[ 417 ]
بسم الله الرحمن
الرحيم وبه نستعين الباب الثالث في معاجز الامام أبي عبد الله الحسين بن
علي ابن أبي طالب الشهيد - عليهما السلام -
الاول أن الله جل جلاله خلق من
نور الحسين - عليه السلام - الجنان
والحور العين 948 / 1 - السيد الرضي في كتاب المناقب الفاخرة في العترة
الطاهرة: قال: قال القاضي الامين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد
الجلابي المغازلي، قال: حدثنا أبي - رحمه الله -، قال: أخبرنا أبو عبد
الله الحسين بن الحسن، عن علي بن محمد بن مخلد، عن جعفر بن حفص، عن سواد
بن محمد، عن عبد الله بن نجيح، عن محمد بن مسلم البطائحي، عن محمد بن يحيى
الانصاري، عن عمه حارثة، عن زيد بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، قال: دخلت
يوما على رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقلت: يا رسول الله أرني الحق
حتى أتبعه.
[ 418 ]
فقال - صلى الله عليه وآله -: يابن مسعود لج إلى المخدع. فولجت، فرأيت
أمير المؤمنين - عليه السلام - راكعا وساجدا وهو يقول عقيب صلاته: اللهم
بحرمة محمد عبدك ورسولك، اغفر للخاطئين من شيعتي. قال ابن مسعود: فخرجت
لاخبر رسول الله بذلك، فوجدته راكعا وساجدا وهو يقول: اللهم بحرمة عبدك
علي اغفر للعاصين من امتي. قال ابن مسعود: فأخذني الهلع حتى غشي علي. فرفع
النبي رأسه، وقال: يابن مسعود أكفرا بعد ايمان ؟ فقلت: معاذ الله، ولكني
رأيت عليا يسأل الله تعالى بك، وأنت تسأل الله تعالى به. فقال: يابن مسعود
إن الله تعالى خلقني وعليا، (والحسن) (1) والحسين من نور عظمته قبل الخلق
بألفي عام، حين لا تسبيح ولا تقديس، وفتق نوري، فخلق منه السماوات والارض،
وأنا أفضل من
السماوات والارض. وفتق نور علي، فخلق منه العرش والكرسي، وعلي أفضل من
العرش والكرسي. وفتق نور الحسن، فخلق منه اللوح والقلم، والحسن أجل من
اللوح والقلم. وفتق نور الحسين - فخلق منه الجنان والحور العين، والحسين
أفضل منها، فأظلمت المشارق والمغارب، فشكت الملائكة إلى الله عز وجل
الظلمة، وقالت: اللهم بحق هؤلاء الاشباح الذين خلقت، إلا ما فرجت عنا من
هذه الظلمة.
(1) ليس في نسخة " خ ".
[ 419 ]
فخلق الله روحا وقرنها باخرى، فخلق منهما نورا، ثم أضاف النور إلى الروح،
فخلق منهما الزهراء - عليها السلام -، فمن ذلك سميت الزهراء، فأضاء منها
المشرق والمغرب. يابن مسعود إذا كان يوم القيامة، يقول الله عزوجل لي
ولعلي: أدخلا الجنة من شئتما، وأدخلا النار من شئتما، وذلك قوله تعالى: *
(ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) * (1) فالكفار من جحد نبوتي، والعنيد من
عاند عليا وأهل بيته وشيعته. (2) 949 / 2 - الشيخ أبو جعفر الطوسي في
مصباح الانوار: عن (3) انس بن مالك، قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله
عليه وآله - في بعض الايام صلاة الفجر، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم، فقلت:
يا رسول الله إن رأيت ان تفسر لنا قول الله عزوجل: * (أولئك الذين أنعم
الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) * (4). فقال - صلى الله
عليه وآله -: أما النبيون فأنا، وأما الصديقون فأخي علي بن أبي طالب -
عليه السلام -، وأما الشهداء فعمي حمزة، وأما الصالحون فابنتي فاطمة
وأولادها الحسن والحسين. قال: وكان العباس حاضرا، فوثب وجلس بين يدي رسول
الله - صلى الله عليه وآله - وقال: ألسنا أنا وأنت وعلي وفاطمة والحسن
والحسين من نبعة واحدة ؟
(1) ق: 24. (2) تقدم الحديث في المعجزة: 1 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -. (3) في المصدر: روى. (4) النساء: 69. 2
[ 420 ]
قال: وكيف ذلك يا عم ؟ قال (العباس) (1): لانك تعرف بعلي وفاطمة والحسن
والحسين دوننا، فتبسم النبي - صلى الله عليه وآله -، وقال: أما قولك: يا
عم ألسنا من نبعة واحدة فصدقت، ولكن يا عم إن الله تعالى خلقني وعليا
وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الله تعالى آة م، حيث لاسماء مبنية،
ولا أرض مدحية، ولا ظلمة ولا نور، ولا جنة ولا نار، ولا شمس ولا قمر. قال
العباس: وكيف كان بدو خلقكم يا رسول الله ؟ قال: يا عم لما أراد الله
تعالى ان يخلقنا تكلم بكلمة (2) خلق منها نورا، ثم تكلم بكلمة (3) فخلق
منها روحا، فمزج النور بالروح فخلقني، وأخي عليا، وفاطمة، والحسن،
والحسين، فكنا نسبحه حين لا تسبيح،
ونقدسه حين لا تقديس. فلما أراد الله تعالى أن ينشئ الصنعة فتق نوري، فخلق
منه العرش، فنور العرش من نوري، ونوري خير من نور العرش. ثم فتق نور أخي
علي بن أبي طالب - عليه السلام - فخلق منه نور الملائكة، فنور الملائكة من
نور علي، فنور علي أفضل من الملائكة. ثم فتق نور ابنتي [ فاطمة ] (4) فخلق
منه نور السماوات والارض [ ونور ابنتي فاطمة من نور الله ] (5) (فنور) (6)
ابنتي فاطمة أفضل من نور السماوات والارض.
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: كلمة. (3) في المصدر: كلمة. (4 و 5) من المصدر. (6) ليس في المصدر.
[ 421 ]
ثم فتق نور ولدي الحسن، فخلق منه [ نور ] (1) الشمس والقمر، فنور [ الشمس
والقمر من نور ] (2) ولدي الحسن [ ونور الحسن من نور الله ] (3) [ والحسن
] (4) أفضل من الشمس والقمر. ثم فتق نور (5) ولدي الحسين، فخلق منه الجنة،
والحور العين، فنور [ الجنة والحور العين من نور ولدي الحسين، ونور ولدي
الحسين من نور الله ] (6) ولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين. ثم أمر
الله الظلمات أن تمر على السموات (7) فاظلمت السماوات على الملائكة، فضجت
الملائكة بالتسبيح والتقديس، وقالت: إلهنا
وسيدنا منذ خلقتنا، وعرفتنا هذه الاشباح لم نر بؤسا، فبحق هذه الاشباح إلا
كشفت عنا هذه الظلمة، فأخرج الله من نور ابنتي [ فاطمة ] (8) قنادى معلقة
في بطنان العرش، فازهرت السماوات والارض، ثم أشرقت بنورها، فلاجل ذلك سميت
الزهراء. فقالت الملائكة: إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر الذي قد
أزهرت منه السماوات والارض ؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور اخترعته من نور
جلالي لامتي فاطمة ابنة حبيبي، وزوجة وليي، وأخي نبيي وأبو حججي على عبادي
[ في بلادي ] (9) اشهدكم ملائكتي أني (قد) (10) جعلت ثواب تسبيحكم،
(1 - 4) من المصدر. (5) في المصدر: من نور. (6) من المصدر. (7) في المصدر:
" سحائب المطر " بدل " السماوات ". (8 و 9) من المصدر. (10) ليس في المصدر.
[ 422 ]
[ وتقديسكم ] (1) لهذه المرأة وشيعتها، ثم لمحبيها إلى يوم القيامة. فلما
سمع العباس من رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذلك وثب قائما، وقبل بين
عيني علي - عليه السلام -، وقال: والله يا علي أنت الحجة البالغة لمن آمن
بالله تعالى (2).
الثاني ما منه الحسن والحسين - عليهما السلام - 950 / 3
- شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرات: عن
أبي جعفر الطوسي - رحمه الله -، عن رجاله، عن الفضل بن شاذان ذكره في
كتابه مسائل البلدان، يرفعه إلى سلمان الفارسي - رضى الله عنه -، قال:
دخلت على فاطمة - عليها السلام -، والحسن والحسين - عليهما السلام -
يلعبان بين يديها، ففرحت بهما (3) فرحا شديدا، فلم ألبث حتى دخل رسول الله
- صلى الله عليه وآله -، فقلت: يا رسول الله خبرني بفضيلة هؤلاء لازداد
حبا لهم. فقال: يا سلمان ليلة اسري بي إلى السماء أدارني جبرائيل في
سماواته وجنانه (4)، فبينما أنا أدور (في) (5) قصورها، وبساتينها،
ومقاصيرها إذ شممت رائحة طيبة، فأعجبتني تلك الرائحة، فقلت: يا حبيبي ما
هذه الرائحة التي غلبت على روائح (6) الجنة كلها ؟
(1) من المصدر. (2) مصباح الانوار: 69 - 70 (مخطوط). وقد تقدم في المعجزة:
2 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل:
بها. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: جناته. (5) ليس في المصدر. (6) كذا في
المصدر لا، وفي الاصل: رائحة.
[ 423 ]
فقال: يا محمد تفاحة خلقها الله تبارك وتعالى بيده منذ ثلاثمائة [ ألف ]
(1) عام، ما ندري ما يريد بها فبينما (2) أنا كذلك إذ رأيت ملائكة ومعهم
تلك التفاحة، فقالوا: يا محمد ربنا يقرئ عليك السلام، وقد أتحفك بهذه
التفاحة. قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: فأخذت تلك التفاحة
فوضعتها،
تحت جناح جبرائيل - عليه السلام -، فلما هبط بي إلى الارض أكلت تلك
التفاحة فجمع الله ماءها في ظهري، فغشيت خديجة بنت خويلد فحملت بفاطمة -
عليها السلام - من ماء التفاحة، فأوحى الله عزوجل إلي: أن قد ولد لك حوراء
إنسية، فزوج النور من النور: فاطمة من علي، فإني قد زوجتها في السماء (3)،
وجعلت خمس الارض مهرها، وستخرج فيما بينهما ذرية طيبة وهما سراجا (أهل)
(4) الجنة الحسن والحسين، [ ويخرج من صلب الحسين - عليه السلام - ] (5)
ائمة يقتلون ويخذلون، فالويل لقاتلهم وخاذلهم. (6) 951 / 4 - الشيخ فخر
الدين في كتابه: قال: حكى عروة البارقي قال: حججت في بعض السنين فدخلت
مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - فوجدت رسول الله - صلى الله عليه
وآله - جالسا وحوله غلامان يا فعان وهو
(1) من المصدر. (2) في المصدر: فبينا. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل:
زوجتهما في الجنة. (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر. (6) الخرائج: 1 /
236 - 237 ح 16. وقد تقدم في المعجزة: 2 من معاجز الامام المجتبى - عليه
السلام - مع تخريجاته.
[ 424 ]
يقبل هذا
مرة وهذا اخرى فإذا رآه الناس يفعل ذلك أمسكوا عن كلامهم (1) حتى يقضي
وطره منهما وما يعرفون لاي سبب حبه إياهما. فجئته وهو يفعل ذلك بهما فقلت:
يا رسول الله هذان ابناك ؟
فقال: إنهما ابنا ابنتي وابنا أخي وابن عمي وأحب الرجال إلي ومن هو سمعي
وبصري ومن نفسه نفسي [ ونفسي نفسه ] (2) ومن أحزن لحزنه ويحزن لحزني. فقلت
له: لقد (3) عجبت يا رسول الله من فعلك بهما وحبك لهما، فقال لي (4):
احدثك أيها الرجل إنه لما عرج بي إلى السماء ودخلت الجنة انتهيت إلى شجرة
في رياض الجنة فعجبت من طيب رائحتها فقال لي جبرائيل: يا محمد لا تعجب من
هذه الشجرة فثمرها أطيب من رائحتها (5)، فجعل جبرائيل يتحفني من ثمرها
ويطعمني من فاكهتها (6) وأنا لا أمل منها. ثم مررنا بشجرة اخرى (من شجر
الجنة) (7) فقال لي جبرائيل: يا محمد كل من هذه الشجرة فإنها تشبه الشجرة
التي أكلت منها الثمر فانها (8) أطيب طعما وأزكى رائحة.
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: كلامه. (2) من المصدر. (3) في المصدر: قد.
(4) في المصدر: له. (5) في المصدر: من ريحها. (6) في نسخة " خ " يتحفني
بثمرها ويشمني من رائحتها. (7) ليس في المصدر. (8) كذا في المصدر، وفي
الاصل: فهي.
