الحادي والخمسون الملك الذي وكل بهما في حضيرة بني النجار 897 /
59 - عن ابن عباس: قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - وإذا
بفاطمة الزهراء قد اقبلت تبكي، فقال لها رسول الله: ما يبكيك يا فاطمة ؟
فقالت يا ابتاه ان الحسن والحسين - عليهما السلام - قد غابا عني هذا اليوم
وقد طلبتهما في بيوتك فلم اجدهما ولا ادري اين هما، وان عليا
راح إلى الدالية منذ خمسة ايام يسقي بستانا له، وإذا أبو بكر قائم بين يدي
النبي - صلى الله عليه وآله - فقال له: يا ابا بكر اطلب لي قرتي عيني، ثم
قال: يا عمرو يا سلمان ويا اباذر ويا فلان ويا فلان قوموا فاطلبوا قرتي
عيني. قال فاحضيت على رسول الله - صلى الله عليه وآله - انه وجه سبعين
رجلا في طلبهما فغابوا ساعة ثم رجعوا ولم يصيبوهما فاغتم النبي - صلى الله
عليه وآله - لذلك غما شديدا فوقف عند باب المسجد وقال: اللهم بحق ابراهيم
خليلك، وبحق ادم صفيك ان كان قرتا عيني وثمرتا فؤادي اخذا برا أو بحرا
فاحفظهما وسلمهما من كل سوء يا ارحم الراحمين. قال: فإذا جبرائيل - عليه
السلام - قد هبط من السماء وقال: يا رسول الله لا تحزن ولا تغتم (2) فإن
الحسن والحسين فاضلان في الدنيا والاخرة
(1) روى نحوه ابن شهراشوب في المناقب: 3 / 383 وعنه البحار: 43 / 283 والعوالم: 16 / 53. (2) في المصدر: لاتغتنم.
[ 290 ]
وقد وكل الله بهما ملكا يحفظهما وان قاما أو قعدا وان ناما (1) وهما في
حضيرة بني النجار، ففرح النبي - صلى الله عليه وآله - بذلك وسار جبرئيل عن
يمينه وميكائيل عن يساره (2) والمسلمون من حوله حتى دخلوا حضيرة بني
النجار وذلك (الملك) (3) الموكل بهما قد جعل احد جناحيه تحتهما والاخر
فوقهما وعلى كل واحد منهما دراعة من صوف والمداد على شفتيهما وإذا الحسن
معانق للحسين - عليهما السلام - [ وهما نائمنان فجثى النبي على ركبتيه ولم
يزل يقبلهما حتى استيقظا ] (4). فحمل الرسول - صلى الله عليه وآله -
الحسين وجبرائيل الحسن وخرج النبي - صلى الله عليه وآله - من الحضيرة وهو
يقول: معاشر الناس اعلموا ان من
ابغضهما في النار ومن احبهما فهو في الجنة ومن كرامتهما (5) على الله
تعالى سماهما في التوراة شبر وشبير. (6)
الثاني والخمسون الملك الذي بصورة
الثعبان يحرسهما 898 \ 60 - الفخري: عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه -
قال اهدي إلى النبي - صلى الله عليه وآله - قطف من العنب في غير أوانه
فقال لي: يا سلمان
(1) في المصدر: ناما أو قعدا أو قاما. (2) في المصدر: بشماله. (3) ليس في
المصدر. (4) من المصدر. (5) في المصدر: كرمهما. (6) المنتخب للطريحي: 269.
وأخرجه في البحار: 43 \ 302 والعوالم: 16 ضمن ح 1 عن كشف الغمة: 1 \ 524
نحوه. ويأتي في المعجزة: 91 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -.
[ 291 ]
ائتني بولدي الحسن والحسين ليأكلا معي من هذا العنب. [ قال سلمان الفارسي:
] (1) فذهبت أطوف (2) عليهما منزل امهما فلم أرهما فأتيت منزل اختهما ام
كلثوم (3) فلم أرهما، فجئت فخبرت النبي - صلى الله عليه وآله - بذلك
فاضطرب ووثب قائما وهو يقول: وا ولداه وا قرة عيناه من يرشدني عليهما فله
على الله الجنة. فنزل جبرائيل - عليه السلام - من السماء وقال: يا محمد
علام هذا الانزعاج ؟ فقال: على ولدي: الحسن والحسين فاني خائف عليهما من
كيد
اليهود. فقال جبرائيل: يا محمد [ بل ] (4) خف عليهما من كيد المنافقين فإن
كيدهم أشد من كيد اليهود، واعلم يا محمد ان ابنيك الحسن والحسين - عليهما
السلام - نائمان في حديقة أبي الدحداح، فسار النبي - صلى الله عليه وآله -
من وقته وساعته إلى الحديقة وأنا معه حتى دخلنا الحديقة فإذا هما نائمان
وقد اعتنق احدهما الاخر وثعبان في فيه طاقة ريحان يروح بها
(1) من المصدر. (2) في البحار: أطرق. (3) هذا من أعاجيب الكلام لان أم
كلثوم بنت فاطمة الزهراء - عليها سلام الله - لم تكن ولدت بعد أو كانت ذات
سنة أو سنتين، ولقد مات رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهي ذات أربعة
سنوات أو أقل منها، فيحتمل أن يكون الصحيح هو: منزل اختها يعني أخت امهما
وهي زوجة ابن عفان، والعجيب من مولانا المجلسي والعلامة الطريحي والبحراني
في البحار والمنتخب والعوالم حيث لم يتوجهوا إلى ذلك، ويحتمل التصرف من
قبل الناسخين أو غير ذلك، والله أعلم. (4) من المصدر.
[ 292 ]
وجههما (1)، فلما رأى الثعبان النبي - صلى الله عليه آله - القى ما كان في
فيه وقال: السلام عليك يا رسول الله، لست أنا ثعبانا ولكن ملك من ملائكة [
الله ] (2) الكروبيين غفلت عن ذكر ربي طرفة عين فغضب علي ربي ومسخني
ثعبانا كما ترى وطردني من السماء إلى الارض وإني (3) منذ سنين كثيرة اقصد
كريما على الله فأسأله ان يشفع لي عند ربي عسى ان يرحمني ويعيدني [ ملكا ]
(4) كما كنت اولا انه على كل شئ قدير.
قال: فجثى النبي - صلى الله عليه وآله - يقبلهما حتى استيقظا حتى فجلسا
على ركبتي النبي - صلى الله عليه وآله - فقال لهما النبي - صلى الله عليه
وآله -: انظرا يا ولدي (إلى هذا المسكين فقالا ما هذا يا جدنا قد خفنا من
قبح منظره ؟ فقال: يا ولدي) (5) هذا ملك من ملائكة الله الكروبيين قد غفل
عن ذكر ربه طرفة عين فجعله [ الله ] (6) هكذا وانا استشفع إلى الله تعالى
بكما فاشفعا له، فوثب الحسن والحسين - عليهما السلام - فاسبغا الوضوء
وصليا ركعتين وقالا: اللهم بحق جدنا الجليل الحبيب محمد المصطفى، وبابينا
علي المرتضى، وبامنا فاطمة الزهراء الا ما رددته إلى حالته (الاولى) (7).
قال: فما استتم (8) دعاؤهما فإذا (9) بجبرائيل - عليه السلام - قد نزل من
(1) في المصدر والبحار: وجهيهما. (2) من المصدر. (3) كذا في البحار
والعوالم، وفي المصدر والاصل: ولي. (4) من المصدر والبحار. (5) ما بين
القوسين ليس في المصدر والبحار. (6) من المصدر. (7) ليس في نسخة " خ ".
(8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: استقر. (9) كذا في البحار، وفي
الاصل: إلا.
[ 293 ]
السماء في رهط من
الملائكة وبشر ذلك (الملك) (1) برضاء الله عنه وبرده إلى سيرته الاولى ثم
ارتفعوا به إلى السماء وهم يسبحون الله تعالى.
ثم رجع جبرائيل - عليه السلام - إلى النبي - صلى الله عليه وآله - وهو
متبسم، فقال: يارسول الله ان ذلك الملك يفتخر على ملائكة السبع سموات
ويقول لهم: من مثلي وأنا في شفاعة السيدين السندين الحسن والحسين - عليهما
السلام - (2) ؟ (3)
الثالث والخمسون إسلام صالح اليهودي 899 \ 61 -
الفخري: قال: روي أن النبي - صلى الله عليه وآله - خرج من المدينة غازيا
واخذ معه عليا وبقي الحسن والحسين - عليهما السلام - عند امهما لانهما
(طفلان) (4) صغيران، فخرج الحسين - عليه السلام - ذات يوم من دار امه يمشي
في شوارع المدينة - وكان عمره يومئذ ثلاث سنين - فوقع بين نخيل وبساتين
حول المدينة فجعل يسير في جوانبها ويتفرج في مضاربها فمر على (5) يهودي
يقال له صالح بن
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) في المصدر: السيدين السبطين، وفي البحار:
السيدين السبطين: الحسن والحسين. (3) منتخب الطريحي: 261 - 262. وأخرجه في
البحار: 43 \ 313 ذح 73 والعوالم: 16 \ 66 ح 4 عن بعض مؤلفات أصحابنا -
رضوان الله عليهم -. ويأتي في المعجزة: 92 من معاجز الامام الحسين - عليه
السلام -. (4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: عليه.
[ 294 ]
زمعة (1) اليهودي فاخذ الحسين إلى بيته واخفاه عن امه حتى بلغ النهار إلى
وقت العصر والحسين - عليه السلام - لم يتبين له اثر، فطار (2) قلب فاطمة
بالهم والحزن على ولدها الحسين - عليه السلام - فصارت تخرج من دارها إلى
باب مسجد النبي - صلى الله عليه وآله - سبعين مرة فلم تر أحدا تبعثه في
طلب الحسين - عليه السلام -. ثم أقبلت إلى ولدها الحسن - عليه السلام -
وقالت له: يا مهجة (3) قلبي وقرة عيني قم واطلب أخاك الحسين - عليه السلام
- فإن قلبي يحترق من فراقه. فقام الحسن وخرج من المدينة واتى إلى دور
حولها نخيل [ كثير ] (4) وجعل يصيح (5) يا حسين بن علي، يا قرة عين النبي،
أين أنت يا أخي ؟ قال: فبينما الحسن - عليه السلام - ينادي إذ بدت له
غزالة في تلك الساعة فألهم الله الحسن ان يسأل الغزالة، فقال (لها) (6):
يا ظبية هل رأيت أخي حسينا فأنطق الله الغزالة ببركات رسول الله وقالت: يا
حسن يا نور عيني المصطفى، وسرور قلب المرتضى، ويا مهجة فؤاد الزهراء اعلم
ان أخاك اخذه صالح اليهودي، وأخفاه في بيته، فصار الحسن حتى
(1) في المصدر: رقعة. (2) في المصدر: فقاد. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل:
بهجة. (4) من المصدر. (5) في المصدر: ينادي. (6) ليس في المصدر.
[ 295 ]
اتى دار اليهودي فناداه فخرج صالح فقال [ له ] (1) الحسن: (يا صالح
اخرج) (2) إلي الحسين - عليه السلام - من دارك وسلمه إلي وإلا أقول لامي
تدعو عليك في أوقات السحر وتسأل ربها حتى لا يبقى على وجه الارض يهودي، ثم
أقول لابي يضرب بحسامه جمعكم (3) حتى يلحقكم بدار البوار، وأقول لجدي يسأل
الله سبحانه ان لا يدع يهوديا الا وقد فارق روحه. فتحير صالح اليهودي من
كلام الحسن، وقال له: يا صبي من امك ؟ فقال: امي الزهراء بنت محمد
المصطفى، قلادة الصفوة، ودرة صدف العصمة، وغرة (4) جمال العلم والحكمة،
وهي نقطة دائرة المناقب والمفاخر، ولمعة من أنوار المحامد والماثر، خمرت
طينة وجودها من تفاحة من تفاح الجنة، وكتب [ الله ] (5) في صحيفتها عتق
عصاة الامة، وهي ام السادة النجباء، وسيدة النساء البتول العذراء فاطمة
الزهراء - عليها السلام -. فقال اليهودي: اما امك فعرفتها فمن أبوك ؟ فقال
الحسن - عليه السلام -: أسد الله الغالب، علي بن أبي طالب، الضارب
بالسيفين، والطاعن بالرمحين، والمصلي مع النبي في القبلتين، والمفدي نفسه
لسيد الثقلين، وأبو الحسن والحسين.
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: بجمعكم. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: وغيرة. (5) من المصدر.
[ 296 ]
فقال: صدقت (1) يا صبي قد عرفت أباك فمن جدك ؟ فقال: جدي درة من صف (2)
الجليل، وثمرة من شجرة ابراهيم الخليل، والكوكب الدري، والنور المضئ من
مصباح التبجيل المعلقة في عرش الجليل، سيد الكونين، ورسول الثقلين، ونظام
الدارين، وفخر العالمين، ومقتدى (3) الحرمين، وامام المشرقين والمغربين،
وجد السبطين أنا [ الحسن ] (4) وأخي الحسين. قال: فلما فرغ الحسن - عليه
السلام - من تعداد مناقبه انجلى صدى الكفر (5) من قلب صالح (اليهودي) (6)
وهملت عيناه بالدموع، وجعل ينظر كالمتحير متعجبا من حسن منطقه، وصغر سنه،
وجودة فهمه. ثم قال: يا ثمرة فؤاد المصطفى، ويا نور عين المرتضى، ويا سرور
صدر الزهراء اخبرني من قبل أن اسلم إليك اخاك عن أحكام دين الاسلام حتى
أذعن إليك (7) وأنقاد إلى الاسلام. ثم ان الحسن عرض (8) عليه أحكام
الاسلام وعرفه الحلال والحرام، فأسلم صالح وأحسن الاسلام على يد الامام
ابن الامام، وسلم إليه أخاه الحسين ثم نثر على رأسهما طبقا من الذهب [
والفضة ] (9)
(1) في المصدر: فقال صالح يا صبي. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: صدف. (3)
كذا في المصدر، وفي الاصل: متقدي. (4) من المصدر. (5) في المصدر: صداه
الكفر. (6) ليس في المصدر. (7) في المصدر: لك.
(8) في نسخة " خ ": أعرض. (9) من المصدر.
[ 297 ]
وتصدق به على الفقراء والمساكين ببركة الحسن والحسين - عليهما السلام -. [
ثم ان الحسن أخذ بيد أخيه الحسين ] (1) وأتيا إلى امهما فلما رأتهما (2)
اطمئن قلبها وزاد سرورها بولديها. قال: فلما كان في اليوم الثاني أقبل
صالح ومعه سبعون رجلا من رهطه وأقاربه وقد دخلوا جميعهم في الاسلام على يد
الامام ابن الامام أخي الامام - عليهم أفضل الصلاة والسلام -. ثم تقدم
صالح إلى [
] (3) - باب الزهراء - رافعا صوته بالثناء للسادة
الامناء، وجعل يمرغ وجهه وشيبته على عتبة دار فاطمة الزهراء وهو يقول: يا
بنت محمد المصطفى عملت سوء بابنك وآذيت ولدك وأنا على فعلي نادم فاصفحي عن
ذنبي، فأرسلت إليه فاطمة الزهراء تقول: يا صالح اما انا فقد عفوت من (4)
حقي ونصيبي وصفحت عما سوءتني به لكنهما ابناي وابنا علي المرتضى فاعتذر
إليه مما اذيت ابنه. ثم ان صالحا انتظر عليا حتى اتى من سفره واعرض عليه
حاله واعترف عنده بما جرى [ له ] (5) وبكى بين يديه واعتذر مما أساء (6)
إليه، فقال له: يا صالح اما انا فقد رضيت عنك وصفحت عن ذنبك ولكن هؤلاء
ابناي وريحانتا رسول الله - صلى الله عليه وآله - فامض إليه واعتذر (إليه)
(7)، مما
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: رأته. (3) من المصدر.
(4) في المصدر: غفرت عنك. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: ساءه. (7) ليس في المصدر.
[ 298 ]
أسأت بولده (1) فأتى صالح إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - باكيا
حزينا وقال: يا سيد المرسلين أنت قد ارسلت رحمة للعالمين واني قد أسأت
واخطات واني قد سرقت ولدك الحسين - عليه السلام - وادخلته إلى داري،
واخفيته عن أخيه وامه وقد سوأتهما في ذلك وانا الان قد فارقت الكفر ودخلت
في دين الاسلام. فقال له النبي - صلى الله عليه وآله - اما انا فقد رضيت
عنك وصفحت عن جرمك لكن يجب عليك أن تعتذر إلى الله تعالى وتستغفره (2) مما
أسأت به (إلى) (3) قرة عين الرسول ومهجة (4) فؤاد البتول حتى يعفو الله
عنك سبحانه. قال: فلم يزل صالح يستغفر ربه ويتوسل إليه ويتضرع بين يديه في
أسحار الليل وأوقات الصلاة حتى نزل جبرائيل على النبي بأحسن التبجيل وهو
يقول: يا محمد قد صفح الله عن جرم صالح حيث دخل في دين الاسلام على يد
الامام ابن الامام (أخي الامام) (5) - عليهم افضل الصلاة والسلام -. (6)
الرابع والخمسون قد اللؤلؤ نصفين 900 \ 62 - فخر الدين النجفي: قال: نقل
في بعض الاخبار عن
(1) في الاصل: نسأت إليه وما أثبتناه من المصدر.
(2) في نسخة " خ ": استغفره. (3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: بهجته. (5) ليس في المصدر. (6) منتخب الطريحي: 169.
[ 299 ]
الثقاة الاخيار ان نصرانيا أتى رسولا من ملك الروم إلى يزيد - لعنه الله -
وقد حضر في مجلسه الذي اتي إليه [ فيه ] (1) برأس الحسين - عليه السلام -
فلما رأى النصراني رأس الحسين - عليه السلام - بكى وصاح وناح (من قلب
مفجوع) (2) حتى ابتلت لحيته بالدموع، ثم قال: (اعلم) (3) يا يزيد اني دخلت
المدينة تاجرا في أيام حياة النبي - صلى الله عليه وآله - وقد أردت ان
آتيه بهدية فسألت من اصحابه: أي شئ أحب إليه من الهدايا. فقالوا (4):
الطيب احب إليه من كل شئ وان له رغبة به. قال: فحملت إليه من المسك فارتين
وقدرا من العنبر (5) الاشهب وجئت به إليه وهو يومئذ في بيت زوجته ام سلمة
- رضي الله عنها - فلما شاهدت جماله (6) ازداد لعيني من لقائه نورا ساطعا
وزادني منه سرورا، وقد تعلق قلبي بمحبته فسلمت عليه ووضعت العطر بين يديه.
فقال: ما هذا ؟ قلت: هدية محقرة أتيت بها إلى حضرتك. فقال لي: ما إسمك ؟
فقلت: اسمي عبدالشمس.
(1) من البحار.
(2) ليس في المصدر. (3) ليس في نسخة " خ ". (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقال. (5) في نسخة " خ ": العنب. (6) في نسخة " خ ": حاله.
[ 300 ]
فقال لي: بدل اسمك، ثم قال: انا سميتك (1) عبد الوهاب، إن قبلت مني
الاسلام قبلت منك الهدية. قال: فنظرته وتأملته فعلمت انه نبي وهو النبي
الذي اخبرنا به (2) عيسى - عليه السلام - حيث قال: اني مبشر [ لكم ] (3)
برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فاعتقدت ذلك واسلمت على يده في [ تلك ] (4)
الساعة ورجعت إلى الروم وانا اخفي الاسلام ولي مدة من السنين وانا مسلم مع
خمس من البنين واربع من البنات وانا اليوم وزير ملك الروم وليس لاحد من
النصارى اطلاع على حالنا. واعلم يا يزيد اني يوم كنت في حضرة النبي - صلى
الله عليه وآله - وهو في بيت ام سلمة رأيت هذا العزيز الذي رأسه وضع بين
يديك مهانا حقيرا قد دخل على جده من باب الحجرة والنبي - صلى الله عليه
وآله - فاتح باعه (5) ليتناوله وهو يقول: مرحبا بك يا حبيبي حتى انه
تناوله واجلسه في حجره وجعل يقبل شفتيه ويرشف ثناياه وهو يقول: بعد من (6)
رحمة الله من قتلك [ لعن الله من قتلك ] (7) يا حسين وأعان على قتلك
والنبي - صلى الله عليه وآله - مع ذلك يبكي. فلما كان (في) (8) اليوم
الثاني (اني) (9) كنت مع النبي - صلى الله عليه وآله -
(1) في المصدر والبحار: فإني اسميك.
(2) في المصدر والبحار: عنه. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) في نسخة " خ
": بابه. (6) في البحار: بعد عن رحمة الله، وفي المصدر: بعدا لا رحمه
الله. (7) من المصدر. (8 و 9) ليس في المصدر والبحار.
[ 301 ]
في مسجده إذ أتاه الحسين - عليه السلام - مع أخيه الحسن - عليه السلام -
(1) وقال: يا جداه قد تصارعت (مع) (2) أخي الحسن ولم يغلب احدنا الاخر
وانما نريد ان نعلم أينا أشد قوة من الاخر. فقال لهما النبي - صلى الله
عليه وآله - يا حبيبي [ ويا مهجتي ] (3) ان التصارع لا يليق بكما (ولكن)
(4) اذهبا فتكاتبا فمن كان خطه احسن كذلك يكون قوته اكثر. قال: فمضيا وكتب
كل واحد منهما سطرا واتيا إلى جدهما النبي - صلى الله عليه وآله - فاعطياه
اللوح ليقضي بينهما فنظر النبي إليهما ساعة ولم يرد ان يكسر قلب احدهما
فقال لهما: يا حبيبي اني (نبي) (5) امي لا اعرف الخط اذهبا إلى ابيكما [
ل ] (6) يحكم بينكما وينظر أيكما احسن خطا. قال: فمضيا إليه وقام النبي -
صلى الله عليه وآله - أيضا [ معهما ودخلوا جميعا ] (7) إلى منزل فاطمة فما
(8) كان الا ساعة وإذا النبي - صلى الله عليه وآله - مقبل وسلمان الفارسي
معه وكان بيني وبين سلمان صداقة ومودة
فسألته: كيف حكم (بينهما) (9) أبوهما وخط أيهما أحسن ؟
(1) في المصدر: إذ أتاه الحسن... مع أخيه الحسين. (2) ليس في نسخة " خ ".
(3) من المصدر والبحار. (4) ليس في المصدر. (5) ليس في المصدر. (6 و 7) من
المصدر والبحار. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فلما. (9) ليس في
المصدر والبحار.
[ 302 ]
قال سلمان - رضي
الله عنه -: ان النبي - صلى الله عليه وآله - لم يجبهما بشئ لانه تأمل
أمرهما وقال: لو قلت: خط الحسن أحسن كان يغتم الحسين - عليه السلام - ولو
قلت: خط الحسين احسن كان يغتم (قلب) (1) الحسن فوجههما (2) إلى أبيهما.
فقلت له: يا سلمان بحق الصداقة والاخوة النبي بيني وبينك وبحق [ دين ] (3)
الاسلام الا ما اخبرتني كيف حكم أبوهما بينهما. فقال: لما اتيا إلى أبيهما
وتامل حالهما رق لهما ولم يرد ان يكسر قلب احدهما، قال لهما: امضيا إلى
امكما (فهي) (4) تحكم بينكما فاتيا إلى امهما وعرضا عليها - عليه السلام -
(5) ما كتبا في اللوح وقالا: يا اماه ان جدنا امرنا ان نتكاتب فكل من كان
خطه احسن تكون قوته اكثر فتكاتبنا وجئنا إليه فوجهنا إلى ابينا فلم يحكم
بيننا ووجهنا إليك (6). فتفكرت فاطمة - عليها السلام - بان جدهما واباهما
ما ارادا كسر (7)
خاطرهما انا ما (ذا) (8) أصنع وكيف احكم بينهما ؟ فقالت لهما: يا قرة عيني
اني اقطع قلادتي على رأسيكما فأيكما يلتقط من لؤلؤها اكثر كان خطه احسن
ويكون قوته اكثر.
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) في المصدر: فوجهتهما، وهو مصحف. (3) من
المصدر والبحار. (4) ليس في نسخة " خ ". (5) في المصدر: وعرضوا عليها. (6)
كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: إلى عندك. (7) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: أن يكسر. (8) ليس في المصدر.
[ 303 ]
قال: وكان في قلادتها سبع لؤلؤات [ ثم إنها قامت فقطعت قلادتها على رأسهما
] (1) فالتقط الحسن - عليه السلام - ثلاث لؤلؤات والتقط الحسين ثلاث
لؤلؤات وبقيت الاخرى فاراد كل منهما تناولها فامر الله تعالى جبرائيل -
عليه السلام - بنزوله إلى الارض وان يضرب بجناحيه تلك اللؤلؤة ويقدها
نصفين (بالسوية ليأخذ كل واحد منهما نصفها لئلا يغتم قلب أحدهما فنزل
جبرائيل - عليه السلام - كطرفة عين وقد اللؤلؤ نصفين) (2) فاخذ كل واحد
منهما نصفها (3). فانظر يا يزيد كيف ان (4) رسول الله - صلى الله عليه
وآله - لم يدخل على احدهما ألم ترجيح الكتابة (5) ولم يرد [ كسر قلبهما
وكذلك ] (6) أمير المؤمنين وفاطمة - عليهما السلام - وكذلك رب العزة لم
يكسر (7) قلب
احدهما بل امر من قسم اللؤلؤة بينهما لحبر قلبهما وانت هكذا تفعل بابن بنت
رسول الله - صلى الله عليه وآله - اف لك ولدينك يا يزيد (فإنها لا تعمى
الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) (8). ثم ان النصراني نهض إلى
رأس الحسين - عليه السلام - واحتضنه وجعل يقبله و [ هو ] (9) يبكي ويقول:
يا حسين اشهد
(1) من المصدر والبحار. (2) ما بين القوسين ليس في البحار. (3) في المصدر
والبحار: فأخذ كل منهما نصفا. (4) في البحار: كيف رسول الله - صلى الله
عليه وآله -، وفي المصدر: يا يزيد إن رسول... (5) في المصدر: ألم الترجيح
في الكتابة. (6) من المصدر والبحار. (7) في المصدر والبحار: لم يرد كسر.
(8) الحج: 46، والاية ليست في المصدر والبحار. (9) من المصدر والبحار.
