[ 229 ]
بسم الله الرحمن الرحيم معاجز الامام أبي محمد علي بن الحسين بن علي ابن
أبي طالب زين العابدين - عليهم السلام -
الاول: معاجز مولده ومولد كل إمام
- عليهم السلام -: 1253 / 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن عبد الله
بن إسحق العلوي، عن محمد بن زيد الرزامي، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن
علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: حججنا مع أبي عبد الله - عليه السلام
- في السنة التي ولد فيها إبنه: موسى - عليه السلام - فلما نزلنا الابواء
(1) وضع لنا الغداء (2)، وكان إذا وضع الطعام لاصحابه، أكثر
وأطاب. قال: فبينا نحن نأكل اذاتاه رسول حميدة، [ فقال: إن حميدة ] (3)
تقول: قد أنكرت نفسي، وقد وجت ما كنت أجد إذا حضرت ولادتي،
(1) الابواء - بفتح الهمزة وسكون الباء - موضع بين الحرمين. (2) الغداء: طعام الضحى. (3) من المصدر.
[ 230 ]
وقد أمرتني أن لا اسبقك بابنك هذا. فقام أبو عبد الله - عليه السلام -
فانطلق مع الرسول، فلما إنصرف قال [ له ] (1) اصحابه: سرك الله وجعلنا
فداك، فما أنت صنعت من حميدة ؟ قال: سلمها الله، وقد وهب لي غلاما، وهو
خير من برأ الله في خلقه، ولقد أخبرتني حميدة عنه بأمر، ظنت أني لا أعرفه،
ولقد كنت أعلم به منها. فقلت: جعلت فداك فما الذي أخبرتك به حميدة عنه ؟
قال: ذكرت أنه سقط من بطنها حين سقط، واضعا يده على الارض، رافعا رأسه إلى
السماء، فأخبرتها أن ذلك أمارة رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأمارة
الوصي من بعده. (فقلت: جعلت فداك، وما هذا من أمارة رسول الله - صلى الله
عليه وآله - وأمارة الوصي من بعده) (2) ؟ فقال لي: إنه لما كانت الليلة
التي علق (3) فيها بجدي، اتي آت جد أبي، بكأس فيه شربة أرق من الماء،
وألين من الزبد، وأحلى من الشهد، وأبرد من الثلج، وأبيض من اللبن، فسقاه
إياه وأمره بالجماع، فقام،
فجامع، فعلق بجدي، فلما (4) أن كانت الليلة التي علق فيها بأبي، أتى آت
جدي، فسقاه كما سقى جد أبي، وأمره بمثل الذي أمره، فقام، فجامع، فعلق
بأبي، ولما أن كانت الليلة التي علق فيها بي، أتى آت أبي،
(1) من المصدر. (2) ما بين القوسين ليس في البحار. (3) علقت المرأة، وكل انثى بالولد: حبلت. (4) في المصدر والبحار: ولما.
[ 231 ]
فسقاه بما سقاهم وأمره بالذي أمرهم [ به ] (1) فقام، فجامع، فعلق بي، ولما
[ أن ] (2) كانت الليلة التي علق فيها بأبني أتاني آت، كما أتاهم، ففعل
بي، كما فعل بهم، فقمت بعلم الله [ و ] (3) أني مسرور بما يهب الله لي،
فجامعت، فعلق بإبني هذا المولود، فدونكم، فهو والله صاحبكم من بعدي، وان
نطفة الامام مما أخبرتك، وإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر وانشئ فيها
الروح، بعث الله - تبارك وتعالى - ملكا، يقال له: حيوان فكتب على عضده
الايمن، * (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم)
* (4) وإذا وقع من بطن امه وقع واضعا يديه على الارض، رافعا رأسه إلى
السماء، فأما وضعه يديه على الارض فانه يقبض كل علم الله انزله من السماء
إلى الارض واما رفعه رأسه إلى السماء فإن مناديا ينادي به من بطنان العرش
من قبل رب العزة من الافق الاعلى بإسمه وإسم أبيه [ يقول ] (5): " يا فلان
بن فلان اثبت تثبت (6)، فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي، وموضع سري
وعيبة (7) علمي، وأميني على وحيي، وخليفتي
(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) كذا
في المصدر والبحار، وفي الاصل: ويعلم الله أني مسرور. (4) الانعام: 115.
(5) من المصدر والبحار. (6) اثبت، أمر من باب " نصر "، اي كن على علم
ويقين وبصيرة، ثابتا على الحق في جميع أقوالك وأفعالك، تثبت، جواب للامر،
وهو إما على بناء الفاعل من التفعيل، اي لتثبت غيرك على الحق، أو على بناء
المفعول منه، أي يثبتك الله عليها، أو على بناء المفعول من الافعال، أي
لتثبت امامتك بذلك عند الناس. والاثبات أيضا: المعرفة اي تكن معروفا
بالامامة بين الناس " مرآة العقول ": 4 / 261 - 262. (7) العيبة: الزنبيل
من أدم. ما تجعل فيه الثياب كالصندوق.
[ 232 ]
في أرضي، لك ولمن توالاك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني، واحللت جواري، ثم
وعزتي وجلالي لاصلين من عاداك أشد عذابي، وان وسعت عليه في دنياي (1) من
سعة رزقي، فإذا إنقطع الصوت (2)، صوت المنادي، أجابه هو واضعا يديه (3)،
رافعا رأسه إلى السماء يقول: * (شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة
واولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم) * (4). قال: فإذا
قال: ذلك، أعطاه الله العلم الاول، و [ العلم ] (5) الآخر، وإستحق زيارة
الروح في ليلة القدر، قلت جعلت فداك الروح ليس هو جبرئيل ؟ قال: الروح [
هو ] (6) أعظم من جبرئيل، إن جبرئيل من الملائكة، وإن الروح هو خلق أعظم
من الملائكة - عليهم السلام - أليس يقول الله تبارك
وتعالى: * (تنزل الملائكة والروح) * (7). عنه: عن محمد بن يحيى وعن أحمد
بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن الحسن، عن المختار بن زياد، عن
محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، مثله. (8)
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: دنياه. (2) في المصدر: فإذا إنقضى
الصوت. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: يده. (4) آل عمران: 18. (5) من
المصدر والبحار. (6) من المصدر ومن هنا ليس في البحار. (7) القدر: 4. (8)
الكافي: 1 / 385 ح 1 وعنه البحار: 15 / 297 ح 36.
[ 233 ]
1254 / 2 - وعنه: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان،
عن عبد الله بن القاسم، عن الحسن بن راشد، قال: سمعت أبا عبد الله - عليه
السلام -، يقول: إن الله تبارك وتعالى إذا أحب أن يخلق الامام، أمر ملكا
فأخذ شربة من ماء تحت العرش، فيسقيها إياه، فمن ذلك يخلق الامام، فيمكث
أربعين يوما وليلة في بطن امه لا يسمع الصوت، ثم يسمع بعد ذلك الكلام،
فإذا ولد، بعث (الله) (1) ذلك الملك فيكتب بين عينيه: * (وتمت كلمة ربك
صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السيمع العليم) * (2) فإذا مضى الامام
الذي كان قبله، رفع لهذا منار من نور ينظر به إلى أعمال الخلائق، فبهذا
يحتج الله يعلى خلقه. (3)
1255 / 3 - وعنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن
منصور بن يونس، عن يونس بن ظبيان، قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام -
يقول: إن الله عزوجل إذا أراد أن يخلق الامام من الامام، بعث ملكا، فاخذ
شربة من تحت العرش، ثم أوقفها أو دفعها إلى الامام، فشربها، فيمكث في
الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام، ثم يسمع الكلام بعد ذلك، فإذا وضعته
امه، بعث الله إليه ذلك الملك، الذي
= واخرجه في البحار: 25 / 42 ح 17 وج 48 / 2 ح 2 والعوالم: 21 / 19 ح 1،
عن بصائر الدرجات: 440 ح 4 وفي البحار: 48 / 3 ح 3 والعوالم: 21 / 20 ح 3
عن المحاسن 314 ح 32. ورواه في اثبات الوصية 161. (1) ليس في المصدر. (2)
الانعام: 115. (3) الكافي: 1 / 387 ح 2 وعنه حلية الابرار 3 / 295 (ط. ق)،
وأخرجه في البحار: 25 / 39 ح 9 عن بصائر الدرجات: 432 ح 5 وهذا متحد مع
الحديث الآتي بعد خمسة أحاديث، عن تفسير القمي.
[ 234 ]
أخذ الشربة، فكتب على عضده الايمن (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل
لكلماته) * فإذا قام بهذا الامر رفع الله له في كل بلدة منارا ينظر به إلى
أعمال العباد. (1) 1256 / 4 - وعنه: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد،
عن إبن محبوب، عن الربيع بن محمد المسلي، عن محمد بن مروان، قال: سمعت أبا
عبد الله - عليه السلام - يقول: إن الامام ليسمع في بطن امه فإذا ولد خط
بين كتفيه * (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو
السميع العليم) *، فإذا صار الامر إليه، جعل الله عمودا من نور، يبصر ما
يعمل كل أهل بلده (به) (2). (3) 1257 / 5 - وعنه: عن عده من أصحابنا، عن
أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن جميل بن دراج، قال: روى غير واحد من
أصحابنا: أنه قال: لا تتكلموا في الكلام، فإن الامام يسمع الكلام، وهو في
بطن امه، فإذا وضعته كتب الملك بين عينيه: * (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا
مبدل لكلماته وهو السميع العليم) *، فإذا قام بالامر، وضع له في كل بلدة
منارا من نور، ينظر منه إلى أعمال العباد. (4) 1258 / 6 - وعنه: عن علي بن
إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد (هامش) * (1) الكافي: 1 / 387 ح 3 وعنه
المؤلف في حلية الابرار: 2 / 295 (ط. ق). (2) ليس في المصدر. (3) الكافي:
1 / 387 ح 4. (4) الكافي: 1 / 388 ح 6 وعنه البحار: 25 / 45 ح 21 وعن
بصائر الدرجات: 436 / 4 و 6، وأخرجه في البحار: 26 / 133 ح 3 عن البصائر
أيضا.
[ 235 ]
البرقي، عنه أبيه عن محمد بن سنان، عن محمد بن مروان، قال: تلا أبو عبد
الله - عليه السلام - " وتمت كلمة ربك [ الحسنى ] (1) صدقا وعدلا " [
فقلت: جعلت فداك إنما نقرؤها " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا " ] (2) فقال: إن
فيها الحسنى (3). (4) 1259 / 7 - علي بن ابراهيم، قال: حدثني أبي، عن إبن
أبي عمير، عن إبن مسكان، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: إذا خلق
الله الامام في بطن امه، يكتب على عضده الايمن * (وتمت كلمة ربك صدقا
وعدلا لا مبدل
لكلماته وهو السميع العليم) *. (5) 1260 / 8 - وعنه: قال: حدثني أبي، عن
حميد بن شعيب، عن الحسن بن راشد، قال: قال أبو عبد الله - عليه السلام -
إن الله إذا أحب أن يخلق الامام، أخذ شربة من تحت العرش [ من ماء المزن ]
(6) وأعطاها ملكا فسقاها إياها (7)، فمن ذلك يخلق الامام، فإذا ولد، بعث
الله ذلك الملك إلى الامام، فكتب بين عينيه * (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا
لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) (8)، فإذا مضى ذلك الامام الذي قبله،
رفع
(1 و 2) من المصدر. (3) إنما أراد - عليه السلام - تفسير " كلمة ربك "
بالحسنى ولم يرد - عليه السلام - أن ههنا كلمة [ الحسنى ] سقطت من الآية.
(4) الكافي: 8 / 205 ح 249 وعنه البرهان: 1 / 550 ح 6. (5) تفسير القمي: 1
/ 214 - 215 وعنه البحار: 25 / 36 ح 2. (6) من المصدر. (7) كذا في البحار،
وفي الاصل: إياه وفي المصدر: أباه، والمراد بقوله - عليه السلام -: إياها،
أي ام الامام - عليه السلام -. (8) الانعام: 115.
[ 236 ]
له منارا يبصر به أعمال العباد فلذلك يحتج الله به على خلقه. (1) 1261 / 9
- العياشي في تفسيره، بإسناده عن يونس بن ظبيان، قال: سمعت أبا عبد الله -
عليه السلام -، يقول: إن الامام إذا أراد [ الله ] (2) ان يحمل له بإمام
اوتي بسبع ورقات من الجنة، فاكلهن قبل أن يواقع (3)، قال: فإذا وقع في
الرحم، سمع الكلام في بطن امه، فإذا وضعته، رفع له عمود من
نور ما بين السماء والارض (يرى ما بين المشرق والمغرب) (4) وكتب على عضده
[ الايمن: ] (5) * (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا) *، قال: أبو عبد الله -
عليه السلام - قال: [ قال ] (6) الوشا: - حين مر هذا الحديث - لا أروي لكم
هذا، لا تحدثوا عني. (7) 1262 / 10 - عنه، بإسناده، عن يونس بن ظبيان، عن
أبي عبد الله - عليه السلام - قال: إذا أراد الله أن يقبض روح امام، ويخلق
بعده إماما، أنزل قطرة من تحت العرش إلى الارض، يلقيها على ثمرة أو بقلة،
قال: فيأكل تلك الثمرة، أو تلك البقلة الامام الذي يخلق الله منه نطفة
الامام الذي يقوم من بعده. قال: فيخلق الله من تلك القطرة نطفة في الصلب،
ثم تصير إلى
(1) تفسير القمي: 1 / 215 وعنه البحار: 25 / 37 ح 3 وأورده المؤلف في حلية
الابرار: 2 / 6. (2) من المصدر والبحار، وفي البحار: أن يحبل بامام. (3)
في البحار: قبل أن يقع. (4) ليس في البحار. (5) من البحار. (6) من البحار.
(7) تفسير العياشي: 1 / 374 ح 82 وعنه البحار: 25 / 41 ح 15 وعن بصائر
الدرجات: 438 ح 2 وتفسير الصافي: 1 / 151 مختصرا والمؤلف في تفسيره
البرهان: 1 / 551 ح 9.
[ 237 ]
الرحم،
فتمكث فيه أربعين يوما (1)، [ فإذا مضى له أربعون ليلة سمع الصوت، فإذا
مضى له ] (2) أربعة أشهر كتب على عضده الايمن: * (وتمت كلمة ربك صدقا
وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) * فإذا
خرج إلى الارض اوتي الحكمة وزين بالحكم [ والوقار ] (3) وألبس الهيبة،
وجعل له مصباح من نور فعرف [ به الضمير ويرى ] (4) به سائر الاعمال. (5)
1263 / 11 - محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات، عن عباد بن سليمان،
عن محمد بن سليمان الديلمي، عن ابيه [ سليمان بن عبد الله ] (6)، عن أبي
عبد الله - عليه السلام - قال: إن نطفة الامام من الجنة، [ و ] (7) إذا
وقع من بطن امه إلى الارض، وقع وهو واضع يده إلى الارض، رافعا رأسه إلى
السماء. قلت: جعلت فداك، ولم ذلك ؟ قال: لان مناديا يناديه من جو السماء
من بطنان العرش من الافق الاعلى، يا فلان بن فلان اثبت، فانك صفوتي من
خلقي، وعيبة علمي،
(1) في البحار: أربعين ليلة. (2) من المصدر والبحار. (3) من المصدر
والبحار، وفي البحار: بالعلم والوقار. (4) من المصدر والبحار. (5) تفسير
العياشي: 1 / 374 ح 83 وعنه البحار: 25 / 39 ح 8 وعن بصائر الدرجات: 431 -
433 ح 4 و 7 و 8. وأخرجه في البحار: 60 / 358 ح 47 عن البصائر الاولى. (6
و 7) من المصدر.
[ 238 ]
وأميني (على وحيي
وخليفتي في أرضي) (1) لك ولمن توالاك اوجبت رحمتي، ومنحت جناني، واحللت
جواري، ثم وعزتي وجلالي
لاصلين من عاداك، أشد عذابي، وان اوسعت عليهم في دنياي من سعة رزقي، قال:
فإذا إنقضى صوت المنادي، أجابه هو * (شهد الله لا إله إلا هو والملائكة
واولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) *. (2) فإذا
قالها، أعطاه الله العلم الاول والعلم الآخر (3)، واستحق زيادة الروح في
ليلة القدر. (4) 1264 / 12 - سعد بن عبد الله القمي في بصائر الدرجات:
قال: حدثنا المعلى بن محمد البصري، قال: حدثنا محمد بن جمهور العمي، عن
سليمان بن سماعة، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن أبي بصير، قال: قال
أبو عبد الله - عليه السلام -: إن الامام يعرف نطفة الامام الذي يكون منها
امام بعده. (5) 1265 / 13 - محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلى
(هامش) * (1) ليس في المصدر والبحار. (2) آل عمران: 18. (3) من بطنان
العرش أي من وسطه وقيل: من أصله، وقيل: البطنان: جمع بطن وهو الغامض من
الارض يريد من دواخل الارض. كذا قاله الجزري. والمراد بالعلم الاول، العلم
بأحوال المبدأ وأسرار التوحيد وعلم ما مضى وما هو كائن في النشأة الاولى
والشرائع والاحكام، وبالآخر: العلم بأحوال المعاد والجنة والنار وما بعد
الموت من أحوال البرزخ وغير ذلك، ويمكن أن يكون المراد بالعلم الاول علوم
الانبياء والاوصياء السابقين - عليهم السلام - وبالعلم الآخر علوم خاتم
الانبياء - صلى الله عليه وآله -. كذا قاله المجلسي - رحمه الله -. (4)
بصائر الدرجات: 223 ح 13 وعنه البحار: 25 / 37 ح 4. (5) مختصر البصائر: 5،
وأخرجه في البحار: 25 / 44 ح 18 عن بصائر الدرجات: 477 / ح 13.
[ 239 ]
ابن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن إبن مسعود، عن عبد الله بن
إبراهيم الجعفري، قال: سمعت إسحق بن جعفر، يقول: سمعت أبي، يقول: الاوصياء
إذا حملت بهم امهاتهم، أصابهن فترة شبه الغشية، فأقامت في ذلك يومها، ذلك
إن كان نهارا، أو ليلتها إن كان ليلا، ثم ترى في منامها رجلا، يبشرها
بغلام، عليم، حليم، فتفرح لذلك، ثم تنتبه من نومها، فتسمع من جانبها
الايمن في جانب البيت صوتا يقول: حملت بخير وتصيرين إلى خير وجئت بخير
إبشري بغلام، حليم، عليم، وتجد خفة في بدنها، ثم تجد بعد ذلك إتساعا (1)
من جنبيها وبطنها، فإذا كان لتسع من شهورها (2)، سمعت في البيت حسا شديدا،
فإذا كانت الليلة التي تلد فيها، ظهر لها في البيت نور، لا يراه غيرها إلا
أبوه، فإذا ولدته، ولدته قاعدا تفتحت له، حتى يخرج متربعا، (ثم) (3)
يستدير بعد وقوعه إلى الارض، فلا يخطئ القبلة حيث كانت بوجهه (4)، ثم يعطس
ثلاثا، يشير بأصبعه بالتحميد، ويقع مسرورا مختونا ورباعيتاه (5) من فوق
وأسفل، وناباه وضاحكاه، ومن بين يديه مثل سبيكة الذهب (6) نور ويقيم يومه
وليلته تسيل يداه ذهبا وكذلك الانبياء إذا ولدوا وانما الاوصياء
(1) في المصدر والبحار: امتناعا. (2) في المصدر والبحار: من شهرها. (3)
ليس في المصدر. (4) اي يستدير حيث تصير القبلة محاذية لوجهه، وقوله:
بوجهه، متعلق بقوله: لا يخطئ اي لا يخطئ القبلة بوجهه حيث كانت القبلة.
(5) قوله ورباعيتا: لعل نبات خصوص تلك الاسنان لمزيد مدخليتها في الجمال،
مع أنه يحتمل أن يكون المراد كل الاسنان، وإنما ذكرت تلك على سبيل المثال.
(6) أي نور أصفر أو أحمر شبيه بها.
[ 240 ]
أعلاق (1) من الانبياء. (2) 1266 / 14 - عنه: عن علي بن ابراهيم، عن محمد
بن عيسى بن عبيد، قال: كنت أنا وإبن فضال جلوسا إذا أقبل يونس، فقال: دخلت
على أبي الحسن الرضا عليه السلام، فقلت له: جعلت فداك، قد أكثر الناس في
العمود، قال: فقال لي: يا يونس ما تراه أتراه عمودا من حديد يرفع لصاحبك ؟
قال: قلت: ما أدري، قال: لكنه ملك موكل بكل بلدة يرفع الله به أعمال تلك
البلدة، قال: فقام ابن فضال فقبل رأسه، وقال: رحمك الله يا أبا محمد لا
تزال تجئ بالحديث الحق الذي يفرج الله به عنا. (3) 1267 / 15 - وعنه: عن
علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن إبن أبي عمير، عن حريز، عن زراره، عن أبي
جعفر - عليه السلام -، قال: للامام عشر علامات: يولد مطهرا، مختونا، وإذا
وقع على الارض، وقع على راحته رافعا رأسه بالشهادتين، ولا يجنب، وتنام
عينه ولا ينام قلبه، ولا يتثأب ولا يتمطى ويرى من خلفه، كما يرى من أمامه،
ونجوه كرائحة المسك، والارض موكلة بستره، وابتلاعه، وإذا لبس درع رسول
الله - صلى الله عليه وآله - كان عليه وفقا، وإذا لبسها غيره من الناس
طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا وهو محدث، إلى أن تنقضي أيامه - عليه
السلام -. (4)
(1) والاعلاق جمع علق -
بالكسر - وهو النفيس من كل شئ، أي أشرف اولادهم، أو من أشرف أجزائهم
وطينتهم. كذا أفاده المجلسي - رحمه الله -. (2) الكافي: 1 / 387 ح 5 وعنه
البحار: 15 / 295 ح 31 وج 25 / 45 ح 22. (3) الكافي: 1 / 388 ح 7.
(4) الكافي: 1 / 388 ح 8 وعنه البحار 25 / 168 ح 37 وفيه بيان مفيد جدا
للمجلسي - رحمه الله - فليراجع.
[ 241 ]
1268 / 16 - الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد يعني المفيد، قال:
أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن طلحه، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي
بصير، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد - عليه السلام - يقول: إن في
الليلة التي يولد فيها الامام، لا يولد فيها مولود إلا كان مؤمنا، وان ولد
في أرض الشرك نقله الله إلى الايمان ببركة الامام. (1)
الثاني إنه - عليه
السلام - ينادى يوم القيامة زين العابدين 1269 / 17 - إبن بابويه، في
العلل: قال: حدثنا محمد بن علي ما جيلويه - رضي الله عنه -، قال: حدثنا
محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري،
قال: حدثني العباس بن معروف، عن محمد بن سهل البحراني، عن بعض أصحابنا، عن
أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: ينادي مناد يوم القيامة أين زين
العابدين ؟ فكأني أنظر إلى علي بن الحسين - عليهما السلام -، يخطو بين
الصفوف. (2) 1270 / 18 - عنه: قال: حدثنا عبد الله بن النضر بن سمعان
التميمي الخرقاني - رضي الله عنه -، قال: حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد
المكي، قال: حدثنا أبو الحسن عبد الله بن محمد بن عمر الاطروش الحراني،
(1) أمالي الشيخ الطوسي: 2 / 26 وعنه: 25 / 36 ح 1. (2) علل الشرائع: 230 ح 2 وعنه البحار: 46 / 3 ح 3 والعوالم: 18 / 17 ح 3.
وأخرجه المؤلف في حلية الابرار: 2 / 8 ح 1.
