السيد هاشم البحراني ج 4
[ 1 ]
بنياد معارف اسلامي تأسيس 1362 قم (24)
مدينة معاجز الائمة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر تأليف العلم
العلامة السيد هاشم البحراني " قدس سره " الجزء الرابع مؤسسة المعارف
الاسلامية
[ 2 ]
هوية الكتاب: إسم
الكتاب: مدينة معاجز الائمة الاثني عشر ودلائل الحجج على البشر ج 4.
تأليف: السيد هاشم بن سليمان البحراني - رحمه الله -. تحقيق ونشر: مؤسسة
المعارف الاسلامية \ بإشراف الشيخ عزة الله المولائي. صف الحروف: مؤسسة
المعارف الاسلامية. الطبعة: الاولى 1414 ه. ق. المطبعة: حافظ العدد: 2000
نسخة.
[ 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[ 4 ]
جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لمؤسسة المعارف الاسلامية ايران - قم المقدسة ص. ب - 768 \ 37185 تلفون 32009
[ 5 ]
الثامن والثمانون البرقة 1048 \ 101 - السيد الرضي في المناقب الفاخرة في
العترة الطاهرة: قال أخبرنا أحمد بن المظفر، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد
الحافظ، عن محمد بن محمد بن الاشعث، عن موسى بن إسماعيل، قال: حدثني أبي،
عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد - عليه السلام -، عن أبيه، عن جده علي بن
الحسين - عليهم السلام - أن الحسن والحسين كانا يلعبان عند النبي - صلى
الله عليه وآله - في ليلة مظلمة، ومكثا عنده حتى ذهب عالية الليل، فقال
لهما: انصرفا إلى أبيكما. فخرجا ومعهما رسول الله - صلى الله عليه وآله -،
فبرقت لهما برقة فما زالت حتى دخلا ورسول الله قائم ينظر، فقال: الحمد لله
الذي أكرم أهل بيتي. (1) 1049 \ 102 - ابن شهر اشوب في كتاب المناقب: عن
أحمد بن حنبل في المسند، وابن بطة في الابانة، والنطنزي في الخصائص،
والخرگوشي في شرف المصطفى - واللفظ له -: وروى جماعة عن أبي صالح، عن أبي
هريرة، وعن صفوان بن يحيى، وعن محمد بن علي بن الحسين، وعن علي بن موسى
الرضا، وعن أمير المؤمنين - عليه السلام - أن
(1) تقدم في المعجزة: 45 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -.
[ 6 ]
الحسن والحسين كانا يلعبان عند النبي - صلى الله عليه وآله - حتى مضى عامة
الليل، ثم قال لهما: انصرفا إلى امكما، فبرقت برقة، فما زالت تضئ لهما حتى
دخلا على فاطمة - عليها السلام - والنبي - صلى الله عليه وآله - ينظر إلى
البرقة، وقال: الحمد لله الذي أكرمنا أهل البيت. وقد رواه السمعاني وأبو
السعادات [ في فضائليهما ] (1): عن أبي جحيفة، إلا أنهما تفردا في حق
الحسن (2) - عليه السلام -. ورواه ابن الفارسي في روضة الواعظين: عن علي
بن أبي طالب - عليه السلام -. (3)
التاسع والثمانون النور الذي مشى فيه
وأخوه الحسن - عليهما السلام - والمطر الذي لم يصبهما والجني الذي حرسهما
1050 \ 103 - ابن بابويه في أماليه: قال حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل -
رحمه الله -، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، قال: حدثنا أحمد بن
أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن زيد الشحام، عن أبي
عبد الله الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي الباقر، عن أبيه -
عليهم السلام - قال: مرض النبي - صلى الله عليه وآله - المرضة
(1) من المصدر. (2) في المصدر: الحسين. (3) مناقب آل أبي طالب: 3 \ 390.
روضة الواعظين: 166 وأورده أبو سعيد الخرگوشي في شرف النبي - صلى الله
عليه وآله - (ترجمته) 5: 273.
وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 45 مع معاجز الامام الحسن - عليه السلام
-.
[ 7 ]
التي عوفي منها، فعادته فاطمة سيدة النساء - عليها السلام - ومعها الحسن
والحسين - عليهما السلام - قد اخذت الحسن بيدها اليمنى و [ أخذت ] (1)
الحسين بيده اليسرى، وهما يمشيان وفاطمة بينهما، حتى دخلوا منزل عائشة،
فقعد الحسن - عليه السلام - على جانب رسول الله - صلى الله عليه وآله -
الايمن والحسين - عليه السلام - على جانب رسول الله - صلى الله عليه وآله
- الايسر، فأقبلا يغمزان ما بينهما (2) من بدن رسول الله - صلى الله عليه
وآله - فما أفاق النبي - صلى الله عليه وآله - من نومه فقالت فاطمة -
عليها السلام - للحسن والحسين - عليهما السلام - حبيبي إن جدكما اغفى (3)
فانصرفا ساعتكما هذه، ودعاه حتى يفيق وترجعان إليه. فقالا: لسنا ببارحين
في وقتنا هذا، فاضطجع الحسن - عليه السلام - على عضد النبي - صلى الله
عليه وآله - الايمن والحسين - عليه السلام - على عضده الايسر، [ فغفيا ]
(4) فانتبها قبل أن ينتبه النبي - صلى الله عليه وآله -، وقد كانت فاطمة -
عليها السلام - حين ناما إنصرفت إلى منزلها [، فقالا لعائشة: ما فعلت امنا
؟ قالت: لما نمتما رجعت إلى منزلها ] (5) فخرجا في ليلة ظلماء مدلهمة (6)
ذات رعد وبرق، وقد أرخت السماء عزاليها (7) فسطع لهما
(1) من المصدر. (2) في المصدر: ما يليهما. (3) في المصدر: قد غفى، وغفا
غفوا وغفوا، نام أو نعس. (4) من المصدر والبحار. (5) من المصدر والبحار.
(6) إدلهم الظلام: كثف. (7) العزالي: جمع العزلاء وهو فم المزادة الاسفل،
فشبه إتساع المطر واندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة " الجزري ".
[ 8 ]
نور فلم يزالا يمشيان في ذلك النور، والحسن آخذ بيد اليمنى على يد الحسين
اليسري، وهما يتماشيان ويتحدثان حتى أتيا حديقة بني النجار فلما بلغا
الحديقة حارا، فبقيا لا يعلمان أين يأخذان. فقال الحسن للحسين: إنا قد
حرنا وبقينا على حالتنا هذه، وما ندري أين نسلك، فلا علينا ان ننام (1) في
وقتنا هذا حتى نصبح، فقال له الحسين - عليه السلام -: دونك يا أخي فافعل
ما ترى فاضطجعا [ جميعا ] (2) واعتنق كل واحد منهما صاحبه وناما. وانتبه
النبي - صلى الله عليه وآله - من نومته التي نامها، فطلبهما في منزل فاطمة
فلم يكونا فيه، وافتقدهما فقام (النبي) (3) - صلى الله عليه وآله - قائما
على رجليه وهو يقول إلهي وسيدي ومولاي هذان شبلاي (4) خرجا من المخمصة
والمجاعة، اللهم أنت وكيلي عليهما، فسطع للنبي - صلى الله عليه وآله -
نور، فلم يزل يمضي في ذلك النور حتى أتى حديقة بني النجار، فإذا هما
نائمان قد إعتنق كل واحد منهما صاحبه، وقد تقشعت (5) السماء فوقهما كطبق
فهي تمطر أشد (6) مطر ما رآه الناس قط، وقد منع الله عز وجل المطر منهما
في البقعة التي هما فيها نائمان، لا يمطر عليهما قطرة وقد إكتنفتهما حية [
لها شعرات ] (7) كآجام القصب، وجناحان: جناح قد
(1) في المصدر: فلا عليك أن تنام. (2) من المصدر والبحار.
(3) ليس في المصدر. (4) الشبل بالكسر: ولد الاسد إذا أدرك الصيد " المجلسي
- رحمه الله - ". (5) قشعت الريح السحاب أي كشفه، فانقشع وتقشع " المجلسي
- رحمه الله - ". (6) في المصدر والبحار: كأشد. (7) من المصدر والبحار.
[ 9 ]
غطت به الحسن، وجناح قد غطت به الحسين - عليهما السلام -. فلما أن بصر
بهما النبي - صلى الله عليه وآله - تنحنح، فانسابت الحية، وهي تقول اللهم
إني اشهدك واشهد ملائكتك ان هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه، ودفعتهما
إليه صحيحين سالمين. فقال لها النبي - صلى الله عليه وآله - أيتها الحية
ممن أنت ؟ قالت (1): أنا رسول الجن إليك. (قال:) (2) وأي الجن ؟ قالت: جن
نصيبين، نفر من بني مليح، نسينا آية من كتاب الله عز وجل فبعثوني (3) إليك
لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله، فلما بلغت (4) هذا الموضع سمعت (5) مناديا
ينادي: أيتها الحية ! هذان شبلا رسول الله - صلى الله عليه وآله -
فاحفظيهما من العاهات والافات من طوارق الليل والنهار، فقد حفظتهما
وسلمتهما إليك سالمين صحيحين. وأخذت الحية الاية وانصرفت، وأخذ النبي -
صلى الله عليه وآله - الحسن فوضعه على عاتقه الايمن، ووضع الحسين على
عاتقه الايسر، وخرج علي - عليه السلام - فلحق برسول الله - صلى الله عليه
وآله -، فقال له بعض أصحابه: (6) بأبي أنت وامي، إدفع إلى أحد شبليك اخفف
عنك.
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: فمن انت ؟ قال. (2) ليس في نسخة " خ ". (3) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: فبعثنا. (4 و 5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بلغنا....
سمعنا. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: علي - عليه السلام -.
[ 10 ]
فقال: امض [ فقد ] (1) سمع الله كلامك وعرف مقامك، وتلقاه اخر فقال بابي
انت وامي ادفع إلي احد شبليك اخفف عنك. فقال: أمض فقد سمع الله كلامك وعرف
مقامك، فتلقاه علي - عليه السلام - فقال: بابي أنت وامي [ يا رسول الله ]
(2) إدفع إلي أحد شبلي وشبليك حتى اخفف عنك فالتفت النبي - صلى الله عليه
وآله - إلى الحسن - عليه السلام - فقال: يا حسن هل تمضي إلى كتف ابيك ؟
فقال له: والله يا جداه إن كتفك لاحب إلي من كتف أبي. ثم إلتفت إلى الحسين
- عليه السلام - فقال: يا حسين هل تمضي إلى كتف أبيك ؟ فقال له: [ والله ]
(3) يا جداه اني لاقول لك كما قال أخي الحسن: إن كتفك لاحب إلي من كتف
أبي. فأقبل بهما إلى منزل فاطمة - عليها السلام - وقد ادخرت لهما تميرات
فوضعتها بين أيديهما، فاكلا وشبعا وفرحا. فقال لهما النبي - صلى الله عليه
وآله - قوما [ الان ] (4) فاصطرعا، فقاما ليصطرعا، وقد خرجت فاطمة في بعض
حاجتها فدخلت فسمعت النبي - صلى الله عليه وآله - [ وهو ] (5) يقول: ايه
يا حسن شد على الحسين
فاصرعه. فقالت له: يا أبت واعجبا أتشجع هذا على هذا ؟ اتشجع الكبير على
الصغير ؟
(1) من المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار، وفي الاصل: إدفع لي. (3 - 5) من المصدر والبحار.
[ 11 ]
فقال لها: يا بنية أما ترضين أن أقول [ أنا: ] (1) يا حسن شد على الحسين
فاصرعه وهذا حبيبي جبرائيل يقول: يا حسين شد على الحسن فاصرعه. (2)
التسعون الملك الذي حرسه وأخاه الحسن - عليهما السلام - 1051 \ 104 -
السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال ومن طريق الحشوية، عن سليمان بن
اسحاق بن [ سليمان بن ] (3) علي بن عبد الله بن العباس قال: سمعت أبي يوما
يحدث: أنه كان يوما عند هارون الرشيد، فجرى ذكر علي بن أبي طالب - عليه
السلام - فقال الرشيد: تتوهم العوام أني أبغض عليا وأولاده، والله ما ذلك
كما يظنون وان الله يعلم شدة حبي لعلي والحسن والحسين ومعرفتي بفضلهم -
عليهم السلام -. ولقد حدثني أمير المؤمنين أبي، عن المنصور أنه حدثه، عن
أبيه، عن جده، عن عبد الله بن عباس أنه قال: كنا ذات يوم عند رسول الله -
صلى الله عليه وآله - إذ قبلت فاطمة - عليها السلام - وقالت: إن الحسن
والحسين - عليهما السلام - خرجا فما أدري أين باتا. فقال رسول الله - صلى
الله عليه وآله - إن الذي خلقهما ألطف بهما مني ومنك، ثم رفع النبي - صلى
الله عليه وآله - يده إلى السماء وقال: اللهم احفظهما
وسلمهما.
(1) من المصدر والبحار. (2)
امالي الصدوق: 360 ح 8. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 47 من معاجز
الامام الحسن - عليه السلام -. (3) من المصدر.
[ 12 ]
فهبط جبرائيل - عليه السلام - وقال: يا محمد ! لا تغتم فإنهما سيدان في
الدنيا والاخرة، وأبوهما خير منهما هما في حظيرة بني النجار نائمان، وقد
وكل الله بهما ملكا يحفظهما. فقام رسول الله - صلى الله عليه وآله -
وأصحابه حتى أتى (1) الحضيرة فإذا الحسن معانق الحسين - صلوات الله عليهما
- وملك موكل بهما جاعلا أحد جناحيه تحتهما وأظلهما بالاخر. فانكب (2)
النبي - صلى الله عليه وآله - يقبلهما حتى انتبها فحمل الحسن على عاتقه
اليمنى، والحسين على عاتقه اليسرى، وجبرائيل معه، حتى خرجا من الحظيرة،
والنبي - صلى الله عليه وآله - يقول: لاشرفنكما اليوم كما شرفكما الله
تعالى، فتلقاه أبو بكر بن أبي قحافة، فقال: يا رسول الله ناولني أحدهما
(حتى) (3) أحمله واخفف عنك. فقال - صلى الله عليه وآله -: نعم المطية
مطيتهما ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما. (قال:) (4) حتى أتى - صلى
الله عليه وآله - المسجد فأمر بلالا فنادى في الناس، فاجتمعوا في المسجد،
فقام - صلى الله عليه وآله - على قدميه وهما على عاتقيه وقال: معاشر
المسلمين ألا ادلكم على خير الناس جدا
وجدة ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال - صلى الله عليه وآله - الحسن
والحسين جدهما محمد سيد
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأصحابه إلى. (2) في المصدر: فأكب. (3 و 4) ليس في المصدر.
[ 13 ]
المرسلين وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة، أيها الناس ألا
أدلكم على خير الناس أبا واما ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال الحسن
والحسين - عليهما السلام - أبوهما علي بن أبي طالب وامهما فاطمة سيدة نساء
العالمين. وفي رواية اخرى عن ابن عباس هذا الحديث إلا انه: فحمل النبي -
صلى الله عليه وآله - الحسن وحمل جبرائيل الحسين - عليهما السلام - والناس
يروون أن النبي - صلى الله عليه وآله - حمله. وقد تقدم هذا الحديث من طريق
إبن بابويه بطرق كثيرة، عن الاعمش في معاجز الحسن بن علي - عليهما السلام
-، وهو الحديث الثامن والاربعون والحديث طويل ذكرته بطوله هناك من أراد
الوقوف عليه فليقف عليه من هناك وهو حديث حسن عجيب. (1)
الحادي والتسعون
الملك الموكل بحفظه وحفظ أخيه الحسن - عليهما السلام - 1052 \ 105 - عن
ابن عباس: قال كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله -
وإذا بفاطمة الزهراء قد أقبلت تبكي، فقال: لها رسول الله - صلى الله عليه
وآله - ما يبكيك يا فاطمة ؟ فقالت يا أبة إن الحسن والحسين - عليهما
السلام - قد غابا عنى هذا اليوم
(1) عيون المعجزات: 60 - 61.
[ 14 ]
وقد طلبتهما في بيوتك فلم أجدهما ولا أدري أين هما، وأن عليا راح إلى
الدالية منذ خمسة أيام يسقي بستانا له، وإذا أبو بكر قائم بين يدي النبي -
صلى الله عليه وآله - فقال له: يا ابا بكر اطلب [ لي ] (1) قرة عيني ثم
قال: يا عمر ويا سلمان ويا اباذر ويا فلان قوموا فاطلبوا قرة عيني. قال:
فاحصيت (2) على رسول الله - صلى الله عليه وآله - أنه وجه سبعين رجلا في
طلبهما، فغابوا ساعة ثم رجعوا ولم يصيبوهما فاغتم النبي - صلى الله عليه
وآله - (لذلك) (3) غما شديدا فوقف عند باب المسجد وقال: اللهم بحق إبراهيم
خليلك وبحق آدم صفيك إن كان قرتا عيني وثمرتا فؤادي اخذا برا أو بحرا
فاحفظهما وسلمهما من كل سوء يا أرحم الراحمين. (قال:) (4) فإذا جبرائيل
(5) - عليه السلام - قد هبط من السماء وقال: يا رسول الله لا تحزن ولا
تغتم فإن الحسن والحسين فاضلان في الدنيا والاخرة وقد وكل الله بهما ملكا
يحفظهما ان قاما وان قعدا وان ناما وهما في حضيرة بني النجار ففرح النبي -
صلى الله عليه وآله - بذلك وسار وجبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره (6)
والمسلمون من حوله حتى دخلوا حضيرة بني
(1) من المصدر.
