كتاب مدينة المعاجز

الجزء الرابع

 

 

 

الثالث والاربعون ومائة انتقام آخر 1109 / 162 - تاريخ الطبري: قال: إن المختار تجرد لقتلة الحسين [ وأهل بيته ] (3) - عليهم السلام -، فقال: اطلبوهم (4)، فإنه لا يسوغ لي الطعام والشراب، حتى اطهر الارض منهم. قال موسى بن عامر: فأول ما بدأ به الذين وطئوا الحسين - عليه السلام - بخيلهم، (فأخذهم وأتى بهم على ظهورهم وأخذ) (5) سكك الحديد في أيديهم وأرجلهم، وأجرى الخيل عليهم، حتى قطعتهم قطعا وأحرقهم بالنار، وفي بعض الروايات انهم كانوا أولاد زنا. ثم أخذ المختار رجلين اشتركا في دم عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب، وفي سلبه كانا في الجبانة، فضرب عنقهما ثم أحرقهما بالنار. وبعث أبا عمرة، فأحاط بدار خولي بن يزيد الاصبحي وهو حامل


(1) في المصدر: يتغوص. (2) أمالي الشيخ الطوسي: 1 / 163 - 164 وعنه البحار: 45 / 307 ح 6 والعوالم: 17 / 626 ح 3. (3) من البحار. (4) في المصدر: اطلبوا لي. (5) في البحار بدل ما بين القوسين هكذا: وأنامهم على ظهورهم، وضرب.


[ 91 ]

رأس الحسين - عليه السلام - إلى عبيدالله بن زياد - لعنه الله -، فخرجت امرأته إليهم وهي النورانية كما ذكره الطبري في تاريخه، وقيل: اسمها العيوف (1)، وكانت محبة لاهل البيت - عليهم السلام -، قالت: لا أدري أين هو وأشارت بيدها فدخلوا فوجدوا على رأسه قوصرة، فأخذوه وقتلوه، ثم أمر بحرقه. وبعث عبد الله بن كامل إلى حكيم بن الطفيل الطائي السنبسي، وكان قد أخذ سلب العباس ورمى حسينا - عليه السلام - بسهم، فأخذوه قبل وصوله إلى المختار، فصيروه هدفا ورموه بالسهام. وبعث إلى قاتل علي بن الحسين - عليهما السلام -، وهو مرة بن منقذ العبدي، وكان شجاعا، فأحاطوا بداره فخرج وبيده الرمح، وهو على فرس جواد، فطعنه عبد الله بن ناجية الشباحي، فصرعه ولم تضره الطعنة وضربه ابن كامل بالسيف فنفرت به الفرس، فانفلت، ولحق بمصعب، وشلت يده بعده ذلك وهرب سنان بن أنس إلى البصرة وهدم داره. ثم انه خرج من البصرة نحو القادسية، وكان عليه عيون، فأخبروا المختار، فأخذه بين العذيب والقادسية، فقطع أنامله، ثم يديه ورجليه، وأقلى له زيتا في قدر ورماه فيها (2). (3)


(1) في المصدر: يقال لها: العيوف بنت مالك بن نهار بن عقرب. (2) لكثير الاختلاف بين الاصل والمصدر والبحار انصرفنا عن التطبيق بهما مخافة أن تطول. (3) تاريخ الطبري: 6 / 57 - 65 مفصلا وعنه البحار: 45 / 374 - 375 والعوالم: 17 / 695 مختصرا.


[ 92 ]

 

الرابع والاربعون ومائة انتقام آخر 1110 / 163 - وروي: أن رجلا من كندة أخذ البيضة التي على رأس الحسين - عليه السلام -، فانطلق إلى منزله، وقال لزوجته: خذي هذه البيضة التي كانت على رأس الحسين، فاغسليها من الدم، وتكون عندك وديعة. قال: فبكت وقالت: يا ويلك قتلت الحسين - عليه السلام -، وسلبته البيضة والله لا اجتمعت أنا وأنت أبدا فوثب إليها فانزاحت عن اللطمة، فأصابت يده الباب فدخل فيها مسمار، فعملت عليه فقطعها من مرفقه، ولم يزل فقيرا حتى مات وعجل الله بروحه إلى النار وبئس القرار. (1)

الخامس والاربعون ومائة انتقام آخر 1111 / 164 - وروي: عن السيد السدي قال: ضافاني (2) رجل في ليلة، كنت أحب الجليس، فرحبت به وقربته (وأدنيته) (3) وكرمته وجلسنا نتسامر، وإذا به ينطلق بالكلام كالسيل إذا قصد الحضيض، فطرقت له (4) فانتهى في سمره طف كربلاء، وكان قريب العهد بقتل


(1) منتخب الطريحي: 463 - 464. وقد تقدم نحوه عن مناقب آل أبي طالب في المعجزة: 40. (2) في المصدر: ضافني، وفي البحار: أضافني. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فطرقه.


[ 93 ]

الحسين - عليه السلام -، فتأوهت الصعداء، وتزفرت كمدا (1)، فقال: ما بالك ؟ قلت: ذكرت مصابا يهون عنده كل مصاب. قال: أما كنت حاضرا [ يوم الطف ؟ ] (2). قلت: لا والحمد لله. قال: اراك تحمد على أي شئ ؟ قلت: على الخلاص من دم الحسين - عليه السلام -، لان جده - صلى الله عليه وآله - قال: [ ان ] (3) من طولب بدم ولدي الحسين - عليه السلام - يوم القيامة لخفيف الميزان. قال: هكذا قال جده ؟ قلت: نعم، وقال - صلى الله عليه وآله - ولدي الحسين - عليه السلام - يقتل ظلما وعدوانا، ألا ومن قتله يدخل في تابوت من نار، ويعذب (بعذاب) (4) نصف أهل النار، وقد غلت يداه ورجلاه، وله رائحة (5) يتعوذ أهل النار منها، هو ومن شايع وبايع أو رضى بذلك، كلما نضجت جلودهم، بدلوا بجلود غيرها ليذوقوا (العذاب الاليم) (6) لا يفتر عنهم ساعة، ويسقون من حميم جهنم، فالويل لهم من عذاب جهنم. قال: لا تصدق هذا الكلام يا أخي.


(1) في البحار: كملا. (2) من المصدر والبحار. (3) من البحار. (4) ليس في المصدر. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ورائحته. (6) ليس في المصدر.


[ 94 ]

قلت: كيف هذا وقد قال - صلى الله عليه وآله -: لا كذبت ولا كذبت ؟ قال: ترى قالوا قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - قاتل ولدي الحسين - عليه السلام - لا يطول عمر وها أنا وحقك قد تجاوزت التسعين [ مع ] (1) أنك ما تعرفني ؟ قلت: لا والله. قال: أنا الاخنس بن زيد. قلت: وما صنعت يوم الطف ؟ قال: أنا الذي أمرت (2) على الخيل الذين أمرهم ابن سعد - لعنه الله - بوطئ جسم الحسين - عليه السلام - بسنابك الخيل، وهشمت أضلاعه، وجررت نطعا من تحت علي بن الحسين، وهو عليل، حتى كببته على وجهه (3) وخرمت اذني صفية بنت الحسين - عليه السلام - لقرطين كانا في أذنيها. قال السدي: فبكى قلبي جوعا وعيناي دموعا، وخرجت اعالج على إهلاكه، وإذا بالسراج قد ضعفت فقمت اظهرها فقال: اجلس وهو يحكي [ لي ] (4) متعجبا من نفسه وسلامته ومد إصبعه ليظهرها فاشتعلت [ به ] (5) ففركها بالتراب، فلم تنطف، فصاح بي ادركني يا أخي، فكببت الشربة عليها، وأنا غير محب لذلك، فلما شمت النار رائحة الماء،


(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: إمرة. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وجه. (4) من المصدر. (5) من المصدر والبحار.


[ 95 ]

ازدادت قوة، فصاح بي: ما هذه النار وما يطفئها ؟ فقلت: ألق نفسك في النهر، فرمى بنفسه (1) فكلما ركس جسمه بالماء اشتعلت في جميع بدنه كالخشبة البالية في الريح البارح وأنا أنظره فوالله الذي لاإله إلا هو لم تطفأ حتى صار فحما، وصار على وجه الماء ألا لعنة الله على الظالمين * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * (2). (3)

السادس والاربعون ومائة انتقام آخر 1112 / 165 - وروي عن رجل كوفي حداد، قال: لما خرج العسكر من الكوفة لحرب الحسين بن علي - عليهما السلام - جمعت حديدا (كان) (4) عندي، وأخذت التي، وسرت معهم، فلما وصلوا وطنبوا خيمهم بنيت خيمة وصرت أعمل أوتادا للخيم وسككا ومرابط للخيل وأسنة للرماح (5) وما اعوج من سنان أو خنجر أو سيف كنت بكل ذلك بصيرا، فصار ربحي كثيرا وشاع ذكري بينهم حتى أتى الحسين - عليه السلام - مع عسكره، فارتحلنا إلى كربلاء، وخيمنا على شاطئ العلقمي،


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: نفسه. (2) الشعراء: 227. (3) منتخب الطريحي: 180 - 181. وأخرجه في البحار: 45 / 321 - 322 والعوالم: 17 / 634 - 635 عن بعض مؤلفات الاصحاب. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أعمد أوتاد الخيم وسككهاو مرابط الخيل وأسنة الرماح.


[ 96 ]

فقام القتال فيما بينهم وحموا الماء عليه، وقتلوه وأنصاره وبنيه. وكانت مدة إقامتنا [ وارتحالنا ] (1) تسعة عشر يوما فرجعت غنيا إلى منزلي والسبايا معنا، فعرضت على عبيدالله - لعنه الله - فأمر أن يشهروهم إلى يزيد - لعنه الله - إلى الشام فلبثت في منزلي أياما قلائل، وأنا بليلة (2) راقد على فراشي، فرأيت طيفا كأن القيامة قامت والناس يموجون على الارض كالجراد إذا فقدت دليلها وكلهم دالع لسانه على صدره من شدة الظماء، وأنا أعتقد بأن ما فيهم أعظم مني عطشا لانه كل سمعي وبصري من شدته هذا غير حرارة الشمس يغلي منها دماغي والارض تغلي كالقير (3) إذا اشتعل تحته نار، وخلت ان رجلي قد تعلقت أقدامها (4) فوالله العظيم لو أنني (5) خيرت بين عطشي وتقطيع لحمي حتى يسيل دمي لاشربه لرأيت شربه خيرا من عطشي. فبينما انا في العذاب الاليم، والبلاء العميم وإذا [ أنا ] (6) برجل قد عم الموقف نوره، وابتهج الكون بسروره، راكب على فرس، وهو ذو شيبة قد حفت به الوف من كل نبي ووصي وصديق وشهيدو صالح، فمر كأنه ريح أو نسر أو فلك (7)، فمرت ساعة وإذا [ أنا ] (8) بفارس على جواد


(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر والبحار: وإذا أنا ذات ليلة. (3) في المصدر والبحار: كأنها القير. (4) في المصدر: قدماها. (5) في المصدر: لو أني. (6) من المصدر. (7) في المصدر والبحار: " أو سيران فلك "، بدل " أو نسر أو فلك ". (8) من المصدر والبحار.


[ 97 ]

اغر، له وجه كتمام القمر، تحت ركابه الوف، إن أمر ائتمروا، وإن زجر انزجروا (1) فاقشعرت الاجسام من لفتاته، وارتعدت الفرائص من خطراته (2) فتأسفت على الاول ما سألت عنه خيفة من هذا، وإذا به قد قام في ركابه وأشار إلى أصحابه، وسمعت قوله: [ خذوه، ] (3) وإذا بأحدهم قاهر (4) بعضدي كلبة حديد خارجة من النار، فمضى بي إليه فخلت كتفي اليمنى قد انقطعت، فسألته الخفة فزادني ثقلا، فقلت له: سألتك بمن أمرك علي من تكون ؟ قال: ملك من ملائكة الجبار. قلت: ومن هذا ؟ قال: علي الكرار. قلت: والذي قبله ؟ قال: محمد المختار. قلت: والذين (5) حوله ؟ قال: النبيون والصديقون والشهداء والصالحون والمؤمنون. قلت: أنا ما فعلت حتى أمرك علي ؟ قال: إليه يرجع الامر، وحالك حال هؤلاء فحققت النظر وإذا أنا بعمر بن سعد أمير العسكر، وقوم لم أعرفهم وإذا بعنقه سلسلة من


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: " ان أمر ائتمر، وإن زجر انزجر ". (2) في المصدر: خطواته. (3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر: قابض. (5) في المصدر: والذي.


[ 98 ]

حديد، والنار خارجة من عينيه واذنيه فأيقنت بالهلاك، وباقي القوم منهم مغلل ومنهم [ مقيد ومنهم ] (1) مقهور بعضده مثلي. فبينما نحن نسير وإذا برسول الله - صلى الله عليه وآله - الذي وصفه الملك جالس على كرسي [ عال ] (2) يزهر أظنه من اللؤلؤ ورجلين ذى شيبتين بهيتين عن يمينه (3). فسألت الملك عنهما، فقال: نوح وإبراهيم، وإذا برسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول: ما صنعت يا علي (4) قال: ما تركت أحدا من قاتلي الحسين - عليه السلام - إلا اتيت به، فحمدت الله تعالى أني لم أكن منهم ورد إلي عقلي، وإذا برسول الله قال: قدموهم، [ فقدموهم ] (5) إليه، وجعل يسألهم ويبكي ويبكي كل من في الموقف لبكائه، لانه يقول للرجل: ما صنعت بطف كربلاء بولدي الحسين - عليه السلام - ؟ فيجيب: يا رسول الله أنا حميت الماء عليه، وهذا يقول: أنا سلبته (6) وهذا يقول: أنا وطأت صدره بفرسي، ومنهم من يقول أنا ضربت ولده العليل، فصاح رسول الله - صلى الله عليه وآله -: واولداه، واقلة ناصراه واحسيناه واعلياه هكذا جرى (7) عليكم بعدي، انظر يا أبي آدم،


(1) من المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار، وفيهما " يزهو " بدل " يزهر ". (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ورجلين عن شماله ذي شيبتين بهيتين ورجلان عن يمينه فاتخذ علي وقام النبي ولم يبق أحد جالس إلا وقام. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل زوائد لا أصل لها، حذفناها. (5) من المصدر والبحار. (6) في المصدر والبحار: قتلته. (7) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: صدر.


[ 99 ]

انظر (يا أخي ابراهيم، اسمع) (1) يا أخي نوح، كيف خلفوني في ذريتي ؟ فبكوا حتى إرتج المحشر، فأمر بهم زبانية جهنم يجرونهم أولا فأولا إلى النار. وإذا بهم قد أتوا برجل، فسأله فقال: ما صنعت شيئا، قال: أما أنت بنجار (2) ؟ قال: صدقت يا سيدي لكني ما عملت إلا عمود الخيمة لحصين بن نمير، لانه انكسر من ريح عاصف فوصلته، فبكى رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقال: كثرت السواد على ولدي خذوه إلى النار (فاخذوه) (3) وصاحوا: لا حكم إلا لله ولرسوله ووصيه. قال الحداد: فأيقنت بالهلاك فأمر بي فقدموني فاستخبرني فخبرته، فامر بي إلى النار، فما سحبوني إلا وانتبهت، وحكيت لكل (4) من لقيته، وقد يبس لسانه، ومات نصفه وتبرأ (منه) (5) كل من يحبه ومات فقيرا لا رحمه الله تعالى * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * (6). (7)


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) في البحار والمصدر: أما كنت نجارا. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: كل. (5) ليس في المصدر. (6) الشعراء: 227. (7) المنتخب للطريحي: 197 - 199. وأخرجه في البحار: 45 / 319 - 321 عن بعض مؤلفات الاصحاب وفي العوالم: 17 / 632 ح 9 عن منتخب المجالس للطريحي فعلم أن أكثر ما يخرجه في البحار بهذا العنوان انما هو هذا الكتاب.


[ 100 ]

 

السابع والاربعون ومائة انتقام آخر 1113 / 166 - روى هلال بن معاوية، قال: رأيت رجلا يحمل رأس الحسين - عليه السلام -، في مخلاة فرسه، فسمعت اذناي، ووعى قلبي، والرأس يقول: فرقت بين رأسي وجسدي فرق الله بين لحمك وعظمك وجعلك آية ونكالا للعالمين، فرفع سوطا كان معه ولم يزل يضرب به الرأس حتى سكن. قال: فرأيت ذلك الرجل وقد اتي به إلى المختار بن أبي عبيد، فشرح لحمه، وألقاه للكلاب وهو حي، وكلما قطعت منه قطعة صاح وغلب على عقله، (فيتوسل حتى يؤب إليه عقله، ثم يفعل به مثل ذلك حتى جعله عظاما مجردة، ثم أمر به فقطعت مفاصله، فأتيت المختار فأخبرته بفعله وبما سمعت) (1) من كلام الرأس (2).

الثامن والاربعون ومائة انتقام آخر 1114 / 167 - عن أبي الحصين: قال: رأيت شيخا مكفوف البصر، فسألته عن السبب، فقال (لي): (3) إني من أهل الكوفة، وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - في المنام، وبين يديه طشت، فيه دم عظيم من دم الحسين - عليه السلام -، وأهل الكوفة كلهم يعرضون عليه فيلطخهم بالدم دم


(1) ما بين القوسين ليس في نسخة " خ ". (2) لم نعثر على هذا الحديث بقدر الوسع في كتب المقاتل. (3) ليس في المصدر.


[ 101 ]

الحسين - عليه السلام -، حتى انتهيت إليه، وعرضت عليه، فقلت: يا رسول الله، (والله) (1) ما ضربت بسيف، ولا رميت بسهم، ولاكثرت السواد عليه. فقال لي: صدقت ألست من أهل الكوفة ؟ فقلت: بلى. فقال: فلم لانصرت ولدي ؟ ولم لا أجبت دعوته ؟ ولكنك هويت قتلة الحسين - عليه السلام -، وكنت من حزب ابن زياد. ثم ان النبي أومى إلي باصبعه، فأصبحت أعمى، فوالله ما يسرني أن يكون لي حمر النعم، ووددت أن أكون شهيدا بين يدي الحسين - عليه السلام -. (2)

التاسع والاربعون ومائة انتقام آخر 1115 / 168 - روى ابن رياح: قال: رأيت رجلا مكفوفا قد شهد قتل الحسين - عليه السلام - فسألته (3) عن ذهاب بصره، فقال: كنت شهدت قتلة الحسين - عليه السلام - عاشر عاشوراء، غير أني لم أضرب (بسيف) (4) ولم أرم (بسهم) (5)، فلما [ قتل ] (6) رجعت إلى منزلي، وصليت العشاء الآخرة ونمت، فأتاني آت في منامي، وقال: أجب رسول الله - صلى الله عليه


(1) ليس في المصدر. (2) منتخب الطريحي: 320. (3) في اللهوف: فسئل. (4 و 5) ليس في اللهوف. (6) من اللهوف.


[ 102 ]

وآله - [ فانه يدعوك، ] (1) فقلت: مالي وله ؟ فأخذ بتلابيبي وجرني إليه فأتيت، (فوجدت النبي - صلى الله عليه وآله - جالسا في الصحراء، حاسرا عن ذراعيه، محمر الوجه في جبينه عبس في يده حربة) (2) وملك قائم بين يديه وفي يده سيف من نار [ فقتل أصحابي التسعة، فكلما ضرب ضربة التهبت أنفسهم نارا ] (3). فدنوت منه، [ وجثوت بين يديه ] (4) وقلت: السلام عليك يا رسول، الله فلم يرد ومكث طويلا، ثم رفع رأسه (الي) (5) وقال: يا ويلك (6) انتهكت حرمتي وقتلت عترتي ولم ترع حقي [ وفعلت ما فعلت ؟ ] (7). فقلت: يا رسول الله والله ما ضربت بسيف، ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم، قال: صدقت، ولكنك (8) كثرت السواد، ادن مني، فدنوت منه، فإذا (بين يديه) (9) طشت مملوء دما فقال: هذا دم ولدي الحسين - عليه السلام - فكحلني من ذلك الدم، فانتبهت لا أبصر شيئا حتى الساعة. (10)


(1) من اللهوف. (2) بدل ما بين القوسين في المصدر هكذا: فإذا النبي صلى الله عليه وآله جالس في صحراء حاسر عن ذراعيه آخذ بحربة. (3 و 4) من المصدر. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: يا عدوالله. (7) من المصدر. (8) كذا في اللهوف، وفي الاصل: ولكن. (9) ليس في المصدر. (10) اللهوف: 59، مقتل الخوارزمي: 2 / 104. وأخرجه في البحار: 45 / 306 ح 5 والعوالم: 17 / 625 عن اللهوف.


[ 103 ]

 

الخمسون ومائة انتقام آخر 1116 / 169 - روي: أن عبيدالله بن زياد - لعنه الله -، كتب إلى يزيد - لعنه الله -، وأخبره بما وقع منه في الحسين - عليه السلام -، ورد الجواب يشكره على فعله، ويأمره فيه بحمل رأس الحسين - عليه السلام - ورؤوس من قتل معه وحمل أثقاله ونسائه وعياله، فاستدعى ابن زياد - لعنه الله - بحجاج يقال له طارق، وقيل: إلى عمر بن الحارث المخزومي - لعنهم الله واخزاهم -، فأمره أن يقور الرأس ويخرج دماغه وما حول الدماغ من اللحم، ففعل ذلك، ثم هم بقطع اللحم الذي حول الرأس، فيبست يداه، وورمت عليه، وانتفخت، وقيل وقعت فيها الآكلة، فتقطعت يداه ومات فيها لا رحمه الله، وكان له ولد يعيرون به، وكناه ابن زياد بأبي امية وله ولد يعرفون به، وأمر أن يحشى الرأس مسكا وكافورا وصبرا وعنبرا، ففعل به ذلك. (1)

الحادي والخمسون ومائة انتقام آخر 1117 / 170 - وروي: أن القوم الذين حملوا الرؤوس وحرم رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى يزيد - لعنه الله -، في الطريق أدركهم المساء عند صومعة راهب، فبكى علي بن الحسين - عليهما السلام - وأنشأ يقول: هو الزمان فلا تفنى عجائبه * عن الكرام ولا تهدى مصائبه فليت شعري إلى كم ذا يحاربنا * صروفه وإلى كم ذا نحاربه تسيرونا على الاقتاب عارية * وسائق العيس يحمي عنه غاربه


(1) لم نعثر عليه بقدر الوسع في كتب المقاتل.


[ 104 ]

كأننا من سبايا الروم بينكم * وكلما قاله المختار كاذبه كفرتم برسول الله ويلكم * يا أمة السوء لا حلت مذاهبه قال: فلما جنهم الليل ركزوا الرمح الذي عليه الرأس إلى جانب الصومعة، فلما عسعس الليل وأظلم، فسمع الراهب دويا كدوي الرعد، وتسبيحا عظيما، فأطلع رأسه لينظر فنظر نورا لامعا قد خرج من الرأس حتى لحق بعنان السماء، وعليه قناديل من نور معلقة بالقدرة من السماء إلى الارض. ونظر إلى أبواب في السماء قد فتحت، والملائكة تنزل كتائب، وتنادي: السلام عليك يابا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، وسمع تلاوة القرآن وتسبيح الجن، فجزع الراهب جزعا شديدا، وأدخل رأسه في فراشه، وهو يقول: يا نور النور، يا مدبر الامور. فلما أصبح الصباح وهموا على الرحيل أشرف الراهب عليهم، وقال: يا معشر الناس من عميد هذا الجيش، والمقدم عليكم ؟ فأشاروا إلى خولى بن يزيد - لعنه الله -، فقال له: أنت عميد قومك ؟ قال: نعم. قال: سألتك بالله وبحق النبي عليك إلا ما أخبرتني من أين أقبلتم، وما معكم، وما هذا الرأس الذي معك ؟ قال: أقبلنا من الكوفة، وهذا رأس خارجي، خرج بأرض العراق على الخليفة أمير المؤمنين يزيد بن معاوية، فقتلناه وجئنا برأسه وأهله. فقال: ما اسمه ؟ قال: الحسين.

[ 105 ]

قال: ابن من هو ؟ قال: لا أدري. فقال: سألتك بالله وبحق صاحبك يزيد بن معاوية اخبرني رأس من هو ؟ قال: رأس الحسين بن علي بن أبي طالب، وامه فاطمة الزهراء. قال: ومن جده ؟ قال: محمد المصطفى، هذا ابن بنت نبيكم معطل الاديان، فأمسك الملعون عن الكلام، فقال لهم: قولوا لي. قالوا: الذي أخبرناك به هو الصحيح. فقال: تبا وما فعلتم ثم صفق يدا على يد وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يا ويلك عليك لعنة الله وعلى صاحبك. ثم بكى ودخل رأسه في الصومعة، وخر مغشيا، فلما أفاق نادى: صدقت الاحبار في قولها، فقال خولي - لعنه الله -: وما قالت الاحبار ؟ (قال:) (1) قالوا: يقتل في هذا الوقت نبي أو ابن نبي أو وصي نبي، وانه إذا قتل، تمطر السماء دما، ولا يبقى حجر ولامدر إلا ويصير تحته دم عبيط. ثم قال: واعجباه من امة قتلت ابن بنت نبيها، وهم يقرأون القرآن الذي نزل على نبيهم، لقد تفرقت اهواءكم كتفرق أهواء بني إسرائيل، في مثل هذا اليوم، تقتل امة محمد - صلى الله عليه وآله - أولاده مع قرب العهد والاسلام غض طري، واعجباه من قوم قتل ابن دعيهم، ابن نبيهم.


(1) ليس في نسخة " خ ".


[ 106 ]

ثم قال: يا خولي ! هل لك أن تدفع لي هذا الرأس واعيده إليك ؟ قال: مالي إلى ذاك من سبيل، وما كنت بالذي أكشف وجهه إلا بين يدي يزيد - لعنه الله - لاخذ من الجائزة. قال الراهب: وكم تأمل من الجائزة ؟ قال: بدرة فيها عشرة آلاف درهم. فقال الراهب: أنا أعطيك بدرة فيها عشرة آلاف درهم، وادفع لي الرأس. فقال: على شرط انك ترده إلينا. فقال: نعم. قال: احضر ما ذكرت، فدلى إليه البدرة ودفعوا إليه الرأس. فلما أخذه الراهب، انكب عليه، وجعل يمسح وجهه ويقبل ثناياه، وهو ينشد ويقول: قل لمن خان حسينا: * أجهلت اليوم حتى لم تكن تعرف من هو * سوف تجزى ما علمتا إن تكن من دين عيسى * فعلى الخير وفقتا سوف تجزون جحيما * ليس من جرمك تبتا: ثم ان الراهب قال: لعن الله ظالمك، لعن الله قاتلك، يعز علي يا أبا عبد الله أن لا أكون أول شهيد استشهد بين يديك، ولكن إذا لقيت جدك رسول الله فاقرأه عني السلام وأخبره أني أقول: أشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد ان جدك محمدا عبده ورسوله. ثم انه أشرف على القوم ودفع الرأس إليهم، وقال: يا ويلكم لقد

[ 107 ]

اخترتم المال والدنيا الفانية على الآخرة، ونسيتم الموت، والحساب، واستحوذ عليكم الشيطان، فتبالكم، وأمثالكم، أنتم تصومون رمضان وتصلون الصلوات الله التي سنها الله تعالى ورسوله، وقد قتلتم ولده وقد تبريتم منه، والله لا لقيتم أنتم ولا صاحبكم خيرا، فويل لكم * (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولاهم ينصرون) * (1) فلم يعبأوا بكلامه، ثم بكى بكاء شديدا وجعل يقول: قل لمن للوصي بالجهل سبا * تبا لك يالعين مازلت تبا ما تعرضت للوصي بشتم * وقتال وأنت تعرف ربا أنت عبدالمسيح لا غير أني * لعلي الوصي أعمل حبا وجلسوا يقسمون المال، فحولها الله في أيديهم حجارة سوداء، عليها مكتوب: * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * (2)، فقال لهم خولي: اكتموا هذا الامر، وإلا فهو عار عليكم وفضيحة إلى آخر الدهر، فإنه أمر شنيع لقد استزلنا الشيطان وأغوانا. قال سهل: فبينا نحن سائرون وإذا بهاتف، يقول: أترجوا امة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب وقد غضبوا النبي وعاندوه * ولم يخشوه في يوم العذاب ألا لعن الاله بني زياد * وأسكنهم جهنم في عذاب قال: فلما سمعوا ذلك، فزعوا فزعا شديدا، وساروا ونزلوا عشيتهم بباب دمشق.