[ 425 ]
قال: فجعل جبرائيل -
عليه السلام - يتحفني بثمرها ويشمني من
رائحتها وأنا لا أمل منها، فقلت: يا أخي جبرائيل ما رأيت في الاشجار أطيب
ولا أحسن من هاتين الشجرتين. فقال (لي) (1): يا محمد أتدري ما [ اسم ] (2)
هاتين الشجرتين ؟ فقلت: لا أدري. فقال: احداهما الحسن والاخرى الحسين فإذا
هبطت يا محمد إلى الارض من فورك فأت زوجتك خديجة وواقعها من وقتك وساعتك
فإنه يخرج منك طيب رائحة الثمر الذي أكلت من هاتين الشجرتين فتلد لك فاطمة
الزهراء ثم زوجها أخاك عليا فتلد لك (3) ابنين فسم أحدهما الحسن والآخر
الحسين. قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ففعلت ما أمرني (به) (4)
أخي جبرائيل فكان الامر ماكان فنزل جبرائيل [ إلي ] (5) بعد ما ولد الحسن
والحسين - عليهما السلام - فقلت له: يا جبرائيل ما أشوقني إلى تينك (6)
الشجرتين. فقال لي: يا محمد إذا اشتقت إلى الاكل من ثمرة تينك الشجرتين
فشم الحسن والحسين - عليهما السلام -.
(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) في المصدر: له. (4) ليس في المصدر. (5) من المصدر. (6) في نسخة " خ ": تلك.
[ 426 ]
[ قال: ] (1) فجعل النبي - صلى الله عليه وآله - كلما اشتاق إلى الشجرتين
يشم الحسن والحسين ويلثمهما وهو يقول: [ صدق أخي جبرائيل ثم يقبل الحسن
والحسين ويقول: ] (2) يا أصحابي إني أود أني اقاسمهما حياتي لحبي لهما
فهما ريحانتاي من الدنيا. فتعجب الرجل من وصف النبي - صلى الله عليه وآله
- للحسن والحسين فكيف [ لو شاهد النبي - صلى الله عليه وآله - ] (3) من
سفك دمائهم وقتل رجالهم وذبح أطفالهم ونهب أموالهم وسبي حريمهم (فويل لهم
من عذاب يوم القيامة وبئس المصير) (4). (5)
الثالث معجزات مولده - عليه
السلام - 952 / 5 - عن ابن عباس: قال لما أراد الله تعالى أن يهب لفاطمة
الزهراء (الحسين - عليه السلام -) (6) وكان (مولده) (7) في رجب في اثني
عشر ليلة خلت منه، فلما وقعت في طلقها أوحى الله عزوجل إلى لعيا وهي حوراء
من (حور) (8) الجنة وأهل الجنان إذا أرادوا أن ينظروا إلى شئ حسن نظروا
إلى لعيا. قال: ولها سبعون ألف وصيفة وسبعون الف قصر وسبعون ألف مقصورة
وسبعون ألف غرفة مكللة بأنواع الجواهر والمرجان وقصر لعيا
(1 - 3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5) المنتخب للطريحي: 359 - 360.
وقد تقدم في المعجزة: 66 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام - مع
تخريجاته. (6 - 8) ليس في المصدر.
[ 427 ]
أعلى من تلك القصور ومن (كل) (1) قصر (2) في الجنة إذا أشرفت عليها (3)
نظرت جميع ما في الجنة وأضاءت الجنة من ضوء خدها وجبينها. فأوحى الله
إليها أن اهبطي إلى دار الدنيا إلى بنت حبيبي محمد - صلى الله عليه وآله -
فانسي لها وأوحى الله إلى رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنة وزينها كرامة
لمولود يولد في دار الدنيا، وأوحى الله إلى الملائكة أن قوموا صفوفا
بالتسبيح والتقديس والثناء على الله تعالى، وأوحى الله تعالى إلى جبرائيل
وميكائيل وإسرافيل أن اهبطوا إلى الارض في قنديل من الملائكة. قال ابن
عباس: (والقنديل) (4) ألف ألف ملك فبينما (هم) (5) قد هبطوا من سماء إلى
سماء وإذا في السماء الرابعة ملك يقال له صرصائيل له سبعون ألف جناح قد
نشرها من المشرق إلى المغرب وهو شاخص نحو العرش لانه ذكر في نفسه فقال:
ترى الله يعلم ما في قرار هذا البحر وما يسير في ظلمة الليل وضوء النهار،
فعلم [ الله تعالى ] (6) ما في نفسه فأوحى الله تعالى إليه أن أقم (في)
(7) مكانك لا تركع ولا تسجد عقوبة لك لما فكرت.
(1) ليس في نسخة " خ ". (2) في المصدر: القصور. (3) في المصدر: على الجنة.
(4) ليس في نسخة " خ ". (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر.
(7) ليس في المصدر.
[ 428 ]
قال: فهبطت
لعياء على فاطمة - عليها السلام - وقالت لها: مرحبا بك يا بنت محمد كيف
حالك ؟ قالت [ لها ] (1): بخير ولحق فاطمة - عليها السلام - الحياء من
لعيا لم تدر ما تفرش لها فبينما هي متفكرة إذ هبطت حوراء من الجنة ومعها
درنوك من درانيك الجنة فبسطته في منزل فاطمة فجلست (عليه) (2) لعيا. ثم إن
فاطمة - عليها السلام - ولدت الحسين - عليه السلام في وقت الفجر فقبلته
لعيا وقطعت سرته ونشفته بمنديل من مناديل الجنة وقبلت عينيه وتفلت في فيه
وقالت له: بارك الله فيك من مولود وبارك في والديك. وهنأت الملائكة
جبرائيل [ وهنى جبرائيل ] (3) محمدا - صلى الله عليه وآله - سبعة أيام
بلياليها فلما كان في اليوم السابع قال جبرائيل: يا محمد ائتنا بابنك حتى
نراه. قال: فدخل النبي - صلى الله عليه وآله - على فاطمة واخذ الحسين -
عليه السلام - وهو ملفوف بقطعة [ صوف ] (4) صفراء فأتى به إلى جبرائيل
فحله (5) وقبل بين عينيه وتفل في فيه وقال: بارك الله فيك من مولود وبارك
(الله) (6) في والديك يا صريع كربلاء، ونظر إلى الحسين - عليه السلام - [
وبكى ] (7) وبكى النبي - صلى الله عليه وآله - وبكت الملائكة.
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) من المصدر.
(5) كذا في المصدر، وفي الاصل: فحطه. (6) ليس في المصدر. (7) من المصدر.
[ 429 ]
وقال (له) (1) جبرائيل: اقرأ فاطمة ابنتك (مني) (2) السلام وقل لها تسميه
الحسين فقد سماه الله جل اسمه، وإنما سمي الحسين لانه لم يكن في زمانه
أحسن منه وجها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا جبرائيل تهنئني
وتبكي ! قال: نعم [ يا محمد ] (3) اجرك الله في مولودك هذا. فقال: يا
حبيبي جبرائيل ومن يقتله ؟ قال: شرذمة من امتك يرجون شفاعتك لا أنالهم
الله ذلك. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: خابت امة قتلت ابن بنت
نبيها. قال جبرائيل: خابت ثم خابت من امر (4) الله وخاضت في عذاب الله.
ودخل النبي - صلى الله عليه وآله - على فاطمة فأقرأها من الله السلام وقال
لها: يا بنية سميه الحسين فقد سماه (الله) (5) الحسين. فقالت: من مولاي
السلام وإليه يعود السلام والسلام على جبرائيل وهنأها النبي - صلى الله
عليه وآله - وبكى. فقالت: يا أبتا تهنئني وتبكي ؟ ! قال: نعم يا بنية آجرك
الله في مولودك هذا، فشهقت شهقة وأخذت في البكاء وساعدتها لعيا ووصائفها
ثم قالت: يا أبتاه من يقتل ولدي وقرة عيني وثمرة فؤادي ؟
(1) ليس في المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) في المصدر: رحمة. (5) ليس في المصدر.
[ 430 ]
قال: شرذمة من امتي يرون شفاعتي لا أنالهم الله ذلك. قالت فاطمة: خابت امة
قتلت ابن بنت نبيها. قالت لعيا: خابت [ ثم خابت ] (1) من رحمة الله وخاضت
(2) في عذابه، يا أباه اقرأ جبرائيل عني السلام وقل له: في أي موضع يقتل ؟
قال: في موضع يقال له كربلاء فإذا نادى الحسين لم يجبه أحد منهم فعلى
القاعد عن نصرته لعنة الله والملائكة والناس أجمعين إلا أنه لن (3) يقتل
حتى يخرج من صلبه تسعة من الائمة ثم سماهم بأسمائهم إلى آخرهم وهو الذي
يخرج (في) (4) آخر الزمان مع عيسى بن مريم فهؤلاء مصابيح الرحمن وعروة
الاسلام محبهم يدخل الجنة ومبغضهم يدخل النار. قال: وعرج جبرائيل وعرجت
الملائكة وعرجت لعيا فلقيهم (5) الملك صرصائيل فقال: يا حبيبي أقامت
القيامة على أهل الارض ؟ قال: لا، ولكن هبطنا إلى الارض فهنأنا محمدا
بولده الحسين. قال: حبيبي جبرائيل فاهبط إلى الارض فقل له: يا محمد اشفع
إلي ربك في الرضا عني فإنك صاحب الشفاعة. قال: فقام النبي - صلى الله عليه
وآله - ودعا بالحسين - فرفعه بكلتا
يديه إلى السماء وقال: اللهم بحق مولودي هذا عليك إلا رضيت على
(1) من المصدر. (2) في المصدر: خابت. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: لا يقتل. (4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: فبقي.
[ 431 ]
الملك، فإذا النداء من قبل العرش: يا محمد قد فعلت وقدرك عندي (1) عظيم.
قال ابن عباس: والذي بعث محمدا بالحق نبيا ان صرصائيل يفتخر على الملائكة
انه عتيق الحسين - عليه السلام - ولعيا تفتخر على الحور العين بأنها قابلة
الحسين. (شعرا: لهف نفسي على الذي قد نعاه * جبرائيل الامين يوم ولاد
وبكاه كذا الملائكة جمعا * وبكاه ذخيرة (2) للمعاد وبكاه محمد وعلي * صفوة
الله من جميع العباد وبكته البتول يا لك رزؤا * لا يرى مثله بكل البلاد)
(3) (4) 953 / 6 - السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: روي ان فاطمة -
عليها السلام - ولدت الحسن والحسين من فخذها الايسر. (5)
(1) في المصدر: كبير عندي. (2) في نسخة " خ ": خيرة (3) ما بين القوسين
ليس في المصدر.
(4) المنتخب للطريحي: 151. وأورده المؤلف في حلية الابرار: 3 / 108 ح 2.
وأنت خبير بأن الملائكة - سلام الله عليهم - معصومون لا يعصون ما أمر الله
وهم بأمره يفعلون وهو إجماع علماء المذهب - رضوان الله عليهم - إلا أن
يحمل هذا على ترك الاولى كما هو محمل ما نسبت إلى الانبياء - عليهم السلام
- العصيان كآدم - عليه السلام - وغيره، والله أعلم. (5) عيون المعجزات:
59. وقد تقدم في المعجزة: 3 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام - مع
تخريجاته.
[ 432 ]
الرابع نزول ألف قبيل، والقبيل ألف ألف من الملائكة والصفح عن الملك
دردائيل يوم مولده 954 / 7 - ابن بابويه في كتاب النصوص على الائمة الاثني
عشر - عليهم السلام -: قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه - رضي الله عنه
-، قال: حدثني عمي [ محمد بن أبي ] (1) القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي، قال: حدثني محمد بن علي القرشي، قال: حدثني أبو الربيع الزهراني،
قال: حدثنا جرير (2)، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد قال: قال ابن عباس:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول: إن لله تبارك وتعالى ملكا
يقال [ له ] (3) دردائيل كان له ستة عشر الف جناح ما بين الجناح إلى (4)
الجناح هواء والهواء كما بين السماء إلى (5) الارض. فجعل يوما يقول في
نفسه: أفوق ربنا جل جلاله شئ ؟ ! فعلم الله تبارك وتعالى ما قاله (6)
فزاده أجنحة مثلها، فصار له اثنان وثلاثون الف جناح، ثم أوحى الله عزوجل
إليه: أن طر، فطار مقدار خمسين عاما (7) فلم ينل رأسه قائمة من قوائم
العرش.
فلما علم الله - عزوجل - إتعابه، أوحى إليه: أيها الملك عد إلى مكانك
(1) من المصدر. (2) يعني جرير بن عبد الحميد الضبي أبا عبد الله الرازي
القاضي، وثقه النسائي. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر. وفي الاصل:
والجناح. (5) كذا في المصدر. وفي الاصل: والارض. (6) في المصدر والبحار:
ما قال. (7) في البحار: خمسمائة عام.
[ 433 ]
فأنا عظيم فوق كل عظيم، ولس فوقي شئ ولا أو صف بمكان فسلبه [ الله ] (1)
أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة. فلما ولد الحسين بن علي - عليهما السلام
- وكان مولده عشية الخميس، ليلة الجمعة، اوحى الله جل جلاله إلى مالك خازن
النيران (2): أن اخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمد - صلى
الله عليه وآله -، وأوحى إلى رضوان خازن الجنان ان زخرف الجنان وطيبها
لكرامة (3) مولود ولد لمحمد - صلى الله عليه وآله - في دار الدنيا. وأوحى
الله تبارك وتعالى إلى الحور العين أن تزين وتزاورن (4) لكرامة مولود ولد
لمحمد - صلى الله عليه وآله - في دار الدنيا، وأوحى الله عز وجل إلى
الملائكة ان قوموا صفوفا بالتسبيح والتحميد والتمجيد والتكبير لكرامة
مولود ولد لمحمد - صلى الله عليه وآله - [ في دار الدنيا ] (5). وأوحى
الله تبارك وتعالى إلى جبرائيل - عليه السلام - أن اهبط إلى نبيي: محمد -
صلى الله عليه وآله - في ألف قبيل، والقبيل ألف ألف من الملائكة على
خيول بلق مسرجة ملجمة، عليها قباب الدر والياقوت ومعهم ملائكة يقال لهم:
الروحانيون بأيديهم أطباق (6) من نور أن هنئوا محمدا بمولود، وأخبره يا
جبرائيل باني (7) قد سميته الحسين وهنئه وعزه وقل
(1) من المصدر والبحار. (2) في البحار: ملك خازن النار. (3) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: كرامة. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أن
تزينوا وتزاوروا. (5) من المصدر. (6) في البحار: حراب. (7) في المصدر: أني.
