الحادي والاربعون
الاسدان اللذان خرجا على اللص 1344 \ 92 - الشيخ في مجالسه، قال: أخبرنا
أبو عبد الله أحمد ابن عبدون المعروف بابن الحاشر، قال: أخبرنا أبو الحسن
علي بن محمد الزبير القرشي، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثنا
العباس
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: طينة. (2) من المصدر والبحار. (3) في
المصدر: من أسفل النار. (4) بصائر الدرجات: 171 ح 2 وعنه البحار: 26 \ 121
ح 12. (5) من المصدر والبحار. (6) كذا في البصائر والبحار وفي المصدر:
ليمار وفي الاصل: لثمار. (7) مختصر البصائر: 57 وأخرجه في البحار: 46 \ 71
ح 49 والعوالم: 18 \ 95 ح 3 عن بصائر الدرجات: 505 ح 1.
[ 341 ]
ابن عامر، قال: حدثنا العباس بن عامر، قال: حدثنا أحمد بن زرق العمشاني،
عن يحيى بن أبي العلاء، قال: سمعت أبا جعفر - عليه السلام - يقول: خرج علي
بن الحسين - عليه السلام - إلى مكة حاجا حتى إنتهى إلى واد بين مكة
والمدينة، فإذا هو برجل يقطع الطريق.
قال: فقال لعلي بن الحسين - عليه السلام -: إنزل. قال: تريد ماذا ؟ قال:
أريد أن أقتلك وآخذ ما معك. قال: فأنا اقاسمك ما معي وأحللك. قال: فقال:
اللص: لا. قال: دع معي ما أتبلغ به. فأبى (عليه) (1). قال: فأين ربك ؟
قال: نائم. قال: فإذا أسدان مقبلان بين يديه فأخذ هذا برأسه وهذا برجليه.
قال: (فقال) (2): زعمت أن ربك عنك نائم ؟ ! (3)
الثاني والاربعون أنه -
عليه السلام - قطع أربعة عشر عالما ولم يتحرك وإخباره بما أكل الرجل وما
إدخر 1345 \ 93 - الشيخ المفيد في الاختصاص، عن محمد بن عبد الله
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) أمالي الطوسي: 2 \ 285 - 286، وعنه البحار: 46
\ 41 - 42 ح 36 و 38 والعوالم: 18 \ 34 ح 7 وعن مناقب آل أبي طالب: 4 \
140 نقلا عن الامالي للطوسي، وتنبيه الخواطر: 2 \ 81.
[ 342 ]
الرازي الجاموراني، عن إسماعيل بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن [ عمه ] (1)
عبد الصمد بن علي، قال: دخل رجل على علي بن الحسين - عليهما السلام - فقال
له علي بن الحسين - عليهما السلام - من أنت ؟ قال: أنا رجل منجم قائف عراف
(2).
قال: فنظر إليه ثم قال: هل أدلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة
عشر عالما كل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات لم يتحرك من مكانه ؟ قال: من
هو ؟ قال: أنا وإن شئت أنبأتك بما أكلت وما إدخرت في بيتك. (3) 1346 \ 94
- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري بإسناده، قال أبو خالد الكابلي: إن رجلا
أتى علي بن الحسين - عليه السلام - وعنده أصحابه، فقال له: من أنت ؟ فقال:
أنا [ فلان ] (4) منجم (وأبي) (5) عراف. فنظر إليه ثم (6) قال: هل أدلك
على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة عشر ألف عالم ؟
(1) من البحار والعوالم. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: ابن عراف، وفي
البحار: قال: فأنت عراف. (3) الاختصاص: 319 - 320، وعنه البحار: 46 \ 26 ح
12 والعوالم: 18 \ 74 ح 1 وص: 95 ح 1 وعن بصائر الدرجات: 400 ح 13 وأخرجه
في البحار: 57 \ 328 ح 9 وج 58 \ 226 ح 8 عن البصائر. (4) من المصدر. (5)
ليس في المصدر. (6) في المصدر: وقال.
[ 343 ]
فقال: من هو ؟ فقال [ له ] (1): أنا إن شئت أنبأتك بما أكلت وما إدخرت في
بيتك.
فقال له: أنبئني. فقال له: أكلت في هذا اليوم حيسا وأما ما في بيتك فعشرون
(2) دينارا منها ثلاثة دنانير داريه. فقال (له) (3) الرجل: أشهد أنك الحجة
العظمى، والمثل الاعلى، وكلمة التقوى. فقال له: وأنت صديق إمتحن الله
قلبك. (4)
الثالث والاربعون إخباره بالكتاب الذي كتبه عبد الملك بن مروان
إلى الحجاج 1347 \ 95 - المفيد في الاختصاص، عن أبي الحسن موسى بن جعفر بن
وهب البغدادي، عن علي بن سعيد، عن علي بن الحسن بن رباط، عن علي بن عبد
العزيز، عن أبيه، قال: قال أبو عبد الله - عليه السلام -: لما ولي عبد
الملك بن مروان، فاستقامت له الاشياء، كتب إلى الحجاج كتابا وخطه بيده،
كتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عبد الملك بن مروان إلى
الحجاج بن يوسف، أما بعد، فجنبني (5) دماء بني عبد
(1) من المصدر. (2) في المصدر: ولك في بيتك عشرون دينارا. (3) ليس في
المصدر. (4) دلائل الامامة: 91 وقد تقدم في المعجزة: 25. (5) في المصدر:
فحسبي.
[ 344 ]
المطلب، فإني رأيت آل أبي
سفيان لما ولغوا فيها لم يلبثوا بعدها إلا قليلا والسلام.
وكتب الكتاب سرا لم يعلم به أحدا، وبعث به مع البريد، وورد خبر ذلك من
ساعته على علي بن الحسين - عليهما السلام - واخبر أن عبد الملك قد زيد في
ملكه برهة من دهره، لكفه عن بني هاشم، وامر أن يكتب إلى عبد الملك، ويخبره
بأن رسول الله أتاه في منامه، فأخبره بذلك، فكتب علي ابن الحسين - عليهما
السلام - بذلك إلى عبد الملك بن مروان. (1) رواه محمد بن الحسن الصفار في
بصائر الدرجات، عن عمران بن موسى، قال: حدثني موسى بن جعفر، عن علي بن
معبد، عن علي بن الحسين، عن علي بن عبد العزيز [ عن أبيه، ] (2) (قال:)
(3) قال أبو عبد الله - عليه السلام - لما ولي عبد الملك بن مروان،
وإستقامت له الاشياء كتب إلى الحجاج كتابا وخطه بيده و [ كتب ] (4) فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن
يوسف، أما بعد فجنبني (5) دماء بني عبد المطلب، فإني رأيت آل أبي سفيان
لما ولغوا (6) فيها لم يلبثوا بعدها إلا قليلا والسلام.
(1) الاختصاص: 314 - 315 وعنه البحار: 46 \ 119 ح 9 والعوالم: 18 \ 171 ح
1. (2) من المصدر. (3) ليس في المصدر. (4) من المصدر. (5) في المصدر:
فحسبي. (6) في المصدر: ولعوا.
[ 345 ]
(قال:) (1) وكتب الكتاب سرا (و) (2) لم يعلم به أحد، وبعث به مع البريد
إلى الحجاج، وورد الخبر (3) من ساعته على علي بن الحسين - عليهما
السلام - وأخبر أن عبد الملك قد زيد في ملكه (4) برهة من دهره، لكفه عن
بني هاشم إلى آخر الخبر بلا تغيير. (5) 1348 \ 96 - الراوندي في الخرائج:
روى أن الحجاج بن يوسف كتب إلى عبد الملك بن مروان: إن أردت أن تثبت في
ملكك فاقتل علي ابن الحسين - عليهما السلام -. فكتب عبد الملك إليه: أما
بعد فجنبني دماء بني هاشم واحقنها، فإني رأيت آل أبي سفيان لما أولعوا
فيها، لم يلبثوا أن أزال الله الملك عنهم، وبعث بالكتاب سرا إلى الحجاج.
(6) فكتب علي بن الحسين - عليهما السلام - إلى عبد الملك في الساعة التي
أنفذ فيها الكتاب [ إلى الحجاج ] (7) " علمت (8) ما كتبت في حقن دماء بني
هاشم، وقد شكر الله لك ذلك وثبت ملكك وزاد في عمرك. وبعث به مع غلام له
بتاريخ تلك الساعة التي أنفذ فيها الكتاب عبد
(1 و 2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: وورد خبر ذلك. (4) كذا في المصدر،
وفي الاصل: في عمره. (5) الاختصاص: 314، وعنه البحار: 46 \ 119 ح 9
والعوالم: 18 \ 171 ح 1. (6) في المصدر: إليه. (7) من المصدر. (8) في
المصدر: وقفت على.