(1) الدخان: 41. (2) الشعراء: 227.


[ 108 ]

ثم ان خولي بن يزيد - لعنه الله - أنفذ إلى يزيد رسولا، فمضى الرسول إلى دمشق فاستأذن على يزيد حين ورد عليه، وقال: أقر الله عين الامير. فقال يزيد: بماذا ؟ قال: بقدوم رأس الحسين بن علي - عليهما السلام - هو وحريمه. فقال يزيد: لا أقر الله لك عينا وقطع يديك ورجليك، وطرح الكتاب وخرج. فلما قرأ يزيد الكتاب، عض على أنامله، وقال: مصيبة ورب الكعبة وجعل لا يقرأه أحد إلا ويقول: مصيبة ورب الكعبة، حتى وقع الكتاب في يد مروان بن الحكم - لعنه الله -، قال: فتبسم ضاحكا فرحا مسرورا وقال: يا ويلكم يصنع الله ما هو صانع. قال: فعند ذلك انتزع الايمان من قلب يزيد وأمر بالجيش، فعباه مائة وعشرين راية وأمرهم أن يستقبلوا رأس الحسين - عليه السلام -، وأن يدخل من باب جيرون إلى باب توما. وأقبلت الرايات من تحتها التكبير والتهليل، وإذا من تحتها هاتف يقول: جاؤوا برأسك يابن بنت محمد * بدمائه مترملا ترميلا ويكبرون إذا قتلت وإنما * قتلوا بك التكبير، والتهليلا لايوم أعظم حسرة من يومه * إذ صار رهنا للمنون قتيلا وكأنما بك يابن بنت محمد * قتلوا جهارا عامدين رسولا قتلوك عطشانا ولم يرتقبوا * في قتلك التأويل والتنزيلا فابكوا لمن قتلوا هناك وهتكوا * يا أهل بيت الجود والتفضيلا

[ 109 ]

يا من إذا عظم العزاء عليهم * كان البكاء حزنا عليه طويلا قال سهل: وتبعت الناس لانظر من أين يدخلون بالرأس، فأتوا به إلى باب توما، فازدحم الناس، ولم يمكنهم الدخول فعدلوا إلى باب الكراديس، وإنما سمي بذلك، لانهم تكردسوا فيه، واجازه إلى باب الساعات وسمي بذلك، لانهم وقفوا بالرأس عنده ثلاث ساعات. وأقبلت الرايات يتلو بعضها بعضا، وإذا بفارس بيده رمح طويل وعليه رأس وجهه أشبه بوجه رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو يتهلهل نورا، كأنه البدر الطالع، ومن ورائه النساء على أقتاب الجمال بلا وطاء ولا غطاء، على الاول أم كلثوم، وهي تنادي: وا أخاه، واسيداه، وامحمداه، واعلياه ! ورأيت نسوة مهتكات، فجعلت انظر اليهن متأسفا، فأقبلت جارية على بعير، بغير وطاء ولاغطاء، عليها برقع خز، وهي تنادي: يا أخي، يا خالي، يا أبي، يا جدي، يا جدتي، وامحمداه، واعلياه، واحسيناه، واعباساه، هلكت عصابة محمد المصطفى، على يدي أبي سفيان وعتبة. قال سهل: فجعلت أنظر إليها، فصاحت بي صيحة عظيمة، وقالت: ويلك يا شيخ أما تستحي من الله تتصفح وجوه بنات رسول الله ؟ ! فقلت: والله يا مولاتي ما نظرت إليكم إلا نظر حزن وأنا مولى من مواليكم. فقالت: من أنت ؟ فقلت: أنا سهل بن سعد، قد رأيت جدك رسول الله من أنت رحمك الله ؟

[ 110 ]

قالت: أنا سكينة بنت الحسين. ثم التفت، فرأيت زين العابدين، فبكيت، وقلت: يا مولاي أنا من شيعتكم، وقد استمنيت أن أكون أول قتيل قتل بين يدي أبيك هل من حاجة ؟ فقال: معك شئ من المال ؟ قلت: نعم، ألف دينار وألف درهم، فقال: ادفع منها شيئا إلى حامل الرأس، وسله أن يبعد الرأس من بين يدي الحرم، فتشتغل الناس بالنظر إليه عن حرم رسول الله، وأن يحملنا في طريق قليل النظارة، فقد اوذينا من أوغاد الناس. قال سهل: ففعلت ذلك بالقائد، فأمر في جواب سؤالي، أن يحمل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل، بغيا منه وكفرا، وسلك بهم بين النظارة، وأقبل علي بن الحسين - عليهما السلام -، وهو مقيد على بعير بغير وطاء ولاغطاء قد أنهكته العلة، فلما نظر إلى الناس واجتماعهم بكى بكاء شديدا وجعل يقول: اقاد ذليلا في دمشق كأنني * من الزنج عبد غاب عنه نصيره وجدي رسول الله في كل مشهد * وشيخي أمير المؤمنين وزيره فياليت لم أنظر دمشقا ولم أكن * يراني يزيد في البلاد أسيره قال سهل: ونظرت إلى روشن هناك، عليه خمس نسوة بينهن عجوز محدوبة لها من العمر ثمانون سنة، فلما صار الرأس بازاء الروشن، وثبت العجوز، وأخذت حجرا فضربت به رأس الحسين، فقلت: اللهم اهلكها يا رب واهلك من معها، فما استتم كلامي حتى سقط

[ 111 ]

بهن الروشن فهلكت وهلك من فيه، وهلك تحته خلق كثير. (1)

الثاني والخمسون ومائة انتقام آخر 1118 / 171 - أمالي الشيخ: قال السدي لرجل: أنت تبيع القطران ؟ قال: والله ما رأيت القطران، إلا أنني كنت أبيع المسمار في عسكر عمر بن سعد في كربلاء، فرأيت في منامي رسول الله - صلى الله عليه وآله -، وعلي بن أبي طالب - عليه السلام - يسقيان الشهداء، فاستسقيت عليا فأبى. فأتيت النبي - صلى الله عليه وآله - فاستسقيت، فنظر إلي، وقال: ألست ممن أعان علينا ؟ فقلت: يا رسول الله إنني متحرف ووالله ما حاربتهم. فقال: اسقه قطرانا، فسقاني شربة قطران انتبهت كنت أبول ثلاثة أيام القطران، ثم انقطع وبقي معي رائحته. (2)

الثالث والخمسون ومائة انتقام آخر 1119 / 172 - ابن شهراشوب: من كنز المذكرين: قال: قال الشعبي (3): رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة، وهو يقول: أللهم اغفر لي


(1) لم نعثر على هذا الحديث في كتب المقاتل، نعم راجع المنتخب للطريحي: 481 - 484. (2) لم نجده في أمالي الطوسي، ورواه ابن شهراشوب في المناقب: 4 / 59 عنه. (3) ولد في خلافة عمر لست خلت منها ومات سنة 104 روى عن كثير من الصحابة وروى عنه كثيرون. راجع سير الاعلام: 4 / 294 - 300.


[ 112 ]

ولا أراك تغفر لي. فسألته عن ذنبه، فقال: كنت من الوكلاء على رأس الحسين - عليه السلام -، وكان معي خمسون رجلا، فرأيت غمامة بيضاء من نور، قد نزلت من السماء إلى الخيمة، وجمعا كثيرا أحاطوا بها، فإذا فيهم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى - عليهم السلام -. ثم نزلت اخرى وفيها النبي - صلى الله عليه وآله - وجبرائيل وميكائيل وملك الموت - عليهم السلام -، فبكى النبي - صلى الله عليه وآله -، وبكوا معه جميعا، فدنا ملك الموت وقبض تسعا وأربعين، [ فوثب علي، ] (1) فوثبت على رجلي (2) وقلت: يا رسول الله الامان الامان، فوالله ما شايعت في قتله ولا رضيت. فقال: ويحك وأنت تنظر إلى ما يكون ؟ فقلت: نعم. فقال: يا ملك الموت خل عن قبض روحه، فإنه لابد أن يموت يوما، فتركني وخرجت إلى هذا الموضع تائبا على ما كان مني. (3)

الرابع والخمسون ومائة كلام الرأس وانتقام آخر 1120 / 173 - ابن شهراشوب: عن النطنزي في الخصائص: لما جاؤا برأس الحسين - عليه السلام -، ونزلوا منزلا، يقال له: قنسرين (4)، أطلع


(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في البحار، وفي الاصل: رجليه. (3) مناقب آل أبي طالب: 4 / 59، وعنه البحار: 45 / 303 والعوالم: 17 / 624 - 625 ذح 1. (4) قنسرين: مدينة بينها وبين حلب مرحلة. " مراصد الاطلاع ".


[ 113 ]

راهب من صومعته على الرأس، فرأى نورا ساطعا، يخرج من فيه، ويصعد إلى السماء فأتاهم بعشرة آلاف درهم، وأخذ الرأس، وأدخله صومعته، فسمع صوتا ولم ير شخصا، قال: طوبى لك وطوبى لمن عرف حرمتك (1). فرفع الراهب رأسه، وقال: يا رب بحق عيسى تأمر هذا الرأس بالتكلم معي، فتكلم الرأس وقال: يا راهب أي شئ تريد ؟ قال: من أنت ؟ قال: [ أنا ] (2) ابن محمد المصطفى، و [ أنا ] (3) ابن علي المرتضى، و [ أنا ] (4) ابن فاطمة الزهراء، وأنا المقتول بكربلاء، أنا المظلوم، أنا العطشان، فسكت. فوضع الراهب وجهه على وجهه فقال: لا أرفع وجهي عن وجهك حتى تقول: أنا شفيعك يوم القيامة، فتكلم الرأس وقال: ارجع إلى دين جدي محمد - صلى الله عليه وآله -. فقال الراهب: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد رسول الله، فقبل له الشفاعة. فلما أصبحوا أخذوا منه الرأس والدراهم، فلا بلغوا الوادي، نظروا الدراهم قد صارت حجارة. (5)


(1) في المصدر والبحار: حرمته. (2 - 4) من المصدر والبحار. (5) مناقب آل أبي طالب: 4 / 60 وعنه البحار: 45 / 303 - 304 والعوالم: 17 / 617 ح 4.


[ 114 ]

 

الخامس والخمسون ومائة انتقام آخر 1121 / 174 - ابن شهراشوب: قال في أثر [ عن ] (1) ابن عباس، أن ام كلثوم قالت لحاجب بن زياد: ويلك هذه الالف درهم خذها إليك، واجعل رأس الحسين أمامنا، واجعلنا على الجمال وراء الناس، ليشتغل الناس بنظرهم إلى رأس الحسين - عليه السلام - عنا. فأخذ الالف وقدم الرأس، فلما كان الغد، أخرج الدراهم وقد جعلها الله حجارة سوداء، مكتوب على أحد جانبيها * (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) * (2) وعلى الجانب الآخر * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * (3). (4)

السادس والخمسون مائة نور الرأس 1122 / 175 - تاريخ البلاذري والطبري: أن الحضرمية إمرأة خولي بن يزيد الاصبحي قالت: وضع خولي رأس الحسين تحت إجانة في الدار، فوالله مازلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الاجانة، ورأيت طيرا يرفرف حولها. (5)


(1) من المصدر. (2) ابراهيم: 42. (3) الشعراء: 227. (4) مناقب آل أبي طالب: 4 / 60 وعنه البحار: 45 / 304 والعوالم: 17 / 618 ذح 4. (5) تاريخ البلاذري: 3 / 206 وتاريخ الطبري: 4 / 454 / وعنهما ابن شهراشوب في مناقبه: 4 / 60 - 61.


[ 115 ]

 

السابع والخمسون ومائة قراءة الرأس 1123 / 176 - ابن شهراشوب: قال: روى أبو مخنف، عن الشعبي، أنه صلب رأس الحسين - عليه السلام - بالصيارف في الكوفة، فتنحنح الرأس، وقرأ سورة الكهف إلى قوله: * (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) * (1) فلم يزدهم إلا ضلالا. (2)

الثامن والخمسون ومائة قراءة الرأس أيضا 1124 / 177 - ابن شهراشوب: قال: في أثر، انهم لما صلبوا رأس الحسين - عليه السلام - على الشجرة، سمع منه: * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * (3). (4)

التاسع والخمسون ومائة أنه كان رأسه - عليه السلام - يذكر الله تعالى 1125 / 178 - ابن شهراشوب: أنه سمع أيضا صوته بدمشق، يقول: لا قوة إلا بالله. (5)


(1) الكهف: 13. (2) مناقب آل أبي طالب: 4 / 61 وعنه البحار: 45 / 304 والعوالم: 17 / 386. (3) الشعراء: 227. (4) مناقب آل أبي طالب: 4 / 61 وعنه البحار: 45 / 304، والعوالم: 17 / 386. (5) مناقب آل أبي طالب: 4 / 61 وعنه البحار: 45 / 304، والعوالم: 17 / 386.


[ 116 ]

 

الستون ومائة انتقام آخر وغيره 1126 / 179 - ابن شهراشوب: عن أبي مخنف، في رواية لما دخل بالرأس على يزيد - لعنه الله - كان للرأس طيب، قد فاح على كل طيب، ولما نحر الجمل الذي حمل عليه رأس الحسين - عليه السلام - كان لحمه أمر من الصبر، ولما قتل - عليه السلام -، صار الورس دما، وانكشفت (1) الشمس إلى ثلاثة أسبات، وما في الارض حجر، إلا وتحته دم، وناحت عليه الجن كل يوم، فوق قبر النبي - صلى الله عليه وآله - إلى سنة كاملة. (2)

الحادي والستون ومائة تخريف لمن حمل الرأس 1127 / 180 - ابن شهراشوب: من دلائل النبوة، أبي بكر البيهقي: بالاسناد إلى أبي قبيل، وأمالي أبي عبد الله النيسابوري أيضا، أنه لما قتل الحسين - عليه السلام - واجتز رأسه، قعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ، ويتحيون بالرأس، فخرج عليهم قلم من حديد، [ من حائط، ] (3) فكتب سطرا بالدم. أترجوا امة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب ؟ قال: فهربوا وتركوا [ الرأس ] (4)، ثم رجعوا.


(1) في المصدر: وانكسفت. (2) مناقب آل أبي طالب: 4 / 61 وعنه البحار: 45 / 305، والعوالم: 17 / 618 ح 5. (3) من البحار. (4) من البحار.


[ 117 ]

وفي كتاب ابن بطة: انهم وجدوا ذلك مكتوبا في كنيسة. (1)

الثاني والستون ومائة انتقام وفضيلة 1128 / 181 - وروي: أن رجلا كان في الطواف، وإذا برجل يطوف، وهو يقول: اللهم إني أعوذ بك من درك الشقاء، اللهم اغفر لي، وأظنك لا تفعل. فقال له: يا عبد الله، اتق الله، ولا تيأس من رحمة الله، فلو أن ذنوبك عدد قطر السماء، ثم استغفرت الله لوجدته رحيما. فقال له: ادن مني، فدنا منه، فقال له: يا أخي، اعلم اني كنت من أصحاب عبيدالله بن زياد ويزيد بن معاوية - لعنهم الله -، وكنت قريبا منهم، فلما اوتي برأس الحسين - عليه السلام - وطافوا به، أمر أن يوضع في طشت من اللجين وجعل ينكت ثناياه بالقضيب، وجعل يقول: قد شفيت فيك وفي أبيك، غير أن أباك خرج على أبي بأرض العراق، فنصر الله أبي عليه، وهو خير الحاكمين. ثم إن أهل العراق خدعوك، وأخرجوك، فنصرني الله عليك، فالحمد لله الذي أظفرني عليك، ومكنني منك، فحسبت قد ذبت حزنا على الحسين، وحنقا على أعدائه. ثم جمع الناس، ليأخذ بقلوبهم، ثم قال: يعز علي يا أبا عبد الله ان أهل العراق خدعوك وقتلوك، وعزيز علي قتلك أو يصيبك ما أصابك،


(1) لم نجده في دلائل النبوة، وهو في مناقب آل أبي طالب: 4 / 61 وعنه البحار: 45 / 305 والعوالم: 17 / 603 ح 1.


[ 118 ]

وقد نفذ فيك حكم الله. ثم دعا برأسه، وغسله بيده، ثم دعا بحنوط فحنطه وطيبه وكفنه، وجعله في صندوق وغلق عليه بابه، ثم قال: ضعوه بين يدي قصري، واضربوا عليه سرادقا ومسجدا يدعو الله أن يرضى الناس ويكفيهم عنه، ففعلوا ذلك وجعل على السرادق حرسا خمسين رجلا ووكلني أنا بهم. فلما كان الليل أرسل الملعون إلينا طعاما وخمرا فشربوا أصحابي، وأنا لم أشرب، ولم أنم جزعا على الحسين - عليه السلام -، ولكن استلقيت على ظهري، وقد هدأ الليل وأنا مفكر فيما فعل اللعين، إذ سمعت صوت رعد، فنظرت إلى السماء، وأبوابها مفتوحة، وإذا قد أقبلت سحابة بيضاء لها نور قد أضاء، وإذا قائل يقول: اهبط يا آدم، فهبط، فأحاطت به صفوف من الملائكة. وإذا سحابة اخرى وقائل يقول: اهبط يا نوح، فهبط، وأحاطت به صفوف الملائكة، وإذا قد أقبلت سحابة اخرى وقائل يقول: اهبط يا إبراهيم، فهبط، وأحاطت به صفوف الملائكة، وإذا قد أقبلت سحابة اخرى وقائل يقول: اهبط يا موسى، فهبط، وأحاطت به صفوف الملائكة، وإذا قد أقبلت سحابة اخرى وقائل يقول: اهبط يا عيسى، فهبط، وأحاطت به صفوف الملائكة. فنظرت إلى سحابة اخرى هي أعظم نورا من الجميع، وإذا بقائل يقول: اهبط يا محمد، فهبط ودخل الخيمة، فسلم على من فيها فردوا عليه السلام، وعزوه بأهل بيته، وتقدم إلى الصندوق، ففتحه وأخرجه

[ 119 ]

منه، وجعل يقبله ويبكي بكاء شديدا، ويقول: يا أبي آدم، ويا أبي نوح، ويا أبي إبراهيم، ويا أخي موسى، ويا أخي عيسى، أما ترون ما فعلت امتي بولدي من بعدي ؟ لا أنالهم الله شفاعتي. ثم نظرت إلى نور ملا ما بين السماء والارض، وإذا بملائكة قد أحاطوا بالخيمة ودخلوها، وقالوا: يا محمد، العلي الاعلى يقرئك السلام، ويقول لك: اخفض من صوتك، فقد أبكيت لبكائك، الملائكة في السموات والارض، وقد أرسلنا إليك نمتثل أمرك. فقال: من الله بدأ السلام، وإليه يعود السلام، من أنتم رحمكم الله ؟ فقال أحدهم: أنا ملك الشمس، إن أردت أن احرق هذه الامة، فعلت. وقال الآخر: أناملك البحار، إن أمرتني أن أغرقهم، فعلت. وقال الآخر: أناملك الارض، إن أمرتني أن أخسفها وأقلب عاليها سافلها، فعلت. فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: دعوهم إن لي ولهم، موقفا بين يدي ربي، يحكم بيننا وهو خير الحاكمين. فقال جميع من حضر: جزاك الله خيرا يا محمد عن امتك، ما أرأفك بهم ؟ ! ثم أقبل فوج من الملائكة، فقالوا: يا محمد، إن الله يقرئك السلام، وقد أمرنا بقتل هؤلاء الخمسين. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: شأنكم بهم، فاقبل على كل رجل منهم ملك، وبيده حربة من نار، وأقبل لي ملك، فقلت: يا رسول الله الامان، فقال: اذهب لا غفر الله لك، فانتبهت، فإذا أصحابي رمادا وقد أصبحت

[ 120 ]

متخليا من الدنيا بصحبتي لاعداء الله. (1)

الثالث والستون ومائة انتقام آخر 1129 / 182 - روى عبد الملك بن عمير أنه كان لي جار من بني مساعدة، جسده ووجهه أسود، ورأسه أبيض، فقلت له يوما: ماهذا الذي بك يا فلان ؟ قال: يا أخي اعلم اني شهدت عسكر ابن زياد - لعنه الله -، وأخذت من بعض الرؤوس الذي لاصحاب الحسين، فأصبحت كما تراني، ومع ذلك أني أرى في منامي أن الرأس كل ليلة يكلمني ويرميني في النار، وقد علموا بذلك أهلي، فإذا علموا أني قد نمت أيقظوني. (2)

الرابع والستون ومائة نور للرأس الشريف 1130 / 183 - وروي: أن عدد من قتل مع الحسين - عليه السلام - أربعة وثمانون رجلا، فجاءت كندة بثلاثة وعشرين رأسا صاحبهم قيس بن الاشعث - لعنهم الله -، وهوازن بعشرين رأسا صاحبهم شمر بن ذي الجوشن - لعنه الله -، وجاءت تميم بسبعة عشر رأسا، وجاءت بنو أسد بستة رؤوس، وجاءت مذحج وباقي الناس بباقي الرؤوس. وكان صاحب رأس الحسين خولي بن يزيد الاصبحي - لعنه الله - وأقام


(1) لم نعثر على مصدره ولا على اسم راويه ولهذا قد غيرنا بعض تعابيره لعدم مناسبته مع السياق على أن فيه شائبة مدح ليزيد - لعنه الله تعالى -. (2) لم نعثر على مصدره.


[ 121 ]

ابن سعد يومه ذلك، ثم جمع قتلاه وصلى عليهم، ودفنهم - لعنهم الله - وترك [ جسد ] (1) الحسين - عليه السلام - وأهله وأصحابه بالعراء مرملين بالدماء. ولما انفصل ابن سعد بن كربلاء، خرج قوم من بني أسد، فصلوا على تلك الجثث الطواهر المرملة بالدماء، ودفنوها على ماهي عليه الآن. وأمر ابن سعد بأخذ النساء فأخذهن عن جسد الحسين - عليه السلام -، بالرغم لا بالرضا، وساروا بهن على أقتاب الجمال، بغير وطاء ولاغطاء، سبايا، طالبين الكوفة، وتركوا القتلى بأرض كربلاء، وتولى دفنهم قوم من بني أسد، وشالوا الرؤوس على الرماح، ومعهم ثمانية عشر رأسا علويا، على أطراف الرماح. وقد رفعوها، واشهروها على الاعلام، ورأس مولانا الحسين - عليه السلام - قد أخذ عمود نور من الارض إلى السماء، كأنه البدر، وكان القوم يسيرون على نوره، وكان قد رفعوه على ذابل طويل، وسيروه على رأس عمر بن سعد. (2)

الخامس والستون ومائة النور والقراءة والكلام والنار 1131 / 184 - وروى سهل بن حبيب الشهر زوري قال: كنت قد


(1) من نسخة " خ ". (2) لم نعثر على مصدره ولكن اكثر هذه العبارات قد شاعت وملات الكتب التاريخية والسير والحديث مثل تاريخ الطبري وتاريخ البلاذري ودلائل النبوة للبيهقي وغير ذلك ومن راجعها يجد كثيرا من هذه العبارات على اختلاف ألفاظها وتواتر معانيها.


[ 122 ]

أقبلت في تلك السنة، اريد الحج إلى بيت الله الحرام، فدخلت الكوفة، فوجدت الاسواق معطلة، والدكاكين مغلقة، والناس مجتمعون خلقا كثيرا، حلقا حلقا، منهم من يبكي سرا، ومنهم من يضحك جهرا. فتقدمت إلى شيخ منهم، وقلت له: يا شيخ ما نزل بكم، أراكم مجتمعين كتائب، ألكم عيد لست أعرفه للمسلمين ؟ فأخذ بيدي، وعدل بي ناحية عن الناس، وقال: يا سيدي مالنا عيد، ثم بكى بحرقة ونحيب. فقلت: أخبرني يرحمك الله، قال: بسبب عسكرين، أحدهما منصور، والآخر مهزوم مقهور. فقلت: لمن هذان العسكران ؟ فقال: عسكر ابن زياد وهو ظافر منصور، وعسكر الحسين بن علي - عليهما السلام - وهو مهزوم مكسور، ثم قال: واحرقتاه أن يدخل علينا رأس الحسين، فما استتم كلامه إذ سمعت البوقات تضرب، والرايات تخفق، قد أقبلت فمددت طرفي، وإذا بالعسكر قد أقبل ودخل الكوفة. فلما انقضى دخوله، سمعت صيحة عالية، وإذا برأس الحسين - عليه السلام -، قد أقبل على رمح طويل، وقد لاحت شواربه، والنور يخرج ساطعا من فيه، حتى يلحق بعنان السماء. فخنقتني العبرة لما رأيته، وأقبلت من بعده ام كلثوم، عليها وعلى آبائها السلام، وعليها برقع خز أدكن، وهي تنادي: يا أهل الكوفة، نحن والله سبايا الحسين غضوا أبصاركم عن النظر إلينا، معاشر الناس، أما تستحيون من الله ورسوله ؟ تنظرون إلى حريم نبيكم رسول الله - صلى الله عليه

[ 123 ]

وآله - وحريم علي المرتضى، وفاطمة الزهراء - عليهما السلام -. قال: فغضوا الناس أبصارهم من النظر إليهم، قال سهل بن حبيب - رضي الله عنه - عنه: فوقفوا بباب بني خزيمة ساعة من النهار، والرأس على قناة طويلة، فتلا سورة الكهف، إلى أن بلغ في قراءته إلى قوله تعالى: * (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) *. (1) قال سهل: والله إن قراءته أعجب الاشياء، ثم بكيت وقلت: إن هذا أمر فظيع، ثم غشي علي، فلم أفق من غشوتي إلى أن ختم السورة. قال: وأقبلوا بالرأس إلى عبيدالله بن زياد، قال بعضهم: حدثني بعض من حضر ذلك اليوم، قال: رأيت نارا قد خرجت من القصر، فولى عبيدالله بن زياد هاربا من مجلسه إلى بعض البيوت، وارتفعت النار وتكلم الرأس بصوت فصيح ولسان طلق، حتى سمعه عبيدالله بن زياد - لعنه الله -، وجميع من في القصر، وهو يقول: إلى أين تهرب يا لعين، إن عجزت عنك النار في الدنيا، فما تعجز عنك في الاخرة. قال: هي مثواك يوم القيامة. قال: فوقع كل من كان حاضرا على ركبهم سجدا من تلك النار، وكلام الرأس، فلطموا على رؤوسهم، لاجل ذلك. فلما ارتفعت وسكت الرأس، رجع عبيدالله بن زياد، وجلس في مجلسه، ودعا بالرأس، فاحضر بين يديه وهو في طست من الذهب، وجعل يضرب بقضيب في يده على ثناياه، وينكتها، ويقول: قد أسرع الشيب إليك يا أبا عبد الله.


(1) الكهف: 9.


[ 124 ]

فقال له رجل من القوم: مه فإني [ رأيت ] (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله -، يلثم حيث تضع قضيبك، فقال: يوم بيوم بدر، وأراد أن يصلبه في الكوفة، فخشي أن يتكلم عليه بكلام آخر. (2)

السادس والستون ومائة النور والقراءة من الرأس الشريف 1132 \ 185 - روي: أن عبيدالله بن زياد - لعنه الله -، بعد ما عرض عليه رأس الحسين - عليه السلام -، دعا بخولي بن يزيد الاصبحي - لعنه الله -، وقال له: خذ هذا الرأس حتى أسألك عنه. فقال: سمعا وطاعة، فأخذ الرأس وانطلق به إلى منزله، وكان له امرأتان أحدهما ثعلبية (3) والاخرى مضرية فدخل على المضرية، فقالت: ما هذا ؟ فقال: هذا رأس الحسين بن علي - عليهما السلام -، وفيه ملك الدنيا. فقالت له: ابشر، فإن خصمك غدا جده محمد المصطفى، ثم قالت: والله لا كنت لي ببعل ولا أنا لك بأهل، ثم أخذت عمودا من حديد وأوجعت به دماغه. فانصرف من عندها، وأتى به إلى الثعلبية (4)، فقالت: ما هذا الرأس


(1) أضفناها لمناسبة السياق. (2) لم نعثر عليه في المصادر المعتبرة نعم في منتخب الطريحي ما يشابهه في بعض معانيه: 288 - 289 والبحار: 45 \ 127 - 128 والعوالم: 17 \ 427 - 428 عن مقتل الخوارزمي: 2 \ 60. (3) في نسخة " خ " تغلبية، وقد مضى في بعض الاخبار انها كانت الاسدية. (4) في نسخة " خ ": التغلبية.


