخريجاته في المعجزة: 215 من معاجز الامام علي - عليه السلام -. (3) في المصدر: عبيدالله.


[ 251 ]

موته وكذلك، فمن وصيك يا رسول الله ؟ فقال لها: يا ام أسلم وصيي في حياتي وبعد مماتي واحد، ثم قال لها: يا ام أسلم من فعل فعلي فهو وصيي، ثم ضرب بيده إلى حصاة من الارض ففركها باصبعه فجعلها شبه الدقيق، ثم عجنها، ثم طبعها بخاتمه، ثم قال: من فعل فعلي هذا فهو وصيي في حياتي وبعد مماتي. فخرجت من عنده فأتيت أمير المؤمنين - عليه السلام - فقلت: بأبي أنت وامي أنت وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ قال: نعم يا ام اسلم، ثم ضرب بيده إلى حصاة ففركها فجعلها كهيئة الدقيق، ثم عجنها وختمها بخاتمه، ثم قال: يا ام أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي. فأتيت الحسن - عليه السلام - وهو غلام فقلت له: يا سيدي أنت وصيي أبيك ؟ فقال: نعم يا ام سلم، وضرب بيده وأخذ حصاة ففعل بها كفعلهما. فخرجت من عنده فأتيت الحسين - عليه السلام - وإني أستصغره لسنه فقلت له: بأبي أنت وامي أنت وصي أخيك ؟ فقال: نعم يا ام اسلم، ائتيني بحصاة، ثم فعل كفعلهم. فعمرت ام اسلم حتى لحقت بعلي بن الحسين - عليهما السلام - بعد قتل الحسين - عليه السلام - في منصرفه فسألته أنت وصي أبيك ؟ فقال: نعم، ثم فعل كفعلهم - صلوات الله عليهم اجمعين -. (1)


(1) الكافي: 1 / 355 ح 15. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 216 من معاجز الامام علي - عليه السلام -.


[ 252 ]

 

الثلاثون إعطاء الرطب من النخلة اليابسة 873 / 35 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى وأحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن القاسم (1) النهدي، عن إسماعيل بن مهران، عن الكناسي، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: خرج الحسن بن علي - عليهما السلام - في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته. فنزلوا في منهل من تلك المناهل تحت نخل يابس قد يبس من العطش، ففرش للحسن - عليه السلام - تحت نخلة، وفرش للزبيري بحذاه تحت نخلة اخرى. قال: فقال الزبير ورفع رأسه: لو كان في هذا النخل رطب لاكلنا منه. فقال له الحسن - عليه السلام -: وإنك لتشتهي الرطب ؟ فقال الزبيري: نعم، فرفع يده إلى السماء فدعا بكلام لم افهمه فاخضرت النخلة، ثم صارت إلى حالها فاورقت وحملت رطبا. فقال الجمال الذي اكتروا منه: سحر والله. قال: فقال الحسن - عليه السلام -: ويلك ليس بسحر، ولكن دعوة ابن نبي مستجابة. قال: فصعدوا إلى النخلة فصرموا ما كان فيها فكفاهم. ورواه محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: عن الهيثم بن النهدي، عن إسماعيل بن مهران، عن عبد الله الكناسي، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: خرج الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهما السلام - في بعض


(1) في البصائر والبحار: الهيثم.


[ 253 ]

عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته وذكر الحديث بعينه. (1)

الحادي والثلاثون معرفته بلغات من كان بمدينتين بالمشرق والمغرب 874 / 36 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن محمد، ومحمد بن عن محمد بن الحسن، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن رجاله، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: إن الحسن (بن علي - عليهما السلام -) (2) قال: إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والاخرى بالمغرب، عليهما سور من حديد، وعلى كل واحد منهما ألف ألف مصراع، وفيهما ألف ألف لغة، يتكلم كل لغة بخلاف صاحبها، وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما وما عليهما حجة غيري وغير الحسين أخي. ورواه محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات: عن يعقوب ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، [ عن رجاله ] (3) عن أبي عبد الله - عليه السلام - يرفع الحديث إلى الحسن بن علي - صلوات الله عليه وعلى آبائه - أنه قال: إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والاخرى بالمغرب، عليهما سور (4) من حديد،


(1) الكافي: 1 / 462 ح 4، وبصائر الدرجات: 256 ح 10 وعنهما إثبات الهداة: 2 / 555 ح 4 وعن الخرائج: 2 / 571 ح 1 ومناقب آل أبي طالب: 3 / 6 نقلا من البصائر مختصرا. وأخرجه في عيون المعجزات: 62 عن البصائر، وفي البحار: 43 / 323 ح 1 والعوالم: 16 / 86 ح 1 عن البصائر والخرائج. ويأتي في المعجزة 22 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام - عن دلائل الامامة باختلاف. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) في المصدر: سوران.


[ 254 ]

وذكر الحديث. ورواه سعد بن عبد الله في بصائر الدرجات: عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن رجاله، عن أبي عبد الله - عليه السلام - رفعه إلى الحسن بن علي - عليهما السلام - قال: إن الله عزوجل مدينتين إحداهما بالمشرق والاخرى بالمغرب، عليهما سور من حديد، وذكر الحديث. ورواه الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص: عن يعقوب بن زيد، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله - عليه السلام - مثله. (1)

الثاني والثلاثون مثله 875 / 37 - سعد بن عبد الله في بصائر الدرجات: قال: حدثنا سلمة بن الخطاب، عن سليمان بن سماعة، و عبد الله بن محمد، عن عبد الله بن القاسم عن سماعة بن مهران، عمن حدثه، عن الحسن بن حي وأبي الجارود ذكراه (2)، عن أبي سعيد عقيصا الهمداني، قال: قال الحسن بن علي - عليهما السلام -: إن لله مدينة بالمشرق ومدينة بالمغرب على كل


(1) الكافي: 462 ح 5، بصائر الدرجات: 339 ملحق ح 4 وح 5 وص: 493 ح 11، مختصر بصائر الدرجات: 12 والاختصاص: 291. وأخرجه في البحار: 27 / 41 ح 2 وج 57 / 326 ح 6 عن البصائر، 43 / 337 ح 7 والعوالم: 16 / 109 ح 6 عن البصائر ومناقب آل أبي طالب: 4 / 9. وأورده المؤلف في حلية الابرار: 3 / 45 - 46 ح 1 - 3. ويأتي في المعجزة: 72 من معاجز الامام الحسين - صلوات الله عليه - عن المختصر والاختصاص. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ذكره.


[ 255 ]

واحدة [ منهما ] (1) سور من حديد في كل سور سبعون ألف مصراع ذهبا يدخل في كل مصراع سبعون ألف ألف (2) آدمي ليس منها لغة إلا وهي مخالفة للاخرى، وما منها لغة إلا وقد علمناها، وما فيهما وما بينهما ابن نبي غيري وغير أخي وأنا الحجة عليهم. (3)

الثالث والثلاثون استشهاده - عليه السلام - رسول الله بعد موته - صلى الله عليه وآله - 876 / 38 - ثاقب المناقب: عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج فإنه (4) قد كانت فيهم الاعاجيب، ثم انشأ يحدث - صلى الله عليه وآله - فقال: خرجت طائفة (5) من بني إسرائيل حتى أتوا مقبرة لهم وقالوا: لو صلينا فدعونا الله تعالى فأخرج لنا رجلا ممن مات نسأله عن الموت، ففعلوا، فبينما هم كذلك إذ أطلع رجل (6) رأسه من قبر بين عينيه أثر السجود، قال: يا هؤلاء ما أردتم


(1) من المصدر. (2) في المصدر: لغة. (3) مختصر البصائر: 11. وأخرجه في البحار: 27 / 44 ح 4 عن بصائر الدرجات: 494 ح 12 والمحتضر: 104، وفي البحار: 57 / 329 ح 14 عن بصائر الدرجات: 492 ح 5. ويأتي في المعجزة: 95 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: وإنهم. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقالت طائفة. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: إذ طلع رأسه.