[ 242 ]
قال: حدثنا صالح بن زياد أبو سعيد الشوني، قال: حدثنا أبو عثمان عبد الله
بن ميمون السكري، قال: حدثنا عبد الله بن معن الازدي، قال: حدثنا عمران بن
سليم، قال: كان الزهري إذا حدث عن علي بن الحسين - عليهما السلام -، قال:
حدثني زين العابدين علي بن الحسين - عليهما السلام - فقال له سفيان بن
عيينة: ولم تقول زين العابدين ؟ قال: لاني سمعت سعيد بن المسيب، يحدث عن
ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: إذا كان يوم القيامة
ينادي مناد أين زين العابدين ؟ فكاني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب يخطو بين الصفوف. (1) 1271 / 19 - وعنه: بإسناده، عن عبد الله
بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه،
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: إذا كان يوم القيامة، نادى
مناد: أين زين العابدين ؟ فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب - عليهم السلام - يخطو بين الصفوف. (2)
الثالث أنه - عليه السلام
- ذو الثفنات 1272 / 20 - إبن بابويه في العلل: قال: حدثنا محمد بن عصام
الكليني - رضي الله عنه -، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثنا
(1) علل الشرايع: 229 ح 1 وعنه البحار: 46 / 2 ح 1 والعوالم: 18 / 16 ح 1.
(2) أمالي الصدوق: 272 ح 12 وعنه البحار: 46 / 3 ح 2 والعوالم: 18 / 16 ح
2.
[ 243 ]
علي بن محمد، عن أبي [ علي محمد بن ] (1) إسماعيل بن موسى بن جعفر ابن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن آبائه، عن محمد بن
علي الباقر - عليه السلام -، قال: كان لابي - عليه السلام - في موضع سجوده
آثار ثابتة (2)، وكان يقطعها في السنة مرتين، في كل مرة خمس ثفنات، فيسمى
ذا الثفنات (3) لذلك. (4)
الرابع إنخراق أنفه من العبادة في السجود 1273 /
21 - الشيخ في مجالسه: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو
عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن حسن العلوي، قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن
عبد المنعم ابن نصر الصيداوي، قال: حدثنا الحسين بن شداد الجعفي، عن أبيه
شداد بن رشيد، عن عمرو ابن عبد الله بن هند الجملي، عن أبي جعفر محمد بن
علي - عليهما السلام - إن فاطمة بنت علي بن أبي طالب - عليه السلام - لما
نظرت إلى ما يفعل إبن أخيها علي بن الحسين - عليهما السلام - بنفسه من
الدأب في العبادة، أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام الانصاري، فقالت
له: يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا من حقنا عليكم أن إذا رأيتم
أحدنا يهلك نفسه إجتهادا
(1) من المصدر والعوالم. (2) في المصدر والبحار: ناتئة. (3) الثفنة واحدة
الثفنات البعير وهو ما يقع على الارض من أعضائه إذا استناخ وغلظ كالركبتين
وغيرهما. كذا قال الجوهري. (4) علل الشرائع: 233 ح 1 وعنه الوسائل: 4 /
977 ح 3، وفي البحار: 46 / 6 ح 12 والعوالم: 18 / 19 ح 1 عنه وعن معاني
الاخبار: 65 ح 17.
[ 244 ]
ان تذكروه الله، وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا علي بن الحسين - عليهما
السلام - بقية أبيه الحسين - عليه السلام - قد انخرم أنفه وثفنت جبهته
وركبتاه، وراحتاه، ادابا (1) منه لنفسه في العبادة. فأتى جابر بن عبد
الله، باب علي بن الحسين - عليهما السلام - وبالباب أبو جعفر محمد بن علي
- عليهما السلام -، في اغيلمة من بني هاشم، قد إجتمعوا هناك، فنظر جابر
إليه مقبلا، فقال: هذه مشية رسول الله - صلى الله عليه وآله - وسجيته، فمن
أنت يا غلام ؟ قال: فقال: أنا محمد بن علي بن الحسن. فبكى جابر - رضي الله
عنه، ثم قال: أنت والله الباقر عن العلم حقا، ادن مني بأبي أنت، فدنا منه
فحل جابر إزاره، ووضع يده على صدره، فقبله، وجعل عليه خده ووجهه، وقال له:
اقرئك عن جدك رسول الله - صلى الله عليه وآله -، السلام، وقد أمرني أن
أفعل بك ما فعلت، وقال لي: يوشك أن تعيش وتبقى، حتى تلقى من ولدي، من إسمه
محمد يبقر العلم بقرا، وقال لي: إنك تبقى حتى تعمى، ثم يكشف لك عن بصرك.
ثم قال [ لي ]: إئذن لي على أبيك، فدخل أبو جعفر على أبيه، فاخبره الخبر،
وقال: إن شيخا بالباب، وقد فعل بي كيت وكيت، فقال: يا بني ذلك جابر بن عبد
الله. ثم قال: أمن بين ولدان أهلك قال لك: ما قال وفعل بك ما فعل. قال:
نعم [ قال: إنا لله ]. إنه لم يقصدك فيه بسوء، ولقد أشاط بدمك، ثم أذن
لجابر، فدخل
(1) في المصدر والاصل: أدأب، وما أثبتناه من البحار.
[ 245 ]
عليه فوجده في محرابه قد أنضته العبادة فنهض علي - عليه السلام - فسأله عن
حاله سؤالا حفيا (1) ثم أجلسه بجنبه. فأقبل جابر عليه يقول: يابن رسول
الله ! أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لكم، ولمن أحبكم، وخلق
النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك ؟ قال له علي بن
الحسين - عليهما السلام -: يا صاحب رسول الله ! أما علمت أن جدي رسول الله
- صلى الله عليه وآله - قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر فلم يدع
إلاجتهاد له وتعبد - بابي هو وامي - حتى إنتفخ الساق وورم القدم، وقيل له:
أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال: أفلا (2) أكون
عبدا شكورا ؟ ! فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين - عليهما السلام -، وليس
يغني فيه قول من يستميله من الجهد والتعب إلى القصد، قال له يابن رسول
الله: البقيا على نفسك، فانك لمن اسرة بهم يستدفع البلاء، وتستكشف اللاواء
(3)، وبهم يستمطر السماء. فقال: يا جابر لا أزال على منهاج أبوي متاسيا
بهما - صلوات الله عليهما - حتى ألقاهما.
(1) كذا في البحار: يقال: حفى عنه، أكثر السؤال عن حاله وفي الاصل
والمصدر: خفيا وهو تصحيف. (2) في المصدر: فلا. (3) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: ويسئل كشف واللاواء: المشقة، وقيل: القحط " لسان العرب: 15 /
238 ". (*)
[ 246 ]
فأقبل جابر على من حضر، فقال
لهم: والله ما أرى [ في ] (1) أولاد الانبياء بمثل علي بن الحسين - عليهما
السلام - إلا يوسف بن يعقوب - عليهما السلام - والله لذرية علي بن الحسين،
أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب، إن منهم لمن يملا الارض عدلا كما ملئت جورا.
(2)
الخامس انه - عليه السلام - كان على ظهره مثل ركب الابل مما يحمل
للفقراء 1274 / 22 - إبن بابويه في العلل قال: حدثنا محمد بن الحسن أحمد
بن الوليد - رحمه الله -، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن إسماعيل بن منصور، عن
بعض أصحابنا، قال: لما وضع علي بن الحسين - عليهما السلام - على السرير،
ليغسل، نظر إلى ظهره وعليه مثل ركب الابل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل
(الفقراء) (3) والمساكين. (4) 1275 / 23 - عنه: قال: حدثنا محمد بن الحسن
- رضي الله عنه - قال:
(1) من المصدر
والبحار. (2) أمالي الطوسي: 2 / 249 - 251 وعنه البحار: 46 / 60 ح 18
والعوالم: 18 / 103 ح 8 وعن مناقب ابن شهرآشوب: 4 / 148 مختصرا. وأخرجه في
البحار: 71 / 185 ح 47 عن بشارة المصطفى: 66. ويأتي في المعجزة: 2 من
معاجز الامام الباقر - عليه السلام -. (3) ليس في نسخة: " خ ". (4) علل
الشرائع: 231 ح 6 وعنه البحار: 46 / 66 ح 29 والعوالم: 18 / 107 ح 3
والمؤلف في حلية الابرار: 2 / 19 ح 2. (*)
[ 247 ]
حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان،
عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، قال: حدثني بعض أصحابنا، عن أبي حمزة
الثمالي، قال: رأيت علي بن الحسين - عليهما السلام -، يصلي فيسقط رداؤه عن
أحد منكبيه، قال: فلم يسوه حتى فرغ من صلاته [ قال ] (1) فسألته عن ذلك،
فقال: ويحك [ أتدري ] (2) بين يدي من كنت ؟ ! إن العبد لا يقبل من صلاته،
إلا ما أقبل عليه منها بقلبه، وكان علي بن الحسين - عليهما السلام - ليخرج
في الليلة الظلماء، فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير والدراهم، حتى
يأتي (بها) (3) بابا بابا، فيقرعه، ثم يناول من يخرج إليه، فلما مات علي
بن الحسين - عليها السلام -، فقدوا ذلك، فعلموا أن علي بن الحسين - عليهما
السلام - الذي كان يفعل ذلك. (4) 1276 / 24 - وروى ابن بابويه في حديث:
لما مات علي بن الحسين - عليه السلام - نظروا، فإذا يعول في المدينة
أربعمائة بيت من حيث لم يقف الناس عليه. (5) 1277 / 25 - ومن طريق
المخالفين أبو نعيم في حلية الاولياء في الجزء الثاني: عن عمر بن ثابت،
قال: لما مات علي بن الحسين - عليهما السلام -
(1 و 2) من المصدر والبحار. (3) ليس في المصدر والبحار. (4) علل الشرايع:
231 ح 8 وعنه البحار: 46 / 66 ح 28 والعوالم: 18 / 106 ح 2 وصدره في ج 84
/ 237 ح 17 والمؤلف في حلية الابرار: 3 / 261 ح 10 عن الكافي ج 1: 468 ذح
4. (5) أورده المؤلف في حلية الابرار: 3 / 260 ح 8 عن ابن بابويه.
[ 248 ]
فغسلوه، جعلوا ينظرون [ إلى ] (1) آثار سواد بظهره (2)، فقالوا: ماهذا ؟
فقيل: (إنه) (3) كان ليحمل جراب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء اهل
المدينة. (4) 1278 / 26 - ومن الجزء المذكور: قال أبو نعيم، عن محمد بن
إسحق، قال: كان ناس من أهل المدينة، يعيشون لا يدرون من أين (كان) (5)
معاشهم ؟ فلما مات علي بن الحسين - عليهما السلام فقدوا ما كانوا يؤتون به
بالليل. (6) 1279 / 27 - وروى أيضا عن محمد بن زكريا، قال: سمعت ابن
عائشة، يقول: قال أبي: سمعت أهل المدينة، يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتى
مات علي بن الحسين - عليهما السلام -. (7)
(1) من المصدر. (2) ما اثبتناه من المصدر، وفي الاصل: وغسلوه وجعلوا
الاثار سود في ظهره. (3) ليس في المصدر. (4) حلية الاولياء: 3 / 136،
مناقب آل أبي طالب: 4 / 154 وعنه البحار: 46 / 88 والعوالم: 18 / 107
وحلية الابرار: 3 / 264 ح 22. (5) ليس في المصدر. (6) حلية الاولياء: 3 /
136، مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 154 وعنه البحار: 46 / 88 والعوالم: 18 /
108 و مطالب السؤول: 2 / 45 وعنه كشف الغمة: 2 / 77 وحلية الابرار: 3 /
264 ح 20، ورواه ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 202 باختلاف وابو
الفرج في الاغاني: 15 / 326. (7) حلية الاولياء: 3 / 136، مناقب ابن شهر
أشوب: 4 / 153 وعنه البحار: 46 / 88 ح 77 والعوالم: 18 / 108، وأخرجه في
كشف الغمة: 2 / 77 وحلية الابرار: 3 / 264 ح 23 عن
مطالب السؤول: 2 / 45.
[ 249 ]
السادس
تغير لونه إذا قام للصلاة 1280 / 28 - محمد بن علي بن بابويه في العلل،
قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه -، قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن
علي بن المغيرة، عن أبان بن تغلب، قال: قلت لابي عبد الله - عليه السلام
-: إني رأيت علي بن الحسين - صلوات الله عليهما - إذا قام في الصلاة غشى
لونه لون آخر. فقال لي: والله إن علي بن الحسين، كان يعرف الذي يقوم بين
يديه (1). (2) 1281 / 29 - ومن طريق المخالفين: ما رواه أبو نعيم في الجزء
الثاني من كتاب حلية الاولياء في آخر الجزء، قال: عن العتبي، عن أبيه،
قال: كان علي بن الحسين، إذا فرغ من وضوئه لصلاته أخذته رعدة ونفضة، فقيل
له في ذلك. فقال: [ ويحكم ] (3) أتدرون إلى من أقوم ؟ ! ومن اريد أن اناجي
؟ ! (4)
(1) كذا في المصدر والبحار،
وفي الاصل: إليه. (2) علل الشرايع: 231 ح 7 وعنه الوسائل 4 / 685 ح 4
والبحار: 46 / 66 ح 30 وج 84 / 236 ح 14 والعوالم: 18 / 128 ح 6. (3) من
المصدر. (4) حلية الاولياء: 3 / 133 وعنه ابن شهر آشوب في المناقب: 4 /
148. وأخرجه في البحار: 46 / 78 ح 75 والعوالم: 18 / 126 ح 2 حلية
الابرار: 3 / 238 ح 5 عن
المناقب.
[ 250 ]
1282 / 30 - وروى الشيخ
المفيد في إرشاده، قال: روى محمد بن الحسين، قال: حدثنا عبد الله بن محمد
القرشي، قال: كان علي بن الحسين - عليهما السلام - إذا توضأ إصفر لونه،
فيقول له أهله: ما هذا الذي يغشاك ؟ فيقول: أتدرون لمن أتأهب للقيام بين
يديه ؟ (1)
السابع أنه - عليه السلام - إصفر لونه من السهر ورمضت عينه من
البكاء ودبرت جبهته وانخرم أنفه وورمت (2) ساقاه وقدماه من القيام إلى
الصلاة 1283 / 31 - الشيخ المفيد في إرشاده: قال: أخبرني أبو محمد
الانصاري، قال: حدثني محمد بن ميمون البزاز، قال: حدثنا الحسين بن علوان،
عن أبي علي بن زياد بن رستم عن سعيد بن كلثوم، قال: كنت عند الصادق جعفر
بن محمد - عليهما السلام -، فذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه
السلام -، فأطراه ومدحه بما هو أهله ثم قال: والله ما أكل علي بن أبي طالب
من الدنيا حراما قط، حتى مضى لسبيله، وما عرض له أمران فظن أنهما أرضى لله
(3) الا أخذ بأشدهما عليه في دينه، وما نزلت معه برسول الله - صلى الله
عليه وآله - نازلة [ قط ] (4) إلا دعاه ثقة به، وما أطاق عمل رسول الله -
صلى الله عليه وآله - من هذه الامة غيره، وإنه كان ليعمل عمل رجل
(1) الارشاد للمفيد: 256، وعنه البحار 46 / 73 ح 61، وعن اعلام الورى:
255. (2) في البحار: وقد ورمت. (3) في البحار: قط هما لله رضا. (4) من
المصدر والبحار. (*)
[ 251 ]
كأن وجهه بين الجنة والنار،
يرجو ثواب هذه، ويخاف عقاب هذه، ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه
الله والنجاة من النار، مماكد بيده (1) ورشح منه جبينه، وإن كان ليقوت
أهله بالزيت والخل والعجوة (2)، وما كان لباسه إلا الكرابيس (3) إذا فضل
شئ عن يده من كمه دعا بالجلم (4) فقصه، وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته [
أحد ] (5) أقرب شبها به في لباسه وفقهه، من علي بن الحسين - عليهما السلام
-. ولقد دخل أبو جعفر إبنه - عليه السلام - عليه فإذا هو قد بلغ من
العبادة ما لم يبلغه أحد فرآه [ و ] (6) قد إصفر لونه من السهر، وومضت
عيناه من البكاء، ودبرت جبهته، وانخرم أنفه من السجود، و [ قد ] (7) ورمت
ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة (8). فقال: أبو جعفر - عليه السلام -:
فلم أملك حين رأيته بتلك الحال (من البكاء) (9)، فبكيت رحمة عليه (10)،
وإذا هو يفكر، فالتفت
(1) في المصدر
والبحار: بيديه. (2) " العجوة " ضرب من التمر، يقال: هو مما غرسه النبي -
صلى الله عليه وآله - بيده، ويقال: هو نوع من تمر المدينة اكبر من
الصيحاني يضرب إلى السواد من غرس النبي - صلى الله عليه وآله - (لسان
العرب). (3) " الكرباس " الثوب الخشن وهو فارسي معرب بكسر الكاف والجمع
كرابيس. (4) في المصدر: بالمقراض، والجلم والجلمان: - بلفظ التثنية - آلة
كالمقص لجلم الصوف " المنجد ". (5 و 6) من المصدر والبحار. (7) من البحار.
(8) كذا في المصدر والبحار. (9) ليس في المصدر. (10) في البحار: له.
[ 252 ]
[ إلي ] (1) بعد هنيئة من دخولي، فقال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي
فيها عبادة علي بن أبي طالب - عليه السلام -، فأعطيته فقرأ فيها شيئا
يسيرا، ثم تركها من يده تضجرا، وقال: من يقوى على عبادة علي - عليه السلام
-. ورواه أبو علي الطبرسي في إعلام الورى، عن الحسين بن علوان، عن أبي علي
زياد بن رستم، قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد - عليهما السلام - وذكر
أمير المؤمنين - عليه السلام - وذكر الحديث. (2)
معجزاته - عليه السلام -:
الاول الشهاب الذي نزل على إبليس 1284 / 32 - أبو جعفر محمد بن جرير
الطبري، وكتاب الانوار وهداية الحضيني، واللفظ للطبري قال: في الحديث. قال
إبليس - لعنه الله -: يا رب إني (قد) (3) رأيت العابدين لك من عبادك من
(4) أول الدهر إلى عهد علي بن الحسين - عليهما السلام - فلم (5) أر فيهم
أعبد لك ولا أخشع
(1) من المصدر
والبحار. (2) الارشاد للمفيد: 255، اعلام الورى: 254 - 255 وأخرجه في كشف
الغمة: 2 / 85 والبحار: 46 / 74 ح 65 والوسائل: 1 / 68 ح 18 والعوالم: 18
/ 90 ح 2 وحلية الابرار: 2 / 222 ح 15 عن الارشاد، وصدره في البحار: 41 /
110 ح 19 وقطعة منه في الوسائل: 3 / 370 ح 2، وأورده في اعلام الورى: 254
- 255.
(3) ليس في المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: في وهو مصحف. (5) كذا
في المصدر، وفي الاصل: لم.
[ 253 ]
(لك) (1) منه فأذن لي يا إلهي [ أن ] (2) اكيده لاعلم صبره، فنهاه الله عن
ذلك فلم ينته، فتصور لعلي بن الحسين - عليهما السلام - وهو قائم في صلاته
(3) افعى له عشرة رؤوس محددة الانياب منقلبة الاعين من الحمرة، وطلع عليه
من جوف الارض، من مكان سجوده، ثم تطاول فلم يرعه ذلك (4) ولا نظر بطرفه
إليه فانخفض إلى الارض في صورة الافعى وقبض على عشرة اصابع (علي بن الحسين
وأقبل) (5) يكدمها بأنيابه وينفخ عليها من نار حمومه (6) وهو لا ينكسر
طرفه إليها ولا يحرك قدميه عن مكانها ولا يختلجه (7) شدة ولا وهم في
صلاته، فلم يلبث [ إبليس ] (8) حتى إنقض عليه شهاب محرق من السماء، فلما
أحس به إبليس صرخ، وقام إلى جانب علي بن الحسين في صورته الاولى، وقال: يا
علي أنت سيد العابدين، كما سميت وأنا ابليس، والله لقد شاهدت من عبادة
النبيين والمرسلين من لدن آدم إلى زمنك (9)، فما رأيت مثل عبادتك ولوددت
إنك إستغفرت لي، فان الله كان يغفر لي، ثم تركه وولى
(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) في المصدر: بصورة. (4) كذا في
المصدر وفي الاصل تطول فلم يرعد لذلك. (5) ليس في المصدر، وفيه أصابعه.
(6) في المصدر: جوفه. (7) في المصدر: فلم ينكسر طرفه ولم يحرك قدميه عن
مكانها ولم يختلجه. (8) من المصدر. (9) كذا في المصدر، وفي الاصل: من لدن
آدم إليك.
[ 254 ]
(وهو في صلاته لا يشغله كلامه، حتى قضى صلاته على تمامها) (1). (2)
الثاني
سلامة إبنه أبي جعفر الباقر - عليه السلام - حين وقع في البئر 1285 / 33 -
كتاب الانوار وكتاب أبي جعفر محمد بن جرير الطبري وغيرهما، واللفظ للطبري
قال: روى أنه كان قائما في صلاته، حتى زحف إبنه محمد، وهو طفل إلى بئر،
كانت في دار [ ه ] (3) بعيدة القعر، فسقط فيها فنظرت إليه امه فصرخت،
فأقبلت تضرب بنفسها من حوالي البيت (4) وتستغيث به، وتقول له يابن رسول
الله، غرق والله إبنك محمد، وهو يسمع (5) قولها ولا ينثني عن صلاته، وهي
تسمع إضطراب إبنها في قعر البئر في الماء فتشتد، فلما طال عليها ذلك قالت
له: جزعا على إبنها: ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت النبوة ؟ ! فأقبل على
صلاته ولم يخرج عنها إلا بعد كمالها (6) وتمامها، ثم اقبل عليها، فجلس على
رأس البئر ومد يده إلى قعرها، وكانت لا تنال إلا برشاء طويل، فأخرج إبنه
محمدا، وهو يناغيه (7) ويضحك ولم يبتل له ثوب ولا جسد بالماء،
(1) ليس في المصدر. (2) دلائل الامامة: 83، مناقب آل أبي طالب: 4 / 134،
الهداية الكبرى للحضيني: 45 وأخرجه في البحار: 46 / 58 ح 11 والعوالم: 18
/ 129 ح 7 عن المناقب وأورده في حلية الابرار: 3 / 235 ح 1 عن الهداية
الكبرى ويأتي في المعجزة: 87 عن الهداية الكبرى.
(3) من المصدر. (4) في المصدر: من حول البئر. (5) كذا في المصدر، وفي
الاصل: وكل ذلك يسمع. (6) في المصدر: ولم يخرج منها حتى أتمها. (7)
يناغيه: يلاطفه ويلاعبه.
[ 255 ]
فقال: هاك يا قليلة اليقين بالله، فضحكت لسلامة إبنها، وبكت لقوله: فقال
لاتثريب عليك أما علمت انني كنت بين يدي جبار لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه
عني أفمن ترين أرحم بعبده منه ؟ ! (1) ورواه الحضيني في هدايته بإسناده عن
أبي عبد الله - عليه السلام - وفي آخر الحديث، فقال لها: لاتثريب عليك،
أما علمت إني كنت بين يدي جبار لو ملت بوجهي عنه، مال بوجهه عني أفمن ترين
بعده ؟ (2) 1286 / 34 - وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري كان علي بن
الحسين - عليه السلام - حسن الصلاة يصلي في كل يوم وليلة، ألف ركعة سوى
الفريضة، فقيل له: أين هذا العمل من عمل علي جدك ؟ فقال: مه إنني نظرت في
عمل علي يوما واحدا فما استطعت أن أعدله (3) من الحول إلى الحول. (4)
(1) في المصدر: ولما رأت امه ذلك، ضحكت لسلامة ولدها، فقال لها مالك يا
ضعيفة اليقين بالله، فبكت لما نالت منه في جزعها، فقال: لا تثريب عليك لو
علمت إني. (2) دلائل الامامة: 83، مناقب آل أبي طالب: 4 / 135 عن كتاب
الانوار، الهداية الكبرى: 45 (ط. ق). وأخرجه في البحار: 46 / 34 ح 29 و 30
عن المناقب والعدد القوية: 62. 82 وفي العوالم:
18 / 75 ح 1 عنهما وعن الهداية الكبرى. وأورده المؤلف قدس سره في حلية
الابرار: 3 / 237 ح 2. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: فعدلت من الحول، وفي
مستدرك الوسائل: 4 / 97 ح 11 عن الهداية والمناقب والبحار. (4) دلائل
الامامة: 84.