[ 125 ]

الذي معك ؟ قال: رأس خارجي خرج على عبيدالله بن زياد، فقالت: وما اسمه، فأبى أن يخبرها ما اسمه، ثم تركه على التراب وجعله على إجانة. قال: فخرجت امرأته في الليل، فرأت نورا ساطعا من الرأس إلى عنان السماء، فجاءت إلى الاجانة فسمعت أنينا، وهو يقرأ إلى طلوع الفجر، وكان آخر ما قرأ: (وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون) (1) وسمعت حول الرأس، دويا كدوي الرعد، فعلمت أنه تسبيح الملائكة. فجاءت إلى بعلها، وقالت: رأيت كذا وكذا فأي شئ تحت الاجانة ؟ فقال: رأس خارجي فقتله الامير عبيدالله بن زياد - لعنه الله -، واريد أن أذهب به إلى يزيد بن معاوية - لعنه الله - ليعطيني عليه مالا كثيرا. قالت: ومن هو ؟ قال: الحسين بن علي، فصاحت، وخرت مغشية عليها، فلما أفاقت، قالت: يا ويلك يا شر المجوس ! لقد آذيت محمدا في عترته، أما خفت من إله الارض والسماء، حيث تطلب الجائزة على رأس ابن سيدة نساء العالمين. ثم خرجت من عنده باكية، فلما قامت رفعت الرأس، وقبلته، ووضعته في حجرها، وجعلت تقبله، وتقول: لعن الله قاتلك وخصمه جدك المصطفى.


(1) الشعراء: 227.


[ 126 ]

فلما جن الليل غلب عليها النوم، فرأت كأن البيت، قد انشق بنصفين، وغشيه نور، فجاءت سحابة بيضاء، فخرج منها إمرأتان، فأخذتا الرأس من حجرها وبكتا. قالت: فقلت لهما: بالله من انتما ؟ قالت إحداهما: أنا خديجة بنت خويلد، وهذه ابنتي فاطمة الزهراء، ولقد شكرناك وشكر الله لك عملك، وأنت رفيقتنا في درجة القدس في الجنة. قال: فانتبهت من النوم والرأس في حجرها، فلما أصبح الصبح جاء بعلها، لاخذ الرأس، فلم تدفعه إليه وقالت: ويلك طلقني، فوالله لا جمعني وإياك بيت. فقال: ادفعي لي الرأس، وافعلي ما شئت، فقالت: لا والله لا أدفعه إليك فقتلها، وأخذ الرأس فعجل الله بروحها إلى الجنة جوار سيدة النساء. (1)

السابع والستون ومائة كلام الرأس الشريف 1133 \ 186 - الشيخ فخر الدين النجفي: قال: روى الثقاة عن أبي سعيد الشامي، قال: كنت ذات يوم مع القوم اللئام، الذين حملوا الرؤوس والسبي إلى دمشق، لما وصلوا إلى دير النصارى، فوقع بينهم ان نصر الخزاعي قد جمع عسكرا، ويريد أن يهجم عليهم نصف الليل، ويقتل الابطال، ويجدل الشجعان، ويأخذ الرؤوس والسبي.


(1) لم نعثر على مصدره إلا أن في بعض المصادر التاريخية والحديثية ما يشابه ذلك.


[ 127 ]

. فقال رؤساء العسكر من عظم اضطرابهم: نلجأ الليلة إلى الدير، ونجعله كهفا لنا، لان الدير كان لا يقدر أن يتسلط عليه العدو. فوقف الشمر وأصحابه - لعنهم الله - على باب الدير، وصاح بأعلى صوته: يا أهل الدير، فجاء هم القسيس الكبير، فلما رأى العسكر، قال لهم: من أنتم وما تريدون ؟ فقال الشمر - لعنه الله -: نحن من عسكر عبيدالله بن زياد، ونحن سائرون من العراق إلى الشام. فقال القسيس لاي عرض ؟ قال: كان شخص بالعراق قد تباغى، وخرج على يزيد، وجمع العساكر فعقد يزيد عسكرا عظيما، فقتلوهم، وهذه رؤوسهم، وهؤلاء النساء سباياهم. قال الراوى: قال فنظر القسيس إلى رأس الحسين - عليه السلام -، وإذا بالنور ساطع منه، والضياء لامع، قد لحق بالسماء، فوقع في قلبه هيبة منه. فقال القسيس: ديرنا ما يسعكم، بل أدخلوا الرؤوس والسبي إلى الدير، وحيطوا أنتم من خارج من دهمكم عدو فقاتلوه، ولا تكونوا مضطربين على السبي والرؤوس. قال: فاستحسنوا كلام القسيس صاحب الدير، وقالوا: هذا هو الرأي، فحطوا رأس الحسين في صندوق وقفل عليه، وأدخلوه إلى داخل الدير والنساء وزين العابدين - عليه السلام -، وصاحب الدير حطهم في مكان يليق بهم.

[ 128 ]

قال الراوي: ثم ان صاحب الدير، أراد أن يرى الرأس الشريف، فجعل ينظر حول البيت الذي فيه الصندوق، وكان له رازونة، فحط رأسه في تلك الرازونة، فرأى البيت يشرق نورا، ورأى ان سقف البيت قد انشق، ونزل من السماء تخت عظيم، والنور يسطع من جوانبه، وإذا بامرأة أحسن من الحور، جالسة على التخت وإذا بشخشص يصيح: اطرقوا ولا تنظروا وإذا قد خرج من ذلك البيت، نساء فإذا حواء وصفية وزوجة إبراهيم ام إسماعيل، وراحيل ام يوسف وام موسى، وآسية ومريم، ونساء النبي. قال الراوي: فأخرجوا الرأس من الصندوق، وكل من تلك النساء واحدة بعد واحدة، يقبلن الرأس الشريف، فلما وقعت النوبة لمولاتي فاطمة الزهراء - عليها السلام -، غشي على بصر صاحب الدير، وعادلا ينظر بالعين بل يسمع الكلام وإذا قائلة تقول: السلام عليك يا قتيل الام، السلام عليك يا مظلوم الام، السلام عليك يا شهيد الام، السلام عليك يا روح الام، لا يداخلك هم وغم، فإن الله سيفرج عني وعنك، ويأخذ لي بثأرك. قال: فلما سمع الديراني البكاء من النساء اللاتي نزلن من السماء، اندهش، وقع مغشيا عليه، فلما أفاق من ذلك البكاء وإذا بالشخص، نزل إلى البيت، وكسر القفل والصندوق، واستخرج الرأس، وغسله بالكافور والمسك والزعفران، ووضعه في قبلته، وجعل ينظر إليه ويبكي ويقول: يا رأس رؤوس بني آدم، ويا عظيم، ويا كريم جميع العالم، أظنك أنت من الذين مدحهم الله في التوراة والانجيل، وأنت الذي

[ 129 ]

أعطاك فضل التأويل، لان خواتين سادات الدنيا والاخرة، يبكين عليك ويندبنك، اما اريد أن أعرفك باسمك ونعتك. فنطق الرأس بإذن الله وقال: أنا المظلوم، أنا المقتول، أنا المهموم، وأنا المغموم، وأنا الذي بسيف العدوان والظلم قتلت، أنا الذي بحرب أهل الغي ظلمت. فقال صاحب الدير: بالله أيها الرأس زدني، فقال الرأس، إن كنت تسأل عن حالتي ونسبي أنا ابن محمد المصطفى، أنا ابن علي المرتضى، أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن خديجة الكبرى، وأنا ابن العروة الوثقى، أنا شهيد كربلاء، أنا مظلوم كربلاء، أنا قتيل كربلاء، أنا عطشان كربلاء، أنا ظمآن كربلاء، أنا مهتوك كربلاء. قال الراوي: فلما سمع صاحب الدير من رأس الحسين - عليه السلام - هذا الكلام، جمع تلامذته ومريديه، وحكى لهم هذه الحكاية، وكانوا سبعين رجلا فضجوا بالبكاء والنحيب، ونادوا بالويل والثبور، ورموا العمائم من رؤوسهم، وشقوا أزياقهم، وجاؤا إلى سيدنا ومولانا علي بن الحسين زين العابدين - عليه السلام -، ثم قطعوا الزنار، وكسروا الناقوس، واجتنبوا أفعال اليهود والنصارى، وأسلموا على يديه، وقالوا: يابن رسول الله مرنا أن نخرج إلى هؤلاء القوم الكفرة، ونقاتلهم ونجلي صدأ قلوبنا، ونأخذ بثأر سيدنا. فقال لهم الامام: لا تفعلوا ذلك، فإنهم عن قريب ينتقم الله منهم، ويأخذهم أخذ عزيز مقتدر، فردوا أصحاب الدير عن القتال. (1)


(1) لم نعثر على مصدره على أن فيه مدح نساء النبي - صلى الله عليه وآله - كلهن مع أن بعضهن =


[ 130 ]

 

الثامن والستون ومائة النور من الرأس الكريم وقراءة القرآن 1134 \ 187 - روى بعض نقلة الاخبار: عن سهل بن سعد الشهرزوري قال: خرجت من شهرزور، اريد بيت المقدس، فصادف خروجي أيام قتل الحسين - عليه السلام -، فدخلت الشام، فرأيت الابواب [ مفتحة ] (1) والدكاكين مغلقة، والخيل مسرجة، والاعلام منشورة، والرايات مشهورة، والناس أفواجا قد امتلات منهم السكك والاسواق، وهم في أحسن زينة يفرحون ويضحكون. فقلت لبعضهم: أظن حدث لكم عيد لا نعرفه ؟ قالوا: لا. قلت: فما بال الناس كافة فرحين مسرورين ؟ فقالوا: أغريب أنت أم لا عهد لك بالبلد ؟ قلت: نعم فماذا ؟ قالوا: فتح لامير المفسدين فتح عظيم. قلت: وما هذا الفتح ؟ قالوا: خرج عليه في أرض العراق خارجي، فقتله، والمنة الله تعالى، وله الحمد. قلت: ومن هذا الخارجي ؟ قالوا: الحسين بن علي بن أبي طالب.


= أغضبنه - صلى الله عليه وآله - وبعضهن خرجن على وصيه - صلوات الله عليه -. (1) من منتخب الطريحي.


[ 131 ]

قلت: الحسين بن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ قالوا: نعم. قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، وان هذا الفرح والزينة لقتل ابن بنت نبيكم، أو ما كفاكم قتله حتى سميتموه خارجيا ؟ ! فقالوا: يا هذا أمسك عن هذا الكلام، واحفظ نفسك، فإنه ما من أحد يذكر الحسين بخير، إلا ضربت عنقه. فسكت عنهم باكيا حزينا، فرأيت بابا عظيما، قد دخلت فيه الاعلام والطبول، فقالوا: الرأس يدخل من هذا الباب، فوقفت هناك وكلما تقدموا بالرأس كان أشد لفرحهم، وارتفعت أصواتهم، وإذا برأس الحسين - عليه السلام -، والنور يسطع من فيه، كنور رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فلطمت على وجهي، وقطعت أطماري، وعلا بكائي ونحيبي، وقلت: واحزناه للابدان البالية النازحة عن الاوطان، المدفونة بلا أكفان، واحزناه على الخد التريب، والشيب الخضيب. يا رسول الله ليت عينيك ترى رأس الحسين في دمشق، يطاف به [ في ] (1) الاسواق، وبناتك مشهورات على النياق، مشققات الذيول والازياق، ينظر إليهن شرار الفساق، أين علي بن أبي طالب - عليه السلام - يراكم على هذا الحال ؟ ثم بكيت وبكى لبكائي كل من سمع منهم صوتي وأكثرهم لا يفطنون لكثرة الغلبة وشدة فرحهم، واشتغالهم بسرورهم، وارتفاع أصواتهم، وإذا بنسوة على أقتاب الجمال بغير وطاء، ولا ستر، وقائلة


(1) من المنتخب.


[ 132 ]

منهن تقول: وامحمداه، واعلياه، واحسناه، واحسيناه، لو رأيتم ما حل بنا من الاعداء. يا رسول الله بناتك اسارى كأنهن بعض اليهود والنصارى، وهي تنوح بصوت شجي يقرع القلوب على الرضيع [ الصغير وعلى ] (1) الشيخ الكبير، وعلى المذبوح من القفا، ومهتوك الخباء العريان بلا رداء، واحزناه لما نالنا أهل البيت، فعند الله نحتسب مصيبتنا. قال: فتعلقت بقائمة (2) المحمل، وناديت بأعلى الصوت: السلام عليكم يا آل بيت محمد ورحمة الله وبركاته، وقد عرفت أنها ام كلثوم بنت علي، فقالت: من أنت أيها الرجل الذي لم يسلم علينا أحد غيرك مثل سلامك منذ قتل أخي وسيدي الحسين - عليه السلام - ؟ فقلت لها: يا سيدتي أنا رجل من شهرزور، اسمي سهل، رأيت جدك [ محمد ] (3) المصطفى - صلى الله عليه وآله -. قالت: يا سهل ألا ترى ما صنع بنا ؟ أما والله لو عشنا في زمان لم ير محمدا، ما صنع بنا أهله بعض هذا، قتل والله أخي وسيدي [ الحسين ] (4) وسبينا كما تسبى العبيد والاماء، وحملنا على الاقتاب بغير وطاء ولا ستر كما ترى. فقلت: يا سيدتي يعز والله على جدك وأبيك وامك وأخيك سبط نبي الهدى. فقالت: يا سهل اشفع لنا عند صاحب المحمل، أن يتقدم بالرأس


(1) من المنتخب. (2) كذا في المنتخب، وفي الاصل: بقاعه. (3 و 4) من المنتخب.


[ 133 ]

من بين المحامل ليشتغل الناظر عنا بها، فقد خزينا من كثرة النظر إلينا. فقلت: حبا وكرامة، ثم تقدمت إليه وسألته بالله وبالغت معه، فانتهرني ولم يفعل. قال سهل: وكان معي رفيق نصراني، يريد بيت المقدس وهو متقلد سيفا تحت ثيابه، فكشف الله عن بصره فسمع رأس الحسين، وهو يقرأ القرآن ويقول: (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) (1) الاية، فأدركته السعادة، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله. ثم انتضى سيفه، وشد به على القوم، وهو يبكي وجعل يضرب فيهم فقتل منهم جماعة كثيرة، ثم تكاثروا عليه فقتلوه - رحمه الله -، فقالت ام كلثوم: ما هذه الضجة ؟ فحكيت لها الحكاية، وقالت: واعجباه، النصارى يحتشمون لدين الاسلام، وامه محمد الذين يزعمون انهم على دين محمد، يقتلون أولاده ويسبون حريمه، ولكن العاقبة للمتقين (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) (2). (3)


(1) ابراهيم: 42. (2) البقرة: 57. (3) المنتخب للطريحي: 288 - 290. وأخرجه في البحار: 45 \ 127 - 128 والعوالم: 17 \ 427 - 428 عن مقتل الخوارزمي: 2 \ 60 مختصرا.


[ 134 ]

 

التاسع والستون ومائة نزول الملائكة والانبياء على الرأس الكريم 1135 \ 188 - روى ابن لهيعة وغيره قال: كنت أطوف بالبيت، فإذا (أنا) (1) برجل، يقول: اللهم اغفر لي وما أراك فاعلا، فقلت له: يا عبد الله اتق الله ولا تقل مثل هذا، فإن ذنوبك، لو كانت مثل قطر الامطار، وورق الاشجار، فاستغفرت الله، غفرها لك فإنه (2) هو الغفور الرحيم. قال: فقال لي: تعال حتى أخبرك بقضيتي (3) فأتيته، فقال لي: اعلم أنا كنا خمسين نفرا ممن سار مع رأس الحسين - عليه السلام - إلى الشام، فكنا إذا أمسينا وضعنا الرأس في تابوت، وشربنا الخمر حول التابوت، فشرب أصحابي ليلة حتى سكروا ولم أشرب معهم. فلما جن الليل، سمعت رعدا ورأيت برقا، فإذا أبواب السماء قد فتحت، ونزل آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق (ويعقوب) (4) ونبينا محمد - صلى الله عليه وآله - ومعهم جبرائيل وخلق (كثير) (5) من الملائكة - عليهم السلام -. فدنا جبرائيل من التابوت، فأخرج الرأس، وضمه إلى نفسه، ثم قبله ثم كذلك فعل الانبياء كلهم - عليهم السلام - وبكى النبي - صلى الله عليه وآله -


(1) ليس في اللهوف. (2) كذا في اللهوف، وفي الاصل: إنه. (3) في اللهوف والبحار: بقصتي. (4 و 5) ليس في اللهوف والبحار.


[ 135 ]

على رأس الحسين - عليه السلام -، وعزاه الانبياء - عليهم السلام -، وقال له جبرائيل - عليه السلام -: يا محمد إن الله تبارك وتعالى أمرني أن اطيعك في امتك، فإن أمرتني زلزلت بهم الارض، وجعلت عاليها سافلها، كما فعلت بقوم لوط. فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: لا، يا جبرائيل ! فإن لهم معي موقفا بين يدي الله تعالى يوم القيامة [ قال ثم صلوا عليه ثم أتى قوم من الملائكة، وقالوا إن الله تبارك وتعالى أمرنا نقتل الخمسين، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وآله - شأنكم بهم فجعلوا يضربون بالحربات ثم قصدني واحد منهم بحربة ليضربني ] (1)، فقلت: الامان الامان يا رسول الله. فقال: اذهب فلا غفر الله لك [ فلما أصبحت رأيت أصحابي كلهم جاثمين رمادا ] (2). (3)

السبعون ومائة قراءة الرأس الكريم 1136 \ 189 - المفيد في إرشاده: انه (4) لما أصبح عبيدالله بن زياد - لعنهما الله -، بعث برأس الحسين - عليه السلام -، فدير به في سكك الكوفة


(1) من البحار، وفي اللهوف والاصل بدل ما بين المعقوفين هكذا: ثم جاءت الملائكة - عليهم السلام - ليقتلونا. (2) من البحار. (3) اللهوف: 74 - 75. وأخرجه في البحار: 45 \ 125 - 126 والعوالم: 17 \ 425 - 426 عن السيد في اللهوف وعن صاحب المناقب واللفظ لصاحب المناقب. ورواه الخوارزمي في مقتل الحسين - عليه السلام -: 2 \ 87 - 88. (4) في المصدر: ولما.


[ 136 ]

كلها وقبائلها، فروي عن زيد بن أرقم أنه قال: مر به علي، وهو على رأس رمح، وأنا في غرفة لي، فلما حاذاني، سمعته يقرأ: (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) (1). فقف والله شعري [ علي ] (2) وناديت: رأسك والله يا ابن رسول الله أعجب [ وأعجب ] (3). (4)

الحادي والسبعون ومائة مثله 1137 \ 190 - ثاقب المناقب: عن المنهال بن عمرو، قال: [ أنا ] (5) رأيت والله رأس الحسين - صلوات الله عليه - على قناة، يقرأ القرآن بلسان طلق (6) ذرب [ يقرأ ] (7) سورة الكهف، حتى بلغ [ أم أحسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) (8). فقال رجل: ورأسك - والله - أعجب يا بن رسول الله من العجب. (9)

الثاني والسبعون ومائة كلامه - عليه السلام - 1138 \ 191 ثاقب المناقب: عن المنهال بن عمرو قال: ادخل


(1) الكهف: 9. (2) من البحار، قف اي تقبض، كانه قد يبس وتشنج. " كذا في النهاية: 4 \ 91 ". (3) من المصدر والبحار. (4) إرشاد المفيد: 245 وعنه البحار: 45 \ 121 والعوالم: 17 \ 389. (5) من المصدر. (6) في المصدر: ذلق. (7) من المصدر. (8) الكهف: 9. (9) الثاقب في المناقب: 333 ح 1.


[ 137 ]

رأس الحسين - صلوات الله - دمشق على قناة، فمر برجل يقرأ سورة الكهف، وقد بلغ هذه الاية (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا)، فأنطق الله تعالى الرأس، فقال: أمري أعجب من [ أمر ] (1) أصحاب الكهف والرقيم. (2)

الثالث والسبعون ومائة النور المنتشر على الرأس الكريم 1139 \ 192 - روي عن هند زوجة يزيد - لعنه الله - قالت: كنت أخذت مضجعي فرأيت بابا من السماء وقد فتح، والملائكة ينزلون كتائب كتائب إلى رأس الحسين - عليه السلام -، وهم يقولون: السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله. فبينما أنا كذلك إذ نظرت إلى سحابة قد نزلت من السماء، وفيها رجال كثيرون وفيهم رجل دري اللون قمري الوجه، فأقبل يسعى حتى انكب على ثنايا الحسين وقبلها، وهو يقول: ولدي قتلوك، تراهم ما عرفوك، ومن شرب الماء منعوك، يا ولدى أنا جدك رسول الله، وهذا أبوك علي المرتضى، وهذا أخوك الحسن، وهذا عمك جعفر، وهذا عقيل، وهذان حمزة والعباس، ثم جعل يعدد أهل بيته واحدا بعد


(1) من المصدر. (2) الثاقب في المناقب: 333 ح 2. وأخرجه في البحار: 45 \ 188 ح 32 والعوالم: 17 \ 412 ح 7 واثبات الهداة: 2 \ 581 ح 32 عن الخرائج: 2 \ 577 ح 1، وفي الخصائص الكبرى للسيوطي، ط دار الكتب العلمية: 2 \ 216 عن ابن عساكر نحوه. وأورده في الصراط المستقيم: 2 \ 179 ح 7 مختصرا.


[ 138 ]

واحد. قالت هند: فانتبهت من منامي فزعة مرعوبة، وإذا بنور قد انتشر على رأس الحسين - عليه السلام - فجعلت أطلب يزيد وهو قد دخل إلى بيت مظلم وقد أدار وجهه إلى الحائط، وهو يقول: مالي وللحسين - عليه السلام - وقد وقعت عليه الغمومات، فقصصت عليه المنام وهو منكس الرأس. (1)

الرابع والسبعون ومائة ما رآه بعض القوم اللئام 1140 \ 193 - عن سليمان بن مهران الاعمش: قال: بينا أنا في الطواف بالموسم، إذ رأيت رجلا يدعو، و [ هو ] (2) يقول: اللهم اغفر لي، وأنا أعلم أنك لا تفعل. قال: فارتعدت (3) لذلك، فدنوت منه، وقلت: يا هذا أنت في حرم الله وحرم رسوله وهذه أيام حرم في شهر عظيم فلم تيأس من المغفرة ؟ قال: يا هذا ذنبي عظيم. قلت: أعظم من جبل تهامة ؟ ! قال: نعم. قلت: يوازن الجبال الرواسي ؟ !


(1) منتخب الطريحي: 496 - 497. وأخرجه في البحار: 45 \ 196 والعوالم: 17 \ 422 عن بعض مؤلفات الاصحاب. (2) من المصدر. (3) في المصدر والبحار: فارتعت.


[ 139 ]

قال: نعم فإن شئت أخبرتك [ قلت أخبرني ] (1). قال: اخرج بنا من الحرم (2)، فخرجنا منه، فقال لي: أنا أحد من كان في العسكر المشؤوم عسكر عمر بن سعد - عليه اللعنة - (حين) (3) قتل الحسين بن علي - عليهما السلام -، وكنت أحد الاربعين الذين حملوا الرأس إلى يزيد من الكوفة، فلما حملناه على طريق الشام نزلنا على دير للنصارى، وكان الرأس معنا مركوزا على رمح، ومعه الاحراس، فوضعنا الطعام، وجلسنا لنأكل، فإذا بكف في حائط الدير، تكتب: أترجو امة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب ؟ قال: فجزعنا من ذلك جزعا شديدا، فأهوى بعضنا إلى الكف ليأخذها، فغابت ثم عادوا أصحابي إلى الطعام، فإذا الكف قد عادت تكتب [ مثل الاول ] (4). فلا والله ليس لهم شفيع * وهم يوم القيامة في العذاب فقام أصحابي (5) إليها، فغابت، ثم عادوا إلى الطعام، فعادت (الكف) (6) تكتب: وقد قتلوا الحسين بحكم جور * وخالف حكمهم حكم الكتاب فامتنعت (عن الطعام) (7): وما هنأني أكله، ثم أشرف علينا راهب


(1) من المصدر. (2) في المصدر والبحار: عن الحرم. (3) ليس في نسخة " خ ". (4) من المصدر. (5) في المصدر: أصحابنا. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) ليس في البحار.


[ 140 ]

من الدير، فرأى نورا ساطعا من فوق الرأس، فبذل لعمر (1) بن سعد - لعنه الله - ألف درهم فأخذها، ووزنها ونقدها، ثم أخذ الرأس وبيته عنده ليلته تلك وأسلم على يده وترك الدير ووطن في بعض الجبال يعبد الله تعالى على دين محمد - صلى الله عليه وآله -. فلما وصل عمر بن سعد إلى قرب الشام طلب الدراهم فاحضرت إليه وهي بختمة فإذا الدراهم قد تحولت خزفا وعلى أحد جانبيها مكتوب: (لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) وعلى الجانب الاخر: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون خسرت الدنيا والاخرة فكتم هذا الحال. ثم لما توجه إلى يزيد جعل الرأس في طست وهو ينظر إليه وهو يقول: ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الاسل فأهلوا واستهلوا فرحا * ولقالوا (2) يا يزيد لا تشل فجزيناهم ببدر مثلها * وباحد يوم أحد فاعتدل لست من خندف إن لم أنتقم * من بني أحمد ما كان فعل (لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل) (3) ومضى عمر بن سعد إلى الري فالحق بسلطانه فمحق الله عمره


(1) قال الشيخ المفيد: ان الذي سار بالرؤوس والنساء سبايا إلى الشام هو زحر بن قيس وقال ابن طاووس: إنه مخفر بن ثعلبة العايذي، فهو وهم ولم يكن ابن سعد هناك. (2) في المصدر: ثم قالوا. (3) ليس في المصدر والبحار.


[ 141 ]

فاهلك في الطريق (1). قال سليمان الاعمش: فقلت للرجل: تنح عني لا تحرقني بنارك ووليت ولا أدري بعد ذلك ما خبره (2). (3)

الخامس والسبعون ومائة بكاء السماء والارض على الحسين ويحيى - عليهما السلام - 1141 \ 194 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات: قال: حدثني أبي - رحمه الله - وجماعة مشايخنا: عن علي بن الحسين ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن علي الازرق، عن الحسن بن الحكم النخعي، [ عن رجل ] (4) قال: سمعت أمير المؤمنين - عليه السلام - [ وهو يقول ] (5) في الرحبة (6) وهو يتلو هذه الاية (فما بكت عليهم السماء


(1) لم يلحق عمر بن سعد بسلطانه بعد ولم يهلك في الطريق بل قتله المختار وهو وهم آخر. (2) إن المصنف - رحمه الله - اختصر الحديث من قوله: " فامتنعت عن الطعام إلى آخر الحديث ولذلك انصرفنا عن المطابقة مع المصدر. (3) الخرائج: 2 \ 577 ح 2 وعنه البحار 45 \ 184 ح 31 والعوالم: 17 \ 398 ح 2. وأخرجه في مثير الاحزان: 96 عن النطنزي، عن جماعة عن الاعمش، وعنه البحار: 44 \ 224 ح 4 والعوالم: 11 17 ح 2، وأورده في الصراط المستقيم: 2 \ 179 ح 8. (4) من المصدر والبحار. (5) من البحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: في الرجعة.