[ 256 ]

مني، لقد مت منذ (سبعمائة) (1) عام ما [ كان ] (2) سكنت حرارة الموت (مني) (3) حتى كان الان فادعوا الله ان يعيدني كما كنت. قال جابر [ بن عبد الله ] (4): ولقد رأيت وحق الله وحق رسوله من الحسن بن علي - عليهما السلام - أفضل وأعجب منها، ومن الحسين بن علي - عليهما السلام - أفضل وأعجب [ منها ] (5)، أما الذي رأيته من الحسن - عليه السلام - فهو أنه لما وقع [ عليه ] (6) من أصحابه ما وقع، وألجأه ذلك إلى مصالحة معاوية، فصالحه واشتد ذلك على خواص أصحابه فكنت احدهم فجئته (7) وعذلته. فقال: يا جابر لا تعذلني وصدق رسول الله في قوله: إن ابني هذا سيد وأن الله تعالى يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فكأنه لم يشف ذلك صدري. فقلت: لعل هذا شئ يكون بعد وليس هذا هو الصلح مع معاوية فان هذا هلاك المؤمنين واذلالهم، فوضع يده على صدري، وقال: شككت وقلت كذا ؟ قال: أتحب أن أستشهد رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ الآن ] (8) حتى تسمع منه، فعجبت من قوله، [ إذ سمعت هدة ] (9) وإذا الارض من تحت


(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4 - 6) من المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: فجئت. (8 و 9) من المصدر.


[ 257 ]

أرجلنا (قد) (1) انشقت، وإذا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعلي وجعفر وحمزة - عليهم افضل السلام - قد خرجوا منها، فوثبت فزعا مذعورا فقال الحسن: يا رسول الله هذا جابر وقد عذلني بما قد علمت. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: يا جابر إنك لا تكون مؤمنا حتى تكون لائمتك مسلما، ولا تكن عليهم برأيك معترضا، سلم لابني الحسن ما فعل فإن الحق فيه أنه دفع عن خيار (2) المسلمين الاصطلام بما فعل وما كان ما فعله (3) إلا عن أمر الله تعالى وأمري. فقلت: قد سلمت يا رسول الله، ثم ارتفع في الهواء هو وحمزة وجعفر وعلي فما زلت أنظر إليهم حتى انفتح لهم باب في السماء ودخلوها ثم باب [ السماء ] (4) الثانية إلى سبع سماوات يقدمهم [ سيدنا ومولانا ] (5) محمد - صلى اله عليه وآله -. (6)

الرابع والثلاثون أنه - عليه السلام - أرى أصحابه أباه بعد موته - عليه السلام - 877 / 39 - الراوندي في الخرائج: باسناده (7) عن جابر الجعفي،


(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: حياة. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: " فعل " بدل " ما فعله ". (4 و 5) من المصدر. (6) الثاقب في المناقب: 306 - 307 ح 1. وقد تقدم في المعجزة: 500 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -. (7) في الخرائج هكذا: سعد بن عبد الله، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، نا علي بن محمد، عن علي بن معمر، عن أبيه، عن جابر الجعفي. (*)


[ 258 ]

عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: جاء ناس (1) إلى الحسن بن علي - عليهما السلام - فقالوا: أرنا بعض ما عندك من أعاجيب أبيك التي كان يريناها. فقال أتؤمنون بذلك ؟ قالوا: نعم نؤمن به والله. قال: أليس تعرفون أمير المؤمنين - عليه السلام - ؟ قالوا: بلى، كلنا (2) نعرفه. قال: فرفع لهم جانب الستر، فقال: أتعرفون هذا [ الجالس ] (3) ؟ قالوا بأجمعهم: هذا والله أمير المؤمنين، ونشهد أنك ابنه وانه [ كان ] (4) يرينا مثل ذلك كثيرا. (5)

الخامس والثلاثون مثله 878 / 40 - الراوندي: [ عن فرات بن أحنف، عن يحيى بن ام الطويل ] (6) عن رشيد الهجري، قال: دخلت (7) على أبي محمد الحسن بن علي - عليهما السلام - بعد (ان) (8) مضى أبوه أمير المؤمنين - عليه


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: أناس. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: كنا. (3 و 4) من المصدر. (5) الخرائج: 2 / 810 ح 18. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 498 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -. (6) من المصدر. (7) في المصدر: دخلنا. (8) ليس في المصدر. (*)


[ 259 ]

السلام - فتذاكرنا [ له ] (1) شوقنا إليه فقال الحسن - عليه السلام -: اتحبون (2) أن ترونه ؟ قلنا نعم وانى لنا بذلك وقد مضى لسبيله. فضرب بيده إلى ستر كان معلقا على باب في صدر المجلس فرفعه فقال: انظروا من في البيت (3) فإذا أمير المؤمنين - عليه السلام - جالس كأحسن ما رأيناه في حياته، فقال: هو هو، ثم علق (4) الستر من يده فقال بعضنا: هذا الذي رأيناه من الحسن - عليه السلام - كالذي (كنا) (5) نشاهد (ه) (6) من دلائل أمير المؤمنين - عليه السلام - ومعجزاته. (7)

السادس والثلاثون إنفلاق الصخرة عن إنسانين 879 / 41 - ثاقب المناقب: عن علي بن رئاب قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يحدث عن الحسن بن علي - عليهما السلام - (8) أنه أتى آت الحسن بن علي - عليهما السلام - فقال: ما اعجز عنه موسى من مسائلة (9) الخضر - عليهما السلام - فقال: من الكنز (10) الاعظم، ثم ضرب بيده على منكب


(1) من المصدر. (2) في المصدر: أتريدون. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال: انظروا إلى هذا البيت. (4) في المصدر: خلى. (5 و 6) ليس في المصدر. (7) الخرائج: 2 / 810 ح 19. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 499 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -. (8) في المصدر: عن آبائه. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما أعجز منه موسى من مسائل الخضر. (10) كذا في المصدر، وفي الاصل: الاكرم.


[ 260 ]

الرجل فقال: إيه (1)، ثم ركض ما بين يديه فانفلق عن إنسانين على صخرة يرتفع منهما غبار أشدنتنا من الخيال، وفي عنق كل واحد منهما سلسلة وشيطان مقرون به (2) وهما يقولان: يا محمد يا محمد والشيطانان يردان عليهما: كذبتما. ثم قال: انطبقي عليهما إلى الوقت المعلوم الذي لا يقدم ولا يؤخر وهو خروج القائم المنتظر - عليه السلام -. فقال الرجل: سحر، ثم ولى وهو يريد (3) أن يخبر بضد ذلك (4) فخرس لسانه ولم يقدر ينطق (5). (6)

السابع والثلاثون انقلاب الرجل انثى وبالعكس، وردهما إلى حالهما 880 / 42 - ثاقب المناقب: وجدت في بعض كتب أصحابنا الثقاة - رضي الله عنهم - أن رجلا من أهل الشام أتى الحسن - عليه السلام - ومعه زوجته فقال: يابن أبي تراب، وذكر بعد ذلك كلاما نزهت عن ذكره، إن كنتم في دعواكم صادقين فحولني امرأة وحول امرأتي رجلا كالمستهزئ في كلامه، فغضب - عليه السلام - ونظر إليه [ شزرا ] (7) وحرك شفتيه ودعا بما لم


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: اية. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: يقرن. (3) في المصدر: ولى على. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: الضد بذلك. (5) في المصدر: فخرس، وفي ذلك آيات بينات. (6) الثاقب في المناقب: 310 ح 1. (7) من المصدر.