[ 304 ]
(لي) (1) عند جدك [ محمد ] (2) المصطفى، وعند أبيك علي المرتضى، وعند امك
فاطمة الزهراء - صلوات الله عليهم اجمعين - (وقد قيل في هذا المعنى شعرا:
خيرة الله أحمد وعلي * وبتول وشبر وشبير قد اتى شبر ومعه شبير * رقما الخط
وهو خط نضير اتيا الجد قال عذرا مجيبا * اقصدا الاب نعم ذاك المشير حيدر
قال عند ذاك مجيبا * اطلبا الام ذاك رأي جدير
فاطم عند ذاك قالت سديدا * اقطع العقد بعد ذلك نثير عقدها للؤلؤ وفي العد
سبع * من يحوز الكثير أقوى قدير حاز كل من العديد ثلاثا * ما بقى منه ناله
التقدير ارسل الله جبرائيل إليها * بجناحيه نالها التشطير حاز كل من
المشطر شطرا * قد قضى ربنا العلي الكبير (3) (4)
الخامس والخمسون قول
جبرائيل وميكائيل: هنيئا لك يا حسن حين أكل من رطب المائدة 901 \ 63 - روى
جمع من الصحابة: قالوا: دخل النبي - صلى الله عليه
(1) ليس في نسخة " خ ". (2) من المصدر والبحار. (3) ليس في المصدر. (4)
منتخب الطريحي: 64 - 66. وأخرجه في البحار: 45 \ 189 ح 36 والعوالم: 17 \
418 عن بعض مؤلفات الاصحاب، وأبيات الشعر ليست في المصدر والبحار. ويأتي
في معجزة: 76 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -.
[ 305 ]
وآله - دار فاطمة - عليها السلام - فقال: يا فاطمة ان اباك اليوم ضيفك.
فقالت - عليها السلام -: يا (أبة) (1) ان الحسن والحسين يطالباني (2) بشئ
من الزاد فلم اجد لهما شيئا يقتاتان به. ثم ان النبي - صلى الله عليه وآله
- دخل وجلس مع علي والحسن والحسين - عليهما السلام - وفاطمة - عليها
السلام - متحيرة ما تدري كيف تصنع، ثم ان النبي - صلى الله عليه وآله -
نظر إلى السماء ساعة وإذا بجبرائيل - عليه السلام - قد
نزل وقال: يا محمد العلي الاعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام
ويقول [ لك ] (3): قل لعلي وفاطمة والحسن والحسين: اي شئ يشتهون من فواكه
الجنة ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: يا علي ويا فاطمة ويا حسن ويا
حسين ان رب العزة علم انكم جياع فأي شئ تشتهون من فواكه الجنة ؟ فامسكوا
عن الكلام ولم يردوا جوابا حياء من النبي - صلى الله عليه وآله -. فقال
الحسين - عليه السلام -: عن إذنك (4) يا اباه يا أمير المؤمنين، وعن ذنك
يا اماه يا سيدة نساء العالمين، وعن اذنك يا اخاه الحسن الزكي اختار لكم
شيئا من فواكه الجنة. فقالوا جميعا: قل يا حسين ما شئت فقدر رضينا بما
تختاره لنا. فقال: يا رسول الله قل لجبرائيل انا اشتهي رطبا جنيا (في غير
أوانه) (5).
(1) ليس في نسخة " خ ". (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يطلباني.
(3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عن إذن
منك. (5) ليس في المصدر والبحار.
[ 306 ]
فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: قد علم الله ذلك، ثم قال: يا فاطمة
قومي ادخلي البيت واحضري الينا (1) ما فيه، فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور
مغطى بمنديل من السندس الاخضر وفيه رطب جني [ في غير أوانه ] (2).
فقال النبي - صلى الله عليه وآله - (لفاطمة وهي حاملة المائدة) (3): " أنى
لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب " (4) كما
قالت (مريم) (5) بنت عمران. فقام النبي - صلى الله عليه وآله - وتناوله
(منها) (6) وقدمه بين ايديهم ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم اخذ رطبة
(واحدة) (7) فوضعها في فم الحسين - عليه السلام - فقال: هنيئا مريئا (لك)
(8) يا حسين. ثم اخذ رطبة (ثانية) (9) فوضعها في فم الحسن فقال: هنيئا
مريئا (لك) (10) يا حسن. ثم اخذ رطبة ثالثة فوضعها في فم فاطمة [ الزهراء
] (11) وقال [ لها ] (12): هنيئا مرئيا لك يا فاطمة الزهراء. ثم اخذ رطبة
رابعة فوضعها في فم علي بن أبي طالب - عليه السلام -
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فاحضري لنا. (2) من المصدر
والبحار. (3) ليس في المصدر، وفي البحار: يا فاطمة. (4) اقتباس من سورة آل
عمران: 37. (5) ليس في المصدر. (6) ليس في البحار. (7 و 8) ليس في المصدر.
(9 و 10) ليس في المصدر والبحار. (11) من المصدر والبحار. (12) من البحار.
[ 307 ]
وقال: هنيئا مريئا لك يا علي.
ثم ناول عليا (1) رطبة اخرى والنبي - صلى الله عليه وآله - يقول [ له ]
(2): هنيئا مريئا لك يا علي. ثم وثب النبي - صلى الله عليه وآله - قائما
ثم جلس ثم اكلوا جميعا من ذلك الرطب فلما اكتفوا وشبعوا ارتفعت المائدة
إلى السماء باذن الله تعالى. فقالت فاطمة: يا أبه لقد رايت اليوم منك
عجبا. فقال: يا فاطمة اما الرطبة الاولى (التي) (3) وضعتها في فم الحسين
وقلت [ له ] (4): هنيئا (مريئا لك) (5) يا حسين فاني سمعت ميكائيل
واسرافيل يقولان هنيئا (مريئا) (6) لك يا حسين. فقلت [ أيضا ] (7) موافقا
لهما بالقول: هنيئا لك يا حسين. ثم اخذت الثانية فوضعتها في فم الحسن
فسمعت جبرائيل وميكائيل يقولان: هنيئا لك يا حسن فقلت [ أنا ] (8) موافقا
لهما في القول: (هنيئا لك يا حسن) (9). ثم اخذت الثالثة فوضعتها في فمك يا
فاطمة فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان وهن يقلن: هنيئا
لك يا فاطمة
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وتناوله. (2) من المصدر والبحار.
(3) ليس في نسخة " خ ". (4) من المصدر والبحار. (5 و 6) ليس في المصدر
والبحار. (7 و 8) من المصدر والبحار. (9) ليس في المصدر والبحار. (*)
[ 308 ]
فقلت موافقا لهن بالقول: (هنيئا
لك يا فاطمة) (1). ولما اخذت (الرطبة) (2) الرابعة فوضعتها في فم علي بن
أبي طالب - عليه السلام - سمعت النداء من [ قبل ] (3) الحق سبحانه وتعالى
يقول: هنيئا مريئا لك يا علي فقلت موافقا لقول الله تعالى، ثم ناولت عليا
رطبة اخرى، ثم (ناولته رطبة) (4) اخرى وانا اسمع صوت الحق سبحانه وتعالى
يقول: هنيئا مريئا لك يا علي، ثم قمت اجلالا لرب العزة جل جلاله فسمعته
يقول: يا محمد وعزتي وجلالي لو ناولت عليا من هذه الساعة إلى يوم القيامة
رطبة رطبة لقلت له: هنيئا مريئا بغير انقطاع. فهذا (5) هو الشرف الرفيع
والفضل المنيع، وقد نظم بعضهم بهذا المعنى شعرا: الله شرف أحمد ووصيه *
والطيبين سلالة الاطهار جاء النبي لفاطمة ضيفا لها * والبيت خال من عطا
الزوار والطهر والحسنان كانوا حضرا * وإذا بجبرائيل من الجبار ما يشتهون
اتاهم من ربهم * رطب جني ما يرى بديار (6)
(1 و 2) ليس في المصدر والبحار. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) في
المصدر: فيا إخواني هذا. (6) منتخب الطريحي: 20. وأخرجه في البحار: 43 \
310 ح 73 والعوالم: 16 \ 64 ح 3 عن بعض مؤلفات أصحابنا، وأبيات الشعر ليست
في المصدر والبحار.
[ 309 ]
السادس والخمسون في الشرب هنيئا
مريئا 902 \ 64 - البرسي: قال: روى ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه
وآله - انه استدعى يوما ماء وعنده أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين -
عليهم السلام - فشرب النبي - صلى الله عليه وآله -، ثم ناوله الحسن - عليه
السلام - فشرب فقال [ له ] (1) النبي - صلى الله عليه وآله -: هنيئا مريئا
يا ابا محمد. ثم ناوله الحسين - عليه السلام - (فشرب) (2) فقال له النبي -
صلى الله عليه وآله -: هنيئا مريئا يا ابا عبد الله. ثم ناوله الزهراء
فشربت فقال لها النبي - صلى الله عليه وآله -: هنيئا مريئا (لك) (3) يا ام
الابرار الطاهرين. ثم ناوله عليا - عليه السلام - فلما شرب سجد النبي -
صلى الله عليه وآله - فلما رفع راسه قال له بعض ازواجه: يارسول الله شربت
ثم ناولت الماء الحسن - عليه السلام - فلما شرب قلت له: هنيئا مريئا، ثم
ناولته الحسين - عليه السلام - فشرب فقلت له: كذلك، ثم ناولته فاطمة
(فشربت) (4) فلما شربت قلت لها ما قلت للحسن والحسين، ثم ناولته عليا فلما
شرب سجدت، فما ذاك ؟ فقال لها: اني لما شربت [ الماء ] (5) قال لي جبرائيل
والملائكة معه:
(1) من المصدر. (2 - 4) ليس في المصدر. (5) من المصدر.
[ 310 ]
هنيئا مريئا يا رسول الله، و [ لما ] (1) شرب الحسن فقلت (2) له كذلك،
ولما شرب الحسين وفاطمة قال: جبرائيل [ والملائكة ] (3): هنيئا مريئا فقلت
كما قالوا، ولما شرب أمير المؤمنين - عليه السلام - قال الله له: هنيئا
مريئا يا وليي وحجتي على خلقي، فسجدت لله شكرا على ما انعم الله علي [ في
] (4) أهل بيتي. (5)
السابع والخمسون الجام 903 \ 65 - بالاسناد عن المفضل
بن عمر الجعفي: عن أبي عبد الله الصادق - عليه السلام - قال: جلس رسول
الله - صلى الله عليه وآله - في رحبة مسجده بالمدينة وطائفة من المهاجرين
والانصار حوله وأمير المؤمنين - عليه السلام - عن يمينه وأبو بكر وعمر بين
يديه إذ دخلت (6) المسجد غمامة لها زجل وحفيف (7). فقال رسول الله - صلى
الله عليه وآله -: يا ابا الحسن قد اتتنا هدية من الله، ثم مد رسول الله -
صلى الله عليه وآله - يده إلى الغمامة فتدلت وادلت (8) من يده
(1) من المصدر. (2) في المصدر: قالوا. (3) من المصدر. (4) من المصدر. (5)
مشارق أنوار اليقين: 174. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 456 من معاجز
أمير المؤمنين - عليه السلام -. ويأتي في المعجزة: 78 من معاجز الامام
الحسين - عليه السلام - ايضا. (6) في المصدر: إذ ظلت. (7) في المصدر:
خفيف. (8) في المصدر: ودنت. (*)
[ 311 ]
فبدا منها جام يلمع حتى غشيت
أبصار من (حضر) (1) في المسجد من لمعانه وشعاع نوره وفاح في المسجد روائح
زالت من طيبها عقول الناس والجام يسبح الله تعالى ويقدسه ويحمده (2) بلسان
عربي مبين حتى نزل في بطن راحة رسول الله - صلى الله عليه وآله - اليمنى
(وهو) (3) يقول: السلام عليك يا حبيب الله وصفوته ونبيه ورسوله المختار من
العالمين والمفضل على أهل الملك (4) اجمعين من الاولين والاخرين، وعلى
وصيك خير الوصيين وأخيك خير المؤاخين وخليفتك خير المستخلفين وامام
المتقين وأمير المؤمنين ونور المستنيرين وسراج المتقين وعلى زوجته [ ابنتك
] (5) فاطمة خير نساء العالمين الزهراء في الزاهرين البتول ام الائمة
الراشدين وعلى سبطيك ونوريك وريحانتيك وقرة (6) عينيك الحسن والحسين. فسمع
ذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمير المؤمنين والحسن والحسين -
عليهم السلام - وجميع من حضر يسمعون ما يقول الجام ويغضون أبصارهم من
تلالؤ نوره ورسول الله - صلى الله عليه وآله - يكثر من حمدالله وشكره حتى
قال الجام وهو في كفه يا رسول الله ان الله بعثني إليك وإلى اخيك علي وإلى
ابنتك فاطمة وإلى الحسن والحسين فردني يا رسول الله إلى كف علي.
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: ويمجده. (3) ليس في نسخة " خ ". (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: جميع ملل الله.
(5) من المصدر. (6) في المصدر: وقرتي.
[ 312 ]
فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: خذه يا ابا الحسن تحفة الله إليك
فمد يده اليمنى فصار في بطن راحته فقبله واشتمه (1) وقال: مرحبا بزلفة
الله إلى رسوله (2) وأهل بيته واكثر من حمدالله والثناء عليه والجام يكبر
الله ويهلله ويقول: يا رسول الله قل لعلي يردني إلى فاطمة والحسن والحسين
كما امرني الله عزوجل. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: قم يا ابا
الحسن واردده (3) في كف فاطمة وكفي [ حبيبي ] (4) الحسن والحسين. فقام
أمير المؤمنين - عليه السلام - يحمل الجام ونوره يزيد على نور الشمس
ورائحته قد اذهلت العقول طيبا حتى دخل على فاطمة والحسن والحسين - عليهم
السلام - ورده في ايديهم فتحيوا به وقبلوه واكثروا من حمدالله وشكره
والثناء عليه ثم ردوه (5) إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله -. فلما صار
في كف رسول الله - صلى الله عليه وآله - قام عمر على قدميه وقال: (يا رسول
الله) (6) مالك تستاثر بكل ما اتاك من عند الله من تحية (7) وهدية انت
وعلي وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام -. فقال رسول الله - صلى الله
عليه وآله -: ويحك يا عمر ما أجرأك ! اما
(1) في المصدر: وشمه. (2) في المصدر: لرسوله بدل " إلى رسوله ". (3) في المصدر: يا علي فرده.
(4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: رده. (6) ليس في المصدر، وفيه: ما بالك. (7) في المصدر: تحفة.
[ 313 ]
سمعت ما قال الجام حتى تسألني ان اعطيك ما ليس لك. فقال: يا رسول الله
أفتأذن لي بأخذه واشتمامه وتقبيله ؟ فقال: (1) ويحك يا عمر والله ما ذاك
لك ولا لغيرك من الناس اجمعين غيرنا. فقال: يا رسول الله أتأذن لي في لمسه
(2) بيدي ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ما اشد إلحاحك قم فإن
نلته فما محمد رسول الله حق (3) ولا جاء بحق (4) من عند الله، فمد عمر
بيده (5) نحو الجام فلم تصل إليه وانصاع (6) الجام وارتفع نحو الغمامة وهو
يقول: (يا رسول الله) (7) هكذا يفعل المزور بالزائر ؟ فقال رسول الله -
صلى الله عليه وآله -: (ويحك) (8) يا عمر من أجرأك (9) على الله ورسوله،
قم يا ابا الحسن على قدميك وامدد يدك إلى الجام (10) فخذ الجام وقل له
ماذا امرك الله (به) (11) ان تؤديه الينا فأنسيته. [ فقام أمير المؤمنين -
عليه السلام - فمد يده إلى الغمام فتلقاه الجام
(1) في المصدر: قال له. (2) في المصدر: أن أمسه. (3) في المصدر: حقا. (4)
في المصدر: بالحق.
(5) في المصدر: يده. (6) في المصدر: فانصاع. (7) ليس في المصدر. (8) ليس
في المصدر. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما جرأتك. (10) في المصدر:
الغمام. (11) ليس في المصدر.
[ 314 ]
فأخذه وقال له: ان رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: يقول لك: ماذا
امرك الله ان تقوله فانسيته ؟ ] (1). قال الجام: نعم يا أخا رسول الله -
صلى الله عليه وآله - امرني الله ان اقول لكم اني (قد) (2) أوقفني الله
على نفس كل مؤمن ومؤمنة من شيعتكم وأمرني بحضور وفاته حتى لا يستوحش من
الموت فيأنس بالنظر اليكم وانا (3) على صدره وان أسكره بروائح طيبتي (4)
فتقبض نفسه وهولا يشعر. فقال عمر لابي بكر: ياليت مضى [ الجام ] (5)
بالحديث الاول ولم يذكر شيئا. (6)
الثامن والخمسون الجام أيضا 904 / 66 -
الشيخ في الامالي: قال: اخبرنا الحفار قال: حدثنا علي ابن أحمد الحلواني،
قال: حدثنا (أبو عبد الله) (7) محمد بن القاسم
(1) من المصدر.
(2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: أن انزل على. (4) كذا في المصدر، وفي
الاصل: فيلبي. (5) من المصدر. (6) الهداية الكبرى: 32 - 33. وقد تقدم في
المعجزة: 33 من معاجز أمير المؤمنين - عليه السلام -. ويأتي في المعجزة:
78 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (7) ليس في البحار.
[ 315 ]
المقري قال: حدثنا الفضل بن حباب (الجمحي) (1)، قال: حدثنا مسلم ابن
ابراهيم، عن ابان، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس قال: كنا جلوسا
مع النبي - صلى الله عليه وآله - إذ هبط عليه الامين جبرائيل - عليه
السلام - ومعه جام من البلور الاحمر مملوءا مسكا وعنبرا وكان إلى جنب رسول
الله - صلى الله عليه وآله - علي بن أبي طالب وولداه (2) الحسن والحسين -
عليهم السلام -. فقال له: السلام عليك، الله يقرأ عليك السلام ويحييك بهذه
التحية ويامرك ان تحيي [ بها ] (3) عليا وولديه. قال ابن عباس: فلما صارت
في كف رسول الله - صلى الله عليه وآله - هللت ثلاثا وكبرت ثلاثا ثم قالت
بلسان ذرب طلق يعني الجام: * (بسم الله الرحمن الرحيم طه ما أنزلنا عليك
القرآن لتشقى) * (4)، فاشتمها النبي - صلى الله عليه وآله - وحيى بها
عليا. فلما صارت في كف علي قالت: (بسم الله الرحمن الرحيم إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون) * (5)، فاشتمها علي - عليه السلام - وحيى بها الحسن - عليه
السلام -. فلما صارت في كف الحسن - عليه السلام - قالت: * (بسم الله
الرحمن الرحيم عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه
(1) ليس في البحار. (2) كذا في البحار، وفي الاصل: وولده. (3) من المصدر. (4) طه: 1 - 2. (5) المائدة: 55.
[ 316 ]
مختلفون) * (1)، فاشتمها الحسن - عليه السلام - وحيى بها الحسين - عليه
السلام -. فلما صارت في كف الحسين - عليه السلام - قالت: * (بسم الله
الرحمن الرحيم قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف
حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور) * (2). ثم ردت إلى النبي - صلى
الله عليه وآله - فقالت: * (بسم الله الرحمن الرحيم الله نور السموات
والارض) * (3). قال ابن عباس: فلا ادري إلى السماء (4) صعدت أم في الارض
توارت بقدرة الله عزوجل. (5)
التاسع والخمسون التفاحة 905 / 67 - ابن
بابويه في أماليه: قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد
الرحمن بن محمد الحسني، قال: حدثني فرات ابن ابراهيم بن فرات الكوفي، قال:
حدثني الحسن بن الحسين بن محمد،
قال: اخبرني علي بن أحمد بن الحسين بن سليمان القطان، قال: حدثنا الحسن
ابن جبرائيل الهمداني، قال: أخبرنا ابراهيم بن جبرائيل، قال:
(1) النبأ: 1 - 2. (2) الشورى: 23. (3) النور: 35. (4) كذا في المصدر، وفي
الاصل: أسماء. (5) أمالي الطوسي: 1 / 366، عنه البحار: 37 / 100 ح 2. وقد
أخرجه في ج 43 / 290 والعوالم: 16 / 79 ح 1 عن مناقب ابن شهرآشوب: 3 / 390
نقلا عن الطوسي في أماليه.
[ 317 ]
حدثنا
أبو عبد الله الجرجاني، عن نعيم النخعي، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: كنت
جالسا بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذات يوم وبين يديه علي
ابن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام - إذ هبط عليه جبرائيل
- عليه السلام - وبيده تفاحة فتحيى (1) بها النبي - صلى الله عليه وآله -
وحيى بها [ النبي - صلى الله عليه وآله - عليا - عليه السلام - فتحيى بها
علي - عليه السلام - ] (2) وردها [ إلى النبي - صلى الله عليه وآله -،
وتحيى بها النبي - صلى الله عليه وآله - وحيى بها الحسن - عليه السلام -
فقبلها وردها إلى النبي - صلى الله عليه وآله -، فتحيى بها النبي - صلى
الله عليه وآله - وحيى بها الحسين - عليه السلام -، فتحيى بها الحسين
وقبلها وردها إلى النبي - صلى الله عليه وآله - فتحيى بها النبي وحيى بها
فاطمة - عليها السلام -، فقبلتها وردتها إلى النبي - صلى الله عليه وآله -
وتحيى بها النبي - صلى الله عليه وآله - ثانية فحيى بها عليا - عليه
السلام -، فتحيى بها علي - عليه السلام - ثانية. فلما هم أن يردها ] (3)
إلى النبي - صلى الله عليه وآله - سقطت التفاحة من
اطراف انامله فانفلقت بنصفين فسطع منها نور حتى بلغ سماء الدنيا وإذا عليه
سطران مكتوبان: بسم الله الرحمن الرحيم [ هذه ] (4) تحية من الله عز وجل
إلى محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين سبطي رسول
الله - صلوات الله عليهم - وامان لمحبيهم يوم القيامة من النار. (5)
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بتفاحة فتحيى. (2 و 3) من المصدر.
(4) من المصدر والبحار. (5) أمالي الصدوق: 477 ح 3. وقد تقدم مع تخريجاته
في المعجزة: 131 من معاجز أمير المؤمنين - عليه السلام -. ويأتي أيضا في
المعجزة: 80 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -.
[ 318 ]
الستون السفرجة 906 / 68 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان في المناقب
المائة: عن سلمان الفارسي - رحمه الله - قال: اتيت النبي - صلى الله عليه
وآله - فسلمت عليه ثم دخلت على فاطمة - عليها السلام - فسلمت عليها [ ف ]
(1) قالت: يا أبا عبد الله ان الحسن والحسين جائعان يبكيان خذ بأيديهما
فاخرج بهما إلى جدهما (2). فاخذت بأيديهما فحملتهما حتى أتيت بهما إلى
النبي - صلى الله عليه وآله - فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: ما لكما
يا حبيباي ؟ قالا: نشتهي طعاما يا رسول الله. فقال النبي - صلى الله عليه
وآله -: اللهم اطعمهما (3) ثلاثا.
[ قال: ] (4) فنظرت فإذا سفرجله في يد رسول الله - صلى الله عليه وآله -
شبيهة بقلة (5) من قلال هجر أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وألين من
الزبد ففركها - صلى الله عليه وآله - بابهامه فصيرها نصفين ثم دفع إلى
الحسن نصفها وإلى الحسين نصفها فجعلت انظر إلى النصفين في ايديهما وانا
اشتهيها.
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فخذ بيديهما فاخرج إلى
جدهما. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: أطعمنا. (4) من المصدر. (5) كذا في
المصدر، وفي الاصل: قلة، وهي إناء للعرب كالجرة الكبيرة، وقلال هجر شبيهة
بالحباب، وهجر قرية قريبة من المدينة كانت تعمل بها القلال. " معجم
البلدان: 5 / 393 ".
[ 319 ]
فقال [ لي ]
(1): يا سلمان [ أتشتهيها ؟ فقلت: نعم يا رسول الله. قال: يا سلمان ] (2)
هذا طعام من الجنة لا ياكله أحد حتى ينجو من [ النارو ] (3) الحساب [ وإنك
لعلى خير ] (4). (5)
الحادي والستون الاترجة 907 / 69 - ثاقب المناقب: عن
أبي الزبير، عن جابر - رضي الله عنه - قال: اهديت إلى رسول الله - صلى
الله عليه وآله - اترجة من اترج الجنة ففاح ريحها بالمدينة حتى كاد أهل
المدينة ان يعتبقوا بريحها. فلما اصبح رسول الله - صلى الله عليه وآله -
في منزل ام سلمة - رضي الله عنها - دعا بالاترجة فقطعها خمس قطع فاكل
واحدة، واطعم عليا واحدة،
واطعم فاطمة واحدة، واطعم الحسن واحدة، واطعم الحسين واحدة، فقالت [ له ]
(6) ام سلمة: ألست من ازواجك ؟ قال: بلى يا ام سلمة ولكنها تحفة من [ تحف
] (7) الجنة أتاني بها جبرائيل أمرني ان اكل واطعم عترتي. يا ام سلمة ان
رحمنا أهل البيت موصلة بالرحمن منوطة بالعرش
(1 - 4) من المصدر. (5) مائة منقبة: 161 منقبة: 87. وقد تقدم مع تخريجاته
ضمن المعجزة: 136 من معاجز أمير المؤمنين - سلام الله عليه -. ويأتي في
المعجزة: 81 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (6 و 7) من المصدر.
[ 320 ]
فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله. (1)
الثاني والستون الرمان 908
/ 70 - السيد الرضي في المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة: عن عبد الله بن
عمر يرويه عن علي بن أبي طالب - عليه السلام - قال: جاء المدينة غيث، فقال
لي رسول الله - صلى الله عليه وآله -: قم يا ابا الحسن لننظر إلى آثار
رحمة الله تعالى. فقلت: يا رسول الله الا أصنع طعاما يكون معنا. فقال:
الذي نحن في ضيافته اكرم، ثم نهض وانا معه حتى جئنا إلى وادي العقيق
فرقينا ربوة فلما استوينا للجلوس حتى أظلنا غمام أبيض له رائحة كالكافور
الاذفر وإذا بطبق بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - وإذا فيه رمان
فاخذ رمانة واخذت رمانة فاكتفينا بهما.
قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: فوقر في نفسي ولدي وزوجتي. فقال النبي
- صلى الله عليه وآله -: كأني بك يا علي وانت تريد لولديك وزوجتك خذ
ثلاثا، فاخذت ثلاث رمانات وارتفع الطبق فلما عدنا إلى المدينة لقينا أبو
بكر، فقال: اين كنتم يا رسول الله. فقال له: كنا بوادي العقيق ننظر إلى
آثار رحمة الله تعالى. فقال: الا اعلمتماني حتى كنت اصنع لكما طعاما.