[ 434 ]
له: يا محمد يقتله شرار (1) امتك على شرار (2) الدواب، فويل للقاتل، وويل
للسائق، وويل للقائد، قاتل الحسين أنا منه برئ، وهو مني (3) برئ لانه لا
ياتي احد يوم القيامة الا وقاتل الحسين - عليه السلام - اعظم جرما منه،
قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون أن مع الله الها آخر،
والنار أشوق إلى قاتل الحسين ممن أطاع [ الله ] (4) إلى الجنة. قال:
فبينما جبرائيل - عليه السلام - ينزل من السماء إلى الدنيا (5) إذ مر
بدردائيل فقال له دردائيل: يا جبرائيل ما هذه الليلة في السماء هل قامت
القيامة على أهل الدنيا ؟ قال: لا ولكن ولد لمحمد - صلى الله عليه وآله -
مولود في دار الدنيا وقد بعثني الله عزوجل إليه لاهنئه به.
فقال الملك: يا جبرائيل بالذي خلقني وخلقك إذا (6) هبطت إلى محمد فاقرئه
مني السلام، وقل له بحق هذا المولود عليك إلا ما سألت ربك عزوجل ان يرضى
عني، ويرد علي اجنحتي، ومقامي من صفوف الملائكة. فهبط جبرائيل - عليه
السلام - على النبي - صلى الله عليه وآله - فهنأه كما أمره الله عزوجل
وعزاه، فقال له النبي - صلى الله عليه وآله -: [ تقتله امتي ؟ فقال له:
نعم يا محمد.
(1 - 3) كذا في المصدر، وفي الاصل: شر امتك على شر الدواب... وهو منه. (4)
من المصدر. (5) في المصدر والبحار: فبينا جبرائيل يهبط من السماء إلى
الارض. (6) في البحار: إن.
[ 435 ]
فقال
النبي - صلى الله عليه وآله -: ] (1) ما هؤلاء بامتي، أنا منهم برئ والله
عز وجل برئ منهم. قال جبرائيل: وانا برئ منهم يا محمد. فدخل النبي - صلى
الله عليه وآله - على فاطمة - عليها السلام - فهنأها وعزاها، فبكت فاطمة -
عليها السلام - و (2) قالت: يا ليتني لم ألده، قاتل الحسين في النار. فقال
النبي - صلى الله عليه وآله -: وانا اشهد بذلك يا فاطمة ولكنه لا يقتل حتى
يكون منه امام يكون منه الائمة الهادية بعده. [ ثم ] (3) قال - صلى الله
عليه وآله -: (الائمة بعدي الهادي والمهتدي والناصر والمنصور والشفاع
والنفاع والامين والمؤتمن والامام والفعال
والعلام من يصلي خلفه عيسى بن مريم) (4)، فسكتت (5) فاطمة - عليها السلام
- من البكاء. ثم أخبر جبرائيل النبي - صلى الله عليه وآله - بقضية (6)
الملك وما اصيب به. قال ابن عباس: فاخذ النبي - صلى الله عليه وآله -
الحسين - عليه السلام - وهو
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ثم. (3) من المصدر.
(4) في المصدر والبحار بدل ما بين القوسين هكذا: والائمة بعدي الهادي علي،
والمهتدي الحسن، والناصر الحسين، والمنصور علي بن الحسين، والشافع محمد بن
علي، والنفاع جعفر بن محمد، والامين موسى بن جعفر، والرضا علي بن موسى،
والفعال محمد بن علي، والمؤتمن علي بن محمد، والعلام الحسن بن علي، ومن
يصلي خلفه عيسى بن مريم القائم - عليه السلام -. (5) في البحار: فسكنت.
(6) كذا في البحار، وفي المصدر: بقصة، وفي الاصل: بصفة.
[ 436 ]
ملفوف في خرقة (1) من صوف فاشار به إلى السماء ثم قال: اللهم بحق هذا
المولود [ عليك ] (2) لا [ بل ] (3) بحقك عليه وعلى جده محمد وابراهيم
واسماعيل واسحاق ويعقوب، ان كان للحسين بن علي - عليهما السلام - بن فاطمة
عندك قدر، فارض عن دردائيل ورد عليه أجنحته ومقامه من صفوف الملائكة،
فاستجاب الله دعاءه وغفر للملك [ ورد عليه أجنحته ورده إلى صفوف الملائكة
] (4) [ والملك ] (5) لا يعرف في الجنة الا بأن يقال هذا مولى الحسين بن
علي [ وا ] (6) بن فاطمة بنت رسول الله -
صلى الله عليه وآله -. (7)
الخامس الصفح عن فطرس من الله جل جلاله 955 / 8
- محمد بن الحسن الصفار: عن أحمد بن موسى، عن محمد بن أحمد (8) المعروف
بغزال مولى حرب بن زياد البجلي، عن محمد أبي جعفر الحمامي (9) الكوفي، عن
الازهر البطيخي، عن أبي عبد
(1) في المصدر والبحار: خرق. (2) من المصدر والبحار. (3) من المصدر
والبحار. (4) من المصدر. (5) من المصدر والبحار. (6) من المصدر. (7) كمال
الدين: 1 / 282 ح 36، عنه البحار: 43 / 248 ح 24 والعوالم: 17 / 13 ح 5
وحلية الابرار: 3 / 105 ح 1. وقد مر توجيه أمثال هذا الخبر في الحديث
السابق. (8) كذا في البحار، وفي الاصل: احمد المعروف، وفي المصدر: محمد بن
المعروف. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: عن محمد بن جعفر الحماني.
[ 437 ]
الله - عليه السلام - قال: إن الله عرض ولاية أمير المؤمنين - عليه السلام
- فقبلها الملائكة وأباها ملك، يقال له: فطرس، فكسر الله جناحه. فلما ولد
الحسين بن علي - عليهما السلام - بعث الله جبرائيل في سبعين ألف ملك إلى
محمد - صلى الله عليه وآله - يهنئهم (1) بولادته، فمر بفطرس، فقال له
فطرس: [ يا جبرائيل ] (2) إلى أين تذهب ؟
فقال: بعثني الله إلى محمد - صلى الله عليه وآله - أهنئهم بمولود ولد في
هذه الليلة (3). فقال له فطرس: احملني معك، وسل محمدا يدعو لي. فقال له
جبرائيل: اركب جناحي فركب جناحه فأتى محمدا - صلى الله عليه وآله - فدخل
عليه وهنأه فقال له: يا رسول الله - صلى الله عليه وآله - إن فطرس بيني
وبينه إخوة وسألني ان أسألك أن تدعو [ الله ] (4) له أن يرد عليه جناحه.
فقال (5) رسول الله - صلى الله عليه وآله -: لفطرس (6) أتفعل ؟ قال: نعم،
فعرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله - ولاية أمير المؤمنين - عليه
السلام - فقبلها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: شأنك بالمهد
فتمسح به وتمرغ فيه.
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يهنئه. (2) من المصدر والبحار. (3)
كذا في البحار، وفي الاصل: أهنئه بمولود له، وفي المصدر: بعثني الله محمدا
يهنئهم، وهو مصحف قطعا. (4) من المصدر. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: قال له. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يا فطرس.
[ 438 ]
قال: فمشى فطرس (1) إلى مهد الحسين بن علي - عليهما السلام - ورسول الله -
صلى الله عليه وآله - يدعو له. [ قال: ] (2) قال رسول الله - صلى الله
عليه وآله -: فنظرت إلى ريشه، وأنه
ليطلع ويجري فيه (3) الدم ويطول حتى لحق بجناحه الآخر وعرج مع (4) جبرائيل
إلى السماء وصار إلى موضعه (5) وحديث فطرس متكرر في الكتب.
السادس الملك
الذي نادى يوم ولد 956 / 9 - عن شرحبيل بن أبي عون: انه قال: لما ولد
الحسين - عليه السلام - هبط ملك من ملائكة الفردوس الاعلى، ونزل إلى البحر
الاعظم ونادى في أقطار السموات والارض: يا عباد الله ألبسوا ثياب (6)
الاحزان وأظهروا التفجع والاشجان، فإن فرخ محمد - صلى الله عليه وآله -
مذبوح مظلوم مقهور. ثم جاء [ ذلك ] (7) الملك إلى النبي - صلى الله عليه
وآله - وقال: يا
(1) في المصدر: فمضى فطرس فمشى، وفي البحار: فمضى فطرس. (2) من المصدر
والبحار. (3) في المصدر والبحار: منه. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: وعرض. (5) الحديث كما سبق من الاشكال من كون الملائكة معصومين ولا
يعصون ما أمر الله وهم بأمره يعملون. وفي قوله: ويجري فيه الدم وهو من
عوارض الجسم المركب الفاني وهم مجردات من عوارض المادة والمادية. وهو في
بصائر الدرجات: 68 ح 7 وعنه البحار: 26 / 340 ح 10. (6) في المصدر: ثوب.
(7) من المصدر.
[ 439 ]
(محمد) (1) حبيب
الله يقتل على هذه الارض قوم من بنيك (2) تقتلهم فرقة باغية من امتك،
ظالمة متعدية فاسقة، يقتلون فرخك الحسين ابن
ابنتك الطاهرة يقتلون (3) بارض كربلاء، وهذه تربته، ثم ناوله قبضة من ارض
كربلاء، وقال له: يا محمدا حفظ هذه التربة عندك حتى تراها وقد تغيرت
واحمرت وصارت كالدم، فاعلم ان ولدك الحسين - عليه السلام - قد قتل. ثم إن
ذلك الملك حمل من تربة الحسين - عليه السلام - على بعض أجنحته وصعد إلى
السماء فلم يبق ملك في السماء الا وشم تربة الحسين - عليه السلام - وتبرك
بها. قال: فلما اخذ النبي - صلى الله عليه وآله - تربة الحسين - عليه
السلام -، جعل يشمها ويبكي، وهو يقول: قتل الله قاتلك يا حسين، وأصلاه في
نار جهنم (اللهم) (4) لا تبارك في قاتله، وأصله حرنار جهنم وبئس المصير،
ثم دفع تلك القبضة (5) من تربة الحسين - عليه السلام - إلى زوجته ام سلمة،
وأخبرها بقتل الحسين - عليه السلام - بطف كربلاء وقال لها: يا ام سلمة خذي
هذه التربة إليك، وتعاهديها بعد وفاتي فإذا رأيتيها قد تغيرت واحمرت وصارت
دما عبيطا، فاعلمي أن ولدي الحسين - عليه السلام -، قد قتل بطف كربلاء.
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: من أهل بيتك. (3) في المصدر: يقتلوه. (4) ليس في نسخة " خ ". (5) في المصدر: التربة.
[ 440 ]
فلما أتى على الحسين - عليه السلام - سنة كاملة من مولده (1) هبط إلى
رسول الله - صلى الله عليه وآله - اثنا عشر الف ملك على صور شتى محمرة
وجوههم باكية عيونهم و (قد) (2) نشروا أجنحتهم بين يدي رسول الله - صلى
الله عليه وآله - وهم يقولون: يا محمد [ انه ] (3) سينزل بولدك الحسين مثل
ما نزل بهابيل من قابيل. قال: ولم يبق ملك في السماء الا ونزل على رسول
الله - صلى الله عليه وآله - يعزيه بولده الحسين - عليه السلام - ويخبره
(4) (بثواب ما يعطى من الزلفى والاجر والثواب يوم القيامة ويخبرونه) (5)
بما يعطى من الاجر زائره والباكي عليه والنبي مع ذلك يبكي ويقول: اللهم
اخذل من خذله واقتل من قتله، ولا تمتعه بما امله من الدنيا وأصله حر نارك
في الآخرة. (6)
السابع تفجع الملك - عليه السلام - عليه - عليه السلام -
957 / 10 - روي في بعض الاخبار: ان ملكا من ملائكة الصف (7) الاعلى اشتاق
لرؤية محمد - صلى الله عليه وآله - فاستأذن ربه بالنزول إلى الارض
لزيارته، وكان ذلك الملك لم ينزل إلى الارض أبدا منذ خلقه
(1) في نسخة " خ " مولوده. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) كذا في
المصدر، وفي الاصل: يخبرونه. (5) ليس في المصدر. (6) المنتخب للطريحي: 62
- 63. وروى نحوه الخوارزمي في مقتله: 1 / 162 - 163. (7) كذا في المصدر،
وفي الاصل: الصفح.