[ 261 ]

نفهمه (1)، ثم نظر إليهما وأحد النظر، فرجع الشامي إلى نفسه واطرق خجلا ووضع يده على وجهه، ثم ولى مسرعا وأقبلت امرأته [ وقالت: ] (2) إني صرت رجلا. وذهبا حينا من الزمان، ثم عادا إليه وقد ولد لهما مولود وتضرعا إلى الحسن - عليه السلام - تائبين ومعتذرين مما (3) فرطا فيه وطلبا منه انقلابهما إلى حالهما الاول (4)، فأجابهما إلى ذلك ورفع يديه وقال: اللهم إن كانا صادقين في توبتهما فتب عليهما وحولهما إلى ما كانا عليه، فرجعا إلى ذلك [ لا شك فيه ولا شبهة ] (5). (6)

الثامن والثلاثون النبق والخرنوب والسفرجل والرمان الذي نزل 881 / 43 - ثاقب المناقب: عن أبي الحسن عامر بن عبد الله عن أبيه، عن الصادق - عليه السلام - عن آبائه عن الحسين - عليه السلام - قال: دخلت مع الحسن - عليه السلام - على جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعنده جبرائيل - عليه السلام - في صورة دحية [ الكلبي وكان دحية ] (7) إذا قدم من الشام على رسول الله - صلى الله عليه وآله - حمل لي ولاخي خرنوبا ونبقا [ وتينا ] (8)


(1) في المصدر: لم يفهم. (2) من المصدر. (3) في نسخة " خ ": فيما. (4) في المصدر: حالتهما الاولى. (5) من المصدر. (6) الثاقب في المناقب: 311 ح 1. (7 و 8) من المصدر.


[ 262 ]

فشبهناه بدحية بن خليفة الكلبي قال: فجعلنا (1) نفتش كمه. فقال جبرئيل - عليه السلام -: يا رسول الله ما يريدان ؟ قال: إنهما شبهاك بدحية بن خليفة الكلبي، وان دحية كان يحمل لهما إذا قدم من الشام نبقا [ وتينا ] (2) وخرنوبا قال: فمد جبرئيل - عليه السلام - يده إلى الفردوس الاعلى فأخذ نمه نبقا وخرنوبا وسفرجلا ورمانا فملانا به حجرنا. [ قال: ] (3) فخرجنا مستبشرين، فلقينا أبونا أمير المؤمنين - عليه السلام - فنظر إلى ثمر لم ير مثله في الدنيا فأخذ من هذا ومن هذا [ واحدا واحدا ] (4) ودخل على رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو يأكل فقال: يا أبا الحسن كل وادفع لي أوفر نصيب فان جبرئيل - عليه السلام - أتى به انفا. (5)

التاسع والثلاثون البطيخ والرمان والسفرجل والتفاح الذي نزل 882 / 44 - ثاقب المناقب: عن علي بن الحسين، عن أبيه - عليهما السلام - قال: اشتكى الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهما السلام - وبرئ، ودخل بعقبة مسجد النبي - صلى الله عليه وآله - فسقط في صدره فضمه النبي - صلى الله عليه وآله - وقال: فداك جدك تشتهي شيئا ؟ قال: نعم اشتهي خربزا (6)، فأدخل النبي - صلى الله عليه وآله - يده تحت


(1) في المصدر: وإن دحية كان يجعلنا. (2 - 4) من المصدر. (5) الثاقب في المناقب: 312 ح 1. وأورد في روضة الواعظين: 159 نحوه مفصلا. ويأتي في المعجزة: 96 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (6) الخربز: كلمة فارسية بمعنى: البطيخ.


[ 263 ]

جناحه ثم هزه إلى السقف. [ قال حذيفة: فاتبعته بصري فلم ألحقه وإني لا راعي السقف ] (1) ليعود منه فإذا هو [ دخل من الباب ] (2) وثوبه من طرف حجره معطوف ففتحه بين يدي النبي - صلى الله عليه وآله - [ وكان فيه ] (3) بطيختان ورمانتان وسفرجلتان وتفاحتان. فتبسم النبي - صلى الله عليه وآله - وقال: الحمد لله الذي جعلكم مثل خيار بني إسرائيل ينزل إليكم رزقكم من جنات النعيم، امض فداك جدك وكل أنت وأخوك وأبوك وأمك واخبأ لجدك نصيبا. فمضى الحسن - عليه السلام - وكان أهل البيت - عليهم السلام - يأكلون من سائر الاعداد ويعود حتى قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله - فتغير البطيخ فأكلوه فلم يعد ولم يزالوا كذلك إلى ان (4) قبضت فاطمة - عليها السلام -، فتغير الرمان فأكلوه فلم يعد، ولم يزالوا كذلك حتى قبض أمير المؤمنين - عليه السلام - فتغير السفرجل فأكلوه فلم يعد وبقي التفاحتان معي ومع أخي فلما كان يوم اخر عهدي بالحسن وجدتها عند رأسه وقد تغيرت فأكلتها وبقيت الاخرى معي. (5) 883 / 45 - عن أبي محيص انه قال: كنت بكربلاء مع عمر بن سعد - لعنه الله - فلما كرب (6) الحسين - عليه السلام - العطش استخرجها من


(1 - 3) من المصدر. (4) في المصدر: " حتى " بدل " إلى أن ". (5) الثاقب في المناقب: 53 / 22. وقد تقدم في المعجزة: 113 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -. ويأتي في المعجزة: 97 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -، وكذا الحديثين الآتيين. (6) في المصدر: ركب.


[ 264 ]

ردائه (1) واشتمها وردها. فلما صرع - عليه السلام - فتشته فلم أجدها وسمعت صوتا من رجال رأيتهم ولم يمكنني الوصول إليهم ان الملائكة تلذذ بروائحها عند قبره عند طلوع الفجر وقيام النهار (2). وفي الحديث طول أخذت موضع الحاجة. 884 / 46 - وروى أبو موسى في مصنفه فضائل البتول: ان جبرائيل - عليه السلام - جاء بالرمانتين والسفرجلتين والتفاحتين واعطى الحسن والحسين وأهل البيت يأكلون. فلما توفيت فاطمة - عليها السلام - تغير الرمان، والسفرجل والتفاحتان بقيتا معهما فمن زار الحسين - عليه السلام - من مخلصي شيعته بالاسحار وجد رائحتها، ولست أدري واحدة أم الثنتان وقد وقع الاختلاف في الرواية. (3)

الاربعون الجام وفيه التحفة الذي نزل وسبحا في يد أهل البيت - عليهم السلام - 885 / 47 - ثاقب المناقب: عن علي - عليه السلام - قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وآله - يتضور جوعا إذ اتاه جبرئيل - عليه السلام - بجام من الجنة [ فيه تحفة من تحف الجنة ] (4) فهلل الجام وهللت التحفة في يده وسبحا


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: أخرجها من ردنه. (2) الثاقب في المناقب: 54 ح 3. (3) الثاقب في المناقب: 55 ح 4. (4) من المصدر.