[ 142 ]

والارض وما كانوا منظرين) (1) إذ (2) خرج إليه الحسين بن علي - عليهما السلام - من بعض أبواب المسجد فقال (له:) (3) ما [ إن ] (4) هذا سيقتل وتبكي عليه السماء والارض. (5) 1142 \ 195 - قال: حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن داود (6) بن عيسى الانصاري، عن محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن إبراهيم النخعي قال: خرج أمير المؤمنين - عليه السلام - فجلس في المسجد واجتمع أصحابه حوله، فجاء الحسين - عليه السلام -، حتى قام بين يديه، فوضع يده على رأسه، فقال: يا بني إن الله (7) عير أقواما في القرآن. فقال: (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين) (8) وأيم الله لتقتلن (9) من بعدي ثم تبكيك السماء والارض. وعنه: قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين ابن أبي طالب الخطاب بإسناده مثله. (10)


(1) الدخان: 29. (2) في المصدر: وخرج. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) من المصدر والبحار. (5) كامل الزيارات: 88 ح 1 وعنه البحار: 45 \ 209 ح 15 والعوالم: 17 \ 485 ح 5. (6) في البحار والعوالم: يزداد بن عيسى. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أبى الله غير، وهو مصحف. (8) الدخان: 29. (9) في المصدر والبحار: ليقتلنك. (10) كامل الزيارات: 89 ح 2 وعنه البحار: 45 \ 209 ح 16 والعوالم: 17 \ 458 ح 6.


[ 143 ]

1143 \ 196 - وعنه: قال: وحدثني محمد بن جعفر، عن محمد ابن الحسين، عن وهيب بن حفص النخاس، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: إن الحسين - عليه السلام - بكى لقتله السماء والارض واحمرتا، ولم تبكيا على أحد قط إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي - عليهما السلام -. وعنه: قال: وحدثني أبي - رحمه الله - عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بإسناده مثله. (1) 1144 \ 197 - وعنه: قال: وحدثني علي بن موسى بن بابويه وغيره، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي ابن فضال، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن هلال قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: إن السماء بكت على الحسين بن على ويحيى بن زكريا - عليهم السلام - ولم تبك على أحد غيرهما. قلت: وما بكاؤها ؟ قال: مكثوا أربعين يوما تطلع الشمس حمرة وتغرب بحمرة. قلت: جعلت فداك وهذا بكاؤهما (2) ؟ قال: نعم. (3) 1145 \ 198 - وعنه: قال: وحدثني أبي - رحمه الله - عن سعد بن عبد


(1) كامل الزيارات: 89 ح 3 وعنه البحار: 45 \ 209 ح 17 والعوالم: 17 \ 464 ح 18. (2) في المصدر هكذا: مكثت... بحمرة... قلت: فذاك بكاؤها. (3) كامل الزيارات: 89 ح 54 وعنه البحار: 45 \ 210 ح 18 والعوالم: 17 \ 470 ح 12.


[ 144 ]

الله [، عن عبد الله ] (1) بن أحمد، عن عمرو بن سهل، عن علي بن مسهر القرشي، قال: حدثتني جدتي: أنها أدركت الحسين بن علي - عليهما السلام - حين قتل - صلوات الله عليه - [ قالت: ] (2) فمكثنا سنة وتسعة أشهر والسماء مثل العلقة مثل الدم ما ترى الشمس. (3) 1146 \ 199 - وعنه: قال: وحدثني علي بن الحسين بن موسى، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله - عليه السلام - في قوله تعالى: (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين). (4) قال: لم تبك السماء [ على ] (5) أحد منذ قتل يحيى بن زكريا حتى قتل الحسين - عليه السلام - فبكت عليه. (6) 1147 \ 200 - وعنه قال: وحدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: احمرت السماء حين قتل الحسين - عليه السلام - سنة. (ثم قال: بكت السماء والارض على الحسين بن علي - عليهما


(1) من المصدر والبحار. (2) من البحار. (3) كامل الزيارات: 89 ح 5، وعنه البحار: 45 \ 210 ح 19 والعوالم: 17 \ 468 ح 6. (4) الدخان: 29. (5) من المصدر. (6) كامل الزيارات: 89 ح 6 وعنه البحار: 45 \ 210 ح 20 والعوالم: 17 \ 470 ح 13.


[ 145 ]

السلام - [ سنة ] (1) (2) وعلى يحيى بن زكريا، وحمرتها بكاؤها. (3) 1148 / 201 - وعنه: قال: وحدثني أبي - رحمه الله - عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحسن (4) بن فضال، عن ابن بكير، زرارة، عن عبد الخالق بن عبد ربه قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: * (لم نجعل له من قبل سميا) * (5) الحسين بن علي - عليهما السلام - لم يكن له من قبل سميا ويحيى بن زكريا - عليه السلام - لم يكن له من قبل سميا ولم تبك السماء إلا عليهما أربعين صباحا. قال: قلت: ما بكاؤها ؟ قال: كانت تطلع (الشمس) (6) حمراء وتغرب حمراء. (7) 1149 / 202 - وعنه: قال: وحدثني علي بن الحسين بن موسى، عن علي بن إبراهيم وسعد بن عبد الله جميعا، عن إبراهيم بن هاشم، عن [ علي ] (8) بن فضال، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: ما بكت السماء على أحد بعد يحيى [ زكريا ] (9) إلا على الحسين


(1) من البحار. (2) ما بين القوسين ليس في المصدر. (3) كامل الزيارات: 90 ح 7 وعنه البحار: 45 / 210 ح 21 والعوالم: 17 / 470 ح 14. (4) في المصدر: عن الحسن بن علي بن فضال. (5) مريم: 7. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) كامل الزيارات: 90 ح 8. وقد تقدم الحديث في المعجزة: 6 مع تخريجاته. (8 و 9) من المصدر.


[ 146 ]

ابن علي - عليهما السلام - فإنها بكت عليه أربعين يوما. (1) 1150 / 203 - وعنه: قال: وحدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن كليب بن معاوية الاسدي، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: لم تبك السماء إلا على الحسين بن علي ويحيى بن زكريا - عليهم السلام -. (2) 1151 / 204 - وعنه: قال: وعنه، عن محمد بن الحسين، عن نصر ابن مزاحم، عن عمرو (3) بن سعد، عن محمد بن سلمة، عمن حدثه قال: لما قتل الحسين بن علي - عليهما السلام - أمطرت السماء ترابا أحمر. (4) 1152 / 205 - وعنه: قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن عيسى، عن أسلم بن القاسم قال: أخبرنا عمرو بن ثبيت (5)، عن أبيه، عن علي بن الحسين - عليهما السلام - قال: إن السماء لم تبك منذ وضعت إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي - عليهما السلام -. قلت: أي شئ (كان) (6) بكاؤها ؟ قال: كانت إذا استقبلت بثوب وقع عليه شبه أثر البراغيث من


(1) كامل الزيارات: 90 ح 9 وعنه البحار: 45 / 211 ح 23 والعوالم: 17 / 469 ح 10. (2) كامل الزيارات: 90 ح 10 وعنه البحار: 45 / 211 ح 24 والعوالم: 17 / 471 ح 16. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل والبحار: عمر بن سعد. (4) كامل الزيارات: 90 ح 11 وعنه البحار: 45 / 211 ح 25 والعوالم: 17 / 468 ح 7. (5) كذا في البحار، وفي الاصل: عمر بن ثابت، وفي المصدر: عمر بن وهب. (6) ليس في البحار.


[ 147 ]

الدم. (1) 1153 / 206 - وعنه: قال: حدثني أبي - رحمه الله - وعلي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن الفضل، عن حنان قال: قلت لابي عبد الله - عليه السلام -: ما تقول في زياة قبر الحسين بن علي - عليهما السلام - انه بلغنا عن بعضهم انها تعدل حجة وعمرة ؟ قال: [ لا تعجب ] (2) ما أصاب بالقول هذا كله، لكن زره ولاتجفه فإنه سيد الشهداء (3)، وسيد شباب أهل الجنة، وشبيه يحيى بن زكريا - عليهما السلام - وعليهما بكت السماء والارض. وعنه: قال: وحدثني [ أبي و ] (4) محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن عبد الصمد بن محمد، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله - عليه السلام - مثله (سواء) (5). وعنه: قال: وحدثني أبي - رحمه الله تعالى - وجماعة مشايخي، عن سعد ابن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله - عليه السلام - مثله. (6) 1154 / 207 - وعنه: بهذا الاسناد عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن غير واحد، عن جعفر بن بشير، عن حماد، عن عامر بن معقل، عن


(1) كامل الزيارات: 90 ح 12 وعنه البحار: 45 / 211 ح 26 والعوالم: 17 / 419 ح 8. (2) من المصدر والبحار، وقوله: " ما أصاب " محمول على التقية. (3) في البحار: سيد شباب الشهداء. (4) من المصدر. (5) ليس في البحار. (6) كامل الزيارات: 91 ح 13 وعنه البحار: 45 / 211 ح 27 والعوالم: 17 / 465 ح 19.


[ 148 ]

الحسن بن زياد، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: كان قاتل يحيى بن زكريا، ولد زنا، وقاتل الحسين بن علي - عليهما السلام -، ولد زنا، ولم تبك السماء على احد الا عليهما. قال: قلت: كيف تبكي ؟ قال: تطلع [ الشمس ] (1) بحمرة وتغيب في حمرة. وعنه: قال: وحدثني محمد بن جعفر القرشي، عن محمد بن الحسن بن جعفر بن بشير باسناده مثله. (2) 1155 / 208 - وعنه: قال: وحدثني أبي وعلي بن الحسين رحمهما الله جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: سمعته يقول: ان السماء بكت على الحسين بن علي - عليهما السلام -، ويحيى بن زكريا - عليهما السلام -، ولم تبك على أحد غيرهما. قلت: وما بكاؤها (3) ؟ قال: مكثوا اربعين يوما تطلع الشمس بحمرة وتغيب بحمرة. قلت: (جعلت فداك) (4) هذا بكاؤها (5) ؟


(1) من المصدر والبحار. (2) كامل الزيارات: 91 ح 14 وعنه البحار: 45 / 213 ح 28 والعوالم: 17 / 471 ح 17. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: بكاؤهما. (4) ليس في المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: بكاؤهما.


[ 149 ]

قال: نعم. (1) 1156 / 209 - وعنه: قال: وعنهما، عن سعد، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن محمد بن خالد، عن عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن زيد الحسني، عن الحسن بن الحكم النخعي، عن كثير بن شهاب الحارثي قال: بينما نحن جلوس عند أمير المؤمنين - عليه السلام - في الرحبة، إذ طلع الحسين - عليه السلام - فضحك علي - عليه السلام - ضحكا حتى بدت نواجذه، ثم قال: إن الله ذكر قوما فقال: * (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين) * (2) والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، ليقتلن هذا وليبكين عليه السماء والارض. (3) 1157 / 210 - وعنه: قال: وحدثني أبي - رحمه الله - عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن عبد العظيم، عن الحسن، عن أبي سلمة قال: قال جعفر بن محمد - عليهما السلام -: ما بكت السماء [ والارض ] (4) إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي - عليهما السلام -. (5) 1158 / 211 - وعنه: قال: وحدثني أبي وأخي - رحمهما الله - عن أحمد بن ادريس ومحمد بن يحيى جميعا عن العمركي بن علي البوفكي قال: حدثني يحيى وكان في خدمة أبي جعفر [ الثاني ] (6) - عليه السلام -، عن


(1) كامل الزيارات: 91 ح 15 وعنه البحار: 45 / 210 ح 18 والعوالم: 17 / 470 ح 12. (2) الدخان: 29. (3) كامل الزيارات: 92 ح 16، وعنه البحار: 45 / 212 ح 29 والعوالم: 17 / 458 ح 7. (4) من المصدر. (5) كامل الزيارات: 92 ح 17 وعنه البحار: 45 / 213 ح 30 والعوالم: 17 / 471 ح 7. (6) من المصدر والبحار.


[ 150 ]

علي، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: سألته في طريق المدينة، ونحن نريد مكة، فقلت: يابن رسول الله مالي أراك كئيبا [ حزينا ] (1) منكسرا ؟ فقال: لو تسمع ما أسمع، لشغلك عن مسألتي فقلت: وما الذي تسمع ؟ قال: إبتهال الملائكة إلى الله عزوجل على قتلة أمير المؤمنين، وقتلة الحسين - عليهما السلام -، ونوح الجن وبكاء الملائكة الذين حوله وشدة جزعهم، فمن يتهنأ مع هذا بطعام أو شراب أو نوم، وذكر الحديث. (2) 1159 / 212 - وعنه: قال: حدثني أبي - رحمه الله -، عن سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني العلوي، عن الحسن بن الحكم النخعي، عن كثير بن شهاب الحارثي. قال: بينما نحن جلوس عند أمير المؤمنين - عليه السلام - بالرحبة، إذ طلع الحسين - عليه السلام -، قال: فضحك (علي) (3) - عليه السلام - حتى بدت نواجذه، ثم قال: إن الله ذكر قوما فقال: * (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين) * (4)، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ليقتلن


(1) من المصدر والبحار. (2) كامل الزيارات: 92 ح 18 وعنه البحار: 45 / 226 ح 19 والعوالم: 17 / 480 ح 22. (3) ليس في نسخة: " خ ". (4) الدخان: 29.


[ 151 ]

هذا، ولتبكين عليه السماء والارض. (1) 1160 / 213 - وعنه: قال: وعنه، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد قال: حدثني أبو معشر، عن الزهري قال: لما قتل الحسين - عليه السلام -، أمطرت السماء دما. (2) 1161 / 214 - وعنه: وقال: عمر بن سعد: وحدثني أبو معشر، عن الزهري قال: لما قتل الحسين - عليه السلام - لم يبق في بيت المقدس حجر (3) الا وجد تحته دم عبيط. (4) 1162 / 215 - وعنه: قال حدثني أبي، عن محمد بن الحسين بن علي ابن مهزيار، (عن ابيه [ عن جده ] (5) علي بن مهزيار) (6) عن الحسن بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن داود بن فرقد قال سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: كان الذي قتل الحسين - عليه السلام - ولد زنا، والذي قتل يحيى ابن زكريا - عليهما السلام - ولد زنا، وقد (7) احمرت حين قتل الحسين - عليه السلام -


(1) كامل الزيارات: 92 ح 19 وعنه البحار: 45 / 212 ح 29 والعوالم: 17 / 498 ح 7. (2) كامل الزيارات: 92 ح 20. (3) في المصدر والبحار: حصاة. (4) كامل الزيارات: 93 ح 20 وعنه البحار: 45 / 205 ح 7 عن أحمد بن عبد الله بن علي الناقد باسناده عن عمر بن سعد والعوالم: 17 / 472 ح 1. أقول اكثر ما في مصائب الحسين - عليه السلام - من طرق الشيعة - رضوان الله تعالى عليهم - فقد نقل بهذا المضمون ابن عساكر في ترجمة أبي عبد الله - عليه السلام - بتحقيق المحمودي، فراجعه والمصادر الاخرى لاهل السنة ذكرت هناك. (5) من البحار، وفي المصدر: عن أبيه، عن علي بن مهزيار. (6) ليس في نسخة: " خ ". (7) في المصدر والبحار: وقال.


[ 152 ]

سنة. ثم قال: بكت السماء والارض على الحسين بن علي، ويحيى بن زكريا - عليهم السلام -، وحمرتها بكاؤها (1). 1163 / 216 - علي بن ابراهيم في تفسيره: قال: حدثني أبي، عن حنان بن سدير، عن عبد الله بن الفضل الهمداني، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين - عليه السلام - قال: مر عليه رجل عدو لله ولرسوله، فقال: " وما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين " (2) ثم مر على الحسين بن علي - عليهما السلام -، (فقال: لكن هذا لتبكين عليه السماء والارض، وقال: وما بكت السماء والارض، إلا على يحيى بن زكريا، والحسين بن علي - عليهما السلام -) (3). (4) 1164 / 217 - عنه: قال: وحدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن العلا، عن محمد بن مسلم، عن ابي جعفر - عليه السلام - قال: كان علي بن الحسين - عليه السلام - يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين - عليه السلام - دمعة حتى تسيل على خده، بوأه الله [ بها ] (5) في الجنة غرفا، [ يسكنها أحقابا ] (6). وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتى يسيل على خده، لاذى مسنا


(1) كامل الزيارات: 93 ح 21 وعنه البحار: 45 / 213 ح 31 والعوالم: 17 / 465 ح 20. (2) مقتبس من الدخان: 29. (3) ما بين القوسين ليس في نسخة " خ ". (4) تفسير القمي: 2 / 291 وعنه البحار: 14 / 167 ح 6 وج 45 / 201 ح 1 والعوالم: 17 / 457 ح 4. (5 و 6) من المصدر.


[ 153 ]

من عدونا في الدنيا، بوأه الله مبوء صدق في الجنة. وأيما مؤمن مسه أذى فينا، فدمعت عيناه حتى يسيل دمعه على خديه من مضاضة (1) ما اوذي فينا، صرف [ الله ] (2) عن وجهه الاذى، وآمنه يوم القيامة، من سخطه والنار. (3) 1165 / 218 - وعنه: قال: وحدثني أبي، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: من ذكرنا، أو ذكرنا عنده، فخرج من عينيه دمع مثل جناح بعوضة، غفر الله له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر (4). 1166 / 219 - ومن طريق المخالفين، ما رواه مسلم في صحيحه في اول الجزء الخامس في تفسير قوله سبحانه وتعالى: * (فما بكت عليهم السماء والارض) * (5) الآية وبالاسناد المتقدم، قال: وعن السدي: لما قتل الحسين بن علي - صلى الله عليهما - بكت السماء، وبكاؤها حمرتها. (6) 1167 / 220 - ومن تفسير الثعلبي ذكر الثعلبي في تفسير قوله تعالى * (فما بكت عليهم السماء والارض) * الآية.


(1) المضاضة: الشدة ووجع المصيبة. (2) من المصدر. (3) تفسير القمي: 2 / 291 - 292 وعنه البحار: 44 / 281 ح 13 والعوالم: 17 / 526 ح 4 وعن كامل الزيارات: 100 ح 1 وثواب الاعمال: 108 ح 1 واللهوف: 4. (4) تفسير القمي: 292 وعنه البحار: 44 / 278 ح 3 والعوالم: 17 / 528 ح 7. (5) الدخان: 29. (6) العمدة لابن البطريق: 405 ح 835 والطرائف: 203 ح 293 وعنه البحار: 45 / 217 ح 40 والعوالم: 17 / 468 ح 5، ورواه الطبري: في تفسيره: 25 / 74، ولم نعثر عليه في صحيح مسلم.


[ 154 ]

وبالاسناد المتقدم قال: ذكر (1): ان المؤمن إذا مات بكت عليه السماء والارض أربعين صباحا. قال: وقال عطا في هذه الآية: بكاؤها، حمرة أطرافها. قال: قال السدي: لما قتل الحسين بن علي - عليهما السلام - بكت عليه السماء وبكاؤها، حمرتها. (2) 1168 / 221 - وبالاسناد المتقدم: قال: أخبرنا أبو بكر الخوارزمي، حدثنا أبو العباس الدعولي، (قال:) (3) أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة، حدثنا خالد بن خراش، حدثنا حماد بن يزيد، عن هشام، عن محمد بن بشير قال: اخبرونا ان الحمرة التي [ تكون ] (4) مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين - عليه السلام - وبه قال: عن أبي خيثمة، أخبرنا أبو سلمة، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا سليم القاضي، قال: مطرنا دما أيام قتل الحسين - صلوات الله عليه -. (5) 1169 / 222 - ومن كتاب المصابيح تصنيف أبي محمد الحسين ابن مسعود الفراء في آخر كراس من الكتاب: باسناده، عن يعلى بن مرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: حسين مني، وأنا من حسين، أحب الله


(1) كذا في العمدة، وفي الاصل: ذلك. (2) العمدة لابن البطريق: 405 ح 836، عن الثعلبي في تفسير سورة الدخان تفسير آية: 29. (3) ليس في المصدر. (4) من العمدة. (5) العمدة لابن البطريق: 405 ح 837 و 838 عن تفسير الثعلبي في سورة الدخان تفسير آية: 29. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة الامام الحسين - عليه السلام -: 245 ح 298 باختلاف يسير.


[ 155 ]

من احب حسينا، حسين سبط من الاسباط. (1) 1170 / 223 - ومن الكتاب المذكور أيضا: ذكر مصنفه بإسناده، عن [ اسامة ] (2) بن زيد، قال: طرقت النبي - صلى الله عليه وآله - ذات ليلة في بعض الحاجات، فخرج النبي - صلى الله عليه وآله -، وهو مشتمل على شئ لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي، قالت: ما [ ذا ] (3) الذي أنت مشتمل عليه ؟ فكشفه، فإذا الحسن والحسين - عليهما السلام - على وركيه، فقال: هذان ابناي وابنا ابنتي اللهم إني احبهما، فأحبهما، وأحب من يحبهما. (4)

السادس والسبعون ومائة بكاء الملائكة عليه - عليه السلام - 1171 / 224 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات: قال: حدثني أبي - رحمه الله - وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: ما لكم لا تاتونه، يعني قبر الحسين - عليه السلام -، فان (5) أربعة


(1) مصابيح السنة: 4 / 195 ح 4833، ورواه احمد في المسند: 4 / 172، والبخاري في الادب المفرد: 133 - ح 366 - والترمذي في السنن: 5 / 658 ح 3775 وابن ماجة في السنن: 1 / 51 ح 144 والحاكم في المستدرك: 3 / 177 وقال: صحيح الاسناد. (2 و 3) من المصدر. (4) مصابيح السنة: 4 / 194 ح 4829، ورواه الترمذي في السنن: 5 / 656 - 657 ح 3769، والهيثمي في موارد الظمآن: 552 ح 2234 والمتقي الهندي في كنز العمال: 13 / 671 ح 37711 وابن أبي شيبة في مصنفه: 12 / 97 - 98 ح 12231. (5) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ان.


[ 156 ]

الآف ملك يبكون عند قبره. لى يوم القيامة. (1) 1172 / 225 - وعنه: قال: وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله - عليه السلام -: إن أربعة آلاف ملك هبطوا، يريدون القتال مع الحسين بن علي - عليهما السلام -، فلم يؤذن لهم في القتال، فرجعوا في الاستئذان فهبطوا، وقد قتل الحسين - عليه السلام -، فهم عند قبره شعث غبر، يبكونه إلى يوم القيامة، ورئيسهم ملك يقال له: منصور. (2) 1173 / 226 - وعنه: قال: وحدثني أبي - رحمه الله - وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن اسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن الفضيل [ بن يسار ] (3)، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: مالكم لا تأتونه، يعني قبر الحسين - عليه السلام -، قال: أربعة آلاف ملك يبكون عنده إلى يوم القيامة (4). 1174 / 227 - وعنه: قال: وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر القطان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر - عليه السلام -، قال:


(1) كامل الزيارات: 83 ح 1 وعنه البحار: 45 / 222 ح 6 والعوالم: 17 / 477 ح 10. (2) كامل الزيارات: 83 ح 2 وعنه البحار: 45 / 220 ح 2 والعوالم: 17 / 476 ح 8 عن أمالي الصدوق - رحمه الله -: 509 ح 7. (3) من المصدر. (4) كامل الزيارات: 84 ح 3 وعنه البحار: 45 / 222 ح 7 والعوالم: 17 / 477 ح 11.


[ 157 ]

أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة (1). 1175 / 228 - وعنه: قال: وحدثني أبي - رحمه الله - وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابن الحكم، عن علي بن ابي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: وكل الله بالحسين - عليه السلام - سبعين ألف ملك، يصلون عليه كل يوم، شعث غبر منذ يوم قتل إلى ما شاء الله، يعني بذلك قيام القائم - عليه السلام -. (2) 1176 / 229 - وعنه: قال: وعن سعد، عن ابراهيم بن هاشم، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن مبارك العطار، عن محمد بن قيس، قال: قال لي أبو عبد الله - عليه السلام -: عند قبر الحسين - عليه السلام -، أربعة آلاف ملك شعث غبر، يبكونه إلى يوم القيامة. (3) وعنه: قال: حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، باسناده مثله. (4) 1177 / 230 - وعنه: قال: وحدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل ابن بزيع، عن أبي اسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر العطار، عن أبي بصير، عن أبي جعفر - عليه السلام -، قال: أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون


(1) كامل الزيارات: 84 ح 4 وعنه البحار: 45 / 222 ح 8 والعوالم: 17 / 475 ح 4. (2) كامل الزيارات: 84 ح 5 وعنه البحار: 45 / 222 ح 9 والعوالم: 17 / 480 ح 19. (3) كامل الزيارات: 84 ح 6 وعن البحار: 45 / 222 ح 10 والعوالم: 17 / 480 ح 20. (4) كامل الزيارات: 85 ح 9 وعنه البحار: 45 / 223 ح 13 والعوالم: 17 / 477 ح 12.


[ 158 ]

الحسين - عليه السلام - إلى يوم القيامة، فلا يأتيه أحد إلا استقبلوه، ولا يمرض أحد إلا عادوه، ولا يموت أحد إلا شهدوه. وعنه: قال: وحدثني أبي - رحمه الله -، عن سعد بن عبد الله، عن محمد ابن الحسين، باسناده مثله. (1) 1178 / 231 - وعنه: قال: وحدثني أبي - رحمه الله -، عن سعد بن عبد الله، عن الحسين بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: إن الله وكل بقبر الحسين - عليه السلام - أربعة آلاف ملك شعث غبر، يبكون من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، وإذا (2) زالت الشمس هبط أربعة الاف ملك وصعد اربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر، وذكر الحديث. (3) 1179 / 232 - وعنه: قال: وحدثني أبي - رحمه الله - ومحمد بن عبد الله، [ عن عبد الله بن ] (4) جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن أبي القاسم [ عن القاسم ] (5) بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم، عن هارون قال: سأل رجل أبا عبد الله - عليه السلام - وأنا عنده، فقال: ما لمن زار قبر الحسين - عليه السلام - ؟. فقال: إن الحسين - عليه السلام - لما اصيب بكته حتى البلاد، فوكل الله به


(1) كامل الزيارات: 85 ح 10 وعنه البحار: 45 / 223 ح 14 والعوالم: 17 / 475 ح 5. (2) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: فإذا. (3) كامل الزيارات: 85 ح 11 وعنه البحار: 45 / 223 ح 15 والعوالم: 17 / 477 ح 13. (4 و 5) من المصدر.


[ 159 ]

أربعة آلاف ملك شعث غبر، يبكونه إلى يوم القيامة، وذكر الحديث. (1) 1180 / 233 - وعنه: قال: حدثني أبي - رحمه الله -، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن صباح الحذاء، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: سمعته يقول زوروا الحسين - عليه السلام - ولو كان سنة، فإن كل من أتاه عارفا بحقه، غير جاحد، لم يكن له عوضا غير الجنة، ورزق رزقا واسعا، واتاه الله بفرج عاجل، إن الله وكل بقبر الحسين بن علي - عليهما السلام -، أربعة آلاف ملك، كلهم يبكونه، ويشيعون (2) من زاره إلى أهله، فان مرض عادوه، وان مات شهدوا جنازته بالاستغفار [ له ] (3) والترحم عليه. وعنه: قال: حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى عن ابيه عن الحسن بن محبوب باسناده مثله. (4) 1181 / 234 - وعنه: قال: وحدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، [ عن أبيه، ] (5) عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: وكل الله بقبر الحسين - عليه السلام -، سبعين ألف ملك شعث غبر، يبكونه إلى يوم القيامة، يصلون عنده (6)، الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم، تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين،


(1) كامل الزيارات: 85 ح 12، وعنه البحار: 45 / 223 ح 16 والعوالم: 17 / 478 ح 14. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يشيعونه. (3) من المصدر. (4) كامل الزيارات: 85 ح 13 وعنه البحار: 101 / 2 ح 3. (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عليه.