[ 441 ]
الله (1)، فلما أراد النزول أوحى الله تعالى إليه يقول: أيها الملك أخبر
محمدا ان رجلا من امته اسمه يزيد، يقتل فرخه الطاهر ابن الطاهرة نظيرة
البتول مريم بنت عمران. فقال الملك: لقد (2) نزلت إلى الارض، وأنا مسرور
لرؤية نبيك محمد - صلى الله عليه وآله -، فكيف اخبره بهذا الخبر الفظيع ؟
وإني لاستحي منه أن أفجعه بقتل ولده، فليتني لم أنزل إلى الارض. قالوا:
فنودي الملك من فوق رأسه: أن افعل ما امرت به، فنزل الملك إلى رسول الله -
صلى الله عليه وآله - ونشر أجنحته بين يديه وقال: يا رسول الله اعلم إني
استاذنت ربي في النزول إلى الارض شوقا لرؤيتك [ وزيارتك ] (3) فليت ربي [
كان ] (4) حطم أجنحتي ولم آتك بهذا الخبر ولكن لابد من انفاذ امر ربي
عزوجل. اعلم يا محمد ان رجلا من امتك اسمه يزيد، زاده الله لعنا في الدنيا
وعذابا في الاخرة يقتل فرخك الطاهر ابن الطاهرة، ولن يتمتع قاتله في
الدنيا من بعده إلا قليلا [ ويأخذه الله ] (5) مقاصا له على سوء عمله،
ويكون مخلدا في النار. فبكى النبي - صلى الله عليه وآله - بكاء شديدا،
وقال: أيها الملك هل تفلح امة تقتل ولدي وفرخ ابنتي ؟ فقال: لا، يا محمد
بل يرميهم الله باختلاف قلوبهم [ وألسنتهم ] (6)
(1) في المصدر: " خلق " بدل " خلقه الله ". (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: لما. (3 - 6) من المصدر.
[ 442 ]
في دار الدنيا ولهم في الآخرة عذاب أليم. (1)
الثامن اشتقاق اسمه من اسم
الله جل جلاله 958 / 11 - ابن بابويه: قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد
الهاشمي الكوفي قال: حدثنا فرات بن ابراهيم الكوفي قال: حدثنا الحسن بن
علي بن الحسين بن محمد قال: حدثنا ابراهيم بن الفضل بن جعفر بن علي بن
ابراهيم بن سليمان بن عبد الله بن العباس قال: حدثنا الحسن بن علي
الزعفراني البصري قال: حدثنا سهل بن بشار (2) قال: حدثنا ابو جعفر محمد بن
علي الطائفي (3) قال: حدثنا محمد بن عبد الله مولى بني هاشم، عن محمد بن
اسحاق عن الواقدي، عن الهذيل، عن مكحول، عن طاووس، عن ابن عباس (4)، قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - لعلي بن أبي طالب - عليه السلام -:
لما خلق الله تعالى عزوجل ذكره آدم - عليه السلام - ونفخ فيه من روحه،
وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته وزوجه حواء أمته فرفع (5) طرفه نحو العرش
فإذا هو بخمسة سطور مكتوبات. قال آدم - عليه السلام -: يا رب من هؤلاء ؟
قال الله عزوجل [ له ] (6) هؤلاء الذين إذا تشفع (7) بهم إلي خلقي
(1) المنتخب للطريحي: 55. (2) في علل الشرائع: يسار. (3) في المعاني:
الطالقاني. (4) في المعاني: ابن مسعود. (5) في العلل: فوقع. (6) من
المعاني. (7) كذا في المعاني، وفي الاصل والبحار: تشفعوا، وفي العلل:
شفعوا. (*)
[ 443 ]
شفعتهم. فقال آدم - عليه السلام
-: يا رب بحق قدرهم (1) عندك ما اسمهم ؟ فقال عزوجل: أما الاول فأنا
المحمود وهو محمد، والثاني فأنا العالي وهذا (2) علي والثالث فانا الفاطر
وهذه فاطمة والرابع فانا المحسن وهذا (3) حسن والخامس فانا ذو الاحسان
وهذا (4) الحسين كل يحمد الله تعالى. (5) 959 / 12 - عنه: باسناده المتصل
عن عبد الله بن عيسى، عن جعفر ابن محمد، عن أبيه - عليهما السلام - قال:
اهدى جبرائيل - عليه السلام - إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله - اسم
الحسن بن علي في خرقة [ من ] (6) حرير بن ثياب الجنة واشتق اسم الحسين من
(اسم) (7) الحسن - عليهما السلام -. (8) 960 / 13 - وعنه: باسناده عن
عكرمة قال: لما ولدت فاطمة - عليها السلام - الحسن، جاءت به إلى النبي -
صلى الله عليه وآله - فسماه حسنا فلما ولدت الحسين - عليه السلام - جاءت
به إليه فقالت: يا رسول الله هذا أحسن من هذا
(1) في المصدرين والبحار: يا رب بقدرهم. (2) في المعاني: وهو. (3) في
المعاني: فهو. (4) في المعاني: فهو. (5) معاني الاخبار: 56 ح 5، وعلل
الشرائع: 135 ح 2 وعنهما البحار: 27 / 3 ح 7 وفي ج 15 / 14 ح 18 عن
المعاني. وأورده المؤلف في حلية الابرار: 3 / 15 ح 1 وص 113 ح 1. (6) من
المعاني.
(7) ليس في المعاني. (8) معاني الاخبار: 58 ح 8، وعلل الشرائع: 139 ح 9.
وقد تقدم في المعجزة: 4 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام - مع
تخريجاته.
[ 444 ]
فسماه حسينا. (1) 961 / 14 - أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان: (2) عن
جابر بن عبد الله قال [ قال ] (3) رسول الله - صلى الله عليه وآله -: سمي
الحسن حسنا لان باحسان الله قامت السموات والارض، والحسن مشتق من الاحسان،
وعلي والحسن اسمان [ مشتقان ] (4) من أسماء الله تعالى والحسين تصغير
الحسن. (5)
التاسع أنه لم يجعل الله عزوجل له من قبل سميا وبكاء السماء
عليه - عليه السلام - 962 / 15 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في
كامل الزيارات: قال: حدثني أبي - رحمه الله - عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
بن محمد بن عيسى، عن الحسن [ بن علي ] (6) بن فضال، عن ابن بكير، عن
زرارة، عن عبد الخالق بن عبد ربه، قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام -
يقول: * (لم نجعل له من قبل سميا) * (7) الحسين بن علي - عليهما السلام -
[ لم
(1) معاني الاخبار: 57 ح 7 وعلل
الشرائع: 139 ح 10. وقد تقدم في المعجزة: 4 من معاجز الامام الحسن - عليه
السلام -. (2) الحديث مسند في المصدر. (3) من المصدر. (4) من المصدر.
(5) المائة منقبة لابن شاذان:، 21 منقبة: 3. وقد تقدم مع تخريجاته في
المعجزة: 4 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -. (6) من المصدر. (7)
مريم: 19.
[ 445 ]
يكن له من قبل سميا ] (1) ويحيى بن زكرياء - عليهما السلام - لم يكن له من
قبل سميا ولم تبك السماء الا عليهما أربعين صباحا. قال: قلت: وما بكاؤها ؟
قال: كانت تطلع حمراء وتغرب حمراء. (2) 963 / 16 - علي بن إبراهيم: عن
أبيه، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن عبد الخالق
قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول في قول الله عزوجل * (لم
نجعل له من قبل سميا) *، فقال: الحسين - عليه السلام - لم يكن له من قبل
سميا ويحيى بن زكريا لم يكن له من قبل سميا، ولم تبك السماء الا عليهما
أربعين صباحا. قلت: فما [ كان ] (3) بكاؤها ؟ قال: كانت الشمس تطلع حمراء
وتغيب حمراء وكان قاتل الحسين - عليه السلام - ولد زنا وقاتل يحيى بن
زكريا ولد زنا. (4) 964 / 17 - محمد بن العباس: قال: حدثنا حميد بن زياد،
عن أحمد بن الحسين بن بكر قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال باسناده إلى
عبد الخالق قال: سمعت ابا عبد الله - عليه السلام - يقول في قول الله
عزوجل
(1) من البحار. (2) كامل
الزيارات: 90 ح 8، وعنه البحار: 45 / 211 ح 22 والعوالم: 17 / 470 ح 15،
وحلية
الابرار: 3 / 115 ح 1. ويأتي في المعجزة: 175 من معاجز الامام الحسين -
عليه السلام -. (3) من المصدر. (4) رواه عن تفسير القمي في تأويل الآيات:
1 / 302 ح 4 ولكن لم نعثر على الحديث في تفسير القمي لا سندا ولا متنا رغم
البحث عنه فيحتمل أن تكون الرواية موجودة في النسخة الموجودة عند المؤلف -
رحمه الله -. وأورده المؤلف في تفسير البرهان: 3 / 4 ح 2 عن محمد بن عباس،
عن محمد بن خالد.
[ 446 ]
* (لم نجعل له من قبل سميا) * قال: ذلك يحيى بن زكريا - عليهما السلام -
لم يكن له من قبل سميا وكذلك الحسين - عليه السلام - لم يكن له من قبل
سميا ولم تبك السماء الا عليهما أربعين صباحا. قلت: فما كان بكاؤها ؟ قال:
تطلع الشمس حمراء. قال: وكان قاتل الحسين - عليه السلام - ولد زنا وقاتل
يحيى بن زكريا ولد زنا. (1)
العاشر أنه - عليه السلام - من نور في رسول
الله - صلى الله عليه وآله - 965 / 18 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في
كتاب الامامة: قال: حدثنا القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا بن يحيى بن
حميد بن حماد الحريري قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال:
حدثنا عيسى بن مهران قال: حدثني منذر السراج قال: حدثنا اسماعيل ابن علية
قال: أخبرني أسلم بن ميسرة العجلاني، عن سعيد، عن أنس بن
مالك، عن معاذ بن جبل عن (2) رسول الله - صلى الله عليه وآله - [ انه ]
(3) قال: ان الله عزوجل خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام
- قبل ان يخلق الدنيا بسبعة الاف عام.
(1) تأويل الآيات: 1 / 302 ح 3، وعنه البرهان: 3 / 4 ح 1. وأخرج ذيله في
البحار: 14 / 184 ح 30 وج 44 / 303 ح 14 عن كامل الزيارات: 78 ح 4 و 6.
(2) كذا في المصدر، وفي الاصل: أن. (3) من المصدر.
[ 447 ]
قلت: فاين كنتم يا رسول الله ؟ قال: قدام العرش نسبح الله (ونحمده) (1)
ونقدسه ونمجده. قال: قلت: على اي مثال ؟ قال: أشباح نور حتى إذا أراد الله
عزوجل أن يخلق صورنا، صيرنا (2) عمود نور، ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا
إلى أصلاب الآباء وأرحام الامهات، لا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر
ليسعد بنا قوم ويشقى (بنا) (3) آخرون. فلما صيرنا إلى صلب عبد المطلب،
اخرج ذلك النور فشقه نصفين، فجعل نصفه في عبد الله، ونصفه في أبي طالب، ثم
أخرج النصف الذي لي إلى آمنة [ بنت وهب ] (4) والنصف الآخر إلى فاطمة بنت
أسد، فأخرجتني آمنة وأخرجت فاطمة عليا. ثم أعاد عزوجل العمود إلي فخرجت
مني فاطمة، ثم اعاد عز وجل العمود إليه (5) فخرج الحسن والحسين يعني من
النصفين جميعا فما كان من نور علي صار في ولد الحسن وما كان من نوري صار
في ولد
الحسين فهو ينتقل في الائمة (6) من ولده إلى يوم القيامة. ورواه ابن
بابويه في العلل: قال حدثنا إبراهيم بن هارون الهاشمي قال: حدثنا محمد بن
أحمد بن أبي الثلج قال: حدثنا عيسى بن مهران
(1) ليس في المصدر. (2) في نسخة " خ ": صرنا. (3) ليس في المصدر. (4) من
المصدر. (5) في المصدر: وأعاده إلى علي. (6) في المصدر: الامة.
[ 448 ]
قال: حدثنا منذر بن السراج (1) قال: حدثنا اسماعيل بن علية قال: أخبرني
اسلم بن ميسرة العجلي [ عن أنس بن مالك ] (2)، عن معاذ بن جبل قال: ان
رسول الله - صلى الله عليه وآله - وذكر الحديث بعينه. (3)
الحادي عشر أنه
- عليه السلام - لم يرتضع من انثى بل من إبهام رسول الله - صلى الله عليه
وآله -، وفي رواية اخرى: من لسانه 966 / 19 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن
يحيى، عن علي بن اسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن رجل من اصحابنا، عن
أبي عبد الله - عليه السلام - في حديث قال: لم يرضع الحسين - عليه السلام
- من فاطمة - عليهما السلام - ولا من انثى كان يؤتي به النبي - صلى الله
عليه وآله - فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه (4) اليومين والثلاث
فنبت لحم الحسين - عليه السلام - من لحم رسول الله - صلى الله عليه وآله -
ودمه ولم يولد لستة أشهر الا عيسى بن مريم والحسين بن علي - عليهم السلام
- (5).
وفي رواية اخرى عن أبي الحسن الرضا - عليه السلام -: أن النبي - صلى الله
عليه وآله - كان يؤتي به الحسين - عليه السلام - فيلقمه لسانه فيمصه
فيجتزي به
(1) في المصدر: " الشراك " بدل " ابن السراج ". (2) من المصدر. (3) دلائل
الامامة: 59، علل الشرائع: 208 ح 11. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 5
من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -. (4) في المصدر: يكفيها. (5)
لسيدنا العلامة الحجة شرف الدين العاملي - قدس سره - في هذا الحديث
وأمثاله نظر، راجع أجوبة موسى جار الله ففيه فوائد جمة.