(2) في المصدر: أحصينا. (3 و 4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: بجبرائيل. (6) في المصدر: شماله.
[ 15 ]
النجار، وذلك (الملك) (1) الموكل بهما قد جعل أحد جناحيه تحتهما والاخر
فوقهما وعلى كل واحد منهما دراعة من صوف والمداد على شفتيهما وإذا الحسن
معانق للحسين - عليهما السلام - [ وهما نائمان فجثى النبي - صلى الله عليه
وآله - على ركبتيه ولم يزل يقبلهما حتى استيقظا ] (2) فحمل رسول الله -
صلى الله عليه وآله - الحسين وجبرائيل الحسن - عليهم السلام -. وخرج النبي
- صلى الله عليه وآله - من الحضيرة وهو يقول: معاشر الناس إعلموا أن من
أبغضهما (فهو) (3) في النار ومن أحبهما فهو في الجنة، ومن كرامتهما على
الله تعالى سماهما في التوراة شبرا وشبيرا. (4)
الثاني والتسعون الملك
الذي بصورة ثعبان يحرسهما - عليهما السلام - 1053 \ 106 - الشيخ فخر الدين
النجفي: عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال اهدي إلى النبي - صلى الله
عليه وآله - قطف من العنب في غير أوانه، فقال لي: يا سلمان ائتني بولدي
الحسن والحسين ليأكلا معي من هذا العنب [ قال سلمان الفارسي ] (5) فذهبت
أطرق (6) عليهما منزل
(1) ليس في
المصدر. (2) من المصدر. (3) ليس في نسخة " خ ".
(4) منتخب الطريحي: 269 - 270 وقد تقدم في المعجزة: 51 من معاجز الامام
الحسن - عليه السلام -. (5) من المصدر. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل:
أطوف.
[ 16 ]
امهما فلم أرهما، فاتيت منزل اختهما ام كلثوم (1) فلم أرهما فجئت فخبرت
النبي - صلى الله عليه وآله - بذلك فاضطرب ووثب قائما، وهو يقول: واولداه،
واقرة عليناه من يرشدني عليهما فله على الله الجنة (2). فانزل الله
جبرائيل - عليه السلام - من السماء وقال: يا محمد علام هذا الانزعاج ؟
فقال: على ولدي الحسن والحسين فإني خائف عليهما من كيد اليهود. فقال
جبرائيل: يا محمد [ بل ] (3) خف عليهما من كيد المنافقين، فإن كيدهم أشد
من كيد اليهود، وإعلم يا محمد إن ابنيك الحسن والحسين - عليهما السلام -
نائمين في حديقة الدحداح. فسار (النبي) (4) - صلى الله عليه وآله - من
وقته وساعته إلى الحديقة، وأنا معه حتى دخلنا الحديقة فإذا هما نائمان وقد
إعتنق أحدهما الاخر، وثعبان في فيه طاقة ريحان يروح بها وجههما. فلما راى
الثعبان النبي - صلى الله عليه وآله - القى ما كان في فيه وقال: السلام
عليك يارسول الله، لست أنا ثعبانا ولكن ملك من ملائكة [ الله ] (5)
(1) لعل المراد باختهما ام كلثوم هي خالتهما التي كانت في الجاهلية تحت
احد ابني ابي لهب والا اختهما زينب الصغرى يومئذ لم تكن ولدت.
(2) امثال هذا الحديث الذي يفيد بأن النبي - صلى الله عليه وآله - لم يكن
يعلم أين هما - عليهما السلام - ؟ وهو - صلى الله عليه وآله - معصوم لا
يطرق عليه السهو ولا النسيان ولا الجهل والخطاء معاذنا الله عن ذلك فاما
أن نحمل على أحسن الوجوه واما أن نخطئها. (3) من المصدر. (4) ليس في
المصدر. (5) من المصدر.
[ 17 ]
الكروبيين غفلت عن ذكر ربي طرفة عين، فغضب علي ربي، ومسخني ثعبانا كما
ترى، وطردني من السماء إلى الارض ولي (1) منذ سنين كثيرة أقصد كريما على
الله فأسأله أن يشفع لي عند ربي عسى أن يرحمني ويعيدني [ ملكا ] (2) كما
كنت أولا إنه على كل شئ قدير. قال: فجثى النبي - صلى الله عليه وآله -
يقبلهما حتى إستيقظا فجلسا على ركبتي النبي - صلى الله عليه وآله - فقال
لهما النبي - صلى الله عليه وآله - إنطرا يا ولدي (إلى هذا المسكين.
فقالا: ما هذا يا جدنا قد خفنا من قبح منظره. فقال: يا ولدي) (3) هذا ملك
من ملائكة الله الكروبيين قد غفل عن ذكر ربه طرفة عين فجعله [ الله ] (4)
هكذا وأنا استشفع (5) إلى الله تعالى بكما فاشفعا له، فوثب الحسن والحسين
- عليهما السلام - فأسبغا الوضوء وصليا ركعتين وقالا: أللهم بحق جدنا
الجليل الحبيب محمد المصطفى، وبأبينا علي المرتضى وبامنا فاطمة الزهراء
إلا ما رددته إلى حالته الاولى. قال: فما استقر (6) دعاؤهما وإذا بجبرائيل
قد نزل من السماء في
رهط من الملائكة، وبشر ذلك الملك برضاء الله تعالى عليه وبرده إلى
(1) كذا في المصدر والاصل، ولعل الصحيح: اني. (2) من المصدر. (3) ما بين
القوسين ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) في المصدر: مستشفع. (6) في
المصدر: فما استتم.
[ 18 ]
سيرته الاولى،
ثم ارتفعوا به إلى السماء وهم يسبحون الله تعالى. ثم رجع جبرائيل - عليه
السلام - إلي وهم متبسم، فقال: يارسول إن ذلك الملك يفتخر على ملائكة
السبع السموات، ويقول لهم: من مثلي وأنا في شفاعة السيدين (السندين) (1)
السبطين (الحسن والحسين - عليهما السلام -) (2). (3)
الثالث والتسعون
الحية التي حرستهما 1054 \ 107 - تاريخ البلاذري: قال حدث محمد بن يزيد
المبرد النحوي باسناد ذكره قال: إنصرف النبي - صلى الله عليه وآله - إلى
منزل فاطمة - عليها السلام - فراها قائمة خلف بابها، فقال: ما بال حبيبتي
هاهنا ؟ فقالت: إبناك خرجا غدوة وقد خفي (4) علي خبرهما، فمضى النبي - صلى
الله عليه وآله - يقفو أثرهما حتى صار إلى كهف جبل فوجدهما نائمين وحية
مطوقة عند رؤوسهما. فاخذ (النبي - صلى الله عليه وآله -) (5) حجرا فاهوى
إليها، فقالت: السلام عليك السلام عليك يا رسول الله والله ما أقمت (6)
عند رأسهما الا
حراسة لهما فدعا لها بخير.
(1 و 2)
ليس في المصدر. (3) منتخب الطريحي: 261 - 262. وقد تقدم في المعجزة: 52 من
معاجز الامام الحسن - عليه السلام -. (4) في كتاب مثير الاحزان لابن نما:
غبي. (5) ليس في مثير الاحزان. (6) في مثير الاحزان: ما نمت.
[ 19 ]
ثم حمل الحسن على كتفه اليمنى والحسين على كتفه اليسرى فنزل جبرائيل -
عليه السلام - فاخذ الحسين - عليه السلام - وحمله فكانا بعد ذلك يفتخران
فيقول الحسن - عليه السلام - حملني خير أهل الارض فيقول الحسين حملني خير
أهل السماء وفي ذلك قال حسان بن ثابت. فجاء وقد ركبا عاتقيه * فنعم المطية
والراكبان (1)
الرابع والتسعون البرقة لهما - عليهما السلام - 1055 \ 108
- أبو هريرة: قال: بينا نحن نصلي مع النبي - صلى الله عليه وآله - وكان
إذا سجد وثب الحسن والحسين - عليهما السلام - على ظهره - صلوات الله عليه
وآله وعليهما - فإذا أراد ان يركع أخذهما اخذا رفيقا حتى يضعهما على
الارض، فإذا عاد عادا حتى قضى رسول الله - صلى الله عليه وآله - صلواته
فانصرف ووضعهما على فخذيه. قال: قمت إليه وقلت: يا رسول الله أنا اذهب
بهما ؟ قال: لا. قال: فبرقت لهما برقة قال: إلحقا بامكما، فما زالا في
ضوئها حتى
دخلا. (2)
(1) لم نجده في تاريخ
البلاذري، ونقله ابن نما في كتابه مثير الاحزان: 21 - 22 وعنه البحار: 43
\ 316. (2) تقدم في المعجزة: 50 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -.
[ 20 ]
الخامس والتسعون معرفتهما - عليهما السلام - ألف ألف لغة 1056 \ 109 - سعد
بن عبد الله في بصائر الدرجات: قال حدثنا سلمة بن الخطاب، عن سليمان بن
سماعة، و عبد الله بن محمد، عن عبد الله بن القاسم، عن سماعة بن مهران،
عمن حدثه عن الحسن بن حي وأبي الجارود ذكراه عن أبي سعيد عقيصا الهمداني.
قال: قال الحسن بن علي - عليهما السلام - إن لله مدينة بالمشرق بالمغرب
على كل واحدة [ منهما ] (1) سور من حديد في كل سور سبعون ألف مصراع ذهبا
يدخل في كل مصراع سبعون ألف لغة آدمي، ليس منها لغة الا وهي مخالفة
للاخرى، وما منها لغة إلا وقد علمناها وما فيها وما بينهما ابن نبي غيري
وغير أخي وأنا الحجة عليهم. (2)
السادس والتسعون هدية النبق والخرنوب
والسفرجل والرمان من جبرائيل لهما - عليهم السلام - من الفردوس الاعلى
1057 \ 110 - ثاقب المناقب: عن أبي الحسن عامر بن عبد الله، عن أبيه، عن
الصادق، عن آبائه، عن الحسين - عليهم السلام - قال: دخلت مع الحسين - عليه
السلام - على جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعنده جبرائيل - عليه
السلام - في صورة دحية الكلبي وكان دحية إذا قدم من الشام على رسول
(1) من المصدر.
(2) مختصر بصائر الدرجات: 11. وقد تقدم في المعجزة: 32 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -.
[ 21 ]
الله - صلى الله عليه وآله - حمل لي ولاخي خرنوبا ونبقا [ وتينا ] (1)
فشبهناه بدحية بن خليفة الكلبي (قال - عليه السلام -: فجعلنا نفتش كمه)
(2). فقال جبرائيل - عليه السلام -: يارسول الله ما يريدان ؟ قال: إنهما
شبهاك بدحية بن خليفة الكلبي وإن دحية كان يحمل لهما إذا قدم من الشام
نبقا [ وتينا ] (3) وخرنوبا. قال: فمد جبرائيل - عليه السلام - يده إلى
الفردوس الاعلى، فأخذ منه نبقا وخرنوبا وسفرجلا ورمانا فملانا به حجرنا.
فخرجنا مستبشرين، فلقينا أبونا أمير المؤمنين علي - عليه السلام -، فنظر
إلى ثمرة لم ير مثلها في الدنيا، فاخذ من هذا ومن هذا [ واحدا واحدا ] (4)
ودخل على رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو يأكل فقال: يا أبا الحسن
كل وادفع إلي أوفر نصيب فإن جبرائيل - عليه السلام - أتى به آنفا. (5)
السابع والتسعون البطيخ والرمان والسفرجل والتفاح الذي نزل من السماء 1058
\ 111 - ثاقب المناقب: عن علي بن الحسين، عن أبيه - عليهما السلام - قال:
اشتكى الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهما السلام - وبرئ ودخل بعقبة مسجد
النبي - صلى الله عليه وآله - فسقط في صدره فضمه النبي - صلى الله عليه
(1) من المصدر. (2) بدل ما بين القوسين في المصدر هكذا: فإن دحية كان يجعلنا نفتش كمه. (3 و 4) من المصدر.
(5) الثاقب في المناقب: 312 ح 1. وقد تقدم في المعجزة: 38 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -.
[ 22 ]
وآله -، وقال: فداك جدك تشتهي شيئا ؟ قال: نعم أشتهي خربزا فأدخل النبي -
صلى الله عليه وآله - يده تحت جناحه ثم هزه إلى السقف. [ قال حذيفة:
فأتبعته بصري، فلم ألحقه، وإني لا راعي السقف ] (1) ليعود منه فإذا هو قد
دخل (2)، وثوبه من طرف حجره معطوف، ففتحه بين يدي النبي - صلى الله عليه
وآله - [ وكان فيه ] (3) بطيختان ورمانتان وسفرجلتان وتفاحتان فتبسم رسول
الله - صلى الله عليه وآله - وقال: الحمد لله الذي جعلكم مثل خيار بني
اسرائيل ينزل إليكم رزقكم من جنات النعيم، إمض فداك جدك وكل انت وأخوك
وأبوك وامك واخبأ لجدك نصيبا. فمضى الحسن - عليه السلام - وكان أهل البيت
- عليهم السلام - يأكلون من سائر الاعداد ويعود حتى قبض رسول الله - صلى
الله عليه وآله - فتغير البطيخ، فأكلوه فلم يعد، ولم يزالوا كذلك إلى ان
قبضت فاطمة - عليها السلام -، فتغير الرمان فأكلوه فلم يعد، ولم يزالوا
كذلك حتى قبض أمير المؤمنين - عليه السلام - فتغير السفرجل، فأكلوه فلم
يعد، وبقيت التفاحتان معي ومع أخي. فلما كان يوم آخر عهدي بالحسن وجدتها
عند رأسه قد تغيرت فأكلتها، وبقيت الاخرى معي. [ وروي ] (4) عن أبي محيص
أنه قال: كنت بكربلاء مع عمر بن سعد
(1) من المصدر.
(2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فإذا هو رجل. (3 و 4) من المصدر.
[ 23 ]
- لعنه الله -، فلما كرب (1) الحسين - عليه السلام - العطش أخرجها (2) من
ردنه، واشتمها وردها، فلما صرع - عليه السلام - فتشته فلم أجدها، وسمعت
صوتا من رجال رأيتهم ولم يمكنني الوصول إليهم أن الملائكة تتلذذ بروائحها
عند قبره عند طلوع الفجر وقيام النهار، وفي الحديث طول اخذت موضع الحاجة.
وروى أبو موسى في مصنفه فضائل البتول - عليها السلام -: أتى (3)
بالرمانتين والسفرجلتين [ والتفاحتين ] (4) وأعطى الحسن والحسين - عليهما
السلام - وأهل البيت يأكلون [ منها ] (5)، فلما توفيت فاطمة - عليها
السلام - تغير الرمان والسفرجل والتفاحتان بقيتا معهما فمن زار الحسين -
عليه السلام - من مخلصي شيعته بالاسحار وجد رائحتها. ولست أدري [ ان
الامرين ] (6) واحد ام إثنان ؟ وقد اختلفا في الرواية (7). (8).
الثامن
والتسعون الجام الذي نزل وفيه التحفة 1059 \ 112 - ثاقب المناقب: عن علي -
عليه السلام - قال: بينما رسول
(1) في
المصدر: ركب. (2) في المصدر: إستخرجها. (3) في المصدر: أن جبرئيل جاء. (4
- 6) من المصدر. (7) في المصدر: وقد وقع الاختلاف في الرواية والله أعلم.
(8) الثاقب في المناقب: 53 ح 2. وقد تقدم في المعجزة: 113 من معاجز الامام
أمير المؤمنين - عليه السلام -.
[ 24 ]
الله - صلى الله عليه وآله - يتضور جوعا إذ اتاه جبرائيل - عليه السلام -
بجام من الجنة [ فيه تحفة من تحف الجنة ] (1) فهلل الجام وهللت التحفة في
يده وسبحا وكبرا وحمدا. فناولها (2) أهل بيته، ففعلوا مثل ذلك، فهم أن
يتناولها بعض أصحابه فتناوله جبرائيل - عليه السلام - وقال له: كلها،
فإنها تحفة من الجنة أتحفك الله بها، وإنها ليست تصلح إلا لنبي أو وصي
نبي. فأكل - صلى الله عليه وآله - وأكلنا وإني لاجد حلاوتها [ إلى ] (3)
ساعتي هذه. (4)
التاسع والتسعون الطبق الذي نزل وفيه الكعك والزبيب والتمر
1060 / 113 - ثاقب المناقب: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، مرسلا، قال: دخل
رسول الله - صلى الله عليه وآله - على فاطمة - عليها السلام - وذكر فضل
نفسها وفضل زوجها و (فضل) (5) ابنيها في حديث طويل. فقالت - عليها السلام
- [: يا رسول الله والله ] (6) لقد باتا وانهما لجائعان (7)
(1) من المصدر. (2) في المصدر: فتناولهما. (3) من المصدر. (4) الثاقب في
المناقب: 55 ح 5. وقد تقدم في المعجزة: 34 من معاجز الامام أمير المؤمنين
- صلوات الله عليه -. (5) ليس في المصدر.
(6) من المصدر. (7) في المصدر: ابناي جائعين.