[ 265 ]

وكبرا وحمدا، فناولها (1) أهل بيته ففعلوا مثل ذلك، فهم ان يناولها بعض أصحابه، فتناوله جبرئيل - عليه السلام - وقال له: كله (2) فإنها تحفة من الجنة اتحفك الله بها وانها ليست تصلح إلا لنبي أو وصي نبي فأكل - صلى الله عليه وآله - وأكلنا واني لاجد حلاوتها [ إلى ] (3) ساعتي هذه. (4)

الحادي والاربعون الطبق الذي نزل وفيه الكعك والزبيب والتمر 886 / 48 - ثاقب المناقب: عن عبد الرحمان بن أبي ليلى مرسلا، قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وآله - على فاطمة - سلام الله عليها - وذكر فضل نفسها وفضل زوجها وابنيها في حديث طويل. فقالت - عليها السلام - (والله) (5) لقد بات ابناي جائعين، فقال - صلى الله عليه وآله -: يا فاطمة قومي فهات القصاع (6). فقالت: يا رسول الله وما هنا من قصاع (7). فقال (8): يا فاطمة قومي فإنه من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني


(1) في المصدر: فتناولهما. (2) في المصدر: كلها. (3) من المصدر. (4) الثاقب في المناقب: 55 ح 25. وقد تقدم في المعجزة: 145 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -. (5) ليس في الاصل، وفيه: لقد باتا وإنهما لجائعان. (6) في المصدر: فهاتي العفاص من المسجد. (7) في المصدر: مالنا من عفاص. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال.


[ 266 ]

فقد عصى الله. قال: فقامت [ فاطمة ] (1) إلى المسجد فإذا هي بقصاع (2) مغطى. قال: فوضته قدام النبي - صلى الله عليه وآله - (فقام النبي - صلى الله عليه وآله -) (3) فإذا هو مغطى بمنديل شامي فقال: علي بعلي أيقظي (4) الحسن والحسين - عليهما السلام - ثم كشف عن الطبق فإذا فيه كعك أبيض ككعك الشام (5)، وزبيب يشبه زبيب الطائف، وتمر تشبه العجوة (6) يسمى الرائع. وفي رواية غيره وصيحاني مثل صيحاني المدينة فقال [ لهم ] (7) النبي - صلى الله عليه وآله -: كلوا. (8)

الثاني والاربعون الرمانة التي نزلت 887 / 49 - ثاقب المناقب: عن سليمان الديلمي، عن أبي عبد الله - عليه السلام - [ قال: ] (9) مطروا بالمدينة مطرا جودا، فلما أن


(1) من المصدر. (2) في المصدر: بعفاص. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: دعا بعلي وأيقظ. (5) في المصدر: يشبه كعك الشام. (6) العجوة: ضرب من التمر، وهو من أجود التمر بالمدينة " لسان العرب ". (7) من المصدر. (8) الثاقب في المناقب: 55 ح 6. وقد تقدم الحديث مع تخريجاته في المعجزة: 145 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -. (9) من المصدر.


[ 267 ]

تقشعت (1) السحابة خرج رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومعه عدة من أصحابه المهاجرين والانصار وعلي - عليه السلام - ليس في القوم، فلما خرجوا من باب المدينة جلس النبي - صلى الله عليه وآله - منتظرا (2) عليا - عليه السلام - وأصحابه حوله فبينما هو كذلك إذ أقبل علي من المدينة. فقال [ له ] (3) جبرئيل - عليه السلام: [ يا محمد ] (4) هذا علي قد أتاك نقي الكفين نقي القلب يمشي كمالا ويقول صوابا تزول الجبال ولا يزول، فلما دنا من النبي - صلى الله عليه وآله - أقبل يمسح وجهه بكفه ويمسح [ به وجه علي ويمسح به وجه نفسه ] (5) وهو يقول: أنا المنذر وأنت الهادي من بعدي، فانزل الله على نبيه كلمح البصر: * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * (6). قال: فقام النبي - صلى الله عليه وآله -، ثم ارتفع جبرئيل - عليه السلام -، ثم رفع رأسه فإذا هو بكف أشد بياضا من الثلج قد أدلت رمانة أشد خضرة من الزمرد، فأقبلت الرمانة تهوي إلى النبي - صلى الله عليه وآله - بضجيج، فلما صارت في يده عض منها عضات، ثم دفعها إلى علي - عليه السلام -، ثم قال (7) له: كل وافضل لابنتي وابني يعني الحسن والحسين (وفاطمة) (8) - عليهم السلام -.


(1) في المصدر: انقشعت. (2) في المصدر: ينتظر. (3 و 4) من المصدر. (5) من المصدر، وفي الاصل: ويمسح به - صلى الله عليه وآله -. (6) الرعد: 7 (7) في المصدر: وقال. (8) ليس في المصدر.


[ 268 ]

ثم التفت إلى الناس وقال: أيها الناس هذه هدية من [ عند ] (1) الله لي وإلى وصيي وإلى ابنتي وإلى سبطي فلو أذن الله لي ان اتيكم منها لفعلت فاعذروني عافاكم الله. فقال سلمان: جعلني الله (2) فداك فما (3) كان ذلك الضجيج ؟ فقال: ان الرمانة لما اجتنيت ضجت الشجرة بالتسبيح. فقال: جعلت فداك ما تسبيح الشجرة ؟ قال: سبحان من سبحت له الشجر الناضرة، سبحان ربي الجليل، سبحان من قدح من قضبانها النار المضيئة، سبحان ربي الكريم، ويقال: انه من تسبيح مريم - عليها السلام -. (4)

الثالث والاربعون الاترجة التي اهديت لرسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمر أن يطعم منها الحسن والحسين - عليهما السلام - 888 / 50 - ثاقب المناقب: عن أبي الزبير، عن جابر - رضي الله عنه - قال: اهديت إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - أترجة من أترج الجنة، ففاح ريحها بالمدينة حتى كاد أهل المدينة أن يعتبقوا بريحها، فلما أصبح رسول الله - صلى الله عليه وآله - في منزل ام سلمة - رضي الله عنها - دعا بالاترجة فقطعها خمس قطع فأكل واحدة، وأطعم عليا واحدة، وأطعم فاطمة


(1) من المصدر. (2) في المصدر: جعلت. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما. (4) الثاقب في المناقب: 56 ح 7. وقد تقدم في المعجزة: 112 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -.


[ 269 ]

واحدة، وأطعم الحسن واحدة، وأطعم الحسين واحدة. فقالت [ له ] (1) ام سلمة: ألست من أزواجك ؟ قال: بلى يا ام سلمة، ولكنها تحفة من الجنة أتاني بها جبرئيل - عليه السلام - أمرني أن آكل وأطعم عترتي يا ام سلمة، إن رحمنا أهل البيت موصلة بالرحمن منوطة بالعرش فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعة الله. (2)

الرابع والاربعون إخباره بما يرسله معاوية من الجارية أنيس ومعها السم 889 / 51 - ثاقب المناقب: عن داود الرقي، عن أبي عبد الله عن آبائه - عليهم السلام - قال: إن الحسن بن علي - عليه السلام - قال لولده عبد الله: [ يا بني ] (3) إذا كان في عاملنا هذا يدفع إلي هذا الطاغي جارية تسمى انيس فتسمني بسم قد جعله الطاغي تحت فص خاتمها. قال له عبد الله: فلم لا تقتلها قبل ذلك ؟ قال: يا بني جف القلم وأبرم الامر بعقد فاحل (4) لعقد الله [ المبرم ] (5). فلما كان في العام القابل أهدى إليه جارية اسمها أنيس، فلما


(1) من المصدر. (2) الثاقب في المناقب: 61 ح 13. وقد تقدم في المعجزة: 142 من معاجز الامام أمير المؤمنين - سلام الله عليه -. (3) من المصدر. (4) في المصدر: ولاحل. (5) من المصدر.