[ 256 ]
الثالث ركوبه السحاب 1287 / 35 - ابو جعفر محمد بن جرير الطبري، قال:
حدثنا عبد الله ابن محمد البلوي، قال:، سمعت عمارة بن يزيد، قال: حدثني
إبراهيم بن سعد، قال: لما كانت وقعة الحرة، وأغار الجيش على المدينة
وأباحها ثلاثا (1) وجه بردعة الحمار صاحب يزيد بن معاوية، في طلب علي بن
الحسين - عليه السلام - ليقتله أو يسمه، فوجدوه في منزله، فلما دخلوا [
عليه ] (2) ركب السحاب، وجاء حتى وقف فوق رأسه، وقال: أيما أحب إليك تكف
أو آمر الارض أن تبلعك ؟ قال: ما أردت إلا إكرامك والاحسان إليك، ثم نزل
عن السحاب، فجلس بين يديه، فقرب إليه أقداحا فيها ماء ولبن وعسل، فاختار
علي بن الحسين - عليهما السلام - لبنا وعسلا، ثم غاب من بين يديه حيث لا
يعلم (3). (4)
الرابع سبقه - عليه السلام - صريمة الضباء 1288 / 36 - أبو
جعفر محمد بن جرير الطبري، قال: حدثنا أبو محمد سفيان بن وكيع، عن أبيه،
عن الاعمش، عن قدامة بن عاصم، قال:
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأغير على المدينة وجه. (2) من المصدر.
(3) في المصدر: فلما دخلو عليه جاء، سحاب فوقف على رأسه فنزل منه ملك فقام
بين يديه، وقال له: أيما أحب إليك الكف أو آمر الارض أن تبتلعهم ؟ فقال:
ماكل هذا. فقال: ما أردت إلا إكرامك والاحسان إليك، ثم جلس بين يديه إلى
آخر وهو مصحف قطعا. (4) دلائل الامامة: 84.
[ 257 ]
كان علي بن الحسين - عليهما السلام - رجلا أسمر ضخما من الرجال، وكان ينظر
إلى صريمة فيها ظباء، فيسبق أوائلها ويردها على أواخرها. (1)
الخامس كلام
الصخرة 1289 / 37 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، قال: حدثنا عبد الله بن
محمد، عن عمارة بن زيد (2)، عن أبي إسحاق إبراهيم بن منذر (3)، قال: جاء
مال من خراسان إلى مكة، فقال محمد بن الحنفية: هذا المال لي وأنا أحق به.
فقال له علي بن الحسين - عليهما السلام -: بيني وبينك الصخرة (وأتيا
الصخرة) (4) فكلم محمد بن الحنفية الصخرة، فلم [ تجبه ولم ] (5) تنطق،
فكلمها علي بن الحسين - عليهما السلام - فنطقت، وقالت: المال لك (المال
لك) (6) وأنت الوصي إبن الوصي والامام إبن الامام. فبكى محمد وقال: يا ابن
أخي لقد ظلمتك إذ (7) غصبتك حقك. (8)
(1) دلائل الامامة: 84. (2) في المصدر: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبادة بن زيد. (3) في المصدر: غندر. (4) ليس في المصدر.
(5) من المصدر. (6) ليس في المصدر. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: إن. (8) دلائل الامامة: 84 - 85.
[ 258 ]
السادس رد الشمس من المغرب إلى المشرق 1290 / 38 - أبو جعفر محمد بن جرير
الطبري: قال: حدثنا أبو محمد: عبد الله، قال: حدثنا (محمد بن) (1) سعيد،
عن سالم بن قبيصة، قال: شهدت علي بن الحسين - عليهما السلام - وهو يقول:
أنا أول من خلق الارض، وأنا آخر من يملكها. فقلت له (2): يابن رسول الله
وما آية ذلك ؟ قال: آية ذلك أن أرد الشمس من مغربها إلى مشرقها ومن مشرقها
إلى مغربها. فقيل له: إفعل ذلك (ففعل) (3) وقال علي بن الحسين - صلوات
الله عليهما -: سألت ربي ثلاثا فأعطاني، سألته أن يحل في ما حل في سميي من
قبل، ففعل تعالى وان يرزقني العبادة ففعل، وان يلهمني التقوى ففعل تعالى.
(4)
السابع ابراؤه - عليه السلام - مكفوفا وغيره 1291 / 39 - عنه: قال:
حدثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه وكيع، عن الاعمش، قال: قال إبراهيم بن
الاسود اليمني، قال: رأيت علي بن الحسين
(1) ليس في نسخة: " خ ". (2) في المصدر: أنا أول من خلق الله وآخر من يهلكها.
(3) من المصدر. (4) دلائل الامامة: 85.
[ 259 ]
- عليه السلام - وقد اوتي بطفل مكفوف، فمسح عينيه فاستوى بصره، وجاؤا إليه
بأبكم فكلمه واجابه، فجاؤا إليه بمقعد فمسحه، وسعى ومشى. (1)
الثامن أنه -
عليه السلام - أعطى رجلا درهما ورغيفا فعاش بهما وعياله أربعين سنة 1292 /
40 - عنه: قال: حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب الهاشمي، قال: حدثنا محمد بن
بكير، قال: أخبرنا سليمان بن عيسى، قال: لقيت علي بن الحسين - عليهما
السلام -، فقلت له: يابن رسول الله إني معدم، فأعطاني درهما ورغيفا، فأكلت
أنا وعيالي من الرغيف والدرهم أربعين سنة. (2)
التاسع طبعه - عليه السلام
- بخاتمه في الحجر 1293 / 41 - عنه: قال: حدثني خليفة بن هلال، قال: حدثنا
أبو نمير علي بن يزيد، قال: كنت مع علي بن الحسين - عليهما السلام - عندما
إنصرف من الشام إلى المدينة، فكنت أحسن إلى نسائه واتوارى عنهم عند قضاء
حوائجي (3)، فلما نزلوا المدينة بعثوا إلي بشئ من حليهن، فلم آخذه، وقلت:
فعلت هذا لله عزوجل، فأخذ علي بن الحسين - عليهما السلام - حجرا أسودا
صماء، فطبعه بخاتم ثم قال: خذه وسل كل حاجة
(1) دلائل الامامة: 85. (2) دلائل الامامة: 85. (3) في المصدر: واتوارى عنهم إذا نزلوا وابعد عنهم إذا رحلوا. (*)
[ 260 ]
لك منه، فوالذي بعث محمدا بالحق،
لقد كنت أجعله في البيت المظلم فيسرج لي وأضعه على الاقفال، فتنفتح لي
وآخذه بيدي وأقف بين يدي السلاطين فلا أرى (1) إلا ما احب. (2)
العاشر
إرتفاعه - عليه السلام - إلى عليين 1294 / 42 - عنه: قال: حدثنا عبد الله
بن يسر (3) قال: أخبرنا محمد ابن إسحق الصاعدي وأبو محمد ثابت بن ثابت،
قالا: حدثنا جمهور بن حكيم، قال: رأيت علي بن الحسين - عليهما السلام -
وقد نبت له أجنحة وريش، فطار، ثم قال: رأيت الساعة، جعفر بن أبي طالب -
عليه السلام - في أعلى عليين، فقلت: وهل تستطيع أن تصعد. فقال: نحن
صنعناها وكيف لا نقدر أن نصعد إلى ما صنعنا، نحن حملة العرش والكرسي ثم
أعطاني طلعا في غير أوانه. (4)
الحادي عشر أنه - عليه السلام - حملته
الطير وحفت به الطير 1295 / 43 - عنه: قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال:
حدثنا عمارة ابن زيد، قال: حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: لقيت علي بن
الحسين - عليه السلام -، وهو خارج إلى ينبع [ ماشيا ] (5) فقلت: يابن رسول
الله
(1) بين المصدر والاصل اختلاف
كثيرة ولذا لم نشر إلى الاختلاف وصححنا المتن. (2) دلائل الامامة: 86. (3)
في المصدر: عبد الله بن منير. (4) دلائل الامامة: 86. (5) من المصدر.
[ 261 ]
لو (1) ركبت. فقال: ههنا [ ما ] (2) هو أيسر، فانظر، فحملته الريح وحفت به
الطير من كل جانب، فما رأيت مرفوعا أحسن منه يرفد إلى الطير (3) لتناغيه
والريح تكلمه. (4)
الثاني عشر كلام الظبية 1296 / 44 - ثم قال أبو جعفر
محمد بن جرير الطبري: روى عمرو ابن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر - عليه
السلام -، قال: بينا علي بن الحسين - عليهما السلام - جالس مع أصحابه، إذ
أقبلت ظبية من الصحراء، حتى قامت بين يديه وضربت بذنبها وحمحمت (5) فقال:
بعض القوم (يابن رسول الله) (6) ما تقول الظبية ؟ قال: تقول (7): أن فلان
ابن الفلان القرشي، أخذ خشفها (8) بالامس [ ولم ترضعه منذ أمس، فوقع في
قلب الرجل من ذلك شك. قال: فأرسل على القرشي، وقال له: هذه الظبية تشكوك
وتزعم
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: إن. (2) من المصدر. (3) في المصدر: مرأى
أحسن من ذلك وكانت الطير. (4) دلائل الامامة: 86. (5) في المصدر: فوقفت
بين يديه وضربت بذنبها وبغمت. (6) ليس في المصدر. (7) في المصدر: تذكر.
(8) الخشف: مثلثة، ولد الظبي.
[ 262 ]
أنك أخذت خشفها أمس ] (1) في وقتها كذا وكذا وانه لم يرضع منذ أمس (2)
شيئا وقد سئلتني أن أسالك أن تبعث به إليها (أن ترضعه وترده إليك) (3).
قال: والذي بعث محمدا بالرسالة لقد صدقت. فقال له: أرسل إلي الخشف، فلما
رأته حمحمت (4)، فضربت بذنبها، ورضع منها. فقال (5) [ له ] (6) بحقي عليك
يا فلان إلا وهبته لي، فوهبه لعلي بن الحسين - عليهما السلام - ووهبه علي
بن الحسين لها، (وكلمها بمثل كلامها) (7) فحمحمت (8) وضربت بذنبها،
وانطلقت مع الخشف. فقالوا: يابن رسول الله ما قالت ؟ قال: دعت الله (9)
وجزتكم خيرا. ورواه الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص: عن محمد بن الحسين ابن
أبي الخطاب، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد الحناط، عن محمد بن مسكين، عن
عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر.
(1) من المصدر. (2) في المصدر: في وقت كذا ولم ترضعه منذ أمس وقد. (3) ليس
في المصدر. (4) في المصدر: بغمت. (5) في المصدر: فرضع منها ثم قال. (6) من
المصدر. (7) ليس في المصدر. (8) في المصدر: فبغمت.
(9) في المصدر: دعت لكم.
[ 263 ]
عليهما
السلام -، قال: بينا علي بن الحسين - عليهما السلام - مع أصحابه إذ أقبل
ظبي من الصحراء وذكر الحديث. ورواه الحضيني في هدايته بإسناده، عن جابر،
عن أبي جعفر - عليه السلام -، قال: بينا علي بن الحسين - عليهما السلام -
جالس بين أصحابه، إذ دخلت عليه ظبية من الصحراء، وذكر الحديث. (1)
الثالث
عشر إخباره - عليه السلام - بأن عمر بن عبد العزيز يلي الناس 1297 / 45 -
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، قال: روى الحسين ابن سعيد، عن القاسم بن
محمد بن دينار، عن عبد الله بن عطا التميمي، قال: كنت مع علي بن الحسين -
عليهما السلام - في المسجد، فمر عمر بن عبد العزيز، وعليه نعلان شراكهما
(2) فضة، وكان [ من ] (3) أمجن الناس وهو شاب، فنظر إليه علي بن الحسين -
عليهما السلام -، ثم قال (4): يا عبد الله بن عطا أترى (5) هذا المترف ؟
إنه لا يموت حتى يلي الناس. قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، هذا الفاسق ؟
فقال: نعم ولا يلبث (عليهم) (6) إلا يسيرا حتى يموت فإذا مات
(1) دلائل الامامة: 86، والاختصاص: 299، والهداية الكبرى: 45 - 46. وأخرجه
في البحار: 46 / 25 ح 9 و 10، والعوالم: 18 / 50 ح 3 عن الاختصاص وبصائر
الدرجات: 350 ح 10 ومناقب آل أبي طالب: 4 / 140. (2) ليس في البحار،
والشراك: سير النعل، والجمع شرك. " لسان العرب ". (3) من المصدر. (4) في
المصدر: وقال.
(5) كذا في المصدر، وفي الاصل: ترى. (6) ليس في المصدر.
[ 264 ]
لعنه أهل السماء وبكى علهى أهل الارض. ورواه محمد بن الحسن الصفار في
بصائر الدرجات، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن
دينار، عن عبد الله ابن عطا التميمي، قال: كنت مع علي بن الحسين - عليهما
السلام -، في المسجد، فمر عمر بن عبد العزيز وذكر الحديث، وفيه: فلا يلبث
فيهم إلا يسيرا إلى آخره. (1)
الرابع عشر إخباره - عليه السلام - بما يصير
إليه هو والنساء حين حبسهم يزيد - لعنه الله - 1298 / 46 - أبو جعفر محمد
بن جرير الطبري، قال: روى الحسين ابن سعيد والبرقي عن النضر بن سويد، عن
يحيى بن حمران الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: اتي
بعلي بن الحسين - عليهما السلام - إلى يزيد بن معاوية - لعنهما الله - [
ومن معه من النساء أسرى، ] (2) وجعلوهم في بيت، ووكلوا بهم قوما من العجم،
لا يفهمون العربية. فقال بعضهم لبعض: إنما جعلنا في هذا البيت، ليهدم
علينا فيه، فيقتلنا.
(1) دلائل
الامامة: 88، بصائر الدرجات: 170 ح 1. وأخرجه في البحار: 46 / 23 ح 2 وص
327 ح 5 والعوالم: 18 / 69 ح 1 وإثبات الهداة: 3 / 12 ح 18 عن البصائر.
وأورده في الثاقب في المناقب: 360 ح 298.
(2) من المصدر.
[ 265 ]
فقال: علي بن
الحسين للحرس بالرطانة: [ أ ] (1) تدرون ما تقول هولاء النساء ؟ يقلن: كيت
وكيت. فقال الحرس: قد قالوا لكم إنكم تخرجون غدا، وتقتلون. فقال علي -
عليه السلام -: كلا يأبى الله ذلك، ثم اقبل عليهم يعلمهم بلسانهم. (2)
والرطانة عند أهل المدينة: اللغة الفارسية. (3)
الخامس عشر معرفته منطق
الطير 1299 / 47 - المفيد في الاختصاص، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة
الثمالي، قال: كنت مع علي بن الحسين - عليه السلام - في داره، وفيها شجرة
فيها عصافير وهن يصحن، فقال لي أتدري ما يقلن هؤلاء ؟ فقلت: لا أدري.
فقال: يسبحن ربهن ويطلبن رزقهن. ورواه محمد بن الحسن الصفار، في بصائر
الدرجات، عن يعقوب ابن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عمن رواه، عن
الميثمي، عن منصور، عن الثمالي، قال: كنت مع علي بن الحسين - عليه السلام
- في داره،
(1) من المصدر. (2) في المصدر: ثم أخذ يكلمهم بلسانهم. (3) دلائل الامامة: 88. (*)
[ 266 ]
وفيها شجرة فيها عصافير وذكر
الحديث بعينه. ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، قال: روى يعقوب بن
يزيد عن الوشاء عمن رواه، عن الميثمي، وذكر الحديث بإسناده. (1)
السادس
عشر مثله 1300 / 48 - محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي
بن الحكم عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، قال: كنت عند علي بن
الحسين - عليهما السلام -، فانتشرت العصافير، وصوتت، فقال: يا أبا حمزة
أتدري ما تقول ؟ قلت: لا. قال: تقدس ربها، وتسأله قوت يومها. ثم قال: يا
أبا حمزة علمنا منطق الطير، واوتينا من كل شئ. ورواه الشيخ المفيد في
الاختصاص، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن إسماعيل بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند علي بن الحسين
- عليهما السلام - فلما إنتشرت العصافير، وصوتت، فقال: يا أبا حمزة أتدري
ما يقلن ؟ وذكر الحديث بعينه. (2)
(1)
الاختصاص: 292، بصائر الدرجات: 341 ح 1، دلائل الامامة: 88، وأخرجه في
البحار: 27 / 263 ح 7 والبرهان: 3 / 199 ح 1 عن الاختصاص والبصائر، وفي ج
64 / 302 ح 4 عن البصائر ودلائل الامامة. ويأتي في المعجزة 59 عن حلية
الاولياء. (2) بصائر الدرجات: 341 ح 2، الاختصاص: 293 وعنهما البرهان: 3 /
200 ح 2 والبحار: 46 = (*)
[ 267 ]
السابع عشر معرفته منطق البهائم
1301 / 49 - محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسن، عن العباس بن معروف،
عن أبي القاسم الكوفي، عن محمد بن الحسن، عن الحسن بن محمد بن عمران (1)،
عن زرعة، عن سماعة، عن أبي بصير، عن رجل، قال: خرجت مع علي بن الحسين -
عليهما السلام - إلى مكة، فلما رحلنا من الابواء كان [ على ] (2) راحلته،
وكنت أمشي فرأينا غنما، وإذا نعجة [ قد ] (3) تخلفت عن الغنم، وهي تثغوا
(4) ثغاء شديدا وتلتفت، وإذا سخلة خلفها تثغو وتشد في طلبها: وكلما قامت
السخلة، ثغت (5) النعجة فتبعتها [ السخلة ] (6) فقال علي: يا عبد العزيز
أتدري ما قالت النعجة للسخلة ؟ قلت: لا والله ما أدري. قال: إنها قالت:
إلحقي بالغنم، فإن أختك (7) عام اول، تخلفت في
= / 23 ح 34 والعوالم: 18 / 45 ح 1 وعن مناقب آل أبي طالب: 4 / 132 نقلا
عن حلية الاولياء: 3 / 140، وفي البحار: 27 / 269 ح 20 عن الاختصاص وفي ج
64 / 306 ح 9 عن حياة الحيوان: 2 / 119 للدميري نقلا من حلية الاولياء.
ويأتي في المعجزة: 59 عن المناقب. (1) في المصدر: محمد بن الحسن بن محمد
بن عمران. (2 و 3) من المصدر والبحار. (4) في المصدر: تثفو ثفاء وهو مصحف
لانا لم نجد له معنى محصلا بالفاء - وأما الثغاء: صوت الشاة والمعز وما
شاكلها (أقرب الموارد). (5) في المصدر: أثفتلت.
(6) من المصدر. (7) في المصدر: اختها.
[ 268 ]
هذا الموضع، فأكلها الذئب. (1) 1302 / 50 - وفي كتاب أبي جعفر محمد بن
جرير الطبري، روى العباس بن معروف، عن أبي الحسن الكرخي، عن الحسن بن
عمران (2)، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي بصير، قال: خرجت مع علي بن الحسين -
عليهما السلام - إلى مكة فبلغنا الابواء (3)، فإذا غنم ونعجة قد تخلفت عن
القطيع، فهي تثغوا ثغاء شديدا وتلتفت (4) إلى سخلتها تثغوا وتشتد في طلبها
فلما قامت (5) السخلة ثغت النعجة فتبعتها السخلة. فقال: يا أبا بصير أتدري
ما تقول النعجة لسخلتها ؟ فقلت: لا والله ما أدري. فقال: إنها تقول: إلحقي
بالغنم، فان اختك عام اول تخلفت في هذا الموضع، فأكها الذئب. (6) 1303 /
51 - وفي كتاب إختصاص المفيد، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن معروف، عن
أبي القاسم عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن محمد بن الحسن، وساق الحديث،
وفي الحديث، فقال علي بن الحسين - عليهما السلام -: يا عبد العزيز أتدري
ما قالت النعجة ؟ قلت: لا والله ما أدري.
(1) بصائر الدرجات: 347 ح 2 وعنه البحار: 46 / 24 ح 6 والعوالم: 18 / 46 ح
1. (2) كذا في البحار والمصدر، وفي الاصل: بن علي. (3) في المصدر: الابواب
وهو مصحف قطعا.
(4) في المصدر: وتنقلب. (5) في المصدر: لعبت. (6) دلائل الامامة: 88 - 89
وعنه البحار: 64 / 143 ح 49.
[ 269 ]
قال: فإنها قالت: إلحقي بالغنم، فان اختك عام اول تخلفت في هذا الموضع،
فأكلها الذئب. (1)
الثامن عشر مثله 1304 / 52 - محمد بن الحسن الصفار في
بصائر الدرجات، عن عبد الله بن محمد، عن محمد بن إبراهيم، قال: حدثني بشير
وإبراهيم إبني محمد، عن أبيهما (2)، عن حمران بن أعين قال: كان أبو محمد
علي ابن الحسين - عليهما السلام - قاعدا في جماعة من أصحابه، إذ جائته
ظبية، فبصبصت (3) وضربت بيديها. فقال أبو محمد: أتدرون ما تقول الظبية ؟
قالوا: لا. قال: تزعم الظبية أن فلان بن فلان - رجلا من قريش - إصطاد خشفا
لها في هذا اليوم، وإنما جائت إلي تسألني (ان أساله) (4) أن يضع الخشف بين
يديها فترضعه. فقال علي بن الحسين - عليهما السلام - لاصحابه: قوموا بنا
إليه، فقاموا بأجمعهم، فأتوه، فخرج إليهم.
(1) الاختصاص: 294 - 295 وعنه البحار: 46 / 24 ح 6 والعوالم: 18 / 46 ح 1.
وأخرجه في البحار: 64 / 36 ح 14 عن الاختصاص أيضا. (2) كذا في البحار
والعوالم، وفي الاصل والمصدر: أبيه.
(3) قال الجوهري: بصبص الكلب وتبصبص: حرك ذنبه والتبصبص: التملق. (4) ليس
في نسخة: " خ ".
[ 270 ]
فقال: فداك أي وامي ما جاء بك (1) ؟ قال: أسالك بحقي عليك إلا أخرجت إلي
هذا الخشف الذي اصطدته اليوم، فأخرجه فوضعه بين يدي امها فأرضعتها. ثم
قال: علي بن الحسين - عليهما السلام -: أسألك يا فلان لما وهبت لي هذا
الخشف، قال: قد فعلت، قال: فأرسل الخشف مع الظبية فمضت فبصبصت، وحركت
ذنبها. فقال علي بن الحسين - عليهما السلام -: أتدرون ما تقول الظبية ؟
قالوا: لا. قال: إنها تقول رد الله عليكم كل غائب (لكم) (2) وغفر لعلي بن
الحسين - عليهما السلام - كما رد الي ولدي. ورواه المفيد في الاختصاص، عن
عبد الله بن محمد، عن محمد بن ابراهيم، قال: حدثني بشير وابراهيم ابنا
محمد، عن حمران بن أعين، عن أبي محمد علي بن الحسين - عليهما السلام -،
قال: كان قاعدا في جماعة من أصحابه، إذ جائته ظبية، فبصبصت عنده وضربت
بيديها، وذكر الحديث بعينه. (3) 1305 / 53 - ورواه ابو جعفر محمد بن جرير
الطبري قال: روى محمد بن ابراهيم، قال: حدثني: بشير بن محمد، عن حمران بن
أعين، قال:
(1) في المصدر: ما حاجتك ؟
(2) ليس في المصدر والبحار.