[ 25 ]
فقال - صلى الله عليه وآله -: يا فاطمة قومي فهاتي القصاع (1) [ من المسجد
] (2)، فقالت: يا رسول الله وما هنا من قصاع (3). قال: يا فاطمة قومي فانه
من اطاعني فقد اطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله. قال: فقامت [ فاطمة ]
(4) إلى المسجد وإذا هي بقصاع مغطى، قال: فوضعته قدام النبي - صلى الله
عليه وآله - (فقام النبي - صلى الله عليه وآله -) (5) فإذا [ هو طبق ] (6)
مغطى بمنديل شامي. فقال: دعا بعلي وايقظ (7) الحسن والحسين - عليهما
السلام -، ثم كشف عن الطبق فإذا فيه كعك أبيض ككعك الشام، وزبيب يشبه زبيب
الطائف، وتمر يشبه العجوة ويسمى الرائع، وفي رواية غيره وصيحاني مثل
صيحاني المدينة فقال [ لهم ] (8) النبي - صلى الله عليه وآله -: كلوا. (9)
(1) في المصدر: العفاص، وقد شرحناها في
ذيل حديث 146 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -. (2) من
المصدر. (3) في المصدر: مالنا من عفاص. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر.
(6) من الصمدر. (7) في المصدر: علي بعلي وأيقظي.
(8) من المصدر. (9) الثاقب في المناقب: 55 ح 6. وقد تقدم في المعجزة: 146
من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -.
[ 26 ]
المائة الرمانة التي نزلت 1061 / 114 - ثاقب المناقب: عن سليمان الديلمي،
عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: مطروا بالمدينة مطرا جوادا فلما ان
تقشعت (1) السحابة خرج رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومعه عدة من [
أصحابه ] (2) المهاجرين والانصار وعلي - عليه السلام - ليس في القوم. فلما
خرجوا من باب المدينة، جلس النبي - صلى الله عليه وآله - ينتظر عليا -
عليه السلام -، وأصحابه حوله، فبينما هو كذلك إذا قبل علي - عليه السلام -
من المدينة، فقال جبرائيل - عليه السلام - [ يا محمد ] (3) هذا علي قد
أتاك نقي الكفين نقي القلب (4) يمشي كمالا ويقول صوابا تزول الجبال ولا
يزول. فلما دنا من النبي - صلى الله عليه وآله -، أقبل يمسح وجهه بكفه
ويمسح (به وجه علي ويمسح به وجه نفسه) (5) - صلى الله عليه وآله - وهو
يقول أنا المنذر وأنت الهادي من بعدي فأنزل الله على نبيه كلمح البصر: *
(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * (6). قال: فقام النبي - صلى الله عليه
وآله - ثم إرتفع جبرائيل - عليه السلام -، ثم رفع رأسه فإذا [ هو ] (7)
بكف أشد بياضا من الثلج قد ادلت رمانة أشد خضرة
(1) في المصدر: أن انقشعت. (2 و 3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: نقي الكعب.
(5) كذا في المصدر، وفي الاصل بدل ما بين القوسين: بدنه. (6) الرعد: 7. (7) من المصدر.
[ 27 ]
من الزمرد فأقبلت الرمانة تهوي إلى النبي - صلى الله عليه وآله - بضجيج.
فلما صارت في يده عض منها عضات ثم دفعها إلى علي - عليه السلام - ثم قال
له: كل وافضل لابنتي وابني يعني الحسن والحسين (وفاطمة) (1) - عليهم
السلام -. ثم إلتفت إلى الناس، وقال أيها الناس هذه هدية من [ عند ] (2)
الله إلي وإلى وصيي وإلى ابنتي وإلى سبطي فلو أذن الله (لي) (3) ان آتيكم
منها لفعلت فاعذروني عافاكم الله. فقال سلمان: جعلني الله فداك ما (4) كان
ذلك الضجيج ؟ قال: ان الرمانة لما اجتنيت ضجت الشجرة التسبيح. فقال: جعلت
فداك، ما تسبيح الشجرة ؟ قال: سبحان من سبحت له الشجرة الناضرة، سبحان ربي
الجليل، سبحان من قدح من أغصانها (5) النار المضيئة، سبحان ربي الكريم،
ويقال: إنه من تسبيح مريم - عليها السلام. (6)
الحادي ومائة الطبق الذي
نزل وفيه الرطب والجفنة من الثريد 1062 / 115 - ثاقب المناقب: عن علي -
عليه السلام - قال: اتاني رسول
(1)
ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) ليس في نسخة " خ ".
(4) في المصدر: جعلت فداك فما. (5) في المصدر: قضبانه. (6) الثاقب في
المناقب: 56 ح 7. وقد تقدم في المعجزة: 112 من معاجز الامام أمير المؤمنين
- عليه السلام -.
[ 28 ]
الله - صلى الله عليه وآله - في منزلي ولم يكن طعمنا (منه) (1) منذ ثلاثة
أيام. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: يا علي هل عندك من شئ ؟ فقلت
(2): والذي أكرمك بالكرامة، ما طعمت أنا وزوجتي وابناي منذ ثلاثة أيام.
فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: يا فاطمة ادخلي البيت، وانظري هل
تجدين شيئا ؟ فقالت: خرجت الساعة، فقلت: يا رسول الله أدخلها أنا ؟ فقال:
ادخل بسم الله، فدخلت، فإذا أنا بطبق عليه رطب وجفنة من ثريد، فحملتها إلى
النبي - صلى الله عليه وآله - فقال: أرأيت (3) الرسول الذي حمل هذا الطعام
؟ فقلت: نعم. فقال: كيف هو ؟ قلت: من بين أحمر و أخضر وأصفر، فقال: كل خط
من جناح جبرائيل - عليه السلام - مكلل بالدر والياقوت. فأكلنا من الثريد
حتى شبعنا فما رؤى الاخذ من أصابعنا وأيدينا (4). (5) (هامش) * (1) ليس في
المصدر.
(2) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال. (3) كذا في المصدر وفي الاصل: أفرأيت.
(4) كذا في المصدر، وفي الاصل: فما اورى من أصابعنا. (5) الثاقب في
المناقب: 57 ح 8. وقد تقدم في المعجزة: 108 من معاجز الامام أمير المؤمنين
- عليه السلام -.
[ 29 ]
الثاني ومائة القصران اللذان رآهما النبي - صلى الله عليه وآله - له -
عليه السلام - ولاخيه الحسن في الجنة أحدهما أخضر والآخر أحمر 1063 / 116
- روي: ان الحسن الزكي لما دنت وفاته ونفدت ايامه (1) وجرى السم في بدنه
واعضائه تغير لون وجهه ومال بدنه إلى الزرقة والخضرة (فبكى الحسن - عليه
السلام -) (2) فقال [ له اخوه ] (3) الحسين - عليه السلام -: مالي أرى [
لون ] (4) وجهك مائلا إلى الخضرة ؟ فبكى الحسن - عليه السلام - وقال له [
يا اخي لقد ] (5) صح حديث جدي في وفيك ثم مد يده إلى أخيه الحسين واعتنقه
طويلا وبكيا كثيرا. فقال الحسين - عليه السلام -: يا أخي ما حدثك جدي (6)،
وما [ ذا ] (7) سمعت منه ؟ فقال: أخبرني جدي رسول الله - صلى الله عليه
وآله - أنه قال: [ لما ] (8) مررت ليلة المعراج بروضات الجنان، ومنازل أهل
الايمان، فرأيت قصرين عاليين متجاورين على صفة واحدة، لكن أحدهما من
الزبرجد الاخضر، والآخر من الياقوت الاحمر، استحسنتهما وشاقني حسنهما.
فقلت: يا أخي جبرائيل لمن يكونان هذان القصران (9) ؟
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: وقعدت أيام حياته.
(2) ليس في المصدر. (3 - 5) من المصدر. (6) في المصدر: جدك. (7 و 8) من المصدر. (9) في المصدر: لمن هذين القصرين.
[ 30 ]
فقال: أحد هما لولدك الحسن، والاخر لولدك الحسين - عليهما السلام فقلت: يا
أخي جبرائيل لم لا يكونان (1) على لون واحد ؟ فسكت ولم يرد على جوابا.
فقلت (له) (2): يا أخي (لم) (3) لا تتكم ؟ فقال: حياء (منك) (4) يا محمد !
فقلت له: بالله عليك، إلا ما أخبرتني. فقال: أما خضرة قصر الحسن فإنه يسم
ويخضرلونه عند موته. وأما حمرة قصر الحسين فأنه يقتل، ويذبح، ويخضب وجهه،
وشيبه (5) وبدنه من دمائه، فعند ذالك بكيا وضج (الناس) (6) بالبكاء
والنحيب على فقد حبيبي الحبيب. (7)
الثالث ومائة المكتوب على باب الجنة
1064 / 117 - عن ابن عباس: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه واله -:
لما عرج بى إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا لا اله الا الله محمد
رسول الله على حبيب الله الحسن والحسين صفوة الله فاطمة امة الله على
(1) في المصدر: لا يكون. (2) ليس في المصدر.
(3 و 4) ليس في نسخة " خ ". (5) في المصدر: شيبته. (6) ليس في نسخة " خ "
(7) منتخب الطريحي: 180. وقد تقدم في المعجزة: 67 من معاجز الامام الحسن -
عليه السلام -.
[ 31 ]
باغضيهم (1) لعنة الله. (2) 1065 / 118 - أبو الحسن محمد بن شاذان في
المناقب المائة: عن موسى بن جعفر (3)، عن ابيه، عن جده، عن الحسين بن على
- عليهم السلام - قال: قال الرسول - صلى الله عليه وآله -: دخلت الجنة،
فرأيت على بابها مكتوبا بالذهب (4): لاإله إلا الله، محمد حبيب الله (5)
على بن أبى طالب ولى الله [، فاطمة أمة الله، ] (6) الحسن والحسين صفوة
الله، على محبيهم رحمة الله، على مبغضيهم لعنة الله (7). والروايات كثيرة
تقدم كثير منها من طرق الخاصة والعامة في معاجز أمير المؤمنين - عليه
السلام -. (8)
الرابع ومائة المكتوب على ذقن الحورية 1066 / 119 - جامع
الاخبار: عن النبي - صلى الله عليه واله -، قال: من قرأ (9) بسم الله
الرحمن الرحيم، بنى الله له في الجنة سبعين ألف قصر من ياقوته حمراء، في
كل قصر، سبعون ألف بيت من لؤلؤة بيضاء، في كل * (هامش) (1) في المصدر: على
باغضهم بالصيغة المفردة، وفى نسخة " خ ": بغضتهم على وزن فعله. (2) كشف
الغمة: 1 / 94 و 526. وقد تقدم في المعجزة: 68 من معاجز الامام الحسن -
عليه السلام -. (3) الحديث في المصدر مستند. (4) في المصدر: بالنور.
(5) في المصدر: رسول الله. (6) من المصدر. (7) مائة منقبة: 87، المنقبة:
54. (8) قد تقدم كثير منها فى ج 2 / 354 معجزة 415. (9) في المصدر: من قال
(*).
[ 32 ]
بيت، سبعون سرير، من زبر جدة خضراء، فوق كل سرير، سبعون ألف فراش من سندس
واستبرق، وعليه زوجة من الحور العين، ولها سبعون ألف ذؤابة مكللة بالدر
والياقوت، [ مكتوب ] (1) على خدها الايمن: محمد رسول الله، وعلى خدها
الايسر: علي ولي الله، وعلى جبينها (2): الحسن، وعلى ذقنها: الحسين، وعلى
شفتيها: بسم الله الرحمن الرحيم. قلت: يارسول الله لمن هذه الكرامة ؟ قال:
لمن يقول (3) بالحرمة والتعظيم: بسم الله الرحمن الرحيم. (4)
الخامس ومائه
الملك الذى نزل على صفة الطير 1067 / 120 - ابن شهر اشوب في كتاب المعالم:
إن ملكا نزل من السماء على صفة الطير، فقعد على يد النبي - صلى الله عليه
واله -، فسلم عليه بالنبوة، وعلى يد علي - عليه السلام - فسلم عليه
بالوصية، وعلى يدى الحسن والحسين، عليهما السلام - فسلم عليهما بالخلافة.
فقال رسول الله: - صلى الله عليه واله -: لم لم تقعد على يدفلان ؟ فقال:
أنالا أقعد أرضا عليها عصي الله، فكيف أقعد على يد عصت الله ؟ (5)
(1) من المصدر. (2) في المصدر: على جنبيها.
(3) كذا في المصدر والبحار. وفى الاصل: يقوم. (4) جامع الاخبار: 42. وقد
تقدم في المعجزة: 420 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -. (5)
مناقب ال أبى طالب: 3 / 392. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 61 من
معاجز الامام الحسن - عليه السلام -.
[ 33 ]
السادس ومائة الملك الذي نزل يبشر النبي - صلى الله عليه واله - أن الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة 1068 / 121 - المفيد في أماليه: قال: أخبرني
أبو حفص عمربن محمد بن عمر الصير في، قال: أخبرنا محمد بن إدريس، قال:
حدثنا الحسن بن عطية، قال: حدثنا رجل، يقال له: إسرائيل (1)، عن ميسرة بن
حبيب، عن المنهال، عن زربن حبيش، عن حذيفة، قال: قال لي النبي - صلى الله
عليه واله -: أما رأيت الشخص الذى اعترض لي ؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال:
ذلك ملك لم يهبط قط إلى الارض قبل الساعة، إستأذن الله عز وجل في السلام
على علي، فأذن له فسلم عليه، وبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. (2) 1069 / 122 - ومن طريق
المخالفين، وما ذكره في الجزء الثالث من حلية الاولياء أبو نعيم:
بالاسناد، عن حذيفة بن اليمان، قال: قالت [ لي ] (3) امي: متى عهدك بالنبي
- صلى الله عليه واله - ؟ قلت: مالى به عهد، منذ كذا وكذا. فقالت متى ؟
(1) هو اسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق
السبيعي الهمداني الكوفى، روى عن ميسرة بن حبيب النهدي. (2) أمالي المفيد:
22 ح 4. وقد تقدم مع تخريباته في المعجزة: 9 من معاجز الامام أمير
المؤمنين - عليه السلام -. (3) من المصدر.
[ 34 ]
قلت لها: دعيني فإني اتيه فاصلي معه المغرب، وأسأله أن يستغفر لي ولك. [
قال ] (1): فأتيته وهو يصلي المغرب، فصلى حتى صلى العشاء، ثم انصرف، وخرج
من المسجد، فسمعته يعرض عارض (2) له في الطريق فتأخرت، ثم دنوت فسمع النبي
- صلى الله عليه واله - نقيضى (3) من خلفه، فقال: من هذا ؟ قلت: حذيفة.
فقال: ما جاء بك يا حذيفة ؟ ! فأخبرته، فقال: غفر الله لك ولامك يا حذيفة،
أما رأت العارض الذى عرض (لي) (4). قلت بلى. قال: ذلك ملك لم يهبط إلى
الارض قبل الساعة، فاستأذن الله في السلام علي، وبشرني بان الحسن والحسين،
سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. (5)
السابع ومائة
الفرجة المكشوطة إلى العرش 1070 / 123 - شرف الدين النجفي في تأويل الآيات
الباهرة في
(1) من المصدر.
(2) في المصدر: فسمعت بعرض عرض له. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: فسمع
بعض من خلفه والنقيض: الصوت. (4) ليس في المصدر. (5) حلية الاولياء: 4 /
190. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 72 من معاجز الامام الحسن - عليه
السلام -.
[ 35 ]
العترة الطاهرة: عن الشيخ أبي جعفر الطوسي - قدس الله روحه - عن رجاله، عن
عبد الله بن عجلان السكوني، قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام - يقول: بيت
علي وفاطمة [، من ] (1) حجرة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وسقف
بيتهم، عرش رب العالمين. وفي قعر بيوتهم، فرجة مكشوطة إلى العرش (، هي)
(2) معراج الوحي، والملائكة (تنزل) (3) عليهم بالوحي صباحا ومساء، و [ في
] (4) كل ساعة، وطرفة عين، والملائكة لا ينقطع فوجهم، فوج ينزل، وفوج
يصعد، وأن الله تبارك وتعالى كشف (5) لابراهيم - عليه السلام - عن
السموات، حتى أبصر العرش. وان الله زاد في قوة ناظر محمد وعلي وفاطمة
والحسن والحسين - صلوات الله عليهم -، وكانوا يبصرون العرش، ولا يجدون
لبيوتهم سقفا غير العرش، فبيوتهم مسقفة بعرش الرحمن، ومعارج [: معراج ]
(6) الملائكة، والروح [ فوج بعد فوج لاإنقطاع لهم. وما من بيت من بيوت
الائمة منا إلا وفيه معراج الملائكة لقول الله عزوجل * (تنزل الملائكة
والروح ] (7) فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام) * (8).
(1) من المصدر.
(2) ليس في المصدر. (3) ليس في نسخة " خ ". (4) من المصدر. (5) في المصدر: كشط، وهما بمعنى واحد. (6 و 7) من المصدر. (8) القدر: 4.
[ 36 ]
[ قال: قلت " من كل أمر " ؟ ] (1) قال: بكل أمر. فقلت: هذا التنزيل ؟ قال:
نعم. (2)
الثامن ومائة أنه - عليه السلام - يرى عند الاحتضار 1071 / 124 -
عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: إذا بلغت نفس المؤمن الحنجرة، وأهوى
ملك الموت بيده إليها، يرى قرة عين، يقال له: انظر عن يمينك، فيرى رسول
الله - صلى الله عليه وآله - وعليا وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام
- فيقولون [ له ] (3): إلينا إلى الجنة. والله لو بلغت روح عدونا إلى
صدره، فاهوى ملك الموت بيده إليها لابد أن يقال: انظر عن يسارك، فيرى
منكرا ونكيرا يهد دانه بالعذاب (4). والاحاديث بذلك كثيرة، تقدمت في باب
معاجز أمير المؤمنين - عليه السلام -.
(1) من المصدر.
(2) تأويل الآيات: 2 / 818 ح 4. وقد تقدم في المعجزة: 461 من معاجز الامام
أمير المؤمنين - عليه السلام -. (3) من المصدر. (4) منتخب الطريحي: 159.