[ 449 ]
ولم يرتضع من انثى. (1)
الثاني عشر علمه - عليه السلام - المصارع بالعراق
967 / 20 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا محرز (2) بن منصور،
عن أبي مخنف لوط بن يحيى قال: حدثنا عباس بن عبد الله، عن عبد الله بن
عباس قال: لقيت (3) الحسين بن علي وهو يخرج إلى العراق فقلت له: يابن رسول
الله لا تخرج. (قال) (4): فقال (لي) (5): يابن عباس أما علمت إن منعتني
(6) من هناك فإن مصارع اصحابي هناك. قلت له: فانى ذلك ؟ قال: بسر سره (7)
لي وعلم أعطيته. (8)
الثالث عشر نزول الملائكة إليه وإخباره بأنه لا ينجو
من أصحابه إلا ولده علي - عليه السلام -
968 / 21 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: حدثنا أبو
(1) الكافي: 1 / 465 ح 4 وعنه البحار: 44 / 198 ح 14 والعوالم: 17 / 24 -
25 ح 5 و 6 والمؤلف في حلية الابرار: 3 / 17 ح 1 و 2. (2) في المصدر:
محروز، وفي نسخة " خ ": محمد بن منصور. (3) في المصدر: أتيت. (4 و 5) ليس
في المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: مصعدي. (7) كذا في المصدر، وفي
الاصل: سرلي. (8) دلائل الامامة: 74.
[ 450 ]
محمد سفيان بن وكيع، عن أبيه وكيع، عن الاعمش قال: قال [ لي ] (1) أبو
محمد الواقدي وزرارة بن خلج (2): لقينا الحسين بن علي - عليه السلام - قبل
ان يخرج إلى العراق بثلاث [ ليال ] (3) فاخبرناه بضعف الناس في الكوفة (4)
وأن قلوبهم معه وسيوفهم عليه، فأومأ بيده نحو السماء، ففتحت أبواب السماء،
ونزلت [ من ] (5) الملائكة عدد لا يحصيهم إلا الله فقال - عليه السلام -:
لو لا تقارب الاشياء وحبوط الاجر لقاتلتهم بهؤلاء، ولكن أعلم علما ان هناك
مصرعي و (6) مصارع أصحابي، لاينجو منهم إلا ولدي علي. (7)
الرابع عشر علمه
- عليه السلام - بمشهده وأن زحر بن قيس يحمل رأسه إلى يزيد ولا يعطيه شيئا
969 / 22 - أبو جعفر محمد بن جرير: قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد
البلوي قال: حدثنا عمارة بن زيد قال: حدثنا ابراهيم بن
سعيد (قال: أخبرني انه) (8) كان مع زهير بن القين حين صحب الحسين -
(1) من المصدر. (2) في المصدر: حلح. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر،
وفي الاصل: ضعف الناس بالكوفة. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل هكذا: ان من هناك مصعدي وهناك مصارع أصحابي. (7) دلائل الامامة:
74. وأخرجه في البحار: 44 / 364 والعوالم: 17 / 213 عن اللهوف: 26 - 27
نقلا من دلائل الامامة. (8) ليس في المصدر، وفيه: وكان.
[ 451 ]
عليه السلام - [ كما أخبر قال: قال الحسين ] (1) له: يا زهير، إعلم أن
هاهنا مشهدي ويحمل هذا من جسدي - يعني رأسه (2) - زحر بن قيس فيدخل [ به ]
(3) على يزيد يرجو نائله (4) فلا يعطيه شيئا. (5)
الخامس عشر كلام أسد
عقور 970 / 23 - عنه: قال: حدثنا محمد بن جيد (6)، (عن أبيه جيد) (7) ابن
سالم بن جيد، عن راشد بن مزيد قال: شهدت الحسين بن علي - عليهما السلام -
وصحبته من مكة حتى اتينا القطقطانة (8) ثم استاذنته في الرجوع فاذن (لي)
(9) فرأيته قد استقبله سبع عقور (10) فوقف له فقال (له:) (11) ما حال
الناس بالكوفة ؟ قال: قلوبهم معك وسيوفهم عليك،
(1) من المصدر، وفي الاصل بدل ذلك:
فقال. (2) في المصدر: وأشار إلى رأسه من جسدي. (3) من المصدر. (4) في
المصدر: نواله. (5) دلائل الامامة: 74. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل:
جنيد. (7) ليس في نسخة " خ ". (8) " القطقطانة " بالضم، ثم السكون، ثم قاف
أخرى مضمومة، وطاء اخرى، وبعد الالف نون وهاء: موضع قرب الكوفة من جهة
البرية بالطف، به كان سجن النعمان بن المنذر، وقيل: بينها وبين الرهيصة
نيف وعشرون ميلا مغربا إذا خرجت من القادسية تريد الشام " مراصد الاطلاع
". (9) ليس في المصدر، وفيه " وقد ". (10) في المصدر: فكلمه بدل " عقور ".
(11) ليس في المصدر.
[ 452 ]
قال: ومن
خلفت بها ؟ فقال: ابن زياد و [ قد ] (1) قتل ابن عقيل. قال: واين تريد ؟
قال: عدن. (قال) (2): ايها السبع هل عرفت (3) من ماء الكوفة ؟ قال: ما
علمنا من علمك إلا (4) ما زودتنا، ثم انصرف وهو يقول: * (وما ربك بظلام
للعبيد) * (5) (قال: كرامة من ولي وابن ولي) (6). (7)
السادس عشر إخراجه - عليه السلام - من سارية المسجد عنبا وموزا 971 / 24 -
عنه: قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد [ قال حدثنا سعيد بن شرفي بن
القطامي، عن زفر بن يحيى، عن كثير بن شاذان ] (8) قال: شهدت الحسين بن علي
- عليهما السلام - وقد اشتهى عليه ابنه علي الاكبر عنبا في غير أوانه،
فضرب بيده إلى سارية المسجد، فاخرج له عنبا وموزا [ فاطعمه ] (9)، فقال:
ما عند الله لاوليائه أكثر. (10) (هامش) * (1) من المصدر. (2) ليس في
المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: أخبرت. (4) كذا في المصدر، وفي
الاصل: ما علمت من علمك وبما زودتنا. (5) فصلت: 46. (6) ليس في المصدر.
(7) دلائل الامامة: 75. (8) من المصدر. (9) من المصدر. (10) دلائل
الامامة: 75.
[ 453 ]
السابع عشر إخباره - عليه السلام - باجتماع طغاة بني أمية على قتله
ويقدمهم عمربن سعد - لعنه الله - 972 / 25 - عنه: قال: حدثنا سفيان بن
وكيع، عن أبيه وكيع، عن الاعمش، قال: سمعت أبا صالح التمار، [ يقول: سمعت
] (1) حذيفة يقول: سمعت الحسين بن علي - عليهما السلام - يقول: والله
ليجتمعن على
قتلي طغاة بني امية ويقدمهم عمربن سعد وذلك في حياة النبي - صلى الله عليه
وآله -. فقلت له: أنبأك بهذا رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ فقال:
لا، [ فقال: ] (2) فاتيت النبي - صلى الله عليه وآله - فاخبرته، فقال: [
علمي علمه، و ] (3) علمه علمي إنه لاعلم (4) بالكائن قبل كينونته. (5)
الثامن عشر إخباره - عليه السلام - الاوزاعي مما جاء إليه من منعه عن
المسير إلى العراق 973 / 26 - عنه: قال: حدثنا يزيد بن مسروق قال: حدثنا
عبد الله ابن مكحول، عن الاوزاعي قال: بلغنا خروج الحسين بن علي إلى
العراق
(1) من المصدر. وفي الاصل عن حذيفة. (2) من المصدر. (3) من المصدر. (4) في
المصدر: وإنا لنعلم، وفي فرج المهموم: عملي عمله و... (5) دلائل الامامة:
75. وأخرجه في البحار: 44 / 186 ح 14 عن فرج المهموم: 327 نقلا عن دلائل
الامامة.
[ 454 ]
فقصدت مكة فصادفته بها
فلما راني رحب بي وقال: مرحبا بك يا اوزاعي جئت تنهاني عن المسير ويأبى
(1) الله عزوجل إلا ذلك ان من [ ها ] (2) هنا إلى يوم الاثنين منيتي فجهدت
(3) في عدد الايام فكان كما قال. (4)
التاسع عشر إخباره بأنه - عليه
السلام - صاحب كربلاء 974 / 27 - عنه: قال: حدثنا عيسى بن ماهان بن سعدان،
قال:
حدثنا أبورجا كيسان بن جرير، عن أبي التفاح محمد بن يعلى، قال: لقيت
الحسين بن علي - عليهما السلام - على ظهر الكوفة وهو راحل مع الحسن يريد
معاوية، فقلت: يا أبا عبد الله أرضيت ؟ فقال: شقشقة هدرت، وثورة اثارت،
وعرى منجى وسم زعاق وقيعان بالكوفة وكربلاء، وإني والله لصاحبها وصاحب
ضحيتها، والعصفور في أسبالها إذا تضعضع نواحي الجبل بالعراق وهجهج كوفان
الرقيل وقع البرحاء منها وعطل بيت الله الحرام وارجف الرقاد واقدح الهبيد
فيالها من زمر، أنا صاحبها أية أية وأنى وكيف ولو شئت لقلت أين انزل وأين
اقيم يابن رسول الله ما تقول ؟
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلى الله، وهو مصحف. (2) من المصدر. (3)
كذا في المصدر، وفي الاصل: مبعثي فشهدت. (4) دلائل الامامة: 75، ولكن
الحديث مخدوش من حيث السند والمتن لان الاوزاعي ولد سنة: 88 والامام
الحسين - صلوات الله عليه - استشهد سنة: ستين، ونص المامقاني في رجاله: إن
هذا اللقب منحصر في عبد الرحمن.. المعروف بالاوزاعي ولم نر غيره قط وأيضا
لم نجد في الرجال من اسمه عبد الله بن مكحول واما الاوزاعي فهو يروي عن
مكحول. والله أعلم.
[ 455 ]
قال: مقامي
بين أرض وسماء وبر ولي حلت الشيعة لاعلاب ولا الالباد والاكباد إلا غلالا
يتضعضعون للضيم ولا يأنفون من الاخرة مفصلا يختافهم أهل ميراث علي وورثة
بيته. (1)
العشرون معرفته اللصوص الذين قتلوا غلمانه - عليه السلام -
الذين نهاهم عن الخروج إلا يوم كذا
975 / 28 - عنه: قال: روى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله - عليه السلام -
قال: قال الحسين بن علي - عليهما السلام - لغلمانه: لا تخرجوا يوم كذا
وكذا اليوم سماه واخرجوا يوم الخميس فإنكم إن (2) خالفتموني قطع عليكم
الطريق وقتلتم وذهب ما معكم وكان قد أرسلهم إلى ضيعة (له) (3). فخالفوه
وأخذوا طريق الحرة فاستقبلهم لصوص فقتلوهم كلهم ثم دخل إلى الوالي
بالمدينة (4) من ساعته فقال (له: قد) (5) بلغني قتل غلمانك ومواليك وآجرك
الله فيهم. فقال: أما أني أدلك على من قتلهم فاشدد يدك بهم (6).
(1) دلائل الامامة: 75 - 76، وبينه وبين الاصل اختلاف كثير جداولذا لم نشر
للاختلافات بينهما. والحديث كما ترى مشتمل على إخبارات غيبية ولكن مغلق
غاية الغلق ولم نجده في كتاب آخر حتى يتبين لنا غوامضه وكثير من كلماته
غير مفهومة. (2) كذا في المصدر والخرائج، وفي الاصل: فان خالفتموني. (3)
ليس في المصدر. (4) في المصدر: فدخل على الحسين والي المدينة. (5) ليس في
المصدر. (6) في المصدر: عليهم.
[ 456 ]
قال: أو تعرفهم ؟ قال: نعم، كما أعرفك وهذا منهم. فقال الرجل: يابن رسول
الله كيف عرفتني انا منهم (1) ؟ قال: ان صدقتك تصدق (2) ؟
قال: نعم والله لافعلن (3). قال: اخرجت ومعك فلان وفلان وسماهم باسمائهم
كلهم فيهم (4) الاربعة من موالي الاسود (والبقية من سائر) (5) أهل
المدينة. فقال: الوالي: ورب القبر والمنير لتصدقن (6) أو لانثرن لحمك
بالسياط. فقال: والله ما كذب الحسين فكأنه كان معنا. (قال:) (7) فجمعهم
الوالي (جميعا) (8) فاقروا اجمعون فأمر بهم فضربت أعناقهم. وروى هذا
الحديث الراوندي في كتاب الجرائح وصاحب ثاقب المناقب والحضيني في هدايته
عن الصادق - عليه السلام - ببعض الاختلاف اليسير. (9)
(1) في المصدر: وما كنت فيهم. (2) في المصدر: أتصدق، وفي الخرائج: إن أنا
صدقتك تصدقني. (3) في المصدر: لا صدقن. (4) في المصدر: فيه. (5) في الاصل
بدل مابين القوسين: من حبشان. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: لتصدقني. (7)
ليس في المصدر. (8) ليس في المصدر. (9) دلائل الامامة: 76، الخرائج: 1 /
246، الثاقب في المناقب: 342 ح 266، هداية =
[ 457 ]
الحادي والعشرون شفاؤه - عليه السلام - من الوضح في حبابة
الوالبية 976 / 29 - عنه: قال: روى محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن
عبد الله بن القاسم، عن صباح المزني، عن صالح بن ميثم الاسدي قال: دخلت
انا وعباية بن ربعي على امرأة في (1) بني والبة قد احترق وجهها من السجود
فقال لها عباية: يا حبابة هذا إبن أخيك. قالت: واي اخ (2) ؟ قال: صالح بن
ميثم. قالت: ابن أخي والله حقا، يا بن أخي ألا احدثك بحديث سمعته من
الحسين بن علي - عليهما السلام - ؟ (قال:) (3) قلت: بلى يا عمة. قالت: كنت
زوارة لحسين بن علي - عليهما السلام - (قالت:) (4) فحدث بين عيني وضح فشق
ذلك علي فاحتبست عنه أياما فسأل عني
= الحضيني: 43. وأخرجه في البحار: 44 / 181 ح 5 والعوالم: 17 / 55 ح 4 عن
الخرائج، وفي إثبات الهداة: 2 / 587 ح 62 عن الهداية مختصرا. وأورده في
الصراط المستقيم: 2 / 178 ح 3 مختصرا. (1) في المصدر: من بني. (2) في
المصدر: وأيهم ؟ (3) ليس في المصدر. (4) ليس في المصدر.