[ 160 ]

ويكون ثواب صلواتهم، وأجر ذلك لزوار قبره - عليه السلام -. (1) 1182 / 235 - وعنه: قال: وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن حنان بن سدير، عن مالك الجهني، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: إن الله وكل بالحسين - عليه السلام - ملكا في اربعة آلاف ملك يبكونه ويستغفرون لزواره ويدعون الله لهم. (2) 1183 / 236 - وعنه: قال: وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، [ عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، قال: وحدثنا الهيثم بن واقد ] (3)، عن عبد الملك بن مقرون (4)، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، [ قال: إذا زرتم أبا عبد الله - عليه السلام - ] (5) فالزموا الصمت إلا من خير، وإن ملائكة الليل والنهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين بالحائر، فتصافحهم فلا يجيبونها من شدة البكاء (6) فينتظرونهم حتى تزول الشمس، وحتى ينور الفجر، ثم يكلمونهم [ ويسألونهم ] (7) عن


(1) كامل الزيارات: 86 ح 14 وعنه البحار: 101 / 56 ح 23. (2) كامل الزيارات: 86 ح 15 وعنه البحار: 101 / 56 - 57 ح 24. (3) من المصدر والبحار. (4) قيل: الظاهر أن المروي عنه هو مقرن لا ولده حيث انه هو الذي يروي عنه الهيثم بن واقد، وهو الراوي عن الامام - عليه السلام - وليس في كتب الرجال والحديث عن ابنه عين ولا أثر، فتدبر. (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فلا تحبسونها عن شدة الكلام. وهو مصحف. (7) من المصدر والبحار.


[ 161 ]

اشياء من امور السماء، فأما ما بين هذين الوقتين فانهم لا ينطقون ولا يفترون عن البكاء والدعاء، ولا تشغلونهم في هذين الوقتين عن أصحابهم، فانما شغلهم بكم إذا نطقتم. قلت: جعلت فداك وما الذي يسألونهم عنه، [ وأيهم يسأل صاحبه: الحفظة أو أهل الحائر ؟ قال: أهل الحائر يسألون الحفظة، لان أهل الحائر من الملائكة لا يبرحون ] (1) والحفظة تنزل وتصعد، قلت: فما ترى يسألونهم عنه ؟ قال: إنهم يمرون إذا عرجوا باسماعيل صاحب الهواء، فربما وافقوا (2) النبي - صلى الله عليه وآله -، وعنده فاطمة والحسن والحسين والائمة - عليهم السلام - من مضى منهم، فيسألونهم (3) عن أشياء ومن حضر منكم الحائر، ويقولون بشروهم بدعائكم. فتقول الحفظة: كيف نبشرهم وهم لا يسمعون كلامنا ؟ فيقولون: [ لهم ] (4) باركوا عليهم (5)، ودعوا لهم عنا، فهي البشارة منا، وإذا انصرفوا، فحفوهم باجنحتكم حتى يحثوا مكانكم (6)، وإنا لنستودعهم الذي لا تضيع ودائعه. ولو تعلمون (7) ما في زيارته من الخير، ويعلم النس ذلك، لاقتتلوا


(1) من المصدر والبحار. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وافق. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يسألونه. (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: لهم. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: مكانهم. (7) في المصدر: ولو يعلموا. (*)


[ 162 ]

على زيارته بالسيوف، ولباعوا أموالهم في إتيانه، وإن فاطمة - عليها السلام - إذا نظرت إليهم، ومعها ألف نبي وألف صديق وألف شهيد، ومن الكروبيين ألف ألف يسعدونها على البكاء، وإنها لتشهق شهقة فلا يبقى (1) في السموات ملك الا بكى رحمة لها (2) فما تسكن حتى يأتيها النبي - صلى الله عليه وآله - فيقول: يا بنية ! قد أبكيت أهل السموات وشغلتهم (3) عن التسبيح والتقديس، فكفي حتى يقدسوا (4) فإن الله بالغ أمره، وإنها لتنظر إلى من حضر منكم، فتسأل الله لهم من كل خير، فلا (5) تزهدوا في اتيانه فإن الخير في إتيانه أكثر من أن يحصى. (6) 1184 / 237 - وعنه: قال: وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، قال: حدثنا أبو عبيدة البزاز (7)، عن حريز، قال: قلت لابي عبد الله - عليه السلام -: جعلت فداك ما أقل بقاءكم أهل البيت وأقرب آجالكم، بعضكم () من بعض، مع حاجة هذا الخلق إليكم ؟ !


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: لا يبقى. (2) في المصدر والبحار: لصوتها. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: أشغلتيهم، وهو مصحف. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يقدموا. (5) في المصدر: ولا تزهدوا. (6) كامل الزيارات: 86 ح 16 وعنه البحار: 45 / 224 ح 17 والعوالم: 17 / 503 ح 1 وذيله في ص 511 ح 2. (7) الظاهر أبو عبد الله البزاز كما هو في الكافي. (8) في المصدر والبحار: بعضها.


[ 163 ]

فقال: إن لكل واحد منا صحيفة، فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدته، فإذا انقضى ما فيها مما امر به، عرف أن أجله قد حضر، وأتاه النبي - صلى الله عليه وآله -، ينعى إليه نفسه، وأخبره بماله عند الله. وان الحسين - عليه السلام - قرأ صحيفته التي اعطيها وفسر له ما يأتي وما يبقى، وبقي منها أشياء لم تنقص، فخرج إلى القتال، فكانت تلك الامور التي بقيت، إن الملائكة سألت الله في نصرته، فأذن لهم، فمكث تستعد للقتال، وتأهبت لذلك، حتى قتل - عليه السلام -، فنزلت الملائكة وقد انقطعت مدته وقتل - عليه السلام -، فقالت الملائكة يا رب ! أذنت لنا بالانحدار، (واذنت لنا) (1) في نصرته، فانحدرنا وقد قبضته ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى [ إليهم: ] (2) أن ألزموا قبته، حتى ترونه وقد خرج فانصروه، وأبكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته، وإنكم خصصتم بنصرته والبكاء عليه - عليه السلام -، فبكت الملائكة حزنا (3) وجزعا على ما فاتهم من نصرة الحسين - عليه السلام -، فإذا خرج - عليه السلام - يكونون أنصاره. (4)


(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر والبحار. (3) في البحار: تقربا. (4) كامل الزيارات: 87 ح 17 وعنه البحار: 45 / 225 ح 18 وج 53 / 106 ح 133 والعوالم: 17 / 478 ح 15 وعن الكافي: 1 / 283 - 284. ويأتي في المعجزة: 189 عن الكافي، وقد علق المجلسي - رضوان الله تعالى عليه - على الحديث ما فيه فوائد كثيرة وأوضح فيه قضية رجعة الائمة وأصحابهم المخلصين بما لا فريد عليه فليراجع ج 3 / 199 ح 5 من مرآة العقول.


[ 164 ]

 

السابع والسبعون ومائة أنه - عليه السلام - بكى عليه كل ما خلق الله 1185 / 238 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات: قال: حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، قال: حدثنا خالي محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر العطار، عن أبي بصير، عن أبي جعفر - عليه السلام -، قال: بكت الانس والجن والطير والوحش على الحسين بن علي - عليهما السلام - حتى ذرفت دموعها. وعنه: قال: وحدثني أبي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله ابن أبي خلف، ومحمد بن يحيى العطار جميعا، عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل باسناده مثله. (1) 1186 / 239 - وعنه: قال: حدثني أبي - رحمه الله - وعلي بن الحسين [ معا، ] (2) عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد ابن أبي داود، عن سعيد بن عمرو الجلاب (3)، عن الحارث الاعور، قال: قال: علي - عليه السلام -: بأبي وامي الحسين المقتول بظهر الكوفة، والله كأني أنظر إلى الوحش (4) مادة أعناقها على قبره من أنواع الوحش، يبكونه


(1) كامل الزيارات: 79 ح 1 وعنه البحار: 45 / 205 ح 8 والعوالم: 17 / 459 ح 9 و 489 ح 4. (2) من البحار. (3) في البحار: سعيد بن أبي عمرو الجلاب، وفي المصدر: سعيد بن عمر الجلاب. (4) في المصدر: الوحوش.


[ 165 ]

ويندبونه (1) ليلا حتى الصباح، فإذا كان ذلك فإياكم والجفا. (2) 1187 / 240 - وعنه، قال: وحدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن عبد الجبار النهاوندي، عن أبي سعيد، عن الحسين بن ثوير ابن أبي فاختة، ويونس بن ظبيان، وأبي سلمة السراج، والمفضل بن عمر، كلهم قالوا: سمعنا أبا عبد الله - عليه السلام -، يقول: إن الحسين بن علي - عليهما السلام -، لما مضى بكت عليه السموات السبع والارضون السبع وما فيهن وما بينهن وما يتقلب عليهن والجنة والنار وما (3) خلق ربنا وما يرى وما لا يرى. وعنه: قال: وحدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن ابي عثمان باسناده مثله. (4) 1188 / 241 - وعنه: وحدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسين بن عبيدالله عن الحسين بن علي بن أبي عثمان، عن عبد الجبار النهاوندي، عن أبي سعيد، عن الحسين بن ثوير، عن يونس وابي سلمة السراج والمفضل بن عمر، قالوا: سمعنا أبا عبد الله - عليه السلام - يقول لما مضى [ أبو عبد الله ] (5) الحسين بن علي - عليهما السلام - بكى عليه جميع ما


(1) في المصدر والبحار: يرثونه. (2) كامل الزيارات: 79 ح 2 وعنه البحار: 45 / 205 ح 9 والعوالم: 17 / 488 ح 2. (3) في البحار: ومن. (4) كامل الزيارات: 80 ح 3، وعنه البحار: 45 / 205 ح 10 والعوالم: 17 / 461 ح 13. (5) من البحار.


[ 166 ]

خلق الله إلا ثلاثة [ أشياء: ] (1) البصرة ودمشق وآل عثمان. (2) 1189 / 242 - وعنه: قال: وحدثني [ أبي ] (3) - رحمه الله -، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن ابن راشد، عن الحسين بن (ثوير قال كنت اناو) (4) يونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وابو سلمة السراج جلوسا عند أبي عبد الله - عليه السلام -، فكان المتكلم يونس، وكان أكبر ناسنا وذكر حديثا طويلا يقول (فيه) (5): ثم قال أبو عبد الله - عليه السلام - إن أبا عبد الله - عليه السلام - لما مضى بكت عليه السموات السبع والارضون السبع وما فيهن ومن يتقلب (6) في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى بكى على أبي عبد الله - عليه السلام - إلا ثلاثة اشياء لم تبك عليه. قلت: جعلت فداك ما هذه الثلاثة أشياء ؟ قال: لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان [ بن عفان ] (7) - لعنهم الله - وذكر الحديث. (8) 1190 / 243 - وعنه: قال: وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر


(1) من المصدر والبحار. (2) كامل الزيارات: 80 ح 4 وعنه البحار: 45 / 206 ح 11 والعوالم: 17 / 461 ح 14. (3) من المصدر والبحار. (4) ليس في نسخة " خ ". (5) ليس في المصدر والبحار. (6) في المصدر والبحار: وما ينقلب (7) من المصدر والبحار. (8) كامل الزيارات: 80 ح 5 وعنه البحار: 45 / 206 ح 12 والعوالم: 17 / 462 ح 15.


[ 167 ]

الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم (1)، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم عن أبي يعقوب (2)، عن ابان بن عثمان عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله - عليه السلام -: يا زرارة إن السماء بكت على الحسين - عليه السلام - أربعين صباحا بالدم، وان الارض بكت أربعين صباحا بالسواد، وان الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف والحمرة، وان الجبال تقطعت وانتثرت (3)، وان البحار تفجرت، وان الملائكة بكت أربعين صباحا على الحسين - عليه السلام - وما اختضبت منا إمرأة، ولا أدهنت، ولا اكتحلت، ولا رجلت، حتى أتانا رأس عبيدالله بن زياد - لعنه الله -، وما زلنا في عبرة بعده. وكان جدي إذا ذكره بكى حتى تملا عيناه لحيته وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رأه، وان الملائكة الذين عند قبره ليبكون لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة، ولقد خرجت نفسه - عليه السلام -، فزفرت جهنم زفرة كادت الارض تنشق لزفرتها، ولقد خرجت نفس عبيدالله بن زياد ويزيد بن معاوية - لعنهم الله - فشهقت شهقة، لولا أن [ الله ] (4) حبسها بخزانها لاحرقت من على ظهر الارض من فورها، ولو يؤذن لها ما بقي شئ إلا ابتلعته، ولكنها مأمورة مصفودة، ولقد عتت على الخزان غير مرة، حتى أتاها جبرئيل فضربها بجناحه، فسكنت وانها لتبكيه وتندبه وانها لتتلظى على قاتله، ولولا من على الارض من حجج الله


(1) كذا في البحار والمصدر، وفي الاصل: مسلم، وهو مصحف. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عن ابن أبي يعفور. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: تشترت. (4) من المصدر والبحار.


[ 168 ]

لنقضت الارض وأكفأت ما عليها، وما (1) تكثر الزلازل إلا عند اقتراب الساعة. وما عين (2) أحب إلى الله، ولاعبرة (3) من عين بكت ودمعت على الحسين - عليه السلام -، وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة - عليها السلام - وأسعدها عليه (4)، ووصل رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأدى حقنا (عليه) (5)، وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية إلا الباكين على جدي الحسين - عليه السلام -، فانه يحشر وعيناه (6) قريرة، والبشارة تلقاه والسرور (بين) (7) على وجهه، والخلق في الفزع وهم آمنون، والخلق يعرضون [ على الحساب ] (8) وهم جيران الحسين - عليه السلام - تحت العرش وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب، يقال لهم: ادخلوا الجنة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه، وان الحور لترسل إليهم أنا قد اشتقنا لكم (9) مع الولدان المخلدين فيما يرفعون (10) رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة، وان أعدائهم من بين مسحوب بناصيته إلى النار، ومن قائل (11): " مالنا من شافعين ولا صديق حميم ".


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وألقت بما عليها ولا. (2 - 4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وما من عبرة... ولاعين... وساعدها. (5) ليس في المصدر والبحار. (6) في المصدر والبحار: وعينه. (7) ليس في البحار، وفي الاصل: يتبين، وما أثبتناه من المصدر. (8) من العوالم، وفي المصدر والبحار: " حداث " بدل: " جيران ". (9) في المصدر والبحار: اشتقناكم. (10) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يوقفون. (11) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وما بين قائل.


[ 169 ]

وإنهم ليرون منزلهم، ولا يقدرون أن يدنوا إليهم، ولا يصلون إليهم، وإن الملائكة لتأتيهم بالرسالة من أزواجهم ومن خزانهم (1) على ما اعطوا من الكرامة، فيقولون: نأتيكم إن شاء الله تعالى فيرجعون إلى أزواجهم بمقالاتهم، فيزدادون إليهم شوقا إذا [ هم ] (2) خبروهم بماهم فيه من الكرامة، وقربهم من الحسين - عليه السلام -، فيقولن: الحمدلله الذي كفانا الفزع الاكبر، وأهوال القيامة، ونجانا مما كنا نخاف، ويؤتون بالمراكب والرحال على النجائب فيستوون عليها، وهم في الثناء على الله، [ والحمد لله ] (3)، والصلاة على محمد وآله حتى ينتهوا إلى منازلهم (4). 1191 / 244 - وعنه: قال: حدثني محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - احدثه، فدخل عليه ابنه، فقال له: مرحبا وقبله وضمه، وقال: حقر الله من حقركم، وانتقم الله ممن وتركم، وخذل الله من خذلكم، وقتل (5) الله من قتلكم، وكان الله لكم وليا وحافظا وناصرا، فقد طال بكاء النساء، وبكاء الانبياء [ والصديقين ] (6)


(1) في المصدر: وخدامهم. (2) من البحار والعوالم. (3) من المصدر والبحار. (4) كامل الزيارات: 81 ح 6 وعنه البحار: 45 / 206 ح 13 والعوالم: 17 / 462 ح 16. (5) في المصدر والبحار: ولعن الله من قتلكم. (6) من المصدر والبحار.


[ 170 ]

والشهداء، وملائكة السماء. ثم قال: يا أبا بصير إذا نظرت (1) إلى ولد الحسين - عليه السلام -، أتاني ما لا أملكه بما اتي إلى أبيهم (2) وإليهم، يا أبا بصير ! إن فاطمة - عليها السلام - لتبكيه وتشهق، فتزفر جهنم زفرة لولا أن الخزنة يسمعون بكائها، وقد استعدوا لذلك مخافة أن يخرج منها عنق أو يشرد دخانها، فيحرق أهل الارض فيحفظونها ما دامت باكية، ويزجرونها ويوثقون [ من ] (3) أبوابها، مخافة على [ أهل ] (4) الارض، فلا تسكن حتى يسكن صوت فاطمة الزهراء - صلوات الله عليها -. وان البحار كادت أن تنفتق فيدخل بعضها على بعض [ وما منها قطرة إلا بها ملك موكل، فإذا سمع الملك صوتها أطفأ نأرها (5) بأجنحته، وحبس بعضها على بعض ] (6)، مخافة على الدنيا وما فيها ومن على الارض، فلا تزال الملائكة مشفقين يبكون (7) لبكائها، ويدعون الله ويشفعون (8) إليه ويتضرع أهل العرش ومن حوله، وترتفع أصوات من الملائكة بالتقديس لله، مخافة على أهل الارض، ولو أن صوتا من أصواتهم، يصل إلى الارض لصعق أهل الارض وتقطعت الجبال، وزلزلت الارض بأهلها.


(1) كذا في المصدر، وفي وفي الاصل: رأيت. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: رؤسهم. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) نأرت النائرة نارا: هاجت. (6) من المصدر والبحار. (7) في المصدر: يبكونه. (8) في المصدر والبحار: ويتضرعون.


[ 171 ]

قلت: جعلت فداك إن هذا الامر عظيم، قال - عليه السلام -: غيره أعظم منه، ما لم تسمعه، ثم قال لي: يا أبا بصير ! أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة - عليها السلام - ؟ فبكيت حين قالها ما قدرت عن النطق، ولا قدرت على كلامي من البكاء، ثم قام إلى المصلى يدعو، فخرجت من عنده على تلك الحال، فما انتفعت بطعام، وما جاءني نوم، واصبحت صائما وجلا، حتى أتيته فلما رأيته قد سكن سكنت، وحمدت الله حيث لم تنزل (1) عقوبة. (2)

الثامن والسبعون ومائة نوح الجن وبكاؤها عليه - عليه السلام - 1192 / 245 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه: قال: حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن عمرو بن ثابت، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ام سلمة زوجة النبي - صلى الله عليه وآله -، قالت ما سمعت نوح الجنة (3) منذ قبض الله نبيه إلا الليلة، ولا أراني إلا وقد أصبت بابني الحسين - عليه السلام -، قالت: وجاءت الجنية منهم وهي تقول: ألا يا عين فانهملي بجهد (4) * فمن يبكي على الشهداء بعدي على رهط تقودهم المنايا * إلى متجبر في ملك عبد (5)


(1) في المصدر: تنزل بي. (2) كامل الزيارات: 82 ح 7 وعنه البحار: 45 / 208 ح 514 والعوالم: 17 / 463 ح 17. (3) في المصدر: نوح الجن. (4) كذا في البحار، وفي المصدر والاصل: أيا عيناي فانهملا بجهد. (5) كامل الزيارات: 93 ح 1 وعنه البحار: 45 / 238 ح 8 وج 63 / 65 ذح 2 والعوالم: 17 / 482 =


[ 172 ]

1193 / 246 - عنه: قال: حدثني أبي - رحمه الله -، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن إبراهيم بن عقبة، عن أحمد بن عمرو بن مسلم، عن الميثمي، قال: خمسة من أهل الكوفة أرادوا نصر الحسين بن علي - عليهما السلام - فعرسوا (1) بقرية يقال لها: شاهي (2)، إذ أقبل عليهم رجلان: شيخ وشاب، فسلما عليهم. قال: فقال الشيخ: أنا رجل من الجن وهذا ابن أخي اردنا نصر هذا [ الرجل ] (3) المظلوم. قال: فقال لهم الشيخ الجني: قد رأيت رأيا، [ فقال ] (4) الفتية الانسيون: وما هذا الرأي الذي رأيت ؟ قال رأيت أن أطير، فأتيكم بخبر القوم فتذهبون على بصيرة، فقالوا له: نعم ما رايت. قال: فغاب (عنهم) (5) يوما وليلة، فلما كان من الغد فإذا هم بصوت يسمعونه (6) ولا يرون الشخص، وهو يقول: والله ما جئتكم، حتى بصرت به * بالطف منعفر الخدين منحورا


= ح 4 وعن أمالي الصدوق: 120 ح 2 ومناقب آل أبي طالب: 4 / 62. (1) كذا في البحار، وفي المصدر: فمروا، وفي الاصل أشياء زائد غير مقروء مصحف. والتعريس: نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة. " النهاية: 3 / 206 ". (2) شاهي: موضع قرب القادسية. " معجم البلدان: 3 / 316 ". (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) ليس في المصدر والبحار، وفيهما: يومه وليلته. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: يسمعون الصوت.


[ 173 ]

وحوله فتية تدمي نحورهم * مثل المصابيح يكسون (1) الدجى نورا وقد حثثت قلوصي (2) كي اصادفهم * من قبل ان يلاقوا الخرد (3) الحورا كان الحسين سراجا يستضاء به * الله يعلم أني لم أقل زورا مجاورا لرسول الله في غرف * وللبتول وللطيار مسرورا فاجابه بعض الفتية من الادميين (4) يقول: (شعرا) (5) إذهب فلا زال قبر أنت ساكنه * إلى القيامة يسقى الغيث ممطورا وقد سلكت سبيلا كنت (6) سالكه * وقد شربت بكأس ليس ممرورا (7)


(1) في المصدر: يملون الدجى. (2) القلوص: الناقة الشابة. (3) في البحار: أن تتلاقى الحرد الحورا. والخرد جمع الخريد والخريدة: البكر التي لم تمسس، أو الخفرة الطويلة السكوت الخافضة الصوت المستترة. " قاموس اللغة ". (4) في المصدر: الانسيين. (5) ليس في المصدر. (6) في المصدر: أنت. (7) في المصدر: كان مغرورا، وفي البحار مغزورا.


[ 174 ]

وفتية فرغوا لله أنفسهم * وفارقوا المال والاحباب (1) والدورا (2) 1194 / 247 - وعنه: قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، قال: وحدثني عمر بن سعد قال: حدثني عمرو بن ثابت (3)، عن أبي زياد القندي، قال: كان الجصاصون يسمعون نوح الجن، حين قتل الحسين بن علي - عليهما السلام - في السحر بالجبانة، وهم يقولون (4): مسح النبي جبينه * فله بريق في الخدود أبواه في عليا (5) قريش * جده خير الجدود (6) 1195 / 248 - وعنه: قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، قال: قال عمر بن سعد: حدثني الوليد بن غسان (7)، عمن حدثه، قال: كانت الجن تنوح على الحسين بن علي - عليهما السلام - وتقول:


(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: والاسباب. (2) كامل الزيارات: 93 ح 2 وعنه البحار: 45 / 240 ح 10 والعوالم: 17 / 484 ح 6. (3) في المصدر هكذا: قال: حدثني عمر بن سعد وعمرو بن ثابت، وفي البحار هكذا: عن عمر ابن سعد، عن عمرو بن ثابت. (4) كذا في المصدر والبحار. وفي الاصل: وهو يقول شعرا. (5) كذا في المصدر والبحار. وفي الاصل: من اعلى. (6) كامل الزيارات: 94 ح 3 وعنه البحار: 45 / 241 ح 11 والعوالم: 17 / 484 ح 7 ورواه الخوارزمي في مقتل الحسين - عليه السلام -: 2 / 95 - 96 باختلاف يسير. (7) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عثمان.


[ 175 ]

لمن الابيات بالطف على كره بنينه * تلك أبيات حسين يتجاوبن الرنينة (1) 1196 / 249 - وعنه: قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة، قال: حدثني أيوب بن سليمان بن ايوب الفزاري (2)، عن علي بن الحزور (3) قال: سمعت ليلى وهي تقول: [ سمعت نوح الجن على الحسين بن علي - عليهما السلام - وهي تقول: ] (4). يا عين جودي بالدموع فإنما * يبكي الحزين بحرقة وتوجع (5) يا عين الهاك الرقاد بطيبه * عن ذكر آل محمد بتفجع باتت ثلاثا بالصعيد جسومهم * بين الوحوش وكلهم في مصرع (6) (7) 1197 / 250 - وعنه: قال: حدثني أبي - رحمه الله - عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن نصر بن مزاحم، عن عبد الرحمن بن أبي حماد، عن أبي ليلى الواسطي، عن عبد الله بن حسان الكناني، قال: بكت


(1) كامل الزيارات: 95 ح 4 وعنه البحار: 45 / 241 ح 12 والعوالم: 17 / 485 ح 8. (2) نسبة إلى حي من غطفان، أبوها فزارة بن ذبيان. (3) الحزور: بالحاء المهملة والزاي المفتوحتين والواو المشددة بعدها راء. (4) من المصدر والبحار، وعبارة الاصل مشوشة ولم نشر إليه بعد الاصلاح. (5) في المصدر: تفجع. (6) في الابيات اختلاف لم نشر إليه. (7) كامل الزيارات: 95 ح 5، وعنه البحار: 45 / 241 ح 13 والعوالم: 17 / 485 ح 9.


[ 176 ]

الجن على الحسين [ بن علي ] (1) - عليهما السلام - فقالت: ماذا تقولون إذ قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الامم ؟ بأهل بيتي وإخواني مكرمتي * من بين أسرى وقتلى (2) ضرجوا بدم (3) 1198 / 251 - وعنه: قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، قال: حدثني سلمة، قال حدثني علي بن الحسين، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا - عليه السلام -، قال: بينما الحسين - عليه السلام - يسير في جوف الليل وهو متوجه إلى العراق، وإذا برجل يرتجز، ويقول: [ وحدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد، عن الرضا - عليه السلام - مثل ألفاظ سلمة قال وهو يقول: ] (4) يا ناقتي لا تذعري من زجري * وشمري قبل طلوع الفجر بخير ركبان وخير سفر * حتى تحلي بكريم القدر بما جد الجد رحيب الصدر * أثابه الله بخير أجر (5) ثمت أبقاه بقاء (6) الدهر فقال الحسين [ بن علي ] (7) - عليهما السلام -:


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: منهم اسارى ومنهم... الخ. (3) كامل الزيارات: 95 ح 6 وعنه البحار: 45 / 237 ح 4. (4) من المصدر والبحار. (5) في المصدر والعوالم: أبانه الله لخير أمر. (6) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: بحب أبناء بقايا... (7) من المصدر.


[ 177 ]

سأمضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما وواسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مثبورا وخالف مجرما فإن عشت لم أندم وإن مت لم الم * كفى بك موتا أن تذل وتغرما (1) 1199 / 252 - وعنه: قال: وحدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد، عن الرضا - عليه السلام -، مثل ألفاظ سلمة. (2) 1200 / 253 - وعنه: قال: حدثني أبي - رحمه الله - وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن محمد بن يحيى المعاذي، قال: حدثنا الحسين (3) بن موسى الاصم، عن عمرو عن (4) جابر، عن محمد بن علي - عليهما السلام -، قال: لما هم الحسين - عليه السلام - بالشخوص من المدينة، أقبلت نساء بني عبد المطلب، فاجتمعت للنياحة، حتى مشى فيهن الحسين - عليه السلام -، فقال: انشدكن الله ان تبدين هذا الامر، فانه معصية لله ولرسوله. فقالت له نساء بني عبد المطلب: فلمن نستبقي النياحة والبكاء ؟


(1) كذا في البحار، وفي المصدر: وترغما، وفي الاصل: وفارق مأثوما... كفى بك ذلا أن تعيش فترغما. (2) كامل الزيارات: 95 - 96 ح 7 و 8 وعنهما البحار: 45 / 237 ح 5 والعوالم: 17 / 485 ح 11. (3) في البحار والعوالم: الحسن. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: عمرو بن جابر وهو تصحيف.


[ 178 ]

فهو عندنا كيوم مات [ فيه ] (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعلي وفاطمة ورقية وزينب وام كلثوم فننشدك الله - جعلت فداك من الموت - فيا حبيب الابرار من أهل القبور. وأقبلت بعض عماته تبكي وتقول: أشهد يا حسين لقد سمعت الجن ناحت بنوحك وهم يقولون: وان قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقابا من قريش فذلت حبيب رسول الله لم يك فاحشا * أنابت مصيبته الانوف وجلت قلت أيضا: بكوا حسينا سيدا * فلقتله شاب الشعر ولقتله زلزلتم * ولقتله انكسف القمر واحمرت آفاق السماء * من العشية والسحر وتغيرت شمس البلاد * بهم وأظلمت الكور ذاك ابن فاطمة المصاب * به الخلائق والبشر اورثتنا ذلا به * جدع الانوف مع الغرر (2) (3) 1201 / 254 - وعنه: قال: حدثني أبي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن يحيى المعاذي، عن عباد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت، عن عمرو بن عكرمة، قال: أصبحنا ليلة قتل الحسين - عليه


(1) من المصدر والعوالم. (2) لاجل اختلاف كثير بين المصدر والاصل في الابيات سلكنا فيها طريق المصدر والعوالم ولم نشر إلى الاختلافات. (3) كامل الزيارات: 96 ح 9 وعنه البحار: 45 / 88 ح 26 والعوالم: 17 / 316 ح 6.