(3) بصائر الدرجات: 352 ح 14، الاختصاص: 297 وعنهما البحار: 46 / 26 ح 11
والعوالم: 18 / 49 ح 1 وفي البحار: 64 / 37 ح 16 عن الاختصاص.
[ 271 ]
كنت قاعدا عند علي بن الحسين - عليهما السلام -، ومعه جماعة من أصحابه،
فجائت ظبية، فبصبصت وضرب بذنبها. فقال: أتدرون (1) ما تقول هذه الظبية ؟
قلنا: ما ندري (2). فقال: تزعم أن رجلا إصطاد خشفا لها، وهي تسئلني أن
اكلمه [ ليرده عليها، ] (3) فقام وقمنا معه حتى جاء إلى باب الرجل، فخرج
إليه والظبية [ معنا، ] (4) فقال له علي بن الحسين: إن هذه الظبية زعمت
كذا وكذا، وأنا أسألك أن ترده عليها، فدخل الرجل داره مسرعا، وأخرج إليه
الخشف، وسيبه (5)، ومضت الظبية والخشف معها، وأقبلت تحرك ذنبها. فقال علي
بن الحسين: هل تدرون ما تقول ؟ فقلنا: ما ندري. فقال: إنها تقول رد الله
عليكم كل حق غصبتم عليه أو كل غائب وكل سبب ترجونه، وغفر لعلي بن الحسين -
عليهما السلام - كما رد علي ولدي. (6)
(1) في المصدر: هل تدرون ؟ (2) في المصدر: فقلنا: لا. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: أن اكلمه لها فقام. (4) من المصدر.
(5) كذا في المصدر، وفي الاصل سبته، وسيبه أي تركه فرت حيث شاءت. (6) دلائل الامامة: 89 وعنه البحار 65 / 87 ح 4.
[ 272 ]
التاسع عشر معرفته منطق الثعلب 1306 / 54. محمد بن الحسن الصفار، عن محمد
بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم البجلي، عن سالم بن أبي سلمة، عن
أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: كان علي بن الحسين - عليهما السلام -
مع أصحابه في طريق مكه، فمر ثعلب وهم (1) يتغدون، فقال لهم علي بن الحسين
- عليهما السلام -: هل لكم أن تعطوني موثقا من الله، لا تهيجون هذا
الثعلب، حتى أدعوه فيجيئ (2) ؟ فحلفواله. فقال: يا ثعلب تعال، أو ائتنا،
قال: فجاء الثعلب حتى أهل (3) بين يديه، فطرح إليه عرقا، فولى به ليأكله
(4)، ثم قال لهم: (هل) (5) لكم أن تعطوني موثقا واتركوه (6) أيضا حتى
يجيئني ؟ فأعطوه، فجاء، (قال) (7): فكلح رجل منهم في وجهه، فخرج يعدو.
فقال علي بن الحسين - عليهما السلام -: أيكم الذي حقر (8) ذمتي ؟ فقال
الرجل: أنا يابن رسول الله، كلحت في وجهه، ولم أدر، وأنا
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: وقوم. (2) كذا في الاختصاص وهي
أنسب، وفي الاصل اتركوه وفي المصدر والبحار: ودعوه حتى يجيئني ؟ (3) أهل
الثعلب: رفع صوته (القاموس). (4) في المصدر والبحار: يأكل. (5) ليس في
نسخة: " خ ".
(6) في المصدر: أيضا فدعوه فيجيئ. (7) ليس في المصدر. (8) في المصدر
والبحار: أخفر.
[ 273 ]
أستغفر الله فسكت. ورواه المفيد في الاختصاص، عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي سلمة سالم بن مكرم الجمال، عن
أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: كان علي بن الحسين - عليه السلام - مع
أصحابه في طريق مكة فمر (به) (1) ثعلب، وهم يتغدون، فقال [ لهم ] (2) علي
بن الحسين - عليهما السلام -: هل لكم ان تعطوني موثقا من الله لا تهيجون
هذا الثعلب، حتى أدعوه فيجئ إلينا ؟ فحلفواله. فقال: يا ثعلب تعال أو [
قال: ] (3) إئتنا، فجاء الثعلب حتى وقع بين يديه، فطرح إليه، عراقا، فولى
به ليأكله. فقال لهم: هل لكم أن تعطوني موثقا من الله، وأدعوه أيضا فيجيئ
؟ فأعطوه، فدعاه (4) فجاء، فكلح رجل منهم في وجهه، فخرج يعدو. فقال علي بن
الحسين - عليهما السلام -: أيكم الذي حقر (5) ذمتي ؟ فقال رجل منهم: يا بن
رسول الله أنا كلحت في وجهه، ولم أدر، فاستغفر الله فسكت. (6)
(1) ليس في المصدر. (2 و 3) من المصدر. (4) في المصدر: فدعا.
(5) في المصدر: خفر. والخفر: نقض العهد. وكلح وجهه اي عبس وتكسر. (6)
بصائر الدرجات: 349 ح 7، والاختصاص: 297 وعنهما البحار: 46 / 24 ح 7،
والعوالم: 18 / 47 ح 1 ومناقب ابن شهرآشوب: 4 / 141.
[ 274 ]
العشرون بكاء الناقة وإتيان قبره - عليه السلام - 1307 / 55 - محمد بن
يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد ابن محمد، عن إبن فضال، عن ابن بكير،
عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام -، يقول: كان لعلي بن الحسين
- عليه السلام - ناقة، حج عليها اثنتين وعشرين حجة، ما قرعها قرعة قط،
قال: فجائت بعد موته، وما شعرنا بها إلا وقد جائني بعض خدمنا أو بعض
الموالى، [ ف ] (1) قال: إن الناقة قد خرجت، فأتت قبر علي بن الحسين -
عليهما السلام - فانبركت عليه، فدلكت بجرانها القبر، وهي ترغو، فقلت
أدركوها أدركوها، وجيئوني بها، قبل أن يعلموا بها أو يروها، قال: وما كانت
رأت القبر قط. (2) 1308 / 56 - وعنه: عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه،
عن محمد بن عيسى، عن حفص بن البختري، عمن ذكره، عن أبي جعفر - عليه السلام
-، قال: لما مات أبي علي بن الحسين - عليهما السلام - جائت ناقة له من
الرعى حتى ضربت بجرانها (3) على القبر، وتمرغت عليه، فأمرت بها فردت إلى
مرعاها، وإن أبي - عليه السلام - كان يحج عليها، ويعتمر، ولم
(1) من المصدر. (2) الكافي: 1 / 467 ح 2، وبصائر الدرجات: 353 ح 15،
وأخرجه في البحار: 27 / 270 ح 22 عن الاختصاص: 300 وفي البحار 46 / 147 ح
2 والعوالم: 18 / 304 ح 1 عن البصائر. واورده المؤلف في حلية الابرار: 3 /
298 ح 5 والمجلسي في البحار: 64 / 137 ح 35 عن
الاختصاص أيضا. (3) جران البعير بالكسر مقدم عنقه من مذبحه إلى منحره.
[ 275 ]
يقرعها قرعة قط. (1) 1309 / 57 - وعنه ابن بابويه (2)، عن الحسين بن محمد
بن عامر، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عمارة، عن رجل، عن
أبي عبد الله - عليه السلام -، قال لما كان في الليلة التي وعد فيها علي
بن الحسين - عليهما السلام -، قال لمحمد - عليه السلام -: [ يا بني ] (3)
إبغني وضوء. قال: فقمت، فجئته بوضوء. قال: لا أبغي هذا، فإن فيه شيئا
ميتا. قال: فخرجت فجئت بالمصباح، فإذا فيه فأرة ميتة، فجئته بوضوء غيره،
فقال: يا بني هذه الليلة [ التي ] (4) وعدتها، فأوصني بناقته أن يحضر لها
حضار (5) وأن يقام لها علف، فجعلت فيه. قال فلم تلبث أن خرجت حتى أتت
القبر، فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها، فأتى محمد بن علي - عليهما
السلام -، فقيل له: إن الناقة قد خرجت، فأتاها فقال: صه الآن قومي بارك
الله فيك، فلم تفعل، فقال: وإن كان ليخرج عليها إلى مكة فيعلق السوط على
الرحل، فما يقرعها حتى يدخل المدينة. قال: وكان علي بن الحسين - عليهما
السلام - يخرج في الليلة الظلماء، فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير
والدراهم حتى يأتي بابا بابا
(1)
الكافي: 1 / 467 ح 2، وبصائر الدرجات: 353 ح 16 وعنه المؤلف في حلية
الابرا 3: 298 - 299 ح 6 والبحار: 27 / 268 ح 16 وج 46 / 148 ح 3
والعوالم: 18 / 305 ح 2. وأخرجه شيخنا المجلسي في البحار: 64 / 137 ح 5 عن
الاختصاص: 301.
(2) هذه إشارة إلى أن هذا الحديث الآتي كان في نسخة الصدوق محمد بن بابويه
(ره) إذ ليس هذا من كلام الكليني - مرآة العقول -. (3 و 4) من المصدر. (5)
الحضار: الحظيرة تعمل للابل لتقيها البرد.
[ 276 ]
فيقرعه ثم ينيل من يخرج إليه، فلما مات علي بن الحسين - عليهما السلام -،
فقدوا ذلك، فعلموا إن عليا - عليه السلام - كان يفعله. وروى محمد بن الحسن
الصفار في بصائر الدرجات الحديث الاول، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال،
عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام -،
يقول: كانت لعلي بن الحسين - عليهما السلام -، ناقة قد حج عليها إثنتين
وعشرين حجة، ما قرعها قط، وذكر الحديث. وروى الحديث الثاني، عن أحمد بن
محمد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري عمن ذكره، عن أبي جعفر -
عليه السلام - وذكر الحديث. (1) 1310 / 58 - وروى سعد بن عبد الله في
بصائر الدرجات، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن سعدان بن
مسلم، عن أبي عمران، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله - عليه السلام -،
قال: لما كانت الليلة التي وعد بها علي بن الحسين - عليهما السلام -، قال
لمحمد إبنه: يا بني أبغني وضوء. قال: فقمت وجئته بوضوء. فقال: لا ينبغي
هذا، فإن فيه شيئا ميتا.
(1) الكافي: 1 / 468 ح 4 مع ح 3 وعنه
المؤلف في حلية الابرار: 3 / 299 - 300 ح 7 وعن بصائر الدرجات: 483 ح 11
وهداية الحضيني: 47 ودلائل الامامة: 81. والبحار: 46 / 148 ح 4 وعن
البصائر ومختصره: 7 والعوالم: 18 / 297 ح 3 وص 296 ح 2. ويأتي في المعجزة:
85 عن الهداية الكبرى وصدره في المعجزة: 22.
[ 277 ]
قال: فجئت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميتة، فجئته بوضوء غيره، فقال: يا بني
هذه الليلة التي وعدت بها، فأوصى بناقته أن يحضر لها حضار وأن يقام لها
علف، فجعلت لها ذلك، فتوفي فيها - صلوات الله عليه -، فلما دفن، لم تلبث
أن خرجت حتى أتت القبر، فضربت بجرانها القبر، ورغت وهملت عيناها، فأتى
محمد بن علي - صلوات الله عليهما - فقيل له: إن الناقة قد خرجت إلى القبر،
فأتاها فقال: صه [ قومي ] (1) ألان قومي بارك الله فيك، فسارت حتى دخلت
موضعها، فلم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر، فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها
فأتاها. (وروي أنه حج عليها أربعين حجة) (2) فقيل له: إن الناقة قد خرجت،
فلم تفعل، فقال: دعوها فإنها مودعة، فلم تلبث إلا ثلاثة أيام، حتى نفقت،
وإنه كان يخرج عليها إلى مكة فيعلق السوط بالرحل، فما يقرعها قرعة حتى
يدخل المدينة. [ وروى إنه حج عليها أربعين حجة ] (3). (4)
الحادي والعشرون
شهادة الحجر الاسود 1311 / 59 - محمد بن يعقوب، عن أحمد بن محمد، عن ابن
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر.
(3) من المصدر. (4) مختصر البصائر: 7، والبصائر: 483 ح 11 وعنهما البحار:
46 / 148 ح 4 و 5 والعوالم: 18 / 297 ح 3 و 4. ورواه في دلائل الامامة: 90
مختصرا وأورده في كشف الغمة: 2 / 110. ويأتي في المعجزة: 22.
[ 278 ]
محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة وزرارة، جميعا، عن أبي جعفر - عليه
السلام -، قال: لما قتل الحسين - عليه السلام - أرسل محمد بن الحنفية إلى
علي بن الحسين - عليهما السلام - فخلا به، فقال له: يابن أخي قد علمت أن
رسول الله - صلى الله عليه وآله - دفع الوصية والامامة من بعده إلى أمير
المؤمنين - عليه السلام -، ثم إلى الحسن - عليه السلام -، ثم إلى الحسين -
عليه السلام -، وقد قتل أبوك - رضي الله عنه - وصلى على روحه، ولم يوص
وأنا عمك وصنو أبيك، وولادتي من علي - عليه السلام -، وفي سني وقديمي (1)
[ وأنا ] (2) أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني في الوصية والامامة، ولا
تحاجني. فقال له علي بن الحسين - عليه السلام -: يا عم إتق الله، يولا تدع
ما ليس لك بحق، إني أعظك أن تكون من الجاهلين، إن أبي أوصى إلي قبل أن
يتوجة إلى العراق وعهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول
الله - صلى الله عليه وآله - عندي، فلا تتعرض لهذا، فإني أخاف عليك نقص
العمر، وتشتت الحال، إن الله عزوجل جعل الوصية والامامة في عقب الحسين -
عليه السلام -، فإذا أردت أن تعلم ذلك، فانطلق بنا إلى الحجر الاسود حتى
نتحاكم إليه، ونسأله عن ذلك. قال أبو جعفر - عليه السلام -: وكان الكلام
بينهما بمكة فانطلقا حتى
أتيا الحجر الاسود، فقال علي بن الحسين - عليهما السلام - لمحمد بن
الحنفية: أبدأ أنت فابتهل إلى الله عزوجل وسله أن ينطق لك الحجر، ثم سل،
فابتهل محمد بن الحنفية في الدعاء، وسأل الله، ثم دعا الحجر، فلم
(1) في البحار: وقدمتي. (2) من البحار.
[ 279 ]
يجبه، فقال علي بن الحسين - عليهما السلام -: يا عم لو كنت وصيا وإماما
لاجابك ! [ ف ] (1) قال له محمد: فادع الله أنت يا بن أخي وسله، فدعا
الله علي ابن الحسين عليهما السلام بما أراد، ثم قال: أسألك بالله الذي
جعل فيك ميثاق الانبياء وميثاق الاوصياء وميثاق الناس أجميعن، لما أخبرتنا
من الوصي والامام بعد الحسين بن علي - عليهما السلام - ؟ قال: فتحرك الحجر
حتى كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله عزوجل بلسان عربي مبين. فقال:
اللهم إن الوصية والامامة بعد الحسين بن علي [ إلى علي بن الحسين بن علي
بن أبي طالب و ] (2) بن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله -. قال:
فانصرف محمد بن علي وهو يتولى علي بن الحسين - عليهما السلام -. ورواه
(3)، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن
أبي جعفر - عليه السلام - مثله. ورواه (4) سعد بن عبد الله القمي في بصائر
الدرجات (5)، عن أحمد
(1) من العوالم والاحتجاج. (2) من
المصدر. (3) في نسخة " خ ": وروى. (4) في نسخة " خ ": وروى. (5) مراده
مختصر البصائر واما بصائر الدرجات انما هو لمحمد بن الحسن الصفار - رحمه
الله -.
[ 280 ]
و عبد الله أبني محمد بن
عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء وزرارة بن
أعين، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: لما قتل الحسين بن علي - صلوات
الله عليهما - أرسل محمد بن الحنفية إلى علي (بن الحسين) (1) فخلا به (ثم)
(2) ذكر الحديث بعينه. ورواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب
الامامة، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله، قال: حدثنا أبو جعفر
محمد بن علي ابن موسى بن بابويه، قال: حدثنا الحسين بن أحمد، قال: حدثنا
أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي
عبيدة، وزرارة، عن أبي جعفر - عليه السلام -، قال: لما قتل الحسين بن علي
- عليهما السلام - أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين - عليهما
السلام - فجاءه وقال له: يا بن أخي، قد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه
وآله - جعل الوصية والامامة من بعده إلى علي بن أبي طالب ثم إلى الحسن ثم
إلى الحسين - عليهم السلام - وقد قتل أبوك - صلى الله عليه وآله - وذكر
الحديث إلى آخره. (3) 1312 \ 60 - ورواه أيضا أبو جعفر محمد بن جرير
الطبري في كتاب الامامة، قال: روى الحسين بن أبي العلاء، وأبو المعزاء
وحميد بن
المثنى جميعا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: جاء
(1 و 2) ليس في نسخة " خ ". (3) الكافي: 1 \ 348 ح 9، ومختصر البصائر: 14
- 15 وص 170 - 171، ودلائل الامامة: 89 - 90، وأخرجه في البحار: 42 \ 77 ح
6 عن مختصر البصائر وج 46 \ 111 - 112 ح 2 - 4 والعوالم: 81 \ 282 ح 2 عن
بصائر الدرجات: 502 ح 3 وعن مختصر البصائر وعن الاحتجاج: 316، واعلام
الورى: 253، ومناقب آل أبي طالب: 4 \ 147، وله تخريجات كثيرة من أرادها
فليراجع الخرائج: 1 \ 258 - 259 ذيل ح 3.
[ 281 ]
محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين، فقال: يا علي ! ألست تقر بأني إمام
عليك. قال: يا عم لو علمت ذلك ما خالفتك و [ لكني أعلم ] (1) إن طاعتي
عليك وعلى الخلق مفروضة، (وقال) (2): يا عم أما علمت أني وصي وابن وصي،
فتشاجرا ساعة، فقال علي بن الحسين - عليهما السلام -: بمن ترضى يكون بيننا
[ حكما ] (3) ؟ فقال محمد: من شئت. قال: أترضى أن يكون بيننا الحجر الاسود
؟ فقال محمد: سبحان الله أدعوك إلى الناس، وتدعوني إلى حجر لا يتكلم ؟ !
فقال علي: يتكلم، أما علمت أنه يأتي يوم القيامة، وله عينان ولسان وشفتان،
يشهد لمن وافاه بالموافاة، فندنو أنا وأنت منه، فندعو الله أن ينطقه لنا،
أينا حجة الله على خلقه، فانطلقا، وصليا عند مقام إبراهيم، ودنوا من الحجر
الاسود، وقد كان ابن الحنفية (4) قال [ لعلي: إن نطق وشهد لك: فإن لم ]
(5) لئن أجابك إلى ما تدعوني إليه [ ف ] (6)، إني إذا
لمن الظالمين، فقال علي - عليه السلام - لمحمد: تقدم يا محمد (7) إليه
فإنك أسن مني، فتقدم محمد إلى الحجر وقال: (8) أسألك بحرمة الله، وبحرمة
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر. (4) في المصدر: محمد.
(5 و 6) من المصدر. (7) في المصدر: يا عم. (8) كذا في المصدر، وما كان في
الاصل من قوله: فقال محمد للحجر، مصحف.
[ 282 ]
رسوله، وبحرمة كل مؤمن، إن كنت تعلم أني حجة الله على علي بن الحسين، إلا
نطقت بالحق وبينت ذلك لنا، فلم يجبه، ثم (1) قال محمد لعلي - عليه السلام
-: تقدم فاسأله، فتقدم علي - عليه السلام - وتكلم بكلام خفي لا يفهم، ثم
قال: أسألك بحرمة الله، وبحرمة رسوله، وبحرمة علي أمير المؤمنين، وبحرمة
الحسن والحسين (2)، و [ حرمة ] (3) فاطمة (4) بنت محمد - صلى الله عليه
وآله - إن كنت تعلم إني حجة [ الله ] (5) على عمي إلا نطقت بذلك وبينت لنا
حتى يرجع عن رأيه، فقال الحجر - بلسان عربي مبين -: يا محمد بن على إسمع
وأطع لعلي بن الحسين - عليه السلام - فإنه حجة الله على خلقه. فقال ابن
الحنفية: بعد ذلك سمعت وأطعت وسلمت. (6) 1313 \ 61 - وروى محمد بن أحمد بن
يحيى في نوادر الحكمة، بالاسناد، عن جابر، عن الباقر - عليه السلام -، أنه
جرى بينه وبين محمد بن
الحنفية منازعة، فقال: - عليه السلام -: يا محمد ! إتق الله ولا تدع ما
ليس لك بحق (إني أعظك أن تكون من الجاهلين) (7) يا عم إن أبي أوصى إلي قبل
أن يتوجه إلى العراق، فانطلق بنا إلى الحجر الاسود، فمن شهد له
(1) في المصدر: فقال. (2) في المصدر: وحرمة رسوله وحرمة... (3) من المصدر.
(4) في المصدر: فاطمة الزهراء وحرمة الحسن والحسين. (5) من المصدر. (6)
دلائل الامامة: 87 - 88، والثاقب في المناقب: 349 ح 291 وكشف الغمة: 2 \
110 - 111، والامامة والتبصرة: 60 ح 49. (7) هود: 46.
[ 283 ]
بالامامة كان هو الامام، فانطلقا حتى أتيا الحجر الاسود، فناداه محمد فلم
يجبه. فقال علي - عليه السلام -: أما إنك لو كنت وصيا [ واماما ] (1)
لاجابك فقال له محمد: فادع أنت يا بن أخي وسله، فدعى الله تعالى علي بن
الحسين - عليه السلام - بما أراد، ثم قال أسألك بالذي جعل فيك، ميثاق
الانبياء وميثاق الناس أجمعين، لما أخبرتنا بلسان عربي مبين، من الوصي
والامام بعد الحسين - عليه السلام - ؟ فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول من
موضعه، ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين. فقال: أللهم إن الوصية والامامة [
بعد الحسين ] (2) لعلي بن الحسين ابن فاطمة بنت رسول الله، فانصرف محمد
وهو يتولى علي بن الحسين -
عليه السلام -. (3) 1314 \ 62 - المبرد في الكامل قال أبو خالد الكابلي
لمحمد بن الحنفية أتخاطب ابن أخيك بما لا يخاطبك بمثله ؟ فقال: إنه حاكمني
إلى الحجر الاسود، وزعم أنه ينطقه، فصرت معه إلى الحجر، فسمعت الحجر يقول:
أخيك فإنه أحق به منك، فصار أبو خالد إماما. (4) 1315 \ 63 - السيد
المرتضى - رضي الله سبحانه عنه -، في عيون المعجزات، قال: من دلائل علي بن
الحسين - صلوات الله عليه - وبراهينه، ما
(1 و 2) من المصدر. (3 و 4) مناقب آل أبي طالب: 4 \ 147 وإعلام الورى: 258 مرسلا والبحار: 46 \ 111 ح 2 - 3 - 4.