وقد تقدم في المعجزة: 81 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -.
[ 37 ]
التاسع ومائة نور بجانب العرش 1072 / 125 - عن عبد الله بن أبي أوفى (1)،
عن رسول الله - صلى الله عليه وآله - أنه قال: لما خلق الله إبراهيم
الخليل، كشف له عن بصره، فنظر إلى جانب العرش، [ فرأى ] (2) نورا، فقال:
إلهي وسيدي ماهذا النور ؟ قال: يا إبراهيم هذا نور محمد صفيي (3). فقال:
إلهي وسيدي، [ إني ] (4) أرى إلى جانبه نورا آخر. قال: يا ابراهيم هذا
(نور) (5) علي ناصر ديني. قال: إلهي وسيدي [ إني ] (6) أرى جانبهما نورا [
آخر ] (7) ثالثا، يلي النورين. قال: يا ابراهيم هذه فاطمة، تلي أباها
وبعلها، فطمت محبيها من النار. قال: إلهي وسيدي [ إني ] (8) أرى نورين
يليان الانوار الثلاثة. قال: يا ابراهيم هذان الحسن والحسين، يليان أباهما
وأمهما وجدهما.
(1) كذا في الروضة والعوالم، وفي الفضائل: إلى عبد الله بن أبي وقاص.
(2) من العوالم. (3) في الروضة: صفوتي. (4) من الروضة والفضائل. (5) ليس في المصدرين. (6 - 8) من المصدرين.
[ 38 ]
قال: إلهي وسيدي [ إني ] (1) أرى تسعة أنوار [ قد ] (2) أحدقوا بالخمسة
الانوار. قال: يا ابراهيم [ هؤلاء الائمة من ولدهم، فقال: إلهي وسيدي فبمن
يعرفون ؟ قال: يا ابراهيم ] (3) أولهم علي بن الحسين ومحمد ولد علي وجعفر
ولد محمد وموسى ولد جعفر وعلي ولد موسى ومحمد ولد علي ولد محمد والحسن ولد
علي ولد محمد والحسن ولد علي ومحمد ولد الحسن القائم المهدي. قال: إلهي
وسيدي أرى عدة أنوار حولهم لا يحصي عدتهم إلا أنت. قال (4): يا إبراهيم
هؤلاء شيعتهم محبوهم. قال إلهي [ وسيدي ] (5) وبم يعرف شيعتهم محبوهم ؟
قال: يا إبراهيم بصلوات [ الاحدى و ] (6) الخمسين، والجهر ببسم الله
الرحمن الرحيم، والقنوت قبل الركوع وسجدة الشكر، والتختم باليمين. قال
إبراهيم: إلهي اجعلني من شيعتهم ومحبيهم.
قال: قد جعلتك [ منهم ] (7)، فانزل الله فيه: (وإن من شيعته لابراهيم إذ
جاء ربه بقلب سليم) * (8).
(1 - 3) من المصدرين. (4) كذا في المصدرين، وفي الاصل: قيل. (5 - 7) من المصدرين. (8) الصافات: 83، 84.
[ 39 ]
قال المفضل بن عمر: إن أبا حنيفة (1) لما أحس بالموت، روى هذا الخبر،
وسجد، فقبض في سجدته. (2) 1073 / 126 - وذكر شرف الدين النجفي في كتاب
تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة: قال: روى الشيخ محمد بن العباس
(3) - رحمه الله -، عن محمد بن وهبان، عن أبي جعفر محمد بن علي (بن
ابراهيم) (4) بن رحيم، عن العباس بن محمد قال: حدثني أبي، عن الحسن بن علي
بن أبي حمزة، قال: حدثني أبي، عن أبي بصير يحيى بن أبي القاسم قال: سأل
جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمد الصادق - عليه السلام - عن تفسير هذه
الآية * (وإن من شيعته لابراهيم) *. فقال - عليه السلام -: إن الله سبحانه
لما خلق إبراهيم - عليه السلام - كشف له عن بصره فنظر فرأى نورا إلى جنب
العرش، فقال: إلهي ما هذا النور ؟ فقيل له: هذا نور محمد - صلى الله عليه
وآله - صفوتي من خلقي. ورأى نورا إلى جنبه فقال: الهي ما هذا النور ؟ فقيل
له: هذا نور علي بن أبي طالب - عليه السلام - ناصر ديني ورأى إلى جنبيهما
(5) ثلاثة أنوار فقال: إلهي وما هذه الانوار ؟
فقيل: هذا نور فاطمة فطمت محبيها من النار، ونور ولديها الحسن
(1) في المصدرين: إن إبراهيم - عليه السلام - وهو أبو حنيفة الشيعي. (2)
فضائل شاذان بن جبرائيل: 158 والروضة له: 33 - 34. وقد تقدم في المعجزة:
82 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -. (3) كذا في المصدر وفي الاصل:
الحسن. (4) ليس في المصدر. (5) في المصدر: جنبهم.
[ 40 ]
والحسين - عليهم السلام -. ورأى تسعة أنوار قد حفوا بهم [ فقال: إلهي وما
هذه الانوار التسعة ؟ ] (1). قيل: يا ابراهيم هؤلاء الائمة من ولد علي
وفاطمة. فقال ابراهيم: الهي بحق هؤلاء الخمسة إلا عرفتني من التسعة ؟ قيل:
يا ابراهيم أولهم علي بن الحسين وابنه محمد وابنه جعفر وابنه موسى وابنه
علي وابنه محمد وابنه علي وابنه الحسن والحجة القائم ابنه. فقال ابراهيم:
الهي (وسيدي ارى أنوارا قد احدقوا بهم لا يحصي عددهم الا انت. قيل: يا
ابراهيم) (2) هؤلاء (شيعتهم و) (3) شيعة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب -
عليه السلام - فقال ابراهيم: وبما تعرف شيعته ؟ قال: بصلاة احدى وخمسين،
والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والقنوت قبل الركوع، والتختم في اليمين،
فعند ذلك قال ابراهيم: اللهم
اجعلني من شيعة أمير المؤمنين، قال ابراهيم: اللهم اجعلني من شيعة أمير
المؤمنين، قال: فاخبر الله في كتابه فقال: * (وإن من شيعته لابراهيم) *
(4). (5)
(1) من المصدر. (2) ليس في نسخة: " خ ". (3) ليس في نسخة: " خ ". (4)
الصافات: 83. (5) تأويل الآيات: 12 / 496 ح 9، وعنه البحار: 36 / 151 ح
131 وج 85 / 80 ح 20 وتفسير =
[ 41 ]
العاشر ومائة زهو النبي - صلى الله عليه وآله - وجبرائيل - عليه السلام -
به وبأخيه الحسن - عليهما السلام - 1074 / 127 - سعد بن عبد الله: عن محمد
بن عيسى بن عبيد، عن أبي محمد عبد الله بن حماد الانصاري، عن صباح المزني،
عن الحارث ابن الخضيرة، عن الاصبغ بن نباتة قال: دخلت على أمير المؤمنين -
عليه السلام - والحسن والحسين - عليهما السلام - عنده وهو ينظر إليهما
نظرا شديدا. فقلت له: بارك الله فيهما، وبلغهما في أنفسهما، والله اني
لاراك تنظر إليهما نظرا شديدا فتطيل (1) النظر إليهما. فقال نعم، يا أصبغ
ذكرت لهما حديثا. فقلت: حدثني به جعلت فداك. فقال: كنت في ضيعة لي، فاقبلت
النهار في شدة الحر، وأنا جائع فقلت لابنة محمد - صلى الله عليه وآله
وعليها -: أعندك شئ نطعمه (2) ؟ فقامت لتهئ (3) لي شيئا، حتى إذا إنفلت من
الصلاة (4) قد
حضرت، أقبل الحسن والحسين - عليهما السلام - حتى جلسا في حجرها،
= البرهان: 4 / 20 ح 2 ومستدرك الوسائل: 4 / 187 ح 11 واثبات الهداة: 1 /
646 ح 787 وص 656 ح 838. (1) كذا في المصدر، وفي الاصل: تطيل. (2) في
المصدر: تطعمينيه. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: تهئ. (4) كذا في المصدر،
وفي الاصل: إذا قلت إن الصلاة.
[ 42 ]
فقالت لهما: (يا بني) (1) ما حبسكما وابطاكما [ عني ؟ ] (2). قالا: حبسنا
رسول الله - صلى الله عليه وآله - وجبرائيل. فقال الحسن - عليه السلام -:
أنا كنت في حجر رسول الله - صلى الله عليه وآله -، والحسين - عليه السلام
- في حجر جبرائيل. عليه السلام -، فكنت انا أثب من حجر رسول الله - صلى
الله عليه وآله - إلى حجر جبرائيل - عليه السلام -، وكان الحسين يثب من
حجر جبرائيل - عليه السلام - إلى حجر رسول الله - صلى الله عليه وآله -،
حتى إذا زالت الشمس، قال جبرائيل - عليه السلام - قم فصل، فإن الشمس قد
زالت، فعرج جبرائيل إلى السماء وقام رسول الله - صلى الله عليه وآله -
(يصلي) (3) فجئنا. فقلت: يا أمير المؤمنين في أي صورة نظر إليه الحسن
والحسين - عليهما السلام - ؟ فقال: في الصورة التي كان ينزل فيها على رسول
الله - صلى الله عليه وآله -. فلما حضرت الصلاة، خرجت فصليت مع رسول الله
- صلى الله عليه وآله -، فلما انصرف من صلاته، فقلت: يا رسول الله إني كنت
في ضيعة لي،
فجئت نصف النهار وأنا جائع، فسألت ابنة محمد هل عندك شئ فتطعمينيه ؟ فقامت
لتهئ لي شيئا حتى [ إذا ] (4) أقبل ابناك الحسن والحسين - عليهما السلام
-، حتى جلسا في حجر أمهما فسألتهما: ما أبطأكما وما
(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر، وفيه: انفلت من الصلاة قد احضرت أقبل الحسن.
[ 43 ]
حبسكما عني ؟ فسمعتهما يقولان: حبسنا رسول الله - صلى الله عليه وآله -
وجبرائيل - عليه السلام -، فقالت (1): حبسكما جبرائيل ورسول الله - صلى
الله عليه وآله - ؟ فقال الحسن - عليه السلام -: كنت أنا في حجر رسول الله
- صلى الله عليه وآله -، والحسين - عليه السلام - في حجر جبرائيل - عليه
السلام -، فكنت أنا أثب من حجر رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى حجر
جبرائيل - عليه السلام - و [ كان ] (2) الحسين يثب من حجر جبرائيل، - عليه
السلام - إلى حجر رسول الله - صلى الله عليه وآله -. فقال رسول الله - صلى
الله عليه وآله -: صدق ابناي، مازلت أنا وجبرائيل - عليه السلام - نزهو
بهما، منذ أصبحنا إلى أن زالت الشمس. فقلت: يا رسول الله فبأي صورة كانا
يريان جبرائيل - عليه السلام - ؟ فقال: في الصورة التي كان ينزل فيها علي.
(3)
الحادي عشر ومائة ذكر الدابة البحرية له - عليه السلام -
1075 / 128 - صاحب بستان الواعظين: قال: روي عن محمد بن إدريس، قال: رأيت
بمكة اسقفا، وهو يطوف بالكعبة، فقلت له: ما الذي رغب بك عن دين آبائك ؟
(1) في المصدر: فقلت. (2) من المصدر. (3) مختصر بصائر الدرجات: 68 - 69.
وقد تقدم في المعجزة: 92 من معاجز الامام الحسن. ولم نعثر على مصدر آخر
حتى نطابقه معه ولهذا ابقيت بعض كلماته مبهمة.
[ 44 ]
فقال: تبدلت خيرا منه. فقلت له: كيف ذلك ؟ قال: ركبت البحر (فلما توسطنا
البحر) انكسر بنا المركب، فعلوت لوحا فلم تزل الامواج تدفعني حتى رمتني في
جزيرة من جزائر البحر، فيها أشجار كثيرة، ولها ثمر أحلى من الشهد، وألين
من الزبد، وفيها نهر جار عذب، فحمدت الله على ذلك، فقلت: آكل من الثمر،
وأشرب من هذا النهر حتى يأتيني الله بالفرج. فلما ذهب النهار، خفت على
نفسي من الدواب فعلوت شجرة من تلك الاشجار، فنمت على غصن منها، فلما كان
في جوف الليل، فإذا بدابة على وجه الماء تسبح الله، وتقول: لا إله إلا
الله العزيز الجبار، محمد رسول الله النبي المختار، علي بن أبي طالب سيف
الله على الكفار، فاطمة وبنوها صفوة الجبار، لعى مبغضيهم لعنة الجبار،
ومأواهم جهنم وبئس القرار.
فلم تزل تكرر هذه الكلمات، حتى طلع الفجر، ثم قالت: لا إله إلا الله صادق
الوعد والوعيد، محمد رسول الله الهادي الرشيد، علي ذو البأس الشديد،
وفاطمة وبنوها خيرة الرب الحميد، فعلى مبغضيهم لعنة الرب المجيد. فلما
وصلت البر إذا رأسها رأس نعامة، ووجهها وجه إنسان، وقوائمها (قوائم) (1)
بعير، وذنبها ذنب سمكة، فخفت على نفسي الهلكة، فهربت بنفسي أمامها، فوقفت،
ثم قالت لي: إنسان قف وإلا
(1) ليس في نسخة " خ ".
[ 45 ]
هلكت، فوقفت. فقالت: ما دينك ؟ فقلت: النصرانية. فقالت: ويحك ارجع إلى دين
الاسلام فقد حللت بفناء قوم من مسلمي الجن، لاينجو منهم إلا من كان مسلما.
قلت: وكيف الاسلام ؟ قالت: تشهد أن لاإله إلا الله، وأن محمدا رسول الله،
فقلتها فقالت: تمم إسلامك بموالاة علي بن أبي طالب، وأولاده والصلاة
عليهم، والبراءة من أعدائهم. قلت: ومن آتاكم بذلك ؟ فقالت: قوم منا حضروا
عند رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فسمعوه يقول: إذا كان يوم القيامة،
تأتي الجنة فتنادي بلسان طلق: يا إلهي قد وعدتني، تشد أركاني وتزيني،
فيقول الجليل جل جلاله: قد شددت
أركانك وزينتك بابنة حبيبي فاطمة الزهراء، وبعلها علي بن أبي طالب،
وابنيها الحسن والحسين، والتسعة من ذرية الحسين - عليهم السلام -. ثم قالت
الدابة: المقامة تريد، أم الرجوع إلى أهلك ؟ قلت لها: الرجوع، قالت: اصبر
حتى يجتاز مركب، فإذا مركب يجري فأشارت إليهم فدفعوا لها زورقا، فلما علوت
معهم، فإذا في المركب اثنى عشر رجلا كلهم نصارى فأخبرتهم خبري، فأسلموا عن
آخرهم. (1)
(1) تقدم في المعجزة: 516 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -.
[ 46 ]
الثاني عشر ومائة أنه - عليه السلام - كان يهتدي الناس ببياض جبينه ونحره،
وكان جبرائيل - عليه السلام - يناغيه في مهده 1076 \ 129 - عن طاووس
اليماني: أن الحسين بن علي - عليه السلام -، [ كان ] (1) إذا جلس في
المكان المظلم، يهتدي إليه الناس ببياض جبينه ونحره، فإن رسول الله - صلى
الله عليه وآله - كان كثيرا ما يقبل الحسين - عليه السلام - بنحره وجبهته.
وان جبرائيل - عليه السلام - نزل يوما إلى الارض فوجد الزهراء نائمة
والحسين - عليه السلام - في مهده يبكي على جاري عادة الاطفال مع امهاتهم.
فجلس جبرائيل - عليه السلام - عند الحسين - عليه السلام - وجعل يناغيه
ويسكته عن البكاء ويسليه ولم يزل كذلك حتى استيقظت فاطمة - عليها السلام -
من منامها فسمعت إنسانا يناغي الحسين - عليه السلام - فالتفت إليه فلم تر
أحدا، فأعلمها أبوها رسول الله - صلى الله عليه وآله - أن جبرائيل - عليه
السلام - كان يناغي الحسين - عليه السلام -. (2)
الثالث عشر ومائة كان
ميكائيل يهز مهد الحسين - عليه السلام - 1077 \ 130 - ثاقب المناقب: روي
عن ام أيمن - رضي الله عنها - قالت:
(1) من المصدر. (2) منتخب الطريحي: 204. وأخرجه في البحار: 44 \ 187 والعوالم: 17 \ 43 ح 6 عن بعض الكتب المعتبرة مختصرا.
[ 47 ]
مضيت ذات يوم إلى منزل سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء - عليها السلام -
لازورها في منزلها، وكان يوما حارا من أيام الصيف، فأتيت إلى باب دارها،
وإذا أنا بالباب مغلق فنظرت من شقوق الباب وإذا بفاطمة الزهراء. عليها
السلام - نائمة عند الرحى، ورأيت الرحى تدور وتطحن البر، وهي تدور من غير
يد تديرها، والمهد أيضا إلى جانبها، والحسين - عليه السلام - نائم فيه،
والمهد يهتز ولم أر من يهزه ورأيت كفا تسبح [ لله ] (1) قريبا من كف فاطمة
الزهراء. قالت ام أيمن: فتعجبت من ذلك فتركتها ومضيت إلى سيدي رسول الله -
صلى الله عليه وآله - [ وسلمت عليه ] (2) وقلت: يا رسول الله إني رأيت
اليوم عجبا، ما رأيت مثله أبدا. فقال لي: ما رأيت يا ام أيمن ؟ فقلت: إني
قصدت منزل فاطمة الزهراء، فلقيت الباب مغلقا، فإذا أنا بالرحى تطحن البر،
وهي تدور من غير يد [ تديرها ] (3)، ورأيت مهد الحسين بن (فاطمة) (4) يهتز
من غير يد تهزه (5)، ورأيت كفا يسبح لله قريبا من كف فاطمة الزهراء، [ ولم
أر شخصه ] (6).