[ 346 ]
الملك إلى
الحجاج (1)، فلما قدم الغلام وسلم (2) إليه الكتاب، نظر عبد الملك في
تاريخ الكتاب، فوجده موافقا لتاريخ كتابه، فلم يشك في
صدق زين العابدين - عليه السلام - ففرح بذلك، وبعث [ إليه ] (3) بوقر (4)
دنانير وسأله أن يبسط إليه بجميع حوائجه وحوائج اهل بيته [ ومواليه ] (5)
وكان في كتابه - عليه السلام -: إن رسول الله - صلى الله عليه وآله -
أتاني في النوم فعرفني ما كتبت به إلى الحجاج و [ ما ] (6) شكرك على ذلك.
(7) 1349 \ 97 - ثاقب المناقب، عن الصادق جعفر بن محمد - صلوات الله
عليهما - قال: لما قتل ابن الزبير وظهر عبد الملك بن مروان على الامر، كتب
إلى الحجاج بن يوسف - وكان عامله على الحجاز -: بسم الله الرحمن الرحيم من
عبد الله عبد الملك إلى الحجاج بن يوسف. أما بعد، فانظر دماء بني عبد
المطلب واحقنها واجتنبها، فاني رأيت آل أبي سفيان - لعنهم الله - لما
ولغوا في دمائهم، لم يلبثوا الا قليلا، والسلام. وبعث بالكتاب سرا، فبعث
علي بن الحسين - صلوات الله عليهما - إلى عبد الملك بن مروان.
(1) في المصدر: بتاريخ تلك الساعة التي أنفذ فيها عبد الملك كتابه إلى
الحجاج. (2) في المصدر: أوصل. (3) من المصدر. (4) الوقر - بكسر الواو -:
الحمل. (5 و 6) من المصدر. (7) الخرائج للراوندي: 1 \ 256 ح 2، وعنه
البحار: 46 \ 28 ح 19، والعوالم: 18 \ 42 ح 3.
[ 347 ]
أما بعد، فانك كتبت في يوم كذا في ساعة كذا [ في شهر كذا، في
سنة كذا بكذا وكذا ] (1) وان الله تعالى قد شكر لك ذلك، (وثبت ملكك وزادك
فيه برهة) (2) لان رسول الله - صلى الله عليه وآله - أتاني في منامي
فأخبرني أنك كتبت في يوم كذا وساعة كذا وأن الله تعالى قد شكر لك ذلك،
وثبت ملكك، وزاد فيك برهة (3). ثم طوى الكتاب وختمه وأرسله مع غلام له على
بعير، وأمره أن يوصله إلى عبد الملك، فلما نظر في التاريخ وجده وافق (4)
تلك الساعة التي بعث بالكتاب إلى الحجاج فيها، فلم يشك في صدق علي بن
الحسين - صلوات الله عليهما -، وفرح فرحا شديدا، وبعث إلى علي بن الحسين [
بوقر ] (5) راحلته دنانير وأثوابا، لما سر به من الكتاب [ والمنة لله ]
(6). ورواه الحضيني في هدايته باسناده عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله -
عليه السلام -، قال: لما ولي عبد الملك [ بن مروان ] (7) الخلافة، كتب إلى
الحجاج بن يوسف. أما بعد، فانظر دماء بني عبد المطلب فأحقنها [ واجتنبها ]
(8) فإني رأيت آل أبي سفيان، لما ولغوا فيها لم يلبثوا (9) إلا قليلا،
وأسر ذلك وأخفاه لئلا يعلمه أحد ووصى الحجاج بذلك، وبعث الكتاب إليه مع
ثقة، فعلم علي بن الحسين - عليهما السلام - بما كتب به وأسره، وكتب من
(1) من المصدر. (2) ليس في المصدر. (3) في المصدر: وزادك فيه برهة. (4) كذا في المصدر، وفي الاصل: واقع. (5 - 9) من المصدر.
[ 348 ]
ساعته كتابا إلى عبد الملك بن مروان. أما بعد، فانك كتبت في يوم كذا وكذا
في ساعة كذا وكذا إلى الحجاج تقول: أما بعد، فانظر دماء بني عبد المطلب
واحقنها واجتنبها، فإن [ رأيت ] (1) آل أبي سفيان لما ولغوا فيها لم
يلبثوا إلا قليلا، وأسررت ذلك وكتمته، وساق حديثه، وسيأتي في موضع آخر
بتمامه. (2)
الرابع والاربعون إنحلال الاقياد والغل وذهابه - عليه السلام
- من الشام إلى المدينة في يوم فقده أعوان الحبس 1350 \ 98 - ثاقب المناقب
وابن شهرآشوب، عن حلية الاولياء، ووسيلة الملا وفضائل أبي السعادات،
بالاسناد، عن إبن شهاب الزهري، قال: شهدت علي بن الحسين - عليهما السلام -
يوم حمله عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام، فأثقله حديدا، ووكل به
حفاظا في عدة وجمع فاستأذنتهم في الدخول عليه والتوديع له، فأذنوا [ لي ]
(3) فدخلت عليه [ وهو في قبة ] (4) والاقياد في رجليه والغل في يديه،
فبكيت وقلت: وددت أني مكانك وأنت سالم. فقال: يا زهري أو تظن هذا بما ترى
علي وفي عنقي يكربني ؟ أما
(1) من المصدر. (2) ثاقب المناقب: 361 ح 300 والهداية الكبرى للحضيني: 47.
ويأتي بتمامه في المعجزة: 83 عن الهداية أيضا. (3 و 4) من المصدر.
[ 349 ]
لو شئت ما كان فإنه وإن بلغ بك ومن (1) أمثالك ليذكرني عذاب الله، ثم
أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد، ثم قال: يا زهري لاجزت معهم على ذا
منزلين من المدينة. فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه
بالمدينة فما وجدوه، وكنت فيمن سألهم عنه، فقال لي بعضهم إنا لنراه متبوعا
إنه لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا
حديدة. [ فقال الزهري: ] (2) فقدمت بعد ذلك على عبد الملك، فسألني عن علي
بن الحسين، فأخبرته، فقال [ لي ] (3): إنه قد جاء في يوم فقده الاعوان
فدخل علي فقال: ما أنا وأنت ؟ ! فقلت: أقم عندي. فقال: لا احب، ثم خرج،
فوالله لقد إمتلا ثوبي خيفة. وفي رواية ثاقب المناقب لقد إمتلات في ثوبي
خيفة. قال الزهري: فقلت: يا أمير المؤمنين ليس علي بن الحسين - عليهما
السلام - حيث تظن ! إنه مشغول بنفسه. فقال: حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به.
قال: وكان الزهري إذا ذكر علي بن الحسين - صلوات الله عليهما - بكى وقال:
زين العابدين. وروى ذلك أبو نعيم الاصفهاني [ الحافظ في كتاب ] (4) في
حلية
(1) كذا في المصدر، وفي الاصل: وأن. (2 و 3) من المصدر. (4) من ثاقب المناقب.
[ 350 ]
الاولياء وهو من رجال العامة. (1)
الخامس والاربعون الركبين من السماء
والتكبير من الارض عند الصلاة - عليه السلام - 1351 \ 99 - إبن شهرآشوب،
عن إختيار الرجال، للطوسي وعن المسترشد لابن جرير، بالاسناد، عن علي بن
زيد، عن الزهري، وثاقب المناقب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب و عبد
الرزاق عن معمر، عن علي بن زيد، قال: قلت لسعيد بن المسيب: إنك أخبرتني أن
علي بن الحسين صلوات الله عليهما، النفس الزكية وأنك لا تعلم له نظيرا ؟
قال: كذلك، وما هو مجهول [ ما ] (2) أقول فيه، والله ما رؤي مثله. قال:
علي بن زيد: فقلت: والله إن هذه الحجة الوكيدة [ عليك ] (3) يا سعيد ! فلم
لم تصل على جنازته ؟ [ ف ] (4) قال: سمعته يقول: أخبرني أبي الحسين، عن
علي بن أبي طالب - عليه الصلاة والسلام -، عن النبي - صلى الله عليه وآله
-، عن جبرئيل، عن الله تعالى إنه قال: ما من عبد عبادي آمن بي وصدق بك
وصلى في مسجدك ركعتين على خلاء من الناس إلا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر، فلم
(1) ثاقب المناقب: 353 ح 393، ومناقب آل أبي طالب: 4 \ 132 وأخرجه في
البحار: 46 \ 123 ح 15 والعوالم: 18 \ 173 ح 1 عن المناقب وكشف الغمة: 2 \
76. ورواه في حلية الاولياء: 3 \ 135 والمؤلف رحمه الله في حلية الابرار:
3 \ 312 ح 5 عن كشف الغمة وعن مطالب السؤول: 2 \ 43. (2 - 4) من البحار.
[ 351 ]
أر شاهدا أفضل من (1) علي بن الحسين حيث حدثني بهذا الحديث.