(1) الثاقب في المناقب: 61 ح 13. وقد تقدم في المعجزة: 142 مع تخريجاته في
معاجز أمير المؤمنين - عليه السلام - والمعجزة: 43 من معاجز الامام الحسن
- سلام الله عليه -. ويأتي في المعجزة: 82 من معاجز الامام الحسين - عليه
السلام - أيضا.
[ 321 ]
فقال النبي - صلى
الله عليه وآله - الذي كنا في ضيافته اكرم. قال: أمير المؤمنين - عليه
السلام -: فنظر أبو بكر إلى ثقل كمي والرمان فيه فاستحيت ومددت إليه بكمي
ليتناول منه رمانة فلم اجد في كمي شيئا فنفضت كمي ليرى أبو بكر ذلك.
فافترقنا وانا متعجب من ذلك فلما وصلت إلى باب فاطمة - عليها السلام -
وجدت في كمي ثقلا فإذا هو الرمان. فلما دخلت ناولتها اياه وعدوت إلى رسول
الله - صلى الله عليه وآله - فلما نظر إلي تبسم وقال: كأني بك يا علي قد
عدت تحدثني بما كان رجع منك والرمان، يا علي لما هممت ان تناوله لابي بكر
لم تجد شيئا ان جبرائيل - عليه السلام - اخذه فلما وصلت إلى ببابك اعاده
إلى كمك. يا علي ان فاكهة الجنة لا يأكل منها في الدنيا الا النبيون
والاوصياء
واولادهم. (1)
الثالث والستون الرمان 909 / 71 - ثاقب المناقب: عن عبد
الرزاق، عن معمر، عن الزهري (2) عن سعيد بن المسيب، قال: إن السماء طشت
على عهد رسول الله - صلى الله عليه وآله - ليلا فلما اصبح - صلى الله عليه
وآله - قال لعلي - عليه السلام -: انهض بنا إلى العقيق لننظر إلى حسن
الماء في حفر الارض. قال [ علي ] (3) - عليه السلام -: فاعتمد رسول الله -
صلى الله عليه وآله - على
(1) يأتي في معجزة: 84 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: عن عمر، عن الزبير. (3) من المصدر.
[ 322 ]
يدي فمضينا فلما وصلنا إلى العقيق نظر [ نا ] (1) إلى صفاء الماء في حفر
الارض فقال علي - عليه السلام -: يا رسول الله (2): لو اعلمتني من الليل
لا تخذت لك سفرة من الطعام. فقال: يا علي إن الذي أخرجنا إليه لا يضيعنا،
فبينا نحن وقوف إذ نحن بغمامة قد اظلتنا ببرق ورعد حتى قربت منا فالقت بين
يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - سفرة عليها رمان لم تر العيون مثله
على كل رمانة ثلاثة اقشار قشر من اللؤلؤ وقشر من الفضة وقشر من المذهب.
فقال لي - صلى الله عليه وآله -: قل بسم الله وكل يا علي هذا اطيب من
سفرتك، فكشفنا (3) عن الرمان فإذا فيه ثلاثة الوان من الحب حب كالياقوت [
الاحمر ] (4) وحب كاللؤلؤ الابيض وحب كالزمرد الاخضر فيه طعم كل شئ من
اللذة، فلما ذكرت فاطمة والحسن والحسين - عليهم
السلام - فضربت بيدي إلى ثلاث (5) رمانات فوضعتهن في كمي ثم رفعت السفرة،
ثم انقلبنا نريد منازلنا فلقينا رجلان من اصحاب رسول الله - صلى الله عليه
وآله - فقال أحدهما: من اين اقبلت يا رسول الله ؟ قال: من العقيق. قالا:
لو اعلمتنا لاتخذنا لك سفرة تصيب (6) منها. فقالا: إن الذي أخرجنا لم
يضيعنا.
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: لرسول الله - صلى الله عليه
وآله -. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: فكسرنا. (4) من المصدر. (5) كذا في
المصدر، وفي الاصل: بثلاث. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: نصيب.
[ 323 ]
وقال الاخر: يا أبا الحسن اني اجد فيكما رائحة طيبة فهل كان [ عندكم ثم ]
(1) طعام ؟ فضربت بيدي إلى كمي لا عطيهما رمانة فلم ار في كمي شيئا
فاغتممت لذلك، فلما افترقنا ومضى النبي - صلى الله عليه وآله - [ إلى
منزله ] (2) وقربت من باب فاطمة - عليها السلام - وجدت في كمي خشخشة فنظرت
فإذا الرمان في كمي، فدخلت والقيت رمانة إلى فاطمة والاخرتين إلى الحسن
والحسين ثم خرجت إلى النبي - صلى الله عليه وآله - فلما رآني قال: يا ابا
الحسن تحدثني ام احدثك ؟ فقلت: حدثني يا رسول الله فانه أشفى للغليل،
فاخبر بما كان. [ فقلت: يا رسول الله كأنك كنت ] (3) معي ! (4)
الرابع والستون الثياب التي أتى بها رضوان 910 / 72 - أبو عبد الله المفيد
النيسابوري في أماليه: انه قال: الرضا - عليه السلام -: عري الحسن والحسين
- عليهما السلام - وقد ادركهما العيد فقالا لامهما فاطمة: يا اماه قد
تزينوا صبيان المدينة الا نحن فما لك لا تزينينا بشئ من الثياب فها نحن
عرايا كما ترين. فقالت لهما: يا قرة عيني ان ثيابكما عند الخياط (5) فإذا
خاطهما واتاني بهما زينتكما بها يوم العيد، تريد بذلك ان تطيب قلوبهما
فلما كان
(1 - 3) من المصدر. (4) الثاقب في المناقب: 58 ح 9، وأورده المؤلف في
معالم الزلفى: 403 ح 69. ويأتي في المعجزة: 84 من معاجز الامام الحسين -
عليه السلام -. (5) لعلها - صلوات الله عليها - تريد التورية يعني لما يخط
لهما إلى الآن عن أحد من الخياطين ومتى خيطه لهما وجئ به زينتهما بها.
وأمثال ذلك كثير عند العرف.
[ 324 ]
ليلة
العيد اعادا القول على امهما وقالا: يا اماه الليلة ليلة العيد فبكت فاطمة
رحمة لهما، وقالت لهما: يا قرة عيني طيبا نفسا إذا اتاني الخياط زينتكما
إن شاء الله تعالى. قال: فلما مضى وهن من الليل وكانت ليلة العيد إذ قرع
الباب قارع، فقالت فاطمة: من هذا ؟ فناداها: يا بنت رسول الله افتحي الباب
انا الخياط قد جئت بثياب الحسن والحسين - عليهما السلام -. فقامت فاطمة
ففتحت الباب فإذا هو رجل لم ار اهيب منه شيمة واطيب منه ريحة فناولني
منديلا مشدودا ثم انصرف لشأنه. فدخلت فاطمة وفتحت المنديل فإذا فيه قميصان
ودراعتان
وسروالان ورداوان وعمامتان وخفان فسرت فاطمة بذلك سرورا عظيما فلما استيقظ
الحسنان ألبستهما وزينتهما بأحسن زينة فدخل النبي لهما يوم العيد وهما
مزينان فقبلهما وهناهما بالعيد وحملهما على كتفيه ومشى بهما إلى امهما ثم
قال: يا فاطمة رأيت الخياط الذي اعطاك الثياب هل تعرفينه ؟ قالت: لا والله
لست اعرفه، ولست اعلم أن لي ثيابا عند الخياط والله ورسوله اعلم بذلك.
فقال: يا فاطمة ليس هو خياط وانما هو رضوان خازن الجنان والثياب من الجنة
اخبرني بذلك جبرائيل عن رب العالمين. (1)
(1) مناقب ابن شهرآشوب: 3 / 391 وعنه البحار: 43 / 289 ذح 52 والعوالم: 16
/ 79 ح 1. وأورده الطريحي في المنتخب: 136. ويأتي في المعجزة: 74 من معاجز
الامام الحسين - عليه السلام -.
[ 325 ]
الخامس والستون الثياب التي نزل بها جبرائيل 911 / 73 - الشيخ فخر الدين
النجفي: قال: روى [ بعض ] (1) الثقاة الاخيار ان الحسن والحسين - عليهما
السلام - دخلا يوم عيد على حجرة جدهما رسول الله - صلى الله عليه وآله -
فقالا (له) (2): يا جداه اليوم يوم العيد وقد تزين اولاد العرب بالوان
اللباس ولبسوا جديد الثياب وليس لنا ثوب جديد وقد توجهنا لجنابك لنأخذ
عيديتنا منك ولا نريد سوى ثياب نلبسها. فتأمل النبي - صلى الله عليه وآله
- [ إلى حالهما ] (3) وبكى ولم يكن عنده في البيت ثياب تليق بهما ولا رأى
أن يمنعهما فيكسر خاطرهما فتوجه
(إلى) الاحدية وعرض الحال إلى الحضرة الصمدية وقال: الهي اجبر قلبهما وقلب
امهما. فنزل جبرائيل من السماء (في) (5) تلك الحال ومعه حلتان بيضاوان من
حلل الجنة، فسر النبي - صلى الله عليه وآله - (بذلك) (6) وقال لهما: يا
سيدي شباب أهل الجنة ها كما اثوابكما خاطهما [ لكما ] (7) خياط القدرة على
(قدر) (8) طولكما اتتكما مخيطة من عالم الغيب.
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) ليس في نسخة " خ ".
(5 و 6) ليس في المصدر. (7) من المصدر. (8) ليس في المصدر.
[ 326 ]
فلما رأيا الخلع بيضا قالا: يا رسول الله (1) كيف هذا وجميع صبيان العرب
لابسون الوان الثياب، فاطرق النبي - صلى الله عليه وآله - ساعة متفكرا (2)
في امرهما، فقال جبرائيل: يا محمد طب نفسا وقر عينا ان صانع صبغة الله
عزوجل يفضي (3) لهما هذا الامر ويفرح قلوبهما باي لون شاءا (4)، فأمر يا
محمد باحضار الطشت والابريق، فاحضره (5). فقال جبرائيل: يا رسول الله انا
أصب (6) الماء على هذه الخلع وانت تفركهما بيدك (فتصبغ) (7) بأي لون شاءا،
فوضع النبي - صلى الله عليه وآله - حلة الحسن في الطشت فاخذ جبرائيل يصب
الماء ثم اقبل النبي على
الحسن وقال: يا قرة عيني باي لون تريد حلتك. فقال: أريدها خضراء ففركها
النبي في يده في ذلك الماء فاخذت بقدرة الله لونا اخضر فائقا كالزبرجد
الاخضر فأخرجها النبي - صلى الله عليه وآله - واعطاها الحسن - عليه السلام
- فلبسها. ثم وضع حلة الحسين - عليه السلام - في الطشت [ وأخذ جبرئيل -
عليه السلام - يصب الماء، فالتفت النبي - صلى الله عليه وآله - إلى نحو
الحسين ] (8) وكان له من العمر خمس سنين، وقال له: يا قرة عيني اي لون
تريد حلتك.
(1) في المصدر: يا جداه. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: مفكرا. (3) في
المصدر: صابغ صبغة الله عزوجل يقضي. (4) في المصدر: شاء. (5) في المصدر:
فاحضرا. (6) كذا في المصدر: وفي الاصل: أنا أصبب. (7) ليس في نسخة " خ ".
(8) من المصدر.
[ 327 ]
فقال الحسين -
عليه السلام -: يا جداه اريدها (تكون) (1) حمراء، ففركها النبي - صلى الله
عليه وآله - بيده في ذلك الماء فصارت حمراء (2) كالياقوت الاحمر فلبسها
الحسين - عليه السلام - فسر النبي - صلى الله عليه وآله - بذلك وتوجه
الحسن والحسين إلى امهما فرحين مسرورين فبكى جبرائيل لما شاهد تلك الحال.
فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: يا أخي (جبرائيل) (3) في مثل هذا
اليوم
الذي فرح فيه ولداي تبكي وتحزن فبالله عليك الا ما (4) اخبرتني (لم حزنت)
(5). فقال جبرائيل: اعلم يا رسول الله ان اختيار ابنيك على اختلاف اللون
فلابد للحسن ان يسقوه السم ويخضرلون جسده من عظم السم، ولابد للحسين ان
يقتلوه ويذبحوه ويخضب بدنه من دمه، فبكى النبي صلى الله عليه وآله - وزاد
حزنه لذلك. شعر: أتى الحسنان الطهر يا جد أعطنا * ثيابا جيادا يوم عيد
لنلبسا فلم يك عند الطهر ما يطلبانه * فأرضاهما رب العباد بأنفسا (6)
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: لونا أحمر قانيا. (3)
ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: لما. (5) ليس في المصدر.
(6) منتخب الطريحي: 125. ويأتي في المعجزة: 75 من معاجز الامام الحسين -
عليه السلام -.
[ 328 ]
السادس والستون
الشجرتان اللتان في الجنة تسمى إحداهما الحسن والاخرى الحسين وأكل منهما
النبي - صلى الله عليه وآله - فولدت فاطمة - عليها السلام - منه - صلى
الله عليه وآله - وولدت فاطمة - عليها السلام - لعلي - عليه السلام -
الحسن والحسين فصارا ريحانتا رسول الله - صلى الله عليه وآله -
912 / 74 - فخر الدين النجفي - وكان من الزهاد في زمانه - قال: حكى عروة
البارقي، قال: حججت في بعض السنين فدخلت مسجد رسول الله - صلى الله عليه
وآله - فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وآله - جالسا وحوله غلامان يافعان
وهو يقبل هذا مرة وهذا اخرى فإذا راه الناس يفعل ذلك امسكوا عن كلامه حتى
يقضي وطره منهما وما يعرفون لاي سبب حبه اياهما. فجئته وهو يفعل ذلك بهما
فقلت: يا رسول الله هذان ابناك. فقال: انهما ابنا ابنتي وابنا أخي وابن
عمي واحب الرجال إلي ومن [ هو ] (1) سمعي وبصري ومن نفسه نفسي [ ونفسي
نفسه ] (2) ومن احزن لحزنه ويحزن لحزني. فقلت له: لقد (3) عجبت يا رسول
الله من فعلك بهما وحبك لهما. فقال لي (4): احدثك ايها الرجل انه (5) لما
عرج بي إلى السماء
(1 و 2) من المصدر. (3) في المصدر والبحار: قد. (4) في المصدر: له. (5) في المصدر والبحار: اني.
[ 329 ]
ودخلت الجنة انتهيت إلى شجرة في رياض الجنة فعجبت من طيب رائحتها. فقال لي
جبرائيل: يا محمد لا تعجب من هذه الشجرة فثمرها اطيب من ريحها (1) فجعل [
جبرئيل - عليه السلام - ] (2) يتحفني من ثمرها ويطعمني من فاكهتها وانا لا
أمل منها، ثم مررنا بشجرة اخرى (من شجر
الجنة) (3) فقال لي جبرائيل: يا محمد كل من هذه الشجرة فانها تشبه الشجرة
التي اكلت منها الثمر فانها (4) اطيب طعما وأزكى رائحة. قال: فجعل جبرائيل
- عليه السلام - يتحفني بثمرها ويشمني من رائحتها وانا لا امل منها فقلت:
يا أخي جبرائيل ما رايت في الاشجار اطيب ولا احسن من هاتين الشجرتين. فقال
[ لي ] (5): يا محمد اتدري ما اسم هاتين الشجرتين ؟ فقلت: لا ادري. فقال:
إحداهما (6) الحسن (والاخرى) (7) الحسين، فإذا هبطت يا محمد إلى الارض من
فورك فات زوجتك خديجة وواقعها من وقتك وساعتك فانه يخرج منك طيب رائحة
الثمر الذي اكلته من هاتين
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: رائحتها. (2) من المصدر. (3) ليس
في المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر وفي الاصل: فهي. (5) من الصمدر. (6)
في المصدر والبحار: أحدهما. (7) ليس في نسخة " خ ".
[ 330 ]
الشجرتين فتلد لك فاطمة الزهراء، ثم زوجها أخاك عليا فتلد له (1) ابنين
فسم احدهما الحسن والاخر الحسين. قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -:
ففعلت ما امرني به أخي جبرائيل فكان الامر كما (2) كان فنزل إلي (3)
جبرائيل بعد ما ولد الحسن والحسين -
عليهما السلام - فقلت له: يا جبرائيل ما اشوقني إلى تينك الشجرتين. فقال
لي: يا محمد إذا اشتقت إلى الاكل من ثمر تينك الشجرتين (4) فشم الحسن
والحسين - عليهما السلام -. قال: فجعل النبي - صلى الله عليه وآله - كلما
اشتاق إلى الشجرتين يشم الحسن والحسين ويلثمهما وهو يقول: [ صدق أخي
جبرائيل ثم يقبل الحسن والحسين ويقول: ] (5) يا أصحابي اني اوداني
اقاسمهما حياتي لحبي لهما فهما ريحانتي من الدنيا. فتعجب الرجل (6) من وصف
النبي - صلى الله عليه وآله - الحسن والحسين فكيف [ لو شاهد النبي ] (7)
من سفك دماءهم وقتل رجالهم وذبح اطفالهم ونهب اموالهم وسبي حريمهم فالويل
لهم من عذاب يوم القيامة وبئس المصير. (8)
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لك. (2) في المصدر والبحار: ماكان.
(3) كذا في المصدر، وفي الاصل: لي. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
تلك الشجرة. (5) من المصدر والبحار. (6) في المصدر: الرجال. (7) من المصدر
والبحار. (8) منتخب الطريحي: 359 - 360. وأخرجه في البحار: 43 / 314
والعوالم: 16 / 11 ح 1 عن بعض مؤلفات الاصحاب. =
[ 331 ]
السابع والستون القصران اللذان في الجنة له - عليه السلام - ولاخيه
الحسين أحدهما أخضر والآخر أحمر 913 / 75 - روي ان الحسن الزكي لما دنت
وفاته ونفدت أيامه (1) وجرى السم في بدنه واعضائه وتغير لون وجهه ومال
بدنه إلى الزرقة والخضرة فبكى الحسن - عليه السلام - فقال [ له أخوه ] (2)
الحسين - عليه السلام -: مالي ارى [ لون ] (3) وجهك مائلا إلى الخضرة ؟
فبكى الحسن - عليه السلام - وقال له: [ يا أخي لقد ] (4) صح حديث جدي في
وفيك ثم مد يده إلى أخيه الحسين واعتنقه طويلا وبكيا كثيرا. فقال الحسين -
عليه السلام -: يا أخي ما حدثك جدي وما [ ذا ] (5) سمعت منه. فقال: اخبرني
جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - انه قال: [ لما ] (6) مررت ليلة
المعراج بروضات (الجنان) (7) ومنازل أهل الايمان فرايت قصرين عاليين
متجاورين على صفة واحدة لكن أحدهما من الزبرجد الاخضر والاخر من الياقوت
الاحمر فاستحسنتهما وشاقني حسنهما. فقلت: يا أخي جبرائيل [ لمن هذان
القصران ؟ فقال: أحدهما لولدك الحسن والآخر لولدك الحسين.
= وأورده المؤلف في الحلية: 3 / 101 ح 1. ويأتي ايضا في المعجزة: 2 من
معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (1) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: وتعدت أيام حياته. (2 - 6) من المصدر. (7) ليس في نسخة " خ ".
[ 332 ]
فقلت: يا أخي جبرئيل فلم ] (1) لا يكونان على لون واحد ؟
فسكت ولم يرد علي جوابا، فقلت (له) (2): يا أخي لم لا تتكلم. فقال: حياء
منك يا محمد، فقلت له: بالله عليك الا ما اخبرتني، فقال: اما خضرة قصر
الحسن فانه يسم ويخضر لونه عند موته واما حمرة قصر الحسين فانه يقتل ويذبح
ويخضب وجهه وشيبه وبدنه من دمائه، فعند ذلك بكيا وضج الناس بالبكاء
والنحيب على فقد حبيبي الحبيب. (3)
الثامن والستون المكتوب على باب الجنة
914 / 76 - عن ابن عباس: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: لما
عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا: لا اله الا الله، محمد رسول
الله، علي حبيب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة امة الله على
باغضيهم لعنة الله. (4) وقد تقدم بهذا روايات كثيرة في معاجز أمير
المؤمنين.
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) منتخب الطريحي: 180.
وأخرجه في البحار: 44 / 145 ح 13 والعوالم: 16 / 284 ح 12 عن بعض مؤلفات
الاصحاب. (4) كشف الغمة: 1 / 94 و 526، وعنه البحار: 43 / 303 والعوالم:
16 / 50 ح 14. وقد تقدم في المعجزة: 415 من معاجز الامام علي - عليه
السلام - عن عدة مصادر.
[ 333 ]
التاسع
والستون المكتوب على جبين الحورية 915 / 77 - جامع الاخبار: [ روي ] (1)
عن النبي - صلى الله عليه وآله - قال:
من قرأ (2) بسم الله الرحمن الرحيم بنى الله له في الجنة سبعين الف قصر من
ياقوتة حمراء في كل قصر سبعون الف بيت من لؤلؤة بيضاء في كل بيت سبعون ألف
سرير من زبرجدة خضراء فوق كل سرير سبعون ألف فراش من سندس واستبرق وعليه
زوجة من الحور العين ولها سبعون ألف ذؤابة مكللة بالدر والياقوت على خدها
الايمن محمد رسول الله وعلى خدها الايسر علي ولي الله وعلى جبينها (3)
الحسن وعلى ذقنها الحسين وعلى شفتيها بسم الله الرحمن الرحيم. قلت: يا
رسول الله لمن هذه الكرامة ؟ قال: لمن يقول بالحرمة والتعظيم ببسم الله
الرحمن الرحيم. (4)
السبعون الطبق الذي نزل وفيه الرمان والعنب 916 / 78 -
ابن شهراشوب عن الكشف والبيان للثعلبي: بالاسناد عن جعفر بن محمد، عن أبيه
- عليهما السلام - قال: مرض النبي - صلى الله عليه وآله - فاتاه جبرائيل
بطبق فيه رمان وعنب فاكل النبي - صلى الله عليه وآله - منه فسبح،
(1) من المصدر. (2) في المصدر: من قال. (3) في المصدر: وعلى جنبيها. (4)
جامع الاخبار: 42. وقد تقدم في المعجزة: 420 من معاجز أمير المؤمنين -
عليه السلام -.
[ 334 ]
ثم دخل عليه الحسن
والحسين فتناولا منه فسبح الرمان والعنب، ثم دخل علي فتناول منه فسبح
أيضا، ثم دخل رجل من اصحابه فاكل فلم يسبح، فقال جبرائيل: انما ياكل هذا
نبي أو وصي أو ولد نبي. (1)
الحادي والسبعون الملك الذي نزل على صفة الطير 917 / 79 - ابن شهراشوب عن
كتاب المعالم: ان ملكا نزل من السماء على صفة الطير فقعد على يد النبي -
صلى الله عليه وآله - فسلم عليه بالنبوة وعلى يد علي فسلم عليه بالوصية
وعلى يد (2) الحسن والحسين فسلم عليهما بالخلافة. فقال رسول الله - صلى
الله عليه وآله - لم لم تقعد على يد فلان ؟ فقال: انا لا اقعد أرضا عصي
عليها الله فكيف اقعد على يد عصت الله. (3)
الثاني والسبعون الملك الذي
نزل يبشر النبي - صلى الله عليه وآله - ان الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة 918 / 80 - المفيد في أماليه: قال: أخبرني أبو حفص عمر بن محمد
الصيرفي، قال: اخبرنا محمد بن ادريس، قال: حدثنا الحسن بن عطية، قال:
حدثنا رجل يقال له اسرائيل (4) عن ميسرة بن حبيب، عن
(1) مناقب آل أبي طالب: 3 / 390 وعنه البحار: 43 / 288 والعوالم: 16 / 78
ح 1. (2) كذا في المصدر والبحار ونسخة " خ "، وفي الاصل: يدي. (3) مناقب
آل أبي طالب: 3 / 392 وعنه البحار: 43 / 291 ح 53 والعوالم: 16 / 81 ح 1.
(4) كذا في المصدر، وفي الاصل: اسرائيل بن مسيرة، وهو مصحف، واسرائيل هو
ابن =
[ 335 ]
المنهال، عن زر بن حبيش، عن
حذيفة قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وآله -: أما (1) رأيت الشخص الذي
اعترض لي ؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: ذلك ملك لم يهبط قط إلى الارض قبل
الساعة استأذن الله عز
وجل في السلام على علي فاذن له فسلم عليه وبشرني ان الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة وان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. (2) 919 / 81 - ومن طريق
المخالفين ما ذكره في الجزء الثالث في حلية الاولياء أبو نعيم: بالاسناد
قال: عن حذيفة بن اليمان، قال: قالت [ لي ] (3) امي: متى عهدك بالنبي -
صلى الله عليه وآله - ؟ قلت: مالي به عهد منذ كذا وكذا. فنالت مني فقلت
(4) لها: دعيني فاني اتيه فأصلي معه المغرب واسأله ان يستغفر لي ولك. [
قال: ] (5) فاتيته وهو يصلي المغرب فصلى حتى صلى العشاء، ثم انصرف وخرج من
المسجد فسمعت بعرض عرض (6) له في الطريق
= يونس بن بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني الكوفي، روى عن ميسرة بن حبيب
النهدي أبو حازم الكوفي، وروى عنه الحسن بن عطية بن نجيح القرشي ابو علي
البزاز الكوفي. (1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما. (2) أمالي المفيد: 22 ح
4. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 9 من معاجز أمير المؤمنين. (3) من
المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقالت متى ؟ قلت. (5) من المصدر.
(6) كذا في المصدر، وفي الاصل: فسمعت يعرض عارض.
[ 336 ]
فتأخرت ثم دنوت فسمع النبي - صلى الله عليه وآله - نقيضي (1) من خلفه،
فقال: من هذا ؟
قلت: حذيفة. فقال: ما جاء بك يا حذيفة ؟ فاخبرته. فقال: غفر الله لك ولامك
يا حذيفة اما رأيت العارض الذي عرض (لي) (2) ؟ قلت: بلى. قال: ذلك (3) ملك
لم يهبط إلى الارض قبل الساعة (4) فاستأذن الله في السلام علي وبشرني ان
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. (5)
الثالث والسبعون أنه - عليه السلام - عنده ديوان الشيعة ورأى الرجل اسمه
واسم عمه فيه 920 / 82 - محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن محمد، عن
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: فسمعته يقص. (2) ليس في المصدر. (3) في
المصدر: ذاك. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: قبلي الساعة. (5) حلية
الاولياء: 4 / 190 وأخرجه في البحار: 37 / 79 - 80 ح 48 عن المستدرك لابن
بطريق (مخطوط) نقلا من حلية الاولياء، وعن كشف الغمة: 1 / 452 نقلا عن
مسند أحمد بن حنبل: 5 / 391. ويأتي في المعجزة: 106 من معاجز الامام
الحسين - عليه السلام -.