فقال: يا ام أيمن اعلمي ان فاطمة الزهراء صائمة، وهي متعبة
(1 و 2) من منتخب الطريحي. (3) من المنتخب. (4) ليس في المنتخب. (5) كذا في المنتخب، وفي الاصل: ولم أر شخصه. (6) من المنتخب.
[ 48 ]
[ جائعة ] (1)، والزمان قيض، فألقى الله عليها النعاس فنامت، فسبحان من لا
ينام، فوكل الله ملكا، يطحن عنها قوت عيالها، وأرسل [ الله ] (2) ملكا
آخر، يهز مهد ولدها الحسين - عليه السلام - لئلا يزعجها عن نومها، ووكل
الله تعالى ملكا آخر، يسبح الله عزوجل، قريبا من كف فاطمة [ يكون ] (3)
ثواب تسبيحه لها، لان فاطمة - عليها السلام - لم تفتر عن ذكر الله عزوجل،
فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك الملك لفاطمة - عليها السلام -. فقلت:
يا رسول الله أخبرني من يكون الطحان، ومن الذي يهز مهد الحسين - عليه
السلام - ويناغيه، ومن المسبح ؟ فتبسم النبي - صلى الله عليه وآله -
ضاحكا، وقال: أما الطحان فهو جبرائيل، وأما الذي يهز مهد الحسين - عليه
السلام - فهو ميكائيل، وأما [ الملك ] (4) المسبح فهو إسرافيل. (5)
الرابع
عشر ومائة أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - فداه بابنه إبراهيم - عليه
السلام - 1078 \ 131 - روي عن (6) بعض الاخبار: أن النبي - صلى الله عليه
وآله - أجلس يوما الحسين - عليه السلام - على فخذه الايمن، وولده [
ابراهيم ] (7)
على فخذه الايسر، وجعل يلثم هذا مرة، وهذا اخرى من شدة شغفه
(1 - 4) من المنتخب. (5) لم نجده في الثاقب في المناقب، وهو في منتخب
الطريحي 245 - 246. (6) كذا في المصدر، وفي الاصل: في. (7) من المصدر.
[ 49 ]
بهما. فهبط (الامين) (1) جبرائيل - عليه السلام - من رب العالمين وقال: يا
محمد ! ان الله لم يكن ليجمع لك بينهما، فاختر من شئت منهما، فإن الله قد
أمر بقبض روح واحد منهما (2). فقال: يا أخي جبرائيل ! إن مات الحسين، بكى
عليه علي وفاطمة والحسن وأنا، وإذا مات ولدي إبراهيم بكيت عليه أنا وحدي،
فسل ربك أن يقبض إليه إبراهيم ولدي. فقبض (3) بعد ثلاثة أيام فكان النبي -
صلى الله عليه وآله - إذا رأى حسينا مقبلا إليه يقول له: مرحبا بمن فديته
بابني إبراهيم. (4)
الخامس عشر ومائة التفاحة والرمانة والسفرجلة التي من
جبرائيل - عليه السلام - 1079 \ 132 - ابن الفارسي في روضة الواعظين: قال:
قالت ام سلمة: كان النبي - صلى الله عليه وآله - عندي وأتاه جبرائيل -
عليه السلام -، فكانا في البيت يتحدثان، إذ دق الباب الحسن بن علي، فخرجت
أفتح له الباب فإذا بالحسين - عليه السلام - معه، فدخلا فلما أبصرا جدهما،
شبها جبرائيل بدحية الكلبي، فجعلا يحفان ويدوران حوله.
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في
المصدر، وفي الاصل: عزرائيل أن يقبض روح أحدهما. (3) في المصدر: فمات
ابراهيم. (4) منتخب الطريحي: 51.
[ 50 ]
فقال جبرائيل - عليه السلام -: يا رسول الله ! أما ترى الصبيين ما يفعلان
؟ فقال: يشبهانك بدحية الكلبي، فإن كثيرا ما يتعاهدهما ويتحفهما إذا
جاءنا، فجعل جبرائيل - عليه السلام - يومي بيده كالمتناول شيئا، فإذا بيده
تفاحة وسفرجلة ورمانة، فناول الحسين - عليه السلام -، ثم أومى بيده مثل
ذلك فناول الحسين، ففرحا وتهللت وجوههما، وسعيا إلى جدهما - صلوات الله
عليهم - فأخذ التفاحة والسفرجلة والرمانة، فشمها، ثم ردها إلى كل واحد
منهما كهيئتها (1)، ثم قال لهما: سيرا إلى امكما بما معكما، وبدؤكما
بأبيكما أعجب إلي. فصارا كما أمرهما رسول الله - صلى الله عليه وآله -،
فلم يؤكل منها شئ حتى صار إليهما، فإذا (2) التفاحة وغيره على حاله. فقال:
يا أبا الحسن ! مالك لم تأكل ولم تطعم زوجتك وابنيك، وحدثه الحديث، فأكل
النبي - صلى الله عليه وآله - وعلي وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام
- وأطعم (3) ام سلمة. فلم يزل الرمان والسفرجل والتفاح كلما اكل منه، عاد
(4) إلى مكانه، حتى قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله -. قال الحسين -
عليه السلام -: فلم يلحقه التغيير والنقصان أيام فاطمة
(1) في المصدر: كهيئتهما.
(2) كذا في المصدر، وفي الاصل: فلم يأكلا منها شيئا حتى صار النبي إليهما
وإذا. (3) في المصدر: وأطعمنا ام سلمة، وقد أسلفنا تعليقتنا عليه في ذيل
المعجزة: 93 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام - فراجع. (4) في المصدر:
عادا.
[ 51 ]
بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله - حتى (1) توفيت - عليها السلام -،
فقدنا الرمان وبقي التفاح والسفرجل أيام أبي، فلما استشهد أمير المؤمنين -
عليه السلام -، فقد (نا) (2) السفرجل، وبقي التفاح على هيئته عند الحسن
حتى مات في سمه، ثم بقيت التفاحة إلى الوقت الذي حوصرت عن الماء، فكنت
أشمها إذا عطشت فيسكن (3) لهب عطشي، فلما اشتد علي العطش عضضتها، وأيقنت
بالفناء. قال علي بن الحسين - عليهما السلام -: سمعته يقول ذلك قبل مقتله
بساعة، [ فلما قضى نحبه - صلوات الله عليه - ] (4) وجد ريحها من مصرعه،
فالتمست فلم ير لها أثر، فبقى ريحها بعد الحسين - عليه السلام -، ولقد زرت
قبره فوجدت ريحها تفوح من قبره، فمن أراد ذلك من شيعتنا الزائرين للقبر،
فليلتمس ذلك في أوقات السحر، فإنه يجده إذا كان مخلصا. (5)
السادس عشر
ومائة أنه مكتوب عن يمين العرش أن الحسين - عليه السلام - مصباح الهدى
1080 \ 133 - روي: عن أبي عبد الله الحسين - عليه السلام - [ أنه ] (6)
(1) في المصدر: فلما. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: فتكسر.
(4) من المصدر. (5) روضة الواعظين: 159 - 160. وقد تقدم في المعجزة: 93 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -. (6) من المصدر.
[ 52 ]
قال: أتيت [ يوما ] (1) جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فرأيت ابي
بن كعب جالسا عنده، فقال جدي: مرحبا بك يا زين السماوات والارض ! فقال
ابي: يا رسول الله ! وهل أحد سواك زين السماوات والارض ؟ فقال النبي - صلى
الله عليه وآله - يا ابي بن كعب والذى بعثني بالحق نبيا، إن الحسين بن علي
في السماوات، أعظم مما هو في الارض واسمه مكتوب عن يمين العرش: إن الحسين
مصباح الهدى وسفينة النجاة. ثم (2) إن النبي - صلى الله عليه وآله - أخذ
بيد الحسين - عليه السلام -، وقال: أيها الناس ! هذا الحسين بن علي ألا
فاعرفوه، وفضلوه كما فضله الله عز وجل، فوالله لجده على الله أكرم من جد
يوسف بن يعقوب، هذا الحسين جده في الجنة، (وجدته في الجنة) (3)، وامه في
الجنة، وأبوه في الجنة، وأخوه في الجنة، وعمه في الجنة، وعمته في الجنة،
وخاله في الجنة، وخالته في الجنة، ومحبوهم في الجنة، [ ومحبو محبيهم في
الجنة ] (4). (5)
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر.
(5) منتخب الطريحي: 203.
[ 53 ]
السابع عشر ومائة أنه - عليه السلام - أحب أهل الارض إلى أهل السماء 1081
\ 134 - روي [ في بعض الاخبار: ] (1) أن الحسين - عليه السلام - مر على
عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال عبد الله: من أحب أن ينظر إلى أحب أهل
الارض إلى أهل السماء، فلينظر إلى هذا المجتاز، وإني ما كلمته قط منذ (2)
وقعة صفين. فقال له الحسين - عليه السلام -: يا عبد الله ! إذا كنت تعلم
إني أحب أهل الارض إلى أهل السماء، فلم تقاتلني وتقاتل أبي [ وأخي ] (3)
يوم حرب صفين ؟ ! فوالله إن أبي خير مني عند الله ورسوله - صلى الله عليه
وآله -. قال: فاستعذر إليه عبد الله، وقال: يا حسين ! إن جدك رسول الله -
صلى الله عليه وآله - أمر الناس باطاعة الاباء، واني قد أطعت [ أبي ] (4)
في حرب صفين. فقال الحسين - عليه السلام -: أما سمعت قول الله تعالى في
كتابه المبين: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما)
(5)، فكيف خالفت الله تعالى وأطعت أباك وحاربت أبي، وقد قال رسول الله -
صلى الله عليه وآله -: إنما الطاعة للاباء بالمعروف، لا بالمنكر، وإنه لا
طاعة لمخلوق في معصية الخالق ؟
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: وانه ما كلمه قط من. (3 و 4) من المصدر.
(5) لقمان: 15.
[ 54 ]
فسكت عبد الله بن عمرو (بن العاص) (1)، ولم يرد (عليه) (2) جوابا، لعلمه
انه خسر الدنيا والاخرة، ذلك هو الخسران المبين. (3)
الثامن عشر ومائة أنه
- عليه السلام - أكل من طعام الجنة في الدنيا 1082 \ 135 - ثاقب المناقب:
عن زينب بنت علي (4) - عليهما السلام -، قالت: صلى رسول الله - صلى الله
عليه وآله - صلاة الفجر ثم أقبل بوجهه الكريم على علي - عليه السلام -،
فقال: هل عندكم طعام ؟ فقال: (إني) (5) لم آكل منذ ثلاثة أيام طعاما، وما
تركت في منزلنا طعاما. فقال: امض بنا إلى فاطمة، فدخلا عليها، وهى تلتوي
(6) من الجوع وابناها، [ معها، ] (7) فقال: يا فاطمة ! فداك أبوك هل عندكم
طعام ؟ فاستحيت فقالت: نعم. فقامت وصلت، ثم سمعت حسا، فالتفتت فإذا صحفة
ملاة ثريدا ولحما، فاحتملتها فجاءت بها ووضعتها بين يدي رسول الله - صلى
الله عليه وآله -، فجمع عليا وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام -.
وجعل علي يطيل النظر إلى فاطمة ويتعجب، ويقول: خرجت من
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) منتخب الطريحي: 203 - 204. وأخرجه في البحار:
43 \ 297 والعوالم: 17 \ 35 ذح 1 عن مناقب آل أبي طالب: 4 \ 73. (4) كذا
في المصدر، وفي الاصل: عن بنت الحسين بن علي - عليه السلام -. (5) ليس في
المصدر.
(6) في المصدر: تتلوى. (7) من المصدر.
[ 55 ]
عندها وليس عندها طعام، فمن أين هذا ؟ ثم أقبل عليها فقال: يا بنت رسول
الله انى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
فضحك النبي - صلى الله عليه وآله -، وقال: الحمد لله الذي جعل في أهلي
نظير زكريا ومريم، (إذ قال لها أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله
يرزق من يشاء بغير حساب) (1) فبينما هم يأكلون، إذ جاء سائل بالباب، فقال:
السلام عليكم يا أهل البيت، أطعموني مما تأكلون. فقال - صلى الله عليه
وآله - اخسأ [ اخسأ ] (2) ففعل ذلك ثلاثا، وقال علي - عليه السلام -:
أمرتنا أن لا نرد سائلا، من هذا الذي أنت تخسأه ؟ فقال: يا علي ! إن هذا
إبليس، علم أن هذا طعام الجنة فتشبه بسائل، لنطعمه منه، فأكل النبي وعلي [
وفاطمة ] (3) والحسن والحسين - صلوات الله عليهم - حتى شبعوا، ثم رفعت
الصحفة، فأكلوا من طعام الجنة في الدنيا. (4)
التاسع عشر ومائة أن جبرائيل
- عليه السلام - سأل الله جل جلاله أن يكون خادمهم - عليهم السلام - 1083
\ 136 - ابن بابويه: بإسناده، يرفعه إلى أبي ذر - رضي الله عنه -، قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول: افتخر إسرافيل على
(1) آل عمران: 37. (2 و 3) من المصدر. (4) الثاقب في المناقب: 295 ح 1.
وقد تقدم في المعجزة: 109 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -.
[ 56 ]
جبرائيل - عليهما السلام -، فقال: أنا خير منك. فقال: ولم أنت خير مني ؟
قال: لاني صاحب الثمانية حملة العرش، وأنا صاحب النفخة في الصور، وأنا
أقرب الملائكة إلى الله عزوجل، فقال له جبرائيل - عليه السلام -: أنا خير
منك، فقال إسرافيل - عليه السلام: وبماذا أنت خير مني ؟ فقال: لاني أمين
الله على وحيه ورسوله إلى الانبياء، والمرسلين وأنا صاحب الخسوف والقرون،
وما أهلك الله امة من الامم إلا على يدي. قال: فاختصما إلى الله تبارك
وتعالى فأوحى الله إليهما: اسكتا، فوعزتي وجلالي، لقد خلقت من هو خير
منكما، قالا: يا رب أو تخلق من هو خير منا ونحن خلقتنا (1) من نور ؟ فقال
الله: نعم فأوحى الله إلى حجب القدرة: انكشفي، فانكشفت، فإذا على ساق
العرش [ مكتوب: ] (2) لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وعلي وفاطمة
والحسن والحسين خير خلق [ الله ] (3). فقال جبرائيل - عليه السلام -: يا
رب فاسألك بحقهم عليك أن تجعلني خادمهم. فقال الله تعالى: قد فعلت
فجبرائيل من أهل البيت وانه لخادمنا. (4)
(1) كذا في تأويل الايات، وفي الاصل: خلقنا. (2 و 3) من المصدر. (4) لم
نجده في كتب الصدوق - رحمه الله -، نعم أورده في تأويل الايات: 2 \ 834 ح
7 عن ابن
بابويه وعنه البحار: 26 \ 344 ح 17 وعن إرشاد القلوب: 403 - 404. وأخرجه
في البحار: 16 \ 364 ح 68 عن إرشاد القلوب.
[ 57 ]
العشرون ومائة أن النبي - صلى الله عليه وآله - خير بين بقاء الحسين وابنه
إبراهيم - عليهما السلام - فاختار بقاء الحسين - عليه السلام - 1084 \ 137
- السيد ابن طاووس في طرائفه عن بعض الحنابلة في مصنف له: بسنده إلى ابن
عباس، ورواه أيضا صاحب الدر النظيم، عن ابن عباس، قال: كنت عند النبي -
صلى الله عليه وآله -، وعلى فخذه الايسر ابنه إبراهيم، وعلى فخذه الايمن
الحسين بن علي - عليهما السلام - [ وهو ] (1) تارة يقبل هذا، وتارة يقبل
هذا، إذ هبط [ عليه ] (2) جبرائيل - عليه السلام -، بوحي من رب العالمين.
فلما اسرى (3) عنه قال: أتاني جبرائيل من ربي عزوجل، فقال: يا محمد إن
الله يقرأ عليك السلام ويقول: لست أجمعهما لك، فافد أحدهما بصاحبه. فنظر
النبي - صلى الله عليه وآله - إلى إبراهيم فبكى، ونظر إلى الحسين - عليه
السلام -، فبكى، ثم قال: إن إبراهيم امه أمة، ومتى مات لم يحزن عليه غيري،
وام الحسين فاطمة - عليها السلام - وأبوه علي ابن عمي، لحمي، ودمي، ومتى
مات، حزنت (عليه) (4) ابنتي، وحزن (عليه) (5) ابن عمي وحزنت
= وأورده الطريحي في المنتخب: 291 - 292. (1 و 2) من البحار. (3) في المصدر: سري عنه. (4 و 5) ليس في المصدر. (*)
[ 58 ]
أنا عليه وأنا اوثر حزني على
حزنهما، يا جبرائيل تقبض إبراهيم، فقد (1) فديت الحسين به. قال: فقبض بعد
ثلاث [ أيام، ] (2) فكان النبي - صلى الله عليه وآله - إذا رأى الحسين
مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال: فديت من فديته بابني إبراهيم.