فلما أن مات شهد جنازته البر والفاجر، وأثنى عليه الصالح والطالح، وانهال
الناس يتبعونه حتى وضعت الجنازة، فقلت: إن أدركت الركعتين يوما من الدهر
فاليوم [ هو ] (2) ولم يبق الا رجل وامرأة (3)، ثم خرجا إلى الجنازة فوثبت
لاصلي فجاء تكبير من السماء فأجابه تكبير من الارض [ وأجابه تكبير من
السماء فاجابه تكبير من الارض ] (4) ففزعت وسقطت على وجهي فكبر من في
السماء سبعا وكبر من في الارض سبعا وصلى (5) على علي بن الحسين - صلوات
الله عليهما - ودخل المسجد الناس فلم ادرك الركعتين ولا الصلاة عليه [
فقلت: يا سعيد لو كنت أنا لم أختر إلا الصلاة على علي بن الحسين - صلوات
الله عليهما - ] (6) ان هذا لهو الخسران المبين. قال: فبكى سعيد وقال: ما
أردت إلا خيرا ليتني كنت صليت عليه، فانه ما رؤي مثله. (7)
(1) كذا في البحار وفي الاصل: مثل علي. (2) من المصدر. (3) كذا في البحار
وفي الاصل: ولم أر إلا رجلا واحدا وامرأة. (4) من البحار. (5) كذا في
البحار والمصدر وفي الاصل: وصلوا. (6) من البحار. (7) مناقب آل أبي طالب:
4 \ 134، ثاقب المناقب: 356 ح 295، وأخرجه في البحار: 46 \ 149 ح 8
والعوالم: 18 \ 302 ح 1 عن المناقب ورجال الكشي: الاتي ذيلا وأورده في
المسترشد: 11، وكان فيما بين الاصل والمصدر، إختلاف كثير فطابقناه مع
البحار، والعوالم. (*)
[ 352 ]
السادس والاربعون أن الشجر
والمدر سبحت بتسبيحه - عليه السلام - 1352 \ 100 - إختيار الشيخ من الكشي:
روى عن عبد الرزاق [ عن معمر، عن ] (1) الزهري، عن سعيد بن المسيب. و عبد
الرزاق عن معمر، عن علي بن زيد. قال: قلت لسعيد بن المسيب: إنك أخبرتني أن
علي بن الحسين النفس الزكية وأنك لا تعرف له نظيرا ؟ قال: كذلك، وما هو
مجهول ما أقول فيه. والله ما رؤى مثله. قال علي بن زيد: [ فقلت ] (2)
والله إن هذه الحجة الوكيدة عليك يا سعيد ! فلم لم تصل (3) على جنازته ؟
فاعتذر بما حاصله أن علي بن الحسين - عليه السلام - صلى ركعتين يوما وسبح
تسبيحا لم يبق حوله شجر ولا مدر إلا سبح بتسبيحه، ففزعت وأصحابي من ذلك،
ثم ذكرت فعل ذلك في مسجد النبي - صلى الله عليه وآله - على خلاء من الناس
فضلا ولما مات وشهد جنازته البر والفاجر وأثنى عليه الصالح والطالح ورأيت
المسجد خاليا فوثبت لاصلي، فجاء تكبير من السماء فأجابه تكبير من الارض،
ففزعت وسقطت على وجهي، فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة على علي بن الحسين -
عليهما السلام -، إن هذا لهو الخسران المبين، ثم بكى
(1 و 2) من المصدر. (3) كذا في المصدر، وفي الاصل: فلم لا تصلي.
[ 353 ]
وقال: ما أردت إلا الخير ليتني كنت صليت عليه. (1)
السابع والاربعون اللؤلؤتان اللتان في جوف السمكة 1353 \ 101 - إبن بابويه
في أماليه، قال: حدثنا محمد بن القاسم الاسترابادي، قال: حدثنا جعفر بن
أحمد (2)، قال: حدثنا أبويحيى محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، قال:
حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، قال: كنت عند علي بن الحسين - عليهما
السلام -، فجاءه رجل من أصحابه، فقال علي بن الحسين - عليهما السلام -: ما
خبرك أيها الرجل ؟ قال: يابن رسول الله إني أصبحت وعلي أربعمائة دينار [
دين ] (3) لا قضاء عندي لها، ولي عيال ثقال، ليس لي ما اعود عليهم [ به، ]
(4). قال: فبكى علي بن الحسين - عليهما السلام - بكاء شديدا، فقلت له: ما
يبكيك يا بن رسول الله ؟ [ فقال هل يعد البكاء إلا للمصائب والمحن الكبار
؟ ! قالوا: كذلك يا بن رسول الله ] (5). قال: فأية محنة ومصيبة أعظم على
حر مؤمن من أن يرى بأخيه
(1) فيما بين المتن والمصدر اختلاف كثير وإنما أخذ المؤلف على حد الحاجة
فقط ولهذا ما أشرنا على موارد الاختلاف. والحديث في رجال الكشي: 116 و 117
و 118 ح 186 و 187 و 188 أورده مختلفا وعنه البحار: 46 \ 149 - 150 ح 8
والعوالم: 18 \ 302 ح 1 وإثبات الهداة: 3 \ 23 مختصرا وهو متحد مع ما
قبله. (2) هو مجهول، قال الزنجاني في الجامع: يمكن إتحاده مع البزاز
الكوفي التميمي. (3 و 4) من المصدر والبحار. (5) من المصدر.
[ 354 ]
المؤمن خلة فلا يمكنه سدها ويشاهده على فاقة فلا يطيق رفعها ؟ قال:
فتفرقوا عن مجلسهم ذلك فقال بعض المنافقين وهو يطعن على علي بن الحسين -
عليهما السلام -: عجبا لهؤلاء يدعون مرة أن السماء والارض وكل شئ يطيعهم
وأن الله لا يردهم عن شئ من طلباتهم، ثم يعترفون اخرى بالعجز عن إصلاح حال
خواص إخوانهم. فاتصل ذلك بالرجل صاحب القصة فجاء إلى علي بن الحسين -
عليهما السلام -، فقال: يابن رسول الله بلغني عن فلان كذا وكذا، وكان ذلك
أغلظ علي من محنتي. فقال علي بن الحسين - عليهما السلام -: فقد أذن الله
في فرجك يا فلانة إحملي سحوري وفطوري، فحملت قرصين. فقال علي بن الحسين -
عليهما السلام - للرجل: خذهما، فليس عندنا غيرهما، فان الله يكشف عنك بهما
وينيلك خيرا واسعا منهما، فاخذهما الرجل، ودخل السوق لا يدري ما يصنع
بهما، يتفكر في ثقل دينه وسوء حال عياله، ويوسوس إليه الشيطان، أين موقع
هاتين من حاجتك، فمر بسماك قد بارت عليه سمكة قد أراحت (1)، فقال: [ سمكتك
هذه بائرة عليك، وإحدى قرصتي هاتين بائرة علي فهل لك أن ] (2) تعطيني
سمكتك البائرة وتأخذ قرصتي هذه البائرة ؟ فقال: نعم فأعطاه السمكة وأعطاه
(3) القرصة. ثم مر برجل معه ملح قليل مزهود فيه، فقال له: هل لك أن تعطيني
(1) يقال: أروح وأراح إذا تغيرت ريحه. (2) من المصدر والبحار. (3) في المصدر والبحار: وأخذ. (*)
[ 355 ]
ملحك هذا المزهور فيه، بقرصتي
هذه المزهود فيها ؟ قال: نعم ففعل، فجاء الرجل بالسمكة والملح، فقال اصلح
هذه بهذا. فلما شق بطن السمكة وجد فيها لؤلؤتين فاخرتين، فحمد الله
عليهما، فبينما هو في سروره ذلك إذ قرع بابه، فخرج ينظر من بالباب (1) ؟
فإذا صاحب السمكة وصاحب الملح قد جاءا، يقول كل واحد منهما له: يا عبد
الله ! جهدنا أن ناكل نحن أو واحد (2) من عيالنا هذا القرص، فلم تعمل فيه
أسناننا، وما نظنك إلا وقد تناهيت عن سوء الحال، ومرنت (3) على الشقاء وقد
رددنا إليك هذا الخبز وحللنا لك ما أخذته منا، فاخذ القرصين منهما فلما
إستقر بعد انصرافهما [ عنه، ] (4) قرع بابه، فإذا رسول علي بن الحسين -
عليهما السلام -، فدخل فقال: إنه - عليه السلام - يقول لك إن الله قد أتاك
بالفرج فاردد إلينا طعامنا، فانه لا ياكله غيرنا، وباع الرجل اللؤلؤتين
بمال عظيم قضى منه دينه وحسنت بعد ذلك حاله. فقال: بعض المنافقين (5): ما
اشتد هذا التفاوت، بينا علي بن الحسين - عليهما السلام - لا يقدر أن يسد [
منه ] (6) فاقة إذ أغناه هذا الغناء
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: إلى الباب. (2) في المصدر: أو أحد.
(3) مرن. على الشئ تعوده، والشقاء: المشقة الشديدة. (4) من البحار. (5) في
المصدر والبحار: بعض المخالفين.