[ 337 ]
الحسين
(1)، عن فضالة بن ايوب، عن (أحمد بن) (2) سليمان، عن عمر بن أبي بكر (3)،
عن رجل، عن حذيفة بن اسيد الغفاري قال: لما وادع الحسن
ابن علي - عليه السلام - معاوية وانصرف إلى المدينة صحبته في منصرفه وكان
بين عينيه حمل بعير لا يفارقه حيث توجه، فقلت له ذات يوم: جعلت فداك يا
ابا محمد هذا الحمل لا يفارقك حيث ما توجهت. فقال: يا حذيفة اتدري ما هو ؟
قلت: لا. قال: هذا الديوان ! قلت: ديوان ماذا ؟ قال: ديوان شعيتنا فيه
أسماؤهم. قلت: جعلت فداك فأرني اسمي. قال: اغد بالغداة. قال: فغدوت إليه
ومعي ابن أخ لي وكان يقرأ ولم اكن اقرأ، فقال (لي) (4): ما غدا بك ؟ قلت:
الحاجة التي وعدتني. قال: من ذا الذي (5) معك ؟ قلت: ابن أخ لي وهو يقرأ
ولست أقرأ. قال: فقال لي: اجلس فجلست، ثم قال: علي بالديوان الاوسط.
(1) هو حسين بن سعيد الاهوازي. (2) ليس في المصدر والبحار. (3) في المصدر:
عمرو بن أبي بكر، وفي البحار: عمر بن أبي بكران. (4) ليس في المصدر
والبحار. (5) في المصدر والبحار: ومن ذا الفتى.
[ 338 ]
[ قال: ] (1) فاتي به. قال: فنظر الفتى فإذا الاسماء تلوح، قال: فبينما هو
يقرأ [ إذا ] (2) قال: [ هو ] (3) يا عماه هو ذا اسمي. قلت: ثكلتك امك
انظر اين اسمي. [ قال: ] (4) فصفح ثم قال: هو ذا اسمك. (قال:) (5)
فاستبشرنا واستشهد الفتى مع الحسين بن علي - صلوات الله عليه -. (6)
الرابع والسبعون الفرجة المكشوطة إلى العرش 921 / 83 - شرف الدين النجفي
في تأويل الآيات الباهرة: عن الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن رجاله، عن عبد
الله بن عجلان السكوني قال: سمعت ابا جعفر - عليه السلام - يقول: بيت علي
وفاطمة - عليها السلام - [ من ] (7) حجرة رسول الله - صلى الله عليه وآله
- وسقف بيتهم عرش رب العالمين وفي قعر بيتهم فرجة مكشوطة إلى العرش معراج
الوحي والملائكة تنزل عليهم بالوحي صباحا ومساء و [ في ] (8) كل ساعة
وطرفة عين والملائكة لا ينقطع فوجهم فوج ينزل وفوج يصعد وان الله تبارك
وتعالى كشف (9) لابراهيم - عليه السلام - عن السموات حتى ابصر
(1 - 4) من المصدر والبحار. (5) ليس في المصدر والبحار. (6) بصائر
الدرجات: 172 ح 6 وعنه البحار 26 / 124 ح 19. (7 و 8) من المصدر. (9) في
المصدر: كشط.
[ 339 ]
العرش وزاد الله في قوة ناظره، وان الله زاد في قوة ناظر محمد وعلي وفاطمة
والحسن والحسين - صلوات الله عليهم - وكانوا يبصرون العرش ولا يجدون
لبيوتهم سقفا غير العرش فبيوتهم مسقفة بعرش الرحمن ومعارج [ معراج ] (1)
الملائكة، والروح [ فوج بعد فوج لا انقطاع لهم، وما من بيت من بيوت الائمة
منا إلا وفيه معراج الملائكة لقول الله عزوجل: * (تنزل الملائكة والروح ]
(2) فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام) * (3) [ قال: قلت: من كل أمر ] (4).
قال: بكل أمر. فقلت: هذا التنزيل ؟ قال: نعم (5). (6)
(1 و 2) من المصدر. (3) القدر: 4. (4) من المصدر. (5) ثم قال مؤلف
التأويل: والمهم في هذا البحث: أن ليلة القدر هل كانت على عهد رسول الله -
صلى الله عليه وآله - وارتفعت ؟ أم هي باقية إلى يوم القيامة ؟ والصحيح
أنها باقية إلى يوم القيامة. لما روي عن أبي ذر - رحمه الله - أنه قال:
قلت: يا رسول الله ليلة القدر شئ يكون على عهد الانبياء ينزل فيها عليهم
الامر، فإذا مضوا رفعت ؟ قال: لا، بل هيى إلى يوم القيامة. (6) تأويل
الآيات: 2 / 818 ح 4. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 461 من معاجز أمير
المؤمنين - عليه السلام -.
[ 340 ]
الخامس والسبعون إخباره - عليه السلام - بما يجري من عائشة بعد موته -
عليه السلام - 922 / 84 - محمد بن يعقوب - عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن
بكر ابن صالح وعدة من اصحابنا، عن ابن زياد، عن محمد بن سليمان الديلمي عن
هارون بن الجهم، عن محمد بن مسلم قال: سمعت ابا جعفر - عليه السلام -
يقول: لما حضر الحسن بن علي - عليهما السلام - الوفاة قال للحسين - عليه
السلام -: يا أخي اني اوصيك بوصية فاحفظها إذا انا مت فهينئي ثم وجهني إلى
رسول الله - صلى الله عليه وآله - لا حدث به عهدا ثم اصرفني إلى امي -
عليها السلام - ثم ردني فادفني بالبقيع واعلم انه سيصيبني من عائشة ما
يعلم الله والناس بغضها (1) وعداوتها [ لله ولرسوله وعداوتها ] (2) لنا
أهل البيت. فلما قبض الحسن - عليه السلام - ووضع على السرير ثم انطلقوا به
إلى مصلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - الذي كان يصلي فيه على
الجنائز. وصلى (3) عليه الحسين - عليه السلام - وحمل وادخل إلى المسجد
فلما اوقف على قبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذهب ذو العينتين (4)
إلى عائشة فقال [ لها ] (5): انهم قد اقبلوا بالحسن - عليه السلام -
ليدفنوه مع رسول الله (6) - صلى اله عليه وآله - فخرجت مبادرة على بغل
بسرج فكانت أول امرأة
(1) في المصدر: صنيعها. (2) من المصدر. (3) في المصدر: فصلى. (4) في
المصدر: ذو العوينين، والصحيح ذو العينتين، وهو كناية عن الجاسوس. (5) من
المصدر. (6) في المصدر: ليدفنوا مع النبي - صلى الله عليه وآله -. (*)
[ 341 ]
ركبت في الاسلام سرجا. فقالت:
نحوا ابنكم عن بيتي فانه لا يدفن في بيتي ويهتك على رسول الله - صلى الله
عليه وآله - حجابه. فقال لها الحسين - عليه السلام -: قديما هتكت انت
وأبوك حجاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - وادخلت عليه بيته من لا يحب
قربه وان الله تعالى سائلك عن ذلك يا عائشة. (1)
السادس والسبعون رده -
عليه السلام - لسؤال الخضر - عليه السلام - 923 / 85 - أبو جعفر محمد بن
جرير الطبري: قال: حدثني أبو الفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو
النجم بدر بن الطبرستاني، قال: روي عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني - عليه
السلام - (بانه) (2) قال: أقبل أمير المؤمنين - عليه السلام - ومعه [ ابنه
] (3) أبو محمد الحسن وسلمان (الفارسي) (4) ودخل المسجد فجلس واجتمع الناس
حوله إذ اقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم على أمير المؤمنين وجلس ثم قال:
يا أمير المؤمنين اسألك عن ثلاث [ مسائل ] (5) ان اجبتني عنهن (6) علمت
(1) الكافي: 1 / 300 ح 1. وأخرج صدره في البحار: 44 / 174 ح 1 والعوالم:
17 / 77 ح 1 عن إعلام الورى: 214. وأورده المؤلف أيضا في حلية الابرار: 3
/ 203 ح 1. (2) ليس من المصدر. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) من
المصدر.
(6) كذا في المصدر، وفي الاصل: بهن.
[ 342 ]
ان القوم [ قد ] (1) ركبوا منك ما حظر عليهم وارتكبوا اثما يوبقهم في
دنياهم لاحرقهم (2) وان تكن الاخرى علمت (3) انك وهم شرع (سواء) (4). فقال
أمير المؤمنين - عليه السلام -: سلني عما بدا لك. قال: اخبرني عن الرجل
إذا نام اين تذهب روحه، وعن الرجل كيف يذكر وينسى، وعن الرجل كيف يشبه
ولده الاعمام والاخوال ؟ فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد - عليه السلام
- فقال: يا ابا محمد اجبه. فقال [ الحسن ] (5) - عليه السلام -: أما ما
سألت من أمر الرجل (6) اين تذهب روحه [ إذا نام ] (7) فإن روحه معلقة (8)
بالريح والريح معلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإن اذن الله
برد روحها على صاحبها (9) جذبت تلك الروح الريح وجذبت تلك الريح الهواء
فرجعت الروح فاسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن الله برد تلك الروح (على
صاحبها) (10) جذب الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم ترد إلى
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: لو فسق... لاحرقهم. (3) كذا
في المصدر، وفي الاصل: قلت. (4) ليس في نسخة " خ ". (5) من المصدر. (6)
كذا في المصدر، وفي الاصل: عن أمر الانسان.
(7) من المصدر. (8) في المصدر: تعلق. (9) في المصدر: برد الروح إلى
صاحبها. (10) ليس في المصدر.
[ 343 ]
صاحبها إلى وقت ما يبعث. واما ما ذكرت (1) من امر الذكر والنسيان فإن قلب
الرجل في حق وعلى الحق طبق فإن صلى عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة
انكشف ذلك (2) الطبق عن ذلك الحق فانفتح القلب وذكر الرجل ما كان نسي وان
لم يصل (على محمد وآل محمد) (3) وانتقص (4) من الصلاة عليهم انطبق ذلك
الطبق فاظلم القلب ونسي الرجل ماكان ذكر (5). واما ما ذكرت من أمر (6)
المولود يشبه اعمامه واخواله فإن الرجل إذا اتى اهله يجامعها بقلب ساكن
وعروق هادئة وبدن غير مضطرب وانسكبت (7) تلك النطفة (فوقعت) (8) في جوف
الرحم وخرج الولد يشبه اباه وامه وان هو اتاها (9) بقلب غير ساكن وعروق
غير هائة وبدن مضطرب اضطربت النطفة ووقعت في اضطرابها على بعض العروق فإن
وقعت على عرق من (10) عروق الاعمام اشبه الولد اعمامه، وان وقعت على عرق
من (11) عروق الاخوال اشبه الولد اخواله. فقال الرجل: اشهد ان لا اله الا
الله ولم ازل اشهد بها، واشهد ان محمدا - صلى الله عليه وآله - رسوله ولم
ازل اشهد بها، واشهد انك وصي
(1) في
المصدر: ما سألت. (2) في نسخة " خ ": هذا.
(3) ليس في المصدر. (4 و 5) في المصدر: نقص. (6) في المصدر: سألت من. (7)
في المصدر: وأسكنت. (8) ليس في المصدر. (9) في المصدر: وإذا أتى. (10 و
11) في المصدر: بعض.
[ 344 ]
رسوله القائم بحجته، واشار إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - ولم ازل
اشهد بها، واشهد ان ابنك هو القائم بحجتك، واشار إلى الحسن - عليه السلام
-، واشهد ان الحسين بن علي ابنك والقادم بحجته بعد اخيه، واشهد ان علي ابن
الحسين القائم بأمر الحسين، واشهد ان محمد بن علي القائم بأمر علي ابن
الحسين، واشهد ان جعفر بن محمد القائم بأمر محمد بن علي، واشهد ان موسى بن
جعفر القائم بأمر جعفر بن محمد، واشهد ان علي بن موسى القائم بأمر موسى بن
جعفر، واشهد ان محمد بن علي القائم بأمر علي بن موسى، واشهد ان علي بن
محمد القائم بأمر محمد بن علي، واشهد ان الحسن بن علي القائم بأمر علي بن
محمد، واشهد ان رجلا من ولد الحسين (1) بن علي لا يسمى ولا يكنى حتى يظهر
امره ويملا الارض عدلا [ وقسطا ] (2) كما ملئت جورا [ وظلما هو القائم
بالحجة ] (3) والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم (4)
قام فمضى. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - [ للحسن - عليه السلام - ]
(5): اتبعه فانظر اين يقصد.
(قال:) (6) فخرج (الحسن - عليه السلام -) (7) في اثره (قال) (8): فما كان
الا ان وضع رجله [ في الركاب ] (9) خارج المسجد فما أدري اين اخذ من
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: الحسن. ولابد أن نذكر بأننا من قوله: ان
ابنك هو القائم إلى آخر الحديث ما أشرنا إلى الاختلافات التي بين الاصل
والمصدر لكثرتها. (2 و 3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: وقام.
(5) من المصدر. (6 - 8) ليس في المصدر. (9) من المصدر.
[ 345 ]
الارض فرجعت إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - (فاعلمته) (1). فقال [ لي
] (2): يا ابا محمد اتعرفه ؟ قلت: (الله ورسوله وأمير المؤمنين اعلم) (3).
قال: هو الخضر - عليه السلام -. قلت: ورى هذا الحديث محمد بن يعقوب: عن
عدة من اصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم
الجعفري، عن أبي جعفر الثاني - عليه السلام -. ورواه أيضا: قال: حدثني
محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي
هاشم مثله سواء. ورواه علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره مختصرا: قال:
حدثني أبي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر محمد بن علي
بن [ موسى - عليهم السلام - ] (4).
ورواه ابن بابويه في كتاب الغيبة: قال حدثنا أبي ومحمد بن الحسن - رضي
الله عنهما - قالا: حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري
ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن ادريس جميعا قالوا: حدثنا أحمد ابن أبي عبد
الله [ البرقي قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر
الثاني محمد بن علي - عليهما السلام - ] (5). ورواه الشيخ الطوسي في كتاب
الغيبة: باسناده عن محمد بن
(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) في المصدر بدل ما بين القوسين: لا. (4 و 5) من المصدر.
[ 346 ]
يعقوب، عن عدة من اصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثنا أبو
هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن محمد بن علي الثاني - عليه السلام -.
ورواه محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة: قال: اخبرنا عبد الواحد
بن عبد الله بن يونس الموصلي، قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: اخبرنا أحمد
بن محمد بن خالد، قال: حدثنا أبو هاشم داود ابن القاسم الجعفري، عن أبي
جعفر محمد بن علي، عن آبائه - عليهم السلام -. (1)
السابع والسبعون رده -
عليه السلام - سؤال ملك الروم ومعرفة ما عرض عليه من صور الانبياء - عليهم
السلام - 924 / 86 - علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره: قال: حدثني
الحسين بن عبد الله السكيني، عن أبي سعيد البجلي، عن عبد الملك بن هارون،
عن أبي عبد الله - عليه السلام -، عن ابائه - عليهم السلام - قال: لما بلغ
أمير المؤمنين - عليه السلام - امر معاوية وانه في مائة ألف.
(1) دلائل الامامة: 68، الكافي: 1 / 525 - 526 ح 1 و 2، تفسير القمي: 2 /
44 وص 249 - 250، كمال الدين: 313 ح 1، غيبة الشيخ: 154 ح 114، غيبة
النعماني: 58 ح 2 وعنها البحار: 36 / 414 ح 1 والعوالم: 15 الجزء 3 / 310
ح 2 وعن عيون اخبار الرضا - عليه السلام -: 1 / 65 ح 35 وعلل الشرائع: 96
ح 6 والاحتجاج: 266 والمحاسن: 332 ح 99. واخرجه في البحار: 61 / 36 ح 8 عن
العلل والعيون والاحتجاج والمحاسن وفي ص 39 ح 9 عن تفسير القمي. وفي اثبات
الهداة: 1 / 452 ح 72 عن الكافي والعيون والكمال والعلل وغيبة الشيخ
والاحتجاج وغيبة النعماني وتفسير القمي.
[ 347 ]
قال: من اي القوم ؟ قالوا: من أهل الشام. قال - عليه السلام -: لا تقولوا
من أهل الشام، ولكن قولوا من أهل الشوم من أبناء مضر (1) لعنوا على لسان
داود فجعل (الله) (2) منهم القردة والخنازير، ثم كتب - عليه السلام - إلى
معاوية لا تقتل الناس بيني وبينك (ولكن) (3) هلم إلى المبارزة فإن انا
قتلتك فالى النار انت وتستريح الناس منك ومن ضلالتك، وان (انت) (4) قتلتني
فانا في (5) الجنة ويغمد عنك السيف الذي لا يسعني غمده حتى ارد مكرك
(وخديعتك) (6) وبدعتك وانا الذي ذكر الله اسمه في التوراة والانجيل
بموازرة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وانا أول من بايع رسول الله -
صلى الله عليه وآله - تحت الشجرة في قوله:
* (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) * (7). فلما قرأ
معاوية كتابه وعنده جلساؤه قالوا: والله لقد انصفك (8). فقال: معاوية
والله ما انصفني والله لارمينه بمائة ألف سيف من أهل الشام من قبل ان يصل
إلي، ووالله ما انا من رجاله ولقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله -
يقول: والله يا علي لو بارزك أهل المشرق
(1) في نسخة " خ " والبحار: مصر. (2) ليس في البحار. (3) ليس في المصدر.
(4) ليس في المصدر والبحار. (5) في المصدر والبحار: إلى. (6) ليس في
المصدر والبحار. (7) الفتح: 18. (8) كذا في البحار، وفي المصدر: قد أنصفك،
وفي الاصل: قد والله أنصفك.
[ 348 ]
والمغرب (1) لقتلتهم أجمعين. فقال له رجل من القوم: فما يحملك يا معاوية
على قتال من تعلم وتخبر فيه عن رسول الله - صلى الله عليه وآله - بما تخبر
ما انت ونحن في قتاله الا على ضلالة ؟ فقال [ معاوية ] (2): انما هذا بلاغ
من الله (ورسالاته) (3) والله ما استطيع انا واصحابي رد ذلك حتى يكون ما
هو كائن. قال: وبلغ ذلك ملك الروم واخبر ان رجلين قد خرجا يطلبان الملك،
فقال: من اين خرجا ؟
فقيل له: رجل بالكوفة ورجل بالشام. قال: [ فلمن الملك الآن ] (4) فأمر
(الملك) (5) وزراءه فقال: تخللوا هل تصيبون تجار العرب (6) من يصفهما لي،
فاتي برجلين من تجار الشام ورجلين من تجار مكة فسألهم (7) عن صفتهما
فوصفوهما (له) (8)، ثم قال لخزان بيوت خزائنه: اخرجوا إلي الاصنام
فاخرجوها فنظر إليها. فقال: الشامي ضال، والكوفي هاد. ثم كتب إلى معاوية
ان ابعث إلي أعلم أهل بيتك، وكتب (9) إلى
(1) في المصدر: أهل المشرق والمغرب. (2) من المصدر والبحار. (3) ليس في
البحار. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: التجار من المغرب. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: فسألهما. (8)
ليس في نسخة " خ ". (9) في نسخة " خ ": وبعث.
[ 349 ]
أمير المؤمنين - عليه السلام - ان ابعث إلي أعلم أهل بيتك، فاسمع منهما ثم
انظر في الانجيل كتابنا ثم اخبركما من احق بهذا الامر وخشى على ملكه. فبعث
معاوية يزيد ابنه، وبعث أمير المؤمنين - عليه السلام - الحسن ابنه - عليه
السلام - فلما دخل يزيد - لعنه الله - على الملك أخذ بيده وقبلها ثم قبل
رأسه، ثم دخل عليه الحسن بن علي - صلى الله عليهما - فقال: الحمدلله الذي
لم يجعلني يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا ولا عابدا للشمس و (لا) (1)
للقمر ولا لصنم ولا لبقر وجعلني حنيفا مسلما ولم يجعلني من المشركين
وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين، ثم جلس لا يرفع
بصره. فلما نظر ملك الروم إلى الرجلين اخرجهما ثم فرق بينهما ثم بعث إلى
يزيد فاحضره ثم أخرج من خزائنه (2) ثلاثمائة وثلاثة عشر صندوقا فيها
تماثيل لانبياء - عليهم السلام - وقد زينت بزينة كل نبي مرسل. فاخرج صنما
فعرضه على يزيد فلم يعرفه، ثم عرض عليه صنما صنما فلا يعرف منها شيئا ولا
يجيب منها بشئ، ثم سأله عن ارزاق الخلائق وعن ارواح المؤمنين اين تجتمع
وعن ارواح الكفار اين تكون إذا ماتوا فلم يعرف من ذلك شيئا. ثم دعا الملك
الحسن بن علي - عليهما السلام - فقال: انما بدات بيزيد بن معاوية لكي (3)
يعلم انك تعلم ما لا يعلم ويعلم أبوك ما لا يعلم أبوه، فقد
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) في نسخة " خ ": خزانته. (3) في المصدر والبحار: كي.
[ 350 ]
وصف [ لي ] (1) أبوك وأبوه ونظرت في الانجيل فرأيت فيه محمدا رسول الله -
صلى الله عليه وآله - والوزير عليا - عليه السلام -، ونظرت في الاوصياء
فرأيت فيها أباك وصي محمد رسول الله. فقال له الحسن: سلني عما بدا لك مما
تجده في الانجيل، وعما
في التوراة، وعما في القران أخبرك به إن شاء الله تعالى. فدعا الملك
بالاصنام فول صنم عرض عليه في صفة (2) القمر، فقال الحسن - عليه السلام -:
هذه صفة آدم أبي البشر. ثم عرض عليه آخر في صفة الشمس، فقال الحسن - عليه
السلام -: هذه صفة حواء ام البشر. ثم عرض عليه آخر في صفة (3) حسنة فقال:
هذه صفة شيث بن آدم وكان أول من بعث وبلغ عمره في الدنيا ألف سنة واربعين
عاما. ثم عرض عليه صنما آخر (4) فقال: هذه صفة نوح صاحب السفينة وكان عمره
الف (سنة) (5) واربعمائة سنة ولبث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما. ثم عرض
عليه (صنما) (6) آخر فقال: هذه صفة ابراهيم - عليه السلام - عريض الصدر
طويل الجبهة.
(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر: صورة. (3) في الصدور: صورة. (4) في
المصدر: " اخرى " بدل " صنم آخر ". (5) ليس في المصدر والبحار. (6) ليس في
المصدر.
[ 351 ]
ثم عرض عليه (1) صنما آخر
فقال: هذه صفة اسرائيل وهو يعقوب. ثم عرض عليه (2) صنما آخر فقال: هذه صفة
اسماعيل.
ثم أخرج إليه صنما آخر فقال: هذه صفة يوسف بن يعقوب بن اسحاق [ بن ابراهيم
- عليهم السلام - ] (3). ثم أخرج صنما (4) آخر فقال: هذه صفة موسى بن
عمران وكان عمره مائتين واربعين سنة وكان بينه وبين ابراهيم خمسمائة عام.
ثم أخرج إليه صنما آخر فقال: هذه صفة داود صاحب الحرب. ثم أخرج إليه صنم
آخر فقال: هذه صفه شعيب. ثم زكريا ثم يحيى ثم عيسى بن مريم روح الله
وكلمته وكان عمره في الدنيا ثلاثة وثلاثين سنة، ثم رفعه الله إلى السماء
ويهبط إلى الارض بدمشق وهو الذي يقتل الدجال. ثم عرض عليه صنما صنما فيخبر
باسم نبي نبي. ثم عرض عليه الاوصياء والوزراء فكان يخبر باسم وصي وصي
ووزير وزير. ثم عرض عليه أصناما بصفة الملوك فقال الحسن - عليه السلام -:
هذه أصنام لم نجد صفتها في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور ولافي
القرآن فلعلها من صفة الملوك.
(1) في المصدر والبحار: ثم أخرج إليه. (2) في المصدر والبحار: ثم أخرج
إليه. (3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر: ثم عرض عليه صنما.
[ 352 ]
فقال الملك: اشهد عليكم يا أهل بيت محمد - صلى الله عليه وآله - انكم قد
اعطيتم علم الاولين والاخرين وعلم التوراة والانجيل والزبور
وصحف ابراهيم والواح موسى - عليه السلام -. ثم اعرض [ عليه ] (1) صنما
يلوح فلما راه الحسن (2) بكى بكاء شديدا، فقال له الملك: ما يبكيك ؟ فقال:
هذه صفة جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - كثيف (3) اللحية، عريض
الصدر، طويل العنق، عريض الجبهة، اقنى الانف، أبلج (4) الاسنان، حسن
الوجه، قطط الشعر، طيب الريح، حسن الكلام، فصيح اللسان، كان يامر بالمعروف
وينهى عن المنكر بلغ عمر [ ه ] (5) ثلاثا وستين سنة ولم يخلف بعد [ ه ]
(6) الا خاتما مكتوب عليه: لا اله الا الله، محمد رسول الله وكان يتختم
بيمينه (7) وخلف سيفه ذا الفقار وقضيبه وجبة صوف وكساء صوف كان يتسرول به
لم يقطعه ولم يخطه حتى لحق بالله. فقال الملك: انا نجد في الانجيل انه (8)
يكون له ما يتصدق به على سبطيه فهل كان ذلك ؟
(1) من المصدر. (2) في المصدر والبحار: " فلما نظر إليه " بدل " رآه الحسن
". (3) في البحار: كث. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: بلج، وفي البحار:
أفلج، وأبلج الاسنان من أبلج الصبح: أضاء وأشرق. (5 و 6) من المصدر
والبحار. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: يختم في يمينه، وفي البحار: يتختم
في يمينه. (8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أن.