[ 458 ]
(فقال:) (1) ما فعلت حبابة الوالبية ؟
فقالوا: انها حدث بين عينها وضح. فقال لاصحابه: قوموا بنا حتى ندخل عليها
(2)، فدخل علي في مسجدي هذا فقال: يا حبابة ما ابطابك (3) علي ؟ قلت (4):
يابن رسول الله (ما منعني إلا ما اضطررت به إلى التخلف) (5) وهو هذا الذي
حدث بي وكشفت القناع، (فتفل عليه الحسين - عليه السلام - وقال: يا حبابة
احدثي لله شكرا فإن الله قد درأه عنك. قال: فخرت ساجدة. قال: يا حبابة
ارفعي رأسك وانظري في مرآتك. قالت: فرفعت رأسي فلم اجد منه شيئا، قالت:
فحمدت الله، وقال لي: يا حبابة نحن وشيعتنا على الفطرة وسائر الناس منها
براء) (6). وروى هذا الحديث صاحب ثاقب المناقب: إلا ان فيه: عن صالح ابن
ميثم وهو الموافق لما في الرجال وفي حديثه فقال لاصحابه: قوموا بنا فقام
حتى دخل علي وانا في مسجدي هذا، وقال: يا حبابة ما
(1) ليس في المصدر والبحار. (2) في المصدر: قوموا بنا إليها. (3) في نسخة
" خ ": بطأ. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: قالت. (5) مابين
القوسين ليس في البحار، وفيه: قلت: يا بن رسول الله حدث هذا بي، وما
أثبتناه من المصدر، وفي الاصل عبارات ليست صحيحة. (6) بدل مابين القوسين
في المصدر هكذا: فنظر ونفث عليه وقال يا حبابة ! إحدثي لله شكرا فان الله
قد أذهبه عنك، فخررت ساجدة لله شكرا، فقال: يا حبابة ! إرفعي رأسك وانظري
في مرآتك، فرفعت رأسي، ونظرت في المرآة فلم أجد منه أثرا، فقال: يا حبابة
! نحن وشيعتنا
على الفطرة وسائر الناس منها براء.
[ 459 ]
[ الذي ] (1) بطأبك عني (2) ؟ فقلت: يابن رسول الله ما ذاك الذي منعني الا
وضح حدث بين عيني، فكرهت إتيانك، فنظر إليه وكشفت القناع فتفل عليه وقال:
يا حبابة اسجدي لله شكرا (3) فإن الله قد درأه عنك، [ قالت ] (4) فخررت
ساجدة لله تعالى. فقال: يا حبابة إرفعي رأسك وانظري في مرآتك، [ قالت ]
(5) فرفعت رأسي ونظرت في المرآة فلم أر أحسن (6) منه شيئا، فحمدت الله
تعالى فنظر إلي وقال: يا حبابة نحن وشيعتنا على الفطرة وسائر الناس منه
براء. (7)
الثاني والعشرون النخلة اليابسة أخرج منها الرطب 977 / 30 -
عنه: قال: روى الهيثم النهدي، عن اسماعيل بن مهران، عن محمد الكناني، عن
أبي عبد الله - عليه السلام - قال: خرج الحسين ابن علي - عليهما السلام -
في بعض أسفاره ومعه رجل من ولد الزبير بن العوام
(1) من المصدر. (2) في المصدر: علي. (3) في المصدر: إلي وكشفته وتفل عليه،
فقال: إحدثي. (4) من المصدر. (5) من المصدر. (6) في المصدر: " أحس " بدل "
أر أحسن ". (7) دلائل الامامة: 77، والثاقب في المناقب: 324 ح 267.
وأخرجه في البحار: 44 / 180 ح 1 و 2، وص 186 ح 15، والعوالم: 17 / 45 - 46
ح 1 و 2، عن بصائر الدرجات: 270 ح 6، ودعوات الراوندي: 65 ح 163 ورجال
الكشي: 115 ح 183.
[ 460 ]
يقول: بإمامته فنزلوا من تلك المنازل (1) تحت نخل يابس (قد يبس) (2) من
العطش، ففرش للحسين - عليه السلام - تحتها و (الزبيري) (3) بإزاءه (تحت)
(4) نخل (اخرى وليس) (5) عليها رطب. [ قال: ] (6) فرفع يده فدعا بكلام لم
أفهمه فاخضرت النخلة وصارت إلى حالها (واو رقت) (7) وحملت رطبا، فقال
الجمال الذي اكترى منه: [ هذا ] (8) سحر، والله ! فقال الحسين: ويلك ليس
بسحر ولكنها (9) دعوة ابن نبي مستجابة. قال: فصعدوا إلى النخلة حتى حووا
منها كلهم (10). (11)
الثالث والعشرون إخباره - عليه السلام - بأن من لحق
به استشهد 978 / 31 - عنه: قال: روى أيوب بن نوح، عن أبي صفوان بن يحيى،
عن أبي اسماعيل، عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر - عليه السلام -
(1) في المصدر: في طريقهم بمنازل. (2) ليس في المصدر. (3) ليس في المصدر.
(4) ليس في نسخة " خ " والمصدر. (5) ليس في نسخة " خ " والمصدر. (6) من
المصدر. (7) ليس في المصدر. (8) من المصدر.
(9) كذا في المصدر، وفي الاصل: ولكن. (10) في المصدر: ثم صعدوا... فجنوا
منها ما كفاهم جميعا. (11) دلائل الامامة: 76 - 77. وقد تقدم في المعجزة:
30 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -.
[ 461 ]
قال: ذكرت (1) خروج الحسين - عليه السلام - وتخلف ابن الحنفية عنه، فقال:
يا حمزة (2) إني سأحدثك في (هذا الحديث) (3) بما لا تشك فيه بعد مجلسنا
هذا، إن الحسين - صلوات الله عليه - لما فصل متوجها [ إلى العراق ] (4)
دعا بقرطاس، وكتب [ فيه ] (5) بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي
إلى بني هاشم، أما بعد فانه من لحق بي [ منكم ] (6) استشهد ومن تخلف عني [
فانه ] (7) لم يبلغ الفتح (والسلام) (8). وروى هذا الحديث سعد بن عبد الله
في بصائر الدرجات: عن ايوب بن نوح، عن محمد بن اسماعيل، عن حمزة بن حمران
(9) عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: ذكرت خروج الحسين بن علي - عليه
السلام - وتخلف ابن الحنفية عنه فقال أبو عبد الله - عليه السلام - يا
حمزة (10) إني سأحدثك في هذا الحديث لا تسأل عنه بعد مجلسنا هذا إن الحسين
بن علي - صلوات الله عليهما - لما مثل متوجها دعا بقرطاس، فكتب فيه: بسم
الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي - عليه السلام -، إلى بني هاشم. أما
بعد، فإنه من الحق بي منكم، استشهد ومن تخلف لم يدرك
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: ذكرنا. (2) في المصدر: يا أبا حمزة. (3)
ليس في المصدر، وفي البحار: في هذا الحديث ولا تسأل عنه بعد مجلسنا هذا.
(4) من المصدر. (5) من المصدر. (6) من البحار. (7) من المصدر. (8) ليس في
المصدر. (9) كذا في المصدر والبحار ونسخة " خ " وفي الاصل: مهران. (10)
كذا في المصدر، وفي الاصل: احدثك.
[ 462 ]
الفتح والسلام. (1)
الرابع والعشرون كلام رأسه الشريف وقراءته الكهف 979 /
32 - عنه: - أعني أبو جعفر محمد بن جرير الطبري -، قال: وأخبرني أبو
الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام، قال: أخبر [ نا
] (2) جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا أحمد بن الحسين الهاشمي، قدم
علينا من مصر. قال: حدثني القاسم بن منصور الهمداني بدمشق، عن عبد الله بن
محمد التميمي، عن سعدان بن أبي طيران (3)، عن الحارث بن وكيدة قال: كنت
فيمن حمل رأس الحسين - عليه السلام - فسمعته يقرأ سورة الكهف، فجعلت أشك
في نفسي، وأنا أسمع [ نغمة أبي عبد الله - عليه السلام -. فقال لي: يا ابن
وكيدة أما علمت إنا معشر الائمة أحياء عند ربنا نرزق، فقلت في نفسي أسترق
رأسه ] (4). فناداني (5): يابن وكيدة ليس لك إلى ذلك سبيل، سفكهم دمي أعظم
عند الله من تسييرهم رأسي (6)، فذرهم * (فسوف يعلمون إذ
(1) دلائل الامامة: 77، مختصر بصائر الدرجات: 6. وأخرجه في البحار: 42 /
81 ح 12، وج 45 / 84 ح 13، والعوالم: 17 / 318 ح 13، وحلية الابرار: 3 /
213 ح 1 عن بصائر الدرجات: 481 ح 5. (2) من المصدر. (3) في المصدر: سعد بن
أبي خيران. (4) من المصدر. (5) في المصدر: فقال. (6) كذا في المصدر، وفي
الاصل: إياي.
[ 463 ]
الاغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون) * (1). (2)
الخامس والعشرون سقيه -
عليه السلام - أصحابه من إبهامه وإطعامهم من طعام الجنة وسقيهم من شرابها
980 / 33 - عنه: قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي
علي محمد بن همام، عن أحمد بن الحسين، المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه،
عن الحسين بن علي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد
الله - عليه السلام -: لما منع الحسين - صلوات الله عليه - وأصحابه الماء
نادى فيهم: من كان ظمآن فليجئ. فأتاه [ أصحابه ] (3) رجلا رجلا فجعل (4)
إبهامه في راحة واحد (هم) (5)، فلم يزل يشرب الرجل [ بعد ] (6) الرجل، حتى
ارتووا، فقال بعضهم لبعض: والله لقد شربت شرابا ما شربه أحد من العالمين
في دار الدنيا. (فلما قاتلوا الحسين - عليه السلام -، وكان في اليوم
الثالث عند
المغرب، أقعد الحسين رجلا رجلا منهم يسميهم بأسماء آبائهم فيجيبه الرجل
بعد الرجل، فيقعدون حوله، ثم يدعو بالمائدة فيطعمهم
(1) غافر: 70 - 71. (2) دلائل الامامة: 78. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: ويجعل. (5) ليس في المصدر. (6) من المصدر.
[ 464 ]
ويأكل معهم من طعام الجنة ويسقيهم من شرابها) (1). ثم قال أبو عبد الله -
عليه السلام -: والله لقد راتهم عدة كوفيين ولقد كرر عليهم لو عقلوا. قال:
ثم خرج لرسلهم فعاد كل واحد منهم إلى بلادهم، ثم أتى بجبال رضوى، فلا يبقى
أحد من المؤمنين إلا أتاه، وهو على سرير من نور قد حف به إبراهيم وموسى
وعيسى وجميع الانبياء، ومن ورائهم المؤمنون والملائكة ينظرون ما يقول
الحسين - صلوات الله عليه -. قال: فهم بهذه الحال إلى أن يقوم القائم -
عليه السلام - وإذا قام القائم - عليه السلام - وافوا فيها بينهم الحسين
حتى يأتي كربلاء فلا يبقى أحد سماوي ولا أرضي من المؤ منين إلا حفوا
بالحسين - عليه السلام - حتى ان الله تعالى يزور الحسين ويصافحه ويقعد معه
على سرير. يا مفضل هذه والله الرفعة التي ليس فوقها شئ ولا دونها شئ ولا
ورائها الطالب مطلب (2).
معنى قوله - عليه السلام - حتى أن الله تعالى يزور الحسين - عليه السلام -
إلخ كناية عن قرب شأن الحسين - عليه السلام - من الله تعالى وهذا معلوم
لان الله سبحانه وتعالى ليس بجسم ولا يجوز عليه الحركة والسكون والانتقال
وليس في مكان ولا يخلو منه مكان سبحانه وتعالى رب
(1) في المصدر، بدل مابين القوسين هكذا: ولما عزموا على القتال في الغد،
أقعدهم الحسين - عليه السلام - عند المغرب، رجلا رجلا، يسميهم بأسمائهم
وأسماء آبائهم، ودعا بمائدة فأطعمهم وأكل معهم، وتلك من طعام الجنة وسقاهم
من شرابها، ومن هنا إلى آخر الحديث بين الاصل والمصدر اختلافات كثيرة ولذا
تركنا الاشارة إليها، وقد صححنا العبارة عن المصدر. (2) دلائل الامامة: 78
- 79.
[ 465 ]
العالمين.