(6) من المصدر.
[ 356 ]
العظيم ؟ كيف
يكون هذا وكيف يعجز عن سد الفاقه من يقدر على هذا الغني العظيم ؟ ! فقال
علي بن الحسين - عليهما السلام -: هكذا قالت قريش للنبي - صلى الله عليه
وآله - كيف يمضي إلى بيت المقدس ويشاهد ما فيه من آثار الانبياء من مكة،
ويرجع إليها في ليلة واحدة من لا يقدر أن يبلغ من مكة إلى المدينة إلا في
إثني عشر يوما ؟ ! وذلك حين هاجر منها. ثم قال علي بن الحسين - عليهما
السلام - جهلوا والله أمر الله وامر أوليائه معه، إن المراتب الرفيعة لا
تنال إلا بالتسليم لله جل ثناؤه وترك الاقتراح عليه، والرضا بما يدبرهم [
به ] (1) وان اولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبرا لم يساوهم فيه
غيرهم، فجازاهم الله عن ذلك، بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم، لكنهم مع ذلك
لا يريدون منه إلا ما يريده لهم. (2)
الثامن والاربعون علمه - عليه السلام
- بما اضمر عليه يزيد - لعنه الله - 1354 \ 102 - علي بن إبراهيم في
تفسيره: قال: قال الصادق - عليه السلام -: لما ادخل رأس الحسين [ بن علي ]
(3) - عليهما السلام - على يزيد لعنه الله، وادخل عليه علي بن الحسين -
عليهما السلام - وبنات أمير المؤمنين - عليه
(1) من المصدر. (2) أمالي الصدوق 367 ح 3 وعنه البحار: 46 \ 20 ح 1 وعوالم
الامام السجاد: 29 ح 1 و أورده ابن شهرآشوب في المناقب: 4 \ 146 والفتال
في روضة الواعظين: 196 باختلاف. وأورده المؤلف في حلية الابرار: 3 \ 267 ح
1 عن أمالي الصدوق.
(3) من المصدر.
[ 357 ]
السلام - وكان
علي بن الحسين - عليهما السلام - مقيدا مغلولا فقال يزيد: يا علي بن
الحسين ! الحمد لله الذي قتل أباك. فقال علي بن الحسين: لعن الله من قتل
أبي. قال: فغضب يزيد وأمر بضرب عنقه، فقال علي بن الحسين - عليهما السلام
-: فإذا قتلتني فبنات رسول الله من يردهن إلى منازلهن وليس لهن محرم غيري
؟ فقال: أنت تردهن إلى منازلهن، ثم دعا بمبرد فأقبل يبرد الجامعة من عنقه
بيده. ثم قال: يا علي بن الحسين أتدري ما الذي اريد بذلك ؟ قال: بلى، تريد
أن لا يكون لاحد علي منة غيرك. فقال يزيد: هذا والله [ ما ] (1) أردت ثم
قال: يا علي بن الحسين " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ". فقال
علي بن الحسين - عليهما السلام -: كلا، ما هذه فينا نزلت، إنما نزلت فينا
" ما أصاب من مصيبة في الارض، ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها
" فنحن الذين لا نأس على ما فاتنا، ولا نفرح بما آتانا منها. (2)
(1) من المصدر. (2) تفسير القمي: 2 \ 352 وعنه البحار: 45 \ 168 ح 14 والعوالم: 18 \ 415 ح 15.
[ 358 ]
التاسع والاربعون الحية التي ظهرت حين اريد بناء الكعبة
وغابت حين أمر - عليه السلام - ببنائها 1355 \ 103 - محمد بن يعقوب، عن
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن إبن أبي عمير، عن أبي علي صاحب
الانماط، عن أبان بن تغلب، قال: لما هدم الحجاج الكعبة، فرق الناس ترابها،
فلما صاروا إلى بنائها، فأرادوا أن يبنوها، خرجت عليهم حية، فمنعت الناس
البناء حتى هربوا، فأتوا الحجاج، فأخبروه، فخاف أن يكون قد منع بنائها،
فصعد المنبر ثم نشد الناس، فقال: انشد (1) الله عبدا عنده مما ابتلينا به
علم، لما أخبرنا به. قال: فقام إليه شيخ، فقال: إن يكن عند أحد علم فعند
رجل رأيته جاء إلى الكعبة فأخذ مقدارها، ثم مضى. فقال الحجاج: من هو ؟
قال: علي بن الحسين - عليهما السلام -. فقال: معدن ذلك، فبعث إلى علي بن
الحسين - عليهما السلام - فأتاه فأخبره ما كان من منع الله إياه البناء.
فقال [ له ] (2) علي بن الحسين - عليهما السلام -: يا حجاج عمدت إلى بناء
إبراهيم وإسماعيل فألقيته في الطريق وانتهبته كأنك ترى أنه تراث لك، إصعد
المنبر وأنشد الناس ان لا يبقى أحد منهم أخذ منه شيئا إلا رده.
(1) في المصدر: رحم الله. (2) من المصدر.
[ 359 ]
قال: ففعل وأنشد الناس أن لا يبقى منهم أحد عنده شئ إلا رده. قال: فردوه.
فلما رأى جمع التراب، أتى علي بن الحسين - عليهما السلام - فوضع الاساس
وأمرهم أن يحفروا، قال: فتغيبت عنهم الحية وحفروا حتى إنتهوا إلى موضع
القواعد، قال لهم علي بن الحسين - عليهما السلام -: تنحوا فتنحوا فدنا
منها فغطاها بثوبه، ثم بكى ثم غطاها بالتراب بيد نفسه، ثم دعا الفعلة.
فقال: ضعوا بنائكم، فوضعوا البناء، فلما إرتفعت حيطانها أمر بالتراب فقلب
فالقي في جوفه، فلذلك صار البيت مرتفعا يصعد إليه بالدرج. (1) ورواه ابن
بابويه في العلل: قال: حدثنا أبي - رحمه الله -، قال: حدثنا سعد بن عبد
الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إبن أبي عمير، عن أبي علي صاحب
الانماط، عن أبان بن تغلب، قال: لما هدم الحجاج الكعبة فرق الناس ترابها
وذكر الحديث بعينه. (2)
الخمسون استجابة دعائه - عليه السلام - على ضمرة
1356 \ 104 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن محمد ابن عيسى، عن
يونس، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: قال علي بن
(1) الكافي: 4 \ 222 ح 8، وعنه البحار: 46 \ 115 ح 1 والعوالم: 18 \ 179 ح
1. ومناقب آل أبي طالب: 3 \ 281. (2) علل الشرايع: 448 باب 201 ح 1. وعنه
البحار: 99 \ 52 ح 1.
[ 360 ]
الحسين -
عليهما السلام -: ما ندري كيف نصنع بالناس ؟ إن حدثناهم بما سمعنا من رسول
الله - صلى الله عليه وآله - ضحكوا، وإن سكتنا لم يسعنا. قال: فقال: ضمرة
بن معبد، حدثنا !
فقال: [ هل ] (1) تدرون ما يقول عدو الله إذا حمل على سريره ؟ قال: فقلنا:
لا. فقال: إنه (2) يقول لحملته: ألا تسمعون إني أشكوا إليكم، عدو الله
خدعني وأوردني، ثم لم يصدرني، وأشكوا إليكم إخوانا واخيتهم فخذلوني، وأشكو
إليكم أولادا حاميت عنهم فخذلوني، وأشكوا إليكم دارا أنفقت فيها حريبتي
(3) وصار سكانها غيري، فارفقوا بي ولا تستعجلوا. قال: فقال ضمرة يا أبا
الحسن إن كان هذا يتكلم بهذا الكلام يوشك أن يثب على أعناق الذين يحملونه.
قال: فقال علي بن الحسين - عليهما السلام -: أللهم إن كان ضمرة يهزء (4)
من حديث رسولك فخذه أخذة آسف (5). قال: فمكث أربعين يوما ثم مات فحضره
مولى له. قال: فلما دفن أتى علي بن الحسين - عليهما السلام - فجلس إليه.
فقال له: من أين جئت يا فلان ؟
(1) من المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: قال: فانه. (3) الحريبة:
مال الرجل الذي يعيش به، ويقوم به أمره (صحاح اللغة). (4) في المصدر
والبحار: هزأ. (5) أي أخذة غضب أو غضبان.
[ 361 ]
قال: من جنازة ضمرة فوضعت وجهي عليه حين سوى عليه فسمعت صوته: والله أعرفه
كما كنت أعرفه وهو حي يقول: ويلك يا
ضمرة بن معبد اليوم خذلك كل خليل وصار مصيرك إلى الجحيم، فيها مسكنك
ومبيتك والمقيل. قال فقال: علي بن الحسين - عليهما صلوات الله -: أسال
الله العافية هذا جزاء من يهزء من حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله -.