[ 179 ]

السلام - بالمدينة [ فإذا ] (1) مولى لنا يقول: سمعنا (2) البارحة مناديا ينادي ويقول: أيها القاتلون ظلما حسينا (3) * أبشروا بالعذاب والتنكيل كل اهل السماء يدعو عليكم * من نبي ومرسل وقبيل (4) لقد لعنتم على لسان بن داود * وذي الروح حامل الانجيل (5) 1202 / 255 - وعنه: قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن سنان، عن عبد الله ابن القاسم بن الحارث، عن داود الرقي، عمن حدثه (6) أن الجن لما قتل الحسين - عليه السلام -، بكت عليه بهذه الابيات: يا عين جودي بالعبر فقد حق الخبر إبكي ابن فاطمة الذي ورد الفرات فما صدر الجن تبكي شجوها لما أتى منه الخبر قتل الحسين ورهطه تعسا لذلك من خبر


(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: سمعت. (3) في المصدر: جهلا. (4) في البحار: قتيل. (5) كامل الزيارات: 97 ح 10 وعنه البحار: 45 / 238 ح 6 والعوالم: 17 / 481 ح 2. وأخرجه في البحار: 45 / 236 والعوالم: 17 / 481 ح 23 عن مناقب آل أبي طالب: 4 / 63 نقلا عن الطبري في تاريخه: 5 / 467. (6) في المصدر والبحار: قال: حدثتني جدتي.


[ 180 ]

فلا بكينك حرقة عند العشاء وبالسحر * ولابكينك ما جرى عرق، وما حمل الشجر (1) (2)

التاسع والسبعون ومائة دعاء الحمام ولعنها قاتله 1203 / 256 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات: قال: حدثني أبي - رحمه الله - وعلي بن الحسين، عن علي بن ابراهيم ابن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: اتخذوا الحمام الراعبية (3) في بيوتكم، فانها تلعن قتلة الحسين - عليه السلام -. (4) 1204 / 257 - عنه: قال: حدثني أبي وأخي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسين - رحمهم الله - جميعا، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن أبي عبد الله الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن صندل، عن داود بن فرقد، قال: كنت جالسا في بيت أبي عبد الله - عليه السلام -،


(1) كذا في المصدر والبحار، وما في الاصل يختلف عنه كثيرا. (2) كامل الزيارات: 97 ح 11 وعنه البحار: 45 / 238 ح 7 والعوالم: 17 / 482 ح 3. (3) الحمام الراعبي، جنس من الحمام، جاء على لفظ النسب وليس به، وقيل: هو نسب إلى موضع لايعرف صيغة إسمه، كذا في اللسان، وقال الجوهري: الراعبي جنس من الحمام والانثى راعبية. والحمامة الراعبية: ترعب في صوتها ترعيبا وذلك قوة صوتها. ونقل شيخنا المجلسي في مرآة العقول عن حياة الحيوان للدميري أنه قال: الراعبي: طائر مولد بين الورشان والحمام، وهو شكل عجيب قاله القزويني. (4) كامل الزيارات: 97 ح 1 وعنه البحار: 45 / 213 ح 32 وج 65 / 14 ح 7 والعوالم: 17 / 491 ح 4. وأخرجه في البحار: 44 / 305 ح 19 والعوالم: 17 / 602 ح 2 عن الكافي: 6 / 547 ح 13.


[ 181 ]

فنظرت إلى حمام راعبي، تقرقر طويلا، فنظر إلي (1) أبو عبد الله - عليه السلام - (طويلا) (2) فقال: يا داود ! أتدري ما يقول هذا الطير ؟ فقلت: لا والله جعلت فداك. قال: تدعو على قتلة الحسين بن علي - عليهما السلام - فاتخذوه في منازلكم. وعنه: قال: وحدثني أبي - رحمه الله - وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن أبي عبد الله الجاموراني، باسناده، مثله. (3)

الثمانون ومائة نوح البوم ومصيبتها عليه - عليه السلام - 1205 / 258 - أبو القاسم جعفر بن قولويه في كامل الزيارات: قال: حدثني [ محمد ] (4) بن الحسن بن أحمد بن الوليد، وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، [ قال: ] (5) سمعته يقول في البومة، [ فقال: ] (6) هل أحد رآها في النهار ؟ قيل له: لاتكاد تظهر بالنهار، ولا تظهر إلا ليلا. قال: أما انها لم تزل تأوي العمران منذ كانت حتى قتل الحسين - عليه


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: إليه. (2) ليس في المصدر. (3) كامل الزيارات: 98 ح 2 وعنه البحار: 45 / 213 ح 33 وج 65 / 15 ح 8 والعوالم: 17 / 491 ح 5. وأخرجه في البحار: 44 / 305 ح 18 والعوالم: 17 / 601 ح 1 عن الكافي: 6 / 547 ح 10. (4) من المصدر. (5 و 6) من المصدر والبحار.


[ 182 ]

السلام - فآلت (1) على نفسها، أن لا تأوى العمران أبدا ولا تأوي إلا الخراب، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتى يجنها الليل، فإذا جنها الليل، فلا تزال ترثي (2) الحسين - عليه السلام - حتى تصبح. (3) 1206 / 259 - عنه: قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسين علي بن صاعد البربري (4) قيم قبر الرضا - عليه السلام -، قال: حدثني أبي، قال: دخلت على الرضا - عليه السلام -، فقال لي: ما يقول الناس ؟ قال: قلت: جعلت فداك جئنا نسألك. [ قال: ] (5) فقال [ لي: ترى ] (6) هذه البومة، كانت على عهد جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - تأوي المنازل والقصور والدور، وكانت إذا أكل الناس الطعام، تطير فتقع أمامهم، فيرمى إليها بالطعام، وتسقى ثم ترجع إلى مكانها. فلما قتل الحسين - عليه السلام - خرجت من العمران إلى الخراب والجبال والبراري، وقالت بئس الامة أنتم قتلتم ابن بنت نبيكم فلا آمنكم على نفسي. (7)


(1) في المصدر والبحار: العمران أبدا فلما أن قتل الحسين - عليه السلام - آلت. (2) في المصدر والبحار: ترن. (3) كامل الزيارات: 98 ح 1 وعنه البحار: 45 / 213 ح 34 وج 64 / 329 ح 1، والعوالم: 17 / 492 ح 6. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: السريري. (5 و 6) من البحار. (7) كامل الزيارات: 99 ح 2 وعنه البحار: 45 / 214 ح 35 وج: 64 / 329 ح 2 والعوالم: 17 / 493 ح 9.


[ 183 ]

1207 / 260 - وعنه: قال: وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله: محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن رجل، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: إن البوم لتصوم النهار، فإذا أفطرت، تدلهت (1) على الحسين بن علي - عليهما السلام - حتى تصبح. (2) 1208 / 261 - وعنه: قال: حدثني علي بن الحسين بن موسى - رحمه الله -، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن الحسن بن علي الميثمي، (عن يعقوب) (3) قال: قال أبو عبد الله - عليه السلام -: يا يعقوب [ رأيت ] (4) بومة بالنهار تنفس قط ؟ قال: فقلت: لا. قال: أو تدري لم ذلك ؟ قلت: لا. قال: لانها تضل يومها صائمة على ما رزقها الله تعالى، فإذا أجنها الليل، أفطرت على ما رزقت، ثم لم تزل ترثي الحسين - عليه السلام - حتى


(1) في المصدر: أندبت. والدله محركة والدلوه: ذهاب الفؤاد من هم ونحوه ودلهه العشق تدليها فتدله. " قاموس اللغة ". (2) كامل الزيارات: 99 ح 3 وعنه البحار: 45 / 214 ح 36 وج 64 / 330 ح 3 والعوالم: 17 / 492 ح 7. (3) ليس في المصدر والبحار والعوالم، وقال محشي البحار: الظاهر انه كان يعقوب بن شعيب الميثمي حاضرا في المجلس، وخطاب الامام معه، واحتمل محشي المصدر أن يكون " الراوي " عن الامام وهو يعقوب ساقطا عن السند، ويمكن أيضا أن يكون أبا يعقوب كنية الميثمي والدليل عليه عن المجلسي نقل في ج 64 / 330 ح 4 بلفظ يابا يعقوب. (4) من المصدر.


[ 184 ]

تصبح (1). (2)

الحادي والثمانون ومائه: فيما استدل به على قتل الحسين - عليه السلام - في البلدان 1209 / 262 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، قال: حدثني أبي - رحمه الله - وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن رجل، عن يحيى بن بشير، قال: سمعت أبا بصير يقول: قال أبو عبد الله - عليه السلام: بعث هشام بن عبد الملك إلى أبي - عليه السلام - فأشخصه إلى الشام، فلما دخل عليه، قال له: يا أبا جعفر أشخصناك لنسئلك عن مسألة، لم يصلح أن يسئلك عنها غيري، ولا أعلم في الارض خلقا ينبغي أن يعرف أو عرف هذه المسألة إن كان إلا واحدا. فقال أبي ليسئلني أمير المؤمنين عما أحب، فإن علمت أجبت عن (3) ذلك وان لم أعلم قلت: لاأدري، وكان الصدق اولى بي. فقال: أخبرني عن الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب - عليه السلام -، بما استدل به الغايب عن المصر الذي قتل فيه على قتله، وما العلامة فيه للناس [ فإن علمت وأجبت فأخبرني، هل كان تلك العلامة لغير علي -


(1) العبارة تختلف قليلا مع المصدر والبحار. (2) كامل الزيارات: 99 ح 4، وعنه البحار: 45 / 214 ح 37 وج 64 / 214 ح 37 والعوالم: 17 / 492 ح 8. (3) كذا في العوالم وليس في المصدر.


[ 185 ]

عليه السلام - في قتله ؟ ] (1). فقال له أبي - عليه السلام -: يا أمير المؤمنين إنه لما كان تلك الليلة التي قتل فيها أمير المؤمنين - عليه السلام -، لم يرفع عن وجه الارض حجر إلا وتحته دم عبيط، حتى طلع الفجر، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها هارون أخو موسى - عليهما السلام - وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون وكذلك كانت الليلة التي رفع فيها عيسى إلى السماء، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها شمعون بن حمون الصفا، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب - عليه السلام -، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها الحسين - عليه السلام -. قال فتربد (2) وجه هشام حتى إنتقع (3) لونه وهم أن يبطش بأبي. فقال له أبي: [ يا ] (4) أمير المؤمنين الواجب على العباد الطاعة لامامهم، والصدق له، بالنصيحة، وإن الذي دعاني إلى أن اجيب (5) أمير المؤمنين فيما سألني عنه معرفتي إياه بما يجب له علي من الطاعة، فليحسن أمير المؤمنين الظن. فقال له هشام: إنصرف إلى أهلك إذا شئت. قال: فخرج. فقال له هشام: أعطني عهد الله وميثاقه، أن لا توقع هذا الحديث


(1) من المصدر والبحار. (2) تربد وجه فلان: أي تغير من الغضب. (3) انتقع لونه على بناء المجهول: تغير من حزن أو سرور. " صحاح اللغة ". (4) من المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر والعوالم، وفي المصدر: أن أجبت.


[ 186 ]

إلى أحد، حتى أموت، فأعطاه أبي من ذلك ما أرضاه، وذكر الحديث بطوله (1). 1210 / 263 - وعنه، قال حدثني أبو الحسين: أحمد بن عبد الله [ إبن ] (2) علي الناقد، قال: حدثني عبد الرحمن السلمي (3) وقال أبو الحسين وأخبرني عمي، عن أبيه، عن أبي بصير، عن رجل من [ أهل ] (4) بيت المقدس إنه قال: والله لقد عرفنا أهل بيت المقدس ونواحيها عشية قتل الحسين بن علي - عليهما السلام -، قلت وكيف ذلك ؟ قال ما رفعنا حجرا ولامدرا ولا صخرا إلا ورأينا تحتها دما [ عبيطا ] (5) يغلى، واحمرت الحيطان كالعلق، ومطرنا (6) ثلاثة أيام دما عبيطا، وسمعنا مناديا ينادي في جوف الليل، يقول: أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب ؟ معاذ الله لانلتم يقينا * شفاعة أحمد وأبي تراب قتلتم خير من ركب المطايا * وخير الشيب طرا والشباب (قال:) (7) وانكسفت الشمس ثلاثا (8) ثم تجلت عنها، وانكبت النجوم، فلما كان من الغد أرجفنا بقتله، فلم يأت علينا كثير [ شئ ] (9)


(1) كامل الزيارات: 75 ح 1 وعنه البحار: 45 / 203 ح 5، والعوالم: 17 / 472 ح 4. (2) من المصدر. (3) كذا في البحار وخ ل من المصدر، وفي الاصل: البلخي. (4 و 5) من المصدر. (6) في المصدر: ومطر. (7) ليس في المصدر. (8) في المصدر: ثلاثة أيام. (9) من المصدر.


[ 187 ]

حتى نعى [ إلينا ] (1) الحسين - عليه السلام -. (2) 1211 / 264 - وعنه، قال: حدثنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن علي الناقد، باسناده، قال: قال: عمر بن سعد، قال: حدثني أبو معشر، عن الزهري، قال: لما قتل الحسين - عليه السلام -، لم يبق ببيت المقدس حصاة إلا وجد تحتها دم عبيط (3). 1212 / 265 - علي بن عيسى في كشف الغمة، عن الزهري قال: قال لي عبد الملك بن مروان: اي واحد أنت إن أخبرتني، أي علامة كانت (4) يوم قتل الحسين. قال: قلت: لم ترفع حصاة ببيت المقدس، إلا وجد تحتها دم عبيط، فقال عبد الملك: إني واياك في هذا الحديث لغريبان. (5) 1213 / 266 - وعن الشافعي أنه قال: ما رفع حجر في الدنيا يوم قتل الحسين - عليه السلام -، إلا وجد تحته دم عبيط، ولقد قطرت السماء يوم قتله دما حتى بقي أثره على النبات حتى فنى. (6) 1214 / 267 - وعن عيسى بن الحارث (7) الكندي، قال: لما قتل


(1) من المصدر. (2) كامل الزيارات: 76 ح 2 وعنه البحار: 45 / 204 ح 6 والعوالم: 17 / 456 ح 2. (3) كامل الزيارات: 76 ح 3 وعنه البحار: 45 / 205 ح 7، وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة 175. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: اي يكون علامة. (5) كشف الغمة: 2 / 56. (6) لم نعثر عليه في المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: حرب.


[ 188 ]

الحسين - عليه السلام - مكثنا سبعة أيام، أذا صلينا العصر نظرنا إلى الشمس على الحيطان كأنها ملاحف معصفرة من شدة حمرتها وضربت الكواكب بعضها بعضا. (1) 1215 / 268 - وعن سيار بن الحكم، قال: إنتهبت ورسا من عسكر الحسين - عليه السلام - يوم قتل فما تطيبت له إمرأة إلا برصت. وفي حديث آخر عن صفين بن عيينة، قال: حدثتني جدتي قالت: لما قتل الحسين - عليه السلام -، إستاقوا إبلا عليها ورس فلما نحرت رأينا لحومها مثل العلقم ورأينا الورس رمادا ولارفعنا حجرا إلا وجدنا تحته دما عبيطا. (2) 1216 / 269 - وعن هند بنت الجون، قالت: لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بخيمة ام معبد توضأ للصلاة، ومج ماء من فيه على عوسجة يابسة فاخضرت وأنارت، وظهر ورقها، وحسن حملها، وكنا نتبرك بها، ونستشفى بها للمرضى، فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذهبت بهجتها ونضارتها، فلما قتل أمير المؤمنين - عليه السلام - إنقطع ثمرتها، فلما كان بعد مدة طويلة أصبحنا يوما، وإذا بها قد إنبعث من ساقها دما عبيطا وورقها، بل يقطر مثل ماء اللحم، فعلمنا أنه حدث أمر عظيم فبتنا ليلتنا مهمومين فزعين، نتوقع الداهية. فلما أظلم الليل علينا، سمعنا بكاء وعويلا من تحتها وجلبة شديدة ورجة وصوت باكية، تقول: يابن النبي، يابن الوصي ويابن البتول


(1) كشف الغمة: 2 / 56. (2) لم نعثر على مصدر له.


[ 189 ]

ويا بقية السادة الاكرمين، ثم كثرت الرنات والاصوات ولم أفهم كثيرا مما يقولون، فاتى بعد ذلك قتل الحسين - عليه السلام - ويبست الشجرة وجفت اثرها وذهب (1). (2) 1217 / 270 - وروي هذا الحديث بزيادة، عن هند بنت الجون (الخزاعية) (3) قالت: نزل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بخيمة خالتي ام معبد (الخزاعية) (4) - رضي الله عنها - ومعه أصحاب له (5) [ فكان من أمره في الشاة ما قد عرفه الناس ] (6) فرقد في الخيمة هو وأصحابه، حتى أبردوا (7) وكان اليوما قائظا شديدا حرة، فلما قام من رقدته دعا بماء فغسل يديه، فأنقاهما، ثم تمضمض ومجه (8) على عوسجة كانت بجانب خيمة خالتها ثلاث مرات، واستنشق ثلاثا، ثم غسل وجهه وذراعيه ثم مسح براسه ورجليه وقال لهذه العوسجة شأن ثم فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك ثم قام فصلى ركعتين، فتعجبت وفتيات الحي من ذلك، وما كان عهدنا ولا رأينا مصليا قبله، ثم ارتحل. فلما كان في الغداة أصبحنا وقد علت العوسجة حتى صارت كاعظم دوحة عارية وأبهى وخضد الله شوكها وساخت عروقها، وكثرت


(1) في نسخة " خ ": وذهب أثرها. (2) لم نعثر على مصدر له. (3 و 4) ليس في المصدر والبحار. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل هو وأصحابه. (6) من المصدر والبحار. (7) في المصدر والبحار: حتى أبرد. (8) كذا في المصدر والبحار: وفي الاصل: فادعبه والعوسج: من شجر الشوك، له جناة حمراء ويكون غالبا في السباخ، الواحدة: عوسجة.


[ 190 ]

أفنانها واخضر ساقها وورقها، ثم أثمرت بعد ذلك، وأينعت بثمر كأعظم ما يكون من الكمأة في لون الورس المسحوق ورائحة العنبر وطعم الشهد، والله ما أكل منها جائع إلا شبع ولا ظمآن إلا روي ولا سقيم إلا برء ولا ذوحاجة وفاقة إلا استغني، ولا أكل من ورقها بعير ولا ناقة ولا شاة إلا سمنت ودر لبنها ورأينا البركة والنماء في أموالنا منذ يوم نزل رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأخضبت بلادنا وأمرعت، فكنا نسمي تلك الشجرة " المباركة " وكان يأتينا من حولنا من أهل البوادي، يستظلون بها، ويتزودون من ورقها [ في الاسفار ] (1) ويحملونه معهم إلى الارض القفار، فيقوم لهم مقام الطعام والشراب فلم تزل كذلك، وعلى ذلك، فاصبحنا ذات يوم وقد تساقط ورق الشجرة وثمرها فاحزننا ذلك وفزعنا له وعلمنا أن ذلك الامر عظيم، فما كان إلا قليلا حتى جاء نعي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فإذا هو قد قبض في ذلك اليوم، فكانت بعد ذلك تثمر ثمرا دون ذلك في العظم والطعم والرائحة، فاقامت على ذلك ثلاثين سنة. فلما كان ذات يوم أصبحنا فإذا بها قد تشوكت من أولها إلى آخرها وذهبت نضارة عيدانها، وتساقط جميع ورقها وثمرها، واصفر ساقها فعلمنا انه لسبب فما كان إلا يسيرا فوصل الخبر بقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - فما أثمرت بعد ذلك لا قليلا ولا كثيرا فانقطع ثمرها فلم نزل ومن حولنا نأخذ من ورقها لنداوي بها مرضانا ونستشفي به من أسقامنا، فأقامت على ذلك برهة طويلة.


(1) من نسخة: " خ " والبحار والمصدر.


[ 191 ]

ثم أصبحنا ذات يوم فإذا بها قد انبعت من ساقها دما عبيطا جاريا وورقها ذابلة تقطر دما كماء اللحم، فقلنا: أن قد حدث عظيمة فبتنا ليلتنا فزعين مهمومين نتوقع الداهية، فلما أظلم الليل علينا سمعنا بكاء وعويلا من تحتها وجلبة شديدة ورجة، وسمعنا صوت باكية تقول: أيا بن النبي ويا ابن الوصي * ويا من بقية ساءتنا الاكرمينا ثم كثرت الرنات والاصوات فلم نفهم كثيرا مما كانوا يقولون، فاتانا بعد ذلك مقتل الحسين - عليه السلام - فيبست الشجرة وجفت وكسرت بالرياح والامطار بعد ذلك وذهبت واندرس اثرها. قال عبد الله بن محمد الانصاري: فلقيت دعبل بن علي الخزاعي بمدينة الرسول - صلى الله عليه وآله - فحدثته بهذا الحديث فلم ينكر، وقال: حدثني أبي عن جدي، عن امه سعيدة بنت مالك الخزاعية، أنها أدركت تلك الشجرة فأكلت من ثمرها على عهد علي بن أبي طالب - عليه السلام - وأنها سمعت تلك الليلة نوح الجن فحفظت من جنية منهن: يا ابن الشهيد ويا شهيدا عمه * خير العمومة جعفر الطيار عجبا لمصقول أصابك حده * في الوجه منك وقد علاك غبار قال دعبل: فقلت في قصيدة لي تشتمل على هذين البيتين: زر خير قبر بالعراق يزار * واعص الحمار فمن نهاك حمار لم لا أزورك يا حسين لك الفداء * قومي ومن عطفت عليه نزار ولك المودة في قولب ذوي النهى * وعلى عدوك مقتة ودمار يا ابن الشهيد ويا شهيدا عمه * خير العمومة جعفر الطيار

[ 192 ]

عجبت لمصقول اصحابك حده * في الوجه منك وقد علاه غبار (1) 1218 / 271 - وعن ام سلمة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذات يوم عندي، وقد حمى الوطيس، وقد دخل إلى بيتي، وفرشت له حصيرا إذ انطرح متكئا، فجاء الحسين - عليه السلام - فدخل وهو ملقى على ظهره. فقال: هنايا حسين، فوقع على صدره، وجعل يلاعبه وهو يسيح على بطنه. قالت ام سلمة: فنظرت من شق الباب، وهو على صدره يلاعبه، فقلت: لاحول ولاقوة إلا بالله ! يوم صدر المصطفى ويوم وجه الثرى، إن هذا لعجب. قالت: ثم غبت عنه ساعة، وعدت إلى الباب فرأيت النبي - صلى الله عليه وآله - وهو مغموم، وقد غمض عينيه عنه، وفي وجهه نوع من العبوس، فقلت لاشك إن الحسين - عليه السلام - قد شط على النبي - صلى الله عليه وآله - لصبوته، فدخلت عليه وفي يده شئ ينظر إليه وهو يبكي، فقلت بأبي وامي جعلت فداك يا رسول الله ! مالي أراك باكيا حزينا ما الخبر ؟ قال: إن جبرئيل - عليه السلام - نزل علي في هذه الساعة، وأخبرني إن ولدي هذا سيقتل، فقلت: وكيف واين ؟


(1) مقتل الخوارزمي: 2 / 98 - 100، وعنه البحار: 45 / 233 - 235 ح 1 والعوالم: 17 / 496 - 498 ح 1. وبما أن الاختلاف بين ما في الاصل وما في المصدر والبحار، والعوالم المحقق كثيرة ولذا أصلحنا الحديث على أساس المصدر والبحار والعوالم ولهذا حذفنا كثير مما كان في الاصل وكتبنا ايضا فقرات كثيرة من المصدر والبحار.


[ 193 ]

قال: بعد أبيه وامه في أرض، تسمى كربلا، وإن اخترت أن اريك من ترابها قبضة، فغاب عني وجائني بهذه القبضة، وقال: هذا من تربته، قال: خذيها واحفظيها عندك في تلك الزجاجة، وانظرى إليها، فإذا رايتها قد صارت دما عبيطا، فاعلمي أن ولدي الحسين - عليه السلام - في تلك الساعة قد قتل. قالت ام سلمة ففعلت ما أمرني، وعلقتها في جانب البيت، حتى قبض النبي - صلى الله عليه وآله - وجرى ما جرى فلما خرج الحسين - عليه السلام - من المدينة إلى العراق أتيته لاودعه، فقال يا ام سلمة توصى في الزجاجة، فبقيت أترقبها وانظر فيها اليوم المرتين والثلاث، فلما كان يوم العاشر من المحرم قرب الزوال أخذتني سنة من النوم، فنمت هنيئة فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - في منامي، وإذا هو أشعث أغبر وعلى كريمته الغبار والتراب. فقلت: بابي وامي مالي أراك يا رسول الله مغبرا أشعث ما هذا الغبار والتراب الذي أراه على كريمتك ووجهك ؟ فقال لي: يا ام سلمة لم أزل هذه الليلة أحفر قبر ولدي الحسين - عليه السلام -، وقبور أصحابه وهذا أوان فراغي من تجهيز ولدي الحسين - عليه السلام - وأصحابه، قتلوا بكربلا، فانتبهت فزعة مرعوبة، وقمت، فنظرت إلى القارورة، وإذا بها دما عبيطا، فعلمت أن الحسين - عليه السلام - قد قتل قالت: والله ما كذبني الوحي ولا كذبني رسول الله - صلى الله عليه وآله - قالت: فجعلت أصيح واابناه واقرة عيناه واحبيباه واحسيناه واضيعتاه بعدك يا ابا عبد الله ! قالت: حتى اجتمع الناس عندي، فقالوا: ما الخبر، فاعلمتهم،

[ 194 ]

فجعلوا ينادون واسيداه وامظلوماه والله ما كذبت، فؤرخ ذلك اليوم، فكان يوم قتل الحسين - عليه السلام -. قالت فلما كان السحر سمع أهل المدينة نوح الجن على الحسين - عليه السلام - وجائت منهم جنية تقول: ألا يا عين فانهملي بجهدي * فمن يبكي على الشهداء بعدي على رهط تقودهم المنايا * إلى متكبر في الملك وغد فاجابتها جنية اخرى: مسح النبي جبينه * وله بريق في الخدود أبواه من أعلى قريش * وجده خير الجدود زحفوا عليه بالقنا * شر البرية والوفود قتلوه ظلما ويلهم * سكنوا به نار الخلود فلما سمع أهل المدينة ذلك حثوا التراب على رؤسهم، ونادوا واحسيناه واابن بنت نبياه ومضوا إلى قبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - يعزونه بولده الحسين - عليه السلام - ثم إنهم أقاموا عزاه ثلاثة أيام. قالت ام سلمة فلما كان الليل طار رقادي وكثر سهادي، وأنا متفكرة في أمر الحسين - عليه السلام -، فبينما انا كذلك وإذا بقائل يقول: إن الرماح الواردين صدورها * دون الحسين تقاتل التنزيلا فكانما بك يا ابن بنت محمد * قتلوا جهارا عامدين رسولا (1) 1219 / 272 - وروي ايضا، عن ام سلمة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذات يوم معي، فبينما هو راقد على الفراش، جاعلا رجله اليمنى


(1) لم نعثر على مصدر له.