[ 284 ]
روته أصحاب الحديث إلى رشيد الهجري، ويحيى بن أم الطويل - رفع الله
درجتهما -، أنهما قالا: لما إدعى محمد بن الحنفية الامامة بعد الحسين -
عليه السلام -، وقال: أنا أحق بالامامة، فإني ولد أمير المؤمنين - عليه
السلام -، وقد [ كان ] (1) اجتمع إليه خلق كثير، أقبل زين العابدين - عليه
السلام - يعظه ويذكره ما كان من رسول الله - صلى الله عليه وآله - في
الاشارة إلى ولد الحسين - عليه السلام -، وأن الوصية وصلت إليه من أبيه -
عليه السلام -، فلم يقبل محمد بن الحنفية، وإنتهى الامر إلى أن أخذ علي بن
الحسين - عليهما السلام - بيده، وقال: نتحاكم إلى الحجر [ الاسود ] (2)
(فتحاكما إلى الحجر الاسود) (3) فأنطق الله سبحانه الحجر الاسود، وشهد
لعلي بن الحسين - عليهما السلام - بالامامة، ورجع محمد بن الحنفية عن
خلافه وفيه - عليه السلام - قال الفرزدق (4) وأشار
بيده إليه: [ شعرا ] (5). هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه
والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم
(1 و 2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) الفرزدق: همام بن غالب بن
صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس البصري من الشعراء النبلاء، عظيم الاثر
في لغة العرب، كان يقال: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب، ولولا شعره
لذهب نصف أخبار الناس، توفي سنة: (110) ه وقد قارب المئة - الاعلام: 9 \
96 - للزركلي. (5) من المصدر.
[ 285 ]
من
جده دان فضل الانبياء له * وفضل أمته دانت له الامم هذا ابن فاطمة إن كنت
جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا هذا ابن فاطمة الزهراء ويحكم * وابن
الوصي علي خيركم قدم فليس قولك من هذا ؟ بضائره * العرب تعرف من أنكرت
والعجم الله شرفه قدما وفضله * جرى بذلك له في لوحة القلم يغضي حياء ويغضى
من مهابته * ولا يكلم إلا حين يبتسم ينشق نور الدجى من نور غرته * كالشمس
ينجاب عن إشراقها الظلم مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصره والخيم
والشيم من معشر حبهم دين وبغضهم كفر * وقربهم ملجأ ومعتصم تقدم (1) بعد
ذكر الله ذكرهم * في كل يوم ومختوم به الكلم
(1) في المصدر ونسخة: " خ ". (*)
[ 286 ]
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم *
أو قيل من خير أهل الارض ؟ قيل هم من يعرف الله يعرف أولية ذا * والدين من
بين هذا ناله الامم (1) 1316 \ 64 - الراوندي في الخرائج، قال: [ ما ] (2)
روي، عن أبي خالد الكابلي، قال: دعاني محمد بن الحنفية، بعد قتل الحسين -
عليه السلام -، ورجوع علي بن الحسين - عليهما السلام - إلى المدينة، وكنا
بمكة. فقال: صر إلي علي بن الحسين، وقل له: " أنا أكبر ولد أمير المؤمنين
بعد أخوي الحسن والحسين، وأنا أحق بهذا الامر منك، فينبغي أن تسلمه إلي،
وإن شئت فاختر حكما نتحاكم إليه "، فصرت إليه، وأديت إليه رسالته. فقال:
إرجع إليه، وقل له: " يا عم إتق الله ولا تدع ما لم يجعله الله (3) لك،
فإن أبيت فبيني وبينك الحجر الاسود، فإينا يشهد له الحجر الاسود فهو
الامام.
(1) عيون المعجزات: 72 - 73
والقصيدة في ديوان الفرزدق: وهي بتمامها مذكورة في الاغاني: ج 14 \ 75 وج
19 \ 40، ورجال الكشي: 129 ورواه سبط ابن الجوزي في التذكرة: 329
والاربلي: في كشف الغمة: 2 \ 92 - 93 والدميري في حياة الحيوان في مادة
الاسد، وأخرجه في الاختصاص: 191 وعنه البحار: 46 \ 124 - 130 وعن المناقب:
4 \ 169 نقلا عن حلية الاولياء: 3 \ 139 والاغاني والكشي. والمؤلف في حلية
الابرار: 3 \ 303 - 307 عن الاختصاص وهي تقع في تسعة وعشرين بيتا أوله:
هذا الذي وآخره والدين من بيت هذا. (2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي
الاصل: يجعل الله. (*)
[ 287 ]
فرجعت إليه بهذا الجواب. [ ف ]
(1) قال: قل [ له: ] (2) قد أجبتك. قال أبو خالد: فسارا فدخلا جميعا، وأنا
معهما، حتى وافينا الحجر الاسود، فقال علي بن الحسين - عليهما السلام -:
تقدم يا عم فإنك أسن، فسله الشهادة لك. فتقدم محمد، فصلى ركعتين، ودعا
بدعوات، ثم سأل الحجر بالشهادة إن كانت الامامة له، فلم يجبه بشئ. ثم قام
علي بن الحسين - عليهما السلام -، فصلى ركعتين ثم قال: أيها الحجر الذي
جعله الله شاهدا لمن يوافي بيته الحرام من وفود عباده، إن كنت تعلم أني
صاحب الامر، وأني الامام المفترض الطاعة على جميع عباد الله، [ فاشهد لي
بذلك، ] (3) ليعلم عمي أنه لا حق له في الامامة. فأنطق الله تعالى الحجر
بلسان عربي مبين، فقال: يا محمد بن علي، سلم إلى علي بن الحسين - عليهما
السلام - الامر، فإنه [ الامام ] (4) المفترض الطاعة عليك، وعلى جميع عباد
الله دونك ودون الخلق أجمعين [ في زمانه ] (5). فقبل محمد بن الحنفية رجله
وقال: الامر لك. وقيل: إن ابن الحنفية، إنما فعل ذلك لازالة الشكوك (6) في
ذلك. وفي رواية اخرى: إن الله أنطق الحجر وقال: يا محمد بن علي إن علي بن
الحسين - عليهما السلام - [ هو الحق الذي لا يعتريه شك لما علم من دينه
وصلاحه و ] (7) حجة الله عليك وعلى جميع من في الارض، ومن
(1 - 5) من المصدر. (6) في المصدر: إزاحة لشكوك الناس. (7) من المصدر. (*)
[ 288 ]
في السماء، [ و ] (1) مفترض
الطاعة، فاسمع له وأطع. فقال محمد: سمعا (2) وطاعة يا حجة الله في أرضه
وسمائه. (3) 1317 \ 65 - روى الكشي عن أبي بصير قال: [ سمعت أبا جعفر -
عليه السلام - يقول ] (4): كان أبو خالد الكابلي، يخدم محمد بن الحنفية
دهرا [ وما كان يشك في أنه إمام، حتى أتاه ذات يوم ] (5). فقال له: جعلت
فداك، إن لي حرمة ومودة وانقطاعا، فاسألك بحرمة رسول الله - صلى الله عليه
وآله - وأمير المؤمنين - عليه السلام - إلا أخبرتني أنت الامام الذي فرض
الله طاعته على خلقه ؟ قال: [ فقال: يا أبا خالد حلفتني بالعظيم، ] (6)
الامام علي بن الحسين - عليهما السلام - علي [ وعليك ] (7) وعلى كل مسلم [
فأقبل أبو خالد لما أن سمع ما قاله محمد بن الحنفية، إستأذن عليه فأخبر إن
أبا خالد بالباب، فاذن له ] (8) فجاء إلى علي بن الحسين - عليهما السلام -
فلما دخل عليه [ دنا منه ] (9) قال: مرحبا يا كنكر ! ما كنت لنا بزائر، ما
بدالك فينا ؟ فخر أبو خالد ساجدا شاكرا لله فاسمع منه [ تعالى مما سمع من
علي بن الحسين - عليهما السلام - ] (10) فقال: الحمد لله الذي لم يمتني
حتى عرفت إمامي. فقال له علي - عليه السلام -: وكيف عرفت إمامك [ يا أبا
خالد ؟ ] (11). قال: [ إنك دعوتني باسمي الذي سمتني أمي التي ولدتني، وقد
(1) من المصدر. (2) في المصدر: سمعنا، سمعنا. (3) الخرائج: 1 \ 257 ح 3،
وعنه البحار: 46 \ 29 ح 20 والعوالم: 18 \ 77 ح 1. (4) من المصدر، وفي
الاصل محمد بن بصير، قال: كان أبو خالد.
(5 - 11) من المصدر والبحار.
[ 289 ]
كنت
في عمياء من أمري ولقد خدمت محمد بن الحنفية عمرا من عمري ولا أشك إلا
وإنه إمام، حتى إذا كان قريبا سألته بحرمة الله وبحرمة رسوله وبحرمة أمير
المؤمنين - صلوات الله عليهما وآلهما - فأرشدني إليك وقال: هو الامام علي
وعليك وعلى خلق الله كلهم، ثم أذنت لي فجئت فدنوت منك، وسميتني باسمي
الذيي سمتني، فعلمت أنك الامام الذي فرض الله طاعته علي وعلى كل مسلم ]
(1). (2) قال مؤلف هذا الكتاب: حديث محاكمة علي بن الحسين - عليهما السلام
- ومحمد بن الحنفية متكرر في الكتب، مشهور بين العلماء، وقد ذكره من
العلماء غير من نقلنا عنهم صاحب ثاقب المناقب، عن أبي عبد الله - عليه
السلام -، والطبرسي في الاحتجاج، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر الباقر -
عليه السلام -، وابن الفارسي في روضة الواعظين، وكلهم متفقون غير مختلفين
على ثبوت شهادة الحجر الاسود لعلي بن الحسين - عليهما السلام - بالوصية
والامامة، دون عمه محمد بن الحنفية، وإختلاف بعض ألفاظ الحديث من كثرة
ناقليه، وتوفر الدواعي على نقله، فحصل الزيادة والنقصان من كثرة الرواة له
مع إتفاقهم على الامر المطلوب من الحديث، وهذا بين واضح والحمد لله رب
العالمين. (3)
(1) من المصدر والبحار.
(2) رجال الكشي: 120 ح 192، وعنه البحار: 42 \ 94 ح 23 - 24 وعن الخرائج:
1 \ 261 ح 6 وفي ج 46 \ 45 ح 47 والعوالم: 18 \ 65 ح 1 عنهما وعن كتاب شرح
الثار لابن نما. ويأتي في المعجزة: 82 أيضا.
(3) قد ذكرنا آنفا ثاقب المناقب، والاحتجاج، وروضة الواعظين: 197 - 198.
[ 290 ]
الثاني والعشرون معرفته بليلته التي قبض فيها 1318 \ 66 - محمد بن يعقوب،
عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إبن فضال، عن أبي جميلة، عن عبد
الله بن أبي جعفر، قال: حدثني أخي، عن جعفر، عن أبيه، أنه أتى علي بن
الحسين - عليهما السلام -، ليلة قبض فيها، بشراب، فقال: يا أباه إشرب هذا،
فقال: يا بني إن هذه الليلة [ التي ] (1) أقبض فيها، وهي التي قبض فيها
رسول الله - صلى الله عليه وآله -. (2) 1319 \ 67 - عنه، عن ابن بابويه
(3)، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن أحمد بن اسحق بن سعد، عن سعدان بن
مسلم، عن أبي عماره، عن رجل، عن أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: لما
كان في الليلة التي وعد فيها علي بن الحسين - عليهما السلام -، قال لمحمد
- عليه السلام -: [ يا بني ] (4) أبغني وضوء. قال: فقمت فجئته بوضوء. قال:
لا أبغي هذا، فإن فيه شيئا ميتا، قال: فخرجت فجئت
(1) من المصدر. (2) الكافي: 1 \ 259 ح 3، عنه إثبات الهداة: 3 \ 6 ح 2
وأخرجه في البحار: 46 \ 213 ذح 6. عن بصائر الدرجات: 482 ذح 7 وص 149 ح 7
والعوالم: 18 \ 296 ح 1 وص 300 ح 1، عن الخرائج: 2 \ 773 ح 95 باختلاف.
(3) قد قلنا فيما تقدم أن هذا إشارة إلى أن هذا الحديث كان في نسخة الكافي
التي كان عند إبن بابويه وليس يعني أن الكليني ينقل عن ابن بابويه لانه من
مشايخ مشايخ الصدوق.
(4) من المصدر.
[ 291 ]
بالمصباح، فإذا
فيه فأرة ميتة فجئته بوضوء غيره. فقال: يا بني هذه الليلة [ التي ] (1)
وعدتها. (2) 1320 \ 68 - سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عمران، عن رجل من أصحابنا، عن
أبي عبد الله - عليه السلام -، قال: لما كانت الليلة التي وعدها علي بن
الحسين - عليهما السلام -، قال لمحمد إبنه: يا بني ابغني وضوء. قال أبي:
فقمت فجئته بوضوء، فقال لا ينبغي هذا، فإن فيه شيئا ميتا. قال: فجئت
بالمصباح، فإذا فيه فأرة ميتة، فجئته بوضوء غيره. فقال: يا بني هذه الليلة
التي وعدت بها، فأوصى بناقته أن يحظر لها حظار، ويقام لها علف فحصلت لها
ذلك، فتوفى فيها - صلوات الله عليه -. فلما دفن لم تلبث أن خرجت حتى أتت
القبر فضربت بجرانها القبر، ورغت وهملت عيناها، فأتى محمد بن علي - صلوات
الله عليهما - فقيل له: إن الناقة قد خرجت إلى القبر. فأتاها فقال: صه
(3)، قومي ألان بارك الله فيك، فثارت حتى دخلت موضعها، فلم تلبث أن خرجت
حتى أتت القبر، فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها، فأتى محمد بن علي -
صلوات الله عليهما -، فقيل له: (إن) (4) الناقة قد خرجت إلى القبر.
(1) من المصدر. (2) الكافي: 1 \ 468 صدر ح 4 وقد تقدم تخريجاته بتمامه في المعجزة: 2.
(3) في المصدر: مه. (4) ليس في المصدر.
[ 292 ]
فأتاها فقال: [ مه ] (1) قومي ألان بارك الله فيك فثارت حتى دخلت موضعها،
فلم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر، فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها، فأتى
محمد بن علي - صلوات الله عليه - فقيل له: إن الناقة قد خرجت إلى القبر.
فأتاها فقال: صه (2) الان قومي، فلم تفعل، فقال: دعوها [ ف ] إنها مودعة،
فلم تلبث إلا ثلاثة أيام حتى نفقت، وإنه كان يخرج عليها إلى مكة، فيعلق
السوط بالرحل، فلم يقرعها (قرعة) (3) حتى يدخل المدينة، وروي أنه حج عليها
أربعين حجة. (4) 1321 \ 69 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، قال: روى
فضاله ابن أيوب، عن ابان بن عثمان الاحمر، عن أبي عبد الله بن سليمان، عن
أبي عبد الله جعفر بن محمد - عليهما السلام - قال: [ لما ] (5) حضرت علي
بن الحسين - عليهما السلام - الموت (6)، فقال [ لولده ] (7): يا محمد أي
ليلة هذه ؟ قال: " ليلة كذا " (وكذا) (8). قال: وكم مضى من الشهر ؟ قال: "
كذا وكذا ".
(1) من المصدر. (2) في المصدر: مه. (3) ليس في المصدر. (4) مختصر البصائر: 7 وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 30.
(5) من المصدر. (6) في المصدر: الوفاة. (7) من المصدر. (8) ليس في المصدر.
[ 293 ]
قال: " وكم بقي ". قال: " كذا وكذا ". قال: إنها الليلة التي وعدتها. قال:
ودعا بوضوء (1)، فقال: إن فيه فأرة. فقال بعض القوم (2): إنه ليهجر (3).
فقال: هاتوا المصباح، فنظروا فإذا فيه فأرة، فأمر بذلك الماء فأهريق
الماء، فأتوه (4) بماء آخر ثم توضأ وصلى حتى إذا كان آخر الليل توفى -
صلوات الله عليه -. (5) 1322 \ 70 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن أحمد، عن
عمه عبد الله بن الصلت، عن الحسن بن علي ابن بنت إلياس، عن أبي الحسن -
عليه السلام -، قال: سمعته يقول: إن علي بن الحسين - عليهما السلام - لما
حضرته الوفاة، اغمي عليه، ثم فتح عينيه، وقرأ إذا وقعت الواقعة وإنا فتحنا
لك فتحا مبينا، وقال: الحمد لله الذي صدقنا وعده، وأورثنا الارض نتبوء من
الجنة حيث نشاء، نعم أجر العاملين، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا. (6)
(1) في المصدر: وضوء. (2) في المصدر: بعض العواد.
(3) كذا في المصدر، وفي الاصل: يهجوا قالوا. (4) ليس في نسخة: " خ ". (5)
دلائل الامامة: 90 وقد تقدم نحوه من مصادر اخرى. (6) الكافي: 1 \ 468 ح 5،
وعنه البحار: 46 \ 152 ح 13، والعوالم: 18 \ 299 ح 8.
[ 294 ]
الثالث والعشرون إنه - عليه السلام - أرى أبا خالد الجنة 1323 \ 71 - أبو
جعفر محمد بن جرير الطبري قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون (1)، قال:
حدثني أبي، قال حدثني أبو علي محمد بن همام، قال: حدثني بن العلاء (2)،
قال: حدثني محمد بن الحسن ابن شمون، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد بن حماد
الكاتب، عن أبيه يزيد بن حماد، عن عمر بن عبد العزيز، عن جبير بن الطحان،
عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبو عبد الله - عليه السلام -: إن أول ما
استدل به أبو خالد الكابلي عليه من علامات على بن الحسين - عليه السلام -،
أنه دق عليه بابه، فخرج الغلام إليه، فقال (له) (3): من أنت ؟ قال: أنا
ابو خالد الكابلي. فقال علي - عليه السلام - (4)، ادخل ياكنكر ! قال: أبو
خالد، فارتعدت فرائصي، ودخلت فسلمت، وقال (لي) (5): يا أبا خالد أريد أن
أريك الجنة، وهي مسكني الذي إذا شئت دخلت فيه. فقلت: نعم، أرينه.
(1) في المصدر: أبو الحسن وهو مصحف. (2) في المصدر: عبد الله بن العلاء، وفي الاصل: أبو العلاء بن العلاء والصحيح ما أثبتناه من
النجاشي - رحمه الله -. (3) ليس في المصدر. (4) في المصدر: فقال الغلام: ادخل ياكنكر. (5) ليس في المصدر.
[ 295 ]
فمسح يده على عيني فصرت في الجنة، فنظرت إلى قصورها وأنهارها، وما شاء
الله أن أنظر فمكثت ما شاء [ الله ] (1) ثم [ نظرت ] (2) بعد فإذا أنا بين
يديه. (3).
الرابع والعشرون الاعاجيب التي أراها أبا خالد الكابلي 1324 \
72 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، قال: حدثني أبو المفضل محمد بن عبد
الله، قال: حدثني أبو النجم بدر بن الطبرستاني، قال: حدثنا أبو جعفر محمد
بن علي، قال: روي عن أبي خالد الكابلي، قال: كنت أقول لمحمد بن الحنفية،
لقيني يحيى بن ام الطويل، فدعاني إلى علي بن الحسين - عليه السلام -
فامتنعت عليه. فقال لي: " ما يضرك (4) أن تقضي حقي، بأن تلقاه لقية واحدة
" فصرت معه إليه، فوجدته عليه السلام جالسا في بيت مفروش بالمعصفر [ قد ]
(5) لبس الحيطان [ بذلك ] (6)، وعليه ثياب مصبغة، فلم آكل عنده (7). فلما
نهضت، قال لي: صر إلينا في غد إنشاء الله، فخرجت من عنده، فقلت ليحيى
أدخلتني إلى رجل، يلبس المصبغات، وعزمت أن
(1 و 2) من المصدر. (3) دلائل الامامة: 90 - 91.
(4) في المصدر: ضرك. (5 و 6) من المصدر. (7) في المصدر: فلم أطل.
[ 296 ]
لا أرجع إليه، ثم فكرت (1) إن رجوعي غير ضائر، فصرت إليه في الوقت، فوجدت
الباب مفتوحا ولم أر أحدا، فهممت بالرجوع، فناداني من داخل [ الدار، ادخل
] (2) ثلاث مرات (3)، فظننت أنه يريد غيري، فصاح ياكنكر ادخل، وهذا اسم
كانت أمي سمتني به، ولم يسمعه منها أحد غيري، فدخلت إليه فوجدته جالسا في
بيت مطين على حصير بردي، وعليه قميص كرابيس، فقال: يا با خالد إني قريب
عهد بعرس وأن الذي رأيت بالامس من آلة المرأة، ولم أحب خلافها، فلما برحت
ذلك اليوم من عنده، حتى أراني الاعاجيب، فقلت بإمامته، وهداني الله به
وعلى يديه. (4)
الخامس والعشرون إخباره الرجل بما أكل وما إدخر 1325 \ 73
- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، بإسناده، إلى أبي خالد الكابلي (5) أن
رجلا أتى علي بن الحسين - عليه السلام - وعنده أصحابه [ فقال له: من أنت ؟
قال: أنا فلان منجم وعراف. فنظر إليه وقال: هل أدلك على رجل قد مر منذ
دخلت علينا في أربعة عشر ألف عالم ؟
(1) كذا في المصدر وفي الاصل: أنكرت. (2) من المصدر.
(3) في المصدر: ثلاثة أصوات. (4) دلائل الامامة: 91. (5) كذا في المصدر، وفي الاصل: " أبو خالد ".
[ 297 ]
قال: من هو ؟ قال له: ] (1) إن شئت أنباتك بما أكلت وما إدخرت في بيتك،
فقال له: أنبئني. فقال له: أكلت في هذا اليوم حسيسا (2)، وأما ما في بيتك
فعشرون دينارا منها ثلاثة دنانير وازنة (3). فقال له الرجل: أشهد أنك
الحجة العظمى والمثل الاعلى والكلمة التقوى. فقال له: وأنت صديق إمتحن
الله قلبك. (4)
السادس والعشرون إظهاره حوت يونس وشهادتها 1326 \ 74 - أبو
جعفر محمد بن جرير الطبري، قال: أخبرني أخي - رضي الله عنه -، قال: حدثني
أبو الحسن أحمد بن علي المعروف بابن البغدادي، ومولده بسوراء في يوم
الجمعة، لخمس بقين من جمادي الاولى سنة خمس وتسعين وثلثمائة، (قال:) (5)
وجدت في الكتاب
(1) من المصدر. (2)
الحسيس: - هو بفتح المهملة وإسكان التحتانية - تمر ينزع نواه ويدق مع أقط،
ويعجنان بالسمن ثم يدلك باليد حتى يبقى كالثريد، وربما جعل معه سويق. -
مجمع البحرين: 4 \ 64 - وفي المصدر والاصل: حيسا وفي العوالم: جبنا. (3)
كذا في البحار والعوالم، وفي الاصل: دارية. (4) دلائل الامامة: 91 وأورده
المجلسي في البحار: 46 \ 42 ح 40 عن فرج المهموم: 111 " ط
النجف " نقلا عن كتاب الانبياء والاوصياء من آدم إلى المهدي - عليهم
السلام - لمحمد بن علي وفي ص: 26 - 27 ح 12 عن الاختصاص: 319 وبصائر
الدرجات: 400 ح 13 وعنهما العوالم: 18 \ 74 ح 1. (5) ليس في نسخة: " خ ".
[ 298 ]
الملقب بكتاب المعضلات، رواية أبي طالب محمد بن الحسين بن زيد، قال: حدثنا
أبوه، عن أبي رباح (1) يرفعه، عن رجاله، عن محمد بن ثابت، قال: كنت جالسا
في مجلس سيدنا أبي الحسن علي بن الحسين زين العابدين - صلوات الله عليهما
- إذ وقف به (2) عبد الله بن عمر بن الخطاب، فقال: يا علي بن الحسين،
بلغني أنك تدعي إن يونس بن متي عرض عليه [ ولاية ] (3) أبيك، فلم يقبله
(4)، وحبس في بطن الحوت. قال له علي بن الحسين: يا عبد الله بن عمر ! وما
أنكرت من ذلك ؟ قال: إني لا أقبله. فقال: أتريد أن يصح لك ذلك ؟ قال له:
نعم. قال له: إجلس، ثم دعا غلامه، فقال له: جئنا بعصابتين، وقال لي: يا
محمد بن ثابت شد عين عبد الله بإحدى العصابتين، وأشدد عينك بالاخرى،
فشددنا أعيننا فتكلم بكلام، ثم قال: حلا أعينكما، فحللناها فوجدنا أنفسنا
على بساط، ونحن على ساحل البحر، فتكلم بكلام، فاستجاب له حيتان البحر، إذ
ظهرت بينهن حوتة عظيمة، فقال لها: ما اسمك ؟ فقالت: اسمي نون.