(1) 1357 / 105 - سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن علي بن عبد الله الحناط، عن عمر بن حفص (2)، عن عمرو بن شمر،
عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر - عليه السلام -، قال: قال علي ابن الحسين -
عليهما السلام - موت الفجأة تخفيف عن المؤمن وأسف على الكافر، فإن المؤمن
ليعرف غاسله وحامله، فإن [ كان ] (3) له عند ربه خير، ناشد حملته بتعجيله،
وإن كان غير ذلك ناشدهم أن يقصروا به. فقال ضمرة بن سمرة: يا علي لو كان
كما تقول لقفز من السرير، وضحك وأضحك. فقال علي بن الحسين - عليهما السلام
-: أللهم إن كان ضمرة بن سمرة، ضحك وأضحك من حديث رسول الله - صلى الله
عليه وآله - فخذه أخذ آسف، فعاش بعد ذلك أربعين يوما ومات فجأة، فأتي علي
بن الحسين - عليهما
(1) الكافي: 3 / 234 ح 4 وعنه البحار: 6 / 259 ح 96 وج 46 / 142 ح 25
والعوالم: 18 / 290 ح 1 وفي إثبات الهداة: 3 / 8 ح 8 عنه وعن الخرائج: 2 /
586 ح 8. وأخرجه في البحار: 46 / 27 ح 14 والعوالم: 18 / 85 ح 1 عن
الخرائج. (2) في المصدر: عن عمر بن ختن. (3) من المصدر.
[ 362 ]
السلام - مولى لضمرة.
فقال: أصلحك الله إن ضمرة عاش بعد ذلك الكلام الذي كان بينك وبينه أربعين
يوما، ومات فجأة، وإني اقسم (عليك) (1) بالله لسمعت (2) صوته وأنا أعرفه
كما كنت أعرفه في الدنيا، وهو يقول: الويل لضمرة بن سمرة تخلى عنه كل حميم
وحل بدار الجحيم، وبها مبيته والمقيل. فقال علي بن الحسين - عليهما السلام
-: الله أكبر هذا جزاء (كل) (3) من ضحك وأضحك من حديث رسول الله - صلى
الله عليه وآله -. (4)
الحادي والخمسون معرفة الزهري له - عليه السلام -
وكلامه معه وقد إختلط عقله 1358 / 106 - محمد بن يعقوب، عن علي بن
إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، وابن بكير، وغير
واحد، قالوا: كان علي بن الحسين - عليهما السلام - في الطواف فنظر في
ناحية المسجد إلى جماعة. فقال: ما هذه الجماعة ؟ فقالوا: هذا محمد بن شهاب
الزهري إختلط عقله، فليس يتكلم، فأخرجه أهله لعله إذا رأى الناس أن يتكلم،
فلما قضى علي بن الحسين - عليهما السلام - طوافه خرج حتى دنا منه، فلما
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: إني سمعت. (3) ليس في المصدر. (4) مختصر البصائر: 91.
[ 363 ]
رآه محمد بن شهاب عرفه. فقال له: علي بن الحسين - عليهما السلام - [ مالك
؟
فقال: وليت ولاية فأصبت دما فقتلت رجلا فدخلني ما ترى فقال له علي بن
الحسين - عليهما السلام - ] (1): لاني (2) عليك من يأسك من رحمة الله أشد
خوفا مني عليك مما أتيت، ثم قال له: أعطهم الديه. قال: قد فعلت فأبوا.
فقال: إجعلها صررا ثم انظر مواقيت الصلاة فألقها في دارهم. ورواه الشيخ في
التهذيب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن هشام بن سالم،
وابن بكير، عن غير واحد، قال: كان علي بن الحسين - عليهما السلام - في
الطواف وذكر الحديث بعينه. (3)
الثاني والخمسون معرفته معاوية وفي عنقه
سلسلة 1359 / 107 - محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي، عن العباس بن
عامر، عن أبان، عن بشير النبال، عن أبي جعفر - عليه السلام - أنه قال: كنت
خلف أبي وهو على بغلته [ فنفرت بغلته ] (4) فإذا [ رجل ] - (5) شيخ، في
عنقه سلسلة، ورجل يتبعه، فقال: يا علي بن الحسين إسقني إسقني.
(1) من المصدر. (2) في المصدر: لانا (3) الكافي: 7 / 296 ح 3 وتهذيب
الطوسي: 10 / 162 ح 653 وعنه الوسائل: 19 / 53 ح 1. (4 و 5) من المصدر
والبحار.
[ 364 ]
فقال الرجل: لا تسقه لا
سقاه الله. [ قال ]: (1) وكان الشيخ معاوية - لعنه الله -. ورواه المفيد
في الاختصاص، عن أيوب بن نوح والحسن بن علي
ابن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر القصباني، عن أبان بن عثمان،
عن بشير النبال، عن أبي جعفر - عليه السلام - قال: قال كنت خلف أبي - عليه
السلام - وهو على بغلته، فنفرت، فإذا رجل في عنقه سلسلة وساق الحديث إلى
آخره. (2)
الثالث والخمسون الهاتف بالبقيع 1360 / 108 - الشيخ المفيد في "
إرشاده " قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد، قال: حدثني جدي، قال: حدثنا
عمار بن أبان، قال: حدثنا عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين، قال: سمع
سائل في جوف الليل، وهو يقول: أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة
؟ فهتف به هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته ولايرى شخصه، ذاك علي بن الحسين
- عليهما السلام -. (3)
(1) من المصدر والبحار. (2) بصائر الدرجات: 284 ح 1، وفي ص 285 ح 4
باسناده إلى بشير النبال نحوه وص 286 ح 6 و 7 باسناده إلى يحيى بن ام
الطويل والاختصاص: 275، وعنهما البحار: 33 / 167 ح 439 و 440 وج 6 / 247 ح
83 وأخرجه في مختصر البصائر: 111 والايقاظ من الهجعة: 203 ح 19 عن
الخرائج: 2 / 813 ح 22 مع تفاوت في. المتن ويأتي في المعجزة 72 من مناقبه
- عليه السلام - أيضا، عن مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب. (3) إرشاد
المفيد: 257، وعنه كشف الغمة: 2 / 86 وفي البحار: 46 / 76 ح 67 وعوالم
الامام =
[ 365 ]
الرابع والخمسون كلام
الخضر معه - عليهما السلام - 1361 / 109 - إبن شهرآشوب، من حلية أبي نعيم،
وفضائل أبي
السعادات، روى أبو حمزة الثمالى ومسلم بن الثوري، عن علي بن الحسين -
عليهما السلام - قال: خرجت حتى إنتهيت إلى هذا الحائط، فاتكيت عليه، فإذا
رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي، ثم قال: يا علي ابن الحسين -
عليهما السلام - مالي أراك كئيبا حزينا ؟ [ أ ] (1) على الدنيا [ حزنك ]
(2) فرزق الله حاضر للبر والفاجر. قلت: ما على هذا حزني وإنه لكما تقول
(3). قال: فعلى الآخرة ؟ وهو وعد صادق، يحكم فيه ملك قاهر فعلام حزنك ؟
قال: قلت: أتخوف من فتنة إبن الزبير. قال: فضحك، ثم قال: يا علي بن الحسين
! هل رأيت أحدا توكل على الله فلم يكفه ؟ قلت: لا. [ قال: يا علي بن
الحسين هل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه ؟ قلت: لا. فقال: يا علي بن الحسين
! هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه ؟
= السجاد عليه السلام: 123 ح 2 عنه وعن المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 148
والمؤلف في حلية الابرار: 3 / 302 ح 4. (1 و 2) من البحار. (3) كذا في
البحار، وفي الاصل: وكأنه كما تقول.
[ 366 ]
قلت: لا ] (1). ثم نظرت فإذا ليس قدامي أحد، وكان الخضر - عليه السلام -.
(2)
1362 / 110 - روى المفيد في إرشاده قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد بن
يحيى، قال: حدثني جدي، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا ابن أبي
عمير، عن أبي جعفر الاعشى، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين -
عليهما السلام - قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط، فاتكيت عليه، فإذا
رجل عليه ثوبان أبيضان، وساق الحديث. وفي آخره فعلام حزنك ؟ قال: قلت:
أتخوف من فتنة ابن الزبير. قال: فضحك. ثم قال: يا علي بن الحسين ! هل رأيت
أحدا توكل على الله فلم يكفه ؟ قلت: لا. قال: يا علي بن الحسين ! هل رأيت
أحدا [ قط ] (3) خاف الله فلم ينجه ؟ قلت: لا. قال: يا علي بن الحسين ! هل
رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه ؟
(1) من المصدر والبحار. (2) مناقب ابن شهرآشوب: 4 / 137 وعنه البحار: 46 /
37 ذح 34 والعوالم: 18 / 39 صدر ح 1 ومطالب السؤول: 2 / 44 وعنه المؤلف في
حلية الابرار: 3 / 285 ح 8. (3) من المصدر.