[ 353 ]
فقال له الحسن - عليه السلام -: قد كان ذلك. فقال الملك: فبقى لكم ذلك ؟
فقال: لا. فقال الملك: لهذه اول فتنة هذة الامة عليها ثم على ملك نبيكم
واختيارهم على ذرية نبيهم، منكم القائم بالحق والآمر بالمعروف والناهي عن
المنكر. قال: ثم سأل الملك الحسن بن علي - عليه السلام - عن سبعة أشياء
خلقها الله لم تركض في رحم. فقال الحسن: اول هذا آدم ثم حواء ثم كبش
ابراهيم ثم ناقة صالح ثم ابليس الملعون ثم الحية ثم الغراب الذي ذكره الله
في القرآن. [ قال: ] (1) ثم سأله عن أرزاق الخلائق. فقال الحسن - عليه
السلام -: ارزاق الخلائق في السماء الرابعة تنزل بقدر ويبسط بقدر. ثم سأله
عن ارواح المؤمنين اين يكونوا (2) إذا ماتوا. قال: تجتمع عند صخرة بيت
المقدس في كل ليلة جمعة وهو عرش الله الادنى منها يبسط [ الله ] (3) الارض
واليها يطويها ومنها المحشر ومنها استوى ربنا إلى السماء اي استولى على
السماء والملائكة. ثم سأله عن ارواح الكفار اين تجتمع.
(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في البحار، وفي الاصل: تكون، وفي المصدر: يكون. (3) من المصدر والبحار. (*)
[ 354 ]
قال: [ تجتمع ] (1) في وادي
حضرموت وراء مدينة اليمن ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب
ويتبعهما بريحين شديدتين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس فيحشر أهل الجنة
عن يمين الصخرة ويزلف المتقين (2) وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم
الارضين السابعة وفيها الفلق والسجين فتفرق (3) الخلائق [ من ] (4) عند
الصخرة فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجبت له النار دخلها وذلك قوله تعالى:
* (فريق في الجنة وفريق في السعير) * (5). فلما اخبر الحسن - عليه السلام
- بصفة ما عرض عليه من الاصنام وتفسير ما سأله التفت الملك إلى يزيد بن
معاوية - لعنه الله - فقال: أشعرت ان ذلك علم لا يعلمه الا نبي مرسل أو
وصي مؤازر قد أكرمه الله بمؤازرة نبيه - صلى الله عليه وآله - أو عترة نبي
مصطفى وغيره فقد طبع الله على قلبه وآثر دنياه على آخرته وهواه على دينه
وهو من الظالمين. قال: فسكت يزيد وخمد ! قال: فأحسن الملك جائزة الحسن
واكرمه وقال له: ادع ربك حتى يرزقني دين نبيك فإن حلاوة الملك قد حالت
بيني وبين ذلك فاظنه شقاء (6) مرديا وعذابا إليما.
(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر: يزلف الميعاد. (3) في البحار: فيعرف. (4) من المصدر والبحار. (5) الشورى: 7.
(6) في البحار: سما.
[ 355 ]
قال: فرجع يزيد إلى معاوية وكتب إليه الملك كتابا ان (1) من اتاه الله
العلم بعد نبيكم (2) وحكم بالتوراة وما فيها والانجيل وما فيه والزبور وما
فيه والقرآن وما فيه فالحق والخلافة له. وكتب إلى علي بن أبي طالب - عليه
السلام -: ان الحق والخلافة لك وبيت النبوة (فيك) (3) وفي ولدك فقاتل من
قاتلك يعذبه الله بيدك (ثم يخلده نار جهنم) (4) فإن من قاتلك نجده (عندنا)
(5) في الانجيل ان عليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين وعليه لعنة أهل
السموات والارضين. (6)
الثامن والسبعون رده - عليه السلام - سؤال ابن
الاصفر 925 / 87 - الطبرسي في الاحتجاج: قال: روى محمد بن قيس، عن أبي
جعفر محمد بن علي الباقر - عليه السلام - قال: بينا أمير المؤمنين - عليه
السلام - في الرحبة والناس عليه متراكمون فمن بين (مستفت ومن بين مستعد)
(7)، إذ قام إليه رجل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله
وبركاته.
(1) في البحار: انه قال. (2)
في المصدر: نبيه. (3) ليس في المصدر. (4) ليس في المصدر، وفي البحار: ثم
يخلده في نار جهنم. (5) ليس في المصدر والبحار. (6) تفسير القمي: 2 / 268
- 272 وعنه البحار: 10 / 132 - 136 ح 2. وفي البحار ذيل
للحديث فليراجع. (7) ليس في نسخة " خ ".
[ 356 ]
فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته من أنت ؟ فقال: انا رجل من رعيتك
وأهل بلادك. فقال [ له ] (1): ما انت من رعيتي وأهل بلادي ولو سلمت علي
يوما واحدا ما خفيت علي. فقال: الامان يا أمير المؤمنين. فقال: هل احدثت
منذ دخلت مصري هذا ؟ قال: لا. قال: فلعلك من رجال الحرب ؟ قال: نعم. قال:
إذا وضعت الحرب اوزارها فلا بأس. فقال: انا رجل بعثني إليك معاوية متغفلا
لك أسألك عن شئ بعث به ابن الاصفر إليه وقال له: ان كنت احق بهذا الامر
والخليفة بعد محمد فاجبني عما أسألك فانك ان (2) فعلت ذلك اتبعتك وبعثت
إليك بالجائزة، فلم يكن عنده جواب وقد اقلقه (ذلك) (3) وبعثني إليك لاسألك
عنها. فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: قاتل الله ابن آكلة الاكباد
وما اضله واعماه ومن معه حكم الله بيني وبين هذه الامة قطعوا رحمي واضاعوا
ايامي ودفعوا حقي وصغروا عظيم منزلتي واجمعوا على منازعتي يا علي بالحسن
والحسين ومحمد فاحضروا.
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: إذا. (3) ليس في المصدر.
[ 357 ]
فقال: يا شامي هذان ابنا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهذا ابني فسل
ايهم أحببت ؟ فقال: اسأل ذا الوفرة يعني الحسن بن علي - عليهما السلام -،
فقال له الحسن - عليه السلام -: سلني عما بدا لك. فقال الشامي: كم بين
الحق والباطل ؟ [ وكم بين السماء والارض ] (1) ؟ وكم بين المشرق والمغرب ؟
وما قوس قزح ؟ وما العين التي تأوي إليها (2) ارواح المشركين ؟ وما العين
التي تأوي إليها ارواح المؤمنين ؟ وما المؤنث ؟ وما عشرة اشياء بعضها اشد
من بعض ؟ فقال الحسن - عليه السلام -: يبن الحق والباطل اربع اصابع فما
رأيته بعينك فهو الحق وقد تسمع باذنك باطلا كثيرا. فقال الشامي: صدقت.
وقال: وبين السماء والارض دعوة المظلوم ومد البصر فمن قال لك غير هذا
فكذبه. قال: صدقت يابن رسول الله. قال: وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم
للشمس تنظر إليها حين تطلع من مشرقها وتنظر إليها حين تغيب من مغربها. قال
(الشامي) (3): صدقت، فما قوس قزح ؟ قال: ويحك لا تقل قوس قزح فإن قزح اسم
الشيطان وهو قوس
الله وهذه علامة الخصب واما لاهل الارض من الغرق، واما العين التي
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: لها. (3) ليس في المصدر.
[ 358 ]
تأوي إليها ارواح المشركين فهي عين يقال لها برهوت، واما العين التي تأوي
إليها ارواح المؤمنين فهي عين يقال لها سلما. واما المؤنث فهو الذي لا
يدري اذكر هو ام انثى فانه ينتظر به فإن كان ذكر احتلم وان كان انثى حاضت
وبدى ثديها والا قيل له بل على الحائط فإن اصاب بوله الحائط فهو ذكروا
انتكص بوله كما ينكص بول البعير فهي امرأة. واما عشرة اشياء بعضها اشد من
بعض فاشد شئ خلقه الله الحجر، واشد من الحجر الحديد [ يقطع به الحجر ] (1)
واشد من الحديد النار تذيب الحديد، واشد من النار الماء يطفئ النار، واشد
من الماء السحاب يحمل الماء، واشد من السحاب الريح تحمل السحاب، واشد من
الريح الملك الذي يرسلها، واشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك، واشد
من ملك الموت الموت الذي يميت ملك الموت، واشد من الموت أمر الله الذي
يميت الموت. فقال الشامي: اشهد انك ابن رسول الله حقا وان عليا اولى الامر
من معاوية ثم كتب هذه الجوابات وذهب بها إلى معاوية فبعثها (معاوية) (2)
إلى ابن الاصفر فكتب إليه ابن الاصفر: يا معاية (لم) (3) تكلمني بغير
كلامك وتجيبني بغير جوابك اقسم بالمسيح ما هذا
جوابك وما هو الا من معدن النبوة وموضع الرسالة واما انت فلو سألتني
(1) من المصدر. (2 و 3) ليس في المصدر.
[ 359 ]
درهما ما أعطيتك. (1)
التاسع والسبعون علمه - عليه السلام - بما حدث به
ليلا رجل رجلا 926 / 88 - [ ما روي ] (2) عن عبد الغفار الحارثي (3): عن
أبي عبد الله - عليه السلام - قال: ان الحسن بن علي - عليهما السلام - كان
عنده رجلان فقال لاحدهما: انك حدثت البارحة فلانا بحديث كذا وكذا. فقال
الرجل الآخر: انه ليعلم ما كان ! وعجب من ذلك. فقال - عليه السلام -: إنا
لنعلم ما يجري بالليل والنهار، ثم قال: ان الله تبارك وتعالى علم رسول
الله - صلى الله عليه وآله - الحلال والحرام والتنزيل والتأويل فعلم رسول
الله - صلى الله عليه وآله - عليا علمه كله. (4)
الثمانون علمه - عليه
السلام - بما يكون من الاعرابي من الاسلام بعد اطلاعه على ما في نفسه وشرح
حاله 927 / 89 - ثاقب المناقب: عن الباقر - عليه السلام -، عن آبائه -
صلوات الله عليهم -، عن حذيفة قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وآله -
على جبل في جماعة من المهاجرين والانصار إذ أقبل الحسن بن علي - عليهما
السلام -
(1) الاحتجاج: 267 - 269.
وقد تقدم صدره مع تخريجاته في المعجزة: 351 من معاجز أمير المؤمنين - عليه
السلام -. (2) من الخرائج. (3) في الخرائج: الجازي وهو عبد الغفار بن حبيب
الطائي الجازي، من أهل جازية، قرية
بالنهرين، روى عن أبي عبد الله - عليه السلام -، ثقة " رجال النجاشي ".
(4) الخرائج والجرائح: 2 / 573 ح 3 ورواه في بصائر الدرجات: 290 ح 2
بإسناده إلى عبد الغفار باختلاف وعنهما البحار: 43 / 330 ح 10 والعوالم:
16 / 90 ح 6.
[ 360 ]
يمشي على هدى ووقار، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فرمقه
من كان معه فقال له بلال: يا رسول الله أما ترى أخذه عنك - صلوات الله
وآله - ؟ فقال إن جبرائيل يهديه، وميكائيل يسدده، وهو ولدي والطاهر من
نفسي، وضلع من أضلاعي، وهذا سبطي وقرة عيني بأبي هو. وقام وقمنا معه وهو
يقول: أنت تفاحتي، وأنت حبيبي ومهجة قلبي وأخذ بيده ونحن نمشي حتى جلس
وجلسنا حوله فنظرنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وهو لا يرفع
بصره عنه. ثم قال: إنه سيكون بعدي هاديا مهديا هدية من رب العالمين إلي
ينبئ عني، ويعرف الناس آثاري، ويحيي سنتي، ويتولى اموري في فعله ينظر الله
إليه، ويرحمه رحم الله من عرف ذلك وبرني، وأكرمني فيه، فما قطع كلامه -
صلوات الله عليه وآله - حتى اقبل علينا اعرابي يجر هررة له فلما نظر إليه
- صلوات الله عليه وآله - قال: قد جاءكم رجل يتكلم بكلام غليظ تقشعر منه
جلودكم وانه ليسألكم عن الامور الا ان لكلامه جفوة. فجاء الاعرابي فلم
يسلم، فقال: ايكم محمد ؟ قلنا: وما تريد ؟ فقال - صلى الله عليه وآله -:
مهلا. فقال: يا محمد ابغضك ولم ارك والان قد ازددت بغضا. فتبسم رسول الله
- صلى الله عليه وآله - وغضبنا لذلك فاردنا الاعرابي
ارادة فأومى الينا رسول الله - صلى الله عليه وآله - ان امسكوا. فقال
الاعرابي: انك تزعم انك نبي وانك قد كذبت على الانبياء وما معك من
دلالاتهم شئ. قال له: يا اعرابي وما يدريك ؟
[ 361 ]
قال: فخبرني ببراهينك ! قال: ان احببت اخبرتك كيف خرجت من منزلك وكيف كنت
في نادي قومك وان اردت اخبرك عضو مني فيكون ذلك أو كد لبرهاني. قال: أو
يتكلم العضو ؟ قال - صلى الله عليه وآله -: نعم، يا حسن قم فازدري
الاعرابي نفسه. قال: نعم. فقال: هو ما يأتي ويأمر صبيا يكلمني. قال: انك
ستجده عالما بما تريد، فابتدر الحسن وقال: مهلا يا اعرابي: ما غبيا سألت
وابن غبي * بل فقيها إذن وأنت الجهول (1) فإن تك قد جهلت فإن عندي * شفاء
الجهل ما سأل السؤول وبحرا لا تقسمه الدوالي * تراثا كان أورثه الرسول لقد
بسطت لسانك وعدوت طورك وخادعك نفسك غير انك لا تبرح حتى تؤمن ان شاء الله
تعالى. فتبسم الاعرابي وقال: هيه. فقال الحسن - صلوات الله عليه -: قد
اجتمعتم في نادي قومك وتذاكرتم ما جرى بينكم على جهل وخرق منكم وزعمتم ان
محمدا صبور
والعرب قاطبة تبغضه ولا طالب له بثاره وزعمت انك قائله وكاف قومك مؤنته،
فحملت على ذلك وقد اخذت قناتك بيدك تريمه وتريد قتله فعسر عليك مسلكك وعمي
عليك بصرك وأتيت إلى ذلك فاتيتنا خوفا من ان نستهزئ بك وانما جئت لخير
يراد بك.
(1) كذا في المصدر والبحار، وما في الاصل مصحف.
[ 362 ]
أنبئك عن سفرك خرجت في ليلة ضحياء إذ عصفت ريح شديدة اشتد منها ظلماؤها
واطبقت سماؤها واعصر سحابها وبقيت متجرما كالاشقر ان تقدم تجرف إن عقر لا
تسمع لواطئ حسا ولا لنافخ خرسا تداكت عليك غيومها وتوارت عنك نجومها فلا
تهتدي أبنجم طالع ولا بعلم لامع تقطع محجة وتهبط لجة بعد لجة في ديمومة
قفر بعيدة العقر مجحفة بالسفر، إذا علوت مصعدا أرادت الريح تخبطك في ريح
عاصف وبرق خاطف قد أو حشتك قفارها وقطعتك سلامها فانصرفت فإذا أنت عندنا
فقرت عينك وظهرت ريبتك وذهب ابنك. قال: من أين قلت يا غلام هذا ؟ كأنك قد
كشفت عن سويداء قلبي وكانك كنت شاهدي وما خفي عليك من أمري شئ وكأنك عالم
الغيب يا غلام، لقني الاسلام. فقال الحسن - صلوات الله عليه -: الله اكبر
قل: اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله.
واسلم وأحسن إسلامه وسر رسول الله - صلى الله عليه وآله - وسر المسلمون
وعلمه رسول الله - صلى الله عليه وآله - شيئا من القرآن. فقال: يارسول
الله ارجع إلى قومي واعرفهم ذلك فاذن له رسول الله - صلى الله عليه وآله -
فانصرف، ثم رجع ومعه جماعة
من قومه فدخلوا في الاسلام وكان الحسن - صلوات الله عليه - إذا نظر إليه
الناس قالوا لقد اعطى هذا ما لم يعط احد من العالمين. (1)
(1) الثاقب في المناقب: 316 - 318 ح 3، باختلاف كثير. وأخرجه في البحار:
43 / 333 والعوالم: 16 / 103 ح 1 عن العدد القوية: 42 / 60. وأورده المؤلف
في حلية الابرار: 3 / 21 ح 1.
[ 363 ]
الحادي والثمانون أنه - عليه السلام - يرى عند الاحتضار 928 / 90 - عن أبي
عبد الله - عليه السلام -: قال: إذا بلغت نفس المؤمن الحنجرة واهوى ملك
الموت بيده إليها يرى قرة عين يقال [ له ] (1): انظر عن يمينك فيرى رسول
الله - صلى الله عليه وآله - وعليا وفاطمة والحسن والحسين فيقولون [ له ]
(2) الينا إلى الجنة. والله لو بلغت روح عدونا إلى صدره فاهوى (3) ملك
الموت بيده إليها لا بد أن يقال انظر عن يسارك فيرى منكرا ونكيرا يهددانه
بالعذاب [ نعوذ بالله منه ] (4). (5) والاحاديث بذلك كثيرة تقدمت في باب
معاجز أمير المؤمنين - عليه السلام -.
الثاني والثمانون أنه - عليه السلام
- نور بجنب العرش 929 / 91 - عن عبد الله بن أبي أوفي (6): عن رسول الله -
صلى الله عليه وآله - انه قال: لما خلق الله ابراهيم الخليل كشف له عن
بصره فنظر إلى (7) جانب العرش نورا، فقال إلهي وسيدي ما هذا النور ؟
(1 و 2) من المصدر. (3) في المصدر: وأهوى.
(4) من المصدر. (5) منتخب الطريحي: 159. ويأتي في المعجزة: 108 من معاجز
الامام الحسين - عليه السلام -. (6) في الفضائل:، عبد الله بن أبي وقاص.
(7) في الفضائل: في جانب.
[ 364 ]
قال: يا ابراهيم هذا (نور) (1) محمد صفيي. فقال: إلهي وسيدي [ اني ] (2)
ارى إلى جانبه نورا آخر. قال: يا ابراهيم هذا علي ناصر ديني. قال: إلهي
وسيدي [ إني ] (3) ارى إلى جانبهما (4) نورا ثالثا (يلي النورين) (5).
قال: يا ابراهيم هذه فاطمة تلي أباها وبعلها فطمت محبيها من النار. قال:
إلهي وسيدي [ اني ] (6) ارى نورين يليان الانوار الثلاثة. قال: يا ابراهيم
هذان الحسن والحسين يليان اباهما وامهما وجدهما. قال: إلهي وسيدي [ اني ]
(7) ارى تسعة أنوار [ قد ] (8) أحدقوا بالخمسة الانوار. قال: يا ابراهيم [
هؤلاء الائمة من ولدهم. فقال: إلهي وسيدي فبمن يعرفون ؟ قال: يا ابراهيم ]
(9) اولهم علي بن الحسين محمد ولد علي وجعفر ولد محمد وموسى ولد جعفر وعلي
ولد موسى ومحمد ولد علي
وعلي ولد محمد والحسن ولد علي ومحمد ولد الحسن القائم المهدي. قال: إلهي
وسيدي وارى عدة انوار حولهم لا يحصي عدتهم الا
(1) ليس في المصدرين، وفي الروضة: صفوتي. (2 و 3) من المصدرين. (4) في
الفضائل: بجانبهما، وفي الروضة: بجانبيه. (5) ليس في الروضة. (6 - 9) من
المصدرين.
[ 365 ]
انت. قال: يا ابراهيم
هؤلاء شيعتهم ومحبوهم. قال: إلهي وبم يعرف شيعتهم ومحبوهم ؟ قال: يا
ابراهيم بصلاة [ الاحدى و ] (1) الخمسين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
والقنوت قبل الركوع وسجدة (2) الشكر والتختم باليمين. قال إبراهيم: إلهي
اجعلني من شيعتهم ومحبيهم. قال: قد جعلتك، [ منهم ] (3) فانزل الله فيه: *
(وإن من شيعته لابراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم) *. (4) قال المفضل بن عمر:
إن ابراهيم - عليه السلام - (5) لما احس بالموت روى هذا الخبر وسجد فقبض
في سجدته. (6)
(1) من الفضائل
والبحار. (2) في الفضائل: وسجدتي. (3) من المصدرين.
(4) الصافات: 83 و 84. (5) كذا في المصدرين، وفي الاصل والبحار: ان أبا
حنيفة... لعله مصحف. (6) الروضة لشاذان: 33، الفضائل: 158، عنهما البحار:
36 / 213 ح 15، والعوالم: 15 / الجزء 3 / 75 ح 1. ورواه الفضل بن شاذان في
كتاب الغيبة بإسناده عن عبد الرحمان بن سمرة، عن رسول الله - صلى الله
عليه وآله -، عنه مستدرك الوسائل: 3 / 287، وج 4 / 187 ح 11 وص 398 ح 4،
وله تخريجات اخرى، من أرادها فليراجع العوالم. ويأتي في معجزة: 109 من
معاجز الامام الحسين - عليه السلام -.
[ 366 ]
الثالث والثمانون معرفته - عليه السلام - مكنون العلم 930 / 92 - روي ان
الحسن - عليه السلام - واخوته و عبد الله بن العباس كانوا على مائدة فجاءت
جرادة فوقعت على المائدة فقال عبد الله للحسن - عليه السلام -: اي شئ
مكتوب على جناح الجرادة ؟ فقال - عليه السلام -: مكتوب: أنا الله لا إله
إلا انا ربما أبعث الجراد رزقا لقوم جياع ليأكلوه، وربما أبعثها نقمة على
قوم فتأكل أطعمتهم. فقام عبد الله وقبل رأس الحسن وقال: هذا من مكنون
العلم. (1)
الرابع والثمانون العوذة التي ربطها - عليه السلام - في كتف
ابنه القاسم وأمره أن يعمل بما فيها 931 / 93 - الفخري: قال: روي (2) انه
لما آل أمر الحسين - عليه السلام - إلى القتال بكربلاء وقتل جميع أصحابه
ووقعت النوبة على اولاد (3) أخيه الحسن - عليه السلام - جاء القاسم بن
الحسن - عليهما السلام - وقال: يا عم الاجازة لامضي إلى هؤلاء الكفار (4).
فقال له الحسين - عليه السلام -: يابن أخي (5) أنت من أخي علامة واريد
(1) صحيفة الرضا - عليه السلام -: 259 ح 194، دعوات الراوندي: 145 ح 376،
وعنهما البحار: 65 / 206 ح 34 وفي ص 193 ح 9، عن الدر المنثور: 3 / 110
وحياة الحيوان للدميري: 1 / 188 وأخرجه في مستدرك الوسائل: 16 / 155 ح 5
عن صحيفة الرضا - عليه السلام -. (2) في المصدر: نقل. (3) كذا في المصدر،
وفي الاصل: لاولاد. (4) في المصدر: الكفرة. (5) في المصدر: يا ابن الاخ.
[ 367 ]
[ أن ] (1) تبقى (لي) (2) لاتسلى بك ولم يعطه إجازة للبراز. فجلس مهموما
مغموما باكي العين حزين القلب وأجاز الحسين - عليه السلام - إخوته للبراز
ولم يجزه، فجلس القاسم متألما ووضع رأسه على رجليه وذكر أن أباه قد ربط له
عوذة في كتفه الايمن وقال له إذا أصابك ألم وهم فعليك بحل العوذة وقراءتها
فافهم (3) معناها واعمل بكل ما تراه مكتوبا فيها، فقال القاسم لنفسه: مضى
سنون علي ولم يصبني مثل هذا الالم فحل العوذة وفضها ونظر إلى كتابتها وإذا
فيها: يا ولدي (يا) (4) قاسم اوصيك إنك إذا رأيت عمك الحسين - عليه السلام
- في كربلاء وقد أحاطت به الاعداء فلا تترك البراز والجهاد لاعداء (الله
واعداء) (5) رسوله ولا تبخل عليه بروحك وكلما نهاك عن البراز عاوده ليأذن
لك في البراز لتحظى في السعادة الابدية. فقام [ القاسم ] (6) من ساعته
وأتى إلى الحسين - عليه السلام - وعرض ما كتب (أبوه) (7) الحسن - عليه
السلام - على عمه الحسين - عليهما السلام - فلما قرأ
الحسين - عليه السلام - العوذة، بكى بكاء شديدا ونادى بالويل والثبور
وتنفس الصعداء، وقال: يا ابن الاخ هذه الوصية لك من أبيك، وعندي
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: وفهم. (4) ليس في
المصدر. (5) ليس في المصدر، وفيه رسول الله - صلى الله عليه وآله -. (6)
من المصدر. (7) ليس في المصدر.
[ 368 ]
وصية أخرى (1) منه لك ولابد من انفاذها. فمسك الحسين - عليه السلام - على
يد القاسم وأدخله الخيمة وطلب عونا وعباسا، وقال لام القاسم - عليه السلام
-: ليس للقاسم ثياب جدد ؟ قالت: لا. فقال لاخته زينب: ائتيني بالصندوق
فأتت به إليه، ووضع بين يديه، ففتحه وأخرج منه قباء الحسن - عليه السلام
-، والبسه القاسم، ولف على رأسه عمامة الحسن - عليه السلام -، ومسك بيده
ابنته التي كانت مسماة للقاسم - عليه السلام - فعقد له عليها وأفرد له
خيمة وأخذ بيد البنت ووضعها بيد القاسم وخرج عنهما. فعاد القاسم ينظر إلى
ابنة عمه، ويبكي إلى أن سمع الاعداء يقولون: هل من مبارز ؟ فرمى بيد زوجته
واراد الخروج (من الخيمة فجذبت ذيل القاسم
ومانعته من الخروج) (2) وهي تقول [ له ] (3): ما يخطر ببالك ؟ وما الذي
تريد [ أن ] (4) تفعله ؟ قال لها: أريد ملاقاة الاعداء فانهم يطلبون
البراز واني (إلى الميدان عازم وإلى دفع الاعداء جازم) (5)، فلزمته الزوجة
(6)، فقال لها: خلي ذيلي فإن عرسنا أخرناه إلى الآخرة، فصاحت وناحت وأنت
من قلب حزين، ودموعها جارية على خديها، وهي تقول: يا قاسم أنت تقول
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: وصيته. (2) ليس في المصدر. (3 و 4) من
المصدر. (5) بدل ما بين القوسين في المصدر هكذا: أريد ملاقاة الاعداء. (6)
في المصدر: ابنة عمه.