(3)
الحادي والعشرون ومائة أنه - عليه السلام - النجم، ويزيد - لعنه الله
- الحية الرقطاء 1085 \ 138 - روي أن هند [ ام معاوية ] (4) جاءت إلى دار
رسول الله - صلى الله عليه وآله - عند وقت الصبح، فدخلت، وجلست إلى جانب
عائشة، وقالت: يا بنت أبي بكر (اني) (5) رأيت رؤيا عجيبة، واريد أن أقصها
عليك، لتقصي على رسول الله - صلى الله عليه وآله - وذلك قبل إسلام ولدها
معاوية فقالت [ لها ] (6) عائشة: خبريني بها، حتى أخبر [ بها ] (7) رسول
الله - صلى الله عليه وآله -.
(1) كذا
في المصدر، وفي الاصل: عليهما يا جبرائيل رضيت بقبض ابراهيم، قد فديت
الحسين به. (2) من المصدر. (3) الطرائف: 202 ح 289 وعنه البحار: 22 \ 153
ومناقب ابن شهراشوب: 4 \ 81. وأخرجه في البحار: 43 \ 261 ح 2 والعوالم: 17
\ 36 ح 1 عن المناقب، ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه: 2 \ 204. (4) من
المصدر. (5) ليس في المصدر.
(6 و 7) من المصدر.
[ 59 ]
فقالت: إني
رأيت في نومي شمسا مشرقة على الدنيا كلها، فولد من تلك الشمس قمر فأشرق
نوره على الدنيا كلها، ثم ولد (من) (1) ذلك القمر نجمان زاهران، قد أزهر
من نورهما المشرق والمغرب، فبينما أنا [ كذلك ] (2) إذ بدت سحابة سوداء
مظلمة كأنها الليل المظلم، فولد من تلك السحابة السوداء، حية رقطاء، فدبت
الحية إلى النجمين فابتلعتهما، فجعلوا الناس يبكون، ويتأسفون ذلك على
النجمين. قال: فجاءت عائشة إلى النبي - صلى الله عليه وآله -، وقصت الرؤيا
عليه، [ فلما ] (3) سمع النبي - صلى الله عليه وآله - كلامها تغير لونه،
واستعبر وبكى، وقال: يا عائشة أما الشمس المشرقة فأنا، وأما القمر فهي
فاطمة ابنتي، وأما النجمان فهما الحسن والحسين - عليهما السلام -، وأما
السحابة السوداء فهي معاوية - لعنه الله - وأما الحية [ الرقطاء ] (4) فهي
يزيد - لعنه الله -. وكان الامر كما قال [ رسول الله ] (5) - صلى الله
عليه وآله - فإنه لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وآله - نهض معاوية
إلى حرب علي - عليه السلام -، ولازم حربه ثمانين شهرا (6) حتى هلك من
الفريقين خلق كثير. ثم ان معاوية استمر [ مع قومه ] (7) على سب علي - عليه
السلام - ثمانين
(1) ليس في المصدر.
(5 - 2) من المصدر. (6) لعل الصحيح: ستين شهرا لان خلافته الظاهرية -
صلوات الله عليه - كانت كلها ستة وخمسين شهرا ولم تكمل خمس سنين. (7) من
المصدر. (*)
[ 60 ]
سنة (1) ثم لم يكفه (2) حتى توصل
إلى سم الحسن - عليه السلام -. ولما هلك معاوية - عليه اللعنة - تولى
الامر ولده يزيد - لعنه الله تعالى - فنهض إلى حرب الحسين - عليه السلام -
وبالغ في قتاله وقتال رجاله وذبح أطفاله وسبي عياله ونهب أمواله ألا لعنة
الله على الظالمين ولله در من قال: لقد أورثتنا قتلة الطف قرحة وحزنا على
طول الزمان مطول فلا حزنه يبلى ولا الوجد نازح ولا مدمعي يرقى ونوحي مكمل
(3)
الثاني والعشرون ومائة الجن الذين من الطيارة استأذنوه في القتال 1086
\ 139 - روي (4) أن الحسين لما كان في موقف كربلاء، أتته أفواج من الجن
الطيارة، وقالوا له: (يا حسين) (5) نحن أنصارك فمرنا بما تشاء، فلو أمرتنا
بقتل (كل) (6) عدو لكم لفعلنا. فجزاهم خيرا، وقال لهم: إني لا اخالف قول
جدي رسول الله حيث أمرني بالقدم عليه عاجلا، وإني الان قد رقدت ساعة،
فرأيت
(1) لقد استمر لعن علي - عليه
السلام - إلى أن ولى عمر بن عبد العزيز. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ما
كناه. (3) منتخب الطريحي: 226، ولقد جاء الشعر فيه قبل الحديث، فلاحظ. (4)
في المصدر: نقل. (5 و 6) ليس في المصدر. (*)
[ 61 ]
جدي رسول الله - صلى الله عليه
وآله - قد ضمني إلى صدره، وقبل ما بين عيني، وقال لي: يا حسين، إن الله
عزوجل (قد) (1) شاء أن يراك مقتولا، ملطخا بدمائك، مختضبا (2) شيبك
بدمائك، مذبوحا من قفاك، وقد شاء الله أن يرى حرمك سبايا على أقتاب
المطايا، واني والله سأصبر حتى يحكم [ الله ] (3) بأمره وهو خير الحاكمين.
(4)
الثالث والعشرون ومائة إخباره - عليه السلام - بأن عمر بن سعد - لعنه
الله - يقتل 1087 \ 140 - روي عن ابن مسعود قال: بينا نحن جلوس عند رسول
الله - صلى الله عليه وآله - في مسجده، إذ دخل علينا فتية من قريش ومعهم
عمر بن سعد - لعنه الله -، فتغير لون رسول الله - صلى الله عليه وآله -.
فقلنا له: يارسول الله ما شأنك ؟ فقال: إنا أهل بيت، اختار الله لنا
الاخرة على الدنيا، وإني ذكرت ما يلقى أهل بيتي من امتي من بعدي من قتل
وضرب وشتم وسب وتطريد وتشريد. وان أهل بيتي سيشردون (5) ويطردون ويقتلون،
وان أول رأس
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: مخضبا. (3) من المصدر. (4) منتخب الطريحي: 463. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: يشردون.
[ 62 ]
يحمل على (رأس) (1) رمح في الاسلام، رأس ولدي الحسين - عليه السلام -،
أخبرني بذلك [ أخي ] (2) جبرائيل، عن الرب الجليل. وكان الحسين - عليه
السلام - حاضرا عند جده في ذلك الوقت، فقال: يا جداه فمن يقتلني من امتك ؟
فقال: يقتلك شرار الناس، وأشار النبي - صلى الله عليه وآله - إلى عمر بن
سعد - لعنه الله -. فصار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - إذا رأوا
عمر بن سعد داخلا من باب المسجد، يقولون: هذا قاتل الحسين - عليه السلام
-. [ قال: ] (3) وجعل عمر بن سعد، كلما لقي الحسين - عليه السلام - يقول:
يا أبا عبد الله إن في قومنا اناسا سفهاء، يزعمون أني أقتلك. فيقول له
الحسين - عليه السلام -: [ والله ] (4) إنهم ليسوا بسفهاء، ولكنهم اناس
حلماء، أما انه ستقر عيني حيث لا تأكل من بر الري من بعد قتلي إلا قليلا،
ثم تقتل من بعدي عاجلا. (5)
الرابع والعشرون ومائة أنه ذكر مقتله - عليه
السلام - في كتب الاولين 1088 \ 141 - روي (6) انه لما جمع ابن زياد قومه
- لعنهم الله جميعا -
(1) ليس في المصدر. (2 - 4) من المصدر. (5) منتخب الطريحي: 332، والحديث
كما ترى لا يوافقه الواقعيات التاريخية لان عمر بن سعد - لعنه الله - ولد
حوالي سنة العشرين من الهجرة في خلافة عمر ولم يره رسول الله - صلى الله
عليه وآله - ويؤيده قول علي - عليه السلام - لسعد بن أبي وقاص: ان في بيتك
لسخلا يقتل... على أنه لا سند له، والحديث ملفق من الحقائق والاباطيل. (6)
في المصدر: قيل. (*)
[ 63 ]
لحرب الحسين - عليه السلام -
كانوا سبعين ألف فارس، فقال ابن زياد: أيها الناس من منكم يتولى قتل
الحسين - عليه السلام - وله [ ولاية ] (1) أي بلد شاء، فلم يجبه أحد منهم،
فاستدعى بعمر بن سعد - لعنه الله -، وقال (له ] (2): يا عمر اريد أن تتولى
حرب الحسين - عليه السلام - بنفسك، فقال له: اعفني عن ذلك. فقال ابن زياد:
قد أعفيتك (3) يا عمر فاردد علينا عهدنا الذي كتبناه لك بولاية الري. فقال
عمر بن سعد: أمهلني الليلة، فقال له: قد أمهلتك، فانصرف عمر بن سعد إلى
منزله، وجعل يستشير قومه وإخوانه، ومن يثق به من أصحابه، فلم يشر عليه أحد
بذلك. وكان عند عمر بن سعد، رجل من أهل الخير يقال له كامل، وكان صديقا [
لابيه ] (4) من قبله، فقال: يا عمر [ مالي ] (5) أراك بهيئة وحركة، فما
الذي أنت عازم عليه ؟ وكان كامل كاسمه ذا [ رأي ] (6) وعقل ودين كامل.
فقال له عمر بن سعد - لعنه الله -: إني وليت أمر هذا الجيش في حرب الحسين
- عليه السلام -، وإنما قتله عندي وأهل بيته كأكلة آكل أو كشربة ماء، وإذا
قتلته خرجت إلى ملك الري. فقال له كامل: اف لك يا عمر بن سعد، تريد أن
تقتل الحسين ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله - اف لك ولدينك يا
عمر اسفهت الحق،
(1 و 2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: أعفيك. (4 - 6) من المصدر. (*)
[ 64 ]
وضللت الهدى، أما تعلم إلى [ حرب
] (1) من تخرج، ولمن تقاتل ؟ إنا لله وإنا إليه راجعون، والله لو اعطيت
الدنيا وما فيها، على قتل رجل واحد من امة محمد - صلى الله عليه وآله -،
لما فعلت، فكيف تريد قتل (2) الحسين - عليه السلام - ابن بنت رسول الله -
صلى الله عليه وآله -، وما الذي تقول غدا لرسول الله - صلى الله عليه وآله
- إذا اوردت عليه وقد قتلت ولده، وقرة عينه، وثمرة فؤاده، [ ابن ] (3)
بنته سيدة نساء العالمين، وابن سيد الوصيين، وهو سيد شباب أهل الجنة من
الخلق أجمعين ؟ وانه في زماننا هذا بمنزلة جده - صلى الله عليه وآله - في
زمانه وطاعته، فرض (طاعته) (4) علينا كطاعته، وانه باب الجنة والنار،
فاختر لنفسك ما أنت مختار، واني اشهد بالله إن حاربته أو قتلته أو أعنت
عليه أو على قتله لا تلبث بعده في الدنيا إلا قليلا. فقال له عمر بن سعد:
أفبالموت تخوفني ؟ واني إذا فرغت من قتله، أكون أميرا على سبعين ألف فارس
وأتولى ملك الري. فقال له كامل: إني احدثك بحديث صحيح، أرجو لك فيه النجاة
إن وفقت لقبوله، إعلم أني سافرت مع أبيك سعد (بن أبي وقاص) (5) إلى الشام،
فانقطعت بي مطيتي عن أصحابي، وتهت وعطشت، فلاح لي دير راهب فملت إليه،
ونزلت عن فرسي، وأتيت إلى باب الدير لاشرب ماء، فأشرف علي راهب من ذلك
الدير، وقال: ما تريد ؟
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: تقتل. (3) من المصدر.
(4 و 5) ليس في المصدر.
[ 65 ]
فقلت له: إني عطشان. فقال لي: أنت من امة هذا النبي الذين يقتل بعضهم بعضا
على حب الدنيا مكالبة، ويتنافسون فيها على حطامها ؟ فقلت له: [ انا ] (1)
من الامة المرحومة امة محمد - صلى الله عليه وآله -. فقال: إنكم أشر امة،
فالويل لكم يوم القيامة، وقد سددتم (2) إلى عترة نبيكم، (فقتلتموهم
وشردتموهم وإني أجد في كتبنا إنكم تقتلون ابن بنت نبيكم) (3) وتسبون نسائه
وتنهبون أمواله. فقلت له: يا راهب نحن نفعل ذلك ؟ قال: نعم، وإنكم إذا
فعلتم ذلك ضجت (4) السماوات والارضون والبحار والجبال والبراري والقفار [
والوحوش ] (5) والاطيار باللعنة على قاتله، ثم لا يلبث قاتله في الدنيا
إلا قليلا، ثم يظهر رجل يطلب بثأره فلا يدع أحدا شرك في أمره بسوء إلا
قتله، وعجل الله بروحه إلى النار. ثم قال الراهب: إني لارى له (6) قرابة
من قاتل هذا الابن الطيب والله لو اني أدركت أيامه لوقيته بنفسي من حر
السيوف. فقلت: يا راهب إني اعيذ نفسي أن أكون ممن يقاتل ابن بنت رسول الله
- صلى الله عليه وآله -.
(1) من المصدر. (2) في المصدر: عدوتم. (3) ما بين القوسين ليس في المصدر. (4) في المصدر: عجت.
(5) من المصدر. (6) في المصدر: لا أرى لك.
[ 66 ]
فقال: إن لم تكن [ أنت ] (1) فرجل قريب منك (بسبب أو نسب) (2) وإن قاتله
عليه نصف عذاب أهل النار، وإن عذابه أشد عذابا من عذاب فرعون وهامان. ثم
رد الباب في وجهي، ودخل يعبد الله تعالى وأبى أن يسقيني الماء. قال كامل:
فركبت فرسي ولحقت أصحابي، فقال لي [ أبوك ] (3) سعد: ما أبطأك عنا يا كامل
؟ فحدثته بما سمعته من الراهب. فقال لي: صدقت. ثم ان سعدا أخبرني أنه نزل
بدير هذا الراهب مرة من قبلي، فأخبره انه [ هو ] (4) الرجل الذي (يقتل)
(5) ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله - فخاف أبوك سعد من ذلك، وخشي
أن تكون أنت قاتله، فأبعدك عنه وأقصاك، فاحذر يا عمر أن تخرج عليه (فإن
خرجت عليه) (6) يكون عليك نصف عذاب أهل النار. قال: فبلغ الخبر إلى ابن
زياد، فاستدعى بكامل، وقطع لسانه، فعاش يوما أو بعض يوم، ومات - رحمه الله
تعالى -. (7)
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3 و 4) من المصدر. (5 و 6) ليس في المصدر.
(7) منتخب الطريحي: 280 - 282.
[ 67 ]
الخامس والعشرون ومائة الذي سلب الحسين - عليه السلام - شلت يده في الحال
1089 \ 142 - روي في بعض الاخبار (1) أنه لما قتل أصحاب الحسين - عليه
السلام - كلهم، وتفانوا وابيدوا ولم يبق (معه) (2) أحد، بقي - عليه السلام
- يستغيث فلا يغاث، وأيقن بالموت، فأتى إلى نحو الخيمة، وقال لاخته: (يا
اختاه) (3) ائتيني بثوب عتيق، لا يرغب أحد فيه من القوم أجعله تحت ثيابي،
لئلا اجرد منه بعد قتلي. [ قال: ] (4) فارتفعت أصوات النسوة بالبكاء
والنحيب، ثم اوتي بثوب فخرقه ومزقه من أطرافه، وجعله تحت ثيابه، وكان له
سروال جديد فخرقه أيضا، لئلا يسلب منه. فلما قتل عمد إليه رجل، فسلبهما
منه وتركه عريانا [ بالعراء ] (5)، مجردا على الرمضاء، فشلت يداه في
الحال. (6)
السادس والعشرون ومائة خبر الجمال الذي أراد سلب التكة 1090 \
143 - روي عن يوسف بن يحيى، عن أبيه، عن جده قال: رأيت رجلا بمكة شديد
السواد، له بدن وخلق غابر وهو ينادي: أيها
(1) في المصدر: " ونقل آخر وهو " بدل " روي في بعض الاخبار ". (2 و 3) ليس في المصدر. (4 و 5) من المصدر. (6) منتخب الطريحي: 451.