[ 367 ]
قلت: لا، ثم نظرت فإذا ليس قدامي أحد. (1)
الخامس والخمسون الخشية التي
تحدث في قلب جليسه
1363 / 111 - المفيد في إرشاده: قال: أخبرني أبو محمد الحسن ابن محمد بن
يحيى، قال: حدثنا جدي (2)، قال: حدثني إدريس بن محمد بن يحيى، عن عبد الله
بن حسن بن حسن، وأحمد بن عبد الله بن موسى، وإسماعيل بن يعقوب جميعا،
قالوا: حدثنا عبد الله بن موسى، عن أبيه، عن جده، قال: كانت امي فاطمة بنت
الحسين، تأمرني أن أجلس إلى خالي علي بن الحسين - عليهما السلام - فلما
جلست إليه قط إلا قمت بخير قد أفدته، إما خشية لله تحدث في قلبي لما أرى
من خشيته لله تعالى، أو علم قد استفدته منه. (3)
(1) إرشاد المفيد: 258، وعنه البحار: 46 / 145 ح 1 والعوالم: 18 / 200 ح 1
وعن الخرائج: 1 / 269 ح 13 وكشف الغمة: 2 / 87، وفي البحار: 71 / 148 ح 43
عن الارشاد وأمالي المفيد: 204 ح 34. وأخرجه في البحار: 71 / 122 ح 1 عن
الكافي: 2 / 63 ح 2 باختلاف يسير. ورواه في التوحيد: 373 ح 17. وأرده
المؤلف في حلية الابرار: 3 / 285 ح 8 عن مطالب السؤول: 2 / 44. وللحديث
تخريجات اخر من أرادها فليراجع الخرائج. (2) هو يحيى بن الحسن بن جعفر بن
عبيدالله الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام -.
(3) ارشاد المفيد: 255، وعنه كشف الغمة: 2 / 86 والبحار: 46 / 75 ح 66
والعوالم: 18 / 93 ح 2 وص 147 ح 1 والمؤلف في حلية الابرار.
[ 368 ]
السادس والخمسون كشف الكرب عمن دعا بدعائه 1364 / 112 - المفيد بن إرشاده:
قال: أخبرني أبو محمد الحسن
ابن محمد، عن جده، عن سلمة بن شبيب (1)، عن عبيدالله بن محمد التيمي (2)،
قال: سمعت شيخا من عبد القيس، يقول: قال طاووس: دخلت الحجر في الليل، فإذا
علي بن الحسين - عليهما السلام - قد دخل، فقام يصلي فصلى ما شاء الله ثم
سجد. قال: فقلت: رجل صالح من أهل بيت الخير لاصغين إلى دعائه، فسمعته يقول
في سجوده: عبدك بفنائك، مسكينك بفنائك، فقيرك بفنائك، سائلك بفنائك. قال
طاووس: فما دعوت بهن في كرب إلا فرج عني. (3)
(1) سلمة بن شبيب أبو عبد الرحمن النيشابوري، انظر ترجمته في الجرح
والتعديل: 4 / 164. (2) يحتمل أن يكون هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان
بن أبي بكر بن أبي قحافة، انظر الجرح والتعديل: 5 / 154. (3) إرشاد
المفيد: 256، وعنه كشف الغمة: 2 / 86 والبحار: 46 / 75 ح 66 والعوالم: 18
/ 121 ح 5 وأورده في روضة الواعظين: 198. وأخرجه المؤلف في حلية الابرار:
3 / 252 ح 5 عن الارشاد ورواه جماعة من أعلام القوم: منهم أبو العباس
المبرد في " الفاضل " 105 وابن الاثير في المختار من مناقب الاخيار: 27
كما في ملحقات الاحقاق: 12 / 42 والشافعي الكنجي في كفاية الطالب: 302
وابن الصباغ في الفصول: 183 وفي نور الابصار: 188 ومجالس ثعلب: 394.
[ 369 ]
السابع والخمسون استجابة دعائه - عليه السلام - حين قد مر مسرف ابن عقبة
المدينة 1365 / 113 - المفيد في إرشاده: قال: أخبرني أبو محمد الحسن
ابن محمد، عن جده، قال: حدثني داود بن القاسم، قال: حدثنا الحسين بن زيد،
عن عمه: عمر بن علي، عن أبيه: علي بن الحسين - عليهما السلام - أنه كان
يقول: " لم أر (شيئا) (1) مثل التقدم في الدعاء، فإن العبد ليس تحضره
الاجابة في كل وقت ". وكان مما حفظ عنه من الدعاء حين بلغه توجه مسرف بن
عقبة إلى المدينة. رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري، وكم من
بلية إبتليتني بها قل لك عندها صبري فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني
وقل عند بلائه صبري فلم يخذلني، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، وياذا
النعماء (2) التي لا تحصى عددا، صل على محمد وآل محمد، وادفع عني شره،
فإني أدرأ بك في نحره، وأستعيذ بك من شره، فقدم مسرف بن عقبة إلى المدينة
وكان يقال: أنه لا يريد غير علي بن الحسين - عليهما السلام - [ فسلم منه ]
(3) وأكرمه وحباه ووصله. وجاء الحديث من غير وجه " أن مسرف بن عقبة لما
قدم المدينة
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: النعمة. (3) من المصدر.
[ 370 ]
أرسل إلى علي بن الحسين - عليهما السلام - فأتاه، فما صار إليه قربه
وأكرمه، وقال له: " وصاني أمير المؤمنين ببرك وتمييزك من غيرك، فجزاه
خيرا، ثم قال (لمن حوله) (1): أسر جواله (2) بغلتي، وقال له: إنصرف إلى
أهلك، فإني أرى أن قد أفزعناهم وأتعبناك بمشيك إلينا، ولو كان [ بأيدينا ]
(3)
ما نقوى به على صلتك بقدر حقك لو صلناك. فقال له علي بن الحسين - عليهما
السلام -: ما أعذرني للامير ! وركب، فقال لجلسائه: هذا الخير (الذي) (4)
لاشر فيه، مع موضعه من رسول الله - صلى الله عليه وآله - ومكانه منه. (5)
الثامن والخمسون عدم رؤية القوم له - عليه السلام - والملك الذي نزل
لنصرته - عليه السلام - 1366 / 114 - ابن شهرآشوب: عن الروضة: سأل ليث
الخزاعي سعيد بن المسيب، عن إنتهاب المدينة، قال: نعم شدوا الخيل إلى
أساطين مسجد رسول الله - صلى الله عليه وآله - ورأيت الخيل حول القبر،
وانتهب المدينة ثلاثا، فكنت أنا وعلي بن الحسين - عليهما السلام - نأتي
قبر النبي - صلى الله عليه وآله - فيتكلم علي بن الحسين - عليهما السلام -
بكلام لم أقف
(1) ليس في المصدر. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل: إلي. (3) من المصدر.
(4) ليس في المصدر. (5) الارشاد للمفيد: 259 وعنه البحار: 46 / 122 ح 14
والعوالم: 18 / 162 ح 2 وكشف الغمة: 2 / 88 والمؤلف في حلية الابرار: 3 /
288 ح 11.
[ 371 ]
عليه، فيحال ما بيننا
وبين القوم، ونصلي ونرى القوم وهم لا يروننا. وقام رجل [ عليه حلل ] (1)
خضر على فرس محذوف أشهب بيده حربة مع علي بن الحسين - عليهما السلام -،
فكان إذا أو ما الرجل إلى حرم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يشير
ذلك الفارس بالحربة نحوه فيموت
قبل أن (2) يصيبه. فلما أن كفوا عن النهب دخل علي بن الحسين - عليهما
السلام - على النساء فلم يترك قرطا في اذن صبي ولا حليا على إمرأة ولا
ثوبا إلا أخرجه إلى الفارس. فقال (3): يابن رسول الله إني ملك من الملائكة
من شيعتك وشيعة أبيك، لما أن ظهر القوم بالمدينة إستأذنت ربي في نصرتكم آل
محمد - صلى الله عليه وآله - فأذن لي لان أدخرها يدا عند الله تبارك (4)
وتعالى وعند رسوله - صلى الله عليه وآله - وعندكم أهل البيت إلى يوم
القيامة. (5)
التاسع والخمسون معرفته منطق الطير 1367 / 115 - من طريق
المخالفين، ما رواه ابن شهرآشوب، عن حلية الاولياء لابي نعيم، بالاسناد عن
أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند علي بن الحسين - عليهما السلام - فإذا
عصافير يطرن حوله ويصرخن، فقال: يا
(1) من المصدر والبحار. (2) في المصدر والبحار: من غير أن. (3) في المصدر:
قال: يابن رسول الله وفي البحار: فقال له: يابن... ". (4) كذا في المصدر
والبحار، وفي الاصل: أبدا وعد الله... وعد رسوله... (5) مناقب آل أبي
طالب: 4 / 143، وعنه البحار: 46 / 131 ح 21 والعوالم: 18 / 161 ح 1.