[ 270 ]

دخلت عليه ضرب بيده على منكبها ثم قال: يا أنيس دخلت النار بما تحت فص خاتمك. (1)

الخامس والاربعون البرقة 890 / 52 - ابن شهراشوب في كتاب المناقب: عن أحمد بن حنبل في المسند وابن بطة في الابانة والنطنزي في الخصائص والخرگوشي في شرف النبي واللفظ له وروى جماعة عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وعن صفوان بن يحيى، وعن محمد بن علي بن الحسين، وعن علي بن موسى الرضا، وعن أمير المؤمنين - عليهم السلام - أن الحسن والحسين - عليهما السلام - كانا يلعبان عند النبي - صلى الله عليه وآله - حتى مضى عامة الليل، قال لهما: انصرفا إلى امكما، فبرقت برقة فما زالت تضئ لهما حتى دخلا على فاطمة والنبي - صلى الله عليه وآله - ينظر إلى البرقة وقال: الحمدلله الذي اكرمنا أهل البيت. وقد رواه السمعاني وأبو السعادات [ في فضائليهما ] (2): عن أبي جحيفة الا انهما تفردا في حق الحسن - عليه السلام -. ورواه ابن الفارسي في روضة الواعظين: عن علي بن أبي طالب - عليه السلام -. (3)


(1) الثاقب في المناقب: 314 ح 1 وأورد نحوه في الخرائج: 1 / 24 ح 1 وعنه البحار: 44 / 153 ح 23 والعوالم: 16 / 282 ح 8 وإثبات الهداة: 2 / 558 ح 12. (2) من المصدر. (3) مناقب آل أبي طالب: 3 / 390، روضة الواعظين: 133. وأخرجه في البحار: 43 / 288 ح 52 والعوالم: 16 / 77 ح 1 عن المناقب، وفي البحار: =


[ 271 ]

891 / 53 - السيد الرضي في المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة: قال: أخبرنا أحمد بن المظفر، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الحافظ، عن محمد بن محمد الاشعث، عن موسى بن إسماعيل، قال: حدثني أبي عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد - عليه السلام - عن أبيه عن جده علي بن الحسين - عليهما السلام - أن الحسن والحسين كانا يلعبان عند النبي - صلى الله عليه واله - في ليلة شتائية مظلمة ومكثا عنده حتى ذهب عالية الليل، فقال لهما: انصرفا إلى أبيكما (1) فخرجا ومعهما رسول الله - صلى الله عليه وآله - فبرقت لهما برقة فما زالت حتى دخلا على امهما ورسول الله قائم ينظر، فقال: الحمد لله الذي اكرم أهل بيتي. (2)

السادس والاربعون مثله 892 / 54 - من طريق المخالفين ما رواه السمعاني في كتاب فضائل الصحابة: بإسناده عن الاعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: كان الحسن - عليه السلام - عند النبي - صلى الله عليه وآله - وكان يحبه حبا شديدا فقال: اذهب إلى امك فقلت: اذهب معه ؟ قال: لا، فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتى وصل إلى امه.


= 43 / 266 ح 24 والعوالم: 16 / 77 ح 2 عن عيون أخبار الرضا - عليه السلام -: 2 / 39 ح 121 وصحيفة الرضا: 236 ح 138. (1) في نسخة " خ ": امكما. (2) أخرجه في البحار: 43 / 266 ح 24 والعوالم: 16 / 77 ح 2 عن عيون الاخبار: 2 / 139 ح 121 وصحيفة الرضا - عليه السلام -: 236 / 138. ويأتي في المعجزة: 88 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -.


[ 272 ]

 

السابع والاربعون النور الذي سطع له ولاخيه - عليهما السلام - والمطر الذي لم يصبهما والجني الذي حرسهما 893 / 55 - ابن بابويه في أماليه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن الحسين السعد ابادي، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن (زيد) (1) الشحام، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي الباقر، عن أبيه، [ عن جده ] (2) - عليهم السلام - قال: مرض النبي - صلى الله عليه وآله - المرضة التي عوفي منها فعادته فاطمة سيدة النساء - عليها السلام - ومعها الحسن والحسين - عليهما السلام - قد اخذت الحسن بيدها (3) اليمنى والحسين بيدها (4) اليسرى وهما يمشيان وفاطمة بينهما حتى دخلوا منزل عائشة، فقعد الحسن - عليه السلام - على جانب رسول الله - صلى الله عليه وآله - الايمن والحسين - عليه السلام - على جانب رسول الله - صلى الله عليه وآله - الايسر، فأقبلا يغمزان ما بينهما (5) من بدن رسول الله - صلى الله عليه وآله - فما أفاق النبي - صلى الله عليه وآله - من نومه. فقالت فاطمة - عليها السلام - للحسن والحسين - عليهما السلام -: حبيبي إن جدكما [ قد ] (6) اغفى فانصرفا ساعتكما هذه ودعاه حتى يفيق وترجعان


(1) ليس في المصدر. (2) من البحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بيده. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بيده. (5) في المصدر والبحار: يليهما. (6) من البحار.


[ 273 ]

إليه. فقالا: لسنا ببارحين في وقتنا هذا فاضطجع الحسن على عضد النبي - صلى الله عليه وآله - الايمن والحسين على عضده الايسر [ فغفيا ] (1) فانتبها قبل أن ينتبه النبي - صلى الله عليه وآله -، وقد كانت فاطمة - عليها السلام - حين (2) ناما انصرفت إلى منزلها، [ فقالا لعائشة: ما فعلت امنا، قالت: لما نمتما رجعت إلى منزلها ] (3). فخرجا في ليلة ظلماء مدلهمة ذات رعد وبرق وقد أرخت السماء عزاليها فسطع لهما نور، فلم يزالا يمشيان في ذلك النور والحسن آخذ (4) بيده اليمنى على يد الحسين اليسرى وهما يتماشيان ويتحدثان حتى أتيا حديقة بني النجار، فلما بلغا الحديقة حارا فبقيا لا يعلمان أين يأخذان. فقال الحسن للحسين - عليهما السلام -: إنا قد حرنا وبقينا على حالتنا هذه وما ندري أين نسلك فلا علينا (5) ان ننام في وقتنا هذا حتى نصبح. فقال [ له ] (6) الحسين - عليه السلام -: دونك يا أخي فافعل ما ترى فاضطجعا جميعا واعتنق كل واحد منهما صاحبه وناما. وانتبه النبي - صلى الله عليه وآله - عن نومته التي نامها، فطلبهما في منزل فاطمة فلم يكونا فيه وافتقدهما، فقام - صلى الله عليه وآله - قائما على رجليه


(1) من البحار. (2) في المصدر: لما. (3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر والبحار: قابض. (5) في المصدر والبحار: فلا عليك. (6) من المصدر.