[ 195 ]

على اليسرى، وهو على قفاه، وإذا بالحسين - عليه السلام -، وهو إبن ثلاث سنين وأشهر، أتى إليه، فلما رآه - صلى الله عليه وآله - قال: مرحبا بقرة عيني وثمرة فؤادي، ولم يزل يمشي حتى ركب على صدر جده فأبطأ، فخشيت أن النبي - صلى الله عليه وآله - قد تعب وأحببت أن انحيه عن صدره (1)، فقال: دعيه يا ام سلمة ! متى ما أراد الانحدار ينحدر، واعلمي أن من آذى منه شعرة فقد آذاني. قالت: فتركته ومضيت، فما رجعت إلا ورسول الله يبكي، فعجبت من ذلك بعد الضحك والفرح، فقربت منه، وقلت: يا رسول الله ! ما يبكيك لا أبكى الله عينيك ؟ وهو ينظر شيئا بيده ويبكي. قال: ما تنظرين ؟ فنظرت، وإذا بيده تربة، فقلت: ما هي ؟ قال: أتاني بها جبرئيل هذه الساعة، وقال: يا رسول الله ! هذه طينة من [ أرض ] (2) كربلا، وهي طينة ولدك الحسين - عليه السلام - وتربته التي يدفن فيها، فصيريها عندك في قارورة، فإذا رايتها قد صارت دما عبيطا، فاعلمي أن ولدي الحسين - عليه السلام - قد قتل، وسيصير ذلك (من) (3) بعدي وبعد امه وأبيه واخيه. قالت: فبكيت وأخذتها من يده، وأتمرت بما أمرني به، فإذا لها رائحة كالمسك الاذفر، فما مضت الايام والسنون إلا وقد سافر الحسين - عليه السلام - إلى أرض كربلاء، فحس قلبي بالشر فصرت كل يوم أتعاهد


(1) في المصدر: أنحيه عنه. (2) من المصدر. (3) ليس في نسخة: " خ ".


[ 196 ]

القارورة فبينما أنا كذلك وإذا بالقارورة [ انقلبت ] (1) دما عبيطا، فعلمت أن الحسين - عليه السلام - قد قتل، فجعلت أنوح وأبكي يومي كله إلى الليل، ولم أتهن بطعام (ولاشراب) (2) ولا منام إلى طائفة من الليل، فأخذني النعاس، وإذا [ أنا ] (3) بالطيف برسول الله مقبل وعلى رأسه ولحيته تراب كثير (4)، فجعلت انفضه وأبكي وأقول: نفسي لنفسك الفداء متى اهملت نفسك هكذا يا رسول الله ! من أين لك هذا التراب ؟ قال: هذه الساعة فرغت من دفن ولدي الحسين - عليه السلام -. قالت ام سلمة: فانتبهت مرعوبة لم أملك نفسي فصحت واحسيناه واولداه وامهجة قلباه حتى علا نحيبي، فاقبلت إلي نساء المدينة الهاشميات وغيرهن، وقلن: ما الخبر يا ام المؤمنين ! ؟ فحكيت لهن القصة فعلى النحيب والصراخ وقام النياح، فصار ذلك اليوم كيوم مات فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله - وسعين إلى قبره، مشققات الجيوب ومفجوعات (5) لفقد المحبوب، فصحن يا رسول الله ! قتل الحسين فوالله الذي لا إله إلا هو لقد حسسنا كأن القبر، يموج بصاحبه حتى تحركت الارض تحتنا فخشينا انها تسيخ بنا فافترقنا بين مشقوق جيبها ومنشور شعرها وباكية عينها. (6)


(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) في المصدر: دم كثير. (5) في المصدر: مكشوفة الرأس. (6) منتخب الطريحي: 337 - 338.


[ 197 ]

1220 / 273 - ابن بابويه في اماليه بإسناده عن إبن عباس، قال: كنت مع علي - عليه السلام - في خرجته (1) إلى صفين فلما نزل نينوى، وهو شط الفرات، قال: بأعلى صوته: يابن عباس ! تعرف هذا الموضع ؟ فقلت: ما أعرفه يا أمير المؤمنين. فقال علي - عليه السلام -: لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي. قال: فبكى طويلا حتى إخضلت لحيته، وسال الدموع على صدره، وبكينا معه وهو يقول: اوه اوه مالي ولآل أبي سفيان، مالي ولال حرب حزب الشيطان واولياء الكفار، صبرا يا ابا عبد الله ! فقد لقى أبوك مثل الذي تلقى منهم، ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة، فصلى ما شاء الله أن يصلي، ثم ذكر نحو كلامه [ الاول ] (2) إلا أنه نعس عند إنقضاء صلاته وكلامه ساعة، ثم إنتبه، فقال: يابن عباس ! فقلت: ها أنا ذا. فقال: ألا احدثك بما رايت في منامي آنفا عند رقدتي ؟ فقلت: نامى عيناك ورايت خيرا يا أمير المؤمنين ! قال: رايت كأني برجال [ بيض ] (3) قد نزلوا من السماء، معهم أعلام بيض، قد تقلدوا سيوفهم وهي بيض تلمع، وقد خطوا حول هذه الارض خطة، ثم رأيت كأن هذه النخيل قد ضربت بأغصانها الارض


(1) في المصدر ونسخة " خ ": خروجه. (2) من المصدر والبحار. (3) من الكمال.


[ 198 ]

[ فرأيتها ] (1) تضطرب بدم عبيط، وكأني بالحسين - عليه السلام - سخلي (2) وفرخي ومضغتي ومخي، قد غرق فيه، يستغيث فلا يغاث، وكأن الرجال البيض [ قد ] (3) نزلوا من السماء، ينادونه ويقولون: صبرا آل الرسول ! فإنكم تقتلون على أيدي شرار الناس، وهذه الجنة يا أبا عبد الله ! مشتاقة إليك، ثم يعزونني ويقولون: يا أبا الحسن ! أبشر، فقد أقر الله [ به ] (4) عينك يوم يقوم الناس لرب العالمين. ثم إنتبهت هكذا والذي نفس علي بيده، لقد حدثني الصادق المصدق أبو القاسم - صلى الله عليه وآله - إني سأمرها (5) في خروجي إلى أهل البغي علينا، وهي أرض كربلاء [ وبلاء ] (6) يدفن فيها الحسين - عليه السلام - وسبعة عشر رجلا [ كلهم ] (7) من ولدي وولد فاطمة - صلوات الله عليها -، وانها لفي السموات معروفة، تذكر أرض كرب وبلاء كما تذكر بقعة الحرمين، وبقعة بيت المقدس. ثم قال [ لي ] (8): يابن عباس ! اطلب [ لي ] (9) حولها بعر الظباء، فوالله ما كذبت ولاكذبت وهي مصفرة، لونها لون الزعفران. قال ابن عباس: فطلبتها فوجدتها مجتمعة، فناديته يا أمير


(1) من الكمال. (2) كذا في البحار، وفي الكمال: نجلي، وفي الامالي والاصل: سخيلي. (3) من المصدر والبحار. (4) من المصدر. (5) في المصدر والبحار: سأراها. (6) من المصدر والبحار. (7 و 8) من الكمال. (9) من المصدر.


[ 199 ]

المؤمنين ! قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي. فقال علي - عليه السلام -: صدق الله ورسوله، ثم قام علي - عليه السلام - يهرول (حتى جاء) (1) إليها فحملها وشمها، وقال: هي هي [ بعينها ] (2) أتعلم يابن عباس ما هذه الابعار ؟ ! هذه قد شمها عيسى بن مريم - عليه السلام - وذلك أنه مر بها ومعه الحواريون، فرأى هيهنا الظباء مجتمعة، وهي تبكي، فجلس عيسى - عليه السلام - وجلس الحواريون، فبكى وبكى الحواريون وهم لا يدرون لم جلس ولم بكى ؟ فقالوا: يا روح الله وكلمته، ما يبكيك ؟ قال: أتعلمون أي أرض هذه ؟ [ قالوا: لا. قال: ] (3) هذه أرض يقتل فيها فرخ رسول الله - صلى الله عليه وآله - أحمد وفرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة امي - صلوات الله عليهما - ويلحد فيها [ طينة ] (4) أطيب من المسك، لانها طينة الفرخ المستشهد، وهكذا يكون طينة الانبياء وأولاد الانبياء، فهذه الظباء تكلمني وتقول إنها ترعى في هذه الارض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك، وزعمت أنها آمنة في هذه الارض، ثم ضرب بيده البعيرات (5)، فشمها، وقال: هذه بعر الظباء على هذا الطيب، لمكان حشيشها، أللهم فأبقها أبدا حتى يشمها أبوه فتكون


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) من المصدر والبحار. (3 و 4) من المصدر. (5) في المصدر والبحار: هذا الصيران: هي جمع الصوار - ككتاب - وهو القطيع من البعر أو المسك. وقال الفيروز آبادي: الصور: النخل الصغار، والصيران: المجتمع، والمراد بالصيران هنا: المجتمعة من ابعار الظباء.


[ 200 ]

له عزاء وسلوة. قال: فبقيت إلى اليوم الناس هذا، وقد إصفرت لطول زمنها، وهذه ارض كرب وبلاء، ثم قال بأعلى صوته: يا رب عيسى بن مريم ! لا تبارك في قتلته، والمعين عليه، والخاذل له، ثم بكى [ بكاء ] (1) طويلا، وبكينا معه حتى سقط لوجهه، وغشي عليه طويلا، ثم أفاق فأخذ البعر فصره في ردائه، وأمرني أن أصرها كذلك، ثم قال [ يا ] (2) ابن عباس ! إذا رأيتها تنفجر دما عبيطا، ويسيل منها دم عبيط فاعلم إن أبا عبد الله - عليه السلام - قد قتل بها ودفن. قال ابن عباس: فوالله لقد كنت أحفظها أشد من حفظي لما إفترض الله عزوجل علي وأنا لا احلها من طرف كمي فبينا أنا نائم في البيت، [ إذ انتبهت ] (3) فإذا هي تسيل دما عبيطا [ وكان كمي قد إمتلا دما عبيطا ] (4) فجلست وأنا باك، وقلت [ قد ] (5) قتل والله الحسين، والله ما كذبني [ علي ] (6) قط في حديث [ حدثني ] (7) ولا أخبرني بشئ [ قط ] (8) إنه يكون إلا كان كذلك لان رسول الله - صلى الله عليه وآله - كان يخبره باشياء لا يخبر بها غيره ففرغت وخرجت - وذلك عند الفجر - فرأيت والله المدينة كأنها ضباب لا يستبين منها أثر عين، ثم طلعت الشمس فرأيت كأنها منكسفة، ورأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط، فجلست وانا باك وقلت: قتل والله الحسين - عليه السلام -، وسمعت صوتا من ناحية البيت


(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) من المصدر. (4) من المصدر والبحار ونسخة " خ ". (5 - 8) من المصدر والبحار.


[ 201 ]

وهو يقول: إصبروا آل الرسول * قتل الفرخ النحول نزل الروح الامين * ببكاء وعويل ثم بكى بأعلى صوته، وبكيت فأثبت عندي تلك الساعة، وكان شهر محرم يوم عاشوراء، لعشر مضين منه، فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره، وتاريخه كذلك، فحدثت بهذا الحديث [ اولئك ] (1) الذين كانوا معه، فقالوا: والله لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة ولا ندري ما هو ؟ قلت أترى أنه (2) الخضر - عليه السلام - (3).

الثاني والثمانون ومائة زيارة الملائكة له - عليه السلام - 1221 / 274 - الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد، قال: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد - رحمه الله -، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: ما


(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر: فكنا نرى. (3) الامالي للصدوق: 478 ح 5. وقد تقدم الحديث مع تخريجاته في الرقم: 472 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -، وفيه في قول أمير المؤمنين - عليه السلام - أن قتلى بني هاشم في الطفوف كلهم من ولده وولد فاطمة - صلوات الله عليهما - مع أنه كان فيهم من كان من ولد عقيل وغيره، لعله - عليه السلام - باعتبار ان ولد العقيل اكثرهم كانوا قد تزوجوا ببنات أمير المؤمنين - عليه السلام - عدهم من ولده، ويحتمل أيضا أن يكون من النساخ.


[ 202 ]

خلق الله خلقا أكثر من الملائكة، وأنه لينزل كل يوم سبعون ألف ملك، فيأتون البيت المعمور، فيطوفون [ به ] (1) فإذا هم طافوا به، نزلوا، فطافوا بالكعبة، فإذا طافوا بها، أتوا قبر النبي - صلى الله عليه وآله - فسلموا عليه، ثم أتوا قبر أمير المؤمنين - عليه السلام - فسلموا عليه، ثم أتوا قبر الحسين - عليه السلام - فسلموا عليه، ثم عرجوا، وينزل مثلهم أبدا إلى يوم القيامة. وقال - عليه السلام -: من زار أمير المؤمنين - عليه السلام - عارفا بحقه غير متجبر ولا متكبر، كتب الله له أجر مائة ألف شهيد، وغفر الله ما تقدم من ذنبه، وما تأخر، وبعث من الآمنين، وهون عليه الحساب واستقبلته الملائكة، فإذا إنصرف شيعته إلى منزله، فإن مرض عادوه وإن مات تبعوه بالاستغفار إلى قبره. قال ومن زار الحسين - عليه السلام - عارفا بحقه كتب [ الله ] (2) له ثواب ألف حجة مقبولة وألف عمرة مقبولة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. (3) 1222 / 275 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات، قال: حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: سمعته يقول: ليس من ملك في السموات والارض إلا وهم يسئلون الله عزوجل [ أن يأذن لهم ] (4) في زيارة [ قبر ] (5) الحسين - عليه السلام - ففوج


(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) أمالي الطوسي: 1 / 218 وعنه البحار: 59 / 176 ح 8 وج 100 / 257 ح 1. (4 و 5) من المصدر.


[ 203 ]

ينزل وفوج يعرج. (1) 1223 / 276 - عنه، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقي، قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام -، يقول: ما خلق الله خلقا اكثر من الملائكة وانه ينزل من السماء كل مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت الحرام ليلتهم حتى إذا طلع الفجر، إنصرفوا إلى قبر النبي - صلى الله عليه وآله - فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين - عليه السلام - فيسلمون عليه [ ثم يأتون قبر الحسين - عليه السلام - فيسلمون عليه ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس، ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك، فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم، حتى إذا غربت الشمس انصرفوا إلى قبر رسول الله - صلى الله عليه وآله - فيسلمون عليه ثم يأتون قبر أمير المؤمنين - عليه السلام - فيسلمون عليه ثم يأتون قبر الحسين عليه السلام فيسلمون عليه ] (2) ثم يعرجون إلى السماء قبل ان تغرب (3) الشمس. (4) 1224 / 277 - وعنه، قال: حدثني أبي - رحمه الله - وجماعة مشايخي، عن سعد عن الحسين بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عثمان، عن محمد ابن الفضيل، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: ما بين قبر


(1) كامل الزيارات: 114 ح 1، وعنه البحار: 101 / 59 ح 27 و 28 وعن التهذيب: 6 / 72 ذح 134. (2) من المصدر. (3) في المصدر: أن تغيب. (4) كامل الزيارات: 114 / ح 1.


[ 204 ]

الحسين - عليه السلام - إلى السماء [ السابعة ] (1) مختلف الملائكة. (2) 1225 / 278 - وعنه، قال: حدثني القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن عبد الله ابن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: قبر الحسين بن علي - عليهما السلام - عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة، منه معرج إلى السماء فليس من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا وهو يسئل الله عزوجل أن يزوره، ففوج يهبط وفوج يصعد. (3) 1226 / 279 - وعنه، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد، عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لابي عبد الله - عليه السلام -: جعلت فداك يابن رسول الله ! كنت في الحير (4) ليلة عرفة، فرأيت نحوا من ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف رجل، جميلة وجوههم طيبة ريحهم، شديد بياض ثيابهم، يصلون الليل أجمع، ولقد [ كنت ] (5) اريد [ أن ] (6) آتي القبر، واقبله، وأدعوا بدعوات (7)، فما كنت أصل إليه من كثرة الخلق، فلما طلع الفجر، سجدت سجدة، فرفعت راسي، فلم أر منهم أحدا. فقال لي أبو عبد الله أتدري ما هؤلاء ؟ قلت: لا.


(1) من البحار. (2) كامل الزيارات: 114 ح 3 وعنه البحار: 101 / 61 ح 38 وعن ثواب الاعمال: 122 ح 47. (3) كامل الزيارات: 114 ح 4 وعنه البحار: 101 / 106 ح 1. (4) كذا في البحار، وفي الاصل والمصدر: الحيرة. (5 و 6) من المصدر والبحار. (7) في المصدر: بدعواتي.


[ 205 ]

قال: أخبرني أبي، عن أبيه، قال: مر بالحسين - عليه السلام - أربعة آلاف ملك، وهو يقتل، فعرجوا إلى السماء، فأوحى الله إليهم، يا معشر الملائكة ! مررتم بابن حبيبي وصفوتي محمد - صلى الله عليه وآله - وهو يقتل ويضطهد [ مظلوما ] (1) فلم تنصروه، فانزلوا إلى الارض إلى قبره، فأبكوه شعث غبر إلى يوم القيامة، فهم عنده إلى أن تقوم الساعة (2). 1227 / 280 - وعنه، قال: حدثني أبي - رحمه الله -، عن سعد بن عبد الله، عن بعض أصحابه، عن أحمد بن قتيبة الهمداني، عن إسحق بن عمار، قال: قلت لابي عبد الله - عليه السلام -: باني كنت بالحائر (3) ليلة عرفة وكنت اصلي وثم نحو [ من ] (4) خمسين ألفا من الناس، جميلة وجوههم طيبة روائحهم، وأقبلوا يصلون الليل أجمع. فلما طلع الفجر، سجدت ثم رفعت رأسي فلم أر منهم أحدا فقال لي أبو عبد الله - عليه السلام -: إنه مر بالحسين - عليه السلام - خمسون ألف ملك فهو يقتل، فعرجوا إلى السماء، فأوحى الله إليهم، مررتم بابن حبيبي وهو يقتل، فلم تنصروه، فاهبطوا إلى الارض، فاسكنوا عند قبره شعثاء غبراء، إلى أن تقوم الساعة (5). 1228 / 281 - ابن بابويه، بإسناده، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر


(1) من المصدر والبحار. (2) كامل الزيارات: 115 ح 5 وعنه البحار: 101 / 61 ح 34. (3) في البحار: بالحيرة. (4) من المصدر. (5) كامل الزيارات: 115 / ح 6 وعنه البحار: 45 / 22 ح 20 وج 101 / 61 ح 35 والعوالم: 17 / 478 ح 16 و 712 ح 4.


[ 206 ]

الباقر - عليه السلام - في حديث له قال - عليه السلام -: وأنه ليتحفه كل يوم ألف ملك يعني الحسين - عليه السلام -. (1)

الثالث والثمانون ومائة زيارة الانبياء له - عليه السلام - 1229 / 282 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات، قال: حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن إسحق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: ليس نبي في السموات والارض إلا يسألون الله تبارك وتعالى أن يأذن في زيارة الحسين - عليه السلام - فوج ينزل وفوج يعرج. (2) 1230 / 283 - عنه، قال: وعنه، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن الحسين بن ثابت، عن أبي حمزة الثمالي، قال: خرجت في آخر زمان بني مروان، إلى قبر الحسين بن علي - عليهما السلام -، مستخفيا من أهل الشام، حتى إنتهيت إلى كربلاء، فاختفيت في ناحية القرية، حتى إذا ذهب من الليل نصفه أقبلت نحو القبر، فلما دنوت منه، أقبل نحوي رجل فقال لي: إنصرف ماجورا، فانك لا تصل إليه، فرجعت فزعا حتى إذا كاد يطلع الفجر، أقبلت نحوه حتى إذا دنوت منه، خرج إلي الرجل، فقال لي: يا هذا إنك لا تصل إليه، فقلت [ له ] (3) عافاك الله ولم لا أصل إليه، وقد


(1) لم نعثر على مصدر له. (2) كامل الزيارات: 111 ح 1، وعنه البحار: 101 / 61 ح 36 و 37، وعن ثواب الاعمال: 121 ح 45. (3) من المصدر والبحار.


[ 207 ]

أقبلت من الكوفة، أريد زيارته ؟ فلا تحل بيني وبينه عافاك الله، وأنا أخاف أن أصبح فيقتلني أهل الشام إن أدركوني هيهنا. قال: فقال لي: اصبر قليلا، فان موسى بن عمران - عليه السلام - سئل ربه أن ياذن له في زيارة قبر الحسين بن علي - عليهما السلام -، فاذن له فهبط من السماء، ومعه سبعون ألف ملك فهم بحضرته من أول الليل ينتظرون طلوع الفجر، ثم يعرجون إلى السماء. قال: فقلت [ له ] (1) من أنت عافاك الله ؟ قال: أنا من الملائكة الذين أمروا بحراسة قبر الحسين - عليه السلام -، والاستغفار لزواره، فانصرفت وقد كاد يطير عقلي لما سمعت منه. قال: فأقبلت حتى إذا طلع الفجر، أقبلت نحوه، فلم يحل بيني وبينه شئ، فدنوت منه فسلمت عليه، ودعوت الله على قتلته وصليت الصبح وأقبلت مسرعا خوفا من أهل الشام. (2) 1231 / 284 - وعنه، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن عبد الرحمن بن الاشعث، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: سمعته يقول: قبر الحسين - صلوات الله عليه - عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا، روضة من رياض الجنة، وفيه معراج [ الملائكة ] (3) إلى السماء، وليس من ملك مقرب، ولا نبي مرسل إلا [ هو ] (4) يسئل الله أن


(1) من المصدر والبحار. (2) كامل الزيارات: 111 ح 2، وعنه البحار: 45 / 408 ح 14، والعوالم: 17 / 714 ح 1. (3 و 4) من المصدر.


[ 208 ]

يزوره ففوج يهبط وفوج يصعد. (1) 1232 / 285 - وعنه، قال: حدثني أبي وأخي - رحمهما الله - وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن صفوان الجمال، قال: قال [ لي ] أبو عبد الله - عليه السلام - لما أتى الحيرة: هل لك في قبر الحسين - عليه السلام - ؟ قلت: أتزوره جعلت فداك ؟ قال: وكيف لا أزوره والله يزوره (2) في كل ليلة جمعة يهبط مع الملائكة إليه والانبياء والاوصياء ومحمد أفضل الانبياء، ونحن أفضل الاوصياء. فقال صفوان: جعلت فداك فأزوره في كل جمعة حتى ادرك زيارة (3) الرب. قال: نعم يا صفوان إلزم [ تكتب لك ] (4) زيارة قبر الحسين - عليه السلام -


(1) كامل الزيارات: 112 ح 3 وعنه البحار: 101 / 60 ح 33. (2) زيارة الرب سبحانه في هذا الحديث وما في معناه، إما توجيه عنايته الخاصة باسبال فيضه المتواصل عليه أو إبداء شئ من مظاهر جلاله العظيم الذي تجلى للجبل فجعله دكا وخر موسى صعقا، والامام - عليه السلام - كان يزوره ليدرك هاتيك العناية الخاصة أو يشاهد تلك المظاهر اللطيفة التي كانت لتشريفهم، ولذلك كانوا يتحملون مشاهدته، ولان مقامهم عليهم السلام أرفع من مقام موسى الذي لم يتحمله، كذا أفاد المرحوم الاميني. (3) في البحار: فنزوره... ندرك. (4) من المصدر.


[ 209 ]

وذلك تفضيل (وذلك تفضيل) (1). (2) وعنه، قال: وحدثني القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن الحسين بن أبي حمزة، قال: خرجت في آخر ملك بني امية وذكر مثل الحديث المتقدم في الباب. وعنه، قال: وحدثني أبي - رحمه الله - وجماعة مشايخي، عن أحمد بن ادريس، عن العمركي بن علي البوفكي، عن عدة من أصحابنا، عن الحسن ابن محبوب، عن الحسين ابن ابنة أبي حمزة الثمالي، قال: خرجت في آخر زمان بني مروان، إلى قبر الحسين بن علي - عليهما السلام - وذكر الحديث مثل الذي في اول الباب سواء. (3) 1233 / 286 - ومن كتاب الاقبال للسيد علي بن موسى بن طاووس، قال: باسنادنا إلى محمد بن احمد بن داود القمي المتفق على صلاحه وعلمه وعدالته - تغمده الله جل جلاله برحمته - باسناده إلى الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت علي بن الحسين - عليهما السلام -، يقول: من أحب أن يصافحه مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي فليزر الحسين - عليه السلام - ليلة النصف من شعبان، فان الملائكة و [ أرواح ] (4) النبيين يستاذنون الله في زيارته، فياذن لهم، فطوبى لمن


(1) ليس في البحار. (2) كامل الزيارات: 113 ح 4، وعنه البحار: 101 / 60 ح 32. (3) كامل الزيارات ح 113 ذح 4. (4) من المصدر والبحار.


[ 210 ]

صافحهم، وصافحوه، منهم خمسة اولوا العزم من المرسلين: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد - صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين -، قلت: لم سموا اولي العزم ؟ قال: لانهم بعثوا في شرقها وغربها وجنها وانسها. (1) 1234 / 287 - ومن كتاب الاقبال أيضا، ما رواه أبو عبد الله بن حماد الانصاري في كتاب، أصله في ثواب زيارة الحسين - صلوات الله عليه - ما هذا لفظه، عن الحسين بن أبي حمزة، قال: خرجت في آخر زمن بني امية، وأنا اريد قبر الحسين - عليه السلام -، فانتهيت إلى الغاضرية، حتى إذا نام الناس، إغتسلت، ثم أقبلت اريد القبر، حتى [ إذا ] (2) كنت على باب الحائر، خرج إلي رجل حسن الوجه، طيب الريح، شديد بياض الثياب، فقال: إنصرف فانك لا تصل، فانصرفت إلى شاطئ [ الفرات ] (3) فأنست به، حتى إذا كان نصف الليل إغتسلت ثم أقبلت اريد القبر. فلما إنتهيت إلى باب الحائر، خرج إلي ذلك الرجل بعينه فقال: يا هذا إنصرف (4) فانك لا تصل (فانصرفت فلما كان آخر الليل اغتسلت ثم اريد القبر فلما انتهيت إلى باب الحائر خرج إلي ذلك الرجل. فقال لي يا هذا انك لا تصل) (5). فقلت: فلم لا أصل إلى إبن رسول الله - صلى الله عليه وآله - وسيد شباب


(1) إقبال الاعمال: 710 وعنه البحار: 11 / 58 ح 61 وفي ج 101 / 93 ح 2 و 3 عنه وعن كامل الزيارات: 179 ح 2، وأخرجه في ج 11 / 32 ح 25 عن كامل الزيارات أيضا. (2 و 3) من البحار ونسخة " خ ". (4) في نسخة " خ " فقال لي: يا هذا انك. (5) ما بين القوسين ليس في نسخة: " خ " والبحار.


[ 211 ]

أهل الجنة، وقد جئت أمشي من الكوفة وهي ليلة الجمعة وأخاف [ أن ] (1) اصبح هيهنا وتقتلني مسلحة (2) بني امية ؟ فقال: إنصرف فانك لا تصل. فقلت: ولم لا أصل ؟ فقال: إن موسى بن عمران - عليه السلام - إستأذن ربه في زيارة قبر الحسين - عليه السلام - فأذن له، فأتاه وهو سبعين ألف من الملائكة (3) فإذا عرجوا إلى السماء، فتعال، فانصرفت وجئت إلى شاطئ الفرات حتى إذا طلع الفجر، اغتسلت وجئت، فدخلت فلم أر عنده أحدا فصليت عنده الفجر، وخرجت إلى الكوفة. (4) 1235 / 288 - ومن كتاب جامع الاخبار: عن علي بن موسى الرضا - عليه السلام - عن النبي - صلى الله عليه وآله - إن موسى بن عمران، سأل ربه، زيارة قبشر الحسين - عليه السلام - لما أخبره بقتله وفضله، فأذن له، فزار في سبعين ألفا من الملائكة. (5) 1236 / 289 - وروى الفخري في كتابه، قال: روي عن ابن محبوب - رضي الله عنه -، قال: خرجت من الكوفة قاصدا زيارة الحسين - عليه السلام - في زمان ولاية آل مروان - لعنهم الله - وكانوا قد أقاموا اناسا من بني امية على جميع الطرق، يقتلون من ظفروا به من زوار الحسين - عليه السلام - فأخفيت


(1) من البحار ونسخة: " خ ". (2) المسلحة: بالفتح: القوم ذو السلاح " قاموسي المحيط ". (3) في البحار: ألف ملك. (4) إقبال الاعمال: 568 وعنه البحار: 101 / 57 ح 25. (5) جامع الاخبار: 23.