[ 369 ]
(ان) (1)
عرسنا أخرناه إلى الاخرة، وفي القيامة بأي شئ أعرفك ؟ وفي اي مكان أراك ؟
فمسك القاسم يده وضربها على ردنه وقطعها وقال: يا بنت العم اعرفيني بهذه
الردن المقطوعة فانفجع (2) أهل البيت بالبكاء لفعل القاسم، وبكوا بكاء
شديدا، ونادوا بالويل والثبور. قال من روى: فلما راى الحسين - عليه السلام
- أن القاسم يريد البراز، قال له: يا ولدي أتمشي برجلك إلى الموت ؟ قال:
وكيف يا عم وأنت بين الاعداء وحيد فريد لم تجد محاميا ولا صديقا ؟ روحي
لروحك الفداء، ونفسي لنفسك الوقاء. ثم ان الحسين - عليه السلام - شق أزياق
القاسم وقطع عمامته نصفين ثم
أدلاها على وجه ثم (3) ألبسه ثيابه بصورة الكفن وشد سيفه بوسط القاسم
وأرسله إلى المعركة. ثم إن القاسم قدم على عمر بن سعد وقال: يا عمر اما
تخاف (من) (4) الله أما تراقب الله يا أعمى القلب أما تراعي رسول الله [ -
صلى الله عليه وآله - ؟ فقال عمر بن سعد: أما كفاكم التجبر ؟ أما تطيعون
يزيد ؟ فقال القاسم: ] (5) لاجزاك الله خيرا تدعي الاسلام وآل رسول الله -
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فانفجعوا. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: و. (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر.
[ 370 ]
صلى الله عليه وآله - (1) عطاشى ظماء قد اسودت الدنيا بأعينهم، فوقف هنيئة
فما راى أحدا يقدم إليه فرجع إلى الخيمة (2) فسمع صوت ابنة عمه تبكي، فقال
لها: [ ها ] (3) انا جئتك، فنهضت قائمة على قدميها، وقالت: مرحبا بالعزيز،
الحمدلله الذي اراني وجهك قبل الموت. فنزل القاسم في (4) الخيمة وقال: يا
ابنة العم مالي اصطبار أن أجلس معك، و (عسكر) (5) الكفار يطلبون البراز،
فودعها وخرج، وركب جواده، وحماه في حومة الميدان، ثم طلب المبارزة، فجاء
إليه رجل يعد بألف فارس فقتله القاسم وكان [ له ] (6) أربعة أولاد
مقتولين، فضرب القاسم فرسه بسوطه (7) وعاد يقتل الفرسان (ويجدل
الشجعان) (8) إلى أن ضعفت قوته فهم القاسم ان يرجع (9) إلى الخيمة وإذا
بالازرق الشامي - لعنه الله - قد قطع الطريق وعارضه فضربه القاسم على ام
رأسه فقتله. وصار القاسم إلى الحسين - عليه السلام -، وقال: يا عماه [
العطش، العطش ] (10) ادركني بشربة من الماء، فصبره الحسين - عليه السلام -
وأعطاه
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: الرسول. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فرد
إلى خيمة العروس. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلى. (5)
ليس في المصدر. (6) من المصدر. (7) في المصدر: بسوط. (8) ليس في المصدر،
وفيه: بالفرسان. (9) في المصدر: فهم بالرجوع. (10) من المصدر.
[ 371 ]
خاتمه وقال له: حطه في فمك فمصه. قال القاسم: فلما وضعته في فمي، كأنه عين
ماء، فارتويت وانقلبت إلى الميدان، ثم جعل همته على حامل اللواء وأراد
قتله فأحاطوا به (1) بالنبل، فوقع القاسم على الارض [ فضربه شيبة بن سعد
الشامي بالرمح على ظهره فاخرجه من صدره، فوقع القاسم ] (2) يخور بدمه،
ونادى: يا عم أدركني، فجاءه (3) الحسين - عليه السلام - وقتل قاتله، وحمل
القاسم إلى
الخيمة فوضعه فيها ففتح القاسم عينه فرأى الحسين - عليه السلام - قد
احتضنه، وهو يبكي ويقول: يا ولدي لعن الله قاتليك يعز والله على عمك ان
تدعوه وانت مقتول يا بني قتلوك الكفار كأنهم ما عرفوك ولا عرفوا من جدك
وأبوك. ثم ان الحسين - عليه السلام - بكى بكاء شديدا وجعلت ابنة عمه تبكي
وجميع من كان منهم، ولطموا الخدود وشقوا الجيوب، ونادوا بالويل والثبور
وعظائم الامور. (4)
(1) في المصدر: فاحتاطوا به. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي
الاصل: جاء. (4) هذا وقد لاحظت أن الحديث ليس مستندا وخبر العرس في كربلاء
لم يثبت وليس له دليل من الآثار والاخبار الصحيحة ويبعد عقلا أيضا، على أن
القاسم - عليه السلام - كان في كربلاء حذاء إثنى عشر سنة ولم يبلغ الحلم
حتى يتزوج، ولم يكن للامام الحسين صلوات الله عليه غير ثلاث بنات أما
فاطمة - سلام الله عليها - كانت تحت حبالة الحسن المثنى أخ القاسم الكبير
الذى أسر في الطف ومات بعد هذا واما الرقية كانت لها ثلاث سنوات واما
السكينة أيضا كانت صغيرة لم يبلغ حد الزواج، فالقضية للاسطورة أشبه منها
إلى الواقعية والله اعلم. وهو في منتخب الطريحي: 372 - 375.
[ 372 ]
الخامس والثمانون معرفته - عليه السلام - بالطعام الذي فيه السم 932 / 94
- السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: وكان سبب مفارقة أبي محمد الحسن -
عليه السلام - دار الدنيا، وانتقاله إلى دار الكرامة، على ما وردت به
الاخبار، أن معاوية بذل لجعدة بنت محمد بن
الاشعث (1) زوجة أبي محمد - عليه السلام - عشرة آلاف دينار، واقطاعات (2)
كثيرة من شعب [ سوداء و ] (3) سواد الكوفة وحمل إليها سما فجعلته في طعام
فلما وضعته بين يديه قال: انا لله وانا إليه راجعون، والحمد الله على لقاء
[ محمد ] (4) سيد المرسلين، وأبي سيد الوصيين، وامي سيدة نساء العالمين،
وعمي جعفر الطيار في الجنة، وحمزة سيد الشهداء - صلوات الله عليهم اجمعين
-. ودخل عليه أخوه الحسين - عليه السلام -، فقال: كيف تجد نفسك ؟ قال: أنا
في آخر يوم من الدنيا، وأول يوم من الآخرة على كره مني لفراقك وفراق
إخوتي. ثم قال: أستغفر الله على محبة مني للقاء رسول الله - صلى الله عليه
وآله - وأمير المؤمنين وفاطمة وجعفر وحمزة - عليهم السلام -. ثم أوصى
إليه، وسلم إليه الاسم الاعظم، ومواريث الانبياء - عليهم السلام - التي
كان أمير المؤمنين - عليه السلام - سلمها إليه، ثم قال: يا أخي إذا
(1) كذا في الاصل والبحار، ولكن ما عليه العلماء انها كانت بنت الاشعث
نفسه لا بنت ابنه محمد. وكذا قال سبط ابن الجوزي والشيخ المفيد والطبرسي
وغيرهم من كبار العلماء. (2) جمع اقطاعة: طائفة من أرض الخراج يقطع لاحد
وتجعل غلتها رزقا له. (3 - 4) من البحار.
[ 373 ]
[ أنا ] (1) مت فغسلني، وحنطني، وكفني، واحملني إلى جدي - صلى الله عليه
وآله -، حتى تلحدني إلى جانبه فإن منعت من ذلك فبحق جدك رسول الله - صلى
الله عليه وآله - وأبيك أمير المؤمنين وامك فاطمة الزهراء - عليهم السلام
-، أن لا تخاصم أحدا، واردد جنازتي من فورك إلى البقيع حتى تدفنني مع
امي - عليها السلام -. فلما فرغ من شانه، وحمله ليدفنه مع رسول الله - صلى
الله عليه وآله -، ركب مروان بن الحكم طريد رسول الله - صلى الله عليه
وآله -، بغلة وأتى عائشة، فقال لها: يا ام المؤمنين ان الحسين يريد أن
يدفن أخاه الحسن - عليه السلام - مع رسول الله - صلى الله عليه وآله -،
والله إن دفن معه ليذهبن فخر أبيك وصاحبه عمر إلى يوم القيامة. قالت: فما
أصنع يا مروان ؟ قال: الحقي به، وامنعيه من أن يدفن معه. قالت: وكيف ألحقه
؟ قال: اركبي بغلتي هذه، فنزل عن بغلته وركبتها وكانت تثور (2) الناس وبني
امية على الحسين - عليه السلام - وتحرضهم على منعه مما هم به. فلما قربت
من قبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - وكان قد وصلت جنازة الحسن - عليه
السلام - فرمت بنفسها عن البغلة وقالت: والله لا يدفن الحسن - عليه السلام
- هاهنا أبدا أو تجز هذه، وأومت بيدها إلى شعرها. فارا بنو هاشم المجادلة
فقال الحسين - عليه السلام -: الله الله لا تضيعوا وصية أخي، واعدلوا به
إلى البقيع فانه أقسم علي، إن أنا منعت
(1) من المصدر. (2) في البحار: تؤز.
[ 374 ]
من دفنه مع جده - صلى الله عليه وآله -، أن لا اخاصم فيه أحدا وأن ادفنه
في البقيع مع امه - عليها السلام -، فعدلوا به، ودفنوه بالبقيع معها -
عليهما السلام -. فقام ابن عباس - رضي الله عنه - وقال: يا حميراء، ليس
يومنا منك
بواحد يوم على الجمل ويوم على البغلة اما كفاك أن يقال يوم الجمل حتى يقال
يوم البغل يوم على هذا ويوم على هذا بارزة عن حجاب رسول الله - صلى الله
عليه وآله - تريدين إطفاء نور الله والله متم نوره ولو كره المشركون، إنا
لله إنا إليه راجعون. فقالت له: إليك عني واف لك ولقوك. (1)
السادس
والثمانون أنه - عليه السلام - سقى السم مرارا 933 / 95 - المفيد في
الارشاد: عن عيسى بن مهران، قال: حدثني عثمان بن عمر، قال: حدثنا ابن عون،
عن عمر (2) بن إسحاق، قال: كنت مع الحسن والحسين - عليهما السلام - في
الدار، فدخل الحسن - عليه السلام - المخرج ثم خرج. فقال: لقد سقيت السم
مرارا ما سقيته مثل هذه المرة، لقد لفظت قطعة من كبدي فجعلت اقلبها بعود
معي. فقال له الحسين - عليه السلام -: ومن سقاكه ؟ فقال: وما تريد منه
أتريد قتله ؟ إن يكن هو هو فالله أشد نقمة منك وإن لم يكن هو فما احب ان
يؤخذ بي يرئ. (3)
(1) عيون المعجزات: 65، وعنه البحار: 44 / 140 ضمن ح 7 والعوالم 16 / 293
صدر ح 8. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عمير. (3) إرشاد المفيد:
192، وعنه البحار: 44 / 156 ذح 25 والعوالم: 16 / 278 ذح 1.
[ 375 ]
934 / 96 - ومن طريق المخالفين ما رواه أبو نعيم في كتاب حلية الاولياء في
الجزء الاول: بالاسناد عن عمر بن إسحاق، قال: دخلت أنا ورجل على الحسن [
بن علي ] (1) - عليهما السلام - نعوده، فقال: يا فلان سلني،
فقال: لا والله لا نسألك حتى يعافيك الله، ثم أسألك (2). قال: ثم دخل [
الخلاء ] (3) ثم خرج الينا، فقال: سلني قبل أن لا تسألني. قال: بل يعافيك
الله ثم أسألك (4). قال: (قد) (5) ألقيت طائفة من كبدي وإني (قد) (6) سقيت
السم مرارا فلم أسق مثل هذه المرة. ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه
والحسين - عليه السلام - عند رأسه وقال: يا أخي من تتهم ؟ قال: لم ؟
لتقتله ؟ قال: نعم. قال: إن يكن الذي أظن فالله (7) أشد بأسا وأشد تنكيلا
وإن لا يكن فما احب أن تقتل بي بريئا (8) ثم قضى - صلوات الله وسلامه عليه
-. (9) (1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ثم بما نسألك، وفي
البحار: ثم نسألك. (3) من البحار. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: نسألك،
وفي البحار: لنسألك. (5) ليس في البحار، وفي المصدر: لقد. (6) ليس في
المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: والله، وفي البحار: فإنه. (8) في
المصدر: أن يقتل بي برئ. (9) حلية الاولياء: 2 / 38، وعنه كشف الغمة: 1 /
584.
[ 376 ]
السابع والثمانون أنه - عليه السلام - يعلم قاتله 935 / 97 - الشيخ في
أماليه: قال: حدثنا محمد بن محمد يعني المفيد، قال: حدثنا أبو الحسن علي
بن بلال المهلبي، قال: حدثنا مزاحم ابن عبد الوارث بن عباد البصري بمصر
قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا العباس بن بكار، قال: حدثنا
أبو بكر الهلالي، عن عكرمة عن ابن عباس. قال الغلابي: وحدثنا أحمد بن محمد
الواسطي، قال: حدثنا عمر ابن يونس (اليمامي) (1)، عن الكلبي، عن أبي صالح،
عن ابن عباس. قال: حدثنا أبو عيسى عبيدالله بن الفضل الطائي، قال: حدثنا
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر (بن علي بن الحسين) (2) بن علي بن
أبي طالب - عليهم السلام -. قال: حدثني محمد بن سلام الكوفي، قال: حدثنا
أحمد بن محمد الواسطي، قال: حدثنا محمد بن صالح ومحمد بن الصلت قالا (3):
حدثنا عمر بن يونس اليمامي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال:
دخل الحسين بن علي - عليهما السلام - على أخيه الحسن بن علي - عليهما
السلام - في مرضه الذي توفي فيه فقال له: كيف تجدك يا أخي ؟ قال: أجدني في
أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا
= وأخرجه في البحار: 44 / 138 والعوالم: 16 / 279 ح 4 عن الكشف. (1) ليس في البحار. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: قال.
[ 377 ]
وأعلم أني لا أسبق أجلي وأني وارد على أبي وجدي - عليهما السلام - على كره
مني لفراقك وفراق إخوتك (1) [ وفراق الاحبة ] (2) واستغفر الله من مقالتي
هذة، وأتوب إليه، بل على (3) محبة مني للقاء رسول الله وأمير المؤمنين علي
بن أبي طالب وامي (4) فاطمة وحمزة وجعفر - عليهم السلام - وفي الله عزوجل
خلف من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودرك من كل ما فات. رأيت يا أخي كبدي [
آنفا ] (5) في الطشت ولقد عرفت من دهابي به ومن اين اتيت فما أنت صانع به
يا أخي ؟ فقال الحسين - عليه السلام -: أقتله والله. قال: فلا اخبرك به
أبدا حتى نلقى (6) رسول الله - صلى الله عليه وآله - ولكن اكتب (يا أخي)
(7): هذا ما أوصى به الحسن بن علي إلى أخيه الحسين بن علي أوصى أنه يشهد
أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأنه (8) يعبده حتى عبادته لا شريك له
في الملك ولا ولي له من الذل وأنه خلق كل شئ فقدره تقديرا وأنه أولى من
عبد وأحق من حمد من أطاعه رشد ومن عصاه غوى ومن تاب إليه اهتدى. فاني
اوصيك يا حسين بمن خلفت من أهلي وولدي وأهل بيتك
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إخوتي. (2) من المصدر والبحار. (3)
كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: " بأعلى " بدل " بل على ". (4) في
المصدر: " ولقاء " بدل " وأمي ". (5) من المصدر. (6) في المصدر: تلقى. (7)
ليس في المصدر.
(8) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وأن.
[ 378 ]
أن تصفح عن مسيئهم وتقبل من محسنهم وتكون لهم خلفا ووالدا وان تدفني مع [
جدي ] (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله - فاني أحق به وببيته ممن ادخل
بيته بغير اذنه ولا كتاب جاءهم من بعده. قال الله فيما أنزله على نبيه -
صلى الله عليه وآله - في كتابه: * (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت
النبي إلا أن يؤذن لكم) * (2). فوالله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته
بغير إذنه ولا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته ونحن مأذون لنا في التصرف
فيما ورثناه من بعده. فإن أبت عليك الامرأة (3) فأنشدك بالقرابة التي قرب
الله عزوجل منك، والرحم الماسة من رسول الله - صلى الله عليه وآله - ان
(لا) (4) تهريق في محجمة من دم حتى نلقى (5) رسول الله - صلى الله عليه
وآله - فنختصم (6) إليه فنخبره (7) بما كان من الناس الينا بعده ثم قبض -
عليه السلام -. قال ابن عباس: فدعاني الحسين بن علي - عليهما السلام - و
عبد الله بن جعفر وعلي بن عبد الله بن العباس فقال: اغسلوا ابن عمكم
فغسلناه وحنطناه وألبسناه أكفانه ثم خرجنا به حتى صلينا عليه في المسجد
وأن الحسين - عليه السلام - أمر ان يفتح البيت فحال دون ذلك مروان بن
الحكم وآل أبي سفيان ومن حضر هناك من ولد عثمان بن عفان وقالوا:
(1) من المصدر. (2) الاحزاب: 53. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فان رأيت عليك إلا مراء. (4) ليس في البحار.
(5) في المصدر ونسخة " خ ": تلقى. (6) في المصدر ونسخة " خ ": فتختصهم. (7) في المصدر ونسخة " خ ": فتخبره.
[ 379 ]
[ أ ] (1) يدفن أمير المؤمنين عثمان الشهيد القتيل ظلما بالبقيع بشر مكان
ويدفن الحسن مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ والله لا يكون ذلك
أبدا حتى تكسر السيوف بيننا وتنقصف الرماح وتنفذ النبل. فقال الحسين -
عليه السلام -: أما (2) والله الذي حرم مكة، للحسن بن علي [ وا ] (3) بن
فاطمة أحق برسول الله وببيته (4) ممن ادخل بيته بغير إذنه وهو والله أحق
به من حمال الخطايا، مسير أبي ذر - رحمه الله -، الفاعل بعمار ما فعل،
وبعبد الله ما صنع، الحامي الحمى المؤوي (5) لطريد رسول الله - صلى الله
عليه وآله -، لكنكم صرتم بعده الامراء، وتابعكم (6) على ذلك الاعداء
وابناء الاعداء. قال: فحملناه فاتينابه قبر امه فاطمة - عليها السلام -
فدفناه إلى جنبها - رضي الله عنه وارضاه -. قال ابن عباس: وكنت أول من
انصرف فسمعت اللغط (7) وخفت أن يعجل الحسين على من قد أقبل ورأيت شخصا
علمت الشر فيه فأقبلت مبادرا وإذا انا بعائشة في اربعين راكبا على بغل
مرمل تقدمهم وتأمرهم بالقتال، فلما رأتني قالت: إلي [ إلي ] (8) يابن عباس
لقد اجترأتم
(1) من المصدر. (2) في
المصدر: أم. (3) من البحار.
(4) في المصدر: بيته. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: المؤتي. (6)
في المصدر: وبايعكم. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: اللغط، وهو
الصوت والجلبة، وقيل: أصوات مبهمة لاتفهم، وقيل: الكلام الذي لا يبين،
فاللفظ تصحيف قطعا. (8) من المصدر والبحار.
[ 380 ]
علي في الدنيا تؤذونني مرة بعد اخرى تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى ولا
احب. فقلت: واسوأتاه يوم على بغل ويوم على جمل تريدين [ أن تطفئي) (1) نور
الله وتقاتلي أولياء الله وتحولي بين رسول الله وبين حبيبه ان يدفن معه،
ارجعي فقد كفى الله عزوجل المؤنة، ودفن الحسن - عليه السلام - إلى جنب
امه، فلم يزدد من الله تعالى الا قربا وما ازددتم منه والله إلا بعدا، يا
سوأتاه انصرفي فقد رايت ما سرك. فقال: فقطبت وجهها (2) ونادت بأعلى صوتها:
أو ما نسيتم الجمل يابن عباس ؟ إنكم لذو أحقاد. فقلت: أم (3) والله ما
نسيه أهل السماء فكيف ينساه أهل الارض، فانصرفت وهي تقول: فألقت عصاها
واستقرت بها النوى * كما قر عينا بالاياب المسافر (1)
الثامن والثمانون
أنه - عليه السلام - حي بعد الموت 936 / 98 - محمد بن الحسن الصفار: عن
أحمد بن محمد وأحمد ابن إسحاق، عن القاسم بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن أبي
عبد الله - عليه
السلام - (5) قال: لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله - هبط جبرائيل
- عليه السلام -
(1) في المصدر: " أن تطفئ فيه " بدل " أن تطفئي ". (2) كذا في العوالم،
وفي الاصل والمصدر، والبحار: في وجهي. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: أما. (4) أمالي الطوسي: 1 / 159 - 161 وعنه البحار: 44 / 151 ح 22
والعوالم: 16 / 287 ح 2. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بسند آخر
عن أبي جعفر الثاني - عليه السلام -.
[ 381 ]
ومعه الملائكة والروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر. قال: ففتح لامير
المؤمنين - عليه السلام - بصره فرآهم من (1) منتهى السموات إلى الارض
يغسلون النبي - صلى الله عليه وآله - معه ويصلون [ معه ] (2) عليه ويحفرون
له والله ما حفر له غيرهم، حتى إذا وضع في قبره، نزلوا مع من نزل، فوضعوه
فتكلم وفتح لامير المؤمنين - عليه السلام - سمعه (فسمعه) (3) يوصيهم [ به
] (4) فبكى وسمعهم يقولون: لا نألوه (5) جهدا وإنما هو صاحبنا بعدك إلا
إنه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه. قال: فلما (6) مات أمير المؤمنين -
عليه السلام - رأى الحسن والحسين مثل [ ذلك ] (7) الذي (كان) (8) رأى
ورأيا النبي أيضا يعين الملائكة مثل الذي صنعوه (9) بالنبي - صلى الله
عليه وآله - حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك ورأى النبي - صلى
الله عليه وآله - وعليا - عليه السلام - يعينان الملائكة حتى إذا مات
الحسين رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك ورأى النبي - صلى الله عليه وآله -
وعليا والحسن يعينون الملائكة. حتى إذا مات علي بن الحسين رأى محمد بن علي
مثل ذلك ورأى النبي وعليا والحسن والحسين يعينون الملائكة حتى إذا مات
محمد بن
(1) في المصدر والبحار: في. (2) من
المصدر والبحار. (3) ليس في نسخة " خ ". (4) من المصدر والبحار. (5) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: لا يألونه. (6) في المصدر والبحار: " حتى
إذا " بدل " قال: فلما ". (7) من البحار. (8) ليس في المصدر والبحار. (9)
كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: صنعه.
[ 382 ]
علي رأى جعفر مثل ذلك ورأى النبي وعليا والحسن والحسين وعلي ابن الحسين
يعينون الملائكة حتى إذا مات جعفر رأى موسى [ منه ] (1) مثل ذلك، هكذا
يجري إلى آخرنا. (2)
التاسع والثمانون مثله 937 / 99 - ثاقب المناقب: عن
جابر بن عبد الله قال: لما عزم الحسين - عليه السلام - على الخروج إلى
العراق أتيته وقلت له: انت ولد رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأحد
سبطيه لارى (3) أنك تصالح كما صالح أخوك الحسن فانه كان موفقا رشيدا. فقال
[ لي ] (4): يا جابر قد فعل ذلك أخي بأمر الله تعالى وأمر رسوله واني أيضا
افعل بأمر الله تعالى وأمر رسوله أتريد أن استشهد رسول الله - صلى الله
عليه وآله - وأبي وأخي (5) كذلك الآن ثم نظرت فإذا السماء قد انفتح بابها
وإذا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعلي (أمير
المؤمنين) (6) والحسن وحمزة وجعفر وزيد نازلين منها قد (7) استقروا
(1) من البحار. (2) بصائر الدرجات: 225 ح 17. وقد تقدم مع تخريجاته في
المعجزة: 486 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -. ويأتي في
المعجزة: 186 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -، والمعجزة: 99 من
معاجز الامام الباقر - عليه السلام -. (3) في المصدر: لا أرى إلا. (4) من
المصدر. (5) في المصدر: عليا وأخي الحسن. (6) ليس في المصدر. (7) في
المصدر: عنها حتى.
[ 383 ]
على الارض
فوثبت فزعا مذعورا. فقال [ لي ] (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا
جابر ألم أقل لك في أمر الحسن قبل الحسين (انك) (2) لا تكون مؤمنا حتى
تكون لائمتك مسلما ولا تكون معترضا أتريد أن ترى مقعد معاوية ومقعد الحسين
[ ابني ] (3) ومقعد يزيد - لعنه الله - قاتله ؟ قلت: بلى يا رسول الله.
(قال:) (4) فضرب برجله الارض فانشقت (وظهر بحر فانفلقت ثم ظهرت أرض
فانشقت) (5) هكذا حتى انشقت سبع ارضين وانفلقت سبعة ابحر فرأيت من تحت ذلك
كله النار وقد قرن في سلسلة (6) الوليد ابن مغيرة وأبو جهل ومعاوية [
الطاغية ] (7) ويزيد وقرن بهم مردة
الشياطين فهم (8) اشد أهل النار عذابا. ثم قال - صلى الله عليه وآله -:
ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا أبواب السماء مفتحة وإذا الجنة اعلاها ثم صعد
رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومن معه إلى السماء فلما صار في الهواء
صاح بالحسين (9): يا ابني الحقني
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5)
ما بين القوسين ليس في نسخة " خ ". (6) في المصدر: فيها سلسلة قرن فيها.
(7) من المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: لهم. (9) كذا في المصدر،
وفي الاصل: يا حسين.
[ 384 ]
فلحقه الحسين
- عليه السلام - وصعدوا [ حتى ] (1) رأيتهم دخلو الجنة من أعلاها، ثم نظر
إلي [ من ] (2) هناك رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقبض على يد الحسين
وقال: يا جابر هذا ولدي معي هاهنا فسلم له أمره ولا تشك لتكون مؤمنا. قال
جابر: فعميت عيناي ان لم اكن رأيت ما قلت [ من رسول الله - صلى الله عليه
وآله - ] (3). وسيأتي من ذلك ان شاء الله تعالى في معاجز الصادق - عليه
السلام -. (4)
التسعون ذكر الدابة البحرية له - عليه السلام -
938 / 100 - صاحب بستان الواعظين: قال: روي عن محمد بن إدريس، قال: رأيت
بمكة اسقفا وهو يطوف بالكعبة فقلت له: ما الذي رغب بك عن دين آبائك ؟
فقال: تبدلت خيرا منه. فقلت: له كيف ذلك ؟ قال: ركبت البحر فلما توسطنا
البحر انكسر بنا المركب فعلوت لوحا فلم تزل الامواج تدفعني حتى رمتني في
جزيرة من جزائر البحر، فيها أشجار كثيرة ولها ثمر أحلى من الشهد، وألين من
الزبد، وفيها نهر جار عذب فحمدت الله على ذلك فقلت آكل من الثمر واشرب من
هذا النهر حتى يأتيني الله بالفرج. فلما ذهب النهار خفت على نفسي من
الدواب فعلوت شجرة من
(1 - 3) من المصدر. (4) الثاقب في المناقب: 322 ح 1، وأورده المؤلف في معالم الزلفى: 90 ح 48.