[ 274 ]

وهو يقول: إلهي وسيدي ومولاي هذان شبلاي خرجا من المخمصة والمجاعة اللهم أنت وكيلي عليهما، فسطع من النبي (1) - صلى الله عليه وآله - نور فلم يزل يمضي في ذلك النور حتى اتى حديقة بني النجار فإذا هما نائمان قد اعتنق كل واحد منهما صاحبه، وقد تقشعت السماء فوقهما كطبق فهي تمطر اشد (2) مطر ما رآى الناس (مثله) قط، وقد منع الله عز وجل المطر منهما في البقعة التي هما فيها نائمان لا يمطر عليهما قطرة وقد اكتنفتهما حية [ لها شعرات ] (3) كاجام القصب وجناحان، جناح قد غطت به الحسن وجناح قد غطت به الحسين - عليهما السلام -. فلما أن بصر بهما النبي - صلى الله عليه وآله - تنحنح فانسابت الحية وهي تقول: اللهم اني أشهدك وأشهد ملائكتك أن هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه ودفعتهما إليه صحيحين سالمين. فقال لها النبي - صلى الله عليه وآله -: أيتها الحية فمن (4) أنت ؟ قالت: أنا رسول الجن إليك. قال: وأي الجن ؟ قالت: جن نصيبين نفر من بني مليح نسينا آية من كتاب الله عز وجل (فبعثوني (5) إليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله) (6)، فلما بلغت (7)


(1) في المصدر والبحار: للنبي. (2) في المصدر والبحار: كأشد. (3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر والبحار: ممن. (5) كذا في المصدر والبحار وفي الاصل: فبعثنا. (6) ليس في نسخة " خ ". (7) كذا في المصدر والبحار وفي الاصل: بلغنا.


[ 275 ]

هذا الموضع سمعت (1) مناديا ينادي أيتها الحية هذان شبلا رسول الله - صلى الله عليه وآله - فاحفظيهما من العاهات والافات من طوارق الليل والنهار، وقد حفظتهما وسلمتهما إليك سالمين صحيحين. وأخذت الحية الآية وانصرفت وأخذ النبي - صلى الله عليه وآله - الحسن فوضعه على عاتقه الايمن ووضع الحسين على عاتقه الايسر وخرج علي - عليه السلام - فلحق برسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال له بعض أصحابه (2) بأبي أنت وامي ادفع لي أحد شبليك (3) (حتى) (4) اخفف عنك. (فقال: امض [ فقد ] (5) سمع الله كلامك وعرف مقامك وتلقاه اخر [ فقال: بأبي أنت وامي ادفع إلي أحد شبليك اخفف عنك. فقال: امض فقد سمع الله كلامك وعرف مقامك فتلقاه علي - عليه السلام - ] (6)، فقال: بأبي أنت وامي يا رسول الله ادفع لي أحد شبلي وشبليك لاخفف (7) عنك) (8). فالتفت النبي - صلى الله عليه وآله - إلى الحسن فقال: يا حسن هل تمضي إلى كتف أبيك ؟ فقال له: والله يا جداه ان كتفك لاحب إلي من كتف أبي. ثم التفت إلى الحسين فقال: يا حسين هل تمضي إلى كتف ابيك ؟


(1) كذا في المصدر والبحار وفي الاصل: سمعنا. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: علي - عليه السلام -. (3) في نسخة " خ ": شبلي. (4) ليس في المصدر والبحار. (5 و 6) من المصدر. (7) في المصدر والبحار: حتى اخفف. (8) ليس في نسخة " خ ".


[ 276 ]

فقال له: [ والله ] (1) يا جداه [ إني ] (2) لاقول لك كما قال أخي الحسن: ان كتفك لاحب إلي من كتف أبي، فاقبل بهما إلى منزل فاطمة - عليها السلام - وقد ادخرت لهما تميرات فوضعتها بين ايديهما فأكلا وشبعا وفرحا. فقال لهما النبي - صلى الله عليه وآله -: قوما [ الآن ] (3) فاصطرعا، فقاما ليصطرعا وقد خرجت فاطمة في بعض حاجتها، فدخلت فسمعت النبي - صلى الله عليه وآله - [ وهو ] (4) يقول: إيه يا حسن شد على الحسين فاصرعه، فقالت له: يا أبت واعجبا اتشجع هذا على هذا ! اتشجع الكبير على الصغير ! فقال لها: يا بنية اما ترضين ان أقول [ أنا ] (5) يا حسن شد على الحسين فاصرعه وهذا حبيبي جبرائيل يقول: يا حسين شد على الحسن فاصرعه. (6)

الثامن والاربعون الملك الذي حرسه وأخاه الحسين - عليهما السلام - 894 / 56 - ابن بابويه في أماليه: قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان وعلي بن أحمد بن موسى الدقاق ومحمد بن أحمد السناني وعبد


(1 - 5) من المصدر. (6) أمالي الصدوق: 360 ح 8 وعنه البحار: 43 / 266 ح 25 والعوالم: 16 / 81 ح 1، وعن المناقب لابن شهراشوب: 4 / 26. وأخرجه في البحار: 37 / 60 ح 29 عن المناقب. وأورده في الخرائج: 1 / 240 ح 5 مختصرا. ويأتي في المعجزة: 89 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -.


[ 277 ]

الله بن محمد الصائغ - رضي الله عنهم - قالوا: حدثنا [ أبو العباس ] (1) أحمد [ بن يحيى ] (2) بن زكريا القطان، قال: حدثنا أبو محمد بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثني علي بن محمد (3)، قال: [ حدثنا ] (4) الفضل بن العباس، قال: حدثنا عبد القدوس الوراق، قال: حدثنا محمد بن كثير عن الاعمش. وحدثنا الحسين بن ابراهيم بن أحمد المكتب (5) - رضي الله عنه -، قال: حدثنا أحمد بن يحيى القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثني عبد الله (عبيدالله) بن محمد بن محمد بن باطويه (ناطويه) (6)، قال: حدثنا محمد بن كثير عن الاعمش. وحدثنا (7) سليمان بن أحمد بن ايوب اللخمي فيما كتب إلينا من إصبهان، قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري سنة ست وثمانين ومائتين، قال: حدثنا الوليد بن الفضل العنزي (8)، قال: حدثنا مندل بن علي العنزي (9) عن الاعمش. وحدثنا محمد بن ابراهيم [ بن إسحاق ] (10) الطالقاني - رضي الله عنه - قال: حدثني أبو سعيد الحسن بن علي العدوي، قال: حدثنا علي بن عيسى


(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أحمد. (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عن أحمد بن محمد المكتب. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: عبيدالله بن محمد باطويه. (7) في المصدر والبحار: وأخبرنا. (8 و 9) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: العنبري. (10) من المصدر والبحار.


[ 278 ]

الكوفي، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن الاعمش وزاد بعضهم على بعض في اللفظ وقال بعضهم ما لم يقل بعض وسياق الحديث لمندل بن علي العنزي (1)، الاعمش. قال: بعث إلي أبو جعفر الدوانيقي في جوف الليل أن أجب، قال: فقمت (2) متفكرا فيما بيني وبين نفسي، وقلت ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل علي - عليه السلام - ولعلي إن اخبرته قتلني. قال: فكتبت وصيتي ولبست كفني ودخلت عليه، فقال: ادن فدنوت وعنده عمرو بن عبيد، فلما رأيته طابت نفسي شيئا (3)، ثم قال: ادن، فدنوت حتى كادت تمس ركبتي ركبته. قال: فوجد مني رائحة الحنوط، فقال: والله لتصدقني أو لاصلبنك، قلت: ما حاجتك يا أمير المؤمنين. قال: ما شأنك متحنطا ؟ قلت: أتاني رسولك في جوف الليل أن أجب، فقلت: عسى أن يكون أمير المؤمنين بعث إلي في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي - عليه السلام -، ولعلي إن أخبرته قتلني، فكتبت وصيتي ولبست كفني. قال: وكان متكئا فاستوى قاعدا فقال: لا حول ولا قوة الا بالله، سألتك بالله يا سليمان كم حديثا ترويه في فضائل علي - عليه السلام - ؟ فقال: فقلت: يسيرا يا أمير المؤمنين.