السادس والعشرون
طبعه - عليه السلام - في حصاة حبابة الوالبية 981 / 34 - محمد بن يعقوب:
عن علي بن محمد، عن أبي علي محمد بن اسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أحمد بن
القاسم العجلي، عن أحمد بن يحيى المعروف بكرد، عن محمد بن خداهي، عن عبد
الله ابن ايوب، عن عبد الله بن هاشم، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن
حبابة الوالبية قالت: رأيت أمير المؤمنين - عليه السلام - [ في شرطة
الخميس ومعه درة لها سبابتان يضرب بها بياعي الجري والمار ماهي والزمار،
ويقول لهم: يا بياعي مسوخ بني إسرائيل، وجند بني مروان فقام إليه فرات بن
أحنف، فقال: يا أمير المؤمنين وما جند بني مروان ؟
فقال له: أقوام حلقوا اللحى وفتلوا الشوارب، فمسخوا فلم أر ناطقا أحسن
نطقا منه ثم اتبعته، فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد، فقلت له:
يا أمير المؤمنين ! ما دلالة الامامة يرحمك الله ؟ ] (1). قالت: فقال:
ائتيني بتلك الحصاة، وأشار بيده إلى حصاة، فأتيته بها، فطبع لي فيها
بخاتمه ثم قال لي: يا حبابة إذا ادعى مدع الامامة، فقدر أن يطبع كما رأيت
فاعلمي انه إمام مفترض الطاعة، والامام لا يعزب عنه شئ يريده. قالت: ثم
انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين - عليه السلام - فجئت إلى
(1) من المصدر والبحار.
[ 466 ]
الحسن - عليه السلام - وهو في مجلس أمير المؤمنين - عليه السلام - والناس
يسألونه، فقال: يا حبابة الوالبية. فقلت: نعم يا مولاي. فقال: هاتي ما
معك. قالت: فأعطيته فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين - عليه السلام -
قالت: ثم أتيت الحسين - عليه السلام - وهو في مسجد رسول الله - صلى الله
عليه وآله - فقرب ورحب، ثم قال لي: إن في الدلالة دليلا على ما تريدين
أفتريدين دلالة الامامة ؟ فقلت: نعم يا سيدي. فقال: هاتي ما معك، فناولته
الحصاة فطبع لي فيها. قالت: ثم أتيت علي بن الحسين - عليهما السلام - وقد
بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت (1) وأنا اعد يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة فرأيته
راكعا
وساجدا ومشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأومأ إلي بالسبابة فعاد إلي
شبابي. قالت: فقلت: يا سيدي كم مضى من الدنيا وكم بقي ؟ فقال: أما ما مضى
فنعم، وأما ما بقي فلا [، قالت: ] (2) ثم قال لي: هاتي ما معك، فأعطيته
الحصاة فطبع [ لي ] (3) فيها. ثم أتيت أبا جعفر - عليه السلام - فطبع لي
فيها. ثم أتيت أبا عبد الله - عليه السلام - فطبع لي فيها. ثم أتيت أبا
الحسن موسى - عليه السلام - فطبع لي فيها.
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: رعشت. (2 و 3) من المصدر.
[ 467 ]
ثم أتيت الرضا - عليه السلام - فطبع لي فيها وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة
أشهر على ما ذكر محمد بن هشام. (1)
السابع والعشرون مثله 982 / 35 محمد بن
يعقوب: عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا ذكر اسمه، قال: حدثنا محمد بن
إبراهيم، قال: أخبرنا موسى بن محمد بن إسماعيل بن عبيد (2) الله بن العباس
بن علي بن أبي طالب قال: حدثني جعفر بن زيد بن موسى، عن أبيه، عن آبائه -
عليهم السلام - قالوا: جاءت ام أسلم [ يوما ] (3) إلى النبي - صلى الله
عليه وآله - وهو في منزل ام سلمة، فسألتها عن رسول الله - صلى الله عليه
وآله - فقالت: خرج في بعض الحوائج، والساعة يجئ.
فانتظرته عند ام سلمة حتى جاء - صلى الله عليه وآله -، فقالت ام أسلم:
بأبي أنت وامي يا رسول الله، إني قد قرأت الكتب، وعلمت كل نبي ووصي، فموسى
كان له وصي في حياته، ووصي بعد موته، وكذلك عيسى فمن وصيك يا رسول الله ؟
فقال لها: يا ام أسلم وصيي في حياتي، وبعد مماتي واحد. ثم قال لها: يا ام
أسلم من فعل فعلي [ هذا ] (4) فهو وصيي، ثم ضرب
(1) الكافي: 1 / 346. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 215 من معاجز
الامام أمير المؤمنين - عليه السلام - فراجع. (2) كذا في المصدر، وفي
الاصل: عبد الله. (3 و 4) من المصدر.
[ 468 ]
بيده إلى حصاة من الارض، ففركها باصبعه، فجعلها شبه الدقيق، ثم عجنها، ثم
طبعها بخاتمه، ثم قال: من فعل فعلي هذا فهو وصيي في حياتي وبعد مماتي.
فخرجت من عنده فأتيت أمير المؤمنين - عليه السلام - فقلت: بأبي أنت وامي،
أنت وصي رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ قال: نعم يا ام أسلم، ثم ضرب
بيده إلى حصاة، ففركها، فجعلها كهيئة الدقيق، ثم عجنها، وختمها بخاتمه، ثم
قال: يا ام أسلم من فعل فعلي هذا فهو وصيي. فأتيت الحسن - عليه السلام -
وهو غلام، فقلت له: يا سيدي أنت وصي
أبيك ؟ فقال: نعم يا ام أسلم، وضرب بيده وأخذ حصاة ففعل بها كفعلهما.
فخرجت من عنده، فأتيت الحسين - عليه السلام - وإني لمستصغرة (1) لسنة،
فقلت له: بأبي [ أنت ] (2) وامي، أنت وصي أخيك ؟ فقال: نعم يا ام أسلم
إئتيني بحصاة، ثم فعل كفعلهم، فعمرت ام أسلم حتى لحقت بعلي بن الحسين -
عليه السلام - بعد قتل الحسين في منصرفه، فسألته أنت وصي أبيك ؟ فقال: نعم
ثم فعل كفعلهم - صلوات الله عليهم أجمعين -. (3)
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: أستصغره. (2) من المصدر والبحار. (3) الكافي: 1 / 355 ح 15.
[ 469 ]
الثامن والعشرون الاسد الذي منع من وطئ جسد الحسين - عليه السلام - 983 /
36 - محمد بن يعقوب: عن الحسين بن محمد قال: حدثني أبو كريب (1) وأبو سعيد
الاشج قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه ادريس بن عبد الله الاودي،
قال: لما قتل الحسين - عليه السلام - اراد القوم أن يوطؤوه الخيل. فقالت
(فضة) (2) لزينب: يا سيدتي إن سفينة (3) كسر به في البحر، فخرج إلى (4)
جزيرة فإذا هو بأسد، فقال: يا أبا الحارث أنا مولى رسول
الله - صلى الله عليه وآله -، فهمهم بين يديه حتى وقفه على الطريق، والاسد
رابض (5) في ناحية. فدعيني أمضي إليه وأعلمه ما هم صانعون غدا. قال: فمضت
إليه، فقالت: يا أبا الحارث فرفع رأسه، ثم قالت: أتدري ما يريدون أن
يعملوا غدا بأبي عبد الله (الحسين) (6) - عليه السلام - ؟ يريدون أن
يوطؤوا الخيل ظهره.
= وقد تقدم في المعجزة: 226 من معاجز الامام علي - عليه السلام -. (1) في
نسخة " خ ": كرب. (2) ليس في نسخة " خ ". (3) السفينة لقب مولى رسول الله
- صلى الله عليه وآله - يكنى أبا ريحانة واسمه: قيس، وكسر به في البحر،
يعني: الفلك، وأبو الحارث كنية الاسد. (4) في نسخة " خ ": في جزيرة. (5)
الربوض للاسد والشاة، والبروك في الابل. (6) ليس في المصدر والبحار.
[ 470 ]
قال: فمشى حتى وضع يديه على جسد الحسين - عليه السلام -، فأقبلت الخيل.
فلما نظروا إليه، قال لهم عمربن سعد - لعنه الله -: فتنة لا تثيروها
انصرفوا، فانصرفوا. (1)
التاسع والعشرون الكلبية وجواريها اللاتي في مأتمه
- عليه السلام - وما اهدي لهن 984 / 37 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد،
عن سهل بن زياد، عن محمد بن أحمد، عن الحسين بن علي، عن يونس، عن مصقلة
الطحان، قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: لما قتل الحسين -
عليه السلام - أقامت امرأته الكلبية [ عليه ] (2) مأتما، وبكت وبكين
النساء والخدم حتى جفت دموعهن وذهبت، فبينا هي كذلك إذ رأت جارية من
جواريها تبكي ودموعها تسيل فدعتها، فقالت [ لها ] (3): ما لك أنت من بيننا
تسيل دموعك ؟ قالت: إني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق، قال: بأمرت
بالطعام والاسوقة، فأكلت وشربت وأطعمت وسقت، فقالت: إنما نريد بذلك [ أن ]
(4) نتقوى على البكاء على الحسين - عليه السلام -.
(1) الكافي: 1 / 465 ح 8، وعنه البحار: 45 / 169 ح 17 والعوالم: 17 / 488
ح 1. وأورده في الثاقب في المناقب: 336 ح 279 ولكن الحديث ضعيف جدا سندا
ومتنا ومخالف لضرورة التاريخ من جهات شتي. (2 - 4) من المصدر والبحار.
[ 471 ]
قال: واهدي إلى الكلبية جؤنا (1) لتستعين بها على مأتم الحسين - عليه
السلام -، فلما رأت الجؤن قالت: ما هذه ؟ قالوا: هدية، أهداها فلان
لتستعيني (بها) (2) على مأتم الحسين - عليه السلام -. فقالت: لسنا في عرس،
فما نصنع بها ؟ ثم أمرت بهن، فاخرجن من الدار. فلما اخرجن من الدار لم يحس
لها حس، كأنما طرن بين السماء والارض، ولم ير لهن بعد خروجهن من الدار
أثر. (3)
الثلاثون استجابة دعائه - عليه السلام - في الاستسقاء
985 / 38 - السيد الرضي في عيون المعجزات: عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن
أبيه، عن الصادق - عليه السلام -، عن أبيه، عن جده - عليهم السلام -، قال:
جاء أهل الكوفة إلى علي - عليه السلام -، فشكوا إليه إمساك المطر، وقالوا
[ له ] (4): استق لنا.
(1) الجؤن كصرد جمع الجؤنة بالضم وهي ظرف للطيب، وقال في البحار: الجوني:
ضرب من القطا، سود البطون والاجنحة، ذكره الجوهري وكان الجون بالضم أو
كصرد جمعه وان لم يذكره اللغويون، وقال في أقرب الموارد: والجمع جون. قال
عبد الله بن الدمينة: وأنت التي كلفتني دلج السرى * وجون القطا بالجهلتين
جثوم ولكن الظاهر " الجؤن " بالهمز، وقد لا يهمز، على وزن صرد جمع جونة
وهي جونة العطار سليلة مغشاة بالادم يجعلون فيها الغالية، ولذلك قالت:
لسنا في عرس... أي ما نصنع بالطيب والغالة. (2) ليس في المصدر. (3)
الكافي: 1 / 466 ح 9 وعنه البحار: 45 / 170 ح 18 والعوالم: 17 / 77 ح 1.
(4) من المصدر والبحار.
[ 472 ]
فقال
للحسين - عليه السلام -: قم واستسق (1)، فقام وحمد الله وأثنى عليه، وصلى
على النبي - صلى الله عليه وآله -، وقال: اللهم معطي الخيرات، ومنزل
البركات، أرسل الماء علينا مدرارا، وأسقنا غيثا مغزارا واسعا غدقا مجللا
سحا سفوحا ثجاجا (2)، تنفس به الضعف من عبادك، وتحيي به الميت من بلادك
آمين رب العالمين. فما (3) فرغ - عليه السلام - من دعائه، حتى غاث الله
غيثا ببركته (4) - عليه السلام -. وأقبل أعرابي من بعض نواحي الكوفة،
فقال: تركت الاودية
والاكام يموج بعضها في بعض. (5)
الحادي والثلاثون استجابة دعائه على ابن
جويرية 986 / 39 - السيد الرضي: [ قال: ] (6) حدث جعفر بن محمد بن عمارة،
عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن أخيه قال: شهدت يوم الحسين - عليه السلام
- فأقبل رجل من تميم (7) يقال له عبد الله بن جويرية (8) فقال: يا حسين،
فقال - عليه السلام -: ما تشاء ؟ فقال: أبشر بالنار.
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: واستق. (2) في البحار: فجاجا. (3)
في المصدر: فلما. (4) في المصدر: نعته - عليه السلام -، وفي البحار: بغتة.
(5) عيون المعجزات: 64 وعنه البحار: 44 / 187 ح 16، والعوالم: 17 / 51 ح
1. (6) من نسخة: " خ ". (7) في المصدر والبحار: تيم. (8) في المصدر
والبحار: جويرة.