[ 385 ]
تلك الاشجار فنمت على غصن منها فلما كان في جوف الليل فإذا بدابة على وجه
الماء تسبح الله وتقول: لا اله الا الله العزيز الجبار محمد رسول الله
النبي المختار علي بن أبي طالب سيف الله على الكفار، فاطمة وبنوها صفوة
الجبار على مبغضيهم لعنة الله الجبار ومأواهم جهنم وبئس القرار. فلم تزل
تكرر هذه الكلمات حتى طلع الفجر، ثم قالت: لا اله الا الله صادق الرعد
والوعيد، محمد رسول الله الهادي الرشيد، علي ذو البأس الشديد وفاطمة
وبنوها خيرة الرب الحميد، فعلى مبغضيهم لعنة
الرب المجيد. فلما وصلت البر، فإذا رأسها رأس نعامة، ووجهها وجه انسان،
وقوائمها قوائم بعير، وذنبها ذنب سمكة، فخشيت على نفسي الهلكة فهربت بنفسي
أمامها فوقفت ثم قالت لي: إنسان قف وإلا هلكت فوقفت. فقالت: ما دينك ؟
فقلت: النصرانية. فقالت: ويحك ارجع إلى دين الاسلام حللت بفناء قوم من
مسلمي الجن لا ينجو منهم الا من كان مسلما. قلت: وكيف الاسلام ؟ قالت:
تشهد ان لا اله الا الله، وان محمد رسول الله، فقلتها فقالت: تمم إسلامك
بموالاة علي بن أبي طالب - عليه السلام - وأولاده والصلاة عليهم والبراءة
من اعدائهم. قلت: ومن اتاكم بذلك ؟ فقالت: قوم منا حضروا عند رسول الله -
صلى الله عليه وآله - فسمعوه
[ 386 ]
يقول: إذا كان يوم القيامة تأتي الجنة فتنادي بلسان طلق: يا إلهي قد
وعدتني تشد أركاني وتزيني، فيقول الجليل جل جلاله: قد شددت أركانك وزينتك
بابنة حبيبي فاطمة الزهراء وبعلها علي بن أبي طالب وابنيها الحسن والحسين
والتسعة من ذرية الحسين - عليهم السلام -. ثم قالت الدابة: المقامة تريد
أم الجوع إلى أهلك ؟ قلت لها: الرجوع. قالت: اصبر حتى يجتاز مركب فإذا
مركب فإذا مركب يجري فأشارت إليهم
فدفعوها زورقا فلما علوت معهم فإذا في المركب اثني عشر رجلا كلهم نصارى
فأخبرتهم خبري فاسلموا عن آخرهم.
الحادي والتسعون العين والجدار اللذان
أخرجا له ولاخيه الحسين - عليهما السلام - 939 / 101 - الراوندي: بالاسناد
عن أبي ابراهيم موسى بن جعفر - عليهما السلام - قال: خرج الحسن والحسين -
عليهما السلام - حتى أتيا نخل العجوة للخلاء فهربا (1) إلى مكان وولى كل
واحد منهما بظهره إلى صاحبه فرمى [ الله ] (2) بينهما بجدار يستر أحدهما
عن الاخر (3). فلما قضيا حاجتهما ذهب الجدار وارتفع من (4) موضعه وصار في
(1) في المصدر: فهويا. (2) من البحار. (3) في المصدر: يستتر أحدهما به عن صاحبه. (4) في البحار: عن.
[ 387 ]
الموضع عين ماء وإجانتان (1) فتوضيا وقضيا ما ارادا ثم انطلقا فصارا (2)
في بعض الطريق عرض لهما رجل فظ غليظ فقال لهما: ما خفتما عدوكما من اين
جئتما ؟ فقالا: إننا جئنا (3) من الخلاء فهم بهما فسمعوا (4) صوتا يقول:
يا شيطان [ أ ] (5) تريد ان تناوئ ابني محمد - صلى الله عليه وآله - وقد
علمت بالامس ما فعلت وناويت (6) امهما وأحدثت في دين الله وسلكت (في) (7)
غير الطريق. واغلظ له الحسين - عليه السلام - أيضا فهوى بيده ليضرب وجه
الحسين - عليه السلام - فأيبسها الله من [ عند ] (8) منكبه
فاهوى (9) باليسرى ففعل الله بها مثل ذلك. فقال: سألتكما (10) بحق أبيكما
وجدكما لما دعوتما الله ان يطلقني. فقال الحسين - عليه السلام -: اللهم
اطلقه واجعل له في هذا عبرة واجعل ذلك عليه حجة فاطلق الله يديه (11)
فانطلق قدامهما حتى أتى
(1) في البحار: جنتان، والاجانة - بالكسر والتشديد -: إناء تغسل فيه
الثياب. (2) في المصدر: حتى صارا. (3) في البحار: إنهما جاءا. (4) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: فسمعا. (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: وناديت. (7) ليس في المصدر، وفي البحار: عن
الطريق. (8) من المصدر. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: فهوى. (10) في
المصدر والبحار: ثم قال: أسألكما. (11) في المصدر والبحار: يده.
[ 388 ]
عليا - عليه السلام - واقبل (1) عليه بالخصومة فقال: أين دسستهما (2) وكان
هذا بعد يوم السقيفة بقليل. فقال علي - عليه السلام -: ما خرجا الا للخلاء
وجذب رجل منهم عليا - عليه السلام - حتى شق رادءه. فقال الحسين الرجل: لا
أخرجك الله من الدنيا حتى تبتلى
بالدياثة (3) في أهلك وولدك وقد كان الرجل يقود (4) ابنته إلى رجل من
العراق. فلما خرجا إلى منزلهما قال الحسين للحسن - عليهما السلام -: سمعت
جدي يقول: إنما مثلكما مثل يونس إذ أخرجه الله من بطن الحوت والقاه بظهر
الارض فانبت عليه شجرة من يقطين وأخرج له عينا من تحتها فكان ياكل [ من ]
(5) اليقطين ويشرب من ماء العين وسمعت جدي يقول: أما العين فلكم واما
اليقطين فانتم عنه (6) أغنياء وقد قال الله تعالى في يونس: * (وأرسلناه
إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين) * (7) ولسنا نحتاج إلى
اليقطين ولكن علم الله حاجتنا إلى العين فاخرجها لنا وسنرسل إلى اكثر من
ذلك فيكفرون ويتمتعون (8) إلى حين.
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: فاقبل. (2) الدس: الاخفاء والدسيس: من تدسه
ليأتيك بالاخبار: أي أين أرسلتهما خفية ليأتياك بالخبر. (3) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: بالزنانة. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: قاد. (5) من
المصدر. (6) في نسخة " خ ": فإنهم. (7) الصافات: 147 - 148. (8) في
المصدر: ويمتعون.
[ 389 ]
فقال الحسن -
عليه السلام -: قد سمعت ذلك (1). (2)
الثاني والتسعون زهو النبي - صلى
الله عليه وآله - وجبرائيل - عليه السلام -
به وبأخيه الحسين - عليه السلام - 940 / 102 - سعد بن عبد الله: عن محمد
بن عيسى بن عبيد عن أبي محمد عبد الله بن حماد الانصاري، عن صباح المزني،
عن الحارث ابن حصيرة، عن الاصبغ بن نباتة قال: دخلت على أمير المؤمنين
والحسن والحسين - عليهم السلام - عنده وهو ينظر إليهما نظرا شديدا. فقلت [
له ] (3): بارك الله لك فيهما وبلغهما آما لهما في أنفسهما والله اني
لاراك تنظر إليهما نظرا شديدا فتطيل النظر إليهما. فقال: نعم يا أصبغ ذكرت
لهما حديثا: فقلت: حدثني به جعلت فداك. فقال: كنت في ضيعة لي فأقبلت نصف
النهار في شدة الحر وأنا جائع فقال لابنة محمد - صلى الله عليه وآله
وعليها -: أعندك شئ نطعمه (4) ؟
(1) في المصدر: هذا. (2) الخرائج: 2 / 845 ح 61 وعنه البحار: 43 / 273 ح
40 والعوالم: 17 / 52 ح 1، وفي إثبات الهداة: 2 / 559 ح 16 صدره، وفي ص
583 ح 38 قطعة منه. وأورده في الثاقب في المناقب: 328 خ 271 مختصرا. ويأتي
في المعجزة: 66 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (3) من المصدر.
(4) في المصدر: تطعمينيه.
[ 390 ]
فقلت [
ل ] (1) تهئ لي شيئا، حتى إذا انفتلت من (2) الصلاة، قد أحضرت، اقبل
الحسن والحسين - عليهما السلام - حتى جلسا في حجرها، فقالت لهما: (يا بني)
(3) ما حبسكما وأبطأكما ؟
قالا: حبسنا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وجبرائيل - عليه السلام -.
فقال الحسن: أنا كنت في حجر رسول الله - صلى الله عليه وآله -، و (قال)
(4) الحسين - عليه السلام -: (انا كنت) (5) في حجر جبرائيل - عليه السلام
- فكنت انا أثب من حجر رسول الله - صلى الله عليه وآله - (إلى حجر جبرائيل
- عليه السلام - وكان) (6) (الحسين يثب من حجر جبرائيل - عليه السلام -
إلى حجر رسول الله - صلى الله عليه وآله -) (7) حتى إذا زالت الشمس قال
جبرائيل - عليه السلام: قم فصل فإن الشمس قد زالت، فعرج جبرائيل - عليه
السلام - إلى السماء وقام رسول الله - صلى الله عليه وآله - (يصلي) (8)
فجئنا. فقلت: يا أمير المؤمنين، في أي صورة نظر إليه الحسن والحسين -
عليهما السلام - ؟ فقال: فقال: في الصورة التي كان ينزل فيها على رسول
الله - صلى الله عليه وآله - فلما حضرت الصلاة خرجت فصليت مع رسول الله -
صلى الله عليه وآله - فلما انصرف من صلاته، قلت: يا رسول الله إني كنت في
ضيعة لي فجئت
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: قلت أن. (3 - 5) ليس في
المصدر. (6) ما بين القوسين ليس في نسخة " خ ". (7) ليس في نسخة " خ ".
(8) ليس في المصدر.
[ 391 ]
نصف النهار
وأنا جائع فسألت ابنة محمد هل عندك شئ فتطعمينه ؟ فقامت لتهئ لي شيئا حتى
إذ أقبل ابناك الحسن والحسين - عليهما
السلام - حتى جلسا في حجر امهما فسألتهما: ما أبطأكما وحبسكما عني ؟
فسمعتهما يقولان: حبسنا رسول الله - صلى الله عليه وآله - وجبرائيل - عليه
السلام - (فقالت:) (1) وكيف حبسكما جبرائيل ورسول الله - صلى الله عليه
وآله - ؟ فقال الحسن - عليه السلام -: كنت أنا في حجر رسول الله - صلى
الله عليه وآله - والحسين - عليه السلام - في حجر جبرائيل - عليه السلام -
فكنت أنا أثب من حجر رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى حجر جبرائيل -
عليه السلام - و [ كان ] (2) الحسين - عليه السلام - يثب من حجر جبرائيل -
عليه السلام - إلى حجر رسول الله - صلى الله عليه وآله -. فقال رسول الله
- صلى الله عليه وآله -: صدق ابناي، ما زلت أنا وجبرائيل - عليه السلام -
نزهوا بهما منذ أصبحنا إلى أن زالت الشمس. فقلت: يا رسول الله فباي صورة
كانا يريان جبرائيل - عليه السلام - ؟ فقال: في الصورة (3) التي كان ينزل
فيها علي. (4)
(1) في المصدر: فقلت. (2) من المصدر. (3) في المصدر: بالصورة. (4) مختصر
البصائر: 68. ويأتي في المعجزة: 110 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام
-.
[ 392 ]
الثالث والتسعون التفاحة
والرمانة والسفرجلة التي من جبرائيل - عليه السلام -.
941 / 103 - ابن الفارسي في روضة الواعظين: قال: قالت ام سلمة: كان النبي
- صلى الله عليه وآله - عندي وأتاه جبرائيل - عليه السلام - فكانا في
البيت يتحدثان إذ دق الباب الحسن بن علي فخرجت أفتح له الباب فإذا بالحسين
معه فدخلا فلما أبصرا بجدهما شبها جبرائيل بدحية الكلبي فجعلا يحفان [ له
] (1) ويدوران حوله. فقال جبرائيل - عليه السلام -: يا رسول الله أما ترى
الصبيين [ ما ] (2) يفعلان ؟ فقال: يشبهانك بدحية الكلبي فانه كثيرا ما
يتعاهدهما ويتحفهما إذا جائنا فجعل جبرائيل يومي بيده كالمتناول شيئا فإذا
بيده تفاحة وسفرجلة ورمانة فناول الحسن ثم اومى بيده مثل ذلك فناول الحسين
- عليه السلام - ففرحا وتهللت وجوههما وسيعا إلى جدهما - صلوات الله عليهم
- فاخذ التفاحة والسفرجلة والرمانة فشمها ثم ردها إلى كل واحد منهما
كهيئتها (3) ثم قال لهما: سيرا (4) إلى امكما بما معكما، وبدؤكما بابيكما
اعجب إلي. فصارا كما امرهما رسول الله - صلى الله عليه وآله - فلم ياكلا
منها شيئا
(1) من المصدر. (2) من المصدر. (3) في المصدر: كهيئتهما. (4) في المصدر: صيرا.
[ 393 ]
حتى صار النبي إليهما وإذا التفاحة وغيره (1) على حاله. فقال: يا أبا
الحسن ما لك لم تأكل ولم تطعم زوجتك وابنيك ؟ وحدثه الحديث،
فاكل النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام - واطعم ام سلمة
(2) فلم يزل الرمان والسفرجل والتفاح كلما اكل منه عاد إلى ما كان (3) حتى
قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله -. قال الحسين - عليه السلام -: فلم
تلحقه التغيير والنقصان أيام فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله -
حتى (4) توفيت - عليها السلام - فقدنا الرمان وبقي التفاح والسفرجل أيام
أبي، فلما استشهد أمير المؤمنين - عليه السلام - فقد السفرجل وبقي التفاح
على هيئته عند الحسن حتى مات في سمه، ثم بقيت التفاحة إلى الوقت الذي
حوصرت عن الماء فكنت أشمها إذا عطشت فيسكن (5) لهيب عطشي، فلما اشتد علي
العطش عضضتها وأيقنت بالفناء. قال علي بن الحسين - عليهما السلام -: سمعته
يقول ذلك قبل مقتله بساعة، فلما قضى نحبه - صلوات الله عليه - وجد ريحها
من مصرعه فالتمست (التفاحة) (6) فلم يرلها اثر فبقي ريحها بعد الحسين -
عليه السلام - ولقد زرت
(1) في المصدر: ولم يؤكل منها شئ حتى صار إليهما فإذا التفاح وغيره. (2)
في المصدر: وأطمعنا ام سلمة، وهو مبهم، لان راوي الحديث هي نفس ام سلمة،
فكيف يمكن أن تقول: أطمعنا ام سلمة ؟ فلعل ذلك من سهو الراوي أو الناسخ أو
غير ذلك، والله أعلم. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: مكانه. (4) في
المصدر: فلما. (5) في المصدر: فتكسر. (6) ليس في المصدر ونسخة " خ ".
[ 394 ]
قبره فوجدت ريحها تفوح من قبره فمن أراد ذلك من شعيتنا الزائرين للقبر
فليلتمس ذلك في أوقات السحر فانه يجده إذا كان مخلصا. (1)
الرابع والتسعون
علمه - عليه السلام - بما يصنع به وبأخيه الحسين - عليه السلام - وإخباره
- عليه السلام - أنه يزدلف إلى أخيه الحسين - عليه السلام - ثلاثون ألفا
942 / 104 - ابن بابويه في أماليه: باسناده عن مفضل بن عمر، عن الصادق
جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده - عليهم السلام - ان الحسين بن علي ابن أبي
طالب - عليهما السلام - دخل [ يوما ] (2) إلى أخيه الحسن - عليه السلام -
فلما نظر إليه بكى، فقال [ له ] (3): ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ قال:
ابكى لما يصنع بك. فقال له الحسن - عليه السلام -: ان الذي يؤتى إلي سم
يدس إلي فاقتل (4) به ولكن لا يوم كيومك يا ابا عبد الله يزدلف إليك
ثلاثون ألف رجل يدعون انهم من امة جدنا محمد - صلى الله عليه وآله -
وينتحلون دين الاسلام فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمتك وسبي
ذراريك ونسائك واخذ (5) ثقلك فعندها تحل ببني أمية اللعنة وتمطر
(1) روضة الواعظين: 159. ويأتي في المعجزة: 115 من معاجز الامام الحسين -
عليه السلام -. (2) من المصدر. (3) من المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر،
وفي الاصل: يأتي إلي سم يدبر فاقبل به. (5) في المصدر: وانتهاب. (*)
[ 395 ]
السماء رمادا ودما، ويبكي عليك
كل شئ حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار. (1)
الخامس والتسعون
استجابة دعائه في الاستسقاء 943 / 105 - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب
الاسناد: باسناده عن أبي البختري: [ وهب بن ] (2) وهب القرشي، عن جعفر، عن
أبيه، عن جده - عليهم السلام - قال: اجتمع عند علي بن أبي طالب - عليه
السلام - قوم فشكوا إليه قلة المطر وقالوا: يا ابا الحسن ادع لنا (3)
بدعوات في الاستسقاء. قال: فدعا علي الحسن والحسين - عليهم السلام - ثم
قال للحسن - عليه السلام: ادع لنا بدعوات في الاستسقاء. فقال الحسن - عليه
السلام -: اللهم هيج لنا السحاب بفتح الابواب بماء عباب [ ورباب ] (4)
وساق دعاء الاستسقاء. ثم قال للحسين: ادع. فقال الحسين - عليه السلام -:
اللهم [ يا ] (5) معطي الخيرات... وساق دعاء الاستسقاء فما فرغا من
دعائهما حتى صب الله تبارك وتعالى عليهم السماء (6) صبا.
(1) أمالي الصدوق: 101 ح 3 وعنه البحار: 45 / 218 ح 44 والعوالم: 16 / 272
ح 1 وج 17 / 154 ح 1 وص 459 ح 10. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي
الاصل: ادع الله. (4) من المصدر: والعباب: الماء الكثير، والرباب: السحاب
الابيض. " لسان العرب ". (5) من المصدر.
(6) كذا في المصدر، وفي الاصل: المطر.
[ 396 ]
قال: فقيل لسلمان: [ يا ] (1) ابا عبد الله علماه (2) هذا الدعاء ؟ فقال:
ويحكم اين انتم عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله - حيث يقول: ان
الله قد اجرى على لسان (3) أهل بيتي مصابيح الحكمة. (4)
السادس والتسعون
خبر الاعرابي المحرم ورده - عليه السلام - على الاعرابي في زيادة سؤاله
944 / 106 - الحضيني في هدايته: قال: حدثني جعفر بن أحمد القصير البصري،
عن محمد بن عبد الله بن مهران الكرخي، عن محمد بن صدقة العنبري، عن محمد
بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله - عليه السلام -: ان اعرابيا
بدويا خرج من قومه حاجا محرما فورد على ادحى (5) نعام فيه بيض فاخذه
فاشتواه وأكل منه وذكران الصيد حرام في الاحرام فورد المدينة فقال [
الاعرابي ] (6): اين خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقد جنيت
جناية عظيمة ؟ فارشد إلى أبي بكر. فورد عليه الاعرابي وعنده ملا من قريش
فيهم عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وطلحة والزبير وسعد وسعيد و عبد
الرحمان بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد المغيرة بن شعبة،
فسلم
(1) من المصدر. (2) كذا في
البحار والفقيه، وفي الاصل: أعلما، وفي المصدر: اعلما. (3) في المصدر
والبحار: على ألسن. (4) قرب الاسناد: 156 ح 576، عنه البحار: 91 / 322،
وعن الفقيه: 1 / 537 ذح 1504. ويأتي في المعجزة: 188 من معاجز الامام
الحسين - عليه السلام -.
(5) في المصدر ونسخة " خ ": دحى. (6) من المصدر.
[ 397 ]
الاعرابي (عليهم) (1) وقال: يا قوم اين خليفة رسول الله - صلى الله عليه
وآله - ؟ فقالوا: هذا خليفة رسول الله. فقال [ له ] (2): افتني. فقال له
(أبو بكر) (3): قل يا اعرابي. فقال: إني خرجت من قومي حاجا محرما فاتيت
على دحى فيه بيض نعام فاخذته واشتويته واكلته فماذا لي من الحج ؟ وما علي
فيه أحلال ما حرم علي من الصيد (أم) (4) حرام ؟ فأقبل أبو بكر على من
حوله، فقال حواري رسول الله - صلى الله عليه وآله - (وأصحابه) (5): أجيبوا
الاعرابي، قال له الزبير من دون الجماعة: أنت خلفة رسول الله - صلى الله
عليه وآله - فأنت أحق بإجابته. فقال (أبو بكر) (6): يا زبير حب بني هاشم
في صدرك. فقال: وكيف (لا) (7) وامي صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله -
صلى الله عليه وآله - ؟ فقال الاعرابي: ذهبت فتياي وتنازع القوم فيما لا
جواب فيه فصاح: يا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - أسترجع بعد
محمد دينه فيرجع عنه. فسكت القوم فقال له الزبير: يا اعرابي ما في القوم
الامن يجهل ما جهلت. قال (له) (8) الاعرابي: ما أصنع ؟
(1) ليس في نسخ " خ ". (2) من المصدر. (3 - 8) ليس في المصدر.
[ 398 ]
(قال له الزبير: لم يبق في المدينة من تسأله بعد من ضمه هذا المجلس الا
صاحب الحق الذي هو اولى بهذا المجلس منهم. قال الاعرابي: فترشدني إليه)
(1). قال (له الزبير) (2): ان اخباري (3) يسر قوما ويسخط (قوما) (4)
اخرين. قال الاعرابي: وقد ذهب الحق وصرتم تكرهونه. فقال عمر: إلي كم تطيل
الخطاب يابن العوام ؟ قوموا بنا والاعرابي إلى علي فلا نسمع جواب هذه
المسألة الا منه. فقاموا بأجمعهم والاعرابي معهم، حتى صاروا إلى منزل أمير
المؤمنين - عليه السلام - فاستخرجوه منه وقالوا للاعرابي (5): اقصص قصتك
على أبي الحسن. فقال الاعرابي: فلم ارشدتموني (6) إلى غير خليفة رسول الله
- صلى الله عليه وآله - ؟ فقالوا: ويحك يا أعرابي خليفة رسول الله - صلى
الله عليه وآله - أبو بكر وهذا وصيه في أهل بيته وخليفته عليهم وقاضي دينه
ومنجز عداته ووارث علمه. فقال: ويحكم يا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه
وآله - والذي أشرتم إليه بالخلافة، ليس فيه من هذه الخلال خلة (واحدة)
(7). (1 و 2) ليس في المصدر.
(3) في المصدر: اختياري. (4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: وقالوا: يا
أعرابي. (6) في المصدر: فلم ترشدوني. (7) ليس في المصدر.
[ 399 ]
فقالوا: (ويحك) (1) يا اعرابي سل عما بدا لك ودع ما ليس من شأنك. فقال
الاعرابي: يا أبا الحسن يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله - إني
خرجت من قومي محرما. فقال له أمير المؤمنين - عليه السلام -: تريد الحج
فوردت على دحى وفيه بيض نعام فاخذته واشتويته وأكلته. فقال الاعرابي: نعم
يا مولاي. فقال له: وأتيت تسأل عن خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله -
فارشدت إلى مجلس أبي بكر وعمر وأبديت بمسألتك فاختصم القوم ولم يكن منهم
من يجيبك عن (2) مسألتك. فقال: نعم يا مولاي. فقال له: يا اعرابي الصبي
الذي بين يدي (3) مؤدبه صاحب الذوابة (فانه) (4) ابني الحسن فسله فانه
يفتيك. قال الاعرابي: انا لله وانا إليه راجعون مات دين محمد - صلى الله
عليه وآله - بعد موته وتنازع القوم وارتدوا. فقال له أمير المؤمنين - عليه
السلام -: حاش لله يا اعرابي ما مات دين
محمد - صلى الله عليه وآله - ولن (5) يموت. قال الاعرابي: أفمن الحق ان
اسأل خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله -
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فيهم من يجيبك على. (3) في المصدر: يديه. (4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: ولا.
[ 400 ]
وحواريه وأصحابه فلا يفتوني ويحيلوني (1) عليك فلا تجيبني وتأمرني أن أسأل
صبيا بين يدي المعلم لعله لا يفصل بين الخير والشر. فقال له أمير المؤمنين
- عليه السلام -: يا اعرابي " لا تقف ما ليس لك به علم " (2)، فاسأل الصبي
فانه ينبئك. فمال (3) الاعرابي إلى الحسن - عليه السلام - وقلمه في يده
يخط في صحيفته خطا ويقول مؤدبه أحسنت [ أحسنت ] (4) احسن الله إليك يا
حسن. فقال الاعرابي: يا مؤدب يحسن الصبي فتعجب من إحسانه وما اسمعك تقول
له شيئا [ حتى ] (5) كانه مؤدبك. قال: فضحك القوم من الاعرابي وقالوا (6)
إليه: ويحك يا اعرابي سل واوجز. قال الاعرابي: فديتك يا حسن اني خرجت من
قومي حاجا محرما فوردت على دحى فيه بيض نعام فشويته، وأكلته عامدا وناسيا.
فقال له الحسن - عليه السلام -: زدت في القول يا اعرابي ! قولك عامدا
لم يكن هذا من مسألتك، هذا عبث. قال الاعرابي: صدقت ما كنت الا ناسيا.
فقال له الحسن - عليه السلام - وهو يخط في صحيفته: [ يا أعرابي ] (7)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ويخلوني. (2) إشارة إلى الآية: 36 من سورة
الاسراء. (3) في المصدر: فالتفت. (4 و 5) من المصدر. (6) في المصدر:
وصاحوا. (7) من المصدر.
[ 401 ]
خذ بعدد
البيض نوقا فاحمل عليها فنيقا فما نتجت من قابل فاجعله هديا بالغ الكعبة
فانه كفارة فعلك. فقال الاعرابي: فديتك يا حسن (ان) (1) من النيق من يزلقن
(2). فقال الحسن - عليه السلام -: يا اعرابي ان من البيض ما يمرقن (3).