[ 212 ]

نفسي، وسرت حتى إنتهيت إلى قرية قريبة من مشهد الحسين - عليه السلام -، فأخفيت نفسي إلي الليل ثم دخلت الحائر الشريف في الليل، فلما أردت الدخول للزيارة إذ خرج إلي رجل، وقال لي يا هذا ! إرجع من حيث جئت، فقد قبل الله زيارتك، عافاك الله فانك لا تقدر على الزيارة في هذه الساعة، فرجعت إلى مكاني وصبرت حتى مضى أكثر من نصف الليل، ثم أقبلت للزيارة، فخرج إلي ذلك الرجل أيضا، وقال لي: يا هذا ! ألم أقل لك إنك لا تقدر على زيارة الحسين - عليه السلام - في هذه الليلة ؟ فقلت: ولم تمنعني من ذلك، وانا قد أقبلت من الكوفة على خوف ووجل من بني امية ان يقتلوني ؟ فقال يابن محبوب إعلم أن ابراهيم خليل الرحمن، وموسى كليم الله وعيسى روح الله، ومحمد حبيب الله - صلى الله عليه وآله وعليهم - إستاذنوا الله عزوجل في هذه الليلة، فاذن لهم بزيارته، فهم عند رأسه من أوله إلى آخره في جمع من الملائكة المقربين والانبياء والمرسلين، لا يحصي عددهم إلا الله تعالى، وهم يسبحون الله ويقدسونه، ولا يفترون إلى الصباح، فإذا أصبحت فأقبل إلى زيارته، إن شاء الله. فقلت له: وأنت من تكون عافاك الله ؟ فقال أنا من الملائكة الموكلين بقبر الحسين - عليه السلام -، فطاب قلبي، ورجعت إلى مكاني، وبقيت أحمد ربي وأشكره، حيث لم يردني لقبح عملي وصبرت إلى أن أصبحت، فأتيت ودخلت لزيارة مولاي الحسين - عليه السلام -، ولم يردني أحد، وبقيت نهاري كله في زيارته إلى أن

[ 213 ]

هجم الليل، وانصرفت على خوف من بني امية فنجاني الله منهم. (1) 1237 / 290 - الشيخ في التهذيب: باسناده، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: من أحب أن يصافحه مائة ألف (2) نبي وعشرون ألف نبي فليزر قبر الحسين - عليه السلام -، (في النصف من رجب) (3) والنصف من شعبان، فإن ارواح النبيين تستأذن الله في زيارته فيؤذن لهم. (4) 1238 / 291 - أبو القاسم بن قولويه، باسناده، عن عروة بن الزبير، قال سمعت أبا ذر، وذكر حديثا وفيه: قال أبو ذر: ما من يوم إلا تعرض روح الحسين - عليه السلام - على روح رسول الله - صلى الله عليه وآله - فتلتقيان. (5) 1239 / 292 - ومن طريق المخالفين، ما رواه ابن شيرويه في باب الالف من كتاب الفردوس، عن أمير المؤمنين - عليه السلام -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله: إن موسى بن عمران - عليه السلام - سئل ربه عزوجل (في) (6) زيارة قبر الحسين - عليه السلام - فزاره في سبعين الفامن الملائكة. (7) 1240 / 293 - وروى السمعاني في فضائل الصحابة، باسناده، عن


(1) المنتخب للطريحي: 228 - 229. (2) كذا في التهذيب ومصباح المتهجد والاصل، وفي الوسائل: مائتا ألف نبي وعشرون ألف نبي. (3) ليس في المصدر والوسائل. (4) التهذيب: 6 / 48 ح 109 وعنه الوسائل: 10 / 364 ح 1، وعن مصباح المتهجد: 761 صدره. (5) لم نجده في كتاب كامل الزيارات. (6) ليس في المصدر والبحار. (7) الفردوس للديلمي: 1 / 227 ح 870 وعنه البحار: 43 / 315.


[ 214 ]

أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: إن موسى بن عمران - عليه السلام - سئل ربه زيارة قبر الحسين بن علي - عليهما السلام -، فأذن له فزاره في سبعين ألفا من الملائكة. (1)

الرابع والثمانون ومائة علة إقدام أصحاب الحسين - عليه السلام - على القتل 1241 / 294 - ابن بابويه في العلل: قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحق - رضي الله عنه - قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي، قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن عمارة، عن أبيه، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: قلت (له) (2): أخبرني عن أصحاب الحسين - عليه السلام - وإقدامهم على الموت. فقال: إنهم كشف لهم الغطاء حتى رأوا منازلهم من الجنة، فكان الرجل منهم، يقدم على القتل، ليبادر إلى حوراء يعانقها والى مكانه من الجنة. (3)

الخامس والثمانون ومائة إخباره - عليه السلام - بأن اصحابه يقتلون في غد وابن اخيه القاسم وابنه عبد الله 1242 / 295 - روى أبو حمزة الثمالي، قال: سمعت علي بن


(1) لم نعثر على كتاب فضائل الصحابة للسمعاني. (2) ليس في نسخة: " خ ". (3) علل الشرايع: 229 ح 1 وعنه البحار: 44 / 297 ح 1 والعوالم: 17 / 350 ح 3.


[ 215 ]

الحسين زين العابدين - عليه السلام -، يقول: لما كان اليوم الذي استشهد فيه أبي - عليه السلام -، جمع أهله وأصحابه في ليلة ذلك اليوم، فقال لهم: يا أهلي وشيعتي إتخذوا هذا الليل جملا لكم، فانهجوا بأنفسكم، فليس المطلوب غيري، ولو قتلوني ما فكروا فيكم، فانجوا رحمكم الله، فأنتم في حل وسعة من بيعتي وعهدي الذي عاهد تموني. فقال إخوته وأهله وأنصاره بلسان واحد: والله يا سيدنا يا أبا عبد الله، لاخذ لناك أبدا، والله لا قال الناس: تركوا إمامهم، وكبيرهم وسيدهم وحده، حتى قتل، ونبلو بيننا وبين الله عذرا ولانخليك أو (1) نقتل دونك. فقال لهم - عليه السلام -: يا قوم إني في غد اقتل وتقتلون كلكم معي، ولا يبقى منكم واحد. فقالوا: الحمدلله الذي أكرمنا بنصرك، وشرفنا بالقتل معك، أو لا (2) نرضى أن نكون معك في درجتك يابن رسول الله ؟ فقال جزاكم الله خيرا، ودعا لهم بخير فأصبح وقتل وقتلوا معه أجمعون. فقال له القاسم بن الحسن: وأنا فيمن يقتل، فاشفق عليه. فقال له: يا بني كيف الموت عندك ؟ ! قال: يا عم أحلى من العسل. فقال: أي والله فداك عمك إنك لاحد من يقتل من الرجال معي، بعد أن تبلو ببلاء عظيم، وابني عبد الله.


(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: إني وهو مصحف. (2) في نسخة " خ ": ولا.


[ 216 ]

فقال: يا عم ويصلون إلى النساء حتى يقتل عبد الله (وهو رضيع ؟ فقال: فداك عمك يقتل عبد الله) (1) إذا جفت روحي عطشا، وصرت إلى خيمنا فطلبت ماء ولبنا فلا أجد قط فأقول: ناولوني إبني، لاشرب من فيه، فيأتوني به، فيضعونه على يدي، فاحمله لادنيه من في، فيرميه فاسق - لعنه الله - بسهم فينحره، وهو يناغي، فيفيض دمه في كفي، فارفعه إلى السماء، وأقول: اللهم صبرا واحتسابا فيك، فتعجلني الاسنة منهم، والنار تستعر في الخندق الذي فيه ظهر الخيم، فاكر عليهم في أمر (2) أوقات في الدنيا، فيكون ما يريد الله فبكى وبكينا وارتفع البكاء والصراخ من ذراري رسول الله - صلى الله عليه وآله - في الخيم، ويسئل (3) زهير ابن القين، وحبيب بن مظاهر، عني (4) فيقولون: يا سيدنا فسيدنا علي - عليه السلام - فيشيرون إلى ماذا يكون من حاله ؟ فيقول: مستعبرا ما كان الله ليقطع نسلي من الدنيا، فكيف يصلون إليه وهو أب ثمانية أئمة - عليهم السلام -. (5)

السادس والثمانون ومائة انه - عليه السلام - حي بعد الموت 1243 / 296 - الشيخ في أماليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن


(1) ما بين القوسين ليس في نسخة: " خ ". (2) في المصدر: آخر. (3) كان في المصدر والاصل: ويسئلني عن علي والقائل هو علي بن الحسين - عليه السلام - فاصلحنا العبارة على حسب الحال. (4) كان في المصدر والاصل: ويسئلني عن علي والقائل هو علي بن الحسين - عليه السلام - فاصلحنا العبارة على حسب الحال. (5) الهداية الكبرى للحضيني: 43 " مخطوط ".


[ 217 ]

محمد، قال: أخبرنا أبو الطيب الحسين بن محمد النحوي، قال: حدثني أبو الحسين أحمد بن مازن، قال: حدثني القاسم بن سليمان البزاز، قال: حدثني بكر بن هشام، قال: حدثني إسماعيل بن مهران، عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم، قال حدثني محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الباقر - عليهما السلام -، يقول: ان الحسين بن علي - عليهما السلام - عند ربه عزوجل، ينظر إلى [ موضع ] (1) معسكره ومن حوله (2) من الشهداء معه، وينظر إلى زواره وهو أعرف بهم (3)، وبأسمائهم وأسماء آبائهم، وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله عزوجل من أحدكم بولده، وإنه ليرى من يبكيه، فيستغفر له، ويسئل آباءه - عليهم السلام - أن يستغفروا له، ويقول: لو يعلم زائري ما اعد الله له لكان فرحه أكثر من جزعه وإن زائره لينقلب [ وما عليه من ذنب ] (4). (5) 1244 / 297 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات، باسناده، عن عبد الله بن بكير، قال: حججت مع أبي عبد الله - عليه السلام -، في حديث طويل، فقلت: يابن رسول الله ! لو نبش قبر الحسين - عليه السلام -، هل كان يصاب في قبره شئ ؟ فقال: يابن بكر ! ما أعظم مسائلك ؟ ! إن الحسين بن علي - صلوات الله


(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدرو البحار: ومن حله. (3) في المصدر: بحالهم. (4) من المصدر والبحار. (5) أمالي الطوسي: 1 / 54 وعنه البحار: 44 / 281 ح 13 والعوالم: 17 / 533 ح 7.


[ 218 ]

عليهما - مع أبيه وامه وأخيه في منزل رسول الله - صلى الله عليه وآله - و (من) (1) معه يرزقون ويحبرون (2) وانه لعن يمين العرش متعلق به، يقول: يا رب أنجز لي ما وعدتني. وإنه لينظر إلى زواره وهو أعرف (3) بهم وبأسمائهم [ وأسماء آبائهم ] (4) وما في رحالهم، من أحدهم بولده، وإنه لينظر إلى من يبكيه، فيستغفر له، ويسئل أباه الاستغفار له، ويقول أيها الباكي، لو علمت ما اعد الله لك لفرحت اكثر مما حزنت، وإنه ليستغفر له من كل ذنب وخطيئة. (5) 1245 / 298 - محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن أحمد، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن حريش، عن أبي جعفر الثاني، قال: لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله - هبط جبرائيل ومعه الملائكة والروح، الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر. قال: ففتح لامير المؤمنين بصره فرآهم من منتهى السموات إلى الارض، يغسلون النبي - صلى الله عليه وآله - معه، ويصلون [ معه ] (6) عليه، ويحفرون له، والله ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره، نزلوا مع من


(1) ليس في المصدر والبحار. (2) في البحار: ويجبرون. (3) في المصدر: وانه أعرف. (4) من المصدر والبحار. (5) كامل الزيارات: 103 ح 7 وعنه البحار: 27 / 300 ح 4، ورواه في كامل الزيارات: 329 ذح 2 باختلاف وعنه البحار: 26 / 372 ح 24 وج 8 / 213 " ط الحجر " وج 6 / 288 ح 10 والعوالم: 17 / 606 ح 1. (6) من المصدر.


[ 219 ]

نزل، فوضعوه، فتكلم وفتح لامير المؤمنين سمعه [ فسمعه ] (1) يوصيهم، [ به ] (2) فبكى، وسمعهم يقولون: لانالوه جهدا، وإنما هو صاحبنا بعدك، إلا إنه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه. (قال فلما (3) مات أمير المؤمنين - عليه السلام - رأى الحسن والحسين - عليهما السلام - مثل الذي كان رأى (4)، ورأيا النبي - صلى الله عليه وآله - أيضا، يعين الملائكة مثل الذي صنعه بالنبي - صلى الله عليه وآله - حتى إذا مات الحسن - عليه السلام - رأى منه الحسين - عليه السلام - مثل ذلك، ورأى النبي - صلى الله عليه وآله - (وعليا - عليه السلام -) (5) يعينان الملائكة، حتى إذا مات الحسين - عليه السلام - رأى علي بن الحسين منه مثل ذلك ورأى النبي وعليا والحسن - عليهم السلام - يعينون الملائكة، حتى إذا مات علي بن الحسين - عليه السلام -، رأى محمد بن علي - عليه السلام - مثل ذلك ورأى النبي وعليا والحسن والحسين - صلوات الله عليهم - يعينون الملائكة، حتى إذا مات محمد بن علي - عليهما السلام - رأى جعفر - عليه السلام - مثل ذلك ورأى النبي وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين - صلوات الله عليهم - يعينون الملائكة، حتى إذا مات جعفر - عليه السلام -، رأى موسى - عليه السلام - مثل ذلك، (وهذا) (6) هكذا يجري إلى آخرنا. (7)


(1 و 2) من المصدر. (3) في المصدر: " حتى إذا " بدل " قال ". (4) في المصدر: مثل ذلك الذي رأى. (5) ليس في نسخة: " خ ". (6) ليس في المصدر. (7) بصائر الدرجات: 225 ح 17. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 88 من معاجز الامام الحسن - عليه السلام -.


[ 220 ]

 

السابع والثمانون ومائة طبعه في حصاة غانم بن ام غانم وإعطائه اياها في نومه

السابع والثمانون ومائة طبعه في حصاة غانم بن [ ام ] (1) غانم وإعطائه اياها في نومه 1246 / 299 - ابن شهراشوب: عن العامري في الشيصبان وأبي علي الطبرسي في إعلام الورى، عن عبد الله بن سليمان الحضرمي، في خبر طويل أن غانم بن [ ام ] (2) غانم، دخل المدينة، ومعه امه وسئل هل تحسون رجلا من بني هاشم، إسمه علي ؟ قالوا: نعم هو ذاك. [ قال ] (3) فدلوني على علي بن عبد الله بن العباس. فقلت له: معي حصاة، [ ختم ] (4) عليها علي والحسن والحسين - عليهم السلام - وسمعت أنه يختم عليه، رجل إسمه علي. فقال علي بن عبد الله بن العباس: يا عدوالله كذبت على علي بن أبي طالب و [ على ] (5) الحسن والحسين - عليهم السلام -، وصار بني هاشم، يضربونني حتى أرجع عن مقالتي، ثم سلبوا مني الحصاة، فرأيت في ليلتي في منامي، الحسين - عليه السلام -، وهو يقول لي: هاك (6) الحصاة يا غانم، وامض إلى علي إبني فهو صاحبك، فانتبهت والحصاة في يدي، فأتيت إلى علي بن الحسين - عليهما السلام - فختمها وقال (7) لي: إن في أمرك لعبرة، فلا تخبر به أحدا فقال [ في ذلك ] (8) غانم بن [ ام ] (9) غانم.


(1 - 5) من المصدر. (6) في المصدر: هات. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: فقال. (8 و 9) من المصدر والبحار.


[ 221 ]

أتيت عليا أبتغي الحق عنده وعنده علي عبرة لا احاول فشد وثاقي ثم قال (1) لي اصطبر كأني مخبول (2) عراني خابل فقلت لحاك (3) الله والله لم أكن لاكذب في قولي الذي أنا قائل وخلي سبيلي بعد ضنك (4) فأصبحت مخلاة نفسي وسربي (5) سابل (6) [ فاقبلت يا خير الانام مؤمما لك اليوم عند العالمين اسائل ] (7) وقلت وخير القول ما كان صادقا ولا يستوي في الدين حق وباطل ولا يستوي من كان بالحق عالما كآخر يمسي وهو للحق جاهل


(1) ثم قال لي: أي قائل أو علي بن عبد الله. (2) الخبل: فساد العقل والجن. (3) لحاك الله: أي قبحك الله ولعنك. (4) الضنك: الضيق. (5) السرب: بالفتح والكسر - الطريق - وبالكسر - البال والقلب والنفس، وفي البيت يحتمل الطريق والنفس. (6) في المصدر: سائل. والسابلة من الطرق: المسكوكة والقوم المختلفة عليها. (7) من المصدر.


[ 222 ]

وأنت الامام الحق يعرف فضله وإن قصرت عنه النهى والفضائل وأنت وصي الاوصياء محمد أبوك ومن نيطت إليه الوسائل (1)

الثامن والثمانون ومائة إستجابة الدعاء في الاستسقاء 1247 / 300 - عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد، بإسناده، عن أبي البختري وهب القرشي، عن جعفر، عن أبيه، عن جده، قال: اجتمع عند علي بن أبي طالب - عليه السلام - قوم، فاشتكوا إليه قلة المطر، وقالوا: يا أبا الحسن أدع الله بدعوات في الاستسقاء. قال: فدعا علي الحسن والحسين - عليهما السلام -. ثم قال للحسن: ادع لنا بدعوات في الاستسقاء. فقال: أللهم هيج لنا السحاب بفتح الابواب بماء عباب. ثم قال للحسين - عليه السلام -: ادع لنا بدعوات في الاستسقاء. فقال الحسين - عليه السلام -: أللهم معطي الخيرات، وساق دعاء الاستسقاء، فما فرغا من دعائهما، حتى صب الله تبارك وتعالى عليهم المطر صبا. قال: فقيل لسلمان: يا أبا عبد الله ! أعلما هذا الدعاء ؟ فقال: ويحكم أن أنتم عن حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله -، حيث


(1) مناقب آل أبي طالب: 4 / 136 وعنه البحار: 46 / 35 ح 32 والعوالم: 18 / 35 ح 1. ويأتي في المعجزة 31 من معاجز الامام السجاد - عليه السلام -.


[ 223 ]

يقول: إن الله قد أجرى على لسان أهل بيتي مصابيح الحكمة. (1)

التاسع والثمانون ومائة الصحيفة التي عنده - عليه السلام - المأمور فيها أن يخرج إلى الشهادة 1248 / 301 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم، عن أبي عبد الله البزاز، عن حريز، قال: قال: قلت لابي عبد الله - عليه السلام -: جعلت فداك، ما أقل بقاءكم أهل البيت، وأقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة الناس اليكم ؟ ! فقال: ان لكل واحد منا صحيفة، فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدته، فإذا إنقضى ما فيها مما امر به، عرف أن أجله، قد حضر، فأتاه النبي - صلى الله عليه وآله - ينعى إليه نفسه، وأخبره بما له عند الله، وان الحسين - عليه السلام - قرأ صحيفته التي اعطيها وفسر له ما يأتي، ينعي وبقي فيها أشياء لم تقض، فخرج للقتال، وكانت تلك الامور التي بقيت، إن الملائكة سئلت الله في نصرته (2)، فاذن لها، فمكثت تستعد للقتال، وتتأهب لذلك، فنزلت، وقد إنقضت مدته وقتل - عليه السلام -. فقالت الملائكة: يا رب ! أذنت لنا في الانحدار وأذنت لنا في نصرته، فانحدرنا وقد قبضته، فأوحى الله عزوجل إليهم أن ألزموا قبره، حتى تروه، وقد خرج فأنصروه، وأبكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته


(1) قرب الاسناد: 73. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 95 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام -. (2) في نسخة " خ ": نصره.


[ 224 ]

فانكم قد خصصتم بنصرته وبالبكاء عليه، فبكت الملائكة تعزيا وحزنا على ما فاتهم من نصرته، فإذا خرج يكونون من أنصاره. (1)

التسعون ومائة انه - عليه السلام - حي بعد الموت 1249 / 302 - الراوندي باسناده، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عبد الرحمن الخثعمي، عن أبي جعفر - عليه السلام -، قال: خرجت مع أبي - عليه السلام - إلى بعض أمواله، فلما صرنا في الصحراء، إستقبله شيخ، فنزل إليه أبي وسلم عليه فجعلنا نسمعه (2)، وهول يقول: جعلت فداك، ثم تحادثنا (3)، ثم ودعه أبي، وقام الشيخ فإنصرف، وأبي ينظر إليه (4) حتى غاب شخصه عنه، فقلت لابي: من هذا الشيخ الذي سمعتك تعظمه في مسائلتك ؟ قال: يا بني ! هذا جدك الحسين - عليه السلام -. (5)


(1) الكافي: 1 / 283 - 284. وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 176 من معاجز الامام الحسين - عليه السلام - عن كامل الزيارات. (2) في المصدر: فجعلت أسمعه. (3) في المصدر: ثم تسائلا طويلا. (4) في المصدر: وأبي ينظر خلفه، وفي البصائر: في قفاه. (5) الخرائج: 2 / 819 ح 30 وعنه مختصر البصائر: 111 والمحتضر: 12 والايقاظ من الهجعة: 220 ح 23. ويأتي في المعجزة: 104 من معاجز الامام السجاد - عليه السلام -، ولم نجده في البصائر على هذا النهج.


[ 225 ]

 

الحادي والتسعون ومائة يبس يد فرعون هذه الامة التي مدها إليه - عليه السلام - 1250 / 303 - الراوندي: قال: كان الحسين - عليه السلام - مع فرعون هذه الامة مد يده ليضربه على وجهه لغضاضته، فيبست فتضرع إليه ليدعو ربه ليرد يده (إليه) (1) فدعا الله فصلحت. [ ولم يعتذر كاعتذار الملك القبطي ] (2). (3)

الثاني والتسعون ومائة في رأسه الشريف إنه ارسل إليه طير فأخذه بالصندوق ودفن عند أبيه أمير المؤمنين - عليهما السلام - 1251 / 304 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الحرمي (4)، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال: حدثنا حبيب بن الحسين، قال: حدثنا أبو هاشم عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن فرات بن أحنف، قال: كنت مع أبي عبد الله - عليه السلام - ونحن


(1) ليس في نسخة: " خ ". (2) من المصدر. (3) الخرائج: 2 / 930. في هذا الحديث إشارة إلى قضية ابراهيم - عليه السلام - مع الملك القبطي الذي مد يده إلى زوجه فدعا - عليه السلام - فيبست إلى أن كرر ذلك ثلاث مرات فاعتذر إليه الملك ووهب له هاجر ام اسماعيل - عليه السلام -. (4) في المصدر: الخرقي.


[ 226 ]

نريد زيارة أمير المؤمنين - عليه السلام - فلما صرنا إلى الثوية (1)، نزل فصلى ركعتيه، فقلت: يا سيدي ! ما هذه الصلوة ؟ قال: موضع منبر القائم - عليه السلام -، أحببت أن اشكر الله في هذا الموضع، ثم مضى ومضيت معه، حتى إنتهى إلى القائم الذي على الطريق، فنزل فصلى ركعتين. فقلت: ما هذه الصلاة ؟ قال ههنا نزل القوم الذين كان معهم رأس الحسين - عليه السلام - في صندوق فبعث الله عزوجل طيرا، فاحتمل الصندق بما فيه فمر بهم جمال، فاخذوا رأسه وجعلوه في الصندوق فحملوه (2)، ونزلت وصليت هيهنا، شكر الله ثم مضى ومضيت معه، حتى إنتهى إلى موضع، فنزل وصلى ركعتين، قال هيهنا قبر أمير المؤمنين - عليه السلام - أما إنه لا تذهب الايام حتى يبعث الله رجلا ممتحنا في نفسه، في القتل، يبني عليه حصنا، فيه سبعون طاقا. قال حبيب بن الحسين: سمعت هذا الحديث، قبل أن يبنى على الموضع شئ، ثم إن محمد بن زيد وجه، فبني عليه، فلم تذهب الايام حتى امتحن محمد في نفسه بالقتل. (3)


(1) هو بالفتح، ثم الكسر، وياء مشددة، ويقال: بلفظ التصغير: موضع قريب من الكوفة. وقيل: بالكوفة، وقيل: خريبة إلى جانب الحيرة، على ساعة منها ذكر أنها كانت سجنا للنعمان. " مراصد الاطلاع: " 1 / 2302 ". (2) لعل هذه القضية إن تم سند الرواية وقعت بعد رجوع أهل البيت - عليهم السلام - من الشام. على أنه - عليه السلام - دفن قبل رجوع أهل البيت حيث طلبه الامام السجاد - عليه السلام - من يزيد، قال: لا تصل إليه بعد. (3) دلائل الامامة: 244 وعنه المؤلف في حلية الابرار: 2 / 638 (ط. ق).


[ 227 ]

 

الثالث والتسعون ومائة علمه - عليه السلام - بأجله بمن يقتل معه وان إبنه عليا - عليه السلام - لا يقتل، وإنه أبو أئمة ثمانية 1252 / 305 - إبن حمدان الحضيني، في هدايته، بإسناده، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت علي بن الحسين سيد العابدين - عليه السلام -، يقول: لما كان اليوم الذي استشهد فيه أبي - عليه السلام -، جمع أهله وأصحابه في ليلة ذلك اليوم، فقال لهم: يا أهلي وشيعتي اتخذوا هذا الليل جملا لكم، فانجوا بأنفسكم، فليس المطلوب غيري (1)، ولو قتلوني ما فكروا فيكم. فانجوا رحمكم الله، فأنتم في حل وسعة من بيعتي وعهدي الذي عاهدتموني عليه. فقال إخوته وأهله وأنصاره بلسان واحد: والله يا سيدنا يا أبا عبد الله لاخذ لناك (2) أبدا، أي شئ يقول (3) الناس: تركوا إمامهم وكبيرهم وسيدهم وحده، حتى قتل، ونبلو بيننا وبين الله تعالى (4) عذرا، ولا نخليك [ وحاش لله أن يكون ذلك أبدا أو ] (5) نقتل دونك. فقال - عليه السلام - يا قوم ! فاني غدا اقتل، وتقتلون كلكم معي، حتى لا يبقى منكم أحد.


= ويأتي في المعجزة: 248 من معاجز الامام الصادق - عليه السلام -. (1) في المصدر: يطلبون. (2) في المصدر المطبوع: لا تركناك. (3) كذا في المصدر " ط " وفي الاصل: والله لا قال الناس. (4) في المصدر " المخطوط ": بيننا وبين عدوالله. (5) من المصدر المطبوع.


[ 228 ]

فقالوا: الحمدلله الذي أكرمنا بنصرك وشرفنا بالقتل معك، أو لا ترضى أن نكون (1) في درجتك يابن [ بنت ] (2) رسول الله ؟ فقال لهم: جزاكم الله خيرا، ودعا لهم بخير فأصبح وقتل وقتلوا معه أجمعون. فقال له القاسم بن الحسن - عليهما السلام -: وأنا فيمن يقتل ؟ فأشفق عليه، فقال له: يا بني كيف الموت عندك ؟ قال يا عم أحلى من العسل. فقال: أي والله فداك عمك إنك لاحد من يقتل من الرجال معي، بعدان تبلو ببلاء عظيم وأبني عبد الله. فقال: يا عم ! ويصلون إلى النساء حتى يقتل عبد الله وهو رضيع ؟ فقال: فداك عمك، يقتل عبد الله إذا جفت روحي عطشا، وصرت إلى خيمتنا، فطلبت ماء ولبنا فلا أجد، فأقول ناولوني ابني لاشرب من فيه. (3) وهذا الحديث بطوله قد تقدم بزيادة عن قريب فاتفق تكراره فتمامه يؤخذ مما تقدم. تم بعون الله وحسن توفيقه معاجز سيد الشهداء - عليه السلام - والحمد لله رب العالمين


(1) كذا في المصدر المطبوع، وفي الاصل: أو لا تردون وفي المخطوط: أو لا نكون. (2) من المصدر المطبوع. (3) الهداية الكبرى للحضيني: 43. وقد تقدم في المعجزة: 185 من معاجز سيد الشهداء - عليه السلام -.