فقال لها: لم حبس يونس في بطنك ؟
(1) في المصدر: عن ابن رباح. (2) في المصدر: عليه. (3) من المصدر. (4) في المصدر: لم يقبل.
[ 299 ]
فقالت له: عرض عليه ولاية أبيك، فأنكرها فحبس في بطني، فلما أقر بها،
وأذعن امرت فقذفته، وكذلك من أنكر ولايتكم أهل البيت، يخلد في نار الجحيم.
[ فالتفت إلى عبد الله ] (1) فقال: يا عبد الله أسمعت وشهدت ؟ فقال له:
نعم. فقال: شدوا أعينكم، فشددناها فتكلم بكلام، ثم قال: حلوها فحللناها،
فإذا نحن على البساط في مجلسه (2)، فودعه عبد الله وانصرف، فقلت له: يا
سيدي لقد رأيت في يومي عجبا وآمنت به [ أ ] (3) فترى عبد الله بن عمر يؤمن
بما آمنت به. فقال: أتحب أن تعرف ذلك ؟ فقلت: نعم. قال: قم فأتبعه وماشه
(4) واسمع ما يقول لك ؟ فتبعته ومشيت معه، فقال لي: إنك لو عرفت سحر [ بني
] (5) عبد المطلب لما كان هذا [ بشئ ] (6) في نفسك، هؤلاء قوم يتوارثون
السحر، كابرا عن كابر، [ فرجعت ] (7) فعند ذلك علمت (8) أن الامام لا يقول
إلا حقا. (9) 1327 / 75 - وروى محمد بن علي بن شهرآشوب في كتاب
(1) من المصدر. (2) في المصدر: في محله.
(3) من المصدر. (4) ليس في المصدر. (5 - 7) من المصدر. (8) في المصدر:
فرجعت وأنا عالم أن الامام. (9) دلائل الامامة: 92 وقد تقدم مع تخريجاته
في المعجزة: 249 ح 371 من معاجز أمير المؤمنين - عليه السلام -. مع اختلاف
في اللفظ والمعنى عن مناقب آل أبي طالب ولنا بيان في ذيله فراجع.
[ 300 ]
المناقب، عن أبي حمزة الثمالي - وإسمه ثابت بن دينار - أنه قال: دخل عبد
الله بن عمر على علي بن الحسين زين العابدين، قال له: يابن الحسين أنت
الذي تقول إن يونس بن متى لقي في الحوت ما لقي لانه عرضوا عليه ولاية جدي
فتوقف عنها ؟ قال: بلى ثكلتك امك، قال عبد الله بن عمر فأرني برهان ذلك إن
كنت من الصادقين. قال عبد الله بن عمر: فأمر علي بن الحسين بشد عينه
بعصابة وعيني بعصابة، ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ بحر
يضرب بأمواجه. فقال ابن عمر: يا سيدي ! دمي في رقبتك الله الله في نفسي.
فقال (علي بن الحسين) (1): هيه وأريه إن كنت من الصادقين. ثم قال (علي بن
الحسين) (2): يا أيها الحوت فأطلع الحوت رأسه من البحر، مثل الجبل العظيم،
وهو يقول: لبيك لبيك يا ولي الله. فقال علي بن الحسين: من أنت ؟ قال: أنا
حوت يونس يا سيدي !
فقال علي بن الحسين - عليه السلام -: حدثني بخبر يونس. قال: إن الله تعالى
لم يبعث نبيا من آدم - عليه السلام - إلى أن صار جدك محمد - صلى الله عليه
وآله - إلا وقد عرض عليه ولا يتكلم أهل البيت، فمن قبلها من الانبياء سلم
وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها، لقي ما لقي آدم من المعصية، ولقي
ما لقي نوح من الغرق وما لقي إبراهيم من النار، وما لقي يوسف من الجب وما
لقي أيوب من البلاء، وما لقي داود
(1 و 2) ليس في المصدر.
[ 301 ]
من الخطيئة إلى أن بعث الله يونس، فأوحى الله إليه أن قيل: يا يونس تول
أمير المؤمنين عليا والائمة الراشدين من صلبه في كلام له. قال يونس: كيف
أتولى من لم أره ولم أعرفه، ذهب مغاضبا فأوحى الله تعالى إلي: أن التقم
يونس ولا توهن له عظما، فمكث في بطني أربعين صباحا يطوف معي البحار في
ظلمات ثلاث (1)، ينادي لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين قد قبلت
ولاية علي بن أبي طالب والائمة الراشدين من ولده، فلما آمن بولايتكم أمرني
ربي فقذفته على ساحل البحر. [ فقال زين العابدين - عليه السلام -: إرجع
أيها الحوت إلى وكرك ! واستوى الماء ] (2). (3) 1328 / 76 - محمد بن الحسن
الصفار، عن العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن صباح المزني، عن الحارث
بن حصيرة (4)، عن حبة العرني، قال: قال أمير المؤمنين - عليه السلام - إن
الله عرض ولايتي على أهل السموات وعلى أهل الارض أقر بها من أقر، وأنكرها
من أنكر، [ أنكرها ] (5) يونس فحبسه الله في بطن الحوت، وفي آخر حتى أقر
بها. (6)
(1) في المصدر: مئات. (2)
من المصدر والبحار. (3) مناقب آل أبي طالب: 4 / 138 وقد تقدم مع تخريجاته
في المعجزة: 249. (4) كذا في البحار والمصدر، وفي الاصل: الحرث بن حضيرة.
(5) من البحار، وفي الاصل وأنكرها من أنكرها، يونس. (6) بصائر الدرجات: 75
ح 1، عنه البحار: 14 / 391 ح 10 وج 26 / 282 ح 34.
[ 302 ]
السابع والعشرون إهداء الجن إليه - عليه السلام - 1329 / 77 - أبو جعفر
محمد بن جرير الطبري، قال: حدثني أبو طاهر عبد الله بن أحمد الخازن قال:
حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن مسلم التميمي، قال: حدثنا أبو العباس أحمد
بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن جبرويه، قال: حدثنا محمد
بن أبي البهلول، قال: حدثنا صالح بن [ أبي ] (1) الاسود، عن جابر بن يزيد،
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر - عليهما السلام - قال: خرج أبو محمد علي
بن الحسين - عليهما السلام - إلى مكة في جماعة من مواليه وناس من سواهم،
فلما بلغ عسفان ضرب مواليه فسطاطه في موضع منها، فلما دنا علي بن الحسين -
عليهما السلام - من ذلك الموضع، قال لمواليه: كيف ضربتم في هذا الموضع ؟
وهذا موضع قوم من الجن، هم لنا أولياء ولنا شيعة، وذلك مضر بهم (2) ومضيق
عليهم. فقالوا (3): ما علمنا ذلك، وعزموا على قلع (4) الفسطاط، وإذا هاتف
يسمع صوته ولا يرى شخصه، وهو يقول: يابن رسول الله لا تحول
فسطاطك من موضعه، فإنا نحتمل ذلك لك، وهذا الطبق قد أهديناه إليك، نحب أن
تنال منه لنشرف بذلك، فنظرنا فإذا جانب الفسطاط طبق عظيم وأطباق معه فيها
عنب ورمان وموز وفاكهة كثيرة، فدعا أبو محمد
(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر: وقد ضيقتم مضربهم عليهم. وفي
البحار: وذلك يضر بهم ويضيق عليهم. (3) في البحار: فقلنا. (4) كذا في
المصدر والبحار، وفي الاصل: وعملوا على قطع...
[ 303 ]
- عليه السلام - من كان معه، فأكل وأكلوا معه من تلك الفاكهة. (1)
الثامن
والعشرون إبراءه حبابة الوالبية من البرص 1330 / 78 - أبو جعفر محمد بن
جرير الطبري، قال: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، قال: حدثنا أبي - رضي
الله عنه -، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، عن محمد بن مثنى، عن أبيه،
عن عثمان بن يزيد (2)، عن جابر، عن أبي جعفر - عليه السلام -، قال: دخلت
حبابة الوالبية [ ذات ] (3) يوم على علي بن الحسين - عليه السلام -، وهي
تبكي، فقال لها: ما يبكيك ؟ قالت: جعلني الله فداك يابن رسول الله، أهل
الكوفة يقولون لو كان علي بن الحسين إمام حق (4) من الله، كما تقولين،
لدعا الله أن يذهب هذا الذي في وجهك. قال: فقال لها: يا حبابة ادني مني،
فدنت منه، فمسح يده على وجهها ثلاث مرات ثم تكلم بكلام خفي، ثم قال: يا
حبابة قومي
(1) دلائل الامامة: 93،
وعنه البحار: 63 / 89 ح 44، وعن أمان الاخطار: 135، نقلا عن دلائل
الامامة، وفرج المهموم: 228 بإسناده، عن الراوندي في الخرائج: 2 / 587 ح
10.
وأخرجه في البحار 46 / 45 ح 45 وح 46 والعوالم 18 / 38 ح 1 عن أمان
الاخطار والخرائج. وفي إثباة الهداة 3 / 17 ح 34 عن أمان الاخطار. (2) كذا
في المصدر، وفي الاصل: عثمان بن زيد وعثمان بن يزيد: عده البرقي من أصحاب
الصادق - عليه السلام -، وروى عن جابر وروى عن المثنى (رجال السيد الخوئي:
11 / 129). (3) من المصدر. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: عدل.
[ 304 ]
وادخلي إلى النساء وسليهن (1) وأنظري في المرآة، هل ترين بوجهك شيئا ؟
قالت: فدخلت (على النساء، فسلمت عليهن ثم) (2) نظرت في المرآة، فكأن الله
لم يخلق في وجهي شيئا مما كان وكان بوجهها برص. (3) 1331 / 79 - أبو
المفضل (4) في أماليه، وأبو إسحاق العدل الطبري في مناقبه، عن حبابة
الوالبية، قالت: دخلت على علي بن الحسين - عليهما السلام -، وكان بوجهي
وضح، فوضع يده عليه فذهب. قالت: ثم قال: يا حبابة ! ما على ملة إبراهيم
غيرنا وغير شعيتنا، وسائر الناس منها براء. (5)
التاسع والعشرون طبعه
بخاتمه - عليه السلام - في حصاة حبابة الوالبية ورد شبابها عليها 1332 /
80 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن أبي علي محمد بن إسماعيل بن موسى
بن جعفر، عن أحمد بن القاسم العجلي،
عن أحمد بن يحيى المعروف بكرد، عن محمد بن خداهي، عن عبد الله ابن أيوب،
عن عبد الله بن هاشم، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل وسلمى عليهم. (2) ليس في المصدر. (3) دلائل
الامامة: 93. (4) هو أبو المفضل الشيباني كما في مناقب آل أبي طالب. (5)
مناقب آل أبي طالب: 4 / 132، عنه البحار: 46 / 33 ح 28 والعوالم: 18 / 60
ح 1.
[ 305 ]
حبابة الوالبية قالت: رأيت
أمير المؤمنين في شرطة الخميس، ومعه درة لها سبابتان يضرب بها بياعي الجري
والمار ماهي والزمار [ والطافي ] (1) ويقول لهم: يا بياعي مسوخ بني
اسرائيل وجند بني مروان، فقام إليه فرات بن أحنف، فقال: يا أمير المؤمنين
وما جند بني مروان ؟ قال: فقال له: أقوام حلقوا اللحى وفتلوا الشوارب،
فمسخوا فلم أر ناطقا [ أحسن نطقا ] (2) منه، ثم إتبعته لم أزل أقفوا أثره
حتى قعد في رحبة المسجد، فقلت له: يا أمير المؤمنين ما دلالة الامامة -
برحمك الله - ؟ قالت: فقال: إتيني بتلك الحصاة، - وأشار بيده إلى حصاة -،
فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه، ثم قال لي: يا حبابة إذا إدعى مدع
الامامة، فقدر أن يطبع كما رأيت، فأعلمي أنه إمام مفترض الطاعة، والامام
لا يعزب عنه شئ يريده. قالت: ثم إنصرفت حتى قبض أمير المؤمنين - عليه
السلام - فجئت إلى الحسن - عليه السلام - وهو في مجلس أمير المؤمنين -
عليه السلام - والناس يسئلونه، فقال: يا حبابة الوالبية !
فقلت: نعم يا مولاي ! فقال: هاتي ما معك. قالت: فأعطيته [ الحصاة ] (3)
فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين - عليه السلام -. قالت: ثم أتيت الحسين -
عليه السلام - وهو في مسجد رسول الله - صلى الله
(1) من البحار وقد تقدم توضيحه وما قبلها من العناوين في ج: 1 / 514 ذح 332. (2) من المصدر. (3) من البحار.
[ 306 ]
عليه وآله وسلم -، فقرب ورحب، ثم قال لي: إن في الدلالة دليلا على ما
تريدين، أفتريدين دلالة الامامة ؟ فقلت نعم يا سيدي ! فقال: هاتي ما معك
فناولته الحصاة فطبع لي فيها. قالت: ثم أتيت علي بن الحسين - عليهما
السلام - وقد بلغ بي الكبر إلى أن [ أ ] (1) رعشت وأنا اعد يومئذ مائة
وثلاث عشرة سنة، فرأيته راكعا وساجدا ومشغولا بالعبادة، فيئست من الدلالة،
فأومأ إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي. قالت: فقلت يا سيدي ! كم مضى من
الدنيا وكم بقي (منها) (2) ؟ فقال: أما ما مضي فنعم، وأما ما بقي فلا.
قالت: ثم قال لي: هاتي ما معك، فأعطيته الحصاة، فطبع لي فيها. ثم أتيت أبا
جعفر - عليه السلام - فطبع لي فيها. ثم أتيت أبا عبد الله - عليه السلام -
فطبع لي فيها.
ثم أتيت أبا الحسن موسى - عليه السلام - فطبع [ لي ] (3) فيها ثم أتيت
الرضا - عليه السلام - فطبع لي فيها. وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر على
ما ذكره عبد الله (4) بن
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) من المصدر ونسخة: " خ ". (4) كذا
في الكمال والبحار، وهو الذي يروي عن الخثعمي، وفي الاصل والمصدر: محمد بن
هشام.
[ 307 ]
هشام. (1)
الثلاثون طبعه
بخاتمه في حصاة ام أسلم 1333 / 81 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن
بعض أصحابنا ذكر أسمه، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا موسى ابن
محمد بن إسماعيل بن عبيدالله (2) بن العباس بن علي بن أبي طالب قال: حدثني
جعفر بن زيد بن موسى، عن أبيه، عن آبائه - عليهم السلام - قالوا: (3) جائت
ام أسلم [ يوما ] (4) إلى النبي - صلى الله عليه وآله -، وهو في منزل ام
سلمة، فسألتها عن رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقالت: خرج في بعض
الحوائج، والساعة يجئ، فانتظرته عند ام سلمة حتى جاء - صلى الله عليه وآله
-. فقالت ام أسلم: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إني قد قرأت الكتب وعلمت كل
نبي ووصي، فموسى كان له وصي في حياته، ووصي بعد موته، وكذلك عيسى فمن وصيك
يا رسول الله ؟
فقال لها: يا أم أسلم وصيي في حياتي وبعد مماتي واحد. ثم قال (لها: يا أم
أسلم) (5) من فعل فعلي [ هذا ] (6) (فهو وصيي، ثم
(1) الكافي: 1 / 346 ح 3 وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة: 215 ح 332، من
معاجز أمير المؤمنين - صلوات الله عليه -. (2) كذا في المصدر وفي الاصل:
عبد الله. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال. (4) من المصدر. (5) ليس في
نسخة " خ ". (6) من المصدر.
[ 308 ]
ضرب
بيده إلى حصاة من الارض، ففركها (1) بإصبعه فجعلها شبه الدقيق، ثم عجنها،
ثم طبعها بخاتمه، ثم قال: من فعل فعلي) (2) هذا فهو وصيي في حياتي وبعد
مماتي. فخرجت من عنده، فأتيت أمير المؤمنين فقلت بأبي أنت وأمي أنت وصيي
رسول الله ؟ قال: نعم (يا أم أسلم) (3) ثم ضرب بيده إلى حصاة، ففركها
فجعلها كهيئة الدقيق، ثم عجنها وختمها بخاتمه. ثم قال: يا أم أسلم من فعل
فعلي (هذا) (4) فهو وصيي، فأتيت الحسن وهو غلام، فقلت لها: يا سيدي ! أنت
وصي أبيك ؟ فقال: نعم يا أم أسلم ! وضرب بيده، وأخذ حصاة ففعل بها كفعلهما
(5) فخرجت من عنده فأتيت الحسين - عليه السلام - وإني أستصغره (6) لسنه،
فقلت له: بأبي أنت وأمي أنت وصي أخيك ؟
فقال: نعم يا أم أسلم ! إئتيني بحصاة، ثم فعل كفعلهم. فعمرت أم أسلم حتى
لحقت بعلي بن الحسين - عليهما السلام - بعد قتل الحسين - عليه السلام - في
منصرفه، فسألته أنت وصي أبيك ؟ فقال: نعم. ثم فعل كفعلهم - صلوات الله
عليهم أجمعين -. (7)
(1) فرك الشئ: دلكه. (2 - 4) ليس في نسخة " خ ". (5) في المصدر: كفعلهم.
(6) في المصدر: لمستصغره. (7) الكافي: 1 / 3 ح 15 وقد تقدم مع تخريجاته في
المعجزة: 216 ح 333 من معاجز الامام أمير المؤمنين - عليه السلام -.
[ 309 ]
الحادي والثلاثون ختمه على حصاة غانم 1334 / 82 - ابن شهرآشوب: عن العامري
في الشيصبان، وأبي علي الطبرسي في إعلام الورى، عن عبد الله بن سليمان
الحضرمي، في خبر طويل: إن غانم بن أم غانم، دخل المدينة ومعه أمه، وسأل هل
تحسون رجلا من بني هاشم أسمه علي ؟ قالوا: نعم. هو ذاك. [ قال: ] (1)
فدلوني على علي بن عبد الله بن العباس. فقلت له: معي حصاة ختم عليها علي
والحسن والحسين - عليهم السلام -، وسمعت أنه يختم عليها رجل اسمه علي
قالوا: نعم هو ذلك فقال علي بن عبد الله بن العباس: يا عدو الله كذبت على
علي بن أبي طالب والحسن والحسين - عليهم السلام -، وصار بنو هاشم يضربونني
حتى أرجع
عن مقالتي، ثم سلبوا مني الحصاة، فرأيت في ليلتي في منامي الحسين - عليه
السلام - وهو يقول لي: هاك الحصاة يا غانم ! وامض إلي علي إبني فهو صاحبك،
فانتبهت والحصاة في يدي، فأتيت إلى علي بن الحسين - عليهما السلام -،
فختمها، وقال لي: إن في أمرك لعبرة، فلا تخبر به أحدا. فقال [ في ذلك ]
(2) غانم بن [ ام ] (3) غانم. أتيت عليا أبتغي الحق عنده * وعند علي عبرة
لا أحاول
(1 - 3) من المصدر.
[ 310 ]
فشد وثاقي ثم قال لي إصطبر كأني مخبول عراني خابل فقلت: لحاك الله والله
لم أكن لا كذب في قولي الذي أنا قائل وخلي سبيلي بعد ظنك فأصبحت مخلاة
نفسي وسربي سابل [ فأقبلت يا خير الانام مؤمما لك اليوم عند العالمين
اسائل ] (1) وقلت وخير القول ما كان صادقا ولا يستوي في الدين حق وباطل
ولا يستوي من كان بالحق عالما كآخر يمسي وهو للحق جاهل وأنت الامام الحق
يعرف فضله
وإن قصرت عنه النهى والفضائل وأنت وصي الاوصياء محمد أبوك ومن نيطت إليه
الوسائل (2)
(1) من المصدر. (2) مناقب آل أبي طالب: 4 / 136، وقد تقدم في معاجز الامام الحسين - عليه السلام - ح 1245 / 298.
[ 311 ]
الثاني والثلاثون علمه - عليه السلام - بحصاة ام سليم وما أخرج لها 1335 /
83 - ابن شهرآشوب، عن أبي عبد الله بن عياش، في المقتضب، عن سعيد بن
المسيب - في خبر طويل - عن ام سليم صاحبة الحصاة، قال لي: يا أم سليم !
إئتيني بحصاة، فدفعت إليه حصاة من الارض، فأخذها فجعلها كهيئة الدقيق
السحيق، ثم عجنها فجعلها يا قوتة حمراء. ثم قالت بعد كلام: ثم ناداني يا
أم سليم ! قلت: لبيك. قال: إرجعي، فرجعت فإذا هو واقف في صرحة داره وسطا
فمد يده اليمنى فانخرقت الدور والحيطان وسكك المدينة [ و ] (1) غابت يده [
عني ] (2). ثم قال: خذي يا أم سليم ! فناولني والله كيسا فيه دنانير وقرط
من ذهب وفصوص كانت لي من جزع في حق لي في منزلي، فإذا الحق حقي.
الثالث
والثلاثون انقلاب الماء ياقوتا أحمر وزمردا ودرا أبيض
وإحياء المرأة 1336 / 84 - الشيخ الفاضل التقي الزاهد الشيخ فخر الدين
(1 و 2) من المصدر.
[ 312 ]
النجفي، رأيته بالنجف ولي منه إجازة قال: روي أن رجلا مؤمنا من أكابر [
بلاد ] (1) بلخ كان يحج بيت الله الحرام، ويزور قبر النبي - صلى الله عليه
وآله - في أكثر الاعوام، وكان يأتي إلى علي بن الحسين - عليهما السلام -
فيزوره ويحمل إليه الهدايا والتحف، [ و ] (2) يأخذ مصالح دينه منه، ثم
يرجع إلى بلاده، فقالت له زوجته: أراك تهدي تحفا كثيرة، ولا أراه يجازيك
عنها بشئ. فقال: إن هذا الرجل الذي نهدي إليه هدايانا هو ملك الدنيا
والآخرة، وجميع ما في أيدي الناس تحت ملكه، لانه خليفة الله في أرضه وحجته
على عباده، وهو ابن رسول الله، هو إمامنا ومولانا ومقتدانا، فلما سمعت ذلك
منه، أمسكت عن ملامته. قال: ثم إن الرجل تهيأ للحج مرة اخرى في السنة
القابلة، وقصد دار علي بن الحسين - عليهما السلام - فاستأذن عليه بالدخول،
فأذن له، ودخل فسلم عليه وقبل يديه، ووجد بين يديه طعاما فقربه إليه وأمره
بالاكل معه فأكل الرجل حسب كفايته، ثم استدعى بطشت وأبريق فيه ماء، فقام
الرجل فأخذ الابريق وصب الماء على يدي الامام. فقال الامام - عليه السلام
-: يا شيخ أنت ضيفنا فكيف تصب على يدي الماء ؟ فقال: إني أحب ذلك.
فقال الامام - عليه السلام -: حيث إنك أحببت ذلك فوالله لاريك ما
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: منه. (2) من المصدر.
[ 313 ]
تحب وترضى وتقربه عيناك، فصب الرجل الماء على يديه حتى إمتلاء ثلث الطست.
فقال الامام: - عليه السلام - للرجل: ماهذا ؟ قال: ماء. فقال الامام: بل
ياقوت أحمر، فنظر الرجل إليه فإذا هو قد صار ياقوتا أحمر بإذن الله تعالى.