فقال الاعرابي: ان هذا الصبي (4) محدق في علم الله مغرق ولو جاز ان يكون
(5) ما قلته لقلت انك خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله -. فقال له
الحسن - عليه السلام -: يا اعرابي أنا الخلف من رسول الله - صلى الله عليه
وآله - وأبي أمير المؤمنين - عليه السلام - الخليفة. فقال الاعرابي: وأبو
بكر ماذا ؟ فقال الحسن - عليه السلام -: سلهم يا اعرابي فكبر القوم وعجبوا
(6) بما سمعوا من الحسن - عليه السلام -. فقال أمير المؤمنين - عليه
السلام -: الحمد لله الذي جعل في وفي ابني
هذا ما جعله في داود وسليمان إذ يقول الله عزوجل من قائل: * (ففهمناها
سليمان) * (7). (8)
(1) ليس في المصدر. (2) أزلقت الابل: ألقت ولدها قبل تمامه. (3) يقال مرقت
البيضة: فسدت فصارت ماء. (4) في المصدر: أنت صبي. (5) كذا في المصدر، وفي
الاصل: يقول. (6) في المصدر: وأعجبوا. (7) آل عمران: 33. (8) هداية
الحضيني: 38 - 39. وقد تقدم قطعة منه في المعجزة: 544. ورواه الشيخ الطوسي
في التهذيب: 5 / 354 ح 144 باب الكفارات وعنه الوسائل: 9 / =
[ 402 ]
السابع والتسعون علمه - عليه السلام - بما يكون وبما في النفس 945 / 17 -
وعنه: (عن محمد بن علي بن محمد) (1)، عن الحسن ابن علي، عن الحسن (2) بن
محمد بن فرقد، عن أبي الحسن (3) العبدي، عن أبي هارون المكفوف، عن الحارث
الاعور الهمداني قال: لما مضى أمير المؤمنين - عليه السلام - جاء الناس
إلى الحسن بن علي - عليهما السلام - فقالوا: يابن رسول الله نحن السامعون
المطيعون لك مرنا بأمرك. قال كذبتم والله ما وفيتم لمن كان خيرا مني أمير
المؤمنين - عليه السلام - فكيف توفون لي وكيف أطمئن إليكم وأثق بكم، ان
كنتم صادقين فموعد (نا) (4) ما بيني وبينكم العسكر بالمدائن فوافوني هناك.
فركب وركب معه من اراد الخروج وتخلف عنه (خلق) (5) كثير لم يوفوا بما
قالوا وغروه كما غروا اباه - عليه السلام - قبله فقام خطيبا فحمد الله
واثنى عليه ثم (6) قال: أيها الناس قد غررتموني كما غررتم أبي أمير
المؤمنين - عليه السلام - (قبلي) (7) فلا جزاكم (الله) (8) عن رسوله خيرا
مع اي امام تقاتلون بعدي ؟ مع الظالم الكافر اللعين بن اللعين عبيدالله
الذي لا يؤمن بالله ولا برسوله ولا باليوم الاخر ولا أظهر الاسلام هو ولا
بنو امية
= 215 ح 4 وعن المقنعة: 68 وروى عنه المؤلف في الحلية: 3 / 37 ح 3 قطعة
منه. (1) ليس في المصدر. (2 و 3) في المصدر: الحسين. (4 و 5) ليس في
المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: و. (7) ليس في المصدر. (8) ليس في
نسخة " خ ".
[ 403 ]
قاطبة إلا خوف السيف
ولو لم يبق من بني امية الا عجوز درداء لا ابتغت لدين الله إلا عوجا هكذا
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -. ثم وجه قائدا في أربعة الاف وكان
من كندة (وأمره) (1) ان يعسكر بالانبار ولا يحدث حدثا حتى يأتيه أمره،
فلما توجه إلى الانبار ونزل بها وعلم بذلك معاوية - لعنه الله - بعث إليه
رسولا وكتب إليه معاوية: إنك إن أقبلت إلي وليتك بعض اكوار الشام والجزيرة
غير منفوس عليك وحمل إليه خمسمائة ألف درهم فقبضها الكندي - لعنه الله -
وانقلب على الحسن - عليه السلام - ومضى إلى معاوية - لعنه الله -.
فقام الحسن - عليه السلام - خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثم قال: أيها
الناس إن صاحبي بعث إليه معاوية بخمسمائة ألف درهم ووعده ومناه وولاه كور
الشام والجزيرة غير منفوس عليه وقد توجه إليه وغدر بي وبكم وقد أخبرتكم
مرة بعد مرة (2) انه لا وفاء لكم ولاخير عندكم وأنتم عبيد الدنيا واني
موجه احدا (3) مكانه، وإني لاعلم أنه سيفعلن (4) بي وبكم ما فعله صاحبه،
ولا يراقب الله في. فبعث رجلا من مراد في أربعة الف فارس وتقدم إليه فحلف
بالايمان لا يقوم لها الجبار انه لا يفعل مثل ما فعل صاحبه وحلف الحسن -
عليه السلام - انه سيفعل ويغدر. فلما توجه وصار بالانبار ونزل بها وعلم
بذلك معاوية - لعنه الله - بعث
(1) ليس في نسخة " خ ". (2) في المصدر: " من بعد أمره " بدل " مرة بعد مرة
". (3) في المصدر: آخرا. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: سيفعل.
[ 404 ]
إليه رسولا وكتب إليه بمثل ما كتب إلى صاحبه وبعث إليه بخمسمائة الف درهم
ومناه ان يوليه أي ولاية أحب من كور الشام والجزيرة، فانقلب على الحسن -
عليه السلام - وأخذ طريقه إلى معاوية - لعنه الله - ولم يراقب الله ولم
يحفظ ما اخذه (1) عليه من العهد والميثاق. وبلغ الحسن - عليه السلام - ما
فعله المرادي، فقام خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثم قال (2): ايها الناس قد
اخبرتكم غير مرة (انكم) (3) لا توفون بعهد وإنكم غدرتم وهذا صاحبكم
المرادي قد غدر بي وصار
إلى معاوية. وكتب معاوية إلى الحسن - عليه السلام -: يابن عمي الله (الله)
(4) فيما بيني وبينك ان تقطع الرحم فإن الناس قد غروا بك وبابيك وبالله
استعين، فقرأ عليهم الحسن - عليه السلام - كتاب معاوية. فقالوا: يابن رسول
الله إن الرجلين غدرا بك وغراك من أنفسهما، فانا لك ناصحون متابعون غير
غادرين. فقال الحسن - عليه السلام -: والله لاعذرن هذه المرة بيني وبينكم
(اني معسكر بالنخيلة فوافوني هناك ان شاء الله فوالله انكم لاتفون بما
بيني وبينكم) (5). ثم ان الحسن - عليه السلام - اخذ طريقه إلى النخيلة
فعسكر بها عشرة أيام فما وافاه الا عشرة آلاف رجل أو أربعة آلاف رجل -
الشك من
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما اخذ. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل:
فقال. (3) ليس في المصدر، وفيه: بعهدي. (4) ليس في المصدر. (5) ما بين
القوسين ليس في المصدر.
[ 405 ]
حسن (1)
بن فرقد -. فانصرف إلى الكوفة فدخلها وصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم
قال: يا عجبا من قوم لا حياء لهم ولادين يغدرون مرة بعد اخرى (2) أما
والله لو وجدت على ابن هند أعوانا ما وضعت يدي في يده [ أبدا ] (3) ولا
سلمت إليه الخلافة وإنها محرمة عليهم فماذا اتيتم الا ما رأى من
غدركم وفعالكم [ في ] (4) فاني واقع (5) يدي في يده وأيم الله لا ترون
فرجا أبدا مع بني امية واني [ لاعلم إني ] (6) عنده لا حسن (حالا) (7)
منكم وتالله ليسومنكم (8) بنو امية سوء عذاب حتى تتمنوا ان عليكم جيشا
أجدع، لا معاوية فاف لكم وترحا يا عبيد الدنيا وأبناء الطمع. ثم كتب إلى
معاوية: اني تاركها وتالله لو وجدت عليك أعوانا صابرين عارفين بحقي غير
منكرين ما سلمت إليك هذا الامر ولا أعطيتك هذا [ الامر ] [ (9) الذي أنت
طالبه ان الله قد علم وعلمت يا معاوية وسائر المسلمين ان هذا الامر لي
دونك، وقد سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وآله - ان الخلافة لي ولاخي
الحسين - عليه السلام - وانها لمحرمة عليك وعلى قومك سماعك وسماع قومك من
(10) المسلمين من الصادق
(1) في المصدر الحسين. (2) في المصدر: مرة. (3 و 4) من المصدر. (5) في
المصدر: واضع. (6) من المصدر. (7) ليس في المصدر. (8) في المصدر:
ليسومونكم. (9) من المصدر. (10) كذا في المصدر، وفي الاصل: و.
[ 406 ]
الامين (1) المؤدي عن رسول الله - صلى الله عليه وآله -. ثم انصرف إلى
الكوفة فاقام بها عاتبا على أهلها مؤنبا لهم حتى
دخل عليا حجر بن عدي الطائي فقال له: يا أمير المؤمنين يسعك ترك معاوية.
فغضب غضبا شديدا حتى احمرت عيناه ودرت أوداجه وانسكبت (2) دموعه وقال:
ويحك يا حجر تسمني بإمرة المؤمنين وما جعلها (الله) (3) [ لي ] (4) ولا
لاخي (الحسين ولا لاحد ممن مضى) (5) ولا لاحد ممن يأتي الا لامير المؤمنين
وحده خاصة أو ما سمعت جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال لابي: ان
الله سماك بإمرة المؤمنين ولم يشرك معك في هذا الاسم أحدا فما يتسمى به
غيرك، ولا فهو مابون في عقله ومابون في ذاته. فانصرف عنه وهو يستغفر الله،
فمكث أياما ثم عاد إليه فقال له: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فضحك في
وجهه وقال له: والله يا حجر ان هذه الكلمة لاسهل علي وأسر إلى قلبي من
كلمتك الاولى فما شأنك أتريد (6) ان تقول خيل معاوية قد اشنت على الانبار
وسوادها ؟ واني في الف رجل من شيعتنا في هذين المصرين الكوفة والبصرة.
فقال له حجر: يا مولاي ما اردت ان اقول الا ما ذكرته وقلته.
(1) في المصدر: الامي. (2) في المصدر: سكبت. (3) ليس في المصدر. (4) من
المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: تريد.
[ 407 ]
فقال له: يا حجر لوأني في الفي رجل لا والله [ إلا ] (1) في مائتي رجل لا
والله إلا في سبعة نفر لما (2) وسعني القعود، ولقد علمتم ان أمير المؤمنين
- عليه السلام - قد دخل عليه ثقاته حين بويع أبو بكر فقالوا له مثل ما قلت
لي فقال لهم مثل ما قلت لك، فقام سلمان والمقداد وعمار وحذيفة ابن اليمان
وخزيمة (بن ثابت) (3) وابو الهيثم مالك بن التيهان فقالوا له: يا أمير
المؤمنين نحن شيعة لك ومن ورائنا شيعة [ لك ] (4) يصدقون الله في طاعتك.
فقال لهم: حسبي بكم. فقالوا: ما تأمرنا ؟ قال: فإذا كان غدا فاحلقوا
رؤوسكم واشهروا سيوفكم وضعوها على عواتقكم وبكروا علي فاني أقوم بأمرالله
ولا يسعني القعود عنه. فلما كان من الغد بكر إليه سلمان والمقداد وأبو ذر
وقد حلقوا رؤوسهم وشهروا سيوفهم وجعلوها على عواتقهم ومعهم عمار قد حلق
نصف رأسه وشهر نصف سيفه، فلما قعدوا بين يديه نظر إليهم وقال (5) لعمار:
يا ابا اليقظان من يشري نفسه [ لله ] (6) على نصرة دينه يتقي ويخاف ؟ قال:
يا أمير المؤمنين خشيت وثوبهم علي وسفكهم دمي.
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) في المصدر: ثم قال.
(6) من المصدر.
[ 408 ]
فقال: اغمدوا سيوفكم فوالله لو تم عددكم سبعا لما وسعني القعود والله يا
حجر اني لعلى ما كان عليه [ أبي ] (1) أمير المؤمنين - عليه السلام - لو
اطعتموني. فخرج حجر (من عنده) (2) واجتمع إليه وجوه قبائل أهل الكوفة
وقالوا له: إنا قد امتحنا أهل مصرنا فوجدنا فيهم سامعين مطيعين [ زهاء ]
(3) ثلاثين ألفا فقم بنا يا (4) سيدنا [ إلى ] (5) ابن رسول الله - صلى
الله عليه وآله - حتى نبايعه بيعة مجددة ونخرج بين يديه، ولا ندع ابن هند
[ أن ] (6) يغير علينا، وقوائم سيوفنا في أيدينا. فجاؤا إلى أبي محمد
الحسن - عليه السلام - فخاطبوه بما يطول (شرحه) (7) فقال لهم: والله ما
تريدون إلا إيقاع الحيلة حتى تريحون (8) معاوية مني ولان خرجت معكم ثانية
أبري عن هذا الحصن ليرغبنكم معاوية وليدسن عليكم رجلا (منكم) (9) يرغبه في
المال الكثير ويسأله اغتيالي بطعنة أو ضربة وهي طعنة لاضربة نجري بها (10)
ولا يصل إلى ما قال (11) معاوية.
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلى. (5 و 6) من المصدر. (7) ليس في المصدر.
(8) في المصدر: تخرجون. (9) ليس في المصدر. (10) في المصدر: بحرابها. (11) في المصدر: مال.
[ 409 ]
فقالوا [ له ] (1) باجمعهم: تالله (تالله) (2) يابن رسول الله - صلى الله
عليه وآله - ان لم (3) تطعنا وتخرج معنا قتلنا [ دونك ] (4) انفسنا
وقلدناك (5) دمائنا. فقال: ابرزوا إلى المدائن حتى ننظر وتنظرون، فبرز
وساروا حتى ورد المدائن فعسكر بها في ليلة مقمرة. وكان معاوية قد كاتب زيد
بن سنان البجلي ابن أخي جرير بن عبد الله البجلي وبذل له مالا على اغتيال
الحسن - عليه السلام - فخاف على نفسه فرمى بالسيف (6) واخذ الرمح فضاق به
صدره فرده خوفا واخذ حربة مرهفة وأقبل يتوكأ عليها حتى انتهى إلى الفسطاط
المضروب للحسن ابن علي - عليهما السلام - فوقف غير بعيد فنظر إليه ساجدا
وراكعا والناس نيام فرمى الحربة فاثبتها فيه وولى هاربا. فأتم صلاته
والحربة تهتز فلما انفتل من صلاته وانتبه من حوله وصاحوا بالناس فجاؤا حتى
نظروا إلى الحربة مثبتة في بدنه فقال لهم: هذا يا أهل الكوفة ما تفعلونه [
بي ] (7) وكذبتموني واخذ الحربة وامر (8) بالرحيل فانكفى من المدائن إلى
الكوفة جريحا وكان له بالكوفة خطب وخطاب كثير، ثم قال: بن (9) زيد بن سنان
ابن أخي جرير بن عبد الله
(1) من
المصدر. (2) ليس في المصدر.
(3) في المصدر: " لا (لوخ ل) " بدل " إن لم ". (4) من المصدر. (5) في
المصدر: وفديناك. (6) في المصدر: سيفه. (7) من المصدر، وفيه " وتكذبوني ".
(8) في المصدر: وصاح. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقال لهم.
[ 410 ]
البجلي رماني بحربة فأثبتها في وقد خرج من الكوفة ولحق بمعاوية. ودخل
الحسن - عليه السلام - الكوفة من المدائن وسلم العراق إلى معاوية، وقلدها
معاوية زياد بن أبيه. (1)
الثامن والتسعون علمه - عليه السلام - بالغائب
وبما في النفس 946 / 108 - عنه: (عن علي بن الحسين المقري الكوفي) (2)، عن
محمد بن حليم التمار، عن المخول بن ابراهيم، عن زيد بن كثير الجمحي، عن
يونس بن ظبيان، عن المفضل بن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد
الصادق - عليه السلام -: قال: لما قدم أبو محمد الحسن بن علي - عليهما
السلام - من الكوفة تلقاه أهل المدينة معزين بأمير المؤمنين - عليه السلام
- ومهنين بالقدوم ودخلت عليه ازواج رسول الله - صلى الله عليه وآله -
فقالت عائشة: [ والله ] (3) يا ابا محمد ما فقد جدك الا حيث فقد أبوك
(ولقد) (4) قلت يوم قام عندنا ناعية قولا صدقت فيه وما (5) كذبت. فقال لها
الحسن - عليه السلام -: عسى هو تمثلك بقول لبيد بن ربيعة حيث يقول (6):
فبشرتها (7) واستعجلت عن خمارها * وقد تستخف (8) المعجلين البشائر
(1) هداية الحضيني: 39 - 41 (مخطوط). (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر.
(4) ليس في المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: ولا. (6) في المصدر:
شعرا. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: فبشرها. (8) في المصدر: تستحق.
[ 411 ]
وأخبرها (1) الركبان أن ليس بينها * وبين قرى نجران والشام كافر فألقت
عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالاياب المسافر ثم اتبعت الشعر
بقولك أما إذا قتل علي فقولوا للعرب تعمل ما تشاء. فقالت [ له ] (2): يابن
فاطمة حذوت حذو جدك وأبيك في علم الغيب من الذي أخبرك (بهذا) (3) عني ؟
فقال لها: ما هذا غيب (4) لانك أظهرتيه (5) وسمع منك والغيب نبشك عن جرد
أخضر في وسط بيتك بلا قبس وضربت بالحديدة كفك حتى صار جرحا وإلا فاكشفي
عنه وأريه من حولك من النساء، ثم إخراجك الجرد وفيه ما جمعته من خيانة
وأخذت منه أربعين دينارا عددا لاتعلمين ما وزنها وتفريقك لها في مبغضي (6)
أمير المؤمنين - عليه السلام - (من تيم وعدي شكرا لقتل أمير المؤمنين -
عليه السلام -) (7).
فقالت: يا حسن والله لقد كان ما قلته فالله (8) ابن هند، لقد شفى وأشفاني.
فقالت لها ام سلمة زوجة رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ويحك يا
(1) في المصدر وأخبلها. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) في المصدر:
هذا علم الغيب، وهو مصحف. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: أظهرته. (6) في
المصدر: معصيته. (7) ليس في المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: قصبته
قتله.
[ 412 ]
عائشة ما هذا منك بعجب واني
لاشهد عليك ان رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال لي وانت حاضرة وام
ايمن وميمونة: يا ام سلمة كيف تجديني في (1) نفسك ؟ فقلت: يا رسول الله
اجده قربا (2) ولا أبلغه وصفا. فقال: فكيف تجدي عليا في نفسك ؟ فقلت: لا
يتقدمك (يا رسول الله) (3) ولا يتاخر عنك وانتما في نفسي بالسواء. فقال:
شكرا لله لك ذلك يا ام سلمة فلو لم يكن علي في نفسك مثلي لبرئت منك في
الاخرة ولم ينفعك قربي منك في الدنيا، فقلت أنت لرسول الله - صلى الله
عليه وآله -: وكذا كل أزواجك يا رسول الله ؟ فقال: لا،
فقلت: [ لا ] (4) والله ما اجد لعلي في موضعا قربتنا فيه أو أبعدتنا. فقال
لك: حسبك يا عائشة. فقالت: يا ام سلمة يمضي محمد ويمضي علي ويمضي الحسن
مسموما ويمضي الحسين مقتولا كما خبرك جدهما رسول الله - صلى الله عليه
وآله -. فقال لها الحسن - عليه السلام -: فما أخبرك جدي رسول الله - صلى
الله عليه وآله - باي موته تموتين وإلى ما (5) تصيرين ؟ قالت له: ما
أخبرني الا بخير.
(1) في المصدر: من. (2) في المصدر: أجدك قريبا. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: ماذا.
[ 413 ]
فقال الحسن - عليه السلام - (والله) (1) لقد اخبرني جدي رسول الله - صلى
الله عليه وآله - تموتين بالداء والدبيلة وهي ميتة أهل النار وإنك تصيرين
انت وحزبك إلى النار. فقالت: يا حسن ومتى ؟ فقال الحسن (2) - عليه السلام
-: حيث أخبرك بعداوتك عليا أمير المؤمنين - عليه السلام - وانشائك حربا
تخرجين فيها عن بيتك (3) متأمره على جمل ممسوخ من مردة الجن يقال له بكير
وانك تسفكين دم خمسة وعشرين ألف [ رجل ] (4) من المؤمنين الذين يزعمون انك
امهم.
قالت له: جدك أخبرك بهذا أم هذا من علم غيبك ؟ قال لها: من علم [ غيب ]
(5) الله و (علم) (6) رسوله وعلم أمير المؤمنين - عليه السلام -. [ قال: ]
(7) فاعرضت عنه بوجهها وقالت في نفسها: والله لاتصدقن (8) باربعين واربعين
دينارا ونهضت. فقال لها الحسن - عليه السلام -: والله لو تصدقت (باربعين)
(9) قنطارا ما
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: قال لها. (3) كذا في المصدر، وفي
الاصل: على نبيك. (4 و 5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) من المصدر.
(8) في المصدر: لاصدقن. (9) ليس في المصدر.
[ 414 ]
كان ثوابك عليها (1) الا النار. (2)
التاسع والتسعون صيرورة الرجل امرأة
وعوده رجلا 947 / 109 - الراوندي: قال: روي ان عمرو بن العاص قال لمعاوية:
إن الحسن بن علي - عليهما السلام - رجل عي (3) وإنه إذا صعد المنبر ورمقوه
(الناس) (4) بأبصارهم خجل وانقطع، لو اذنت له. فقال (له) (5) معاوية: يا
ابا محمد لو صعدت المنبر ووعظتنا. فقام (فصعد المنبر) (6) فحمد الله واثنى
عليه (وذكر جده فصلي
عليه) (7) ثم قال: (ايها الناس) (8) من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني
فانا الحسن بن علي بن أبي طالب وابن سيدة النساء فاطمة بنت رسول الله -
صلى الله عليه وآله - أنا ابن رسول الله أنا ابن نبي الله أنا ابن السراج
المنير أنا ابن البشير النذير أنا ابن من بعث رحمة للعالمين (أنا ابن من
بعث للعالمين) (9) أنا ابن من بعث إلى الجن و (إلى) (10) الانس أنا ابن
خير خلق الله بعد رسول الله أنا ابن صاحب الفضائل أنا ابن صاحب المعجزات
والدلائل أنا ابن
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: منها. (2) هداية الحضيني: 41 - 42. أقول:
ان هذين الخبرين قد وردا في كتب الفريقين متضافرة بحيث يعدان من
المتواترات معنى، فمن أراد فليراجع كتب السير والتاريخ والحديث. (3) كذا
في البحار، وفي الاصل: يحيى، وفي المصدر، حيي. (4 و 5) ليس في البحار. (6)
ليس في المصدر والبحار. (8 و 7) ليس في البحار. (9 و 10) ليس في المصدر
البحار.
[ 415 ]
أمير المؤمنين أنا
المدفوع عن حقي أنا أحد سيدي (1) شباب أهل الجنة أنا ابن الركن والمقام
أنا ابن مكة ومنى أنا أبن المشعر وعرفات [ فغاظه معاوية فقال: خذ في نعت
الرطب ودع ذا. فقال: الريح تنفخه، والحر ينضجه، وبرد الليل يطيبه. ثم عاد
فقال: ] (2) أنا ابن الشفيع المطاع أنا به من قاتلت معه الملائكة أنا ابن
من خضعت له قريش أنا [ ابن ] (3) إمام الخلق وابن محمد
رسول الله - صلى الله عليه وآله -. فخشى معاوية ان يفتتن به الناس فقال:
يا أبا محمد انزل فقد كفى ما جرى، فنزل فقال له معاوية: ظننت ان ستكون
خليفة وما أنت وذاك. فقال الحسن - عليه السلام - [ إنما ] (4): الخليفة من
سار بكتاب الله وسنة رسول الله ليس الخليفة من سار بالجور وعطل السنة (5)
واتخذ الدنيا ابا واما ملك ملكا متع به قليلا ثم ينقطع لذته وتبقى تبعته.
وحضر المحفل رجل من بني امية وكان شابا فاغلظ على الحسن (6) كلامه وتجاوز
الحد في السب والشتم له ولابيه، فقال الحسن - عليه السلام -: اللهم غير ما
به من النعمة واجعله انثى ليعتبر به فنظر الاموي في نفسه وقد صار امرأة قد
بدل الله له فرجه بفرج النساء وسقطت لحيته. ثم قال له
(1) في المصدر: أنا وأخي سيدا، وفي البحار: أنا واحد. (2 و 3) من المصدر
والبحار. (4) من المصدر. (5) في المصدر: السنن. (6) في المصدر والبحار:
للحسن.
[ 416 ]
الحسن - عليه السلام - [
أغربي ] (1) مالك بمحفل (2) الرجال فانك امرأة، ثم ان الحسن - عليه السلام
- سكت ساعة ثم نفض ثوبه ونهض ليخرج فقال له ابن العاص: اجلس فاني اسألك
مسائل. فقال - عليه السلام -: سل عما بدالك. قال عمرو: اخبرني عن الكرم
والنجدة والمروة. فقال - عليه السلام -: اما الكرم فالتبرع (3) بالمعروف
والاعطاء قبل
السؤال واما النجدة فالذب عن المحارم والصبر في المواطن والمكاره (4) واما
المروة فحفظ الرجل دينه واحرازه نفسه من الدنس وقيامه باداء الحقوق وافشاء
السلام، (ونهض) (5) فخرج. فعذل معاوية عمرا وقال (له) (6): افسدت أهل
الشام. فقال عمرو: إليك عني ان أهل الشام لم يحبوك محبة ايمان ودين انما
احبوك للدنيا ينالونها منك والسيف والمال بيدك فما يغني عن الحسن كلامه ثم
شاع امر [ الشاب ] (7) الاموي وأتت زوجته إلى الحسن - عليه السلام - فجعلت
تبكي وتتضرع فرق لها ودعا له فجعله الله تعالى كما كان (8).
(1) من المصدر. (2) في المصدر والبحار: ومحفل. (3) في نسخة " خ ": فالنزع.
(4) في المصدر والبحار: عند المكاره. (5 و 6) ليس في المصدر. (7) من
المصدر. (8) الخرائج: 1 / 236 - 238 عن البحار: 44 / 88 ح 2 والعوالم: 16
/ 225 ح 1.
|