(1) كذا في المصدر والبحار وفي الاصل: العنبري. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فبقيت. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: طاب قلبي ساعة ريبة.


[ 279 ]

قال: كم ؟ قلت: عشرة الآف حديث وما زاد. فقال: يا سليمان لا حدثنكم (1) بحديث في فضائل علي - عليه السلام - تنسى (2) كل حديث سمعته. قال: قلت: حدثني يا أمير المؤمنين. قال: نعم، كنت هاربا من بني امية وكنت أتردد في البلدان فأتقرب إلى الناس بفضائل علي - عليه السلام - وكانوا يطعموني ويزودوني حتى وردت بلاد الشام واني لفي كساء خلق ما علي غيره، فسمعت الاقامة وأنا جائع، فدخلت المسجد لاصلي وفي نفسي أن اكلم الناس في عشاء يعشوني. فلما سلم الامام دخل المسجد صبيان فالتفت الامم إليهما وقال: مرحبا بكما ومرحبا بمن اسمكما على اسمهما فكان إلى جنبي شاب فقلت: يا شاب ما الصبيان من الشيخ ؟ قال: هو جدهما وليس بالمدينة أحد يحب عليا غير هذا الشيخ فلذلك سمي احدهما الحسن والآخر الحسين. فقمت فرحا فقلت للشيخ: هل لك في حديث اقربه عينك ؟ قال: ان أقررت عيني أقررت عينك. قال: فقلت: حدثني والدي عن أبيه عن جده، قال: كنا قعودا عند رسول الله - صلى الله عليه وآله - إذ جاءت فاطمة - عليها السلام - تبكي فقال لها النبي - صلى الله عليه وآله -: ما يبكيك يا فاطمة ؟


(1) في المصدر والبحار: لاحدثنك. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فنسيت.


[ 280 ]

قالت: يا أبه خرج الحسن والحسين فما أدري أين باتا (1). فقال لها النبي - صلى الله عليه وآله -: يا فاطمة لا تبكين فالله الذي خلقهما هو ألطف بهما منك، ورفع النبي - صلى الله عليه وآله - يده إلى السماء فقال: اللهم ان كانا اخذا برا وبحرا فأحفظهما [ وسلمهما ] (2). فنزل جبرائيل - عليه السلام - [ من السماء ] (3) فقال: يا محمد ان الله يقرئك السلام ويقول لك (4): لا تحزن ولا تغتم لهما فإنهما فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة وأبوهما أفضل منهما، هما نائمان في حضيرة بني النجار وقد وكل [ الله ] (5) بهما ملكا. قال: فقام النبي - صلى الله عليه وآله - فرحا (مسرورا) (6) ومعه أصحابه حتى أتوا حضيرة بني النجار فإذا هم بالحسن معانقا للحسين - عليهما السلام - وإذا الملك الموكل بهما قد افترش أحد جناحيه تحتهما وغطاهما بالآخر. قال: فمكث (7) النبي - صلى الله عليه وآله - يقبلهما حتى انتبها، فلما استيقظا حمل النبي - صلى الله عليه وآله - الحسن وحمل جبرائيل الحسين - عليهم السلام - وخرج من الحضيرة وهو يقول: والله لا شرفنكما كما شرفكما (8) الله عزوجل.


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: هما يا أبي. (2 و 3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر والبحار: وهو يقول. (5) من المصدر والبحار. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فكب. (8) في المصدر والبحار: شرفكم الله.


[ 281 ]

فقال له أبو بكر: ناولني أحد الصبيين اخفف عنك. فقال: يا أبا بكر نعم الحاملان ونعم الراكبان وأبوهما أفضل منهما. فخرج (النبي - صلى الله عليه وآله -) (1) حتى أتى باب المسجد فقال: يا بلال هلم إلى (2) الناس، فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وآله - في المدينة، فاجتمع الناس عند رسول الله - صلى الله عليه وآله - في المسجد، فقام على قدميه، فقال: يا معاشر الناس ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة ؟ قالوا: بلى يا رسول الله - صلى الله عليه وآله -. قال: الحسن والحسين [ فان ] (3) جدهما محمد - صلى الله عليه وآله - وجدتهما خديجة بنت خويلد. يا معاشر الناس الا أدلكم على خير الناس أبا وأما ؟ فقالوا: بلى يا رسول الله. قال: الحسن والحسين فان أباهما علي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وامهما فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله -. يا معاشر الناس الا أدلكم على خير الناس عما وعمة ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الحسن والحسين فان عمهما جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنة مع الملائكة، وعمتهما ام هانئ بنت أبي طالب. يا معاشر الناس الا أدلكم على خير الناس خالا وخالة ؟


(1) في المصدر: بدل ما بين القوسين: منها. (2) في المصدر والبحار: علي. (3) من المصدر والبحار.


[ 282 ]

قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الحسن والحسين فان خالهما القاسم بن رسول [ الله ] (1) وخالتهما زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله -. ثم أشار (2) بيده: هكذا يحشرنا الله، ثم قال: اللهم إنك تعلم ان الحسن في الجنة والحسين في الجنة جدهما (3) في الجنة [ وجدتهما في الجنة ] (4) وأباهما في الجنة وامهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة اللهم انك تعلم ان من يحبهما في الجنة ومن يبغضهما في النار. قال: فلما قلت ذلك للشيخ قال: من أنت يا فتى ؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: أعربي (5) أنت أم مولى ؟ قال: قلت: بل عربي. قال: فأنت تحدث بهذا الحديث وأنت في هذا الكساء، فكساني خلعته وحملني على بغلته فبعتها بمائة دينار. فقال: يا شاب أقررت عيني فوالله لاقرن عينك ولا رشدنك إلى شاب يقر عينك اليوم. فقال: فقلت: أرشدني. قال: لي أخوان احدهما إمام والآخر مؤذن، أما الامام فإنه يحب


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قال. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: وجديهما. (4) من المصدر والبحار. (5) في المصدر: أعرابي.


[ 283 ]

عليا منذ خرج من بطن امه، [ وأما المؤذن فيبغض عليا منذ أن خرج من بطن امه ] (1). قال: قلت: فأرشدني (2)، فأخذ بيدي حتى أتى باب الامام فإذا أنا برجل قد خرج إلي فقال: أما البغلة والكسوة فاعرفهما والله، ماكان فلان يحملك ويكسوك إلا انك تحب الله عزوجل ورسوله - صلى الله عليه وآله - فحدثني بحديث في فضائل علي - عليه السلام -. قال: فقلت: أخبرني أبي عن أبيه عن جده قال: كنا قعودا عند النبي - صلى الله عليه وآله - إذ جاءت فاطمة - عليها السلام - تبكي بكاء شديدا فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ما يبكيك يا فاطمة ؟ قالت: أبة، عيرتني نساء قريش وقلن ان أباك زوجك من معدم لا مال له. فقال لها النبي - صلى الله عليه وآله -: لا تبكين فوالله ما زوجتك حتى زوجك الله من فوق عرشه واشهد بذلك جبرائيل وميكائيل وان الله عز وجل اطلع (إلى الارض) (3) على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيا. ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليا فزوج إياه واتخذه وصيا، علي أشجع الناس قلبا، واعظم الناس حلما، واسمح الناس كفا، وأقدم الناس سلما، وأعلم الناس علما، والحسن والحسين ابناه وهما (4)


(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر: أرشدني. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فهما.