[ 372 ]
أبا حمزة ! هل تدري ما تقول هذه العصافير ؟ فقلت: لا. قال: فإنها تقدس
ربها عزوجل وتسأله قوت يومها. وفي رواية [ أصحابنا ] (1) قال: يا أبا حمزة
علمنا منطق الطير،
واوتينا من كل شئ سببا. (2)
الستون انه - عليه السلام - رأى أسباب هلاك
بني امية 1368 / 116 - ابن شهرآشوب: عن جابر، عن أبي عبد الله - عليه
السلام - في قوله تعالى: * (هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) * (3)،
فقال: يا جابر ! هم بنو أمية ويوشك أن لا يحس منهم أحد يرجى ولا يخشى.
فقلت: رحمك الله وإن ذلك لكائن ؟ فقال: ما أسرعه ؟ ! سمعت علي بن الحسين -
عليهما السلام - يقول: إنه قد رأى أسبابه. (4)
الحادي والستون دخول
الملائكة عليه - عليه السلام - 1369 / 117 - محمد بن يعقوب: باسناده، عن
أبي حمزة، قال:
(1) من المصدر. (2) مناقب آل أبي طالب: 4 / 132 - 133، ورواه ابو نعيم في
حلية الاولياء: 3 / 140، وقد تقدم مع تخريجاته في المعجزة (16) عن البصائر
والاختصاص. (3) مريم: 98. (4) مناقب ابن شهرآشوب: 4 / 133 وعنه البحار 46
/ 33 ذح 28 والعوالم: 18 / 70 ح 3.
[ 373 ]
دخلت على علي بن الحسين - عليهما السلام - فاحتبست (1) في الدار ساعة، ثم
دخلت البيت وهو يلتقط شيئا، وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في
البيت. فقلت: جعلت فداك [ هذا الذي ] (2) أراك تلتقط أي شئ هو ؟ قال: فضلة
من زغب الملائكة، [ نجمعه إذا خلونا نجعله سيحا
لاولادنا ] (3). فقلت: جعلت فداك وإنهم ليأتونكم ؟ فقال: يا باحمزة ! إنهم
ليزاحمونا على تكأتنا (4). (5)
الثاني والستون ارتداد شباب حبابة الوالبية
بدعائه 1370 / 118 - محمد بن يعقوب، باسناده، عن موسى بن جعفر، عن الباقر
- عليه السلام - قال: إن حبابة الوالبية، دعا لها علي بن الحسين - عليهما
السلام -، فرد الله عليها شبابها فأشار إليها بأصبعه، فحاضت لوقتها، ولها
يومئذ مائة سنة وثلاث عشر سنة. (6)
(1) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: فاحتبس. (2 و 3) من المصدر
والبحار. (4) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: " متكائنا ". (5) اصول
الكافي: 1 / 393 ح 3 عنه البحار: 46 / 47 ح 49 والعوالم: 18 / 3 ح 1 و 2
عنه وعن المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 133. ويأتي في المعجزة 101 إن شاء
الله. (6) اصول الكافي: 1 / 347 قطعة منه ح 3. وأخرجه في البحار: 25 / 178
ح 2 وج 46 / 27 ح 13 والعوالم: 18 / 59 ح 1 وص 82 ح 1 عن كمال الدين: 537
ح 2 عن أبي عصام، عن الكليني. وقد تقدم بتمامه مع تخريجاته في المعجزة:
215 ح 332 والمعجزة: 28 من معاجز الامام =
[ 374 ]
الثالث والستون إخباره - عليه السلام - بأن ولده زيد يقتل ويصلب بالكناسة
1371 / 119 - إبن بابويه: قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق
(1) - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي بن الحسين القاضي العلوي
العباسي، قال: حدثنا الحسن بن علي الناصر - قدس الله روحه -، قال (2) أحمد
ابن رشد، عن عمه: أبي معمر سعيد بن خيثم (3)، عن أخيه معمر، قال: كنت
جالسا عند الصادق جعفر بن محمد - عليهما السلام - فجاء زيد بن علي ابن
الحسين - عليهما السلام - فأخذ بعضادتي الباب فقال له الصادق - عليه
السلام -: يا عم اعيذك بالله أن تكون المصلوب بالكناسة. فقالت ام زيد:
والله ما يحملك على هذا القول إلا الحسد (4) لابني. [ فقال - عليه السلام
-: ] (5) ياليته حسدا، ياليته حسدا ياليته حسدا (6)، حدثني أبي، عن جدي -
عليهم السلام -، أنه يخرج من ولده رجل يقال له زيد يقتل بالكوفة ويصلب
بالكناسة، يخرج من قبره حين نبشا (7) يفتح
= الحسن، والمعجزة: 26 ح 981 / 34، والمعجزة: 29 من معاجز الامام السجاد -
عليهم السلام -. (1) في المصدر: علي بن أحمد بن موسى الدقاق. (2) في
المصدر: حدثني. (3) كذا الموجود في كتب الرجال، ولكن في المصدر: خثيم. (4)
في المصدر: غير الحسد. (5) من المصدر. (6) في المصدر: " ثلاثا " بدل
التكرار. (7) كذا في المصدر، وفي الاصل: ينشأ.
[ 375 ]
لروحه أبواب السماء يتبهج به أهل السموات يجعل روحه في حوصلة طير [ أخضر ]
(1) يسرح في الجنة حيث يشاء. (2)
الرابع والستون إخباره - عليه السلام -
أبا خالد الكابلي بما جاء إليه
قبل سؤاله 1372 / 120 - إبن شهرآشوب، عن الفتال النيسابوري في روضة
الواعظين في خبر طويل، عن سعيد بن جبير، قال أبو خالد الكابلي: أتيت علي
بن الحسين - عليهما السلام - [ على ] (3) أن أسأله [ هل ] (4) عندك سلاح
رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ فلما بصر بي قال: يا ابا خالد ! أتريد
أن اريك سلاح رسول الله - صلى الله عليه وآله - ؟ قلت: (بلى) (5) والله
يابن رسول الله ! ما أتيت إلا لاسألك عن ذلك، ولقد أخبرتني بما في نفسي.
قال: نعم فدعا بحق كبير وسفط فأخرج لي خاتم رسول الله - صلى الله عليه
وآله - ثم أخرج لي درعه، وقال: هذا درع رسول الله - صلى الله عليه وآله -
وأخرج إلي سيفه، فقال: هذا والله ذو الفقار، وأخرج عمامته وقال: هذا
السحاب، وأخرج رايته، وقال: هذه العقاب، وأخرج قضيبه وقال: هذا
(1) من المصدر. (2) أمالي الصدوق: 42 ح 11 وعيون الاخبار: 1 / 250 ح 4
وعنهما البحار: 46 / 168 ح 12 و 13 والعوالم: 18 / 252 ح 1. (3 و 4) من
المصدر والبحار. (5) ليس في المصدر والبحار.
[ 376 ]
السكب وأخرج نعليه، وقال: هذان نعلا رسول الله، وأخرج رداءه، وقال: هذا
كان يرتدي به رسول الله، ويخطب أصحابه فيه يوم الجمعة. وأخرج لي شيئا
كثيرا، قلت: حسبي جعلني الله فداك. (1)
الخامس والستون تسبيح الشجر والمدر معه - عليه السلام - 1373 / 121 - ابن
الفارسي في روضة الواعظين، والكشي في الرجال، وابن شهرآشوب في المناقب،
واللفظ لابن الفارسي: قال: قال سعيد بن المسيب: كان القوم (2) لا يخرجون
من مكة، حتى يخرج علي بن الحسين زين العابدين - عليهما السلام -، فخرج
وخرجت معه، فنزل في بعض المنازل، فصلى ركعتين وسبح في سجوده، فلم يبق شجر
ولا مدر إلا سبحوا معه، ففزعنا (3) [ منه ] (4) فرفع [ رأسه ] (5)، ثم قال
(6): يا سعيد أفزعت ؟ فقلت: نعم يابن رسول الله ! قال: هذا التسبيح
الاعظم. (7)
(1) لم نعثر عليه في روضة الواعظين ولكنه في المناقب: 4 / 135 وفي البحار:
46 / 35 ح 31 عن روضة الواعظين، والعوالم: 18 / 34 ح 1 عن المناقب. (2) في
المناقب: الناس. (3) في المصدر: ففزعت. (4 و 5) من المصدر. (6) في المصدر:
فقال. (7) لم نعثر عليه في الروضة ولا في الارشاد، وهو في الرجال للكشي:
108 - 110 باختلاف في المتن عن الزهري وعلي بن زيد وهو في المناقب: 4 /
136 عن الارشاد، عن الزهري وعنه البحار: 46 / 37 ح 33 والعوالم: 18 / 41 ح
1 صدره.