[ 473 ]
فقال - عليه
السلام -: كلا إني اقدم على رب غفور وشفيع مطاع، وانا من خير وإلى خير، من
أنت ؟ قال: [ أنا ] (1) ابن جويرية، فرفع يده الحسين - عليه السلام - حتى
رأينا بياض إبطيه، وقال: اللهم جره إلى النار، فغضب بن جويرية (2)، فحمل
عليه، فاضطرب به فرسه في جدول، وتعلق رجله بالركاب ووقع رأسه في الارض،
ونفر الفرس فأخذ يعدو به ويضرب رأسه بكل حجر
وشجر، وانقطعت قدمه وساقه [ وفخذه ] (3)، وبقي جانبه [ الاخر ] (4) متعلقا
في الركاب، فصار - لعنه الله - إلى نار الجحيم. (5)
الثاني والثلاثون
استجابة دعائه على ابن أبي جويرية المزني 987 \ 40 - ابن بابويه في
أماليه: بإسناده عن الصادق - عليه السلام - في حديث مقتله - عليه السلام
-: إن الحسين - عليه السلام - قال لاصحابه: قوموا فاشربوا [ من ] (6)
الماء يكون آخر زادكم، وتوضأوا واغتسلوا واغسلوا ثيابكم لتكون أكفانكم. ثم
صلى بهم الفجر وعبأهم تعبئة الحرب، وأمر بحفيرته التي حول عسكره، فاضرمت
بالنار ليقاتل القوم من وجه واحد، وأقبل رجل من عسكر عمر بن سعد - لعنه
الله - على فرس [ له ] (7) يقال له: ابن
(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر والبحار: جويرة. (3 و 4) من المصدر
والبحار. (5) عيون المعجزات: 65 وعنه البحار: 44 \ 187 ذح 16 والعوالم: 17
\ 52 ح 1. (6) من المصدر والبحار. (7) من البحار.
[ 474 ]
[ أبي ] (1) جويرية المزني. فلما نظر إلى النار تتقد صفق بيده، ونادى: يا
حسين وأصحاب الحسين، أبشروا بالنار، فقد تعجلتموها في الدنيا. (فقال
الحسين - عليه السلام -: من الرجل ؟ فقيل: ابن [ أبي ] (2) جويرية المزني)
(3). (فقال الحسين - عليه السلام -: اللهم أذقه عذاب النار في الدنيا)
(4). فنفر
به فرسه، فألقاه في تلك النار فاحترق. (5)
الثالث والثلاثون استجابة دعائه
على تميم بن حصين 988 \ 41 - ابن بابويه في أماليه: بإسناده عن الصادق -
عليه السلام - في حديث المقتل: ثم خرج (6) رجل آخر يقال له: تميم بن
الحصين الفزاري، فنادى: يا حسين ويا أصحاب الحسين، أما ترون إلى ماء
الفرات يلوح كأنه بطون الحيات (7) والله لا ذقتم منه قطرة [ واحدة ] (8)
حتى تذوقوا الموت جرعا (9). فقال الحسين - عليه السلام -: من الرجل ؟
فقيل: تميم بن الحصين.
(1 و 2) من المصدر والبحار. (3 و 4) ليس في نسخة " خ ". (5) أمالي الصدوق:
134 قطعة من ح 1 وعنه البحار: 44 \ 316 ذح 1 والعوالم: 17 \ 166. (6) في
المصدر والبحار: " ثم برز من عسكر عمر بن سعد " بدل " خرج ". (7) في
المصدر: الحيتان. (8) من نسخة " خ ". (9) في المصدر والبحار: جزعا.
[ 475 ]
فقال الحسين - عليه السلام -: هذا وأبوه من أهل النار. اللهم اقتل هذا
عطشا في هذا اليوم. قال: فخنقه العطش حتى سقط عن فرسه، فوطأته الخيل
بسنابكها فمات. (1)
الرابع والثلاثون استجابة دعائه على محمد بن الاشعث
989 \ 42 - ابن بابويه: بإسناده، عن الصادق - عليه السلام - في حديث
المقتل: ثم أقبل آخر من عسكر عمر بن سعد - عليه اللعنة - يقال له، محمد بن
الاشعث بن قيس الكندي، فقال: يا حسين بن فاطمة أية حرمة لك من رسول الله
ليست لغيرك ؟ فتلا (2) الحسين - عليه السلام - هذه الاية: (إن الله اصطفى
آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض) (3)
الاية. ثم قال: والله إن محمدا لمن آل إبراهيم، وإن العترة الهادية لمن آل
محمد، من الرجل ؟ فقيل: محمد بن الاشعث [ بن قيس ] (4) الكندي. فرفع
الحسين - عليه السلام - رأسه إلى السماء وقال: اللهم ار محمد بن الاشعث
ذلا في هذا اليوم (5) لا تعزه بعد هذا اليوم أبدا، فعرض له
(1) أمالي الصدوق: 134، وعنه البحار: 44 \ 317 والعوالم: 17 \ 166. (2) في
المصدر: قال. (3) آل عمران: 33. (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: اللهم إن محمدا بن الاشعث ذلاني، وفي خ. ل: ذللني.
[ 476 ]
عارض فخرج من العسكر يتبرز، فسلط الله عليه عقربا، فلدغته، فمات بادي
العورة. (1) 990 \ 43 - ابن شهراشوب: روي أن الحسين - عليه السلام - دعا [
وقال: ] (2) اللهم إنا أهل (بيت) (3) نبيك وذريته (وقرابته) (4) فاقصم من
ظلمنا وغصبنا حقنا، إنك سميع قريب. فقال محمد بن الاشعث: واي قرابة بينك
وبين محمد - صلى الله عليه وآله - ؟ فقرأ الحسين: (إن الله اصطفى آدم
ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض) (5)، ثم
قال: اللهم أره في هذا (6) اليوم ذلا عاجلا. فبرز ابن الاشعث [ للحاجة ]
(7) فلسعته عقرب على ذكره (فسقط) (8) وهو يستغيث ويتقلب (9) على حدثه.
(10)
(1) أمالي الصدوق: 134 وعنه البحار: 44 \ 317 والعوالم: 17 \ 166. (2) من
البحار. (3) ليس في نسخة " خ ". (4) ليس في نسخة " خ ". (5) آل عمران: 33.
(6) في المصدر والبحار ونسخة " خ ": أرني فيه. (7) من المصدر والبحار. (8)
ليس في المصدر ونسخة " خ ". (9) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل:
وينقلب، وفي نسخة " خ ": فانقلب. (10) مناقب آل أبي طالب: 4 \ 57 - 58،
وعنه البحار: 45 \ 302 والعوالم: 17 \ 615 ح 5.
[ 477 ]
الخامس والثلاثون استجابة دعائه - عليه السلام - على رجل من بني أبان بن
دارم 991 \ 44 - ثاقب المناقب: عن القاسم بن الاصبغ بن نباتة قال:
حدثني من شهد عسكر الحسين - صلوات الله عليه - ان الحسين - عليه السلام -
لما غلب على عسكره العطش، ركب المسناة (1) يريد الفرات، فقال رجل من بني
ابان بن دارم: حولوا بينه وبين الماء، ورمى بسهم فاثبته في حنكه. فقال -
عليه السلام -: اللهم اظمئه، اللهم اظمئه، فوالله ما لبث الرجل إلا يسيرا
حتى صب الله عليه الظمأ. قال القاسم بن اصبغ: لقد رأيته وبين يديه قلال
فيها الماء وانه يقول (2): ويلكم اسقوني قتلني الضمأ، فيعطى القلة (3) أو
العس [ الذي ] (4) كأن احدهما يروي (5) أهل بيت، فيشربه ثم يقول: ويلكم
اسقوني قتلني الضمأ. قال: فوالله ما لبث الا يسيرا حتى انقد بطنه انقداد
بطن البعير. وفي رواية اخرى: النار توقد من خلفه والثلج موضوع من قدامه،
وهو يقول: اسقوني إلى آخر الكلام. (6)
(1) المسناة: سد يبنى لحجز ماء السيل. " لسان العرب ". (2) في المصدر:
ليقول. (3) القلة: إناء من الفخار يشرب منها " المعجم الوسيط ". (4) من
المصدر، والعس: القدح الكبير. (5) في المصدر: مرويا. (6) الثاقب في
المناقب: 341 ح 287.
[ 478 ]
992 \ 45 -
ابن شهراشوب: عن فضائل العشرة، عن أبي السعادات: بالاسناد في خبر، أنه لما
رماه الرامي بسهم فاصاب حنكه وجعل يلقي الدم ثم يقول: هكذا إلى السماء
فكان هذا الدارمي يصيح من
الحر (في) (1) بطنه والبرد في ظهره بين يديه المراوح والثلج وخلفه الكانون
والنار وهو يقول: اسقوني [ فيشرب العس ثم يقول اسقوني ] (2) أهلكني العطش،
قال: فانقد بطنه. (3)
السادس والثلاثون استجابة دعائه - عليه السلام - على
ابن جوزة - لعنه الله - 993 \ 46 - ابن شهراشوب: عن ابن بطة في الابانة،
وابن جرير في التاريخ: إنه نادى الحسين - عليه السلام - ابن جوزة فقال: يا
حسين ابشر فقد تعجلت النار في الدنيا قبل الاخرة. قال: ويحك انا ؟ قال:
نعم. قال: ولي رب رحيم وشفاعة نبي مطاع [ كريم ] (4)، اللهم إن كان عندك
كاذبا فجره إلى النار. قال: فما هو الا ان ثنى عنان فرسه فوثب (به) (5)
فرمى به وبقيت
(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر والبحار ونسخة " خ ". (3) مناقب آل أبي
طالب: 4 \ 56 وعنه البحار: 45 \ 301 والعوالم: 17 \ 613. (4) من المصدر.
(5) ليس في المصدر.
[ 479 ]
رجله في
الركاب [ ونفر الفرس ] (1) فجعل يضرب برأسه كل حجر وشجر حتى مات. وفي
رواية غيرهما (2): اللهم جره إلى النار، وأذقه حرها في الدنيا
قبل مصيره إلى الاخرة، فسقط عن فرسه في الخندق، وكان فيه نار فسجد الحسين
- عليه السلام -. (3)
السابع والثلاثون استجابة دعائه - عليه السلام - على
عبد الله بن الحصين 994 \ 47 - ابن شهراشوب: عن ابن بابويه وتاريخ الطبري:
قال أبو القاسم الواعظ: نادى رجل: يا حسين انك لن تذوق من الفرات قطرة حتى
تموت أو تنزل على حكم الامير. فقال الحسين - عليه السلام -: اللهم اقتله
عطشا ولا تغفر له ابدا، فغلب عليه العطش فكان يعب المياه ويقول: واعطشا
حتى تقطع. تاريخ الطبري [ انه كان ] (4) هذا المنادي عبد الله بن الحصين
الازدي، رواه حميد بن مسلم وفي رواية: كان رجلا من دارم. (5)
(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: غيرها. (3)
مناقب آل أبي طالب: 4 \ 56 وعنه البحار: 45 \ 301 والعوالم: 17 \ 613 -
614. ورواه ابن جرير الطبري في تاريخه: 5 \ 430. (4) من المصدر والبحار.
(5) مناقب آل أبي طالب: 4 \ 56 وعنه البحار: 45 \ 301 ح 3 والعوالم: 17 \
613 ح 3. ورواه ابن جرير الطبري في تاريخه: 5 \ 412.
[ 480 ]
الثامن والثلاثون استجابة دعائه - عليه السلام - على رجل 995 \ 48 - ابن
شهراشوب: من أمالي أبي سهل القطان: يرويه عن ابن عيينة قال: ادركت من قتلة
الحسين رجلين، أما أحدهما فانه طال
ذكره حتى كان يلفه. وفي رواية كان يحمله على عاتقه. وأما الاخر فانه كان
يستقبل الراوية [ فيشربها إلى آخرها ] (1) ولا يروى، وذلك إنه نظر إلى
الحسين، وقد أهوى إلى فيه بماء وهو يشرب فرماه بسهم. فقال الحسين - عليه
السلام -: لا أرواك الله من الماء في دنياك ولا [ في ] (2) اخرتك. (3)
التاسع والثلاثون استجابة دعائه - عليه السلام - على رجل 996 \ 49 - ابن
شهراشوب: قال في رواية ان رجلا من كلب رماه بسهم فشك شدقه (4). فقال
الحسين - عليه السلام - لا ارواك الله، فعطش الرجل حتى رمى (5) نفسه في
الفرات وشرب حتى مات. (6)
الاربعون استجابة دعائه - عليه السلام - على رجل
(1) من المصدر والبحار. (2) من البحار. (3) مناقب آل أبي طالب: 4 \ 56
وعنه البحار: 45 \ 300 والعوالم: 17 \ 613 ح 2. (4) الشك: هو الطعن والخرق
إلى العظم، والشدق: زاوية الفم من باطن الخدين. (5) في المصدر والبحار:
ألفى. (6) مناقب آل أبي طالب: 4 \ 56، وعنه البحار: 45 \ 300 والعوالم: 17
\ 316 ذح 2.
[ 481 ]
996 \ 50 - ابن
شهراشوب: من تاريخ الطبري ان رجلا من كندة، يقال له مالك بن اليسر، أتى
الحسين - عليه السلام - بعدما ضعف من كثرة الجرحات فضربه على رأسه بالسيف،
وعليه برنس من خز. فقال - عليه السلام -: لا أكلت بها ولا شربت، وحشرك مع
الظالمين،
فألقى ذلك البرنس من رأسه فأخذه الكندي فاتى به أهله. فقالت امرأته: أسلب
(1) الحسين تدخله [ في ] (2) بيتي ؟ (اخرج فوالله لا تدخل بيتي أبدا) (3)،
فلم يزل فقيرا حتى هلك. (4)
|