[ 68 ]
الناس ! دلوني على أولاد محمد، فأشار بعضهم وقال: مالك ؟ قال: أنا فلان بن
فلان، قالوا: كذبت إن فلانا كان صحيح البدن، صبيح الوجه، وأنت شديد
السواد، غابر الخلق. قال: وحق محمد إني لفلان، اسمعوا حديثي، اعلموا اني
كنت جمال الحسين - عليه السلام -، فلما أن صرنا إلى بعض المنازل، برز
للحاجة وأنا معه، فرأيت تكة لباسه، وكان أهداها له ملك فارس حين تزوج بنت
أخيه شاه زنان بنت يزدجرد، فمنعني هيبته أن أسأله إياها، فدرت حوله لعل أن
أسرقها فلم أقدر عليها. فلما صار القوم بكربلاء، وجرى ما جرى، وصارت
أبدانهم ملقاة تحت سنابك الخيل، وأقبلنا نحو الكوفة راجعين، فلما أن صرت
إلى بعض الطريق، ذكرت التكة فقلت في نفسي: قد خلا ما عنده. فصرت إلى موضع
المعركة، فقربت منه، فإذا هو مرمل بالدماء، قد جز رأسه من قفاه، وعليه
جراحات كثيرة من السهام والرماح، فمددت يدي إلى التكة، وهممت أن أحل
عقدها، فرفع يده وضرب بها يدي، فكادت أوصالي وعروقي تتقطع. ثم أخذ التكة
من يدي فوضعت رجلي على صدره، وجهدت جهدي لازيل إصبعا من أصابعه فلم أقدر،
فأخرجت سكينا كان معي، فقطعت أصابعه، ثم مددت يدي إلى التكة، وهممت بحلها
ثانية، فرأيت خيلا أقبلت من نحو الفرات، وشممت رائحة لم أشم رائحة أطيب
منها. فلما رأيتهم قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، إنما أقبلوا هؤلاء
لينظروا إلى كل إنسان به رمق، فصرت بين القتلي وغاب عني عقلي من شدة
[ 69 ]
الجزع، فإذا رجل يقدمهم، كأن وجهه الشمس، وهو ينادي: أنا محمد رسول الله،
والثاني ينادي: أنا حمزة أسد الله، والثالث ينادي: أنا جعفر الطيار،
والرابع ينادي: أنا الحسن بن علي، وكذلك علي. وأقبلت فاطمة وهي تبكي،
وتقول: حبيبي وقرة عيني، أبكي على رأسك المقطوع، أم على يديك المقطوعتين
أم على بدنك المطروح، أم على أولادك الاسارى. ثم قال النبي - صلى الله
عليه وآله -: أين رأس حبيبي وقرة عيني الحسين ؟ فرأيت الرأس في كف النبي -
صلى الله عليه وآله - ووضعه على بدن الحسين، فاستوى جالسا فاعتنقه النبي -
صلى الله عليه وآله - وبكى، ثم قال: يا بني أراك جائعا عطشانا، ما لهم
أجاعوك وأظماؤك لا أطعمهم الله ولا أسقاهم يوم الظمأ. ثم قال: حبيبي قد
عرفت قاتلك، فمن قطع أصابعك ؟ فقال الحسين: هذا الذى بجنبي يا جداه، فقيل
لي: أجب رسول الله يا شقي فأفقت بين يديه. فقال: يا عدو الله ما حملك على
قطع اصابع حبيبي وقرة عيني الحسين ؟ فقلت: يارسول الله ! لست ممن أعان على
قتله. قال: الذي قطع إصبعا واحدة أكبر. ثم قال النبي - صلى الله عليه وآله
-: اخس يا عدو الله غير الله لونك، فقمت فإذا أنا بهذه الحالة، فما بقي
أحد ممن حضر إلا لعنه ودعا عليه ألا لعنة
[ 70 ]
الله على القوم الظالمين. (1)
السابع والعشرون ومائة الاسد يحرس الحسين - عليه السلام - 1091 \ 144 -
روي عن رجل أسدي قال: كنت زارعا (2) على نهر العلقمي بعد ارتحال [ العسكر
] (3) عسكر بني امية، فرأيت عجائب لا أقدر أن أحكي إلا بعضها. منها: إنه
إذا هبت الرياح، تمر علي نفحات كنفحات المسك والعنبر، وإذا سكنت أرى (4)
نجوما، تنزل من السماء، وترقى من الارض إلى السماء مثلها، وأنا متفرد مع
عيالي ولا أرى أحدا أسأله عن ذلك، وعند غروب الشمس يقدم أسد من القبلة
فاولي عنه إلى منزلي، فإذا أصبح [ الصباح ] (5) وطلعت الشمس، وذهبت من
منزلي، أراه مستقبل القبلة ذاهبا. فقلت في نفسي: إن هؤلاء خوارج، قد خرجوا
على عبيدالله بن زياد - لعنه الله - فأمر بقتلهم وأرى [ منهم ] (6) ما لم
أر (7) من سائر القتلى، فوالله هذه الليلة لا بد من المساهرة، لانظر هذا
الاسد أيأكل من هذه الجثث أم لا ؟
(1) لم نجده في أي مصدر بقدر الوسع. (2) كذا في البحار، وفي الاصل: نازلا.
(3) من البحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: رأى. (5) من
المصدر. (6) من البحار. (7) في المصدر: أره.
[ 71 ]
فلما صار (عند) (1) غروب الشمس وإذا به قد أقبل فحققته، فإذا هائل المنظر،
فارتعدت منه، وخطر ببالي إن كان مراده لحوم بني آدم فهو يقصدني وأنا احاكي
نفسي بهذا، فمثلته وهو يتخطى القتلى، حتى وقف على جسد كأنه الشمس إذا
طلعت، فبرك عليه. فقلت: يأكل منه فإذا به يمرغ وجهه عليه، وهو يهمهم
ويدمدم، فقلت: الله أكبر، ما هذه إلا اعجوبة (2)، فجعلت أحرسه حتى اعتكر
الظلام (3) وإذا بشموع معلقة ملات الارض، وإذا ببكاء ونحيب ولطم مفجع،
فقصدت تلك الاصوات فإذا هي تحت الارض ففهمت من ناع منهم (4) يقول:
واحسيناه وا إماماه، فاقشعر جلدي، فقربت من الباكي وأقسمت عليه بالله
وبرسوله من تكون ؟ فقال: إنا نساء، من الجن. فقلت: وما شأنكن ؟ فقلن: في
كل يوم وليلة، هذا عزاؤنا على الحسين الذبيح العطشان - عليه السلام -.
فقلت: هذا الحسين الذي يجلس عنده الاسد. قلن: نعم، أتعرف هذا الاسد ؟ قلت:
لا. قلن: هذا أبوه علي بن أبي طالب - عليه السلام -، فرجعت ودموعي
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في البحار، وفي الاصل: ما هذا الاعجوبة. (3)
اعتكر الظلام: اختلط، كأنه كر بعضه من بطء انجلائه. (4) في المصدر: فيهم.
(*)
[ 72 ]
تجري على خدي. (1)
الثامن
والعشرون ومائة حديث الطير 1092 \ 145 - روي من طريق أهل البيت - عليهم
السلام - أنه لما استشهد الحسين - عليه السلام - بقي في كربلاء صريعا (2)
ودمه على الارض مسفوحا، وإذا طائر أبيض قد أتى وتلطخ بدمه، وجاء والدم
يقطر منه، فرأى طيورا تحت الضلال على الغصون والاشجار، وكل منهم يذكر الحب
والعلف والماء. فقال لهم ذلك الطير المتلطخ بالدم: يا ويلكم أتشتغلون
بالملاهي وذكر الدنيا والمناهي، والحسين - عليه السلام - في أرض كربلاء [
في هذا الحر ملقى على الرمضاء ظامئ مذبوح ودمه مسفوح. فعادت الطيور كل
منهم قاصدا كربلاء، فرأوا سيدنا الحسين - عليه السلام - ملقى في الارض ]
(3) جثة بلا رأس ولا غسل ولا كفن، قد سفت
(1) منتخب الطريحي: 329. وأخرجه في البحار: 45 \ 193 - 194 والعوالم: 17 \
512 ح 1 عن بعض كتب الاصحاب ومرسلا. أقول: قال محقق البحار في ذيل الحديث:
هذه كلها قصة مسرودة منثورة وكل قاص إنما يسرد وينثر على حسب ما يراه في
نفسه عظيما مؤثرا، وهذا القاص قد صور عظمة الامام علي بن أبي طالب - عليه
السلام - بصورة أسد يجئ لنوح الحسين - عليه السلام -، ولا بأس بنقلها بعد
العلم بكونها قصة مسرودة، كما أن المصنف - رحمه الله - إنما ينقل أمثال
هذه الروايات القصصية لترويح النفوس، وهو كذلك ولله دره وقد أجاد في
مقاله. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: طريحا.
(3) من المصدر والبحار.
[ 73 ]
عليه
السوافي، بدنه من مرضوض قد هشمته الخيل بحوافرها، (وهو مذبوح من قفاه
مسلوب رداه قد هتك القوم نساءه) (1) تزوره (2) وحوش القفار، وتندبه (3) جن
السهول والاوغار، وأضاء التراب من أنواره، [ وأزهر الجو من أزهاره، ] (4)
فلما رأته الطيور، تصايحن وأعلن بالبكاء والثبور، وتواقعن على دمه يتمرغن
فيه، وطار كل واحد منهم إلى ناحية يعلم أهلها أن سيدي أبا عبد الله قتيل،
والبدن منه جريح، والدم منه يسيح. فمن القضاء والقدر، أن طيرا من هذه
الطيور قصد مدينة الرسول، جاء يرفرف والدم يتقاطر من جناحيه، ودار حول
سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله -، يعلن بالبكاء والنداء: ألا قتل
الحسين بكربلاء، ألا ذبح الحسين بكربلاء، (ألا نهب الحسين بكربلاء) (5)،
فاجتمعت الطيور عليه، وناحت وبكت عليه. فلما عاين أهل المدينة من الطيور
ذلك النوح، وشاهدوا الدم يتقاطر من الطير، ولم يعلموا ما الخبر ؟ حتى
انقضت مدة من الزمان، وجاء خبر مقتل الحسين - عليه السلام - [ علموا أن
ذلك الطير كان يخبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - بقتل ابن فاطمة
البتول ] (6) وقرة عين الرسول.
(1) ما بين القوسين ليس في المصدر والبحار. (2) في المصدر: زواره. (3) في المصدر: ندبته. (4) من المصدر والبحار.
(5) ليس في المصدر. (6) من المصدر والبحار.
[ 74 ]
و [ قد نقل أنه ] (1) في ذلك اليوم لما جاء الطير والدم يتقاطر من جناحه
ووقع على الشجرة يبكي طول ليلته وكان في المدينة رجل يهودي وكانت له بنت
عمياء طرشاء مسلولة والجذام قد [ أحاط ببدنها فجاء ذلك الطائر والدم
يتقاطر منه ووقع على شجرة يبكي طول ليلته وكان اليهودي ] (2) قد أخرج
ابنته تلك المريضة إلى خارج المدينة إلى بستان، وتركها في البستان الذي
جاء الطير ووقع على شجرة منه. فمن القضاء والقدر، ان تلك الليلة عرض
لليهودي عارض، فدخل المدينة لقضاء حاجته، فلم يقدر [ أن ] (3) يخرج تلك
الليلة إلى البستان الذي فيه ابنته المعلولة. والبنت لما نظرت أباها لم
يأتها تلك الليلة، لم يأتها نوم لوحدتها، لان أباها كان يحدثها ويسليها
حتى تنام، فسمعت عند السحر بكاء الطير وحنينه من قلب حزين فبقيت تتقلب على
وجه الارض، إلى أن صارت تحت تلك الشجرة التي عليها الطير لتسمع بكاءه،
فصارت كلما أن وبكى وحن وصاح ذلك الطير تجاوبه من قلب محزون. فلما كان
السحر قطر من الطير قطرة، فوقعت على عينها ففتحت، وقطرت قطرة اخرى على
عينها الاخرى فبرئت، ثم قطرة على يديها فعوفيت، ثم على رجليها فبرئت،
فعادت كلما قطر قطرة من الدم تلطخ به جسدها، فعوفيت من جميع مرضها من
بركات دم الحسين - عليه السلام - وهي تحت الشجرة.
(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) من المصدر.
[ 75 ]
فلما أصبح الصباح، أقبل أبوها إلى البستان فرأى (منه) (1) بنتا تدور، ولم
يعلم انها ابنته، (فجاء اليهودي إليها) (2)، وسألها انه كان لي في البستان
ابنة عليلة نائمة تحت تلك الشجرة لم تقدر [ أن ] (3) تتحرك. فقالت ابنته:
والله أنا ابنتك، فلما سمع كلامها وقع مغشيا عليه. فلما أفاق قام على
قدميه، فأتت به إلى ذلك الطير، فرآه واكرا على الشجرة، يأن من قلب حزين
محترق (القلب) (4) مما فعل (5) بالحسين - عليه السلام - (وما فعلوا به
الكفرة وفعلهم بنسائه وأولاده وما جرى في أرض كربلاء) (6). فقال [ له ]
(7) اليهودي: بالذي خلقك أيها الطير أن تكلمني بقدرة الله تعالى، فنطق
الطير مستعبرا، ثم قال: إعلم اني كنت واكرا على بعض الاشجار مع جملة من
الطيور قبالة الظهر، وإذا بطير ساقط علينا، وهو يقول: (تجلسون) (8) أيها
الطيور تأكلون، وتنعمون، والحسين - عليه السلام - في أرض كربلاء، في هذا
الحر، على الرمضاء، طريحا ظاميا، والنحر داميا، ورأسه مقطوع، وعلى الرمح
مرفوع، ونساؤه سبايا حفاة عرايا، (نادبات الكفيل والمحامي) (9). فلما
سمعنا ذلك تطايرنا إلى أرض كربلاء، فرأيناه في ذلك
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) ليس في المصدر.
(5) كذا في المصدر، وفي الاصل: مما رأى من فقد الحسين. (6) ما بين القوسين ليس في المصدر. (7) من المصدر. (8 و 9) ليس في المصدر.
[ 76 ]
الوادي طريحا، الغسل من دمه، والكفن الرمل السافي عليه، فوقعنا كلنا عليه
ننوح ونتمرغ في دمه الشريف، وكان كل منا طار إلى ناحية فوقعت أنا في هذا
المكان. فلما سمع اليهودي ذلك (الكلام) (1)، تعجب، وقال: لو لم يكن الحسين
ذا قدر رفيع عند الله تعالى، لما كان دمه شفاء من كل داء. ثم أسلم اليهودي
وأسلمت ابنته وأسلم خمسمائة (رجل) (2) من قومه: يا أهل يثرب ! لا مقام لكم
بها * قتل الحسين، فادمعي مدرار الجسم منه بكربلاء مضرج، * والرأس منه على
القناة يدار (نفسي الفداء لفتية قد صرعوا * بالطف بين جلامد وجنادل نفسي
الفداء لفتية قد أصبحوا * نهبا لكل مجالد ومجادل ليت الحوادث قد تخطت
أنفسا * أصل لكل فضائل وفواضل) (3) (4)
التاسع والعشرون ومائة الانتقام
ممن سلبه - عليه السلام - 1093 \ 146 - ابن طاووس - رحمه الله تعالى -: عن
هلال بن نافع قال:
(1 و 2) ليس في
المصدر والبحار. (3) ما بين الاقواس ليس في المصدر والبحار. (4) منتخب
الطريحي: 107 - 109.
وأخرجه في البحار: 45 \ 191 - 193 والعوالم: 17 \ 512 ح 1 عن بعض كتب
الاصحاب مرسلا. أقول: في القصة غرائب وعجائب وان مقام سيد الشهداء - صلوات
الله عليه - اعظم عند الله من ذلك ولهم الولاية الكبرى في العالم والله
عالم بحقائق الامور.
[ 77 ]
إني لواقف (1) مع أصحاب عمر بن سعد - لعنه الله - إذ صرخ صارخ أبشر أيها
الامير فهذا شمر قد قتل الحسين - عليه السلام -. قال: فخرجت بين الصفين
فوقفت عليه وانه ليجود بنفسه، فوالله ما رأيت قط قتيلا مضمخا بدمه أحسن
منه، ولا أنور من وجهه ولقد شغلني نور وجهه وجمال هيئته (2) عن الفكرة في
قتله، فاستسقى في ذلك الحال ماء، وسمعت رجلا يقول (له: لا والله) (3) لا
تذوق الماء حتى ترد الحامية، فتشرب من حميمها، فسمعته يقول: [ يا ويلك ]
(4) أنا لا أرد الحامية ولا أشرب من حميمها، بل أرد على جدي رسول الله -
صلى الله عليه وآله - فأسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر،
وأشرب من ماء غير آسن، وأشكو إليه ما ارتكبتم مني وفعلتم بي. قال: فغضبوا
بأجمعهم، حتى كأن الله لم يجعل في قلب أحد منهم من الرحمة شيئا، فاجتزوا
رأسه، وانه ليكلمهم، فتعجبت من قلة رحمتهم (له) (5) وقلت: والله لا
اجامعكم على أمر أبدا. قال: ثم أقبلوا على سلب الحسين - عليه السلام -
فأخذ قميصه إسحاق ابن حوية الحضرمي، فلبسه فصار ابرص وامتعط شعره، [ وروي
أنه وجد في قميصه مائة وبضع عشرة: ما بين رمية، وطعنة سهم وضربة، وقال
الصادق - عليه السلام - وجد بالحسين - عليه السلام - ثلاث وثلاثون طعنة
(1) في المصدر: إني كنت واقفا. (2) في البحار: هيبته. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) ليس في المصدر والبحار.
[ 78 ]
وأربعة وثلاثون ضربة ] (1) وأخذ سراويله بحر بن كعب التيمي (2) وروي أنه
صار زمنا مقعدا من رجليه، وأخذ عمامته أخنس بن مرثد بن علقمة الحضرمي،
وقيل جابر بن يزيد الاودي - لعنهما الله - فاعتم بها فصار معتوها (3).
وأخذ نعليه الاسود بن خالد - لعنه الله - وأخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي
- لعنه الله - وقطع اصبعه - عليه السلام -، مع الخاتم، وهذا (الملعون) (4)
أخذه المختار، وقطع يديه ورجليه، وتركه (5) يتشحط في دمه، حتى هلك لا رحمه
الله. وأخذ قطيفة له - عليه السلام - كانت من خز قيس بن أشعث - لعنه الله
-، وأخذ درعه البتراء عمر بن سعد - لعنه الله -، فلما قتل عمر بن سعد -
لعنه الله - وهبها المختار لابي عمرة قاتله. وأخذ سفيه جميع بن الخلق
الازدي (6) - لعنه الله - ويقال: رجل من بني تميم، يقال له: الاسود بن
حنظلة - لعنه الله - وفي رواية ابن سعد: انه أخذ سيفه القلافس (7)
النهشلي، وزاد محمد بن زكريا: إنه وقع بعد ذلك إلى
(1) من المصدر والبحار. (2) في البحار: أبجر بن كعب التيمي.