[ 377 ]
السادس والستون زيارة
الخضر - عليه السلام - له وسلامه عليه - عليهما السلام -
1374 / 122 - إبن شهرآشوب، عن إبراهيم بن أدهم، وفتح الموصلي، قال كل [
واحد ] (1) منهما: كنت أسيح في البادية مع القافلة فعرضت لي حاجة فتنحيت
عن القافلة، فإذا أنا بصبي يمشي، فقلت: سبحان الله بادية بيداء، وصبي يمشي
؟ ! فدنوت [ منه ] (2) وسلمت عليه، فرد علي السلام. فقلت له: إلى أين ؟
قال: اريد ربي. فقلت: حبيبي إنك صغير ليس عليك فرض، ولاسنة. فقال: يا شيخ
ما رأيت من هو أصغر سنا مني مات ؟ ! فقلت أين الزاد والراحلة ؟ فقال: زادي
تقواي وراحلتي رجلاي وقصدي مولاي. فقلت: ما أرى شيئا من الطعام معك. فقال:
يا شيخ هل يستحسن أن يدعوك إنسان إلى دعوة فتحمل من بيتك الطعام ؟ قلت:
لا. قال الذي دعاني إلى بيته هو يطعمني ويسقيني. فقلت: إرفع رجلك حتى
تدرك.
(1 و 2) من المصدر.
[ 378 ]
فقال: علي الجهاد وعليه الابلاغ، أما سمعت قوله تعالى * (والذين جاهدوا
فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) * (1). قال: فبينا نحن كذلك
إذ أقبل شاب حسن الوجه، عليه ثياب بيض
[ حسنة، ] (2) فعانق الصبي وسلم عليه، فأقبلت على الشاب وقلت له: أسالك
بالذي حسن خلقك من هذا الصبي ؟ فقال: أما تعرفه ؟ هذا علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب - عليهم السلام -، فتركت الشاب وأقبلت [ على ] (3) الصبي،
فقلت: أسالك بآبائك - عليهم السلام - من هذا الشاب ؟ فقال: أما تعرفه ؟
هذا أخي الخضر، يأتينا كل يوم فيسلم علينا. فقلت: أسالك بحق آبائك - عليهم
السلام - لما أخبرتني بما تجوز المفاوز (4) بلازاد ؟ قال: بلى (5) أجوز
بزاد وزادي فيها أربعة أشياء. قلت: وماهي ؟ قال: أرى الدنيا [ كلها ] (6)
بحذافيرها مملكة الله، وأرى الخلق كلهم عبيدالله وإمائه وعياله، وأرى
الاسباب والارزاق بيد الله، وأرى قضاء الله نافذا في كل أرض الله. فقلت:
نعم الزاد زادك يا زين العابدين وأنت تجوز بها مفاوز الآخرة
(1) العنكبوت: 69. (2 و 3) من المصدر. (4) المفاوز: جمع المفازة: الفلاة، لاماء فيها. (5) في البحار: بل. (6) من المصدر.
[ 379 ]
فكيف مفاوز الدنيا ؟ ! (1)
السابع والستون إخباره - عليه السلام - باليوم
الذي يتكلم فيه الباقر -
عليه السلام - بالعلم 137 5 / 123 - إبن شهرآشوب: عن كتاب الكشي، قال
القاسم بن عوف في حديثه: قال زين العابدين - عليه السلام -: واياك أن تشد
راحلة برحلها، فإن ماهنا (2) مطلب العلم، حتى يمضي لكم بعد موتي سبع حجج،
ثم يبعث لكم غلاما من ولد فاطمة - صلوات الله عليها -، تنبت (3) الحكمة في
صدره، كما ينبت المطر (4) الزرع. قال: فلما مضى علي بن الحسين - عليهما
السلام - حسبنا الايام والجمع والشهور والسنين، فما زادت يوما ولانقصت،
حتى تكلم محمد الباقر - عليه السلام -. (5)
الثامن والستون سيره من زبالة
إلى مكة في ليلة واحدة 1376 / 124 - ان حماد بن حبيب الكوفي [ العطار،
قال: ] (6)
(1) مناقب آل أبي طالب: 4 / 137 - 138 وعنه البحار: 46 / 38 والعوالم: 18
/ 40 - 41 ذح 1. (2) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ترحلها فان ماهذا.
(3) كذا في المصدر والبحار، وفي الاصل: ثبتت. (4) في المصدر والبحار:
الطل، والطل: أخف المطر وأضعفه وهو أنفع للزرع من الوابل. (5) مناقب آل
أبي طالب: 4 / 138، وعنه البحار: 46 / 39 والعوالم: 18 / 69 ح 2، ورواه
الكشي: 124 ح 196، وعنه البحار: 2 / 162 ح 22 والعوالم: 3 / 472 ح 11. (6)
من المصدر. وفي الخرائج: القطان.
[ 380 ]
إنقطعت عن القافلة عند زبالة (1) فلما [ أن ] (2) أجنني الليل آويت إلى
شجرة عالية، فلما [ أن ] (3) إختلط الظلام إذا أنا بشاب قد أقبل، عليه
أطمار بيض يفوح منه رائحة المسك، فأخفيت نفسي ما استطعت فتهيأ للصلاة، ثم
وثب قائما، وهو يقول: " يا من حاز كل شي [ ملكوتا وقهر كل شئ ] (4) جبروتا
أ [ و ] (5) لج قلبي فرح الاقبال عليك، وألحقني بميدان المطيعين لك "، ثم
دخل في الصلاة. فلما رأيته وقد هدأت أعضاؤه وسكنت حركاته، قمت إلى الموضع
الذي تهيأ فيه للصلاة (6)، فإذا أنا بعين تنبع، فتهيأت للصلاة، ثم قمت
خلفه، فإذا بمحراب كأنه مثل في ذلك الوقت، فرأيته كلما مر بالآية التي
فيها الوعد والوعيد، يرددها بإنتحاب وحنين، فلما أن تقشع / الظلام وثب
قائما، وهو يقول: " يا من قصده الظالون فأصابوه مرشدا، وأمه الخائفون
فوجدوه معقلا، ولجأ إليه العائذون فوجدوه موئلا، متى راحة من نصب لغيرك
بدنه، ومتى فرح من قصد سواك بنيته ؟ إلهي قد تقشع الظلام ولم أقض من حياض
مناجاتك صدرا (7) صل على محمد وآله وافعل بي أولى الامرين بك يا أرحم
الراحمين ". فخفت أن يفوتني شخصه وأن يخفى علي أمره فتعلقت به، فقلت:
(1) زبالة: بضم أوله: منزل بطريق مكة من الكوفة. " معجم البلدان: 3 / 129
". (2 - 4) من المصدر. (5) من الخرائج. (6) في المصدر: إلى الصلاة. (7) في
البحار: ولم أقض من خدمتك وطراولا من حياض.
[ 381 ]
" بالذي أسقط عنك تملال (1) التعب، ومنحك شدة لذيذ الرهب إلا ما لحقتني
(2) منك جناح رحمة وكنف رقة، فإني ضال.
فقال: لو صدق توكلك ما كنت ضالا، ولكن إتبعني وأقف أثري، فلما أن صار تحت
الشجرة أخذ بيدي وتخيل لي [ أن ] (3) الارض تميد (4) من تحت قدمي، فلما
إنفجر عمود الصبح، قال لي: أبشر فهذه مكة فسمعت الضجة ورأيت الحجة. فقلت
له: بالذي ترجوه يوم الآزفه يوم الفاقه من أنت ؟ فقال: " إذا أقسمت فأنا
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - ". (5)
التاسع والستون
لين الحديد له - عليه السلام - 1377 / 125 - إبن شهرآشوب: عن كتاب المقتل،
قال أحمد بن حنبل: كان سبب مرض زين العابدين - عليه السلام - في كربلاء،
أنه كان لبس درعا، ففضل عنه، فأخذ الفضلة بيده ومزقه. (6)
(1) في المصدر: ملاك وفي العوالم: هلاك. (2) كذا في المصدر، وفي الاصل:
خلفتني. (3) من البحار. (4) في البحار يمتد، ويقال: مادت به الارض: أي
دارت. (5) مناقب آل أبي طالب: 4 / 142، وفتح الابواب: 245 - 248 لابن
طاووس، والخرائج: 1 / 265 ح 9 وأخرجه في البحار: 46 / 77 - 78 ح 73 و 74
عن فتح الابواب والمناقب، وفي ص 40 - 41 ذح 33 وح 35 وج 87 / 230 ح 43 عن
المناقب والخرائج وفي العوالم: 18 / 32 - 33 ح 4 - 6 عنهم وفي ص: 71 ح 1
عن فتح الابواب. (6) مناقب آل أبي طالب: 4 / 142 - 143 وعنه البحار: 46 /
41 صدر ح 33 والعوالم: 18 / =
[ 382 ]
السبعون الرجل الذي دافع عنه - عليه السلام - وهو نائم يوم اصيب
أبوه - عليه السلام - 1378 / 126 - ابن شهرآشوب: قال: روى أبو مخنف، عن
الجلودي أنه لما قتل الحسين - عليه السلام - كان علي بن الحسين نائما،
فجعل رجل [ منهم ] (1) يدافع عنه كل من أراد به سوءا. (2)
|