[ 284 ]

سيدا شباب أهل الجنة واسمهما في التوراة شبر وشبير لكرامتهما على الله عزوجل. يا فاطمة لا تبكين فوالله انه إذا كان يوم القيامة يكسى أبوك حلتين وعلي حلتين ولواء الحمد بيدي فاناوله عليا لكرامته على الله عزوجل، يا فاطمة لا تبكين فإني إذا دعيت إلى رب العالمين يجئ علي معي وإذا (1) شفعني الله عزوجل شفع (2) عليا معي. يا فاطمة لا تبكين إذا كان يوم القيامة ينادي [ مناد ] (3) في أهوال ذلك اليوم يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم خليل الرحمن ونعم الاخ أخوك علي بن أبي طالب. يا فاطمة علي يعينني على مفاتيح الجنة وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنة. فلما قلت ذلك قال: يا بني ممن انت ؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: اعربي (أنت) (4) أم مولى ؟ قلت: بل عربي. قال: فكساني ثلاثين ثوبا وأعطاني عشرة آلاف درهم، ثم قال: يا شاب [ قد ] (5) أقررت عيني ولي إليك حاجة. قلت: قضيت ان شاء الله تعالى.


(1 و 2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فإذا... يشفع. (3) من المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) من المصدر والبحار.


[ 285 ]

قال: فإذا كان غدا فائت إلى مسجد آل فلان، قال: كيما ترى أخي المبغض لعلي - عليه السلام -. قال: فطالت علي تلك الليلة، فلما أصبحت اتيت المسجد الذي وصف لي فقمت (1) في الصف (الاول) (2) فإذا إلى جنبي شاب متعمم فذهب ليركع فسقطت عمامته فنظرت في وجهه فإذا رأسه رأس خنزير ووجهه وجه خنزير فوالله ما علمت ما تكلمت به في صلاتي حتى سلم الامام. فقلت: [ يا ] (3) ويحك ما الذي أرى بك ؟ فبكى وقال لي: انظر إلى هذه الدار، فنظرت، فقال لي: ادخل، فدخلت وهو معي فلما استقر بنا المجلس، قال: أعلم اني (4) كنت مؤذنا لآل فلان كلما أصبحت لعنت عليا ألف مرة بين الاذان والاقامة، وكلما (5) كان يوم الجمعة لعنته أربعة الاف مرة، فخرجت يوما من مسجدي فأتيت داري فاتكأت على هذا الدكان الذي ترى فرأيت في منامي كاني بالجنة وفيها رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعلي - عليه السلام - فرحين، ورأيت كأن النبي - صلى الله عليه وآله - عن يمينه الحسن وعن يساره الحسين ومعه كأس فقال: يا حسن اسقني فسقاه، ثم قال: اسق الجماعة فشربوا. ثم رأيته كانه قال: اسق المتكئ على هذا الدكان.


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وصفه لي فبقيت. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر: ادخل، فدخلت، فقال لي. وعبارة " وهو معي... اني " ليس في البحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فلما.


[ 286 ]

فقال له الحسن - عليه السلام -: يا جد أتأمرني ان اسقي هذا وهو يلعن والدي في كل يوم ألف مرة بين الاذان والاقامة وقد لعنه في هذا اليوم أربعة الاف مرة (بين الاذان والاقامة) (1). فأتاني النبي - صلى الله عليه وآله - فقال لي: مالك عليك لعنة الله تلعن عليا وعلي مني وتشتم عليا وعلي مني ؟ ! فرأيته كأنه تفل في وجهي وضربني برجله وقال لي: قم غير الله ما بك من نعمة، فانتبهت من نومي فإذا رأسي رأس خنزير ووجهي وجه خنزير. ثم قال [ لي ] (2) أبو جعفر أمير المؤمنين: أهذان الحديثان في يدك ؟ فقلت: لا. فقال: يا سليمان حب علي إيمان، وبغضه نفاق والله لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق. قال: قلت: الامان يا أمير المؤمنين. قال: لك الامان. قلت: فما تقول في قاتل الحسين - عليه السلام - ؟ قال: إلى النار وفي النار. قلت: وكذلك (كل) (3) من يقتل ولد رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى النار وفي النار.


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار. (3) ليس في المصدر والبحار، وفيهما: من قتل.


[ 287 ]

قال: الملك عقيم يا سليمان، اخرج فحدث بما سمعت. (1)

التاسع والاربعون الحية التي حرسته - عليه السلام - وأخاه الحسين - عليه السلام - 895 / 57 - تاريخ البلاذري: قال: حدث محمد بن يزيد المبرد النحوي في اسناد ذكره قال: انصرف النبي - صلى الله عليه وآله - إلى منزل فاطمة - عليها السلام - فرآها قائمة خلف بابها، فقال: ما بال حبيبتي هاهنا ؟ فقالت: ابناك خرجا غدوة وقد خفي (2) علي خبرهما، فمضى النبي - صلى الله عليه وآله - يقفوا اثرهما (3) حتى صار إلى كهف جبل فوجدهما نائمين وحية مطوقة عند رؤوسهما، فأخذ (النبي - صلى الله عليه وآله -) (4) حجرا فاهوى إليها. فقالت: السلام عليك يا رسول الله والله ما أقمت (5) عند


(1) أمالي الصدوق: 353 ح 2، وعنه البحار: 37 / 88 ح 55 وعن بشارة المصطفى: 170 ومناقب الخوارزمي: 200 - 208. ورواه في مناقب ابن المغازلي: 143 ح 188 وروضة الواعظين: 120 - 124 وفضائل شاذان ابن جبرئيل:، 116 - 121. وأخرجه في البحار: 43 / 302 والعوالم: 16 / 60 - 61 عن كشف الغمة: 1 / 523 - 524 مختصرا. ويأتي في المعجزة: 90 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (2) في مثير الاحزان والبحار: قد غبي. (3) في مثير الاحزان والبحار: آثارهما. (4) ليس في مثير الاحزان والبحار. (5) في مثير الاحزان: ما نمت.


[ 288 ]

رأسهما (1) إلا حراسة لهما، فدعا لها بخير. ثم حمل الحسن على كتفه اليمنى والحسين على كتفه اليسرى، فنزل جبرئيل - عليه السلام - فأخذ الحسين - عليه السلام - وحمله، فكانا بعد ذلك يفتخران فيقول الحسن - عليه السلام -: حملني خير أهل الارض، فيقول الحسين: حملني خير أهل السماء. (وفي ذلك قال حسان بن ثابت: فجاء وقد ركبا عاتقيه * فنعم المطية والراكبان) (2) (3)

الخمسون البرقة التي مشى فيها وأخوه الحسين - عليهما السلام - 896 / 58 - روى أبو هريرة: قال: بينا نحن نصلي مع النبي - صلى الله عليه وآله - وكان إذا سجد وثب الحسن والحسين - عليهما السلام - على ظهره. صلوات الله عليه وعليهما - فإذا أراد ان يركع أخذهما اخذا رفيقا حتى يضعهما على الارض، فإذا عاد عادا حتى قضى رسول الله - صلى الله عليه وآله - صلاته فانصرف ووضعهما على فخذيه. قال: قمت إليه وقلت: يا رسول الله الا اذهب بهما ؟ قال: لا. قال: فبرقت لهما برقة قال: الحقا بامكما فمازالا في ضوئها حتى


(1) في البحار: عند رؤوسهما. (2) ليس في البحار. (3) لم نجده في أنساب الاشراف الذي عندنا، نعم رواه في مثير الاحزان: 21 وعنه البحار: 43 / 316. ويأتي في المعجزة: 93 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -.


[ 289 ]

دخلا. (1)