ثم قال الامام - عليه السلام -: يا رجل صب الماء أيضا فصب على يدي الامام
مرة اخرى حتى إمتلاء ثلثا الطست. فقال - عليه السلام - له: ما هذا ؟ قال:
هذا ماء. فقال الامام بل هو زمرد أخضر، [ فنظر الرجل فإذا هو زمرد أخضر ]
(1). ثم قال الامام - عليه السلام - أيضا صب الماء يا رجل ! فصب الماء على
يدي الامام - عليه السلام - حتى إمتلا الطست، فقال للرجل: ماهذا ؟ فقال: [
هذا ] (2) ماء. قال: بل هو در أبيض، فنظر الرجل [ إليه ] (3) فإذا هو در
أبيض بإذن الله تعالى وصار الطست ملانا من ثلاثة ألوان در وياقوت وزمرد
فتعجب الرجل غاية العجب، وانكب علي يدي الامام يقبلهما.
فقال له الامام - عليه السلام -: يا شيخ لم يكن عندنا شئ نكافئك على
هداياك إلينا فخذ هذه الجواهر، فإنها عوض هديتك إلينا، واعتذر لنا
(1 - 3) من البحار، والحلية.
[ 314 ]
عند زوجتك، لانها عتبت علينا، فأطرق الرجل رأسه خجلا، وقال: يا سيدي ومن
أنبأك بكلام زوجتي ؟ فلا شك أنك من بيت النبوة. ثم ان الرجل ودع الامام -
عليه السلام - وأخذ الجواهر، وسار بها إلى زوجته وحدثها بالقصة، فقالت:
ومن أعلمه بما قلت ؟ فقال: ألم أقل لك: أنه من بيت العلم والآيات الباهرات
؟ فسجدت لله شكرا، وأقسمت على بعلها بالله العظيم أن يحملها معه إلى
زيارته والنظر إلى طلعته، فلما تجهز بعلها للحج في السنة القابلة، أخذها
معه، فمرضت المرأة في الطريق وماتت قريبا من مدينة الرسول - صلى الله عليه
وآله - فجاء الرجل إلى الامام باكيا حزينا وأخبره بموت زوجته وأنها كانت
قاصدة إلى زيارته وإلى زيارة جده رسول الله - صلى الله عليه وآله -. فقام
الامام - عليه السلام - وصلى لله تعالى ركعتين ودعا الله سبحانه وتعالى
بدعوات (لم تحجب من رب السماوات) (1) ثم التفت [ إلى ] (2) الرجل، فقال
له: قم وارجع إلى زوجتك، فإن الله عزوجل قد أحياها بقدرته وحكمته، وهو
يحيي العظام وهي رميم، فقام الرجل مسرعا وهو فرح [ بين ] (3) مصدق مكذب
(4)، فدخل إلى خيمته فرأى زوجته جالسة في الخيمة على حال الصحة فزاد سروره
واعتقد ضميره، وقال لها: كيف أحياك الله تعالى ؟ فقالت: والله لقد جائني
ملك الموت، وقبض روحي، وهم أن
(1) ليس في المصدر والبحار. (2 و 3) من المصدر. (4) في الحلية: وهو فرح مصدق.
[ 315 ]
يصعد بها، وإذا [ أنا ] (1) برجل صفته كذا وكذا وجعلت تعد أو صافه الشريفة
- عليه السلام - وبعلها يقول [ لها: ] (2) نعم صدقت هذه صفة سيدي ومولاي
علي بن الحسين - عليهما السلام -. قالت: فلما رآه ملك الموت مقبلا إنكب
على قدميه يقبلهما، ويقول السلام عليك يا حجة الله في أرضه، السلام عليك
يا زين العابدين، فرد عليه السلام، وقال له: يا ملك الموت، أعد روح هذه
المرأة إلى جسدها، فإنها قاصدة إلينا، وإني قد سألت ربي تعالى أن يبقيها
ثلاثين سنة أخرى، ويحييها حياة طيبة لقدومها إلينا زائرة لنا، فإن للزائر
علينا حقا واجبا. فقال له الملك: [ سمعا ] (3) وطاعة، لك يا ولي الله ! ثم
أعاد روحي إلى جسدي، وأنا أنظر إلى ملك الموت قد قبل يده الشريفة - عليه
السلام - وخرج عني فأخذ الرجل بيد زوجته، وأتى بها إلى مجلس الامام - عليه
السلام - وهو بين أصحابه وانكبت على ركبتيه، تقبلهما، وهي تقول: والله هذا
سيدي ومولاي، هذا الذي أحياني الله ببركة دعائه. قال: ولم تزل المرأة مع
بعلها مجاورين عند الامام (علي بن الحسين - عليهما السلام -) (4) بقية
أعمارهما بعيشة طيبة في البلدة الطيبة إلى أن ماتا - رحمة الله عليهما -.
(5)
(1 - 3) من المصدر.
(4) ليس في المصدر. (5) المنتخب للطريحي: 349، وأخرجه المجلسي في البحار:
46 / 47 - 49 والعوالم: 18 / 61 ح 1 والمؤلف في حلية الابرار: 3 / 269 -
272 ح 2.
[ 316 ]
الرابع والثلاثون استجابة دعائه - عليه السلام - في الاستسقاء 1337 / 85 -
الطبرسي في الاحتجاج، عن ثابت البناني (1)، قال: كنت حاجا وجماعة عباد
البصرة، مثل أيوب السجستاني، وصالح المروي، وعتبة العلام (2)، وحبيب
الفارسي، ومالك بن دينار، فلما أن دخلنا مكة رأينا الماء ضيقا، وقد إشتد
بالناس العطش لقلة الغيث، ففزع إلينا أهل مكة والحجاج يسألوننا أن نستسقي
لهم، فأتينا الكعبة وطفنا بها، ثم سألنا الله خاضعين متضرعين بها، فمنعنا
الاجابة فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل [ و ] (3) قد أكربته أحزانه
وأقلقته أشجانه فطاف بالكعبة أشواطا، ثم أقبل علينا فقال: يا مالك بن
دينار ! ويا ثابت البناني ! ويا أيوب السجستاني ! ويا صالح المروي ! ويا
عتبة العلام (4) ويا حبيب الفارسي [ ويا سعد ! ] (5) ويا عمر ! ويا صالح [
الاعمى ] (6) ! ويا رابعة ! ويا سعدانة ! ويا جعفر بن سليمان ! فقلنا لبيك
وسعديك يا فتى !. فقال: أما فيكم أحد يحبه الرحمن ؟ فقلنا: يا فتى علينا
الدعاء وعليه الاجابة.
(1) هو من
أصحاب بدر ومن أصحاب أمير المؤمنين - عليه السلام - قتل بصفين على ما ذكره
الشيخ في رجاله والعلامة في القسم الاول من الخلاصة وعليه فالراوي غيره
ولعله تصحيف الثمالي وهو ثابت بن دينار المكنى بأبي حمزة.
(2) في المصدر: الغلام. (3) من المصدر. (4) في المصدر والبحار: الغلام. (5
و 6) من المصدر.
[ 317 ]
فقال: أبعدوا عن الكعبة، فلو كان فيكم أحد يحبه الرحمن لاجابه، ثم أتى
الكعبة فخر ساجدا فسمعته يقول في سجوده: " سيدي بحبك لي إلا سقيتهم الغيث
". قال: فما استتم الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب. (فقلت: يا فتى !
من أين علمت أنه يحبك ؟ فقال: لو لم يحبني لم يستزرني، فلما استزارني علمت
أنه يحبني، فسألته بحبه لي فأجابني ثم ولى عنا وأنشا) (1) يقول: من عرف
الرب فلم تغنه * معرفة الرب فذاك الشقي ما ضر في الطاعة ما ناله * في طاعة
الله وماذا لقي ما يصنع العبد بغير التقى * والعز كل العز للمتقي فقلت: يا
أهل مكة من هذا الفتى ؟ قالوا: (هذا) (2) علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب - عليهم السلام -. (3)
الخامس والثلاثون إخباره - عليه السلام -
بجعفر الكذاب وما وقع منه 1338 / 86 - إبن بابويه في الغيبة، قال: حدثنا
علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي، عن عبد الله بن
موسى، عن
(1) ليس في نسخة: " خ ".
(2) ليس في المصدر والبحار. (3) الاحتجاج: 316 - 317 وعنه البحار: 46 / 50
ح 1 والعوالم: 18 / 81 - 82 ح 1 وأورده ابن شهر آشوب في المناقب: 4 / 140
مختصرا.
[ 318 ]
عبد العظيم بن عبد الله الحسني - رضي الله عنه -، قال: حدثني صفوان بن
يحيى، عن إبراهيم بن أبي زياد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي خالد الكابلي،
قال: دخلت على سيدي علي بن الحسين زين العابدين - عليهما السلام - فقلت
له: يابن رسول الله ! من الذين (1) فرض الله عزوجل طاعتهم ومودتهم وأوجب
على عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ فقال لي:
يا كابلي (2) إن أولي الامر الذين جعلهم الله أئمة للناس وأوجب عليهم
طاعتهم: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - [ ثم الحسن، ثم
الحسين إبنا علي بن أبي طالب، ] () ثم إنتهى الامر إلينا ثم سكت. فقلت: يا
سيدي روي لنا عن أمير المؤمنين [ علي ] (4) - عليه السلام -: إن الارض لا
تخلو من حجة لله على عباده، فمن الامام والحجة بعدك ؟ فقال: إبني محمد،
وإسمه في التوراة باقر يبقر العلم بقرا، هو الحجة والامام بعدي، ومن بعد
محمد، ابنه جعفر، واسمه عند أهل السماء الصادق. فقلت له: يا سيدي فكيف صار
إسمه الصادق وكلكم صادقون ؟ فقال: حدثني أبي عن أبيه - عليهما السلام - أن
رسول الله - صلى الله عليه وآله - قال: إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي
بن الحسين بن علي بن أبي طالب
(1) في المصدر: أخبرني بالذين
(2) في المصدر: ياكنكر. (3 و 4) من المصدر.
[ 319 ]
- عليهم السلام - [ فسموه ] (1) الصادق فإن الخامس (2) من ولده الذي اسمه
جعفر، يدعي الامامة إجتراء على الله عزوجل وكذبا عليه، فهو عند الله جعفر
الكذاب المفتري على الله، والمدعي ما ليس له بأهل، المخالف على أبيه،
والحاسد لاخيه [ ذلك ] (3) الذي يروم كشف سر الله (4) عند غيبة ولي الله
عزوجل. ثم بكى علي بن الحسين - عليهما السلام - بكاء شديدا، ثم قال: كأني
بجعفر الكذاب، وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله والمغيب في حفظ
الله والموكل (5) بحرم أبيه، جهلا منه بولادته، وحرصا منه على قتله، إن
ظفر به، طمعا في ميراث أخيه (6) حتى يأخذه بغير حق. قال أبو خالد: فقلت
له: يابن رسول الله وإن ذلك لكائن ؟ فقال: إي وربي إنه [ ل ] (7) مكتوب
عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله -
صلى الله عليه وآله -. قال أبو خالد: [ فقلت ] (8): يابن رسول الله ثم
ماذا يكون ؟ قال تمتد الغيبة بولي الله عزوجل، الثاني عشر من أوصياء رسول
الله - صلى الله عليه وآله - والائمة بعده - عليهم السلام -.
(1) من المصدر. (2) في المصدر: للخامس. (3) من المصدر.
(4) في المصدر: ستر الله. (5) في المصدر والبحار: والتوكيل. (6) في المصدر: وطمعا في ميراثه حتى يأخذه بغير حقه. (7 و 8) من المصدر.
[ 320 ]
يا با خالد، إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل
من أهل كل زمان، لان الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والافهام
والمعرفة، ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان
بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - بالسيف، اولئك
(هم) (1) المخلصون حقا وشيعتنا صدقا، والدعاة إلى دين الله عزوجل سرا
وجهرا. وقال علي بن الحسين - عليهما السلام -: انتظار الفرج من أفضل العمل
(2)، وحدثنا بهذا الحديث علي بن أحمد بن موسى، ومحمد بن خالد السناني،
وعلي بن عبد الله الوراق، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد
الآدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله [ الحسني ] (3)، عن صفوان، عن إبراهيم
(بن) (4) أبي زياد، عن أبي حمزة [ الثمالي ] (5)، عن أبي خالد الكابلي، عن
علي بن الحسين - عليهما السلام -. (6)
(1) ليس في المصدر. (2) في المصدر والبحار: من أعظم الفرج. (3) من المصدر.
(4) ليس في المصدر. (5) من المصدر.
(6) إكمال الدين: 319 - 320 ح 2 وعنه إعلام الورى: 384 - 385، وفي البحار:
36 / 386 ح 1 والعوالم: 15 / 3 / 258 ح 1 عنه وعن الاحتجاج: 317 - 318.
وراجع الخرائج: 1 / 262 ح 12 مختصرا وعنه البحار: 46 / 230 ح 5 وج 47 / 9
ح 4. وأورده في علل الشرائع: 234 ح 1 باسناده إلى الثمالي وعنه البحار: 47
/ 8 ح 2.
[ 321 ]
السادس والثلاثون استجابة دعائه - عليه السلام. على حرملة بن كاهلة 1339 /
87 - الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد المفيد، قال: أخبرني
المظفر بن محمد البلخي، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام الاسكافي، قال:
حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثني داود بن عمر النهدي، عن الحسن
بن محبوب، عن عبد الله بن يونس، عن المنهال بن عمرو، قال: دخلت على علي بن
الحسين - عليهما السلام - (في) (1) منصرفي من مكة فقال لي: يا منهال ! ما
صنع حرملة بن كاهلة الاسدي ؟ فقلت: تركته حيا بالكوفة. قال: فرفع يديه
جميعا ثم قال - عليه السلام -: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر
الحديد، اللهم أذقه حر النار. قال المنهال: فقدمت الكوفة وقد ظهر المختار
بن أبي عبيدة (الثقفي) (2) وكان لي صديقا، قال: فكنت في منزلي أياما حتى
انقطع الناس عني وركبت إليه فلقيته خارجا من داره، فقال: يا منهال ألم
تأتنا في ولايتنا هذه ولم تهنئنا بها (3) ولم تشركنا فيها ؟ فأعلمته أني
كنت بمكة وأني قد جئتك الآن، وسائرته، ونحن نتحدث حتى أتى الكناس، فوقف [
وقوفا ] (4) كأنه ينتظر شيئا، وقد كان
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: ولم تهنناها. (4) من المصدر.
[ 322 ]
اخبر بمكان حرملة بن كاهلة، فوجه في طلبه، فلم يلبث أن جاء قوم يركضون
وقوم يشتدون، حتى قالوا: أيها الامير البشارة. قد أخذ حرملة ابن كاهلة،
فما لبثنا أن جئ به، فلما نظر إليه المختار، قال لحرملة: الحمد لله الذي
مكنني منك، ثم قال الجزار الجزار، فاتي بجزار فقال له إقطع يديه، فقطعتا،
ثم قال له: إقطع رجليه فقطعتا، ثم قال: النار النار، فاوتي بنار وقصب
فالقي عليه، فأشتعل فيه النار. فقلت: سبحان الله. فقال لي: يا منهال إن
التسبيح لحسن ففيم سبحت ؟ فقلت: أيها الامير دخلت في سفرتي هذه منصرفي من
مكة على علي بن الحسين - عليهما السلام -. فقال لي: يامنهال ما فعل حرملة
بن كاهلة الاسدي ؟ فقلت: تركته حيا بالكوفة، فرفع يديه جميعا. فقال: اللهم
أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار. فقال لي
المختار: أسمعت علي بن الحسين - عليه السلام - يقول هذا ؟ فقلت: والله لقد
سمعته [ يقول هذا ] (1). قال: فنزل عن دابته وصلى ركعتين فأطال السجود، ثم
قام فركب وقد احترق حرملة، وركبت معه وسرنا فحاذيت داري، فقلت: أيها
الامير إن رأيت أن تشرفني وتكرمني وتنزل عندي، وتحرم بطعامي (2).
(1) من المصدر. (2) الحرمة ما لا يحل إنتها كه، ومنه قولهم: تحرم بطعامه،
وذلك لان العرب، إذ أكل رجل منهم من طعام غير حصلت بينهما حرمة وذمة يكون
كل منهما آمنا من أذى صاحبه.
[ 323 ]
فقال: يا منهال تعلمني أن علي بن الحسين دعا بأربع دعوات فأجابه على يدي،
ثم تأمرني أن آكل ؟ هذا يوم صوم، شكر الله عزوجل على ما فعلته بتوفيقه،
وحرملة هو الذي حمل رأس الحسين - عليه السلام -. (1)
السابع والثلاثون
استجابة دعائه - عليه السلام - على عبيدالله بن زياد 1340 / 88 - الشيخ في
أماليه قال: أخبرني محمد بن محمد يعني: المفيد، قال: أخبرني أبو عبيدالله
(2) محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا
الحرث بن أبي اسامة، قال: حدثنا المدائني، عن رجاله: أن المختار بن أبي
عبيدة الثقفي - رحمه الله - ظهر بالكوفة ليلة الاربعاء لاربع عشرة بقيت من
شهر ربيع الآخر سنة ست وستين، فبايعه الناس على كتاب الله، وسنة رسول الله
- صلى الله عليه وآله -، والطلب بدم الحسين بن علي - عليهما السلام -،
ودماء أهل بيته - رحمة الله عليهم -، والدفع عن الضعفاء. فقال الشاعر في
ذلك. ولما دعا المختار جئنا لنصره * على الخيل نردي (3) من كميت وأشقرا
(1) أمالي الطوسي: 1 / 243 - 245، وعنه البحار: 45 / 332 ح 1 والعوالم: 17
/ 664 ح 2
وأخرجه في البحار: 46 / 52 ح 2 والعوالم: 18 / 83 ح 1 عن مناقب آل أبي
طالب: 4 / 133 مختصرا. (2) في المصدر: أبو عبد الله. (3) في المصدر: بردي
وفي العوالم: تردى.
[ 324 ]
دعا يا لثارات الحسين فأقبلت * تعادي بفرسان الصباح لتثأرا ونهض المختار
إلى عبد الله بن مطيع، وكان على الكوفة من قبل ابن الزبير، فأخرجه وأصحابه
منها منهزمين، وأقام بالكوفة إلى المحرم سنة سبع وستين، ثم عمد إلى إنفاذ
الجيوش إلى ابن زياد، وكان بارض الجزيرة، فصير على شرطة أبا عبد الله
الجدلي، وأبا عمارة كيسان مولى عربية، وأمر إبراهيم بن الاشتر - رحمة الله
عليه - بالتأهب [ للمسير ] (1) إلى ابن زياد - لعنه الله - وأمره على
الاجناد. فخرج إبراهيم يوم السبت لسبع خلون من المحرم سنة سبع وستين في
ألفين من مذحج وأسد، وألفين من تميم وهمدان، وألف وخمسمائة من قبائل
المدينة، وألف وخمسمائة من كندة وربيعة، وألفين من الحمراء، وقال بعضهم:
كان بن الاشتر في أربعة آلاف من القبائل (2) وثمانية آلاف من الحمراء.
وشيع المختار إبراهيم [ بن ] (3) الاشتر - رحمهما الله - ماشيا، فقال له
إبراهيم: إركب - رحمك الله -: فقال: إني لاحتسب الاجر في خطاي معك واحب أن
تغبر قدماي في نصر آل محمد - عليهم السلام -، ثم ودعه وانصرف. فسار ابن
الاشتر حتى أتى المدائن، ثم سار يريد ابن زياد - لعنه الله -
فشخص المختار عن الكوفة، لما أتاه أن إبن الاشتر قد إرتحل من المدائن،
وأقبل حتى نزل المدائن.
(1) من المصدر. (2) في المصدر: القباط. (3) من المصدر.
[ 325 ]
فلما نزل ابن الاشتر نهر الخازر بالموصل، أقبل ابن زياد - لعنه الله - في
الجموع فنزل على أربع فراسخ من عسكر بن الاشتر، ثم التقوا فحض ابن الاشتر
أصحابه وقال: يا أهل الحق وأنصار الدين هذا ابن زياد قاتل الحسين بن علي
وأهل بيته - عليهم السلام - قد أتاكم الله به وبحزبه حزب الشيطان،
فقاتلوهم بنية وصبر لعل الله يقتله بأيديكم ويشفي صدور [ كم ] (1).
وتزاحفوا ونادى أهل العراق يا لثارات (2) الحسين، فجال أصحاب ابن الاشتر
جولة فناداهم: يا شرطة الله الصبر الصبر فتراجعوا، فقال لهم: عبد الله بن
بشار (3) بن أبي عقب الدئلي: حدثني خليلي إنا نلقي أهل الشام على نهر يقال
له الخازر (4) فيكشفونا حتى نقول: هي هي ثم نكر عليهم، فنقتل أميرهم،
فأبشروا وأصبروا، فإنكم لهم قاهرون. ثم حمل ابن الاشتر - رحمه الله -
يمينا فخالط القلب وكسرهم أهل العراق، فركبوهم يقتلونهم، فانجلت الغمة وقد
قتل عبيدالله بن زياد، وحصين بن نمير، وشرحبيل بن ذي الكلاع (5)، وابن
حوشب، وغالب الباهلي، و عبد الله بن إياس السلمي، وأبو الاشرس، الذي كان
على خراسان، وأعيان أصحابه - لعنهم الله -.
فقال ابن الاشتر لاصحابه: إني رأيت بعدما انكشف الناس طائفة
(1) من المصدر. (2) في البحار: يا آل ثأرات الحسين. (3) في المصدر: يسار. (4) نهر بين الموصل واربل. (5) في المصدر: وابن ذي الكلاع.
[ 326 ]
منهم قد صبرت تقاتل، فأقدمت عليهم وأقبل رجل آخر في كبكبة كأنه بغل أقمر
يغري (1) الناس لا يدنوا منه أحد إلا صرعه، فدنا مني فضربت يده فأبنتها،
وسقط على شاطئ نهر، فشرقت يداه وغربت رجلاه فقتلته ووجدت منه رائحة المسك
(2)، وأظنه ابن زياد فاطلبوه. فجاء رجل فنزع خفيه وتأمله، فإذا هو ابن
زياد - لعنه الله - على ما وصف ابن الاشتر فاجتزوا رأسه، وأستوقدوا عامة
الليل بجسده، فنظر إليه مهران مولى زياد، وكان يحبه حبا شديدا فحلف أن لا
يأكل شحما أبدا، فأصبح الناس فحووا ما في العسكر، فهرب غلام لعبيد الله
إلى الشام. فقال له عبد الملك بن مروان: متى عهدك بابن زياد ؟ فقال: جال
الناس فتقدم فقاتل وقال ائتني بجرة فيها ماء، فأتيته فاحتملها فشرب منها
وصب الماء بين درعه وجسده، وصب على ناصية فرسه فصهل ثم اقتحمه (3) فهذا
آخر عهدي به. قال: وبعث ابن الاشتر برأس بن زياد إلى المختار وأعيان من
كان معه، فقدم بالرؤوس والمختار يتغدى، فالقيت بين يديه، فقال: الحمدلله
رب العالمين وضع رأس الحسين بن علي - عليهما السلام - بين أيدي ابن زياد -
لعنه الله - وهو يتغدى وأتيت برأس ابن زياد وأنا أتغدى. قال: وانسابت (4)
حية بيضاء تخلل الرؤوس حتى دخلت في أنف
(1) في المصدر: يفري - بالفاء -. (2) في المصدر: ريح المسك. (3) في المصدر: إنقحمه. (4) في المصدر: قال: رأينا.