(3) في البحار بعد قوله معتوها، وفي غير رواية السيد: فصار مجذوما. وأخذ
درعه مالك بن بشير الكندي فصار معتوها. (4) ليس في المصدر والبحار. (5)
كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: جعله. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي
الاصل: الخليق الاودي. (7) كذا في البحار وتذكره الخواص: 144، وفي المصدر:
الفلافس.
[ 79 ]
بنت حبيب (1) بن بديل، وهذا السيف المنهوب [ المشهور ] (2) ليس هو ذو
الفقار، فإن ذلك مذخور ومصون مع أمثاله مع ذخائر النبوة والامامة، وقد نقل
الرواة تصديق ما قلناه وصورة ما حكيناه. قال [ الراوي ] (3): وجاءت جارية
من ناحية خيم الحسين - عليه السلام - فقال لها رجل: يا أمة الله إن سيدك
(قد) (4) قتل. قالت الجارية: فأسرعت إلى سيدتي وأنا أصيح، فقمن في وجهي
وصحن. قال: وتسابق القوم على نهب [ بيوت ] (5) آل الرسول - صلى الله عليه
وآله - وقرة عين (الزهراء) (6) البتول - عليها السلام - حتى جعلوا ينتزعون
(7) ملحفة المرأة عن ظهرها وخرجن بنات رسول الله وحريمه يتساعدن على
البكاء ويندبن لفراق الحماة والاحباء. (8)
الثلاثون ومائة انتقام من عدوه
1094 \ 147 - ابن شهراشوب: عن تاريخ الطبري قال أبو مخنف: حدثني عمرو بن
شعيب، عن محمد بن عبد الرحمان ان يدي ابحر بن
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بيت بن بديل.
(2 و 3) من المصدر. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) من المصدر. (6) ليس في
المصدر. (7) في البحار: ينزعون. (8) اللهوف في قتلى الطفوف: 55 - 59 وعنه
البحار: 45 \ 57 - 58 والعوالم: 17 \ 300 - 302.
[ 80 ]
كعب كانتا في الشتاء تنضحان الماء، وفي الصيف تيبسان كأنهما عودان. وفي
رواية غيره كانت يداه تقطران في الشتاء دما وكان هذا الملعون سلب الحسين -
عليه السلام -. (وفي رواية ينضحان قيحا ودما في الشتاء) (1). (2)
الحادي
والثلاثون ومائة انتقام آخر 1095 \ 148 - ثاقب المناقب: عن سيار بن الحكم
قال: انتهبت الناس ورسا من عسكر الحسين [ يوم قتل الحسين ] (3) فما تطيبت
به امرأة إلا برصت. (4) 1096 \ 149 - ابن شهراشوب: عن محمد بن الحكم عن
امه قال (5): انتهبت الناس ورسا من عسكر الحسين - عليه السلام - فما
استعملته امرأة إلا برصت. وروي: أن إسحاق الحضرمي الملعون الزنديق - لعنه
الله -، أخذ قميصه - صلوات الله عليه واله - [ فلبسه ] (6) فبرص. (7)
(1) ليس في المصدر والبحار.
(2) مناقب آل أبي طالب: 4 \ 57 وعنه البحار: 45 \ 301 والعوالم: 17 \ 614.
ورواه الطبري في تاريخه: 5 \ 451. (3) من المصدر. (4) الثاقب في المناقب:
337 ح 9. (5) كذا في المصدر والبحار والاصل، ولكن لابد أن يكون قالت. (6)
من المصدر. (7) مناقب آل أبي طالب: 4 \ 56 وعنه البحار 45 \ 300 والعوالم:
17 \ 498 ذح 2 وص 616 ذح 2.
[ 81 ]
الثاني والثلاثون ومائة انتقام آخر 1097 \ 150 - ثاقب المناقب: عن سفيان
بن عيينة قال: حدثتني جدتي، قالت: لما قتل الحسين بن علي - صلوات الله
عليه وآله - استاقوا (1) إبلا عليها الورس، فلما نحرت رأينا لحومها مثل
العلقم ورأينا الورس رمادا وما رفعنا حجرا إلا وجدنا تحته دما عبيطا. قال
صاحب ثاقب المناقب: وليس بين الخبرين تناقض فانه (2) ذكر في الاول [ أن ]
(3) الورس إذا استعملته امرأة برصت، وذكر في الثاني، أنه صار رمادا، لان
ما وقع على قومها (4)، صار رمادا وما وقع إلى قوم سيار (5) من استعمله
برص. (6) 1098 \ 151 - ابن شهراشوب تاريخ النسوي وتاريخ بغداد وإبانة
العكبري: قال سفيان بن عيينة: حدثتني جدتي: أن رجلا ممن شهد قتل الحسين -
عليه السلام - كان يحمل ورسا (7) فصار ورسه دما، ورأيت النجم كأن فيه
النيران يوم قتل الحسين - عليه السلام -، يعني بالنجم:
(1) في المصدر: ساقوا. (2) كذا في
المصدر، وفي الاصل: لانه. (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل:
قوم. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: شيئا إلا. (6) الثاقب في المناقب: 337
ح 10 و 11. (7) الورس: نبات كالسمسم، يصبغ به ويتخذ منه الخمرة، وليس إلا
باليمن على ما قيل.
[ 82 ]
النبات. (1)
الثالث والثلاثون ومائة انتقام آخر 1099 / 152 - ابن شهراشوب: أحاديث ابن
الحاشر، قال (أبو عبد الله) (2): كان عندنا رجل خرج على الحسين - عليه
السلام -، ثم جاء بجمل وزعفران فكلما دقوا الزعفران صار نارا [ فلطخت
امرأته على يديها فصارت برصا، وقال ] (3)، ونحروا الجمل (4) [ فكلما جزوا
بالسكين، صار نارا، قال: ] (5) فقطعوه فخرج منه النار. (قال:) (6) فطبخوه
فصارت (7) القدر نارا. (ويروى عن سفيان بن عيينة ويزيد بن هارون الواسطي
أنهما قالا: نحر إبل الحسين - عليه السلام - فإذا لحمه يتوقد نارا) (8).
تاريخ النسوي: قال حماد بن زيد: قال جميل بن مرة: لما
(1) مناقب آل أبي طالب: 4 / 55 - 56 وعنه البحار: 45 / 300 والعوالم: 17 /
498 ح 2 وص 616 ح 2. (2) ليس في المصدر والبحار.
(3) من المصدر والبحار، وفي البحار: " برصاء " بدل " برصا ". (4) في
المصدر والبحار: ونحر البعير. (5) من المصدر والبحار، باختلاف يسير في
لفظهما. (6) ليس في المصدر. (7) في المصدر والبحار: ففارت. (8) ما بين
القوسين ليس في المصدر.
[ 83 ]
طبخوها (1) صارت مثل العلقم. (2)
الرابع والثلاثون ومائة انتقام آخر 1100
/ 153 - ابن شهراشوب: عن القاسم بن الاصبغ قلت لرجل من بني دارم: ما غير
صورتك ؟ قال: قتلت (3) رجلا من أصحاب الحسين - عليه السلام -، وما نمت
ليلة منذ قتلته إلا أتاني في منامي آت، فينطلق بي إلى جهنم، فيقذف بي فيها
حتى اصبح. قال: فسمعت بذلك جارة له، فقالت: ما يدعنا ننام الليل من صياحه
(4). (5)
الخامس والثلاثون ومائة انتقام آخر 1101 / 154 - ابن شهراشوب: عن
إبانة بن بطة وجامع الدارقطني، وفضائل أحمد، روى قرة بن أعين، عن خاله،
قال: كنت عند أبي رجاء العطاردي، فقال: لا تذكروا أهل البيت إلا بخير،
فدخل عليه رجل من
(1) في المصدر:
طبخوا. (2) مناقب آل أبي طالب: 4 / 57 وعنه البحار: 45 / 302 والعوالم: 17
/ 617 ح 3، وروى
صدره الطوسي - رحمه الله - في أماليه: 2 / 336 مفصلا، وعنه البحار: 45 /
322 والعوالم: 17 / 616. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقلت: كنت، وهو
مصحف. (4) في المصدر: من صاحبه. (5) مناقب آل أبي طالب: 4 / 58.
[ 84 ]
حاضري كربلاء، وكان يسب الحسين - عليه السلام -، وأهوى الله عليه نجمين
فعميت عيناه. (1)
السادس والثلاثون ومائة انتقام آخر 1102 / 155 - ابن
شهراشوب: قال [ و ] (2) سأل عبد الله بن رباح (3) القاضي الاعمى عن عماه،
فقال: كنت حضرت كربلاء، وما قاتلت، فنمت، فرأيت شخصا هائلا، فقال لي: أجب
رسول الله. فقلت: لااطيق، فجرني إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله -،
فوجدته حزينا، وفي يده حربة، وبسط قدامه نطع، وملك قبله قائم، في يده سيف
من النار، يضرب أعناق القوم، ويقع النار فيهم فتحرقهم، ثم يحيون ويقتلهم
أيضا هكذا، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، والله ما ضربت بسيف، ولاطعنت
برمح، ولا رميت سهما. فقال النبي - صلى الله عليه وآله - ألست كثرت السواد
؟ فشدني (4) وأخذ من طشت، فيه دم، فكحلني [ من ذلك الدم ] (5) فاحترقت
عيناي، فلما انتبهت كنت أعمى. (6)
(1)
مناقب آل أبي طالب: 4 / 58 وعنه البحار: 45 / 303 والعوالم: 17 / 624 صدرح
1. (2) من المصدر والبحار.
(3) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: عبد الله الرياح. (4) في المصدر
والبحار: فسلمني. (5) من المصدر والبحار. (6) مناقب آل أبي طالب: 4 / 58 -
59 وعنه البحار: 45 / 303 والعوالم: 17 / 624.
[ 85 ]
السابع والثلاثون ومائة انتقام آخر 1103 / 156 - ابن شهراشوب: عن أبي عبد
الله الدامغاني في شوق العروس (1) عن (2) جماعة، انهم تذاكروا ليلة (من)
(3) أمر الحسين - عليه السلام -، انه من قتله، رماه الله ببلية في جسده،
فقال رجل: فأنا ممن قتله، وما أصابني سوء، ثم إنه قام ليصلح الفتيلة
باصبعه، فأخذت النار كفه، فخرج صارخا حتى رمى نفسه في الفرات، فوالله ما
زال (4) يدخل رأسه الماء والنار على وجه الماء، فإذا خرج رأسه سرت النار
إليه، وكان (في) (5) ذلك دأبه حتى هلك. (6)
الثامن والثلاثون ومائة انتقام
آخر 1104 / 157 - ثاقب المناقب: عن أبي رجاء العطاردي قال: كان لي جار من
بني الجهم، فلما قتل الحسين - صلوات الله عليه -، قال: أترون الفاسق بن
الفاسق، فرماه الله عزوجل بكوكبين من نار فطمسا بصره. (7)
(1) شوق العروس وانس النفوس للحسين بن علي الدامغاني. (2) في المصدر: انه:
إنهم، وهو ناقص ولعل ما أثبتناه أثبت للسياق. (3) ليس في المصدر. (4) في
المصدر: رأيناه. (5) ليس في المصدر.
(6) مناقب آل أبي طالب: 4 / 59. (7) الثاقب في المناقب: 336 ح 8.
[ 86 ]
التاسع والثلاثون ومائة انتقام آخر 1105 / 158 - بستان الواعظين: قال الحر
بن رياح القاضي: رأيت رجلا مكفوفا، قد شهد قتل الحسين - عليه السلام -
وكان الناس يأتونه ويسألونه عن ذهاب بصره. قال: فكان يقول: شهدت قتل
الحسين - عليه السلام -، ولكن لم أضرب بسيف، ولم أرم بسهم، فلما قتل
الحسين - عليه السلام -، رجعت إلى المنزل وصليت العشاء الآخرة ونمت،
فأتاني آت في منامي، وجذبني جذبة شديدة، وقال لي: أجب رسول الله - صلى
الله عليه وآله - فقلت مالي وله ؟ ! فأخذني وجذبني جذبة اخرى شديدة،
وانطلق بي إليه، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وآله - جالس في المحراب
مغتما حاسرا عن ذراعيه، أخذ نجدة، بين يديه نطع، وملك قائم بين يديه، وبين
يدي الملك سيف من نار، وكان أتي إلي تسعة من الاصحاب، فقتل أصحابي التسعة،
فكلما ضرب الملك منهم واحدا، التهب نفسه نارا فكلما قام الملك صاروا
أحياء، فقتلهم مرة بعد اخرى حتى قتلهم سبع مرات. فدنوت من النبي - صلى
الله عليه وآله -، وحبوت إليه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، ما ضربت
بسيف، ولاطعنت برمح، ولا رميت بسهم. فقال لي: صدقت ولكن كثرت على ولدي
السواد، ادن مني، فدنوت منه فإذا طشت مملوء دما، فقال دم ولدي الحسين،
فكحلني من ذلك الدم، فانتبهت أعمى لا أبصر شيئا.
[ 87 ]
الاربعون ومائة انتقام آخر 1106
/ 159 - بستان الواعظين: قال الفضل بن الزبير: كنت قاعدا عند السدي، فجاء
رجل، فجلس إليه، فإذا منه ريح القطران. قال: فقال له السدي: أتبيع قطرانا
؟ قال: لا. قال له: ما هذه الرائحة ؟ قال: شهدت عسكر عمر بن سعد، فكنت
أبيع منهم أوتاد الحديد، فلما قتل الحسين - عليه السلام - يوم عاشوراء،
أتيت في العسكر فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - في النوم، والحسين
- عليه السلام - وعلي معهما، وهو يسقي الماء من قتل من أصحاب الحسين -
عليه السلام -، فاستسقيته فأبى أن يسقيني. قال: فقال لي: ألست ممن أعان
علينا ؟ فقلت: بلى كنت أبيعهم أوتاد الحديد، فقال لعلي - عليه السلام -:
اسقه قطرانا. قال: فناولني قدحا فشربت منه، فكنت ثلاثة أيام أبول القطران،
ثم ذهب عني وبقيت هذه الرائحة علي. قال: فقال السدي: كل من خبز البر وكل
من كل النبات، واشرب من ماء الفرات، فما أراك تعاين الجنة ولا محمدا أبدا.
[ 88 ]
الحادي والاربعون ومائة انتقام
آخر 1107 / 160 - ثاقب المناقب: عن يعقوب بن سليمان قال:
سهرت (1) ذات ليلة أنا ونفر، فتذاكرنا مقتل الحسين بن علي - صلوات الله
عليهما -، فقال رجل من القوم: ما تلبس أحد بقتله، إلا أصابه بلاء في أهله
وماله ونفسه. قال شيخ من القوم: فهو والله (2) ممن شهد قتله، وأعان عليه،
فما أصابه (3) إلى الساعة أمر يكرهه (4)، فمقته القوم، وتغير السراج وكان
دهنه نفطا (5)، فقام (الرجل) (6) إليه ليصلحه، (فأخذت النار باصبعه،
فنفخها فأخذت بلحيته، فخرج يبادر إلى الماء، وألقى نفسه في النهر، وجعلت
النار ترفرف على رأسه) (7) فإذا أخرجه أحرقته، حتى مات - لعنه الله -. (8)
(1) في المصدر والبحار: سمرت. (2) في المصدر: " والله أنا " بدل " فهو
والله ". (3) في المصدر: فما أصابني. (4) في المصدر: اكرهه. (5) في
المصدر: " وكاد دهنه يطفأ " بدل " وكان دهنه نفطا ". (6) ليس في البحار.
(7) ما بين القوسين ليس في نسخة " خ ". (8) الثاقب في المناقب: 335 ح 5.
وأورده المجلسي - رحمه الله - في البحار: 45 / 307 ح 7 والعوالم: 17 / 626
ح 4 عن عقاب الاعمال: 259 ح 7 باختلاف يسير.
[ 89 ]
الثاني والاربعون ومائة انتقام آخر 1108 / 161 - الشيخ في أماليه: قال:
أخبرنا محمد بن محمد
يعني المفيد قال: أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال: حدثنا علي بن
الحسين بن سفيان الكوفي الهمداني قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان
الحضرمي قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا الوليد ابن أبي ثور، قال:
حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثني عمي، قال: لما خفنا أيام الحجاج، خرج
نفر منا من الكوفة مستترين، وخرجت (معهم) (1)، فصرنا إلى كربلاء، وليس بها
موضع نسكنه، فبنينا كوخا على شاطئ الفرات، وقلنا: نأوي إليه، فبينا نحن
فيه، إذ جاءنا رجل غريب، فقال: أصير معكم في هذا الكوخ الليلة، فإني عابر
سبيل، فأجبناه وقلنا غريب منقطع به. فلما غربت الشمس وأظلم الليل، أشعلنا،
فكنا نشعل بالنفط، ثم جلسنا نتذاكر أمر الحسين بن علي - عليهما السلام -
ومصيبته وقتله ومن تولاه، فقلنا: ما بقي أحد من قتلة الحسين - عليه السلام
- إلا رماه الله ببلية في بدنه. فقال ذلك الرجل: فانا كنت فيمن قتله،
والله ما أصابني سوء، وإنكم يا قوم تكذبون، فأمسكنا عنه (2)، وقل ضوء
النفط، فقام ذلك الرجل ليصلح الفتيلة باصبعه، فأخذت النار كفه، فخرج نادا
(3) حتى ألقى نفسه
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر: منه. (3) في المصدر: ونادى.
[ 90 ]
في الفرات، يتغوث (1) به، فوالله لقد رأيناه يدخل رأسه في الماء والنار
على وجه الماء، فإذا خرج رأسه سرت النار إليه، فتغوصه إلى الماء ثم يخرجه
فتعود إليه، فلم يزل ذلك دأبه حتى هلك. (2)
|