[ 327 ]
ابن زياد - لعنهما الله -، وخرجت من أذنه، ودخلت في أذنه وخرجت من أنفه،
فلما فرغ المختار من الغداء قام فوطأ وجه إبن زياد بنعله، ثم رمى بها إلى
مولى له، وقال: إغسلها فإني وضعتها على وجه نجس كافر. وخرج المختار إلى
الكوفة وبعث برأس ابن زياد، ورأس حصين ابن نمير، وشرحبيل (1) بن ذي
الكلاع، مع عبد الرحمن بن أبي عمير الثقفي، و عبد الله بن شداد الجشمي،
(2)، والسائب بن مالك الاشعري، إلى محمد بن الحنفية بمكة وعلي بن الحسين -
عليهما السلام - يومئذ بمكة، وكتب إليهم معهم: أما بعد فإني بعثت أنصارك
وشعيتك إلى عدوك يطلبونه بدم أخيك المظلوم الشهيد، فخرجوا محتسبين محنقين
آسفين، فلقوهم دون نصيبين (3)، فقتلهم رب العالمين والحمد لله رب العالمين
الذي طلب لكم الثأر، وأدرك لكم رؤساء (4) أعدائكم، فقتلهم في كل فج وغرقهم
في كل بحر، فشفي بذلك صدور قوم مؤمنين، وأذهب غيظ قلوبهم.
وقدموا بالكتاب والرؤوس عليه، فبعث برأس ابن زياد - لعنه الله - إلى علي
بن الحسين - عليهما السلام -، فادخل عليه وهو يتغدى. فقال: علي بن الحسين
- عليهما السلام -: ادخلت على ابن زياد - لعنه الله - وهو
(1) في المصدر: وابن شرحبيل وابن ذي الكلاع. (2) في المصدر: الجشيمي. (3)
هي مدينة عامرة من بلاد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام "
معجم البلدان: 5 / 288 ". (4) في المصدر: رؤوس وفي الاصل: رأس عباد، وما
أثبتناه من البحار.
[ 328 ]
يتغدى ورأس
أبي بين يديه، فقلت اللهم لا تمتني حتى تريني رأس ابن زياد، وأنا أتغدى،
فالحمد لله الذي أجاب دعوتي ثم أمر فرمى به، فحمل إلى ابن الزبير، فوضعه
ابن الزبير على قصبة، فحركتها الريح فسقط، فخرجت حية من تحت الستار، فأخذت
بأنفه، فأعادوا القصبة فحركتها الريح، فسقط فخرجت الحية فأزمت بأنفه، ففعل
ذلك ثلاث مرات، فأمر ابن الزبير فالقي في بعض شعاب مكة. قال: وكان المختار
- رحمه الله - قد سئل في أمان عمر بن سعد بن أبي وقاص، فآمنه على أن لا
يخرج من الكوفة، فإن خرج منها فدمه هدر. قال: فأتى عمر بن سعد رجل، فقال:
إني سمعت المختار يحلف ليقتلن رجلا، والله ما أحسبه غيرك. قال: فخرج عمر
حتى أتى الحمام (1)، فقيل له: أترى هذا يخفى حقا على المختار ؟ فرجع ليلا
فدخل داره، فلما كان الغد غدوت فدخلت على المختار، وجاء الهيثم بن الاسود
(2)، فقعد، فجاء حفص بن
عمر بن سعد، فقال للمختار: يقول لك أبو حفص: أين لنا (3) بالذي كان بيننا
وبينك ؟ فقال: إجلس فدعا المختار أبا عمرة، فجاء رجل قصير
(1) الحمام: إما أن يكون حمام سعد: موضع في طريق الحاج بالكوفة وإما أن
يكون حمام أعين - بتشديد الميم - بالكوفة، وذكره في الاخبار مشهور، منسوب
إلى أعين مولى سعد بن أبي وقاص " معجم البلدان ". (2) في البحار: الهشيم.
(3) في المصدر: أنزلنا.
[ 329 ]
يتخشخش
(1) في الحديد (2)، فساره، ودعا برجلين فقال: إذهبا معه فذهب فوالله ما
أحسبه بلغ دار عمر بن سعد، حتى جاء برأسه. فقال المختار لحفص: أتعرف هذا ؟
قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، [ نعم ] (3). قال: يا أبا عمرة ألحقه به،
فقتله. فقال: المختار - رحمه الله - عمر بالحسين وحفص بعلي بن الحسين ولا
سواء. قال: واشتد أمر المختار بعد قتل ابن زياد، وأخاف الوجوه وقال: لا
يسوغ لي طعام ولاشراب حتى أقتل قتلة الحسين بن علي - عليهما السلام - وأهل
بيته، وما من ديني أترك أحدا منهم حيا، وقال: أعلموني من شرك في دم الحسين
- وأهل بيته - عليهم السلام -، فلم يكن يأتونه برجل، فيقولون [ إن ] (4)
هذا من قتلة الحسين أو ممن أعان عليه إلا قتله، وبلغه أن شمر بن ذي الجوشن
- لعنه الله - أصاب مع الحسين إبلا فأخذها (5)، فلما قدم الكوفة
نحرها و قسم لحومها. فقال المختار: أحصوا لي كل دار دخل فيها شئ من ذلك
اللحم، فأحصوها، فأرسل إلى من كان أخذ منها شيئا فقتلهم وهدم دورا
بالكوفة.
(1) يتخشخش: يسمع له صوت عند اصطكاكه. (2) في المصدر: في لخده دف. (3) من المصدر. (4) من البحار. (5) في المصدر: فأقعدها.
[ 330 ]
واتي المختار بعبدالله بن أسيد الجهني، ومالك [ بن ] (1) الهيثم البداني
(2) من كندة، وحمل بن مالك المحاربي، فقال: يا أعداء الله أين الحسين بن
علي ؟ قالوا: أكرهنا على الخروج إليه. قال أفلا مننتم عليه وسقيتموه ؟ [
من الماء ] (3) وقال للبداني: أنت صاحب برنسه - لعنك الله - ؟ قال لا قال:
بلى ثم قال: إقطعوا يديه ورجليه، ودعوه يضطرب حتى يموت، فقطعوه، وأمر
بالآخرين فضربت أعناقهما، واتي بقرار (4) ابن مالك، وعمروبن خالد، و عبد
الرحمن البجلي، و عبد الله بن قيس الخولاني، فقال لهم: يا قتلة الصالحين
ألا ترون الله بريئا (5) منكم ؟ لقد جاءكم الورس بيوم نحس، فأخرجهم إلى
السوق فقتلهم. وبعث المختار معاذ بن هاني الكندي، وأبا عمرة كيسان، إلى
دار
خولي بن يزيد الاصبحي، وهو الذي حمل رأس الحسين - عليه السلام - إلى ابن
زياد - لعنه الله - فأتوا داره فاستخفى في المخرج فدخلوا عليه فوجدوه وقد
أكب على نفسه، قوصرة فأخذوه، وخرجوا يريدون المختار، فتلقاهم في ركب،
فردوه إلى داره وقتله عندها وأحرقه.
(1) من المصدر والبحار. (2) نسبة إلى بدا - بتشديد الدال - بطن من كندة،
من القحطانية وهم بنو بدا بن الحارث بن معاوية بن كندة كانت منازلهم بحضر
موت. (3) من المصدر. (4) كذا في العوالم، وفي المصدر: قراد وفي الاصل:
فراد. (5) في المصدر: برئنا.
[ 331 ]
وطلب
المختار شمر بن ذي الجوشن فهرب إلى البادية، فسعى به إلى أبي عمرة (1)،
فخرج إليه مع نفر من أصحابه، فقاتلهم قتالا شديدا، فأثخنته الجراحة، فأخذه
أبو عمرة أسيرا وبعث به إلى المختار، فضرب عنقه، وأغلى له دهنا في قدر
فقذفه فيها فنضج، وفي نسخة فتفسخ (2)، ووطئ مولى لآل حارثة بن مضروب وجهه
ورأسه. ولم يزل المختار يتتبع قتلة الحسين - عليه السلام - وأهله حتى قتل
منهم خلقا كثيرا، وهرب الباقون، فهدم دورهم وقتلت العبيد مواليهم الذين
قاتلوا الحسين - عليه السلام - وأتو المختار فأعتقهم. (3)
الثامن
والثلاثون إخباره بالوقت الذي يقتل فيه عبيدالله بن زياد وشمر بن ذي
الجوشن - لعنهما الله - واليوم الذي يدخل برأسيهما عليه - عليه السلام -.
1341 / 89 - الامام ابو محمد العسكري في تفسيره - عليه السلام - قال: [ و
] (4) قال أمير المؤمنين - عليه السلام -: [ ف ] (5) كما أن بعض نبي
أسرائيل أطاعوا فأكرموا، وبعضهم عصوا فعذبوا، فكذلك تكونون أنتم. فقالوا
(6): من العصاة يا أمير المؤمنين ؟
(1) في المصدر: أبا حمزة. (2) في المصدر: فقذفه فيها فتفسخ. (3) الامالي
للطوسي: 1 / 245 - 250، وعنه البحار: 45 / 333 - 338 ح 2 والعوالم: 17 /
658 - 663 ح 2. (4 و 5) من المصدر. (6) في المصدر: قالوا.
[ 332 ]
قال: الذين امروا بتعظيمنا أهل البيت، وتعظيم حقوقنا، (فخانوا) (1)
وخالفوا ذلك، [ وعصوا ] (2)، وجحدوا حقوقنا واستخفوا بنا (3)، وقتلوا
أولاد رسول الله - صلى الله عليه وآله -، الذين أمروا بإكرامهم ومحبتهم.
قالوا: يا أمير المؤمنين إن ذلك لكائن ؟ قال: بلى خبرا حقا، وأمرا كائنا،
سيقتلون ولدي هذين الحسن والحسين - عليهما السلام -. ثم قال: أمير
المؤمنين - عليه السلام - وسيصيب [ اكثر ] (4) الذين ظلموا رجزا في الدنيا
بسيوف بعض من يسلط الله [ تعالى عليهم ] (5) للانتقام بما كانوا يفسقون،
كما أصاب بني إسرائيل الزجر. قيل: ومن هو ؟ قال: غلام من ثقيف، يقال له
المختار بن [ أبي ] (6) عبيد.
وقال علي بن الحسين - عليهما السلام - فكان [ ذلك ] (7) (8) بعد قوله هذا
بزمان (9)، وإن هذا الخبر إتصل بالحجاج بن يوسف - لعنه الله - من قول علي
بن
(1) ليس في المصدر. (2) من المصدر. (3) في المصدر: بها. (4 - 7) من
المصدر. (8) اي ولد المختار بعد قول أمير المؤمنين - عليه السلام - هذا
بزمان. كذا قاله المجلسي ره. (9) الظاهر أن ما بعده من كلام، إلى قوله:
وقال على بن الحسين عليهما السلام، هو ليس من كلام الامام زين العابدين -
عليه السلام - بقرينة عبارة " من قول علي بن الحسين عليهما السلام " كما
أنه لم يصرح بأنه من كلام الامام العسكري عليه السلام لخلوه من لفظ " قال
الامام عليه السلام " فهل يحتمل غيره ؟ فتدبر. على ذلك أن الاحداث
التاريخية مشوهة ومرتكبة، فعند التخليل نجد أن التاريخ يشهد بأن ظهور
المختار على قتلة الحسين عليه السلام كانت سنة " 64 " وأنه قتل في فتنة
ابن الزبير =
[ 333 ]
الحسين - عليهما
السلام - فقال: أما رسول الله ما قال هذا، وأما علي بن أبي طالب فأنا أشك
هل حكاه عن رسول الله ؟ وأما علي بن الحسين فصبي مغرور، يقول الاباطيل
ويغربها متبعوه، اطلبوا إلي المختار، فطلب، فاخذ فقال: قدموه إلى النطع
واضربوا عنقه، فاوتي بالنطع فبسط وابرك عليه المختار، ثم جعل الغلمان
يجيئون ويذهبون لا يأتون بالسيف. قال الحجاج: مالكم ؟ قالوا: لسنا نجد
مفتاح الخزانة وقد ضاع منا، والسيف في الخزانة.
فقال المختار لن تقتلني، ولن يكذب رسول الله ولئن قتلتني ليحييني الله حتى
أقتل منكم ثلثمائة وثلاثة وثمانين ألفا. فقال الحجاج لبعض حجابه: أعط
السياف سيفك يقتله [ به ] (1) فأخذ السياف سيفه وجاء ليقتله به، والحجاج
يحثه ويستعجله، فبيناهو في تدبيره إذ عثر، والسيف في يده، فأصاب السيف
بطنه فشقه فمات، فجاء بسياف آخر، وأعطاه السيف فلما رفع يده ليضرب عنقه
لدغته عقرب فسقط فمات، فنظروا وإذا العقرب فقتلوه. فقال المختار: يا حجاج
إنك لن تقدر على قتلي، ويحك يا حجاج أما تذكر ما قال نزار بن معد بن عدنان
لسابور ذي الاكتاف حين كان يقتل
= سنة " 67 " وأن استيلاء عبد الملك بن مروان على العراق كانت سنة " 75 "
فعلى هذا لم يكن المختار في سجن الحجاج أيام عبد الملك. وانما حبسه ابن
زياد، ولم يزل في الحبس حتى قتل أبو عبد الله الحسين عليه السلام وشفع بد
ذلك ابن عمر عند يزيد لعنه الله فأمر باطلاقه، فلابد من تحقيق أوسع من هذا
حتى يتبين لنا الحق إن شاء الله. (1) من المصدر.
[ 334 ]
العرب ويصطلمهم فأمر نزار ولده فوضع في زنبيل في طريقه، فلما رآه قال [
له: ] (1) من أنت ؟ قال أنا رجل من العرب، أريد أن أسالك لم تقتل هؤلاء
العرب ولا ذنوب لهم إليك وقد قتلت الذين كانوا مذنبين [ و ] (2) في عملك
ومفسدين ؟ قال: لاني وجدت في الكتاب يخرج منهم رجل يقال له: محمد يدعي -
صلى الله عليه وآله - يدعي النبوة، فيزيل دولة ملوك الاعاجم ويفنيها،
فأنا أقتلهم حتى لا يكون منهم ذلك الرجل. [ قال: ] (3) فقال له نزار: لئن
كان ما وجدته في كتب الكذابين فما اولاك ان لا تقتل البراء غير المذنبين [
بقول الكاذبين ] (4) وان كان ذلك من قول الصادقين، فان الله سيحفظ ذلك
الاصل الذي يخرج منه هذا الرجل، ولن تقدر على إبطاله ويجري قضاءه وينفذ
أمره، ولو لم يبق من جميع العرب إلا واحد. فقال سابور صدق هذا نزار يعني -
الفارسية المهزول - كفوا عن العرب فكفوا عنهم (5). [ ولكن ] (6) يا حجاج
إن الله قد قضى أن أقتل منكم ثلثمائة وثلاثة وثمانين ألف رجل، فان شئت
فتعاط قتلي، وإن شئت فلا تتعاط فان الله تعالى إما أن يمنعك عني وإما أن
يحييني بعد قتلك، فان قول رسول الله -
(1 - 4) من المصدر. (5) وقد علق محقق تفسير الامام العسكري - عليه السلام
- على قوله: أما تذكر ما قال نزار. تعليقة محققة مفيدة تظهر منها أن مقولة
المختار لا يطابقه التاريخ الصحيح فراجعه. (6) من المصدر.
[ 335 ]
صلى الله عليه واله - حق لا مرية فيه. فقال للسياف: إضرب عنقه، فقال
المختار: ان هذا لن يقدر على ذلك، وكنت احب أن تكون أنت المتولي لما
تأمره، فكان يسلط عليك أفعى كما سلط على هذا الاول عقربا. فلما أراد
السياف أن يضرب عنقه إذا برجل من خواص عبد الملك بن مروان، قد حضر (1)
فصاح يا سياف كف عنه ويحك ومعه
كتاب من عبد الملك بن مروان، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد يا
حجاج بن يوسف فإنه سقط إلينا طير (2) عليه رقعة [ فيها ] (3) أنك أخذت
المختار بن أبى عبيده تريد قتله، تزعم أنه حكي عن رسول الله - صلى الله
عليه واله - أنه سيقتل من أنصار بنى امية ثلثمائة وثلاثة وثمانين ألف رجل،
فإذا أتاك كتابي هذا فخل عنه، ولا تتعرض له إلا بسبيل خير فانه زوج ظئر
(4) أبنى الوليدبن عبد الملك بن مروان وقد كلمني فيه الوليد، فان الذى حكى
إن كان باطلا فلا معنى لقتل رجل مسلم بخبر باطل، وان كان حقا فانك لا تقدر
على تكذيب قول رسول الله - صلى الله عليه واله -. فخلى عنه الحجاج فجعل
المختار يقول: سأفعل كذا فاخرج وقت كذا، واقتل من الناس كذا، وهؤلاء
صاغرون يعنى بنى امية.
(1) في المصدر: قددخل. (2) في المصدر: طائر. (3) من المصدر. (4) الظئر: المرضعة.
[ 336 ]
فبلغ ذلك الحجاج فأخذ وأنزل (وأمر) (1) بضرب عنقه فقال المختار إنك لن
تقدر على ذلك، فلا تتعاط ردا على الله. وكان في ذلك إذ سقط طائر آخر عليه
كتاب من عبد الملك بن مروان. بسم الله الرحمن الرحيم يا حجاج لا تتعرض
للمختار فانه زوج مرضعة إبنى الوليد، ولئن كان حقا فستمنع من قتله، كما
منع دانيال من
قتل بخت نصر الذى كان الله قضى أن يقتل بنى اسرائيل. فتركه وتوعده إن عاد
لمثل مقالته. فعاد لمثل مقالته، واتصل بالحجاج الخبر، فطلبه فاختفى مدة ثم
ظفر به [ فأخذ ] (2) فلما هم بضرب عنقه إذاقد ورد عليه كتاب [ من ] (3)
عبد الملك [: أن إبعث إلى المختار ] (4) فاحتبسه الحجاج وكتب إلى عبد
الملك: كيف تأخذ إليك عدوا مجاهرا يزعم أنه يقتل من أنصار بني امية
كذاوكذا ألفا ؟ فبعث إليه [ عبد الملك: ] (5) إنك رجل جاهل، لئن كان الخبر
فيه باطلا فما أحقنا برعاية حقه لحق من خدمتناوإن كان الخبر فيه حقا فانا
سنربيه ليسلط علينا كما ربى فرعون موسى حتى يسلط عليه فبعثه إليه الحجاج
فكان من [ أمر ] (6) المختار ماكان، وقتل ومن قتل. فقال على بن الحسين -
عليهما السلام - لاصحابه: وقد قالوا له: يابن رسول الله إن أمير المؤمنين
- عليه السلام - ذكر من [ أمر ] (7) المختار ولم يقل متى يكون قتله لمن
يقتل.
(1) ليس في المصدر. (2 - 7) من المصدر.
[ 337 ]
فقال علي بن الحسين - عليهما السلام - صدق أمير المؤمنين أولا اخبركم متى
يكون ؟ قالوا: بلى. قال: يوم كذا إلى ثلاث سنين من قوله (1) هذا [ لهم ]
(2) وسيؤتى برأس عبيد الله بن زياد وشمر بن ذي الجوشن لعنهما الله - في
يوم كذا وكذا وسنأكل وهما بين أيدينا ننظر إليهما. قال: فلما كان في اليوم
الذي أخبرهم أنه يكون فيه القتل من المختار لاصحاب بني أمية كان علي بن
الحسين. عليهما السلام. مع أصحابه
على مائدة إذ قال لهم: معاشر إخواننا طيبوا نفسا وكلوا (3) فانكم تأكلون
وظلمة بني أمية يحصدون. قالوا: أين ؟ قال - عليه السلام -: في موضع كذا
يقتلهم المختار، وسيؤتى بالرأسين يوم كذا وكذا. فلما كان في ذلك اليوم أني
بالرأسين (4) فلما أراد أن يقعد للاكل، وقد فرغ من صلاته، فلما رآهما سجد،
وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني فجعل { يأكل و } (5) ينظر
إليهما.
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: من قولي. (2) من المصدر. (3) كذا في
المصدر، وفي الاصل: أنفسكم. (4) إن من البديهي أن شمرا - لعنه الله - قتل
في الكلتانية - من أعمال خوزستان - سنة " 66 " ولكن عبيد الله بن زياد -
لعنه الله - قتل في الموصل سنة: " 67 " فكيف يرسل إليه - عليه السلام - في
زمن واحد ؟ ! وفي ذيل الخير تفصيل راجع المصدر بتحقيق مدرسة الامام المهدي
" عج ". (5) من المصدر.
[ 338 ]
فلما كان
في وقت الحلواء لم يؤت بالحلواء لانهم (1) كانوا قد اشتغلوا عن عمله بخبر
الرأسين، فقال ندماؤه: لم نعمل اليوم حلواء ؟ فقال علي بن الحسين. عليهما
السلام -: لا نريد حلواء أحلى من نظرنا إلى هذين الرأسين. ثم عاد إلى قول
أمير المؤمنين - عليه السلام - قال وما للكافرين
والفاسقين عند الله أعظم وأوفى ثم قال أمير المؤمنين - عليه السلام -:
واما المطيعون لنا فسيغفر الله لهم ذنوبهم فيزيدهم إحسانا (2) إلى
إحسانهم. قالوا: يا أمير المؤمنين ومن المطيعون لكم ؟ قال الذين يوحدون
ربهم، ويصفونه بما يليق به من الصفات، ويؤمنون بمحمد نبيه - صلى الله عليه
وآله - ويطيعون الله في إتيان فرائضه وترك محارمه، ويحيون أوقاتهم بذكره،
وبالصلاة على نبيه محمد وآله الطيبين. صلى الله عليهم - وينفون عن (3)
أنفسهم الشح والبخل فيؤدون ما فرض عليهم من الزكوات ولا يمنعونها. (4)
التاسع والثلاثون أنه - عليه السلام - عنده ديوان شيعتهم - عليهم السلام -
1342 / 90 - محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن
(1) في المصدر: لما. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: الامتنان. (3) كذا في
المصدر، وفي الاصل: ويتقون على. (4) التفسير المنسوب إلى الامام العسكري -
عليه السلام -: 547 ح 327. وعنه البحار: 45 / 339 ح 6 والعوالم: 17 / 655
ح 2 واثبات الهداة: 4 / 496 ح 292 قطعة منه ومستدرك الوسائل: 3 / 107 باب:
26 ح 6 قطعة وأخرج ذيله في البحار: 68 / 163 ح 12 ومستدرك الوسائل: 2 /
297 ح 4.
[ 339 ]
علي بن الحكم، عن سيف بن
عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن رجل من بني حنيفة [ قال كنت مع عمي ف ]
(1) دخل على علي بن الحسين - عليهما السلام - فرأى بين يديه صحائف، ينظر
فيها فقال [ له: ] (2) أي شئ هذه الصحف (3) جعلت فداك ؟
فقال: هذا ديوان شيعتنا. قال [ أ ] (4) فتأذن لي أطلب إسمي فيه ؟ قال:
نعم. قال: [ فإني ] (5): لست أقرأ وابن أخي [ معي ] (6) على الباب، فتأذن
له يدخل حتى يقرأ ؟ قال: نعم، فأدخلني عمي، فنظرت في الكتاب، فأول شئ هجمت
عليه إسمي. فقلت: إسمي ورب الكعبة. قال: ويحك فاين أنا ؟ فجزت خمسة أسماء
أو ستة، ثم وجدت إسم عمي. فقال علي بن الحسين: " أخذ الله ميثاقهم معنا
على ولايتنا، لا يزيدون ولا ينقصون، إن الله خلقنا من [ أعلى ] (7) عليين
وخلق شيعتنا من
(1 و 2) من المصدر. (3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: الصحيفة. (4 و 5) من المصدر. (6) من البحار. (7) من المصدر والبحار.
[ 340 ]
طينتنا (1) أسفل من ذلك، وخلق عدونا من سجين وخلق أوليائهم منهم [ من ]
(2) أسفل من ذلك (3). (4)
الاربعون معرفته بأرض عسل ومن أي قرية 1343 \ 1
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن الفضيل بن
يسار، عن أبى عبد الله - عليه السلام - قال: إن علي بن الحسين - عليهما
السلام - اتي بعسل، فشربه. قال: والله [ إني ] (5) لاعلم من أين هذا العسل
؟ وأين أرضه ؟ وانه ليمتار (6) من قرية كذا وكذا. (7)
|